رنج روفر
14-08-2008, 02:54 PM
الشيخ ضيدان الفغم
هو الشيخ ضيدان بن زيد الفغم ، والفغمة زعماء الصهبة من ذوي عون علوى من قبيلة مطير ، لهم شهرة كبيرة بين القبائل وسمعة طيبة ، أما الشيخ ضيدان فقد خلد فعله بأشعاره التي لا يقولها إلا في مناسبة ، وخصوصاً المناسبات التي لا تخلو من الحماسة والفخر ، شأنه شأن شيوخ القبائل.
كان لدى الشاعر الشيخ ضيدان الفغم فرس أصيل ، طلبها إبن رشيد من الفغمة ، فإمتنع ضيدان ونزح بها إلى قبيلة العجمان ، ومما يذكر أنه جاور رجلاً من العجمان ، يدعى إبن عرشان ، وذات يوم أتاه رجل من جنوب نجد ، جار لأبي شقرة العجمي ، وضيدان يحتسي فنجال القهوة في بيته ، فقال ذلك الرجل لضيدان : هذه الفرس التي بسببها تغربت عن قومك ، فلم يرد عليه ضيدان ، فقال الرجل ، ما هو وسم قومك يا الفغم ، فأمسك به ضيدان ووضعه تحته ، وأخذ المحماس من النار ووضع وسم الفغمة على خده ، فذهب الموسوم إلى جاره ، أبي شقرة ، شاكياً له بما فعله ضيدان ، فأتى أبو شقرة إلى فرس ضيدان وقتلها جزاء فعلة صاحبها ، فلما علم إبن عرشان وهو جار الشاعر ضيدان الفغم ، فرض على أبي شقرة غرامة قدرها خمس وعشرون ناقة ، تسلم للشاعر عوضاً عن فرسه ،
وفي هذه المناسبة قال الشاعر القصيدة الآتية...
واقلبي إللي صـار فيـه إجتوالـي=ورجلي خفن عقب ماهـن ثقيـلات
من حر قباء مـن نفائـس حلالـي=جاها أبو شقرة عاذرة بين الأبيـات
راحـت ويبراهـا سـواة الغزالـي=ماتت وحتى الغوج من موتها مـات
قصـيـرة لمبهـريـن الهـلالـي=في وجه إبن عرشان من قبل الأهواة
قصيركـم يـا ذاهبيـن الحـلالـي=ذالي ثلاث سنيـن والرابعـة جـات
لو أنهـا راحـت خـلاف التوالـي=ما توجع الرجال من عرض ما فات
الغبن مـا تصبـر عليـه الرجالـي=والحـي لا بـده مواجـه للأمـوات
حدانا أخـو نـورة حدتـه الليالـي=تذبح فرسنا عندنـا ذبحـة الشـاة
وقالت ابنته ايضاً عن الفرس
ياحسيفي يا سابقك يا بوي ضيدان =تفك زمل اللـي لطيفـن حشاهـا
العام يوم هي جارةٍ لابن راكـان =تمشي مع الديّـان محـدٍ نغاهـا
واليوم يوم هي جارةٍ لابن عرشان =جاها أبو شقـرة وميّـل شواهـا
وللفغم حكاية من أروع الحكايات تترجم لنا المثل الذي يقول : (كم من كلمة قتلت صاحبها) ، ملخصها أن ضيدان الفغم في إحدى السنوات نزح عن قبيلته بسبب خلاف نشب بينه وبينهم ، فرحل عنهم ، ونزل مع قبيلته تسكن شرق نجد ، فأكرموه واستقبلوه بما هو أهل له ، وذات ليلة كان ضيدان في مجلس من مجالس القبيلة التي نزح إليها فسأل أحد أفراد القبيلة التي يعيش ضيدان بينها ، سأل أحدهم شخصاً آخر جالساً : حينما قتلتم فلاناً ماذا كان يقول..؟ ، وكان المقتول الذي يسأل عنه مطيرياً ، من جماعة الفغم ، وأعتقد أن السائل كان يقصد جرح مشاعر الفغم ، فأجاب المسؤول : كان يقول (علوى يا رفاقه) ، فهب ضيدان واقفاً وقال : علوى تقتبس من رأسي ، وقتل ذلك الرجل آخذاً بثأر (المطيري) وقال اي والله علوى يارفاقه
وأنشد البيتين المشهورين..
يا شاري قلب من الغبن جزاع=بقلب تعود للـردى مرجعانـي
قلب جزوع لو عذلناه ما طاع=لا شاف شيء يمحشه ما يداني
هذه القصة تدل على إقدام وشجاعة الشيخ (ضيدان الفغم) ، فقد قتل أحد أفراد القبيلة التي لجأ إليها وهو بينهم دون أن يعبأ بهم ، أو يخشاهم ، بعد أن سمع من القاتل ما قاله المقتول قبل أن يقتل.
المصدر
كتابات الأستاذ عبدالعزيز السناح..
تحياتي للجميع
رنج
هو الشيخ ضيدان بن زيد الفغم ، والفغمة زعماء الصهبة من ذوي عون علوى من قبيلة مطير ، لهم شهرة كبيرة بين القبائل وسمعة طيبة ، أما الشيخ ضيدان فقد خلد فعله بأشعاره التي لا يقولها إلا في مناسبة ، وخصوصاً المناسبات التي لا تخلو من الحماسة والفخر ، شأنه شأن شيوخ القبائل.
كان لدى الشاعر الشيخ ضيدان الفغم فرس أصيل ، طلبها إبن رشيد من الفغمة ، فإمتنع ضيدان ونزح بها إلى قبيلة العجمان ، ومما يذكر أنه جاور رجلاً من العجمان ، يدعى إبن عرشان ، وذات يوم أتاه رجل من جنوب نجد ، جار لأبي شقرة العجمي ، وضيدان يحتسي فنجال القهوة في بيته ، فقال ذلك الرجل لضيدان : هذه الفرس التي بسببها تغربت عن قومك ، فلم يرد عليه ضيدان ، فقال الرجل ، ما هو وسم قومك يا الفغم ، فأمسك به ضيدان ووضعه تحته ، وأخذ المحماس من النار ووضع وسم الفغمة على خده ، فذهب الموسوم إلى جاره ، أبي شقرة ، شاكياً له بما فعله ضيدان ، فأتى أبو شقرة إلى فرس ضيدان وقتلها جزاء فعلة صاحبها ، فلما علم إبن عرشان وهو جار الشاعر ضيدان الفغم ، فرض على أبي شقرة غرامة قدرها خمس وعشرون ناقة ، تسلم للشاعر عوضاً عن فرسه ،
وفي هذه المناسبة قال الشاعر القصيدة الآتية...
واقلبي إللي صـار فيـه إجتوالـي=ورجلي خفن عقب ماهـن ثقيـلات
من حر قباء مـن نفائـس حلالـي=جاها أبو شقرة عاذرة بين الأبيـات
راحـت ويبراهـا سـواة الغزالـي=ماتت وحتى الغوج من موتها مـات
قصـيـرة لمبهـريـن الهـلالـي=في وجه إبن عرشان من قبل الأهواة
قصيركـم يـا ذاهبيـن الحـلالـي=ذالي ثلاث سنيـن والرابعـة جـات
لو أنهـا راحـت خـلاف التوالـي=ما توجع الرجال من عرض ما فات
الغبن مـا تصبـر عليـه الرجالـي=والحـي لا بـده مواجـه للأمـوات
حدانا أخـو نـورة حدتـه الليالـي=تذبح فرسنا عندنـا ذبحـة الشـاة
وقالت ابنته ايضاً عن الفرس
ياحسيفي يا سابقك يا بوي ضيدان =تفك زمل اللـي لطيفـن حشاهـا
العام يوم هي جارةٍ لابن راكـان =تمشي مع الديّـان محـدٍ نغاهـا
واليوم يوم هي جارةٍ لابن عرشان =جاها أبو شقـرة وميّـل شواهـا
وللفغم حكاية من أروع الحكايات تترجم لنا المثل الذي يقول : (كم من كلمة قتلت صاحبها) ، ملخصها أن ضيدان الفغم في إحدى السنوات نزح عن قبيلته بسبب خلاف نشب بينه وبينهم ، فرحل عنهم ، ونزل مع قبيلته تسكن شرق نجد ، فأكرموه واستقبلوه بما هو أهل له ، وذات ليلة كان ضيدان في مجلس من مجالس القبيلة التي نزح إليها فسأل أحد أفراد القبيلة التي يعيش ضيدان بينها ، سأل أحدهم شخصاً آخر جالساً : حينما قتلتم فلاناً ماذا كان يقول..؟ ، وكان المقتول الذي يسأل عنه مطيرياً ، من جماعة الفغم ، وأعتقد أن السائل كان يقصد جرح مشاعر الفغم ، فأجاب المسؤول : كان يقول (علوى يا رفاقه) ، فهب ضيدان واقفاً وقال : علوى تقتبس من رأسي ، وقتل ذلك الرجل آخذاً بثأر (المطيري) وقال اي والله علوى يارفاقه
وأنشد البيتين المشهورين..
يا شاري قلب من الغبن جزاع=بقلب تعود للـردى مرجعانـي
قلب جزوع لو عذلناه ما طاع=لا شاف شيء يمحشه ما يداني
هذه القصة تدل على إقدام وشجاعة الشيخ (ضيدان الفغم) ، فقد قتل أحد أفراد القبيلة التي لجأ إليها وهو بينهم دون أن يعبأ بهم ، أو يخشاهم ، بعد أن سمع من القاتل ما قاله المقتول قبل أن يقتل.
المصدر
كتابات الأستاذ عبدالعزيز السناح..
تحياتي للجميع
رنج