الهاوي
21-03-2006, 11:43 AM
قصيـدة مؤثـره , كتـبت في ليـلة تنفـيذ حكم الإعدام بحق الشاعر . ويخاطب فيها أبوه ويعبّر فيها عن حاله بالسـجن وهو ينتظـر تنفيذ الحكم , في طياتها قصـة حزينة . اتمنى إنها تعجبكم .(( الرجاء قرائتها بتمعّن ))
أبتاه ماذا قد يخط بنانى= و الحبل و الجلاد ينتظران
هذا كتاب اليك من زنزانة= مقرورة صخرية الجدران
لم تبق الا ليلة احيا بها =واحس ان ظلامها اكفانى
ستمر يا ابتاه لست اشك ف=ى هذا وتحمل بعدها جثمانى
الليل من حولى هدوء قاتل =والذكريات تمور فى وجدانى
ويهدنى المى فانشد راحتى =فى بضع ايات من القران
والنفس بين جوانحى شفافة =دب الخشوع بها فهز كيانى
قد عشت أومن بالاله ولم =اذق الا اخيرا لذة الايمان
شكرا لهم انا لا اريد طعامهم= فليرفعوه فلست بالجوعان
هذا الطعام المر ما صنعته لى= امى ولا وضعوه فوق خوان
كلا ولم يشهده يا ابتى معى =اخوان لى جاءاه يستبقان
مدوا الى به يدا مصبوغة =بدمى وهذه غاية الاحسان
والصمت يقطعه رنين سلاسل= عبثت بهن اصابع السجان
ما بين اونة تمر واختها =يرنو الى بمقلتى شيـــطان
من كوة بالباب يرقب صيده= ويعود فى امن الى الدوران
انا لا احس باى حقد نحوه =ماذا جناه فتمسه اضغانى
هو طيب الاخلاق مثلك يابى =لم يبد فى طمأ الى العدوان
لكن إن نام عنى لحظة= ذاق العيال مــرارة الحرمان
فلربما وهو المروع سحنة= لو كان مثلى شاعرا لرثانى
أو عاد من يدرى الى اولاده =وتذكّر صورتى لبكانى
وعلى الجدار الصلب نافذة بها =معنى الحياة غليظة القضبان
قد طالما شارفتها متأملا فى =السائرين على الأسى اليقظان
فأرى وجوما كالضباب مصورا =ما فى قلوب الناس من غليان
نفس الشعور لدى الجميع وإنما =كتموا وكان الموت فى إعلانى
ويدور همس فى الجوانح ما الذى= فى الثورة الحمقاء قد أغران
أو لم يكن خيرا لنفسى ان أرى =مثل الجموع أسير فى إذعان
ما ضرنى لو قد سكت وكلما =غلب الأسى بالغت فى الكتمان
هذا دمى سيسيل مطفئا =ما ثار فى جنْبَىَّّ من نيران
وفؤادى الموار فى نبضاته= سيكف من غده عن الخفقان
والظلم باق لن يحطم قيده =موتى ولن يودى به قربان
ويسير ركب البغى ليس يضيره= شاة اذا اجتثت من القطعان
هذا حديث النفس حين تشف =عن بشريتى وتمور بعد ثوان
وتقول لى إن الحياة لغاية =أسمى من التصفيق للطغيان
انفاسك الحرى وان هى أخمدت= ستظل تغمر افقهم بدخان
وقروم جسمك وهو تحت سياطهم =قسمات صبح يتقيه الجانى
دمع السجين هناك فى أغلاله =ودم الشهيد هنا سيلتقيان
حتى اذا ما أفعمت بهما الربا =لم يبق غير تمرد الفيضان
ومن العواصف ما يكون هبوبها= بعد الهدوء وراحة الربانى
إن احتدام النار في وجهه= أمر يثير حفيظة البركان
وتتابع القطرات ينزل بعده= سيل يليه تدفق الطوفان
فيموج يقتلع الطغالة مزمجرا= اقوى من الجبروت والسلطان
أنا لست ادرى هل ستذكر قصتى= ام سوف يعدوها رحى النسيان
او أننى سأكون فى تاريخنا =متآمرا أم هادم الاوثان
كل الذى ادريه ان تجرعى =كأس المذلة ليس فى إمكانى
لو لم أكن فى ثورتى متطلبا =غير الضياء لامتى لكفانى
اهوى الحياة كريمة لا قيد لا= إرهاب لا إستخفاف بالإنسان
فاذا سقطفت سقطفت أحمل عزتى= يغلى دم الاحرار فى شفريانى
أبتاه إن طلع الصباح وأضاء= نور الشمس كل مكان
واستقبل العصفور بين غصونه= يوما جديدا مشرق الألوان
وسمعت أنغام التفاؤل ثرة تجرى= على فم بائع الالبان
واتى يدق- كما تعود- بابنا= سيدق باب السجن جلادان
واكون بعد هنيهة متأرجحا =فى الحبل مشدودا الى العيدان
ليكن عزاؤك ان هذا الحبل ما= صنعته فى هذى الربوع يدان
نسجوه فى بلد يشع حضارة =وتضاء منه مشاعل العرفان
او هكذا زعموا وجىء به الى =بلدى الجريح على يد الاعوان
أنا لا اريدك ان تعيش محطما =فى زحمة الألام والاشجان
إن ابنك المصفود فى أغلاله =قد سيق نحو الموت غير مدان
فاذكر حكايات بأيام الصبا قد =قلتها لى عن هوى الأوطان
وإذا سمعت نشيج امى فى الدجى= تبكى شبابا ضاع فى الريعان
وتكتم الحسرات فى أعماقها =ألما تواريه عن الجيران
فاطلب اليها الصفح عنى اننى =لا ابتغى منها سوى الغفران
مازال فى سمعى رنين حديثها= ومقالها فى رحمة وحنان
أبنى إنى قد غدوت عليلة =لم يبق لى جلد على الأحزان
فأذق فؤادى فرحة بالبحث عن= بنت الحلال ودعك من عصيان
كانت لها أمنية ريانة =يا حسن أمال لها وأمان
غزلت خيوط السعد مخضلا ولم= يكن إنتفاض الغزل فى الحسبان
والان لا ادرى باى جوانح =ستبيت بعدى أم باى جنان
هذا الذى سطرته لك يا أبى =بعض الذى يجرى بفكر عان
لكن إذا إنتصر الضياء ومزقت=بيد الجموع شريعة القرصان
فلسوف يذكرنى ويذكر همتى= من كان فى بلدى حليف هوان
والى اللقاء تحت ظل عدالة = قدسيّة الاحكام والميزان
أبتاه ماذا قد يخط بنانى= و الحبل و الجلاد ينتظران
هذا كتاب اليك من زنزانة= مقرورة صخرية الجدران
لم تبق الا ليلة احيا بها =واحس ان ظلامها اكفانى
ستمر يا ابتاه لست اشك ف=ى هذا وتحمل بعدها جثمانى
الليل من حولى هدوء قاتل =والذكريات تمور فى وجدانى
ويهدنى المى فانشد راحتى =فى بضع ايات من القران
والنفس بين جوانحى شفافة =دب الخشوع بها فهز كيانى
قد عشت أومن بالاله ولم =اذق الا اخيرا لذة الايمان
شكرا لهم انا لا اريد طعامهم= فليرفعوه فلست بالجوعان
هذا الطعام المر ما صنعته لى= امى ولا وضعوه فوق خوان
كلا ولم يشهده يا ابتى معى =اخوان لى جاءاه يستبقان
مدوا الى به يدا مصبوغة =بدمى وهذه غاية الاحسان
والصمت يقطعه رنين سلاسل= عبثت بهن اصابع السجان
ما بين اونة تمر واختها =يرنو الى بمقلتى شيـــطان
من كوة بالباب يرقب صيده= ويعود فى امن الى الدوران
انا لا احس باى حقد نحوه =ماذا جناه فتمسه اضغانى
هو طيب الاخلاق مثلك يابى =لم يبد فى طمأ الى العدوان
لكن إن نام عنى لحظة= ذاق العيال مــرارة الحرمان
فلربما وهو المروع سحنة= لو كان مثلى شاعرا لرثانى
أو عاد من يدرى الى اولاده =وتذكّر صورتى لبكانى
وعلى الجدار الصلب نافذة بها =معنى الحياة غليظة القضبان
قد طالما شارفتها متأملا فى =السائرين على الأسى اليقظان
فأرى وجوما كالضباب مصورا =ما فى قلوب الناس من غليان
نفس الشعور لدى الجميع وإنما =كتموا وكان الموت فى إعلانى
ويدور همس فى الجوانح ما الذى= فى الثورة الحمقاء قد أغران
أو لم يكن خيرا لنفسى ان أرى =مثل الجموع أسير فى إذعان
ما ضرنى لو قد سكت وكلما =غلب الأسى بالغت فى الكتمان
هذا دمى سيسيل مطفئا =ما ثار فى جنْبَىَّّ من نيران
وفؤادى الموار فى نبضاته= سيكف من غده عن الخفقان
والظلم باق لن يحطم قيده =موتى ولن يودى به قربان
ويسير ركب البغى ليس يضيره= شاة اذا اجتثت من القطعان
هذا حديث النفس حين تشف =عن بشريتى وتمور بعد ثوان
وتقول لى إن الحياة لغاية =أسمى من التصفيق للطغيان
انفاسك الحرى وان هى أخمدت= ستظل تغمر افقهم بدخان
وقروم جسمك وهو تحت سياطهم =قسمات صبح يتقيه الجانى
دمع السجين هناك فى أغلاله =ودم الشهيد هنا سيلتقيان
حتى اذا ما أفعمت بهما الربا =لم يبق غير تمرد الفيضان
ومن العواصف ما يكون هبوبها= بعد الهدوء وراحة الربانى
إن احتدام النار في وجهه= أمر يثير حفيظة البركان
وتتابع القطرات ينزل بعده= سيل يليه تدفق الطوفان
فيموج يقتلع الطغالة مزمجرا= اقوى من الجبروت والسلطان
أنا لست ادرى هل ستذكر قصتى= ام سوف يعدوها رحى النسيان
او أننى سأكون فى تاريخنا =متآمرا أم هادم الاوثان
كل الذى ادريه ان تجرعى =كأس المذلة ليس فى إمكانى
لو لم أكن فى ثورتى متطلبا =غير الضياء لامتى لكفانى
اهوى الحياة كريمة لا قيد لا= إرهاب لا إستخفاف بالإنسان
فاذا سقطفت سقطفت أحمل عزتى= يغلى دم الاحرار فى شفريانى
أبتاه إن طلع الصباح وأضاء= نور الشمس كل مكان
واستقبل العصفور بين غصونه= يوما جديدا مشرق الألوان
وسمعت أنغام التفاؤل ثرة تجرى= على فم بائع الالبان
واتى يدق- كما تعود- بابنا= سيدق باب السجن جلادان
واكون بعد هنيهة متأرجحا =فى الحبل مشدودا الى العيدان
ليكن عزاؤك ان هذا الحبل ما= صنعته فى هذى الربوع يدان
نسجوه فى بلد يشع حضارة =وتضاء منه مشاعل العرفان
او هكذا زعموا وجىء به الى =بلدى الجريح على يد الاعوان
أنا لا اريدك ان تعيش محطما =فى زحمة الألام والاشجان
إن ابنك المصفود فى أغلاله =قد سيق نحو الموت غير مدان
فاذكر حكايات بأيام الصبا قد =قلتها لى عن هوى الأوطان
وإذا سمعت نشيج امى فى الدجى= تبكى شبابا ضاع فى الريعان
وتكتم الحسرات فى أعماقها =ألما تواريه عن الجيران
فاطلب اليها الصفح عنى اننى =لا ابتغى منها سوى الغفران
مازال فى سمعى رنين حديثها= ومقالها فى رحمة وحنان
أبنى إنى قد غدوت عليلة =لم يبق لى جلد على الأحزان
فأذق فؤادى فرحة بالبحث عن= بنت الحلال ودعك من عصيان
كانت لها أمنية ريانة =يا حسن أمال لها وأمان
غزلت خيوط السعد مخضلا ولم= يكن إنتفاض الغزل فى الحسبان
والان لا ادرى باى جوانح =ستبيت بعدى أم باى جنان
هذا الذى سطرته لك يا أبى =بعض الذى يجرى بفكر عان
لكن إذا إنتصر الضياء ومزقت=بيد الجموع شريعة القرصان
فلسوف يذكرنى ويذكر همتى= من كان فى بلدى حليف هوان
والى اللقاء تحت ظل عدالة = قدسيّة الاحكام والميزان