عــ الهوى ــز
24-06-2007, 04:46 PM
http://www.alriyadh.com/2007/02/15/img/152607.jpg
هو حيوان يعيش في الصحراء في عزلة ، هذه العزلة جزء من مهام وجوده ، لا يأنس مع غيره فعاش في وحشة ، لكنه مع الوقت فرض نفسه على الناس وقبلوه برضاً منهم ، عاش معهم معاناة الجوع والجفاف تقاسم معهم الصراع من اجل البقاء.!!
هذا الحيوان هو (الذئب) وأحد السباع ، تتنافر وتتعارض في الظاهر مصالحه مع مصالح الإنسان ، فما يريده لسد جوعه يرفضه الإنسان لأن وجبته الشهية اما الإنسان نفسه او سيأخذ من اغنامه ومواشيه اي انه يضر بمصالح هذا فالغنيمة من ذاك خسارة لهذا.!!
هذا الحيوان من اكثر الحيوانات المفترسة يقظة ، فهو قليل النوم كثير الانتباه ، شديد الحذر حريص على انتهاز الفرص لصالحه ، هو اقرب خطر للرعاة في الصحراء ، وهو الذي يتحين فرصة لانقضاض على اغنام اهل المزارع والقرى.!!
ارتبطت صفاته بثقافتهم لقربه منهم ، وصار معلوماً لدى الجميع ، فلا يكاد يجهله احد ، بل اعجبوا بكثير من خصاله وان كان بعضها لا يروق لهم ، لكنه فرض نفسه عليهم ، واعترفوا به برضاهم.!!
تسموا باسمه (سرحان ، ذيب ، سبع) يريدون من تلك التسميات الاعتراف به رغم عدائه لهم وعدائهم له!!
كما دخلت بعض خصاله في امثالهم واقوالهم ، فقالوا:-
((الذيب ما يهرول عبث)) !!
يعنون كل حريص يسعى من اجل مصلحته !!
وقالو:-
((نوم ذيب)) !!
كما قالوا:-
((ما يهتني بالنوم سرحان ذيبه)) !!
وقالوا:-
((جاك الذيب جاك وليده)) !!
ويعنون تتابع الخطر والخوف ولزوم الحذر.!!
وتوصلوا في النهاية الى حالة من الوفاق التام ، لكن هذا لا يعني توقف الحرب رغم هذا الوفاق الظاهر !!
بل استمر العداء وبقي وهو يدري عن مواقف الناس تجاهه.!؟
ضمّن الشعراء قصائدهم شيئاً عن الذئب ؛ اما حزناً في عوائه ، او يقظته وانتباهه ، او جرأته وإقدامه ،
او بعض صفاته.!!
يقول الشاعر الشعبي:-
ياذيب ياللي هاضنـي بعـواه= قبلك وانا عن صاحبي سالي
مدري حدر والا نصا مربـاه =والا مـع ابـن حميـد نـزالـي
ياقصر ياللـي مشيـدن مبنـاه =ياقصر وين الصاحب الغالي
ولعبدالعزيز أبانمي هذه القصيدة :-
هيض القلب تالـي الليـل ذيـب عـوى =يوم شرف على المرحان شاف العنين
قــام يقـنـب بصـوتـه بـايـت الـقـوى =ما درى ويـن شـدوا العـرب راحليـن
من عشيـر نـوى الفـراق بيتـه طـوى =قربـوا لـه مراحيـلـه وهــم نازحـيـن
هيه يا طاردين الغي يـا اهـل الهـوى =واحذروا من نقاض الحـب ياجاهليـن
وان نقـض بـا لمـودة مـا يسـر الـدوا =والهـوى لـو كميـتـه لازم انــه يبـيـن
قـال قـد لــي اسـبـوع بـايـت الـقـوى =والضواري حدتني من خلاف ويميـن
وللشاعر (مبيلش) يقول :-
ذيب ياللي بخشم طويق جيعاني = جك الارزاق وجرك للعوى خله
جر صوتك لذيب كبـاد وهدانـي =والوعد مركز البيـرق الـى فلـه
ولشاعر شعبي آخر قوله :-
تخاويت انا والذيب سرحان = دعيتـه بأمـان الله وجـانـي
والقصائد في هذا الشأن تطول وتتعدى ، لكن ليس المهم هنا ايرادها بقدر ما يهم ايراد بعض الشواهد منها كأمثلة.
وخلاصة القول ؛ ان هذا الحيوان الشرس في الصحراء القاحلة الفارغة من الغذاء الممتدة بلا نهاية تعايش مع طبيعتها ومع ساكنيها وقدم اوراق قبلوه لكل اعدائه من البشر فقبلوه رغم كرهه وتعايشوا معه رغم غدره ، ورأوا فيه خصالاً اعجبتهم وربما افتخروا به فهل يكون الحيوان المحظوظ ام الحيوان المقبول المرفوض؟.
هل عرفتم الآن لماذا كانوا إذا ارادوا مدح احدهم قالوا :-
فلان والله انه الذيــــــب !!؟
منقوول
تحياتي لكم
هو حيوان يعيش في الصحراء في عزلة ، هذه العزلة جزء من مهام وجوده ، لا يأنس مع غيره فعاش في وحشة ، لكنه مع الوقت فرض نفسه على الناس وقبلوه برضاً منهم ، عاش معهم معاناة الجوع والجفاف تقاسم معهم الصراع من اجل البقاء.!!
هذا الحيوان هو (الذئب) وأحد السباع ، تتنافر وتتعارض في الظاهر مصالحه مع مصالح الإنسان ، فما يريده لسد جوعه يرفضه الإنسان لأن وجبته الشهية اما الإنسان نفسه او سيأخذ من اغنامه ومواشيه اي انه يضر بمصالح هذا فالغنيمة من ذاك خسارة لهذا.!!
هذا الحيوان من اكثر الحيوانات المفترسة يقظة ، فهو قليل النوم كثير الانتباه ، شديد الحذر حريص على انتهاز الفرص لصالحه ، هو اقرب خطر للرعاة في الصحراء ، وهو الذي يتحين فرصة لانقضاض على اغنام اهل المزارع والقرى.!!
ارتبطت صفاته بثقافتهم لقربه منهم ، وصار معلوماً لدى الجميع ، فلا يكاد يجهله احد ، بل اعجبوا بكثير من خصاله وان كان بعضها لا يروق لهم ، لكنه فرض نفسه عليهم ، واعترفوا به برضاهم.!!
تسموا باسمه (سرحان ، ذيب ، سبع) يريدون من تلك التسميات الاعتراف به رغم عدائه لهم وعدائهم له!!
كما دخلت بعض خصاله في امثالهم واقوالهم ، فقالوا:-
((الذيب ما يهرول عبث)) !!
يعنون كل حريص يسعى من اجل مصلحته !!
وقالو:-
((نوم ذيب)) !!
كما قالوا:-
((ما يهتني بالنوم سرحان ذيبه)) !!
وقالوا:-
((جاك الذيب جاك وليده)) !!
ويعنون تتابع الخطر والخوف ولزوم الحذر.!!
وتوصلوا في النهاية الى حالة من الوفاق التام ، لكن هذا لا يعني توقف الحرب رغم هذا الوفاق الظاهر !!
بل استمر العداء وبقي وهو يدري عن مواقف الناس تجاهه.!؟
ضمّن الشعراء قصائدهم شيئاً عن الذئب ؛ اما حزناً في عوائه ، او يقظته وانتباهه ، او جرأته وإقدامه ،
او بعض صفاته.!!
يقول الشاعر الشعبي:-
ياذيب ياللي هاضنـي بعـواه= قبلك وانا عن صاحبي سالي
مدري حدر والا نصا مربـاه =والا مـع ابـن حميـد نـزالـي
ياقصر ياللـي مشيـدن مبنـاه =ياقصر وين الصاحب الغالي
ولعبدالعزيز أبانمي هذه القصيدة :-
هيض القلب تالـي الليـل ذيـب عـوى =يوم شرف على المرحان شاف العنين
قــام يقـنـب بصـوتـه بـايـت الـقـوى =ما درى ويـن شـدوا العـرب راحليـن
من عشيـر نـوى الفـراق بيتـه طـوى =قربـوا لـه مراحيـلـه وهــم نازحـيـن
هيه يا طاردين الغي يـا اهـل الهـوى =واحذروا من نقاض الحـب ياجاهليـن
وان نقـض بـا لمـودة مـا يسـر الـدوا =والهـوى لـو كميـتـه لازم انــه يبـيـن
قـال قـد لــي اسـبـوع بـايـت الـقـوى =والضواري حدتني من خلاف ويميـن
وللشاعر (مبيلش) يقول :-
ذيب ياللي بخشم طويق جيعاني = جك الارزاق وجرك للعوى خله
جر صوتك لذيب كبـاد وهدانـي =والوعد مركز البيـرق الـى فلـه
ولشاعر شعبي آخر قوله :-
تخاويت انا والذيب سرحان = دعيتـه بأمـان الله وجـانـي
والقصائد في هذا الشأن تطول وتتعدى ، لكن ليس المهم هنا ايرادها بقدر ما يهم ايراد بعض الشواهد منها كأمثلة.
وخلاصة القول ؛ ان هذا الحيوان الشرس في الصحراء القاحلة الفارغة من الغذاء الممتدة بلا نهاية تعايش مع طبيعتها ومع ساكنيها وقدم اوراق قبلوه لكل اعدائه من البشر فقبلوه رغم كرهه وتعايشوا معه رغم غدره ، ورأوا فيه خصالاً اعجبتهم وربما افتخروا به فهل يكون الحيوان المحظوظ ام الحيوان المقبول المرفوض؟.
هل عرفتم الآن لماذا كانوا إذا ارادوا مدح احدهم قالوا :-
فلان والله انه الذيــــــب !!؟
منقوول
تحياتي لكم