آغانيج
08-08-2011, 08:47 AM
/
/
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القول والفعل
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز:
{ يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون () كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون } .
أما عند الناس، فإن اختلاف القول عن الفعل إلى حد التناقض أحياناً، يفقد صاحبه المصداقية
بمقدار ما يهز ثقتهم به، ويفقدهم الاطمئنان لأقواله في أحسن الحالات.
ذلك أن المستمع أو المتلقي تعجبه شقشقة اللسان، وتطربه نبرة الكلمة ولا سيما الحادة منها،
وقد توقعه في شباك محدثه، وتأسره إلى درجة يبدو فيها وكأنه يعيش في عالم مسحور كل ما فيه،
جميل ورائع وحبيب، وينقاد لها إلى حد الفتنة بحيث ينحصر فهمه للأشياء في حدود إيحاءاتها،
ولايمكنه النظر إلا من خلال الزاوية الضيقة التي تسلط عليها أضواءها.
لكن براعة المتكلم وعروضه التي تأسر الألباب، وتمسك بمجامع القلوب لا تستطيع ردم الهوة
التي تفصل الحرف عن الحركة في مسرحيته الشائقة، كما أنها لا تملك القدرة على إخفاء حقيقة
التناقض بين النظريات الحالمة وتطبيقاتها السيئة أو المعدومة ولا سيما عندما يجلس أحدنا ليتأمل
ويفكر وتشرق على نفسه لحظات من الإلهام، ينكشف من خلالها الغلاف الوهمي
الذي يحجب السوءات عن العيون المسحورة.
وأمام اهتزاز الصورة وظهور الحقيقة قد ينقلب المتأمل رأساً على عقب،
ويتحول مائة وثمانين درجة ويصاب بشيء من السلوك المضطرب نتيجة فقدان السيطرة وانعدام الاتزان
وربما انتقل في مساره الفكري من اليمين إلى اليسار،
أو من الشمال إلى الجنوب فدعا إلى الرذيلة بعد أن كان
ينادي بالفضيلة لأنه لم يستطع التحكم بنفسه وهو
يرى بشكل جلي الانفصام الكبير بين الواقع المعاش،
وبين التنظيرات الكثيرة التي طالما رددها الزعماء في خطبهم والأدباء في مقالاتهم،
وملؤوا أسماع جمهورهم، ودغدغوا عواطفهم بالوعود الكاذبة، والأماني الجميلة
حيث يتحول معها التراب إلى تبر،
وتتواضع الثريا حتى تخالط الناس في مجالسهم، أو يرتفع الثرى بمن عليه بحيث يغدو من السهل على
الجميع مناجاة النجوم، وعقد صفقات من الوئام وتبادل المعلومات معها.
ممآآ رآق لي .... :m-22:~
/
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القول والفعل
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز:
{ يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون () كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون } .
أما عند الناس، فإن اختلاف القول عن الفعل إلى حد التناقض أحياناً، يفقد صاحبه المصداقية
بمقدار ما يهز ثقتهم به، ويفقدهم الاطمئنان لأقواله في أحسن الحالات.
ذلك أن المستمع أو المتلقي تعجبه شقشقة اللسان، وتطربه نبرة الكلمة ولا سيما الحادة منها،
وقد توقعه في شباك محدثه، وتأسره إلى درجة يبدو فيها وكأنه يعيش في عالم مسحور كل ما فيه،
جميل ورائع وحبيب، وينقاد لها إلى حد الفتنة بحيث ينحصر فهمه للأشياء في حدود إيحاءاتها،
ولايمكنه النظر إلا من خلال الزاوية الضيقة التي تسلط عليها أضواءها.
لكن براعة المتكلم وعروضه التي تأسر الألباب، وتمسك بمجامع القلوب لا تستطيع ردم الهوة
التي تفصل الحرف عن الحركة في مسرحيته الشائقة، كما أنها لا تملك القدرة على إخفاء حقيقة
التناقض بين النظريات الحالمة وتطبيقاتها السيئة أو المعدومة ولا سيما عندما يجلس أحدنا ليتأمل
ويفكر وتشرق على نفسه لحظات من الإلهام، ينكشف من خلالها الغلاف الوهمي
الذي يحجب السوءات عن العيون المسحورة.
وأمام اهتزاز الصورة وظهور الحقيقة قد ينقلب المتأمل رأساً على عقب،
ويتحول مائة وثمانين درجة ويصاب بشيء من السلوك المضطرب نتيجة فقدان السيطرة وانعدام الاتزان
وربما انتقل في مساره الفكري من اليمين إلى اليسار،
أو من الشمال إلى الجنوب فدعا إلى الرذيلة بعد أن كان
ينادي بالفضيلة لأنه لم يستطع التحكم بنفسه وهو
يرى بشكل جلي الانفصام الكبير بين الواقع المعاش،
وبين التنظيرات الكثيرة التي طالما رددها الزعماء في خطبهم والأدباء في مقالاتهم،
وملؤوا أسماع جمهورهم، ودغدغوا عواطفهم بالوعود الكاذبة، والأماني الجميلة
حيث يتحول معها التراب إلى تبر،
وتتواضع الثريا حتى تخالط الناس في مجالسهم، أو يرتفع الثرى بمن عليه بحيث يغدو من السهل على
الجميع مناجاة النجوم، وعقد صفقات من الوئام وتبادل المعلومات معها.
ممآآ رآق لي .... :m-22:~