ديوان الشاعر ... حصين بن معاوية.

[نــجــم]

عُبَيد بن حُصين بن معاوية بن جندل، النميري، أبو جندل.
من فحول الشعراء المحدثين، كان من جلّة قومه، ولقب بالراعي لكثرة وصفه الإبل وكان بنو نمير أهل بيتٍ وسؤدد.
وقيل: كان راعَي إبلٍ من أهل بادية البصرة.
عاصر جريراً والفرزدق وكان يفضّل الفرزدق فهجاه جرير هجاءاً مُرّاً
حيث قال فيه
فغض الطرف انك من نمير
فلا كعب بلغت ولا كلابا
وهو من أصحاب الملحمات.
وسماه بعض الرواة حصين بن معاوية.

[نــجــم]

عجبتُ منَ السّارينَ والرّيحُ قرّة ٌ

عجبتُ منَ السّارينَ والرّيحُ قرّة ٌ
إلى ضَوْءِ نَارٍ بين فَرْدَة َ والرَّحَى
إلى ضَوْءِ نَارِ يَشْتَوِي الْقَدَّ أهْلُهَا
وَقَدْ يُكْرَمُ الأضْيَافُ والقِدُّ يُشْتَوى
فَلَمَّا أتَوْنَا فاشْتَكَيْنَا إلَيْهِمُ

[نــجــم]

بَكَوْا وَكِلاَ الْحَيَّيْنِ مِمَّا بِهِ بَكَى
بكى معوزٌ منْ أنْ يلامَ وطارقٌ
يَشُدُّ مِنَ الْجُوعِ الإزَارَ علَى الْحَشَا
فَأَلْطَفْتُ عَيْنِي هَلْ أرَى مِنْ سَمِينَة ٍ
وَوَطَّنْتُ نَفْسِي لِلْغَرَامَة ِ والْقِرَى
فَأَبْصَرْتُها كَوْمَاءَ ذاتَ عَرِيكَة ٍ

[نــجــم]

هجانًا منَ اللاّتي تمنّعنَ بالصّوى
فَأَوْمَأْتُ إيِمَاءً خَفِيّاً لِحَبْتَرٍ
وللهِ عينا حبترٍ أيّما فتى
وقلتُ له ألصقْ بأيبسِ ساقها
فَإنْ يَجْبُرِ الْعُرْقُوبُ لاَ يَرْقَإِ النَّسَا
فأعجبني منْ حبترٍ أنَّ حبترًا
مضى غيرَ منكوبٍ
ومنصلهُ انتضى

[نــجــم]

كأنّي وقدْ أشبعتهمْ منْ سنامها
جَلَوْتُ غِطَاءً عَنْ فُؤَادِيَ فانْجَلَى
فَبِتْنَا وَبَاتَتْ قِدْرُنَا ذَاتَ هِزَّة ٍ
لنا قبلَ ما فيها شواءٌ ومصطلى
وأصبحَ راعينا بريمة ُ عندنا
بِسِتِّينَ أنْقَتْهَا الأخِلَّة ُ والْخَلاَ
فقلتُ لربِّ النّابِ خذها ثنيّة ً

[نــجــم]

ونابٌ علينا مثل نابكَ في الحيا
يشبُّ لركبٍ منهمُ منْ ورائهمْ
فكُلُّهُمُ أمْسَى إلى ضَوْئِهَا سَرَى

[نــجــم]

لمزاحمٌ منْ خلفهِ وورائهِ


...........
لمزاحمٌ منْ خلفهِ وورائهِ
ومفيدهُ نصري وإنْ كانَ امرأً
مُتَزَحْزِحاً فِي أرْضِهِ وَسَمَائِهِ
وأكونُ واليَ سرّهِ فأصونهُ
حتّى يحينَ عليَّ وقتُ أدائهِ

[نــجــم]

وإذا دعا باسمي ليركبَ مركبًا
صَعْباً قَعَدْتُ لَهُ عَلَى سِيسَائِهِ
وَإذَا اسْتَجَاشَ رَفَدْتُهُ وَنَصَرْتُهُ
وإذا تصعلكَ كنتُ منْ قرنائهِ
وإذا الحوادثُ أجحفتْ بسوامهِ
قرنتْ صحيحتنا إلى جربائهِ

[نــجــم]

وَإذَا أَتَى مِنْ وَجْهِهِ لِطَرِيقِهِ
لَمْ أطَّلِعْ مِمَّا وَرَاءَ خِبَائِهِ
وَإذَا رَأْيَتُ علَيْهِ ثَوْباً نَاعِماً
لمْ يلفني متمنّيًا لردائهِ
وَإذَا ارْتَدَى ثَوْباً جَميِلاً لَمْ أقُلْ

[نــجــم]

يَا لَيْتَ أنَّ عَلَيَّ حُسْنَ رِدَائِهِ
وَمَتَى أجِئْهُ فِي الشَّدَائِدِ مُرْمِلاً
أُلْقِي الَّذِي فِي مِزْوَدي لِوِعَائِهِ
وَإذَا جَنَى غُرْماً سَعَيْتُ لِنَصْرِهِ
حتّى أهينَ كرائمي لفدائهِ

[نــجــم]

تقولُ ابنتي لمّا رأتْ بعدَ مائنا

تقولُ ابنتي لمّا رأتْ بعدَ مائنا
وإطْلاَبَهُ هَلْ بالسُّبَيْلَة ِ مَشْرَبُ
فقلتُ لها إنَّ القوافيَ قطّعتْ
بَقِيَّة َ خُلاَّتٍ بِهَا نَتَقَرَّبُ
رأيتُ بني حمّانَ أسقوا بناتهمْ
وما لك في حمّانَ أمٌّ ولا أبُ

[نجمة الصباح]

http://img105.herosh.com/2010/12/30/417522652.gif


شكرا لك
مجهود رائع
والله يعطيك العافيه
http://img105.herosh.com/2010/12/30/417522652.gif

[نــجــم]

طالَ العشاءُ ونحنُ بالهضبِ

طالَ العشاءُ ونحنُ بالهضبِ
وَأَرِقْتُ لَيْلَة َ عَادَنِي خَطْبِي
حمّلتهُ وقتودَ ميسٍ فاترٍ
سرحِ اليدينِ وشيكة ِ الوثبِ
لمْ يبقِ نصّي منْ عريكتها

[نــجــم]

شَرَفاً يُجِنُّ سَنَاسِنَ الصُّلْبِ
ومعاشرَ ودّوا لوَ أنَّ دمي
يسقونهُ منْ غيرِ ما سغبِ
ألصقتُ صحبي منْ هواكِ بهمْ
وقلوبنا تنزو منَ الرّهبِ
متختّمين على معارفنا

[نــجــم]

نثني لهنَّ حواشيَ العصبِ
وعلى الشّمائلِ أنْ يهاجَ بنا
جُرْبَانُ كُلِّ مُهَنَّدٍ عَضْبِ
وَترى الْمَخَافَة َ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ
بجنوبنا كجوانبِ النّكبِ

[نــجــم]

ولقدْ مطوتُ إليكَ منْ بلدٍنَائي الْمَزَارِ بِأَيْنُقٍ حُدْبِمتواتراتٍ بالإكامِ إذا
جلفَ العزازَ جوالبُ النّكبِ
وكَأنَّهُنَّ قَطاً يُصَفِّقُهُ
خرقُ الرّياحِ بنفنفٍ رحبِ
قَطَرِيَّة ٌ وَخِلاَلُهَا مَهْرِيَّة ٌ
مِنْ عِنْدِ ذَاتِ سَوَالِفٍ غُلْبِ

[نــجــم]

خوصٌ نواهزُ بالسّدوسِ إذا
ضَمَّ الْحُداة ُ جَوَانِبَ الرَّكْبِ
حتّى أنخنَ إلى ابنِ أكرمهمْ
حسبًا وهنَّ كمنجزِ النّحبِ
فَوَضَعْنَ أَزْفَلَة ً وَرَدْنَ بِهَا

[نــجــم]

بحراً خسيفًا طيّبَ الشّربِ
وإذا تغوّلتِ البلادُ بنا
مَنَّيْتُهُ وَفِعَالُهُ صَحْبي
أسعيدُ إنّكَ في قريشٍ كلّها
شرفُ السّنامِ وموضعُ القلبِ

[نــجــم]

مُتَحَلِّبُ الْكَفَّيْنِ غَيْرُ عَصِيِّهِ
ضيقٍ محلّتهُ ولا جدبِ
الأوبُ أوبُ نعائمٍ قطريّة ٍ
والأَلُّ أَلُّ نَحَائِصٍ حُقْبِ

[نــجــم]

إنِّي أتَانِي كَلاَمٌ مَا غَضِبْتُ لَهُ

إنِّي أتَانِي كَلاَمٌ مَا غَضِبْتُ لَهُ
وقَدْ أَرَادَ بِهِ مَنْ قَالَ إغْضَابي
جُنَادِفٌ لاَحِقٌ بکلرَّأْسِ مَنْكِبُهُ
كَأنَّهُ كَوْدَنٌ يُوشَى بِكُلاَّبِ
مِنْ مَعْشَرٍ كُحِلَتْ باللُّؤْمِ أعْيُنُهُمْ

[نــجــم]

قفدِ الأكفِّ لئامٍ غيرِ صيّابِ
قولُ امرئٍ غرَّ قومًا منْ نفوسهمُ
كخرزِ مكرهة ٍ في غيرِ إطنابِ
هَلاَّ سَأَلْتَ هَدَاكَ الله ما حَسَبي
إذا رعائيَ راحتْ قبلَ حطّابي

[نــجــم]

إنّي أُقَسِّمُ قِدْري وَهْيَ بَارِزَة ٌ
إذْ كُلُّ قِدْرٍ عَرُوسٌ ذَاتُ جِلْبَابِ
كأنَّ هندًا ثناياها وبهجتها
لمَّا الْتَقَيْنَا عَلَى أدْحَالِ دَبَّابِ
موليّة ٌ أنفٌ جادَ الرّبيعُ بها
على أبارقَ قدْ همّتْ بإعشابِ

[نــجــم]

عفتْ بعدنا أجراعُ بكرٍ فتولبِ

عفتْ بعدنا أجراعُ بكرٍ فتولبِ
فوادي الرّداهِ بينَ ملهًى فملعبِ
إذا لمْ يكنْ رسلٌ يعودُ عليهمُ
مَرَيْنَا لَهُمْ بالشَّوْحَطِ الْمُتَقَوِّبِ
بِمَكْنُونَة ٍ كکلْبَيضِ شَانَ مُتُونَهَا

[نــجــم]

مُتُونُ الْحَصَى مِنْ مُعْلَمٍ وَمُعَقَّبِ
بَقَايَا الذُّرَى حَتَّى تَعُودَ عَلَيْهِمُ
عزالي سحابٍ في اغتماسة ِ كوكبِ
إذَا كُنْتَ مُجْتَازَاً تَميماً لِذِمَّة ٍ
فمسّكْ بحبلٍ منْ عديِّ بنِ جندبِ

[نــجــم]

همُ كاهلُ الدّهرِ الّذي يتّقى بهِ
وَمَنْكِبُهُ الْمَرْجُوُّ أَكْرَمُ مَنْكِبِ
إذَا مَنَعُوا لَمْ يُرْجَ شَيْءٌ وَرَاءَهُمْ
وَإِنْ رَكِبَتْ حَرْبٌ بِهِمْ كُلَّ مَرْكَبِ
وإنّي لداعيكَ الحلالَ وعاصماً

[نــجــم]

أبَاكَ وَعِنْدَ الله عِلْمُ الْمُغَيَّبِ
أبى للحلالِ رخوة ٌ في فؤادهِ
وأعراقُ سوءٍ في رجيع معلّبِ
وأصفرَ عطّافٍ إذا راحَ ربّهُ
جَرَى کبْنَا عِيَانٍ بِالشِّواءِ کلْمُضَهَّبِ

[نــجــم]

خرُوجٍ مِنَ الْغُمَّى إذَا كَثُرَ کلْوَغَى
مفدّى كبطنِ الأينِ غيرِ مسبّبِ
غَدَا عَانِداً صَعْلاً يَنُوءُ بِصَدْرِهِ
إلى الفوزِ من كفِّ المفيضِ المؤرّبِ
حَلَفْتُ لَهُمْ لاَ تَحْسِبُون شَتِيمَتِي

[نــجــم]

بِعَيْنَيْ حُبَارَى في حِبَالَة ِ مُعْزِبِ
رَأَتْ رَجُلاً يَسْعَى إلَيْهَا فَحَمْلَقَتْ
إليهِ بمأقيْ عينها المتقلّبِ
تنوشُ برجليها وقدْ بلَّ ريشها
رَشَاشٌ كَغِسْلِ الْوَفْرَة ِ الْمُتَصبِّبِ

[نــجــم]

وأوراقَ مذْ عهدِ ابنِ عفّانَ حولهُ
حواضنُ ألاّفٌ على غيرِ مشربِ
وِرَادُ الأعَالي أقْبَلَتْ بِنُحُورِهَا
على راشحٍ ذي شامة ٍ متقوّبِ
كأنَّ بقايا لونهِ في منونها
بَقَايَا هِنَاءٍ في قَلاَئِصِ مُجْرِبِ

[نــجــم]

ألَمْ تَعْلَمِي يَا أَلأَمَ النَّاسِ أنَّنِي
بمكّة َ معروفٌ وعندَ المحصّبِ
وكنّا كنوكانِ الرّجالِ وعندنا
حِبَالٌ مَتَى تَعْلَقْ بِنُوكَانَ تَنْشَبِ

[نــجــم]

أخُو دَنَسٍ يُعْطِي الأَعَادِيَ بِکسْتِهِ
وفي الأقربينَ ذو كذابٍ ونيربِ
سَرِيعٌ دَرِيرٌ في الْمِرَاءِ كَأنَّهُ
عمودُ خلافٍ في يديْ متهيّبِ
وبدريّة ٍ شمطاءَ تبني خباءها
على برمٍ عندَ الشتاءِ مجنّبِ

[نــجــم]

رأيتُ الجحشَ جحشَ بني كليبٍ

رأيتُ الجحشَ جحشَ بني كليبٍ
تَيَمَّمَ حَوْلَ دِجْلَة َ ثُمَّ هَابَا
فَأَوْلَى أَنْ يَظَلَّ الْعَبْدُ يَطْفُو
بحَيْثُ يُنَازعُ الْمَاءُ السَّحَابَا
أتَاكَ الْبَحْرُ يَضْرِبُ جَانِبَيْهِ
أغرَّ ترى لجريتهِ حبابا
نُمَيْرٌ جَمْرَة ُ الْعَرَبِ الَّتِي لَمْ

[نــجــم]

تزلْ في الحربِ تلتهبُ التهابا
وإنّي إذْ أسبُّ بها كليباً
فتحتُ عليهمُ للخسفِ بابا
ولولا أنْ يقالَ هجا نميراً

[نــجــم]

ولمْ نسمعْ لشاعرها جوابا
رغبنا عنْ هجاءِ بني كليبٍ
وَكَيْفَ يُشَاتِمُ النَّاسُ الْكِلاَبَا
وَدَارِيٍّ سَلَخْتُ الْجِلْدَ عَنْهُ
كما سلخَ القراريُّ الإهابا

[نــجــم]

ألا أيّها الرّبعُ الخلاءُ مشاربهْ


ألا أيّها الرّبعُ الخلاءُ مشاربهْ
أشرْ للفتى منْ أينَ صارَ حبائبهْ
فلمّا رأينا أنّما هوَ منزلٌ
وموقدُ نارٍ قلّما عادَ حاطبهْ

[نــجــم]

مَضَيْتُ عَلَى شَأْني بِمِرَّة ِ مُخْرَجٍ
عَنِ الشَّأْوِ ذي شَغْبٍ عَلَى مَنْ يُحَارِبُهْ
وَأَوْسُ بْنُ مَغْرَاءَ الْهَجِينُ يَسُبُّنِي
وأَوْسُ بْنُ مَغْرَاءَ الْهَجِينُ أُعَاقِبُهْ

[نــجــم]

تَمَنَّى قُرَيْشٌ أنْ تَكُونَ أخَاهُمُ
لِيَنْفَعَكَ الْقَوْلُ الَّذِي أنْتَ كَاذِبُهْ
قريشُ الّذي لا تستطيعُ كلامهُ
ويكسرُ عندَ البابِ أنفكَ حاجبهْ

[نــجــم]

إنَّا وَجَدْنَا الْعِيسَ خَيْراً بَقِيَّة ً


إنَّا وَجَدْنَاالْعِيسَ خَيْراً بَقِيَّة ً
منَ القفعِ أذناباً إذا ما اقشعرّتِ
تنالُ جبالاً لمْ تنلها جبالها
ودويّة ً ظمأى إذا الشّمسُ ذرّتِ

[نــجــم]

مهاريسُ في ليلِ التّمامِ نهته ؟
إذا سمعتْ أصواتها الجنُّ فرّتِ
إذَا اكْتَحَلَتْ بَعْدَ اللِّقَاحِ نُحُورُهَا
بِنَسْءٍ حَمَتْ أغْبَارُهَا وکزْمَهَرَّتِ

[نــجــم]

على الدّارِ بالرمانتينِ تعوجُ


على الدّارِ بالرمانتينِ تعوجُ
صُدُورُ مَهَارَى سَيْرُهُنَّ وَسِيجُ
فَعُجْنَا عَلى رَسْمٍ بِرَبْعٍ تَجُرُّهُ
مِن الصَّيْفِ جَشَّاءُ الْحَنِينِ نَؤُوجُ

[نــجــم]

شَآمِيَة ٌ هَوْجَاءُ أوْ قَطَرِيَّة ٌ
بِهَا مِنْ هَبَاءِ الشِّعْرَيَيْنِ نَسِيجُ
تُثِيرُ وَتُبْدِي عَنْ دِيَارٍ بِنجْوَة ٍ
أضرَّ بها منْ ذي البطاحِ خليجُ

[نــجــم]

علامتها أعضادُ نؤيٍ ومسجدٌ
يَبَابٌ وَمَضْرُوبُ الْقَذَالِ شَجيجُ
ومربطُ أفلاءِ الجيادِ وموقدٌ
مِنَ النَّارِ مُسْوَدُّ التُّرَابِ فَضِيجُ

[نــجــم]

أذَاعَ بِأعْلاَهُ وَأبْقَى شَرِيدَهُ
ذَرَى مُجْنَحَاتٍ بَيْنَهُنَّ فُرُوجُ
ثَلاَثٌ صَلِينَ النَّارَ شَهْراً وَأرْزَمَتْ
عَلَيْهِنَّ رَجْزَاءُ الْقِيَامِ هَدُوجُ

[نــجــم]

كأنَّ بربعِ الدّارِ كلَّ عشيّة ٍ
سَلاَئِبَ وُرْقاً بَيْنَهُنَّ خَدِيجُ
تبدّلتِ العفرُ الهجانُ وحولها
مَسَاحِلُ عَانَاتٍ لَهُنَّ نَسِيجُ

[نــجــم]

نَفَيْنَ حَوَاليَّ الْجِحَاشِ وعَشَّرَتْ
مصايفُ في أكفالهنَّ سحوجُ
تَأَوَّبُ جَنْبَيْ مَنْعِجٍ وَمَقِيلُهَا
بحزمِ قرورى خلفة ٌ ووشيجُ

[نــجــم]

عَهِدْنَا بِهَا سَلْمَى وَفِي الْعَيْشِ غِرَّة ٌ
وسعدى بألبابِ الرّجالِ خلوجُ
لَيَاليَ سُعْدَى لَوْ تَرَاءَتْ لِرَاهِبٍب
ِدَوْمَة َ تَجْرٌ عِنْدَهُ وَحَجِيجُ

[نــجــم]

قَلاَ دِينَهُ وَکهْتَاجَ لِلشَّوْقِ إنَّهَا
عَلَى الشَّوْقِ إِخْوَانَ الْعَزَاءِ هَيُوجُ
ويومَ لقيناها بتيمنَ هيّجتْ
بَقَايا الصِّبَى إنَّ الفُؤادَ لَجُوجُ

[نــجــم]

غَدَاة َ تَرَاءَتْ لاْبْنِ سِتِّينَ حِجَّة ً
سَقِيَّة ُ غَيْلٍ في الْحِجَالِ دَمُوجُ
إذا مضغتْ مسواكها عبقتْ بهِ
سلافٌ تغالاها التّجارُ مزيجُ

[نــجــم]

فداءٌ لسعدى كلُّ ذاتِ حشيّة ٍ
وَأُخْرَى سَبَنْتَاة ُ الْقِيَامِ خَرُوجُ
كأدماءَ هضماءِ الشّراشيفِ غالها
عنِ الوحشِ رخودُّ العظامِ نتيجُ

[نــجــم]

رَعَتْهُ صُدُورَ التَّلْعِ فَنَّاءُ كَمْشَة ٌ
بِحَزْمِ رِضَامٍ بَيْنَهُنَّ شُرُوجُ
ألَمْ تَعْلَمِي يَا أُمَّ أسْعَدَ أنَّنِي
أُهَاجُ لِخَيْرَاتِ النَّدَى وَأَهِيجُ

[نــجــم]

وَهَمٍّ عَرَانِي مِنْ بَعِيدٍ فَأَدْلَجَتْ
بِيَ الَّليْلَ مَنْجَاة ُ الْعِظَامِ زَلُوجُ
وشعثٍ نشاوى منْ نعاسٍ وفترة ٍ
أثرتُ وأنضاءٍ لهنَّ ضجيجُ

[نــجــم]

ظَلِلْنَا بِحُوَّارِينَ فِي مُشْمَخِرَّة ٍ
تَمُرُّ سَحَابٌ تَحْتَنَا وَتُلُوجُ
تَرَى حَارِثَ الْجَوْلاَنِ يَبْرُقُ دُونَهُ
دَسَاكِرُ فِي أطْرَافِهِنَّ بُرُوجُ

[نــجــم]

شربنا ببحرٍ منْ أميّة َ دونهُ
دِمَشْقُ وأنْهارٌ لَهُنَّ عَجِيجُ
فَلَمَّا قَضَيْنَ الْحَاجَ أزْمَعْنَ نِيَّة ً
لخلجِ النّوى إنَّ النّوى لخلوجُ

[نــجــم]

عَلَيْهَا دَلِيلٌ بِالفَلاَة ِ وَوَافِدٌ
كريمٌ لأبوابِ الملوكِ ولوجُ
ويقطعنَ منْ خبتٍ وأرضٍ بسيطة ٍ
بسابسَ قفراً وحشهنَّ عروجُ

[نــجــم]

فَلَمَّا دَنَا مِنْهَا الإيَابُ وَأُدْرِكَتْ
عجارفُ حدبٌ مخهنَّ مزيجُ
إذا وضعتْ عنها بظهرِ مفازة ٍ
حقائبُ عنْ أصلابها وسروجُ

[نــجــم]

رأيتَ ردافى فوقها منْ قبيلة ٍ
منَ الطّيرِ يدعوها أحمُّ شحوجُ
فَلَمَّا حَبَا مِنْ خَلْفِنَا رَمْلُ عَالِجٍ
وجوشٌ بدتْ أعناقها ودجوجُ

[نــجــم]

ألا اسلمي اليومَ ذاتَ الطّوقِ والعاجِ




ألا اسلمي اليومَ ذاتَ الطّوقِ والعاجِ
والدّلِّ والنّظرِ المستأنسِ السّاجي
والْوَاضِحِ الغُرِّ مَصْقُولٍ عَوَارِضُهُ
والفاحمِ الرّجلِ المستوردِ الدّاجي

[نــجــم]

وَحْفٍ أَثِيثٍ عَلَى الْمَتْنَيْنِ مُنْسَدِلٍ
مستفرغٍ بدهانِ الوردِ مجّاجِ
وَمُرْسِلٍ وَرَسُولٍ غَيْرِ مُتَّهَم
وَحَاجَة ٍ غَيْرِ مُزْجَاة ٍ مِنَ الْحَاجِ

[نــجــم]

طَاوَعْتُهُ بَعْدَ مَا طَالَ النَّجيُّ بِهِ
وظنَّ أنّي عليهِ غيرُ منعاجِ
مَا زَالَ يَفْتَحُ أبْواباً وَيُغْلِقُهَا
دوني ويفتحُ باباً بعدَ إرتاجِ

[نــجــم]

حَتَّى أضَاءَ سِرَاجٌ دُونَهُ بَقَرٌ
حمرُ الأناملِ عينٌ طرفها ساجِ
يَكْشِرْنَ لِلَّهْوِ واللَّذَّاتِ عَنْ بَرَدٍ
تكشّفَ البرقِ عنْ ذي لجّة ٍ داجِ

[نــجــم]

كَأنَّمَا نَظَرَتْ نَحْوي بِأعْيُنِهَا
عِينُ الصَّرِيمَة ِ أوْ غِزْلاَنُ فِرْتَاجِ
بِيضُ الْوُجُوهِ كَبَيْضَاتٍ بِمَحْنِيَة ٍ
في دِفْءِ وَحْفٍ مِنَ الظِّلْمَانِ هَدَّاجِ

[نــجــم]

يَا نُعْمَهَا لَيْلَة ً حَتَّى تَخَوَّنَهَا
داعٍ دعا في فروعِ الصّبحِ شحّاجِ
لمّا دعا الدّعوة َ الأولى فأسمعني
أَخَذْتُ بُرْدَيَّ واسْتَمْرَرْتُ أدْرَاجِي

[نــجــم]

وَزُلْنَ كالتِّينِ وَارَى القُطْنُ أسْفَلَهُ
واعتمَّ منْ برديّا بينَ أفلاجِ
يمشينَ مشيَ الهجانِ الأدمِ أقبلها
خلُّ الكؤودِ هدانٌ غيرُ مهتاجِ

[نــجــم]

كأنَّ في بريتها كلّما بدتا
بَرْدِيَّتَيْ زَبَدِ الآذِيِّ عَجَّاجِ
إنْ تنءَ سلمى فما سلمى بفاحشة ٍ
ولا إذا استودعتْ سرّاً بمزلاجِ

[نــجــم]

كَأَنَّ مِنْطَقَهَا لِيثَتْ مَعَاقِدُهُ
بعانكٍ منْ ذرى الأنقاءِ بجباجِ
وشربة ٍ منْ شرابٍ غيرِ ذي نفسٍ
في كَوْكَبٍ مِنْ نُجُومِ الْقَيْظِ وَهَّاجِ

[نــجــم]

سقيتها صادياً تهوي مسامعهُ
قَدْ ظَنَّ أنْ لَيْسَ مِنْ أصْحَابِهِ نَاجي
وفتية ٍ غيرِ أنكاسٍ دلفتُ لهمْ
بِذِي رِقَاعٍ مِنَ الْخُرْطُومِ نَشَّاجِ

[نــجــم]

أوْلَجْتُ حَانُوتَهُ حُمْراً مُقطَّعَة ً
من مالِ سمحٍ على التّجّارِ ولاّجِ
فاخترتُ ما عندهُ صهباءَ صافية ً
مِنْ خَمْرِ ذي نَطَفَاتٍ عَاقِدِ التَّاجِ

[نــجــم]

يَظَلُّ شَارِبُهَا رِخْواً مَفَاصِلُهُ
يخالُ بصرى جمالاً ذاتَ أحداجِ
وَقَدْ أقُولُ إذَا مَا الْقَوْمُ أدْرَكَهُمْ
سُكْرُ النُّعَاسِ لِحَرْفٍ حُرَّة ٍ عَاجِ

[نــجــم]

فَسَائِلِ الْقَوْمَ إذْ كَلَّتْ رِكَابُهُمُ
والعيسُ تنسلُّ عنْ سيري وإدلاجي
ونصّيَ العيسَ تهديدهمْ وقدْ سدرتْ
كُلُّ جُمَالِيَّة ٍ كالفَحْلِ هِمْلاَجِ

[نــجــم]

عرضَ المفازة ِ والظّلماءُ داجية ٌ
كَأنَّهَا جُبَّة ٌ خَضْرَاءُ مِنْ سَاجِ
وَمَنْهَلٍ کجِنٍ غُبْرٍ مَوَارِدُهُ
خَاوي العُرُوشِ يَبَابٍ غَيْرِ إنْهَاجِ

[نــجــم]

عافي الجبا غيرَ أصداءٍ يطفنَ بهِ
وذو قلائدَ بالأعطانِ عرّاجِ
بَاكَرْتُهْ بِالْمَطَايَا وَهْيَ خَامِسَة ٌ
قبلَ رعالٍ منَ الكدريِّ أفواجِ

[نــجــم]

حَتَّى أرُدَّ الْمَطَايَا وَهْيَ سَاهِمَة ٌ
كَأنَّ أنْضَاءَهَا ألْوَاحُ أحْرَاجِ
تكسو المفارقَ واللّبّاتِ ذا أرجٍ
منْ قصبِ معتلفِ الكافورِ درّاجِ

[نــجــم]

إنّي امرؤٌ لمْ أزلْ ، وذاكَ منَ الـ

إنّي امرؤٌ لمْ أزلْ ، وذاكَ منَ الـ
ـلّهِ، قَديماً أُعَلِّمُ الأُدَبا
أُقِيمُ بالْدَّارِ مَا اطْمَأَنَّتْ بِيَ الدْ
ـدَارُ وَإنْ كُنْتُ نَازِحَاً طَرِبا

[نــجــم]

لاَ أَجْتَوي خُلَّة َ الصَّدِيقِ وَلاَ
أتبعُ نفسي شيئًا إذا ذهبا
أطلبُ ما يطلبُ الكريمُ منَ الر
رزقِ بنفسي وأجملُ الطّلبا

[نــجــم]

وَأَحْلُبُ الثَّرَّة َ الصَّفِيَّ وَلاَ
أجهدُ أخلافَ غيرها حلبا
إنّي رأيتُ الفتى الكريمَ إذا
رغّبتهُ في صنيعة ٍ رغبا

[نــجــم]

والْعَبْدُ لاَ يَطْلُبَ الْعَلاَءَ وَلاَ
يعطيكَ شيئًا إلاّ إذا رهبا
مثلَ الحمارِ الموقّعِ السّوءِ لا
يُحْسِنُ مَشْياً إلاَّ إذَا ضُرِبا

[نــجــم]

ولمْ أجدْ عدّة َ الخلائقِ إلـ
لاَ الدِّينَ لَمَّا اعْتَبَرْتُ والْحَسَبا
قدْ يرزقُ الخافضُ المقيمُ وما
شدَّ بعيسٍ رحلاً ولا قتبا

[نــجــم]

وَيُحْرَمُ الرِّزْقَ ذُو الْمَطِيَّة ِ وَالرْ
ـرَحْلِ وَمَنْ لاَ يَزَالُ مُغْتَرِبا
وإنْ بأرضٍ نبتْ بي الدّارُ فعجـ
ـجَلْتُ إلَى غَيْرِ أهْلِهَا الْقُرَبا
لا سانحٌ من سوانحِ الطّيرِ يثـ
ـنيني ولا ناعبٌ إذا نعبا

[نــجــم]

أفي أثرِ الأظعانِ عينكَ تلمحُ

أفي أثرِ الأظعانِ عينكَ تلمحُ
نَعَمْ لاَتَ هَنَّا إنَّ قَلْبَكَ مِتْيَحُ
ظَعَائِنُ مِئْنَافٍ إذَا مَلَّ بَلْدَة ً
أقَامَ الرِّكَابَ بَاكِرٌ مُتَرَوِّحُ

[نــجــم]

منَ المتبعينَ الطّرفَ في كلِّ شتوة ٍ
سنا البرقِ يدعوهُ الرّبيعُ المطّرحُ
يسامي الغمامَ الغرَّ ثمَّ مقيلهُ
مِنَ الشَّرَفِ الأعْلَى حِسَاءٌ وَأبْطَحُ
رعينَ قرارَ المزنِ حيثُ تجاوبتْ

[نــجــم]

مَذَاكٍ وأبْكَارٌ مِنَ الْمُزْنِ دُلَّحُ
بِلاَدٌ يَبُزُّ الْفَقْعُ فِيهَا قِنَاعَهُ
كَمَا کبْيَضَّ شَيْخٌ مِنْ رِفَاعَة َ أجْلَحُ
فَلَمَّا انْتَهَى نَيُّ الْمَرابِيعِ أَزْمَعَتْ

[نــجــم]

خُفُوفاً وَأوْلاَدُ الْمصَايِيفِ رُشَّحُ
رماهَ السّفا واعتزّها الصّيفُ بعدما
طَبَاهُنَّ رَوْضٌ مِنْ زُبَالَة َ أفْيَحُ
وَحَارَبَتِ الْهَيْفُ الشِّمَالَ وآذَنَتْ

[نــجــم]

مَذَانِبُ مِنْهَا اللَّدْنُ والْمُتَصَوِّحُ
تَحَمَّلْنَ مِنْ ذَاتِ التَّنَانِيرِ بَعْدَمَا
مضى بينَ أيديها سوامٌ مسرّحُ
وعالينَ رقماً فوقَ رقمٍ كسونهُ

[نــجــم]

قنا عرعرٍ فيهِ أوانسُ وضّحُ
عَلى كُلِّ عَجْعَاجٍ إذَا عَجَّ أقْبَلَتْ
لهاة ٌ تلاقيها مخالبُ كلّحُ
تبصرتهمْ حتّى إذا حالَ دونهمْ

[نــجــم]

رُكَامٌ وَحادٍ ذُو غَذَامِيرَ صَيْدَحُ
وقلنَ لهُ حثَّ الجمالَ وغنّها
بِصَوْتِكَ والْحَادِي أحَثُّ وأَنْجَحُ
بإِحْدَى قَيَاقِ الْحَزْنِ في يَوْمِ قُتْمَة ٍ

[نــجــم]

وضاحي السّرابِ بيننا يتضحضحُ
تواضعُ أطرافُ المخارمِ دونهُ
وتبدو إذا ما غمرة ُ الآلِ تنزحُ
فَلمَّا دَعَا دَاعِي الصَّبَاحِ تَفَاضَلَتْ

[نــجــم]

بركبانها صهبُ العثانينِ قرّحُ
تدافعهُ عنّا الأكفُّ وتحتهُ
مِنَ الْحَيِّ أشْبَاحٌ تَجُولُ وَتَمْصَحُ
فَلَمَّا لَحِقْنَا وازْدَهَتْنَا بَشَاشَة ٌ

[نــجــم]

لإتيانِ منْ كنّا نودُّ ونمدحُ
أتَتْنَا خُزَامَى ذَاتُ نَشْرٍ وَحَنْوَة ٌ
وراحٌ وخطّامٌ منَ المسكِ ينفحُ
فنلنا غراراً منْ حديثٍ نقودهُ

[نــجــم]

كما اغبرَّ بالنّصِّ القضيبُ المسمّحُ
نُقَارِبُ أفْنَانَ الصِّبَى وَيَرُدُّنَا
حياءٌ إذا كدنا نلمُّ فنجمحُ
حَرَائِرُ لاَ يَدْرِينَ مَا سُوءُ شِيمَة ٍ

[نــجــم]

وَيَتْرُكْنَ مَا يُلْحَى عَلَيْهِ فَيُفْصِحُ
فأعجلنا قربُ المحلِّ وأعينٌ
إلينا فخفناها شواخصُ طمّحُ
فَكَائِنْ تَرَى في الْقَوْمِ مِنْ مُتَقَنِّع

[نــجــم]

على عبرة ٍ كادتْ بها العينُ تسفحُ
لَهُ نَظْرَتانِ نَحْوَهُنَّ وَنَظْرَة ٌ
إلينا فللّهِ المشوقُ المترّحُ
كَحَرَّانَ مَنْتُوفِ الذِّرَاعَيْنِ صَدَّهُ

[نــجــم]

عَنِ الْمَاءِ فُرَّاطٌ وَوِرْدٌ مُصَبَّحُ
فقامَ قليلاً ثمَّ باحَ بحاجة ٍ
مُصَرَّدُ أشْرَابٍ مُرَمًّى مُنَشَّحُ
إلى المصطفى بشرِ بنِ مروانَ ساورتْ

[نــجــم]

بِنَا اللَّيْلَ حُولٌ كالْقِدَاحِ وَلُقَّحُ
نَقَانِقُ أشْبَاهٌ بَرَى قَمَعَاتِهَا
بُكُورٌ وَإسْآدٌ وَمَيْسٌ مُشَيَّحُ
فلمْ يبقَ إلاَّ آلُ كلِّ نجيبة ٍ

[نــجــم]

لها كاهلٌ جأبٌ وصلبٌ مكدّحُ
ضُبَارِمَة ٌ شُدْقٌ كأنَّ عُيُونَهَا
بَقَايَا جِفارٍ مِنْ هَرَامِيتَ نُزَّحُ
فَلَوْ كُنَّ طَيْراً قَدْ تَقَطَّعْنَ دُونَكُمْ

[نــجــم]

بغبرِ الصّوى فيهنَّ للعينِ مطرحُ
ولكنّها العيسُ العتاقُ يقودها
همومٌ بنا منتابها متزحزحُ
بناتُ نحيضِ الزّورِ يبرقُ خدّهُ

[نــجــم]

عِظَامُ مِلاطَيْهِ مَوَائِرُ جُنَّحُ
لَهُ عُنُقٌ عَاري الْمَحَالِ وَحَاركٌ
كلوحِ المحاني ذو سناسنَ أفطحُ
وَرِجْلٌ كَرِجْلِ الأَخْدَرِيِّ يَشُلُّهَا

[نــجــم]

وَظِيفٌ على خُفِّ النَّعَامَة ِ أرْوَحُ
يقلّبُ عينيْ فرقدٍ بخميلة ٍ
كساها نصيُّ الخلفة ِ المتروّحُ
تروّحنَ منْ حزمِ الجفولِ فأصبحتْ

[نــجــم]

هضابُ شرورى دونها والمضيّحُ
وما كانتِ الدّهنا لها غيرَ ساعة ٍ
وجوَّ قساً جاوزنَ والبومُ يضبحُ
سمامٌ بموماة ٍ كأنَّ ظلالها

[نــجــم]

جَنَائِبُ تَدْنُو تَارَة ً وتَزَحْزَحُ
ولمّا رأتْ بعدَ المياهِ وضمّها
جَنَاحَانِ مِنْ لَيْلٍ وَبَيْدَاءُ صَرْدَحُ
وأغْسَتْ عَلَيْهَا طِرْمِسَاءُ وعُلِّقَتْ

[نــجــم]

بهجرٍ أداوى ركبها وهيَ نزّحُ
حذاها بنا روحٌ زواحلُ وانتحتْ
بِأجْوَازِهَا أيْدٍ تَمُدُّ وتَنْزَحُ
فَأضْحَتْ بِمَجْهُولِ الْفَلاَة ِ كَأنَّهَا

[نــجــم]

قَرَاقِيرُ في آذِيِّ دِجْلَة َ تَسْبَحُ
لهاميمُ في الخرقِ البعيدِ نياطهُ
وراءَ الّذي قالَ الأدلاّءُ تصبحُ
فما أنا إنْ كانتْ أعاصيرُ فتنة ٍ

[نــجــم]

قُلُوبُ رِجَالٍ بَيْنَهُنَّ تَطَوَّحُ
كَمَنْ بَاعَ بالإْثْمِ التُقَى وتَفَرَّقَتْ
بهِ طرقُ الدّنيا ونيلٌ مترّحُ
رَجَوْتُ بُحُوراً مِنْ أُمَيَّة َ دُونَهَا

[نــجــم]

عدوٌّ وأركانٌ منَ الحربِ ترمحُ
وما الفقرُ منْ أرضِ العشيرة ِ ساقنا
إلَيْكَ وَلكِنَّا بِقُرْبِكَ نَبْجَحُ
وَقَدْ عَلِمَ الأَقْوَامُ أنَّكَ تَشْتَري

[نــجــم]

جميلَ الثّنا والحمدُ أبقى وأربحُ
وأنتَ امرؤٌ تروي السّجالَ وينتحي
لأبعدَ منّا سيبكَ المتمنّحُ
وإنّكَ وهّابٌ أغرُّ وتارة ً

[نــجــم]

هزبرٌ عليهِ نقبة ُ الموتِ أصبحُ
أبُوكَ الَّذي نَجَّى بِيَثْرِبَ قَوْمَهُ
وَأنْتَ الْمُفَدَّى مِنْ بَنِيهِ الْمُمَدَّحُ
إذا ما قريشُ الملكِ يوماً تفاضلوا

[نــجــم]

بدا سابقٌ منْ آلِ مروانَ أقرحُ
فإنْ تنءَ دارٌ يا ابنَ مروانَ غربة ٌ
بحاجة ِ ذي قربى بزندكَ يقدحُ
فَيَا رُبَّ مَنْ يُدْني وَيَحْسِبُ أنَّهُ

[نــجــم]

يودّكَ والنّائي أودُّ وأنصحُ
هَجَوْتُ زُهَيْراً ثُمَّ إنِّي مَدَحْتُهُ
وما زالتِ الأشرافُ تهجى وتمدحُ
فَلَمْ أدْرِ يُمْنَاهُ إذَا مَا مَدَحْتُهُ

[نــجــم]

على الدّارِ بالرمانتينِ تعوجُ


على الدّارِ بالرمانتينِ تعوجُ
صُدُورُ مَهَارَى سَيْرُهُنَّ وَسِيجُ
فَعُجْنَا عَلى رَسْمٍ بِرَبْعٍ تَجُرُّهُ
مِن الصَّيْفِ جَشَّاءُ الْحَنِينِ نَؤُوجُ

[نــجــم]

شَآمِيَة ٌ هَوْجَاءُ أوْ قَطَرِيَّة ٌ
بِهَا مِنْ هَبَاءِ الشِّعْرَيَيْنِ نَسِيجُ
تُثِيرُ وَتُبْدِي عَنْ دِيَارٍ بِنجْوَة ٍ
أضرَّ بها منْ ذي البطاحِ خليجُ

[نــجــم]

علامتها أعضادُ نؤيٍ ومسجدٌ
يَبَابٌ وَمَضْرُوبُ الْقَذَالِ شَجيجُ
ومربطُ أفلاءِ الجيادِ وموقدٌ
مِنَ النَّارِ مُسْوَدُّ التُّرَابِ فَضِيجُ

[نــجــم]

أذَاعَ بِأعْلاَهُ وَأبْقَى شَرِيدَهُ
ذَرَى مُجْنَحَاتٍ بَيْنَهُنَّ فُرُوجُ
ثَلاَثٌ صَلِينَ النَّارَ شَهْراً وَأرْزَمَتْ
عَلَيْهِنَّ رَجْزَاءُ الْقِيَامِ هَدُوجُ

[نــجــم]

كأنَّ بربعِ الدّارِ كلَّ عشيّة ٍ
سَلاَئِبَ وُرْقاً بَيْنَهُنَّ خَدِيجُ
تبدّلتِ العفرُ الهجانُ وحولها
مَسَاحِلُ عَانَاتٍ لَهُنَّ نَسِيجُ

[نــجــم]

نَفَيْنَ حَوَاليَّ الْجِحَاشِ وعَشَّرَتْ
مصايفُ في أكفالهنَّ سحوجُ
تَأَوَّبُ جَنْبَيْ مَنْعِجٍ وَمَقِيلُهَا
بحزمِ قرورى خلفة ٌ ووشيجُ

[نــجــم]

عَهِدْنَا بِهَا سَلْمَى وَفِي الْعَيْشِ غِرَّة ٌ
وسعدى بألبابِ الرّجالِ خلوجُ
لَيَاليَ سُعْدَى لَوْ تَرَاءَتْ لِرَاهِبٍب
ِدَوْمَة َ تَجْرٌ عِنْدَهُ وَحَجِيجُ

[نــجــم]

قَلاَ دِينَهُ وَکهْتَاجَ لِلشَّوْقِ إنَّهَا
عَلَى الشَّوْقِ إِخْوَانَ الْعَزَاءِ هَيُوجُ
ويومَ لقيناها بتيمنَ هيّجتْ
بَقَايا الصِّبَى إنَّ الفُؤادَ لَجُوجُ

[نــجــم]

غَدَاة َ تَرَاءَتْ لاْبْنِ سِتِّينَ حِجَّة ً
سَقِيَّة ُ غَيْلٍ في الْحِجَالِ دَمُوجُ
إذا مضغتْ مسواكها عبقتْ بهِ
سلافٌ تغالاها التّجارُ مزيجُ

[نــجــم]

فداءٌ لسعدى كلُّ ذاتِ حشيّة ٍ
وَأُخْرَى سَبَنْتَاة ُ الْقِيَامِ خَرُوجُ
كأدماءَ هضماءِ الشّراشيفِ غالها
عنِ الوحشِ رخودُّ العظامِ نتيجُ

[نــجــم]

رَعَتْهُ صُدُورَ التَّلْعِ فَنَّاءُ كَمْشَة ٌ
بِحَزْمِ رِضَامٍ بَيْنَهُنَّ شُرُوجُ
ألَمْ تَعْلَمِي يَا أُمَّ أسْعَدَ أنَّنِي
أُهَاجُ لِخَيْرَاتِ النَّدَى وَأَهِيجُ

[نــجــم]

وَهَمٍّ عَرَانِي مِنْ بَعِيدٍ فَأَدْلَجَتْ
بِيَ الَّليْلَ مَنْجَاة ُ الْعِظَامِ زَلُوجُ
وشعثٍ نشاوى منْ نعاسٍ وفترة ٍ
أثرتُ وأنضاءٍ لهنَّ ضجيجُ

[نــجــم]

ظَلِلْنَا بِحُوَّارِينَ فِي مُشْمَخِرَّة ٍ
تَمُرُّ سَحَابٌ تَحْتَنَا وَتُلُوجُ
تَرَى حَارِثَ الْجَوْلاَنِ يَبْرُقُ دُونَهُ
دَسَاكِرُ فِي أطْرَافِهِنَّ بُرُوجُ

[نــجــم]

شربنا ببحرٍ منْ أميّة َ دونهُ
دِمَشْقُ وأنْهارٌ لَهُنَّ عَجِيجُ
فَلَمَّا قَضَيْنَ الْحَاجَ أزْمَعْنَ نِيَّة ً
لخلجِ النّوى إنَّ النّوى لخلوجُ

[نــجــم]

عَلَيْهَا دَلِيلٌ بِالفَلاَة ِ وَوَافِدٌ
كريمٌ لأبوابِ الملوكِ ولوجُ
ويقطعنَ منْ خبتٍ وأرضٍ بسيطة ٍ
بسابسَ قفراً وحشهنَّ عروجُ

[نــجــم]

فَلَمَّا دَنَا مِنْهَا الإيَابُ وَأُدْرِكَتْ
عجارفُ حدبٌ مخهنَّ مزيجُ
إذا وضعتْ عنها بظهرِ مفازة ٍ
حقائبُ عنْ أصلابها وسروجُ

[نــجــم]

رأيتَ ردافى فوقها منْ قبيلة ٍ
منَ الطّيرِ يدعوها أحمُّ شحوجُ
فَلَمَّا حَبَا مِنْ خَلْفِنَا رَمْلُ عَالِجٍ
وجوشٌ بدتْ أعناقها ودجوجُ

[نــجــم]

ألا اسلمي اليومَ ذاتَ الطّوقِ والعاجِ




ألا اسلمي اليومَ ذاتَ الطّوقِ والعاجِ
والدّلِّ والنّظرِ المستأنسِ السّاجي
والْوَاضِحِ الغُرِّ مَصْقُولٍ عَوَارِضُهُ
والفاحمِ الرّجلِ المستوردِ الدّاجي

[نــجــم]

وَحْفٍ أَثِيثٍ عَلَى الْمَتْنَيْنِ مُنْسَدِلٍ
مستفرغٍ بدهانِ الوردِ مجّاجِ
وَمُرْسِلٍ وَرَسُولٍ غَيْرِ مُتَّهَم
وَحَاجَة ٍ غَيْرِ مُزْجَاة ٍ مِنَ الْحَاجِ

[نــجــم]

طَاوَعْتُهُ بَعْدَ مَا طَالَ النَّجيُّ بِهِ
وظنَّ أنّي عليهِ غيرُ منعاجِ
مَا زَالَ يَفْتَحُ أبْواباً وَيُغْلِقُهَا
دوني ويفتحُ باباً بعدَ إرتاجِ

[نــجــم]

حَتَّى أضَاءَ سِرَاجٌ دُونَهُ بَقَرٌ
حمرُ الأناملِ عينٌ طرفها ساجِ
يَكْشِرْنَ لِلَّهْوِ واللَّذَّاتِ عَنْ بَرَدٍ
تكشّفَ البرقِ عنْ ذي لجّة ٍ داجِ

[نــجــم]

كَأنَّمَا نَظَرَتْ نَحْوي بِأعْيُنِهَا
عِينُ الصَّرِيمَة ِ أوْ غِزْلاَنُ فِرْتَاجِ
بِيضُ الْوُجُوهِ كَبَيْضَاتٍ بِمَحْنِيَة ٍ
في دِفْءِ وَحْفٍ مِنَ الظِّلْمَانِ هَدَّاجِ

[نــجــم]

يَا نُعْمَهَا لَيْلَة ً حَتَّى تَخَوَّنَهَا
داعٍ دعا في فروعِ الصّبحِ شحّاجِ
لمّا دعا الدّعوة َ الأولى فأسمعني
أَخَذْتُ بُرْدَيَّ واسْتَمْرَرْتُ أدْرَاجِي

[نــجــم]

وَزُلْنَ كالتِّينِ وَارَى القُطْنُ أسْفَلَهُ
واعتمَّ منْ برديّا بينَ أفلاجِ
يمشينَ مشيَ الهجانِ الأدمِ أقبلها
خلُّ الكؤودِ هدانٌ غيرُ مهتاجِ

[نــجــم]

كأنَّ في بريتها كلّما بدتا
بَرْدِيَّتَيْ زَبَدِ الآذِيِّ عَجَّاجِ
إنْ تنءَ سلمى فما سلمى بفاحشة ٍ
ولا إذا استودعتْ سرّاً بمزلاجِ

[نــجــم]

كَأَنَّ مِنْطَقَهَا لِيثَتْ مَعَاقِدُهُ
بعانكٍ منْ ذرى الأنقاءِ بجباجِ
وشربة ٍ منْ شرابٍ غيرِ ذي نفسٍ
في كَوْكَبٍ مِنْ نُجُومِ الْقَيْظِ وَهَّاجِ

[نــجــم]

سقيتها صادياً تهوي مسامعهُ
قَدْ ظَنَّ أنْ لَيْسَ مِنْ أصْحَابِهِ نَاجي
وفتية ٍ غيرِ أنكاسٍ دلفتُ لهمْ
بِذِي رِقَاعٍ مِنَ الْخُرْطُومِ نَشَّاجِ

[نــجــم]

أوْلَجْتُ حَانُوتَهُ حُمْراً مُقطَّعَة ً
من مالِ سمحٍ على التّجّارِ ولاّجِ
فاخترتُ ما عندهُ صهباءَ صافية ً
مِنْ خَمْرِ ذي نَطَفَاتٍ عَاقِدِ التَّاجِ

[نــجــم]

يَظَلُّ شَارِبُهَا رِخْواً مَفَاصِلُهُ
يخالُ بصرى جمالاً ذاتَ أحداجِ
وَقَدْ أقُولُ إذَا مَا الْقَوْمُ أدْرَكَهُمْ
سُكْرُ النُّعَاسِ لِحَرْفٍ حُرَّة ٍ عَاجِ

[نــجــم]

فَسَائِلِ الْقَوْمَ إذْ كَلَّتْ رِكَابُهُمُ
والعيسُ تنسلُّ عنْ سيري وإدلاجي
ونصّيَ العيسَ تهديدهمْ وقدْ سدرتْ
كُلُّ جُمَالِيَّة ٍ كالفَحْلِ هِمْلاَجِ

[نــجــم]

عرضَ المفازة ِ والظّلماءُ داجية ٌ
كَأنَّهَا جُبَّة ٌ خَضْرَاءُ مِنْ سَاجِ
وَمَنْهَلٍ کجِنٍ غُبْرٍ مَوَارِدُهُ
خَاوي العُرُوشِ يَبَابٍ غَيْرِ إنْهَاجِ

[نــجــم]

عافي الجبا غيرَ أصداءٍ يطفنَ بهِ
وذو قلائدَ بالأعطانِ عرّاجِ
بَاكَرْتُهْ بِالْمَطَايَا وَهْيَ خَامِسَة ٌ
قبلَ رعالٍ منَ الكدريِّ أفواجِ

[نــجــم]

حَتَّى أرُدَّ الْمَطَايَا وَهْيَ سَاهِمَة ٌ
كَأنَّ أنْضَاءَهَا ألْوَاحُ أحْرَاجِ
تكسو المفارقَ واللّبّاتِ ذا أرجٍ
منْ قصبِ معتلفِ الكافورِ درّاجِ

[نــجــم]

إنّي امرؤٌ لمْ أزلْ ، وذاكَ منَ الـ

إنّي امرؤٌ لمْ أزلْ ، وذاكَ منَ الـ
ـلّهِ، قَديماً أُعَلِّمُ الأُدَبا
أُقِيمُ بالْدَّارِ مَا اطْمَأَنَّتْ بِيَ الدْ
ـدَارُ وَإنْ كُنْتُ نَازِحَاً طَرِبا

[نــجــم]

لاَ أَجْتَوي خُلَّة َ الصَّدِيقِ وَلاَ
أتبعُ نفسي شيئًا إذا ذهبا
أطلبُ ما يطلبُ الكريمُ منَ الر
رزقِ بنفسي وأجملُ الطّلبا

[نــجــم]

وَأَحْلُبُ الثَّرَّة َ الصَّفِيَّ وَلاَ
أجهدُ أخلافَ غيرها حلبا
إنّي رأيتُ الفتى الكريمَ إذا
رغّبتهُ في صنيعة ٍ رغبا

[نــجــم]

والْعَبْدُ لاَ يَطْلُبَ الْعَلاَءَ وَلاَ
يعطيكَ شيئًا إلاّ إذا رهبا
مثلَ الحمارِ الموقّعِ السّوءِ لا
يُحْسِنُ مَشْياً إلاَّ إذَا ضُرِبا

[نــجــم]

ولمْ أجدْ عدّة َ الخلائقِ إلـ
لاَ الدِّينَ لَمَّا اعْتَبَرْتُ والْحَسَبا
قدْ يرزقُ الخافضُ المقيمُ وما
شدَّ بعيسٍ رحلاً ولا قتبا

[نــجــم]

وَيُحْرَمُ الرِّزْقَ ذُو الْمَطِيَّة ِ وَالرْ
ـرَحْلِ وَمَنْ لاَ يَزَالُ مُغْتَرِبا
وإنْ بأرضٍ نبتْ بي الدّارُ فعجـ
ـجَلْتُ إلَى غَيْرِ أهْلِهَا الْقُرَبا

[نــجــم]

لا سانحٌ من سوانحِ الطّيرِ يثـ
ـنيني ولا ناعبٌ إذا نعبا

[نــجــم]

أفي أثرِ الأظعانِ عينكَ تلمحُ

أفي أثرِ الأظعانِ عينكَ تلمحُ
نَعَمْ لاَتَ هَنَّا إنَّ قَلْبَكَ مِتْيَحُ
ظَعَائِنُ مِئْنَافٍ إذَا مَلَّ بَلْدَة ً
أقَامَ الرِّكَابَ بَاكِرٌ مُتَرَوِّحُ

[نــجــم]

منَ المتبعينَ الطّرفَ في كلِّ شتوة ٍ
سنا البرقِ يدعوهُ الرّبيعُ المطّرحُ
يسامي الغمامَ الغرَّ ثمَّ مقيلهُ
مِنَ الشَّرَفِ الأعْلَى حِسَاءٌ وَأبْطَحُ

[نــجــم]

رعينَ قرارَ المزنِ حيثُ تجاوبتْ
مَذَاكٍ وأبْكَارٌ مِنَ الْمُزْنِ دُلَّحُ
بِلاَدٌ يَبُزُّ الْفَقْعُ فِيهَا قِنَاعَهُ
كَمَا کبْيَضَّ شَيْخٌ مِنْ رِفَاعَة َ أجْلَحُ

[نــجــم]

فَلَمَّا انْتَهَى نَيُّ الْمَرابِيعِ أَزْمَعَتْ
خُفُوفاً وَأوْلاَدُ الْمصَايِيفِ رُشَّحُ
رماهَ السّفا واعتزّها الصّيفُ بعدما
طَبَاهُنَّ رَوْضٌ مِنْ زُبَالَة َ أفْيَحُ

[نــجــم]

وَحَارَبَتِ الْهَيْفُ الشِّمَالَ وآذَنَتْ
مَذَانِبُ مِنْهَا اللَّدْنُ والْمُتَصَوِّحُ
تَحَمَّلْنَ مِنْ ذَاتِ التَّنَانِيرِ بَعْدَمَا
مضى بينَ أيديها سوامٌ مسرّحُ

[نــجــم]

وعالينَ رقماً فوقَ رقمٍ كسونهُ
قنا عرعرٍ فيهِ أوانسُ وضّحُ
عَلى كُلِّ عَجْعَاجٍ إذَا عَجَّ أقْبَلَتْ
لهاة ٌ تلاقيها مخالبُ كلّحُ

[نــجــم]

تبصرتهمْ حتّى إذا حالَ دونهمْ
رُكَامٌ وَحادٍ ذُو غَذَامِيرَ صَيْدَحُ
وقلنَ لهُ حثَّ الجمالَ وغنّها
بِصَوْتِكَ والْحَادِي أحَثُّ وأَنْجَحُ

[نــجــم]

بإِحْدَى قَيَاقِ الْحَزْنِ في يَوْمِ قُتْمَة ٍ
وضاحي السّرابِ بيننا يتضحضحُ
تواضعُ أطرافُ المخارمِ دونهُ
وتبدو إذا ما غمرة ُ الآلِ تنزحُ

[نــجــم]

فَلمَّا دَعَا دَاعِي الصَّبَاحِ تَفَاضَلَتْ
بركبانها صهبُ العثانينِ قرّحُ
تدافعهُ عنّا الأكفُّ وتحتهُ
مِنَ الْحَيِّ أشْبَاحٌ تَجُولُ وَتَمْصَحُ

[نــجــم]

فَلَمَّا لَحِقْنَا وازْدَهَتْنَا بَشَاشَة ٌ
لإتيانِ منْ كنّا نودُّ ونمدحُ
أتَتْنَا خُزَامَى ذَاتُ نَشْرٍ وَحَنْوَة ٌ
وراحٌ وخطّامٌ منَ المسكِ ينفحُ

[نــجــم]

فنلنا غراراً منْ حديثٍ نقودهُ
كما اغبرَّ بالنّصِّ القضيبُ المسمّحُ
نُقَارِبُ أفْنَانَ الصِّبَى وَيَرُدُّنَا
حياءٌ إذا كدنا نلمُّ فنجمحُ

[نــجــم]

حَرَائِرُ لاَ يَدْرِينَ مَا سُوءُ شِيمَة ٍ
وَيَتْرُكْنَ مَا يُلْحَى عَلَيْهِ فَيُفْصِحُ
فأعجلنا قربُ المحلِّ وأعينٌ
إلينا فخفناها شواخصُ طمّحُ

[نــجــم]

فَكَائِنْ تَرَى في الْقَوْمِ مِنْ مُتَقَنِّع
على عبرة ٍ كادتْ بها العينُ تسفحُ
لَهُ نَظْرَتانِ نَحْوَهُنَّ وَنَظْرَة ٌ
إلينا فللّهِ المشوقُ المترّحُ

[نــجــم]

كَحَرَّانَ مَنْتُوفِ الذِّرَاعَيْنِ صَدَّهُ
عَنِ الْمَاءِ فُرَّاطٌ وَوِرْدٌ مُصَبَّحُ
فقامَ قليلاً ثمَّ باحَ بحاجة ٍ
مُصَرَّدُ أشْرَابٍ مُرَمًّى مُنَشَّحُ

[نــجــم]

إلى المصطفى بشرِ بنِ مروانَ ساورتْ
بِنَا اللَّيْلَ حُولٌ كالْقِدَاحِ وَلُقَّحُ
نَقَانِقُ أشْبَاهٌ بَرَى قَمَعَاتِهَا
بُكُورٌ وَإسْآدٌ وَمَيْسٌ مُشَيَّحُ

[نــجــم]

فلمْ يبقَ إلاَّ آلُ كلِّ نجيبة ٍ
لها كاهلٌ جأبٌ وصلبٌ مكدّحُ
ضُبَارِمَة ٌ شُدْقٌ كأنَّ عُيُونَهَا
بَقَايَا جِفارٍ مِنْ هَرَامِيتَ نُزَّحُ

[نــجــم]

فَلَوْ كُنَّ طَيْراً قَدْ تَقَطَّعْنَ دُونَكُمْ
بغبرِ الصّوى فيهنَّ للعينِ مطرحُ
ولكنّها العيسُ العتاقُ يقودها
همومٌ بنا منتابها متزحزحُ

[نــجــم]

بناتُ نحيضِ الزّورِ يبرقُ خدّهُ
عِظَامُ مِلاطَيْهِ مَوَائِرُ جُنَّحُ
لَهُ عُنُقٌ عَاري الْمَحَالِ وَحَاركٌ
كلوحِ المحاني ذو سناسنَ أفطحُ

[نــجــم]

وَرِجْلٌ كَرِجْلِ الأَخْدَرِيِّ يَشُلُّهَا
وَظِيفٌ على خُفِّ النَّعَامَة ِ أرْوَحُ
يقلّبُ عينيْ فرقدٍ بخميلة ٍ
كساها نصيُّ الخلفة ِ المتروّحُ

[نــجــم]

تروّحنَ منْ حزمِ الجفولِ فأصبحتْ
هضابُ شرورى دونها والمضيّحُ
وما كانتِ الدّهنا لها غيرَ ساعة ٍ
وجوَّ قساً جاوزنَ والبومُ يضبحُ

[نــجــم]

سمامٌ بموماة ٍ كأنَّ ظلالها
جَنَائِبُ تَدْنُو تَارَة ً وتَزَحْزَحُ
ولمّا رأتْ بعدَ المياهِ وضمّها
جَنَاحَانِ مِنْ لَيْلٍ وَبَيْدَاءُ صَرْدَحُ

[نــجــم]

وأغْسَتْ عَلَيْهَا طِرْمِسَاءُ وعُلِّقَتْ
بهجرٍ أداوى ركبها وهيَ نزّحُ
حذاها بنا روحٌ زواحلُ وانتحتْ
بِأجْوَازِهَا أيْدٍ تَمُدُّ وتَنْزَحُ

[نــجــم]

فَأضْحَتْ بِمَجْهُولِ الْفَلاَة ِ كَأنَّهَا
قَرَاقِيرُ في آذِيِّ دِجْلَة َ تَسْبَحُ
لهاميمُ في الخرقِ البعيدِ نياطهُ
وراءَ الّذي قالَ الأدلاّءُ تصبحُ

[نــجــم]

فما أنا إنْ كانتْ أعاصيرُ فتنة ٍ
قُلُوبُ رِجَالٍ بَيْنَهُنَّ تَطَوَّحُ
كَمَنْ بَاعَ بالإْثْمِ التُقَى وتَفَرَّقَتْ
بهِ طرقُ الدّنيا ونيلٌ مترّحُ

[نــجــم]

رَجَوْتُ بُحُوراً مِنْ أُمَيَّة َ دُونَهَا
عدوٌّ وأركانٌ منَ الحربِ ترمحُ
وما الفقرُ منْ أرضِ العشيرة ِ ساقنا
إلَيْكَ وَلكِنَّا بِقُرْبِكَ نَبْجَحُ

[نــجــم]

وَقَدْ عَلِمَ الأَقْوَامُ أنَّكَ تَشْتَري
جميلَ الثّنا والحمدُ أبقى وأربحُ
وأنتَ امرؤٌ تروي السّجالَ وينتحي
لأبعدَ منّا سيبكَ المتمنّحُ

[نــجــم]

وإنّكَ وهّابٌ أغرُّ وتارة ً
هزبرٌ عليهِ نقبة ُ الموتِ أصبحُ
أبُوكَ الَّذي نَجَّى بِيَثْرِبَ قَوْمَهُ
وَأنْتَ الْمُفَدَّى مِنْ بَنِيهِ الْمُمَدَّحُ

[نــجــم]

إذا ما قريشُ الملكِ يوماً تفاضلوا
بدا سابقٌ منْ آلِ مروانَ أقرحُ
فإنْ تنءَ دارٌ يا ابنَ مروانَ غربة ٌ
بحاجة ِ ذي قربى بزندكَ يقدحُ

[نــجــم]

فَيَا رُبَّ مَنْ يُدْني وَيَحْسِبُ أنَّهُ
يودّكَ والنّائي أودُّ وأنصحُ
هَجَوْتُ زُهَيْراً ثُمَّ إنِّي مَدَحْتُهُ
وما زالتِ الأشرافُ تهجى وتمدحُ

[نــجــم]

فَلَمْ أدْرِ يُمْنَاهُ إذَا مَا مَدَحْتُهُ
أَبِالْمَالِ أمْ بالْمَشْرَفِيَّة ِ أنْفَحُ
وَذِي كُلْفَة ٍ أَغْرَاهُ بي غَيْرُ ناصِحٍ
فقلتُ لهُ وجهُ المحرّشِ أقبحُ

[نــجــم]

وَإنِّي وَإنْ كُنْتُ الْمُسِيءَ فَإنَّنِي
عَلَى كُلِّ حَالاَتِي لَهُ مِنْهُ أنْصَحُ
دأبتُ إلى أنْ ينبتَ الظلُّ بعدما

[نــجــم]

تقاصرَ حتّى كادَ في الآلِ يمصحُ
وجيفَ المطايا ثمَّ قلتُ لصحبتي
وَلَمْ يَنْزِلُوا أبْرَدْتُمُ فَتَرَوَّحُوا

[نــجــم]

ألَمْ تَدْرِ مَا قَالَ الظِّبَاءُ السَّوانِحُ

ألَمْ تَدْرِ مَا قَالَ الظِّبَاءُ السَّوانِحُ
مَرَرْنَ أمَامَ الرَّكْبِ والرَّكْبُ رَائِحُ
فَسَبَّحَ مَنْ لَمْ يَزْجُرِ الطَّيْرَ مِنْهُمُ
وأيقنَ قلبي أنّهنَّ نواجحُ

[نــجــم]

فأوَّلُ مَنْ مَرَّتْ بِهِ الطَّيْرُ نِعْمَة ٌ
لَنَا وَمَبِيتٌ عِنْدَ لَهْوَة َ صَالِحُ
سبتكَ بعينيْ جؤذرٍ حفلتهما
رِعاثٌ وَبَرَّاقٌ مِنَ اللَّوْنِ وَاضِحُ

[نــجــم]

وأَسْوَدَ مَيَّالٍ عَلَى جِيدِ مُغْزِلٍ
دَعَاهَا طَلًى أحْوَى بِرَمَّانَ رَاشِحُ
وعذبُ الكرى يشفي الصّدى بعدَ هجعة ٍ
لَهُ مِنْ عُرُوقِ الُمُسْتَظِلَّة ِ مَائِحُ

[نــجــم]

غذاهُ وحوليُّ الثّرى فوقَ متنهِ
مدبُّ الأتيِّ والأراكُ الدّوائحُ
فَلَمَّا انْجَلَى عَنْهُ السُّيُولُ بَدَا لَهَا
سقيُّ خريفٍ شقَّ عنهُ الأباطحُ

[نــجــم]

إذا ذقتَ فاها قلتَ طعمُ مدامة ٍ
دنا الزّقُّ حتّى مجّها وهوَ جانحُ
وَفِي الْعَاجِ والحِنَّاءِ كَفٌّ بَنَانُهَا
كَشَحْمِ النَّقَا لَمْ يُعْطِهَا الزَّنْدَ قَادِحُ

[نــجــم]

فكيفَ الصّبى بعدَ المشيبِ وبعدما
تمدّحتَ واستعلى بمدحكَ مادحُ
وقدْ رابني أنَّ الغيورَ يودّني
وَأنَّ نَدَامَايَ الْكُهُولُ الجَحَاجحُ

[نــجــم]

وصدَّ ذواتُ الضّغنِ عنّي وقدْ رأى
كَلاَمِيَ تَهْوَاهُ النِّسَاءُ الْجَوَامِحُ
وَهِزَّة َ أظْعَانٍ عَلَيْهِنَّ بَهْجَة ٌ
طَلَبْتُ وَرَيْعَانُ الصِّبَى فِيَّ جَامِحُ

[نــجــم]

بِأسْفَلِ ذي بيضٍ كَأنَّ حُمُولَهَا
نخيلُ القرى والأثأبُ المتناوحُ
فَعُجْنَ عَلَيْنَا مِنْ عَلاَجِيمَ جِلَّة ٍ
لِحَاجَتِنَا مِنْهَا رَتُوكٌ وَفاسِحُ

[نــجــم]

يحدّثننا بالمضمراتِ وفوقها
ظِلاَلُ الْخُدُورِ والْمَطِيُّ جَوَانِحُ
يُنَاجِينَنَا بالطَّرْفِ دُونَ حَدِيثِنَا
وَيَقْضِينَ حَاجَاتٍ وَهُنَّ مَوَازِحُ

[نــجــم]

وخالطنا منهنَّ ريحُ لطيمة ٍ
منَ المسكِ أدّاها إلى الحيِّ رابحُ
صلينَ بها ذاتَ العشاءِ ورشّها
عَلَيْهِنَّ في الْكَتَّانِ رَيْطٌ نَصَائِحُ

[نــجــم]

فَبِتْنَا عَلَى الأنْمَاطِ والْبِيضُ كالدُّمَى
تضيءُ لنا لبّاتهنَّ المصابحُ
إذا فاطنتنا في الحديثِ تهزهزتْ
إلَيْها قُلُوبٌ دُونَهُنَّ الْجَوانِحُ

[نــجــم]

وظلَّ الغيورُ آنفًا ببنانهِ
كَمَا عَضَّ بِرْذَوْنٌ عَلَى الْفَأْسِ جَامِحُ
كئيبًا يردُّ اللّهفتينِ لأمّهِ
وَقَدْ مَسَّهُ مِنَّا وَمِنْهُنَّ نَاطِحُ

[نــجــم]

فلمّا تفرّقنا شجينَ بعبرة ٍ
وَزَوَّدْنَنا نُصْباً وَهُنَّ صَحَائِحُ
فَرَفَّعَ أصْحَابي الْمَطِيَّ وأبَّنُوا
هنيدة َ فاشتاقَ العيونُ اللّوامحُ

[نــجــم]

فَوَيْلُ کمِّهَا مِنْ خُلَّة ٍ لَوْ تَنَكَّرَتْ
لأعَدائِنَا أوْ صَالَحَتْ مَنْ نُصَالِحُ
وَصَهْبَاءَ مِنْ حَانُوتِ رَمَّانَ قَدْ غَدَا
عَلَيَّ وَلَمْ يَنْظُرْ بِهَا الشَّرْقَ صَابِحُ

[نــجــم]

فساقيتها سمحاً كأنَّ نديمهُ
أخا الدّهرِ إذْ بعضُ المساقينَ فاضحُ
فَقَصَّرَ عَنِّي الْيَوْمَ كَأْسٌ رَوِيَّة ٌ
وَرَخْصُ الشِّوَاءِ والْقِيَانُ الصَّوَادِحُ

[نــجــم]

إذا نحنُ أنزفنا الخوابيَ علّنا
مَعَ اللَّيْلِ مَلْثُومٌ بِهِ الْقَارُ نَاتِحُ
لدنْ غدوة ً حتّى نروحَ عشيّة ً
نُحَيَّا وأَيْدِيَنَا بِأَيْدٍ نُصَافِحُ

[نــجــم]

إذا ما برزنا للفضاءِ تقحّمتْ
بأقْدَامِنَا مِنَّا الْمِتَانُ الصَّرَادِحُ
وَدَاوِيَّة ٍ غَبْرَاءَ أكْثَرُ أهْلِهَا
عَزِيفٌ وَهَامٌ آخِرَ اللَّيْلِ ضَابِحُ

[نــجــم]

أقَرَّ بِهَا جَأْشِي بِأوَّلِ آيَة ٍ
وَمَاضٍ حُسَامٌ غِمْدُهُ مُتَطَايِحُ
يَمَانٍ كَلَوْنِ الْمِلْحِ يُرْعَدُ مَتْنُهُ
إذَا هُزَّ مَطْبُوعٌ عَلَى السَّمِّ جَارِحُ

[نــجــم]

يزيلُ بناتِ الهامِ عنْ سكناتها
وَمَا يَلْقَهُ مِنْ سَاعِدٍ فَهْوَ طَائِحُ
كأنَّ بقايا الأثرِ فوقَ عمودهِ
مدبُّ الدّبا فوقَ النّقا وهوَ سارحُ

[نــجــم]

وطخياءَ منْ ليلِ التّمامِ مريضة ٍ
أجنَّ العماءُ نجمها فهوَ ماصحُ
تعسّفتها لمّا تلاومَ صحبتي
بِمُشْتَبِهِ الْمَوْمَاة ِ والْمَاءُ نَازِحُ

[نــجــم]

وعدٍّ خلا فاخضرَّ واصفرَّ ماؤهُ
لِكُدْرِ الْقَطَا وِرْدٌ بِهِ مُتَطَاوِحُ
نَشَحْتُ بِهَا عَنْساً تَجَافَى أَظَلُّهَا
عَنِ الأُكْمِ إلاَّ مَا وَقَتْهَا السَّرَائِحُ

[نــجــم]

فسافتْ جبًا فيهِ ذنوبٌ هراقهُ
عَلَى قُلُصٍ مِنْ ضَرْبِ أَرْحَبَ نَاشِحُ
تريكٍ ينشُّ الماءُ في حجراتهِ
كما نشَّ جزرٌخضخضتهُ المجادحُ

[نــجــم]

كَرِيحِ خُزَامَى حَرَّكَتْهَا عَشِيَّة ً
شَمَالٌ وَبَلَّتْهَا الْقِطَارُ النَّوَاضِحُ
فأصبحتِ الصّهبُ العتاقُ وقدْ بدا
لهنَّ المنارُ والجوادُ اللّوائحُ

[نــجــم]

بَدَا يَوْمَ رُحْنَا عَامِدِينَ لأَرْضِهَا

بَدَا يَوْمَ رُحْنَا عَامِدِينَ لأَرْضِهَا
سنيحٌ ، فقال القومُ: مرَّ سنيحُ
فهابَ رجالٌ منهمُ وتقاعسوا
فَقُلْتُ لَهُمْ: جَاري إلَيَّ رَبِيحُ

[نــجــم]

عقابٌ بأعقابٍ منَ الدّارِ بعدما
جَرَتْ نِيَّة ٌ تُسْلي الْمُحِبَّ طَرُوحُ

[نــجــم]

وَقَالَ صِحَابي: هُدْهُدٌ فَوْقَ بَانَة ٍ
هدًى وبيانٌ بالنّجاحِ يلوحُ

[نــجــم]

وَقَالُوا: دَمٌ، دَامَتْ مَوَاثِيقُ بَيْنِنَا
وَدَامَ لَنَا حُلْوُ الصَّفَاءِ صَرِيحُ

[نــجــم]

بانَ الأحبّة ُ بالعهدِ الّذي عهدوا


بانَ الأحبّة ُ بالعهدِ الّذي عهدوا
فَلاَ تَمَالُكَ عَنْ أرْضٍ لَهَا عَمَدُوا
وَرَادَ طَرْفُكَ في صَحْرَاءَ ضَاحِيَة ٍ
فِيهَا لِعَيْنَيْكَ والأظْعَانُ مُطَّرِدُ

[نــجــم]

واسْتَقْبَلَتْ سَرْبَهُمْ هَيْفٌ يَمَانِيَة ٌ
هَاجَتْ نِزَاعاً وَحَادٍ خَلْفَهُمْ غَرِدُ
حَتَّى إذَا حَالَتِ الأرْحَاءُ دُونَهُمُ
أرحاءُ أرملَ حارَ الطّرفُ أوْ بعدوا

[نــجــم]

حثّوا الجمالَ وقالوا إنَّ مشربكمْ
وَادِي الْمِياهِ وَأحْسَاءٌ بِهِ بُرُدُ
وفي الخيامِ إذا ألقتْ مراسيها
حورُ العيونِ لإخوانِ الصّبى صيدُ

[نــجــم]

كَأنَّ بَيْضَ نَعَام في مَلاَحِفِهَا
إذا اجْتَلاَهُنَّ قَيْظٌ لَيْلُهُ وَمِدُ
لَهِا خُصُورٌ وَأَعْجَازٌ يَنُوءُ بِهَا
رملُ الغناءِ وأعلى متنها رؤدُ

[نــجــم]

مِنْ كُلِّ وَاضِحَة ِ الذِّفْرَى مُنَعَّمَة ٍ
غَرَّاءَ لَمْ يَغْذُهَا بُؤْسٌ وَلاَ وَبَدُ
يثني مساوفها غرضوفَ أرنبة ٍ
شمّاءَ منْ رخصة ٍ في جيدها أودُ

[نــجــم]

لَهَا لِثَاثٌ وأنْيَابٌ مُفَلَّجَة ٌ
كالأُقْحُوَانِ عَلَى أطْرَافِهِ الْبَرَدُ
يجري بها المسكُ والكافورُ آونة ً
والزَّعْفَرَانُ عَلَى لَبَّاتِهَا جَسِدُ

[نــجــم]

كَأنَّ رَيْطَة َ جَبَّارٍ إذَا طُوِيَتْ
بَهْوُ الشَّرَاسِيفِ مِنْهَا حِينَ تَنْخَضِدُ
نِعْمَ الضَّجِيعُ بُعَيْدَ النَّوْمِ يُلْجِئُهَا
إلى حشاكَ سقيطُ اللّيلِ والثّأدُ

[نــجــم]

كأنَّ نشوتها واللّيلُ معتكرٌ
بعد العشاءِ وقدْ مالتْ بها الوسدُ
صَهْبَاءُ صَافِيَة ٌ أغْلَى التِّجَارُ بِهَا
مِنْ خَمْرِ عَانَة َ يَطْفُو فَوْقَهَا الزَّبَدُ

[نــجــم]

لَوْلاَ الْمَخاوِفُ والأوْصَابُ قَدْ قَطَعَتْ
عرضَ الفلاة ِ بنا المهريّة ُ الوخذُ
في كلِّ غبراءَ مخشيٍّ متالفها
جدّاءَ ليسَ بها عدٌّ ولا ثمدُ

[نــجــم]

تمسي الرّياحُ بها حسرى ويتبعها
سرادقٌ ليسَ في أطرافهِ عمدُ
بَصْبَاصَة ُ الْخِمْسِ في زَوْرَاءَ مَهْلَكَة ٍ
يَهْدِي الأَدِلاَّءَ فِيهَا كَوْكَبٌ وَحَدُ

[نــجــم]

كَلَّفْتُ مَجْهُولَهَا نُوقاً يَمَانِيَة ً
إذا الحداة ُ على أكسائها حفدوا
حسبَ الجماجمِ اشباهًا مذكّرة ً
كأنّها دمكٌ شيزيّة ٌ جددُ

[نــجــم]

قامَ السّقاة ُ فناطوها إلى خشبٍ
عَلَى كُبَابٍ وَحَوْمٌ خَامِسٌ يَرِدُ
ذَوُو جَآجِيءَ مُبْتَلٌّ مَآزِرُهُمْ
بَيْنَ الْمَرَافِقِ في أيْدِيهِمُ حَرَدُ

[نــجــم]

أوْ رَعْلَة ٌ مِنْ قَطَا فَيْحَانَ حَلأَّهَا
عَنْ مَاءِ يَثْبَرَة َ الشُّبَّاكُ والرَّصَدُ
تَنْجُو بِهِنَّ مِنَ الْكُدْرِيِّ جَانِيَة ٌ
بالرّوضِ روضِ عماياتٍ لها ولدُ

[نــجــم]

لَمَّا تَخَلَّسَ أنْفَاساً قرَائِنُهَا
منْ غمرِ سلمى دعاها توءمٌ قردُ
تهوي لهُ بشعيبٍ غيرِ معصمة ٍ
منغلّة ٍ دونها الأحشاءُ والكبدُ

[نــجــم]

دُونَ السَّمَاءِ وَفَوْقَ الأرْضِ مَسْلَكُهَا
تِيهٌ نَفَانِفُ لاَ بَحْرٌ وَلاَ بَلَدُ
تطاولَ اللّيلُ منْ همٍّ تضيّفني
دونَ الأصارمِ لمْ يشعرْ بهِ أحدُ

[نــجــم]

إلاَّ نَجِيَّة َ آرَابٍ تُقَلّبُنِي
كما تقلّبَ في قرموصهِ الصّردُ
مِنْ أمْرِ ذِي بَدَوَاتٍ لاَ تَزَالُ لَهُ
بَزْلاَءُ يَعْيَا بِهَا الْجَثَّامَة ُ اللُّبَدُ

[نــجــم]

وَعَيْنِ مُضْطَمِرِ الْكَشْحَيْنِ أرَّقَهُ
هَمٌّ غَرِيبٌ وَنَاوِي حَاجَة ٍ أَفِدُ
وناقة ٍ منْ عتاقِ النّوقِ ناجية ٍ
حرفٍ تباعدَ منها الزّورُ والعضدُ

[نــجــم]

ثَبْجَاءَ دَفْوَاءَ مَبْنِيٍّ مَرَافِقُهَا
على حصيرينِ في دفّيهما جددُ
مقّاءَ مفتوقة ِ الإبطينٍ ماهرة ٍ
بِالسَّوْمِ نَاطَ يَدَيْهَا حَارِكٌ سَنَدُ

[نــجــم]

ينجو بها عنقٌ صعلٌ وتلحقها
رِجْلاَ أصَكَّ خِدَبٍّ فَوْقَهُ لَبِدُ
تضحي إذا العيسُ أدركنا نكائثها
خرقاءَ يعتادها الطّوفانُ والزّؤدُ

[نــجــم]

كأنَّهَا حُرَّة ُ الْخَدَّيْنِ طَاوِيَة ٌ
بعالجٍ دونها الخلاّتُ والعقدُ
ترمي الفجاجَ بكحلاوينِ لمْ تجدا
رِيحَ الدُّخَانِ ولَمْ يَأخُذْهُمَا رَمَدُ

[نــجــم]

باتتْ بشرقيِّ يمؤودٍ مباشرة ً
دعصًا ارذَّ عليهِ فرّقٌ عندُ
في ظلِّ مرتجزٍ تجلو بوارقهُ
لِلنَّاظِرَيْنِ رِوَاقاً تَحْتَهُ نَضَدُ

[نــجــم]

طَوْرَيْنِ طَوْراً يَشُقُّ الأرْضَ وابِلُهُ
بعدَ العزازِ وطورًا ديمة ٌ رغدُ
حَتَّى غَدَتْ في بَيَاضِ الصُّبْحِ طَيِّبَة ً
رِيحَ الْمَبَاءَة ِ تَخْدِي

[نــجــم]

والثَّرَى عَمِدُ
لَمَّا رَأَتْ مَا أُلاَقِي مِنْ مُجَمْجَمَة ٍ
هيَ النّجيُّ إذا ما صحبتي هجدوا
قَامَتْ خُلَيْدَة ُ تَنْهَانِي فَقُلْتُ لَهَا
إنَّ الْمَنَايَا لِمِيقَاتٍ لَهُ عَدَدُ

[نــجــم]

وقُلْتُ مَا لاْمْرِىء ٍ مِثْلِي بِأرْضِكُمُ
دونَ الإمامِ وخيرِ النّاسِ متّأدُ
إنّي وَإيَّاكِ والشَّكْوَى الَّتي قَصَرَتْ
خَطْوِي وَنَأْيُكِ والْوَجْدُ الَّذِي أجِدُ

[نــجــم]

كالماءِ والظّالعُ الصّديانُ يطلبهُ
هو الشّفاءُ لهُ والرّيُّ لوْ يردُ
إنَّ الْخِلاَفَة َ مِنْ رَبِّي حَبَاكَ بِهَا
لَمْ يُصِفْهَا لَكَ إلاَّ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ

[نــجــم]

القابضُ الباسطُ الهادي لطاعتهِ
فِي فِتْنَة ِ النَّاسِ إذْ أهْوَاؤُهُمْ قِدَدُ
أمْراً رَضِيتَ لَهُ ثُمَّ اعتَمَدْتَ لَهُ
واعلمْ بأنَّ أمينَ اللهِ معتمدُ

[نــجــم]

واللَّهُ أخْرَجَ مِنْ عَمْيَاءَ مُظْلمَة ٍ
بِحَزْمِ أمْرِكَ وَالآفَاقُ تَجْتَلِدُ
فَأَصْبَحَ الْيَوْمَ في دَارٍ مُبَارَكَة ٍ
عِنْدَ الْمَلِيكِ شِهَاباً ضَوْؤُهُ يَقِدُ

[نــجــم]

ونحنُ كالنّجمِ يهوي منْ مطالعهِ
وَغُوطَة ُ الشَّامِ مِنْ أعْنَاقِنَا صَدَدُ
نَرْجُو سِجَالاً مِنَ الْمَعْرُوفِ تَنْفَحُهَا
لِسَائِلِيكَ فَلاَ مَنُّ وَلاَ حَسَدُ

[نــجــم]

ضَافِي الْعَطِيَّة ِ رَاجيهِ وَسَائِلُهُ
سيَّان، أفْلَحَ مَنْ يُعْطِي وَمَنْ يَعِدُ
أَنْتَ الْحَيَا وَغِيَاثٌ نَسْتَغِيثُ بِهِ
لوْ نستطيعُ فداكَ المالُ والولدُ

[نــجــم]

أزرى بأموالنا قومٌ أمرتهمُ
بالعدلِ فينا فما أبقوا وما قصدوا
نُعْطِي الزَّكَاة َ فَمَا يَرْضَى خَطِيبُهُمُ
حَتَّى نُضَاعِفَ أضْعَافَاً لَهَا غُدَدُ

[نــجــم]

أمَّا الْفَقِيرُ الَّذِي كَانَتْ حَلُوبَتُهُ
وفقَ العيالِ فلمْ يتركْ لهُ سبدُ
واخْتَلَّ ذُو الْمَالِ والْمُثْرُونَ قَدْ بَقِيَتْ

[نــجــم]

عَلَى التّلاتِلِ مِنْ أمْوَالِهِمْ عُقَدُ
فإنْ رفعتَ بهمْ رأسًا نعشتهمُ
وَإنْ لَقُوا مِثْلَهَا فِي قَابِلٍ فَسَدُوا

[نــجــم]

ألا قبّحَ اللهُ الحطيئة َ إنّهُ

ألا قبّحَ اللهُ الحطيئة َ إنّهُ
عَلَى كُلِّ ضَيْفٍ ضَافَهُ فَهُوَ سَالِحُ

[نــجــم]

دَفَعْتُ إلَيْهِ وَهْوَ يَخْنُقُ كَلْبَهُ
ألاَ كُلُّ كَلْبٍ لاَ أبَا لَكَ نَابِحُ
بكيتَ على مذقٍ خبيثٍ قريتهُ

[نــجــم]

أَلاَ كُلُّ عَبْسِيٍّ عَلَى الزَّادِ نَائِحُ

[نــجــم]

طَافَ الْخَيَالُ بِأصْحَابِي وَقَدْ هَجدُوا

طَافَ الْخَيَالُ بِأصْحَابِي وَقَدْ هَجدُوا
منْ أمِّ علوانَ لا نحوٌ ولا صددُ
فأرّقتْ فتية ً باتوا على عجلٍ
وأعينًا مسّها الإدلاجُ والسّهدُ

[نــجــم]

هلْ تبلغنّي عبد اللهِ دوسرة ٌ
وَجْنَاءُ فِيهَا عَتِيقُ النَّيِّ مُلْتَبِدُ
عنسٌ مذكّرة ٌ قدْ شقَّ بازلها
لأْياً تَلاَقَى عَلَى حَيْزُومِهَا الْعُقَدُ

[نــجــم]

كأنّها يومَ خمسِ القومِ عنْ جلبٍ
وَنَحْنُ والآلُ بالْمَوْمَاة ِ نَطَّرِدُ
قَرْمٌ تَعَادَاهُ عَادٍ عَنْ طُرُوقَتِهِ
منَ الهجانِ على خرطومهِ الزّبدُ

[نــجــم]

أوْ نَاشِطٌ أسْفَعُ الخَدَّيْنِ ألْجَأَهُ
نَفْحُ الشَّمَالِ فَأَمْسَى دُونَهُ الْعَقِدُ
بَاتَ إلَى دَفءِ أرْطَاة ٍ أضَرَّ بِهَا
حرُّ النّقا وزهاها منبتٌ جردُ

[نــجــم]

بَاتَ الْبُرُوقُ جَنَابَيْهِ بِمَنْزِلَة ٍ
ضَمَّتْ حَشَاهُ وَأعْلاَهُ بِهَا صَرِدُ
مَا زَالَ يَرْكُبُ رَوْقَيْهِ وَجَبْهَتَهُ
حتّى استباثَ سفاة ً دونها الثّأدُ

[نــجــم]

حتّى إذا نطقَ العصفورُ وانكشفتْ
عَمَايَة ُ اللَّيْلِ عَنْهُ وَهْوَ مُعْتَمِدُ
غدا ومنْ عالجٍ خدٌّ يعارضهُ
عَنِ الشَّمَالِ وَعَنْ شَرْقِيّهِ كَبِدُ

[نــجــم]

يعلو عهادًا منَ الوسميِّ زيّنهُ
ألْوَانُ ذِي صَبَحٍ مُكَّاؤُهُ غَرِدُ
بكلِّ ميثاءَ ممراحٍ بمنبتها
مِنَ الذِّرَاعَيْنِ رَجَّافٌ لَهُ نَضَدُ

[نــجــم]

ظلّتْ تصفّقهُ ريحٌ تدرُّ لها
ذَاتُ الْعَثَانِينِ لاَ رَاحٌ وَلاَ بَرَدُ
أصْبَحَ يَجْتَابُ أعْرَافَ الضَّبَابِ بِهِ
مُجْتَازَ أرْضٍ لأُخْرَى فَارِدٌ وَحَدُ
يهوي كضوءِ شهابٍ خبَّ قابسهُ

[نــجــم]

ليلاً يبادرُ منهُ جذوة ً تقدُ
حَتَّى إذَا هَبَطَ الْوُحْدَانَ وانْقَطَعَتْ
عنهُ سلاسلُ رملٍ بينها عقدُ
صَادَفَ أَطْلَسَ مَشَّاءً بِأَكْلُبِهِ