مشاهدة النسخة كاملة : .. { ديوان أ. د. ظافر بن علي القرني ~
العنيــــدهـ
08-07-2011, 09:05 PM
شعراء قتلوا: المتنبي مثلاً
قـتـلـوهـم لأنـهـم أحــيـــاءُ
ولأن الحـيـاة قـفــرٌ عــفــاءُ
وتولـوا بنعـرةٍ وشــــتاتٍ
فـهـم الأقـويـاء والأغــبـيــاء
إنـما الأمـة البيـان فـقـل لي
كيف تحيـا عـوالمٌ خـرســاء
كيف تأتي على اللسان بغدرٍ
عربيٍ تضـجُ منه الســـــماء
ثم تبـغي الفـلاح أي فـلاحٍ
ضكَّ جُرمًا وأخضلته الدماء
اندثرنا فكل صفٍ بســيفٍ
يطعن الآخرين وهو خــَواء
ما خلبنا إلا "رماحٌ عــوالٍ"
و"سهام" و"طعـنةٌ نجلاء"
في صدور الأعداء لا لا وربي
في صدور الذين هم أصدقاء
زاحمتنا الظنونُ من كلٍ فجٍ
وتـنـاءت بـســهـمـنا الأنـواء
وبقينا ندكُّ شـعـبًا بشـعـبٍ
وتلاشــت في قفرنا الأشلاء
وسمعنا دواعي الشرِّ فينا
وتـلــهـَّت بنهـبـــنا الأهــواء
ونرى أننا على أمم الأرض
وأن الذي ســـــوانـا هَــبــاء
فـانقـلــبـنا بــذلـةٍ وهــوانٍ
وازدرتنا الأصحاب والأعداء
وجنينا الذي صنعـناه مـنذ
هبَّ داعي الرَّدى فقيل الأباء
فسُحقـنا ونحن ننظر شزرًا
لأخــينا فكيف هــذا الإخـــاء
البرايــا تعـارفـت فتـدانت
وكأنا مـن بعـضنــا غــرباء
فـلها الانـشـــراح في البـر (م)
والبحر ونحن نحيبُنا والبكاء
أكلتنا النيرانُ نيرانُ خصمٍ
قـوتها الفيـزيـاء والكيـمـياء
ورضينا بـها جميعًا ولكن
أرهــقـتنا قـصــيدة عصـماء
فغضبنا وقـام قتـلٌ ومحقٌ
وتعرَّت فـيحاءُنا الخـضراء
الموازين والمكاييل طاشت
فـتـغـالـت غــوائـلٌ عـمـيـاء
يا ربيبَ البيانِ يا صاحبَ التبـ
ـــيـان للشــعر عزةٌ قعـساء
سِلتَ هل تسـتوي لسانٌ مَضاءٌ
ولـســــــانٌ في فكّـِها بكمـاء
إن تساوت صحيحةٌ تقطعُ الأرضَ
(م) وأخرى مريضةٌ عرجاءُ
غير أنا لا نقـبل الظـلم شـرعًا
في حـمانا أو أن يقـل الحـيـاء
وخـرابٌ حـيـاتـنـا أن رضـينا
أن يـُســــب الإلـهُ والأنـبـيــاء
أو يُسـب الإسـلام دين النبيين
(م) جمـيعًا والشــرعـة الســمـحاء
فعلى من يرضاه مقـتٌ وسـخطٌ
وهـــلاكٌ ولـعــنـةٌ لـعــــنـاء
كلُّ داعٍ يــضـلُّ أو يـتعــامـى
أو يـغـالي فنحـن مـنـه بــراء
إنما الداء مـا يثـيـر ذوو الحسد
(م) وتـُثــري المـواقـف الحـمـقـاء
قد يكون المقـتول أهـون جرمًا
مــن طليـقٍ تحـفـه الكبــريــاء
ويكون المنثور في الشَّر أعتى
مـن قوافٍ يطـيب معها الحداء
غيـر أن الدِّمـاء تصبح هــدرًا
لو طغى حاكمٌ وطاش القـضاء
إيه يا ابن الحسين لو عشت عشرًا
لسـرت في الدفـاتـر الأضـواء
ونفحـت التاريخ بالواقـع المـرِ
وبعـثـرتَ مـا يــقـولُ الغـُـثاء
وذكرتَ الملوكَ والهمَّ والسَّعـد َ
(م) وبـاهى بـصــوتـك الأمـــراء
أنت كُبلت بالذي يحـســـب الشــ
ــعر نشـيدًا ينسـاب منه الغـناء
لو رأيت الإنصافَ ما زاغت (م)
الأوصافُ واشتد في الهجير الهجاء
أو رأيت الإعراضَ ما كانت (م)
الأعراضُ تـُفـرى والمعول الدهماء
غـيـر أن الخــداعَ وجـهٌ مـَشــينٌ
(م) والمـداجــاةَ خـِطـةٌ شــوهـاء
أُتخمت مصرُ بالذي كال كافـورُ
(م) وثارت مـن كـربـها كربـلاء
فابــق رمــزًا لكل مــن عــضـّه (م)
الدهـر بنابٍ يخـر منه البناء
إيه يا ابن الحســيـن هـذي بـلادٌ
تتـنامى في خـبتـها البغضاء
في بـلاط المـلـوك مـا ســـدَّ مـا
(م) تلـقـاه عـمَّا تثيــره اللخــناء
والهموم الصِّغار لو تملأ الأرضَ
(م) تهـاوت من هـولها الصـمَّاء
أنت لم تلق من عـذاب سـوى ما
قـد تلـقى الأجــداد والآبــاء
وكأني بمن يـقـول اقـبـل الموت
(م) ليصــطفَ بـعــدَك البُلـغـاء
وإذا زاد بُعدنا عـن هـدى الحـقِّ
(م) تـزيـــد الأعـــذار والأدواء
فهـنا غِـلـظةٌ يذوب لهـا الصِـفـر
(م) وثـمَّ ابـتـســــامـة صــفراء
ما لنا أن نـقـول في الأرض إلاَّ
حســبنا الله أيـها الشـــعراء
العنيــــدهـ
08-07-2011, 09:06 PM
الحلم بين الأحلام حقيقة
كان ذا مسغبةْ
كاد أن يشرب الذل من أجلها
غير أن الشموخ تداركه
فرأى النور واقتحم العقبةْ
وقلى المحل والبائر المشتبه
واستدارت به الأرض حتى رأى كوكبهْ
فتقفاه كيما يفك عرى القهر والمتربةْ
ومضى حالمًا… حالمًا بالثراء
وبالنظرات الرضية والرهو والسرر المذهبة
وتمطى هنا وهناك ولكنه
لم ير ما تقراه في الحلم
فاشتد من وهج المكربة
بلغ الصفر،لم يبق في رحله منقبة
ودنا من سجل المحيلات كي يستبين كوى الرشد
في ظلمات الهوى
واعتراك الورى، فرأى مقبلاً مركبه
يتخطى الصعاب
ولكنه من أشد الصعاب على مقربة
إيه ما زلّت الرجلُ
أو زلت اليدُ لكنها زلت الرقبة
العنيــــدهـ
08-07-2011, 09:07 PM
العولمة
(Globalization)
كيف لي أن أرى ما يرون
ومن دونه ظلماتٌ وأوديةٌ موبقةْ
إنني داخل الشرنقةْ
أو كما قال من قال في البوتقةْ
وأنا بي من الشوق
ما بي من الجهد من حالةٍ محدقةْ
إيه هل يستوي واقفٌ
عند بوابة المكرمات
ومن عند فوّهة البندقةْ
صاحب الأمس خصم تخاتلهُ المغريات
وتوشك أن تستبيحَ الثّقةْ
والملمات لو أكلت بعضنا وتلهّت به
هي في بعضنا جنّةٌ مورقةْ
اجتذبنا العرى كلها
عروة الأرض والمال والآل
ولم نمسك العروة الموثقةْ
وطوينا بها بيرق الحلم
والعلم والحزم والعملقةْ
وأخو الجهل من خلفنا
حاشدًا ما طوى بيرقهْ
جال جيل الهوى
أُشرب الوهن حتى تردّى به
وإذا صحت، صاح
أيا صاحب الصوت ما عاد هبـنقةٌ هبنقةْ
عَالمٌ مُطرقةْ
وبها -بعد سبر المدى
صاحب الفضل من لم يخن رونقهْ
وبـها ما ترى
صاحب النّحل ما عاد يمتار من نحلهِ
زارع التين ما عاد يجني لهُ
فاجن ما شئت يا صاحب الغردقةْ
عالم مُرهَقةْ
تتجلّى به قوةٌ مزهقةْ
تجعل المرء في لحظةٍ يجتوي فيلقهْ
فإذا ما تـهادوا إليه على زورق
لا يزلّ به طرف الضحلِ
أغروه بالبحرِ، ساقوه
شدوا على كفهِ شاكلوهُ
وأعطوه خارطة الاتجاهِ
وبوصلة الانحرافِ
حتى إذا ما تماهى مع الموج منتشيًا
خطفوا –فجأةً- زورقهْ
وإن لمحوا من يراوده طيف تجربةٍ
أنجزوا مثلها، أو إلى مثلها يرملون
على عينه سرقوا زئبقهْ
وإمّا رأوا جبلاً شامخًا
حفروا حوله خندقهْ
أمةٌ مطبقةْ
تمورُ بأقمارها في السماء
وتَحظر أن تُصنعَ الملعقةْ
بـها صاخبٌ نفسهُ محنقةْ
عليك بأن تملأ الأرض سعيًا
وإياك إياك أن تلحقهْ
سلام على الأمةٍ المشفقةْ
المحاريب تنقضها الكلماتُ
إذا لم تخرّ من الويل
أو خمدت ناره المحرقةْ
ذاك ظلمٌ يضيق به الظلم
يرتد منه الردى
ويرتاب منه ذوو الزندقةْ
فهل يوشك العدل أن يمحقهْ
أنت في عالم الصمتِ رغم الضجيج
النواميس تمضي وقفت لها أو مضيت
فما ضرّ لو سرقوا الحملقة
العنيــــدهـ
08-07-2011, 09:08 PM
البؤســــاء
أنا شاعر البؤساء
والبؤساء –فيما خلتُ
هم من يضحكون من الضحِك
وهم الذين تبذّهم أرواحهم
وتحضهم عند التقاء
الشعلتين صفاتـهم
فيشمرون ويفرحون
ويرملون بمنـزلك
وهم السعاة الصامدون
أواخر المتخافتين
إذا تداعى المرتبك
وإذا توارت آية الفرقاء
وانبثقت عيون الشمل
كانوا أول الجمع الغفير
المحتفين بمقدمك
المخلصون العاكفون
على بقايا الصبر
من أجل انبلاج الصبح
من وجه الظلام المشتبك
*** *** ***
أنا شاعر البؤساء
والبؤساء غير اليائسين الساقطين من الفلك
هبني على باب المدينة
إن تناءى المرجفون
ولا يحيط بـها الحلك
أنا لا أقول
إذا تراءى الويل نفسي … والبقيةُ في الدرَك
لا ، لا أقول … وشأنكم
ينجو الذي ينجو ويهلكُ في المفازة من هلك
نفسي فداء المخلصين
الماتحين من العيون
الناضخات مياهها
والنّازحين عن البرك
يا أيها الإنسان
يا من في طريق النور
قاوم من يقاوم منهجك
نـهج التقاة الراسمين
على الطريق معالمًا
عُظمى توجّه مجهرك
هذا الذي يجلو البصائر
لا يخون ولا يهون
إذا تصاغى المشترك
أهلوه من ترك الخواء
لذي الخواء
وفي البصيرة بالبصيرة انهمك
يا داخلاً في الغابة السوداء
إن حذرت يداك الشوك
من يحمي يديك من الحسك
أنا ضد من شرب الوحول
إلى الوصول
وعندما وصلت ركائبه
إلى حيث اقتسام العزم والجلّى زمك
إن لم يجد ماءً يلوذ به تغافل منهلك
أو لم يجد صيدًا يطارده تصيّد مقتلك
فإذا وقفت منافحًا امتص في غلسٍ دمك
الصامت المشدوه فيمن لا يهوّن مقدمك
وإذا تقاعس في الصغار أتاك يؤذي مسمعك
أو كان في حشد قليلٍ في بضاعته دهك
أوما سئمت وضاق صدرك من حياة الزّنبرك
أوما سئمت الركض والتجريب في غير المحك
المرء إن لم يستقم
في فعله ومقاله فإلى اليباب وما ملك
العنيــــدهـ
08-07-2011, 09:09 PM
إرهاصات الحب الأخير
ارفق بنفسكَ
ليس هذا وقت تشتيت النظر
أنسيت ما بيني- من الماضي
وما بين الحور
لا تقطعنّ مودتي
وتسير في شَرَكِ المسافة واهمًا
تستشرف الأفق البعيد
فتستبد بيَ العبر
إني قطعت وشائج الدنيا
وأرهقتُ الصبر
أيان تحملك الخطى
باقٍ هنا
فلسوف يبقى طيفك المشبوب
في العينين ما بقي البصر
الطيف أصدق في الوعود
وفي تحمّل كل ما يبدو عليه
أخو الغرام من السذاجة والخور
والصمت أصدق في الحديث
إذا التقينا، التقى الطيّفان وانهمر المطر
ذهبا علينا بالحوار
وبالتوجّد والنّدى
فكأننا ضيفان محرومان
من كرم الضيافة ... والسفر
ما ذا يضيرك
أيّها الزمن الخؤون
إذا فسحت لنا سنة
من علمكْ
أن المحبَّ يسوقه شبح الفراق
إلى الحبيب
فتعظم البلوى
وتلوى الألسنة
حتى المكان يضيق
عن حمل العواطف
حيث نلقيها عليه
بأول اللقيا
فيضمر، ثمّ تزداد المنى
فنرى كأن النّاس أعينهم
علينا في المساء وفي السحر
وكأن قصة حبِّنا
همس المُشاجر
والمُصاحب
في البلاد، كأنها لغة البشر
هي صورة لا تستطيع المكث
في أي الصور
منها شتات في قلوب النّاس
منها لوحة في ماضي الماضين
منها نفحة في مقبل الآتين
منها في الرياح وفي الشجر
العلم بعض الجهل
فاحفظ أيّها القنديل قوتك
كي تضئ لنا السبيل
الصعب في ليل الهجر
العمر يغرب
والأماني مغريات بالتجارب
واعدات بالثّمار من الحجر
العنيــــدهـ
08-07-2011, 09:10 PM
نمو المصطلح (1)
ما الذي يجعل البكاء ابتهاجاً
واحتفاء بلحظةٍ لن تأتي
ويحيل العويل لحناً شجياً
يمنـيـّاً مهذب النغمات
في فؤاد السقيم من سأم الناس
(م) ومن حالهم بهذي الحياة
احتسينا القروح فيما تركنا
فلمسنا المآل في المقبلات
إنما قادنا إلى كلِّ هذا
وإلى غيره من الأزمات
تركنا الحق وابتغاء الملذَّات
(م) مع الزيف والغلو العاتي
وامتهان الإنسان للآخر الإنسان
(م) والغدر بالورى في السُّبات
البكاء البكاء أضحى خياراً
بين اثنين: ميتة أو شتاتِ
العنيــــدهـ
08-07-2011, 09:11 PM
نمو المصطلح -2
ما الذي يجعل الأخير هماماً
يسبق الناس في حصاد المعالي
ويردّ الجدير في آخر الصّف
يصالي البلاء فيما يصالي
يتمطى فيبصر الركب يسعى
يُلوي فما يرى من تالي
أهو الجهل أم فساد الطويّات
(م) والميّل في الهوى الميَّال
كلها واختلال حزم المعايير
(م) في وجه كاذب دجاّل
أمّة الحقِّ حالها يزهق الحقَّ
(م) فتأتيك كلّ يومٍ بحال
فإذا ما نظرت فينا فرادى
كلٌ فردٍ منَّا شديد المحالِ
وإذا ما نظرت فينا جموعًا
كلٌ جمعٍ منَّا قريب المنالِ
هل سمعتم في أمّةٍ سبقتنا
أو تلتنا بمثل ذا الاعتلال
ربِّ لا تجعل الذي ينصر (م)
الإسلام والمسلمين في إذلال
العنيــــدهـ
08-07-2011, 09:12 PM
أيها المخاتل
ارسم سلمت ملامحي
فالعصر هذا
عصر مسخ ملامح الإنسان حيّا
اجعل لنا ذكرى هنا في اللاحقين
وسوف لا أنساك في المتقدمين
فأنت في عقلي وفي عيني مرسوم المحيّا
يا أيّها الفكر المخاتل نفسه
هذا التلوث في الطبيعة ما كفى
أعمى العيون وما كفى
صمّ الآذان وما كفى
نخر العظام وما كفى
فأتيت كي تجتاح هذا الواهم المسكين
هل ألفيت شيئا
أحرقتني
فالنار من قبلي ومن بعدي
وإن ولولت: كف النار
قلت: الخلاف يصّر أن نبقى سوِّيا
أهلكت نفسكَ
ثمَّ لما خلتني متماسكاً
أهفو إلى صفو الحياة متيماً
طفح الهوى
فمزجت كل تجارب المتقدمين
بصنعة المتأخرين
وسقتها حباًّ إليّا
هل بعد هذا الحبِّ
نسمع صوت
من يدعو بنا
هيّا إلى البغضاء هيّا
العنيــــدهـ
08-07-2011, 09:13 PM
قرى الإيمان
إلى د. عوض بن محمد القرني
رجوتك يا من للنواميس أهداني
تُديم بهذا الفضل والخير أوطاني
أنا المسلمُ السّـاعي بدين محمدٍ
وآياته الكبـرى إلى كلّ إنسـانِ
بآيات ذكرٍ لم تر الأرضُ مثلَها
ولا قـرئت إلاَّ بفـهمٍ وإتقانِ
إذا قرئت يحيا بها الكـونُ كلُّه
ويخنسُ مـن تأثيرها كلُّ شيطان
بها يَسلم الإنسان من شرِّ نفسه
وشرِّ ذوي الأهواء في أي ميدان
بها تُحكم الأحكام بل يُلجم الهوى
وينتصف المجني عليه من الجاني
متى تُسلم الدنيا ونمسي برحمةٍ
من الله من ربٍّ غفـورٍ ومنَّـانِ
له الشكر ما سرنا وسار الذي مضى
من النّاس والآتي لكسبٍٍ وعمران
له الحمد مـا دبَّت حياةٌ بميِّتٍ
مدى الدّهر في ذا العالم العامر الفاني
له الفضل فيما نحن فيه من الرضا
ومن منزلٍ سامٍ يتوق له الثاني
هنا في قرى الأشجان في أعصرٍ مضت
تناحرت الأهواء من غير برهانِ
وكان الّذي لا يقتلُ النّاس هيّنًا
ولا ينهبُ الأشياء شيئًا بلا شأنِ
وكانت يدُ البغضـاءِ تمتد أينما
تلاقت جموع النّاس للسّبب الدّاني
فلمّا أتى الإسلام هدّ قوى الرّدى
قوى الظلم من تقديس جهلٍ وأوثانِ
وأضحت قرى الإيمانِ منبعَ حكمةٍ
وعلـمٍ وآدابٍ وجودٍ وإحسانِ
إذا قام ذكر الله قمنا مـع الذي
يقوم به مهما طغـت قوة الشاني
فنقصم ظـهر البغي والله ربُّنا
إلى أن ترى ذا الهدم يبني مع الباني
هنا من ربى بلقرن أهدي تحـيتي
إلى علمٍ من خير ربعي وإخواني
إلى عوض القـرني شيخ مبجّل
له في رحـاب الفكر أجمل بنيان
أخي في سبيل النور دربك دربنا
وعنوانُك المسطورُ بالمجد عنواني
لنا الله في خلق له الأرض كلّـها
يشـب بـها نيـران حقدٍ بنيران
أنا منك في هذي الحياة وإن قست
وقـابلت المعـروف منَّا بنكران
ولست من النّاس الحيارى بخائفٍ
ولا مالئ منهم شـؤوني وأشجاني
إذا أخـذوا منّي متـاعًا كسـبته
فلن يأخذوا منّي بيـاني وقـرآني
وأنت بوادي الفكر حالك حالنا
وأفضل فاضرب في قلوبٍ وأذهان
العنيــــدهـ
08-07-2011, 09:13 PM
الحديد
زمـن الموبقـات حربٌ على الفكرِ
(م) حـفيٌّ بـمن يـسـاري خياله
فيه يشكو الضعيف من كل شــيءٍ
فهو يحيا بـه بأســوأ حــالة
غـير أن الـقوي يـزمر جـهـراً
وهو عنـد الخفـاء يـرجو زواله
هـذه الآلـة التي نـحن فـيـها
بـدأت صالحاً وأضحت ضـلالة
كلما سيطر الحديـد على العقل
(م) وأبلى قـواه في صــنـع آلة
عـاث هذا الحديد في النـاس فتكاً
لا يضاهى وأصـبـح المرء عـالة
غـاضبٌ لو يعلـم الجهل بالـعلم
(م) تعـلمـت منه بـعـض الجهالة
نــجــم
08-07-2011, 09:31 PM
صح لسسسان الشاعر
وسسسلمت يمناك على رووعة الإنتقاء
يعطيك العافيه
العنيــــدهـ
08-07-2011, 09:32 PM
اليورو
ذي أُوربا "وليست الدار داري"
هكـذا العلم يصنع الاتـحـادا
مثلما الجهـل ينعـش الانفرادا
قم فعاين ترى ذوي العلم جمعًا
وذوي الجهـل في الحيـاة فرادى
ما رأيت العـليم إلا تـهـادى
للمـعـالي وذاك إلا تـمـادى
آخـر القرن والرزايـا تبـارى
في عرين الإسلام والغرب سـادا
وأروبا خطت إلى سـلّم المجد (م)
خطى مـن تعـايـب الازدرادا
من غشـومٍ يكاد يرجـف بالأرض
(م) إذا مـا تـحـامت الانـقيـادا
رغـم أن التقـدم الحي فيـها
يوشـك اليـوم أن يعـمّ البلادا
وقـواها قـوىً يئن بـها البيد
(م) وتقـوى على الحيـاة أُحـادا
أبصرت حظهـا من المجـد يزدا
دُ إذا مـا تبـنـّت الاطـّرادا
في جميع الأمور في السـلم والحر
بِ، وزادت على بنيـها إعتمادا
وتـملّت فأي شـيء تبـدّيه(م)
إذا المـالُ ظـلّ فيـهـا بدادا
من هنا الاتـحاد أو لا فـإنـّا
سـوف نبقى لوهـمنا عبـّادا
لا يقـوم الكيـان إلا بـمالٍ
يجعل الصخر والـحديد رمـادا
إنه المال يسـتقيم به الحـال (م)
إذا مـا الزمـان مـال وعـادا
إنه المـال يثبت النّـاس في الأر
ض، ويمضي الهدى ويذكي الجهادا
سـبق النّفس في الجـهاد لأمرٍ
لو عقلناه مـا فلتـنـا القيـادا
وحفظـنا الكيان من عنت الذ
ل وصنــاه طـارفًا وتـلادا
غير أنّا تقـاسـمتنا الأقـاويـل
(م) فبـتـنا طرائقـًا وثـمـادا
إنني مسلمٌ أُحـبُ بني الإسـلام
(م) طـرّاً ولا أحـب الفسـادا
ولَدين الحـنيف أزكى لنفسـي
من طريق أحـس منه النـّكادا
وأرانـي بـه إلى اللـه أدنـى
وتزيد السـنون منه الرشــادا
ودعـائي لأهـلـه بـعلـوٍّ
وسـموٍّ يكـون للـمـرء زادا
إن للمشـرقي في الكـون عفوًا:
زمـنًا فاضلاً وأرضًا مـهـادا
حظـنا في المكان أزكى وأندى
قول من عاين الذرى والوهـادا
وكذا في الزمان أهـدى وأسدى
أمـر من شـادهنَّ سبعًا شدادا
بعض أم القرى ولا كلّ رومـا
لا أُبالي، وفوق مـايو جـمادى
غير أن الجدود لا تسـبق الجـِد
كما الجلد لا يسـاوي الجـلادا
كلما سار بي إلى الغيب سـاقاي (م)
تـمنّيت لو أكـون جمـادا
نـحن أولى بـهذه غـير أنّـي
أينما كان، قد مدحت الســدادا
العنيــــدهـ
08-07-2011, 09:33 PM
علي الطنطاوي
أقبلت تـهفو إلى حيث الهدى الهادي
تطوي المسافات والتقوى هي الحادي
ضاقت بعـينيك كل الأرض في زمنٍ
تقـوى على جوبـها من غير أضداد
لم تخلب اللب فيحـاءٌ وقفت بـها
ومـا أُخـذت بذي مـاءٍ وذي زاد
ورمت مكـةَ تـواقـاً لرؤيـتـها
كمـن يـؤب إلـى مـالٍ وأولاد
هذي الغرابيب لا ترضى بـها بدلاً
كأنـهـا دار أبنــاء ومـيـلاد
أقمت فيـها سـنيـنًا لا تفارقـها
نعـم المقيم ونعـم الأهل والوادي
نـهلت من بركات الوحي من كثبٍ
والوحي خـير رواء المؤمن الصادي
وقمت تنشـر قـول الحق في ثقـةٍ
فـكان قـولك أوتـادًا بأوتـاد
لله درّك مـن رجـلٍ بصرت بـما
عـنه اشـتغلنـا بآمـالٍ وآمـاد
ما مات من خلّف البرهـان في أمم
تحـيا بـه في خضم الموهم العادي
الميّتـون هم السـاعون في عبـثٍ
الموهـمون بأســبابٍ وأعــداد
كم ميّتٍ ميّـتٍ فيـنا منـاقـبه
تحيا وحيٍّ كمـيْتٍ رائـحٍ غـادِ
ويا سـعادة من تُعلـيه مـنقبـةٌ
في الغابرين ولا يسـعى بإفـسـاد
فكيف والشـيخ لا نحصي منـاقبه
والفضـل لله ذي شـكرٍ وإحـماد
مُؤدِبٌ، حجـةٌ في العلم، ذو خلقٍ
سـما بـه عن متـاهاتٍ وأحقاد
وذو بيـانٍ، وذو فكرٍ، وذو شـيمٍ
علـت بـه فـوق أترابٍ وأنـداد
سـمعتـه فقرأت الـملهم العربي
قرأته فسـمعـت البلبل الشـادي
يأتيـك بالقول في حـزمٍ وفي أدبٍ
في غـير ما عنـتٍ منـه وإجـهاد
ولا يـورّد أمـرًا وهو ملتـبـسٌ
ولا يـغـادر أمــرًا دون إيـراد
يبصّر النّاس بالشرع الذي صلحت
بـه حيـاة ذوي رشـدٍ وإرشـاد
مجاهـدٌ بسـنان الحبر مـا فتـئت
أقـلامـه تـتحـدى كل مـيـّاد
ولو تسنّى سنان الحرب ما حرنـت
ركابـه لـو تـردّى كلّ طــرّاد
يا رب ترحـمه، يا رب تُسـكنه
جنات خلدك، وارحـم كلّ عبـّاد
واحسـن عزاء بني الإسلام في عَلَمٍ
مضى بركب ميـامـينٍ وأجـواد
في كلّ يومٍ لنا شـيـخٌ نودعـه
والـموت يُلحِق أطـوادًا بأطـواد
ولم نزل نحسـب الدنيا تقـرّ لنا
والعمـر يذهب والآتي بـمرصـاد
لا نملك الأمـر جـلّ الله مالكه
والـموت من كل إنسـانٍ بـميعاد
العنيــــدهـ
08-07-2011, 09:33 PM
التائهون
ومـن أبنـاء قومي من تردّى
تردّى في الحـياة وفي الممـات
يقوم اللّيـل لكن في ضـياعٍ
يقـلّب مـن قنـاةٍ في قنـاة
ويسـتجدي اليباب بكل وادٍ
ويسـتهدي الغوى والمغـريات
ويكفر في الهدى ببلاغ صدقٍ
ويؤمن في الهـوى بالشـائعات
ويقـرأ في دفـاتـر كل لاهٍ
وما قـرأ الضحى والعـاديات
ومن كانت تـجارته المعاصي
أضاع البـاقـيات الصـالحات
العنيــــدهـ
08-07-2011, 09:34 PM
جولةٌ في علوم المساحة
أعطني الوقت عبر هذي السياحة
أصحبُ الفكر في علوم المساحة
سر كل العلوم في البر والبحر (م)
وفي الجو بل وفي كل ساحة
فهي في "الحرب" آلةٌ لا تبالي
تتبع الخصم لو يطيل جماحه
وهي في أرضه نهارًا وليلاً
تتراءى مسراحه ومراحه
تخبر الأمةَ البعيدة في النـزل
أعرسًا ما عنده أم نياحة
وهي تنبيك عن مذاهب قومٍ
أهم أهل صنعةٍ أم فلاحة
فهي في "التربة" الدليل وفي (م)
الرمل تميز فساده وصلاحه
وعن "البيئة" المحيطة تأتيك
بطرحٍ تحس منه الصراحة
وهي في "النقل" عند كل طريقٍ
وهي في "الماء" إذ تبين انسياحه
اسأل "البحر" من يرد جواريه
إذا طال فيه وقت السباحة
وعلى أي موقعٍ تضع العين
وتجري بخفةٍ ومَلاحة
إن فكر المساح لا يعدم الرَّد (م)
ويدري بسر فن "الملاحة"
وهي عند "البناء" أول فرعٍ
من فروع العلوم دون مشاحة
فهي أصل القياس منعًا لجورٍ
وهي أصل التنفيذ منع الإزاحة
وهي في "الطب" عون كل طبيبٍ
ونديم الجراح عند الجراحة
وهي تعطيك صورةَ العالم الرحب
(م) بصدقٍ جباله وبطاحه
أي نعم صار واضحًا في ثوانٍ
ما قعدنا السنين نخفي اتضاحه
ربما قال قائلٌ ولماذا ؟!
إن هذا الميدان زدت امتداحه
هل لكم أن تحدثونا بإيجازٍ (م)
عن العلم كيف والى نجاحه؟
قلت: في علمنا الغزير فروعٌ
لا يجيد المسؤول إلا جناحه
فهناك "الجيودسي" تدرس الأرض
(م) انعطافات سطحها وسماحه
وهناك "الفتوقرامتري" لعلمٌ
هندسيٌ يزيد ربحًا وراحة
وهنا "الاستشعار من بعد" فرعٌ
يعرف البعض منكمُ اصطلاحه
وهناك "التصوير" للشيء من قربٍ
(م) كتصوير حادثٍ ذي فداحة
وهناك "الكداسترال" للأراضي
عند تخطيطها وعند الإباحة
وهناك "الجي آي إس" أساسٌ
هو في لمَّ شملها خير باحة
إن في شرحي الفروع اقتضابًا
يقتضيه السياق إذ لا مساحة
كم فروع يظلُ من دونها الوصف
(م) ومن لي بوصف طلعٍ بواحة
غيـر أنَّـا نسـوقها بتأنٍّ
وهي منا لكل فردٍ متاحة
أقبلو أيها الشَّـباب إليها
فهي طي الكفاف عند احتياحه
وترانا من بعد نكلف بالممتاز
(م) منـكم ولا نكبُ اقتـراحه
العنيــــدهـ
08-07-2011, 09:35 PM
اللغة العربية
صاليتُ كلَّ عجـيبةٍ بزمــاني
ولقـيت كـلَّ بعيدة بمكاني
ما صارع الدنيا مصارعتي لـها
العامران مجـالس الأشـجان
متنبئُ الأزمـات قبل وقوعـها
وأبـو العـلاء مبصّر العميان
أعمى ولكن السـبيل سـبيله
في سـاحة الإفصـاح والتبيان
مازال ينصب في الوجود خيامه
قل يـاله مـن عـالمٍ حـيران
هذا زمان التيه في سـبل الهدى
والخوض في الصغرى من الأعيان
زمن التوددِ للعـدو أخي الردى
والانفلات على القـريب الداني
زمن به الإنسـان أضعف حالةٍ
مـن عنكبوتٍ في جـدار فـانِ
وحياة أهل العرب فيه بلا هدى
تنـبي عن التشـتيت والخـذلان
القوم شتى واللغـات مريضـةٌ
والفكر يسـعى في ربى التيـهان
هذي فتاةُ الحي يُهتك عِرضُها
من كلِّ باعـث فتـنة وسـنان
تعبت من التزييف والـهذيان
مـمن تلفّـع في ثيـاب الثـاني
عربيةٌ فـوق اللغـات جميعها
محـفوظـة بـمفصـلٍ ومثـان
حملت مراد الله -جلّ جلاله-
أتنـوء مـن معنى الضعيف الفاني ؟!
إن الذي يرتـاب في قـدراتها
رجـلٌ بـه مـسٌ من الشيطان
العنيــــدهـ
08-07-2011, 09:36 PM
صيحة رمضانية
شـهرٌ تنـزَّل فيـه وحيُ الله
أضحى يصول به الكسول اللاهي
ويبيـعنا وهمًا نظلُّ بزخمـه
جهـرًا نزاحم في الورى ونباهي
يا نكبةَ النهجِ الرشـيد إذا سما
فيـنا السـفيـه وعمَّـنا بسـفاهِ
ودناءة الذوق السـليـم إذا دنا
من ذي فـلاحٍ مـولعٌ بتـماهي
وتبعـثرَ الإنسـان في أفكارنا
لما نـرى هـذا الحطـام الواهي
وتشـتتَ التـاريخ في أذهاننا
لما يُصـاغ بشـهوة المتشـاهي
وفواتَ همـتِنا إذا أضحى بنا
حظُّ النبيه ورا الضعيف السَّاهي
وتعـاظمَ الأغلال في أعناقنا
رغم النعيـم ويـا فسـاد الجاه
ستعود يا رمضان شهر عبادةٍ
رغم الكسـاد ورغم نهي النَّاهي
وتعـود آيات الإلـه دليـلنا
والله مـا يُحيي الورى إلاَّ هي
العنيــــدهـ
08-07-2011, 09:37 PM
الموت جزءٌ من الحياة
لم يزل في المهد
من يهديه عني للحقيقةْ
أنا لا أقوى على تبـيـين
ما خطت يـمـيـني في الوثيقةْ
سوف آتيه بأخبار من الشرق
وأخبارٍ من الغرب
وأهديه مفاتيح علومي
غير أني لن أُطيق الصبر
والإفصاح عن تلك الدقيقةْ
لا، معاذ الله أن أطفئَ في العين بريقهْ
أو عن البهجة والأفراح عمدًا أن أُعيقهْ
ربما آتيه يومًا قائلاً - وبحلقي غصةٌ
إن هذي الدار، ابني، لهي الدار المحيقةْ
غير أنـي لست بالساعي
إلى إيضاح معنى المحق فيها
لا ولا بعض الطريقةْ
ربما آتيه يومًا آخرًا
في خضم الجهد
هل تدري صغيري:
إن هذي الأرض ليست ما ترى
إن فيها، رغم هذا السهل، وديانًا سحيقةْ
فعسى الله تعالى أن يزيد العلم والفهم
إلى أن تدرك الكون مفاهيمَ عميقةْ
وعسى الله تعالى أن يعيد النّاس للرّشد
فتستمسك بعد البعد عن منهاجه
بعرىً منه وثيقةْ
إنه الموت نعيمًا لأُولي الألباب
أما لأُولي الأوهام فالموت عذابٌ وحريقةْ
العنيــــدهـ
08-07-2011, 09:38 PM
جفاف الينابيع
أضمحلّ الهوى في عروق القبيلة ذات العماد
فتنادت إلى مَهْيع الغدر عن أصلها
ولم يبق في الدُّور إلا الغماد
أستقلَّ أهلهَا جهلُها لامتهان الينابيع
والبحث في عنت النّاس، والخوض في كلّ واد
وزها الزّهو حتى طغوا في البلاد
كيف تنمو الفسائل في حضرة النخل
بعد تخشّب سُلاّئه
ويباس الجمّار في رأسه
وخلو البجاد
كيف تنمو وفي سفح سود الغرابيب
تجثو الصخور على كاهل الطّير من عهد عاد
كيف تنمو، وهذا الذي ساقها
أبيض الوجه، متشـحٌ بالسّواد
استباحت حماك المودةُ في السور
صاغتك في أنفس النّاس أشهى من الشّهد
يحملك السعد رهوّا
إلى خارج السُّور حيث يضلُّ الوداد
إيه في حضرة الجَوْر
تذوي النفوس
ولا تذوي النّعرة الأمُ
وكلٌّ يرى النّصرَ يوم المعاد
هانت النّاس في أعين النّاس
هذا الذي أُشربوه
فكيف بأعينهم هان يوم التّناد
لا تقل جاهلاً، قبل ذكرى ذوي الذّكر،
من أين جاء بنا فاتحًا طارق بن زياد
العنيــــدهـ
08-07-2011, 09:39 PM
ضلال اللغة
نسبٌ كان في ورقةْ
خاتلتها يدٌ تبغي التفرقة
فدنا الأفق من ناظريّ
وباتت شعاب الشرايين
بالدم محترقةْ
وأصبحت لا أبصر
رغم مدى الكون
إلاّ أنا والهمّ والسرقة
تجرعت صابا
وقال الذي قال عيـبًا
وشاهد غيبًا:
دهتني عبارتك القلقة
أيا صاحب الغدر
لو لجَّ قول الفتى بالعثار
فالنفس بالفكر متّسقة
أين أضحى الذي ابتعته من تسامٍ
وأين الذي بعتني من مِقة
الحروف التي راودتنيَ في السّر
لو أنها بشرٌ يتخطّى
قذفت به في لظى المحرقة
ولو أنها بشرٌ يتمطّى
لعلقته في عرى المشنقة
ولكنها لغةٌ تخلب اللّب جهرًا
وتختطف العين كالزّنبقة
هذه ساعة الكيد
أَوْلِمْ لها
المسرّات تأتي على مهلٍ
والمضرات في الصدر منبثقة
افتني -حسبي الله
كم لي في القيد؟
قال: مذ أن زرعت الثقة
صاحبي - الهمّ
مالي برؤيته بعدها
فتكلمت حتى اضطرب
وتلوى من الغيظ
ثمّ تخطى على رأسه واقترب
فتنحنحت إذ قد نسيت النسب
حام في جو أخرى
ولمّا يزل بين كفيّ محتسياً ما سلب
قلت: تبت يدا صاحب الظلم فينا
فأمَّن إذ قال –جهرًا- وتب
العنيــــدهـ
08-07-2011, 09:41 PM
بين الدخول وحوملِ
تقول الروايات
إن امرأ القيس
كان هنا وحده يحتطب
وكان إذا أقبل الخصم
يغلي من الغيظ
عطشان من وهج الفكر
ملتهباً من وميض البيان
رمى الفأس
ثمّ رماه بأُخرى من الشعر
فارتجّ من سطوة القول
وانهار
حتى إذا ما تشاوى هرب
وقالت لنا
إن يكن شاعراً مثله
تركا الفأس
واعتلج الشعر
حتى يهون الذي هان
أو يتولى على وجهه من غضب
ثمّ سارا إلى عدف تلك الظليلة
فاهتزعاه لأَولهما
ومالا إلى فرع أُخرى
فشداه في حبل ثانيهما
فانتصب
وعادا لصدرِ القبيلة
حرّين
يمتدحان صلاح النفوس
بسحر الأدب
ويجتمعان لصدّ الرزايا
وجلب السرور
وطرّد التعب
غير أن الذي يحدث اليوم
يشوي الوجوه
فهذي الشجيرات
مثل الشجيرات
والفأس كالفأس
والنفس كالنفس
مشحونة بالرُّغب
فما بالناكلما ننـبذ الفأس
ثمّ نلوذ بأعنف بيتٍ من الشعرِ
بل بشواظٍ من الشعر
يعمي العيون
ويصمي المسامع في القبلتين
إذا الفأسُ
يجتث من رأسنا نزق الشعر
يجتزّ ما شدّ أجسادنا من عصب
فهل يا ترى
في العصور القديمةِ
كان على حالنا من كذب
العنيــــدهـ
08-07-2011, 09:42 PM
حديثٌ على مصبّ الرّمل
فكرٌ تصّعد
من خواء الأرض
يعبث بالضمير فلا نعيش
ما كان متّزن القوى
إذ أنه ثملٌ يطيش
لا مَين منه إذا تصوّر للتُّقى
ودنا من المتجمهرين
على الحقيقة -بالضلال وبالهدى
لكنّ ما إن تذهب النظرات
شتى في فجاج الأرض
إلاَّ والذي بالأمس جاش على مخيّله يجيش
أيان تذهب
هل تبوح بكل
ما رَكَمَ الزمان
على ظُهيْرك للورى
أم تلتوي طرباً
وتُضْحك كلَّ من دلفوا
لتبقى في عيون المارقين
من المحبة كلما سخن المكان
من اللواهب
حيث تأتي، حينما تأتي على وعدٍ
مع النّسمات
تَصعق من تبعثرها ومن لأوائلها
وتقول: يا الله
من يحمي - إذا ما مالت الأشجار
من يحمي من الموت الحشيش
بذّتني الأزمات
ما إن أذهب الأولى
إذا الأخرى تزمجر في كثيب الرّمل
تحلف إن كبحت لها،
لئن تأتي بأعتى
ما يكون من المشقّة والغوى
وتقول لن أنساك
في الأعقاب من نسلي
وسوف ترى بناتي في الهريش
إن التي في مهدها
عمياء لا تقوى
على لدغ المسيّر في الحمى
إن صحّ منّا المكر
تكتسب المهارات التي
تلوي سواعد أمةٍ عصماء
تفّتل أمرها بجدارةٍ
وتشبّ أطراف المناحة
قبل ما ينمو لها ظفرٌ وريش
هي عندنا من ضعفها
لكنها تلهو مع الأطفال
في أحلامهم
وتخالط العقلاء في أعمالهم
وتهب من زخم التمتع بالعذاب
فتوصد الأبواب،
ثمّ تحوم حومتها التي
تردي الردى
فيكون أخر عهد من خدعوا بها
ذاك الربيش
الصخرة الصماء
ناتئة الجوانب
لا تصح أساس بيتٍ
تستقيم به الحياة
ويستقيم به الممات
فأين بأسك أي هذا الصلب
هل تدري بأن الصخر
لا يفنيه
إلاَّ أنت وحدك يا حديد
ولا سبيل إلى النشيش
ما عدت أحتمل الضجيج
دخلت سن الهمس
لو أدري بساحة
آخر الخطوات
ما كان الضلال يسوق أولاها
ولا كنّا أُخذنا في مسالكها
ولا كان العريش
فارفع يمينك
أيَّها المفتون بالضوضاء
هذي آخر النفثات
إني مثقلٌ بصراحتي
ومحبتي للخير
في زمن يرى الحسنات
إن جاءت بلا أثمان
من كفٍ رعيش
العنيــــدهـ
08-07-2011, 09:43 PM
التماهي
منطقٌ شدَّ انتباهي
بعد عصرسافح الحوت به الرمل
ولاذ الصبر بالصبر
ومات الجوع بالجوع أخذنا بالتماهي
فتناصحنا ومجدنا قوى الرّشد وعززنا التناهي
عن بلاغٍ يشحن الصخرة بالوعي ويلوي كلَّ ساهي
يا إلهي
أي شيءٍ يجذب الكون إلى هذا التواهي
ويُغذي أمة الحكمة والنعمة من أسوأ طاهِ
كيف عفنا سـاحة الأمر وجزناها إلى سـاح النواهي
كلما هبت رياح الرُّعب في عالمنا السفلي
تقاذفنا مزايانا تعلقنا بواهِ
ودفعنا آهنا الحرى من الصدر بآهِ
وحلمنا أن من دفعتنا الأولى إلى الأخرى
ستأتي لحظة النصر
وتسترهي الرواهي
كلما كلمنا الموت
مضينا دونما رأيٍ وخضنا في الورى دون اتجاه
ضاعت الأمة من جيلين:
جيلٌ يصنع النهضة في الليل على الويل
وجيل يحسب النهضة والعمران من صنع المقاهي
ذاك منا يستحل الذَّات بالسَّحل
وهذا يستبيح الذَّات باللَّذات في ساح الملاهي
وإذا ما قلت ما هذا؟! ... دعونا
قال من قال بحزمٍ إنما أدفع عن عرضي وجاهي
وأنا أبني بهذا الجيل مفهوم التَّشاهي
لنرى الدُّنيا بعين الوهن والكون بألوان التضاهي
ونباهي بمآسينا كشيء يصنع المجد ويُعلي من نباهي
قد تعبنا من خيول الوهم، حقًّا
ما ترانا كلما قمنا إلى أم المعالي
فجعتنا كلًّنا أم الدواهي
يا أخي لا تزدريني
يا أخي لا تجتويني
ليتنا هُدنا وخلينا مساعينا كما هي
العنيــــدهـ
08-07-2011, 09:44 PM
سقوط العراق
قعـدنـا نعـللها أنـفـسًـا
إلى أن شـهدنا سقوط العراق
ولـو أننـا الراحمـون لـها
لسـيقت إلى حتفـها باتسـاق
أيا أيـها المولعـون بمـجـدٍ
ومنقـبةٍ لم تكن في السـيـاق
تنـاثرت العُرب في سـاحها
وأضـحت لقاءاتـها لا تُـطاق
دعـونـا نكافـح دون تـلاقٍ
فـإن التَّردي حـليف التـلاق
وهـبـوا جميعًا بـلا رايـةٍ
وسـيروا إلى النصر دون اتفاق
فقد أصبح الكذب شـيئًا جميلاً
(م) وهالغـدر ما عـاد مـرّ المذاق
وما عاد في الناس من صادقٍ
ولو كثـرت نمنـمات الوفـاق
علمنا إلى أن غدا الجهل رزقًا
عصـيًّا نطـاردها باشـتـياق
وعشـنا إلى أن رأينا البـلايا
تـزمجر لكن بسـاح المـعاق
ومـن كان يؤمن أنا سـنحيا
إلى أن نـرى عزنا في المُحاق
إذا مـا غـدونا بلا غـايـةٍ
نُـسـاق ونعـلم أنَّا نـُسـاق
فأحسن مـا في الحياة الممات
(م) وأجمل مـا في اللـقاء الفراق
العنيــــدهـ
08-07-2011, 09:45 PM
تثبطه الظروف وصانعوها
وأول مـا يثبطه الحقيـبة
تعدت شـكلَه حجمًا ووزنًا
فصارت عنده أعتى مصيبه
إذا رفـع اليمين يكاد يهوى
على اليسرى فحومته قريبه
وإن رفع اليسار يكاد يهوي
على اليمنى، فمشيته غريبه
وقـد يكبو فتركبـه بعنفٍ
ويقبع تحت وطأتها الكئيبة
ولو تدنو من المسكين ميلاً
سمعت وأنت منشغلٌ نحيبه
وتلمس قلب عصفور صغيرٍ
فتنكر – يا لنكبته – وجيبه
فما هذا العقاب ونحن ندري
بأن العلم نـورٌ دون ريبة
إذا خِلتَ الصغار وقد أناخوا
هيـاكلهم لتحتمل الضريبة
ظننت بأننا في سـاح حربٍ
وهذا النَّشء جندٌ في كتيبة
فخفف أيُّها الشُّـرطيُّ عنهم
فإن الشَّـرط علمٌ للشَّـبيبة
وليس الشَّـرطُ أنكالاً ووزرًا
تظل جراحهم منها عطيبة
بلغنا المرهقـات بكلِّ عُجْبٍ
فعُدنا بالنواميـس العجيبة
طير شلوى
08-07-2011, 09:47 PM
العنيده هذا يبغى له جلسه
لي عوده مره اخرى ومرات علشان تمخمخ على القراءه
شكرا لك على المجهود
بانتظار جديدك
تحيتي
العنيــــدهـ
08-07-2011, 09:48 PM
الإنسان ذلك الشيء
غريبٌ أيّها الإنسان
كيف عرفت أنّك عندما تأتي
إليَّ بأكبر الهفوات أرفضها
فتتركني
وتأتي من غدٍ
فتعيدها بلقاء ناصعةً
فأعرضها
على أعتى مجسّاتي
فأمرضها
وتمرضني
وتأتي بعدها لترى مقاومتي
إذا بي دونما سببٍ أُحرّضها
على صون التّمرد
والنهوض لمن يقوّضها
وإن تبقى كما هي
إذ حلاوتها تربصها
عذوبتها تلمّظها
فلا تصغي لإنسانٍ يؤنبها
ولا لفتىً يقرضها
ولا تأمن هنا أحدًا
فقد تلقى فتاةً
مثلها في الحي تدحضها
عجيبٌ أيها الإنسان
كيف عرفت
وكيف علمت أبعادي
وقست مدى مساحاتي
ولم أعلم بأبعادك
ولا بمدى مساحاتك
أنا الإنسان
أحمل كل أشيائي ولا أدري
يقول النّاس :
قلبك في نهاية صدرك اليسرى
وقد يهديك للعسرى
فهل تدري
أنا لو لم أميّل
في يدي رأسي من الإعياء
لم يرشدني إحساسي
ولا أدري
أهيم، وأكثر الأحيان
أشعر أنني أمشي، ولا أدري
وأشرع في مخاصمتي
وأحسم في منابذتي
ولا أدري
إذا كنّا سِوى في هذه الأزمات
كيف عرفت
أن لدي إحساسًا
يؤثر فيه إحساسُك
فتأخذني على مهلٍ
فيوهي الفكّرَ نبراسُك
غريب أيها الإنسان
ما أحلى مناجاتك
وما أمضى مداجاتك
وقد ترديك أنفاسُك
غريبٌ أيها الإنسان
ما أقسى معاناتك
وما أوهى مناعاتك
وقد يُردي الردى بأسُك
العنيــــدهـ
08-07-2011, 09:49 PM
الخسران
ومضى الشهرُ
وجاء العيد يحدونا بأصوات الكسالى الخاملين
ما كفانا الخوض في شهر المعالي
واجتثاث الوعي بالشيء المحلّى بالتّسالي
فجعلنا العيد ميدانًا لوهم الواهمين
كلُّنا نزهو بفوزٍ في ختام الشّهر
من كان من السّاعين بالذّكر
ومن كان من السّاعين بالمكر المشين
ياله من موئلٍ واهٍ مهين
يالها من حسرةٍ
تسعى بأهليها إلى الوهن
وترميهم بأصنافٍ من الذّلّة من خصمٍ لعين
أيُّها العيد سلامًا
هل ستأتي مرةً أخرى لساح المرهقين؟
سر رويدًا
فستلقانا إذا جئتَ كما نحن حيارى مهطعين
نتبارى في هموم الغافلين
ويُحادي بعضنا بعضًا إلى غير اليقين
نحن رغم العيش في خيرٍ وأمنٍ
أرهقتنا عيشة الغدر المكين
مذ عشقناها وعشنا في هواها
وهي لا تطعمنا غير الأنين
فإذا زانت فخير الناس منَّا
من غدا جهرًا متاع الشَّامتين
وإذا شانت فخير النَّاس منا
من مضى قهرًا بركب الهالكين
هكذا مذ نزغ الشيطان بين النَّاس
في عالمنا المكلومِ
لم نحظ بدنيا
مثل من يسعى إليها دونما رشدٍ
ولم نحظ بدين
العنيــــدهـ
08-07-2011, 09:50 PM
العيد والطرب
ما ينتشي طربًا بعيد الفطر
في عصرنا إلاّ فتىً ما يدري
بمصابنا بعذابنا بشقائنا
بالمرهقات تسوقنا والغدر
يا راقصًا والموت يرقص حولنا
(م) من أين جاء لكم خواء الفكر
أوما قرأت كتاب ربك ليلةً
أو قمت في رمضان بعض العشر
وعرفت معنى الذّكر في الليل الذي
يزجي النفوس إلى ظلام الحشر
أتظل تهذي كلما هبت بنا
نذر الفناء وتحتفي بالقهر
وتبيعنا وهمًا تظنّ بأننا
نلقاك حين تبيعه بالبشر
العيد معناه التواصل بيننا
في عالمٍ نحو التّدابر يجري
يكفيك في عيدٍ تصرّم عصره
ردّ السّلام وبسمةٌ في الثّغر
أمّا طقوس اللّهو فهي كفيلة
بالمهلكات وإن زهت للغر
لا لن نسير وراء من يدعو لها
ويرى تكاثرها دليل اليسر
كلاّ سنصمد في الحياة ونتّقي
ربًّا وننكر في الخفا والجهر
حتّى ترى سبل الرّشاد فإنّها
تهدي الذي يمشي بها للفجر
والفجر معناه السّلامةُ والهدى
والنّصر هل جرّبت طعم النصر؟
العنيــــدهـ
08-07-2011, 09:51 PM
أيُّها المهندس الماهر
يا رفيقي في شقاءٍ ورغدْ
راقب الله وسر في الأرض هونًا
وتدرَّع بثباتٍ وجلدْ
وإذا هاجمك الضنك فلا تقنط ولا تيأس
وردد ربي الله الأحد
الإله الحق ذو الطول تعالى
بوركت أسماؤه الحسنى
ومن حاد عن القصد فسد
واملأ الآفاق عزمًا ونشاطًا
واخرج الكسلى ومن يسعى إلى الإفساد من هذا البلد
بيدٍ خذ من ثمار العلم أحلاها وأجلاها
وصابر واسحب العابث في العلم بحبل من مسد
هذه كليتي جئنا إليها لا نرى الموتَ
ولا نبصر إلاَّ ذروة المجدِ
ولا نسمع إلاَّ قول من جد وجد
فشربنا النظريات وإن خالطها الزَّيف كثيرًا
وصبرنا رغبةً في موقع أسنى وفي عمرٍ أمد
لو غضبنا أو عصينا
ما ظفرنا مرةً أخرى بما تحت الزبد
إنَّها كلية الإنتاج في منظومة العلم سياق معتمد
في مبانيها علومٌ توهن الجهلَ
وتذرو بين عيني من يواليه الرَّمد
كان فيها قبلنا من يحمل المشعل نبراسًا لميعاد أشد
فترى من يرسل البعثة ... فالبعثة
كيما تزهر الأرض وتزدان وقد
أثمرت تلك المساعي
فقلوا شكرًا لمن أحسن لو لم يدفع النهر ركد
وترى العائد من بعثته في رحاب العلم
بين القوم يمشي كالأسد
ومضت أيامنا تترى فسرنا مثلما ساروا
وعدنا مثلما عادوا وزدنا في العدد
ودهانا الشيب لا يلوي على شيء
إذا نحن خلبناه بشيءٍ يشبه القار تمادى واستبد
وشبا أمَّا على الأذنين
أو شبَّ حفاف العين
أو غازل أطراف الجسد
وإذا نحن تركناه حمدنا خالق الكون
على أن مدَّ في العمر إلى هذا الأمد
هكذا سارت بنا الدُنيا وكلٌّ لأمانيه نشد
وتردت بعثة العلم كأن العلم في الأرض نفد
كرةٌ أخرى إلى الصفرِ
تواري منهج الرُّشد وتردي من تسامى ورشد
نحن في حاجة من للعلم والحكمة عونٌ وسند
والذي يعطي له من نعم الله عطاءٌ ومدد
همُّنا نسعى إلى سدِّ فراغٍ
أحدثته النَّشوة العظمى بحلمٍ مفتقد
يا إلهي كلل السعى بعزمٍ ونماءٍ ورخاءٍ وسعد
هذه ذكرى ليالٍ في بلادٍ
قد أكلنا تعب الأباء والأجداد فيها
وضربنا في فيافيها
بلا رشدٍ فماذا ترك الوالد منا للولد ؟!
غير روح الفقر والرُّعب وأشباح النَّكد
وبقايا من نواميس الحسد
وَجَبَ النُّصح على المرء
لدين الله والنَّاس
وشكر العامل الصَّادق والمنصف
لو أزبد مكرٌ ورعد
هذه ذكرى
وإن ضاقت عليك الهوة الكبرى
أو ازدانت بعين المستزيد الهوة الصغرى
بلا ميزان ردد ربي الله الصمد
فبها زالت عيون الوهمِ
واشتدّت قوى القومِ
فما هانوا ولا بانوا
وذو الغفلة في الأرض كسد
العنيــــدهـ
08-07-2011, 09:52 PM
الردى
ماذا أقول
قصائدي ذهبت سدى
وركضت خلف قصائدي فإذا المدى
شيءٌ تصدقه العيون
ويورث القلب الصدا
هل عرَّف النَّاس الرَّدى ؟
من قال ذاك الموت
قد ضلَّ الهدى
إن الردى
إن ظلَّ همُّك واحدًا
تُبلى به
ويعاف أن يتجددا
وإذا سرت بين الصحاب
عدواوةٌ مشؤمةٌ
ومودةٌ بين العدا
فاصبر على علل الحياةِ
مكابدا
وتوق غايلةَ السنين
مجاهدا
واجمع شتات الحال
في عصر المُحال
فإن تبددت الجهود
فلست أول من تبعثر حظه
وتبددا
واعلم بأنك
إن نجوت
فما نجوت
وإن هلكت
فلست أول هالكٍ
حسب السلامة سرمدا
العنيــــدهـ
08-07-2011, 09:53 PM
أمل دنقل
لو لم يكن لك بيننا إلا قصيدة لا تصالح
لكفتك مفخرة بعصر الذُّل
أشهرها وقل للميتين بأنني
لمَّا أزل بين الغثاء بحكمتي حيٍّا أكافح
نهشتك ألسنةٌ جوارح
ومضيت نحو مسامحٍ
أكرم بربك من مسامح
عجبًا كأنك قد علمت
ببعض ما تخفي الجوانح
ومددت كفك للحقيقة
لا تزيد ولا تبارح
الله أكبر كيف قلت ولم تقل:
كل الذين يعاهدون على الولاء
سيغدرون فمن تصافح
كل الذين بنوا المديح وأوغلوا
سيغلُّهم زيف المدائح
كل الذين تناصحوا
إلاّ قليلٌ من قليلٍ
يكذبون فأين أربابُ النصائح
تبكي زمانك
كيف لو شاهدت أزمنة الفضائح
مُت أيُّها المقهور
ما هذا زمان العلم
هذا عصر بذر الجهل
لو سماه من سماه تنوير القرائح
مُت لن يكون سوى الحقود
ولو أتى الشهمُ المسامح
مت أنت في زمن التناضح
نضح المعارف بالمعارف
والمصالح بالمصالح
مت أنت في زمن القبائح
لو كنت حيًّا كنت نهبًا بين جائحةٍ وجائح
لو كنت حيًّا مُتَّ غمًّا بين قومٍ تحتسي ذلَّ السلام
وآخرين يحفِّزون إلى النِّطاح ولا تناطح
هل يشعر البحر المحيط بقشةٍ تعلو وتهوي
حسب ما يعلو ويهوي
فيه موجٌ لا يحس بأي سابح
هل يشعر الطَّود المنيف بنملةٍ في قعرهِ
عن قوتها الحولي تنافح
لا يعبأ الوغد المنشَّأ في الدماء بنوح نائح
لا يرعوي بصياح صائح
فاقذف خطابك كالشهاب بوجه من دفن الحديد
وراح يستجدي المُذابِح
وافتك بليلك أيها القنديل يا شهم الملامح
ها بعد ربع القَرنِ
أو قل أيُّها القرنيّ:
من بعد انكسار القَرنِ
بل بعد اندحار القِرنِ
عدنا صاغرين مبعثرين
لأننا نسمو بهمتنا
إلى وهج الطموح بلا مطامح
واللهِ عدنا صاغرين وقال صانع وهمنا:
يا ليتنا قلنا جميعًا: لا تصالح
لا تصالح.
العنيــــدهـ
08-07-2011, 09:54 PM
المصير
أمّةٌ مضطربة
لا ترى فيها سوى النُعمى
ولا تسمع إلاّ بالنواميس
ولا تقرأ إلاّ بهجةً مقتربةْ
وتعيش القهر والفاقة والنحسَ
فهذا وطنٌ يُسلب حتى الصخر منه
وبلادٌ أَكلت حتى من الطين
وأخرى في الضحى مغتصبةْ
والتي قالت بأن المجد منها وإليها
هي في أحشائها ملتهبة
أكبا من قال أفلسنا
وعدنا أمّة مُستلبة
أيّ شيءٍ ظلَّ للإنسان
إن أدنى من اللاعب بالموت
بلا عُقبى عروق الرَّقبة
قد دخلنا حقبة الركضِ
بأرضٍ في مساعيها
مساحات يكلُّ الطَّرف فيها
ورياضٌ تنعم الأعراض فيها
وفجاجٌ تحسب السارح فيها من ذويها
غير أنّا ما درينا بهدانا
فبدأنا حيث ما زلنا هنا في العقبة
العنيــــدهـ
08-07-2011, 09:55 PM
تهلكة
أصمختني
ألقيتني في السوق
أجلب صحتي
فابتعت مني مسـمعي
أرأيت لو هلكت قوى سمعي
ودبّ الضعف في كفيَّ
هل تبقى معي ؟
هبني هذيت عليك
ما تهذي عليّ مُصبّحاً
ومُمسّياً
وقتلتُ وقتك بالكلام
ولا هدى
أتراك تنـزع منـزعي
وزّع حديثك في البلاد
كما المنية في الحداد
كما النعي
إن لم تكن أُوكلت بي
وعلى لسـانك مصرعي
فاذهب سلمت من الأذى
اذهب فإنّي لا أعي
إن المودة لم تكن
حتى تقول لها ارجعي
بذّيت كظم الغيظ
إني إن قبضت إلى السـماء يدي
وأطلقت اصبعي
أنىَّ تهمّ بك الخطى
تهوِ قواك وتنشـعِ
هذّب حياتك بالصواب
ولاق نفسك
قبل أن تلقاك نفسـك
تستغيث وتدعي
العنيــــدهـ
08-07-2011, 09:56 PM
مـطر
ونمونا فإذا الحالة
تنمو ما نمونا
وعلمنا أنما هذا قدر
وفهمنا أنما تنتزع الفرحة
من دمع البشــر
فتركنا هذهِ
وطفقنا نطلب الراحة
في كل اتجاه
في كهوف الأرض
في البحر
وفي حرف الســراة
وتجمعنا، تفرقنا، تألفنا، تنازعنا
نظرنا فجأة صوب السـماء
فإذا الأجواء صحوٌ
وإذا الدنيا مطر
مطرٌ لا ينبت الأرض
ولا يســقي الشّـــجر
مطر لا يخطف الزهرَ
ولا يعتصف الزرعَ
ولا يخترم الدربَ
ولكن كل هذا والبصر
كل ما يمكن أن يُعرف عنه
أنه مثل الذي نرجوه
من كل مكانٍ منهمر
أبهذا الكون قومٌ
ملأوا الدنيا نشـاطاً
لا عناء وضجر
تركوا هذا الحجر
وتولوا ما تولوا
فجنينا ما جنينا
من عناقيد وأشـباه الثمر
يا تُرى هل سـوف يصلى
من صلى البأساء، في الأخرى ســـقر
إن يكن ذا
فإلى ماذا يســاق المنـتصر ؟
ليتني أدري إلهي
ليتني أدري إلى أين المقر
العنيــــدهـ
08-07-2011, 09:57 PM
مـطر
ونمونا فإذا الحالة
تنمو ما نمونا
وعلمنا أنما هذا قدر
وفهمنا أنما تنتزع الفرحة
من دمع البشــر
فتركنا هذهِ
وطفقنا نطلب الراحة
في كل اتجاه
في كهوف الأرض
في البحر
وفي حرف الســراة
وتجمعنا، تفرقنا، تألفنا، تنازعنا
نظرنا فجأة صوب السـماء
فإذا الأجواء صحوٌ
وإذا الدنيا مطر
مطرٌ لا ينبت الأرض
ولا يســقي الشّـــجر
مطر لا يخطف الزهرَ
ولا يعتصف الزرعَ
ولا يخترم الدربَ
ولكن كل هذا والبصر
كل ما يمكن أن يُعرف عنه
أنه مثل الذي نرجوه
من كل مكانٍ منهمر
أبهذا الكون قومٌ
ملأوا الدنيا نشـاطاً
لا عناء وضجر
تركوا هذا الحجر
وتولوا ما تولوا
فجنينا ما جنينا
من عناقيد وأشـباه الثمر
يا تُرى هل سـوف يصلى
من صلى البأساء، في الأخرى ســـقر
إن يكن ذا
فإلى ماذا يســاق المنـتصر ؟
ليتني أدري إلهي
ليتني أدري إلى أين المقر
العنيــــدهـ
08-07-2011, 09:59 PM
العروة الوثقى
ليس معنىً
ذلك العامر في صُلب القصيدةْ
ليس معنىً في ترانيم فريدة
إنه روح عنيدة
ينضب الفكر ويبقى
يحفزُ الآتين عامًا بعد عام
يدحض الوهن ويمضي للأمام
يشعل الأتي، ولا يأتي على ذكر الطّغام
كلنا أشياء في كف الحروفْ
فإذا ما شان حرف شان فكرُ
وإذا ما زان حرفٌ
زان إنسان وعصرُ
وتصرفنا بعقلٍ
رغم هوجاء الصروفْ
نحن أمّةْ
نحن أصحاب المهمةْ
فلمَ هذا التواري
عندما تمضي الصفوفْ
ولماذا نجعل الذنب
على سـوء الظروفْ
إنه الإنســان
مـن يـفتح أبواب الحياةْ
إنه الإنســان
من يصنع أطواق النجاةْ
ليس من يحيا ويفنى
نوره الهادي هواهْ
أوليس المرء يفنى
دون عرضهْ
يدفع الروح رخيصًا
دون أرضهْ
فلماذا يُزعج الإنسان
إن سقت حياتي
دون عرضي ؟
ورضيت الموت حرًّا
دون أرضي
ولماذا يغضب الإنسان
إني في سبيل الرّشد أمضي
لا أبالي
بأحاديث ذوي كيدٍ وبغضِ
***
إنني مستمسك بالعروة الوثقى
وفي نور العقيدة
يكبر العزم ويـقوى
كلما زادت نواميـس المكيدة
أيّها المبهور
من صبري ونصري
لست تدري
بنواميس الصراط المستقيم
بكتابي وتعاليم العليم
سوف أبقى شامخ القامةِ
مرفوع العمادِ
دون ديني فبلادي
وأنمي ذاك فـي صدر الولدْ
فيكون الحرَّ في هذا البلد
بلد الإيمـان والعيـش الأمين
بلد الإســلام والنـور المبين
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:00 PM
الوهم
وقرأت، قبل النوم
أن النوم، قبل النوم، يُضني
وقرأت، بعد النوم
أن النوم، بعد النوم، يُفني
فأخذت أضبط ساعتي
متحرياً وقت السّلامة
من هواجس راودتني
ثّم استزدت من القراءة
فاستشاط بيَ التّحري
واستشاط بيَ التمنَّي
فغدوت أمضي ساعةً
في ضبطي التّوقيت قبل النوم
أنفخ في زجاج الآلة السوداء
أمسح وجهها بالقطن
ثمَّ أٌعامد العينين
مع سطح الزجاجة فترةً
فأدير مسمار التحكم باليد اليمنى
إلى أن يستقرَّ به التأني
فأكف عنها ساعة
كيما يزول الشّك
في تأثير أيّ مؤثرٍ
في ضبطي التوقيت أول مرةٍ
لأعود أختبر التسامت
بين عينيّ وسطح الساعة الجاثي
على رسغي كظهر العقرب الجاثي
على رمل الصعيد
مسالماً لكنّه للسمّ يبني
ماهزّ رأسي غير صوت الفجر
حي على الصلاة
فقمت من فرحي وحزني
حزني من الحال الذي أدنو إليه
وفرحتي من أن إبليس اللعين
المستميت لصحبتي
كره المقام وملّ أُذني
من هاهنا
أيقنت أن الحرص
أول جرعةٍ في الوهم
والوهم الخطير
يظل أقتل قاتلٍ فينا
يسيل دماءنا في الغيب
يمهي للآواصر
ثمّ يغتال التراحم فجأة
إذ حين يضرب لا يثنّي
هذي عصاي تحطمت بيدي
فقل لي ما السبيل
لقد سئمت من الكلام
وفي ثقافة عصرنا الممقوت هذا
خاب ظنّي
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:02 PM
عنـدمـا يتـآلف الشــعراء
نظرةٌ من خارج المؤتمر
هَبْ أن هذا العالم المفتون
أصدق ما يكون
ماذا سنكتب
-أيها الشعراء- عنه وما نقول؟
أنقول كان الصدق صدقاً
والجميل به جميلاً
والحديث بلا شجون ؟
أنظل نكتب في الفضيلة كلنا
والنـزعة العليا
وحب الخير والقلب الحنون
لولا الحياة لما عرفنا
المرّ في ريب المنون
يا أيّها الشعراء
إنّي قائل ما تكرهون
هب أن ذاك الخنجر المسموم
أصبح وردةً بيضاء
تبعث في مدى المحراب
أطيافاً تسرّ بها العيون
هل تنتدون
وتحمدون الله
إذ كان السلام بلا جنون؟
أم تهربون إلى تخوم الأرض
حيث البيئة الأولى
التي لا ترهق الساعي
إلى بذر الظنون
يا أيّها الشعراء:
لو أن الفضيلة تملأ الدنيا
وأنتم تنظرون
عن أي شيءٍ تكتبون ؟
وقل بماذا تشعرون ؟
"الهمّ": همّ "سقوط تلك الابتسامةِ"
من خفيفات الجفون
و"الشغل": كيف نسيت وعدك
في ظلام الليل مع من لا يخون
و"الحزن": من فقد الضياع
ومن محاربة المجون
أمّا هلاك الناس في أوطانهم
وتَشَتُت الأطفال
قبل تشدهم أبدانهم
والنوح والحتف الرهيب
يحزّ في أجسادهم
فلتلك آهات تهون
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:03 PM
تفاني
أَلا من يُذهب الأَشـعار عنَّا
فليست كلُّها طرباً وفـنَّا
تُسـهِّرنا إِذا رقـد البـرايا
تجنِّـننا إذا مـا اللِّيل جنَّا
ومن يجفو مضجـعها مُصرًّا
فلا عـرف المنام ولا تهنَّا
تشـرِّبه النكوص بكلٍ فنٍ
وتوسـع فكره شكًا وظنَّا
وإن أصغى لبغيتها تصاغت
وخال عطاءها سـلوى ومنَّا
فتأخذه على شـرف الأَماني
وتُمعن في الثَّنـاء إذا تثنَّى
وتُلهبه إِذا مـا قـال بيـتاً
وتطلبـه المزيـد إِذا تغنَّى
أَنا الشُّعراء سلني عن هواهم
وعـمَّا كان في التَّاريخ منَّا
نتوبُ من الرَّجوع إِلى الرَّزايا
ونرجع دائمًا من حيث كنَّا
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:04 PM
الكارثة
توارى القوم منا دون عذرٍ
وهذا الطفل نحو الموت سيقا
وتجتمع اليهـود على فتـاةٍ
لتورث وجهها جرحًا عميقا
ونحن الصامدون على كلامٍ
إذا مـا ناوش العليـاء عيقا
عجيبٌ حالنا فيما اجترحنا
وما نرجو به العهـد الوثيقا
أحلنا الصافنات على الملاهي
وحولنا الكفاح إلى موسـيقى
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:07 PM
الدائرة
يمور في دائرة مهولة
مداه نصف قطرها
الممتد فيما حوله
منحصرٌ كخطوةٍ كسولة
أو غرفةٍ ضيقةٍ
عن حقها خجولة
أو قريةٍ
قبيلةٍ
مدينةٍ
دويلةٍ
أو دولة
فتارة يتيهُ في أرجائها
وتارة يكاد أن يخترق المحيط
تشعبت أهواؤه
فبُعثرت أعباؤه
فساعة مخططٌ
وساعة يخذله التخطيط
تراه سهمًا ثائرًا
منطلقًا من مركز المجهولة
وتعتريه شهوة
لرغبةٍ –في قصده-
معقولة
مرفرفٌ هذا الذي أمامه
وساكنٌ ذاك الذي وراءه
دائرةُ، مركزها ثقيلُ
لأنها شريرةُ ثقيلة
وثمّ في مرتكز التوازن
بسيطةٌ باهتةٌ الخطوط
شعارها التفكيك والقنوط
يأتي ويبتعدْ
يدنو فيرتعدْ
فلم يكن بمستعدْ
وما درى لجهلهِ
بأنها يهمها وصوله
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:08 PM
بيان
أيـا قـارئًا يـرنو لديـواني الذي
كَلِفت بـه أيـان كانـت مضـاربه
أقل - يا أخـا الإبداع - من عثراتـه
وعـامل أخـا فنٍ بـما هو صـاحبه
فتى لا يدعـهُ المـوجُ إلا لمثـلـهِ
فمنذ نـما لم يعرف الشـط قـاربه
وإني - رعـاك الله - يا صاحب العلا
أُصاقب فكـرًا ما عســاك تصاقبه
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:09 PM
بيان
ديواني الثّانـي كلفتُ بنصّهِ
فكتبـته بالقلب والعـيـنينِ
وحفظته من كل قولٍ زائفٍ
فالزيّف في قـول الفتى كالدَين
وخشيت جور مخالفٍ في حقه
فجعـلته يختـال بـين اثنين
وعزفت في عصرٍ تلبّد بالغوى
عن غدر ليلى في الهوى وبُثين
ما يقتل الأشعار في أوراقـها
إلاَّ تكلفـها وحـبُّ المـيّن
أقبل عليه ومدّني بنصيحـةٍ
فلقـد مددت به إليك يدين
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:10 PM
بيان
يا أيُّها المسجون في بُرجهِ
هذي هي الإطلالة الرَّابعة
خذها وقلِّب في وريقـاتها
فـإنَّ فيـها حكمةً نابعة
من غَيرةٍ أو حَيرةٍ في زما
ن العـلم والعولمة التَّابعة
أو فارمها فـإنَّ في منزلي
تجـاربًا أمثـالها قـابعة
فالشعر من بعد الهدى والنَّدى
رمته في عليائه قـارعة
قارعةٌ من هـول أرزائها
ووزرها خافضة رافعة
تهديه دومًا من بُنياتها
فاجعة تهدي إلى فاجعة
ويتقي منها دويهيةً
مشؤمةً صفراؤها فاقعة
فالجور يجري وهو في صمته
والنَّاس في أوصابها قابعة
لكنَّه يبقى- بلا مريةٍ-
ذا حجةٍ دامغةٍ قاطعة
ورغم كلِّ المحق أنواره
تبقى هنا زاهية ساطعة
فدع دعاوى العي في غيِّها
وادلف إلى روضته الماتعة
وخذ من الأثمار ما تشتهه
(م) النَّفس من ألوانها اليانعة
ولا تقدِّم غيره قبله
فتنتهي في خطةٍ ضائعة
فإنَّ بين الشعر في فنِّه
وغيره مسـاحةً شاسعة
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:11 PM
إغراء
خـذ أيَّها السـَّاعي كلامَ مجرِّبٍ
جمـع الطَّـرافة واللَّطافة والعجب
شـعرًا تخفُّ به الرُّواة فيسـتوي
في الذهن قبل الاستواء على الكتب
أحلى وأجمل في المقـالةِ والرؤى
والسَّبك من كذب الكذوب إذا كذب
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:11 PM
هذي القصـائد ما جاءت مصنَّفةً
حسب التَّواريخ بل حسب المواضيع
كتبتها وهموم الأَرض تعصف بي
عصـف الأَعاصير من ريعٍ إلى ريعِ
والشِّـعر لو أذهب الأَيـام أَكتبهُ
لم يرض في الشَّهر مـنِّي بالأَسابيع
لذاك لم أَجعل الأَشعار، رغم هوى
يمور في النَّفس من أُولى مشاريعي
لكنَّها ربـَّما هـبَّت مصـوِّحـةٌ
فـفـجَّـرت فلـواتٍ بـاليـنـابيع
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:13 PM
النمو المطـّرد
إنـي تراثي الملامح
عن كلِ جوهرةٍ أُنافح
لكنني متوثبٌ
أبغي الجديدَ بهمة
فلكلِ عصرٍ فتحُهُ
وبكل مرحلةٍ مصالح
متمرّسٌ ومكافحٌ
وأعيش في شرك المشقةِ
والأسى إن لم أُكافح
متحفزٌ أبغي الجميل بقابلٍ
شهمُ الجوارح
ما خُنتُ في الزمن القديمِ
ولا خَنَعتُ لذي مطامح
يا أيّها العربيّ
هذا عصرك العربيُّ جامح
أفلا تروضُه
ليُعلمَ سانحٌ منه وبارح
أوما تراه يئن
من غلواء جارحةٍ وجارح
إني أراه إلى سواك يبشُّ
أمَّا أنت كالح
ما زلتَ في كنف المُسيطر
تبتغي سُـبلَ الهدى
من دونها خرط القتاد
كأن عقلك غير راجح
إنّ العلوم بلا نتائجَ
كالنسورِ بلا جوانح
عدّ للسمو وللنمو
وغير ذلك غير صالح
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:14 PM
رمضان: الضيف الذي اغتلناه
لست عبئًا أيها الحافل بالقرآن والصوت المباركْ
لست عبئًا أيها الشهر فنغتال نهاركْ
لست عبئًا فنـزجِّي بالهوى المزري ظلامكْ
إيه يا شهرَ "تبارك
ليت من يشطط عن تعريفك السامي تداركْ
قبل أن تأتي عليه الأزمنةْ
ويوارى في سواد الأمكنةْ
في مكانٍ جِدُّ حالكْ
يا أخي إنا فقدنا رمضانْ
ذالك الشهر الذي يأتي فتستكشف أبعاد الزمانْ
وترى كلَّ مكان من مكان
وتلاقي النَّاس في الدَّرب ببشرٍ ومحبَّةْ
وترى المحتاجَ في الضنك ولا يسأل إلاَّ الله ربَّهْ
يا أخي إنا فقدنا رمضان
ذلك الشهر الذي يأتي فيزداد العملْ
بل ويزاد الأملْ
لا زمانَ الفنِ والظَّن وتسويق الخمولْ
وإمتهان النَّاس بالكذب وتزييف العقولْ
كيف صرنا نرشف الوهم ونزهو بالذبولْ
سوف يأتي زمن ندعو الذي نلقاه في إيامنا الفن المقدَّسْ
إننا نستمرئ الدَّرسْ
وسيأتي زمنٌ يصرخُ جهرًا كلُّ من يجهر بالدَّس
يا ترى هل تستوي فينا يدٌ شمطاءُ
تلقى النَّّاسَ في الساحات بالغصن المنكَّسْ
ويدٌ عصماء تلهو في رقاب النَّاس قسرًا بالمسدَّسْ
لا ... فدع عنك الأماني وتحمَّس
يا أخي الشهم لقد ضاعت مفاهيم الحياةْ
وتلقَّى النشء للدَّرس وللمنهج من كلِّ قناةْ
فتهاوى في الدُّروب الموهمةْ
وتردَّى في فضاء العولمةْ
فهو لا يعلم ما في أرضه أو في سماهْ
وهو يمشي دون أن يعرف أين الإتجاه
ولئن كان تردَّى
وتغاوى وتعدَّى
فلقد جرنا على النّشء ولم نوفِ الحقوقْ
فطغى فينا العقوقْ
فإلى الله ... ولا نشكو إلى حيٍّ سواه
تنهض النَّاسُ إذا عادت بهذا الشهر للنبعِ
إلى عصر النُّبوةْ
فهو عصرُ النَّصر والفتح بإيمانٍ وقوة
وهو عصر الجدِّ والعدل وميزان الفتوّة
لا زمانَ الهزلِ والغفلة والوجه المشوَّه
إن يكن ذا أو فقل ألف سلامٍ للأُخوة
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:15 PM
حلمٌ لم تقطعه اليقظة
كان الوجود كما أراه بلا مكان ولا زمن
وبه من الأشياء ما لا أستطيع لمن أحدِّث وصفها
لكنَّها فيما ترآءت لي إذا صدق الهوى
فتنٌ تحركها الفتن
القبح فيها لم يدع شيئًا لمنتزع حسن
فيها من الإحن العظيمة ما يذوب له البدن
هل يستقيم بموضعٍ روح الحنان مع الإحن
إنِّي رأيت به الغبن
ورأيت عملاقًا تعلق في الكلام بلم ولن
يرقى إلى العلياء غيري
فاسلكوا سبل السلام و سلموا إنسٌ جن
جهراً يحوش الناس بالبأساء و الضراء
يُظهر للمداهن ما بطن
و يقول ويل للذين يرون أمراً لا أراه
فكل حرٍّ مرتهن
ورأيت من قتل الرضيع
وجاء يهدي أمه علب الحليب
ويدعي أن العدالة تقتضي الإحسان في زمن الحزن
ورأيت من جلب الدواء إلى بلاد
بث في أرجائها الأدواء...
بث بها الدرن
ورأيت ثم عولماً تزن الجبال السود,
تمشي في مناكبها و في نكباتها
تسعى و ليس لها وزن
وتسير في بلد الأمان فلا تفوز بمؤتمن
ورأيت ثم مفاسداً, و رأيت ثم معائباً
ورأيت إثمًا في الكفن
ورأيت طيراً في الفضاء يكاد يهوي
في الوحول الرابيات على الفنن
ورأيت أرضاً صلدة تبكي و تبتلع الشَّجن
ورأيت من سفك الدِّماء بها
ومن دفع الثمن
ورأيت طائفةً تَظنُّ بأنَّها تُعلي العلا
وتعزُّ قائمة الولا
قلبوا لها ظهر المجن
ورأيت من مسح الوثن
ورأيت من شرب المحن
ورأيت من مدح الوهن
ورأيت من بتر النصوص بها ومن قلب السُّنن
ورأيت خيلاً عندما سلكوه في المضمار
مع خيلٍ يطير بلا رسن
من غير معذرة حرن
ورأيت لُبنى غير أنِّي كلما ألوي ليخلو دربها
ظهرت لنا منها ألن
ورأيت فيما لا يراه النَّائمون –وربنا-
وطنًا يهيم بلا وطن
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:16 PM
وشّم على كفن السّلام
يجيء التعنّت أعتى من الموت
لو صُبّ في جبلٍ لانصدع
نقوم إليه كما ينبغي
فنتلوه واعين منتبهين
نقلّب أحرفه اليابسات
فتزداد بؤسًا، وتزداد عقمًا
فنلوي، ونُسميه شرّ البدع
ونسعى هناك، ونسعى هنا
وننقل فحواه في كل أرض
ونفلاه بالحق في كل شعب
ونهذي ولو غادر المستمع
فيمسي حديث الطريق الطويل
وروح المقاهي، وأنس الملاهي
وفاكهة القول حول الترع
ولمّا يضيق به المجتمع
ومن حمله تشمئز النفوس
وتعمى البصيرة تغدو مهمتنا
كيف نجعله حجة العصر
في جملتين مغلفتين، تنـزهنا أيها الحاملون
وتوصل من حبلنا ما انقطع
فتخلبنا هذه كلّنا
ونقصي الخلاف عن الإتلاف
وينتصب الوعد مثل النصع
فيصفعنا الخصم -شلّت يداه
بكفٍ نراه إذا مدّها
وننهض من بعد وعثائها
نسائل من حولنا: من صفع ؟
فنأسى على رفضنا آنفًا
لما راعنا من حديث الفزع
ونغضي ونطلبه العفو والصفح
عن خطأٍ كان منّا بشع
يصدّ، ويغلق أبوابه
فنبغي النوافذ: ماذا ترى
هذي التواقيع فوق الرقع
يقول: -وثالثة في اليدّين
على الأرض ليس لكم متسع
تعبنا ... هلكنا ... أيا أيها الخصم
خذ ما تشاء، ودع ما تشاء
على ما تشاء، وعد كلما شئت خذ ما تدع
وعش -هدّك الله- في مأمنٍ
ولا يعمينّ العيون الطّرع
سنرسو على ما سترسو عليه
فلا تمتهنّا وهات الجُرع
فلن ينقذ القدس من لو مضى
بجندٍ على من يليه كسع
ولا ينقذ القدس من لو يصلي
يقول التحيات إن ما ركع
فعش مطمئنًا وسر مشمخرًا
فلستَ الضعيف ولستَ التبع
ودعنا على ما نقوم عليه
ففي غيره ما لنا من طمع
ألم تر إنّا عملّنا المحال
ونوشك ألاّ نجيد الخدع
فيهوي بأخرى تذيب الرؤوس
وتذهب ما قبلها من وجع
فلا الصمت يرضيه إن ما صمتنا
ولا الذّل فيما نصالي شفع
نقوم حيارى، نلمّ الشتات
ونكتب ما يذهب الغيظ عنّا
ونسمع بالصوت من قد سمع
ونمتشق القول مثّل السيوف
نزيل به بعض تلك البقع
وذا دأبنا، مذ دهانا السلام
ومذ انتهجنا طريق الهوان
ومذ واهن القول فينا صدع
شُغلّنا بترتيب هذا الورق
وصارت قضيتنا في الملفّات
تغدو خماصًا، وتأتي بطانًا
شتاتٌ ولكنها واحدٌ
كبيرٌ ولكنه صفحتان
نسير بأولاهما نحونا
وأخرى تسير إلى المنتجع
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:17 PM
عدوان فضحته العولمة
نحن أصحاب الحقيقة
قالها ذو القوة العظمى الصفيقة
قالها الباغي وقد رصَّ على البغي فريقة
قالها الظالمٌ قبل الخوض
في أعراض من عاشوا على أعمى طريقة
قالها ثمَّ دنا بالموت
من أحياء تقتات على الموت
وبلواها وثيقة
عابثٌ يزهو بقتل الناس
من يبغي من النَّصر بريقه
هل تكون الحرب إلاَّ علة أخرى
وأدواء عن النصر معيقة
اصمختنا آلة الحرب
وساقتنا إلى الإعلام
إعلام المسيئن فأدمنَّا نعيقه
مات هذا عاش هذا
أخفق الخصم
سحقناه
حفرنا اليوم في الأرض مضيقه
وضحاياه كثيرٌ
فلقد مالت عليه الأرض بالناس
وأعيته النواميس الدقيقة
وضحايانا قليلٌ
ذاك مفقودٌ
وهذا ضلَّ في الصحرا
وهذا هلك اليوم بنيران صديقة
قلت بل مات بنيران الحريقة
وستأتي جولةٌ أخرى وأيامٌ محيقة
تجعل الظالم يقتات على مرأى من الناس شهيقه
وترى الجند سُـكارى
وهم حقًا سكارى
فهنا يا أيها الجاهل للموت مطاميه السحيقة
يتردَّى من تردَّى
ويوافي من يوافي أهله منهم بأهاتٍ عميقة
اتركونا قد تركناكم
وإلاَّ فتحرَّوا وقعةً أخرى
يرى المرءُ ولا ينقذ من هولٍ رفيقه
خصمنا ما كان شيئًا
لو تركناه بلا عونٍ
ترامى في فجاج الأرض
حتى تأكل الأرض نواياه
ويقتات الهوا النَّاشف ريقه
غير أنا إن تركناه
رمانا خصمنا الآخر بالسهم
وهل أشوه من سهمٍ
رماه الغاشم الأقرب فاغتال شقيقه
هل فُتنَّا؟
ما فُتنَّا
بل فُتنَّا
ليست الأولى
ولا الأدهى
ولا خاتمة الشَّر
فلمَّا تزل الماحقةُ العمياءُ في الأرض طليقة
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:18 PM
كلُّ المدائن عندي العراق
عالمٌ لا يُطاق
كَذبٌ خِدعٌ جشعٌ ولعٌ بالنفاق
وانفراجٌ على كربةٍ
وانفتاح على الانغلاق
هكذا شأننا مذ بدا الانشقاق
كلّما راودتنا الهزيمةُ
قلنا لمن قصمت ظهره فجأةً
لا تهن بعدها الانبثاق
انبثاق المروءات والعز والنصر
والمجد والحق والعدل والانعتاق
فتراءت له موهمات المريدين
حتى تهاوى
وسيق لأعتى وبئس المساق
لو صدقنا لقلنا له
من هنا بدأ السحقُ والمحقُ والاحتراق
فتأهب لمُهلكةٍ من لظاها
يوالي العداةَ الطغاةَ الرفاق
أيُّها المولعون بشد الوثاق
هل ترون بلا مريةٍ
أن كلَّ العواصم بغداد
وكلَّ االمياه الفرات
وكلَّ الموانئ في النائبات أم قصرٍ
وكلَّ التمور هي البرحي المنتقى
وكلَّ الأغاني: عيون المها
إذا كان ذا ما ترون، فزولوا
فكلّ المدائن عندي العراق
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:20 PM
مواطن قديمة للإبداع
ولو أنَّني فـي أُمَّـةٍ أعجـمـيـةٍ
وأبدعت أشـعاري تغنَّى بها العجم
ولكنّـَنـي فـي أمَّـةٍ يعربيّةٍ
على غير ما علمٍ تراخت بها الهمم
تظنُّ بـأنَّ الكـون منـها وعنـدها
وما غنـمت من وهمـها أي مغتنم
فخذ جُـرعات الوهم منـها طـريةً
وغامر وقلِّب أي شيءٍ سـوى القلم
ورم صنعةً في الأرض لا يُحتفى بها
لتضرب فـي أرجـائها غير متَّهم
ولا تحسب الإبداع حكرًا على امرئٍ
يُغذيـه بالصَّبر العظيـم وبالعـزم
فقد تصنع الأحـلام قصرًا مشـيدًا
وينهمـر الإبـداع في سـاقة الغنم
وقد يحسب الأعمى الأصم بأنَّ من
يكون بـها أعمى يكون بـها الأصم
فثابر على الإبداع من غير حاجةٍ
إلى نشره في النَّاس فالنَّاس في نعم
وللنَّـاس أعرافٌ تعيـش بهديها
وللنَّـاس أوهـامٌ تشـابي بها القمم
إذا ذابت الأوهـام ذابت حياتها
لأن حيـاة الصدق ضرب من العدم
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:22 PM
عائض القرني
الله يفعـل ما يشـا ويقـدِّر
والنَّاس تشكر أو تصدُّ وتكفر
سبحانه ما حرَّك الغصنَ الهوى
وتعلَّم النَّاس الحروف وفكروا
من نحن إن لم نشكر الله الذي
تحيا به الأرض الموات وتزهر
من نحن إن لم نشكر الحقَّ الذي
فطر الوجود وللوجود يدبِّر
أقـوالنا من فضـله أفعـالنا
(م) من فضـله وبغـيره تتعثر
يا أيـُّها القرنيُّ جئت مباركاً
ومهنئًا وعـن الجموع أُعبر
وأفضل الفصحى على ما دونها
فالشعر يُصحر في اللغات ويُبحر
وقصيدتي حتى وإن ظهرت بها
أبياتهُا ... أضحت بذكرك تظهر
فلقد ذُكرت وأنت في فجر الصِّبا
ورأيتُ من شابوا وهم لم يذكروا
و"الدال" لا يسوى جناحَ بعوضةٍ
إن بات بالفكر المنغص يَجهر
أوما ترى بعض الذين زهوا به
جهرًا إذا بعثوا الهموم تبعثروا
فتناثرت دعواتهم وتقاصرت
خطواتهم وطَفوا ولم يتجذروا
وتبحروا فتناحروا وتصدروا
فتصادروا وتسامروا فتسمَّروا
وحياتنا كيف الحياة بلا هدى
إنّ الحياة بلا هدى لا تظفر
يا أيّها القدس الشريف فضحتنا
وكسرت فينا كل من يتبختر
وكشفت أهل الزيف حتى أصبحت
أفعالُ من ستر المكيدةَ تُنظر
ما عاد في عصر المعارف غفلةٌ
تَطوي بـها الأيـام أو تتعذر
هجم العدو على الحقول وعاث في
أهل العقول وما يزال يدمِّر
ونقول إن فعلوا كذا قلنا كذا
والفعل يُفعل والمقـال يُحبَّر
فالمدَّعون تقـزَّموا وتأزموا
والفاعلون تكـبروا وتـجبروا
الفعل ينمو والعتاد مسـيطرٌ
والقول يذبل في الصدور ويضمر
بالله كيف تكون نبرةُ ردِّنا
لو قال من عبد المسيح تنصروا
الله يعـلم حـالنا ومآلـنا
نرجوه أن يهبَ الرشاد وينصر
يا دولة المجد المنيف تسامقي
نحو العلا ودعي المكابرَ يصغر
وتدرعي بالعلم علَّ العلم يصدع
(م) جهل من حجب العلوم ويكسر
البأس في متن الحديد ونحن (م)
أحوج ما نكون للبسه أو نُقبر
لو سالم الإنسان ما سلم الرَّدى
لو كان كنَّا سـالمين نسـيِّر
لكن ترانا مهطعين وحولنا
متمردٌ يصلي الحديد ويصهر
فإلى متى تبقى الحياةُ ذليلةً
وإلى متى من وضعنا نتذمر
العلم والعلماء خيرُ وسيلةٍ
نحو النمو ومن يخالف يخسر
والعلم والعلماء دومًا نحتفي
بعطائهم ولعلهم أن يكثروا
أوليس في الدنيا لكلٍّ ساحة ٌ
يسعى بها ولكل فنٍ منبر؟
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:23 PM
كفاح معلّمة
اخصف عليك من الشَّجرْ
وتوق غائلة الحرورْ
وادلف إلى ظلّ الحجرْ
فلقد تطامنت القُصورْ
قالوا لها: ها أنت أصبحتِ
معلمة المدائن والعصور
من بعد جامعةٍ قرأتِ
في زواياها ملايين السُّطور
فتأبطي الطَّبشورة البيضاء
واسعي في البراري
أنجزي قدر الذي أحرزتِ
في تلك اللَّيالي والشُّهور
وتعلّمي الصَّبر الجميل
فما نجا غير الصبور
ما ضرّ لو كانت حياتك في السَّراة
فسرتِ عنها في تهامة تطلبين الرّزق
أو منها انطلقتِ في براري الشرق
حيث العين تسبح في مهامه
لا صخور ولا جحور
ما ضرّ لو كانت حياتك في عفيف
فصرتِ في أهل القطيف
تعلمين، وتبذلين بلا خمول ولا فتور
أو كان بعّلك في الرياض
وجاء حظك من وراء حريملاء
فلا زحام ولا غلاء
وبعلك البعل الجسور
أو كنت من نجران
لكن صرتِ في جيزان
أو من بيشـةٍ في بـَيـْش
فالبلدانُ واحدةٌ
ويكفي قربها اللَّفظي
فلا تتهيبـي بعد المسافة
فالقبور هي القبور
وتيقَّنت أنَّ النَّصيحة
من أناسٍ يمحضون النَّصح
والإخلاص بالصوت الجهور
فتجشمت، وتهشمت
وتكالبت سود الأمور
وبدت لنا بعضُ الحقيقة
بعد تمزيق القشور
يا سـوء وعثاء المسافة
عند ربات الخدور
حواء، إن سلمت بلاء السُّرعة الهوجاء
ما سلمت قصور الآلة الصَّماء
مفتاح المتاعب والشُّرور
هل قلت وعثاء السَّـفرْ
أم قلت وعثاء السُّـفورْ
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:26 PM
السكرتير
مدير مكتب المدير
واحدٌ فيه خيرٌ وفي سبعةٍ ألفُ شرْ
فهل هم بشرْ؟
تتحرى أوان التحدُّث
والكلمات التي لا يزاد عليها
لدى العامرين بشيءٍ من الموئل المعتبر
فيصدمك الرَّجل: من أنت؟
إنِّي "فلانُ الفلاني
لي حاجةٌ سدت الطُّرقات الفسيحة في وجهها
وما عاد إلاَّ المدير
فهلاَّ أذنت لنا بالتَّحدُّث ...
-قال: لا، … انتظرْ
يعودُ، قُبيل انتهاء الصبر
-من أنت؟
"فلان الفلاني" لي حاجةٌ… وأودُّ
-المديرُ … المديرُ … المديرُ
يديرُ اجتماعًا تحرّاه منذ ثلاثين شهرًا
فهل لك أن تكلِّمه في غدٍ ربما كان يومًا أغر
قلت: صح الخبر
رجعت إلى الدار، أُقصي وأُقرب
أنزعها فكرة بعد أخرى
وأهدم ثمّ أبنِّي القصر
ويأتي غدٌ
السلام عليكم
هذا فلان الفلاني، لي حاجة…
-المديرُ … المديرُ ... مع الضيف
كانا هنا في الممر
عد إلينا فتلقاه بعد الظهر
قلت: فيها نظر!
وصلّيتُ ثمّ قفزت إلى هاتفٍ ملّ مني
هلو ….
السلام عليكم، هذا فلان الـ…
- أي نعم،
المديرُ... يجهّز أوراقه للسفر
قلت: بان العور
ومتى العوّد؟
-يومان أو ثالثٌ إن كثر
فأرجأت أمري ضِعف الثلاثة
رغبةً في الظفر
هلو…
-قال مازال في المؤتمر
قلت هذا السكرتير –عندي- كمن
تـهاون في الذنب حتى كفر
وأقلعت عن عادة الاتصال
وأزمعت أمر الرَّحيل إليّه
فرب حضورٍ يزيل الحظر
ورب مقابلة تكشف المستتر
وتجلو النظر
على الله
من لي بِرِجلين
تحملني كلَّما هبّ خصم ينازعني في البديهي
ويحجبني عن حقوقي
ويقذفني بالغرر
المشقَّات في عصرنا
لا يقوم بـها ألفُ رجلٍ لرجلٍ
فيا ناس هل نجعل التَّليفون
وسيلةَ عصرٍ تزيل العسر
أم ستبقى الأيادي على التقنيات
وأعيننا في "قفا نبك
أو في "خليلي عوجا
وهات "المطايا" وبعض "العطايا
وفي عهدها المُندثر
نحن في روضةٍ من نعيم نقيم
ولكنّ أفعال بعض الورى
تحيل النعيم المقيم سقر
وكم من فتى قائم حظه
تصاغر في العين حتى كبر
وكم من فتى عاثر حظه
تكابر في العين حتى صغر
وذو العهد باقٍ على عهده
رشيدٌ ولا يعتريه الخور
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:27 PM
كتاب لا تحزن
نبـعٌ تفـجّـر مـاؤه وتحـدّرا
وسقى وأروى في السهول وفي الذرى
فاشرب هنيئًا ما شربت، وعش به
عمرًا، ودلَّ على المنـافع مـن ترى
فالنّـاس تجهلُ في الحيـاة معارفًا
شتّى ولو علمت بـما تـحت الثرى
فـإذا أتاك المرءُ يعـلم جـهلـه
ويبيع ، محتسـبًا فوائـد ما اشـترى
ويقول إن عدم الإجابة مادريــــت
(م) فهـل لنـا في هـذه أن نعـذرا
فاعلم بأنك في رحــاب معـلمٍ
مـلأ الزمــان تـدبراً وتفـكـراً
أمّـا إذا أخـذ الحيــاة لغايـةٍ
دنيـا وأصحر في هـواه وأبـحـرا
وإذا تطامن للمعـارف ســاعةٍ
أزرى وأقبـل في الحــديث و أدبرا
يهبُ الـجواب لكل أمـرٍ شائكٍ
جهلاً وإن ســمع الحسـيس تنمّرا
فاعلم بأنك في ضيـافة عـاجـزٍ
لو قال أدري في الحقيقــة ما درى
فلذاك أشـوه للبصير مـن العمى
ولذاك أجدر أن يُعـاب ويـزجـرا
والكوكب الأرضيُّ سـاح تناقضٍ
مـا إن يكون الـجهد فيـه تبعثرا
لو كان يملك فـي الخليقـة أمره
لرمى بنـا مـن حـرفـه وتفجـرا
فحيـاتنا الدنيـا بـه محمومـةٌ
والعيب يســري في المدائن والقرى
إنّـا جميعـًا في خضم معيشــةٍ
ثقلت مؤونتـها ويا ضعف العـرى
هي بالشجـون وبالـهموم مليئةٌ
والســعد فيـها ما أقـلّ وأنـدرا
كسرت قوى كسرى وأفنت جنده
قسـراً وأقصت بالنـوائب قيصـرا
فيها معانٍ سـاميات أُشبعت موتًا
وأخــرى أَشــبعنَّ الأعـصـرا
اليأس والإحبـاط والحقد الـذي
منـه تعـكّر صفـوها وتـكـدرا
والجهل ما أعتـاه شـرٌ مهـلكٌ
إن لم نـحـاربـه نـما وتـجذرا
منـه البـلاء وأصل كل مصيبـةٍ
منه وهـل تجفـو الجـهالة منـكرا؟
والهمّ يغدو بالســرور إذا غـدا
جهراً ، ويسري بالسرور إذا سـرى
والحزن إن همـّت يـداك بحاجـةٍ
أردى يديك لتشــغلن بما جـرى
مـا عاش حـرًّا من غدا متـذمرًا
من جـور مايطرا عليـه ومـا طرا
يحصي الهموم فـلا يغادر واحـداً
منها وأعظمها يســاوي الأحقـرا
إن لم يجد همًّا يـكدّر عيـشــه
فمـن التذمّـر والبـكاء تـذمرا
والحق أن شفـاء هذي المعضلات
(م) الغائرات الجُـرح بـات ميســرا
أوما ترى أن الفـؤاد إذا تطلّع
(م) في الشــرور طـغى بـها وتجبرا
كالماء إن عدم الحرارة يكـتسـى
حـدًّا يضـاهي في المضـاء الخنـجرا
والطين إن عـدم الميـاه تحجـرا
والظرب إن عـدم الســحابة أقفرا
فـإذا همت عجلى على أكنـافه
دبت بــه روح الجمــال وأزهرا
ويعود بعد الجدّب روضًا أخضـرًا
وكأنه مــا كان أجـرد أغـبـرا
وإذا تعهـده العهـاد لفـتـرةٍ
صارت ســواقيه الصغـيرة أنـهرا
فيؤوب فيـه الطير بعـد تـفرقٍ
ما كاد حـالك ليلـه أن يســفرا
وتعود صادحـة على أفنـانـها
جذلى ويصبـح كل غـصن مـنبرا
أوبعد هذا للتصحر في الحقـــول
(م) حقيقــةٌ أم ذاك في هجس الكرى؟
ولأنت أدرى، إنما جدب العقول
(م) أشـدّ من جدب الحقـول تأثرا
فاقرأ تعيـد إلى شـفاهك بسمةً
هجـرت ومـا أولى لـها أن تهجرا
وتعهد القلب الحنـون بمثلـهـا
أوليـس قلبك بالعنـاية أجــدرا؟
واحمد لمن صنـع الجميل جميـله
واســجد لربك شــاكرا ومكبّرا
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:28 PM
محمد بن عثيمين
لا تأمن الأمـر إن مـا زان واقـتربا
أو تكره الأمر إن ما شـان وانقـلبا
فـهـذه الـدار دارٌ لا قـرار بـها
لو قالوا النّاس أعطى الدهر قل سـلبا
أمران مـا دبّـت النكبـاء بـيـنهما
فراقـب الله يـا مـن جدَّ أو طلبا
يا ابن العثيمـين لم أبصـرك من كثبٍ
لكن لقـيتك مـن بعـدٍ فكنت أبا
قبل الوفـاة بيـومٍ كنـت تخـبـرنا
معنى "استوى" وتُدنّـي من غلا ونبا
الوقت عنـدك إخـلاصٌ وموعـظةٌ
أو ساعةٌ تشرح الفرقـان والكتـبا
اشـغلت وقتك بالزاكي فكنـت لنا
نعم المثـال وكنت العـالم الأرِبا
تبكي عنـيـزة من أحيـا منـابرها
حتى بدا الركب مـمن حولها سربا
يأتون والمـال حـبٌ يحتفـون بـه
ويشـترون الهدى والعـلم والأدبا
واليوم أضحت دروب الركب خـاليةً
يا أيـها الدرب إن الركب قد نُكبا
لا تسـأل الناس عن خطـبٍ ألمَّ بـها
واسأل هضابك والوديان والشـعبا
إن يذهب العلم من قـومٍ وإن كثـروا
فأعلم بأن عتـاد القـوم قـد ذهبا
يا ابن العثيمين ما مـات الذي بقيت
أفعـاله تنـفي الأسقام والوصـبا
أرثيـك لا، إنـما أرثي ثـقـافتنا
ثقافةً - رغم مـجدٍ - نجمها غربا
ثقافـةً كانت العـليـاء ديـدنـها
وأصبحت تشرب الأوهام والطربا
أرثيـك لا، إنـما أرثي مـكانتـنا
في عالمٍ خـاتل الأقمار والشهبا
أبكيـك لا، إنـما أبكي سـلامتنا
من غاشمٍ في ربـانا يزرع العطبا
تموت في أحـلك الأوقـات يا علمًا
- لم يعرف الوهن بل نحو العلا وثبا
والأرض تشكو من الوعـثاء ما فتئت
والكون من حولنا بالجور ملتـهبا
تموت والقهـر يسـري في هـياكلنا
وأحـقر النَّاس شـأنًا ينهر العربا
تموت والحـيف لا يبقي على أحـدٍ
منّـا وأطرافنا لا تعـرف الغضـبا
كيف السـبيل إلى مدحٍ سـُقيتُ به
وكيف أزهـو بـمن يزهو إذا غُلبا
ويبـغي العـز ممن حـاك مـحنته
ويحسب النصر كل النصر إن شجبا
يا أيها الشيخ هذي الأرض عشت بها
مجاهـدًا ما شـكوت الهمَّ والنصبا
علّمت أفتـيت لم تبخل على أحـدٍ
بما عرفت فكنت الـحاذق الذربا
مهـما يـكن لمقام المرء مـن ألـقٍ
فالعلم أشـرف ما نزهـو به رتبا
يا رب فاغفر لشـيخ مات محتسـبًا
ثوابه عنـد من لا يغـفل التعـبا
واجعله يا ربنا - يا من علمت به -
من أفضل النّاس يوم الحشـر منقلبا
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:30 PM
نافذةٌ إلى البوابة الخامسة
هاهم الأعداء في كلِّ زمان ومكان
يسبقون العنف في الأرض بريح العنفوان
أيُّها المولع – في أزمنة الغدر – بأطياف الأمان
هل ستُعطى فرصةً أخرى
لكي تدخل بيت الشعر من باب البيان؟
ربما ... قد ...لا ... عسى ...كان
فهل نُمسك بعد الوهن أطراف العِنان
يا أخا الصِّدقِ
به بالعدل بالإيمانِ بالرَّحمة
قد نعمرُ أركان الكيان
أو فإنَّ الرُّوم للأرض
وللعرض وللعين وللهمس
وأطراف البنان
ولنشر الذُّل في النَّاس
وترويج الهوان
وامتهان المرء
حتى لا يرى في الأرض من شيءٍ
ولا يعرف في الأوطان غيرَ الامتهان
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:31 PM
الهوية
أخصبت صحرا ؤنا
وا نفتحت منا الشهيّة
فتنـافسـنا عليـها
وأيـاديـنا قـويـّة
وحلمنـا أنَّنـا (م)
فـوق الجموع البشـريّة
وغفـلنـا غفـلةً
كادت تكـون الأبديّـة
عـن أماني أمّةٍ
كانت تسـمى العـربيّة
فتصـاغت هـذه الدُّنيا
(م) وأضحت همجيّة
وخسـرنا رحمة الطَّاغي
(م) فطـالتنا الأذيّة
فتحـاملنا وقلنـا
حـان وقـت الأريحيّة
وأخذنـا نملأ الأرض
(م) دروسـًا شـفويّة
وكسـبناها قضـايانا
(م) سوى تلك القضيّة
هل نسـميها ومن
يقوى على فقد الهويّة
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:34 PM
محمد سعيد بالريش
إلى شــمّ الجبـال مـن الفـيـافي
أتـيـت مـحمـلاً أزكـى الـقوافي
قـوافٍ بـالتـحايــا عـامـراتٍ
وبالحــب النـقي مـن الشــغاف
أتيـت وقبـلي التـاريـخ يـزهـو
بـمن قـرن القنـاعة بـالكـفاف
يبـثّ رســالة الإســلام نـورًا
ويـكره مـا يـصّـد ومـا ينـافي
ويـعـلم أن هــذي الأرض كنـزٌ
تـلوذ بـه العقـول مـن الـجفاف
أتيت مبـاركًا والشــوق ســرٌ
يـحيـل الـمثـقلات إلى خفـاف
أبـارك صـرح ناديـنــا وأثـني
على أفـعال مـن عمـروا المـرافي
وأُفصح عـن مـؤسـسـه بـذكرى
إذا اســتحـضرتـها زاد ارتـجافي
فهـذا العـصر يُنـقِصُنـا ونـحن
نـظـن بــأن كلاً مـنــه وافِ
أيا بـالريـش مـا قـولي بـمجدٍ
فأيـن ذُراك مـن نـثـرٍ وقــاف
فـلا أنـســاك مجتهـدًا غيـورًا
ولا أنـســـاك مفضالاً تصـافي
ولا أنسـى المرابـع مـا حـييـنا
ولا تـلك الطـّويـلات العـجـاف
أتيتـك والذحـول يـئـز خـلفي
فكنت الشـهم في حـســم الخلاف
ولم تســمع إلى هـمسـات بـاغٍ
ولم تقـرأ ســوى بيـض الصحاف
فكنت هنـا الحصيـف بـدون ريبٍ
وكنـت مـحـاربَ الرأي الـجزاف
وكنـت معـلِّم الأجـيـال حـقًّا
وكنـت البـحـر يـزخـر باغتراف
ولم تقصـر على التعـليم جـهـدًا
فـعـلمٌ دون فـعـلٍ غـيـر كافِ
فكنـت إذا تسـلى مـن تســلى
ببـتـر اللـيـل بالســم الزعـاف
وقـام مثـبّـطٌ في النّـاس ســرّاً
يـحـرضـها بنـبـذ الائـتـلاف
وأسـهم ثالـثٌ في نشــر بلوى
وآخـر في ضـيـاء الشـمـس غافِ
فـزعـت إلى كتـاب الله تـبـغي
مـحـجـةَ دحـرِ ذاك الانـحـراف
وكنت إلى هـدى الرحـمن تدعـو
وتـصّـدعُ باليـقـين بـلا خـلافِ
تـترجمُ مـا قـرأت إلى فـعـالٍ
جـمـيـلات عـظيـمـاتٍ لطـافِ
فتسـعى فـي القرى سـعيًا حثـيثًا
لتسّــتـل القـلـوب مـن التـجافي
رأيتك هـاهنـا وهـناك تـرجـو
تـجـمّعـنا وتـدعــو للتـصـافي
فطب ميتـًا كما قـد طبـت حـيًّا
بأمر مسـيّر الســحـب الســّوافي
عجيبٌ شـأن من عـملوا بتقـوى
ومـا عـمـدوا لإثـمٍ بـاقـتـراف
هـم البـاقـون والفـانون قـومٌ
لشــرع الله واحـدهـم مـجـاف
أرانـي مـذ أتيـت هـنا ذهـولاً
أوافـي مـــن وددت ولا أوافـي
وأقرأ فـي وجـوه النّـاس قـولي
كأنـهـم دروا عــن كـل خــافي
نعـم من نـجد جـئت بكل ودٍّ
إلى أرض النـوائـف والشـــعـاف
مـحبٌ للتـقـدم أيـن أضحى
فـكيـف وذاك للـنــادي الثـقـافي
ومعـترفٌ لأسـتـاذي بـحـقٍ
وتـقصـيري عـن الـحق النّصــافي
لتقـديري الأمـور عـلى ظـنونٍ
وتـســـويـفي وقـد كان التـلافي
يفرقـنا القضـاء ونـحن نـرنـو
إلى اللقـيـا فـمـا جــدوى اعترافي
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:35 PM
الشيخ عبد العزيز بن باز
رزئت بفقـده، أفكيـّف لي أن
أنـمّق فـي الكلام وأن أدبـّج
وفقـد الشـيخ جـائحةٌ لظاها
-إذا ما خلتها انكفأت- يـؤجـج
فنحن إلى ركوب الصّعب أدنى
ونحن إلى مقـال الصدق أحـوج
أيا ابن البـاز معـذرةً فـإنـِّي
إذا عاينـت في عينيـك أُحـرج
بصـيرٌ غـير أن النـور نـورٌ
سـماويٌّ يـحيل الليـل أبلـج
مضى مـن هذه الدنيا نزيـهًا
ولا أرخـى إلى مـالٍ وزبـرج
وذو تسـعين ما وهنت قـواه
ولا رام الكرى والبـاب مُـرتج
ألا إن التـقيّ أخـا المعـالي
إذا زاد الزمــان بـه توهـّج
ومن كان "الكتاب" له سلاحًا
فذاك هـو المـؤزر والمدجـج
فيـا رحـماك ربي إن هـذا
غـدا في نُصـرة الدنيـا وأدلج
بـهمٍّ واحـدٍ هـمّ التـزامٍ
بمنهـاجٍ قويـمٍ غـير معـوج
على نـهج الرّسول كما أتاه
من الرّب الخبـير بكل معـرج
وهل أحـلى من القرآن قولٌ؟
وهل أرضى من الإسـلام منهج
وهل أزكى على الدنيا وأندى
من المختار حقًا خير من حـج
وخير النـّاس طُرًّا دون ريبٍ
وأكرم من تسـامح وهو يُزعج
تحـمّل ما تـحمّل من عناءٍ
وصابر رغم أن الكيـد أهـوج
وهـاجر بالعقيدة رغم حُبٍّ
لمكةَ مـذ سـنيّ اليُتم يُنسـج
وآخى بين من هجـروا قراهم
وقوم الأزد مـن أوسٍ وخزرج
وبـيّن بالدليـل لكل أمـرٍ
وجاهد ما ثناه الكسـر والشـّج
إلى أن أصبح الإسـلام شرعًا
تواصل فيـه غسّـانٌ ومـذحج
وظلّ العلم بالعـلماء يـزهو
وتسـعـد منـه أقـوامٌ وتبهج
وهـذي دولة الإسـلام تحنو
على علمائـها، والحـق أفلـج
وهاهم للـعُلى وثبت خطاهم
بفكرٍ ما بغـير الرّشـد يُـمزج
نودّع من نـودّع كل يـومٍ
ونحن الماكثـون لـما سـيدرج
فهلاّ قـام واحـدنا بعلـمٍ
يضيء لنـا مـن الظلـماء مخرج
نفوس النّاس تُزهق في البراري
ويعلفُ خيل من ظلموا ويسـرج
وما من جـاحـدٍ إلا تسـلّى
ولا مـن مـؤمنٍ إلا تـضـرّج
فهيا يا بـني الإسـلام نسـعى
ونحذو حذو عالـِمنا المتـوّج
ونصدع باليـقـين ولا نبـالي
لعلّ مصـائب الإسـلام تُفرج
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:35 PM
تحية لعبد المجيد
نـزولك في الدنيا دلـيل ارتـحـالـنا
فأهلاً وسـهلاً بالرحيل وبالنـزل
أبـوك سـعى فيها ثـلاثـين حـجـةً
وخمسـاً ليفتك العلوم من الجـهل
وألـفـاه لا يدري بـما عمـلت بـها
يـداه وأنـى أهوت الرِجل بالرَجل
فدع عنك دعوى النّاس فيها وسـر بـها
وحيداً ولا تسـمع إلى أمم الدجل
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:36 PM
تحيةٌ لماجد
أماجدُ أنت جئت على توالٍ
من الزمن الذي سحق الأوائل
كأنك بالصراخ تقول جئنا
فهل من كثرةِ السكان طائل؟
نعم إنّي لأبصرُ فيك فردًا
يدلُّ إلى الإجابات المُسـائل
مكانك لا تُدانيه القوافي
ولا يصف المشاعر قولُ قائل
لقد كانت لنا الدنيا متاعًا
رخيصًا لا يُسام ولا يُكايل
وبعد مجيئكم صارت متاعًا
مهمًا لا تُرام بـه البدائل
فعش، إن شاء ربك، في علوٍّ
تفيد مبجلاً أسمى الجمائل
وعش، إن شاء ربك، في نعيمٍ
نعيمٍ لا يشين ولا يُزايل
إذا مضت الطفولةُ في سلامٍ
وفادت من جميلات الفعائل
ولا تُركت بلا علمٍ مفيدٍ
ولا سيقت إلى سبل الرذائل
أتاك شبابـها جيلاً مُعافى
يقوِّم في الخليقة كل مائل
ألا إن الطفولةَ في يدينا
صحائف تستقرُّ بها الرسائل
ونحنُ المرسلون فهل لنا أن
نخطُّ بمتنها غير الفضائل
فقل للمهملين بنا أفيقوا
ستجنون المصائب والغوائل
وقل للمخلصين ألا أقيموا
على النهج القويم من الوسائل
بكم يبقى التوازنُ مستمرًّا
فلا تهنوا وإن كنتم قلائل
لعل مضاعف الحسنات –جودًا-
يبارك في القليل من العوائل
تجاربنا إذا لم تبن جيلاً
يدافع عن رفيعات الشمائل
فما في سعينا إلا فسـادٌ
وما في علمِنا إلا مخايل
تجرعنا المرارة كلَّ صنفٍ
وجابهنا الشديد من الحبائل
أماجد إنّني المحتار حقًّا
فما نوعُ الجديد من الهوائل
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:37 PM
الحـيـفـة
أمن الحيف اسمها ؟ لا أظـنُّ
فبها جدولٌ وسلوى ومَنُّ
يرقل العابرون دون حـماها
فإذا أدركوه، فالخوف أمنُ
وبأيامها الخوالي عـظـاتٌ
وبواحاتـها الظليلات فنُّ
تمنح المعدمين من أنعم الله (م)
إذا الآخرون بالخـير ضنُّوا
قريةٌ في الجنوب بالعلم تسـمو
ما تراخت وديدن الأرض دنُّ
صغُرت في المكان حجمًا ولكن
(م) الموازين مـن قواها تـئنُ
طفقت تلطم الغواية في الجهل
(م) وفي الدين ما علا الجدَّ وهنُ
إيه فيها الأُسـود منـتصباتٌ
أن يعاني فيها الرشيق الأغنُّ
أُسـعد القاطنون فيها قرونًا
ليـلها والنّـهار أمن ويمن
وتراني أشدهم غبطةً منها
(م) فللـه كـم وداد أكـنُّ
يا أبا فيصل الأحاديث عنها
شـيقـاتٌ فهاتـها نطمئن
أنت فيها راوٍ لما نسي النّاس
(م) وأنت الضـليع فيمـا يعنُ
من ليالٍ تسـامر القوم فيها
أو على أجردٍ من الخيل عنُّوا
اِرو لي سـيرة الميامين حقًّا
كيف حتى أرواحهم لم يحنُّوا
عشتَ فيها الزمان حلوًا نديًّا
وحـملتَ الثقـالَ لمّا ترنُّ
وفعلت الجميل ترجو صلاحًا
وعلوًّا لم يلحق الفعـل مَنُّ
اخترقت السديم كي تبصر النور
(م) فأبصرت لم يـحـيّرك محنُ
أسأل الله صحةً تذهب السُّقم
(م) وسـعدًا يزيل هـمًّا يُشنُّ
وثباتًا عـلى الهدى وأنـاةً
واحتسابًا فالدهر شابٌ يُسنُّ
إنّه خير من يجيـب وهذا
خير شـهر يحياه أنسٌ وجنُّ
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:40 PM
من هموم مغترب
إلى أبي
أبتي وما في الفكر من قيمٍ
إلاَّ بما أهداه تزدهر
مازال مذ غادرت مكتئبًا
قلقًا بسفح التل ينتظر
وجلاً يصلي ليله أبدًا
ويقيم في أرجائه القدر
حينًا يتمتم حسرةً وأسىً
ويؤوب حينًا وهو يفتخر
ويظلّ يكتم ما يجول به
فخر البعيد يشوبه الحذر
إنّي على الميثاق يا أبتي
باقٍ فلا يذهب بك الضجر
أبتي إذا استحضرت سيرته
منّي يكاد القلب ينفطر
كم بات طاوٍ لم يمد يدًا
وأكفنا في الجود تنغمر
مرت به السبعون من زمنٍ
فخبا النشاط وخانه النظر
العام عقدٌ في تصوره
والعقد قرنٌ شائكٌ وعر
ما عاد يجلب شجوه ألمٌ
أبدًا ولا نغمٌ ولا وتر
والعمر مختتمٌ بمرحلةٍ
سيان فيها السعد والكدر
****
أباؤنا في القحط ما قنطوا
يومًا وفي النّعماء ما بطروا
إنا سنذهب في مذاهبهم
ولسوف نكبر مثلما كبروا
ولربما باتوا لنا هدفًا
فيظلُ يجذب خطونا الأثر
فعلام نجحد بعض سيرتهم
ونحيد عن بعضٍ ونبتسر
ولربما نأتي بما غفلوا
عنه وننبش كل ما هجروا
فنزف سابقةً بسابقةٍ
ونظل في الآفاق ننتشر
ويلفنا النسيان في زمنٍ
نبغي المحجة بين من كفروا
ونشيح عن جهمٍ يحيط بنا
في كفهِ الآلاف تحتضر
ما لاح في شأنٍ بريق سناً
إلاّ إلى المأساة ينحدر
رباه كن في عوننا أبدًا
حتى بأمرك أنت نأتمر
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:41 PM
أنشودة العودة
غادرت من بلد الرحابة والهدى
وقصدت منتجعي الصغير كعادتي
وحملت ما ثقلت وخفت في يدي
أوزانه والله يعلم حالتي
تأبى الصبابة أن أكون بفردي
وتصرُّ إلاّ أن تقوم إقامتي
فكأنها من دون كل حبيبة
قد أوكلت برعايتي وسلامتي
ألفت عليها النفس بعد مشقةٍ
حتى إذا غابت فقدت صبابتي
وحملتها كرهًا وكنت مخيرًا
سلفًا وعدت مسيرًا لحماقتي
****
وأخذت أمتعتي وكل مشاعري
قسرًا وهمَّت بالمجيء سعادتي
فرقصت نشوانًا وخامرني الهوى
ورأئت في العصر الجديد ولادتي
حتى إذا علمت بأن مصيرها
تُنسى وتُقتل رغم كل إرادة
عزفت عن الترحال فانداح النوى
قبلي وخلت تقدمي وإعاقتي
كالطير بالأحراج تلطمه الأعاصير
(م) التي تجـني بغـير جـناية
لكنّه الإصرار ينتاب الفتى
حينًا فيمكث كالأشم الثابت
عجبًا تصارعني المنون وتنثني
وأظل منتصبًا لنيل شهادتي
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:43 PM
من وراء المحيطات
هذا الشـباب وكله أمـلٌ
لمواقـع الأخـطار يقتـحمُ
يسعى لفهم العصر معتصمًا
بـالله والفـرقـان يلتـزم
عزموا لدعم الرّشـد ما لبثوا
في الأرض دون هوادةٍ عزموا
وهم العـتاد لكل مجتـمع
إن جـال فيه الكلم والكلم
فَهَبوُا الزمان لهم بلا أمـدٍ
فهمُ لغـير العلم مـا قدموا
العلم تجربةٌ نخـوض بـها
حربًا تخطت سـوره الأمم
ومسيرة الإنسان واحـدةٌ
مهما علا بالـجهل يصطدم
لكن إذا صدقت عـزائمه
ينجو ويسلك نهج من علموا
فيسـود في أقـرانه أبـدًا
ويظلّ يعملُ كلما سـئموا
إن المنـاخ يظـلُ ذا أثـرٍ
في العلم مهـما تبلغ الهمم
بلدٌ جهلت بمن يعيـش به
فقصدته والشّـوق يحـتدم
متطلّعًا أهفو لمعرفة الأسرار
(م) فيـه وكيف ينسـجم
لو كان لي في شأنه خـبرٌ
لا لم تحرك نحـوه القـدم
قبل امتحاني كل سـانحةٍ
والـحلّ لما تنـزل النّقـم
فالعائدون وإن همُ سكتوا
تتـكلم الآجـام والرّجـم
بلدٌ تقود ومـا يزال بـها
قيمٌ تـهدّم قبلـها القيـم
فالحـال ما ينجـو بكارثةٍ
إلاّ بأخـرى فيـه يرتـطم
أجني مـن الماضي مرارتـه
فـرفاقي الماضون أين هـمُ؟
والقابل الغـبراء سـحنـته
يـزري بـماضينا ويضطرم
إن الحـياة إذا نظـرت لهـا
ألـمٌ يـخفف وقعـه القلم
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:45 PM
لحظة تأمل
وتلفنا السـنوات كالماضـين
(م) شـئنا أم أبيـنا
وكأنـها لم ترتكب أمرًا
ولم تعجـل عليـنا
مهلاً عليك بما لديك
وسـر إلى الدنيـا هوينا
فلربـما تلقى الرشـاد
وربما غـدرًا ومَـينا
ولربما تعلـو إلى الديان
(م) إن رمـت المـديـنا
سـبل الحيـاة كثيرةٌ
والموت أقـرب ما لدينا
احفظ كلام الحقِّ يحفظك
(م) الذي حفـظ الأمينا
واحفظ صحابك في (م)
الغياب ولا تكن لفتى مُشينا
فالكاذبـون هـم الذين
(م) يتمتمون إذا مشـينا
والصادقـون هـم الذين
(م) يناصحـون إذا أتينا
سـننٌ مضت أصحابـها
وكأنها نسـبت إلينا
هـذا تراث الأولين
يئـن قـهـرًا في يديـنا
نأتـي الحواشـيَ منه
بيـنا نـترك المتن الدفينا
وتقـول في ماذا الخليقـة
(م) تزدريك وتـزدرينا
إنا بـجل عـيوبنا
ندري ولكن مـا دريـنا
رباه تغـفر حـوبنا
وتديم عفـوك ما حـيينا
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:45 PM
الطيّار:
"يا معين يا رب"
"لا إلـهٌ إلاك يـارحـمـن"
خيرٌ مـن ألف ليلة بـين أهـلك
"ربنا يا معـين" ما قـال هذا
غير من شقّ في الورى خير مسلك
ذكرك الله أعلّم النّاس درسًا
كيف يُنسـى، وقد وعته الوثيقة
والسياج العظيم يا صادق الأذكار
(م) ما غـاب في بزوغ الحـقيـقة
يا شـبيليّ سـر إلى رحمة الله
(م) رضـيّاً ودع شـقاء الـحيـاةِ
كلّنا مقـبلٌ على ذلك اليـوم
(م) ومن يسـتطيع دفـع الممـاتِ؟
إنما خيرنا الذي يعرف الله (م)
ويدري بـهول يـوم القـيامـة
ليس من يصحب الهوى والمسرات
(م) ويرجـو –من بعد ذاك- السـلامة
علّ ما قلتـه يكون حجـابًا
للذي كان في "السـفينة" بعدك
من بني المسلمين، في ساعة الحشر
(م) في العسـر، يوم تلقاهُ سـعدك
وسـلامٌ على بلادٍ تولـتكَ
(م) إلى أن وعـيتَ كلّ المسـائل
وسلامٌ على ذويك وأهليك
(م) كما قـال مثلـما قلـت قائل
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:46 PM
العـلاية
يا رفيق الدرب زُرْ أرض العلايةْ
إنـّها في لوحـةِ الإبداع آيةْ
لو رأيت الروضَ في "شـَيبانةٍ"
غـاية في مُنجز الإنسان غاية
وكذاك الحال في "غَلْصـَمَةٍ"
أخذت من باقة الزهو الكفاية
وجفـاناً نُظمت في "جَفنـةٍ"
ليقمَ الضيفُ في حُسنِ الرعاية
وإذا ما صرتَ في وديانـها
أو رُباها ضارباً حَسْب الهواية
خَلدت في "المخْلد" الذكرى كما
خَلدت في سفحهِ للمجد راية
إن في هذي الروابـي روعةً
لا تؤديها إلى النّـاس الرواية
فاحمل النفسَ إلى أوطانها
تحمد النفسُ لكم تلك البداية
قس على السبت بلاداً حوله
حُسنها أجمل من قولي دعاية
يا أخي إن قلت إني قادرٌ
قادرٌ في وصفها حتى النهاية
لا تقل هـذي بحقي غلطةً
إنّها –فيما أرى- عين الجناية
كيف أحصي من "شرى" في شامها
"لبني عمرو" ويـا بُعد الرماية
هل أُجـيل الفكر في آثارها
التي في الصمتِ تروي للحكاية
أم أُجيل العينَ في شفيانـها
فتهيم النفـس في غرب الولاية
إذ تضيف "التهم" بُعْداً آخراً
تتجلى فيـه أسـرار الكناية
أم أُعنّي العـقل في أحوالها
بشـؤونٍ ليس لي فيها دراية
من حقولٍ حفظت معنى الغنى
وقلاعٍ حفظت معنى الحماية
وقرىً في التلِ حَلّتْ رغـبةً
وقرىً في منحنى السفحِ لغاية
هي في الإصباح كفٌ عاملٌ
وبعطف الليل في كف العناية
وصفاء الجو في أرجـائها
كصفاء الدين من كلِّ غواية
نسـأل الله لـمن يتـركها
- ثم يجري نحو أمريكا- الهداية
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:48 PM
عامٌ جديدٌ ورسالةٌ جديدة
يا عام: إياك أن تأتي بكارثةٍ
خذ من أخيك الذي وفّى بما لزما
ما زال فينا مقيمًا وهو منصرمٌ
من جوره فهو من بالمعضلات همى
أيامه السود لا تمحو السنون لها
ولا تبدل ما سوَّى وما نظما
أتي علينا ونحن الصادحون به
فلم يخلِّف لنا كفًّا ولا قدما
عُميٌ نلملم في الصحراء أمتعةً
لنا وليست لنا إلاّ كما رسما
ولم يكن ثمَّ بدٌ من معاشرةٍ
وما لنا حينما يدنو بلاه حمى
جهمٌ فلا ينثني عنا بنائبةٍ
إلاّ بأخرى على المستضعفين طما
وما تجشم رفع الضرّ من بلدٍ
نحب إلاّ ليردي معشرًا سلما
بنى لمن يهدم الأخلاق منهجه
مجدًا ولم يبن فينا قدر ما هدما
أسلافه تركت للنَّاس باقيةً
وفعله نسف الإنسان والأطما
كم حطَّم الراسيات المثقلات به
فلا يقوم لها شأنٌ إذا حطما
في شغله مستميتٌ لا سكون له
ولو تعجَّب منه النَّاس لاضطرما
نعم تهادى إلينا وهو منكسفٌ
كأنه عابرٌ لا يعرف الحرما
حتى إذا ثُبتت فينا أنامله
بقوّةٍ وتمطّى جسمه ونما
تفلتت صبواتٌ منه عارمةٌ
فقادها وسقاها بالقداح دما
فنحن في حيرةٍ مما ألمَّ بنا
لا الأرض أرضٌ ولا تبدو السماء سما
ولست ألقي بآلامي على زمنٍ
لو يستقيم به الإنسان ما ظلما
من أين نأتي لهذه العص أن به
من المشقات ما يوهي حجًا وفما؟
الأمر لله يهدينا لمنهجه
به فلو ترك الإنسان ما علما
من غيره أوجد الإنسان من عدمٍ
وبعد يحييه في الأخرى إذا عدما
الله من يستعين الصالحون به
ويطئنُ به قلبٌ إذا سئما
إليه نشكو ولا نشكو إلى أحدٍ
من خلقه فسؤال التائهين عمى
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:49 PM
عندما ترخص الدماء
الصرب تقتلُ قومنا صلفًا
أنقابل التقتيل بالكلم
ما هذه الثكنات إن عرفت
أدمت وإن هي أنكرت تنمِ
الروم تركض في مصائبنا
ولغير نفع الذات لم ترم
أونفهم القرآن واعجبًا
أم نحن فيه كأسوأ العجم
ما كنت أحسب أن ثمَّ أخًا
بمعابد الكفار لم يقم
لمَّا علمت وجمت مندهشًا
وخجلت من علمي ومن شيمي
وعرفت أنّي كنت مُصطنعًا
ليدٍ من التقتير والقتم
عامٌ أسائل عن عقيدتهم
وعقيدتي حرنت من اللمم
وطفقت أسأل عن مذاهبهم
ودماؤهم ديمٌ على الرجم
ما أعجب الإنسان إن بَعدت
عنه المصائب غاص في النعم
ويدعُّ من يأتي بسيرتها
وهو الخليق بساعة الندم
وإذا دنت لعن الأُلى نزقًا
بالأمس أسلمهم إلى النقم
إن المكاره لا حدود لها
تهوي على الجرداء والأكم
هم أخوةٌ في الله فانتصروا
للحقِّ قبل تحطم القمم
وهبوا المساندة التي طلبوا
لتصدَّ عنهم حائم الحمم
أو لا فإنا في مساربهم
نمشي سراعًا والوجود عمِ
ولسوف نبقى الدهر في عدمٍ
ما لم يُجندُ للكمي كمي
نهجي من الإسلام مصدره
ما جاءني من عصبةٍ الأمم
لي ثمَّ إخوانٌ ولي نسبٌ
وبأرض كل المسلمين سمي
إن لم تحركني مصائبهم
لحميّةٍ لا سار بي قدمي
لا لن أقصرَ في معونتهم
بمشاعري وكنانتي ودمي
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:53 PM
كوسوفو
جاهد بمالك عن ألبان "كوسـوفو"
كما فعـلت بعزمٍ عن "سـرايـيفو"
مدائنٌ في هدى الإســلام قائمةٌ
شـؤونها مـذ جلت عنها الأراجيف
ولم تزل في تخوم الأرض شـاهدةً
على الحقيقة، لا يـشطنك مكفوف
صدقًا على العدلِ والإيمـانِ قابضةٌ
وليس فيـها لقـول الحـق تحريف
قامت على نفحها أركانُ حاضرةٍ
ما كان فيها لذي المعروف معروف
تسـامقت أممٌ من فيض منهجها
بعـد الخنـوع، ولله التـصـاريف
واليوم تسـبح في بحر الدماء ولا
لها عن الموت، موت القهر، مصروف
رومٌ كما الروم لكن المحكَ هنـا
عقيـدةٌ ضـدها كـفرٌ وتزيـيف
عثا بـها الحاقد الصربيُّ في غلسٍ
فارتجّت المـدن الفيحـاء والرّيف
وقام يبطش بطشـًا لا مثيـل له
وليـس في قلبـه عطفٌ ولا رِيف
تروي الرواة لنـا أطـرافَ مذبحةٍ
فيها إلى الموت معطوفٌ ومعسوف
يقول من شهد المأسـاة من كثبٍ:
ما كلُّ ما رأت العينـان موصوف
رجلٌ تسـير بـه للرّعب قـافلةٌ
جهـرًا، وآخرُ في الظلماء مخطوف
ويقتـل الوالد الـحانـي بأسـرتهِ
قدّامهـا وغزيـر الدمع مـذروف
والأم ترسـف في حـالٍ تعفّ بـه
حتى الوحوش، وعند الصرب مألوف
كيف الحيـاةُ لطـفلٍ قبـل ناظرهِ
ضربٌ وقـتلٌ وتشـتيتٌ وتخـويف
وهل يحلّق طـيرٌ في الهـوا غردًا
وجسمه منهكٌ، والرّيـش منّـتوف
أبعد هذا -حـماك الله من نقمٍ-
يصح شـحٌ وإبطـاءٌ وتـسـويف
لا، بل على العاقل اليقظان نصرتهم
فالكون بالخطـر الموروث مـحفوف
إن الذي يلحق الإسـلام في طرفٍ
كأنـه في صميم القلـب مقـذوف
ولا يحقُّ سوى الحقِّ الذي صدعت
به بدور الدجى، والظـلم مـخلوف
فكن كما كنت معطاءً وذا شيمٍ
يقوى به –بعـد عون الله- مضعوف
تظلُ في نصرة الإسـلام نصرتنا
وشـأنُ تلك على أهليـه مـوقوف
أليـس من طبعنا بذل الحياة تُقىً
والحزم إن ما طغى في الأرض علفوف
بلى، وكلٌّ له فعلٌ يزيـد بـه
في أهلـه وكـريم الطـبع غِطريف
وعند ذي الرّشد للهادين مرحمةٌ
وللمضـلّين تبـكيـتٌ وتعـنيـف
هذي حضارة كوسوفو مبعثرةٌ،
الشـمّل منتـثرٌ، والبيـت مقصوف
وأهل تلك الوجوه الشّحب يحزننا
مـآلهم فلـيـراع الله مـن عـوفوا
وافزع بما قلَّ من خـيرٍ ظفرت به
فالشرُ فوق رقاب النّـاس معقوف
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:57 PM
الاكتشاف الأخير
إلى المكتشف الصغير كرستوفر كولمبس:
هي في الحقيقة نزهة الشيطان
مزجت دم الإنسان بالشطآن
أقبلت في موج المحيط وإن يكن
بردًا فقلبك ثابت الغليان
هو جذوةٌ أعيا المحيط لهيبها
لهبٌ ولكن ليس كالنيران
من حرها هجر الطيور سماءها
وتجنّبتها أمةٌ الحيتان
فتدحرجت في الشط تحرق كلَّ من
تدنو إليه ويا عذاب الداني
هي لم تفرق بين من عصفت بهم
فالنَّاس والحيوان كاعيدان
ما هكذا شأن الكشوف وشأن من
يسمو بها بل ذاك شأن الجاني
ما كنت ثمةً فاتحًا بل كنت
(م) ثمَّ مدمرًا لعشيرة وكيان
أوما قتلت رجالها ونساءها
وعبثت بالفتيات والغلمان
وكتبت ما فعلت يداك مفاخرًا
وكأنّه نصرٌ لكلِّ زمان
هذا الذي صدحت بلادٌ باسمه
ورأته رمز تطلعٍ وتفانٍ
كهلٌ تمرَّس في العلوم جميعها
متولّيًا إرث الكيان الفاني
حتى إذا عبر المحيط بصحبه
مزج العلوم بخفة الصبيان
همجيةٌ لا زال يلحق زخمها
بالآخرين بأبعد الأوطان
ونتاجها لا زال كل رذيلةٍ
تأتي على الإنسان في الإنسان
أممٌ يسمون الهوى حريةً
ومهارةً ويمجدون الزاني
المفسدون إذا تكشَّف أمرهم
عبروا البلاد بفرحةٍ وأمان
والمجرمون إذا دنوا لعدالةٍ
عدلت إليهم كفة الميزان
ويبررون فعالهم وإذا الذي
عبثوا به يصغي بكل حنان
فيسرحون كما أتوا بمهابةٍ
تدعو ذوي الإحسان للطغيان
وتزيد من حفظ الأمان مذلةً
والنَّاس عصيانًا على العصيان
حرية الخوف التي يحيونها
فكرٌ يحارُ به ذوو الأذهان
الكلّ يرعد من سفاهة طائشٍ
تأتي على سنواته بثوان
والكلّ يوقن أنّ كلّ الأرض إلاّ
(م) أرضه في الرعب والتيهان
أكذوبةٌ جبلوا على تصديقها
يتبجحون بها بكلّ مكان
أومن تعج بلاده في مشكلٍ
يقوى على ضبط المكان الثاني؟!
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:57 PM
جانبٌ من الحضارة الأمريكية
سـلعةٌ عاش بها التاجر
(م) حينًا، فرماها
فإذا ما لزَّه صرفٌ
(م) من الدهر اشتراها
وبأصنافٍ من النحلة
(م) والقول ابتلاها
فإذا ما خرجت من
كلّ شيء ازدراها
فتهاوت فوقها الأوزار
(م) والكلّ جفاها
وتمنَّت انهيار الكون
(م) وازداد رداها
واستماتت غير أن الموت
(م) لم يأت حماها
يا إلهي أو حتى القاصم
(م) الجهم قلاها!
فإذا هامت به يومًا
وقالت اصطفاها
انبرى حتى إذا ما
خالها اختار سواها
فاستماتت مرةً أخرى
(م) وصاحت ليراها
واستزادت من حبوب
(م) النوم كي تكتم فاها
فأتاها طائف الموت
(م) بأن قد اجتباها
فهي مقتولٌ على الأرض
(م) وإن طال مداها
وإذا لم يبق إلاَّ
(م) ناخر العظم احتواها
آية للناس والجاهل
(م) من سار خطاها
****
إنها لعنة عصر العلم
(م) يشتدُّ أذاها
فتواري نهضة الزيف
(م) وتجتث قواها
وتعيد الإنس إنسًا
فلقد ضلَّت هداها
وتداعت صوبها الآثام
(م) والوهن اعتراها
أصبح الباطل منصورًا
(م) وفينا الحقُّ تاها
غير أن الصّحوة الغراء
(م) لا شيء سواها
قبل أن ترتجّ أصواتٌ
(م) ويرتد صداها
ضجةٌ هزت عرى العرش
(م) سؤالٌ مقتضاها
كم مكثنا؟! كم لبثنا؟!
روحة أوقل ضحاها
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:58 PM
إيحاءات من لوس أنجلس
سافر فمن بالدار سافر
غادر فمن بالأرض غادر
وإذا أتتك وسيلةً
هاجر فخير الصحب هاجر
هذي الديار مليئةٌ
بالمنكرات ولا مناصر
تجري إلى مثل السراب
(م) وتنتهي إن لم تغامر
لا وقت ثمَّ لوقتها
ساعات من صفرٍ لناجر
جثمت عليها الموبقات
(م) وللعصاة بها بنادر
إن خاصموا فجروا، وإن
حكموا طغوا إذ لا زواجر
ماذا تفيد الكيمياء
ولو خبرت بها العناصر
هبني قلبت الزنك ملحًا
والحديد بها نشادر
هبني صنعت بها الورى
وملأت بالعلم الدفاتر
وعبرت أجواء السماء
(م) ضحى وفي غسق الدياجر
هبني مخرت اليم جذلانًا
(م) على الفلك المواخر
هل قوَّت القربى (م)
وزادت بيننا سبل الآواصر
أم أوجدت شيعًا
وأهدتها إلى سبل التناحر
هل ثبتت في الأرض سلمًا
(م) أم جرت فينا المجازر
هل سار فيها الأمن أم
لا أمن إلا في المقابر
هل حكَّمت أهل البصيرة
(م) أم سعى بالأمر عاثر
إن كان لان لك الحديد
(م) قسوت والدنيا مخافر
تستحسن العملاق إذ
كلُّ الذين ترى بحاتر
وتغيض إن قيل الرحيم
(م) وتنتشي إن قيل قاهر
وإذا قسا لانت قواك
(م) فلا حسيس ولا منابر
حتى كأنك ما خلقت
(م) وعثت في بادٍ وحاضر
هذي طلائع عصرنا
(م) عصر التباين والتكاثر
إن لم نُهذَّب منهج (م)
الإنسان بالعمل المثابر
عملٍ لوجه الله لا
باغٍ يوارب أو يؤازر
فلسوف يُحْكِمُ عصرنا
(م) لا نصرنا والكل خاسر
العنيــــدهـ
08-07-2011, 10:59 PM
أمّة التيه
ما فهمناك، تـمتطين السـحابا
ثمّ تعمين في ثـراه الصـوابا
وترين الدليـل في فـلك اللـه
(م) ولا تذكـرين منـه خـطابا
أيّ عـلمٍ هـذا الذي تتـولين
(م) إذا لا يـصـون إلا الكـذابا
قد خبرنـاك ليتـنا ما خبرناك
(م) دحـول الهوى وفـكرًا يبـابا
لا تفاخر بـها ولـو بـهر العقل
(م) علاها، فما اسـتطاع جـوابا
لا يـجر الفسـاد إلا فسـادًا
وفساد العقول يردي الشـبابا
هو جيـلٌ وبعده بعض جـيلٍ
ثمّ تهوي كما هوى من تصابى
العنيــــدهـ
08-07-2011, 11:00 PM
قلت ماذا أقول
الودادُ الودادُ مـا دمـتُ حيـّا
فحيـاة الـجـفاءِ نـارٌ عليَّا
كم طلبت السـرورَ في العام يومًا
فـتأبّى عـليّ دهـرًا طويَّا
وتخـونتـُه فكـان عصيــًّا
هل خـبرتَ السرور إلا عصيَّا
أتقرّاه إثـرَ ناسٍ مـن النّاسِ
(م) فـألفـيتـه ملـيـئـًا رويَّا
وأرى واثـبـًا إليـه يدانـيـه
وحـرًّا يظـل حـولي قصيَّا
غـير أن الحـيـاة نـارٌ ونورٌ
أو خـليطٌ من اللهيب وشيَّا
والتفاف الأصحاب حولي حـياةٌ
لحـياةٍ أعـيش فيـها رضيَّا
عـن زميليّ قلت أهلاً وسـهلاً
خـوّلانـي بـها فكنت حفيَّا
أنا لو أسـتطيع أرسلت شـعري
في سـماء الرياض نـورًا مضيَّا
أو لسـطرته على ورق النبت
(م) حروفًا تـجـس نبضًا طريَّا
أو لحـفّرته على قمم الصخر
(م) نقوشـًا تظـلُ عمـرًا بقيَّا
غير أن الخيالَ يزري به الحالُ
(م) فيأتـي الخيـالُ وهـنًا مَهيَّا
عالم الشـعر عالمٌ يرهق الفكر
(م) ومـا زلت في الرؤى أبـجديَّا
فأخط الكلام بالطرس في الليل
(م) فيـبدو الصـباح لحنًا شـجيَّا
فأغنيــه في البـراري وحـيدًا
وأغنـيـه ظاهـرًا وخـفيَّا
وأسـقّيه روضـةً فاقت الروض
وأمتـار منـه طـلعًا جـنيّا
أوليس السعيدُ من أسعد النفسَ
(م) بـما قـلّ بكرةً وعـشـيّا
أوليس الذكي من يجعل الناسَ
(م) إذا مـا رأوه خـالـوا ذكيّا
والغبي الغبي مـن يجعل النّاسَ
(م) إذا مـا رأوه خـالوا غبـيّا
دع دواعي الشجون، أكرم صحابًا
خبـروا المنجزات رشـدًا وغيّا
وتكلّم عـن الضيافـة والضيف
(م) وقـل ما تـراه حقًا، أُخـيّا
قلت مـاذا أقـول عـن عربـيٍ
فـاد لمع الحجا وكفًّا نديـّا
سار حول الرياض مع طلعة الفجر
(م) فلاقى مضيفـًا يـعـربيَّا
هل يكون الشـعورُ إلاّ حـبورًا
ويكـون المقـام إلاّ وفـيَّا؟
رحلةُ اليوم لو يغور بـها الدهـر
سيـبقى شـعاعها سـرمديَّا
العنيــــدهـ
08-07-2011, 11:01 PM
رمضان
الضيف الذي يجلب القوت
هذا يتمتم بالفضيلةْ
وذاك يحرث في الرذيلةْ
وعلى ضفاف الورد
يعصف بالشعور الحبُّ
يسقي الزائرين متاعه
من أحرف اللغة الجميلة
وعلى ضفاف الرّمل
تعترك النفوس بقوةٍ
فتشابه الحدثان
لكن الحروف تنـزُّ
– من حنق الخصام- بشاعةً
ومزاجها حب الردى
والبغض في دنيا ضئيلة
وتطلّ يا رمضان ضيفاً
لا تدانيه الضيوف
فتُوضع الأثقال في الأغلال
-رغم جماحها-
ونتوب من شطط العقول
وتخرس الأفواه والآلات
آلات الصّراخ بلا دليلة
ويهب كلٌّ للصلاح
فذاك ينفق مالهُ
وأخوه يُصلح حالهُ
وإذا دعا الداعي بنا
نهفو إلى المحراب
نستبق الصفوف
يكاد يختنق الأمام
من الزّحام
نعيش في سعة الهدى
نأتي على البغضاء غيلة
ونسير من بعد الصلاة
فننثر الصدقات
في الطرقات،
نُحيي المعدمين بما نرى
ونوقّر الشيخ الكبير
ونحمل الطفل الصغير
ونحتفي بالأقرباء
وننبذ القيم الدخيلة
ونظلُّ في هذا التّقى شهراً
نتوّجه بيوم العيد،
يوم الاحتفاء بضيفنا
ورحيله بالفضل
والصلوات
والصدقات
والقُربات
والقيم الأصيلة
فرحاً يهنئ بعضنا بعضاً
يصافح بعضنا بعضا
وندعو أن يعيد الله
هذا اليوم
بالبركات
والرّحمات
أعوامًا طويلة
وهناك
يأتلف التناقض في النفوس
نعيش -أخر ساعة في الارتقاء
نهوض مرحلة النكوص
نزحزح المحراب متراً للوراء
وننثني
فنقيم سوق الغي
نعمرُّ ساحه بالمغريات
ونوفي المرتاد كيله
إنّا وهذا حالنا
نبغي إلى الله الوسيلة
العنيــــدهـ
08-07-2011, 11:03 PM
سفر إلى مواقع الغمام
تمضي وتحتضن البشر
وتجول في كل الجهات
فلا ترى إلا الدعابة
والرحابة
واخضرار القفر
والحب الذي ملأ النظر
حبٌ يحيل المرَّ حلواً
والسماء الصحو
تبعث في عروق الصّب
رائحة المطر
متفائلٌ
تلوي يديك من الأمام إلى الوراء
وتنـتشي
وتقول لاتثريب بعد اليوم
فالإنسان بالإنسان
والأطماع تردي النفس
والدنيا ِعبَر
ورفيق دربك تستسيغ عذابه
ويزيد حباً ما مكر
وتحب شخل فعاله
وترى السبيل سبيله
وتهز رأسك ما زمر
ويظل في عينيك
أحسن من تصرّف
لو فجر
وتصر إصرار المكابر
أن هذا الحب قد ردم الحفر
حتى إذا حاصرت نفسك
بالسؤال
وقلت هيّا، قد بُلينا
فانظري ما تصنعين
فإن شهرك في المحاق
ولا ضياء من القمر
تستأسد الطرقات
يستشري بها الداء المقيت
وأهون الهون الضجر
فتهب من ضجر المدينة
طالباً سعة الضواحي
حيث وجه الأرض بكرٌ
والعيون النجل
لا يخبو بها سحر الحور
وتسير مبتهجاً
بهذا العالم السحري
لكن أي شيء يهزم الوهم
ويدمي قدم الجهل
ويجتاز القدر
إن عفو الفكر
في الأرياف يسري
سريان الماء في الأرض
ولكن أي شيء
يشحذ الراحة في الريف
ولا يشحذ أطراف الكدر
الحسن يذهب بالحجى
والعين تقتاد المتيم مذعناً
لكن أطراف الأنوف
تشمّ عَرف " الموسمية
في وريقات الشجر
لله درّك
كيف لمّا فاحت الأشجار
بالأسرار
لمّا هبت الأطيار
من هول الفجيعةِ
كيف قلبك ما طفر
أتراك من بعد الكرى
تطوي رداءك مشمئزاً
أم تراك تعود من جور الحقيقة
للتعلق بالصور
الله ما أحلى الورى
لو أن قلبك من حجر
العنيــــدهـ
08-07-2011, 11:05 PM
المواثيق
الطُرقاتُ مزدحمةْ
كيف ألقى الذي ما لقيتُ
وما كان فيها للغوٍ سِمة؟
كيف ألقى الذي ما لقيتُ بها
يوم كانت بأشواقِنا مُفعمة؟
الكلماتُ التي هي زاد المحبين
أضحتْ هنا تمتمة
ارني القفر
ما عُدت أقوى
على ضجةٍ مُبهمة
يكفي الخُبزُ والماءُ
والرّمل
لا لا تكلني إلى صحةٍ مُوهِمة
والعصافيرُ
هل تاه سربٌ العصافيرِ
في الليلةٍ المظلمة
قِيل إن لها موعدًا كل عامٍ
تَهبُّ إليهِ
مرفرفةً مُغرمة
قيل إن لها مُرشدًا
في الفضاء
ويعرف أصغرُها مَوسمة
ولكنّها مذ أتينا على الرّشدِ
غابت عن الغابة المُسهَمَة
بينها ما أصاب الورى
في الثرى
فهي في الجو كالنّاس منقسمة
هنا، بالأمس كنّا على مَكرمة
تقبل الأرضُ بالماءِ
والجوُّ بالطيرِ
فترحل آهاتُنا مرغمة
عد ألا أيُّها السّـعدُّ
عد عاجلاً
فالزوايا بحاشاكَ
مضطرمة
عد إلينا
فلو انتفى عهدُنا
فالمواثيق لمّا تزل مُبرمة
العنيــــدهـ
08-07-2011, 11:06 PM
شظايا من جسد المواءمة
الأرض غار جفافها
ولمست صفحتها النّديّة
وبقيتَ ترفل في السجايا
الشامخات بلا هويّة
قهرتك سارية الدُّجى
فتقهقرت سبل الرَّجا
وتقاسمت كلُّ الحواس عدا الحجى
صفو الحياة الزّيبقيّة
يا أيها الباني على صبري
قلاعًا بابليّة
أنا ضد ما ترنو له
حتى ولو أن التناغم
مع رؤاك هو السّـجيّة
ماذا أقول
إذا لقيتك في غدٍ
متقمصًا عكس القضيّة
خذ ما حبوتك بالهدى
فلهذه أتلى هديّة
"نعم" التي تخطو بـها
خُطمت بـ"لاءٍ" لولبيّة
مشدودة الأطراف
تستعصي على الحيل الذكيّة
دلفت بـها عبر السنين
جيوش تجربةٍ غنيّة
منها خرجت إلى البسيطة
من تضاريسٍ شقيّة
ودفنت في الماضي "بلى"
وجلوت "كلاّ" منجليّة
أحكمتها في عنق من
همز النّعاس بمقلتيّه
العيش في كنف السُّهاد
ألذُّ من أرق الأذيّة
والعيش في عوز السرور
أعز من بلوى فتيّة
وتعاقب الأزمات
تشبهه الحياة السرمديّة
وتجرّع الصبر المميت
يضيع مفهوم المنيّة
وشراسة الإعصار
تغري بالرياح الموسميّة
دعني لغيرك في البلاد
وسر لغيري في البريّة
عبّ الحطام
وسق وعودك
في الدروب المهمهيّة
وتحرّف المسّبار
إلاّ في الشؤون الأبجدية
فلهذه أثارها
في ليلها ونـهارها
فيمن يخون بـها عتيّة
العنيــــدهـ
08-07-2011, 11:07 PM
لا أحمل أوزاري فقط
وصخبي من صخب المدينة
منذ ثلاثين خلت
لم تعرف السكينة
مدينةٌ عن غيرها
بحملها قمينة
توهجت أحياؤها
تلألأت صحراؤها
فأصبحت مسموعةً
شجونُها
ولم تعد خافتةً حزينة
النّاس من أحيائها
في الفجر ذاهبون
وفي المساء ذاهبون
ولا أراهم -ما نظرتُ- يرجعون
لكنها مدينةٌ
مثقلةٌ بـهمهم رهينة
ماذا ترى يا صاحب النّهى
هل يكبر العمران في مدينتي
فتكبر الضغينة؟
من يجلب السرور والمرح
ليقتلا طلائع الترح؟
من يتخطى في ظلام الصمتِ
ليشعل المُلح؟
تسير في أحيائها
فتخرج الأخبارُ
من ضجة السمّارِ
فتنتشي متيمًا
فلا ترى جُهينة
وتسمع الأشعارَ
في خلوة الأسحارِ
فيحتويك الهمسُ
لله يا كثيرُ، لله يا جميلُ
فيستشيط الجهر: لا إنها بثينة
أعوامنا، أشهرنا
أيامنا، ساعاتنا
خفيفة الثواب والتّقى
ثقيلة الرّغاب والهوى
طليقة سجينة
مدينتي عجيبة الوجيب
فإن قصدت غيرها
كي أتقرى خيرها
رجعت أبغي ودّها
إذ لم تكن مَشينة
مدينتي صديقة العصور
صاحبة الألبان والتمور
وأهلها ما أهلها!!
يستزرعون شوكةً
وينـزعون لينة
العنيــــدهـ
08-07-2011, 11:08 PM
الذُرى
هما ذروتان
ولو أن كل الحياة ذرى
تؤججها نفحة من ضياء
فتطمسها ظلمةٌ دامسة
هما صرختان
هزت الأذنَ أولاهما
فأعشب في الوجه لون البكاء
ولكنها صرخة الانتعاش
تحركها فرحة مائسة
أليس هو الانعتاق
من الضنك
والعيش في سعة اليابسة
بلى، برقت عينه النّاعسة
وأفضى به الشظف المستمر
إلى صرخة النعش
فارتاع من عظم الكون
وثقل الموازين في الدارسة
تلوّى وحمحم
أَلوى وغمغم
ارتد
كانت له صرخة بائسة
وبين مدى الصرختين
أقلته ثالثة ذات زخمٍ
يبث صداه الجبال
ولكنه ثابت القدر
ما هان منذ امتطاه
ولا خانه مستواه
حتى تراءى له
أن كلَّ ابن أنثى
يشاركه الرحلة العابسة
إلى رحمة الله
يا راحلاً لم يعش
ألا كيف يحيا حياة الحبور
وبلواه في أذنه هامسة
العنيــــدهـ
08-07-2011, 11:09 PM
الـحـيـاة
غصةٌ كالنساء
وجمالٌ كامرأة في الخيال
وحلمٌ كما الحلم
يحياه في النّاس مَن أَوّله
الحياةُ التي هيأوني لها
حفنةٌ من هباءٍ
ركبت لها خطوة من عناءٍ
دلفتُ
رأيتُ جموعًا تبارى
وأخرى توارى
رأيتُ
رأيتُ
رأيت عراكًا على الحنظلة
جارت النـزعة الأوّلة
يا صديقًا كتبت اسمه
فامتطى رسمه
وتولى وما عاد لي حيلةٌ
أقتفي نُزَله
احذر الكرَّة المذهلة
قم إلى حيث يزدهر الحقُّ
ويزهو المثالُ
وينهمر الودُّ والأسئلة
أم ترى أنها مشكلة
نحن جيل الهوى
والأكاذيب في جيلنا
طاقةٌ مُرسَلة
قال من قال ممتعضًا
سبح الله
وابتدر البسملة
نعم هذا الهدى
غير أنّا جبلّنا على الهرولة
وأتينا لعصر التقانة
وفتقنا قنابله
فاحترقنا بها
ورأينا وميضًا من الزلزلة
قلت -لله يا صاحب البوصلة
إن تكن لم تزل حولنا
مُوهمًا
وعلى نيةٍ في التقى
موغلة
احمد الله وابتدر الحوقلة
كلّ هذي الغلالات تبلى
وكل المعلَّات تفنى
ويبقى الورى في الثرى
غير أن الكلام
هو القنبلة
العنيــــدهـ
08-07-2011, 11:10 PM
امتداد الزمان وانقباض المكان
البيت القديم مثالاً
كان بيتًا على السابلةْ
رسخت في هوى النفس صورته
فهي لمّا تزل حيةً ماثلة
حبّبته إليَّ صلابته
وسموق البناء
والشُرفات الجميلة
واتساع الفناء
و"العِلو"، و"الغرفة الداخلة
و"العرصات" المشيدة من كَدَرٍ
يُذرُّ على الجرح من طهرهِ
فيشّفى
وتندحر العلة القاتلة
و"السقيفة" قاعدة العلو
فيها مؤونة عامين
إن صالت الحقبة القاحلة
أو تعرّت على الأفق النّازلة
وله "ساحة" لا أحيطُ بأطرافها
تساق إليها السوائم
والطير
عند الغروب
وتخرج في الساعة الحافلة
ساعة الفجر
هل يعلم الخاملون عن الفجر
والنّشوة الكاملة
ومن حوله نزلات
ذوي العشرة الواصلة
لا ينامون فيها
وأطرفهم
لعواديه ليس على الشّاكلة
وتراهم بها يرملون
فإذا حان وقت الصلاة
أتوها على مهلٍ
وتواصوا بها
فتؤدّى على خير وجه
وبئس بمن يترك النّافلة
ويجتهدون على كل حالٍ
ولا ينسمون
سوى ساعة القائلة
وعندهمُ الخير والشر
ضيفان متعاقبان
ولا يُدفع الموت
بالحيل الخاملة
هذه صورة البيت
والجار والحيّ
في تلكم الفترة العادلة
وتراءى لنا غيره فهجرناه
سرنا مع العصبة الفاعلة
وغالبني الشوق
من بعد خمسٍ وعشرين
أمضيتها
حاملاً صورةً بالرؤى آهلة
فأقبلت كيما أقارن صورته وحقيقته
جئت استنهض الحكمة الغافلة
وقفت ويا ليتني ما وقفت
على تلكم النـزل الذابلة
أهذا الذي كنت أزهو به
وأستشهد الركب والقافلة
فها أنا ذا
الشرفات أداعبها بيدي
وأوشك أن أمسك نافذة العلو
والشرفة المائلة
أيا ربّ
هل هذه شرفة "القصر
أم شرفة "الغرفة السافلة
وأخطو لساحته والعراص
وأعجب
متران
متران إلاّ
مترٌ ونصف
أيا لكِ من صدمةٍ هائلة
ويا لسقيفته العاطلة
تضيق بخمسة أكياس قمحٍ
وشنّةِ تمرٍ
ونابتها
فأين التي تسع العائلة
إلهي ألا أيّنا صاحب الضيق
بيتي أم الفكر؟!
أم هذه الحقب الماحلة؟!
العنيــــدهـ
08-07-2011, 11:11 PM
الأميرة ديانا
شيءٌ في الأسطورة
موتـها كان خسارة
ربما
لكنّه موتٌ
كموت النّاس
في أوطانها منذ سنين
موتـها موت نضارة
ربما ذا
عند من يصطاد
–في النشوة- وهن الغافلين
موتـها موت حقارة
ربما
والأمر لله
فلا يترك قول السوء غير المؤمنين
موتها موت حضارة
قلت: هذي صيحة السادر
في قومٍ عمين
موقفٌ يذكي المهارة
ربما ذا
عند من لا يبصر الأرباح
تستنـزفُ
إلاَّ من ركام الخاسرين
يجلب الغافل عاره
قلتُ حقًّا
بل ويدني من أوار الجهل
قومًا آخرين
ليس رشدًا
أنَّه لو أُخلف الوعدٌ
وعاشا في هدى الحبِّ
سنرمي بظلالٍ
فوق ذاك البلد
القابس بالنور
من النّار على المستضعفين
إنّنا في زمن الصمت
ومن يحسبنا
في زمن الحجة
فليصغ
فهل يسمع إلاَّ العابثين
هل دخلنا حقبةَ التيه
إذا نادى منادٍ
في أقاصي الأرض
في شأنٍ صغيرٍ أو حقيرٍ
انشطرنا، وتقابلنّا
فمليونٌ يزكيه
ومليونٌ يدين
العنيــــدهـ
08-07-2011, 11:13 PM
قبل 1423سنة
هنا لغةٌ تسـمو وبالفـكر تعـمر
وألسـنـة تزكو ولا تـتعثـر
بيـانٌ وفـصلٌ في الخطاب وحكمةٌ
ووصفٌ وأسـماءٌ وقولٌ معـبر
وتختصر الأمثـال ما طـال ذكرُه
وتُحفظ والأشـعار تُبنى وتُنشـر
وكلٌ يرى أن الفصاحـةَ حظُـه
ومن لا يرى أن الفصاحةَ .. يُهجر
ولا غرو فالإفصاحُ خيرُ وسـيلةٍ
لإنجـاز ما تَرمي إليـه وتَسـبر
فمن يُحسن الأقوال يسمو بفعله
فكلُّ فعـال المرء بالقـول تَعـبر
ومُعجِزَة الإنسـان قولٌ يقـوده
إلى فعل فعلٍ في الميادين يظـهر
هنا لا ترى إلاّ الفصاحةَ مظـهرًا
وكلٌّ يـباهي بالذي هـو أكبر
ويأتـي كتاب الله لا شيء بعده
ولا قبـله إلاّ يغيـض ويصـغر
وتستيقنُ النَّاس الحقـيقةَ عينـها
وتُقبل في الشـأنِ الجـديد وتدبر
فهذا كتابٌ فوق مـا فاخروا به
وفوق ذُرى ما أبدعوه وسـطروا
ولانت قلوبُ القوم لمَّا تيقَّـنوا
ولكنهم بعـد اليقـين تحجـروا
فمنهم فريقٌ شطَّ عن منهج الهدى
فبـاء بخسـرانٍ وما زال يخسـر
لقد حاربوا الإسلام حربًا مُؤججًا
ومـازال داعـيهم يُصـرُّ ويَزمر
ضلالٌ وإضـلالٌ ومحقٌ وخسـةٌ
وغـدرٌ بتشـتيت العبـاد يبشـر
وهم في ثبورٍ واندحارٍ وكسـرةٍ
ولا تسـألن عن عاثرٍ كيف يكسر
لـقد بعثوا الأدواء حتى تبعثـروا
وقد فَجَروا في الأرض حتى تفجَّروا
وهذا فريقُ الحقِ ماضٍ على الهدى
هـدى لا هـوى فيه ولا هو مُنكر
فسادوا على الدنيا بعدلٍ وأنصفوا
بنيـها ولم يطـغوا ولم يتجبـروا
وسـرنا على منهاجهم غير أننا
غفـلنا وعُـدنا بالتفاهـات نُبهر
إلى أن تولتـنا بـلادٌ بشـرها
وبتـنا على مرأى نُداس ونُعصـر
وأضحى ذليل القوم فيـها يُذلنا
ويمعن في الإذلال والرَّهط يشـكر
وصرنا ويا للعـارِ في كلِّ محفلٍ
نُـبـرر للأعـداء مـا لا يـبرر
وبتنا بلا صوتٍ وللناس سطوةٌ
بـها قلَّمـوا أظفارنا كيف نظفر
وللناس في هذي الحيـاة منابرٌ
وليس لنا في واسـع الكون منـبر
وهذا عدو الله في القدس بيـننا
يقتِّل مـن يلقاه، ظلمًا، ويسـخر
يَسن حِرابَ الموتِ دون هوادةٍ
ويُدمي بـها الأطفالَ والعين تنظر
فنغضي ونرجو هـدنةً علّنا بها
نفـاوضـه فيما يرى ويقـدِّر
نسـينا كتابَ اللهِ والقصةَ التي
تُرينا شـؤونَ المقبـلاتِ وتنذر
أما جادلوا في ذبحها خالق الورى
وغالوا إلى أن فقَّعـوها وصفروا
أما كذبوا ثمَّ النبيـين بل أتـوا
على بعضهم غدرًا وخانوا وزوروا
فما بالُنا نَعمى عن الحـقِّ كلُّنا
ونَقـنعُ بالقـولِ الهزيل ونجهـر؟
ونرجو من الأعداء ردَّ حقـوقِنا
ونصرتَنا هل يا تُرى سوف نؤجر؟
نقـدِّم أوراقًا ونُقصي كتـابنا
فيسـخر منَّا من نداري ويَدحر
ولو أننـا لما قـرأنا كتـابنا
فهمناه ما صرنا إلى حيث نُصهر
أما قال ربُّ الكون جلَّ جلاله
– إذا ما لقينا من يصـدُّ ويكفر
بأن لا يرى إلاَّ اصطبارًا وغلظةً
تُحطِّمُهُ جهـرًا فما عـاد يزأر
وقال اضربوا في الأرض لكن تفكروا
وقال اقرؤوا القرآن لكن تدبروا
ألا إن في هذا الكتاب بصـائرَ
وفيه عظـاتٌ ما تعـدُّ وتُحصر
كتابٌ عظيمٌ فيـه نصرٌ لأهـلهِ
إذا نحن لم نفهمه قل كيف نُنصر
فيا ربِّ لا تعمي علينا قلـوبنا
ولا تجعلِ الأشـرار تَنهى وتَأمر
وحبِّب لنا القرآن واجعله شاهدًا
لنا لا علينا يوم نُحيا ونُحشر
العنيــــدهـ
08-07-2011, 11:14 PM
نواميس في هجعة الفكر
من هنا من مُنحنى الفـقر أُغـنِّي
وأُهـنِّي
وتراني ما تراني في تدنِّي
حسبيَّ الله لقد طال التـَّمنِّي
أتمـنَّى أَن أَرى حرًّا
يقول الحقَّ أو يسكت عنِّي
أتـمنَّى مرةً في العمرِ
لو فيمن أُلاقي خاب ظـنِّي
غير أَنِّي مغرقٌ بالحزنِ
والحيف يوافيني
وفي أَحشـائهِ من كلِّ فنِّ
بل وفي أَردانه أَطياب مَنِّ
يا أَخا الحكمةِ
قد أُرهقتُ من كثر التَّـثـنِّي
والطَّريق الصَّعب عاف الأرض
من كثر التـَّعنَّي
والتَّـسـنِّي
أَشربُ الأَوهام والآهات
والغفلة والحلم الرَّماديّ وأطياف التـَّجنِّي
وتُحلِّيني بصبرٍ قد رهـنِّي
أتراني لم أكن في الأَرض إِلاَّ للـتـَّأَنـِّي
كيف لا أُصبح مثل الإنس في الشَّكل
وفي الأفعال جـنِّي
العنيــــدهـ
08-07-2011, 11:14 PM
أمّةٌ نائمةٌ
لله يا شـهر الرضا والهدى
يا شـهر دحر الأمة الظالمة
يا شهر يوم الفتح في مكةٍ
يا شـهر بدرٍ تلكم القاصمة
قاصمة الأعداء في أوجها
أوج انتفـاخ الفـئة الغاشمة
ما زلت تأتي والردى محدقًا
بالأمة المسـلمة السـالمـة
تستنهض الإنسان في إنسنا
لرفع شـأن الحقـبة القادمة
ونشر نور الله في أرضـه
وسـلخ هذي الحقبة القاتمة
عصر إدعاء العلم من غافلٍ
ليس لـما يسـعى به خاتمة
لو لامس الأقمار في برجها
وأنتج الصاروخ و الرّاجـمة
واسترهب النّاس بلا علةٍ
أو عـلةٍ واهـيةٍ هـادمة
فإنـه لا زال في كربـةٍ
ضاربـة أطنابـها عـارمة
ولم يزل يحضى بـما رامه
ونـفسـه خاسـئة نـادمة
إنَّا رأينا في مسـاعٍ لهم
عوالماً في جـهلـها واهـمة
وفي كثيرٍ من مفاهيمهم
لا فرق بـين المرء والسـائمة
يا أيّها السـاعي إلى ربّه
وراغـبًا في العيشـة الناعمة
وطالبًا عفـو الإله الذي
يدري بما في الكون من قائمة
إنّ صيام الشهر من شأنه
جـهاد نفسٍ في الهوى هائمة
حتى إذا جاء جهاد الذي
يرمي عليـنا نفسـه الناقمة
كانت لنا في وجهه صولةٌ
قـويـةٌ ضـاربةٌ حـازمة
يدري عدو الله من هولها
أنْ ليس للباغين من عاصمة
لأنـّه لابـدّ في عصرنا
مـن وقعـةٍ فاصلةٍ حاسمة
تأتي على البغي بأوكاره
ولا تراعي الأمـة الآثـمة
إن نحن لم نسع لتحقيقها
حاقت بنا أوهـامنا الوارمة
وصارت الدّنيا بلا منهجٍ
وأصبحت أهدافـنا عائمـة
وأمة لم تسـق أعدائها
مـما سـقوها أمـةٌ نائمة
لو تبلغ الجوزاء في قولها
سـيقت إلى أصفادها راغمة
العنيــــدهـ
08-07-2011, 11:15 PM
العقيدة والعقدة
أَتيتُ إِلى الشَّرق الَّذي أَشـرقت به
نواحٍ مـن الأَرض الفسيحة من مدّة
وعُدتُ إلى الشَّرق الَّذي شَرِقت به
مناحٍ مـن الأَرضين إِذ أَخلفت وعده
وها هـي منِّي الأَربعـون تصرَّمت
ومازلتُ من آمال عمري على السّدة
تعـاقبت الأَيـام حتى تثـاقلـت
خطاي ومن حارت خطاه مضى وحده
وما زال فيـها للملمات سـاحةٌ
تضيق فينسـى المرء في غيِّها رشـده
تـمور بأَطراف الـمعالم تـارةً
وأُخرى على أَهـل المعالم مشـتـدة
ولكـنَّها والله لن تنـسـي الفتى
ولو عظُمت شـكر الإله ولا حمـده
أُحدث عن شرقي إلى كلِّ مشرقٍ
وأَكتم فيه السِّـر عمَّن طوى حقـده
وأَعلم أَن الشَّـرق أَرض عـقيدةٍ
سيلقى به من عاش في ظلِّها سـعـده
فمـن لم ير أُم القرى لم ير القرى
ولو كثرت وابتاعـت الخير بالشِّـدّة
بلادٌ ربـا فيها الرَّسـول محمـدٌ
وربَّى عـلى النـَّهج القويم بها جـنده
حياتك أَحـلامٌ، وعمرك ضـائعٌ
إذا لم تـر الآيـات في هـذه البـلدة
هي السَّالف المُشهود في الحاضر الذي
يزين فيسـمو مقبلٌ رسـمت عهـده
هي الورد والريحان والظِّل والشّـذا
ولو لم يكن في سـفح أَوتـادها وردة
تنـزَّل فيها النُّور بالعـدل والتُّـقى
وعزَّ بـها الرَّحمن من عرشـه عبـده
وفي القدس للإنسـان درسٌ وعبرةٌ
أَرى الدَّهر لم يجلب لنا مشـكلاً ندّه
يظلُ ذوو الإيـمان عنـه بـمعزلٍ
ويحكمـه مـن لم يـؤد به سـجدة
يُرادي ويأتـي كل حـينٍ بـحالةٍ
ولو عشت فوق القرن لم تستبن قصده
وهل مثل شأَن القدس في الأَرض عقدةٌ
وهـل مثلـه في جسـم أُمتنا نكدة
بـه البيـت أُولى القبلتـين منـزَّهٌ
إذا حال ما حـال الذين وهوا بعـده
مدائـن زاد الله في الكون قـدرها
وأَنـزلها في خـيـر منـزلةٍ عنـده
فهل يا ترى من مثل هاتين في الورى
وطيبة ذات الطيب والـمجد والنَّجدة
منـازل خير النَّاس طُـرّاً وصـحبه
ذوي العدل من ردّوا مكائد ذي العدَّة
لهم وقفـاتٍ لم يرَ الدَّهـر مثلـها
ووحدة فكرٍ لم يكن مثلـها وحـدة
سموا فسمت كل الدِّيار وأَشـرقـت
وأَبـصـر كلٌّ قـدره ورأى بُعـْدَه
ولا خـير فـي التَّالين إن لم يبيـنوا
جهاد الذي لم يأل في دينـه جهـده
نعم جاء شـعري بعد ألفٍ ونصفها
ولكنـه مـازال يـفخـر بالبـردة
أُجمِّلـه في حـقِّ من يرفـع البـنا
وأَقذفه في وجـه من ضـيَّع العُهـدة
وأَخبر مـن أَرداه فـكرٌ مـضـللٌ
وأَخبر مـن في وهمه طـوَّل الرَّقـدة
عن الشَّرق هل يدري عن الشَّرق سادرٌ
تلفَّـع بعـد العـزم والنَّصر بالرِّدة
أَيا أَيـُّها البـاغي عـليَّ بلا هدى
تعـال إِلى حيث العـقيدة والعقـدة
العنيــــدهـ
08-07-2011, 11:16 PM
الإغاثة
إذا كان العــدو بكل مكرٍ
رمى مـن كل أربعـةٍ ثلاثة
فما جدوى المقـالة لو غضبنا
وما جدوى نياشـين الإغاثة
ألا إن الإغـاثة يـا رفيـقي
ـ لدى من ليس تُغريه الحداثة
وفي تعريف من خبروا البرايـا ـ
مقـابلة الحراثة بالـحراثة
وإن قـال الإغـاثة ذو بيـانٍ
رصـينٍ لا تخـالطـه الرثاثة
هي الدّحر المحـقق للأعـادي
مؤججةِ التنـاحـر والخبـاثة
ذوي الإفسـاد في الآفاق طُرّاً
عريضي المقـال بلا دمـاثة
نقول صدقت قصدك ما قصدنا
ومن في غـيره عبنا اكتراثه
وللـوثَبات أبـوابٌ ومنـها:
مـقالك بعـد مالك واللّياثة
وبـذل المـال أولاهـا ولكن
إذا ما جـاء في صدر الملاثة
كما فعـل الكرام وهم قليـلٌ
وراعي الفضل شاهدنا محاثه
ألا ما عـذر أقـوامٍ وقـومٍ
رأوا تدمير شـعبٍ واجتثاثه
رأوا الشيشان يُسحق دون وزرٍ
ويَنهب ذلك الروسـي تراثه
عجيبٌ حـال أمتنا عجـيبٌ
فما مـن صـاغرٍ إلاّ وعاثه
إذا ما طـاب جرحٌ في نواحٍ
شـهدنا في نواحينا انبعـاثه
رجعنا القهقرى مـن بعـد عزٍ
كأنّ الانتـكاس بنـا وراثة
أرى الأيـام تحمـل كلّ رزءٍ
وهل ضمن امرؤ فيـها ملاثه
ألا هبوا فذو الإحسان منّا
يقدّم … قبل مـا يَطوي أثاثه
فإن العصر هـذا عصر جورٍ
لركب الظـالمين به حـثاثه
رأينا قاضيًا من غـير عدلٍ
وطـيرًا كان أولـه بغـاثه
ألا فانظـر بعينك كم كيانٍ
ترمّل مـا حـوى إلاَّ إنـاثه
وما عهدٌ سـمعتَ به وثيقٌ
ولم تشـهد بنفسـك انتكاثه!!
وقل في رُبـع قرنٍ أي رَبعٍ
على الإسلام لم تسمع لهاثه
العنيــــدهـ
08-07-2011, 11:20 PM
اجتثاث الشيشان
يقول افزع فزعة البوسنة
أيقظ أساطين الهوى الموسنة
فقلت هذي بعد في مهدها
تصيح ما عدّى عليها سـنة
فقال ماذا يا عديم التّقى
للنّـار في أطرافهم ألسـنة
أما تراها في بيوتاتـهم
جهرًا تشيع الذَّل والمسكنة
ففي عيون العاجز المُبتلى
مُلسنةٌ جاءت على مُلسنة
وفي عيون الطفل يا ويله
فاجـعةٌ قاسـيةٌ مـحزنة
أبعد هذا القهر من قابلٍ
ترجوه حتى تطلق الأرسنة
إن كان هذا الطائش المفتري
يمارس التقتـيل والقرصنة
في مسلمٍ يدعوه إسلامه
إلى رحـاب الأمة المحسنة
ونحن في أوكارنا نتقي
عاصفةً تأتي على السـوسنة
وكلما حلت بنا حالةٌ
يرتعد إسماعيل من جُنّسـنه
قل لي رعاك الله يا صاحبي
ماذا بقي في الأنس من أنسنة
يـا ربنا يـا من بتوفيقه
نقوى نـهدّ الجدر المحصنة
شتّت قوى الكفر وشرّد بهم
من خلفهم فما لهم من زنة
واضعف قوى الروس بأوطانها
مـا أوهن الداء بها "يلّسنه"
فأنت والينا إذا أحدقت
بنا قوى الطغيان والفرسـنة
وأنت والينا، إذا ما سعى
من غاظنا في منهج الروّسنة
وأنت أدرى بالذي قارفوا
فاجعل لهم في مكرهم درسنة
واجعل على أوطانهم بأسهم
وكن مع الشيشان والبوسنة
نجمة الصباح
08-07-2011, 11:21 PM
http://img105.herosh.com/2010/12/30/417522652.gif
شكرا لك
مجهود رائع
والله يعطيك العافيه
http://img105.herosh.com/2010/12/30/417522652.gif
العنيــــدهـ
08-07-2011, 11:22 PM
مأساة المسجد الإبراهيمي
مجبرٌ أيّها العربي أن ترى الشمس بالليل
والتبر من فوّهات الرمال
وتهذي إذا غار نبض الحياة
وإن عاد ولَّيت أو صرت مثل الحجر
نزعة الموت تطوي بها مقبلات العصور
لتهويَ في الحقب الغابرة
تجذب النصر من أهله ثمَّ تزهو به
واثقًا فلك الأجر والفوز بالآخرة
منهكٌ يا "رسول السّلام" ولما تزل
ترقب الجولة العاشرة
كم عبرت المحيطات تستنجد الآخرين
ولم تحفل العبر السائرة
أوما تدري أن لنا بيت لحمٍ ويافا
وحيفا ومجدل والقدس والنَّاصرة
وأن لنا غزةٌ والخليل
وأن فلسطين من أمة العرب في الخاصرة
ولنا النصر والشاهد النبل
من تلكم الأنجم الزاهرة
فاكتبوا ما تشاؤون مما يقال
فتلكم أماني ضحىً عابرة
الأماني حبالى وإن أنجبت
أنتشينا وأجداثنا فاغرة
مفعمٌ أيها القلب بالحسرات
تراها النعيم فما تعرف النعم الزاخرة
ساخرٌ من حياة الورى لا تبالي بها
وهي مما ترى ساخرة.
العنيــــدهـ
08-07-2011, 11:22 PM
الضباع
نقابل شهرنا شـهر القناعة
بأفعالٍ تفيـض بـها البشـاعة
فتبصرنا إلى الأسواق نجري
نجمِّع مـا نجمِّع من بضـاعة
نكدسـها ونركمـها صنـوفًا
كأنا مقبـلون عـلى مجـاعة
فأصـغر مـنزلٍ فـينا يوالي
من الأرزاق مـا يكفي قُضاعة
وأكبـرها يجـندها سـرايا
يبيح الشـهر ما مـلأت قِفاعه
وأهـل الفنِّ تعـملُ باجتهادٍ
لتملأ شـهرنا السّامي وضاعة
فهل رمضان أضحى شهر جورٍ
وشـهر متاعـبٍ يا للفظـاعة
فنـذهبـه بترفيـهٍ رخـيصٍ
يسـمـيه الشـقي بنـا براعة
وربَّ مضـللٍ أكدى فسـمى
فعائل من نضيق بهم شـجاعة
وسـاعٍ يملأ الدنـيا ضـياعًا
إلى حبِّ الفسـاد ترى اندفـاعه
مهـازلُ مـا عهدناها بقـومٍ
سوى ببلاد من أردى طـباعه
يقوم الكهل يصوي دون عيبٍ
ويترح كالصغير أخي الرضاعة
ويَصغي الرجل للأنثى وتَصغي
إليـه وكلـها سـمعًا وطـاعة
وتضحك أمـةٌ وعـلى رباها
يحرِّش راعي الجُّلى ضـباعه
سـتأكلنا الضـباع إذا بقـينا
نغش شـبابنا عبـر الإذاعـة
ستأكلنا الضباع ونحـن نهذي
فهـل هذا رشـاد يا جمـاعة
ستأكلنا وترمـينا عـظـامًا
إذا مـا كبَّل الوادي سـبـاعه
ألا يا أيُّـها المكلـوم صبرًا
فهـذي محنةٌ أخـرى مشـاعة
سـنأتي كلنـا لنـهار عدلٍ
وكلٌّ حامـلاً منـا رقـاعـه
فكن مع سـيد الكونين تنجُ
نبيك ذي الأمـانة والشـفاعة
ولا تتقابل الشـيطان تغوى
وتصبح من مـروجة الإشاعة
إشـاعة أننـا نحيا بخـيرٍ
وأن الآخـرين ذوو قطـاعة
ألا أن القطـاعة يا صديقي
قطـاعة مـن له وطنٌ وباعه
ومن ظنَّ الوجـود له متاعًا
فأضحى رغم صبوته متـاعه
فتـب لله ثـمَّ تـول نَـشءٍ
بتنشـيئةٍ ولو في اليوم ساعة
فيصلح حـاله ويقيم عـدلاً
ويحمي لو طغى الطَّاغي بقاعه
وإن ألهيته وصنعت وهـمًا
أتى وهمًا يطـير كما الفقـاعة
وجاء يهيم في غسق البراري
ويصنع ما يشاء سوى الصناعة
ويقتلع الفضيلة من حمـانا
ويرمي حينـما يرمي قـلاعه
تدبَّر مـا أقـول وكن أبـيًّا
وذا شـورٍ يُطـاع وذا مناعة
وإن خالفتني وهدمت جيـلاً
فما للمؤمنين سـوى الضراعة
إلى من يُشبع الطّاغوت محقًا
وسحقًا كلما يشتطّ صاعه
ويجعل صاحب السفلى وضيعًا
وذا العليا يزيد بها ارتفـاعه
العنيــــدهـ
08-07-2011, 11:24 PM
لبنان
كم نصيبه من الغدر
وأتى إلي مُغاضباً
وينثُّ في الحكم القديمة:
في عصر ظلم النفس
قلتُ: هزيمةٌ تقفو هزيمةْ
ويُزلّزل الأرضَ القليلُ
وتسـتشـيط بنا الجريمة
ونَضّل عن سـبل الرّشـاد
وعن رسـالتنا العظيمة
إذ ليس للإنسـان
إن ما راقب الرّحمن قيمة
ندري جميعًا بالكسـاد
ونشـتري سـلع البوار
ونبتغي لغة الحوار
ولا حوار ولا غنيمة
الموت ينّـتظر الكسـول
أليس هذا العصر
عصر العسّـف
عصر تـهافت الأمم الرحيمة
ما عدت في غسق الدجى
النور يفضحُ
والعلوم تبذّ عفّو الفكر
ترهق باقي القيم السَّـقيمة
إنّا نسـير لـحـتفنا
من قال إِن عشّـنا إلى آتٍ
بأنـّا سـوف نبقى ماكثين
على المحبة والندى
ويكون لبنان الوليمة
العنيــــدهـ
08-07-2011, 11:24 PM
القدس وغزة
يرفضُ الشعب الفلسطيني أن يفقدَ عِزَّه
إن هذا الغاصبَ الممقوتَ قد آنسَ عجزه
فمضى ينفثُ حقدهْ
يقتل الطفل ويشكو
أنزل الله على من يقتل الأطفال رجزه
هاهو الشاهد حيٌ
قد أطال الواهم الماكر تحت الموت حجزه
إنّه الدُرَّة طفلاً
خاب من خاتل طفلاً واستفزَّه
بعد هذا الطفل شعب العرب لا أملك حفزه
خصمنا اليوم تـهاوى
هل أرى من جندنا المسلم في الساحة وكزه
وأرى للموت نـهزه
إنه حقًّا تـهاوى
ما ترى لما يرى الأطفال في الساحة قفزه
وإذا ما لمح النَّبلةَ نقزه
إنه يفقدُ رشده
يقتل المرأة غدرًا
وإذا ما غضب الشيخُ فلا يخجلُ جهرًا أن يحزَّه
وله في الشرق صمتٌ
وله في الغرب من يحسبه الشعبَ الـمُـنَـزَّه
كلما قلنا له: هذا اليهوديُّ ابتلانا
في هوانا وسمانا لـمّع الماكرُ رمزه
عَرفَ الفكر اليهودي قبلنا
خَبَـرَ الطبع اليهودي مثلنا
فلقد عانى وما زال يعاني منه وخزه
غير أن الماكرَ الخبَّ يرى في ذلك الغادر حرزه
منهجٌ يعيا به الفكر فمن يفهم لغزه
وترانا أمُّةً – رغم علاها –
تمضغ الآمال في أسوأ حزَّة
كلما قلنا خرجنا من مهب الوهن
جاء الفارس المغوار همزة
فلقينا منه بالبأساء – بعد اللين- هزة
أيها القدس الشـريفْ
يا حمى البيت النظيـفْ
سوف نأتي ما أتى الفاروق من قبل وحمزة
أيها الشعب الفلسطيني يا رمز الإباءْ
يا وحيدًا ماله غير السماءْ
يا يقينًا يجعل الضنك فضاءْ
أنت إن لم تحفظِ القدسَ فلن تحفظَ غزة.
العنيــــدهـ
08-07-2011, 11:25 PM
محمد
من رأى الطفلَ وقد أُرهبه الوغدٍ الكريه
من رآه يوم يبكي ويشدّ اليد والخد على صدر أبيه
من رآه يوم يشتدُّ ويحتدُّ ويستنجد بالمقهور من قهر ذويه
وكأنّي بالأب الحائر يرجو
أن تغيب الصورة المهداة للنّاس
فلا يظهر أن الأب لا يقوى على منع بنيه
خاليَ الكفين فردًا
عاريَ الصدر ولكن فطرة الوالد تأبى
في حضور الموت
إلاَّ أن يكون الأول المقتول والطفل يليه
يا ترى لو أن في حضنك يا "أحمد" لعبةْ؟
أخذت شكل الرصاصةْ
ولدى والدك المقهور جُعبةْ
ملؤها زاد القِنَاصة
أتراهم يرملون
ويزيدون وهم يبـتهجون
وإذا متّ تولّوا يضحكون؟
حسبك اللهَ لقد أصبحت فيمن عاش آية
علَّ من يعبث في الدرس
ويلهو ويُرادي أن يرى نور الهداية
بيتنا الأقصى ينادي لم يـجد من يحتمـيه
وعدو الله فـينا لم يجـد من يـجـتويه
وصغير القدس يـبكي لم يجد مـن يحتويه
هل لنا في صمتنا المطبـق من عذر وجيه!؟
أيهـان المرء لمّـا يزدري مـن يزدريه!؟
أفقرتني صرخة الطفل فلا أبصرُ شيئًا اشتريه
هو لا يفهم ما يجري
ولا يدري بغايات ذوي الغدر وما ترمي إليه
هو يشكو هو يـبكي
هو يحتار وينهار ويذوي
ويصر الغادر الجاني على القتل
فيرميه ويرميه ويرميه…
وتزداد الجنايات وتزداد الرصاصات فترديهِ
ويمضى ذلك الخائن جذلانَ
فلا نملك إلا قولنا من كل فجٍّ: لعنة الله عليه
أريتم كيف أن الموت لم يقوَ على فصل صغيرٍ من أبيه
الأبُ الصامدُ ما زال كما كان حجابًا
رغم هول الموت والخمس الخبيثات
التي جاءت على الحوض وهلّت ساعديه
وكذاك الطفل لم يهوِ إلى الخلف
ولم يـبعده عنف الضرب عمَّن حبَّ فـترًا
ما تراه اختار أن يرقد ما بين يديه
نائمًا كالحي إلاَّ أن في المشهدِ
ما يهدي إلى رائحة الموت
وجرمٍ من بغيضٍ يشتهيه
صورةٌ تأتـي على الصبـر
وتسـتجدي قـوى النصر
لدى كل ضميرٍ مؤمنٍ يعلم أن الله
إن لم ينصر المظلوم من كلِّ ظلومٍ- مبتليه
أيّها العالم مهلاً
مقتل الدُرَّة جهرًا
لم يكن إلاّ سؤالاً لجوابٍ نحتريه
ربما يأخذ قرنًا
ربما يربو على القرن
ويشقى باحثًا عن غضبةِ الصّادق في عصرٍ نـزيه
هو آتٍ وإذا جاء فقل
جاء السلام العادلُ الحقُّ وللأقوام أن تدخلَ فيه
أسمعتم بسلامٍ ينخرُ القلب
تغذيه بنو صهيون بالمكر وقولٍ تفتريه
يقتلون الطفلَ دون العشر
والمرأةَ في التسعين والشيخَ
فنشكو فيخفّون إلى منتديات الأرض
يرجون شيوع العدل في النَّاس
فهل أقبح من فعلٍ كَذا الفعل
وأردى للسّلام الحق من سيرة كذّاب
يواليه على الباطل جبَّارٌ سفيه
هو - مذ قام على الغدر جهارًا – مصطفيه
سبق الدُرَّة أطفالٌ - رجالٌ
وتلا الدُرَّة أطفالٌ - رجالٌ
وسيتلوه شيوخٌ ونساءٌ
فدم الطفل رأينا بينهم من يحتسيه
وترانا نمضغ الأعذار حينًا
ونغض الطرف حينًا
وإذا قلنا فقولٌ سِيط بالوهن ضعيفٌ لينٌ لا خير فيه
ومضينا ألف دربٍ من دروب السلم والحلم
وعدنا مثل ما كنَّا
صعدنا فانتـكسنا
ولذا القاتل دربٌ يقتفيه
يا محمدْ: أنت طفلٌ عربيٌ مسلمٌ
لست يهوديًّا ولو كنت، فخذ بعض رذاذ الرّد
ممن يفهم الفكر اليهودي ويعـيه
أنت لو أنّك "كوهين" كُهنَّا
جهرةً سلمًا وحربًا
وأُذنّا بفسادٍ ماله في هذه الدنيا شبيه
أنت لو أنّك "شارون" شربنا
من حياض الهون والحسرة كلٌّ ملء فيه
أنت لو أنّك "باراك" بركنا
في عراء الدَّرب من شدَّةِ غارات عدوٍّ نـتقيه
أنت لو أنّك "بيـريز" برزنا
لعذاب من فجاج الغرب والشرق وكلٌّ مصطليه
أنت لو أنّك "رابين" ربت في كل جيلٍ
عقدةُ الذنب ودامت …
ولكلٍّ من بني الجيل نصيبٌ يعتريه
أنت لو أنّك "شامير" فمن شمّر منّا
عن يدٍ يدفع ظلمًا
بُترت من قبل أن تبلغ أمرًا تبتغيه
أنت لو أنّك "بنيامين" من يأمن حتى الكهف
أو يأمن ثوبًا يرتديه
غيـر أن اسمك يا "درةُ" محمودٌ نبيه
أبدًا لا شيء في الدنيا ولا الأخرى بفضلٍ يعتليه
فلم الخذلان والعجز وغمط الأمة العصماء
في أمرٍ بديه!؟
قد بلغنا ذروة الذُّل على مرأى من النَّاس
فهل في ذروة الذلِ مجالٌ لذليلٍ فيتيه!؟
أمُّةُ الحقِّ ستسمو غير أنّا إنَّما جئنا بعصرٍ
ممحلٍ عارٍ من الرُّشد وضيعٍ
ضيّع العدلَ به العادلُ والفقه الفقيه
العنيــــدهـ
08-07-2011, 11:29 PM
سـؤالٌ فلسطيني
من نقاتل؟
إذا كان كلُّ الذي
يعبر البيد خصمًا
هواه امتهان الملآيين قبل أن تموت
من نقاتل؟
إذا كان كلُّ الذي
يمخر البحر تغلي مراجلهُ
وهواه اعتساف الرقاب التي
ما عنت غير لله ذي الطول والجبروت
من نقاتل؟
إذا كان أعتى عدو نقابله
جشـع النفس
إذ ما عليها ولو هلك الناس
من أجل قوت
إيه يا عاشق الرمل ماذا ترى؟
هل نخلّي مضاهدة النّاس
حتى يخف عن النّاس
ضهد الوقوت؟
أم ترى، في الحُبيبات
أن نرهق القهر بالقهر
فنرمي بأفواه تلك الصهاريج
هذي اليخوت
قلّ لنا
هل من الحكمة الصبرُ
والصبر أضحى
يضكّ الشرايين بالدّم
حتى ذوى الناس من غير صوت؟
هل من العدل
أن تطلب العدل في عالمٍ
يستوي فيه إن عشت
محترمًا أو لهوت؟
هل من الرشد
أن تطلب العون
مادمت في أعين الناس
ذا رفعةٍ
استويتَ على المنحنى أو كبوت؟
قلّ لنا
هل من العقل
أن ترقب القابل المرتجى
وتعدّ له كل ما يبهج النفس
وتدري بأنك من فاقديه
تهالكت في حاضرٍ أو سموت؟
إن من أسوأ السَّيئات
أن يقطع الفقر في المرء شأوًا
فيندثر الخير في نفسهِ
وتزهق حالاته كلّها
سوى حالتين
فإن لم يكن يغبط الطير فينا
ففي غيرنا يحسد العنكبوت
العنيــــدهـ
08-07-2011, 11:30 PM
ماذا يقول الكون
خمسون عاماً
والدماء تسيل في الأحياء
في البيداء
في الأجواء
في الطرقات
في كلِّ الجهات
خمسون عاماً: هاهي الكلمات
ترحل في الفضاء الخارجيّ
من المساحات الوفيرة
في جهات الأرض
تذهب بالعقول
تدس وجه السيئات
سيْلان منحدران
هذا من دمٍ قانٍ
وهذا من مشاعر مورقات
من يا تُرى كان الجدير
بحفظ ماء الوجه
حفظ النفس، حفظ البيت
حفظ الله ذي الطول العظيم
وحفظ منهاج النجاة
من ذا يسمي الخوف إقداماً
ويدعو الوهنَ إيماناً
وينشطُ في السُّبات
إنَّي أُسائلُ كلَّ من
فَهِمَ المُراد من الحياة
ما حالُ مسرى المصطفى
إن لم تُتمُ به الصلاة!؟
العنيــــدهـ
08-07-2011, 11:32 PM
وزر الحضارة
أصبحت مثل الماء للحوت
دع عنك جلب المال والقوت
وصار قيدي بعد إهماله
مثنى برجلي غير موقوت
مقتُّه بدءًا فطال المدى
فصار عندي غير ممقوت
ما أثر القيد على قانتٍ
يقيم في قفرٍ بتابوت
قد كنت في النّكباء ذا مرةٍ
ما كنت بالشَّاكي بمنعوت
واليوم أدنى صيحةٍ في الدُّنا
تهلُّ منِّي كلَّ مكبوت
كأن عودي قام في روضةٍ
مليئةٍ بالخوخ والتوت
كأنه ما قام في شِعَبٍ
تؤتي الشقاء وغيره توتي
وقَلَّ ما ناءت به قِطعٍ
ما بين "بلقرن وباشوت"
سبحان من يجعل ما بيننا
ما بين رهبانٍ ولاهوت
ويجعل الحالة مع غيرنا
ما بين عبّادٍ وحانوت
****
قال صغيري: يا أبي لا تفت
عنِّي فإنَّ الحتف في الفوت
فقلت: ما تلقاه في غيبتي
تلقاه والصوت على الصوت
هذا أبي حيٌّ على ساقه
يسعى ولم نسلم من الموت
العنيــــدهـ
08-07-2011, 11:34 PM
قلنا عدوُّك
قالت: شريت بغبطتي إيلامي
وقلبت يا هـذا الفتي أيامي
وجعلتها سوداء بعد بياضها
وكسرت حدة موجها المترامي
هل أنتَ من شب اللياليَ نارها؟
هل كنتَ يومًا منتهى أحلامي؟
أرأيت كم في العالمين من الأسى
والضهد تحت زخارف الأكمام؟
قلت: اصبري فالصبر خير وسيلةٍ
أو فاذهبي والمغريات أمامي
من ذا الذي عرف التفاؤل قلبه
أو عاش في سترٍ من الأوهام؟
لا تحسـبي الأوطان رِيًّا كلّها
مثلي ومثلك ألف ألف ظامِ
أوما سمعتِ حكمةً عبرت بنا
"ما كان في يمنيها في الشَّام"
لـو تنظرين لكلِّ ثغرٍ باسمٍ
أبصرتِ فيه نزيف قلبٍ دامِ
كلُّ الذي في الخبت ينعم في غدٍ
متجشمٌ عَلماً من الأعلام
لا تسمعي لوساوسٍ تهذي بها
مشكولةُ الكفين بالأقدام
إنّي أعيذك من حياة تناقضٍ
ذهبت بغيرك في الحضيض الطَّامي
أوصيك إن وصيـتي ما قلتها
إلاَّ لمن إسلامه إسلامي
لا ترهقي الأفكار خلف معلمٍ
سبر الوجود بمنهج المتعامي
ما رام خير الصَّحب رمي جديرةٍ
فيما مضى إلاَّ وكان الرَّامي
أوتحسبين رسالتي مقروءةً
وهـي التي جبلت على الإبهام
فتلمَّسي سبل الرَّشاد فإنَّها
شتى لذي بصرٍ وذي إِلهام
قالت: حياتي أصبحت محمومةً
قلنا: عدوك سطوة الأسقام
العنيــــدهـ
08-07-2011, 11:35 PM
جبل ثميدة
ثميدة هل تبكي على فقد شاعرٍ
تغنَّى بآيات الجمال التي بكا
تغنَّى بطلع السِّدر والسَّلم الذي
يغطِّي ويبدي حاجةً من جمالكا
تغنَّى بنوع المعدن الصرف يُنتقى
فيحفظ أطراف الدّنا والمسالكا
تغنَّى بتغريد العصافير في الضحى
وأشياء لا تخفاك من غير ذلكا
تغنَّى برجع الصوت لمَّا تعيده
شجيًّا وإن ما صحت يومًا سعى لكا
ثميدة لمّا غادر الحتف بالذي
أحبك صدقًا كيف تُخفي مصابكا
أخالك حتى اليوم لم تدر بالذي
طواه ولو تدري شربت المهالكا
ثميدة ما أقساك إن كنت عالمًا
بما حلّ بالأدنى هوى من رحابكا!
فما خبرٌ تطويه عن كل قاصدٍ
وأي جواب بعته من يسالكا؟
أما يهلك المخلوق فقد الأُلى بهم
تطيب ليالي الأنس مهما تمالكا؟
إذا لم تبن للقوم عن حال صاحبٍ
ترعرع في واديك فاشدد رحالكا
أبن يا رعاك الله إنَّا بحاجةٍ
إلى فهـم ما تخفيه من سرّ حالكا
حَزُنَّا على رب البيان الذي -ولم
يغادر بلاد التهم- جاب الممالكا
أنـار سبيل الشعر للرَّكب بعده
وأبقى صدى مازال حيًّا هنالكا
أضاء كوى في الليل حتى أناره
وما هابه إذ كان أسود حالكا
فهل يُعذر الإنسان في فقد صحبه
ويصغي إلى ذي فرحةٍ قال مالكا؟
وقل لي رعاك الله ما أنت صانع
بنفسك لو أودى فتى من جبالكا؟
أبن نحن في شوق إلى قول واحدٍ
تخلّف عنّه الصَّحب قسرًا وما شكا
إذا غاب حصن من يمينك في الضحى
هوى قبل تُعشي واحدٌ من شمالكا
أبن يا حماك الله إنَّا نخالك
تشير إلى الرّمس الذي في جواركا
لعلك فضلت الإقامة شاهدًا
على عظم التاريخ فيمن سما بكا
وتروي لمن يأتي من النَّاس قصّةً
تُبثّ فتجتز الغباء المماحكا
وتحفظ شيئًا من هدى الفكر والرؤى
وتحتضن الآهات ممن بدا لكا
إذا كان هذا بعض ما أنت قائم
عليه وما يلهيك إنَّا كذلكا
العنيــــدهـ
08-07-2011, 11:36 PM
العُقبى لمن
ليس لحنًا ذلك الثائر في صدر القصائد
صيغ من "قيد الأوابد"
ليس تشبيبًا بربات القلائد
إنه ذود جيادٍ وجهاد
دون إنسانٍ ودينٍ وبلاد
إنه الطوفان يجتاح الطُّغاة الظالمين
في فلسطين وأرض البوسنة
وسواها من بلاد المسلمين
البلاد الموهنة
إنَّه تشتيت قوات الأعادي
إنه ضربٌ على سود الأيادي
إنه روحٌ لروح
وضمادٌ لجروح
وسلاحٌ لقلوب موقنة
وسلامٌ لنفوسٌ مؤمنة
أيها الجندي في أعتى المعارك
أنت في دفع المضّلين تشارك
تدفع البغضاء عن حوزة دارك
وتدارك قوة الظلم تدارك
نحن عوّلنا لدى الحرب عليك
في عيون المعتدي فاغرس يديك
واستعن بالخالق الرب الذي
يدفع الطاغين والشعب الأذي
من عصابات الجحود
ناقضي أقوى العهود
ومن الباغين في الأرض على طول المدى
تزعم الهدي ولكن لا هدى
إن من يلهو به الشيطان حقًّا لا يطول
فالهدى فيما يقول الله والهادي الرسول
ليس في نهج العصاة الظَّالمين
لا ولا في منهج المتخاذلين
أينما ساروا وحلّوا
وعن الرشد تخلوا
وتمادوا وتعلَّوا
وتضاهوا وتجلَّوا
كن مع الخالق لا تصغ إلى من أمَّلك
يا ترى من ذا الذي يحميك لو زاغ الفلك
فاستعن بالله فالعقبى -راعك الله- لك
العنيــــدهـ
08-07-2011, 11:37 PM
تنومة
مـاذا أقـول وأنتِ أجمل
(م) مـن قصيدة كل شــاعرْ
ولأنـتِ أبلـغ في العبـارة
مـن عـبـارة أي نـاثر
ولأنت أروع يـا تنـومـة
مـن جميـلات المـناظر
جـئنا إليـك ونـحن لا
نقـوى على حمـل الدفاتر
وأتيت في شـرخ الشــبا
ب مع الشباب ذوي التفاخر
ورجعت من بعد الشـبا
ب، وأنت جـوهرة الـجواهر
فرضـيت في الأولى وفـي (م)
الوسـطى وفي أُولى الأواخر
مـازلت من فـوق الجـبا
ل الشـمِّ عـامرة البنـادر
ومحطـةٌ لم تخـل منـك
(م) خريطـة الرّكـب المسـافر
ومديـنةٌ تحـوي الـجميـل
(م) مـن الفضـائل والمـآثر
الجـود والكـرم المؤثّـل
(م) والشــجـاعـة والتـآزر
والأريـحـيـة والنـّدى
والدِّيـن بـادرة المفـاخر
مـن ذا يـزورك يا تنومـة
(م) ثـمّ يمضي غـير شـاكر؟!
هذي سـجاياك الحميـدة
أفصـحـت عنـها المنـابر
هـذا ودورك في الأوائـل
(م) مـثـل دورك في الأواخـر
كنـتِ مـع الميـلاد ميـلاد
(م) الحـضـارة والحـواضر
مـا غبـت عـن عـين المدقـق
(م) والمحقـق والمنـاظر
في الواقـع المشّــهـود (م)
والأثـر الموارث والقمـاطر
مهـما تقلّبـت العصـور
(م) فـذكرك الذكـر المعـاصر
وشـواهد التـاريـخ فيك
(م) عظيـمـة والحقُّ شــاهر
وبقيـتِ رغـم النـائبات
(م) تـحافظـين عـلى الأواصر
وتـمجـدين لذي الجـمـيل
(م) وتردعـين لكلِّ خـاتر
لا تقبـلـين مـواربًا
حـتى وإن قـلّ الـمنـاصـر
لم تؤخـذي بالـمال
(م) والخـيـر الـمواتي والتـكاثر
أبدًا، ومـازلتِ على درب
(م) الـهـدى والرّكب ســائر
فـي مـوكب الأيـمان
إيـمان المصـدّق والمثـابـر
فسـلمت ما طلـع النّهـار
(م) ومـا سـجى الليـل المُغاير
إنّـا بحبـك يـا تنـومـةُ
(م) لا نـخـافت بل نجـاهـر
يـا قـارئًا ما قلـتـه
ومـمحـصًا فيـض الخـواطر
اذهـب إلى حـيث الطبـيـعـة
(م) لا تكلّ بأمـر قـادر
الله مـن فـطـر الوجـود
(م) كفى بربك خـيـر فـاطر
فالصيـف إذ نـأتـي بـه
مثـلاً على تـلك الظـواهر
الشّـمـس تخـتان السـحـا
ب، تشـقّه، والجوّ مـاطر
فـكأنـهـا فُـتـت وذُرّت
جـهـرةً قبـل النـواظر
والطّـير ينفـض ريـشــه
طـربًا ويلعـب بالأزاهر
كلٌّ يـشــارك فـي الجـمـا
ل ولا يـملّ ولا يغـادر
وهنــالك المتـنـزهـات
(م) العـامـرات بـكل زاهـر
متـنـزه "الشــرف" الجـميل
(م) جـماله للعـقل باهر
متـنـزه "الأربـوعـة" السـّابـي
(م) مشــاعر كلِّ زائر
بمدرجـاتٍ في الجـبـا
ل كمـا المعـاصم والأســاور
والطيـر مـن تـلك الجبـا
ل الراســيـات إذا تنـافر
يبـغي تـهامـة خـلتَ أنّ
(م) الراسـيـات هي الزواجـر
و"الحـيفـة": الأشـجار تحنو
(م) الفارعـات على البحـاتر
متـعـانقاتٌ في الســما
ء كأنّـهـنَّ على تشــاجر
وإذا دنوت وخـلتـهـن
عـرفت أسـرار التضـافـر
و"غـدانـةٌ" تغـدو بـها (م)
الآرام والطـيـر الكواسـر
ومـرابع "المـحفـار" (م)
محـفـورٌ بـها أثـر التنـاصر
ومنـاظر "الدهـنـاء" ذا
شــلالها بالحسـن ظـاهر
في الشـمـس مـن بيـن الشِـعـا
ب كأنه لمع الخناجر
أو فضـة سـالت على البطـحـاء
(م) من وهَج المصـاهر
فـإذا دنـوت فبـاردٌ
يأتـي عــلى داء الـحنـاجر
و"جبـال مـنـعـاء" المنيـعـة
(م) لا تزلـزلها المخـاطر
انزل ببـعض ســفـوحـها
وإلى ذراها لا تـغـامر
هـذي مـعالم من معــا
لم لا تـحيـط بـها المحابر
بادر لتعرف فـوق مـا
جاءت به الأشـعـار بادر
ســر يـا رعاك الله
وانظر تلكم القطـع الزواخر
وابحـث عـن الماضي العريق
(م) عن التراث من النوادر
واسـأل سـؤالك مـوقنًا
أن الـجواب مـن المصادر
واصعـد إلى قـمم التِّـلا
ل تـرى المنـابر والمنـاير
وإلى الحصـون الشّـامـخا
ت المشـرفات على المحاجر
وانظر إلى فضـل الإلـه
(م) وقـل: كذلك قال ظـافر
العنيــــدهـ
08-07-2011, 11:38 PM
العربي العبري
ألا لا تثر وجدي أيا أيُّها القمري
فما عاد يغري الوجد نثري ولا شعري
تراخت بي الأيام حتى تأخـرت
ركابي وخـار العـزم في آخر العصر
وآليت لا أنزي من الشعر منـزلاً
إذا لم يكن في الشـعر شيءٌ من النصر
لديني ومن يبغي سوى الحقِّ منهجًا
يضلُّ ويـحيا في عـذابٍ وفي قـهرِ
يعيش رديء الحال لا شيء حوله
سـوى المحلِ والترحال في غيهب الفقر
وتخطـفه الآمـالُ فهـو متيـمٌ
بما ليـس في بـرٍ وما ليـس في بحـر
قريب الهوى في اللهو لكن عن الهدى
بعيـد المدى مما تـمادى ولا يـدري
فعد أيّها السّاعي إلى منهج الرضى
عش الرغد وابعد عن ذوي الغمِّ والغدر
وعلِّم بدين الله في الناس من ترى
فما الصـمت إلاَّ الجهل في أكثر الأمر
وسابق بعلم الحق علم ذوي الردى
فقد فجَّـروا في بعضنا القنبـل الذَّري
طغى الغرب في الآفاق حتى تفوَّقوا
علينا ومـا زالت نواميـسـهم تجري
فقم واستعن بالله ينجك من لظى
ويُعلك فوق النَّاس في السِّـر والجهر
ولا تحسب الأعداء أذكى فما همُ
بأذكى ولكن الذي أبدعـوا يُغـري
فسـماهم الغرُّ الحضـارة والندى
وسمـاهم المزري بنا العالم السـحري
نقول إذا قالوا، ونسعى إذا سـعوا
وإن كان في السِّـعي الإهانةُ للصـهر
فيا حامل الإسلام لا تُسلم الحمى
وخـذ بزمـام الفكر في الكر والفـر
إذا جاوزوا الجـوزاء بغيًا وغايةً
فدرِّب ركاب العلم في الكوكب الدُّري
وإن قرؤوا في قصة الحبِّ شـهوةً
فقـم واقرأ الفرقـان والليل ذا يسـري
ولا تـترك الميدان نـهـبًا لفاجرٍ
يعـادي بنا من لا يغيب عن الفـجر
تحيد بيَ الأشـعارُ عن منهج الغوى
وإنّي لأهـوى حيدها والهـوى عذري
فما الشّعر إن لم ينشر العدل فى الورى
ويأتي على أصـل المفاسـد والشَّـر
وما المرء إن لم يعرف اللهو والهدى
وما المـرء إن لم يمحـق الإثم بالأجر؟
إذا نحـن لم نجفُ الفسـاد بفعلنا
سـنبقى إلى أن يعربَ العربُ العبري
ونـهجو هدانا بل ونزهـو بجهلنا
ونـهجر بعد الفهم تـأريخنا الهجري
ونسعى إلى من لا صلاح بسـعيهم
فنمسي على زجرٍ ونصحو على زجر
العنيــــدهـ
08-07-2011, 11:39 PM
معنى التَّفوُّق
جئنا نبارك بالرّقيِّ ونحـتفي
ونصف رايات الكلام ونصطفي
نسهو عن الدنيا وعن عثـراتها
فعسـى الوفي يقابل الخل الوفي
ونشيح عن جهمٍ يعسكر حـولنا
ما عاد يحفل بالصفوف وبالصفي
ونصيف عن لغو الحديث وأهله
ونغيب من هـذا الزمان المترفِ
ونقول أين العـلمُ أين رعـاته
أين البحوث ومن بغـايتها يفي؟
إن العلوم إذا تسـامى شـأنها
جاءت لأُمـتنا بشـهم الموقف
حرٌ يدير المعضلات بحـزمه
وبعـزمه ... لا لا يلوذ بمرجف
هو من على القرآن لا يبغي به
بدلاً ألا أنعـم بـه مـن منصف
أصـحابه في نعـمةٍ مكفـولةٍ
وعـداته في نقـمةٍ لا ترتـفي
يا صاحب العلم النزيه إلى الهدى
سـر سـالمًا إني لدربك مقتفي
وإذا وجـدت نتيجـةً زدني بها
واشـفق بحـال العاشق المتلهف
عشـق المعـارف كلَّها علميها
أدبيـها مـا قـد بـدا والمختفي
ما صاغها إلاَّ وزاد تواضعًا
وتخـوفًا من موجـها المتعسِّف
وهو الصَّريح مع العلوم وأهلها
ما قـال أعرفُ وهو لمَّا يَعرفِ
العنيــــدهـ
08-07-2011, 11:40 PM
يا صاحب الصوت البعيد
بشَّرتني بالرُّعب والأزمات
والخوف والتَّشتيت والعثرات
في عالمٍ مع كل فجرٍ طالعٍ
متغـير النبرات والقسـمات
الصِّدق أحوج ما نكون إليه في
زمن الشتات وثورة النعرات
والكذب يودي بالحياة إلى الرَّدى
لو كان جاد بأسعد اللحظات
ما مدنا بالهول غير ذوي الهوى
والزَّهو بالشيطان في الخلوات
المزدرين لكلِّ فـكرٍ نيـرٍ
المحتفين بأكبر الهفوات
الرَّاكضين على أديم جهودنا
والمشترين بنا سرور الذَّات
ماعاد وجه الكون يقبل كوننا
بشرًا ولا يرضى لنا بحياة
ومعاقل الأمجاد لا ترجو بنا
مجدًا ولا تختصنا بهبات
فحياتنا عبثٌ ولهوٌ كلُّها
تبغي الخلاص بأهون النَّكبات
عجبًا وأهونها تذوب له الحصى
والجنُّ تهرب منه في الفلوات
ولربما حمل المتاع غنيها
وفقيرها يتحمَّل التبعات
ويعود عالمنا لأول هيئةٍ
وندبُّ فيه كأول الخطوات
حتى إذا ما أينعت هفواتنا
خرج النَّذير بنا وجاء العاتي
ونظل في مدٍّ وجزرٍ محكمٍ
هذا يجود بنا وذاك يواتي
سبحانك اللهم تعلمُ حالنا
فتولَّنا باللُّطف والرحمات
يا صاحب الصَّوت البعيد جعلتني
ألوي على النفثات بالنفثات
اسْوَدَّ وجه الصّبح بعد نكوصنا
عن ذكر ربَّ البيت والصلوات
وتتبع الشَّهوات وهي جديرةٌ
أن تمحق الإنسان والثروات
وتُبعثر الأوطان بعد شموخها
وتردها كالأعظم النَّخرات
ما عاد ذو النَّزوات يقبل هدنةً
لو تصطفيه بأضخم القربات
فتحرَّه من كلِّ مخرم قبلةٍ
واقعد ودار الموت بالنغمات
وتجنّب الأمداح فهي بعصرنا
مكشوفة العتبات والشُّرفات
ما كان من خبرٍ تقوَّت وقتنا
في الغابرين وحافه بقناةِ
ويريد أن يسري بنا متوارثًا
زخم الظنون من السَّقيم الشَّاتي
إلاّ وقام له خبيرٌ ماهرٌ
وشعاهُ بالأقمار في القنوات
فتحرَّكت أممٌ وقامت نقمةٌ
هوجاء تمسح كلَّ شئ ناتِ
فلم النّشوز وفي الحياة منادحٌ
أجدى لنا من تلكم السقمات؟
ولم التَّجاوز والمعالم حيةٌ
شـهدت لـنا بتقـدُّمٍ وثبات؟
لله يادار العلوم ومهـدها
يا منزل الأمجاد والقدرات
لله يا نهرًا تدفَّق بالنَّما
وسقى الزروع وأجمل النخلات
ماكلُّ ما تلقين شرٌ مبهمٌ
لا نور إلاَّ في حمى الظلمات
ما حوصرالإنسان في أرزاقه
وبُلي هناك بأسوأ الهجمات
إلاَّ وكان له التفاتٌ حازمٌ
ورمى العدو بأسوأ النقمات
وتجرَّع الخصمُ اللدود مصائبًا
قد كان يسقيها الورى بشمات
يا صاحب الصوت البعيد جذبتني
نحو العلا فتسارعت وثباتي
لو كنت صاحب حكمة مغلوطة
أقعدتني بمقـاعـد خضلات
لكنَّما جـاء الحديث محمـلاً
بالحزم والتَّحنان والثَّمرات
فنسقت ما تلقاه في عجلٍ ولو
أُمهلت جئت بأعذب الكلمات
فتلقـها عـربيةً ميمـونةً
تبدو فيغرب حالك الأوقات
وتلقها تلقى طريقك عندما
يعمى الوجود بأحرفٍ نكرات
العنيــــدهـ
08-07-2011, 11:41 PM
الفتاة والإنترنت
كوني على علـمٍ ومعرفةٍ
وتعلمي من هذه الشَّـبكةْ
وإذا رغبتِ في تفـاهتها
طيشًا فما في علمها بركة
الغرب يسرع في تحرُّكه
حتى تكوني دونما حركة
ونظل أهل الأخذ في ضعةٍ
ويظل راعي الفكر والملكة
هـلاَّ نظرتِ في مدائننا
كم بثَّ فيها اليوم من شركة
فإذا سألتِ عن صنائعها
قالوا معارف جدّ مشتبكة
ومقالـهم هـذا لخوفهمُ
أن تصبحي في الفهم مشتركة
قد كان هذا الغرب دون هدى
أممًا من الأوهـام مرتبكة
حتى أطلَّ الشَّرق ممتشقًا
سيف العلوم ومن دنا عركه
فنما وقـام يروم قبلته:
الشَّرق يسلكُ منهجًا سلكه
لو ما ذهبنا صوب قرطبةٍ
ظلَّ الوباء عليه ما دعكه
من هاهنا قامة حضارته
والجهل بعد أُواره بتكه
وتلاطمت أهواؤنا نزقًا
وكأنها اشتاقت إلى الهلكة
ودحا لها الشَّيطان معتركًا
جهمًا أطال الجهل معتركه
متنا وظلَّ العلم مزدهرًا
فتقاسموا من بعدنا التَّركة
والغرب مذ كانت نوازعه
نجني ثمار مخططٍ حبكه
من هول ما يزهو بقوته
فلك السـماء يعدُّه فلكه
مذ شاد مندهـشًا صناعته
كم ستر راعي عفة هتكه
بطرًا وكم قد داس من وطنٍ
والويل إِن عانى إذا دهكه
وصغير شعبٍ لا عتاد له
من قبل يُعرف ذنبه رهكه
ومـسـالمٍ أبـدًا يُبجـله
جلب العتاد وقبره بحكه
ودم ٍ بريءٍ خـاف خفته
فدنا إليه وفجأةً سفكه
الأرض كلُّ الأرض واجمةٌ
تخشى إذا ما رامها دركه
بالرُّعب ينفثُ في محاجرها
ويبثُّ في أرجائها شَرَكه
ويريد منـها أن تهـشَّ له
وترى مبثَّ أريجها سهكه
هذا الذي من غير ما سبب ٍ
لو ضاق من نصف الورى سحكه
يتهـدد الدُّنـيا برمـتها
لو طاح فوق صعيده حسكة
ويحيل برد بحارها حممًا
لو تختفي من بحره سمكة
ويريـدنا أن نطـمئن له
هـل ما يزال دليله نوكه
فتعلمي ودعي سـفاسـفهُ
كي تصبحي للعلم ممتلكة
فبـدونه لن تفلحي أبـدًا
مهما تُخالي فيه منهمكة
وخذي المعارف من مكامنها
أو فاقعدي للجهل محتنكة
وتمرغي في سـاحه زمنًا
حتى يُتمم خصمنا نُسكه
العنيــــدهـ
08-07-2011, 11:42 PM
استعمار الفضاء
ما نفع ضرب الطول بالعرض
أو صـحة البـرهان للفرض
إن كان رغم الجهد تعـليمُـنا
إلى رقي الفـكـر لا يُفـضي
نأتي على الطفل الذي لم يزل
ذا نـشــوةٍ في بـدنٍ غض
فنـخلـط الأفكار في رأسـه
حتى يغـصَّ القلـبُ بالنبض
فتذهب العشـرون من عمره
في ربكـةٍ محـكمةِ القبـض
وجاء إِمَّـا عـالمًا غـافلاً
أو قاضيًا يُصـغي ولا يَقضي
أو تائـهًا لا فعـل في فعـله
يرجف بين الرفـع والخـفض
ولو تركنـا المرء في شـأنه
جـاء بما يُجـدي وما يُرضي
وطُـوّرت أفـكاره فطـرةً
بالضرب في الدنيا وبالركض
لكن أصخنـا للذي مـا درى
ولا نمـا إلاّ عـلى الرفـض
فـأصبـحت أُمـتـنا أُمـةً
ضعيـفةً بـل سـهلة الرَّض
وأصبح الغربُ على سـوءه
يمطـرنا بالوابـل الحمـضي
يا أحمد القرنـي مـاذا ترى
اَسـودَّ هـذا العـالمُ الفِـضي
جهرًا يُرادي بعضـه بعضه
ونـحـن أردى ذلك البعـض
والكون هـذا الكون يا هوله
إلى مجـاهيل الفضـا يمضي
يجوبه الطاغون من فـوقنا
ونحـن مشـغولون بالنقـض
اسـتعـمر الغربيُّ أجـواءه
والعُرب تَسقي الأرضَ بالبغض
وبثَّ في أرجـائه ظـلمَـه
بالنَّهـش والتَّرويـع والعـض
يريد أن يبـقى به مبـصرًا
ونحـن للصـمـتِ وللغـضِ
يا قـومُ هذا عـالمٌ جـائرٌ
لا يرعوي بالزيـف والغمض
من لا له فيه سماً في السما
ليـس له أرضٌ على الأرض
العنيــــدهـ
08-07-2011, 11:44 PM
يا للمسيرة
حياتي مثل أيامي قصيرة
وليسـت كلُّها سـبلاً يسـيرةْ
ركبت الصعب حتى صار سهلاً
وصارعتُ الكبيرةَ والصغيرة
وها أنا أنظر الأشبالَ قبلي
يغـذّون المسـير على الوتيرة
فأرجو الله توفيقًا وعزًّا
لهم في هذه الحِقـب الخطـيرة
مِهمَّتُنا تَعاظمُ كلَّ يومٍ
فهـم في وجـه عاصفة مثيرة
يعيشون التلوّث في ربانا
فما نوعُ الشـرابِ وما الفطيرة؟
ولا الأجواء صافيةً كما قد
عهدناها .. بها تعمي البصيرة
ونحسـبنا نبـرُّ بهم وإنَّا
على علـمٍ أتينـا بالجـريرة
وهذا في الدِّيار فما عسانا
نرى في عـالم الأمم الغفيرة
يمور الكون والصَّرعى تداعى
وقبـل العين أمثلةٌ كثيرة
ومن حول الحمى وغدٌ ذليلٌ
يعربد في فلسطين الأسيرة
يقتّل أهلها ليـلاً نهارًا
ويشـعل ثمَّ نـارًا مسـتطيرة
ولا تسأل لماذا كلُّ هذا
لقـد علم الخبيث بها مصيره
فأفنى ما استطاع بكلِّ حقدٍ
وأججَ كلَّ ذي نفسٍ شـريرة
وفي بغداد أدواءٌ جسـامٌ
يصيب الأرض منها قشعريرة
يعيث بها الذي أعماه ربي
فجنَّـد كلَّ ذي نفسٍ حقـيرة
وإنَّا إن تكاتفـنا ســلمنا
وإلاَّ فالعشـيرة كالعشـيرة
وأولُ ما يُعيب العقلَ فينا
إذا أضحـت مدارسُـنا فقيرة
صروح العلم جئتُ بكلِّ ودٍّ
أحيي الفكرَ والنُزلَ الجديرة
ببذل الرُّشدِ للجيل المرجّى
وتنويرِ الشباب على بصيرة
أحيي كلَّ ذي رأي سديدٍ
أحيي كلَّ من أحيا شـعيرة
أحيي كلَّ ذي عزمٍ صبورٍ
يسوق العلم والحكمَ الغزيرة
ينمِّي في الشَّباب صفاء فكرٍ
وقبل العين حمزةُ والمغيرة
نعم يدري بأن الشِّبل هذا
سيغدو مسـلمًا صلب المريرة
وإنّا ما بذلنا الجـهد إلاَّ
لنصر الدين في هذي الجزيرة
لتُسرع للأمام بكل حزمٍ
ولا تبقى مـع الأمم الأخـيرة
وهذا الجيلُ ليس لنا عتادٌ
سواه وما سوى العلمُ الذَّخيرة
فقودوهم إلى نهـجٍ قويمٍ
به المنجاة والسُّـبل المنيرة
عليهم بعد خمسٍ بعد عشرٍ
تقوم مسـيرة البلد الكبيرة
فإن جهلوا فقل يا للرزايا
وإن علموا فقل يا للمسـيرة
العنيــــدهـ
08-07-2011, 11:45 PM
تهامة:
علاج المترفين
فؤادك عاف يا هذا غرامهْ
وعاف كذاك في النُعمى مُقامهْ
يُريد مصاول القعساء جهرًا
ومضطرب الفيافيَ والمهامهْ
مُناه يرى الحياة بحلّتيها
فقد سئم الرَّذاذ من الغمامة
وما لبس الشُّحوب ولا تعنَّى
بأمـرٍ ما رأى قُدمًا تمامه
ولكنَّ السّرور يظل شـأنًا
عصيًّا ليس غايته ابتسامة
هنا رغـدٌ هنا ظلٌّ ظليلٌ
ولكن لا سرور ولا سلامة
فقد يجد التَّعاسة في رخاءٍ
فتى جعل السُّرور به مرامه
وقد يجد السَّعادة في شقاءٍ
فتى عرف العدالة في القيامة
يقول ... وما درى أَنَّا خبرنا
علاج المترفين بلا غرامة
ألا يا أيُّها السَّاعي لعدلٍ
يهونُ به التَّحسرُ والمَلامة
تعالَ إلى التَّوكلِ والتَّفاني
تعال إلى الأمانة والشَّهامة
تعال رُزقت إيمانًا قويًّا
إلى الصَّبر الجميل إلى الكرامة
تعال سلمت من عوث الليالي
وبلواها... تعال إلى تهـامة
العنيــــدهـ
08-07-2011, 11:48 PM
مكارم الأخلاق
شـيمٌ ورثناها من الأجـداد
هي ملكنا أيـان كان الوادي
في نجد أو في مصر أو في الشام
(م) أو في المغرب العربي أو بغداد
لو نفقد الأوطـان والأمـوال (م)
والأولاد في غـدرٍ من الأوغاد
هي أرضنا هي مالنا هي زادنا
أنعـم به أكـرم به من زادي
الضيف ينـزل أولاً بقـلوبنا
وعيوننا قبـل الندى والنادي
والجار لو يشـقى شـقينا كلُّنا
حتى يُرى في غبطةٍ ورشاد
فـإذا بـدا في نعمـةٍ متقـلبًا
يَثني عليـه بأجمـل الأبراد
صرنا ونحـن المعدمين بنعمةٍ
عظمى تداعب كلَّ قلبٍ صادي
والعـهدُ مثل العقدِ مثل الوعدِ (م)
مكفولٌ بلا خُلـفٍ ولا اسـتبداد
سبحانك اللهم ما أحلى الحياة (م)
على التُّقى وعلى الطَّريق الهادي
يا ضـيفنا حييت ألف تحـيةٍ
كالوردِ في أكمـامه كالكادي
إن كان في لقيا الصحاب مسرةٌ
فلقاؤنا عيـدٌ مـن الأعيـاد
العنيــــدهـ
08-07-2011, 11:49 PM
يا صاحب العمران
هل في العلـوم قصـائدٌ شـعريّة
تسـتـقطب الأنظـار للنظريّة
أم أن قول الشِّـعر محصورٌ على
وصف النسـيم ولوحـةٍ ورديّة
الشّـعـر معنىً فـي كلامٍ مفعـمٍ
بالمفـردات وبالـرؤى الفكريّة
والشعر أسمى عند من يسـمو به
من حكـمـةٍ بـعـبارةٍ نـثريّة
ولقـد وصفت به المسـاحة كلَّها
إحدى الفنـون الثَّـرة العلمـيّة
فدنا إلى تلك المعـارف عـازفٌ
عنها وأضحت خطـةً مـرْضيّة
يا صاحب التصحيح هذي صيحةٌ
في عـالم التعليم تصـحيـحيّة
ما أوهن التـعـليم إلاَّ فصلنا
(م) الـدُّنـيـا إلى علـمية أدبـيّة
وبناؤنا أعتى الحـواجز بـيـنها
بالجهل والإمعـان في القطعيّة
حتى إذا مـا فُتِّحـت أبصـارنا
ومـضت علـينا السّنة الأزليّة
وتطوَّرت سـبل الحـياة وفهمها
وتـقاربت في النهـج والآلـيّة
فـإذا براعي الجانب العلميِّ (م)
تلزمه شـؤون الجملة اللغـويّة
وإذا براعي الجانب الأدبـيِّ (م)
يحسـبها فتـأتي عـنده ملويّة
لا ذاك أدرك مـا يريـد بنهجه
أبدًا ولا هـذا حمى العـربيّة
عد للرموز السَّـابقـين وعلمهم
تـجـد الجهـود الفـذَّة الذَّاتيّة
مثل ابن سـينا والفراهيدي (م)
وكالخيـام في وثـبـاتـنا الذهنيّة
هل فرَّقوا بين المعـارف مثلنا؟
لو كان ما كُتبـت لهـم فرضيّة
يا أيُّها السَّاعي إلى فهم الورى
إنَّ المعارف جـملةٌ نـصـيّـة
ضعها إذا ما شئتها في الحاسب
(م) الآلي هناك بصيغـةٍ رقـميّة
ثمَّ اصنع الآلات وفق نظـامها
فإذا بها تـسـتعـبد الـبشريّة
فاسـتقطب الدّنيا إلى تبريرها
فــإذا بـها تهوي بتلقائـيـّة
من أجل هذا قلتُ قولاً موجزًا
عن فكر هندسـةٍ هي "القـيميّة"
عصر التكامل في العلوم يقول لا
تبـغِ الفـلاح بـنظرة فـرديّة
ما شـتت الإنجاز إلاّ سعـينا
مـتـفرقين لـكلِّ فـردٍ نـيّة
وتجنُّب الإبـداع حتى يُجـتبى
في الخاملين وتَغلب النَّمطـيّة
وتنافـر المتحمسـين لصنعةٍ
ضاعـت بوادي الكيـد والنِّديّة
ومحـبة التهـويل من أفعالنا
والسّـعي في الدُّنـيا بعشوائيّة
فترى المساكن لا مواقف حولها
للمركبات وتلك جـدُّ قضـيـّة
وتـراك إمَّا خانـقًا مـتـمكنًا
أو أنـت مخنوقٌ وتـلك رزيّة
ولقد يطول الانتـظـار وتُبتلى
بـمُهذَّبٍ ما فـيه إنـسـانـيّة
وترى الشَّوارع لا مجال لجعلها
تـسـتـوعب الآلات والذُّريّة
إنَّا نخطط للقريب ولا نخطط (م)
للبـعـيـد فـنـنـتـهي بـأذيّة
وهناك في سبل الرُّقي مصاعبٌ
تأبى عـلى التعـداد والحصريّة
أخـطـاءُ تخطيطيةٌ سـميتها
أو سـمَّـها أخطاءَ تـصميميّة
يا صاحب العمران لا تطمس(م)
حـضارةَ أمةٍ وظروفها البيئيّة
فـتـحاولـنَّ بـبـيئـةٍ بحريةٍ
تبـني حضـارةً بـيئةٍ جبليـّة
أو تُـنشـئنَّ بـبـيـئةٍ جـبليّةٍ
تهوى الصخور حضارة بحريّة
أو تجلبنَّ لشـرقنا وهـو عامرٌ
بالمعطيـات مـؤونة غربـيّة
أو تنزعنَّ النَّـاس مـن بلدانها
وتـلفهـا بـرفاهةٍ وقـتـيّة
وتود لو تنسى حياةً عـاشـها
من عاشها في غبطةٍ نفسـيّة
يا صاحب الأحلام لا تعبث بنا
لا لـيس ثمّ حضارةٌ منسـيّة
أومـا ترانا رغـم ما نحيا به
يـرنو الكثير لـبيئـةٍ بدويّة
فترى القصور الشامخات غنيّةً
بالعنـكبـوت وبالغبـار غنيّة
وهناك في أحدى الزوايا خيمةٌ
فـيها تُدار القـهـوة العـربيّة
لا تـعمر الأفراح إلاَّ عندهـا
أمّا البـناء فكـتلةٌ صـخـريّة
ويزيد من إغـرائها لو حولها
غُرسـت فجـادت نخلةٌ برحيّة
ولربَّ قصرٍ فـيه أكبرُ واحةٍ
تثني الرِّقاب بروجه العـلويّة
وبه الذي لو خـيَّروه جفا له
واختـار عنه الواحـة الرَّمليّة
والمرء مجبولٌ على حب الذي
فُتحـت عليه عيـونه العسليّة
لو قلت لي هذي السفائن في البحـار
(م) تعبـها في غدوة وعـشـيّة
أو قلت لي هذي القصور المصمتات
(م) بنـاؤهـا في قمـة المدنيّة
أو قلت لي هذي الخيام وقبلك
(م) البـر الفسـيح فعـش بذي البريّة
لأجبت دعني من مغبة ما ترى
أنا مُغرمٌ بالـبيـئة الحجريّة
فيها عرفت الشَّمس والإنسان
(م) والسَّـاحات والأشـجار والحريّة
رغم التَّرحل في البسـيطة كلّها
والأخذ من ثمراتها المرويّة
ما زلت أهبط في المدائن معجبًا
فأرى الوجـود بأعيـنٍ قرنيّة
يا صاحب العمران قد ذهب (م)
المتــاع وذاب من أخطـائنا الفنيّة
من قال إنّا سـوف نبقى دائمًا
بـيـن الخـلائق أمةً نفطيّة
لا يذكـر الإنسان في بلدانـنا
شـيئًا كذكر الفقر والأمـيّة
أنعـود فيها بعدما عَمرت بنا
هذي العلـوم وزانت العقـليّة؟
يا صاحب العمران تعـلم أنّنا
عـفنا قياس الشـيء بالكميّة
ونود منك قيـاسـه بطرائقٍ
سميتَـها في علمك النـوعيّة
نوعيةُ الشيء التي نزهو بها
لا نحتـفي بمـظاهرٍ شـكليّة
لـو أنَّهـا بالشَّكل كانت أُمَّةٌ
منَّا تـقود العالمـين قـويـّة
يا صاحب العمران نحن بحاجةٍ
ليـدٍ من الإتقـان تنظيميّة
تستصحب العلم الذي درسته في
سـنواتها فعـلومها عمليّة
إِنّا سـئمنا من معارف ما ترى
إلاّ على ألواح تـنظيريّة
لكنّها مـا جَرَّبت يومًا حمى (م)
الميـدان حتى تُعرف الكـيفيّة
وإذا أتاك الحلُّ ممن لم يعـش
كرباتـنا زاد البلاء بـليّة
فلربما رفع الصروح جميلـةً
لكنَّـه ترك الجروح طريّة
إنَّا نفضـلُها صروحًا تحتوي
وتفي بجلِّ شؤوننا اليوميّة
فـلنا عوائدنا لنا تأريـخـنا
حيًّا وثـمَّ روابـط أُسريّة
لا تكبتوا الإنسان في جحرٍ ولو
ضمَّ الرُّخام وشمعةً ضوئيّة
يا صاحب العمران في فلواتنا
أين الفضا والطَّاقة الشَّمسيّة
بعض المنازلِ عندنا مكبوتـةٌ
وكأنّـهـا فـي بـيئةٍ ثلجيّة
والبعض منها من رداءة نوعهِ
يُنمِي لدى الإنـسان عدوانيّة
أولم يقل أهـل الدِّراســة: لا (م)
تؤسـس معلمًا لوظيفةٍ وهميّة
فلـم التَّخبُّط والتَّوهم أن من
دلفوا لهم لمـسـات تنويريّة؟
وبأنّ كلَّ المـقبـلين نوابغٌ
والقاطـنين نَوازلٌ قـمعـيّة؟
يا أيُّها النجباء لا ترموا بنا
في كفِّ من أهدافه مــاليـّة
وتلمَّسوا سبل الرَّشاد وقاربوا
وتدرَّعوا بالصـبر والجـديـّة
وتعهدوا الإبداع في أوطانه
فالخير آتٍ والعـقـول ثريّة
وتجنَّبوا سـبل الخداع فإنّها
تُدمـي القلوب بعلـةٍ أبـديـّة
لا باركَ الرحمن فيمن يقتني
حقَّ العباد بـخـطَّةٍ عـبـثيّة
أو يظلم الأوطان كي تسعى له
دنيا الرَّدى بغنيمةٍ شـخصيّة
أوما درى أن الذي سيصيبها
سـيصـيبه باللَّوثة العصبيّة؟
يا أنت هل تسعى سوى بدروبها
وترى سوى نزلاتها الأثريّة
وتشـارك الإنسان في بركاتها
دومًا وفي نكباتها الدَّوريّة
يا أيّها النجـباء سيروا واعملوا
وتعمَّقوا في الخطة البحثيّة
ودعوا التَّعنت في أمورٍ سـهلةٍ
فلقد يكون الحلُّ في العفويّة
وأمـانةٌ حملتموهـا حـقُّـها
بذل الجهود لتصدق الوطنيّة
إنَّا لمسـؤولون عن أعـمالنا
ومن الذي من غير مسؤوليّة؟
ثمَّ اعلموا أَنَّ الأمور تكشَّـفت
ما عـاد في الأفعال من سريّة
ما كان يأخذُ ربع قرنٍ كي يُرى
أضحى يُرى في ومضةٍ لحظيّة
أولم يقـل من نقتـفي آثارهم
إنَّا نعـيـش بـقريةٍ كونيـّة
ذا بعض ما يحوي الفؤاد بسطته
لذوي الـبراعة دونما رمزيّة
بعض الكلام يسـدنا عن بعضه
ولذا سكتُّ عن الرؤى الفرعيّة
لو شئت زدتُ على القصيدة مثلها
فالفكر يزهر في الرُّبى النَّجديّة
وأنـا الذي لمَّا يزل مـتطلِّعـًا
لـحضارةٍ وطنيةٍ عصريـّة
لا أجهل الماضي ولا أزري بـه
وأُقابل الآتي بـإشـراقـيّـة
والبحـث لا ألقى الرِّضى إلاَّ به
حتى ولو جعل الحياة شـقيّة
وأطلَّ منـه الفقـر فهو متيَّـمٌ
بالبـاحثيـن لعـلةٍ فطـريّة
والشعر إن لم تُصلِحوا من حالنا
حـَّولـته من قابـلٍ مرثـيّة
العنيــــدهـ
08-07-2011, 11:50 PM
سيُذبح العراق
يقول الشَّاعر العراقي المهاجر يحيى السَّماوي في قصيدة نشرها في جريدة المدينة (ملحق الأربعاء) قبل اجتياح العراق بأشهر قليلة:" لا تذبحوا حبيبنا العراق"، فجاءت هذه القصيدة التي نُشرت في الملحق نفسه ردًّا عليه:
يا صاحب القوافي العتاق
يأيّها المشتاق
شكرًا لحفظ العهد والميثاق
إنّا هنا في عالم الضمور
في جسدٍ مبتور
وموقفٍ مسعور
منتظرين لحظة المُحاق
هل أنت يا أُخَيَّ في السِّياق
أم يا تُراك حالمًا تدور خارج النِّطاق
إنا غدونا أمّةً
من هول ما تلطَّخت من دمها المُراق
وهول ما تحمّلت من عللٍ دقاق
تعالج الوفاق بالشِّقاق
وتبتغي اللِّقاء بالفراق
فهل ترى لنورها انبثاق
بشّـرْ ... فإنّني هنا
من هول ما أصابنا
ما عدتُ يا أخي أرى إلاّ كوى الإخفاق
رغم غنى أنهارها
آبـارها
وأرضها
وشمسها
ونخلها
وتينها
وزيتها
أضحت بلاد البذل والإنفاق
تبيع بل وتشتري الإملاق
يا عالَمًا ممزقًا في الشَّكل كالبهاق
متى متى الوفاق!!
متى وفاق أمةٍ مرامها العناق
إذا بدا مرفرفًا
قلتَ هنا انطلاق
قلت هنا اتساق
قلت هنا ائتلاق
وما علمت أنهم والكيد في الأعماق
يعاهدون أنفسًا شـاخ بها الإرهاق
أن لا وفاق بينها لو عمَّها الإحراق
ها قد حملنا ألف وزرٍ شاق
في ألف عامٍ مرهقٍ غسّاق
لم نلحق الرَّكب بأي ركبٍ
ولم نزل نُدشِّن اللّحاق
محبةً بالفوز في السِّباق
هل يا ترى للموت لون باق
لا ... أيُّ ما باق هو الترياق
يا غازيًا .... يا أيُّها العملاق
إلى منابت الرَّدى المَساق
إلى جذور محنةٍ
تهمي بألف فتنةٍ
ونقمةٍ عارمةٍ
مُمحلةٍ
كالحةٍ
محفوفة بالموت ... لا تُطاق
تحرِّك الثُّبور والمَشاق
وتبتغي من هولها وجورها انعتاق
ما هكذا في عصرنا صناعة الحُذَّاق
لكنَّها جناية الأخراق
وشهوة التدمير
والقتل والتعزير
والسَّفك والإزهاق
إزهاق أرواح الورى
بأي شيءٍ يفترى
في موسم الأحناق
يا أيُّها البرَّاق
يا وطنًا منعَّمًا تثقله الأرزاق
من بعد غزوك الفضا وصنعك الأطباق
هل لم تزل في عنتٍ تكذِّب البراق!؟
إذا طغى "الكبير" ذو الأبواق
وعاث في الأعراق
وحطَّم الجسورَ والدورَ مع الأنفاق
ولوَّث الدَّفَّاق
فلم يعد في أرضنا بالمنهل الرَّقراق
وجفت الأرياق
جاد "الصِّغار" ثمَّ بالأعناق
وأقبلوا من كلِّ فجٍّ مشرعٍ
والموت في الأحداق
وهلَّلوا وكبروا وشدّوا الوثاق
فاحذر فإنِّي ناصحٌ ومشفقٌ أرهقني الإشفاق
انظر إلى الآفاق
إن شحَّت الأمطار بالإغداق
تخشَبت وأصبحت كالخنجر الأوراق
يا أيُّها السَّـبَّاق
أيقنتُ، لا فواق
لو يخرج العراق من أقطارها سيُذبح العراق
أما ترى "حبيبنا"
نقول إنَّا طوع أمره فيحكم الخناق
يا مُكثر الإطراق
في عصرنا المُذبذب الخفَّاق
لا تعرف الأرض الهدى إذا سما الفُسَّاق
بها يصير الموت حلوًا طيِّب المذاق
والحبُّ يغدو علقمًا تمجهُ الأشداق
الموت يأتي مرةً
فالساق يلوي الساق
ويخطف الأحداق
والحبّ يأتي دائمًا
فيأكل الآماق
ويخرق الصِّـفاق
يا أيُّها التَّـوَّاق
للمجد والمعالي
والنَّّصر والتَّسامي
والعزِّ والإشراق
قل لي من أستراليا: هل داؤنا النِّفاق؟
العنيــــدهـ
08-07-2011, 11:51 PM
تم بحمد الله ..
العنيــــدهـ
08-07-2011, 11:53 PM
صح لسسسان الشاعر
وسسسلمت يمناك على رووعة الإنتقاء
يعطيك العافيه
أسعدني حضوورك
يعطيك العافيه
!..❥
العنيــــدهـ
08-07-2011, 11:55 PM
العنيده هذا يبغى له جلسه
لي عوده مره اخرى ومرات علشان تمخمخ على القراءه
شكرا لك على المجهود
بانتظار جديدك
تحيتي
أسعدني حضوورك وبإنتظار عوودتك :)
يعطيك العافيه
!..❥
أمـــيرة الـــورد
09-07-2011, 02:29 PM
http://www.osrah.net/forum/uploaded/1763/51266881541.gif
ديوان راقي ورائع
تسلم يمينك
مودتي وأمتناني ،،،
http://www.osrah.net/forum/uploaded/1763/41266881541.gif
http://forum.mu4arab.com/images/smilies/smilie14.gif
احاسيس مشتاقه
09-07-2011, 02:45 PM
صح لسان الشاعر وشكرا على الايراد
شبيه اللول
09-07-2011, 08:24 PM
.
.
سلمت يمنأك على مآْحملتيه لنأ اشكرك جزيل الشكر على هذا الطرح
وانتظر جديدك القادم بشغف
لروحك الجوري
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/b/b3/Red_Rosa_damascena_%D9%88%D8%B1%D8%AF_%D8%AC%D9%88 %D8%B1%D9%8A.JPG/300px-Red_Rosa_damascena_%D9%88%D8%B1%D8%AF_%D8%AC%D9%88 %D8%B1%D9%8A.JPG
كاتم العـبرات
16-07-2011, 09:52 PM
ديوان رائع
سلمت ولاهنت
دمت بود
سلطانة
19-07-2011, 08:25 AM
http://www.halauae.com/uploads/images/alsaher-3814931317.gif
فادي الشلاحي
19-07-2011, 09:03 AM
صح لسان شاعرها وصح نقلك الذووق,,
أمـــيرة الـــورد
19-07-2011, 04:02 PM
http://www.osrah.net/forum/uploaded/1763/51266881541.gif
ديوان راقي ورائع
تسلم يمينك
مودتي وأمتناني ،،،
http://www.osrah.net/forum/uploaded/1763/41266881541.gif
http://forum.mu4arab.com/images/smilies/smilie14.gif
عــذبـة الـروح
24-07-2011, 03:18 PM
ديوان فعلا رائع
تسلم يمينك على الانتقاء
يعطيك الف عافية
دمت برضى الرحمن
vBulletin® v3.8.11, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir