المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الشاعر ... عدنان


الصفحات : [1] 2 3

نــجــم
10-06-2011, 01:10 AM
البلد الاصلي: العراق
مكان الاقامة: السويد
ولد في مدينة الكوفة - العراق عام 1955.
عمل في بعض الصحف والمجلات العراقية والعربية.
عضو اتحاد الادباء العراقيين.
عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب.
عضو نقابة الصحفيين العراقيين.
عضو اتحاد الصحفيين العرب.
عضو منظمة الصحفيين العالمية.
عضو اتحاد الأدباء السويديين.
عضو نادي القلم الدولي في السويد.

صدرت له المجاميع الشعرية التالية :
1) انتظريني تحت نصب الحرية 1984 بغداد
2) أغنيات على جسر الكوفة 1986 بغداد
3) العصافير لا تحب الرصاص 1986 بغداد
4) سماء في خوذة (طبعة أولى) 1988 بغداد
(طبعة ثانية) 1991 القاهرة
(طبعة ثالثة) 1996 القاهرة
5) مرايا لشعرها الطويل (طبعة أولى) 1992 بغداد
(طبعة ثانية) 2002 عمان
6) غيمة الصمغ (طبعة أولى) 1993 بغداد
(طبعة ثانية) 1994 دمشق
7) تحت سماء غريبة (طبعة أولى) 1994 لندن
(طبعة ثانية) 2002 بيروت
8) خرجتٌ من الحرب سهواً (مختارات شعرية) 1994القاهرة
9) تكوينات 1996 بيروت
10) نشيد أوروك (قصيدة طويلة) طبعة أولى 1996 بيروت
طبعة ثانية 2004 القاهرة
11) صراخ بحجم وطن (مختارات شعرية) 1998 السويد
12) تأبط منفى (طبعة أولى) 2001 السويد (طبعة ثانية) 2004 القاهرة

· غادر العراق صيف 1993 اثناء مشاركته في مهرجان جرش في عمان، وأقام فيها، ثم أنتقل إلى بيروت عام 1996، حتى استقراره في السويد، حيث يقيم حالياً.

· شارك في العديد من المهرجانات الشعرية في السويد ولندن وهولندا وألمانيا والنرويج والدنمارك وبغداد وعمان وبيروت ودمشق والقاهرة وصنعاء وعدن والخرطوم والدوحة.

· تُرجمت بعض قصائده إلى: السويدية والإنجليزية والهولندية والإيرانية والكردية والأسبانية والالمانية والرومانية والفرنسية والنرويجية والدنماركية. وصدرت له بعض الترجمات في كتب منها:

مختارات شعرية (بالهولندية) ترجمة ياكو شونهوفن Jaco Schoonhoven 1997 ضمن اصدارات مهرجان الشعر العالمي في روتردام.

تحت سماء غريبة (بالاسبانية) ترجمة دار الواح 1997 مدريد.
الكتابة بالاظافر (بالسويدية) ترجمة ستافان ويسلاندر Staffan Wieslander ومراجعة الشاعرة بوديل جريك Bodil Greek - طبعة خاصة ضمن مهرجان أيام الشعر العالمية في مالمو 1998، طبعة أولى– 2000 مطبعة روزنغورد Bokf?rlaget Roseng?rd

· حصل على جائزة هيلمان هاميت العالمية للإبداع وحرية التعبير/ في نيويورك ! - عام 1996 HELLMAN HAMMETT

· حصل على جائزة مهرجان الشعر العالمي / في روتردام - عام 1997 INTERNATIONAL AWARD POETRY

نــجــم
10-06-2011, 01:10 AM
أوراق من سيرة تأبط منفي



(1)
أتسكعُ تحتَ أضواءِ المصابيحِ
وفي جيوبي عناوين مبللةٌ
حانةٌ تطردني إلى حانةٍ
وامرأةٌ تشهيني بأخرى
أعضُّ النهودَ الطازجةَ
أعضُّ الكتبَ
أعضُّ الشوارعَ
هذا الفمُ لا بدَّ أن يلتهمَ شيئاً
هذه الشفاه لا بدَّ أن تنطبقَ على كأسٍ
أو ثغرٍ
أو حجر
لمْ يجوعني الله ولا الحقولُ
بل جوعتني الشعاراتُ
والمناجلُ التي سبقتني إلى السنابلِ
أخرجُ من ضوضائي إلى ضوضاءِ الأرصفةِ
أنا ضجرٌ بما يكفي لأن أرمي حياتي
لأيةِ عابرةِ سبيلٍ
وأمضي طليقاً
ضجراً من الذكرياتِ والأصدقاءِ والكآبةِ
ضجراً أو يائساً
كباخرةٍ مثقوبةٍ على الجرفِ
لا تستطيعُ الإقلاعَ أو الغرق
تشرين ثاني 1993 عدن
*

نــجــم
10-06-2011, 01:10 AM
(2)
كتبي تحتَ رأسي
ويدي على مقبضِ الحقيبةِ
السهول التي حلمنا بها لمْ تمنحنا سوى الوحولِ
والكتب التي سطرناها لمْ تمنحنا سوى الفاقةِ والسياطِ
أقدامي امحتْ من التسكعِ على أرصفةِ الورقِ
وأغنياتي تكسّرتْ مع أقداحِ الباراتِ
ودموعي معلّقةٌ كالفوانيسِ على نوافذِ السجونِ الضيقةِ
أفردُ خيوطَ الحبرِ المتشابكةَ من كرةِ صوفِ رأسي
وأنثرها في الشوارعِ
سطراً سطراً،
حتى تنتهي أوراقي
وأنام
آذار 1996 دمشق
*

نــجــم
10-06-2011, 01:11 AM
سأحزمُ حقائبي
ودموعي
وقصائدي
وأرحلُ عن هذه البلادِ
ولو زحفتُ بأسناني
لا تطلقوا الدموعَ ورائي ولا الزغاريدَ
أريد أن أذهبَ
دون أن أرى من نوافذِ السفنِ والقطاراتِ
مناديلكم الملوحةَ.
أستروحُ الهواءَ في الأنفاقِ
منكسراً أمامَ مرايا المحلاتِ
كبطاقاتِ البريدِ التي لا تذهبُ لأحدٍ
لنحمل قبورنَا وأطفالنَا
لنحمل تأوهاتِنا وأحلامنَا ونمضي
قبل أن يسرقَوها
ويبيعوها لنا في الوطنِ: حقولاً من لافتاتٍ
وفي المنافي: وطناً بالتقسيط
هذه الأرضُ
لمْ تعدْ تصلحُ لشيءٍ
هذه الأرضُ
كلما طفحتْ فيها مجاري الدمِ والنفطِ
طفحَ الانتهازيون
أرضنا التي نتقيَّأُها في الحانات
ونتركها كاللذاتِ الخاسرةِ
على أسرةِ القحابِ
أرضنا التي ينتزعونها منا
كالجلودِ والاعترافاتِ
في غرفِ التحقيقِ
ويلصقونها على اكفنا، لتصفّقَ
أمامَ نوافذِ الحكامِ
أيةُ بلادٍ هذه
ومع ذلك
ما أن نرحلَ عنها بضعَ خطواتٍ
حتى نتكسرَ من الحنين
على أولِ رصيفِ منفى يصادفنا
ونهرعُ إلى صناديقِ البريدِ
نحضنها ونبكي
كانون ثاني 1996 الخرطوم

نــجــم
10-06-2011, 01:11 AM
حياتنا التي تشبه الضراط المتقطع في مرحاض عام
حياتنا التي لمْ يؤرخها أحد
حياتنا ناياتنا المبحوحةُ في الريحِ
أو نشيجنا في العلبِ
حياتنا المستهلكةُ في الأضابير
والمشرورةُ فوق حبالِ غسيلِ الحروبِ
ترى أين أوَّلي بها الآن
حين تستيقظُ فجأةً
في آخرةِ الليلِ
وتظلُّ تعوي في شوارعِ العالم
15/7/1999 ليلاً - قناة دوفر Dover بحر المانش

نــجــم
10-06-2011, 01:11 AM
أضعُ يدي على خريطةِ العالمِ
وأحلمُ بالشوارعِ التي سأجوبها بقدمي الحافيتين
والخصورِ التي سأطوقها بذراعي في الحدائقِ العامةِ
والمكتباتِ التي سأستعيرُ منها الكتبَ ولن أعيدها
والمخبرين الذين سأراوغهم من شارعٍ إلى شارعٍ
منتشياً بالمطرِ والكركراتِ
حتى أراهم فجأةً أمامي
فأرفع إصبعي عن الخارطة خائفاً
وأنامُ ممتلئاً بالقهر
16/7/1999 حديقة الهايدبارك – لندن

نــجــم
10-06-2011, 01:11 AM
سأقذفُ جواربي إلى السماءِ
تضامناً مع مَنْ لا يملكون الأحذيةَ
وأمشي حافياً
ألامسُ وحولَ الشوارعِ بباطنِ قدمي
محدقاً في وجوهِ المتخمين وراءَ زجاجِ مكاتبهم
آه..
لو كانتِ الأمعاءُ البشريةُ من زجاجٍ
لرأينا كمْ سرقوا من رغيفنا
أيها الربُّ
إذا لمْ تستطعْ أن تملأَ هذه المعدةَ الجرباءَ
التي تصفرُ فيها الريحُ والديدانُ
فلماذا خلقتَ لي هذه الأضراسَ النهمة
وإذا لمْ تبرعمْ على سريري جسداً املوداً
فلماذا خلقتَ لي ذراعين من كبريت
وإذا لمْ تمنحني وطناً آمناً
فلماذا خلقتَ لي هذه الأقدامَ الجوّابةَ
وإذا كنتَ ضجراً من شكواي
فلماذا خلقتَ لي هذا الفمَ المندلقَ بالصراخِ
ليلَ نهار
آب 1999 براغ

نــجــم
10-06-2011, 01:12 AM
أين يداكَ؟
نسيتهما يلوحان للقطاراتِ الراحلةِ
أين امرأتكَ؟
اختلفنا في أولِ متجرٍ دخلناهُ
أين وطنكَ؟
ابتلعتهُ المجنـزرات
أين سماؤكَ؟
لا أراها لكثرةِ الدخانِ واللافتاتِ
أين حريتكَ؟
أنني لا أستطيعُ النطقَ بها من كثرةِ الارتجاف
1996 مقهى الفينيق - عمان

نــجــم
10-06-2011, 01:12 AM
دموعي سوداء
من فرطِ ما شربتْ عيوني
من المحابرِ والزنازين
خطواتي قصيرة
من طولِ ما تعثرتْ بين السطورِ بأسلاكِ الرقيب
أمدُّ برأسي من الكتاب
وأتطلعُ إلى ما خلفتُ ورائي
من شوارع مزدحمةٍ
ونهودٍ متأوهةٍ
ورغباتٍ مورقةٍ في الأسرّةِ
وأعجبُ كيف مرّتِ السنواتُ
وأنا مشدودٌ بخيوطِ الكلماتِ إلى ورقة
تموز 1993 مهرجان جرش- عمان

نــجــم
10-06-2011, 01:13 AM
لا شمعة في يدي ولا حنين
فكيف أرسمُ قلبي
لا سنبلة أمامَ فمي فكيفَ أصفُ رائحةَ الشبعِ
لا عطور في سريري فكيف أستدلُّ على جسد المرأة
لنستمع إلى غناءِ الملاحين
قبل أن يقلعوا بأحلامهم إلى عرضِ البحرِ وينسونا
لنستمع إلى حوارِ الأجسادِ
قبل أن ينطفئَ لهاثها على الأرائك
أنا القيثارةُ مَنْ يعزفني
أنا الدموعُ مَنْ يبكيني
أنا الكلماتُ مَنْ .. يرددني
أنا الثورةُ مَنْ يشعلني
تشرين ثاني1993 صنعاء

نــجــم
10-06-2011, 01:13 AM
أكتبُ ويدي على النافذة
تمسحُ الدموعَ عن وجنةِ السماء
أكتبُ وقلبي في الحقيبةِ يصغي لصفيرِ القطارات
أكتبُ وأصابعي مشتتة على مناضدِ المقاهي ورفوفِ المكتبات
أكتبُ وعنقي مشدودٌ منذ بدءِ التاريخِ
إلى حبلِ مشنقةٍ
أكتبُ وأنا أحملُ ممحاتي دائماً
لأقلِّ طرقةِ بابٍ
وأضحكُ على نفسي بمرارةٍ
حين لا أجد أحداً
سوى الريح

نــجــم
10-06-2011, 01:13 AM
كيف لي
أن أتخلّصَ من مخاوفي
رباه
وعيوني مسمرةٌ إلى بساطيلِ الشرطةِ
لا إلى السماءِ
وبطاقتي الشخصية معي
وأنا في سريرِ النومِ
خشيةَ أنْ يوقفني مخبرٌ في الأحلام
24/7/1999 امستردام

نــجــم
10-06-2011, 01:13 AM
تحتَ سلالمِ أيامي المتآكلةِ
أجلسُ أمام دواتي اليابسةِ
أخططُ لمجرى قصيدتي أو حياتي
ثم أديرُ وجهي باتجاهِ الشوارع
ناسياً كلَّ شيءٍ
أريدُ أن أهرعَ لأولِ عمودٍ أعانقهُ وأبكي
أريدُ أن أتسكعَ تحتَ السحب العابرة
حتى تغسل آثارَ دموعي
أريد أن أغفو على أيِّ حجرٍ أو مصطبةٍ أو كتاب
دونَ أن يدققَ في وجهي مخبرٌ
أو متطفلةٌ عابرةٌ
أعطوني شيئاً من الحريةِ
لأغمس أصابعي فيها
وألحسها كطفلٍ جائعٍ
أنا شاعرٌ جوّاب
يدي في جيوبي
ووسادتي الأرصفة
وطني القصيدة
ودموعي تفهرسُ التأريخَ
أشبخُ السنواتِ والطرقاتِ
بعجالة مَنْ أضاعَ نصفَ عمرِهِ
في خنادقِ الحروبِ الخاسرةِ والزنازين
مَنْ يغطيني من البردِ واللهاثِ ولسعاتِ العيون
وحيداً، أبتلعُ الضجرَ والوشلَ من الكؤوسِ المنسيّةِ على الطاولاتِ
وأحتكُّ بأردافِ الفتياتِ الممتلئةِ في مواقفِ الباصاتِ
لي المقاعدُ الفارغةُ
والسفنُ التي لا ينتظرها أحد
لا خبز لي ولا وطن ولا مزاج
وفي الليل
أخلعُ أصابعي
وأدفنها تحتَ وسادتي
خشيةَ أن أقطعها بأسناني
واحدةً بعدَ واحدة
من الجوعِ
أو الندمِ

نــجــم
10-06-2011, 01:13 AM
أيها القلبُ الضال
يا مَنْ خرجتَ حافياً ذاتَ يومٍ
مع المطرِ والسياطِ وأوراقِ الخريفِ
ولمْ تعدْ لي
سأبحثُ عنكَ
في حقائبِ الفتياتِ اللامعةِ والمواخيرِ ومحطاتِ القطاراتِ
حافياً أمرُّ في طرقاتِ طفولتي
وعلى فمي تتراكمُ دموعُ الكتب والغبار
أجمعُ بقايا الصحفِ والغيوم الحزينة وصور الممثلات العارية
وأدلقُ وشلَ القناني الفارغةِ في جوفي
أجمعُ أعقابَ السجائر المطلية بالأحمر
وأظلُّ أحلمُ بما تركتهُ الشفاهُ الأنيقةُ من زفراتٍ
القصائدُ تتعفنُ في جيوبي
ولا أجد مَنْ ينشرها
الدموعُ تتيبسُ على شفتي
ولا أجد مَنْ يمسحها
راكلاً حياتي بقدمي من شارعٍ إلى شارعٍ
مثلما يركلُ الطفلُ كرتَهُ الصغيرةَ ضجراً منها
وأنا...
أتأملُ وجهي في المرايا المتعاكسة
وأعجبُ
كيف هرمتُ
بهذه العجالة

نــجــم
10-06-2011, 01:14 AM
سأجلسُ على بابِ الوطنِ محدودبَ الظهرِ
كأغنيةٍ حزينةٍ تنبعثُ من حقلٍ فارغٍ
يغطيني الثلجُ وأوراقُ الشجرِ اليابسة
أنظرُ إلى أسرابِ العائدين من منافيهم كالطيورِ المتعبةِ
أمسحُ عن أجفانهم الثلوجَ والغربةَ
إنهم يعودون...
لكن مَنْ يعيد لهم ما ضيعوهُ
من رملٍ وأحلامٍ وسنوات
أقلعتُ في أولِ قطارٍ إلى المنفى
وأنا أفكرُ بالعودة
شاختْ سكةُ الحديدِ
وتهرأتِ العجلاتُ
وامحتْ ثيابي من الغسيلِ
وأنا ما زلتُ مسافراً في الريحِ
أتطايرُ بحنيني في قاراتِ العالم
مثل أوراقِ الرسائلِ الممزقةِ
دموعي مكسّرةٌ في الباراتِ
وأصابعي ضائعةٌ على مناضدِ المقاهي
تكتبُ رسائلَ الحنينِ
لأصدقائي الذين لا أملكُ عناوينهم
أنامُ على سطوحِ الشاحناتِ
وعيوني المغرورقةُ باتجاهِ الوطنِ البعيد
كطائرٍ لا يدري على أيِّ غصنٍ يحطُّ
لكنني دون أن أتطلعَ من نافذةِ القطارِ العابرِ سهوب وطني
أعرفُ ما يمرُّ بي
من أنهارٍ
وزنازين
ونخيلٍ
وقرى. أحفظها عن ظهرِ قلب
سأرتمي، في أحضانِ أولِ كومةِ عشبٍ تلوحُ لي من حقولِ بلادي
وأمرّغُ فمي بأوحالها وتوتها وشعاراتها الكاذبةِ
لكنني
لن أطرقَ البابَ يا أمي
إنهم وراء الجدران ينـتظرونني بنصالهم اللامعة
لا تنتظري رسائلي
إنهم يفتشون بين الفوارز والنقاطِ عن كلِّ كلمةٍ أو نأمةٍ
فاجلسي أمامَ النافذة
واصغي في الليلِ إلى الريح
ستسمعين نجوى روحي

نــجــم
10-06-2011, 01:14 AM
خطوطُ يدي امحت من التشبّثِ بالريحِ والأسلاك
ومن العاداتِ السرّيةِ
مع نساء لا أعرفهن
التقطتهنَّ بسنّارةِ أحلامي من الشارع
وهذه الشروخ، التي ترينها ليستْ سطوراً
بل آثار المساطر التي انهالتْ على كفي
وهذه الندوب، عضات أصابعي
من الندم والغضب والارتجاف
فلا تبحثي عن طالعي في راحتي
- ياسيدتي العرافة -
ما دمتُ مرهوناً بهذا الشرقِ
فمستقبلي في راحات الحكام

نــجــم
10-06-2011, 01:14 AM
لا أعرفُ متى سأسقطُ على رصيفِ قصائدي
مكوّماً بطلقةٍ
أو مثقوباً من الجوعِ
أو بطعنة صديق
يمرُّ الحكامُ والأحزابُ والعاهراتُ
ولا يد تعتُّ بياقتي وتنهضني من الركامِ
لا عنق يستديرُ نحوي
ليرى كيفَ يشخبُ دمي كساقيةٍ على الرصيفِ
لا مشيعين يحملونني متأففين إلى المقبرة
الأقدامُ تدوسني أو تعبرني
وتمضي
الفتياتُ يشحنَ بأنظارهن
وهن يمضغن سندويشاتهن ونكاتهن المدرسية البذيئة
ومئذنةُ الجامعِ الكبير
تصاعدُ تسابيحها - ليلَ نهار -
دون أن تلتفت لجعيري
…….
لا أعرفُ على أيِّ رصيفِ منفى
ستسّاقطُ أقدامي ورموشي من الانتظار
لا أعرفُ أيَّ أظافرٍ نتنةٍ ستمتدُ إلى جيوبي
وتسلبني قصائدي
ومحبرتي وأحلامي
في وضحِ النهار
لا أعرفُ على أيِّ سريرِ فندقٍ أو مستشفى
سأستيقظ
لأجد وسادتي خاليةً...
ودموعي باردةً
ووطني بعيد
لا أعرفُ في أيِّ منعطفِ جملةٍ أو وردةٍ
سيسدد أحدهم طعنتَهُ المرتبكةَ العميقةَ
إلى ظهري
من أجلِ قصيدةٍ كتبتها ذاتَ يومٍ
أشتمُ فيها الطغاة والطراطير
ومع ذلك سأواصلُ طوافي وقهقهاتي وشتائمي
عابراً وليس لي غير الأرصفةِ والسعالِ الطويلِ
ليس لي غير الحبرِ والسلالمِ والأمطارِ
سائراً مثلَ جندي وحيدٍ
يجرُّ بين الأنقاضِ حياتَهُ الجريحةَ
لا أريدُ أوسمةً ولا طبولاً ولا جرائدَ
أريدُ أن أضعَ جبيني الساخنَ
على طينِ أنهارِ بلادي
وأموت حالماً كالأشجار

نــجــم
10-06-2011, 01:15 AM
لوليو



أسرّحُ طرفي
السماءُ التي أثلجتْ
لوّحتْ لي، وغامتْ وراءَ الصنوبرِ
مالي وهذا الصنوبرُ مُدّثرٌ بالعصافيرِ والقبلاتِ السريعةِ
مالي وتلك البناتُ يدخّن أسرارَهن وراءَ النوافذِ
مالي وهذي البلادُ التي لمْ يعكرْ فضاءاتها مدفعٌ منذ قرنين
مالي
وهذي السماءُ التي أثلجتْ
أو ستصحو …
…………….
………..
مالي
ولا أرض لي
غير هذي الخطى
لكأنَّ الحنين يقصّرها أو يسارعها
وأنا أتشاغلُ بالواجهاتِ المضيئةِ
عما يشاغلني
………
أقول لقلبي إلى أين؟
هم خربوا وطني
وتباكوا علي
المفارز عند الحدودِ البعيدةِ
ترنو لوجهي المشطّبِ بالسرفاتِ
تدققُ منذ الصباحِ باسمي وتقذفني
لكأن بلادي ممهورة بالدموع التي تتساقط سهواً
لكأن المخافر تفترُّ بي
لكأني وحيد بزنزانتي آخرَ البار
أكرعُ ما ظلَّ لي جرعةً واحدة
وأغيبُ…
رويداً، رويداً
………..
…..
ليس لي غير هذي الثلوج تظلّلُ نافذتي والشجرْ
كلما سألتني الفتاةُ اللصيقةُ عن وجهتي
اشتبكَ الغيمُ فوق مدامعنا وأنهمرْ

نــجــم
10-06-2011, 01:15 AM
يوليسيس



على جسرِ مالمو
رأيتُ الفراتَ يمدُّ يديهِ
ويأخذني
قلتُ أينَ
ولمْ أكملِ الحلمَ
حتى رأيتُ جيوشَ أمية
من كلِ صوبٍ تطوقني
وداعاً لنافذةٍ في بلادِ الخراب
وداعاً لسعفٍ تجردُهُ الطائراتُ من الخضرةِ الداكنةْ
وداعاً لتنورِ أمي
وداعاً لتاريخنا المتآكلِ فوق الروازين
وداعاً لما سوفَ نتركهُ في اليدين
وداعاً
نغادرهُ الوطنَ المرَّ،
لكنْ إلى أين؟
كلُّ المنافي أمرّ …
...........
النخيلُ الذي ظلّلتني طوالعُهُ
لمْ يعدْ منه غير بقايا تصاوير شاحبةٍ
ومصاطب فارغةٍ
وجذوع مشانق ترنو لأعناقنا الحالمةْ
والفراتُ الذي عمدتني مواجعُهُ
لمْ يزلْ سادراً بأنينِ القرى الهائمةْ
آه.. عوليس
ليتكَ لمْ تصلِ الآنَ
ليتَ الطريق إلى Malmo كانَ أبعدَ
أبعدَ
أبعدَ
أبعد
……………
………
أيهذا الغريبُ الذي لمْ يجدْ لحظةً مبهجهْ
كيف تغدو المنافي سجوناً بلا أسيجةْ

نــجــم
10-06-2011, 01:15 AM
العبور الي المنفي




أنينُ القطارِ يثيرُ شجنَ الأنفاقْ
هادراً على سكةِ الذكرياتِ الطويلة
وأنا مسمّرٌ إلى النافذةِ
بنصفِ قلب
تاركاً نصفَهَ الآخرَ على الطاولة
يلعبُ البوكرَ مع فتاةٍ حسيرةِ الفخذين
تسألني بألمٍ وذهول
لماذا أصابعي متهرئة
كخشب التوابيت المستهلكة
وعجولة كأنها تخشى ألاّ تمسك شيئاً
فأحدّثها عن الوطن
واللافتات
والاستعمار
وأمجاد الأمة
والمضاجعاتِ الأولى في المراحيض
فتميلُ بشعرها النثيث على دموعي ولا تفهم
وفي الركنِ الآخرِ
ينثرُ موزارت توقيعاتِهِ على السهوبِ
المغطاة بالثلج...
وطني حزينٌ أكثر مما يجب
وأغنياتي جامحةٌ وشرسة وخجولة
سأتمددُ على أولِ رصيفٍ أراه في أوربا
رافعاً ساقيَّ أمام المارة
لأريهم فلقات المدارس والمعتقلات
التي أوصلتني إلى هنا
ليس ما أحمله في جيوبي جواز سفر
وإنما تأريخ قهر
حيث خمسون عاماً ونحن نجترُّ العلفَ
والخطابات....
.. وسجائر اللفِّ
حيث نقف أمام المشانق
نتطلعُ إلى جثثنا الملولحة
ونصفقُ للحكّام
.. خوفاً على ملفات أهلنا المحفوظةِ في أقبية الأمن
حيث الوطن
يبدأ من خطاب الرئيس
.. وينتهي بخطاب الرئيس
مروراً بشوارع الرئيس، وأغاني الرئيس، ومتاحف الرئيس، ومكارم الرئيس ، وأشجار الرئيس ، ومعامل الرئيس، وصحف الرئيس، وإسطبل الرئيس، وغيوم الرئيس، ومعسكرات الرئيس، وتماثيل الرئيس، وأفران الرئيس، وأنواط الرئيس، ومحظيات الرئيس، ومدارس الرئيس، ومزارع الرئيس، وطقس
ستحدّق طويلاً
في عينيّ المبتلتين بالمطر والبصاق
وتسألني من أي بلادٍ أنا...

نــجــم
10-06-2011, 01:15 AM
أنا وهولاكو



قادني الحراسُ إلى هولاكو
كان متربعاً على عرشِهِ الضخمِ
وبين يديهِ حشدٌ من الوزراءِ والشعراءِ والجواري
سألني لماذا لمْ تمدحني
ارتجفتُ مرتبكاً هلعاً: يا سيدي أنا شاعرُ قصيدةِ نثر
أبتسمَ واثقاً مهيباً:
لا يهمكَ ذلك..
ثم أشارَ لسيافِهِ الأسودِ ضاحكاً:
علمْهُ إذاً كيف يكتبُ شعراً عمودياً بشطرِ رأسِهِ
إلى شطرٍ وعجزٍ
وإياكَ أن تخلَّ بالوزنِ
وإياكَ من الزحافِ والعللِ
امسكني السيافُ من ياقتي المرتجفةِ،
وهوى بسيفِهِ الضخمِ
على عنقي
فتدحرجَ رأسي،
واصطدم بالنافذةِ التي انفتحتْ من هولِ الصدمةِ.
فاستيقظتُ هلعاً يابس الحلق، لأرى عنقي مبللاً بالعرق، وكتابَ الطبري ما زالَ جاثماً على صدري، وقد اندعكت أوراقه تحت سنابكِ خيولِ هولاكو التي كانت تنهب الممالك والقلاع، وأمامي وشيشُ التلفزيونِ الذي انتهى بَثُّهُ بنهايةِ خطابِ الرئيسِ الطويلِ
قفزتُ مرعوباً
رأيت فراشي ملطخاً بدمِ الكتبِ التي جرفها نهرُ دجلة، ممتزجاً بالطمي والجهشات
حاولتُ أن أجمعَ شطري رأسي اللذَين التصقا بجانبي التلفزيون
وأصبحا أشبه بسماعتين يبثُّانِ الوشيشَ نفسَهَ.
في الصباحِ…….
على غيرِ العادةِ ،لم اقرأ نعيي في الجريدةِ ،
ولمْ تقفْ سيارةُ الحرسِ أمامَ البيتِ وعليها جنازتي
ولمْ أعرفْ تفاصيلَ ما حدثَ
ذلك لأنَّ هولاكو ضجرَ من الوشيشِ
فقامَ بنفسِهِ وأطفأَ التلفزيونَ
وعادَ إلى كتابِ الطبريِّ ثانيةً،
مبتسماً واثقاً مهيباً ،
بعد أن رفسني بخصيتي
لأنني نمتُ
قبل أن أكملَ بقيةَ سيرتِهِ

نــجــم
10-06-2011, 01:16 AM
الظل الثاني


وقفتُ أمام البنايةِ
مرتبكاً
يتعقبني ظلُّه من وراء الجريدةِ
لفَّ معي الطرقاتِ
وقاسمني مطعماً في ضواحي المدينةِ
والباصَ
والمكتباتِ اللصيقةَ
حتى انتهينا إلى دورةٍ للمياهِ
وقاسمتهُ هلعي في القصيدةِ، منكمشاً
أتحسسُّ طياتها من خلالِ التصاقِ القميصِ بنبضي الذي يتسارعُ
والعجلات التي تتسارعُ
والقبلات التي تتسارعُ خلف الغصون
تحسسَ - حين استدارَ - انتفاخَ مؤخرةِ البنطلونِ
فأبصرتُ فوهةً تترصدني……
………
ولم نفترقْ
قاطعتنا الشوارعُ
لم نفترقْ
قاطعتنا أغاني المقاهي التي سيحطُّ الذبابُ على لحنها ويطيرُ إلى الشاي، سيدةٌ بالثيابِ القصيرةِ تهبطُ من سلّمِ الباصِ تقرصها النظراتُ المريبةُ من فخذيها.. فتجفلُ، موجُ الزحامِ الذي يتلاطمُ فوق ضفافِ المحلاتِ منحسراً أخرَ الشهرِ نحو البيوتِ التي ستجففُ أيامَ

نــجــم
10-06-2011, 01:16 AM
النوافيرُ…
ساحةُ بيروت…
لمْ نفترقْ…
………
دلفتُ إلى البارِ
كان ورائي
يمد مخالبَهَ في ظلالي وكانَ الوطنْ
على بعدِ منفى وكوبٍ من الشاي
يقرأُ في صحفِ اليوم آخرَ أخبارِهِ
نافثاً في الزجاجِ المضبّبِ دخانَ سيجارةِ اللفِّ
يبصقُ..
[ .. حين أصافحهُ، سيمدُّ يداً بترتها الشظايا، يشيرُ... (لصورةِ جلادهِ ساخراً تتربعُ أعلى الجريدةِ مزدانةً بالنياشينِ ـ كمْ نفختهُ الجرائدُ ـ يتبعهُ الدبقُ، الحشدُ والكامراتُ) .. أشيرُ إلى المطرِ المتساقطِ من غيمِ أجفانِهِ وهو يرنو لجوعِ شوارعهِ والعماراتِ
تمصُّ دماه وتعلو…]
.. يرى الحافلاتِ التي تتدافعُ
والخطوات التي تـتـ....
.. إلى أين يلهثُ هذا القطيعُ ؟
احتسيتُ ـ على قلقٍ ـ نصفَ كوبي
فبادلني النظراتِ
التفتُّ
رأيت الذي كان يرقبني
قابعاً خلف نظارتيهِ وظهري
يقرّبُ أذنيهِ من طرفِ الطاولةْ
نحنُ لمْ نتبادلْ سوى جملٍ نصف مبتورةٍ
فماذا يسجّلُ فأرُ الحكومةِ في أذنِ صاحبِهِ
ويُهيّيءُ- خلفَ التقاريرِ والمعطفِ الجلدِ - طلقتَهَ القاتلةْ

نــجــم
10-06-2011, 01:16 AM
نصوص رأس السنه


(1)
يسقطُ الثلجُ
على قلبي
في شوارعِ رأسِ السنةِ
وأنا وحدي
محاط بكلِّ الذين غابوا

نــجــم
10-06-2011, 01:16 AM
كلَّ عامٍ
الأذرعُ تتعانقُ
وأنا أحدّقُ
عبرَ نافذةِ المنفى
إلى وطني
كعصفورٍ يرمي نظرتَهُ الشريدةَ
إلى الربيعِ
من وراءِ قضبانِ قفصِهِ

نــجــم
10-06-2011, 01:16 AM
كلَّ عامٍ
يقفُ بابا نوئيل
على بابِ الوطنِ
ويدقُّ
يدقُّ
لا أحد
الآباءُ بكّروا إلى مساطرِ الحرب
الأمهاتُ هرمنَ في القدورِ الفارغةِ
الجنرالاتُ ذهبوا إلى الإذاعةِ
يلقون الخطبَ والتهنئات
والأطفالُ يئسوا
فناموا قرب براميلِ القمامةِ
يحلمون بهدايا
تليقُ بطفولاتهم المؤجلة

نــجــم
10-06-2011, 01:17 AM
بيادق



بيدقني السلطانْ
جندياً في حربٍ لا أفقهها
لأدافعَ عن رقعةِ شطرنجٍ - لا أدري -
أم وطنٍ أمْ حلبةْ
ولهذا أعلنتُ العصيانْ
لكنَّ الجندَ الخصيانْ
قادوني معصوبَ العينين إلى الخشبةْ
وأداروا نحوي فوْهاتِ بنادقهم
فصرختُ: قفوا
ستُجرّونَ على هذي الرقعة،
كبشاً كبشاً
كي تعلو - فوق سلالمِ أشلائِكمُ – التيجانْ

نــجــم
10-06-2011, 01:17 AM
الي ....



الذي كان لي صاحباً قبل أن نفترقْ
في شجون القصيدةْ
والذي ظلَّ في الظلِّ منكمشاً
خوف ضوء النهارِ ونأي الطرقْ
ومضيتُ إلى الشمسِ
ما همّني أحترقْ
أو أهيم بسْحبِ الأماني البعيدةْ
الذي كان لي صاحباً..
لم يعدْ همُّهُ
غير أن يتعقبني في الدروب كظلِّي
ويشتمني في الجريدةْ

نــجــم
10-06-2011, 01:18 AM
سيره ذاتيه لكاتم صوت


(1)
لماذا يلمعني هذا السيد الأنيق
كل صباح
وهو يمضي إلى مهمته الغامضة

نــجــم
10-06-2011, 01:18 AM
وراءَ زجاجِ احدى المكتبات
ظلَّ صاحبي يختلسُ النظراتِ إلى وجهِ رجلٍ
كان يقلّبُ كتاباً
حين وقعتْ عيناهُ - على مؤخرةِ بنطلونِ صاحبي - ارتبكَ
هل خافني الرجلُ؟
سألتُ صاحبي، فلكزني بحذرٍ
أن أسكتَ
لكن الرجلَ الذي التفتَ فجأةً إلي ورآني
اصفّرَ وجهُهُ
تركَ الكتابَ
وانسلَّ مسرعاً بين الزحامِ
تاركاً صاحبي
يبحثُ عنه بغضبٍ

نــجــم
10-06-2011, 01:18 AM
كيف يعرف - سيدي - يا تُرى
ضحيته
وسط هذا الحشد من الأعناق

نــجــم
10-06-2011, 01:18 AM
ذات مساء
وبينما كان المطرُ ينهمرُ
في شوارعِ المدينةِ
أخرجني من دفءِ جيبهِ
حركني ببرودِ أعصابٍ
ووجهني إلى ظهرِ رجلٍ
كان منحنياً لالتقاطِ شيءٍ لمْ أرْهُ
إذ تكوّمَ الرجلُ فوقه فجأةً
بينما اتسعتْ خطواتُ صاحبي

نــجــم
10-06-2011, 01:18 AM
بين كومةٍ من عظام وأشلاء حديدية
التفتُ بحذرٍ
رأيتُ حولي عشراتٍ من زملاء المهنة
بهيئاتٍ وحشرجات مختلفة
تبادلنا أطرافَ الأحاديثِ قبلَ أنْ ننامَ
عن جولاتِنا الليليةِ
عن العيونِ التي أطفأنا فيها البصيصَ
عن الأعناقِ التي كنا نراها مزهوةً
ونعجبُ
كيف ترتجفُ أمامنا فجأةً
وتتلوى كسنابل في الريحِ،
بينما كنا نضحكُ
عن تلك الحياة الشاسعة التي.....
لم تكن تعني لنا سوى ضغطةِ زناد

نــجــم
10-06-2011, 01:19 AM
الإله المهيب



هالتهُ كثرةُ الشكاوى التي ضَجرَ الملائكةُ من إيصالها
والدموع التي لا تصلُ صندوقَ بريدِهِ إلا ذابلةً أو متسخةً
والشتائم التي تُكال له يومياً بسببٍ أو دونه
أرادَ أن يعرفَ ما يجري في بلادِنا
فتنكَّرَ بملابسِ قرويٍّ
ونزلَ من سمائِهِ البهيةِ
متجولاً في شوارعِ المدينةِ
وبينما هو ينظرُ مشدوهاً
إلى صورِ السيد الرئيسِ تملأُ الحيطانَ والهواءَ وشاشاتِ التلفزيونِ.
مرقَ موكبُهُ المهيبُ، مجلجلاً
- بين جوقةِ المصفقين واللافتاتِ والحرس-
فتعالى الهتافُ من فمِ الرصيفِ المندلقِ
ورقصتِ البناياتُ والشجرُ والناسُ والغيومُ
فلكزَهُ أحدهم هامساً بذعر:
صفّقْ أيها المغفّل،
وإلا جرجركَ حراسُهُ الغلاظ

نــجــم
10-06-2011, 01:19 AM
ألفة



منكباً في ورشتِهِ
يصنعُ هذا النجّارُ الكهلُ
توابيتاً للناسْ
ينسى التفكيرَ بموته
الألفةُ تفقدهُ الإحساسْ

نــجــم
10-06-2011, 01:19 AM
عربات


بعد قليلٍ ....
أمرُّ
أدفعُ الحياةَ أمامي كعربةٍ فارغةٍ
وأهتفُ: أيها العابرون
احذروا
أن تصطدموا بأحلامي

نــجــم
10-06-2011, 01:19 AM
سيرة


من امرأةٍ إلى امرأةٍ
ومن رصيفٍ إلى آخر
أمشي
قاطعاً حياتي
سيراً على الأحلام

احاسيس مشتاقه
10-06-2011, 02:48 AM
صح لسانه ويعطيك الف عافيه

نــجــم
10-06-2011, 10:01 AM
حنو


أنحني كالقوسِ على نفسي
ولا أنطلقُ
أشياءٌ مريرةٌ تشدني إلى الأرض

نــجــم
10-06-2011, 10:01 AM
نواعير


وإلامَ
تظلُّ تدورْ
وتدورْ
يا عبدَ اللهِ المغمورْ
كحصانِ الناعورْ
تسقي أرضاً
لمْ تنبتْ لكَ غيرَ البورْ

نــجــم
10-06-2011, 10:01 AM
قنينه



جالساً قبالتي يعبُّ الكؤوس..
واحدةً تلو الأخرى
حتى طفحتْ أعماقُهُ وسالَ
فهرعَ الندلُ يمسحونهُ بتذمرٍ
عن الطاولةِ والممراتِ والجالسين…
هل كان رجلاً
أم قنينة خمر؟

نــجــم
10-06-2011, 10:01 AM
بوصلة


الربانُ المترددْ
بين السطحِ وبين القاعْ
يحسبُ كلَّ رياحِ العالمِ
غيرَ مواتيةٍ للإقلاعْ

نــجــم
10-06-2011, 10:01 AM
غبار


بلا أجنحةٍ
يطيرُ الغبارُ ساخراً
من آلافِ الأشياءِ التي تركها على الأرض
*
مهما أثاروكَ أيها الغبارُ
ستهبطُ إلى القاعِ،
حتماً....
بأسرعِ مما علوتَ
*
ما انشدادهُ للأرضِ
هل للغبارِ وطن !!؟

نــجــم
10-06-2011, 10:02 AM
تكوينات



(1)
لا تقطفِ الوردةَ
انظرْ...
كمْ هي مزهوة بحياتها القصيرة
*

نــجــم
10-06-2011, 10:02 AM
(2)
في بالِ النمرِ
فرائس كثيرة
خارجَ قضبانِ قفصهِ
يقتنصها بلعابِهِ

نــجــم
10-06-2011, 10:02 AM
في الروحِ المذبوحِ
رقصٌ كثيرٌ
غيرَ أنَّ مدارَ الجسدِ لا يتسع

نــجــم
10-06-2011, 10:02 AM
ما الذي يعنيني الآن
أيها الرماد
انكَ كنت جمراً

نــجــم
10-06-2011, 10:02 AM
كمْ نلعنكِ
أيتها الأخطاء
عندما لمْ تَعُدْ لكِ من ضرورةٍ

نــجــم
10-06-2011, 10:02 AM
(6)
كلما ارتفعتْ منائرهم
خَفَتَ صوتُ الجائع

نــجــم
10-06-2011, 10:02 AM
الجزرُ
عثراتُ البحرِ
راكضاً باتجاهِ الشواطيء
هكذا تلمعُ خساراته من بعيد

نــجــم
10-06-2011, 10:02 AM
باستثناءِ شفتيكِ
لا أعرفُ
كيفَ أقطفُ الوردةَ

نــجــم
10-06-2011, 10:03 AM
أصلُ أو لا أصلُ
ما الفرق
حين لا أجدكِ

نــجــم
10-06-2011, 10:03 AM
تمارسُ المضاجعةَ
كما لو أنها تحفظها عن ظهرِ قلبٍ

نــجــم
10-06-2011, 10:03 AM
لمْ تعدْ في يدي
أصابع للتلويحِ
لكثرةِ ما عضضتها من الندم

نــجــم
10-06-2011, 10:03 AM
هل تتذكرنا المرايا
حين نغيبُ عنها

نــجــم
10-06-2011, 10:04 AM
سأقطفُ الوردةَ
سأقطفها
لكنْ لمنْ سأهديها
في هذا الغسقِ
من وحدتي
*

نــجــم
10-06-2011, 10:04 AM
لا أحد ينظرُ إلى أحدٍ
الكلُّ ينظرون إلى بعضهم

نــجــم
10-06-2011, 10:04 AM
لولمْ يكنْ لجمالكِ مشجب
أينَ
نعلّقُ أخطاءَنا..؟

نــجــم
10-06-2011, 10:04 AM
جمالها الذي عاشتهُ بإفراط
انفرطَ من بين أناملها
دون أن تتمكن
من الانحناء
لالتقاطِ ما تبقّى من حياتها

نــجــم
10-06-2011, 10:04 AM
إنها لعنة الجسدْ
أنَّ ينامَ وحيداً على الجمرِ
مكتفياً بأصابعِهِ
عن نساءٍ يراودن أحلامَهُ
لا يخلّفنَ غيرَ الزبدْ

نــجــم
10-06-2011, 10:04 AM
وأنتِ تمرينَ بخدكِ المشمشي
كمْ من الشفاهِ تلمظتْ بكِ
في الطريقِ إلي
*

نــجــم
10-06-2011, 10:04 AM
بإبرتهِ المائيةِ
يخيطُ المطرُ
قميصَ الحقول

نــجــم
10-06-2011, 10:04 AM
ماذا تفعلُ ظلالنا
في حضرةِ الضوء

نــجــم
10-06-2011, 10:05 AM
هكذا نجلسُ
متقابلين
أصابعنا متشابكة
وقلوبنا تهيئ حقائبها للسفر

نــجــم
10-06-2011, 10:05 AM
خيبات


انتظرتُ الأغصانَ الجرداءَ حتى أزهرتْ
والراياتِ المنكّسةَ حتى انتصبتْ
لكنْ ما أن تكوّرَ الوردُ حتى قطفَهُ غيري
وما أن سارتْ الراياتُ حتى تركتني على الرصيفِ
ومضتْ تشقُ طريقَها وسطَ الهدير .. إلى باحة القصر
وانتظرتُ السفنَ المبحرةَ حتى عادتْ
لكن ما أن نزلَ البحارةُ والمسافرون
لم أجدْ من يعرفني
وقرعتُ الزنازينَ حتى فُتحتْ
لكن ما أن خرجَ السجناءُ
فاتحين أذرعَهم ورئاتهم للحريةِ
حتى جروني من ذراعي ورموني فيها

نــجــم
10-06-2011, 10:05 AM
لو

لو مرةً
تعودُ الهراواتُ
والسياطُ
إلى الحقولِ
وتروي تأوهاتِ الأجسادِ التي تمزقتْ
تحت لسعها
لوأدتِ الأشجارُ أطرافَها
وأضربتِ الغاباتُ عن الطعامِ
فلمْ تعدْ هناكَ بلابل
أو غصون

نــجــم
10-06-2011, 10:05 AM
حصار


نلوبُ بزعانفنا في طياتِ الماء
الهواءُ يختنقُ بنا
والجالسون أمامَ زجاجِ حوضِنا الأنيقِ
ينظرون بلذةٍ لشهقاتِنا الملونةِ وهي تخبطُ السديمَ
بحثاً عن بقايا الهواء
نحن الأسماك المحاصرة في حوضِ الوطن

نــجــم
10-06-2011, 10:05 AM
بياض


الرقيبُ الذي في الكتابْ
ظلَّ يلتهمُ الكلماتِ
السطورَ
الحروفَ
الفوارزَ
حتى تكرّشَ من كثرة الصفحات
وغابْ
إلهي……
ما الذي سوف أفعلهُ
ببياضٍ كهذا
البياضُ حجابْ

نــجــم
10-06-2011, 10:06 AM
وجبة


الجوعُ يمدُّ مخالبَهَ في بطني
فألتهمُ أوراقي
وأمشي..
واضعاً يدي على بطني
خشيةَ أن يسمعَ أحدٌ طحينَ الكلمات

نــجــم
10-06-2011, 10:06 AM
معادله


نزلْ أو فاصعدْ
- لا فرق -
أيان تجوبْ..؟
القمة..
بئرٌ مقلوبْ

نــجــم
10-06-2011, 10:06 AM
الاسكافي


جالساً
على الرصيفِ
أمامَ صندوقهِ
يرنو
لأيامِهِ التي
ينتعلها الناس

نــجــم
10-06-2011, 10:06 AM
هندسة


تربّعَ المربعُ
متنهداً
على أريكةِ الصفحةِ:
كان يمكنني أن أمضي معكَ إلى الأبدِ
أيها المستقيمُ
لولا انهم أغلقوا عليّ أضلاعي

نــجــم
10-06-2011, 10:06 AM
هبوب


صافناً أمامَ رحيلكِ
كنسرٍ يخفقُ في مواجهةِ العاصفةِ
بينما ريشُهُ يتناثرُ في السهوبِ

نــجــم
10-06-2011, 10:07 AM
رجاء


عمرٌ..
أو عشرةُ أعمارْ
لا تكفي
يا ربي
كي أشبعَ من صحنِ أنوثتها
فامنحني اياها
بدلاً من حورك
والأنهارْ
أو ليستْ لي حرية أن أختارْ

نــجــم
10-06-2011, 10:07 AM
النهاراتُ التي ترحلُ
هل تلتفتُ
لترانا ماذا نفعلُ
في غيابها

نــجــم
10-06-2011, 10:07 AM
الحبل الذي مدوهُ حولَ عنقِهِ
استطالَ بالصراخِ
ثم
انقطعَ
مَنْ سقطَ قبل الآخر

نــجــم
10-06-2011, 10:08 AM
إلى الشاعر الشهيد علي الرماحي
في عصر الطغيانْ
كان الشعراءُ الخصيانْ
- كالفئرانْ -
ينكمشون بـجحرِ السلطانْ
ويغنون
بأمجادِ جلالتهِ
وبنعمتهِ
وتظلُّ حروفك
- في كلِّ زمانٍ ومكانْ -
تمشي ....
وعلى كتفيها الصلبانْ

نــجــم
10-06-2011, 10:08 AM
كمْ أضاعوا من وقتٍ وورقٍ وأرصفةٍ
أولئك الذين شتموني في المهرجاناتِ
والمراحيضِ
والصحفِ
أولئك الذين لاحقوني بتقاريرهم السريةِ
من حانةٍ إلى قصيدةٍ
ومن وطنٍ إلى منفى
أولئك
كمْ أرثي لهم الآن
حياتَهم الخاويةَ
إلى حدِّ أنهم لمْ يتركوا منها شيئاً
سواي

نــجــم
10-06-2011, 10:08 AM
الفاشيون
والشعراء المخصيون
يقفون..
على طرفي حبلٍ،
معقودٍ
في عنقي
و…
يشدون

نــجــم
10-06-2011, 10:08 AM
لمْ يفتحْ نافذةً في بيتْ
أو يزرع ورداً في راحةِ ليتْ
أو يطربه نايٌ أو بيتْ
مرَّ بهذي الدنيا ظلاً
لا تعرفه حياً أو ميْتْ

نــجــم
10-06-2011, 10:08 AM
أدخلُ دورةَ المياهِ
مفكراً بدورةِ الحياةِ
أسحبُ سيفونها
فتنجرفُ الأفكارُ الفاسدةُ
وأخرجُ طليقاً
كأنَّ رؤوسنا هي أيضاً
بحاجةٍ إلى دورةِ مياهْ

نــجــم
10-06-2011, 10:09 AM
لنْ يطرقَ بابَكَ ثانيةً
فإلامَ ستجلسُ منتظراً
في الدارْ
توهمكَ
الصدفةُ
بالتكرارْ

نــجــم
10-06-2011, 10:09 AM
إلى القاص حميد المختار
فمه الذي اعتادَ أن يقولَ لا
مرغوهُ بالترابِ
فنمتْ أشجارٌ كثيرةٌ على امتدادِ البلادِ
يسمعُ الإمبراطورُ حفيفَها وهي تعبرُ نوافذَ قصرهِ

نــجــم
10-06-2011, 10:09 AM
دائماً كنتُ أسمعُ أصواتهم الغريبة
وهي ترطنُ باسمي
ثم أقدامهم الحديدية وهي تصعدُ السلالمَ
ثم قبضاتهم على الباب
ثم فوهاتهم في صدغي
ثم جثتي وهي تتدحرجُ
خلف هدير محركات سياراتهم
ثم صخب المتحلقين حولي وهم يتساءلون:
- من أين أتوا؟
لكنهم لم يأتوا
تركوا لي المشهدَ مفتوحاً
على اتساعِ الطلقةِ المؤجلة

نــجــم
10-06-2011, 10:09 AM
لافتاتٌ تتقدمُ
بغابةٍ من الشعاراتِ
اختلفوا
مَنْ يتقدمُ الأولَ؟
ثم تشابكوا بالأيدي
ثم بالهراوات
ثم..
سقطتِ اللافتات
ولم نرَ نحن المحتشدين على جانبي الطريق
سوى غابةٍ من البنادق
تتقدمُ مشتبكةً
باتجاهنا...

نــجــم
10-06-2011, 10:09 AM
أراهم..
يدفعونني ويدخلون
يدفعونني ويخرجون
وأنا أصطفقُ بأضلاعي
وراءهم
لا أحد يلتفتُ
ليرى
كم هي مضنية
وصفيقة،
مهنة الباب

نــجــم
10-06-2011, 10:09 AM
على رصيفِ شارعِ الحمراء
يعبرُ رجلُ الدين بمسبحتِهِ الطويلةِ
يعبرُ الصعلوكُ بأحلامِهِ الحافيةِ
يعبرُ السياسي مفخّخاً برأسِ المال
يعبرُ المثقف ضائعاً
بين ساهو وحي السلّم
الكلُ يمرُّ مسرعاً ولا يلتفتُ
للمتسولِ الأعمى
وحدهُ المطرُ ينقّطُ على راحتِهِ الممدودةِ
باتجاهِ الله

نــجــم
10-06-2011, 10:09 AM
لحظةَ الانعتاقِ الخاطفةِ
بماذا يفكرُ السهمُ
بالفريسةِ
أمْ...
بالحرية

نــجــم
10-06-2011, 10:10 AM
أنتَ تمضي أيها المستقيم
دون أن تلتفتَ
لجمالِ التعرجاتِ على الورقِ
أنتَ تملكُ الوصولَ
وأنا أملكُ السعة

نــجــم
10-06-2011, 10:10 AM
نَظَرَ الأعرجُ إلى السماء
وهتفَ بغضبٍ:
أيها الربُّ
إذا لمْ يكنْ لديكَ طينٌ كافٍ
فعلامَ تعجّلتَ في تكويني

نــجــم
10-06-2011, 10:10 AM
كلما نبحَ الكلبُ
خلفَ سحابةْ
عبرتهُ
ولمْ تنتبهْ
للدعابةْ

نــجــم
10-06-2011, 10:10 AM
وحيدة تجلسُ أمامَ النافذةِ
تحوكُ الصوفَ
رجلٌ عابرٌ وحيدٌ
يسحبُ الخيطَ
يسحبُ النافذةَ
يسحبُ المرأةَ
يدخلُ سنارتَهُ فيها
ويظلُّ يحوكُ
هكذا ينسجان أحلامهما
كلَّ يومٍ
وبينهما خيطٌ مهموسٌ...
لا يصل

نــجــم
10-06-2011, 10:10 AM
جالساً بين دفتي دمعتي
أفكرُ بالمصائرِ المجهولةِ
لملايين العيونِ المتحجرةِ
التي نسيها المؤرخون
بين الفوارز والنقاطِ
على هوامشِ الفتوحاتِ

نــجــم
10-06-2011, 10:11 AM
نحن المنحنين إلى الأبدِ
كجسورِ الأريافِ الخشبيةِ
تمرُّ علينا الجواميسُ
والأحزابُ
والجنرالاتُ
والمركباتُ السريعةُ
والأحلامُ المتثائبةُ
ونحن نتأملُ خريرَ مياهِ التاريخِ
ونبتسمُ بعمقٍ
لأمواجِهِ التي ستتكسرُ عما قليلٍ
أمامَ صخورنِا

نــجــم
10-06-2011, 10:11 AM
هؤلاء الطغاة
أصحيحٌ يا ربي
انهم مروا من بين أناملِكَ الشفيفةِ
وتحملتهم!؟

نــجــم
10-06-2011, 10:11 AM
شَعَرَ تمثالُ السيد الرئيس بالضجر
فنـزل من قاعدته الذهبية
تاركاً الوفودَ والزهورَ وأناشيدَ الأطفال،
وراح يتمشى بين الناس الذين اندفعوا يصفقون له:
"بالروح بالدم.. نفديك يا.….."
انتعشَ التمثالُ.
وحين علمتْ تماثيلُهُ الأخرى بالأمر
نزلتْ إلى الساحاتِ
وراحتْ تتقاتلُ فيما بينها.
والناس يتفرجون
لا يدرون
أيهم السيدُ الرئيس....؟!!

نــجــم
10-06-2011, 10:12 AM
ستعرفينهم من الأحذيةِ التي تركوها
.. قبل أن ينهزموا
ستعرفينهم بالتأكيد
هؤلاء الذين ملأوا منابرَ المدينة
بطبولِ بطولاتهم
ترى أين نجدهم الآن
لنعرف كيفَ سمعوا قبلنا
بأولى الاطلاقاتِ
نحن الذين كنّا مجرَّدَ آذان

نــجــم
10-06-2011, 10:12 AM
الذين صُفّوا
في ساحةِ الإعدام
حملقوا بعيونٍ مرتجفةٍ
إلى الفوهاتِ السودِ
المصوبةِ إلى رؤوسهم الحليقةِ
لكنهم لمْ يروا عيونَ القتلةِ
كانتْ محجوبةً خلفَ صفِ البنادقِ الطويلِ
لهذا ظلّتْ نظراتهم
مسمّرةً نحونا
.. إلى الأبد

نــجــم
10-06-2011, 10:12 AM
أطرقَ مدرسُ التاريخِ العجوزُ ماسحاً غبارَ المعاركِ والطباشير عن نظارتيه
ثم أبتسمَ لتلاميذهِ الصغارِ بمرارةٍ:
ما أجحدَ قلبَ التاريخِ
أكلّ هذا العمر الجميل الذي سفحتُهُ على أوراقِهِ المصفرةِ
وسوف لا يذكرني بسطرٍ واحدٍ

نــجــم
10-06-2011, 10:13 AM
نسيتُ نفسي على طاولةِ مكتبتي
ومضيتُ
وحين فتحتُ خطوتي في الطريق
اكتشفتُ أنني لا شيء غير ظلٍّ لنصٍ
أراهُ يمشي أمامي بمشقةٍ
ويصافحُ الناسَ كأنه أنا

نــجــم
10-06-2011, 10:13 AM
يـملونني سطوراً
ويبوبونني فصولاً
ثم يفهرسونني
ويطبعونني كاملاً
ويوزعونني على المكتباتِ
ويشتمونني في الجرائدِ
وأنا
لمْ
أفتحْ
فمي
بعد

نــجــم
10-06-2011, 10:13 AM
أقلّ قرعة بابٍ
أخفي قصائدي - مرتبكاً - في الأدراج
لكن كثيراً ما يكون القرع
صدىً لدورياتِ الشرطةِ التي تدورُ في شوارعِ رأسي
ورغم هذا فأنا أعرفُ بالتأكيد
انهم سيقرعون البابَ ذات يوم
وستمتدُ أصابعهم المدربةُ كالكلابِ البوليسيةِ إلى جواريرِ قلبي
لينتزعوا أوراقي
و…..
حياتي
ثم يرحلون بهدوء

نــجــم
10-06-2011, 10:13 AM
أطرقُ باباً
أفتحهُ
لا أبصر إلا نفسي باباً
أفتحهُ
أدخلُ
لا شيء سوى بابٍ آخر
يا ربي
كمْ باباً يفصلني عني

نــجــم
10-06-2011, 10:14 AM
لي بظلِّ النخيلِ بلادٌ مسوّرةٌ بالبنادق
كيف الوصولُ إليها
وقد بعد الدربُ ما بيننا والعتابْ
وكيف أرى الصحبَ
مَنْ غُيّبوا في الزنازين
أو كرّشوا في الموازين
أو سُلّموا للترابْ
انها محنةٌ - بعد عشرين -
أنْ تبصرَ الجسرَ غيرَ الذي قد عبرتَ
السماواتِ غيرَ السماواتِ
والناسَ مسكونةً بالغيابْ

نــجــم
10-06-2011, 10:14 AM
قال أبي:
لا تقصصْ رؤياكَ على أحدٍ
فالشارعُ ملغومٌ بالآذانْ
كلُّ أذنٍ
يربطها سلكٌ سرّيٌ بالأخرى
حتى تصلَ السلطانْ

نــجــم
10-06-2011, 10:14 AM
بعد أن يسقطَ الجنرالُ من المشنقة
بعد أن يرسمَ الطيرُ دورتَهُ
في الهواء الطليقْ
بعد أن تتخضّبَ راياتُنا بالدماءِ....
ما الذي نفعلُ؟

نــجــم
10-06-2011, 10:14 AM
جالساً بظلِّ التماثيلِ
أقلّمُ أظافري الوسخةَ
وأفكّرُ بأمجادهم الباذخةِ
هؤلاء المنتصبون في الساحات
يطلقون قهقهاتهم العاليةَ
على شعبٍ يطحنُ أسنانَهُ من الجوعِ
ويبني لهم أنصاباً من الذهبِ والأدعية

نــجــم
10-06-2011, 10:14 AM
ارتبكَ الملكُ
وهو يرى جنودَهُ محاصرين
من كلِّ الجهاتِ
والمدافعَ الثقيلةَ تدّكُ قلاعَ القصرِ
صرخ:
أين أفراسي؟
- فطستْ يا مولاي
- أين وزيرُ الدولة
- فرَّ مع زوجتكَ يا سيدي في أولِ المعركةِ
تنحنحَ الملكُ مُعدّلاً تاجهُ الذهبي
وعلى شفتيه ابتسامةٌ دبقةٌ:
ولكن أين شعبي الطيب؟
لمْ أعدْ اسمعه منذ سنينٍ
فأنفجرَ الواقفون على جانبي الرقعةِ بالضحكِ
- لقد تأخرتَ يا سيدي في تذكّرنِا
ولم يبقَ لنا سوى أن نصفّقَ للمنتصرِ الجديد

نــجــم
10-06-2011, 10:15 AM
هؤلاء الذين
تساقطوا أكداساً
أمامَ دباباتِ الحرسِ
هؤلاء الذين حلموا كثيراً بالأرضِ
قبل أن يحلّقوا بأجنحتهم البيضاء
هؤلاء الذين نما على شواهدِ قبورهم صبّيرُ النسيان
هؤلاء الذين تآكلتْ أخبارُهم
شيئاً ، فشيئاً..
في زحمة المدينة
إنّهم يتطلعون بعيونٍ مشدوهةٍ
إلى قدرتنا على نسيانهم بهذهِ السرعة

نــجــم
10-06-2011, 10:15 AM
صرخَ في المشيعين
وهم ينثرون أكداسَ الوردِ على ضريحهِ
- شكراً لكم على أيِّ حالٍ
فقد انقضتْ حياتي، بأسرعِ مما ستذبلُ به أزهاركم النديّة

نــجــم
10-06-2011, 10:15 AM
ذاتَ يومٍ
اكتشفتْ في مرآتها
امرأةً ثانيةً
تتمرى معها
غضبتْ كثيراً
وهشّمتها – في عنفٍ –
فتطايرتْ شظايا الزجاجِ
في أرجاءِ الغرفةِ
وتكاثرتِ المرأة

نــجــم
10-06-2011, 10:15 AM
حين بحثَ في أدراجِ الليلِ
ولمْ يجدْ سيجاراً
أشعلَ عودَ الثقابِ
وبدأ يدخنُ نفسَهُ - بهدوءٍ -
ملتذاً،
وهو يتلاشى رويداً، رويداً
في سحبِ الدخان

نــجــم
10-06-2011, 10:15 AM
قبل أن يكملَّ رسمَ القفصِ
فرَّ العصفورُ
من اللوحة

نــجــم
10-06-2011, 10:29 AM
أماه…
مالي أراه
يحدّقُ بي كثيراً
يلحسُ شفتي الرقيقتين
بعينه الظامئتين
إلى حدِّ أنّهُ…
يجعلني أرتعشُ
من بللِ قبلاتهِ غير المرئية

نــجــم
10-06-2011, 10:30 AM
من كثرِ اختلافِ مواعيدكِ معي
اضطرُ دائماً
أن أضبطَ ساعتي
على عقاربِ أعذاركِ

نــجــم
10-06-2011, 10:30 AM
أزهارُ الشبّو
تتسلّلُ – كلَّ مساءٍ
إلى غرفتكِ
تسرقُ رائحةَ جسدكِ
وتعودُ إلى الحديقة
بخطى متوجسةٍ
لئلا تشي بها الأزهارُ النمّامة

نــجــم
10-06-2011, 10:30 AM
وأنتِ تتحدثين مع الآخرين
في الحفلِ
كانتْ شفتاكِ
تغزلان مواعيدهما
خارجَ جدرانِ القاعةِ
مع المطر
والأشجار
والأرصفة

نــجــم
10-06-2011, 10:39 AM
رفقاً أيها المطرُ
قميصي تبلّل..
وها أنا أرتعشُ من الحبِّ
لماذا ينظرُ لي العابرون – بدهشةٍ –
هل أبدو عارية

نــجــم
10-06-2011, 10:39 AM
حين لا ينحني الجسرُ
لن يمرَّ النهرُ
18/9/1993 عمان
*
منطرحاً
على السفحِ
يسألُ:
هل من شاغرٍ
في القمة؟
28/9/1993 عمان
*
كلما كتبَ رسالةً
إلى الوطنِ
أعادها إليه ساعي البريد
لخطأٍ في العنوان
30/9/1993 عمان
*
للفارسِ في الحفلِ وسامُ النصر
وللقتلى في الميدانِ
غبارُ التصفيقِ
وللفرسِ في الإسطبلِ
سطلٌ من شعير
21/9/1993 عمان
*
كمْ من الهواء
لمْ يستنشقْهُ بعدُ
هكذا فكَّرَ بعمقٍ
داخلَ زنزانتهِ
فاختنقَ بالسعال
9/10/1993 عمان
*
خلف الخطى الصاعدة
إلى العرشِ
ثمةَ دمٌ منحدرٌ
على السلالم
24/9/1993 عمان
*
نقرُ أصابعكِ
على الطاولةِ
موسيقى طازجة
30/9/1993 عمان
*
وجدَ ظله نائماً
في الظلِّ
أيقظهُ..
واصطحبهُ معه إلى الضوء
30/9/1993 عمان
*
تجلسُ في المكتبة
فاتحةً ساقيها
وأنا أقرأُ..
ما بين السطور
28/9/1993 عمان
*
يدها قطعةُ شكولاتا
وأنا جائعٌ
جائعٌ
جائعٌ
منذ آلافِ العصور
لا يكفيني سوى الخبز
29/6/1992 بغداد
*
مقعدهُ في الحافلةِ
تابوتٌ مؤقتٌ
هكذا أسبلَ جفنيهِ
إلى آخرِ المحطةِ
دون أن يوقظَهُ صخبُ العالم
28/9/1993 عمان
*
كلّ عامٍ، في مخزنِ الشتاءِ
الطبيعةُ تجردُ موجوداتها
لاستقبال الربيع
وتنسى شجرةَ الحزنِ اليابسة
أمام نافذتي
28/9/1993 عمان
*
قالتْ له بغضبٍ:
- أيها المسمارُ المعوجُّ
مَنْ دقّكَ على حائطي؟
وعلّقَ مزيداً من المعاطفِ والأطفال
28/9/1993 عمان
*
رسائل البرقِ
مَنْ يمزقها
قبلَ أنْ تصلََ الأرض؟
29/11/1993 عمان
*
بين أصابعنا المتشابكةِ
على الطاولةِ
كثيراً ما ينسجُ العنكبوتُ
خيوطَ وحدتي
1993 عمان
*
الأشجارُ كلامُ الأرضِ
في أذنِ الريحِ
غيرَ أن الحطابَ
كثيراً ما يقاطعهما
بفأسِهِ
7/12/1993 عمان
*
كمْ علي أن أخسرَ
في هذا العالم
كي أربحكِ
1993 عمان
*
ينظرُ الشوكُ
بشماتةٍ
إلى أعناقِ الورودِ المقطّعةِ
14/12/1993 عمان
*
لمْ تتعلمْ السباحةَ
لكنكَ علّمتها أيها البحرُ
أن تتموجَ على ذراعِ مَنْ تحبُّ
دون أن تغرق
14/12/1993 عمان
*
طافَ أصقاعَ العالم
لكنه لمْ يصل
.. إلى نفسهِ
14/12/1993 عمان
*
في المرّةِ الوحيدةِ
التي فكّرتُ بتقبيلكِ
قالتْ لي شفتاكِ:
وداعاً
1993 عمان
*
كلما تعانقتْ كلمتان
صرخَ الشاعرُ
– على الورقةِ –
آه…
كم أنتَ وحيدٌ أيها القلب
14/12/1993 عمان
*
أحياناً تنسى الطيورُ أعشاشَها
وتحطُّ على بياضِ يديكِ
لذلك عندما تصافحينني
كثيراً ما أرى الزغبَ
يغطي أصابعي
فأحلّقُ بعيداً في سماءِ الورقة
4/6/1991 بغداد
*
من أين أستدينُ أياماً صالحةً!؟
أيها الشعرُ
لقد أفسدتَ عليَّ حياتي تماماً
12/10/1993 عمان
*
أقفُ أمامَ المرآةِ
لكي أرى وحدتي
1993 عمان
*
الربّانُ المتردّدُ
يجدُ كلَّ الرياح
غيرَ مؤاتيةٍ ..
للإقلاع
11/1/1993 عمان
*
بسمِّهِ يموتُ
العقربُ الذي لا يلدغُ أحداً
15/11/1993 عمان
*
لا تولدُ الفكرةُ
إلا عاريةً
فمَنْ يلبسها كلَّ هذه المعاطفِ
والـ…
1993 عمان
*
أيها المخرجُ العجولُ
سرعان ما أنهيتَ حياةَ الجنودِ
على شاشةِ الحربِ العريضةِ
دون أن تتركَ للمتفرجين
فرصةَ تكريزِ أسمائهم
4/6/1991 بغداد
*
قالوا لها دموعكِ كاللؤلؤ
حين حملتها إلى الصيرفيِّ
فركها بأصابعهِ مندهشاً
لشدةِ بريقها
لكنّهُ لمْ يدفعْ لها فلساً
إذْ سرعان ما جفّتْ بين يديه
4/10/1993 عمان
*
كلما حلَّ عقدةً
طال حبلُ المسافةِ بينهما
12/10/1993 عمان
*
أعلّمُ أصابعي أبجديةَ الفرحِ
كي اقرأَ جَسَدَكِ
29/11/1993 عمان
*
الليالي…
التي بلا أرقٍ
أنساها
على سريري
في الصباح
1991 بغداد
*
أفكّرُ في شفتيكِ
فيسيلُُ العسلُ
على زجاجِ ذاكرتي
ألعقهُ…
دون أن تعلمين
قطرةً..
قطرةً
ترى أتؤلمكِ شفتاكِ؟
1991 بغداد
*
وأنا أقدّمُ للناشرِ مخطوطةَ ديواني
أحصيتُ مسبقاً عددَ الأعذارِ المطبعيةِ
التي سيعلقها على شماعتي
وأحصى مسبقاً عددَ القراء الذين سيضيفهم
إلى رصيدهِ في البنكِ..
لذلك لمْ نتفقْ..
لملمتُ انكساري…
ولملمَ أعذارَهُ…
وافترقنا
4/6/1991 بغداد
*
هدّئي من رنينِ أجراسكِ النحاسيةِ،
في صالةِ رأسي
- أيتها الكلمات .. -
كي لا يفسدَ هذا الضجيجُ هدوءَ القصيدةِ
فعما قليلٍ ستخرجُ إلى الغاباتِ
متأبطةً قلبي
21/10/1991 بغداد
*
لأنني لا أستطيعُ أن أميّزَ
بين الوردِ وشفتيكِ
كثيراً ما توخزني الأشواكُ
في مروجِ الأحلام
1991 بغداد
*
لا تتركي نهديكِ
يثرثران كثيراً على سريرِ اللغةِ
بلاغةُ جسدكِ في الإيجاز
17/3/1993 بغداد
*
مالي أراهم
ينثرون باقاتِ الزهورِ الندية
على سريري – شاهدتي البيضاء
دون أن أعترضَ
أو أصرخَ
أو أبكي ..
هل متُّ حقاً..
ولا أدري
4/6/1991 بغداد
*
الأرقُ
نسي مفاتيحَ غرفتهِ
على طاولتي
ترى أين يبيتُ الليلة؟
1991 بغداد
*
تنطفيءُ الشمعةُ
وأشتعلُ بجسدكِ
ما من أحدٍ
يحتفلُ بالظلام
13/9/1993 عمان
*
كل زفيرٍ
يذكّرني..
كمْ من الأشياءِ عليّ أن أطردها
من حياتي
15/11/1993 عمان
*
النصلُ الذي يلمعُ
في العتمةِ
أضاءَ لي وجهَ قاتلي
4/3/1994 عمان
*
مَنْ قالَ أن الفرحَ طائرٌ قلقٌ
لا يستقرُّ على غصنٍ
ها هو غصنُ حياتي
ممتليءٌ بالعصافيرِ الميتة
6/12/1993 عمان
*
على جلدِ الجوادِ الرابحِ
ينحدرُ..
عرقُ الأيامِ الخاسرة
6/11/1993 عمان
*
الشعراءُ الأقصرُ قامةً
كثيراً ما يضعون لقصائدهم
كعوباً عالية
1993 عمان
*
كثرةُ الطعناتِ
وراءَ ظهري
دفعتني كثيراً
.. إلى الأمام
5/11/1993 عمان
*
أيتها الوردةُ
في الذبولِ الأخيرِ
لمن تلوحين الآن....!؟

نــجــم
10-06-2011, 10:47 AM
شمعةً..
شمعةً
ستنطفيءُ السنواتُ
ويلفّني السعالُ والخريفُ
فلا أرى سوى بقعِ الشمعِ المتجمدةِ
… على سريري
ياه…
أيها القلبُ
ما أسرعَ ما تتشمعُ أصابعُ النساء

نــجــم
10-06-2011, 10:47 AM
لأنها تخافُ الموجَ
أطلقتْ على رمالِ النثرِ مراكبها الورقيةَ
وجلستْ أمامَ البحرِ
تحلمُ…
بخفقِ الأشرعةِ البعيدة

يارا العامرية
10-06-2011, 07:44 PM
/

صح لسان شاعرهآ ..
وصح اختيارك الــرآئع ..
عافاك المولى وأسعدك ..
تقديري ,,

العنيــــدهـ
11-06-2011, 03:24 AM
صح لسسسان شاعرها
ولاهنت على رووعة الإنتقاء
يعطيك العافيه
!..❥

منادي
11-06-2011, 04:31 AM
صح لسان الشاعر وتسلم يمينك على الديوان الرائع
اشكرك نجم .. الله يعطيك 1000 عافيه
و
تحية اعجاب لمن يستحق الاعجاب
منادي

نــجــم
11-06-2011, 11:00 AM
صح لسان الشاعر وتسلم يمينك على الديوان الرائع
اشكرك نجم .. الله يعطيك 1000 عافيه
و
تحية اعجاب لمن يستحق الاعجاب
منادي
يسعدني ويشرفني مرورك العطر

تقديري لكـ

نــجــم
11-06-2011, 11:00 AM
/


صح لسان شاعرهآ ..
وصح اختيارك الــرآئع ..
عافاك المولى وأسعدك ..
تقديري ,,

يسعدني ويشرفني مرورك العطر

تقديري لكـ

نــجــم
11-06-2011, 11:00 AM
صح لسسسان شاعرها
ولاهنت على رووعة الإنتقاء
يعطيك العافيه
!..❥
يسعدني ويشرفني مرورك العطر

تقديري لكـ

نــجــم
12-06-2011, 12:59 AM
خيبات


انتظرتُ الأغصانَ الجرداءَ حتى أزهرتْ
والراياتِ المنكّسةَ حتى انتصبتْ
لكنْ ما أن تكوّرَ الوردُ حتى قطفَهُ غيري
وما أن سارتْ الراياتُ حتى تركتني على الرصيفِ
ومضتْ تشقُ طريقَها وسطَ الهدير .. إلى باحة القصر
وانتظرتُ السفنَ المبحرةَ حتى عادتْ
لكن ما أن نزلَ البحارةُ والمسافرون
لم أجدْ من يعرفني
وقرعتُ الزنازينَ حتى فُتحتْ
لكن ما أن خرجَ السجناءُ
فاتحين أذرعَهم ورئاتهم للحريةِ
حتى جروني من ذراعي ورموني فيها

نــجــم
12-06-2011, 12:59 AM
لو

لو مرةً
تعودُ الهراواتُ
والسياطُ
إلى الحقولِ
وتروي تأوهاتِ الأجسادِ التي تمزقتْ
تحت لسعها
لوأدتِ الأشجارُ أطرافَها
وأضربتِ الغاباتُ عن الطعامِ
فلمْ تعدْ هناكَ بلابل
أو غصون

نــجــم
12-06-2011, 12:59 AM
حصار


نلوبُ بزعانفنا في طياتِ الماء
الهواءُ يختنقُ بنا
والجالسون أمامَ زجاجِ حوضِنا الأنيقِ
ينظرون بلذةٍ لشهقاتِنا الملونةِ وهي تخبطُ السديمَ
بحثاً عن بقايا الهواء
نحن الأسماك المحاصرة في حوضِ الوطن

نــجــم
12-06-2011, 01:00 AM
بياض


الرقيبُ الذي في الكتابْ
ظلَّ يلتهمُ الكلماتِ
السطورَ
الحروفَ
الفوارزَ
حتى تكرّشَ من كثرة الصفحات
وغابْ
إلهي……
ما الذي سوف أفعلهُ
ببياضٍ كهذا
البياضُ حجابْ

نــجــم
12-06-2011, 01:00 AM
وجبة


الجوعُ يمدُّ مخالبَهَ في بطني
فألتهمُ أوراقي
وأمشي..
واضعاً يدي على بطني
خشيةَ أن يسمعَ أحدٌ طحينَ الكلمات

نــجــم
12-06-2011, 01:00 AM
معادله


نزلْ أو فاصعدْ
- لا فرق -
أيان تجوبْ..؟
القمة..
بئرٌ مقلوبْ

نــجــم
12-06-2011, 01:00 AM
الاسكافي


جالساً
على الرصيفِ
أمامَ صندوقهِ
يرنو
لأيامِهِ التي
ينتعلها الناس

نــجــم
12-06-2011, 01:00 AM
هندسة


تربّعَ المربعُ
متنهداً
على أريكةِ الصفحةِ:
كان يمكنني أن أمضي معكَ إلى الأبدِ
أيها المستقيمُ
لولا انهم أغلقوا عليّ أضلاعي

نــجــم
12-06-2011, 01:00 AM
هبوب


صافناً أمامَ رحيلكِ
كنسرٍ يخفقُ في مواجهةِ العاصفةِ
بينما ريشُهُ يتناثرُ في السهوبِ

نــجــم
12-06-2011, 01:01 AM
رجاء


عمرٌ..
أو عشرةُ أعمارْ
لا تكفي
يا ربي
كي أشبعَ من صحنِ أنوثتها
فامنحني اياها
بدلاً من حورك
والأنهارْ
أو ليستْ لي حرية أن أختارْ

نــجــم
12-06-2011, 01:01 AM
النهاراتُ التي ترحلُ
هل تلتفتُ
لترانا ماذا نفعلُ
في غيابها

نــجــم
12-06-2011, 01:01 AM
الحبل الذي مدوهُ حولَ عنقِهِ
استطالَ بالصراخِ
ثم
انقطعَ
مَنْ سقطَ قبل الآخر

نــجــم
12-06-2011, 01:01 AM
إلى الشاعر الشهيد علي الرماحي
في عصر الطغيانْ
كان الشعراءُ الخصيانْ
- كالفئرانْ -
ينكمشون بـجحرِ السلطانْ
ويغنون
بأمجادِ جلالتهِ
وبنعمتهِ
وتظلُّ حروفك
- في كلِّ زمانٍ ومكانْ -
تمشي ....
وعلى كتفيها الصلبانْ

نــجــم
12-06-2011, 01:02 AM
كمْ أضاعوا من وقتٍ وورقٍ وأرصفةٍ
أولئك الذين شتموني في المهرجاناتِ
والمراحيضِ
والصحفِ
أولئك الذين لاحقوني بتقاريرهم السريةِ
من حانةٍ إلى قصيدةٍ
ومن وطنٍ إلى منفى
أولئك
كمْ أرثي لهم الآن
حياتَهم الخاويةَ
إلى حدِّ أنهم لمْ يتركوا منها شيئاً
سواي

نــجــم
12-06-2011, 01:02 AM
الفاشيون
والشعراء المخصيون
يقفون..
على طرفي حبلٍ،
معقودٍ
في عنقي
و…
يشدون

نــجــم
12-06-2011, 01:02 AM
لمْ يفتحْ نافذةً في بيتْ
أو يزرع ورداً في راحةِ ليتْ
أو يطربه نايٌ أو بيتْ
مرَّ بهذي الدنيا ظلاً
لا تعرفه حياً أو ميْتْ

نــجــم
12-06-2011, 01:02 AM
أدخلُ دورةَ المياهِ
مفكراً بدورةِ الحياةِ
أسحبُ سيفونها
فتنجرفُ الأفكارُ الفاسدةُ
وأخرجُ طليقاً
كأنَّ رؤوسنا هي أيضاً
بحاجةٍ إلى دورةِ مياهْ

نــجــم
12-06-2011, 01:02 AM
لنْ يطرقَ بابَكَ ثانيةً
فإلامَ ستجلسُ منتظراً
في الدارْ
توهمكَ
الصدفةُ
بالتكرارْ

نــجــم
12-06-2011, 01:02 AM
إلى القاص حميد المختار
فمه الذي اعتادَ أن يقولَ لا
مرغوهُ بالترابِ
فنمتْ أشجارٌ كثيرةٌ على امتدادِ البلادِ
يسمعُ الإمبراطورُ حفيفَها وهي تعبرُ نوافذَ قصرهِ

نــجــم
12-06-2011, 01:03 AM
دائماً كنتُ أسمعُ أصواتهم الغريبة
وهي ترطنُ باسمي
ثم أقدامهم الحديدية وهي تصعدُ السلالمَ
ثم قبضاتهم على الباب
ثم فوهاتهم في صدغي
ثم جثتي وهي تتدحرجُ
خلف هدير محركات سياراتهم
ثم صخب المتحلقين حولي وهم يتساءلون:
- من أين أتوا؟
لكنهم لم يأتوا
تركوا لي المشهدَ مفتوحاً
على اتساعِ الطلقةِ المؤجلة

نــجــم
12-06-2011, 01:03 AM
لافتاتٌ تتقدمُ
بغابةٍ من الشعاراتِ
اختلفوا
مَنْ يتقدمُ الأولَ؟
ثم تشابكوا بالأيدي
ثم بالهراوات
ثم..
سقطتِ اللافتات
ولم نرَ نحن المحتشدين على جانبي الطريق
سوى غابةٍ من البنادق
تتقدمُ مشتبكةً
باتجاهنا...

نــجــم
12-06-2011, 01:03 AM
أراهم..
يدفعونني ويدخلون
يدفعونني ويخرجون
وأنا أصطفقُ بأضلاعي
وراءهم
لا أحد يلتفتُ
ليرى
كم هي مضنية
وصفيقة،
مهنة الباب

نــجــم
12-06-2011, 01:03 AM
على رصيفِ شارعِ الحمراء
يعبرُ رجلُ الدين بمسبحتِهِ الطويلةِ
يعبرُ الصعلوكُ بأحلامِهِ الحافيةِ
يعبرُ السياسي مفخّخاً برأسِ المال
يعبرُ المثقف ضائعاً
بين ساهو وحي السلّم
الكلُ يمرُّ مسرعاً ولا يلتفتُ
للمتسولِ الأعمى
وحدهُ المطرُ ينقّطُ على راحتِهِ الممدودةِ
باتجاهِ الله

نــجــم
12-06-2011, 01:04 AM
لحظةَ الانعتاقِ الخاطفةِ
بماذا يفكرُ السهمُ
بالفريسةِ
أمْ...
بالحرية

نــجــم
12-06-2011, 01:04 AM
أنتَ تمضي أيها المستقيم
دون أن تلتفتَ
لجمالِ التعرجاتِ على الورقِ
أنتَ تملكُ الوصولَ
وأنا أملكُ السعة

نــجــم
12-06-2011, 01:04 AM
نَظَرَ الأعرجُ إلى السماء
وهتفَ بغضبٍ:
أيها الربُّ
إذا لمْ يكنْ لديكَ طينٌ كافٍ
فعلامَ تعجّلتَ في تكويني

نــجــم
12-06-2011, 01:04 AM
كلما نبحَ الكلبُ
خلفَ سحابةْ
عبرتهُ
ولمْ تنتبهْ
للدعابةْ

نــجــم
12-06-2011, 01:04 AM
وحيدة تجلسُ أمامَ النافذةِ
تحوكُ الصوفَ
رجلٌ عابرٌ وحيدٌ
يسحبُ الخيطَ
يسحبُ النافذةَ
يسحبُ المرأةَ
يدخلُ سنارتَهُ فيها
ويظلُّ يحوكُ
هكذا ينسجان أحلامهما
كلَّ يومٍ
وبينهما خيطٌ مهموسٌ...
لا يصل

نــجــم
12-06-2011, 01:04 AM
جالساً بين دفتي دمعتي
أفكرُ بالمصائرِ المجهولةِ
لملايين العيونِ المتحجرةِ
التي نسيها المؤرخون
بين الفوارز والنقاطِ
على هوامشِ الفتوحاتِ

نــجــم
12-06-2011, 01:05 AM
نحن المنحنين إلى الأبدِ
كجسورِ الأريافِ الخشبيةِ
تمرُّ علينا الجواميسُ
والأحزابُ
والجنرالاتُ
والمركباتُ السريعةُ
والأحلامُ المتثائبةُ
ونحن نتأملُ خريرَ مياهِ التاريخِ
ونبتسمُ بعمقٍ
لأمواجِهِ التي ستتكسرُ عما قليلٍ
أمامَ صخورنِا

نــجــم
12-06-2011, 01:05 AM
هؤلاء الطغاة
أصحيحٌ يا ربي
انهم مروا من بين أناملِكَ الشفيفةِ
وتحملتهم!؟

نــجــم
12-06-2011, 01:05 AM
شَعَرَ تمثالُ السيد الرئيس بالضجر
فنـزل من قاعدته الذهبية
تاركاً الوفودَ والزهورَ وأناشيدَ الأطفال،
وراح يتمشى بين الناس الذين اندفعوا يصفقون له:
"بالروح بالدم.. نفديك يا.….."
انتعشَ التمثالُ.
وحين علمتْ تماثيلُهُ الأخرى بالأمر
نزلتْ إلى الساحاتِ
وراحتْ تتقاتلُ فيما بينها.
والناس يتفرجون
لا يدرون
أيهم السيدُ الرئيس....؟!!

نــجــم
12-06-2011, 01:05 AM
ستعرفينهم من الأحذيةِ التي تركوها
.. قبل أن ينهزموا
ستعرفينهم بالتأكيد
هؤلاء الذين ملأوا منابرَ المدينة
بطبولِ بطولاتهم
ترى أين نجدهم الآن
لنعرف كيفَ سمعوا قبلنا
بأولى الاطلاقاتِ
نحن الذين كنّا مجرَّدَ آذان

نــجــم
12-06-2011, 01:05 AM
الذين صُفّوا
في ساحةِ الإعدام
حملقوا بعيونٍ مرتجفةٍ
إلى الفوهاتِ السودِ
المصوبةِ إلى رؤوسهم الحليقةِ
لكنهم لمْ يروا عيونَ القتلةِ
كانتْ محجوبةً خلفَ صفِ البنادقِ الطويلِ
لهذا ظلّتْ نظراتهم
مسمّرةً نحونا
.. إلى الأبد

نــجــم
12-06-2011, 01:06 AM
أطرقَ مدرسُ التاريخِ العجوزُ ماسحاً غبارَ المعاركِ والطباشير عن نظارتيه
ثم أبتسمَ لتلاميذهِ الصغارِ بمرارةٍ:
ما أجحدَ قلبَ التاريخِ
أكلّ هذا العمر الجميل الذي سفحتُهُ على أوراقِهِ المصفرةِ
وسوف لا يذكرني بسطرٍ واحدٍ

نــجــم
12-06-2011, 01:06 AM
نسيتُ نفسي على طاولةِ مكتبتي
ومضيتُ
وحين فتحتُ خطوتي في الطريق
اكتشفتُ أنني لا شيء غير ظلٍّ لنصٍ
أراهُ يمشي أمامي بمشقةٍ
ويصافحُ الناسَ كأنه أنا

نــجــم
12-06-2011, 01:06 AM
يـملونني سطوراً
ويبوبونني فصولاً
ثم يفهرسونني
ويطبعونني كاملاً
ويوزعونني على المكتباتِ
ويشتمونني في الجرائدِ
وأنا
لمْ
أفتحْ
فمي
بعد

نــجــم
12-06-2011, 01:06 AM
أقلّ قرعة بابٍ
أخفي قصائدي - مرتبكاً - في الأدراج
لكن كثيراً ما يكون القرع
صدىً لدورياتِ الشرطةِ التي تدورُ في شوارعِ رأسي
ورغم هذا فأنا أعرفُ بالتأكيد
انهم سيقرعون البابَ ذات يوم
وستمتدُ أصابعهم المدربةُ كالكلابِ البوليسيةِ إلى جواريرِ قلبي
لينتزعوا أوراقي
و…..
حياتي
ثم يرحلون بهدوء

نــجــم
12-06-2011, 01:06 AM
أطرقُ باباً
أفتحهُ
لا أبصر إلا نفسي باباً
أفتحهُ
أدخلُ
لا شيء سوى بابٍ آخر
يا ربي
كمْ باباً يفصلني عني

نــجــم
12-06-2011, 01:07 AM
لي بظلِّ النخيلِ بلادٌ مسوّرةٌ بالبنادق
كيف الوصولُ إليها
وقد بعد الدربُ ما بيننا والعتابْ
وكيف أرى الصحبَ
مَنْ غُيّبوا في الزنازين
أو كرّشوا في الموازين
أو سُلّموا للترابْ
انها محنةٌ - بعد عشرين -
أنْ تبصرَ الجسرَ غيرَ الذي قد عبرتَ
السماواتِ غيرَ السماواتِ
والناسَ مسكونةً بالغيابْ

نــجــم
12-06-2011, 01:07 AM
(1)
قال أبي:
لا تقصصْ رؤياكَ على أحدٍ
فالشارعُ ملغومٌ بالآذانْ
كلُّ أذنٍ
يربطها سلكٌ سرّيٌ بالأخرى
حتى تصلَ السلطانْ

نــجــم
12-06-2011, 01:07 AM
بعد أن يسقطَ الجنرالُ من المشنقة
بعد أن يرسمَ الطيرُ دورتَهُ
في الهواء الطليقْ
بعد أن تتخضّبَ راياتُنا بالدماءِ....
ما الذي نفعلُ؟

نــجــم
12-06-2011, 01:07 AM
جالساً بظلِّ التماثيلِ
أقلّمُ أظافري الوسخةَ
وأفكّرُ بأمجادهم الباذخةِ
هؤلاء المنتصبون في الساحات
يطلقون قهقهاتهم العاليةَ
على شعبٍ يطحنُ أسنانَهُ من الجوعِ
ويبني لهم أنصاباً من الذهبِ والأدعية

نــجــم
12-06-2011, 01:08 AM
ارتبكَ الملكُ
وهو يرى جنودَهُ محاصرين
من كلِّ الجهاتِ
والمدافعَ الثقيلةَ تدّكُ قلاعَ القصرِ
صرخ:
أين أفراسي؟
- فطستْ يا مولاي
- أين وزيرُ الدولة
- فرَّ مع زوجتكَ يا سيدي في أولِ المعركةِ
تنحنحَ الملكُ مُعدّلاً تاجهُ الذهبي
وعلى شفتيه ابتسامةٌ دبقةٌ:
ولكن أين شعبي الطيب؟
لمْ أعدْ اسمعه منذ سنينٍ
فأنفجرَ الواقفون على جانبي الرقعةِ بالضحكِ
- لقد تأخرتَ يا سيدي في تذكّرنِا
ولم يبقَ لنا سوى أن نصفّقَ للمنتصرِ الجديد

نــجــم
12-06-2011, 01:08 AM
هؤلاء الذين
تساقطوا أكداساً
أمامَ دباباتِ الحرسِ
هؤلاء الذين حلموا كثيراً بالأرضِ
قبل أن يحلّقوا بأجنحتهم البيضاء
هؤلاء الذين نما على شواهدِ قبورهم صبّيرُ النسيان
هؤلاء الذين تآكلتْ أخبارُهم
شيئاً ، فشيئاً..
في زحمة المدينة
إنّهم يتطلعون بعيونٍ مشدوهةٍ
إلى قدرتنا على نسيانهم بهذهِ السرعة

نــجــم
12-06-2011, 01:08 AM
صرخَ في المشيعين
وهم ينثرون أكداسَ الوردِ على ضريحهِ
- شكراً لكم على أيِّ حالٍ
فقد انقضتْ حياتي، بأسرعِ مما ستذبلُ به أزهاركم النديّة

نــجــم
12-06-2011, 01:08 AM
ذاتَ يومٍ
اكتشفتْ في مرآتها
امرأةً ثانيةً
تتمرى معها
غضبتْ كثيراً
وهشّمتها – في عنفٍ –
فتطايرتْ شظايا الزجاجِ
في أرجاءِ الغرفةِ
وتكاثرتِ المرأة

نــجــم
12-06-2011, 01:08 AM
حين بحثَ في أدراجِ الليلِ
ولمْ يجدْ سيجاراً
أشعلَ عودَ الثقابِ
وبدأ يدخنُ نفسَهُ - بهدوءٍ -
ملتذاً،
وهو يتلاشى رويداً، رويداً
في سحبِ الدخان

نــجــم
12-06-2011, 01:08 AM
قبل أن يكملَّ رسمَ القفصِ
فرَّ العصفورُ
من اللوحة

نــجــم
12-06-2011, 01:09 AM
أماه…
مالي أراه
يحدّقُ بي كثيراً
يلحسُ شفتي الرقيقتين
بعينه الظامئتين
إلى حدِّ أنّهُ…
يجعلني أرتعشُ
من بللِ قبلاتهِ غير المرئية

نــجــم
12-06-2011, 01:09 AM
من كثرِ اختلافِ مواعيدكِ معي
اضطرُ دائماً
أن أضبطَ ساعتي
على عقاربِ أعذاركِ

نــجــم
12-06-2011, 01:09 AM
أزهارُ الشبّو
تتسلّلُ – كلَّ مساءٍ
إلى غرفتكِ
تسرقُ رائحةَ جسدكِ
وتعودُ إلى الحديقة
بخطى متوجسةٍ
لئلا تشي بها الأزهارُ النمّامة

نــجــم
12-06-2011, 01:09 AM
وأنتِ تتحدثين مع الآخرين
في الحفلِ
كانتْ شفتاكِ
تغزلان مواعيدهما
خارجَ جدرانِ القاعةِ
مع المطر
والأشجار
والأرصفة

نــجــم
12-06-2011, 01:10 AM
رفقاً أيها المطرُ
قميصي تبلّل..
وها أنا أرتعشُ من الحبِّ
لماذا ينظرُ لي العابرون – بدهشةٍ –
هل أبدو عارية

نــجــم
12-06-2011, 01:10 AM
حين لا ينحني الجسرُ
لن يمرَّ النهرُ

نــجــم
12-06-2011, 01:10 AM
منطرحاً
على السفحِ
يسألُ:
هل من شاغرٍ
في القمة؟

نــجــم
12-06-2011, 01:10 AM
كلما كتبَ رسالةً
إلى الوطنِ
أعادها إليه ساعي البريد
لخطأٍ في العنوان

نــجــم
12-06-2011, 01:10 AM
للفارسِ في الحفلِ وسامُ النصر
وللقتلى في الميدانِ
غبارُ التصفيقِ
وللفرسِ في الإسطبلِ
سطلٌ من شعير

نــجــم
12-06-2011, 01:10 AM
كمْ من الهواء
لمْ يستنشقْهُ بعدُ
هكذا فكَّرَ بعمقٍ
داخلَ زنزانتهِ
فاختنقَ بالسعال

نــجــم
12-06-2011, 01:11 AM
خلف الخطى الصاعدة
إلى العرشِ
ثمةَ دمٌ منحدرٌ
على السلالم

نــجــم
12-06-2011, 01:11 AM
نقرُ أصابعكِ
على الطاولةِ
موسيقى طازجة

نــجــم
12-06-2011, 01:11 AM
وجدَ ظله نائماً
في الظلِّ
أيقظهُ..
واصطحبهُ معه إلى الضوء

نــجــم
12-06-2011, 01:11 AM
تجلسُ في المكتبة
فاتحةً ساقيها
وأنا أقرأُ..
ما بين السطور

نــجــم
12-06-2011, 01:11 AM
يدها قطعةُ شكولاتا
وأنا جائعٌ
جائعٌ
جائعٌ
منذ آلافِ العصور
لا يكفيني سوى الخبز

نــجــم
12-06-2011, 01:11 AM
مقعدهُ في الحافلةِ
تابوتٌ مؤقتٌ
هكذا أسبلَ جفنيهِ
إلى آخرِ المحطةِ
دون أن يوقظَهُ صخبُ العالم

نــجــم
12-06-2011, 01:12 AM
كلّ عامٍ، في مخزنِ الشتاءِ
الطبيعةُ تجردُ موجوداتها
لاستقبال الربيع
وتنسى شجرةَ الحزنِ اليابسة
أمام نافذتي

نــجــم
12-06-2011, 01:12 AM
قالتْ له بغضبٍ:
- أيها المسمارُ المعوجُّ
مَنْ دقّكَ على حائطي؟
وعلّقَ مزيداً من المعاطفِ والأطفال

نــجــم
12-06-2011, 01:12 AM
رسائل البرقِ
مَنْ يمزقها
قبلَ أنْ تصلََ الأرض؟

نــجــم
12-06-2011, 01:12 AM
بين أصابعنا المتشابكةِ
على الطاولةِ
كثيراً ما ينسجُ العنكبوتُ
خيوطَ وحدتي

نــجــم
12-06-2011, 01:12 AM
الأشجارُ كلامُ الأرضِ
في أذنِ الريحِ
غيرَ أن الحطابَ
كثيراً ما يقاطعهما
بفأسِهِ

نــجــم
12-06-2011, 01:12 AM
كمْ علي أن أخسرَ
في هذا العالم
كي أربحكِ

نــجــم
12-06-2011, 01:12 AM
ينظرُ الشوكُ
بشماتةٍ
إلى أعناقِ الورودِ المقطّعةِ

نــجــم
12-06-2011, 01:13 AM
لمْ تتعلمْ السباحةَ
لكنكَ علّمتها أيها البحرُ
أن تتموجَ على ذراعِ مَنْ تحبُّ
دون أن تغرق

نــجــم
12-06-2011, 01:13 AM
طافَ أصقاعَ العالم
لكنه لمْ يصل
.. إلى نفسهِ

نــجــم
12-06-2011, 01:13 AM
في المرّةِ الوحيدةِ
التي فكّرتُ بتقبيلكِ
قالتْ لي شفتاكِ:
وداعاً

نــجــم
12-06-2011, 01:13 AM
*
كلما تعانقتْ كلمتان
صرخَ الشاعرُ
– على الورقةِ –
آه…
كم أنتَ وحيدٌ أيها القلب

نــجــم
12-06-2011, 01:13 AM
أحياناً تنسى الطيورُ أعشاشَها
وتحطُّ على بياضِ يديكِ
لذلك عندما تصافحينني
كثيراً ما أرى الزغبَ
يغطي أصابعي
فأحلّقُ بعيداً في سماءِ الورقة

نــجــم
12-06-2011, 01:13 AM
*
من أين أستدينُ أياماً صالحةً!؟
أيها الشعرُ
لقد أفسدتَ عليَّ حياتي تماماً

نــجــم
12-06-2011, 01:13 AM
*
أقفُ أمامَ المرآةِ
لكي أرى وحدتي

نــجــم
12-06-2011, 10:57 AM
أزهارُ الشبّو
تتسلّلُ – كلَّ مساءٍ
إلى غرفتكِ
تسرقُ رائحةَ جسدكِ
وتعودُ إلى الحديقة
بخطى متوجسةٍ
لئلا تشي بها الأزهارُ النمّامة

نــجــم
12-06-2011, 10:58 AM
وأنتِ تتحدثين مع الآخرين
في الحفلِ
كانتْ شفتاكِ
تغزلان مواعيدهما
خارجَ جدرانِ القاعةِ
مع المطر
والأشجار
والأرصفة

نــجــم
12-06-2011, 10:58 AM
رفقاً أيها المطرُ
قميصي تبلّل..
وها أنا أرتعشُ من الحبِّ
لماذا ينظرُ لي العابرون – بدهشةٍ –
هل أبدو عارية

نــجــم
12-06-2011, 10:58 AM
حين لا ينحني الجسرُ
لن يمرَّ النهرُ

نــجــم
12-06-2011, 10:59 AM
منطرحاً
على السفحِ
يسألُ:
هل من شاغرٍ
في القمة؟

نــجــم
12-06-2011, 10:59 AM
كلما كتبَ رسالةً
إلى الوطنِ
أعادها إليه ساعي البريد
لخطأٍ في العنوان

نــجــم
12-06-2011, 10:59 AM
*
للفارسِ في الحفلِ وسامُ النصر
وللقتلى في الميدانِ
غبارُ التصفيقِ
وللفرسِ في الإسطبلِ
سطلٌ من شعير

نــجــم
12-06-2011, 10:59 AM
كمْ من الهواء
لمْ يستنشقْهُ بعدُ
هكذا فكَّرَ بعمقٍ
داخلَ زنزانتهِ
فاختنقَ بالسعال

نــجــم
12-06-2011, 10:59 AM
خلف الخطى الصاعدة
إلى العرشِ
ثمةَ دمٌ منحدرٌ
على السلالم

نــجــم
12-06-2011, 10:59 AM
نقرُ أصابعكِ
على الطاولةِ
موسيقى طازجة

نــجــم
12-06-2011, 10:59 AM
وجدَ ظله نائماً
في الظلِّ
أيقظهُ..
واصطحبهُ معه إلى الضوء

نــجــم
12-06-2011, 11:00 AM
تجلسُ في المكتبة
فاتحةً ساقيها
وأنا أقرأُ..
ما بين السطور

نــجــم
12-06-2011, 11:00 AM
يدها قطعةُ شكولاتا
وأنا جائعٌ
جائعٌ
جائعٌ
منذ آلافِ العصور
لا يكفيني سوى الخبز

نــجــم
12-06-2011, 11:00 AM
*
مقعدهُ في الحافلةِ
تابوتٌ مؤقتٌ
هكذا أسبلَ جفنيهِ
إلى آخرِ المحطةِ
دون أن يوقظَهُ صخبُ العالم

نــجــم
12-06-2011, 11:00 AM
*
كلّ عامٍ، في مخزنِ الشتاءِ
الطبيعةُ تجردُ موجوداتها
لاستقبال الربيع
وتنسى شجرةَ الحزنِ اليابسة
أمام نافذتي

نــجــم
12-06-2011, 11:00 AM
قالتْ له بغضبٍ:
- أيها المسمارُ المعوجُّ
مَنْ دقّكَ على حائطي؟
وعلّقَ مزيداً من المعاطفِ والأطفال

نــجــم
12-06-2011, 11:00 AM
رسائل البرقِ
مَنْ يمزقها
قبلَ أنْ تصلََ الأرض؟

نــجــم
12-06-2011, 11:00 AM
بين أصابعنا المتشابكةِ
على الطاولةِ
كثيراً ما ينسجُ العنكبوتُ
خيوطَ وحدتي

نــجــم
12-06-2011, 11:01 AM
الأشجارُ كلامُ الأرضِ
في أذنِ الريحِ
غيرَ أن الحطابَ
كثيراً ما يقاطعهما
بفأسِهِ

نــجــم
12-06-2011, 11:01 AM
كمْ علي أن أخسرَ
في هذا العالم
كي أربحكِ

نــجــم
12-06-2011, 11:01 AM
ينظرُ الشوكُ
بشماتةٍ
إلى أعناقِ الورودِ المقطّعةِ

نــجــم
12-06-2011, 11:01 AM
*
لمْ تتعلمْ السباحةَ
لكنكَ علّمتها أيها البحرُ
أن تتموجَ على ذراعِ مَنْ تحبُّ
دون أن تغرق

نــجــم
12-06-2011, 11:01 AM
طافَ أصقاعَ العالم
لكنه لمْ يصل
.. إلى نفسهِ

نــجــم
12-06-2011, 11:01 AM
في المرّةِ الوحيدةِ
التي فكّرتُ بتقبيلكِ
قالتْ لي شفتاكِ:
وداعاً

نــجــم
12-06-2011, 11:02 AM
كلما تعانقتْ كلمتان
صرخَ الشاعرُ
– على الورقةِ –
آه…
كم أنتَ وحيدٌ أيها القلب

نــجــم
12-06-2011, 11:02 AM
أحياناً تنسى الطيورُ أعشاشَها
وتحطُّ على بياضِ يديكِ
لذلك عندما تصافحينني
كثيراً ما أرى الزغبَ
يغطي أصابعي
فأحلّقُ بعيداً في سماءِ الورقة

نــجــم
12-06-2011, 11:02 AM
من أين أستدينُ أياماً صالحةً!؟
أيها الشعرُ
لقد أفسدتَ عليَّ حياتي تماماً

نــجــم
12-06-2011, 11:02 AM
*
أقفُ أمامَ المرآةِ
لكي أرى وحدتي

نــجــم
12-06-2011, 11:02 AM
الربّانُ المتردّدُ
يجدُ كلَّ الرياح
غيرَ مؤاتيةٍ ..
للإقلاع

نــجــم
12-06-2011, 11:03 AM
بسمِّهِ يموتُ
العقربُ الذي لا يلدغُ أحداً

نــجــم
12-06-2011, 11:03 AM
*
لا تولدُ الفكرةُ
إلا عاريةً
فمَنْ يلبسها كلَّ هذه المعاطفِ
والـ…

نــجــم
12-06-2011, 11:03 AM
*
أيها المخرجُ العجولُ
سرعان ما أنهيتَ حياةَ الجنودِ
على شاشةِ الحربِ العريضةِ
دون أن تتركَ للمتفرجين
فرصةَ تكريزِ أسمائهم

نــجــم
12-06-2011, 11:03 AM
*
قالوا لها دموعكِ كاللؤلؤ
حين حملتها إلى الصيرفيِّ
فركها بأصابعهِ مندهشاً
لشدةِ بريقها
لكنّهُ لمْ يدفعْ لها فلساً
إذْ سرعان ما جفّتْ بين يديه

نــجــم
12-06-2011, 11:03 AM
كلما حلَّ عقدةً
طال حبلُ المسافةِ بينهما

نــجــم
12-06-2011, 11:04 AM
أعلّمُ أصابعي أبجديةَ الفرحِ
كي اقرأَ جَسَدَكِ

نــجــم
12-06-2011, 11:04 AM
الليالي…
التي بلا أرقٍ
أنساها
على سريري
في الصباح

نــجــم
12-06-2011, 11:04 AM
أفكّرُ في شفتيكِ
فيسيلُُ العسلُ
على زجاجِ ذاكرتي
ألعقهُ…
دون أن تعلمين
قطرةً..
قطرةً
ترى أتؤلمكِ شفتاكِ؟

نــجــم
12-06-2011, 11:04 AM
وأنا أقدّمُ للناشرِ مخطوطةَ ديواني
أحصيتُ مسبقاً عددَ الأعذارِ المطبعيةِ
التي سيعلقها على شماعتي
وأحصى مسبقاً عددَ القراء الذين سيضيفهم
إلى رصيدهِ في البنكِ..
لذلك لمْ نتفقْ..
لملمتُ انكساري…
ولملمَ أعذارَهُ…
وافترقنا

نــجــم
12-06-2011, 11:04 AM
هدّئي من رنينِ أجراسكِ النحاسيةِ،
في صالةِ رأسي
- أيتها الكلمات .. -
كي لا يفسدَ هذا الضجيجُ هدوءَ القصيدةِ
فعما قليلٍ ستخرجُ إلى الغاباتِ
متأبطةً قلبي

نــجــم
12-06-2011, 11:05 AM
لأنني لا أستطيعُ أن أميّزَ
بين الوردِ وشفتيكِ
كثيراً ما توخزني الأشواكُ
في مروجِ الأحلام

نــجــم
12-06-2011, 11:05 AM
لا تتركي نهديكِ
يثرثران كثيراً على سريرِ اللغةِ
بلاغةُ جسدكِ في الإيجاز

نــجــم
12-06-2011, 11:05 AM
مالي أراهم
ينثرون باقاتِ الزهورِ الندية
على سريري – شاهدتي البيضاء
دون أن أعترضَ
أو أصرخَ
أو أبكي ..
هل متُّ حقاً..
ولا أدري

نــجــم
12-06-2011, 11:05 AM
الأرقُ
نسي مفاتيحَ غرفتهِ
على طاولتي
ترى أين يبيتُ الليلة؟

نــجــم
12-06-2011, 11:05 AM
تنطفيءُ الشمعةُ
وأشتعلُ بجسدكِ
ما من أحدٍ
يحتفلُ بالظلام