مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الشاعر .... معروف الرصافي
نــجــم
24-04-2011, 12:21 PM
وهو معروف بن عبد الغني بن محمود الجباري، شاعر عراقي من أب كردي ينتسب لعشيرة الجبارة التي تسكن مدينة كركوك، وأم تركمانية من عشائر القره غول والتي يرجع أصولها إلى قبيلة الشاة السوداء التركمانية التي حكمت العراق وقسماً من إيران زمناً ماقبل العثمانيين
ولادتهُ ونشأته
ولد في بغداد عام 1292هـ/1875م، ونشأ فيها حيث أكمل دراسته في الكتاتيب، ثم دخل المدرسة العسكرية الإبتدائية فتركها، وأنتقل إلى الدراسة في المدراس الدينية ودرس على علماء بغداد الأعلام كالشيخ عبد الوهاب النائب، والشيخ قاسم القيسي، والشيخ قاسم البياتي، والشيخ عباس حلمي القصاب، ثم أتصل بالشيخ العلامة محمود شكري الألوسي ولازمهُ أثنتي عشرة سنة، وتخرج عليهِ وكان يرتدي العمامة وزي العلماء وسماهُ شيخهُ الألوسي (معروف الرصافي) ليكون في الصلاح والشهرة والسمعة الحسنة، مقابلاً لمعروف الكرخي.
وعين الرصافي معلماً في مدرسة الراشدية التي أنشأها الشيخ عبد الوهاب النائب، شمال الأعظمية، ثم نقل مدرساً للأدب العربي في الأعدادية ببغداد، أيام الوالي نامق باشا الصغير عام 1902م، وظل فيها إلى أعلان الدستور عام 1908م، ثم سافر إلى استانبول فلم يلحظ برعاية ، ثم عين مدرساً لمادة اللغة العربية في الكلية الشاهانية ومحرراً لجريدة سبيل الرشاد عام 1909م، وأنتخب عضواً في مجلس المبعوثان عام 1912م، واعيد أنتخابه عام 1914م، وعين مدرساً في دار المعلمين في القدس عام 1920م، وعاد إلى بغداد عام 1921م. ثم سافر إلى الإستانة عام 1922م، وعاد إلى بغداد عام 1923م، وأصدر فيها جريدة الأمل، وأنتخب عضواً في مجمع اللغة العربية في دمشق، عام 1923م، وبعد ذلك عين مفتشاً في مديرية المعارف ببغداد عام 1924م، ثم عين أستاذاً في اللغة العربية بدار المعلمين العالية عام 1927م.
ولقد بني لهُ تمجيداً لذكراه تمثالاً في الساحة المقابلة لجسر الشهداء عند التقاطع مع شارع الرشيد المشهور قرب سوق السراي والمدرسة المستنصرية الأثرية.
شعرهِ
امتاز أسلوب الرصافي بمتانة لغته ورصانة أسلوبه، وله آثار كثيرة في النثر والشعر واللغة والآداب أشهرها ديوانه "ديوان الرصافي" حيث رتب إلى أحد عشر باباً في الكون والدين والإجتماع والفلسفة والوصف والحرب والرثاء والتاريخ والسياسة وعالم المرأة والمقطعات الشعرية الجميلة.
حياته
لقد استأثرت حياة الشاعر العراقي معروف الرصافي باهتمام الباحثين والدارسين ولم يتركوا شاردة ولا واردة إلا أحصوها، ويأتي ذلك بسبب الحياة الطويلة العريضة التي عاشها الشاعر بأنفلات واضح في السلوك والتصرف وغشيان الكثير من المحظورات، وقد أهتم الباحث العراقي الدكتور يوسف عز الدين ببعض أحاديث الرصافي وحققها ونشرها عام 2004م، والأحاديث المنشورة في الكتاب الذي عنونه الدكتور يوسف بـ"الرصافي يروي سيرة حياته"، سجل للحياة الإجتماعية والسياسية والفكرية بكل جراءة وصراحة، والصادر عن دار "المدى" يتوزع على ثلاثة أبواب،
الأول: الأحاديث التي أدلى بها الرصافي لصديقه حاكم محكمة الصلح في الفلوجة المرحوم خالد محمد حافظ.
الثاني: أحاديثه يوم غادر الفلوجة إلى محلة السفينة بالأعظمية والمدونة من قبل الأستاذ خالد كذلك، وقد سبق للأستاذ المحقق المدقق عبدالحميد الرشودي أن نشرها في جريدة "الاتحاد" الأسبوعية الصادرة عن اتحاد الصناعات العراقي خريف عام 1989م.
الباب الثالث: أحاديث الرصافي التي أدلى بها للوجيه البغدادي الأستاذ كامل الجادرجي رحمه الله صيف عام 1944م، وقد نشرها الأستاذ كامل في العدد الأول من مجلة "الثقافة الجديدة" الصادرة في شهر نيسان من عام 1954م.
كان الرصافي قد أرتحل من بغداد من الدار التي مازالت قائمة في سوق الهرج وفي الزقاق المؤدي من السوق إلى بناية الثانوية المركزية، ارتحل عام 1933 إلى مدينة الفلوجة ونزل في ضيافة آل عريم الكرام، الذين أنزلوه أحد منازهم المطلة على نهر الفرات قريباً من الجسر الذي كان قد ابتني حديثاً والشبيه بجسر الصرافية في بغداد وقد زرته شتاء عام 2001م، فوجدته مهدماً وقد اخّبرت إن أصحاب العلاقة ينوون بناء عمارة على أرض الدار.
ارتحل إلى هناك بعد أن سئم الحياة في بغداد، ولغرض التفرغ للمطالعة والكتابة فكان يمضي مدة الصباح حتى الظهر بالكتابة لكنه على الرغم من السنوات الطوال وحتى مغادرته الفلوجة أبان أحداث ثورة مايس 1941م، ونشوب الحرب بين الجيش العراقي والقوات البريطانية لم يكمل تأليف كتابه (الشخصية المحمدية أو حل اللغز المقدس)، والذي ظل مخطوطاً طيلة هذه السنوات ومنه نسخة لدى الاستاذ كامل الجادرجي وأخرى لدى الاستاذ طه الراوي وثالثة في المجمع العلمي العراقي وكان أبي - رحمه الله- قد أسنتسخ نسخة له عام 1949م، وقد نشر الكتاب في مدينة كولون عام 2002م، من قبل دار الجمل التي يديرها الشاعر العراقي خالد جابر المعالي وهو معروض الآن في سوق الكتب.
ليلاً ينعقد مجلس الشراب اليومي الذي يحضره عدد من أصدقائه منهم حاكم محكمة الصلح في الفلوجة خالد محمد حافظ رحمه الله حتى إذا انفض السامر ولعبت الخمرة بالرصافي كل ملعب جلسا ليتحدث ويسمر وقد وجد خالد أن أحاديث الرصافي هذه قمينة بالتسجيل والتدوين فإنه بدأ بتدوين الأحاديث حالما يعود إلى داره خشية اللبس وضياعها من الذاكرة لا بل كان يستزيده ويستوضحه عن أشياء محددة وحوادث مهمة وبعضها شخصي وأنا أراها حالة استراقية استغفالية إذ كان الرصافي يتحدث على سجيته وحينما يكون في أوج تدفقه وتألقه وأخذ الخمر منه كل مأخذ وأزال عن طريقه كل المحظورات والممنوعات وأوغل في التنقيب عن الأسرار وتعرية الذات والآخرين وإذا كان أبو نواس قد اوقفها عند موطن الأسرار فإن الرصافي لم يوقفها، ترك نفسه تأخذ حريتها كاملة وكأنه يتحدث إلى نفسه.
هذا الأمر يذكرني بالرسائل الشخصية التي يتبادلها الأدباء والشخصيات العامة، إنهم يتحدثون بصراحة كما لو كانوا يتحدثون مع أنفسهم لأنهم ماكانوا يحسبون أنها ستقع في يد من ينشرها على الملأ لاحقاً فنجد فيها العجب العجاب من الضعف الإنساني وفي الذاكرة الرسائل المتبادلة بين غسان كنفاني وغادة السمان
أرى لو أن خالد محمد حافظ أخبر الرصافي بأنه يدون أحاديثه إليه وأنه قد ينتظر فرصة سانحة لنشرها لما كان الرصافي قد تخطى المحظور والممنوع، ومايؤكد قولي هو قوله: "كان الأستاذ الرصافي عندما يخلو بنا المجلس ويتشعب الحديث صريحاً إلى أبعد حدود الصراحة، يذكر الحوادث مفصلة على علاتها وحقيقتها المجردة بلا مواربة ولاتورية فانتهزت مثل هذه المناسبات للحصول على ضالتي المنشودة، وصرت أجمع منها عن الرصافي ومن أقواله كل ماأريد وأتوق إليه ولهذا كنت عندما يجمعني مجلس منفرد أو عام به يستطرد الحديث إلى ما فيه ذكر أو خبر تعلق به وبزمانه أنتبه للحديث وعند رجوعي للبيت أبادر بتدوينه كما حفظته من الذاكرة وكنت في سياق الحديث أستوضح عن عدد من النقاط وأسجلها".
لا بل أنه قد حذف بعض الأخبار التي تتعلق بالأحياء والحوادث المثيرة التي لامجال لسردها وما كنت أرى الرصافي بحاجة إلى مشاكل مع الناس ولذلك لا أكاد أتفق مع ما قاله الباحث الكبير الأستاذ عبد الحميد الرشودي، بين يدي الجزء الثاني من أحاديث الرصافي المنوه عنها آنفاَ والتي نشرها بجريدة "الاتحاد" في شهري أيلول وتشرين الأول 1989.
(كان المرحوم الأستاذ حافظ خالد (هكذا) قد عين قاضياً في مدينة الفلوجة وكان يؤم مجلس الرصافي وقد استهوته أحاديث الرصافي فكان عند عودته إلى داره يدون مسموعاته في أوراق خاصة وكان يعرضها على الرصافي لتأييدها وتوثيقها وقد أتيح لي أن تشرفت بمعرفة المرحوم الأستاذ حافظ خالد يوم كان قاضياً في محكمة بغداد سنة 1955 وقد مني إليه المرحوم عبد صالح فحدثني عن ذكريات الرصافي وكيفية تدوينها وأنه كان في بعض الاحيان يستملي الرصافي بعض المعلومات التي عاصرها فدونها الرجل بأمانة وصدق وقال أنه (يحتفظ بها) وهي في إضبارة كبيرة...، ص161.
وأرى أن هذا الأمر ينطبق على القسم الثاني من المذكرات التي أدلى بها الرصافي للسيد خالد محمد حافظ في بغداد بعد مبارحته الفلوجة عام 1941م، لأن المقارنة بين الأحاديث هذه والأحاديث التي أملاها على الأستاذ كامل الجادرجي عام 1944م، من جهة وبين أحاديثه الأولى المدونة في الفلوجة تظهر الفرق شاسعاً بين المجموعتين فضلاً على أن الرصافي لم يشر إلى أنه أملى أحاديث إلى غيره كما لم يشر إلى تلك الأحاديث ولو بشكل عابر مع قرب العهد بين المناسبتين (1940-1944)م. إذ كان في أحاديثه إلى الجادرجي يتحدث باحتراس وذاكرة صاحية، عدا أبياته المقذعة بحق الزهاوي التي لم تنشرها مجلة "الثقافة الجديدة" بعددها المذكور آنفاً ونشرت في الكتاب موضوع بحثنا هذا في حين نشرت المجلة اسم معلم الصبيان المنحرف وحذف من الكتاب لقبه.
في أحاديث الرصافي المنشورة في هذا الكتاب اختلاف واضطراب وخاصة مايتعلق بزواجه من المرأة التركية المسماة "فاطمة" يوم ذهب إلى الأستانة عام 1912م، نائباً عن المنتفك في مجلس المبعوثان التركي "النواب" الذي أنشئ بعد الإنقلاب ضد السلطان عبد الحميد الثاني عام 1908م، وعزله والمناداة بالسلطان عبد المجيد بدلاً عنه ومن ثم اعلان الدستور "المشروطية" اذ لم تخلف هذه المرأة بحجة كونها ضعيفة البنية، إذ يقول: "وكانت زوجتي فاطمة نحيفة للغاية ولهذا كانت أحوالها الصحية لاتساعدها على الولادة فإنها حملت مرة واحدة وأجهضت ابناً وأشار الطبيب عليها بعد ذلك بعدم الحمل وإلا فقدت حياتها وأعطيت الأدوية اللازمة، وقد جاء إرشاد الطبيب في مصلحتي لأني لم أكن راغباً في الأولاد وبقيت في معاشرة زوجتي فاطمة المذكورة والسكن معها في بيت واحد المدة التي قضيتها في الأستانة وحتى تركي الأستانة بعد الهدنة" ص91.
ترى لماذا لم يعد اليها، بل له أن يصطحبها معه؟ أليست زوجته؟ أهي متاع فيتركها هناك؟، وقد عاشرها سنوات وسنوات؟ ولنسمعه يتحدث عن طلاقها منه بكل برودة أعصاب وكأنه ترك نفاية "انقطع الإتصال بيني وبين زوجتي فاطمة وحسبما علمت بعد ذلك أن زوجتي أقامت الدعوى تطلب الفرقة لغيابي غيبة منقطعة وهي أربع سنوات فحكم (....) المذكور بالفرقة وهذا كل ماعلمته عنها فيما بعد" ص70 ،إذ هناك من يقول أنه لم يتزوج من البكر "فاطمة" بل تزوج ثيباً اسمها "بلقيس" وإذ اضطربت الروايات وتناقضت في مسألة لا تحتاج إلى تناقض فأرى أنه لم يتزوج وهذه من مبتدعاته واخيلته وعدم الإهتمام البادي في حديثه عنها يؤكد أنه أمضى سنواته هناك لاهياً وصاحب قصيدة "بداعة لاخلاعة" لاشأن له بالأسرة ولا بالزواج.
الاخيلة، تكاد تنسحب على قصة لقائه بالملك فيصل الأول وأنه غادر المجلس مع عدم صدور مايستوجب زعله من قبل الملك فيصل الأول إذ كان قال ضد الملك وبلاطه شعراً فأرسل عليه الملك جليل الشأن ليستوضحه ويعاتبه وبدل أن يعتذر عن قولته الفاحشة ترك المجلس مغاضباً وإعلانه في أحاديثه للحاكم خالد محمد الحافظ أنه ترك المجلس لايزيد في شأنه بل يزيد من شأن الملك واسع الصدر.
قال الرصافي أخذني "تحسين قدري" وكان أحد المرافقين وأدخلني على جلالة الملك في غرفته، بادرني الملك ليش يامعروف أنا الذي أعدد أياماً وأقبض راتباً ولم يكن بخلدي أن القصيدة ستسبقني اليه فأجبته: أسأل الله أن لاتكون كذلك وجلست على الكرسي دون استئذان ثم قال ليش كل هذا العداء يامعروف؟ فأجبته ياصاحب الجلالة لايوجد شخص واحد في الدنيا يقول أن لي مطمعاً في مقامكم لأجل أن يكون لي عداء معكم (....) ولما وجدت أن الملك لايريد المفاهمة قمت من مجلسي ولوحت يدي بالسلام وانصرفت..).
وأرى أن حديثه هذا من مبتدعاته وانتفاخ الذات لكن الثابت أن الملك فيصلاً وقد جمعهما مجلس عام عاتبه على بيته الذي يقول فيه يعدد أياماً ويقبض راتباً فقال له يامعروف أنا الذي أعدد أياماً وأقبض راتباً فأجابه الرصافي أرجو أن لاتكون كذلك ياصاحب الجلالة، هذا ما حدثني به المرحوم أبي وكان يحضر بعض مجالس الرصافي التي يعقدها في داره ايام الجمع، جدت في هذه الاحاديث ارتباكاً كثيراً لعله ناتج عن ان الرصافي يدلي بأحاديثه تحت تأثير المسكر لذا لم اجد انه ذكر تاريخاً محدداً لاي حدث لابل اختلط عليه حتى اسم عبد الرحمن النقيب ، نقيب اشراف بغداد ومشكل أول وزارة عراقية بعد جلاء العثمانيين والطامع بعرش العراق مثل غريمه طالب النقيب فيذكره باسم (محمود النقيب)، ويذكره بهذا الأسم مرات عدة ثم يعود إلى الصواب (ص79) كما اورد لنا روايات متناقضة عن مقالة كان قرر نشرها في جريدته (الأمل) ضد الكاتب إبراهيم صالح شكر فيرجوه عبد العزيز المظفر مدير المطبوعات وقد اجتمعوا في دارة فؤاد الدفتري بسحب المقالة، يؤازره في ذلك السيد احمد الشيخ داود ورؤوف الجادرجي" الاخ غير الشقيق لكامل الجادرجي"، وبعد مرور ثلاثة ايام ذهب إلى المطبعة ليلاً وحذف المقال لكن المفجع انه يضيف وكأنه نسي ما قاله آنفا : (وفي اليوم التالي ظهرت جريدة (الأمل) والمقال على صدرها) ص122 فيزوره ياسين الهاشمي معاتباً.
كيف حصل هذا وقد ارسل من يقوم بحذف المقال نزولاً عند رغبة اصدقائه وذهب بنفسه إلى المطبعة للتأكد وحذف المقال؟
كذلك اخطا في تحديد مساحة الارض المهداة اليه من متصرف لواء الدليم صديقه محمود السنوي البالغة خمسون دونماً في أبو غريب مع انها لاتعود ادارياً إلى لواء الدليم بل إلى قضاء الكاظمية التابع للواء بغداد وقد اوضح جلية الأمر الاستاذ عبد المجيد حسيب القيسي - اطال الله في عمره- اذ زود المؤلف بنص رسالة متصرفية لواء بغداد المرقمة 5146 في 1938/9/3 (وزاره المدفعي الرابعة) من ان اللجنة قررت تخصيص قطعة ارض في ابي غريب للاستاذ معروف الرصافي تبلغ مساحتها الف دونم.
والانكى من ذلك انه يقع في الوهم، وهو يسجل اسم صديقه ، مدون مذكراته على صورته الشخصية اذ يكتب عليها ما نصهاقدمه إلى حضرة حاكم الفلوجة السيد حافظ خالد تذكاراً لما عندي له من صداقة واعجاب بأفكاره الحرة واخلاقه الفاضلة).
ويقع في الخلط ذاته وهو يهديه صورة جمعته مع الزهاوي وبينهما عازف الكمان سامي شوا كاتباً على الصورة (تقدمة مودة واحترام إلى الفاضل المهذهب(هكذا) السيد حافظ خالد حاكم الفلوجة المحترم.
لقد بذل الباحث الكبير الاستاذ الدكتور يوسف عز الدين الذي اهدى المكتبة العربية ما ناف على الخمسين كتاباً في تاريخ الادب والشعر والترجمات والترجمة الذاتية في (حلو الذكريات ومرها) بذل جهداً كبيراً في اخراج هذا الكتاب، الذي احتوى المذكرات والاحاديث التي ادلى بها الشاعر معروف الرصافي إلى الحاكم خالد محمد الحافظ، خلال السنوات 1938 يوم عين حاكماً في محكمة صلح الفلوجة، وحتى اواخر عام 1940 حيث دعي إلى دورة الضباط الاحتياط لتلبد الجو السياسي في العراق واشتداد الصراع بين العقداء الاربعة من جهة والشرعية الدستورية من جهة اخرى وما نتج عنه من احداث مايس 1941 وظل ملازماً للرصافي يسجل احاديثه حتى بعد انتقال الشاعر إلى بغداد وانتقال السيد خالد إلى وظيفة حاكم تحقيق الكرخ وحتى وفاة الرصافي فجر الجمعة 16 آذار 1945 وقد آلت هذه المدونات بعد وفاة الاستاذ خالد إلى صديقه الاستاذ عبد الرحمن سليمان الخضير الذي اعطاها بدوره إلى صديقه الدكتور يوسف عز الدين كان ذلك نهاية السبعينات واذ يغادر العراق مختاراً للعمل في جامعة الرياض (جامعة محمد بن سعود حالياً) والعديد من جامعات الخليج العربي تظل هذه الاوراق ثاوية في مكتبته في بغداد وقد فعلت الأيام فيها الافاعيل واذ يزور نجله الدكتور موئل بلده يختطف هذه الاوراق من ثوائها ليقوم الدكتور يوسف عز الدين بتبويبها وكتابة مقدمة لهاونشرها ساعده في ذلك الباحث الكبير عبد الحميد الرشودي والاستاذ عبد الحميد حسيب القيسي وشقيقه الاديب عبد الرزاق السامرائي.
واذا كان لهذه الذكريات من فضيلة فلها فضيلة أظهار الرصافي على حقيقته بدون مواربة أو رتوش الذي روى الاحداث من غير تعمية او مجاملة ذلك انه كما ارى كان يتحدث حديث الصديق لصديقه من دون ان يكون يطرق ذهنه انها ستنشر في زمان ما لذا جاء على ذكر الكثير من المسكوت عنه انها اشبه بتأريخ ما اغفله التاريخ الذي يقف عند الحوادث الكبرى والمهمة اما الصغيرة والشخصية فيطويها النسيان وكر الايام فجاءت هذه السطور لتصور عقوداً من حياة العراق الحديث والمنطقة العربية وحياة الرصافي في تألقه وخفوته في غضبه وحبوره في انفته واستجدائه، او بين أوجه وحضيضه على لغة الشيخ جلال الحنفي - رحمه الله- الذي الف كتاباً عن الرصافي بهذا العنوان، نشره عام 1962م، إنه قريب من كتاب (بغداد كما عرفتها) للبغدادي العراقي الحاج أمين المميز - رحمه الله- فلقد جاء في كتابه على الكثير من الاسرار مما دفع الرقابة إلى نزع صفحات منه من ص282 -ص293 والاهم كان الرصافي يتحدث عن ماسونيته التي غادرها سريعاً؟ أو حديثه الصريح مع رجينة وأختها سليمة بنتي مراد بن باشا وبشكل لا تقبله أعراف المجتمعات الشرقية التي تميل إلى التستر وتعمل الموبقات وتستحي من الاعلان عنها؟.
وفاته
توفي الرصافي بدارهِ في محلة السفينة في الأعظمية ليلة الجمعة في ربيع الثاني عام1364هـ/16 مارس 1945م، وشيع بموكب مهيب سار فيهِ الأدباء والأعيان ورجال الصحافة ودفن في مقبرة الخيزران، وصلى على جنازتهِ الشيخ حمدي الأعظمي، وشهد الصلاة عليه الشاعر وليد الأعظمي، ولقد قالوا في تأبينهِ قصائد كثيرة.
نــجــم
24-04-2011, 12:21 PM
أيا سائلا عنَّا ببغدادَ إننا
أيا سائلا عنَّا ببغدادَ إننا
بهائم في بغداد اعوزها النبت
علَتْ أمَّة الغرب السماءَ وأشرقتْ
علينا فظَلنا نَنظر القوم من تحت
وهم ركضوا خيلَ المساعي وقد كبا
بنا فرَس عن مِقنَب السعي مُنْبَت
فنحن اناس لم نزل في بطانة
كأنَّا يهود كلُّ ايامنا سبت
خضعنا لحكام تجور وقد حلا
بافواهها من مالنا مأكل سحت
وكم قامرتنا ساسة الامر خدعة ً
فتم علينا بالخِداع لها الدسْتُ
لماذا نخاف الموت جبناً فلم نقم
إلى الدَّب عنا من أمور هي الموت
اذا كنت لاالقى من الموت موئلاً
فهل نافعي أن خِفتهُ أو تهيَّبتُ
وللمَوت خير من حياة تشوبها
شوائب منها الظلم والذل والمقتُ
نــجــم
24-04-2011, 12:21 PM
أجدك يا كواكب لا ترينا
أجَدَّكِ يا كواكب لا ترينا
بياناً منك يُخبِرُنا اليقينا
كأن العالم العُلْوِيَّ سِفرُ
نطالعه ولسنا مفصحينا
نحاول منه إعراب المعاني
بتأْويل فنرجع مُعْجمِينا
كواكب في المجرة عائمات
حكت في بحر فسحتها السفينا
سرت زهر النجوم وما دراها
فلالسفة مضت ومنجمونا
شموس في السماءِ علت وجلّت
فظنوا في حقيقتها الظنونا
سوابح في الفضاءِ لها شؤُون
ولما يعلموا تلك الشؤونا
وما ارتجفت بجنح الليل إلاَّ
لتضحك فيه مما يزعمونا
لعل لها بهذا الجو شأناً
سِوَى ما نحن فيه مرجمونا
تلوح على الدجى متلألئات
فتبهج في تلألوءِها العيونا
وأني يدرك الرائي مداها
وان ألفقى لها نظراً شفونا
تودّ الغانيات إذا رأتها
لو انتظمت لها عِقْداً ثميناً
تقلدّه على اللبات منها
وتطرح الدمالج والبرينا
ألكنى يا ضياءُ إلى الدراري
رسالة مُسهِرِ فيها الجفونا
لعلك راجع منها جواباً
يزيل عماية المتحيرينا
فقل انى تحّير فيك فكري
كذاك تحير المتفكرونا
فيا أم النجوم وأنتِ أمُّ
أيولد فيك كالأرض البنونا
وهل فيك الحياة لها وجود
فيمكن للردى بك أن يكونا
وهل بكِ مثل هذه الأرض أرض
وفيها مثلنا متخالفونا
وهل هم مثلنا خُلقاً وَخَلقاً
هناك فيأكلون ويشربونا
وهل هم في الديانة من خلاف
نصارى أو يهود ومسلمونا
وهل طابت حياة بنيكِ عيشاً
ففوق الأرض نحن معذبونا
وهل حُسِبت بك الأيام حتى
تألّف من تعاقبها اتلسنونا
وهل بالموت نحن إذا خرجنا
عن الأجساد نحوك مرتقونا
فتبقى عندك الأرواح إذاً واجب
بها إن كان سُلْمك المنونا
فأحبب بالمنون يا دراري
فنحن نخالة بعداً شَطونا
أيبنى ما وراءَكِ يا دراري
قد اتسع الفضاءُ لك اتساعاً
فهل أبعاده بك ينتهينا
وصغرك ابتعادك فيه حتى
إليك استشرف المتشوفونا
فهل كان ابتعادك من دلالٍ
علينا أم بعدت لتخدعينا
خوالد في فضاءك أنت؟ أم قد
يحل بك الفناءُ فتذهبينا
وقالوا ما لعدتك انتهاءٌ
فهل صدقوا أو ارتكبوا المجونا
وقالوا الأرض بنتك غيرَ مَيْن
فهل أبناءُ بنتك يصدقونا
وقالوا إن والدك المفدّى
أثيرٌ في الفضاءِ أَبى السكونا
ترصَّدك الانام وما أتانا
بعلم كيانك المترصدونا
فهرشل ما شفى منا غليلا
ولا غاليلُ أنبأنا اليقينا
وكبلرقد هدى أو كاد لما
أبانك يا نجوم تجاذبينا
إلى كم نحن نلبس فيك لبساً
ومن جراك ندَّرع الظنونا
لعل النجم في إحدى الليالي
سيبعث للورى نوراً مبيناً
تقوم له الهواتف قائلات
خذوا عني النهى ودعوا الجنونا
نــجــم
24-04-2011, 12:21 PM
أيّ مضنى يمدّها باكتئاب
أيّ مضنى يمدّها باكتئاب
أنة ً تترك الحشا في التهاب
يتشكى والليل وحف الاهاب
ضمن بيت جثا على الاعقاب
صفعتْه فمال كفُّ الخراب
تسمع الأذْن منه صوتاً حزيناً
راجفاً في حشا الظلام كمينا
يملأ الليل بالدعاء أنينا
ربّ كن لي على الحياة معينا
ربِّ إن الحياة أصل عذابي
وجعٌ في مفاصلي دقَّ عظمي
ودهاني ولم يرِق لعُدمي
عاقني عن تكسبي قوت يومي
ربِّ فارحم فقري بصحة جسمي
أن فقري اشد من اوصابي
يا طبيباً وأين منيّ الطبيب
حال دون الطبيب فقرٌ عصيب
لا أصاب الفقيرَ داء مصيب
إن سقم الفقير شيء عجيب
بطلت فيه حكمة الأسباب
رجل معسر يسمى بشيرا
طرفها كالسها يَبين ويخفي
كاسبا قوته زهيداً يسيرا
مالكاً في المعاش قلباً شكورا
راجياً في المعاد حسن المآب
عانساً جاوز الزواج سنيها
لزمت بيت أمها وأبيها
مع أخيها تعيش عند أخيها
مثله في طعامه والشراب
كلّ يوم له ذهاب ومأتى
في معاش من كدّه يتأتى
هكذا دأبه مَصيفاً ومشتى
فاعتراه داء المفاصل حتى
عاقه عن تعيش واكتساب
بينما كان في فواه صحيحاً
ساعيا في ارتزاقه السقام طريحا
جسمه من سقامه في اضطراب
بات يبكي إذا له الليل آوى
بعيون من السهاد نشاوى
فترى وهو بالبكا يتداوى
قطرات من عينه تتهاوى
كشهاب ينقض أثر شهاب
إن سقماً به وعُقماً ألمَّا
تركاه يذوب يوماً فيوما
فهو حيناً يشكو الى السقم عُدما
وهو يشكو حيناً إلى العدم سقماً
باكياً من كليهما بانتخاب
ظل يشكو للأخت ضعفاً وعجزاً
اذ تعزيه وهو لا يتعزى
أيها الأخت عزَّ صبرَى عزّا
إن للداء في المفاصل وخزا
مثل طعن القنا ووخز الحراب
قد تمادى به السقام وطالا
في فِراش به على الموت أوفى
اذ قلاباً به السقام استحالا
كانَ هيناً فصار داء عضالا
ناشباً في الفوآد كالنشاب
ظلَّ ملقى واعوزته المطاعم
موثقاً من سقامه بالداهم
منفقا عند ذاك بعض دراهم
ربحتها من غزالها الاخت فاطم
قبل أن يبتلى بهذا المصاب
قال والأخت أخبرته بأن قد
كرَبت عندها الدراهم تنفَدْ
اخبري السقم علَّه يتبعَّد
أيها السقم خلّ عيشي المنكد
لا تعقني مرضيني
او على الناس للمبيع اعرضيتي
أنمشَّي بشارع «المَيْدان»
رام خبزاً والجوع أذكى الأوارا
في حشاه فعلَّلتهُ انتظارا
ثم جاءت بالماء تبدي اعتذارا
وهل الماء وهو يطفىء نارا
يطفىء الجوع ذاكيا في التهاب
خرجتْ فاطمٌ إلى جارتيها
وهي تُذرى الدموع من مقلتيها
فأبانت برقَّة حالتيها
من سَقام ومن سعار لديها
وشكت بعد ذا خلوَّ الوطاب
فانثنت وهي بين ذل وعزّ
تحمل التمر في يد فوق خبز
وبأخرى دهناً وبعض أرزِ
منحوها به وذو العرش يجزي
من أعان الفقير حسن الثواب
ليلة تنشر العواطفُ ذعراً
ثكلت روح أمه وأبيه
ذا هزيمٍ يمجّ في الاذن وقرا
حين تبدى صوالج البرق تتري
فبدا لوح أبؤس واكتئاب
مدّ فيها ذاك المريض الأكفا
يا أخي أنت ساكن أفجوعا
حيث يغضي طرفاً ويفتح طرفا
عاجزاً عن تكلم وخطاب
فدعته والعين تُذرى الدموعا
اخته وهي قلبها قد ريعا
يا أخي أنت ساكت أفجوعا
ساكت أنت يا أخي أم هجوعا
فاشفني يا أخي برجع الجواب
فرأت منه أنه لا يجيب
فتدانت والدمع منها صبيب
ثم أصغت وفي الفؤاد وجيب
ثم هابت والموت شيء مهيبُ
ثم قامت بخشية وارتياب
خرجت فاطم من البيت ليلا
حيث ارخى الظلام سدلا فسدلا
وهي يبكي والغيث يهطل هطلا
مثل دمع من مقلتيها استهلا
او كما جرى من الميزاب
رب ادرك بالللطف منك شقيقي
وامنع الغيث ربّ إثرَ بريق
فعسى أهتدي به في ذهابي
قرعت في الظلام باب الجار
وهي تبكي الأسى بدمع جار
ثم نادت برقة وانكسار
أُمَّ سلمى الا بحق الجوار
فافتحى إنني أنا في الباب
فأتتها مُعْدى وقد عرفتها
وعن الخطب في الدجى سألتها
ثم سارت من بعد ما أعلمتها
تقتفيها وبنتها تبعتها
فتخطين في الدجى بانسياب
جئن والسحب اقلعت عن حياها
وكذاك الرعود قلَّ رغاها
حيث يأتي شبه صداها
غير ان البروق كان ضياها
مومضاً في السماء بين الرباب
فدخلن الملَّ وهو مخيف
حيث إن السكوت فيه كثيف
وضياء السراج نزر ضعيف
وبه في الفراش شخص نحيف
دب منه الحِمام في الأعصاب
قالت الاخت أُمَّ سلمى انظريه
ثكلت روح التردد فيه
ثم قد غاله الردى باقتضاب
وجمت حيرة وبعد قليل
رمقت فاطماً بطرف كليل
فيه حملٌ على العزاء الجميل
فعلا صوت فاطم بالعويل
وبكت طول ليلها بانتحاب
فاستمرت حتى الصباح توالي
زفرات بنارها القلب صال
فأتاها ودمعها في انهمال
بعض جاراتها وبعض رجال
من صعاليك أهل ذاك الجناب
وقفوا موقفاً به الفقر ألقى
منه ثِقلا به المعيشة تشقي
فرأوا دمع فاطم ليس يرقا
واخوها ميت على الارض ملقى
مدرج في رثائث الاثواب
فغدت فاطم ترَنّ رنينا
ببكاء أبكت به الواقفينا
ثم قالت لهم مقالا حزينا
أيها الواقفون هل ترحمونا
من مصاب دها وأيمصاب
ايها الواقفون لاغ تهملوه
دونكم أدمعي بها فاغسلوه
ثم بالثوب ضافياً كفنوه
وادفنوه لكن بقلبي ادفنوه
لا نواروا جبينه بالتراب
بعد ان ظل لافتقاد المال
وهو ملقى الى اوان الزوال
جاد شخص عليه بعد سؤال
بريالٍ وزاد نصف ريال
رجل حاضر من الأنجاب
كفنوه من بعد ما تم غُسلا
وتمشوا به إلى القبر حملا
فترى نعشهُ غداة استقلا
نعش من كان في الحياة مقلا
دون سِتر مكسِّر الأجناب
ناحت الاخت حين سار وصاحت
اختك اليوم لو قضت لاستراحت
ثم سارت مدهوشة ثم طاحت
ثم قامت ترنو له ثم راحت
تسكب الدمع ايما تسكاب
أيها الحاملوه لامشى ركِض
ان هذا يوم الفراق الممض
فاسألوه عن قصده أين يمضي
انه قد قضى ولم يكُ يقضي
واجبات الصبا وشرخ الشباب
إن قلبي على كريم السجايا
طاح واللَّهِ من أساه شظايا
قاتل الله يا بن امي المنايا
أنا من قبل مذ حسبت الرزايا
لم يكن زرء موتكم في حسابي
إن ليلى وليس من رافديهِ
كلما جاءني وذكرنيهْ
قلت والدمع قائِل ليَ إيهِ
يا فقيداً أعاتب الموت فيه
ببكائي وهل يفيد عتابي
رحت يوماً وقد مضت سنتان
اتمشى "بشارع الميدان"
مشي حيران خطوه متدانِ
اثقلته الحياة بالاحزان
وسقته كأساً كطعم الصاب
بينما كنت هكذا أتمشى
عرضت نظرة ٌ فابصرت نعشا
بادياً للعيون غير مغشَّى
نقش الفقر فيه للحزن نقشا
قلت سراً والنعش يقرب مني
ايها النعش أنت انعشت حزني
للأسى فيك حالة ناسبتني
أنا للحزن دائماً ذو انتساب
رحت أسعى وراءه مذ تعدّى
مسرعاً في خطايَ لم آل جهداً
مع رجال كأنجم النعش عدا
هم به سائرون سيرا مجدا
فتراه يمر مر السحاب
مذ لحدنا ذاك الدفين وعدنا
قلت والدمع بلَّ مِنَى ردنا
ان هذا هو الذي قد وعدنا
فأبينوا من الذي قد لحدنا
فتصدى منهم فتى لجوابي
قال إن الدفين أخت بشير
اخت ذاك المسكين ذاك الفقير
بقيت بعده بعيشٍ عسير
وبطرفٍ باكٍ وقلبٍ كسير
وقضت مثله بداء القلاب
قلت أقصِر عن الكلام فحسبي
منك هذا فقد تزلزل قلبي
ثم ناجيت والضراعة ثوابي
ربِّ رحماك ربّ رحماك ربّ
ربِّ رشداً الى طريق الصواب
رب إن العباد أضعف أن لا
وإذا مسك الطَّوى فارفضيني
فاعف عن أخذهم وإن كان عدلا
انت يا ربّ انت بالعفو اولى
منك بالأخذ والجزا والعقاب
قد وردنا والأرض للعيش حوض
واحدٌ كلنا لنا فيه خوض
فلماذا به مشوب ومحض
عظمة حكمة الإله فبعض
في نعيم وبعضنا في عذاب
ايها الاغنياء كم قد ظلمتم
نِعم الله حيث ما إن رحِمتم
سهر البائسون جوعاً ونمتم
بهناء من بعد ما قد طعمتم
من طعام منوع وشراب
كم بذلتم اموالكم في الملاهي
وركبتم بها متون السفاه
وبخلتم منها بحق الله
ايها الموسورون بعض انتباه
أفتدرون انكم في تباب
نــجــم
24-04-2011, 12:22 PM
أرى عيشنا تأبى المنون امتداده
أرى عيشنا تأبى المنون امتداده
كأنا على كيس المنون نعيش
وما زال وجه الأرض يوسعه الردى
لِطاماً وهاتيك القبور خدوش
كأن انقلاب الأرض ماء كأننا
على الماء من ريح الحياة نقوش
لحا الله دنيا كل يوم بأهلها
تهدّ حصون اوتثل عروش
تروح سهام العيش فيها طوائشاً
ولِلموت سهم لا يكاد يَطيش
نمد إلى قطف المنى وهي جمة
من العمر كفا لا تكاد تنوش
ونرجو ومن سيف الردى في رجائنا
جراحات بأس مالهن أروش
وأجمل بوجه العيش لو لم يكن به
حنانيك من ظفر الخطوب مريش
لعمرك ان الدهر تغلي خطوبه
وان عويل الصارخين نشيش
وما الدهر الا للخلائق منضج
له مرجل بالحادثات يجيش
كأن جيوش الموت رافقة بنا
نجيف بأدواء الحياة مَريش
ومن نظر الدنيا بعين اعتباره
تساوت مهود عنده ونعوش
نــجــم
24-04-2011, 12:22 PM
أطل صباح العيد في الشرق يسمع
أطلَّ صباح العيد في الشرق يسمع
ضجيجاً به الأفراح تمضي وترجعُ
صباح به تُبدى المسرة َ شمسها
وليس لها إلا التوهم مطلعُ
صباح به يختال بالوشى ذو الغنى
ويعوزُ ذا الإعدامِ طمر مرقَّع
صباح به يكسو الغنيُّ وليده
ثياباً لها يبكى اليتيمِ المضَّيع
صباح به تغدو الحلائل بالحُلى
وترفضُّ من عين الأرامل أدمع
الا ليت يوم العيد لا كان إنه
يجدد للمحزون حزنا فيجزع
يرينا سروراً بين حزن وإنما
به الحزن جد والسرور تصنُّع
فمن بؤساء الناس في يوم عيدهم
نحوس بها وجه المسرة اسفع
قد ابيضَّ وجهُ العيد لكنَّ بؤسهم
رمى نكتاً سوداً به فهو أبقع
خرجتُ بعيد النحر صبحاً فلاح لي
مسارحُ للأضداد فيهنَّ مرتع
خرجت وقرص الشمس قد ذرّ شارقا
ترى النور سيالاً به يتدفع
هي الشمس خَوْدٌ قد أطلَّت مصيخة
على أفق العلى تتطلع
كأن تفاريق الأشعة حولها
على الأفق مرخاة ً ذوائب أربع
ولما بدت حمراء أيقنت أنها
بها خجل مما تراه وتسمع
فرحت وراحت ترسل النور ساطعاً
وسرت وسارت في العُلى تترفَّع
بحيث تسير الناس كل لوجهة
فهذا على رسلٍ وذلك مسرع
وبعضٌ له أنفٌ أشمٌ من الغنى
وبعض له أنف من الفقر أجدع
وفي الحيّ مذمار لمشجي نعيره
غدا الطبل في دردابه يتقعقع
فجئت وجوف الطبل يرغو وحوله
شباب وولدان عليه تجمعوا
ترى ميعة الأطراب والطبل هادرٌ
تفيض وفي أسماعهم تتميع
فقد كانت الأفراح تفتح بابها
لمن كان حول الطبل والطبل يقرع
وقعت أجيل الطرف فيهم فراعني
هناك صبى بينهم مُترعرع
صبى صبيح الوجه أسمر شاحب
نحيف المباني أدعج العين أنزع
يزين حجاجيه اتساعُ جبينه
وفي عينيه برق الفطانة يلمع
عليه دريسٌ يعصر اليتم ردنه
فيقطرُ فقر من حواشيه مُدقِع
يليح بوجهٍ للكآبة فوقهُ
غبارٌ به هبت من اليتم زعزع
على كثر قرع الطبل تلقاه واجماً
كأن لم يكن للطبل ثمَّة مَقرع
كأن هدير الطبل يقرع سمعه
فلم يلف رجعاً للجواب فيرجع
يرد ابتسام الواقفين بحسرة
تكاد لها أحشاؤه تتقطع
ويرسل من عينيه نظرة مجهش
وما هو بالباكي ولا العين تدمع
له رجفة تنتابه وهو واقف
على جانب والطقس بالبرد يلسع
يرى حوله الكاسين من حيث لم يجد
على البرد من بُردٍ به يتلفع
فكان ابتسام القوم كالثلج قارساً
لدى حسرات منه كالجمر تلذع
فلما شجاني حاله وافزّني
وقفت وكلِّي مجزع وتوجع
ورحت أعاطيه الحنان بنظرة ِ
كما راح يرنو العابد المتخشع
وافتح طرفي مشبعاً بتعطف
فيرتد طرفي وهو بالحزن مُشبَع
هناك على مهل تقدمت نحوه
وقلت بلطف قول من يتضرع
أيابن أخي من أنت ما اسمك ما الذي
عراك فلم تفرح فهل انت موجع
فهبَّ أمامي من رقاد وُجومه
كما هبَّ مرعوبُ الجنان المهجِّع
وأعرض عني بعد نظرة يائس
وراح ولم ينبسْ إلى حيث يهرع
فعقَّبتهُ مستطلعاً طلعَ أمره
على البعد أقفو الأثر منه وأتبع
وبيناه ماشٍ حيث قد رحت خلفهُ
أدبُّ دبيب الشيخ طوراً وأسرع
لمحت على بعد إشارة صاحب
ينادي أن أرجع وهو بالثوب مُلمع
فأومأت أن ذكرتهُ موعداً لنا
وقلت له اذهب وانتظر فسأرجع
وعدت فأبصرت الصبي معرجاً
ليدخل داراً بابها متضعضع
فلما أتيت الدار بعد دخوله
وقمت حيالَ الباب والباب مُرجَع
دنوت إلى باب الدُّوَيرة مطرقاً
وأصغيت لا عن ريبة أتسمَّع
فحرْت وعيني ترمق الباب خلْسة
وللنفس في كشف الحقيقة مطمَع
سمعت بكاء ذا نشيج مردّد
تكاد له صمُّ الصفا تتصدّع
أأرجع أدراجى ولم أكُ عارفاً
جلية هذا الأمر أم كيف أصنع
فمرّت عجوز في الطريق وخلفها
فتاة يغشِّيها إزار وبُرقع
تعرضتها مستوقفاً وسألنها
عن الإسم، قالت إنني أنا بوزع
فأدنيتها مني وقلت لها اسمعي
حنانيك ما هذا الحنين المرَّجع
فقالت وأنـّت أنة ً عن تنهدً
وفي الوجه منها للتعجب موضع
أيا ابني ما يعنيك من نوح أيم
لها من رزايا الدهر قلب مفجَّع
فقلت لها إني امرؤ لا يهمني
سوى من له قلب كقلبي مروّع
وإني وان جارت على َّ مواطني
فؤادي على قطَّانهن مُوَزَّع
أبوزع مني عمرك الله بالذي
سألت فقد كادت حشاي تمزّع
فقالت أعن هذي التي طال نحبها
سألت فعندي شرح ما تتوقع
ألا إنها سَلْمى تعيسة ُ معشر
من الصيد أقوت دراهم فهي بلقع
وصارعهم بالموت حتى أبادهم
من الدهر عجَّار شديد مُصَرِّع
فلم يبق إلا زوجها وشقيقها
خليلٌ وأما الآخرون فودّعوا
ولم يلبث المقدور أن غال زوجها
سعيداً فأودى وهي إذ ذاك مرضع
فربي ابنها سعداً وقام بأمره
أخوها إلى أن كاد يقوى ويضلع
فاذهب عنه الخالَ دهرٌ غشمشمٌ
بما يوجع الأيتام مغرى ً ومولع
جرت تنهٌ منها خاله انطوى
بقلب رئيس الشرطة الحقدُ أجمع
فزجَّ به في السجن بعد تجرُّم
عليه بجرمٍ ما له فيه مصنع
عزاه إلى إيقاعه موقعاً به
وما هو يا ابن القوم للجرم موقع
ولكن غدر الحاقدين رمى به
إلى السجن فهو اليوم في السجن مودع
فحَقَّ لسلمى أن تنوح فإنها
من العيش سما ناقعاً تتجرع
فلا غَرو من أم اليتيم إذا غدت
ضحى العيد يبكيها اليتيم المضيَّع
فعُدْتُ وقلبي جازع متوجع
وقلت وعيني ثرَّة الدمع تهمع
الا ليت يوم العيد لا كان إنه
يجدد للمحزون حزناً فيجزع
وجئت إلى ميعادنا عند صاحبي
وقد ضمه والصحب ناد ومجمع
فأطلعتهم طِلْعَ اليتيم فأفَّفوا
وخبَّرتهم حال السجين فرجّعوا
فقلت دعوا التأفيف فالعار لاصق
بكم واتركوا الترجيع فالأمر أفظع
ألسنا الألى كانت قديماً بلادُنا
بأرجائها نور العدالة يسطع
فما بالنا نستقبل الضيم بالرضا
ونعنوا لحكم الجائرين ونخضع
شربنا حميم الذل ملء بطوننا
ولا نحن نشْكوهُ ولا نحن نَيجع
فلو أن عير الحيّ يشرب مثلَنا
هواناً لامسى قالساً يتهوع
نهوضاً إلى العز الصراح بعزمة
تخرُّ لمرماها الطُّغاة وتركع
ألا فاكتبوا صك النهوض إلى العلى
فإني على موتي به لموقِّع
نــجــم
24-04-2011, 12:22 PM
أقم في الارض صرحاً من ضياء
أقم في الارض صرحاً من ضياء
بحيث يمس كرسي السماءِ
وبعدُ فجسم العرفان شخصا
تردى المجد فضفاض الرداء
وفي يسراه ضَع لوح المعالي
وما وفي الثناء عليك مئن
وأجلسه على الكرسي يمحو
ويثبت ما يشاء من العلاء
وقف وارفع اليه الطرف وانظر
ألا يا كعبة الفضلاء يا من
فضائله عظمن بلا انتهاء
أهِم بأن أحيط بهن وصفا
ومن لي بالإحاطة بالفضاء
وأقدِم أن أتِم عُلاك مدحاً
فيرجعني عُلاك إلى الوراء
وما وفّى الثناء عليك مثنٍ
لأنك فوق توفية الثناء
وما اتقدت ذكاء بما يداني
ذكاءك يا امام الاذكياء
ولو كانت أشعتها تحاكي
شعاعك ماانكسرن من الهواء
بفكرك دوحة العرفان تنمو
كذا الادواح تنمو بالضياء
واقسم لو تكون من الذراري
لكنت الشمس في كبد السماء
ولولا الصبح يطلع كل يوم
لقلت الصبح انت بلا مراء
نــجــم
24-04-2011, 12:22 PM
أقول لهم وقد جدّ الفراق
أقول لهم وقد جدّ الفراق
رويدَكم فقد ضاق الخِناقُ
رحلتم بالبدور وما رحِمتم
مَشُوقاً لا يبوخ له اشتياق
فقلبي فوق ارؤسكم مطار
ودمعي تحت ارجلكم مراق
اقال الله من قود لحاظاً
دماء العاشقين بها تراق
وابقى اعيناً للغيد سوداً
ولو نُسيتْ بها البيض الرقاق
متى يصحو الفؤاد وقد أديرت
عليه من الهوى كأس دهاق
وليس الناس الا من تصابي
لهوج الرامسات بها اختراق
كأن لم تصبني فيها كعاب
ولم يُضرب بساحتها رواق
فعُجتُ على الطلول بها مُكِباً
أسير عَضَّ ساعده الوَثاق
حديد بارد في اللوم قلبي
فليس له اذا طرق انطرق
نــجــم
24-04-2011, 12:26 PM
إذا انقضى مارْتُ فاكسر خلفه الكوزا
لمن القصر لا يجيب سؤآلي
آهلات رُبوعُه أم خوالي؟
مشمخر البناء حيث ترآءى
باليا مجده بلح الاطلال
لم تصبه زلزال الارض لكن
قد رمته السماء بالزلزال
وكسته الأيام بالصمت لمَّا
نطقتْ فيه حادثات الليالي
فتراءت ابكاره شاحبات
باكيات بأعين الآصال
ايها القصر ايه بعض جواب
لا تكن ساكتاً على تسْآلي
ليت شعري والصمت فيك عميق
ذاكر انت عهدهم ام سال
ما تداعى منك البناءُ ولكن
قد تداعى بناء تلك المعالي
كنت كل البلاد في الطول والعرض
وكل العباد في الاعمال
كنت مأوى العلى مثار الدنايا
مَهبط العز، مصدر الإذلال
كنت جُباً وأيَّ جُب عميق
بالعا للنفوس والاموال
مَورِدا الخائنين كنت وكانت
منك تدلي مطامع العمال
قصرُ عبد الحميد أنت ولكن
اين يا قصر اين عرش الجلال
اين خاقانك الذي كان يدعى
قاسمَ الرزق، باعثَ الآجال
ما ارى اليوم ذلك المجد الا
كخيال تمر بعد خيال
هل وقوفي على مبانيك إلا
كوقوفي على الطلول البوالي
قد تخونتنا ثلاثين عاماً
جئت فيها لنا بكل محال
تلك اعوام رفعة للاداني
تلك الاعوام حطت للاعالي
يَثِب العدل طافرا كلما مـ
ـرّ عليها مشمِّرَ الأذيال
ملأت خطة الزمان شنارا
فأبتها كل العصور الخوالي
وكأني أرى اضطراب نفوس
كنت تغتالها وأي اغتيال
أسمع الآن فيك ما كان يعلو
من أنين لها ومن إعوال
وترقت الى ذؤابة اعلى
كوكب في سمائه جوال
وهي اليوم أحرقتك بشُهب
قذفتها عليك ذات اشتعال
لم يضع مجدها وان هي امست
ضائعات الاشلاء والاوصال
كيف ننسى تلك الخطوب اللواتي
لقحت منك حربها عن حيال
يوم كنا وكان للجهل حكم
خاذل كل عالم مفضال
آمر من عتوه كل امر
يغرس البغضَ في قلوب الرجال
أفأصبحتَ نادماً أيها القصـ
ـرُّ تبالي بالقوم أم لا تبالي؟
لم تفدك الندامة اليوم شيئاً
قضى الامر فاصطبر باحتمال
وعزاء فلستَ أولَ قصر
نكس الدهر من ذراه العوالي
قد تداعى من قبلُ إيوان كسرى
بعد ان طال شاهقات الجبال
وكأين من قصر ملك ترَامى
ساقطا بالملوك والاقيال
فابق يا قصر عابس الوجه كيما
يصبحَ الملك باسم الآمال
ولسنا "وإن كانت كباراً قصورنا"
وتعثر فلا لعا لك حتى
ينهض العدل ناشطا من عقال
إنما نحن أمة تدرأ الضيـ
ـم وتأبى أن تستكين لوالي
امة سادت الانام وطابت
عنصرا من أواخر وأوالي
فإذا ما غلا الغشومِ نهضنا
فقذفناه سافلا من عال
نملأ الارض ان مشينا لحرب
بزئير الغضنفر الرئبال
واذا ما غل المليك رددناه
ذليلا يقال بالاغلال
نحن من شعلة الجحيم خلقنا
لأولى الجوْر لا من الصلصال
يا ملوك الانام هلا اعتبرتم
حائمات على الذي فيك أبقيـ
ليس عبد الحميد فردا ولكن
كم لعبد الحميد من أمثال
فاتركوا الناس مطلقين والا
عشتم موثقين بالاوجال
هل جنيتم من التجبر الا
كل اثم عليكم ووبال
فمشى اليه ابو دلامة مخرجا
زادا تعلق بالسموط مشالا
نــجــم
24-04-2011, 12:27 PM
إياك والبصرَّة المُضنى توطُّنها
إياك والبصرَّة المُضنى توطُّنها
فلا تمرَّنَّ فيها غير مظطعِن
لا تعجبنك بالأشجار خُضرتها
حسناً فما هي الا خضرة الدمن
ما ان اقام صحيح في مساكنها
إلا وسافر عنه صحة البدنِ
ماء زُعاق وجو قاتم وهوى
نَتن وشدة ُ حر غير مُؤتمَن
انظر تجد كل اهليها كأنهم
من السقام استحقوا الدرج في الكفن
صفر الوجوه قد امتصت دماءهم الـ
ـحمَّى وقد حرَمتهم لذة الوَسَن
نــجــم
24-04-2011, 12:27 PM
اللؤم داءٌ في النفوس عياء
اللؤم داءٌ في النفوس عياء
لم يَشفِ منه سوى الحمامِ دَواءُ
لو كان في الدأماء كل عيوبه
بل بَعْضهن لأنتنَ الدأماء
ولوَ أنّ في كرَة الهوا طباعة
فسدت فمات بنتنها الأحياء
ألقتْ عليه يدُ الزمان مخازيا
منها تلوح بوجهه الفحشاء
وجه أقام الدهرُ فيه من الخنا
سمة ً فعاد وليس فيه حياء
يا ماشياً يختال في غلوائه
«أطرِقْ كرَى » ما هذه الخيلاء
هب غفلة الجهلاء عنك طويلة
أفَلَيْسَ تعلمِ خِزيَك العقلاء
نــجــم
24-04-2011, 12:32 PM
الا لفت منا إلى الزمن الخالد
الا لفت منا إلى الزمن الخالد
فتغبِط من أسلافنا كل مِفضال
تَلونا أناساً في الزمان تقدمُوا
وكم عِبرَة فيمن تقدم للتالي
ألا فاذكروا يا قوم أربع مجدكم
فقد درست إلا بقية أطلال
تطلبتمُ صفوَ الحياة وأنتمُ
بجهل، وهل تصفو الحياة ُ لُجهال؟
وما أنتم إلا كسكران طافح
تحسى من الصهباء عشرة أرطال
مشي بارتعاش في الطريق فتارة
يقوم وأخرى ينهوي فوق أو حال
يمد إلى الجدران كف استناده
فتقذفه الجدران قذيفة أذلال
ويفتح للطراق مقلة حانق
فيغمضها خزيان عن شتم عذال
رمى الدهر قومي بالخمول فلمتهم
وأوسعتهم عذلا فلم يُجد تعذالي
فهاج البكى يأسي فلما بكيتهم
بدمعي حتى بل دمعي سِربالي
نظرت إلى الماضي وفي العين حُمرة
كأن على اماقها نضح جريالي
سيروا البرق بينهن رسولا
فشمتُ بروق الأولين منيرة
على أفق من ذلك الزمن الخالي
"تنورتها من أذرعات وأهلها
بيثربَ أدنى دارها نظر عال»
وقلبت طرفي في سماء رجالها
وهم فوق عرش من جلال محلال
فآنست آتارا وهم سِلك درها
وأبصوت أعمالا وهم جيدها الحالي
ولما طويت الدهر بيني وبينهم
على بعد أزمان هناك وأجيال
قعدت بأوساط القرون فجاءني
"أبو بكر الرازي"فقمت لإجلال
فتى عاش أعمالاً جساما وإنما
تقدر أعمار الرجال بأعمال
حكم رياضي طبيب منجم
أديب وفي الكمياء حلال أشكال
أني فيلسوفا للنفوس مهذبا
بأفضل أفعال وأحسن أقوال
لقد طبب الأرواح من داءِ جهلها
كما طبب الأجسام من كل إغلال
تولد عامَ الأربعين الذي انقضى
لثالث قرن ذي مآثر أزوال
إلى زكريا ينتمي إنه له
أب تاجر في الري صاحب أموال
على حينَ كانت بلدة ُ الري عادة
إلى العلم تعطو جيدَها غيرَ مِعطال
مدارسُ بالشبان تزهو ودونها
كتاتيب للتعليم تزهو بأطفال
بها جل درس القوم طب وحكمة
وفلسفة فيها لهم أي إيغال
وكانت نفيسات الصنائع عندهم
يحاوالها ذو الفقر منهم وذو المال
بل الحال في البلدان طرا كذا الحال
فإن هدى الإسلام أنهى فتوحه
وآصلها للحد أحسن إيصال
وبدل أبطال الحروب من الورى
بأبطالِ علْم للجَهالة قُتال
فدارت رحى تلك العلوم وقطبها
ببغدادَ مركوزُ بربوة إجلال
وكانت يد المأمون في ذاك أخجلت
لسان العلي في شكره أي إخجال
تدرّج في تلك المدارس ناشئا
مترجمنا يسعى بجد وإقبال
تعلم فن الصوت باديء بدئه
ومارس تفصيلاً به بعد إجمال
فكانت بموسيقى اللحون دروسه
تغَنَّى بأهزاج وتشدو أرمال
وقد جاوز العشرين سنا ولم يكن
بشئ سوى فن الغناء بميال
فرام أبوه منه تحويل عزمه
بجذب إلى شغل التجار وإدخال
فقال له دعني مع العلم إنني
إذا ما أمَتُّ الجهلَ أحييتُ آمالي
وهل يستطيع المرءُ شغلا إذا غدا
له شاغل بالعلم عن كل أشغال
هنالك استقى الرازي من العلم شربه
فجاد بإعلال له بعد إنهال
سعى سعيه نحو التعلم بادئاً
بعلم لدى أهل التفلسف ذي بال
وقد كان مفتاح العلوم تفلسف
تُفكُّ به من جهلهم كلُّ أغلال
فزاول أنواع العلوم تنقُّلا
نضا همَّة ً في العلم مشحوذة الشَّبا
جلت ما لحرب الجهل من ليل قَسْطال
وقد أكمل الطب المفيدَ قراءة ً
على الطبريِّ الحبر أحسنَ إكمال
ومذ جاوز الرازي لثلاثين واغتدى
مُدلا على أقرانه أيّ إدلال
رأى من تمام العلم للمرء أنه
يَسيح بضرْب في البلاد وتجوال
وما العلم إلا بالسياحة إنها
لمن عملوا في علمهم درس أعمال
فقام وشدّ الرجل والغرزَ وامتطى
لقطع الفيافي متن هوجاء شملال
فجاء بلادَ الشام توّا وجازها
إلى مصر في وخد حثيث وإر قال
وخاض عُباب البحر للغرب قاصدا
مواطناً للإسلام لم يسلها السالي
ففيها احتلاه العز مذ لاح طالعاً
لها كهلالِ يُجتلى عند إهلال
وحل حلول البدر في السعد نائلاً
بقرطبه آماله ناعم البال
وهب هبوب الريح ثمة ذكره
يطير على صيت من العلم جوال
وودعها من بعد ذلك راجعاً
إلى مصرَ لا توديعَ مُستَكره قال
ومنها إلى بغداد سافر قاطعاً
إليها الفلا ما بين حَلْ وترحال
فأرقى عصر التسيار من عرصاتها
بمغرس عرفان ومَنبِتِ إفضال
وبغداد كانت وهي إذ ذاك جنه
بها العلم أجرى منه أنهار سلسال
كأن رجالَ العلم في غُرُفاتها
بلابل تشدو غدوة بين أدغال
فكم محفل للكتب فيه خزانة
وكم مَرصد دان وكم مَرقب عال
ولما غدا الرازي ببغداد باسطاً
أقيم لمارستانها عن كفاءة
رئيساً بتطبيب وتدبير أحوال
فرتب مرضاه وأصلح شأنه
بما كان لم يخطر لسابق أجيال
وضل به يسعى طبيباً ممرضاً
ويبذل جُهدا لم يكن فيه بالآلى
لدى سُرُر المرضى تقرر في الحال
فقد كان يلقيها على القوم ناطقاً
بأوضح تبيان وأحسن إملال
لقد أشغل الرازي ببغدادَ شغلهُ
عدا الطب في الكِمْياء أعظم إشغال
فقضى بها أيامه في تجارب
وواصل أبكاراً لهن بآضال
فلقب فيها بالمجرِّب حرمة
تفردَ مخصوصاً بها بين أمثال
وأصبح مشهوراً بأسنى مآثر
من العلم لم يُسْبَق إليها وأعمال
فإن أبا بكر لأولُ مفصح
إلى الناس بالدرس السريري مقوال
وأولُ من أبدى لهم كيف يبتنى
ويُفرش مارستانهم قصد إبلال
وألف في المستشفيات مؤلفاً
تقصى به في وصفها دون إغلال
ولا تنس للرازي الكحول فإنه
يجدد طول الدهر ذكراه في البال
ومن عمل الرازي انعقاد لسكر
وما كان في محصوله غيرَ سيَّال
أرى العلم كالمرآة يصدأ وجهه
وليس سوى حُسن الخلائق من جال
أخو العلم لا يغلو على سوء خلقه
وذو الجهل إن أخلاقه حسنت غال
ولو وازنَ العلمُ الجبال ولم يكن
له حسنُ خُلق لم يَزن وزَن مثقال
وإن المساوي وهي في خلق عالم
لأقبح منها وهي في خُلق جُهال
«لعمري وما أدري وقد آذن البلى
بأحسن أخلاق وأشرف أفعال
خلائق غُرّ إن أردت بيانها
بدأتُ بحرف الحاء والميم والدال
بكل هزيل الجسم من سقم إقلال
ويفتقد المرضى بفحص وتسال
وتيهم بالمال والعلم مسعداً
لتطبيب أوجاع وتأمين أوجال
وما كان يقنو المال إلا لبذله
لتعليم علم أو لإعطاء سُؤَّال
وكان حليف الجد لم يأل جهده
بدحض خصوم العلم من كهزال
فكم راح مخذولاً به متطبب
سعى كاذباً في طبه سعي إضلال
وكان سليما في العقيدة قلبه
وخلِّ تفاصيل الألى ينسبونه
لزيغ فقد أغناك عنهن إجمالي
ولما قضى الرازي ببغدادُ بُرهة
مضى قافلاً للري شوقاً إلى الآل
وألف للمنصور إذ ذاك بأسمه
كتاباً حوى من الطب أحسن أقوال
ولم تصف للرازي أواخر عمره
وعاد أخاهم شديد وبالبال
فقد عمِيت عيناه من بَعد واغتدى
يجول من الفقر الشديد بأسمال
وإن عدا الدهر شنشنة له
يصول بها قهراً على كل مفضال
ولما انتهى نحو الثمانين عمره
قضى نحبه من غير مال وأنسال
ولكنه في الناس خلف بعده
من العلم آثاراً قليلة أمثال
فكم كتب أبقى بها الذكر في الورى
وألفها نسجاً على خير منوال
وما ضر من أحيا له العلمُ بعده
على الدهر ذكراً أنه مَيت بال
وإني وإن طنبت في بحر علمه
لمقتصر منه على بعض أوشال
وها أنا أنهي القول لا لتمامه
ولكن لعجزي عن نهوض بأجبال
وأجعل هذا الشعر مسكاً ختامه
بما قال في بيتين معناهما حال
"بعمري وما أدري وقد أذن البلى
بعاجل ترحال إلى أين ترحالي»
«وأين محل الروح بعد خروجهم
من الهيكل المنحل والجسد البالي"
نــجــم
24-04-2011, 12:32 PM
اما آن يغشى البلاد سعودها
اما آن ان يغشى البلاد سعودها
ويذهب عن هذي النيام هجودُها
متى يتأتى في القلوب انتباهها
وأعجب من ذا أنه يرعبونها
اما اسد يحمي البلاد غضنفرٌ
فقد عاث فيها بالمظالم سيدُها
برئت إلى الأحرار من شر أمّة
أسيرة حكام ثقال قيودها
سقى الله أرضاً أمحلت من أمانها
وقد كان رُوّاد الأمان ترودها
جرى الجور منها في بلاد وسيعة
فضاقت على الاحرار ذرعاً حدودها
عجبت لقوم يخضعون لدولة
يسومهم بالموبيقات عميدها
واعجب من ذا انهم يرهبونها
واموالها منهم ومنهم جنودها
اذا وُليتْ امرَ العباد طغاتُها
وساد على القةم السراة مسودها
واصبح حرُّ النفس في كل وجهوٍ
يرد مهاناً عن سبيل يريدها
وصارت لئام الناس تغلو كرامها
وعاب لبيداً في النشيد بليدها
فما انت الا ايها الموت نعمة ٌ
يعزّ على اهل الحفاظ جحودها
ألا إنما حرية العيش غادة
مُنى كل نفس ووصلها ووفودها
يُضىء دجناَّتِ الحياة جبينها
وتبدو المعالي حيث أتلع جيدها
لقد واصلت قوماً وخلت وراءها
اناساً تمنى الموت لولا وعودها
وقد مرضت أرواحنا في انتظارها
فما ضرها والهفتا لو قعودها
بنى وطني مالي أراكم صبَرتُم
على نُوَبٍ أعيا الحُصاة َ عديدُها
أما آدكم حمل الهوان فإنه
اذا حملته الراسياتُ يؤودها
فعدتم عن السعي المؤدي إلى العلى
على حين يُزري بالرجال قعودها
ولم تأخذوا للأمر يوماً عتاده
فجاءت امور ساء فيكم عتيدها
ألم تروا الأقوام بالسعي خلّدت
مآثر يسقصى الزمان خلودها
وساروا كراماً رافلين إلى العلى
باثواب عزّ ليس يبلى جديدها
قد استحوذتْ يا للخسار عليكم
شياطينُ إنس صال منكم مَريدها
وما اتَّقدت نار الحمية منكمُ
لفقد اتحادٍ فاستطال خمودها
ولولا اتحاد العنصرين لما غدا
من النار يذكو لو علمتم وَقودها
إذا جاهل منكم مشى نحو سُبَّة
مشى جمعكم من غير قصد يريدها
كأنكم المعْزَى تهاويْنَ عندما
نزا فنزتْ فوق الجبال عتودها
وماثَلَّة ٌ قد أهملتها رُعاتها
بمأسدة ٍ جاعت لعشر أسودها
فباتت ولا راعٍ يحامي مراحها
فرائس بين الضاريات تبيدها
بأضيعَ منكم حيث لا ذو شهامة
يذبّ الرزايا عنكم ويذودها
اتطمع هذي الناس ان تبلغ المنى
ولم تورَ في يوم الصدام زنودها
فهل لمعت في الجو شعلة بارقٍ
وما ارتجست بين الغيوم رعودها
وادخنة النيران لولا اشتعالها
لما تمَّ في هذا الفضلء صعودها
ومن رام في سوق المعال تجارة
فليس سوى بيض المساعي نقودها
نــجــم
24-04-2011, 12:33 PM
البحرُ رهو والسماء صاحية
البحرُ رهو والسماء صاحية
والفخت في الليل شبيه السديم
والبدر في طلعته الزاهيه
قد ضاحك البحر بثغر بسيم
والصمت في الانحاء قد خيما
فالليل لم يَسمع ولم يَنطق
والبدر في مفرق هام السما
تحسبه التاج على المفرق
اغرق في أنواره الأنجما
وبعضها عام فلم يغرق
والبحر في جبهته الصافيهْ
قام طريق للسنا مستقيم
وقفتُ والريح سرت سجسجا
وقفة مبهوت على الساحل
انظر ما فيه يحار الحجى
ورد سحبان إلى باقل
ما أنت إلا صحف عالية
كم حار في حكمتها من حكيم
اذا وعتها أذن واعيه
فقد خير كتاب كريم
وزان عرض البحر ما قد بدا
من زورق يجرى بمجدا فتين
عام بذوب الماسِ أو قد غدا
يسبح في لجة ذوب اللجين
في صامت الليل جرى مفردا
وبين جنبيه حوى عاشقين
من غادة في حسنها غانيه
تبسم عن لألاء دُرّ نظيم
ومن فتى أدمعه جارية
قد صافح العشقَ بجسم سقيم
قابلها والحب قد شفه
وقابلت طلعة بدر السما
وظل يرنو تارة خلفه
وتارة ينظرها مُغرما
ثم تدانى واضعاً كفه
في كفها يطلب ان يلثما
وخر من وجد على الناصيه
وقلبه يركض ركض الظليم
وهي غدت من اجله جاثيه
واحتضنه كاحتضان الفظيم
ثم رمى نظرة مُسترحم
في الكون عن طرف له حائر
وقال قولَ الكلف المغرم
في حب ذات النظر الساحر
أيتها الأرض قفى واسلمي
من أجل هذا المشهد الزاهر
حتى ارى ليلتنا باقيه
محفوفة من وصلنا بالنعيم
فان هذي ليلة حاليه
تزهو ببدرين وطلق نسيم
وأنت يا بدرُ اللطيف السنا
في الجو قف وقفة غير الرقيب
ما ابهج النور وما احسنا
اذا دنا منك لوجه الحبيب
نحو المعالي يبتغيها النصيب
فحاز منها جملة وافية
ما حازها من أحد من قديم
وصار يدعى الرجل الداهيه
في الفكر والمجد وخلق عظيم
يا آل مطران لكم «ندرة »
وأكرم الناس هو النادرُ
لكن معاليكم لها كثرة
يعجز أن يحصرها الحاصر
من أجلها أمست لكم شهرة
عمّ البرايا صيتها الطائر
حيث معاليكم غدت قاضيه
لكم على الناس بضل عميم
فراية المجد لكم عاليه
و"ندوة " الشهم عليها زعيم
يا من بَنى المجدَ فأعلى البنا
اقبل من العبد جميل الثنا
وإن يكن قصر عن حده
ومره ثم احكم به ان ونى
ما يحكم السيد في عبده
إذ أنت بالمنقبة السامية
قد خصك الله العزيز العليم
فاهنأ ودم في عيشة راضيه
رغم المعادي وسرور الحميم
نــجــم
24-04-2011, 12:33 PM
الى كم انت تهتف بالنشيدِ
الى كم انت تهتف بالنشيدِ
وقد أعياك إيقاظ الرقود
فلست وان شددت عرى القصيد
بمجدٍ في نشيدك أو مفيدِ
لأن القوم في غي بعيد
إذا أيقظتهم زادوا رقادا
وإن أنهضتهم قعدوا وثادا
فسبحان الذي خلق العبادا
كأنَّ القوم قد خلقوا جمادا
وهل يخلو الجماد عن الجمود
أطلت وكاد يعييني الكلام
ملاماً دون وقعته الحسام
فما انتبهوا ولا نفع الملام
كأن القوم اطفال نيام
نهز من الجهالة في مهود
اليكِ اليكِ يا بغداد عني
فإني لستُ منكِ ولستِ مِني
ولكني وان كبر التجني
يعزّ على َّ يا بغداد أني
أراك على شَفَا هول شديد
تتابعت الخطوب عليكِ تترى
وبدل منك حلو العيش مرّ
فهلاً تُنجِبين فتى أغرا
أراكِ عقمت لا تلدين حُرا
ألا يا هالكين لكم أَجيج
اقام الجهل فيك له شهودا
ليهلك فيه من عبث ويُفدَى
متى تبدين منك له جحودا
فهلا عدتِ ذاكرة عهودا
بهنَّ رشدت ايام الرشيد
زمانَ نفوذِ حكمكِ مستمرُّ
زمانَ سحاب فيضكِ مستدرُّ
زمانَ العلم أنت له مَقرُّ
زمانَ بناءُ عزك مُشمَخِرُّ
وبدرُ علاك في سعدِ السعودِ
برَحتِ الأوجَ ميلا للحضيض
وضفت وكنت ذات على عريض
وقد أصبحت في جسم مريض
وكنتِ بأوجه العز بيض
فهل هذي البلادُ سوى ضياع
ترقى العالمون وقد هبطنا
وفي دَرك الهوان قد انحططنا
وعن سنن الحضارة قد شحطنا
فقَطنا يا بني بغداد قَطَنَا
الى كم نحن في عيش القرود
إذن لنضوتُ جلبابَ الوجود
بناءً للعلوم بكل فن
لماذا يا اسرى التأني
أخذنا بالتقهقرِ والتدني
وصرنا عاجزين عن الصعود
مشوا في منهج جهلوه نهجاً
يجوبون الفلا فجاً ففجا
إلى حيثُ السلامة لا ترجى
فيا لهفي على الشبان تزجى
على عبث الى الموت المبي
وكلٌّ مذ غذوا للبيت
أما فودع أهله زوجاً وأما
وضم وَليدَه بيد وشما
بكى الوَالدُ الوحيدُ عليه لما
غدا يبكي على الولد الوحيد
فقال موجهاً لوماً إلينا
فقال ودمعه بادي الرشاشِ
وَكلتكُم إلى الرب الودُودِ
عساكر قد قضوا عُرياً وجوعا
بحيثُ الأرضُ تبتلع الجموعَا
إلى أن صار أغناهم رُبُوعاً
لِفرط الجوع مرتضيا قنوعا
بقدٍّ لو اصاب من الجلود
هناك قضوا وما فتحوا بلادا
هناك بأسرهِم نفذُوا نفادا
فتبرَز منه في وضع جَديدِ
هناك لروعهم فقدوا الرقادا
أناديهم ولي شجنٌ مهيج
وأَذكرهم فينبعثُ النشيج
ودمعُ محاجري بدم مزيجُ
ذكا بحشاي محتدم الوقود
سكنا من جهالتنا بقاعا
يجور بها المؤمر ما استطاعا
فكدنا أن نموت بها ارتياعا
وهبنا أمة هلكت ضياعا
تولى امرها عبد الحميد
أياتحرية الصحف أرحمينا
فانا نزل لكِ عاشقينا
متى تصلين كيما تطلقينا
عِدينا في وصالكِ وامطلينا
فانا منك نقنع بالوعود
فانت الروح تشفين الجروحا
يحرج فقدك البلد الفسحا
وليس لبلدة لم تحو روحا
وإن حوت القصور أو الصروحا
حياة تستفاد لمستفيد
قد التفعوا بأسال بوال
لسلطان تجبر واستبدا
تعدى في الامور وما استعدا
ألا يا أيها الملكُ المفدّى
أنم عن أَن تسوس الملك طرفا
أقم ما تشتهي زمراً وعزفا
أطل نكرَ الرعية خل عُرفا
سُم البلدان مهما شئت خسفا
وأرسل من تشاء الى اللحود
ملكت أو العباد سوى عبيد
تنعم في قصورك غير دارِ
أَعاش الناسُ أَم هم في بوار
فإنك لن تطالب باعتذار
وهب ان الممالك في دمار
أَليس بناء «يلدزَ» بالشيد
جميع ملوك هذى الارض فلك
وأنت البحر فيك ندَى وهُلكُ
فأنى َّ يبلغوك وذاك إفكُ
لئن وهبوا النقود فانت ملكُ
وَهُوب للبلاد وللنقود
نــجــم
24-04-2011, 12:33 PM
الى كم تصب الدمع عيني وتسكب
الى كم تصب الدمع عيني وتسكب
وحتام نار البين في القلب تُلهبُ
أبيت ولي وجد يشب ضرامه
ودمع له في عارضي تصَبب
وهل لمشوق خانه الصبر عنكم
سوى دمعه فهو الدواء المجرب
ألا إن يوماً جَرد البيْنُ سيفه
على به يوم شديد عصبصب
فياليتَ شعري هل أفوز برؤيتي
مُحيًّا له كل المحاسن تُنسب
وعينيك لا أسلوكِ أو يصبح السها
وشمس الضحى في ضوئه تتحجب
فإني كما شاء الهوى بك مُغرم
وانت كما شاء الجمال محبب
احنّ الى رؤياكم كلما سرى
نسيم وأبكي كلما لاح كوكب
وأذكركم للشمس عند طلوعها
ويعزُب عني الصبر أيان تغرب
لقد بان صبري يوم ببنيك إذ قضى
به صرف دهر لم يزل يتقلب
تبصر خليلي في الزمان فهل ترى
صفا فيه من وقع الشوائب يتحلب
نــجــم
24-04-2011, 12:34 PM
الدهرُ بيَّن في كتابِ شهادة ٍ
الدهرُ بيَّن في كتابِ شهادة ٍ
بالنورِ فوق جبينهِ مكتوبِ
إن السماحة ِ والشجاعة والعلى
جمعت لعمري في ابي عبعوب
شهم تولع بالعطاء بنانه
مثل الرياح تولَّعت بهبوب
اسد نمته لآل قيس في لبعلى
آباءُ مجدٍ ليس بالمكذوب
ورث المكارم عن أبيه ولم يزَل
يسمو بصارم عزمه المرهوب
ما زال يوقد كل يوم في الورى
نارين نار قرى ونار حروب
يهدِي جموعَ المُدلجين لِسيبه
في الليل ضوءُ لهيبها المَشبوب
خُلقت من الحسب الصميم اكفه
لعنان سابقة وكشف كروب
حَمِدت وقائِعه السيوفُ بكفه
والخيل كل مطهم يعبوب
إن شنَّ فوق ظهورهن إغارة
ترك العدو بلوعة المَحروب
يَلقي الفوارسَ والسكينة ُ دِرعه
ويخوض غمر الموت غير هيوب
فخرُ الكرام على المكارم والندَى
قامت دعائم بيته المضروب
للجود مغلوباً تراه ولم يكن
للجيش في الغزوات بالمغلوب
يتفقد الأضياف ملءَ دياره
عند الصباح وعند كل غروب
كالعبد يخضع للضيوف وانه
في القوم أكبر سَيد معصوب
عمَّ الارامل واليتامى سيبه
فغدت تعيش بماله الموهوب
خلق الكريم ابن الكرام محمد
لسرور محزون وجبر قلوب
تالله لو كان الكرام بلاغة
كان الكريم المعجز الاسلوب
نــجــم
24-04-2011, 12:34 PM
اليك ما شاهدت عيني من العجب
اليك ما شاهدت عيني من العجب
في مسرح ماح بين الجدّ واللعبِ
خافوا به أن تقومَ الأسدُ واثبة
حتى بَنوا حاجزاً فيه من الخشب
وحصنوه من الاعلى بمشتبك
من الحبال جديل غير منقضب
به الأسود تمطى في مرابضها
والنمر يخطر بين الخوف والغضب
والذئب يبصر جدى المعز مقترباً
منه فيرجع عنه غير مقترب
اما الكلاب فجاءت وهي كاسية
يرقصن منتصباً في إثر منتصب
قامت على أرجل تمشي معلمة
مشي المليحة في ابرادها القشب
تخشى مؤدبها والصولجانُ له
في الكف فرقعة كالرعد في السحب
ترنو إليه بعين الخوف فاعلة
ما كان يُصدِر من أمر ومن طلب
خضعن للسوط حتى إن أعقدَها
لو يأمر السوط يغدو مرسلَ الذنَب
وكانت الاسد تجرى في اطاعتها
مجرى الكلاب بحكم الخوف والرَهب
كأنما الليثُ لم يُخلق أخا ظُفر
محدد الناب قذافاً الى العطب
شاهدته مشهداً بدعا علمتُ به
أن الغرائز لم تطبع على الشغب
وان ليث البرايا الشرى ما صيغ مفترساً
لكن احالته فرَّاساً يد السغب
وكم من الناس من راح مندفعاً
بدافع الجوع نحو القتل والسلب
وان تربية الانسان يرجعه
اكسيرها وهو من تُربْ الى الذهب
هذا إذا حَسُنَتْ أما إذا قبحت
فالمَندَليُّ بها يمسي من الحطب
فكل ما هو في الانسان مكتسب
فلا تقل شئ غير مكتسب
انى ارى اسوأ الآباء تربية
للابن أحرى بأن يُدعى أعقَّ أب
والمرءُ كالنبت ينمو حَسْب تربته
وليس ينبت نبعٌ مَنبِتَ الغرَب
من عاش في الوسط الزاكي زكا خلقاً
حتى علا في المعالى ارفع الرتب
فاحرص على أدب تحيا النفوس به
فانما قيمة الانسان بالادب
نــجــم
24-04-2011, 12:34 PM
الشعر مفتقر مني لمبتكر
الشعر مفتقر مني لمبتكر
ولست للشعر في حال بمفتقرِ
دعوت غُرَّ القوافي وهي شاردة
فأقبلت وهي تمشي مشي معتدل
وسَلمتني عن طوع مقادتها
فرحت فيهنَّ أجري جرى َ مقتدرِ
إذا أقمت أقامت وهي من خدمي
وأينما سرت سارت تقتفي أثري
صرَّفت فيهن أقلامي ورحت بها
أعرف الناس سحر السمع والبصر
ملكن من رقة رقُّ النفوس هوَى
من حيث أظربنا حتى قاسى الحجر
سقيتهن المعاني فارتوين بها
وكنَّ فيها مكان الماء في الثمر
كم تشرئب لها الأسماع مصغية
إذا تنوشدن بين البدو والحضر
طابقَت لفظي بالمعنى فطابقه
خلوا من الحشو مملوءاً من العبر
إني لأنتزع المعنى الصحيح على
عرى فأكسوه لفظاً قد من درر
سل المنازل عني إذ نزلت بها
ما بين بغداد والشهباء في سفري
ما جئت منزلة إلا بنيت بها
بيتاً من الشعر لا بيتاً من الشعر
وأجود الشعر مما يكسوه قائله
بوشي ذا العصر لا الخالي من العصر
لا يحسن الشعر إلا وهو مبتكر
وأي حسن بشعر غير مبتكر
ومن يكن قائل شعراً عن مفاخرة
فلست والله في شعر بمفتخر
وإنما هي أنفاس مُصعَدة
ترمي بها حسراتي طائر الشرر
وهن إن شئت مني أدمع غزر
أبكى بهن على أيامنا الغُرر
أبكى على أمة دار الزمان لها
قَبْلاً ودار عليها بعدُ بالغير
كم خلد الدهر من أيامهم خبراً
زان الطروس وليس الخُبر كالخَبر
ولست أدكر الماضين مفتخر
لكن أقيم بهم ذكرى بمدكر
وكيف يفتخر الباقون في عمه
بدارس من هدى الماضين مندثر
لهفي على العُرب أمست من جمودهم
حتى الجمادات تشكوا وهي في ضَجر
أين الجحاحد ممن ينتمون إلى
ذوابة الشرف الوضاح من مضر
قوم هم الشمس كانوا والورى قمر
ولا كرامة لولا الشمس للقمر
راحوا وقد أعقبوا من بعدهم عقباً
ناموا عن الأمر تفويضاً إلى القدر
أقول والبرق يسري في مراقدهم
«يا ساهر البرق أيقظ راقد السمرِ»
يا أيها العرب هبوا من رقادكم
فقد بدا الصبح وانجابت دُجى الخطر
كيف النجاح وأنتم لا اتفاق لكم
والعود ليس له صوت بلا وتر
مالي أراكم أقلّ الناس مقدرة
يا أكثر الناس عدًّا غير منحصر
نــجــم
24-04-2011, 12:39 PM
اذا شئت ان تسرى بكافرة الصوى
اذا شئت ان تسرى بكافرة الصوى
يدَوِّي بقطريها هزيمُ الرواعدِ
وتذهبَ مِحيار الظلام تخبطاً
وتعثر في ظلمائها بالجلامد
وتمشي فما تدري إلى قعر هُوَّة
تروح بها ام للمدى المتباعد
فطالع أراجيف الجرائد إنني
ارى الويل كل الويل بين الجرلائد
جرائد في دار الخلافة أضرمت
لهيب خلاف بينهما غير خامد
ولم يكفها هذا الخلاف وانما
أطافت بنقص في الحقيقة زائد
فما بين مكذوب عليه وكاذب
وما بين مجحود عليه وجاحد
ترى في فروق اليوم قراء صحفها
فريقين من ذي حُجة ومعاند
جِدال على مَرِّ الجَديدين دائم
بتنفيد رأي أو بتنقيد ناقد
فذائد سهم عن رميّ يرده
وآخر رامٍ سهمه نحو ذائد
وهذا الى هذى وذاك لغيرها
من الصحف يدعو آتياً بالشواهد
وما هي إلا ضَجَّة كل صائت
بها مدّ للدنيا حِبالة صائد
أضاعوا علينا الحق فيها تعمدا
وعُقبى ضياع الحقُ سود الشدائد
ولم أر شيئاً كالجرائد عندهم
مبادئه منقوضة بالمقاصد
يقولون نحن المصلحون ولم اجد
لهم في مجال القول غيرَ المفاسد
وكيف يبين الحق من نفثاتهم
وكل له في الحق نفثة مارد
فاياك ان تغتر فيهم فكلهم
يَجر إلى قرصية نار المواقد
وكن حائداً عنهم جميعاً فانما
يضل امروء عن غيهم غير حائد
على رسلكم يا قوم كم سمعوننا
مقالة محقود عليه وحاقد
ألا فارحموا بالصفح عن نهج صُحفكم
فقد اوردتنا اليوم شر الموارد
وما الصحف إلا أن تدور بنهجها
مع الحق انى دار بين المعاهد
وان تنشر الاقوال لا عن طماعة
فتأتي بها مشحونة بالفوائد
وان لا تعاني غير نشر حقائق
وتنوير افكار وانهاض قاعد
أتبغون في تلفيقها نفع واحد
وتغضون عن اضرارها الف واحد
ألا إن صحف القوم رائد نجحهم
وما جاز في حُكم النُّهيِ كذب رائد
لعمري ان صحف مرآة اهلها
بها تتجلى رُوحهم للمشاهد
كما هي ميزان لوزن رقيهم
وديوان أخلاق لهم وعوائد
الاننظرون الغرب كيف تسابقت
به الصحف في طُرق العلى والمحامد
بها يهتدي القراء للحق واضحا
كما يهتدي الساري بضوء الفراقد
ولكن ابى الشرق التعيس تقدماً
مع الغرب حتى في شؤون الجرائد
فلا تحملوا حقداً على ما أقوله
فإني عليكم خائف غير حاقد
وما هي الا غيرة وطنية
فان تجدوا منها فلست بواحد
نــجــم
24-04-2011, 12:40 PM
اسمعي لي قبل الرحيل كلاما
اسمعي لي قبل الرحيل كلاما
ودعيني أموت فيك غَراما
هاك صبري خذِيه تذكرة ً لي
وامنحي جسمي الضنى والسقاما
لست ممن يرجو الحياة إذ فا
رق أحبابه ويخشى الحِماما
لك يا ظبية َ الصريمة طرفٌ
شدَّ ما اوسع القلوبا غراما
حبّ ماء الحياة منك بثغر
طائر القلب حول سمطيه حاما
شغل الكاتبين وصفك حتى
لا دوياً ابقوا ولا اقلاما
كلما زاد عاذلي فيك عذلا
زدت في حسنك البديع هُياما
أفأحْظى بزَوْره منك تشفِي
صدع قلبي ولو تكون مناما
رب ليل بالوصل كان ضياء
ونهار بالهجر كان ظلاما
قد شربت السهاد فيه مداماً
وتخِذتُ النجوم فيه ندامى
ما لقلبي اذا ذكرتك يهفو
ولعيني تُذرِي الدموع سِجاما
إن شكوت الهوى تلعثمتُ حتى
خلتني في تكلمي تمتاما
نــجــم
24-04-2011, 12:40 PM
اشر فعل البرايا فعل منتحر
اشر فعل البرايا فعل منتحر
وأفحش القول منهم قول مفتخر
ان التمدح من عجب ومن أشر
والمرء في العجب ممقوت وفي الاشر
يا راجي الأمر لم يطلب له سبباً
كيف الرماية عن قوس بلا وتر
ليس التسبب من عجز ولا خور
وانما العجز تفويض الى القدر
دع الأناسيَّ وانسبني لغيرهمِ
إن شئتَ للشاهِ أو إن شئت للبقر
فإن للبشر الراقي بخلقته
من قد انفت به أني من البشر
ألبس حياتك احوال المحيط وكن
كالماء يلبس ما للظرف من جدر
وان ابيت فلا تجزع وانت بها
عار من الأنس أو كاس من لبضجر
إن رمت عزاً على فقر تكابده
فاستغن عن مال اهل البذخ والبظفر
اذانظرت الى الجزئي تصلحه
فارقبه من مَرقب الكلي في النظر
فان نفعك شخصاً واحد ربما
يكون منه عموم الناس في الضرر
قد يقبح الشئ وضعاً وهو من حسن
كالنعش يدهِش مَرأى وهو من شجر
فالقبح كالحسن في حكم النُّهى عَرَض
وليس يثبت إلا عند معتبر
لا تعجبن الذي عقل يروح به
لينتج الشرُّ خيراً غير منتظَر
فانما لمعات الخير كامنة
بين الشرور كمون النار في الحجر
سبحان من أوجد الأشياء واحدة
وانما كثرة الاشياء بالصور
هَبْ منشأ القوم يبقى مبهماً أبداً
فهل ترى فيه عقلاً غير منبر
الحب والبغض لا تأمنِ خداعهما
فكم هما أخذا قوما على غرَر
فالبغض يبدي كدورا في الصفاء كما
أن المحبة تبدي الصفو في الكدر
واشنع الكذب عندي ما يمازجه
شئ من الصدق تمويهاً على الفكر
فان ابطال هذا في النهى عسر
وليس إبطال محْض الكذب بالعسر
قالوا عشقت معيب الحسن قلت لهم
كفوا الملامَ فما قلبي بمنزجِر
ما العشق إلا العمى عن عيب منْ عشِقتْ
هذي القلوب ولا اعني عمى البصر
قالوا ابْنُ مَنْ أنت يا هذا فقلت لهم
أبي امرؤ جَدُّه الأعلى أبو البشر
قالوا فهل نال مجداً قلت واعجبي
اتسألوني بمجد ليس من ثمري
لا در در قصيد راح ينظمه
من ليس يعرف معنى الدر والدُّرَرِ
يبكي الشعور لشعر ظل ينقده
من لا يفرق بين الشعر والشعر
قالتنواروقد انشدتها سحراً
ممن تعلمت نفْثَ السحر في السحَر
فقلت من سحر عينيك الذي سحرت
به المشاعر من سمع ومن بصر
نــجــم
24-04-2011, 12:40 PM
اعرني لساناً ايها الشعر للشكر
اعرني لساناً ايها الشعر للشكر
وان تطق شكراً فلا كنت من شعر
وجئني بنور الشمس والبدرِ
كي أرى بمَعْناك نور الشمس يُشرق والبدر
وحُم حول أزهار الرياض تطيبا
بها مثلما حام الفراش على الزهر
وقم في مقام الشكر وانشر لواءهُ
برأس عمودٍ خذه من غرة الفجر
فإن لبيروت حقوقاً جليلة
على َّ فنب يا شعر عنيَ في الشكر
فإني ببيروت أقمتُ لياليا
وربَك لم أحسب سواهن من عمري
وقضيتُ أياماً إذا ما ذكرتها
غفرت الذنوب الماضيات من الدهر
لئن تك في بغداد يا دهر مذنباً
على ففي بيروتَ كم لك من عذر
قرأت بها درسَ المكارمِ مُعجبا
بكل كبير النفس ذي خُلق حر
فكنت بها من باذخ العز في الذرى
ومن سرواتِ القوم في أنجم زهر
وداعاً وداعاً ايها القوم انني
مُفارقكم لا عن صدود ولا هجر
لئن ازف الترحال عنكم فان بي
إليكم لأشوَاقا أحر من الجمر
اودعكم والشوق بالصبر فاتك
كفتك الملوكِ المستبدين بالأمر
أحبكم قلبي اعترافا بفضلكم
وانكر في يوم النوى حكمة الصبر
ولا غرو ان اكرمتم الضيف شيمة ً
توارثتُموها عن جُدود لكم غر
ألستم من العرب الألى طار صيتهم
إلى حيثَ يَبقَى تحته طائر النسر
اعاريب نهاضون في طلب العلى
غطاريف سباقون في حلبة الفخر
سأذكركم ذكر المحبِّ حبيبه
وأشكركم شكر الجدوب ندى القطر
فلا تحرِموني من رضاكم فإنني
اليكم اليكم ما حييت لذو فقر
نــجــم
24-04-2011, 12:40 PM
انظر الى تلك المعلقة التي
انظر الى تلك المعلقة التي
سترتْ ظلامَ الليلِ بالأضواءِ
قِطع من البلورِ مُحدِقة بها
يَحكين شكلَ أصابع الحسناء
فكأنها بدر تلألأ في الدجى
وكأنهن كواكبُ الجَوْزاء
بل قد يُمثلها الخيالُ كأنها
قمر احيط بهالة بيضاء
يارا العامرية
24-04-2011, 06:20 PM
صح لسسسسآنه .. ولآهنت ع ايرادك ..
تقديري ~
نــجــم
24-04-2011, 07:30 PM
يسعدني ويشرفني مرورك العطر
تقديري لكـ
صعبة المنال
25-04-2011, 03:38 PM
نجم
أج ــمل وأرق باقات ورودى
لموضوعك الجميل وطرحك الرائع
صح لسان الشاعر وتسلم يمينك
كل الود والتقدير
دمت برضى من الرح ــمن
لك خالص احترامي وتقديري
نــجــم
25-04-2011, 08:56 PM
يسعدني ويشرفني مرورك العطر
تقديري لكـ
سلطانة
04-05-2011, 09:37 PM
http://www.halauae.com/uploads/images/alsaher-3814931317.gif
نــجــم
05-05-2011, 01:43 AM
يسعدني ويشرفني مرورك العطر
تقديري لكـ
العنيــــدهـ
10-05-2011, 12:08 PM
سسسلمت يمناك على رووعة الإيراد
يعطيك العافيه
!..❥
نــجــم
10-05-2011, 08:32 PM
يسعدني ويشرفني مرورك العطر
تقديري لكـ
فادي الشلاحي
29-05-2011, 08:43 AM
سسسلمت يمناك على رووعة الإيراد
يعطيك العافيه
,,
نــجــم
30-05-2011, 01:12 AM
يسعدني ويشرفني مرورك العطر
تقديري لكـ
احاسيس مشتاقه
31-05-2011, 04:54 AM
يعيطك العافيه على روعة الانتقاء
نــجــم
01-06-2011, 07:34 PM
يسعدني ويشرفني مرورك العطر
تقديري لكـ
๚ פـگآيـۃ ڦـڷپـے ▪▪
05-06-2011, 11:26 PM
صح آلله لسآنه..
يسلموآ على آلآنتقآء ذوق والله..
http://www.lamst-a.com/vb/images/smilies/kitty%20(120).gif
نــجــم
06-06-2011, 12:06 AM
يسعدني ويشرفني مرورك العطر
تقديري لكـ
vBulletin® v3.8.11, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir