مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الشاعر ... محمود سامي البارودي
نــجــم
05-04-2011, 08:14 PM
ديوان الشاعر ... محمود سامي البارودي
محمود سامي باشا بن حسن حسين بن عبد الله البارودي المصري شاعر مصرى
نشأته
ولد في 6 أكتوبر عام 1839 م في حي باب الخلق بالقاهرة لأبوين من أصل شركسي من سلالة المقام السيفي نوروز الأتابكي (أخي برسباي). . وكان أجداده ملتزمي إقطاعية إيتاي البارود بمحافظة البحيرة. يعتبر البارودي رائد الشعر العربي الحديث الذي جدّد في القصيدة العربية شكلاً ومضموناً، ولقب باسم فارس السيف والقلم.
حياته العملية
أتم دراسته الابتدائية عام 1851 م ثم التحق بالمرحلة التجهيزية من المدرسة الحربية المفروزة وانتظم فيها يدرس فنون الحرب، وعلوم الدين واللغة والحساب والجبر وتخرج من المدرسة المفروزة عام 1855 م ولم يستطع استكمال دراسته العليا، والتحق بالجيش السلطاني.
عمل بعد ذلك بوزارة الخارجية وذهب إلى الأستانة عام 1857 م وأعانته إجادته للغة التركية ومعرفته اللغة الفارسية على الالتحاق بقلم كتابة السر بنظارة الخارجية التركية وظل هناك نحو سبع سنوات 1857-1863. ثم عاد إلى مصر في فبراير 1863 م عينه الخديوي إسماعيل معيناً لأحمد خيري باشا على إدارة المكاتبات بين مصر والأستانة.
ضاق البارودي برتابة العمل الديواني ونزعت نفسه إلى تحقيق آماله في حياة الفروسية والجهاد، فنجح في يوليو عام 1863 في الانتقال إلى الجيش حيث عمل برتبة البكباشي العسكرية وأُلحقَ بآلاي الحرس الخديوي وعين قائداً لكتيبتين من فرسانه، وأثبت كفاءة عالية في عمله. تجلت مواهبه الشعرية في سن مبكرة بعد أن استوعب التراث العربي وقرأ روائع الشعر العربي والفارسي والتركي، فكان ذلك من عوامل التجديد في شعره الأصيل.
اشترك الفارس الشاعر في إخماد ثورة جزيرة أقريطش (كريت) عام 1865 واستمر في تلك المهمة لمدة عامين أثبت فيهما شجاعة عالية وبطولة نادرة. وكان أحد أبطال ثورة عام 1881 م الشهيرة ضد الخديوي توفيق بالاشتراك مع أحمد عرابي، وقد أسندت إليه رئاسة الوزارة الوطنية في 4 فبراير 1882 م حتى 26 مايو 1882 م.
بعد سلسلة من أعمال الكفاح والنضال ضد فساد الحكم وضد الاحتلال الإنجليزي لمصر عام 1882 قررت السلطات الحاكمة نفيه مع زعماء الثورة العرابية في 3 ديسمبر عام 1882 إلى جزيرة سرنديب (سريلانكا).
حياته في المنفى
ظل في المنفى بمدينة كولومبو أكثر من سبعة عشر عاماً يعاني الوحدة والمرض والغربة عن وطنه، فسجّل كل ذلك في شعره النابع من ألمه وحنينه. تعلم الإنجليزية في خلالها وترجم كتباً إلى العربية. بعد أن بلغ الستين من عمره اشتدت عليه وطأة المرض وضعف بصره فقرر عودته إلى وطنه مصر للعلاج، فعاد إلى مصر يوم 12 سبتمبر 1899 م وكانت فرحته غامرة بعودته إلى الوطن وأنشد أنشودة العودة التي قال في مستهلها:
أبابلُ رأي العين أم هذه مصرُ
فإني أرى فيها عيوناً هي السحرُ
وفاته
توفي البارودي في 12 ديسمبر 1904 م بعد سلسلة من الكفاح والنضال من أجل استقلال مصر وحريتها وعزتها.
نــجــم
05-04-2011, 08:14 PM
آهٍ من غربَة ٍ وفقد حبيبٍ
آهٍ من غربَة ٍ وفقد حبيبٍ
أَوْرَثَا مُهْجَتِي عَذاباً مَكِيثَا
لا تسلنى عمَّا أقاسى ، فإنِّى
بينَ قومٍ لا يفقهونَ حديثا
نــجــم
05-04-2011, 08:14 PM
ألمْ يأنِ أنْ يرضى عنِ الدهرِ مغرمُ
ألمْ يأنِ أنْ يرضى عنِ الدهرِ مغرمُ
أَمِ الْعُمْرُ يَفْنَى وَالْمآرِبُ تُعْدَمُ؟
أُحَاوِلُ وَصْلاً مِنْ حَبِيبٍ مُمَنَّعٍ
وَبَعْضُ أَمَانِي النَّفْسِ غَيْبٌ مُرَجَّمُ
وَمَا كُلُّ مَنْ رَامَ الْعَظَائِمَ نَالَهَا
وَلاَ كُلُّ مَنْ خَاضَ الْكَرِيهَة َ يَغْنَمُ
يَسُرُّ الْفَتَى مِنْ عِشْقِهِ مَا يَسُوؤُهُ
وَ في الراحِ لهوٌ للنفوسِ وَ مغرمُ
وَ لوْ كانَ للإنسانِ علمٌ يدلهُ
على خافياتِ الغيبِ ما كانَ يندمُ
كتمتُ الهوى خوفَ الوشاة ِ ، فلمْ يزلْ
بِيَ الدَّمْعُ حَتَّى بَانَ مَا كُنْتُ أَكْتُمُ
وَكَيْفَ أُدَارِي النَّفْسَ وَهْيَ مَشُوقَة ٌ
وَأَحْلُمُ عَنْهَا وَالْهَوَى لَيْسَ يَحْلُمُ؟
وَتَحْتَ جَنَاحِ اللَّيْلِ مِنِّي ابْنُ لَوْعَة
يَرِقُّ إِلَيْهِ الطَّائِرُ الْمُتَرَنِّمُ
إِذَا مَدَّ مِنْ أَنْفَاسِهِ لاَحَ بَارِقٌ
وَإِنْ حَلَّ مِنْ أَجْفَانِهِ فَاضَ خِضْرِمُ
وَ إنَّ التي يشتاقها القلبُ غادة ٌ
لَهَا الرُّمْحُ قَدٌّ، وَالْمُهَنَّدُ مِعْصَمُ
يَنُمُّ بها صُبْحٌ مِنَ الْبِيضِ أَزْهَرٌ
وَيَكتُمُهَا نَقعٌ مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمُ
إِذَا رَاسَلَتْ كَانَتْ رِسَالَة ُ حُبِّهَا
بضربِ الظبا توحى ، وَ بالطعنِ تعجمُ
لَهَا مِنْ دِمَاءِ الصِّيدِ فِي حَوْمَة ِ الْوَغَى
شرابٌ ، وَ منْ هامِ الفوارسِ مطعمُ
فتلكَ التي لاَ وصلها متوقعٌ
لَدَيْنَا، وَلاَ سُلْوَانُهَا مُتَصَرَّمُ
علقتُ بها ، وَ هيَ المعالي ، وَ قلما
يَهِيمُ بِهَا إِلاَّ الشُّجَاعُ الْمُصَمِّمُ
هوى ، ليسَ فيهِ للملامة ِ مسلكٌ
وَلاَ لاِمْرِىء ٍ نَاجَى بِهِ النَّفْسَ مَأَثَمُ
تلذُّ بهِ الآلامُ وَ هيَ مبيرة ٌ
وَيَحْلُو بِهِ طَعْمُ الرَّدَى وَهْوَ عَلْقمُ
فمنْ يكُ بالبيضِ الكواعبِ مغرماً
فإنيَ بالبيضِ القواضبِ مغرمُ
أَسِيرُ وَأَنْفَاسُ الْعَوَاصِفِ رُكَّدٌ
وَأَسْرِي وَأَلْحَاظُ الْكَوَاكِبِ نُوَّمُ
وَ ما بينَ سلَّ السيفِ وَ الموتِ فرجة ٌ
لدى الحربِ إلاَّ ريثما أتكلمُ
أنا المرءُ لا يثنيهِ عما يرومهُ
نَهِيتُ الْعِدَا وَالشَّرُّ عُرْيَانُ أَشْأَمُ
أُغِيرُ عَلَى الأَبْطَالِ وَالصُّبْحُ أَشْهَبٌ
وَ آوي إلى الضيفانِ وَ الليلُ أدهمُ
وَيَصْحَبُني فِي كُلِّ رَوْعٍ ثَلاَثَة ٌ:
حُسَامٌ، وَطِرْفٌ أَعْوَجِيٌّ، وَلهْذَمُ
و ينصرني في كلَّ جمعٍ ثلاثة ٌ :
لسانٌ ، وَ برهانٌ ، وَ رأيٌ محكمُ
فما أنا بالمغمورِ إنْ عنَّ حادثٌ
و لاَ بالذي إنْ أشكلَ الأمرُ يفحمُ
لساني كنصلي في المقالِ ، وَ صارمي
كغربِ لساني حينَ لمْ يبقَ مقدمُ
إذا صلتُ فدتني " فراسٌ " بشيخها
وَ إنْ قلتُ حياني " شبيبٌ " وَ " أكثمُ "
فَلاَ تَحْتَقِرْ فَضْلَ الْكَلاَمِ؛ فَإِنَّهُ
مِنَ الْقَوْلِ مَا يَبْنِي الْمَعَالِي، وَيَهْدِمُ
وَمَا هُوَ إِلاَّ جَوْهَرُ الْفَضْلِ وَالنُّهَى
يسردُ في سلكِ المقالِ ، وينظمُ
فَمَا كُلُّ منْ حَاكَ الْقَصَائِدَ شَاعِرٌ
وَلاَ كُلُّ مَنْ قَالَ النسِيبَ مُتَيَّمُ
فَإِنْ يَكُ عَصْرُ الْقَوْلِ وَلَّى ، فَإِنَّنِي
بِفَضْلِي ـ وَإِنْ كُنْتُ الأَخِيرَ ـ مُقَدَّمُ
نــجــم
05-04-2011, 08:14 PM
ألا بأبى مَنْ حُسنهُ وحديثهُ
ألا بأبى مَنْ حُسنهُ وحديثهُ
إِذَا مَا الْتَقَيْنَا لَذَّة ُ الْعَيْنِ وَالسَّمْعِ
رَأَى مُقْلَتِي تَرْعَى رِيَاضَ جَمَالِهِ
فعاقَبها حَدَّينِ: بالسُهدِ والدمعِ
نــجــم
05-04-2011, 08:15 PM
ألا هتفَت بالأيكِ ساجِعة ُ القُمرِ
ألا هتفَت بالأيكِ ساجِعة ُ القُمر
فَطُف بالحُميَّا ، فهى ريحانة ُ العُمرِ
وإن أنتَ أترَعتَ الأباريقَ فلتَكن
سُلاَفاً، وَإِيَّاكَ الْفَضِيخَ مِنَ التَّمْرِ
فقاتلة ُ العُرجونِ للفاقدِ النَّدى
وصافية ُ العُنقودِ للماجدِ الغَمرِ
مُوَرَّدَة ٌ، تَمْتَدُّ مِنْهَا أَشِعَّة ٌ
تَدورُ بِها فى ظلِّ ألوية ٍ حُمرِ
إذا شجَّها السَّاقونَ دارَ حبابُها
عَليها ، كما دارَ الشَّرارُ على الجَمرِ
ثَوتْ فى ضميرِ الدَّهرِ والجوُّ ظُلمَة ٌ
بِلا كوكب ، والأرضُ تَسبحُ فى غَمرِ
فجاءت ، ولولا عَرفُها وبريقُها
لَكَانَتْ خَفاً بَيْنَ الدَّسَاكِرِ كَالضَّمْرِ
تُزَفُّ بأَلْحَانِ الْمَثَانِي كُئُوسُهَا
كَمَا زُفَّتِ الْحَسْنَاءُ بِالطَّبْلِ وَالزَّمْرِ
كُمَيْتٌ جَرَتْ في حَلْبَة ِ الدَّهْرِ، فَانْطَوَتْ
ثَميلَتُها ، والخيلُ تُحمَدُ بالضُّمرِ
فكَم بينَ آصالٍ أدَرنا كئوسَها
وَبَيْنَ لَيَالٍ مِنْ كَوَاكِبِها نُمْرِ
إِذَا أَنْتَ قَامَرْتَ الزَّمَانَ عَلَى الْمُنَى
بِمَا دَارَ مِنْ أَقْداحِها فُزْتَ بِالْقَمْرِ
فخُذ فى أفانينِ الخلاعة ِ والصِّبا
ودَعنى مِن زَيدِ النُّحاة ِ ومِن عَمرِ
أولئكَ قَومٌ فى حُروبٍ تفاقمَتْ
ولكِن خَلَتْ مِن فَتكة ِ البيضِ والسُمرِ
فَمَا تَصْلُحُ الأَيَّامُ إِلاَّ إِذَا خَلَتْ
قُلُوبُ الْوَرَى فِيها مِنَ الْحِقْدِ وَالْغِمْرِ
وَلاَ تَتَعَرَّضْ لامْرِىء ٍ بمَسَاءَة ٍ
ولا تحتلِبْ ضَرعَ الشِقاقِ ، ولا تَمرِ
ولا تَحتَقِر ذا فاقة ٍ بينَ طِمرهِ
فَيَا رُبَّ فَضْلٍ يَبْهَرُ الْعَقْلَ في طِمْرِ
وكيفَ يعيشُ المرءُ فى الدّهرِ آمناً
وَلِلْمَوْتِ فِينا وَثْبَة ُ اللَّيْثِ وَالنِّمْرِ؟
وَمَا أَحْسَبُ الأَيَّامَ تَصْفُو لِعاقِلٍ
ولَكِن صفاءَ العيشِ لِلجاهلِ الغًمرِ
سَعَيْتُ فَأَدْرَكْتُ الْمُنَى في طِلابِها
وكُلُّ امرئٍ فى الدَّهرِ يَسعى إلى أمرِ
نــجــم
05-04-2011, 08:15 PM
ألا ، منْ معيني على صاحبٍ
ألا ، منْ معيني على صاحبٍ
جرعتُ بصحبتهِ العلقما ؟
يَسُوءُ الْخَلِيلَ، وَيُؤْذِي الْجَلِيـ
ـسَ ، وَ يأنفُ إنْ زلَّ أنْ يندما
يلومُ على غيرِ ذنبٍ جرى
وَ يغضبُ منْ قبلِ أنْ يفهما
فَإِنْ قُلْتُ: «مَهْلاً» لَوَى شِدْقَهُ
وَإِنْ لَمْ أُجِبْ قَوْلَهُ بَرْطَمَا
لَهُ جَهَلاَتٌ تُمِيتُ الرِّضَا
وَحُمْقٌ يَكَادُ يُسِيلُ الدِّمَا
يكابرُ في الحقَّ إنْ مضهُ
وَلاَ يَدَعُ الظَّنَّ أَوْ يَأْثَمَا
فَلاَ أَنَا مِنْهُ أَرَى رَاحَة ً
وَلاَ أَنَا عَنْهُ أَرَى مَنْسِمَا
تبدلَ أنسي بهِ وحشة ً
وَعَادَ نَهَارِي بِهِ مُظْلِمَا
فلا رحمَ اللهُ يوماً جرى
عَلَيَّ بِهِ طَائِراً أَشْأَمَا
نــجــم
05-04-2011, 08:15 PM
ألا ، إنَّ أخلاقَ الرجالِ وَ إنْ نمتْ
ألا ، إنَّ أخلاقَ الرجالِ وَ إنْ نمتْ
فأربعة ٌ منها تفوقُ على الكلَّ :
وَقَارٌ بِلاَ كِبْرٍ، وَصَفْحٌ بِلاَ أَذى ً
وَجُودٌ بِلاَ مَنٍّ، وَحِلْمٌ بِلاَ ذُلِّ
نــجــم
05-04-2011, 08:15 PM
ألا قل لقومٍ شامتينَ تربَّصوا
ألا قل لقومٍ شامتينَ تربَّصوا
تَهَزُّمَ شَرٍّ بِالْمَنِيَّة ِ كارِثِ
أرى سِترَ خطبٍ قد ترفَّعَ وانبرَت
تلوحُ لهم منهُ وجوهُ الحوادثِ
نــجــم
05-04-2011, 08:16 PM
ألائمتِى كُفِّى الملامَ عنِ الَّذى
ألائمتِى كُفِّى الملامَ عنِ الَّذى
أُحاوِلهُ من رحلة ٍ وسِفارِ
فلولا سُرَى البّدرِ المُنيرِ لَعاقَهُ
عنِ التِّمِّ لبثٌ فى مَغيبِ سِرارِ
نــجــم
05-04-2011, 08:16 PM
أليلَى !ما لِقلبِكِ ليسَ يَرثِى
أليلَى !ما لِقلبِكِ ليسَ يَرثِى
لِما ألقاهُ مِنْ ألَمِ الفِراقِ؟
كَتَمْتُ هَوَاكِ حَتَّى نَمَّ دَمْعِي
وَذَابَتْ مُهْجَتِي مِمَّا أُلاقِي
وَرَقَّتْ لِي قُلُوبُ النَّاسِ حَتَّى
بَكى لِى كلُّ ساقٍ فَوقَ ساقِ
تَلُومِيني عَلَى عَبَراتِ عَيْنِي؟
وَلَوْلاَ الْحُبُّ لَمْ تَجْرِ الْمَآقِي
وَمِنْ عَجَبِ الْهَوَى يَا لَيْلُ أَنِّي
فَنِيتُ صَبَابَة ً وَهَوَاكِ بَاقِي
وَمَا إِنْ عِشْتُ بَعْدَ الْبَيْنِ إِلاَّ
لِما أرجوهُ مِن وشكِ التَلاقِى
ولَولا أنَّنى فى قَيدِ سُقمٍ
لَطِرْتُ إِلَيْكِ مِنْ فَرْطِ اشْتِيَاقِي
نــجــم
05-04-2011, 08:17 PM
أليسَ منَ العدلِ أن تسمعا ؟
أليسَ منَ العدلِ أن تسمعا ؟
فأشكُو إليكَ نَموماً سَعَى
أَطَاعَ لَهُ الْمَاءُ حَتَّى اسْتَقَى
وَأَمْكَنَهُ الرِّعْيُ حَتَّى رَعَى
أتاكَ فأغشيتَهُ مَنزِلاً
رَحِيباً، وَأَرْعَيْتَهُ مِسْمَعَا
فأبدَعَ ما شاءَ فى فِرية ٍ
تَأَنَّقَ فِي صُنْعِهَا وَادَّعَى
صَناعُ اللِّسانِ ، خَلوبُ البيا
نِ، يَخْلُقُ مِنْ ضِحْكِهِ أَدْمُعَا
حَرِيصٌ عَلَى الشَّرِّ، لاَ يَنْثَنِي
عنِ القصدِ ما لمْ يَجدْ مَنزَعا
يَسِيرُ مَعَ الرِّفْقِ، حَتَّى إِذَا
تَمكَّنَ مِنْ فُرصَة ٍ أَوضَعا
وَمَا كَانَ لَوْلاَ خِلاَجُ الظُّنُونِ
لِيَرْغَبَ فِي الْقَوْلِ، أَوْ يَطْمَعَا
ولا وحِفاظِكَ ، وهوَ اليميـ
ـنُ ما حُلتُ عَنْ عَهدِكُمْ إِصبَعا
وَلَكِنَّهَا نَزَغَاتُ الْوُشَاة ِ
أصابَتْ هوى ً ، فلوَتْ أخدعا
وَلَيْسَ مَلاَمِي عَلَى مَنْ وَشَى
ولكِنْ مَلامِى علَى مَنْ وَعى
أَيَجْمُلُ بِالْعَهْدِ أَنْ يُسْتَبَاحَ
لِواشٍ ، ولِلوُدِّ أنْ يُقطعا ؟
فَشَتَّانَ مَا بَيْنَنَا فِي الْوِدَا
دِ: خِلٌّ أَضَاعَ، وَخِلٌّ رَعَى
ومن أشرَكَ النَّاسَ فى أمرِهِ
دَعَتهُ الضَّرورَة ُ أن يُخدعا
فَخُذها إليكَ عِتابيَّة ً
تَرُدُّ عَصِيَّ الْمُنَى طَيِّعَا
ولولا مَكانُكَ من مَهجتى
لما قلتُ لابنِ عِثارٍ لَعا
نــجــم
05-04-2011, 08:17 PM
أمولاى ، دُم لِلملكِ رَبًّا تسوسُهُ
أمولاى ، دُم لِلملكِ رَبًّا تسوسُهُ
بِحِكْمَة ِ مَطْبُوعٍ عَلَى الْحِلْمِ وَالْبَاسِ
ولا زالتِ الأعيادُ تَجرى سُعودها
عَلَيْكَ، وَتَحْظَى مِنْ عُلاَكَ بِإِينَاسِ
فلولاكَ ما فازَتْ يَدُ القُطرِ بالمُنى
ولا نشأتْ روحُ العَدالة ِ فى النَّاسِ
وَهذَا لِسَانُ الشُّكْرِ يَدْعُ ومُؤَرِّخاً
حَوَى الْعِيدُ أَنْوَاعَ الْفَخَارِ بعَبَّاسِ
نــجــم
05-04-2011, 08:17 PM
أبابلُ رَأى َ العينِ أم هذهِ مِصرُ
أبابلُ رَأى َ العينِ أم هذهِ مِصرُ
فإنِّى أرى فيها عيوناً هى َ السِحرُ
نَوَاعِس أَيْقَظْنَ الْهَوَى بِلَوَاحِظٍ
تَدِينُ لَهَا بِالْفَتْكَة ِ الْبِيضُ وَالسُّمْرُ
فليسَ لعقلٍ دونَ سُلطانِها حِمى ً
ولا لفؤادٍ دونَ غِشيانِها سِترُ
فَإِنْ يَكُ مُوسى أَبْطَلَ السِّحْرَ مَرَّة ً
فذلِكَ عصرُ المعجِزاتِ ، وذا عصرُ
فَأَيُّ فُؤادٍ لاَ يَذُوبُ صَبَابَة ً وَمُزْنَة ٍ
عَيْنٍ لاَ يَصُوبُ لَهَا قَطْرُ؟
بِنفسى وإن عَزَّت على َّ ربيبة ٌ
مِنَ العينِ فى أجفانِ مُقلتِها فَترُ
فَتَاة ٌ يَرِفُّ الْبَدْرُ تَحْتَ قِناعِها
وَيَخْطِرُ في أَبْرَادِهَا الْغُصُنُ النَّضْرُ
تُرِيكَ جُمانَ الْقَطْرِ في أُقْحُوَانَة ٍ
مُفَلَّجَة ِ الأَطْرَافِ، قِيلَ لَهَا ثَغْرُ
تَدِينُ لِعَيْنَيْهَا سَوَاحِرُ «بَابِلٍ»
وتسكرُ من صَهباءِ ريقتها الخَمرُ
فيا ربَّة َ الخِدرِ الَّذى حالَ دونَهُ
ضَراغِمُ حربٍ ، غابَها الأَسَلُ السُمرُ
أَمَا مِنْ وِصَالٍ أَسْتَعِيدُ بِأُنْسِهِ
نَضَارَة َ عَيْشٍ كَانَ أَفْسَدَهُ الْهَجْرُ؟
رضيتُ منَ الدُّنيا بِحبِّكَ عالماً
بِأنَّ جُنُونِي في هَوَاكِ هُوَ الْفَخْرُ
فلا تَحسبى شوقى فُكاهة َ مازحٍ
فما هُوَ إلاَّ الجمرُ، أو دونهُ الجمرُ
هوى ً كضميرِ الزندِ ، لو أنَّ مَدمعى
تَأَخَّرَ عَنْ سُقْيَاهُ لاَحْتَرَقَ الصَّدْرُ
إِذَا مَا أَتَيْتُ الْحَيَّ فَارَتْ بِغَيْظِها
قُلُوبُ رِجَالٍ حَشْوُ آماقِها الْغَدْرُ
يَظُنُّونَ بِي شَرّاً، وَلَسْتُ بِأَهْلِهِ
وظَنُّ الفتى مِن غيرِ بيِّنة ٍ وِزرُ
وماذا عليهِم إن ترنَّمَ شاعِرٌ
بِقَافِيَة ٍ لاَ عَيْبَ فِيها، وَلاَ نُكْرُ؟
أفى الحقِّ أن تبكِى الحمائمُ شَجوها
ويُبلى فلا يبكِى على نَفسهِ حُرُّ ؟
وأى ُّ نَكيرٍ فى هوًى شبَّ وقدهُ
بِقَلْبِ أَخِي شَوْقٍ فَبَاحَ بِهِ الشِّعْرُ؟
فَلا يَبْتَدِرْنِي بِالْمَلاَمَة ِ عَاذِلٌ
فإنَّ الهوى فيهِ لمُعتذرٍ عُذرُ
إذا لم يَكن لِلحُبِّ فضلٌ على النُّهى
لما ذَلَّ حَى ٌّ لَلهوى ولَهُ قَدرُ
وَكَيْفَ أَسُومُ الْقَلْبَ صَبْراً عَلَى الْهوى
وَلَمْ يَبْقَ لِي فِي الْحُبِّ قلْبٌ وَلا صَبْرُ؟
لِيهنَ الهوى أنِّى خضَعتُ لِحُكمهِ
وَإِنْ كَانَ لِي فِي غَيْرِهِ النَّهْيُ والأَمْرُ
وإنِّى امرؤٌ تأبى لى الضَّيمَ صولة ٌ
مَوَاقِعُهَا فِي كُلِّ مُعْتَرَكٍ حُمْرُ
أَبِيٌّ عَلَى الْحِدْثَانِ، لاَ يَسْتَفِزُّنِي
عَظيمٌ ، ولا يأوى إلى ساحتى ذعرُ
إذا صُلتُ صالَ الموتُ مِن وكراتهِ
وإن قُلتُ أرخى مِن أعنَّتهِ الشِعرُ
نــجــم
05-04-2011, 08:18 PM
أتاني أنَّ عبدَ اللهِ أصغى
أتاني أنَّ " عبدَ اللهِ " أصغى
إِلَى وَاشٍ؛ فَغَيَّرَهُ عَلَيَّا
وَمَا عَهْدِي بِهِ غِرّاً، وَلَكِنْ
تَوَلَّتْ أَمْرَ فِطْنَتِهِ الْحُمَيَّا
فقلتُ لهُ : تثبتْ تلقَ رشداً
فَكَمْ مِنْ سُرْعَة ٍ وَهَبَتْكَ غَيَّا
فَإِنَّكَ لَوْ عَرْفتَ وِدَادَ قَلْبِي
إليكَ ، لجئتَ معتذراً إليا
نــجــم
05-04-2011, 08:18 PM
أترى الصبا خطرتْ بوادي المنحنة ؟
أترى الصبا خطرتْ بوادي المنحنة ؟
فجنتْ عبيرَ المسكِ منْ ذاكَ الجنى ؟
مَرَّتْ بِنَا طَفَلَ الَعَشِيِّ، فَمَا دَرَى
أحدٌ بسرَّ ضميرها إلاَّ أنا
و تحملتْ سرَّ الهوى ؛ فترددتْ
بِرَسَائِلِ الأَشْوَاقِ فِيمَا بَيْنَنَا
عبقتْ غلائلها بنشرِ عرارة ٍ
بَدَوِيَّة ٍ، بِسِوَى الأَنَامِلِ تُجْتَنَى
تَحْمِي مَنَابِتَهَا قَسَاوِرُ غَارَة ٍ
يَجِدُونَ صَعْبَ الْمَوْتِ خَطْباً هَيِّنَا
منْ كلَّ مشتملٍ بشعلة ِ صارمٍ
أمضى منَ الأجلِ الوحيَّ إذَ ادنا
وَ بمسقطِ العلمينِ جؤذرُ كلة ٍ
يُصْمِي بِنَظْرَتِهِ الأُسُودَ إِذَا رَنَا
صنعَ الوشاة ُ لهُ حديثاً كاذباً
فقسا عليَّ ، وَ كانَ سهلاً لينا
مَاذَا عَلَيْهِ ـ وَلاَ أُرِيدُ مَلاَمَة ً ـ
لَوْ جَادَ مَعْهَا بِالتَّحِيَّة ِ أَوْ كَنَى ؟
إني لأقنعُ منْ هواهُ بنظرة ٍ
تُرْوِي الْغَلِيلَ مِنَ الصَّدَى لَوْ أَمْكَنَا
أخنى عليَّ معَ الزمانِ ، وَ ليتهُ
لما أساءَ الدهرُ صنعاً أحسنا
وَرَأَى الْمَشِيبَ تَلَوَّنَتْ أَلْوَانُهُ
في عارضيَّ منَ الأسى ؛ فتلونا
وَالْمَرْءُ فِي الدُّنْيَا رَهِينُ حَوَادِثٍ
تودى بجدتهِ ، وَ تلبسهُ الضنى
ليتَ المشيبَ تأخرت أيامهُ
حَتَّى أَفْوزَ مِنَ الشَّبِيبَة ِ بِالْمُنَى
نــجــم
05-04-2011, 08:18 PM
أبَى الضَّيمَ ، فاستلَّ الحُسامَ وأصحرا
أبَى الضَّيمَ ، فاستلَّ الحُسامَ وأصحرا
وَذُو الْحِلْمِ إِنْ سِيمَ الْهَوَانَ تَنَمَّرَا
وَطَارَتْ بِهِ في مُلْتَقَى الْخَيْلِ عَزْمَة ٌ
أَعَادَتْ خَبِينَ الصُّبْحِ بالنَّقْعِ أَكْدَرَا
فردَّ ذبابَ المشرفِى َّ مُثلَّما
وَغَادَرَ صَدْرَ السَّمْهَرِيِّ مُكَسَّرَا
جِلادُ امرئٍ آلى بِقائمِ سيفهِ
عَلَى الْمَجْدِ أَنْ يُولِيهِ نَصْراً مُؤَزَّرَا
جَدِيرٌ إِذَا مَا هَمَّ أنْ يَكْسُوَ الْقَنَا
وبيضَ الظُبا ثَوباً مِنَ الدَمِ أحمرا
وَمَا كُلُّ مَنْ سَاسَ الأَعِنَّة َ فَارِساً
وَلاَ كُلُّ مَنْ نَاشَ الأَسِنَّة َ قَسْوَرَا
نــجــم
05-04-2011, 08:18 PM
أتُرى الحمامَ ينوحُ من طربٍ معى
أتُرى الحمامَ ينوحُ من طربٍ معى
وَنَدَى الْغَمَامَة ِ يَسْتَهِلُّ لِمَدْمَعِي؟
مَا لِلنَّسِيمِ بَلِيلَة ٍ أَذْيَالُهُ؟
أَتُرَاهُ مَرَّ عَلَى جَدَاوِلِ أَدْمُعِي؟
بل ما لِهذا البرقِ مُلتهِبَ الحشا ؟
أَسَمَتْ إِلَيْهِ شَرَارَة ٌ مِنْ أَضْلُعِي؟
لم أدرِ هل شعرَ الزمانُ بِلوعتى
فرثى لَها ، أم هاجتِ الدُنيا مَعى ؟
فالغيثُ يَهمى رِقَّة ً لِصبابتى
وَالطَّيْرُ تَبْكِي رَحْمَة ً لِتَوَجُّعِي
خَطَرَاتُ شَوْقٍ، أَلْهَبَتْ بَجَوَانِحِي
نَاراً يَدِبُّ أَزِيزُهَا فِي مِسْمَعِي
وَجَوًى كَأَطْرَافِ الأَسِنَّة ِ، لَمْ يَدَعْ
لِلصَّبْرِ بَيْنَ مَقِيلِهِ مِنْ مَفْزَعِ
يأهلَ ذا النادى ! أليسَ بكم فتى ً
يَرثى لويلاتِ المشوقِ المولعِ ؟
أَبْكِي، فَيَرْحَمُنِي الْجَمَادُ، وَلاَ أَرَى
خِلاًّ يَرِقُّ إِلَى شَكَاتِي، أَوْ يَعِي
فإذا دَعوتَ بِصاحبٍ لم يَلتفِتْ
وإذا لجأتَ إلى أخٍ لم ينفَعِ
وَمِنَ الْعَجَائِبِ أَنَّنِي أَشْكُوُ الْهَوَى
والذنبُ لى فى كُلِّ ما أنا مُدَّعِى
قَدْ طَالَمَا يَا قَلْبُ قُلْتُ لَكَ احْتَرِسْ
أَرَأَيْتَ كَيْفَ يَخِيبُ مَنْ لَمْ يَسْمَعِ؟
أوقعتَ نَفسكَ فى حبائلِ خُدعة ٍ
لاَ تُسْتَقَالُ، فَخُذْ لِنَفْسِكَ أَوْ دَعِ
يا ظبية المقياس ! هذا مَدمعى
فرِدِى ، وهذا روضُ قلبى فارتعى
إن كانَ لا يرضيكِ إلاَّ شِقوتى
فلقد بلغتِ مُناكِ مِنها ، فاقنَعى
أنا منكِ بينَ صبابة ٍ لاتنقضِى
أيَّامها ، وغواية ٍ لم تُقلعِ
فثِقى بِما تمليهِ ألسنة َ الهوى
وَهْيَ الدُّمُوعُ، فَحَقُّهَا لَمْ يُدْفَعِ
لاتحسبى قولى خديعة َ ماكرٍ
إِنَّ الْوَفِيَّ بعَهْدِهِ لَمْ يَخْدَعِ
إِنِّي لأَقْنَعُ مِنْ هَوَاكِ بنَظْرَة ٍ
وَأَعُدُّهَا صِلَة ً إِذَا لَمْ تَمْنَعِي
هَذِي مُنَايَ، وَحَبَّذَا لَوْ نلْتُهَا
عَنْ طِيبِ نَفْسٍ، فَهْيَ أَكْبَرُ مُقْنِعِ
نــجــم
05-04-2011, 08:18 PM
أبعدَ ستينَّ لى حاجٌ فأطلبها ؟
أبعدَ ستينَّ لى حاجٌ فأطلبها ؟
هَيْهاتَ، ما لامْرِىء ٍ بَعْدَ الصِّبَا حاجُ
إِنَّ ابْنَ آدَمَ في الدُّنْيَا عَلَى خَطَرٍ
لا يَسْتَقِيمُ لَهُ قَصْدٌ ومِنْهاجُ
كأنما هوَ فى فلكٍ تحيطُ بهِ
مِنْ جانِبَيْهِ أَعاصِيرٌ وأَمْواجُ
يهوى البقاءَ ، ومكروهُ الفناءِ بهِ
ويستعِزُّ بأمنٍ فيهِ إزعاجُ
لا أَحْفِلُ الطَّيْرَ إِنْ غَنَّتْ، وإِنْ نَعَبَتْ
سِيَّانِ عِنْدِي صَفَّارٌ وشَحَّاجُ
يستعظمونَ منَ الحجَّاجِ صولّتهُ
وكلُّ قومٍ بهِم للظُلمِ حجَّاجُ
نــجــم
05-04-2011, 08:19 PM
أبنى ِ الكنانة َ أبشِروا بمحمَّدٍ
أبنى ِ الكنانة َ أبشِروا بمحمَّدٍ
وثِقوا براعٍ فى المكارم أوحدِ
فَهُوَ الزَّعِيمُ لَكُمْ بِكُلِّ فَضيلة ٍ
تَبْقَى مَآثِرُهَا، وَعَيْشٍ أَرْغَدِ
مَلِكٌ نَمَتْهُ أَرُومَة ٌ عَلَوِيَّة ٌ
ملكَت بسؤدُدِها عنانَ الفرقدِ
يَقِظُ الْبَصِيرَة ِ لَوْ سَرَتْ في عَيْنِهِ
سِنَة ُ الرُّقَادِ، فَقَلْبُهُ لَمْ يَرْقُدِ
بدهاتهُ قيدُ الصوابِ ، وعَزمهُ
شرُكُ الفوارسِ فى العجاجُ الأربدِ
فإذا تنمَّرَ فهو,, زيدٌ ،، فى الوغى
وإِذَا تَكَلَّمَ فَهْوَ «قَيْسٌ» في النَّدِي
مُتَقَسَّمٌ مَا بَيْنَ حُنْكَة ِ أَشْيَبٍ
صَدَقَتْ مَخِيلَتُهُ، وَحِلْيَة ِ أَمْرَدِ
لا يستريحُ إلى الفراغِ ، ولا يرى
عيشاً يلذُّ بهِ إذا لم يجهدِ
فنهارهُ غيثُ اللَّهيفِ ، وليلهُ
في طَاعَة ِ الرَّحْمنِ لَيْلُ الْعُبَّدِ
لهجٌ بحبِّ الصالحاتِ ، فكلما
بَلَغَ النِّهَايَة َ مِنْ صَنِيعٍ يَبْتَدِي
خُلُقٌ تميَّزَ عن سواهُ بفضلهِ
والْفَضْلُ في الأَخْلاقِ إِرْثُ الْمَحْتِدِ
إقليدٌ معضلة ٍ ، ومعقِلُ عائذٍ
وسماءُ منتجعٍ ، وقبلة ُ مهتدِ
حَسُنَتْ بِهِ الأَيَّامُ حَتَّى أَسْفَرَتْ
عن وجهِ معشوقِ الشَّمائلِ أغيَد
وَصَفَتْ مَوَارِدُ مِصْرَ حَتَّى أَصْبَحَتْ
بعدَ الكدورة ِ شرعة ً للورَّدِ
فَالْعَدْلُ يَرْعَاهَا بِرَأْفَة ِ وَالِدٍ
والبأسُ يحميها بصولة ِ أصيَدِ
بَلَغَتْ بِفَضْلِ «مُحَمَّدٍ» مَا أَمَّلَتْ
مِنْ عِيشَة ٍ رَغَدٍ وَجَدٍّ أَسْعَدِ
هُوَ ذَلِكَ الْمَلِكُ الذي أَوْصَافُهُ
فى الشعر حلية ُ راجزٍ ومقصِّدِ
فبنورهِ فى كلِّ جنحٍ نهتدى
وبِهَدْيِهِ في كُلِّ خَطْبٍ نَفْتَدِي
سنَّ المشورة َ ، وهى أكرمُ خطَّة ٍ
يجرى عليها كل راعٍ مرشدِ
هِيَ عِصْمَة ُ الدِّينِ التي أَوْحَى بهَا
رَبُّ الْعِبَادِ إِلى النَّبِيِّ «مُحَمَّدِ»
فَمَنِ اسْتَعَانَ بِهَا تَأَيَّدَ مُلْكُهُ
ومن استهانَ بأمرها لم يرشُدِ
أَمْرَانِ ما اجْتَمَعَا لِقَائِدِ أُمَّة
إلاَّ جنى بهما ثمارَ السؤددِ
جَمْعٌ يَكُونُ الأَمْرُ فِيمَا بَيْنَهُمْ
شورى ، وجندٌ للعدو بمرصدِ
هيهاتَ يحيا الملكَ دونَ مشورة ٍ
ويَعِزُّ رُكْنُ الْمَجْدِ مَا لَمْ يُعْمَدِ
فالسَّيْفُ لا يَمْضِي بِدُونِ رَوِيَّة ٍ
وَالرَّأْيُ لا يَمْضِي بغَيْرِ مُهَنَّدِ
فاعكفْ على الشورى تجد فى طيِّها
من بينات الحكمِ مالم يوجدِ
لا غَرْوَ أَن أَبْصَرْتَ في صَفَحَاتِهَا
صُوَرَ الْحَوَادِثِ، فَهْيَ مِرْآة ُ الْغَدِ
فَالْعَقْلُ كَالْمِنْظَارِ يُبْصِرُ ما نَأَى
عنه قريباً ، دونَ لمسٍ باليدِ
وكفاكَ علمُكِ بالأمورِ، وليسَ من
سَلَكَ السَّبيلَ كَحَائِرٍ لَمْ يَهْتَدِ
فلأنتَ أولَ من أفادَ بعدلهِ
حُرِّيَّة َ الأَخْلاَقِ بَعْدَ تَعَبُّدِ
أَطْلَقْتَ كُلَّ مُقَيَّدٍ، وَحَلَلْتَ كُـ
ـلَّ مُعَقَّدٍ، وَجَمَعْتَ كُلَّ مُبَدَّدِ
وتمتَّعتْ بالعدلِ منكَ رعيَّة ٌ
كانت فريسة َ كلِّ باغٍ معتدِ
فاسلم لخير ولا ية ٍ عزَّت بها
نفسُ النصيحِ ، وذلَّ كلُّ مفنَّدِ
ضَرَحَتْ قَذَاة َ الْغَيِّ عَنْ جَفْنِ الْهُدَى
وَسَرَتْ قِنَاعَ الْيَأْسِ عَنْ أَمَلٍ نَدِ
ضَمَّتْ إِلَيْكَ زِمامَ كُلِّ مُثَلِّثٍ
وَثَنَتْ إِلَيْكَ عِنَانَ كُلِّ مُوَحِّدِ
وَتَأَلَّفَتْ بَعْدَ الْعَدَاوَة ِ أَنْفُسٌ
سكنت بعدلكَ في نعيمٍ سرمدِ
فحباكَ ربُّكَ بالجميلِ كرامة ً
لِجَزِيلِ مَا أَوْلَيْتَ أُمَّة َ «أَحْمَدِ»
وَتَهَنَّ بِالْمُلْكِ الَّذِي أَلْبَسْتَهُ
شرفاً بمثلِ ردائهِ لم يرتدِ
بَزَغَتْ بِهِ شَمْسُ الْهِدَايَة ِ بَعْدَ مَا
أفلَت ، وأبصرَ كلُّ طرفٍ أرمدِ
لم يبقَ من ذى خلة ٍ إلاَّ اغتدى
بجميلِ صنعِكَ مصدراً للوفَّدِ
بَلَغَتْ بِكَ الآمَالُ أَبْعَدَ غَايَة ٍ
قَصَرَتْ عَلى الإِغْضَاءِ طَرْفَ الْحُسَّدِ
فاسعد ودم واغنم وجُدْ وانعمْ وسُد
وابْدَأْ وَعُدْ وَتَهَنَّ واسْلَمْ وازْدَدِ
لا زالَ عدلكَ فى الأنامِ مخلداً
فَالعَدْلُ في الأَيَّامِ خَيْرُ مُخَلَّدِ
نــجــم
05-04-2011, 08:19 PM
أيا مَلِكاَ همَت كفَّاهُ جوداً
أيا مَلِكاَ همَت كفَّاهُ جوداً
عَلَى الثَّقَلَيْنِ: مِنْ بَادٍ وَقَارِي
عراكَ النِيلُ من بلدٍ بعيدٍ
فألبسهُ الكرامة َ فهوَ عارى
نــجــم
05-04-2011, 08:20 PM
أحببتُ منْ والى علياً رغبة
أحببتُ منْ والى " علياً " رغبة ً
في فضلهِ ، وَ كرهتُ منْ عاداهُ
هُوَ ذَلِكَ الْحَبْرُ الَّذِي مَنْ أَمَّهُ
نالَ الرضا ، وَ أجيبَ منْ ناداهُ
وَ كفى بسبطيهِ إماما رحمة ٍ
نَالاَ مِنَ الرِّضْوَان مَا قَصَدَاهُ
قَدْ عَزَّ مَنْ وَالاهُ فِي الدُّنْيَا، وَفِي
يَوْمِ الْحِسَابِ، وَذَلَّ مَنْ بَادَاهُ
فَاقْصِدْ لَهُ، وَاعْرِفْهُ، وَاسْتَمْسِكْ بِهِ
تَلْقَ الْهُدَى ، وَكَفَى الْمُرِيدَ هُدَاهُ
وَ إذا عرتكَ ملموٌ ، فاهتفْ بهِ
تَسْمَعْ بِقَلْبِكَ حَيْثُ كُنْتَ صَدَاهُ
ســديـم
05-04-2011, 08:20 PM
آهٍ من غربَة ٍ وفقد حبيبٍ
آهٍ من غربَة ٍ وفقد حبيبٍ
أَوْرَثَا مُهْجَتِي عَذاباً مَكِيثَا
لا تسلنى عمَّا أقاسى ، فإنِّى
بينَ قومٍ لا يفقهونَ حديثا
الله يعطيك العافيه انتقاء روعه وذوق
نــجــم
05-04-2011, 08:20 PM
أحببْ بهنَّ معاهداً وَ معانا
أحببْ بهنَّ معاهداً وَ معانا
كَانَتْ مَنَازِلُنَا بِهَا أَحْيَانَا
دِمَنٌ عَفَتْ بَعْدَ الأَنِيسِ، فَأَصْبَحَتْ
للجازئاتِ منَ الظباءِ مكانا
وَ لقدْ نرى فيها ملاعبَ لمْ تزلْ
تشجى الفؤادَ ، وَ لا نرى إنسانا
عرفتْ بها الجردُ العتاقُ مجالها
فَغَدَتْ تُحَمْحِمُ رِقَّة ً وَحَنَانَا
بتنا بها متساندينَ على الثرى
نَصِفُ الْكَلاَلَ، وَنَذْكُرُ الإِخْوَانَا
أيامَ لا يردُ الجمامَ لعزها
أَحَدٌ، وَلاَ يَرْعَى الْجَمِيمَ سِوَانَا
في مَعْشَرٍ رَسَخَتْ حَصَاة ُ حُلُومِهِمْ
أدباً ، وَ خفوا للوغى فرسانا
قرنوا الشجاعة َ بالسماحة ِ ، فاغتدوا
قَيْدَ الْمَحَامِدِ شِدَّة ً وَلِيَانَا
طَلَعُوا عَلَى الزَّمَنِ الْبَهِيمِ، فَأَثْقَبُوا
نارَ الفضائلِ حجة ً وَ بيانا
منْ كلَّ مشبوبٍ تخالُ لسانهُ
عِنْدَ التَّخَاصُمِ فِي النَّدِيِّ سِنَانَا
إنْ قالَ برَّ ، وَ إنْ أتاهُ مطردٌ
آوى ، وَ إنْ سئلَ الكرامة َ لانا
أنا منهمُ ، وَ العودُ يتبعُ أصلهُ
وَابْنُ الْهَجِينَة ِ لاَ يَكُونُ هِجَانَا
فاكوِ الحسودَ بناظريهِ ، وَ قلْ لهُ :
إنْ كنتَ تجهلنا فكيفَ ترانا ؟
إِنَّا إِذَا مَا الْحَرْبُ شَبَّ سَعِيرُهَا
نحمى النزيلَ ، وَ نمنعُ الجيرانا
وَنَرُدُّ عَادِيَة َ الْخَمِيسِ بِأَنْفُسٍ
عَلِمَتْ بِأَنَّ مِنَ الْحَيَاة ِ هَوَانَا
فَتَرَى عِتَاقَ الْخَيْلِ حَوْلَ بُيُوتِنَا
قُبَّ الْبُطُونِ، تُنَازِعُ الأَرْسَانَا
مشقَ الطرادُ لحومهنَّ ، فلمْ يدعْ
إِلاَّ خَوَاصِرَ كَالْقِسِيِّ مِتَانَا
منْ كلَّ منتصبٍ على َ أقيادهِ
متطلعٌ يتنظرُ الحدثانا
بَذَخَتْ قَوَائِمُهُ، وَأَقْبَلَ مَتْنُهُ
وَانْضَمَّ كَلْكَلُهُ، وَطَالَ عِنَانَا
فإذا علا حزناً أطارَ شرارهُ
وَإِذَا أَتَى سَهْلاً أَطَارَ دُخَانَا
وَ الخيلُ أكرمُ صاحبٍ يومَ الوغى
وَ السلمِ ، تبعثُ غارة ً وَ رهانا
فعلى بطونِ خيارها أرزاقنا
وَ على َ ظهورِ جيادها مغدانا
هَذَا الْفَخَارُ، فَدُرْ بِعَيْنِكَ حَيْثُمَا
دارَ الزمانُ ، فلنْ ترى نقصانا
نــجــم
05-04-2011, 08:20 PM
أحببْ ، وَ أبغضْ ، وَ قلْ بحقًّ
أحببْ ، وَ أبغضْ ، وَ قلْ بحقًّ
وَلاَ تُسَاهِلْ، وَلاَ تُخَاشِنْ
فالحبُّ يعمى عنِ المساوى
وَالْبُغْضُ يُعْمِي عَنِ الْمَحَاسِنْ
نــجــم
05-04-2011, 08:21 PM
أديرا كئوسَ الرَّاحِ ، قَد لمعَ الفَجرُ
أديرا كئوسَ الرَّاحِ ، قَد لمعَ الفَجرُ
وصاحَت بِنا الأطيارُ أن وجبَ السُّكرُ
أما تريانِ اللَّيلَ كيفَ تسللَت
كَوَاكِبُهُ لِلْغَرْبِ، وَانْحَدَرَ النَّسْرُ
فَقُومَا انْظُرَا ما يَصْنَعُ الصُّبْحُ بِالدُّجَى
فإنِّى أرى ما ليسَ يبلُغُهُ الذِّكرُ
أرى أدهماً يتلوهُ أشهبُ طارِدٌ
كِلا الْفَرَسَيْنِ اغْتَالَ شَأْوَهُمَا الْحُضْرُ
وقَد حنَّتِ الأطيارُ فى وكُناتِها
وقَامَ يُحيِّينا على سَاقهِ الزَهرُ
وأصبَحتِ الغُدرانُ تَصقلُها الصَبا
وَيَرْقُمُ مَتْنَيْهَا بِلُؤْلُئِهِ الْقَطْرُ
تَرِفُّ كما رفَّت صحائفُ فِضَّة ٍ
عَليهِنَّ مِن لألاءِ شمسِ الضُحى تِبرُ
كَأَنَّ بَنَاتِ الْمَاءِ تَقْرَأُ مَتْنَهَا
صَبَاحاً، وَظِلُّ الغُصْنِ لاَحَ بِها سَطْرُ
عَصَائِبُ حَوْلَ الْمَاءِ يَدْرِمْنَ هُتَّفاً
بِلحنٍ له فى كُلِّ سامِعة ٍ أثرُ
إذا صَرصَرَ البازى تلبَّدنَ بِالثرَى
مِنَ الرُعبِ حتَّى لا يَبينُ لَها صَرُّ
يُسَارِقْنَهُ حَتَّى إِذَا غَابَ ظِلُّهُ
عَنِ الْمَاءِ عَادَ اللَّحْنُ، وَانْتَشَرَ الْهَدْرُ
تَرَاهُنَّ أَسْرَاباً عَلَى الْمَاءِ حُوَّماً
يُقرِّبها ظِمءٌ ، ويُبعدُها ذعرُ
تَروحُ وتغدو بينَ أفنانِ دوحَة ٍ
سَقَاهَا مِنَ الْوَسْمِيِّ مُسْتَوْكَفٌ غَزْرُ
لَهَا فِي نَوَاحِي الأُفْقِ لَفْتَة ُ أَصْيَدٍ
يَلُوحُ عَلَى أَطْرافِ عِرْنِينِهِ الْكِبْرُ
مَلاعِبُ لَهوٍ يَقصُرُ الطَرفُ دُونَها
وَدُنْيَا نَعِيمٍ لا يُحِيطُ بِها الْفِكْرُ
فيا صاحِبى نَجواى َ ! قوما لِشُربِها
ففى مِثلِ هذا اليومِ طابَت لنا الخَمرُ
وشَأنكُما فى الراحِ ، فالعيشُ والصِبا
إِذَا الرَّاحُ لَمْ تَخْفِرْهُمَا فَسَدَ الْعُمْرُ
خَبيئَة ُ قَوْم خَلَّفُوهَا لِغَيْرهمْ
خلَت دونَها الأيَّامُ ، واختَلَفَ العَصرُ
فجاءَت كَمِصباحِ السَماءِ مُنيرة ً
إذا اتقدَت في الكأسِ سارَ بِها السَفرُ
وإن أنتما غنَّيتمانى فَلتَكُن
أَنَاشِيدَ يَهْفُو دُونَ تَسْماعِها الصَّبْرُ
أَنَاشِيدَ فِيها لِلْمَلِيحَة ِ وَالْهَوَى
مَعاذيرُ أحوالٍ يَلينُ لَها الصَّخرُ
لَعلَّ هواها أن يعودَ كما بَدا
رَخِيَّ الْحَوَاشِي قَبْلَ أَنْ يَنْشَبَ الْهَجْرُ
مِنَ الْبِيضِ، مَيْسَانُ الْعَشِيَّاتِ، غَادَة ٌ
سَلِيمَة ُ مَا تَحْوِي الْمَعَاقِدُ وَالأُزْرُ
إِذَا سَفَرَتْ وَالْبَدْرُ لَيْلَة َ تِمِّهِ
ولاحا سَواءً ، قيلَ أيُّهُما البَدرُ ؟
لها لَفتة ُ الخشفُ الأغنِّ ، ونَظرة ٌ
تُقصِّرُ عن أمثالِها الفَتكَة ُ البِكرُ
تَرُدُّ النُّفُوسَ السَّالِماتِ سَقِيمَة ً
وَتَفْعَلُ مَا لاَ تَفْعَلُ الْبِيضُ وَالسُّمْرُ
خَفضتُ لَها مِنِّى جناحَى مودَّة ٍ
وَدِنْتُ لِعَيْنَيْهَا كَمَا حَكَمَ الدَّهْرُ
عَلى أَنَّ مَا بَيْني وَبَيْنَ عَشِيرِهَا
قَوارِعُ سوءٍ لا ينامُ لَها وِترُ
فيا ربَّة َ الخَلخَالِ ! رفقاً بِمُهجَتى
فَبِالْغَادَة ِ الْحَسْنَاءِ لاَ يَحْسُنُ الْغَدْرُ
وَبُقْيَا عَلى قَلْبِي، فَلَوْ لَمْ يَكُنْ بِهِ
سِوَى حُبِّ " عبدِ اللهِ " كانَ لَهُ عُذرُ
أخى ، وصَديقى ، وابنُ ُدِّى ، وصاحِبى
وَمَوْضِعُ سِرِّي حِينَ يَعْتَلِجُ الصَّدْرُ
هُوَ الصَّاحبُ الْمَشْكُورُ فِي الْوُدِّ سَعْيُهُ
وَمَا خَيْرُ وُدٍّ لَيْسَ يَلْحَقُهُ شُكْرُ؟
أمينٌ على غيبِ الصَّديقِ إذا ونَت
عُهودُ أُناسٍ ، أو تطرَّقها فَترُ
فَلا جَهْرُهُ سِرٌّ، وَلاَ سِرُّ صَدْرِهِ
إِذَا امْتَحَنَ الْوَاشِي ضَمائِرَهُ جَهْرُ
يَدِبُّ على المَعنى الخَفِى ِّ بِفِكرة ٍ
سواءٌ لديها السَهلُ فى ذاكَ والوَعرُ
لَهُ الْبُلْجَة ُ الْغَرَّاءُ يَسْرِي شُعَاعُهَا
إذا غامَ أفقُ الفَهمِ ، والتبسَ الأمرُ
تَزاحمُ أفواجُ الكَلامِ بِصدرهِ
فَلَوْ غَضَّ مِنْ صَوْتٍ لَكَانَ لَهَا هَدْرُ
لَهُ قَلَمٌ لَوْلاَ غَزَارة ُ فِكْرِهِ
لَجَفَّتْ لَدَيْهِ السُّحْبُ، أَوْ نَفِدَ الْبَحْرُ
إِذَا اخْتَمَرَتْ بِاللَّيْلِ قِمَّة ُ رَأْسِهِ
تفجَّرَ من أطرافِ لِمَّتِها الفَجرُ
إِلَيْكَ ابْنَ بَطْحَاءِ الْكَلامِ تَشَذَّرَتْ
بِركبِ المعانى لا يُكفكِفُها الزَجرُ
قلائصُ لا يَرعَينَ عازِبة َ الكلا
وَلاَ يَسْتَبِقْنَ الْمَاءَ إِنْ فَاتَهَا الْعِشْرُ
وَمَا هُوَ إِلاَّ الشِّعْرُ سَارَتْ عِيابُهُ
وفى طَيِّها من طيبِ ما ضُمِّنَت نَشرُ
فَأَلْقِ إِلَيْهِ السَّمْعَ يُنْبِئْكَ أَنَّهُ
هُوَ الشِعرُ ، لا ما يدَّعى الملأُ الغَمرُ
يَزيدُ على الإنشادِ حُسناً ، كأنَّنى
نَفَثْتُ بِهِ سِحْراً، وَلَيْسَ بِهِ سِحْرُ
فَدُمْ لِلْعُلا، وَالْعِلْمِ، وَالْحِلْمِ، والتُّقَى
وَنَيْلِ الْمُنَى مَا أَوْرَقَ الْغُصُنُ النَّضْرُ
نــجــم
05-04-2011, 08:21 PM
أيدَ المنُونِ قدَحتِ أى َّ زِنادِ
أيدَ المنُونِ قدَحتِ أى َّ زِنادِ
وأطرتِ أى َّ شعلة ٍ بفؤادى
أوهَنتِ عزمى وهو حَملة ُ فيلقٍ
وحَطَمتِ عودى وهو رُمحُ طِرادِ
لم أدرِ هَلْ خَطبٌ ألمَّ بِساحتى
فَأَنَاخَ، أَمْ سَهْمٌ أَصابَ سَوَادِي؟
أَقْذَى الْعُيُونَ فَأَسْبَلَتْ بِمَدَامِعٍ
تجرى على الخدَّينِ كالفِرصادِ
ما كُنْتُ أَحْسَبُنِي أُراعُ لِحَادِثٍ
حتَّى مُنيتُ بهِ فأَوهَنَ آدى
أَبلتنى الحسراتُ حتَّى لم يكد
جِسْمِي يَلُوحُ لأَعْيُنِ الْعُوَّادِ
أَسْتَنْجِدُ الزَّفَراتِ وَهْيَ لَوافِحٌ
وَأُسَفِّهُ الْعَبَرَاتِ وَهْيَ بَوَادِي
لا لوعتى تدعُ الفؤادَ ، ولا يدى
تقوَى على ردِّ الحبيبِ الغادى
يا دَهْرُ، فِيمَ فَجَعْتَنِي بِحَلِيْلَة ٍ؟
كانَتْ خَلاصَة َ عُدَّتِي وَعَتَادِي
إِنْ كُنْتَ لَمْ تَرْحَمْ ضَنَايَ لِبُعْدِها
أفلا رحِمتَ منَ الأسى أولادى ؟
أَفْرَدْتَهُنَّ فَلَمْ يَنَمْنَ تَوَجُّعاً
قرحَى العيونِ رواجِفَ الأكباد
أَلْقَيْنَ دُرَّ عُقُودِهِنَّ، وَصُغْنَ مِنْ
دُرِّ الدُّموعِ قلائدَ الأجيادِ
يبكينَ من ولهٍ فراقَ حَفيَّة ٍ
كانتْ لَهنَّ كثيرة َ الإسعادِ
فَخُدُودُهُنَّ مِنَ الدُّمُوعِ نَدِيَّة ٌ
وقًلوبُهنَّ منَ الهمومِ صوادى
أسليلة َ القمرينِ ! أى ُّ فجيعة ٍ
حَلَّتْ لِفَقْدِكَ بَيْنَ هَذَا النَّادِي؟
أعزز على َّ بأن أراكِ رهينة ً
في جَوْفِ أَغْبَرَ قاتِمِ الأَسْدَادِ!
نــجــم
05-04-2011, 08:22 PM
أدرِ الكأسَ يا نديمُ ، وهاتِ
أدرِ الكأسَ يا نديمُ ، وهاتِ
واسْقِنِيها عَلَى جَبِينِ الْغَدَاة ِ
شاقَ سمعى الغِناءُ فى رونقِ الفجـ
ـرِ، وسَجْعُ الطُّيُورِ في الْعَذَباتِ
أَيُّ شَيْءٍ أَشْهَى إِلَى النَّفْسِ مِنْ كَأْ
سٍ مُدارٍ على بساطِ بناتِ ؟
هُوَ يَوْمٌ تَعَطَّرَتْ طَرَفاهُ
بشمالٍ مسكيَّة ِ النفحاتِ
باسمُ الزَّهرِ ، عاطرُ النَّشرِ، هامى الـ
ـقَطْرِ، وَانِي الصَّبَا، عَلِيلُ الْمَهَاة ِ
مَسْرَحٌ لِلْعُيُونِ يَمْتَدُّ فِيهِ
نفسُ الريحِ بينَ ماضٍ وآتِ
فامْتَثِلْ دَعْوَة َ الصَّبُوحِ، وبادِرْ
فُرْصَة َ الدَّهْرِ قَبْلَ وَشْكِ الْفَواتِ
وتَدَرَّجْ مَعِي إِلَى رَوْضَة ِ الْمَنْـ
ـيَلِ ذاتِ النَّخِيلِ والثَّمَراتِ
فهى مرعى الهوى ، ومغنى التَّصابى
ومَراحُ الْمُنَى ، ومَسْرَى الْحَياة ِ
أَلفتها النفوسُ ، فهى َ إليها
مِنْ أَلِيمِ الأَشْواقِ فِي حَسَراتِ
تبعَثُ اللَّهوَ والسُّرورَ، وتمحو
مِنْ فُؤَادِ الْحَزِينِ كُلَّ شَكاة ِ
بَيْنَ نَدْمانَ كَالكَواكِبِ حُسْناً
ورعابيبَ كالدُّمى خَفِراتِ
يتساقّونَ بالكئوسِ مُداماً
هى كالشَّمسِ فى قميص إياة ِ
فى أباريقَ كالطيورِ اشرأبَّت
حَذَرَ الفَتْكِ مِنْ صِيَاحِ الْبُزَاة ِ
حانياتٍ على الكئوسِ منَ الرأ
فة ِ ، يُرضِعنَهنَّ كالأمهاتِ
لا ترى العينُ بينهُمْ غيرَ صبٍّ
بِسماعٍ ، أو هائمٍ بفتاة ِ
ومغنٍّ إذا شدَا خِلتَ أنَّ الـ
أرضَ ظلَّت تدورُ بالفلواتِ
مَلَكَ السَّمْعَ والْفُؤادَ بلَحْنٍ
يفتِنُ الغيدَ داخِلَ الحجُراتِ
يبعّثُ الصوتَ مرسلاً ، فإذا ما
غضَّ منهُ استدارَ بينَ اللَّهاة
غردٍ يبطِلُ الحديثَ ، ويُنسى
رَبَّة َ الْحُزْنِ لَوْعَة َ الذُّكُرَاتِ
تِلْكَ واللَّهِ لَذَّة ُ الْعَيْشِ، لا سَوْ
مُ الأمانى فى عالمِ الخطراتِ
نــجــم
05-04-2011, 08:22 PM
أيها المغرورُ ، مهلا
أيها المغرورُ ، مهلا
لَسْتَ لِلتَّكْرِيمَ أَهْلاَ
كَيْفَ صَادَفْتَ الأَمَانِي؟
هلْ رأيتَ الصعبَ سهلا ؟
خلتها ماءً نميرا
فاشربنْ علاًّ ، وَ نهلا
أينَ أهلُ الدارِ ؟ فانظرْ
هَلْ تَرَى بِالدَّارِ أَهْلاَ؟
رُبَّ حُسْنٍ فِي ثِيَابٍ
عَادَ غِسْليناً ومُهْلاَ؟
وَعُيُونٍ كُنَّ سُوداً
صرنَ عندَ الموتِ شهلا
سَوْفَ يَلْقَى كُلُّ بَاغٍ
فِي الْوَرَى خِزْياً وَبَهْلاَ
إِنَّمَا الدُّنْيَا غُرُورٌ
لمْ تدعْ طفلاً وَ كهلا
كَمْ حَكِيمٍ ضَلَّ فِيهَا
فاكتسى بالعلمِ جهلا
نــجــم
05-04-2011, 08:22 PM
أيها الشاعرُ المجيدُ ! تدبرْ
أيها الشاعرُ المجيدُ ! تدبرْ
وَ اجعلِ القولَ منكَ ذا تحكيمِ
لا تذمَّ اللئيمَ ، وَ وامدحْ كريماً
إنَّ مدحَ الكريمِ ذمُّ اللئيمِ
نــجــم
05-04-2011, 08:22 PM
أخو العلمِ في الدنيا لذي الجهل محوجٌ
أخو العلمِ في الدنيا لذي الجهل محوجٌ
وَ كلٌّ لهُ عندَ القياسِ معالمُ
فلولاَ وجودُ العلمِ ما عاشَ جاهلٌ
ولَوْلاَ وُجُودُ الْجَهْلِ مَا عَاشَ عالِمُ
نــجــم
05-04-2011, 08:23 PM
أينَ ليالينا بِوادى الغضَى ؟
أينَ ليالينا بِوادى الغضَى ؟
ذَلكَ عَهْدٌ لَيْتَهُ مَا انْقَضَى
كُنْتُ بِهِ مِنْ عِيشَتِي رَاضِياً
حَتَّى إِذَا وَلَّى عَدِمْتُ الرِّضَا
أَيَّامُ لَهْوٍ وَصِباً، كُلَّمَا
ذَكَرْتُهَا ضَاقَ عَلَيَّ الْفَضَا
فَآهِ مِنْ دَهْرٍ بِأَحْكَامِهِ
جَارَ عَلَيْنَا، وقضى ما قَضَى !
أَيَّ قِنَاعٍ مِنْ شَبَابٍ سَرَا؟
وأى َّ ثوبٍ من نعيمٍ نَضا ؟
قد بيَّض الأسودَ من لِمَّتى
يَا لَيْتَهُ سَوَّدَ ما بَيَّضَا
عَهْدٌ كَطَيْفٍ زَارَ، حَتَّى إِذَا
أشرقَ صبحٌ من مشيبى مضى
ما كانَ إلاَّ كنسيمٍ سرى
وعارضٍ غامَ ، وبرقٍ أضا
وَلَّى ، وَلَمْ يُعْقِبْ سِوَى حَسْرَة ٍ
بَيْنَ الْحَشَا، كَالصَّارِمِ الْمُنْتَضَى
لَوْلا الْغَضَا ـ وَهْوَ مَطافُ الْهَوَى
مَا شَبَّ في قَلْبِيَ جَمْرُ الْغَضَى
أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ بِهِ شَادِناً
عذَّبنى بالصدِّ ، بل أرمضا
مُعْتَدِلُ الْقَامَة ِ، ذُو لَحْظَة ٍ
تَعَلَّمَ الْخَطِّيُّ مِنْهُ الْمَضَا
ظَبى ُ حِمى ً ، مذ غربتْ شمسهُ
عن ناظرى بالبينِ ما غمَّضا
قَدْ سَرَّنِي حينَ أَتَى مُقْبِلاً
وساءنى حينَ مَضى مُعرِضاً
حَمَّلَنِي مِنْ وَجْدِهِ لَوْعَة ً
لو نهضَ الدهرُ بها خفَّضا
قد أخذَ النومَ ، وما ردَّهُ
واستلبَ القلبَ ، وما عوَّضا
ما بالهُ ماطلَ فى وعدهِ ؟
أَلَمْ يَحِنْ لِلدَّيْنِ أَنْ يُقْتَضَى ؟
قَاضَيْتُهُ عِنْدَ مَلِيكِ الْهَوَى
فغلَّ حقِّى ، وأساءَ القضا
فَمَنْ لَهُ أَشْكُو وَقَدْ سَامَنِي
جَوراً ؟ وحقُّ الجورِ أن يُرفضا
تاللهِ لولا خَوفُ هِجرانهِ
مَا بَاتَ قَلْبِي عَانِياً مُحْرَضَا
فإنَّ لى من عزمتى صاحِباً
يَمنعُنى فى الروعِ أن أدحضا
ولَستُ مِمَّنْ إن دجا حادِثٌ
ألقى زِمامَ الأمرِ أو فوَّضا
لكنَّنى ألقى الردى حاسِراً
وَأَصْدَعُ الْخَصْمَ إِذَا عَرَّضَا
أَسْتَحْقِبُ الشَّهْدَ لِمَنْ وَدَّنِي
وَأَنْفُثُ السُّمَّ لِمنْ أَبْغَضَا
جَرَّدتُ نفسِى لِطِلابِ العُلا
والسَّيْفُ لاَ يُرْهَبُ أَوْ يُنْتَضَى
وَلِي مِنَ الْقَوْلِ نَصِيرٌ، إِذَا
دَعَوْتُهُ في حَاجَة ٍ أَوْفَضَا
سَلْ عَنِّيَ الْمَجْدَ، وَلاَ تَحْتَشِمْ
فالمجدُ يدرى أى َّ سيفٍ نضا
نــجــم
05-04-2011, 08:23 PM
أحِمى الجزيرَة ِ مَطلعُ الشَّمسِ
أحِمى الجزيرَة ِ مَطلعُ الشَّمسِ
أم لاحَ ضَوءُ غزالة ِ الإنسِ ؟
خَرَجَتْ إِلَى الْبُسْتَانِ لاهِيَة ً
تَخْتَالُ بَيْنَ كَواعِبٍ خَمْسِ
فَتبعتُ مسراها على عَجلٍ
حتَّى ظَفِرتُ بنظرة ٍ خَلسِ
فَسَتَرْنَهَا عَنِّي، وَسِرْنَ بِها
في رَوْضَة ٍ فَيْنَانَة ِ الْغَرْسِ
فوقفتُ مَطويًّا على كمدٍ
وَمَضَتْ عَلَى آثارِهَا نَفْسِي
تِلْكَ الَّتِي لَوْلاَ هَوَايَ بِها
ما بِتُّ مِن أملٍ على يَأسِ
هَيْهَاتَ أَنْسَى حُسْنَ صُورَتِها
وحَوادِثُ الأيَّامِ قد تنسى
نــجــم
05-04-2011, 08:23 PM
أيُّ فتى ً للعظيمِ نندبهُ
أيُّ فتى ً للعظيمِ نندبهُ
شَاطَ عَلَى أَنْصُلِ الرِّمَاحِ دَمُهْ
أسلمهُ صحبهُ ، وَ ما علموا
أَنَّ سَوْفَ يَمْحُو وُجُودَهُمْ عَدَمُهْ
زالَ الألى حاذوا مصارعهمْ
وَلمْ تَزُلْ عَنْ مَكَانِهَا قَدَمُهْ
طَاحَ بِجُثْمَانِهِ الرَّدَى ، وَرَقَا
إلى سمواتِ ربهِ نسمهْ
نِعْمَ فَتَى الْحَرْبِ فِي الْهِيَاجِ إِذ
شبَّ لظى البأاءِ ، وَ اعتلى ضرمهْ
قدْ ألفتْ صحبة َ القنا يدهُ
وَاعْتَادَ «لَبَّيكَ» فِي السَّمَاحِ فَمُهْ
لَيْسَ بِهَيَّابَة ٍ، وَلاَ وَكَلٍ
بلْ صادقٌي اللقاءِ معترفهْ
إِنْ صَالَ فَلَّ الْعِدَا بِصَوْلَتِهِ
أَوْ قَالَ أَرْوَتْ مُشَاشَنَا كَلِمُهْ
يَنْكَفِتُ الْجَيْشُ حِينَ يَفْجَؤُهُ
وَ يصعقُ القرنُ حينَ يلتزمهُ
بَكَى بِدَمْعِ الْفِرِنْدِ صَارِمُهُ
وَانْشَقَّ مِنْ طُولِ حُزْنِهِ قَلَمُهْ
فَمَنْ إِلَى مَلْجَإِ الضَّعِيفِ إِذَا
أقبلَ ليلٌ ، وً أطبقتْ ظلمهْ
وَمَنْ يَقُودُ الزُّحُوفَ رَاجِفَة ً
وَ اليومُ بالحربِ ساطعٌ قتمهْ
مَاتَ، وَأَبْقَى شَجاً لِفُرْقَتِهِ
يَكَادُ يَفْرِي قُلُوبَنَا أَلَمُهُ
فاذهبْ ، عليكَ السلامُ منْ بطلٍ
مَاتَ، وَعَاشَتْ مِنْ بَعْدِهِ نِعَمُهْ
نــجــم
05-04-2011, 08:23 PM
أدِّى الرِسالة َ يا عصفورَة َ الوادِى
أدِّى الرِسالة َ يا عصفورَة َ الوادِى
وَبَاكِرِي الْحَيَّ مِنْ قَوْلِي بِإِنْشَادِ
ترقَّبى سِنة َ الحُرَّاسِ ، وانطَلقى
بَيْنَ الْخَمَائِلِ مِنْ «لُبْنَانَ» وَارْتَادِي
لعلَّ نغمة َ ودٍّ منكِ شائقة ً
تَهُزُّ عِطْفَ «شَكِيبٍ» كَوْكَبِ النَّادِي
هُو الهُمَامُ الَّذِي أَحْيَا بِمَنْطِقِهِ
آثارُ قومٍ أجادوا النُّطقَ بالضَّادِ
تَلْقَى بِهِ أَحْنَفَ الأَخْلاقِ مُنْتَدِياً
وفى الكريهة ِ عمراً ، وابنَ شدَّادِ
أَحى وداداً ، وحسبى أنَّهُ نسبٌ
خالى الصَّحيفة ِ من غِلٍّ وأحقادِ
أَفَادَنِي أَدَباً مِنْ مَنْطِقٍ شَهِدَتْ
بِفَضْلِهِ الناسُ مِنْ قَارٍ، وَمِنْ بَادِي
عذبِ الشريعة ، لو أنَّ السحابَ همَى
بِمِثْلِهِ، لَمْ يَدَعْ في الأَرْضِ مِنْ صَادِي
سَرَتْ بِقَلْبِيَ مِنْهُ نَشْوَة ٌ مَلَكَتْ
بحسنها مسمعى عن نغمة ِ الشَّادى
يَابْنَ الْكِرَامِ! عَدَتْنِي عَنْكَ عَادِيَة ٌ
كَادَتْ تَسُدُّ عَلَى عَيْنِي بِأَسْدَادِ
فَاعْذِرْ أَخَاكَ، فَلَولاَ مَا بِهِ لَجَرَى
في حَلْبَة ِ الشُّكْرِ جَرْيَ السَّابِقِ الْعَادِي
وَهَاكَهَا تُحْفَة ً مِنِّي وَإِنْ صغُرَتْ
فالدُّرُ وهو صغيرٌ حلى ُ أجيادِ
نــجــم
05-04-2011, 08:24 PM
أربَّة ُ العودِ ، أم قمريَّة ُ السَّحر
أربَّة ُ العودِ ، أم قمريَّة ُ السَّحرِ
غَنَّتْ فَحَرَّكَتِ الأَشْجَانَ بِالْوتَرِ؟
حَوْرَاءُ لِلسِّحْرِ فِي أَلْحَاظِهَا أَثَرٌ
يُريكُ أنَّ الرُّقى ضَربٌ منَ الهذَر
لَوْ لَمْ تَكُنْ قَمراً فِي الْحُسْنِ مَا ظَهَرَتْ
لأعينِ النَّاسِ فى ليلٍ مِنَ الشَّعَر
أَمْلَتْ عَلَيَّ بِلَحْظَيْهَا حَدِيثَ هَوى ً
عرفتُ منهُ ضَميرَ العينِ بِالأثرِ
كأنَّما بينَ جفنيها إذا نظَرَت
" هاروتُ " يعبَثُ بالألبابِ والفِكرِ
لاَ غَرْوَ أَنْ هِمْتُ مِنْ وَجْدٍ بِصُورَتِهَا
فَالْحُسْنُ مَشْغَلَة ٌ لِلْعَقْلِ وَالْبَصَرِ
لا تَقنعُ العينُ منها كلَّما نظرتْ
وكيفَ يقتَنعُ المشتاقُ بالنَظرِ ؟
ناغيتُها بلسانِ الشَّوقِ ، فازدهَرت
لِلْحُسْنِ فِي وَجْنَتَيْهَا وَرْدَتَا خَفَرِ
وَازْوَرَّ حَاجبُهَا عَنْ نَظْرَة ٍ رَشَقَتْ
سَوَادَ قَلْبِي بِسَهْمٍ صِيغَ مِنْ حَوَرِ
فلم أزَل بِرُقى الأشعارِ أعطِفُها
وَرُقْيَة ُ الشِّعْرِ تُجْرِي الْماءَ فِي الْحَجَرِ
حتَّى إذا عَلِمت أنِّى بِها كَلِفٌ
وَأَنَّنِي مِنْ تَجَنِّيها علَى خَطَرِ
تَبَسَّمَتْ، فَجَلَتْ لِلْعَيْنِ مِنْ فَمهَا
يَاقُوتَة ً أُودِعَتْ سَطْرَيْنِ مِنْ دُرَرِ
فَبِتُّ مِنْ وَصْلِها، في جَنَّة ٍ يَنَعَتْ
أَفْنَانُهَا بِثِمَارِ الأُنْس والْحَبَر
أبَحتُ للعينِ فيها ما تَقَرُّ بهِ
وَذُدْتُ كَفَّ الصِّبَا عَنْ مَعْقِدِ الأُزُرِ
حتَّى اشْرَأَبَّتْ عُقَاب الْفَجْرِ، وانْطَلَقَتْ
حمائمُ الشُهبِ من أُحبولة ِ السَحَرِ
فيا لَها ليلة ً ! كانت برونَقِها
تَارِيخَ لَهْوٍ لِمَا أَحْرَزْتُ مِنْ وَطَرِ
وَسَمْتُهَا بِضِياءِ الْكَأْسِ، فَالْتَمَعتْ
وَزِينَة ُ الدُّهْمِ في الأَوْضَاحِ وَالْغُرَرِ
لو كانَ يسمحُ لى دهرى بِعودتِها
لَبِعْتُ فِيها لَذِيذَ النَّوْمِ بِالسَّهَرِ
ولَّتْ ، فلم يبقَ مِنها غيرُ فَذلَكة ٍ
تَلوحُ فى دَفترِ الأوهامِ والذُكَرِ
وأى ُّ باقٍ على الأيامِ نَطلبهُ
وَكُلُّ وَارِدَة ٍ يَوْماً إِلَى صَدَر
فَلاَ تَثِقْ بِوَفَاءِ الدَّهْرِ، إِنَّ لَهُ
غَدراً يفوِّقُ بينَ العودِ والثمرِ
ولا تَغرَّنْكَ من وَجهٍ بشاشَتهُ
فَالسَّمُّ يُوجَدُ في نَضْرٍ مِنَ الشَّجَرِ
قد كِدتُ أُتهمُ ظنِّى فى فِراستهِ
مِنْ طُولِ مَا اشْتَبَهَتْ عَيْنَايَ فِي الصُّوَرِ
فَخُذ لِنفسكَ من دنياكَ ما سمحَتْ
بِهِ إِلَيْكَ، وَكُنْ مِنْهَا عَلَى حَذَرِ
وسالمِ الدهرَ تسلَمْ من غوائلهِ
فَصاحِبُ الشَّرِّ لاَ يَنْجُو مِنَ الْكَدر
لاَ يَبْلُغُ الْمَرْءُ مَا يَهْواهُ مِنْ أَرَبٍ
إلاَّ بِتَركِ الَّذى يخشاهُ مِن ضَرَرِ
فانعَمْ وطِب والهُ واطرَبْ واسعَ واعلُ وسُدْ
وَاشْرَبْ وغَنِّ وتِهْ وَالْعبْ وهِمْ وطِرِ
لاَ يَقْنَطُ الْمَرْءُ مِنْ غُفْرَانِ خَالِقِهِ
ما لم يَكُن كافِراً بالبعثِ والقَدَرِ
نــجــم
05-04-2011, 08:24 PM
أَلاَ يا حَمَامَ الأَيْكِ إِلْفُكَ حَاضِرٌ
أَلاَ يا حَمَامَ الأَيْكِ إِلْفُكَ حَاضِرٌ
وغصنُكَ ميَّادٌ ، ففيمَ تَنوحُ ؟
غَدَوْتَ سَلِيماً في نَعِيمٍ وَغِبْطَة ٍ
وَلَكِنَّ قَلْبِي بِالغَرَامِ جَرِيحُ
فإن كُنتَ لى عوناً على الشَّوقِ فاستعِرْ
لِعَيْنَيْكَ دَمْعاً، فَالبُكَاءُ مُريحُ
وإلاَّ فدَعنى من هديلكَ ، وانصرِفْ
فَلَيْسَ سَواءً بَاذِلٌ وشَحِيحُ
نــجــم
05-04-2011, 08:24 PM
أَلاَ «يَا نَحْلَة ً» سَرَحَتْ فَحَازَتْ
أَلاَ «يَا نَحْلَة ً» سَرَحَتْ فَحَازَتْ
سلالة ما تولَّتهُ العهادُ
تلقتها النِجادُ بما أسرَّت
ضَمائِرُهَا، وَحيَّتْهَا الْوِهادُ
سَعَتْ جَهْداً، فَنَالَتْ مَا تَمَنَّتْ
كَذَاكَ الدَّهْرُ: سَعْيٌ وَاجْتِهادُ
فَلاَ عجَبٌ إِذَا جَاءَتْ بِخَيْرٍ
فَلَوْلاَ النَّحْلُ مَا كَانَ الشِّهَادُ
وكَيْفَ، وَرَبُّهَا شَهْمٌ ذكِيٌّ
لهُ فى كلِّ معضِلة ٍ جِهادُ ؟
تَجافى النومَ فى طلبِ المعالى
وَطَابَ لِعَيْنِهِ فِيهَا السُّهَادُ
فأصبحَ ودُّهُ فى كلِّ قلبٍ
نَزِيلاً، وَالْقُلُوبُ لَهُ مِهَادُ
نــجــم
05-04-2011, 08:25 PM
أَلاَ، لاَ تَلُمْ صبّاً علَى طُولِ سُقْمِهِ
أَلاَ، لاَ تَلُمْ صبّاً علَى طُولِ سُقْمِهِ
وَ دعهُ ، فليسَ الأمرُ فيهِ لحكمهِ
فَلَيْسَ الْهَوَى مِمَّا يُرَدُّ بِحِيلَة ِ
وَلَكِنَّهُ يَثْنِي الْفَتَى دُونَ عَزْمِهِ
وَ ما يستوي جانٍ أتى الإثمَ طائعاً
وَ آخرُ لمْ يقرفهُ إلاَّ برغمهِ
إذا ما أقرَّ المرءُ يوماً بذنبهِ
فماذا الذي تغنى لجاجة ُ خصمهِ ؟
نــجــم
05-04-2011, 08:25 PM
أَلاَ، حيِّ مِنْ «أَسْمَاءَ» رَسْمَ الْمَنَازِلِ
أَلاَ، حيِّ مِنْ «أَسْمَاءَ» رَسْمَ الْمَنَازِلِ
وَإِنْ هِيَ لَمْ تَرْجِعْ بَيَاناً لِسَائِلِ
خلاءٌ تعفتها الروامسُ، والتقتْ
عَلَيْهَا أَهَاضِيبُ الْغُيُومِ الْحَوَافِلِ
فلأياً عرفتُ الدارَ بعدَ ترسمٍ
أراني بها ما كانَ بالأمس شاغلي
غدتْ وَ هيَ مرعى ً للظباءِ، وطالما
غَنَتْ وَهْيَ مَأْوًى لِلْحِسَانِ الْعَقَائِلِ
فَلِلْعَيْنِ مِنْهَا بَعْدَ تَزْيَالِ أَهْلِهَا
مَعَارِفُ أَطْلالٍ، كَوَحْيِ الرَّسَائِلِ
فَأَسْبَلَتِ الْعَيْنَانِ فِيهَا بِوَاكِفٍ
منَ الدمعِ، يجري بعدَ سحًّ بوابلِ
دِيارُ الَّتِي هَاجَتْ عَلَيَّ صَبَابَتِي
وأَغْرَتْ بِقَلْبِي لاَعِجَاتُ الْبَلابِلِ
منَ الهيفِ ، مقلاقُ الوشاحينِ، غادة ٌ
سَلِيمَة ُ مَجْرَى الدَّمْعِ، رَيَّا الْخَلاَخِلِ
إذا ما دنتْ فوقَ الفراشِ لوسنةٍ
جفا خصرها عنْ ردفها المتخاذلِ
تَعَلَّقْتُهَا فِي الْحَيِّ إِذْ هِيَ طِفْلَة ٌ
وَإِذْ أَنَا مَجْلُوبٌ إِلَيَّ وَسَائِلِي
فَلَمَّا اسْتَقَرَّ الْحُبُّ فِي الْقَلْبِ وَانْجَلَتْ
غيابتهُ - هاجتْ عليَّ عواذلي
فَيَا لَيْتَ أَنَّ الْعَهْدَ بَاقٍ، وأَنَّنَا
دوارجُ في غفلٍ منَ العيش خاملِ
تَمُرُّ بِنَا رُعْيَانُ كُلِّ قَبِيلَةٍ
فَمَا يَمْنَحُونَا غَيْرَ نَظْرَة ِ غَافِلِ
صَغِيرَيْنِ لَمْ يَذْهَبْ بِنَا الظَّنُّ مَذْهَباً
بَعِيداً، ولَمْ يُسْمَعْ لَنَا بِطَوَائِلِ
نَسِيرُ إِذَا مَا الْقَوْمُ سَارُوا غَدِيَّة ً
إلى كلَّ بهمٍ راتعاتٍ وجاملِ
وَإِنْ نَحْنُ عُدْنَا بِالْعَشِيِّ أَضَافَنَا
إليهِ سديلٌ منْ نقاً متقابلِ
فويلٌ لهذا الدهرِ، ماذا أرادهُ
إلينا، وقد كنا كرامَ المحاصلِ؟
عَلَى عِفَّة ٍ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ أَنَّهَا
مبرأة ٌ منْ كلَّ غيًّ وباطلِ
وَ لكنها الأيامُ لمْ تأتِ صالحاً
مِنَ الأَمْرِ إِلاَّ أَعْقَبَتْ بِالتَّنَازُلِ
إِذَا مَا تَذَكَّرْتُ الزَّمَانَ الَّذِي مَضَى
تَسَاقَطُ نَفْسِي إِثْرَ تِلْكَ الْقَبَائِلِ
قبائلُ أفنتها الحروبُ، ولمْ تكنْ
لِتَفْنَى كِرَامُ النَّاسِ مَا لَمْ تُقَاتِلِ
قَضَتْ بَعدَهُمْ نَفْسِي عَزَاءً، وأَصْحَبَتْ
عَشَوْزَنَتِي، وَانْقَادَ لِلذُّلِّ كَاهِلِي
وَأَصْبَحْتُ مَغْلُولَ الْيَدَيْنِ عَنِ الَّتِي
أحاولها، والدهرُ جمُّ الغوائلِ
صَرِيعُ لُبَاناتٍ تَقَسَّمْنَ نَفْسَهُ
وَغَادَرْنَهُ نَهْبَ الأَكُفِّ الْخَوَاتِلِ
كأنيَ لمْ أعقدْ معَ الفجرِ راية ً
ولمْ أدرعَ باسمي للكميَّ المنازلِ
وَلَمْ أَبْعَثِ الْخَيْلَ الْمُغِيرَة َ فِي الضُّحَا
بكلَّ ركوبٍ للكريهةِ باسلِ
نَزَائِعُ يَعْلُكْنَ الشَّكِيمَ عَلَى الْوَجَى
إذا عريتْ أمثالها في المنازلِ
مِنَ الْقَوْمِ، بَادٍ مَجْدُهُمْ فِي شَمَالِهِمْ
ولاَ مجدَ إلاَّ داخلٌ في الشمائلِ
إذا ما دعوتَ المرءَ منهمْ لدعوةٍ
على عجلٍ - لباكَ غيرَ مسائلِ
يكفكفُ أولى الخيلِ منهُ بطعنةٍ
تمجُّ دماً، مطعونها غيرُ وائلِ
يكونُ عشاءَ الزادِ آخرَ آكلٍ
ويومَ اختلاجِ الطعنِ أولَ حاملِ
قضوا ما قضوا منْ دهرهمْ، ثمَّ فوزوا
إِلَى دَارِ خُلْدٍ ظِلُّهَا غَيْرُ زَائِلِ
نــجــم
05-04-2011, 08:25 PM
أسلُ الديارَ عنِ الحبيبِ في الحشا
أسلُ الديارَ عنِ الحبيبِ في الحشا
دَارٌ لَهُ مَأْهُولَة ٌ وَمَقَامُ
وَمِنَ الْعَنَاءِ سُؤَالُ خاشِعَة ِ الصُّوَى
بِيَدِ الْفَنَاءِ، جَوَابُهَا إِرْمَامُ
ذَكَرَتْ بِهَا النَّفْسُ اللَّجُوجُ زَمَانَهَا
إِنَّ التَّذَكُّرَ لِلنُّفُوسِ غَرَامُ
إذْ للهوى ثمرٌ يرفُّ ، وللصبا
كَأْسٌ تُشَفُّ، وَلِلْمُنَى إِلْمَامُ
تَسْتَنُّ فِيهَا الْعِينُ بَيْنَ مَخَانِسٍ
فيها السلامُ تعانقٌ وَ لزامُ
فِي فِتْيَة ٍ فَاضَ النَّعِيمُ عَلَيْهِمُ
وَ نماهمُ التبجيلُ وَ الإعظامُ
ذَهَبَتْ بِهِمْ شِيَمُ الْمُلُوكِ، فَلَيْسَ فِي
تلعابهمْ هذرٌ ، وَ لاَ إبرامُ
لاَ يَنْطِقُونَ بِغَيْرِ آدَابِ الْهَوَى
سُمُحُ النُّفُوسِ، عَلَى الْبَلاَءِ كِرَامُ
منْ كلَّ أبلجُ ، يستضاءُ بنورهِ
كالبدرِ ، جلى صفحتيهِ غمامُ
سهلُ الخليفة ِ ، لاَ يسوءُ جليسهُ
يَبْقَى ، وَعَاقِبَة ُ النُّفُوسِ حِمَامُ
متواضعٌ للقومِ ، تحسبُ أنهُ
مولى لهمْ في الدارِ ، وهوَ همامُ
تتقاصرُ الأفهامُ دونَ فعالهِ
وَتَسِيرُ تَحْتَ لِوَائِهِ الأَقْوَامُ
فإذا تكلمَ فالرؤسُ خواضعٌ
وَإِذَا تَنَاهَضَ فَالصُّفُوفُ قِيَامُ
حتى انتبهنا بعدَ ما ذهبَ الصبا
إِنَّ الْخَلاَعَة َ وَالصِّبَا أَحْلاَمُ
لاَ تَحْسَبَنَّ الْعَيْشَ دَامَ لِمُتْرَفٍ
هَيْهَاتَ، لَيْسَ عَلَى الزَّمَانِ دَوَامُ
تأتي الشهورُ ، وتنتهى أيامها
لَمْعَ السَّرَابِ، وَتَنْقَضِي الأَعْوَامُ
وَالنَّاسُ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَارِدٌ
أوْ صَادِرٌ، تَجْرِي بِهِ الأَيَّامُ
لاَ طائرٌ ينجو ، وَ لاَ ذو مخلبٍ
فَادْرَأْ هُمُومَ النَّفْسِ عَنْكَ إِذَا اعْتَرَتْ
بالكأسِ ؛ فهيَ على الهمومِ حسامُ
فالعيشُ ليسَ يدومُ في ألوانهِ
إِلاَّ إِذَا دَارَتْ عَلَيْهِ الْجَامُ
مِنْ خَمْرَة ٍ تَذَرُ الْكَبِيرَ إِذَا انْتَشَى
بعدَ اشتعالِ الشيبِ وَ هوَ غلامُ
لعبَ الزمانُ بها ، فغادرَ جسمها
شبحاً تحارُ لدركهِ الأفهامُ
حَمْرَاءُ، دَارَ بِهَا الْحَبَابُ فَصَوَّرَتْ
فلكاً تحفُّ سماءهُ الأجرامُ
لاَ تَسْتَقِيمُ الْعَيْنُ فِي لَمَعَانِهَا
وَ تزلُّ عندَ لقائها الأقدامُ
تَعْشُو الرِّكَابُ، فَإِنْ تَبَلَّجَ كَأْسُهَا
ساروا ، وإنْ زالَ الضياءُ أقاموا
حُبِسَتْ بِأَكْلَفَ، لَمْ يَقُمْ بِفِنَائِهِ
نورٌ ، وَ لمْ يبرحْ عليهِ ظلامُ
حَتَّى إِذَا رَقَدَتْ، وَقَرَّ قَرَارُهَا
سلستْ ؛ فليسَ لذوقها إيلامُ
تَسِمُ الْعُيُونَ بِنَارِهَا، لَكِنَّهَا
بردٌ على شرابها وَ سلامُ
فاصقلْ بها صدأ الهمومِ ، وَ لا تكنْ
غرًّأ تطيرُ بلبهِ الأوهامُ
وَ اعلمْ بأنَّ المرءَ ليسَ بخالدٍ
وَ الدهرُ فيهِ صحة ٌ وَ سقامُ
يهوى الفتى طولَ الحياة ِ ، وَ إنها
دَاءٌ لَهُ دُونَ الشَّغَافِ عُقَامُ
فَاطْمَحْ بِطَرْفِكَ، هَلْ تَرَى مِنْ أُمَّة ٍ
خَلَدَتْ؟ وَهَلْ لابْنِ السَّبِيلِ مُقَامُ؟
هذي المدائنُ قدْ خلتْ منْ أهلها
بَعْدَ النَّعِيمِ، وَهَذِهِ الأَهْرَامُ
لا شيءَ يبقى ، غيرَ أنَّ خديعة ً
فِي الدَّهْرِ تَنْكُلُ دُونَهَا الأَحْلاَمُ
و لقدْ تبينتُ الأمورَ بغيرها
وَ أتى على َّ النقضُ وَ الإبرامُ
فإذا السكونُ تحركٌ ، وَ إذا الخموُ
دُ تلهبٌ ، وإذا السكوتُ كلامُ
وَ إذا الحياة ُ - وَ لاَ حياة َ - منية ٌ
تَحْيَا بِهَا الأَجْسَادُ وَهْيَ رِمَامُ
هذا يحلُّ وَ ذاكَ يرحلُ كارهاً
عنهُ : فصلحٌ تارة ً ، وخصامُ
فالنورُ - لوْ بينتَ أمرك - ظلمة ٌ
وَالْبَدءُ ـ لَوْ فَكَّرْتَ فِيهِ ـ خِتَامُ
نــجــم
05-04-2011, 08:25 PM
أَلاَ، حَيِّ بِالْمِقْيَاسِ رَيَّا الْمَعَالِمِ
أَلاَ، حَيِّ بِالْمِقْيَاسِ رَيَّا الْمَعَالِمِ
وَقَلَّ لَهَا مِنَّا تَحِيَّة ُ قَادِمِ
ملاعبُ آرامٍ ، وَ مأوى حمائمٍ
وَمَسْقَطُ أَنْدَاءٍ، وَمَسْرَى نَسَائِمِ
أحاطتْ بهِ للنيلِ منْ كلَّ جانب
جَدَاوِلُ تُسْقِيهِ سُلاَفَ الْغَمَائِمِ
تَدُورُ مَدَارَ الطَّوْقِ مِنْ حَيْثُ تَلْتَقي
مَسِيراً، وَتَنْسَلُّ انْسِلاَلَ الأَرَاقِمِ
إذا ضاحكتها الشمسُ رفتْ متونها
رَفِيفَ الثَّنَايَا خَلْفَ حُمْرِ الْمَبَاسِمِ
وَإِنْ سَلْسَلَتْها الرِّيحُ أَبْدَتْ سَبَائِكاً
مُقَدَّرَة ً، كَالْوَشْمِ فَوْقَ الْمَعَاصِمِ
تجوس خلالَ الباسقاتِ ، وتنتهى
إلى ساعدٍ في غمرة ِ النيلِ ساجمِ
تَرَى حَوْلَهَا الأَشْجَارَ وَلْهَى مُكِبَّة ً
عَلَى الْمَاءِ، فِعْلَ الصَّادِيَاتِ الْحَوَائِمِ
و منبعثاتِ في الهواءِ ، كأنها
بيارقُ لهوٍ ركزتْ في المواسمِ
منَ اللاءِ قدْ آلينَ يشربنَ ، أوْ تلى
مَنَابِتُهَا غَوْرَ الْبِحَارِ الْخَضَارِمِ
إِذَا لاَعَبَتْ أَعْرَافَهَا الرِّيحُ خِلْتَهَا
فوارسَ تعصو بالسيوفِ الصوارمِ
يَلُوحُ بِهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ، كَأَنَّهُ
فرائدُ ساوى بينها كفُّ ناظمِ
إِذَا مَا أَتَى مِيقَاتُهَا، وَتَضَرَّجَتْ
حَسِبْتَ عَقِيقاً فِي صِحَافِ الْكَمَائِمِ
مَسَارِحُ لَهْوٍ، لَوْ رَأَى «الشِّعْبُ» حُسْنَهَا
لعضَّ على ما فاتهُ بالأباهمِ
ذَكَرْتُ بِهَا عصْراً تَوَلَّى ، وَلَذَّة ً
تقضتْ . وَ ما عهدُ الزمانِ بدائمِ
وَمَا تَحْسُنُ الأَيَّامُ إِلاَّ بِأَهْلِهَا
وَلاَ الدَّارُ إِلاَّ بِالصَّدِيقِ الْمُلاَئِمِ
فيا نعمَ ما ولتْ بهِ دولة ُ الصبا
وَ لمْ ترعهُ منْ عهدنا المتقادمِ
إِذِ الْعَيْشُ أَفْنَانٌ، وَنَحْنُ عِصَابَة ٌ
ألو ترفٍ : ما بينَ غادٍ وَ هائمِ
نَسِيرُ عَلَى دِينِ الْوَفَاءِ، وَلَمْ يَكُنْ
سِوَى الْحُبِّ مِنْ قَاضٍ عَلَيْنَا وَحَاكِمِ
إِذَا قَالَ مِنَّا قَائِلٌ، قَامَ دُونَهُ
شَهِيدٌ عَلَيْهِ، صَادِقٌ، غَيْرُ آثِمِ
يحومُ عليهِ وَ المنايا مسفة ٌ
وَ يدرأُ عنهُ في صدورِ اللهاذمِ
إِذَا أَلْهَبَتْهُ غَضْبَة ٌ، وَتَرَجَّحَتْ
بهِ سورة ٌ ، أغرى الظبا بالجماجمِ
فَقَدْ مَرَّ ذَاكَ الْعَصْرُ إِلاَّ لُبَانَة ً
معلقة ً بينَ الحشا وَ الحيازمِ
إِذَا ذَكَرَتْهَا النَّفْسُ يَوْماً تَرَاجَعَتْ
عليها عقابيلُ الهمومِ القدائمِ
وَ منزلة ٍ للأنسِ كنا نحلها
وَنَرْعَى بِهَا اللَّذَّاتِ رَعْيَ السَّوَائِمِ
عفتْ ، وَ كأنْ لمْ تغنَ بالأمسِ ، وَ التقتْ
عَلَيْهَا أَعَاصِيرُ الرِّياحِ الْهَوَاجِمِ
وَمَا خَيْرُ دُنْيَا لا بَقَاءَ لِعَهْدِهَا
وَ ما طيبُ عيشٍ ربهُ غيرُ سالمِ
عَلَى هَذِهِ تَمْضِي اللَّيَالِي، وَيَنْقَضِي
حديثُ المنى فيها ، كأحلامِ نائمِ
نــجــم
05-04-2011, 08:26 PM
أَمَلْتُ رَجَائي في غَدٍ، فَانْتَظَرْتُهُ
أَمَلْتُ رَجَائي في غَدٍ، فَانْتَظَرْتُهُ
فما جاءَ حتَّى طالَ حُزنى على أمسى
وقلَّبتُ أمرى فيكَ ، حتَّى إذا انقضَت
وَسَائِلُ مَا آتِي بَكَيْتُ عَلَى نَفْسِي
نــجــم
05-04-2011, 08:26 PM
أَمَرْيَمُ! لاَ وَاللَّهِ أَنْسَاكِ بَعْدَما
أَمَرْيَمُ! لاَ وَاللَّهِ أَنْسَاكِ بَعْدَما
صحِبتُكِ فى خَفضٍ منَ العيشِ أنضرِ
فَقَدْ كُنْتِ فِينَا بَرَّة َ الْقَوْلِ سَرَّة ً
سَلِيمَة َ قَلْبٍ فِي مَغِيبٍ وَمَحْضَرِ
فلًقِّيتِ من ذى العَرشِ خيرَ تحيَّة ٍ
توافيكِ فى روضِ منَ القدسِ أخضَرِ
نــجــم
05-04-2011, 08:26 PM
أَلْهَتْكُمُ الدُّنْيَا عَنِ الآخِرَهْ
أَلْهَتْكُمُ الدُّنْيَا عَنِ الآخِرَهْ
وهِى َ مِنَ الجَهلِ بِكُم ساخِره
وَغَرَّكُمْ مِنْهَا وَأَنْتُمْ بِكُمْ
جُوعٌ إِلَيْهَا قِدْرُهَا الْبَاخِرَهْ
يَمْشِي الْفَتَى تِيهاً، وَفي ثَوْبِهِ
مِنْ مَعْطِفَيْهِ جِيفَة ٌ جَاخِرَهْ
كَأنَّهُ فى كِبرهِ سادِراً
سَفينَة ٌ فى لُجَّة ٍ ماخِرَه
كَم أنفسٍ عَزَّت بِسلطانِها
فِيما مَضَى وَهْي إِذَنْ داخِرَهْ
وعُصبة ٍ كانَت لأِموالِها
مَظِنَّة َ الْفَقْرِ بِها ذَاخِرَهْ
فَأَصْبحَتْ يَرْحَمُهَا مَنْ يَرَى
وَقَدْ غَنَتْ في نِعْمَة ٍ فَاخِرَهْ
فَلا جَوَادٌ صَاهِلٌ عَزَّهُمْ
يَوْماً، وَلاَ خَيْفَانَة ٌ شَاخِرَهْ
بَل عَمَّ دُنياهُم صُروفٌ،لَها
مِنَ الردَى أودِيَة ٌ زاخِره
يأيُّها النَّاسُ اتَّقوا رَبَّكم
وَاخْشَوْا عَذَابَ اللَّهِ والآخِرهْ
أنتُم قعودٌ ، والردَى قائمٌ
يُسْقِيكُمُ بِالْكُوبِ وَالصَّاخِرَهْ
فانتبِهوا مِن غَفلاتِ الهوى
وَاعْتَبِرُوا بِالأَعْظُمِ النَّاخِرَهْ
نــجــم
05-04-2011, 08:27 PM
أَبَيْتُ الرَّدَّ للسُّؤالِ عِلْماً
أَبَيْتُ الرَّدَّ للسُّؤالِ عِلْماً
بِما فى ذَاكَ منْ بسطٍ وقَبْضِ
فَإِمَّا عَائِلٌ فَأَصُونُ مِنْهُ
وإِما فَاجرُ فَأَصُونُ عِرْضى
نــجــم
05-04-2011, 08:27 PM
أشدتَ بذكرى بادئاً ومعقباً
أشدتَ بذكرى بادئاً ومعقباً
وَأَمْسَكْتُ، لَمْ أَهْمِسْ، وَلَمْ أَتَكَلَّمِ
وَمَا ذَاكَ ضَنّاً بِالْوِدَادِ عَلَى امْرِىء ٍ
حباني بهِ ، لكنْ تهيبُ مقدمي
فَأَمَّا وَقَدْ حَق الْجَزَاءُ؛ فَلَمْ أَكُنْ
لأنطقَ إلاَّ بالثناءِ المنمنمِ
وَكَيْفَ أَذودُ الْفَضْلَ عَنْ مُسْتَقَرِّهِ
وَ أنكرُ ضوءَ الشمسِ بعدَ توسمِ
وَأَنْتَ الَّذِي نَوَّهْتَ بِاسْمِي، وَرِشْتَنِي
بِقَوْلٍ سَرَا عَنِّي قِنَاعَ التَّوَهُّمِ
لَكَ السَّبْقُ دُونِي فِي الْفَضِيلَة ِ، فَاشْتَمِل
بِحُلَّتِهَا؛ فَالْفَضْلُ لِلْمُتَقَدِّمِ
وَدُونَكَهَا ـ يَا بْنَ الْكِرَامِ ـ حَبِيرَة ً
مِنَ النَّظْمِ سَدَّاهَا بِمَدْحِ الْعُلاَ فَمِي
نــجــم
05-04-2011, 08:28 PM
أَخَذَ الْكَرَى بِمَعَاقِدِ الأَجْفَانِ
أَخَذَ الْكَرَى بِمَعَاقِدِ الأَجْفَانِ
وَهَفَا السُّرَى بِأَعِنَّة ِ الْفُرْسَانِ
وَاللَّيْلُ مَنْثُورُ الذَّوَائِبِ ضَارِبٌ
فَوْقَ الْمَتَالِعِ وَالرُّبَا بِجِرَانِ
لاَ تَسْتَبِينُ الْعَيْنُ فِي ظَلْمَائِهِ
إلاَّ اشتعالَ أسنة ِ المرانِ
نَسْرِي بِهِ مَا بَيْنَ لْجَّة ِ فِتْنَة ٍ
تسمو غواربها على الطوفانِ
في كلَّ مربأة ٍ ، وكلَّ ثنية ٍ
تهدارُ سامرة ٍ ، وَ عزفُ قيانِ
تسنُّ عادية ٌ ، وَ يصهلُ أجردٌ
و تصيحُ أحراسٌ ، وَ يهتفُ عانى
قومٌ أبى الشيطانُ إلاَّ نزعهمْ
فتسللوا منْ طاعة ِ السلطانِ
مَلأَوا الْفَضَاءَ؛ فَمَا يَبِينُ لِنَاظِرٍ
غَيْرُ الْتِمَاعِ الْبِيضِ وَالْخُرْصَانِ
فالبدرُ أكدرُ ، وَ السماءُ مريضة ٌ
وَالْبَحْرُ أَشْكَلُ، وَالرِّمَاحُ دَوَانِي
وَالْخَيْلُ وَاقِفَة ٌ عَلَى أَرْسَانِهَا
لِطِرَادِ يَوْمِ كَرِيهَة ٍ، وَرِهَانِ
وضعوا السلاحَ إلى الصباحِ ، وَ أقبلوا
يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسُنِ النِّيرانِ
حتى إذا ما الصبحُ أسفرَ ، وَ ارتمتْ
عينايَ بينَ رباً ، وبين محاني
فإذا الجبالُ أسنة ٌ ، وإذا الوها
دُ أعنة ٌ ، والماءُ أحمرُ قاني
فتوجستْ فرطُ الركابِ
لِتَهَابَ؛ فَامْتَنَعَتْ عَلَى الأَرْسَانِ
فزعتْ ؛ فرجعتِ الحنينَ ، وَ إنما
تحنانهاشجنٌ منَ الأشجانِ
ذَكَرَتْ مَوَارِدَهَا بِمِصْرَ. وَأَيْنَ مِنْ
مَاءٍ بِمِصْرَ مَنَازِلُ الرُّومَانِ؟
وَ النفسُ مولعة ٌ - وَ إنْ هيَ صادفتْ
خَلَفاً ـ بِأَوَّلِ صَاحِبٍ وَمَكَانِ
فَسَقَى السَّمَاكَ مَحَلَّة ً وَمَقَامَة ً
في مصرَ كلَّ روية ٍ مرنان
حتى تعودَ الأرضُ بعدَ محولها
شَتَّى النَّمَاءِ، كَثِيرَة َ الأَلْوَانِ
بَلَدٌ خَلَعْتُ بِهَا عِذَارَ شَبِيبَتِي
وَطَرَحْتُ فِي يُمْنَى الْغَرَامِ عِنَانِي
فَصَعِيدُهَا أَحْوَى النَّبَاتِ، وَسَرْحُهَا
ألمى طوعُ تقلبِ الأزمانِ
حملَ اتلزمانُ عليَّ ما لمْ أجنهِ
إِنَّ الأَمَاثِلَ عُرْضَة ُ الْحدثَانِ
نقموا عليَّ - وَ قدْ فتكتُ - شجاعتي
إِنَّ الشَّجَاعَة َ حِلْيَة ُ الْفِتْيَانِ
فليهنإِ الدهرُ الغيورُ برحلتي
عَنْ مِصْرَ، وَلْتَهْدَأْ صُرُوفُ زَمَانِي
فَلَئِنْ رَجَعْتُ، وَسَوْفَ أَرْجِعُ وَاثِقاً
باللهِ - أعلمتُ الزمانَ مكاني
صَادَفْتُ بَعْضَ الْقَوْمِ حَتَّى خَانَنِي
وَحَفِظْتُ مِنْهُ مَغِيبَهُ فَرَمَانِي
زَعَمَ النَّصِيحَة َ ـ بَعْدَ أَنْ بَلَغَتْ بِهِ ـ
غِشًّا، وَجَازَى الْحَقَّ بِالْبُهْتَانِ
فليجر بعدُ كما أرادَ بنفسهِ
إن الشقيَّ مطية ُ الشيطانِ
وَ كذا اللئيمُ إذا أصابَ كرامة ً
عَادَى الصَّدِيقَ، وَمَالَ بِالإِخْوَانِ
كلُّ امرئٍ يجري على أعراقهِ
والطَّبْعُ لَيْسَ يَحُولُ فِي الإِنْسَانِ
فعلامَ يلتمسُ العدوُّ مساءتي ؟
منْ بعدِ ما عرفَ الخلائقُ شاني
أَنَا لاَ أَذِلُّ، وَإِنَّمَا يَزَعُ الْفَتَى
فقدُ الرجاءِ وقلة ُ الأعوانِ
فَلْيَعْلَمَنَّ أَخُو الْجَهَالَة ِ قَصْرَهُ
عَنِّي وَإِنْ سَبَقَتْ بِهِ قَدَمَانِ
فَلَرُبَّمَا رَجَحَ الْخَسِيسُ مِنَ الْحَصَى
بِالدُّرِّ عِنْدَ تَمَاثُلِ الْمِيزَانِ
شَرَفٌ خُصِصْتُ بِهِ، وَأَخْطَأَ حَاسِدٌ
مَسْعَاتَهُ، فَهَذَى بِهِ، وَقَلاَنِي
نــجــم
05-04-2011, 08:28 PM
أَدِرْهَا قَبْلَ تَغْرِيدِ الْحَمَامَهْ
أَدِرْهَا قَبْلَ تَغْرِيدِ الْحَمَامَهْ
فما ينفى الهمومَ سوى المدامهْ
مُعَتَّقَة ً، إِذَا سَلَكَتْ ضمِيراً
مَحَتْ عَنْهُ الْكَلاَلَة َ والسَّآمهْ
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ أَصْبَحَتِ الْغَوَادِي
لها في كلَّ ناحية ٍ علامهْ ؟
فَكَمْ في الأَرْضِ مِنْ مَجْرَى غَدِيرٍ
وَ كمْ في الجوَّ منْ مسرى غمامهْ
فبادرْ صفوة َ الأيامِ تغنمْ
لَذَاذَتَهَا، وَلاَ تَخْشَ الْمَلاَمَهْ
وَ لاَ تحزنْ على شيءٍ تولى
فإنَّ الحزنَ مقراضُ السلامهْ
نــجــم
05-04-2011, 08:28 PM
أَيُّ شَيْءٍ يَبْقَى عَلَى الْحَدَثَانِ؟
أَيُّ شَيْءٍ يَبْقَى عَلَى الْحَدَثَانِ؟
وَالْمَنَايَا خَصِيمَة ُ الْحَيَوَانِ
قدْ بلونا كيدَ الزمانِ ، ولكنْ
شغلتنا عنهُ ضروبُ الأماني
فَلَكٌ، لاَ يَزَالُ يَجْرِي عَلَى النَّا
سِ بضدين : من علاً وَ هوانِ
فهوَ طوراً يكونُ كالوالدِ البرْ
رِ ، وطوراً كالناقمِ الغضبانِ
لَيْسَ يُبْقِي عَلَى وَلِيدٍ، وَلاَ كَهْـ
ـلٍ، وَلاَ سُوقَة ٍ، وَلاَ سُلْطَانِ
كَيْفَ يَرْجُو الإِنْسَانُ فِيهِ خُلُوداً
بعدَ ما قدْ مضى أبو الإنسانِ
أينَ منْ كانَ قبلنا منذ داركتْ
كُرَة ُ الأَرْضِ وَهْيَ ذَاتُ دُخَانِ؟
أممٌ أخلدتْ إلى الدهرِ حيناً
ثمَّ ضاعتْ في لجة النسيانٍ
حصدتها يدُ المونونِ ، فصارتْ
خبراً في الوج بعدَ عيانٍ
فترسمْ معالم الأرض ، واسألْ
فسعى أن يجيبكَ الهرمان
أثرٌ دلَّ صنعهُ أنَّ " هرميـ
ـسَ» بَنَاهُ مِنْ أَبْدَعِ الْبُنْيَانِ
خَافَ ضَيْعَ الْعُلُومِ حِينَ أَتَتْهُ
بيناتٌ دلتْ على الطوفانِ
فبناهُ منَ الصخورِ اللواتي
جَلَبَتْهَا الْقُيُونُ مِنْ أُسْوَانِ
طبقاتٌ في جوفها حجراتٌ
ضمنتْ كلَّ حكمة ٍ وَ بيانِ
بقيتْ بعدَ صانعيها ؛ فكانتْ
أثراً ناطقاً بغيرِ لسانِ
سَوْفَ تَبْلَى مِنْ بَعْدِ حِينٍ، وَيُمْحَى
ذكرُ " هرميسَ " منْ سجلَّ الزمانِ
إنما هذهِ الحياة ُ غرورٌ
تنقضي بالشقاءِ وَ الحرمانِ
ليسَ فيها سوى خيالاتِ وَهمٍ
تَمْتَرِيهَا قَرَائِحُ الأَذْهَانِ
خَطَرَاتٌ قَدْ ضَمَّنُوهَا كَلاَماً
فلسفياً لمْ يقترنْ بمعاني
كلُّ حيًّ يظنُّ أمراً ، وَ لكنْ
أينَ منهُ محجة ُ البرهانِ ؟
قدْ عرفنا ما كانَ منا قريباً
وَ جهلنا ما لا ترى العينانِ
فَدَعِ الْقَوْلَ فِي التَّفَلْسُف، وَاخْضَعْ
لجلالِ المهيمنِ الديانِ
أَنَا يَا دَهْرُ عَالِمٌ بِمَصِيرِي
فيكَ ، لكنني جموحُ العنانِ
قدْ تماديتُ في الغواية ِ حتى
كَبَحَ الدَّهْرُ شِرَّتِي، وَثَنَانِي
نــجــم
05-04-2011, 08:28 PM
أَيُّ قَلْبٍ عَلَى صُدُودِكَ يَبْقَى ؟
أَيُّ قَلْبٍ عَلَى صُدُودِكَ يَبْقَى ؟
أو لم يكفِ أنًّنى ذُبتُ عِشقا ؟
لَم تَدَع مِنِّى الصَبابَة ُ إلاَّ
شَبَحاً شَفَّهُ السَقامُ فَدقَّا
ودُموعاً أسالَها الوَجدُ حَتَّى
غَلَبَتْ أَدْمُعَ الْغَمَامة ِ سَبْقَا
فَتَصدَّقْ بِنَظْرَة ٍ مِنْكَ تَشْفِي
داءَ قَلْبٍ مِنَ الْغَرَامِ مُلَقَّى
كانَ أبقى مِنهُ الغرامُ قَليلاً
فَأذَابَ الصُّدُودُ مَا قَدْ تَبَقَّى
لا تَسلنِى عَنْ بَعضِ ما أنا فيهِ
مِن غَرامٍ ، فلستُ أملِكُ نُطقا
سَلْ إِذَا شِئْتَ أَنْجُمَ اللَّيْلِ عَنِّي
فَهى َ أدرَى بِكلِّ ما بِتُّ ألقَى
نَفَسٌ لاَ يَبِينُ ضَعْفاً، وَجِسْمٌ
سارَ فيهِ الضَنى ، فأصبَحَ مُلقَى
فَتَرفَّق بِمُهجة ٍ شَفَّها الوَجـ
ـدُ، فَذَابَتْ، وَأَدْمُعٍ لَيْسَ تَرْقَا
إِنْ يَكُنْ دَأْبُكَ الصُّدُودَ فَقَلْبِي
عَنْكَ رَاضٍ، وَإِنْ غَدَا بِكَ يَشْقَى
فَعليكَ السلامُ مِنِّى ؛ فَإنِّى
مُتُّ شَوْقاً، وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى
نــجــم
05-04-2011, 08:29 PM
أَرى نَفحة ً دَلَّت على كَبِدى الوَجدا
أَرى نَفحة ً دَلَّت على كَبِدى الوَجدا
فمَن كانَ " بالمقياسِ " أقرَبكُم عَهدا ؟
مَلاعبُ آرامٍ ، ومجرَى جَداوِلٍ
ومُلتفُّ أفنانٍ تَقى الحرَّ والبردَا
إذا انبعَثتْ فيهِ النسائِمُ خِلتَها
تُنيرُ على متنِ الغديرِ بهِ بردا
كَأَنَّ الصَّبَا تُلْقِي عَلَيْهِ إِذَا جَرَتْ
مَسَائِلَ في الأَرْقَامِ، أَوْ تَلْعَبُ النَّرْدَا
أَقَامَ الرَّبِيعُ الطَّلْقُ في حَجَرَاتِهَا
وأسدى لها مِن نِعمة النيلِ ما أسدى
فللَّهِ كَم مِن صَبوة ٍ كانَ لى بِها
رَواحٌ إلى حُسَّانَة ِ الجيدِ أَو مغدَى
إذِ الدهرُ لم يُخفِر ذِماماً ، ولم يخُن
نِظاماً ، ولم يحمِل على ذى هوى ً حِقدا
تَدُورُ عَلَيْنَا بِالأَحَاظِي شُمُوسُهُ
وَتُمْسِي علَيْنَا طَيْرُ أَنْجُمِهِ سَعْدَا
وَيا رُبَّ لَيْلٍ لَفَّنَا بِرِدَائِهِ
عِنَاقاً، كَمَا لَفَّ الصَّبَا الْبَانَ والرَّنْدَا
وَلَثْمٍ تَوَالَى إِثْرَ لَثْمٍ بِثَغْرِهَا
كما شافهَ البازِى على ظمأ وردا
فَتَاة ٌ كَأَنَّ اللَّه صَوَّرَ لَحْظَهَا
لِيَهتِكَ أسرارَ القُلوبِ بهِ عَمدا
لها عبثاتٌ عندَ كُلِّ تَحِيَّة ٍ
تَسوقُ إليهَا عَن فرائسِها الأُسدا
إِذَا انْفَتَلَتْ بِالْكَأْسِ خِلْتَ بَنَانَها
تُدِيرُ عَلَيْنَا مِنْ جَنَى خَدِّهَا وَرْدَا
وما أنسهُ لا أنسَ يوماً تسابقَت
بهِ عبرتاها ، والنوى تصدَعُ الصَلدا
فلَم أَرَ لحظاً كانَ أَقتلَ باكِياً
وأمضى الظُبا فى الفتكِ ما سالَ إفرندا
حرامٌ على العينينِ إن لم تسِل دماً
عَلَى بَيْنِهَا وَالْقَلْبِ إِنْ لَمْ يَذُبْ وَقْدَا
فيا قلبُ ماأشجى إذا الدارُ باعدَت !
وَيَا دَمْعُ مَا أَجْرَى ، وَيَا بَيْنُ مَا أَرْدَى !
ويا صاحبى المذخورَ للسرِّ ! إنَّنى
ضَلَلتُ ، فهل من وثبة ٍ تُكسبُ الحمدَا ؟
حَلَفْتُ بِمَا اسْتَوْلَى عَلَيْهِ نِقَابُهَا
ويا لكَ حَلفاً ! ما أرَقَّ وماأندى !
بألاَّ تَفئَ العينَ عن سُنَّة ِ البُكى
وألا تريعَ النفسُ إن لم تمُت وجدا
وكيفَ يفيقُ القلبُ من سورة ِ الهوى
وَقَدْ مَدَّهُ سِحْرُ الْعُيُونِ بِمَا مَدَّا؟
وَمَا كُنْتُ لَوْلاَ الْعَذْلُ أُبْدِي خَفِيَّة ً
ولكن تَوالى القدحِ يسترعِفُ الزندا
ومَنْ لِي بَأَنَّ الْقَلْبَ يَكْتُمُ وَجْدَهُ؟
وَكَيْفَ تُسَامُ النَارُ أَنْ تَكْتُمَ النَّدَّا؟
فلا وصلَ إلاَّ ذُكرَة ٌ تَبعَثُ الأسى
عَلَى النَّفْسِ حَتَّى لا تُطِيقَ لَهُ رَدَّا
أَبِيتُ قَرِيحَ الْجَفْنِ، لا أَعْرِفُ الْكَرَى
طَوالَ اللَّيالى ، والجوانِحُ لا تهدا
فَيَأَيُّهَا النُّوَّامُ! والشَّوْقُ عَازِرٌ
ألا أحدٌ يَشرِى بغفوتهِ السُهدا ؟
لَقَدْ ذَلَّ مَنْ يَبْغِي مِنَ النَّاسِ نَاصِراً
وقَد خابَ من يجنى منَ الأَرقَمِ الشَهدا
فَإِيَّاكَ أَنْ تُخْدَعَ بِشِيْمَة ِ صاحِبٍ
فَمَنْ ظَنَّ خيْراً بِالزَّمَانِ فَقَدْ أَكْدَى
فقد طالما جرَّبت خِلاًّ فما رعَى
وَحِلْفاً فَمَا أَوْفَى ، وَعَوْناً فَمَا أَجْدَى
وما النَّاسُ إلا طالبٌ غيرُ واجدٍ
لِما يَبْتَغِي، أَوْ وَاجِدٌ أَخْطَأَ الْقَصْدَا
فلا تحسبنَّ الناسَ أبناءَ شيمَة ٍ
فَمَا كُلُّ مَمْدُودِ الْخُطَا بَطَلاً جَعْدَا
نــجــم
05-04-2011, 08:29 PM
أَرَاكَ الْحِمَى ! شَوْقِي إِلَيْكَ شَدِيدُ
أَرَاكَ الْحِمَى ! شَوْقِي إِلَيْكَ شَدِيدُ
وصبرى ونومى فى هواكَ شريدُ
مضى زمنٌ لم يأتنى عنكَ قادمٌ
ببشرى ، ولم يعطف على َّ بريدُ
وَحِيْدٌ مِنَ الْخُلاَّنِ في أَرْضِ غُرْبَة ٍ
أَلاَ كُلُّ مَنْ يَبْغِي الْوَفَاءَ وَحِيدُ
فهل لغريبٍ طوحتهُ يدُ النَّوى
رجوعٌ ؟ وهل للحائماتِ ورودُ ؟
وهل زمنٌ ولَّى ، وعيشٌ تقيضَت
غَضَارَتُهُ بَعْدَ الذَّهَابِ يَعُودُ؟
أُعَلِّلُ نَفْسِي بالْقَدِيمِ، وَإِنَّمَا
يَلَذُّ اقْتِبالُ الشَّيءِ وَهْوَ جَدِيدُ
وما ذكرِى َ الأيَّامَ إلاَّ لأنَّها
ذِمامٌ لعرفانِ الصِّبا وعهودُ
فليسَ بمفقودٍ فتى ً ضمَّهُ الثَرى
ولكنَّ من غالَ البِعادُ فقيدُ
ألا أيُّها اليومُ الَّذى لم أكنْ لهُ
ذكوراً ، سِوى أَن قيلَ لى هوَ عيدُ
أَتَسْأَلُنَا لُبْسَ الْجَدِيدِ سَفَاهَة ً
وأثوابنا ما قَدْ علِمْتَ حديدُ ؟
فَحَظُّ أُناسٍ مِنْهُ كَأْسٌ وقَيْنَة ٌ
وحظُّ رجالٍ ذُكرَة ٌ ونشيدُ
لِيهنَ بهِ منْ باتَ جذْلانَ ناعماً
أَخَا نَشَوَاتٍ ما عَلَيْهِ حَقُودُ
ترى أَهلَهُ مستَبشرينَ بِقربِهِ
فَهُمْ حَوْلَهُ لا يَبْرَحُونَ شُهُودُ
إذا سارَ عنهُمْ سارَ وهو مكرَّمٌ
وإن عادَ فيهِمْ عادَ وهوَ سعيدُ
يُخَاطِبُ كُلاًّ بِالَّذِي هُوَ أَهْلُهُ
فمُبدئُ شُكرٍ تارة ً ومعيدُ
فَمَنْ لِغَرِيبٍ «سَرْنَسُوفُ» مُقَامُهُ
رَمَتْ شَمْلَهُ الأَيَّامُ، فَهْوَ لَهِيدُ
بِلاَدٌ بِهَا ما بِالجَحِيمِ، وإِنَّمَا
مكانَ اللَّظى ثلجٌ بها وجليدُ
تجمَّعتِ البُلغارُ والرُّومُ بينَها
وزَاحَمَهَا التَّاتَارُ، فَهْيَ حُشُودُ
إِذا رَاطَنُوا بَعْضاً سَمِعْتَ لِصَوْتِهِمْ
هَديداً تكادُ الأَرضَ منهُ تميدُ
قِباحُ النَّوَاصِي والْوُجُوهِ، كَأَنَّهُمْ
لِغَيْرِ أَبِي هَذَا الأَنَامِ جُنُودُ
سَواسِيَة ٌ، لَيْسُوا بِنَسْلِ قَبيلَة ٍ
فَتُعرفَ آباءٌ لهُم وجدودُ
لَهُم صُوَرٌ ليسَتْ وجُوهاً ، وإنَّما
تُناطُ إليها أعيُنٌ وخُدودُ
يَخُورُونَ حَوْلِي كَالعُجُولِ، وبَعْضُهُمْ
يُهَجِّنُ لحنَ القولِ حينَ يُجيدُ
أَدورُ بِعَينى لا أرى بينَهُمْ فتى ً
يَرودُ معِى فى القولِ حَيثُ أَرودُ
فَلاَ أَنَا مِنْهُمْ مُسْتَفِيدٌ غَريبَة ً
وَلاَ أَنَا فِيهمْ ما أَقَمْتُ مُفِيدُ
فَمَنْ لِي بِأَيَّامٍ مَضَتْ قَبْلَ هَذِهِ
بمِصْرَ ؟ وعيشى لو يدومُ حَميدُ
عسى اللهُ يَقضى قُربَة ً بعدَ غُربَة ٍ
فَيَفْرَحَ باللُّقْيَا أَبٌ وَوَلِيدُ
نــجــم
05-04-2011, 08:29 PM
أَرَى كُلَّ شَيْءٍ عُرْضَة ً لِلتَّغَيُّرِ
أَرَى كُلَّ شَيْءٍ عُرْضَة ً لِلتَّغَيُّرِ
فَمَا بَالُنَا بعْدَ الْحَقِيقَة ِ نَمْتَرِي؟
تَرسَّمْ فَضاءَ الأرضِ شَرقاً ومَغرِباً
عَسَاكَ تَرَى آثارَ كِسْرى وَقَيْصَرِ
نــجــم
05-04-2011, 08:29 PM
أسَلَّة ُ سيفٍ ، أم عَقيقة ُ بارِقِ
أسَلَّة ُ سيفٍ ، أم عَقيقة ُ بارِقِ
أضاءت لَنا وهناً سَماوة َ بارِقِ ؟
لَوَى الرَّكْبُ أَعْنَاقاً إِلَيْهَا خَوَاضِعاً
بِزَفْرَة ِ مَحْزُونٍ، وَنَظْرَة ِ وَامِقِ
وفى حَركاتِ البَرقِ لِلشوقِ آيَة ٌ
تَدُلُّ عَلَى مَا جَنَّهُ كُلُّ عَاشِقِ
تَفُضُّ جُفوناً عَن دُموعٍ سوائلٍ
وَتَفْرِي صُدُوراً عَنْ قُلُوبِ خَوَافِقِ
وكيفَ يَعِى سِرَّ الهوى غَيرُ أهلِهِ
وَيَعْرِفُ مَعْنَى الشَّوْقِ مَنْ لَمْ يُفَارِقِ
لَعَمرُ الهوَى إنِّى لَدُن شَفَّنِى النَوى
لَفِى وَلَهٍ من سورة ِ الوَجدِ ماحِقِ
كَفى بِمُقامِى فى "سَرنديبَ " غُربة ً
نَزَعْتُ بِهَا عَنِّي ثِيَابَ الْعَلاَئِقِ
وَمَنْ رَامَ نَيْلَ الْعِزِّ فَلْيَصْطَبِرْ عَلَى
لِقَاءِ الْمَنَايَا، وَاقْتِحَامِ الْمَضَايِقِ
فإن تَكُنِ الأيَّامُ رَنَّقنَ مَشربِى
وثَلَّمنَ حَدِّى بالخطوبِ الطوارقِ
فَمَا غَيَّرَتْنِي مِحْنَة ٌ عَنْ خَلِيقَتِي
ولا حوَّلتنِى خدعَة ٌ عَن طرائقِى
وَلَكِنَّنِي بَاقٍ علَى مَا يَسُرُّنِي
ويُغضِبُ أعدائى ، ويُرضِى أصادِقِى
فَحَسرة ُ بُعدِى عن حَبيبٍ مُصادِقٍ
كَفَرْحَة ِ بُعْدِي عَنْ عَدُوٍّ مُمَاذِقِ
فَتِلكَ بِهَذى ، والنَجاة ُ غَنيمَة ٌ
منَ الناسِ ، والدُنيا مَكيدة ُ حاذِقِ
ألا ، أيُها الزارِى عَلى َّ بِجَهلِهِ
ولَم يَدرِ أنِّى دُرَّة ٌ فى المفارِقِ
تَعزَّ عن العلياءِ باللُّؤمِ ، واعتزِلْ
فَإِنَّ الْعُلاَ لَيْسَتْ بِلَغْوِ الْمَنَاطِقِ
فَما أنا مِمَّن تَقبَلُ الضَيمَ نَفسهُ
ويَرضَى بِما يَرضَى بهِ كلُّ مائقِ
إذا المرءُ لم يَنهَض لِما فيهِ مَجدُهُ
قَضَى وَهْوَ كَلٌّ فِي خُدُورِ الْعَواتِقِ
وأى ُّ حَياة ٍ لامرئٍ إن تنكَّرَت
لَهُ الْحَالُ لَمْ يَعْقِدْ سُيُورَ الْمَنَاطِقِ؟
فَما قُذُفاتُ العِزِّ إلاَّ لِماجدٍ
إذا هَمَّ جَلَّى عَزمهُ كُلَّ غاسقِ
يَقولُ أُناسٌ ، إنِّنى ثُرتُ خالِعاً
وَتِلْكَ هَنَاتٌ لَمْ تَكُنْ مِنْ خَلاَئِقِي
وَلَكِنَّنِي نَادَيْتُ بِالْعَدْلِ طَالِباً
رِضا اللهِ ، واستنهضتُ أهلَ الحقائقِ
أمرتُ بِمعروفٍ ، وأنكرتُ مُنكراً
وذلِكَ حُكْمٌ فِي رِقَابِ الْخَلاَئِقِ
فإن كانَ عِصياناً قِيامِى ، فإنَّنى
أَرَدْتُ بِعِصْيَانِي إِطَاعَة َ خَالِقي
وَهَلْ دَعْوَة ُ الشُّورَى علَيَّ غَضَاضَة ٌ
وَفِيهَا لِمَنْ يَبْغِي الْهُدَى كُلُّ فَارِقِ؟
بَلى ، إنَّها فَرضٌ منَ اللهِ واجِبٌ
عَلَى كُلِّ حَيٍّ مِنْ مَسُوقٍ وَسَائِقِ
وكيفَ يَكونُ المرءُ حُرًّا مُهذَّباً
ويَرضَى بِما يأتِى بهِ كلُّ فاسقِ ؟
فإن نافقَ الأقوامُ فى الدينِ غَدرة ً
فَإنِّى بِحمدِ اللهِ غيرَ منافقِ
عَلَى أَنَّنِي لَمْ آلُ نُصْحاً لِمَعْشَرٍ
أَبَى غَدْرُهُمْ أَنْ يَقْبَلُوا قَوْلَ صَادِقِ
رأوا أن يسُوسوا الناسَ قَهراً ، فأسرَعوا
إِلَى نَقْضِ مَا شَادَتْهُ أَيْدِي الْوَثائِقِ
فَلَمَّا اسْتَمَرَّ الظُّلْمُ قَامَتْ عِصَابَة ٌ
مِنَ الْجُنْدِ تَسْعَى تَحْتَ ظِلِّ الْخَوَافِقِ
وشايَعَهُم أهلُ البِلادِ ، فأقبَلوا
إِلَيْهِمْ سِراعاً بَيْنَ آتٍ وَلاَحِقِ
يَرُومُونَ مِنْ مَوْلَى الْبِلاَدِ نَفَاذَ مَا
تألاَّهُ من وعدٍ إلى الناسِ صادِقِ
فَهَذَا هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ، فَلاَ تَسَلْ
سِوَايَ، فَإِنِّي عَالِمٌ بِالْحقَائِقِ
فَيَا «مِصْرُ» مَدَّ اللَّهُ ظِلَّكِ، وَارْتَوَى
ثَرَاكِ بِسَلْسَالٍ مِنَ النِّيلِ دَافِقِ
ولا بَرِحَت تَمتارُ منكِ يدُ الصَبا
أريجاً يُداوِى عَرفهُ كلَّ ناشِقِ
فَأَنْتِ حِمَى قَوْمِي، وَمَشْعَبُ أُسْرَتِي
ومَلعَبُ أترابِى ، ومَجرى سَوابِقِى
بِلاَدٌ بِهَا حَلَّ الشَّبَابُ تَمَائِمِي
وناطَ نِجادَ المشرِفى ِّ بِعاتِقِى
إِذَا صَاغَهَا بَهْزَارُ فِكْرِي تَصَوَّرَتْ
لِعَيْنِي فِي زِيٍّ مِنَ الْحُسْنِ رَائِقِ
تَرَكتُ بِها أهلاً كِراماً ، وجيرة ً
لَهُم جيرة ٌ تَعتادُنِى كُلَّ شارِقِ
هَجَرْتُ لَذِيذَ الْعَيْشِ بَعْدَ فِراقِهِمْ
وودَّعتُ ريعانَ الشبابِ الغُرانِقِ
فَهَل تَسمَح الأيَّامُ لِى بِلِقائهِم
وَيَسْعَدُ فِي الدُّنْيَا مَشُوقٌ بِشَائِقِ؟
لَعَمرِى لقد طالَ النَوى ، وتَقَطَّعَت
وسَائِلُ كَانَتْ قَبْلُ شَتَّى الْمَوَاثِقِ
فإن تَكُن الأيَّامُ ساءت صُروفُها
فَإنِّى بِفضلِ اللهِ أولُ واثقِ
فَقَدْ يَسْتَقِيمُ الأَمْرُ بَعْدَ اعْوِجَاجِهِ
وَيَرْجِعُ لِلأَوْطَانِ كُلُّ مُفَارِقِ
نــجــم
05-04-2011, 08:29 PM
أُصافى خَليلى ما صَفا لى ، فإن جَفا
أُصافى خَليلى ما صَفا لى ، فإن جَفا
عَتَبتُ عليهِ غيرَ جافٍ ، ولا وَعرِ
فإن عادَ لى بالوُدِّ عُدتُ ، وإن أبى
صبَرْتُ، لأَرْعَى ذِمَّة َ الْوُدِّ بِالصَّبْرِ
فإن زادَنى هَجراً ضَربتُ عن اسمهِ
وَأَمْسَكْتُ عَنْ سُخْطِي عَلَيْهِ وعَنْ شُكْرِي
وما تِلكَ منِّى نَبوة ٌ ، غيرَ أنَّنى
أنزِّهُ نَفسى عَن مُلابسَة ِ الغَدرِ
نــجــم
05-04-2011, 08:30 PM
أَهِلاَلٌ بَيْنَ هَالَهْ؟
أَهِلاَلٌ بَيْنَ هَالَهْ؟
أَمْ غَزَالٌ في غِلاَلَهْ؟
صَادَ بِالَّلحظِ فُؤَادِي
أَتَرى الْهُدْبَ حِبَالَهْ؟
غرني ، ثمَّ تولى
لَيْتَ شِعْرِي، مَا بَدَا لَهْ؟
أَنَا مِنْ شَوْقِي إِلَيْهِ
واقعٌ بينَ ضلالهْ
أيها الظالمُ ! هبْ لي
مَرَّة ً مِنْكَ الْعَدَالَهْ
وَارْعَ لِي حَقَّ وِدَادٍ
فيكَ ، لمْ أقطعْ حبالهْ
منطقٌ عذبٌ ، وَ معنى
يبسمُ السحرُ خلالهْ
كُلُّ بَيْتٍ كَنَسِيجِ الرْ
رَوْضِ حُسْناً وَطَلاَلَهْ
أنا في الشعرِ عريقٌ
لمْ أرثهُ عنْ كلالهْ
كَانَ «إِبْرَاهِيمُ» خَالِي
فيهِ مشهورَ المقالهْ
وَ سما جدي " عليٌّ "
يطلبُ النجمَ ، فنالهْ
فَهْوَ لِي إِرْثٌ كَرِيمٌ
سَوْفَ يَبْقَى في السُّلاَلَهْ
نــجــم
05-04-2011, 08:30 PM
أَنَا مَصْدَرُ الْكَلِمِ النَّوَادِي
أَنَا مَصْدَرُ الْكَلِمِ النَّوَادِي
بَيْنَ الْحَوَاضِرِ وَالْبَوَادِي
أنا فارسٌ ، أنا شاعرٌ
فى كلِّ ملحمَة ٍ ، ونادى
فَإِذَا رَكِبْتُ فَإِنَّنِي
زَيْدُ الْفَوارِسِ فِي الجِلادِ
وإذا نطَقتُ فإنَّنى
قُسُّ بْنُ سَاعِدَة َ الإِيَادِي
هَذَا، وذَلِكَ دَيْدَنِي
في كُلِّ مُعْضِلَة ٍ نَآدِ
نــجــم
05-04-2011, 08:30 PM
أَنْتَ مِنِّي مَا بَيْنَ فِكْرٍ ولَفْظِ
أَنْتَ مِنِّي مَا بَيْنَ فِكْرٍ ولَفْظِ
فَمَتَى يَشْتَفِي بِقُرْبِكَ لَحْظِي؟
غِبْتَ عَنِّي مَدَى ثَلاَثٍ، فَزَادَتْ
حَسَرَاتِي، وغَابَ أُنْسِي وَحَظِّي
فَأَجِبْ دَعْوَتِي، وَلاَ تَنْسَ وَعْداً
لكَ بالوصلِ لا يزالُ بحفظِى
نــجــم
05-04-2011, 08:31 PM
أَوَّلُ النَّفْسِ نُطْفَة ٌ أَخْلَصَتْهَا
أَوَّلُ النَّفْسِ نُطْفَة ٌ أَخْلَصَتْهَا
شهوة ٌ صاغها مزاجٌ دفينُ
قذفتها إلى البطونِ ظهورٌ
وَ حوتها بعدَ الظهورِ بطونُ
ثمَّ أرسى بها هبوطٌ يليهِ
حَرَكَاتٌ مِنَ بَعْدِهِنَّ سُكُونُ
فهيَ طوراً تكونُ في عالمِ الغيـ
ـبِ، وَطَوْراً فِي مِثْلِ ذَاكَ تَكُونُ
مبتداها وَ منتهاها سواءٌ
وَهْيَ مَا بَيْنَ ذَاكَ حَيٌّ مَهِينُ
فعلامَ البكاءُ في إصرِ دارٍ
بالرزايا فناؤها مشحونُ ؟
تتقانى الرجالُ حرصاً عليها
وَ هوَ حرصٌ أدى إليهِ الجنونُ
حَارَ فِيهَا «أَرِسْطَطَالِيسُ» قِدْماً
وَنَعَاهَا الْحَكِيمُ «أَفْلاَطُونُ»
نــجــم
05-04-2011, 08:31 PM
أَضوءُ شَمسٍ فَرى سِربالَ دَيجورِ
أَضوءُ شَمسٍ فَرى سِربالَ دَيجورِ
أَم نورُ عِيدٍ بِعقدِ التاجِ مَشهورِ؟
وَأَنْجُمٌ تِلْكَ أَمْ فُرْسَانُ عَادِيَة ٍ
تَخْتَالُ فِي مَوْكِبٍ كَالْبَحْرِ مَسْجور
مِنْ كُلِّ أَرْوَعَ يَجْلُو ظِلَّ عِثْيَرِهِ
بِصَارِمٍ كَلِسَانِ النَارِ مَسْعُورِ
لا يَرْهَبُونَ عَدُوّاً فِي مُغَاوَرَة ٍ
وَكَيْفَ يَرْهَبُ لَيْثٌ كَرَّ يَعْفُورِ؟
مُستَوفِزونَ لِوحى مِن لَدن مَلكٍ
بادِي الْوَقَارِ عَلى الأَعَدْاءِ مَنْصُورِ
في دَوْلَة ٍ بَلَغَتْ بِالْعَدْلِ مَنْزِلَة ً
عَلْيَاءَ كالشَّمْسِ فِي بُعْدٍ، وَفِي نُورِ
طَلَعتَ فيها طُلوعَ البدرِ، فازدَهَرت
أَقطارُها بِضِياءٍ مِنكَ منشورِ
فَلْيَفْخَرِ التَّاجُ إِذْ دَارَتْ مَعَاقِدُهُ
على جَبينٍ بِنورِ السَّعدِ مَغمورِ
كَأنَّما صَاغَ كَفُّ الأُفقِ أنجمَهُ
لِلبدرِ ما بينَ مَنظومٍ ومَنثورِ
فيالَها حَفلة ً لِلمَلكِ ! ما بَرِحَت
تَارِيخَ مَجْدٍ بِكَفِّ الدَّهْرِ مَسْطُورِ
ظَلَّت بها حدَقُ الأملاكِ شاخِصة ً
إلَى مَهيبٍ بِفضلِ الحِلمِ مَشكورِ
فَكم أميرٍ بِحُسنِ الحظِّ مُبتَهِجٍ
وكَم وزيرٍ بِكأسِ البِشرِ مَخمورِ
فَالأَرْضُ فِي فَرَحٍ، والدَّهْرُ فِي مَرَحٍ
والنَّاسُ مَا بَيْنَ تَهْلِيلٍ وَتَكْبِيرِ
فى كُلِّ مملكة ٍ تَيَّارُ كَهرَبة ٍ
يَسرى ، وفى كلُّ نادٍ صَوتَ تَبشيرِ
يَوْمٌ بِهِ طَنَّتِ الأَسْمَاعُ مِنْ طَرَبٍ
كَأنَّ فى كُلِّ أذنٍ سِلكَ طُنبورِ
وَكَيْفَ لا تَبْلُغُ الأَفْلاَكَ دَوْلَة ُ مَنْ
أَضْحَى بِهِ الْعَدْلُ حِلاًّ غَيْرَ مَحْظُورِ؟
هُوَ الْمَلِيكُ الَّذي لَوْلا مَآثِرُهُ
ما كان في الدهر يسرٌ بعد معسورِ
فلَّ النَّوائِبَ ، فانصاحَت دَياجرُها
بِمُرهَفٍ مِن سيوفِ الرَّأى ِ مأثورِ
وَأَصْلَحَتْ عَنَتَ الأَيَّامِ حِكْمَتُهُ
من بعدِ ما كانَ صدعاً غَيرَ مَجبورِ
مُسَدَّدُ الرَّأى ِ ، مَوقوفُ الظُّنونِ على
رَعى ِ السِياسة ِ فى ثَبتٍ وتحويرِ
لا يُغمِدُ السَّيفَ إلاَّ بَعدَ مَلحَمة ٍ
ولا يُعاقِبُ إلاَّ بَعدَ تَحذيرِ
يَأيُّها المالِكُ المَيمونُ طائرهُ
أَبْشِرْ بِفَتْحٍ عَظيمِ الْقَدْرِ مَنْظُورِ
إِنَّ الْخُطُوبَ الَّتِي ذَلَّلْتَ جَانِبَهَا
بِحُسنِ رَأيكَ لَم تُقدَر لمقدورِ
بَلَغْتَ بِالشَّرْقِ مَا أَمَّلْتَ مِنْ وَطَرٍ
وَنِلْتَ بِالْغَرْبِ حَقّاً غَيْرَ مَنْكُورِ
فَمَنْ يُبَارِيكَ فِي فَضْلٍ وَمَكْرُمَة ٍ؟
ومَن يُدانيكَ فى حَزمٍ وتَدبيرِ ؟
لَولاكَ ما دامَ ظِلُّ السلمِ ، وانحسرَتْ
ضَبَابَة ُ الْحَرْبِ إِلاَّ بَعْدَ تَغْرِيرِ
ولا سَرى الأمنُ بَعدَ الخوفِ ، واعتَصمَت
بِجانبِ الصَّبرِ همَّاتُ المغاويرِ
فاسلَم لِمُلكٍ مَنيعِ السَّرحِ تَكلَؤهُ
بِعَيْنِ ذِي لِبَدٍ، فِي الْغَابِ مَحْذُورِ
وَاقْبَلْ هَدِيَّة َ فَكْرٍ قَدْ تَكَنَّفَهَا
رَوعُ الخجالة ِ مِن عَجزٍ وتَقصيرِ
وَسَمْتُهَا بِکسْمِكَ الْعَالِي، فَأَلْبَسَهَا
جِلْبَابَ فَخْرٍ طَوِيلِ الذَّيْلِ مَجْرُور
لَوْلاَ صِفَاتُكَ وَهْيَ الدُّرُّ مَا بَهرَتْ
أبياتُها الغرُّ من حُسنٍ وتَحبيرِ
شَمائلٌ زَيَّنت قَولى بِرونقِها
كَالسِّحْرِ يَفْتِنُ بَيْنَ الأَعْيُنِ الْحُورِ
شَفَّتْ زُجَاجة ُ فِكْرِي، فَارْتَسَمْتُ بِها
عُلْيَاكَ مِنْ مَنْطِقِي في لَوْحِ تَصْوِيرِ
فَاسْعَدْ بِيَوْمٍ تَجَلَّى السَّعْدُ فِيهِ عَلَى
نَادِي عُلاَكَ بِتَعْظِيمٍ وَتَوْقِيرِ
وَدُمْ عَلَى الدَّهْرِ فِي مُلْكٍ تَعِيشُ بِهِ
مَرفَّهَ النَّفْسِ حَتَّى نَفْخَة ِ الصُّورِ
نــجــم
05-04-2011, 08:31 PM
أَطَعْتُ الْغَيَّ فِي حُبِّ الْغَوَانِي
أَطَعْتُ الْغَيَّ فِي حُبِّ الْغَوَانِي
وَ لمْ أحفلْ مقالة َ منْ نهاني
وَمَا لِي لاَ أَهِيمُ وَكُلُّ شَهْمٍ
بِحُبِّ الْغِيدِ مَشْغُوفُ الْجَنَانِ؟
وَلِي فِي الأَرْبَعِينَ مَجَالُ لَهْوٍ
تنالُ يدي بهِ عقدَ الرهانِ
فكيفَ أذودُ عنْ نفسي غراماً
تضيفَ مهجتي باسمِ الحسان
أبحتُ لهُ الفؤادَ ، فعاثَ فيهِ
وَحَقُّ الضَّيْفِ إِعْزَازُ الْمَكَانِ
فدعني منْ ملامكَ ؛ إنَّ قلبي
أبيٌّ لا يقرُّ على الهوانِ
فما بالحبَّ عارٌ أتقيهِ
وَ إنْ أخنى على الدمعِ الزمانُ
رضيتُ من الهوى بنحولِ جسمي
وَمِنْ صِلَة ِ الْبَخِيلَة ِ بِالأَمَانِي
وَ لستُ بطالبٍ في الناسِ خلاًّ
يناصحني ؛ فعقلي قدْ كفاني
فَإِنْ يَكُنِ الْهَوَى قَدْ رَاضَ نَفْسِي
فَلَسْتُ لِغَيْرِهِ سَلِسَ الْعِنَانِ
أَشَدُّ مِنَ الصُّخُورِ الصُّمِّ قَلْبِي
وَ أرهفُ منْ شبا سيفي لساني
وَلَوْ كَانَ الْغَرَامُ يَخَافُ بَأْساً
أَمَلْتُ إِلَيْهِ كَفِّي بِالسنَانِ
فكمْ بطلٍ خضبتُ الأرضَ منهُ
بأحمرَ منْ دمِ التأمورِ قاني
وَ ما أنا بالذليلِ أردتُ ختلاً
وَ لكني أزفُّ إلى الطعانِ
وَلِي فِي «سَرْنَسُوفَ» مَقَامُ صِدْقٍ
أَقَرَّ بِهِ إِلَيَّ الْخَافِقَانِ
وَ ما أبقتْ بهِ الأشواقُ مني
سوى رمقٍ تجولُ بهِ الأماني
وَ يسلبُ أنفسَ الأبطالِ سيفي
وَ تسلبُ مهجتي حدقُ الحسانِ
فَلَوْ بَرَزَ الْحِمَامُ إِلَيَّ شَخْصاً
دلفتُ إليهِ بالسيفِ اليماني
نــجــم
05-04-2011, 08:32 PM
أعائدٌ بكِ - يا ريحانة ُ - الزمنُ ؟
أعائدٌ بكِ - يا ريحانة ُ - الزمنُ ؟
فيلتقي الجفنُ - بعدا البينِ - وَ الوسنُ
أشتاقُ رجعة َ أيامي لكاظمة ٍ
وَمَا بِيَ الدَّارُ لَوْلاَ الأَهْلُ وَالسَّكَنُ
فهلْ تردُّ الليالي بعضَ ما سلبتْ ؟
أمْ هلْ تعودُ إلى أوطانها الظعنُ ؟
أَهَنْتُ لِلْحُبِّ نفْسِي بَعْدَ عِزَّتِهَا
وَأَيُّ ذِي عِزَّة ٍ لِلْحُبِّ لاَ يَهِنُ؟
لَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الْهَوَى سِرٌّ لَمَا ظَهَرَتْ
بِوَحْيِ قُدْرَتِهِ فِي الْعَالَمِ الْفِتَنُ
فَكَيْفَ أَمْلِكُ نَفْسِي بَعْدَمَا عَلِقَتْ
بِيَ الصِّبَابَة ُ حَتَّى شَفَّنِي الْوَهَنُ
لولا جريرة ُ عيني ما سمحتُ بها
للدمعِ تسفحهُ الأطلالُ وَ الدمنُ
دَعَتْ إِلَى الْغَيِّ قَلْبِي؛ فَاسْتَبَدَّ بِهِ
شَوْقٌ تَوَلَّدَ مِنْهُ الْهَمُّ وَالشَّجَنُ
وَ دونَ ما تبغيهِ النفسُ منْ أربٍ
بَيْدَاءُ تَصْهَلُ فِي أَرْجَائِهَا الْحُصُنُ
وَ في الأكلة ِ آرامٌ تطيفُ
أسدٌ براثنها الخطية ُ اللدنُ
منْ كلَّ حوراءَ مثلِ الظبي ، لوْ نظرتْ
لِعَابِدٍ لَشَجَاهُ اللَّهْوُ وَالدَّدَنُ
في نشوة ِ الراحِ منْ ألحاظها أثرٌ
وفِي الْجَآذِرِ مِنْ أَلْفَاظِهَا غُنَنُ
دَقَّتْ، وَجَلَّتْ، وَلاَنَتْ، وَهْيَ قَاسِيَة ٌ
كَذَاكَ حَدُّ الْمَوَاضِي لَيِّنٌ خَشِنُ
طوتْ بهنَّ النوى عني بدورَ دجى
لا يستبينُ لعيني بعدها سننُ
أتبعتهمْ نظراتٍ كلما بلغتْ
أخرى الحمولِ ثناها مدمعٌ هتنُ
يَا رَاحِلِينَ وَفي أَحْدَاجِهِمْ قَمَرٌ
يَكَادُ يَعْبُدُهُ مِنْ حُسْنِهِ الْوَثَنُ
منوا عليَّ بوصلٍ أستعيدُ بهِ
منْ مهجتي رمقاً يحيا به البدنُ
أوْ فاسمحوا لي بوعدٍ إنْ ونتْ صلة ٌ
فَالْوَعْدُ مِنْكُمْ بِطِيبِ الْعَيْشِ مُقْتَرِنُ
لمْ ألقَ منْ بعدكمْ يوماً أسرُّ بهِ
كَأَنَّ كُلَّ سُرُورٍ بَعْدَكُمْ حَزَنُ
يَا جِيرَة َ الْحَيِّ! مَا لِي لاَ أَنَالُ بِكُمْ
معونة ً ؛ وَ بكمْ في الناس يعتونُ ؟
مَاذَا عَلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ أَهْلُ بَادِرَة ٍ
إذا ترنمَ فيكمْ شاعرٌ فطنُ ؟
أَفِي السَّوِيَّة ِ أَنْ يَبْكِي الْحَمَامُ، وَلاَ
يبكي على إلفهِ ذو لوعة ٍ ضمنُ ؟
يا حبذا مصرُ لوْ دامتْ مودتها
وَ هلْ يدومُ لحيًّ في الورى سكنُ ؟
تاللهِ ما فارقتها النفسُ عنْ مللٍ
وَإِنَّمَا هِيَ أَيَّامٌ لَهَا إِحَنُ
فلا يسرَّ عداتي ما بليتُ بهِ
فَسَوْفَ تَفْنَى ، وَيَبْقَى ذِكْرِيَ الْحَسَنُ
ظَنُّوا ابْتِعادِيَ إِغْفَالاً لِمَنْقَبَتِي
وَذَاكَ عِز لَهَا لَوْ أَنَّهُمْ فَطَنُوا
فإنْ أكنْ سرتُ عنْ أهلي وَ عنْ وطني
فَالنَّاسُ أَهْلِي، وَكُلُّ الأَرْضِ لِي وَطَنُ
لاَ يَطْمِسُ الْجَهْلُ مَا أَثْقَبْتُ مِنْ شَرَفٍ
وَ كيفَ يحجبُ نورَ الجونة ِ الدخنُ ؟
قدْ يرفعُ العلمُ أقواماً وَ إنْ تربوا
وَيَخْفِضُ الْجَهْلُ أَقْوَاماً وَإِنْ خَزَنُوا
فَرُبَّ مَيْتٍ لَهُ مِنْ فَضْلِهِ نَسَمٌ
وَ ربَّ حيًّ لهُ منْ جهلهِ كفنُ
فلا تغرنكَ أشباهٌ تمرُّ بها
هَيْهَاتَ، مَا كُلُّ طِرْفٍ سابِقٌ أَرِنُ
فلا ملامَ على ما كانَ منْ حدثٍ
فكُلُّنَا بِيَدِ الأَقْدَارِ مُرْتَهَنُ
لَوْ كَانَ لِلْمَرْءِ حُكْمٌ فِي تَصَرُّفِهِ
لعاشَ حراً ، وَ لمْ تعلقْ بهِ المحنُ
وَ أيُّ حيًّ - وَ إنْ طالتْ سلامتهُ -
يَبْقَى ؟ وَأَيُّ عَزِيزٍ لَيْسَ يُمْتَهَنُ؟
كلُّ امريءٍ غرضٌ للدهرِ يرشقهُ
بأسهمٍ لا تقي أمثالها الجننُ
فَلْيَشْغَبِ الدَّهْرُ، أَوْ تَسْكُنْ نَوَافِرُهُ
فَلَسْتُ مِنْهُ عَلَى مَا فَاتَ أَحْتَزِنُ
غنيتُ عما يهينُ النفسَ منْ عرضٍ
فما عليَّ لحيًّ في الورى مننُ
لَكِنَّنِي بَيْنَ قَوْمٍ لاَ خلاَقَ لَهُمْ
إِنْ عَاقَدُوا غَدَرُوا، أَوْ عَاشَروا دَهَنُوا
يخفونَ منْ حسدٍ ما في نفوسهمُ
وَيُظْهِرُونَ خِدَاعاً غَيْرَ مَا بَطنوا
يا للحماة ِ ! أما في الناسِ منْ رجلٍ
وارى الضميرِ ، لهُ عقلٌ بهِ يزنُ ؟
أكلَّ خلًّ أراهُ لا وفاءَ لهُ ؟
وَ كلَّ قلبٍ عليَّ اليومَ مضطغنُ ؟
تغيرَ الناسُ عما كنتُ أعهدهُ
فاليومَ لاَ أدبٌ يغنى ، وَ لاَ فطنُ
فالخيرُ منقبضٌ ، وَ الشرُّ منبسطٌ
وَ الجهلُ منتشرٌ ، وَ العلمُ مندفنُ
لَمْ تَلْقَ مِنْهُمْ سَلِيماً فِي مَوَدَّتِهِ
كَأَنَّ كُلَّ امْرِىء ٍ فِي قَلْبِهِ دَخَنُ
طَوَاهُمُ الْغِلُّ طَيَّ الْقِدِّ، وَانْتَشَرَتْ
بالغدرِ بينهمُ الأحقادُ وَ الدمنُ
فَلاَ صَدِيقَ يُرَاعِي غَيْبَ صَاحِبِهِ
وَلاَ رَفِيقَ عَلَى الأَسْرَارِ يُؤْتَمَنُ
بَلَوْتُهُمْ؛ فَسَئِمْتُ الْعَيْشَ، وَانْصَرَفَتْ
نفسي عنِ الناس حتى ليسَ لي شجنُ
فَإِنْ يَكُنْ فَاتَنِي مَا كُنْتُ أَمْلِكُهُ
فَالْبُعْدُ عَنْهُمْ لِمَا أَتْلَفْتُهُ ثَمَنُ
كَفَى بِحَرْبِ النَّوَى سَلماً نَجَوْتُ بِهِ
وَ ربَّ مخشية ٍ في طيها أمن
لعلَّ مزنة خيرٍ تستهلُّ على
رَوْضِ الأَمَانِي؛ فَيَحْيَا الأَصْلُ
وَ كلُّ شيءٍ لهُ بدءٌ وَ عاقبة ٌ
وَ كيفَ يبقى على حدثانهِ الزمنُ ؟
نــجــم
05-04-2011, 08:32 PM
أعدْ على َ السمعِ ذكرْ البانِ وَ العلمِ
أعدْ على َ السمعِ ذكرْ البانِ وَ العلمِ
وَاعْذِرْ شَآبِيبَ دَمْعِي إِنْ جَرَتْ بِدَمِ
ملاعبٌ للصبا أقوتْ، وَ ما برحتْ
ملاعباً للأسى وَ الأعينِ السجمُ
كانتْ لنا سكناً، حتى إذا قويتْ
منا، غدتْ سكناً للريحِ وَ الديمِ
لَمْ أَتَخِذْ بَعدَهَا دَاراً أُقِيمُ بِهَا
إِلاَّ تَذَكَّرْتُ أَيَّامِي بِذِي سَلَمِ
وَ كيفَ أنسى دياراً قدْ نشأتُ بها
في منبتِ العزَّ بينَ الأهلِ وَ الحشمِ
يَا مَنْزِلاً، لَمْ يَدَعْ وَشْكُ الْفِرَاقِ بِهِ
إِلاَّ رُسُوماً كَوَحْيِ الْخَطِّ بِالْقَلَمِ
أَيْنَ الَّذِينَ بِهِمْ كَانَتْ نَوَاظِرُنَا
تَرْعَى الْمَحَاسِنَ مِنْ فَرْعٍ إِلَى قَدَمِ
وَدَّعْتُ شَطْرَ حَيَاتِي يوْمَ فُرْقَتِهِمْ
وصافحتني يدُ الأحزانِ وَ الهرمِ
فَيَا أَخَا الْعَذْلِ! لاَ تَعْجَلْ بِلائِمَةٍ
عَلَيَّ؛ فَالْحُبُّ مَعْدُودٌ مِنَ الْقِسَمِ
أسرفتَ في اللومِ، حتى لوْ أصبتَ بهِ
مَقَاطِعَ الْحَقِّ لَمْ تَسْلَمْ مِنَ التُّهَمِ
فَارْحَمْ شَبَابَ فَتًى أَلْوَتْ بِنَضْرَتِهِ
أَيْدِي الضَّنَى، فَغَدَا لَحْماً عَلَى وَضَمِ
تاللهِ ما غدرة ُ الخلانِ منْ أربى
وَلاَ التَّلوُّنُ فِي الأَخْلاَقِ مِنْ شِيَمِي
فَكيْفَ أُنْكِرُ وُدّاً قدْ أَخَذْتُ بِهِ
عَلَى الْوَفاءِ عُهُوداً بَرَّة َ الْقَسَمِ؟
إِنْ لَمْ يكُنْ لِلْفَتَى عقْلٌ يَصُونُ بِهِ
علائقُ الودَّ ضاعتْ ذمة ُ الحرمِ
وَأَيْنَ مَنْ تَمْلِكُ الأَحْرَارَ شِيمَتُهُ
والغدرُ في الناسِ داءق غيرُ منحسمِ؟
فانفضْ يديك منَ الدنيا ؛ فلستَ ترى
خِلاًّ وَفِيّاً، وَعَهْداً غَيْرَ مُنْصَرِم
هَيْهَاتَ، لَمْ يَبْقَ فِي الدُّنْيَا أَخُو ثِقَةٍ
يرعى المودة َ، أوْ يلقى يدَ السلمِ
فلا يغرنكَ منْ وجهٍ بشاشتهُ
فَالنَّارُ كَامِنَة ٌ فِي نَاخِرِ السَّلَمِ
تغيرَ الناسُ عما كنتُ أسمعهُ
وَاسْتَحْكَمَ الْغَدْرُ فِي السَّادَاتِ وَالْحَشَمِ
وَ ظلَّ أعدلُ منْ تلقاهُ منْ رجلٍ
أَعْدَى عَلَى الْخَلْقِ مِنْ ذِئْبٍ عَلَى غَنَمِ
مِنْ كُلِّ أَشْوَهَ فِي عِرْنِينِهِ فطَسٌ
خالٍ منَ الفضلِ، مملوءٍ منَ النهمِ
سودُ الخلائقِ ، دلاجونَ، ما طبعوا
عَلَى الْمَحَارِمِ هَدَّاجُونَ فِي الظُّلَمِ
لا يحسنونَ التقاضي في الحقوقِ، ولاَ
يُوفُونَ بِالْعَهْدِ إِلاَّ خِيفَة َ النِّقَمِ
صُفْرُ الْوُجُوهِ مِنَ الأَحْقَادِ، تَحْسَبُهُمْ
وهمْ أصحاءُ - في درعٍ منَ السقمِ
فلا ذمامة َ في قولٍ ولاَ عملٍ
ولاَ أمانة َ في عهدٍ ولاَ قسمِ
بَلَوْتُ مِنْهُمْ خِلاَلاً لَوْ وَسَمَتْ بِهَا
وَجْهَ الغَزَالَة ِ لَمْ تُشْرِقْ عَلَى عَلَمِ
لمْ أدرِ ، هلْ نبغتْ في الأرضِ نابغة ٌ
أمْ هذهِ شيمة ُ الدنيا منَ القدمِ ؟
لاَ يُدْرِكُ الْمَجْدَ إِلاَّ مَنْ إِذَا نَهَضَتْ
بِهِ الْحَمِيَّة ُ لَمْ يَقْعُدْ عَلَى رَغَمِ
لَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الْمَسَاعِي مَا يَبِينُ بِهِ
فضلُ الرجالِ تساوى الناسِ في القيمِ
فأيُّ غامضة ٍ لمْ تجلها فطني ؟
وَأَيُّ بَاذِخَة ٍ لَمْ تَعْلُهَا قَدَمِي؟
وَكَيْفَ لاَ تَسْبِقُ الْمَاضِينَ بَادِرَتِي؟
وَ السمهرية ُ تخشى الفتكَ منْ قلمي ؟
لكلَّ عصرٍ رجالٌ يذكرونَ بهِ
وَالْفَضْلُ بِالنَّفْسِ لَيْسَ الْفَضْلُ بِالْقِدَمِ
نــجــم
05-04-2011, 08:32 PM
أغُرَّة ٌ تحتَ طُرَّه
أغُرَّة ٌ تحتَ طُرَّه
أم نورُ فَجرٍ بِسُحرَه ؟
وَذَاكَ فَرْعٌ وَنَهْدٌ
أَمْ صَوْلَجَانٌ وَأُكْرَهْ؟
سمراءُ تَهفو بِقدٍّ
كالرُّمْحِ لِيناً وَسُمْرَهْ
مرَّت على َّ تَهادى
مِثْلَ الْمَهَاة ِ بِشَبْرَهْ
فقلتُ : يا نورَ عينِى !
مَا لِي عَلَى الصَّبْرِ قُدْرَهْ
فَنَقَّبَتْ وَجْنَتَيْهَا
يَدُ الْحَيَاءِ بِحُمْرهْ
وقالَت : اسكُت ، وإلاَّ
تَصِيرُ فِي النَّاسِ شُهْرَهْ
فَقُلْتُ هَلْ مِنْ وِصالٍ
يَكُونُ لِلْحُبِّ أُجْرَهْ؟
فاستَضحكَت ، ثُمَّ قالت
على الخَديعة ِ : بُكرَه !
نــجــم
05-04-2011, 08:32 PM
أنا في الحبَّ وفيٌّ
أنا في الحبَّ وفيٌّ
لَيْسَ لِي بِالْغَدْرِ عِلْمُ
لاَ تظنوا بيَ سوءاً
إنَّ بعضَ الظنَّ إثمُ
نــجــم
05-04-2011, 08:33 PM
أنسيمٌ سرَى بنفحة ِ رَندِ ؟
أنسيمٌ سرَى بنفحة ِ رَندِ ؟
أَم رسولٌ أدَّى تَحيَّة هِند ؟
أطربتنى أنفاسُهُ ، فكَأنِّى
مِلْتُ سُكْراً مِنْ جُرْعَة ٍ مِنْ بِرَنْدِي
وَأَخُو الْوَجْدِ لا يَزَالُ طَرُوباً
يتبَعُ الشَّوقَ بينَ سهلٍ وفندِ
طَالَ شَوْقِي إِلى الدِّيَارِ، وَلَكِنْ
أينَ مِن مصرَ من أقامَ بكندى ؟
حَبَّذَا النِّيلُ حِينَ يَجْرِي فَيُبْدِي
رَوْنَقَ السَّيْفِ، وَاهْتِزَازَ الْفِرِنْدِ
تَتَثَنَّى الْغُصُونُ في حَافَتَيْهِ
كَالعَذَارَى يَسْحَبْنَ وَشْيَ الْفِرِنْدِ
قلَّدتها يدُ الغمامِ عقوداً
هِيَ أَبْهَى مِنْ كُلِّ عِقْدٍ وَبَنْدِ
كيفَ لاتهتِفُ الحَمامُ علَيهِ ؟
وهِى َ تُسقى بهِ سُلافة َ قَندِ
هوَ مرمى نَبلِى ، وملعبُ خيلى
وحِمى أسرَتى ، ومَركزُ بَندِى
كلَّما صوَّرتهُ نفسِى لِعينِى
قدحَ الشَّوقُ فى الفؤادِ بِزَندِ
لِي بِهِ صَاحِبٌ عَلَيَّ عَزِيزٌ
مِثلُ ما عِندَهُ منَ الشَّوقِ عندى
أَتَمَنَّاهُ غَيْرَ أَنَّ فُؤَادِي
مِن إسارِ النَّوى مُحاطٌ بِجندِ
فَاهْدِ مِنِّي لَهُ تَحِيَّة َ صِدْقٍ
وَتَلَطَّفْ بِحَالَتِي يَا أَفَنْدِي !
أَنا واللهِ مُغرَمٌ بِهَواهُ
حيثُما دُرتُ بينَ هِندٍ وسندِ
إِنَّ شَوْقِي إِلَيْهِ أَسْرَعُ شَأْواً
مِنْ سُلَيْكٍ وَالْوَصْلُ في بُطْءِ فِنْدِ
أَسألُ الدَّهرَ نعمَة َ القربِ منهُ
وَهْوَ كَرٌّ بِنِعْمَة ٍ، لَيْسَ يُنْدِي
لَو سِوَى الدَّهرِ رامَ غَبنِى ؛ لأَصحَر
تُ مُشِيحاً بِالنَّصْلِ فَوْقَ سَمَنْدِ
لستُ أقوى على الزَّمانِ ؛ وإن كنـ
ـتُ أَفُلُّ العِدا بِقوة ِ زندِى
نــجــم
05-04-2011, 08:33 PM
إذا المرءُ لم يرمِ الهَناة َ بِمثلِها
إذا المرءُ لم يرمِ الهَناة َ بِمثلِها
لِيَدْفَعَ ضَيْماً، فَهْوَ بِالذُّلِّ أَخْلَقُ
ومَن شَهِدَ الهيجاءَ مِن غيرِ آلة ٍ
يَذودُ بهِا عَن نَفسهِ ، فَهوَ أحمَقُ
نــجــم
05-04-2011, 08:33 PM
إن كانَ أمرُ اللهِ حَتماً مُقدَّراً
إن كانَ أمرُ اللهِ حَتماً مُقدَّراً
فَمَاذَا يُفِيدُ الْحِرصُ وَالأَمْرُ وَاقِعُ؟
نــجــم
05-04-2011, 08:34 PM
إنْ شئتَ أنْ تحوى المعاليَ ، فادرعْ
إنْ شئتَ أنْ تحوى المعاليَ ، فادرعْ
صبراً ؛ فإنَّ الصبرَ غنمٌ عاجلُ
احلمْ كأنكَ جاهلٌ ، وَ اذكرْ كأنـ
ـنَكَ ذَاهِلٌ، وَافْطُنْ كَأَنَّكَ غَافِلُ
فلقما بفضى إلى َ آرابهِ
فِي الدَّهْرِ إِلاَّ الْعَالِمُ الْمُتَجَاهِلُ
نــجــم
05-04-2011, 08:34 PM
إنَّ سرنديبَ على حسنها
إنَّ " سرنديبَ " على حسنها
يَسْكُنُهَا قَوْمٌ قِبَاحُ الْوُجُوهْ
منْ كلَّ فدمٍ لائكٍ مضعة ً
يمجها كالدمِ في الأرض فوهُ
تحسبهُ منْ نضحِ أشداقهِ
رَكِيَّة ً تَجْرِي دَماً، أَوْ تَمُوهْ
لاَ يُشْبِهُ الْوَالِدُ مَوْلُودَهُ
منهمْ ، وَ لاَ المولودَ منهمْ أبوهْ
يغلظُ طبعٌ منهمُ فاقدٌ
مَزِيَّة َ الْعِلْمِ، وَوَجْهٌ يَشُوهْ
منْ أينَ يدري الفضلَ معدومهُ
لا يعرفُ المعروفَ إلاَّ ذووهْ
لاَ تَلْبَثُ الحِكْمَة ُ مَا بَيْنَهُمْ
وَ لاَ يريثُ الفضلُ حتى يتوهُ
تَظُنُّ بَعْضَ الْقَوْمِ عَلاَّمَة ً
وَ هوَ إذا ينطقُ هامٌ ينوهْ
لا تعرفُ المرءَ بأخلاقهِ
في غمرة ِ العالمِ حتى يفوهْ
نــجــم
05-04-2011, 08:34 PM
إنَّ لي صاحباً ، وَ لاَ بدَّ منهُ
إنَّ لي صاحباً ، وَ لاَ بدَّ منهُ
قلَّ صبري بهِ ، وَ زادتْ شجوني
أحمقٌ ، لاَ يكادُ يفقهُ قولاً
منْ حديثٍ ، وَ الحمقُ نصفُ الجنون
نــجــم
05-04-2011, 08:35 PM
إِلاَمَ يَهْفُو بِحِلْمِكَ الطَّرَبُ؟
إِلاَمَ يَهْفُو بِحِلْمِكَ الطَّرَبُ؟
أبعد خمسين فى الصبا أربُ ؟
هيهات ولى الشبابُ ، واقتربتْ
سَاعَة ُ وِرْدٍ دَنَا بِها الْقَرَبُ
فليس دون الحِمامِ مبتعدٌ
ولَيْسَ نَحْوَ الْحَياة ِ مُقْتَرَبُ
كلُّ امرئٍ سائرٌ لمنزلة ٍ
لَيْسَ لَهُ عَنْ فِنائِها هَرَبُ
وساكنٌ بينَ جيرة ٍ قذَفٍ
لا نَسَبٌ بَيْنَهُمْ، ولا قُرَبُ
فِي قَفْرَة ٍ لِلصِّلالِ مُزْدَحَفٌ
فِيها، ولِلضّارِياتِ مُضْطَرَبُ
وشاهدٌ موقفاً يُدانُ بهِ
فَالوَيْلُ لِلظَّالِمِينَ والْحَرَبُ
فاربأ يفاعاً ، أو اتَّخذ سرباً
إنْ كانَ يُغْنِي الْيَفَاعُ والسَّرَبُ
لا الْبَازُ يَنْجُو مِنَ الْحِمامِ، ولاَ
يخلُصُ منهُ الحمامُ والخربُ
مسلَّطٌ فى الورى َ : فلا عجمٌ
يَبْقَى عَلَى فَتْكِهِ، وَلاَ عَرَبُ
فَكَمْ قُصُورٍ خَلَتْ، وَكَمْ أُمَمٍ
بادت ، فغصَّت بجمعها التُّربُ
فمنزلٌ عامرٌ بقاطنهِ
ومنزلٌ بعدَ أهلهِ خرِبُ
يغدو الفتى َ لاهياً بعيشتهِ
وليسَ يدرى ما الصَّابُ والضرَبُ
ويقتنى نبعة ً يصيدُ بها
ونبعُ من حاربَ الرَّدى غربُ
لا يَبْلُغُ الرِّبْحَ أَوْ يُفارِقَهُ
كماتحٍ خانَ كفَّهُ الكربُ
يا وارِداً لا يَمَلُّ مَوْرِدَهُ
حذارِ من أن يصيبكَ الشَّربُ
تَصْبُو إِلَى اللَّهْوِ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ
والَّلهوُ فيهِ البوارُ والتَّرَبُ
وتتركُ البرَّ غيرَ محتسبٍ
أجراً ، وبالبرِّ تُفتَحُ الأربُ
دَعِ الحُمَيَّا، فَلاِبْنِ حانَتِهَا
من صدمَة ِ الكأسِ لهذمٌ ذرِبُ
تَرَاهُ نُصْبَ الْعُيُونِ مُتَّكِئاً
وعقلهُ فى الضلال مغتربُ
فبئستِ الخمرُمن مخادعة ٍ
لسلمها فى ِ القلوبِ محتربُ
إِذا تَفَشَّتْ بِمُهْجَة ٍ قَتَلَتْ
كما تفشِّى فى المبركِ الجرَبُ
فتب إلى الله قبلَ مندَمَة ٍ
تَكْثُرُ فيها الْهُمُومُ والْكُرَبُ
واعْتَدْ عَلَى الْخَيْرِ، فَالْمُوَفَّقُ مَنْ
هذَّبهُ الاعتيادُ والدَّربُ
وجد بما قَدْ حوَتْ يداكَ ، فمَا
ينفَعُ ثَمَّ اللُّجينُ والغرَبُ
فَإِنَّ لِلدَّهْرِ لَوْ فَطَنْتَ لَهُ
قَوْساً مِنَ الْمَوْتِ سَهْمُهَا غَرَبُ
نــجــم
05-04-2011, 08:35 PM
إِلى اللَّهِ أَشْكُو طُولَ لَيْلِي، وَجَارَة
إِلى اللَّهِ أَشْكُو طُولَ لَيْلِي، وَجَارَة ً
تَبِيتُ إِلَى وَقْتِ الصَّبَاحِ بِإِعْوَالِ
لها صبية ٌ لاَ باركَ اللهُ فيهمُ
قِبَاحُ النَّوَاصِي، لاَ يَنَمْنَ عَلَى حَالِ
صوارخُ ، لاَ يهدأنَ إلاَّ معَ الضحا
مِنَ الشَّرِّ، في بَيْتٍ مِنَ الْخَيْرِ مِمْحَالِ
تَرَى بَيْنَهُمْ ـ يَا فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَهُمْ ـ
لَهِيبَ صِيَاحٍ يَصْعَدُ الْفَلَكَ الْعَالِي
كَأَنَّهُمُ ـ مِمَّا تَنَازَعْنَ ـ أَكْلُبٌ
طُرِقْنَ ـ عَلَى حِينِ الْمَسَاءِ ـ برِئْبَالِ
فهجنَ جميعاً هيجة ً فزعتْ لها
كِلاَبُ الْقُرَى ، مَا بَيْنَ سَهْلٍ وَأَجْبَالِ
فلمْ يبقَ منْ كلبٍ عقورٍ وَ كلبة ٍ
مِنَ الْحَيِّ إِلاَّ جَاءَ بِالْعَمِّ وَالْخَالِ
وَفزِّعَتِ الأَنْعَامُ وَالْخَيْلُ؛ فَانْبَرَتْ
تُجَاوِبُ بَعْضاً فِي رُغَاءٍ وَتَصْهَالِ
فقامتْ رجالُ الحيَّ تحسبُ أنها
أصيبتْ بجيشٍ ذي غواربَ ذيالِ
فَمِنْ حَامِلٍ رُمْحاً، وَمِنْ قَابِضٍ عَصاً
وَمِنْ فَزِعٍ يَتْلُو الْكِتَابَ بِإِهْلاَلِ
وَ منْ صبية ٍ ريعتْ لذاكَ ، وَ نسوة ٍ
قَوَائِمَ دُونَ الْبَابِ يَهْتِفْنَ بِالْوَالِي
فَيَا رَبُّ، هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ تَصَبُّراً
عَلَى مَا أُقَاسِيهِ، وَخُذْهُمْ بِزَلْزَالِ
نــجــم
05-04-2011, 08:35 PM
إِلَى اللَّهِ أَشْكُو أَنَّنِي بَيْنَ مَعْشَر
إِلَى اللَّهِ أَشْكُو أَنَّنِي بَيْنَ مَعْشَرٍ
سواءٌ لديهم طيِّبٌ وخبيثُ
لهُم ألسنٌ إن رُمنَ أَمراً بلغنَهُ
مِنَ النَّفْسِ، مَصْنُوعٌ لَهُنَّ حَدِيثُ
تَرِثُّ عَلَى قُرْبِ الوِدادِ عُهُودُهُمْ
وكَيْفَ يَدُومُ الشَّيْءُ وهْوَ رَثِيثُ؟
فَلَيْسَ لَهُمْ في سَالِفِ الدَّهْرِ مَحْتِدٌ
قَدِيمٌ، وَلا في المَكْرُماتِ حَدِيثُ
برِمتُ بهم حتَّى سئمتُ مكانتى
وأنكرتُ طيبَ العيشِ وهو دميثُ
إذا لم يغثنى اللهُ منهم بفضلهِ
فَمَا لِيَ بَيْنَ الْعَالَمينَ مُغِيثُ
نــجــم
05-04-2011, 08:35 PM
إِذا أَنت أَبغَضْتَ اْمراً فَاخْشَ ضَرّهُ
إِذا أَنت أَبغَضْتَ اْمراً فَاخْشَ ضَرّهُ
فَأَنْتَ لَدَيْهِ، مِثْلُ ذَاكَ بَغِيضُ
فَإِنَّ قُلُوبَ النَّاسِ تَمْتَازُ فِطْرَة ً
فَمنْهَا لِبَعْضٍ آلِفٌ وَنَقِيضُ
وَعَاشِرْ مِنَ الْخُلاَّنِ مَنْ كَانَ سَالِماً
فَلَيْسَ سَوَاءً سَالِمٌ وَمَرِيضُ
فَقَدْ لاَ يُفِيدُ الْقَوْلُ نُصْحاً وَحِكْمَة ً
إِذَا حَالَ مِنْ دُونِ الْقَريضِ جَرِيضُ
نــجــم
05-04-2011, 08:36 PM
إِذا سَتَرَ الْفَقْرُ امْرَأً ذَا نَبَاهَة
إِذا سَتَرَ الْفَقْرُ امْرَأً ذَا نَبَاهَة ٍ
فَلاَ بُدَّ يَوْماً أَنْ يُشِيدَ بِهِ الْفَضْلُ
فإنَّ لهيبَ النارِ مهما كفأتهُ
إلى َ أسفلٍ قسراً ، فلا بدَّ أنْ يعلو
نــجــم
05-04-2011, 08:36 PM
إِذَا مَا الْمَرْءُ أَعْقَبَ، ثُمَّ أَوْدَى
إِذَا مَا الْمَرْءُ أَعْقَبَ، ثُمَّ أَوْدَى
تَعَادَلَ فَهْوَ مَوْجُودٌ وَفَانِي
وَ ما الدنيا سوى أخذٍ وردًّ
وَهَدْمٍ نَابَ عَنْه بِنَاءُ بَانِي
نــجــم
05-04-2011, 08:36 PM
إِذَا مَا كتَمْتُ الْحُبَّ كَانَ شَرَارَة
إِذَا مَا كتَمْتُ الْحُبَّ كَانَ شَرَارَة ً
وَ إنْ بحتُ بالكتمانِ كانَ ملاما
فَكَيْفَ احْتِيَالي بَيْنَ أَمْرَينِ أَشَكَلاَ
عَلَيَّ، فَصارَا شِقْوَة ً وَغَرَامَا؟
يارا العامرية
05-04-2011, 08:36 PM
صح لســـآنه ملآين ..
واشكرك ع اختيارك يالنجم ..
تقديري ,,
نــجــم
05-04-2011, 08:37 PM
إِذَا أَتَاكَ خَلِيلٌ بَعْدَ مَنْدَمَة
إِذَا أَتَاكَ خَلِيلٌ بَعْدَ مَنْدَمَة
مِنْهُ عَلَى مَا مَضَى مِنْ زَلَّة ٍ، فَهُنِ
وَإِنْ صَفَحْتَ فَلاَ تَعْرضْ بِمَعْتَبَة ٍ
فَالْعَتْبُ يُفْسِدُ مَا قَدَّمْتَ مِنْ حَسَنِ
نــجــم
05-04-2011, 08:37 PM
إِذَا افْتَقَرَ الْمَرْءُ اسْتَهَانَ بِفَضْلِهِ
إِذَا افْتَقَرَ الْمَرْءُ اسْتَهَانَ بِفَضْلِهِ
ذَوُو قُرْبِهِ، وَاسْتَهْجَنَتْهُ الأَبَاعِدُ
فإن قالَ حقَّا كَذَّبوهُ ، وإن أبَى
مُجاراتَهُم فى الغى ِّ ؛ قالوا مُعانِدُ
فحُجَّتهُ مَطلولة ٌ ؛ وهى حقَّة ٌ
وَمَنْطِقُهُ مُسْتَكْرَهٌ، وَهْوَ قَاصِدُ
فحَافِظْ عَلَى ما نِلْتَ بِالسَّعْيِ مِنْ غِنًى
فَبِالْمَالِ لا بِالْفَضْلِ تَعْنُو الْمَقَاصِدُ
نــجــم
05-04-2011, 08:38 PM
إِذَا سُدْتَ في مَعْشَرٍ، فَاتَّبِعْ
إِذَا سُدْتَ في مَعْشَرٍ، فَاتَّبِعْ
سَبِيلَ الرَّشَادِ، وَكُنْ مُخْلِصَا
ووالِ الكريمَ ، ودارِ السَّفيه
وصِل من أطاعَ ، وخُذْ من عصى
ونَقِّبْ لِتَعْلَمَ غَيْبَ الأُمُورِ
فإنَّ من الحَزمِ أن تفحصا
ولا تبقينَّ على فاجرٍ
فَإِنَّ اللِّئَامَ عَبِيدُ الْعَصَا
وَإِنْ خَفِيَ الْحَقُّ فَاصْبِرْ لَهُ
وَبَادِرْ إِلَيْهِ إِذَا حَصْحَصَا
وأخلِص لربِّكَ فى كلِّ ما
نويتَ ، تَجد عندهُ مخلصا
فَمَا الدَّهْرُ إِلاَّ خَيَالٌ سَرَى
وظِلٌّ إذا ما سَجا قلَّصا
نــجــم
05-04-2011, 08:38 PM
إِنَّ النَّصِيحَة َ لاَ تَحُضْ
إِنَّ النَّصِيحَة َ لاَ تَحُضْ
على الأذى إنْ لَمْ تزَعْ
فَاسْمَعْ، فإِنْ خَيْراً أَصَبْـ
ـتَ فَخُذْ ، وإنْ شَراً فَدَعْ
نــجــم
05-04-2011, 08:38 PM
إِنَّ ابْنَ آدَمَ ذُو طَبَائعَ أَرْبَعٍ
إِنَّ ابْنَ آدَمَ ذُو طَبَائعَ أَرْبَعٍ
مَجموعَة ِ الأجزاءِ فى أخلاقِهِ
تَبْدُو فَوَاعِلُهَا علَى حرَكَاتِهِ
فى بَطشِهِ وسُكونهِ ونِزاقِهِ
فَإِذَا تَغَلَّبَ وَاحِدٌ مِنْهَا عَلَى
أَقْرَانِهِ أَدَّى إِلى إِقْلاَقِهِ
بَيْنَا تَرَاهُ كَالزُلاَلِ لَطَافَهً
أَلْفَيْتَهُ كَالنَّارِ فِي إِحْراقِهِ
أَوْ كَالتُّرَابِ يَهِيلُ مِنْ عَقَدَاتِهِ
أَوْ كَالْهَوَاءِ يَجُولُ فِي آفاقِهِ
فَإِذَا تَعَادَلَ جَمْعُها، وَتَوَازَنَتْ
حَرَكَاتُهَا كَانَتْ دَلِيلَ وِفَاقِهِ
وَالْمَرْءُ مَهْمَا كَانَ فِي أَفْعَالِهِ
لاَ يَنْتَهِي إِلاَّ إِلَى أَعْرَاقِهِ
نــجــم
05-04-2011, 08:38 PM
إِنَّ قَلْبِي وَهْوَ الأَبِيُّ دهَتْهُ
إِنَّ قَلْبِي وَهْوَ الأَبِيُّ دهَتْهُ
فُرْقَة ٌ صَيَّرَتْهُ نَهْباً مُشَاعا
لاتَرى غيرَ واقفٍ يَسفَحً الدَّمْـ
ـعَ، وَسَاهٍ لاَ يَسْتَطِيعُ زَمَاعَا
وُصْلَة ٌ قَرَّبَتْ بِعَاداً، وَبَيْنٌ
مِنْ حَبِيبٍ أَجَدَّ فِيهِ اجْتِماعَا
كُنْتُ أَخْشَى الْوَدَاعَ، حَتَّى إِذَا مَا
فَارَقُونِي أَمْسَيْتُ أَرْجُو الْوَدَاعَا
نــجــم
05-04-2011, 08:38 PM
الشِّعْرُ زَيْنُ الْمَرْءِ مَا لَمْ يَكُنْ
الشِّعْرُ زَيْنُ الْمَرْءِ مَا لَمْ يَكُنْ
وسيلة ً للمدحِ وَ الذامِ
قَدْ طَالمَا عَزَّ بِهِ مَعْشَرٌ
وَرُبَّمَا أَزْرَى بِأَقْوَامِ
فاجعلهُ فيما شئتَ منْ حكمة ِ
أَوْ عِظَة ٍ، أَوْ حَسَبٍ نَامِي
وَاهْتِفْ بِهِ مِنْ قَبْلِ إِطْلاَقِهِ
فَالسَّهْمُ مَنْسُوبٌ إِلَى الرَّامِي
نــجــم
05-04-2011, 08:39 PM
امْلإِ الْقَدَحْ
امْلإِ الْقَدَحْ
واعْصِ مَنْ نَصَحْ
واروِ غلَّتى
بِابْنَة ِ الْفَرَحْ
فَالْفَتَى مَتَى
ذَاقَهَا انْشَرَحْ
وَهْيَ إِنْ سَرَتْ
فى العليلِ صحْ
أَوْ صَبَا بهَا
باخلٌ سمَحْ
هْجُرِ الْكَرَى
وَاغْدُ نَصْطَبِحْ
فالدُجى مضى
والسنا لمح
والحمامُ فى
أَيْكِهِ صَدَحْ
حيثما سرحْ
وَاصْطَحِبْ بِمَنْ
يبعَثُ المرَحْ
فيهِ للمنى
كلُّ مقترَحْ
واحْذَرِ الَّذِي
إِنْ وَعَى سَبَحْ
كُلَّمَا رَأَى
فُرْصَة ً قَدَحْ
ليسَ من أسا
مِثْلَ مَنْ جَرَحْ
أينَ من رأى
فاسِداً صَلَحْ؟
كُلُّ مَنْ وَشَى
سَوْفَ يَفْتَضِحْ
فاتركِ الأذى
فَالأَذَى تَرَحْ
واسعَ للعلا
مَنْ سَعَى نَجَحْ
وَارْعَ ما حَوَتْ
هذهِ الملحْ
نــجــم
05-04-2011, 08:39 PM
الْحُبُّ مَعْنى ً لاَ يُحِيطُ بِسِرِّهِ
الْحُبُّ مَعْنى ً لاَ يُحِيطُ بِسِرِّهِ
وصفٌ ، وَ لاَ يجري عليهِ مثالُ
كَالْكَهْرَباءَة ِ دَرْكُهَا مُتَعَذِّرٌ
وَ نسيمها متحدرٌ سيالُ
وَ كذلكَ الأرواحُ يظهرُ فعلها
وَ يغيبُ عنا سرها الفعالُ
حكمٌ تملكها الغموضُ فلمْ يحطْ
برموزها في العالمينَ مقالُ
نــجــم
05-04-2011, 08:39 PM
اُكتُم ضَميركَ مِن عَدوِّكَ جاهِداً
اُكتُم ضَميركَ مِن عَدوِّكَ جاهِداً
وحَذارِ لا تُطلِع عَليهِ رَفيقا
فَلَرُبَّمَا انْقَلَبَ الصَّدِيقُ مُعَادِياً
ولرُبَّما رجعَ العَدُوُّ صَديقا
نــجــم
05-04-2011, 08:39 PM
بأيَّ غزالٍ في الخدورِ تهيمُ
بأيَّ غزالٍ في الخدورِ تهيمُ
وَ غزلانُ " نجدٍ " ما لهنَّ حميمُ ؟
يَقُدْنَ زِمَامَ النَّفْسِ وَهْيَ أَبيَّة ُ
وَ يخدعنَ لبَّ المرءِ وَ هوَ حكيمُ
فإِيَّاكَ أَنْ تَغْشَى الدِّيارَ مُخَاطِراً
فدونَ حماها للأسودِ نئيمُ
فوارسُ لاَ يعصونَ أمرَ حمية ٍ
وَ لاَ يرهبونَ الخطبَ وَ هوَ عظيمُ
يَصُونُونَ فِي حُجْبِ الأَكِلَّة ِ ظَبْيَة ً
لها نسب بينَ الحسانِ صميمُ
منَ الهيفِ ، أما نعتُ ما في إزارها
فرابٍ ، وأما خصرها فهضيمُ
أَناة ٌ بَرَاهَا اللهُ فِي الْحُسْنِ آية ً
يدينُ إليها جاهلٌ وَ حليمُ
يميلُ بها سكرُ الشبابِ إذا مشتْ
كمَا مَالَ بِالْغُصْنِ الرَّوِيِّ نَسِيمُ
لَعَمْرُكَ ما أَدْرِي، أَدُمْيَة ُ بِيعَة ٍ
تَرَدَّدُ فِيهَا الْحُسْنُ، أَمْ هِيَ رِيمُ؟
يلومونني أنْ همتُ وجداً بحسنها
وَأَيُّ امْرِىء ٍ بِالْحُسْنِ لَيْسَ يَهِيمُ؟
وَهَلْ يَغْلِبُ الْمَرْءُ الْهَوَى وَهْوَ غَالِبٌ
وَيُخْفِي شَكَاة َ الْقَلْبِ وَهُوَ كَلِيمُ؟
فإنْ أكُ محسوراً بها ، فلربما
مَلَكْتُ عِنَانَ الْقَلْبِ وَهْوَ كَظِيمُ
وَ كابدتُ فيها ما لوِ انقضَّ بعضهُ
على جبلٍ لانهالَ منهُ قويمُ
فيا ربة َ البيتِ المنيعِ جوارهُ
أَمَا مِنْ مُسامٍ عِنْدَكُمْ فَأُسِيمُ؟
بَخِلْتِ عَلَيْنَا بِالسَّلاَمِ ضَنَانَة ً
وجدكِ مطروقُ الفناءِ كريمُ
فَكَيْفَ تَلُومِينِي عَلَى مَا أَصَابَنِي
مِنَ الْحُبِّ يا «لَيْلَى » وَأَنْتِ غَرِيمُ؟
وَ قدْ عشتُ دهراً لا أدينُ لظالمٍ
وَلَمْ يَحْتَكِمْ يَوْماً عَلَيَّ زَعِيمُ
فأنتِ التي مرهتِ عينيَ بالبكا
وَأَسْقَمْتِ هَذَا الْقَلْبَ وَهْوَ سَلِيمُ
تَنَامِينَ عَنْ لَيْلِي، وَعَيْنِي قَرِيحَة ٌ
و تشجينَ قلبي ، وَ هوَ فيكِ مليمُ
منحتكِ نفسي ، وَ هيَ نفسٌ عزيزة ٌ
عَلَيَّ، وَمَا لِي مِنْ هَوَاكِ قَسِيمُ
فإنْ يكُ جسمي عنْ فنائكِ راحلٌ
فَإِنَّ هَوَى قَلْبِي عَلَيْكِ مُقِيمُ
شَكوْتُ إِلَى مَنْ لَيْسَ يَرْحَمُ بَاكِياً
وَمَا كُلُّ مَنْ يُشْكَى إِلَيْهِ رَحِيمُ
فحتامَ ألقى في الهوى ما يسوءني
وَ أحملُ عبءَ الصبرِ وَ هوَ عظيمُ
وَ إني لحرٌّ بينَ قومي ، وَ إنما
تعبدني حلوُ الدلالِ رخيمُ
وَإِنِّي وإِنْ كُنْتُ الْمُسَالِمَ فِي الْهَوَى
لَذُو تُدْرَإٍ فِي النَّائِبَاتِ خَصِيمُ
أفلُّ شباة َ الخصمِ وَ هوَ منازلٌ
وَ أرهبُ كرَّ الطرفِ وَ هوَ سقيمُ
ألاَ ، قاتلَ اللهُ الهوى ، ما ألذهُ !
عَلَى أَنَّهُ مُرُّ الْمَذَاقِ أَلِيمُ
طويتُ لهُ نفسي على ما يسوءها
وَأَصْبَحْتُ لا يَلْوِي عَلَيَّ حَمِيمْ
فَمَنْ لِي بِقَلْبٍ غَيْرِ هَذَا؟ فَإِنَّنِي
بِهِ عِنْدَ رَوْعَاتِ الْفِرَاقِ عَلِيمُ
كَأَنِّي أُدَارِي مِنْهُ بَيْنَ جَوَانِحِي
لَظًى ، حَرُّهَا يَكْوِي الْحَشَا، وَيَضِيمُ
بَلَوْتُ لَهُ طَعْمَيْنِ: أَمَّا مَذَاقُهُ
فعذبٌ ، وأما سؤرهُ فوخيمُ
وَ جربتُ إخوانَ الصفاءِ ، فلمْ أجدْ
صَدِيقاً لَهُ فِي الطَّيِّبَاتِ قَسِيمُ
لَهُمْ نَزَوَاتٌ بَيْنَهُنَّ تَفَاوُتٌ
وَعَنٌّ ـ عَلَى طُولِ اللِّقَاءِ ـ ذَمِيمُ
بِمَنْ يَثِقُ الإِنْسَانُ وَالْغَدْرُ شِيمَة ٌ
لِكُلِّ ابْنِ أُنْثَى ، وَالْوَفَاءُ عَقِيمُ؟
فَلاَ تَعْتَمِدْ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ فِي الَّذِي
تودُّ منَ الحاجاتِ ؛ فهوَ رحيمُ
وَ لاَ تبتئس منْ محنة ٍ ساقها القضا
إِلَيْكَ، فَكَمْ بُؤْسٍ تَلاَهُ نَعِيمُ
فقدْ تورقُ الأشجارُ بعدَ ذبولها
وَيَخْضَرُّ سَاقُ النَّبْتِ وَهْوَ هَشِيمُ
إذا ما أرادَ اللهُ إتمامَ حاجة ِ
أَتَتْكَ عَلَى وَشْكٍ وَأَنْتَ مُقِيمُ
نــجــم
05-04-2011, 08:39 PM
بادرِ الفرصة َ ، واحذر فوتَها
بادرِ الفرصة َ ، واحذر فوتَها
فَبُلُوغُ الْعِزِّ في نَيْلِ الْفُرَصْ
واغْتَنِمْ عُمْرَكَ إِبَّانَ الصِّبَا
فهو إن زادَ مع الشيبِ نقَص
إِنَّمَا الدُّنْيَا خَيَالٌ عَارِضٌ
قلَّما يبقى ، وأخبارٌ تُقصْ
تارة ً تَدجو ، وطوراً تنجلِى
عادة ُ الظِلِّ سجا ، ثمَّ قلص
فَابْتَدِرْ مَسْعَاكَ، وَاعْلَمْ أَنَّ مَنْ
بادرَ الصيدَ معَ الفجرِ قنصْ
لَنْ يَنَالَ الْمَرْءُ بِالْعَجْزِ الْمُنَى
إنَّما الفوزُ لمنْ هَمَّ فنَصْ
يَكدحُ العاقلُ فى مأمنهِ
فإذا ضاقَ بهِ الأمرُ شخَصْ
إِنَّ ذَا الْحَاجَة ِ مَا لَمْ يَغْتَرِبْ
عن حماهُ مثلُ طيرٍ فى قفصْ
وليكن سَعيَكَ مجداً كلُّهُ
إنَّ مرعَى الشرِّ مكروهٌ أحص
وَاتْرُكِ الْحِرْصَ تَعِشْ في رَاحَة ٍ
قلَّما نالَ مُناهُ من حرَصْ
قد يضرُّ الشئُ ترجو نَفعهُ
رُبَّ ظَمْآنَ بِصَفْوِ الْمَاءِ غَصْ
ميِّزِ الأشياءَ تَعرفْ قدرها
لَيْسَتِ الْغُرَّة ُ مِنْ جِنْسِ الْبَرَصْ
واجتنب كُلَّ غبِّى ٍ مائقٍ
فَهْوَ كَالْعَيْرِ، إِذَا جَدَّ قَمَصْ
إِنَّمَا الْجَاهِلُ في الْعَيْنِ قَذًى
حيثُما كانَ ، وفى الصدرِ غصَصْ
واحْذَرِ النَّمَّامَ تَأْمَنْ كَيْدَهُ
فَهْوَ كَالْبُرْغُوثِ إِنْ دَبَّ قَرَصْ
يَرْقُبُ الشَّرَّ، فَإِنْ لاَحَتْ لَهُ
فُرْصَة ٌ تَصْلُحُ لِلْخَتْلِ فَرَصْ
سَاكِنُ الأَطْرَافِ، إِلاَّ أَنَّهُ
إن رأى منشبَ أُظفورٍ رقَص
وَاخْتَبِرْ مَنْ شِئْتَ تَعْرِفْهُ، فَمَا
يَعْرِفُ الأَخْلاَقَ إِلاَّ مَنْ فَحصْ
هذه حكمة ُ كهلٍ خابرٍ
فاقتنصها ، فهى َ نِعمَ المقتنصْ
نــجــم
05-04-2011, 08:40 PM
بَلينا وسِربالُ الزَّمانِ جديدُ
بَلينا وسِربالُ الزَّمانِ جديدُ
وَهَلْ لاِمْرِىء ٍ في الْعَالَمِينَ خُلُودُ؟
قضى آدمٌ فى الدَّهر ، وهوَ أبو الورى
وكلُّ الَّذى من صلبهِ سيبيدُ
فلا تبكى ميتاً حانَ يومُ رحيلهِ
فَلِلْمَوْتِ مَا يَمْضِي الْفَتَى وَيَرُودُ
وَلاَ تَلْتَمِسْ أَمْراً يَزِيدُكَ يَقْظَة ً
فَلَيْسَ لإِدْرَاكِ الْيَقِينِ مَزِيدُ
دَعِ الْفَلَكَ الدَوَّارَ يَجْرِي، وَلاَ تَسَلْ
أفَوَّزَ كَهلٌ أم أهلَّ وليدُ ؟
فما هَذِهِ الدُنيا وإن جلَّ قَدرُها
سِوى مهلة ٍ نأتى لها ونعودُ
تَبوخُ بِها الأنفاسُ وهِى َ نسائمٌ
وَتَعْفُو بِهَا الأَبْدَانُ وَهْيَ صَعِيدُ
فيا ضارباً فى الأرضِ يرتادُ غاية ً
رُوَيدَكَ ، إنَّ الفوزَ مِنكَ بعيدُ
نــجــم
05-04-2011, 08:40 PM
بَلَغْتِ مَدَاكِ مِنْ أَرَبٍ فَسِيحِي
بَلَغْتِ مَدَاكِ مِنْ أَرَبٍ فَسِيحِي
فأنتِ اليومَ فى جوٍ فسيحِ
تركتِ الجسمَ فيما كانَ منه
وغبتِ بلجَّة ٍ لونِ المسيحِ
فعادت صورة ُ الجثمانِ عُطلاً
لفقدكِ مثلَ دينارٍ مَسيحِ
ولو يقوى لسار ، وكيف يقوى
عَلَى هَوْلِ السُّرَى قَدَمُ الْكَسِيحِ؟
سبحت بغمرة ٍ كالشمس نوراً
وعام من الخجالة في مسيح
فَلَيْتَكِ تَرْجِعِينَ لَنَا بصِدْقٍ
يُبَاغِتُ كُلَّ خَتَّالٍ مَسِيحِ
بربك هل وجدت كما وجدنا
خلافاً بين أحمدَ والمسيحِ ؟
نــجــم
05-04-2011, 08:40 PM
بَلَوْتُ إِخاءَ النَّاسِ دَهْراً، فَلَمْ أَجِدْ
بَلَوْتُ إِخاءَ النَّاسِ دَهْراً، فَلَمْ أَجِدْ
أخا ثِقة ٍ يرعى مَغيبى كمحضَرى
فَإِنْ أَتَغَيَّرْ عَنْ وِدَادٍ، فَإِنَّنِي
أَرَى كُلَّ شَيْءٍ عُرْضَة ً لِلتَّغَيُّرِ
نــجــم
05-04-2011, 08:40 PM
بَكرَ النَدى ، وترفعَ السدَفُ
بَكرَ النَدى ، وترفعَ السدَفُ
وَأَتَتْ وُفُودُ اللَّهْوِ تَخْتَلِفُ
وَدَعَتْ إِلَى شُرْبِ الصَّبُوحِ وقَدْ
رَقَّ الظَّلامُ حَمائمٌ هتفُ
فانهَض على قَدمِ الربيعِ ، فَما
فى نَيلِ أيَّامِ الصبا سَرَفُ
وانظُر ، فَثمَّ غَمامة ٌ أنفٌ
تُولِى الجميلَ وروضة ٌ أُنفُ
زَهْرٌ يَرفُّ عَلَى كَمَائِمِهِ
وَنَدًى يَشِفُّ، وَمُزْنَة ٌ تَكِفُ
فالطَّلُ مُنتثِرٌ ، ومُنتظِمٌ
وَالْغُصْنُ مُفْتَرِقٌ، وَمُؤْتَلِفُ
والروضُ يَرفلُ فى مُعصفرة ٍ
بِالزَّهْرِ لِلأَبْصَارِ تَخْتَطِفُ
عُنِى َ الرَبيعُ بِنَسجِ بُردَتِها
إِنَّ الرَّبِيعَ لَصَانِعٌ ثَقِفُ
لاَ شَيْءَ أَحْسَنُ مِنْ بُلَهْنِيَة ٍ
فى العيشِ قَلَّدَ جيدَها الشَغَفُ
وعَصابة ٍ غلبَ الكمالُ على
أخلاقِهِم وغذاهمُ التَرفُ
نازعتُهُم طَرَفَ الحديثِ وقد
جَرَتِ الكؤوسُ بِنا ، فما اختلفوا
قَلْبِي بِهِمْ كَلِفٌ، وَنَاظِرَتِي
عن حُسنهم تاللهِ تَنحَرِفُ
فَمحبَّتى لَهمُ كما عَرفوا
صِدْقٌ، وَوجْدِي فَوْقَ مَا أَصِفُ
للهِ أيَّامٌ بِهِم سَلَفت
لَو أنَّها بِالوصلِ تؤتنفُ
إِذْ لِمَّتِي فَيْنَانَة ٌ، وَيَدِي
فوقَ الأَكُفِّ ، وقامَتى ألِفُ
أجرِى على إثرِ الشبابِ ، ولا
يَمْشِي إِلَى سَاحَاتِيَ الْجَنَفُ
ضَافي الْغَدِيرَة ِ، عَارِمٌ شَرِسٌ
صَعْبُ الْمَرِيرَة ِ، سَادِرٌ أَنِفُ
إِنْ سِرْتُ سَارَ النَّاسُ لِي تَبَعاً
وَإِذَا وَقَفْتُ لِحَاجَة ٍ وَقَفُوا
فَالآنَ أصْبحُ طائِرِى وَقِعٌ
بَعْدَ السُمُوِ وَصَبْوَتى أَسَفُ
وَغَدَوْتُ بَعْدَ الْكِبْرِياءِ عَلَى
كُلَّ الْوَرَى بِالْعَجْزِ أَعْتَرِفُ
وَكَذَلِكَ الأَيَّامُ ، آخِرُها
بَعْدَ الشَبَابِ الضَعْفُ وَالخَرَفُ
وَالْمَرْءُ مَهْمَا طَالَ طَائِلُهُ
يَوْماً لِصَائِبَة ِ الرَّدَى هَدَفُ
فَلَبِئْسَ مَا قَدِمَ الْمَشِيبُ بِهِ
وَلَنِعْمَ مَا وَلَّى بِهِ السَّلَفُ
نــجــم
05-04-2011, 08:40 PM
بِناظِرِكَ الْفَتَّانِ آمَنْتُ بِالسِّحْرِ
بِناظِرِكَ الْفَتَّانِ آمَنْتُ بِالسِّحْرِ
وَهَلْ بَعْدَ إِيمانِ الصَّبَابَة ِ مِنْ كُفْرِ؟
فَلا تَعْتَمِدْ بِالْهَجْرِ قَتْلَ مُتَيَّمٍ
فإنَّ المنايا لا تزيدُ عن الهجرِ
فلولاكَ ما حلَّ الهوى قيدَ مدمعى
وَلا شَبَّ نِيرَانَ اللَّوَاعِجِ فِي صَدْرِي
وإنِّى على ما كان منكَ لصابرٌ
لعلمى َ أنَّ الفوزَ منْ ثمرِ الصَّبرِ
فليتَ الَّذى أهدى الملامة َ فى ِ الهوى
تَوَسَّمَ خَيْراً، أَوْ تَكَلَّمَ عَنْ خُبْرِ
رَأَى كَلَفِي لا يَسْتَفِيقُ، فَظَنَّ بِي
هَناتٍ، وَسُوءُ الظَّنِّ داعِيَة ُ الْوِزْرِ
وماذا عليهِ وهوَ خالٍ منَ الجوَى
إذا هِمتُ شوقاً ، أو تَرنَّمتُ بالشعرِ؟
فإن أكُ مشغوفاً فَذو الحلمِ رُبَّما
أَطَاعَ الْهَوَى ، وَالْحُبُّ مِنْ عُقَدِ السِّحْرِ
وَأَيُّ امْرِىء ٍ يَقْوَى عَلى رَدِّ لَوْعَة ٍ
إذا التهَبَت أَربَت علَى وَهجِ الجَمرِ؟
عَلَى أَنَّنِي لَمْ آتِ فِي الْحُبِّ زَلَّة ً
تَغضُّ بِذكرِى فى المحافلِ أو تُزرِى
وَلَكِنَّنِي طَوَّفْتُ فِي عَالَمِ الصِّبَا
وعُدتُ ولَم تَعلَق بِفاضِحة ٍ أُزرِى
سجيَّة ُ نَفسٍ آثَرَت ما يَسُرُّها
وَلِلنَّاسِ أَخْلاقٌ عَلى وَفْقِها تَجْرِي
ملَكتُ يَدى عَن كُلِّ سوءٍ ومنطقى
فَعشتُ برئَ النَّفسِ من دنسِ العُذرِ
وأَحسنتُ ظَنِّى بالصَّديقِ ، ورُبَّما
لَقِيتُ عَدُوِّي بِالطَّلاقَة ِ والْبِشْرِ
فَأَصْبَحْتُ مَأْثُورَ الْخِلالِ مُحَبَّباً
إِلى النَّاسِ، مَرْضِيَّ السَّرِيرَة ِ ف
فما أنا مَطلوبٌ بِوترٍ لمَعشرٍ
وَلا أَنَا مَلْهُوفُ الجَنَانِ عَلى وَتْرِ
رَضيتُ منَ الدُّنيا وإن كُنتُ مُثرِياً
بِعِفَّة ِ نفسٍ لا تَميلُ إلَى الوَفرِ
وأخلَصتُ للرَّحمن فيما نَوَيتُهُ
فعاملنى بِالُّلطفِ من حَيثُ لا أدرِى
إذا ما أَرادَ اللهُ خَيراً بِعَبدهِ
هَداهُ بِنُورِ اليُسرِ فى ظُلمة ِ العُسرِ
فيابنَ أبى والنَّاس أبناءُ واحدٍ
تقَلَّد وَصاتِى ، فَهى َ لؤلؤَة ُ الفِكرِ
إِذَا شِئْتَ أَنْ تَحْيَا سَعِيداً فَلا تَكُنْ
لَدوداً ، ولا تَدفَع يدَ اللَّينِ بِالقَسرِ
ولاتَحتَقر ذا فاقة ٍ ، فلَربَّما
لقيتَ بهِ شَهماً يُبِرُّ على المُثرِى
فَرُبَّ فَقِيرٍ يَمْلأُ الْقَلْبَ حِكْمَة ً
ورُبَّ غَنى ٍّ لا يريشُ ولا يَبرى
وكُن وسَطاً ، لا مُشرئِبّاً إلى السُّها
وَلا قَانِعاً يَبْغِي التَّزَلُّفَ بِالصُّغْرِ
فَأحْمَدُ أخْلاقِ الْفَتَى مَا تَكَافَأَتْ
بِمنزلة ٍ بينَ التَّواضعِ والكِبرِ
وَلا تَعْتَرِفْ بِالذُّلِّ فِي طَلَبِ الْغِنَى
فَإِنَّ الْغِنَى فِي الذُلِّ شَرٌّ مِنَ الْفَقْرِ
وإيَّاكَ والتَّسليمَ بالغيبِ قبلَ أن
تَرَى حُجَّة ً تَجْلُو بِها غَامِضَ الأَمْرِ
ودارِ الَّذِي تَرْجُو وَتَخْشَى ودَادَهُ
وَكُنْ مِنْ مَوَدَّاتِ الْقُلُوبِ عَلى حِذْرِ
فَقَدْ يَغْدِرُ الْخِلُّ الْوَفِيُّ لِهَفْوَة ٍ
وَيَحْلُو الرِّضَا بَعْدَ الْعَدَاوَة ِ وَالشَرِّ
وفى النَّاسِ مَن تَلقاهُ فى زِى ِّ عابدٍ
وَلِلْغَدْرِ فِي أَحْشَائِهِ عَقْرَبٌ تَسْرِي
إذا أمكنَتهُ فُرصَة ٌ نَزَعت بِهِ
إلى الشرِّ أخلاقٌ نَبَتنَ على غمرِ
ولا تحسبَنَّ الحِلم يَمنَعُ أهلَهُ
وُقُوعَ الأَذَى ، فَالْمَاءُ وَالنَّارُ مِنَ صَخْرِ
فَهَذِي وَصَاتِي، فَاحْتَفِظْهَا تَفُزْ بِما
تَمَنَّيْتَ مِنْ نَيْلِ السَّعَادَة ِ فِي الدَّهْرِ
فإنى امرؤٌ جرَبتُ دهرى ، وزادنى
بِهِ خِبْرَة ً صَبْرِي عَلى الْحُلْوِ والْمُرِّ
بَلَغْتُ مَدَى خَمْسِينَ، وازْدَدْتُ سَبْعَة ً
جَعَلْتُ بِهَا أَمْشِي عَلى قَدَمِ الْخِضْرِ
فكيفَ ترانى اليومَ أخشى ضَلالة ً
وشيبِى مِصباحٌ على نورِهِ أسرى ؟
أَقُولُ بِطَبْعٍ لَسْتُ أَحْتَاجُ بَعْدَهُ
إلى المَنهلِ المطروقِ ، والمنهَجِ الوَعرِ
وَلِي مِنْ جَنانِي إِنْ عَزَمْتُ وَمِقْوَلِي
سِراجٌ وعَضبٌ ، ذا يضِئُ ، وذا يَفرِى
إِذَا جَاشَ طَبْعِي فَاضَ بِالدُّرِّ مَنْطِقِي
وَلا عَجَبٌ، فَالدُّرُّ يَنْشَأُ فِي الْبَحْرِ
تَدَبَّرْ مَقَالِي إِنْ جَهِلْتَ خَلِيقَتِي
لِتَعْرِفَنِي، فَالسَّيْف يُعْرَفُ بِاْلأَثْرِ
وَلا تَعْجَبَنْ مِنْ مَنْطِقِي إِنْ تَأَرَّجَتْ
بِهِ كُلُّ أَرضٍ ، فَهوَ ريحانَة ُ العَصرِ
سَيَذْكُرُنِي بِالشِّعْرِ مَنْ لَمْ يُلاقِني
وَذِكْرُ الْفَتَى بَعْدَ الْمَمَاتِ مِنَ الْعُمْرِ
نــجــم
05-04-2011, 08:41 PM
بِكَ استقامَت مِصرُ حتَّى غَدَتْ
بِكَ استقامَت مِصرُ حتَّى غَدَتْ
يَحمَدُها الوارِدُ والصَادِرُ
وَكَيْفَ لاَ تُبْصِرُ قَصْدَ الْهُدَى
حُكُومَة ٌ أَنْتَ لَهَا ناظِرُ؟
نــجــم
05-04-2011, 08:41 PM
بقوة ِ العلمِ تقوى شوكة ُ الأممِ
بقوة ِ العلمِ تقوى شوكة ُ الأممِ
فَالْحُكْمُ في الدَّهْرِ مَنْسُوبٌ إِلَى الْقَلَمِ
كمْ بينَ ما تلفظُ الأسيافُ منْ علقٍ
وَبَيْنَ مَا تَنْفُثُ الأَقْلامُ مِنْ حِكَمِ
لَوْ أَنْصَفَ النَّاسُ كَانَ الْفَضْلُ بَيْنَهُمُ
بِقَطْرَة ٍ مِنْ مِدَادٍ، لاَ بِسَفْكِ دَمِ
فاعكفْ على َ العلمِ ، تبلغْ شأوَ منزلة ٍ
في الفضلِ محفوفة ٍ بالعزَّ وَ الكرمِ
فليسَ يجنى ثمارَ الفوزِ يانعة ً
منْ جنة ِ العلمِ إلاَّ صادقُ الهممِ
لَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الْمَسَاعِي مَا يَبِينُ بِهِ
سَبْقُ الرِّجَالِ، تَسَاوَى النَّاسُ في الْقِيَمِ
وَلِلْفَتَى مُهْلَة ٌ فِي الدَّهْرِ، إِنْ ذَهَبَتْ
أَوْقَاتُهَا عَبَثاً، لَمْ يَخْلُ مِنْ نَدَمِ
لَوْلاَ مُدَاوَلَة ُ الأَفْكَارِ مَا ظَهَرَتْ
خَزَائِنُ الأَرْضِ بَيْنَ السَّهْلِ وَالْعَلَمِ
كمْ أمة ٍ درستْ أشباحها ، وَ سرتْ
أرواحها بيننا في عالمِ الكلمِ
فَانْظُرْ إِلَى الْهَرَمَيْنِ الْمَاثِلَيْنِ تَجِدْ
غَرَائِباً لاَ تَرَاهَا النَّفْسُ فِي الْحُلُمِ
صرحانِ ، ما دارتِ الأفلاكُ منذُ جرتْ
على نظيرهما في الشكلِ والعظمِ
تَضَمَّنَا حِكَماً بَادَتْ مَصَادِرُهَا
لَكِنَّهَا بَقِيَتْ نَقْشاً عَلَى رَضَمِ
قومٌ طوتهمْ يدُ الأيامِ ؛ فاتقرضوا
وَ ذكرهمُ لمْ يزلْ حياً على القدمِ
فكمْ بها صور كادتْ تخاطبنا
جهراً بغيرِ لسانٍ ناطقٍ وَ فمِ
تَتْلُو لِـ«هِرْمِسَ» آيَاتٍ تَدُلُّ عَلَى
فَضْلٍ عَمِيمٍ، وَمَجْدٍ بَاذِخِ الْقَدَمِ
آياتُ فخرٍ ، تجلى نورها ؛ فغدتْ
مَذْكُورَة ً بِلِسَانِ الْعُرْبِ وَالْعَجَمِ
وَ لاحَ بينهما " بلهيبُ " متجهاً
للشرقِ ، يلحظ مجرى النيلِ من أممِ
كَأَنَّهُ رَابِضٌ لِلْوَثْبِ، مُنْتَظِرٌ
فريسة ً ؛ فهوَ يرعاها ، وَ لمْ ينمِ
رمزٌ يدلُّ على أنَّ العلومَ إذا
عَمَّتْ بِمِصْرَ نَزَتْ مِنْ وَهْدَة ِ الْعَدَمِ
فَاسْتَيْقِظُوا يَا بَني الأَوْطَانِ، وانْتَصِبُوا
للعلمِ ؛ فهوَ مدارُ العدلِ في الأممِ
وَلاَ تَظُنُّوا نَمَاءَ الْمَالِ، وَانْتَسِبُوا
فَالْعِلْمُ أَفْضَلُ مَا يَحْوِيهِ ذُو نَسَمِ
فَرُبَّ ذِي ثَرْوَة ٍ بِالْجَهْلِ مُحْتَقَرٍ
وَ ربَّ ذي خلة ٍ بالعلمِ محترمِ
شيدوا المدارسَ ؛ فهي الغرسُ إنْ بسقتْ
أَفْنَانُهُ أَثْمَرَتْ غَضّاً مِنَ النِّعَمِ
مَغْنَى عُلُومٍ، تَرَى الأَبْنَاءَ عَاكِفَة ً
عَلَى الدُّرُوسِ بِهِ، كَالطَّيْرِ في الْحَرَمِ
مِنْ كُلِّ كَهْلِ الْحِجَا في سِنِّ عَاشِرَة ٍ
يَكَادُ مَنْطِقُهُ يَنْهَلُّ بِالْحِكَمِ
كأنها فلكٌ لاحتْ بهِ شهبٌ
تُغْنِي بِرَوْنَقِهَا عَنْ أَنَجُمِ الظُّلَمِ
يَجْنُونَ مِنْ كُلِّ عِلْمٍ زَهْرَة ً عَبِقَتْ
بنفحة ٍ تبعثُ الأرواحَ في الرممِ
فَكَمْ تَرَى بَيْنَهُمْ مِنْ شَاعِرٍ لَسِنٍ
أَوْ كَاتِبٍ فَطِنٍ، أَوْ حَاسِبٍ فَهِمِ
وَ نابغٍ نالَ منْ علمِ الحقوقِ بها
مَزِيَّة ً أَلْبَسَتْهُ خِلْعَة َ الْحَكَمِ
وَلُجِّ هَنْدَسَة ٍ تَجْرِي بِحِكْمَتِهِ
جَدَاوِلُ الْمَاءِ في هَالٍ مِنَ الأَكُمِ
بَلْ، كَمْ خَطِيبٍ شَفَى نَفْساً بِمَوْعِظَة ٍ
وَ كمْ طبيبٍ شفى جسماً منَ السقمِ
مُؤَدَّبُونَ بآدَابِ الْمُلُوكِ، فَلاَ
تَلْقَى بِهِمْ غَيْرَ عَالِي الْقَدْرِ مُحْتَشِمِ
قَوْمٌ بِهِمْ تَصْلُحُ الدُّنْيَا إِذَا فَسَدَتْ
وَيَفْرُقُ الْعَدْلُ بَيْنَ الذِّئْبِ وَالْغَنَمِ
وَ كيفَ يثبتُ ركنُ العدلِ في بلدٍ
لَمْ يَنْتَصِبْ بَيْنَهَا لِلْعِلْمِ مِنْ عَلَمِ؟
ما صورَ اللهُ للأبدانِ أفئدة ً
إِلاَّ لِيَرْفَعَ أَهْلَ الْجِدِّ وَالْفَهَمِ
وَأَسْعَدُ النَّاسِ مَنْ أَفْضَى إِلَى أَمَدٍ
في الفضلِ ، وَ امتازَ بالعالي منَ الشيمِ
لَوْلاَ الْفَضِيلَة ُ لَمْ يَخْلُدْ لِذِي أَدَبٍ
ذِكْرٌ عَلَى الدَّهْرِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْعَدَمِ
فلينظرِ المرءُ فيما قدمتْ يده
قَبْلَ الْمَعَادِ، فَإِنَّ الْعُمْرَ لَمْ يَدُمِ
نــجــم
05-04-2011, 08:41 PM
بكيتُ عليًّا إذ مضى لسبيلهِ
بكيتُ عليًّا إذ مضى لسبيلهِ
بِعَينٍ تَكَادُ الرُّوحُ فِي دَمْعِهَا تَجْرِي
وإنِّى لأدرى أنَّ حُزنى لا يفِى
بِرُزْئِي، وَلَكِنْ لاَ سَبِيلَ إِلَى الصَّبْرِ
وَكَيْفَ أَذُودُ الْقَلْبَ عَنْ حَسَرَاتِهِ
وأهوَنُ ما ألقاهُ يَصدعُ فى الصخرِ؟
يلوموننى أنَّى تجاوزتُ فى البُكا
وهَل لامرئٍ لم يبكِ فى الحزنِ من عًذرِ؟
إذا المرءُ لم يفرَحْ ويَحزَن لنِعمة ٍ
وَبُؤْسٍ، فَلاَ يُرْجَى لِنَفْعٍ وَلاَ ضَرِّ
وَمَا كُنْتُ لَوْلاَ قِسْمَة ُ اللَّهِ فِي الْوَرَى
لأَصْبِرَ، لَكِنَّا إِلَى غَايَة ٍ نَسْرِي
لَقَدْ خَفَّفَ الْبَلْوَى وإِنْ هِيَ أَشْرَفَتْ
عَلَى النَّفْسِ ما أَرْجُوهُ مِنْ مَوْعِدِ الْحَشْر
نــجــم
05-04-2011, 08:41 PM
تمهَّل ، ولاتعجل إذا رُمتَ حاجة
تمهَّل ، ولاتعجل إذا رُمتَ حاجة ً
فَقَدْ يَلْحَقُ الْخُسْرَانُ مَنْ يَتَوَرَّطُ
فذو الحزمِ يرعى القصدَ فى كلِّ حالة ٍ
وَذُ والْجَهْلِ إِمَّا مُفْرِطٌ أَوْ مُفَرِّطُ
نــجــم
05-04-2011, 08:42 PM
ترحلَّ من وادى الأراكة ِ بالوجدِ
ترحلَّ من وادى الأراكة ِ بالوجدِ
فَبَاتَ سقِيماً لا يُعِيدُ، وَلاَ يُبْدِي
سقيماً تظَلُّ العائداتُ حوانياً
عليهِ بإشفاقٍ ، وإن كانَ لا يجدى
يَخَلْنَ بِهِ مَسّاً أَصَابَ فُؤادَهُ
وليسَ بهِ مسٌّ سوَى حرَقِ الوَجدِ
بِهِ عِلَّة ٌ إِنْ لَمْ تُصِبْهَا سَلاَمَة ٌ
مِنَ اللَّهِ كَادَتْ نَفْسَ حَامِلِهَا تُرْدِي
وَمِنْ عَجَبِ الأَيَّامِ أَنِّيَ مُولَعٌ
بِمَنْ لَيْسَ يَعْنِيهِ بُكَائِي وَلاَ سُهْدِي
أَبِيتُ عَلِيلاً في «سَرَنْدِيبَ» سَاهِراً
أُعَالِجُ مَا أَلْقَاهُ مِنْ لَوْعَتِي وَحْدِي
أدورُ بعينى لا أرَى وَجهَ صاحبٍ
يَرِيعُ لِصَوْتِي، أَوْ يَرِقُّ لِمَا أُبْدِي
وممَّا شجانى بارِقٌ طارَ مَوهناً
كَمَا طَارَ مُنْبَثُّ الشَّرَارِ مِنَ الزَّنْدِ
يمزِّقُ أستارَ الدُّجُنَّة ِ ضَوءُ
هُ فَيَنْسِلُهَا ما بَيْنَ غَوْرٍ إِلى نَجْدِ
أَرِقتُ لهُ ، والشُّهبُ حيرَى كليلة ٌ
مِنَ السَّيْرِ، وَالآفَاقُ حَالِكَة ُ الْبُرْدِ
فبِتُّ كأنُّى بينَ أنيابِ حَيَّة ٍ
مِنَ الرُّقْطِ، أَوْ فِي بُرْثُنَى ْ أَسَدٍ وَرْدِ
أقلِّبُ طرفى ، والنُّجومُ كأَنَّها
قَتيرٌ مِنَ الياقوتِ يلمعُ فى سَردِ
ولا صاحبٌ غيرُ الحسامِ منُوطَة ٌ
حمائلهُ منِّى على عاتقٍ صَلدِ
إذا حرَّكتهُ راحتى لِمُلمَّة ٍ
تَطَلَّعَ نَحْوِي يَشْرَئِبُّ مِنَ الْغِمْدِ
أَشَدُّ مَضَاءً مِنْ فُؤادِي عَلَى الْعِدَا
وَأَبْطَأُ فِي نَصْرِي عَلَى الشَّوْقِ مِنْ «فِنْدِ»
أَقولُ لهُ والجفنُ يَكسو نِجادهُ
دُمُوعاً كَمُرْفَضِّ الْجُمَانِ مِنَ الْعِقْدِ
لقد كنتَ لى عوناً على الدَّهرِ مَرة
فَمَا لِي أَرَاكَ الْيَوْمَ مُنْثَلِمَ الْحَدِّ؟
فقالَ إذا لَم تستطِع سَورَة َ الهوى
وَأَنْتَ جَلِيدُ الْقَوْمِ، مَا أَنَا بالْجَلْدِ
وَهَلْ أَنَا إِلاَّ شِقَّة ٌ مِنْ حَدِيدَة ٍ
أَلَحَّ عَلَيْهَا الْقَيْنُ بِالطَّرْقِ وَالْحَدِّ؟
فَمَا كُنْتُ لَوْلاَ أَنَّنِي وَاهِنُ الْقُوَى
أُعلَّق فى خيطٍ ، وأحبسُ في جلدِ
فدونكَ غيرى ، فاستَعنهُ على الجوى
ودعنى منَ الشكوى ، فداءُ الهوى يعدى
خَليلَى َّ ! هذا الشوقُ لا شكَّ قاتلى
فمِيلا إلى " المقياسِ " إن خفتما فقدى
ففِى ذَلكَ الوادى الَّذى أّنبتَ الهوى
شِفَائِيَ مِنْ سُقْمِي، وَبُرْئِيَ مِنْ وَجْدِي
ملاعبُ لهوٍ ، طالما سِرتُ بينَها
على أثَرِ اللَّذاتِ فى عيشة ٍ رَغدِ
إِذَا ذَكَرَتْهَا النَّفْسُ سَالَتْ مِنَ الأَسَى
معَ الدَّمعِ ، حَتَّى لا تُنَهنَهُ بالرَدِّ
فَيَا مَنْزِلاً رَقْرَقْتُ ماءَ شَبيبَتِي
بِأَفْنَائِهِ بَيْنَ الأَرَاكَة ِ والرَّنْدِ!
سرَت سحَراً فاستَقبلتكَ يدُ الصبا
بِأَنْفَاسِهَا، وَانْشَقَّ فَجْرُكَ بِالْحَمْدِ
وزرَّ عليكَ الأُفقُ طوقَ غمامة ٍ
خضيبة ِ كفِّ البرقِ حنَّانة ِ الرعدِ
فلستُ بناسٍ ليلة ً سلفَت لَنا
بِوَادِيهِ، والدُّنْيَا تَغُرُّ بِمَا تُسْدِي
إِذَا الْعَيْشُ رَيَّانُ الأَمَالِيدِ، والْهَوَى
جَدِيدٌ، وَإِذْ «لَمْيَاءُ» صَافِيَة ُ الْوُدِّ
مُنَعَّمة ٌ ، لِلبدرِ ما فى قِناعها
وَلِلْغُصْنِ ما دَارَتْ بِهِ عُقْدَة ُ الْبَنْدِ
سَبَتنى بعينها ، وقالت لِتِربها
أَلاَ مَا لِهَذَا الْغِرِّ يَتْبَعُنِي قَصْدِي؟
وَلَمْ تَدْرِ ذَاتُ الْخَالِ وَالْحُبُّ فَاضِحٌ
بأنَّ الَذى أخفيهِ غيرَ الذى أُبدى
حَنَانَيْكِ، إِنَّ الرَّأْيَ حَارَ دَلِيلُهُ
فَضَلَّ، وعادَ الْهَزْلُ فِيكِ إِلَى الْجِدِّ
فَلاَ تَسْأَلِي مِنِّي الزِّيَادَة َ في الْهَوَى
رُويداً ، فهذا الوجدُ آخرُ ما عندِى
وَهَا أَنَا مُنْقَادٌ كَمَا حَكَمَ الْهَوَى
لأَمركِ ، فاخشى حرمة َ اللهِ والمجدِ
فَلو قلت قُم فاصعَد إلى رَأسِ شاهقٍ
وَأَلْقِ إِذَا أَشْرَفْتَ نَفْسَكَ لِلْوَهْدِ
لألقيتها طوعاً ، لَعلَّكِ بعدها
تَقُولِيْنَ: حَيَّا اللَّهُ عَهْدَكَ مِنْ عَهْدِ
سجيَّة ُ نفسٍ لا تخونُ خليلَها
ولا تَركبُ الأهوالَ إلاَّ على عمدِ
وإنِّى لمقدامٌ على الهولِ والردى
بنَفسى ، وفى الأقدامِ بالنَفسِ ما يُردى
وإنى لقوالٌ إذا التبسَ الهُدى
وجارَت حُلومُ القومِ عن سننِ القصدِ
فإن صُلتُ فدَّانى الكمِى ُّ بنفسهِ
وإن قلتُ لبَّانى الوليدُ منَ المهدِ
وَلِي كُلُّ مَلْسَاءِ الْمُتُونِ غَرِيبَة ٍ
إِذَا أُنْشِدَتْ أَفْضَتْ لِذِكْرِ بَنِي سَعْدِ
أَخَفُّ عَلَى الأَسْمَاعِ مِنْ نَغَمِ الْحُدَا
وأَلطفُ عندَ النَّفسِ مِن زمَنِ الوَردِ
مُخَدَّرَة ٌ تَمْحُو بِأَذْيَالِ حُسْنِهَا
أساطيرَ مَن قبلى ، وتُعجِزُ من بَعدى
كذلِكَ إنِّى قائلٌ ثُمَّ فاعلٌ
فعالى ، وغيرى قَد يُنيرُ ولا يُسدى
نــجــم
05-04-2011, 08:43 PM
تَلاهَيْتُ إِلاَّ ما يُجِنُّ ضَمِيرُ
تَلاهَيْتُ إِلاَّ ما يُجِنُّ ضَمِيرُ
وَدَارَيْتُ إِلاَّ مَا يَنِمُّ زَفِيرُ
وَهَلْ يَسْتَطِيعُ الْمَرْءُ كِتْمَانَ أَمْرِهِ
وفى الصَّدرِ مِنهُ بارِحٌ وسَعيرُ ؟
فيا قاتلَ اللهُ الهوى ، ما أشدَّهُ
عَلى الْمَرْءِ إِذْ يَخْلُو بهِ فَيُغِيرُ!
تَلينُ إليهِ النَّفسُ وَهى َ أبيَّة ٌ
وَيَجْزَعُ مِنْهُ الْقَلْب وَهْوَ صَبُورُ
نَبَذْتُ لَهُ رُمْحي، وَأَغْمَدْتُ صَارِمِي
وَنَهْنَهْتُ مُهْرِي، والْمُرادُ غَزِيرُ
وَأَصْبَحْتُ مَفْلُولَ الْمَخَالِبِ بَعْدَمَا
سَطوتُ وَلى فى الخافِقينِ زَئيرُ
فَيا لَسراة ِ القومِ ! دَعوة ُ عائذٍ
أَمَا مِنْ سَمِيعٍ فِيكُمُ فَيُجِيرُ؟
لَطَالَ عَليَّ اللَّيْلُ حَتَى مَلِلْتُهُ
وعَهدِى بهِ فيما عَلِمتُ قصيرُ
أَلا، فَرَعَى اللَّهُ الصِّبَا، مَا أَبَرَّهُ!
وحيَّا شَباباً مَرَّ وَهوَ نَضيرُ
إِذِ الْعَيْشُ أَفْوَافٌ، تَرِفُّ ظِلالُهُ
عَلينا ، وسَلسالُ الوَفاءِ نَميرُ
وَإِذْ نَحْنُ فيما بَيْنَ إِخْوَانِ لَذَّة ٍ
عَلى شِيَمٍ مَا إِنْ بِهِنَّ نَكِيرُ
تَدُورُ عَلَيْنَا الْكَأْسُ بَيْنَ مَلاعِبٍ
بِها اللَّهْوُ خِدْنٌ، وَالشَّبَابُ سَمِيرُ
فَأَلْحَاظُنَا بَيْنَ النُّفُوسِ رَسَائلٌ
وريحانُنا بينَ الكئوسِ سَفيرُ
عَقدنا جناحَى ليلِنا بنهارِنا
وطِرنا معَ اللذَّات حيثُ تَطيرُ
وقُلنا لِساقينا أدِرها، فإنَّما
بَقاءُ الفتى بَعدَ الشَبابِ يَسيرُ
فَطافَ بِها شَمسيَّة ً لَهبيَّة ً
لَهَا عِنْدَ أَلْبَابِ الرِّجالِ ثُئُورُ
إذا ما شَرِبناها أقمنا مَكاننا
وَظَلَّتْ بِنَا الأَرْضُ الْفَضَاءُ تَدُورُ
وَكَمْ لَيْلَة ٍ أَفْنَيْتُ عُمْرَ ظَلاَمِها
إِلى أَنْ بَدَا للِصُّبْحِ فيهِ قَتِيرُ
شَغَلْتُ بِها قَلْبِي، وَمَتَّعْتُ نَاظِرِي
ونَعَّمتُ سَمعى والبَنانُ طَهورُ
صَنَعتُ بِها صُنعَ الكَريمِ بِأهلهِ
وجِيرتهِ ، والغادِرونَ كثيرُ
فَمَا رَاعَنَا إِلاَّ حَفِيفُ حَمَائِمٍ
لَها بينَ أطرافِ الغُصونِ هَديرُ
تُجَاوِبُ أَتْرَاباً لَهَا فِي خَمَائِلٍ
لَهُنَّ بِها بَعدَ الحَنينِ صَفيرُ
نَوَاعِمُ لا يَعْرِفْنَ بُؤْسَ مَعِيشَة ٍ
ولا دائراتِ الدَهرِ كَيفَ تَدورُ
تَوَسَّدُ هَامَاتٌ لَهُنَّ وَسَائِداً
مِنَ الرِّيشِ فِيهِ طَائِلٌ وَشَكِيرُ
كَأنَّ على أعطافِها مِن حَبيكِها
تَمائمَ لَم تُعقَد لَهُنَّ سُيورُ
خَوَارِجُ مِنْ أَيْكٍ، دَواخِلُ غَيْرِهِ
زَهاهنَّ ظِلٌّ سَابِغٌ وغَديرُ
إذا غازَلَتها الشَمسُ رفَّت ، كأنَّما
على صَفحتيها سُندسٌ وَحريرُ
فلمَّا رَأيتُ الصُبحَ قَد رفَّ جِيدهُ
وَلَمْ يَبْقَ مِنْ نَسْجِ الظَلامِ سُتُورُ
خَرَجْتُ أَجُرُّ الذَّيْلَ تِيهاً، وَإِنَّمَا
يَتِيهُ الْفَتَى إِنْ عَفَّ وَهْوَ قَدِيرُ
وَلِي شِيمَة ٌ تَأْبَى الدَّنَايَا، وَعَزْمَة ٌ
تَرُدُّ لُهامَ الجيشِ وَهوَ يَمورُ
إِذَا سِرْتُ فَالأَرْضُ الَّتِي نَحْنُ فَوْقَهَا
مَرادٌ لِمُهرِى ، والمَعاقِلُ دُورُ
فَلا عَجبٌ إن لَم يَصُرنى مَنزِلٌ
فَليسَ لِعِقبانِ الهَواءِ وُكورُ
هَمامَة ُ نَفسٍ ليسَ يَنقى رِكابَها
رَواحٌ عَلى طُولِ المَدى وبُكورُ
مُعَوَّدة ٌ ألاَّ تَكفَّ عِنانَها
عَنِ الجِدِّ إلاَّ أن تَتِمَّ أُمورُ
لَها منْ وَراءِ الغَيبِ أُذنٌ سَميعَة ٌ
وعَينٌ تَرى ما لا يراهُ بَصيرُ
وَفيتُ بِما ظَنَّ الكِرامُ فِراسة ً
بِأَمْرِي، وَمِثْلِي بِالْوَفَاءِ جَدِيرُ
وَأَصْبَحْتُ مَحْسُودَ الْجَلالِ، كَأَنَّنِي
عَلى كُلِّ نَفسٍ فى الزَمانِ أَميرُ
إذا صُلتُ كَفَّ الدَهرُ مِن غُلَوَائهِ
وإِن قُلتُ غَصَّت بِالقلوبِ صُدورُ
مَلَكْتُ مَقَالِيدَ الْكَلاَمِ، وَحِكْمَة ً
لَهَا كَوْكَبٌ فَخْمُ الضِّيَاءِ مُنِيرُ
فَلَوْ كُنْتُ فِي عَصْرِ الْكَلامِ الَّذِي انْقَضَى
لَبَاءَ بِفَضْلِي «جَرْوَلٌ» و«جَرِيرُ»
وَلَو كُنتُ أَدرَكتُ " النُواسِى َّ " لم يَقُل
أَجَارَة َ بَيْتَيْنَا أَبُوكِ غَيُورُ
وَمَا ضَرَّنِي أَنِّي تَأَخَّرْتُ عَنْهُمُ
وفَضلِى َ بينَ العالمينَ شَهيرُ
فَيَا رُبَّما أَخْلَى مِنَ السَّبقِ أَوَّلٌ
وبَذ الجيادَ السَابِقاتِ أَخيرُ
نــجــم
05-04-2011, 08:43 PM
تَأَوَّبَ طَيْفٌ مِنْ «سَمِيرَة َ» زَائرُ
تَأَوَّبَ طَيْفٌ مِنْ «سَمِيرَة َ» زَائرُ
وَمَا الطَّيْفُ إلاَّ مَا تُرِيهِ الْخَوَاطِرُ
طَوَى سُدْفَة َ الظَّلْمَاءِ، وَاللَّيْلُ ضَارِبٌ
بِأرواقهِ ، والنَجمُ بِالأفقِ حائرُ
فيا لكَ مِن طيفٍ ألمَّ ودونَهُ
مُحِيطٌ منَ الْبَحْرِ الْجَنُوبِيِّ زَاخِرُ
تَخطَّى إلى َّ الأرضَ وَجداً ، وما لهُ
سِوَى نَزواتِ الشَوقِ حادٍ وزاجرُ
ألمَّ ، ولم يلبَث ، وسارَ ، وليتَهُ
أَقَامَ وَلَوْ طَالَتْ عَلَيَّ الدَّيَاجِرُ
تَحمَّلَ أهوالَ الظلامِ مُخاطِراً
وعَهدى بِمَن جادَت بهِ لا تُخاطِرُ
خُمَاسِيَّة ٌ، لَمْ تَدْرِ مَا اللَّيْلُ والسُّرَى
ولم تَنحَسِر عَن صَفحتيها السَتائرُ
عَقِيلَة ُ أتْرَابٍ تَوَالَيْنَ حَولَهَا
كما دارَ بالبدرِ النُجومُ الزَواهِرُ
غَوَافِلُ لا يَعْرِفْنَ بُؤْسَ مَعِيشَة ٍ
وَلا هُنَّ بالْخَطْبِ الْمُلِمِّ شَوَاعِرُ
تَعوَّدنَ خَفضَ العيشِ فى ظِلِّ والدٍ
رَحِيمٍ وَبَيْتٍ شَيَّدَتْهُ الْعَنَاصِرُ
فَهُنَّ كَعُنْقُودِ الثُّرَيَّا، تَأَلَّقَتْ
كَواكِبُهُ في الأُفْقِ، فهْي سَوَافِرُ
تُمثِلُها الذكرى لعينى ،كأنَّنى
إلَيْهَا علَى بُعْدٍ مِنَ الأَرض نَاظِرُ
فَطَوْراً إخَالُ الظَّنَّ حَقّاً، وَتَارَة ً
أهِيمُ، فَتَغْشَى مُقْلَتَيَّ السَّمَادِرُ
فيا بُعدَ ما بينى وبينَ أحبَّتى !
ويا قُربَ ما التفَّت عليهِ الضَّمائر !
ولَوْلاَ أَمَانِي النَّفْسِ وَهْيَ حَياتُهَا
لما طارَ لى فوقَ البسيطة ِ طائرُ
فإن تَكُنِ الأيامُ فرَّقنَ بيننا
فَكُلُّ امْرِىء ٍ يوْماً إلَى اللَّهِ صَائرُ
هِي الدَّارُ؛ ما الأَنْفَاسُ إلاَّ نَهَائِبٌ
لديها ، وما الأجسامً إلاَّ عقائرُ
إذا أحسَنتَ يوماً أساءت ضُحى غدٍ
فَإِحْسَانُهَا سيْفٌ عَلَى النَّاسِ جَائِرُ
تربُّ الفتى ، حتَّى إذا تمَّ أمرهُ
دَهَتْهُ، كَما رَبَّ الْبَهِيمَة َ جَازِرُ
لها تِرة ٌ فى كلِّ حى ّ ، وما لها
عَلَى طُول مَا تَجْني علَى الْخَلْق وَاتِرُ
كَثِيرة ُ أَلْوانِ الْوِدادِ، ملِيَّة ٌ
بأَنْ يَتَوَقَّاها الْقَرينُ الْمُعَاشِرُ
فَمن نَظرَ الدُنيا بِحكمَة ِ ناقدٍ
دَرَى أنَّها بينَ الأنامِ تُقامِرُ
صَبَرتُ على كُرهٍ لِما قَد أصابَنى
ومَن لم يَجد مندوحة ً فهوَ صابِرُ
وما الحِلمُ عِندَ الخطبِ والمرءُ عاجِزٌ
بِمُسْتَحْسَنٍ كَالْحِلْمِ والْمَرْءُ قَادرُ
ولكِن إذا قلَّ النصيرُ ، وأعوزَت
دواعِى المُنى فالصَبرُ فيهِ المَعاذِرُ
فَلا يَشمتِ الأعداءُ بى ، فلرُبَّما
وصلْتُ لِما أَرْجُوهُ مِمَّا أُحَاذِرُ
فَقَدْ يَسْتَقِيمُ الأَمْرُ بَعْدَ اعْوِجاجِهِ
وتنهَضُ بالمرءِ الجدودُ العواثِرُ
ولى أملٌ فى اللهِ تحيا بهِ المُنى
ويُشرِقُ وَجهُ الظَنِّ والخَطبُ كاشِرُ
وَطِيدٌ، يَزِلُّ الْكَيْدُ عَنْهُ، وتَنْقَضِي
مُجَاهَدَة ُ الأَيَّامِ وَهْوَ مُثَابِرُ
إذا المرءُ لم يَركَن إلى اللهِ فى الَّذى
يُحَاذِرُهُ مِنْ دَهْرِهِ فَهْوَ خَاسِرُ
وإنْ هُوَ لَمْ يصْبِرْ على ما أصَابَهُ
فَلَيْسَ لَهُ فِي مَعْرِضِ الْحَقِّ نَاصِرُ
ومَن لم يّذق حُلوَ الزمانِ وَمرهُ
فما هوَ إلاَّ طائشُ اللُّبِّ نافِرُ
وَلَوْلاَ تَكَالِيفُ السِّيادة ِ لَمْ يَخِبْ
جَبانٌ ، ولَم يَحو الفَضيلة َ ثائرُ
تقلُّ دواعِى النَفسِ وهِى َ ضعيفَة ٌ
وتَقوى همومُ القلبِ وهوَ مُغامِرُ
وكَيفَ يبينُ الفَضلُ والنَّقصُ فى الوَرى
إذا لَم تَكُن سَومَ الرِجالِ المَآثِرُ ؟
وَما حملَ السَّيْفَ الْكَمِيُّ لِزِينَة ٍ
ولكن لأمرٍ أوجبتهُ المفاخرُ
إذا لَم يكُنْ إلاَّ المعيشة َ مَطلبٌ
فكلُّ زهيدٍ يَمسكُ النَّفسَ جابِرُ
فَلَوْلاَ الْعُلاَ ما أَرْسَلَ السَّهْم نَازِعٌ
ولا شهرَ السيفَ اليمانى َّ شاهرُ
منَ العارِ أن يرضى الدنيَّة َ ماجدٌ
ويَقبلَ مَكذوبَ المُنى وهوَ صاغرُ
إذا كُنتَ تخشى كلَّ شئٍ منَ الردى
فَكُلُّ الَّذِي فِي الْكَوْنِ لِلنَّفْسِ ضائِرُ
فمِن صِحَّة ِ الإِنْسَانِ ما فِيهِ سُقْمُهُ
ومن أمنهِ ما فاجأتهُ المَخاطِر
على َّ طِلابُ العزِّ من مُستقرِّهِ
ولا ذَنبَ لى إن عارَضتنى المقادِرُ
فَمَا كُلُّ مَحْلُولِ الْعَرِيكَة ِ خَائِبٌ
ولاَ كُلُّ مَحْبُوكِ التَّرِيكَة ِ ظَافِرُ
فماذا عَسى الأعداءُ أن يتقوَّلوا
على َّ ، وعِرضى ناصِحُ الجيبِ وافِرُ ؟
فَلي فِي مَرَادِ الْفَضْلِ خَيْرُ مَغَبَّة ٍ
إذَا شَانَ حَيّاً بالْخِيَانَة ِ ذَاكِرُ
مَلَكْتُ عُقَابَ الْمُلْكِ وَهْيَ كَسِيرَة ٌ
وغادرتُها فى وَكرِها وهى َ طائرُ
ولو رُمتُ ما رامَ امرؤٌ بِخيانة ٍ
لَصبَّحنِي قِسْطٌ مِنَ الْمال غَامِرُ
ولكِنْ أَبَتْ نَفْسِي الْكَرِيمَة ُ سَوْأَة ً
تُعابُ بِهَا، والدَّهْرُ فِيهِ الْمعَايرُ
فلا تحسبنَّ المالَ ينفعُ ربَّهُ
إِذَا هُوَ لَمْ تَحْمَدْ قِرَاهُ الْعَشَائِرُ
فَقَدْ يَسْتَجِمُّ الْمَالُ وَالْمَجْدُ غَائِبٌ
وَقَدْ لاَ يَكُونُ الْمَالُ والْمَجْدُ حاضِرُ
ولَو أنَّ أسبابَ السِيادة ِ بالغنى
لكاثرَ ربَّ الفضلِ بالمالِ تاجرُ
فلا غَروَ أن حُزتُ المكارِمَ عارِياً
فَقَدْ يَشْهَدُ السَّيْفُ الْوَغَى وَهْوَ حاسِرُ
أنا المرءُ لا يثنيهِ عن دركِ العُلا
نَعِيمٌ، ولاَ تَعْدُو عَلَيْهِ الْمفَاقِرُ
قَئُولٌ وَأَحْلاَمُ الرِّجالِ عَوَازِبٌ
صَئُولٌ وأَفْوَاهُ الْمَنَايَ فَوَاغِرُ
فَلاَ أَنا إِنْ أَدْنَانِيَ الْوَجْدُ بَاسِمٌ
وَلاَ أَنَا إِنْ أَقْصَانِيَ الْعُدْمُ بَاسِرُ
فَمَا الْفَقْر إِنْ لَمْ يَدْنَسِ الْعِرْضُ فَاضِحٌ
وَلاَ الْمَالُ إِنْ لَمْ يَشْرُفِ الْمَرْءُ ساتِرُ
إذا ما ذُبابُ السَّيفِ لم يكُ ماضِياً
فحيلتهُ وصمٌ لَدى الحربِ ظاهِرُ
فإن كنتُ قد أصبحتُ فلَّ رَزيَّة ٍ
تقاسمها فى الأهلِ بادٍ وحاضِرُ
فكَم بطلٍ فَلَّ الزَّمانُ شباتَهُ
وكَمْ سَيِّدٍ دارتْ علَيْهِ الدَّوائِرُ
وأى ُّ حسامٍ لم تُصبهُ كلالَة ٌ ؟
وأى ُّ جوادٍ لم تَخنهُ الحوافِرُ ؟
فَسَوْفَ يَبِينُ الْحقُّ يَوْماً لِنَاظِرٍ
وتنزو بِعوراءِ الحُقودِ السَّرائرُ
وَمَا هِيَ إِلاَّ غَمْرَة ٌ، ثُمَّ تَنْجلِي
غيابتُها ، واللهُ من شاءَ ناصِرُ
فَقَدْ حَاطَني في ظُلْمة ِ الْحَبْسِ، بعْدَمَا
تَرَامَتْ بأَفْلاَذِ الْقُلُوبِ الْحَنَاجِرُ
فَمَهْلاً بَنِي الدُّنْيَا عَلَيْنَا، فَإِنَّنَا
إِلَى غَايَة ٍ تَنْفَتُّ فيهَا الْمَرائرُ
تطولُ بِها الأنفاسُ بُهراً ، وتلتوِى
على فَلكة ِ السَّاقينِ فيها المآزِرُ
هُنالِكَ يَعْلُو الْحَقُّ، وَالْحَقُّ واضِحٌ
ويَسفلُ كَعبُ الزُّورِ ، والزُّورُ عاثِرُ
وَعَمَّا قَلِيلٍ يَنْتَهِي الأَمْرُ كُلُّهُ
فَما أَوَّلٌ إِلاَّ وَيَتْلُوهُ آخِرُ
نــجــم
05-04-2011, 08:43 PM
تَاللَّهِ لَسْتَ بِهَالِكٍ جُوعاً، وَلاَ
تَاللَّهِ لَسْتَ بِهَالِكٍ جُوعاً، وَلاَ
لاقٍ وَإِنْ طَوَّفْتَ إِلاَّ رِزْقَكَا
إن كنتَ تؤمِنُ بالَّذى خَلَقَ الورَى
وَأَقَاتَهُ، فَعَلاَمَ تَقْتُلُ نَفْسَكَا؟
نــجــم
05-04-2011, 08:43 PM
تسابقْ في المكارمِ تعلُ قدراً
تسابقْ في المكارمِ تعلُ قدراً
فَسَبْقُ النَّاسِ لِلْخَيْرَاتِ نَضْلُ
إذا ذهبَ الكرامُ ، فلا رجاءٌ
وً إنْ ذهبَ الرجاءُ ، فليسَ فضلُ
نــجــم
05-04-2011, 08:44 PM
تَحَبَّبْ إِلَى الإِخْوَانِ بِالْحِلْمِ تَغْتَنِمْ
تَحَبَّبْ إِلَى الإِخْوَانِ بِالْحِلْمِ تَغْتَنِمْ
مَوَدَّتَهُمْ، فَالْحِلْمُ لِلشَّرِّ يَرْحَضُ
نــجــم
05-04-2011, 08:44 PM
تَرَنَّمْ بِأَشْعَارِي، وَدَعْ كُلَّ مَنْطِقِ
تَرَنَّمْ بِأَشْعَارِي، وَدَعْ كُلَّ مَنْطِقِ
فَمَا بَعْدَ قَوْلِي مِنْ بَلاَغٍ لِمُفْلِقِ
هُوَ الْعَسَلُ الْمَاذِيُّ طَوْراً، وَتَارَة ً
يَثورُ الشَجا مِنهُ مَكانَ المُخَنَّقِ
يُغنِّى بهِ شادٍ ، ويَحدو رِكابهُ
بهِ كلُّ حادٍ بينَ بيداءَ سَملَقِ
فَطَوْراً تَرَاهُ زَهْرَة ً بَيْنَ مجْلِسٍ
وَطَوْراً تَرَاهُ لَهْذَماً بَيْنَ فَيْلَقِ
وَمَا كَلَفِي بِالشِّعْرِ إِلاَّ لأَنَّهُ
مَنارٌ لِسارٍ ، أو نَكالٌ لأِحمَقِ
عَلِقتُ بهِ طِفلاً ، وشِبتُ ولَم يَزَلْ
شَدِيداً بِأَهْدَابِ الْكَلاَمِ تَعَلُّقِي
إِذَا قُلْتُ بَيْتاً سَارَ فِي الدَّهْرِ ذِكْرُهُ
مَسِيرَ الْحَيَا مَا بَيْنَ غَرْبٍ وَمَشْرِقِ
يَهِيمُ بِهِ رَبُّ الْحُسَامِ حَمَاسَة ً
وَتَلْهُو بِهِ ذَاتُ الْوِشَاحِ الْمُنَمَّقِ
بَلَغْتُ بِشِعْرِي مَا أَرَدْتُ، فَلَمْ أَدَعْ
بَدَائعَ فِي أَكْمَامِهَا لَمْ تُفَتَّقِ
فَهَذَا نَمِيرُ الشِّعْرِ، فَاقْصِدْ حِيَاضَهُ
لِتروَى ، وهَذا مُرتَقَى الفضلِ فارتَقِ
نــجــم
05-04-2011, 08:44 PM
تَصَابَيْتُ بَعْدَ الْحِلْمِ، وَاعْتَادَنِي شَجْوِي
تَصَابَيْتُ بَعْدَ الْحِلْمِ، وَاعْتَادَنِي شَجْوِي
وَأَصْبَحْتُ قَدْ بَدَّلْتُ نُسْكِيَ بِاللَّهْوِ
فقمْ عاطنيها قبلَ أنْ يحكمَ النهى
عَلَيَّ، وَيَسْتَهْوِي الزَّمَانُ عَلَى زَهْوِي
فَمَا الدَّهْرُ إِلاَّ نَابِلٌ، ذُو مكِيدَة ٍ
إذا نزعتْ كفاهُ في القوسِ لمْ يشوِ
فخذْ ما صفا منْ ودهِ قبلَ فوتهِ
فَلَيْسَ بِبَاقٍ فِي الْوِدَادِ عَلَى الصَّفْوِ
أَلاَّ إِنَّمَا الأَيَّامُ دُولاَبُ خُدْعَة ٍ
تَدُورُ، عَلَى أَنْ لَيْسَ مِنْ ظَمإٍ تُرْوِي
فَبَيْنَا تُرَى تَعْلُو عَلَى النَّجْمِ رِفْعَة ً
بِمَنْ كَانَ يَهْوَاهَا إِذِ انْقَلَبَتْ تَهْوِي
فراقبْ بجدًّ سهوة َ الدهرِ ، وَ التمسْ
مُنَاكَ، فَمَا يُعْطِيكَ إِلاَّ عَلَى السَّهْو
وَ لاَ يزعنكَ الصبرُ عنْ نيلِ لذة ٍ
فَعَمَّا قَلِيلٍ يَسْلُبُ الشَّيْبُ مَا تَحْوِي
أَلاَ رُبَّ لَيْلٍ قَصَّرَ اللَّهْوُ طُولَهُ
بهيفاءَ مثلِ الغصنِ ، بينة ِ السروِ
فَتَاة ٌ تُرِيكَ الْبَدْرَ تَحْتَ قِنَاعِهَا
إِذَا سَفَرَتْ وَالْغُصْنَ فِي مَلْعَبِ الْحَقْوِ
إِذَا انْفَتَلَتْ بالْكَأْسِ خِلْتَ بَنَانَهَا
يُصَرِّفُ نَجْماً زَلَّ عَنْ دَارَة الْجَوِّ
وَإِنْ خَطَرَتْ بَيْنَ النَّدَامَى تَأَوَّدَتْ
كَأنْ لَيْسَ عُضْوٌ فِي الْقَوَامِ عَلَى عُضْوِ
وَ إني منَ القومِ الذينَ إذا انتووا
مهولاً منَ الأخطارِ باءوا على بأوِ
أُنَاسٌ إِذَا مَا أَجْمَعُوا الأَمْرَ أَصْبَحُوا
وَ ما همْ بنظارينَ للغيمِ وَ الصحوِ
غذا غضبوا ردوا الأمورَ لأصلها
كَمَا بَدَأَتْ وَاسْتَفْتَحُوا الأَرْضَ بِالْغَزْوِ
وَ إنْ حارتِ الأبصارُ في مدلهمة ِ
مِنَ الأَمْرِ جَاءُوا بِالإِنَارَة ِ وَالضَّحْوِ
شددتُ بهمْ أزرى ، وَ حكمتُ شرتي
فَيَا عَجَباً لِلْقَوْمِ يَبْغُونَ خُطَّتِي
وَأَصْبَحْتُ مَرْهُوبَ اللِّسانِ، كَأَنَّنِي
سعرتُ لظى بينَ الحضارة ِ وَ البدوِ
وَمَا شأْوُهُمْ شَأْوِي، وَلاَ عَدْوُهُمْ عَدْوِي
إذا ما رأوني مقبلاً أوحدوا لهمْ
شَكَاة ً، فَلاَ زَالُوا عَلَى ذَلِكَ الشَّكْوِ
يَرُومُونَ مَسْعَاتِي وَدُونَ مَنَالِهَا
مَرَاقٍ تَظَلُّ الطَّيْرُ مِنْ بُعْدِهَا تَهْوِي
وَ لاَ ، وَ أبي ما النصلُ في الفعلِ كالعصا
وَ لاَ القوسُ ملآنَ الحقيبة ِ كالخلوِ
لَقُلْتُ، وَقَالُوا فَاعْتَلَوْتُ، وَخَفَّضُوا
وَلَيْسَ أَخُو صِدْقٍ كَمَنْ جَاءَ بِاللَّغْوِ
وَمَا ذَاكَ إِلاَّ أَنَّنِي بِتُّ سَاهِراً
وَنَامُوا، وَمَا عُقْبَى التَّيقُّظِ كَالْغَفْوِ
فَأَصْبَحْتُ مَشبُوبَ الزَّئِيرِ، وَأَصْبَحَتْ
لواطئَ فيما بينَ داراتها تعوى
نــجــم
05-04-2011, 08:44 PM
تَغَرَّبْ إِذَا أَتْرَبْتَ، وَالْتَمِسِ الْغِنَى
تَغَرَّبْ إِذَا أَتْرَبْتَ، وَالْتَمِسِ الْغِنَى
فَمَا الْعِزُّ إِلاَّ مِنْ وَرَاءِ التَّعَسُّفِ
فَقَدْ يَعْدَمُ الإِنْسَانُ فِي عُقْرِ دَارِهِ
مُناهُ ، ويَلقَى حَظُّهُ فى التطوُّفِ
فَكلُّ مكانٍ يَضمنُ الرِزقَ لِلفتَى
إذا لَم يَكُن فِيهِ عَديمَ التَصَرُّفِ
نــجــم
05-04-2011, 08:44 PM
تَغَنَّى الْحَمَامُ، وَنَمَّ الشَّذَا
تَغَنَّى الْحَمَامُ، وَنَمَّ الشَّذَا
ولاحَ الصَّباحُ ، فيا حبَّذا !
وما زالَ يرضَعُ طفلُ النباتِ
ثُدِيَّ الْغَمَامَة ِ حَتَّى اغْتَذَى
فقُم نغتنمِ صفوَ أيامنا
وندفَعُ بالرَّاحِ عنَّا الأذى
فَمَا بَعْدَ عَصْرِ الصِّبَا لَذَّة ٌ
ولا مثلُ صفوِ الحميَّا غِذا
تَذُودُ عَنِ الْقَلْبِ أَحْزَانَهُ
وَتَنْفِي عَنِ الْعَيْنِ شَوْبَ الْقَذَى
وتجلو الظلامَ بلألائها
كأنَّ بأيدى السقاة ِ الجُذا
إِذَا مَا احْتَسَاهَا كَرِيمٌ هَدَى
وإن عبَّ فيها لئيمٌ هذى
فَدَعْ مَا تَوَلَّى ، وَخُذْ مَا أَتَى
فَلَنْ يَصْلُحَ الْعَيْشُ إِلاَّ كَذَا
نــجــم
05-04-2011, 08:45 PM
تولَّى الصِّبا عَنِّى ، فكيفَ أعيدهُ
تولَّى الصِّبا عَنِّى ، فكيفَ أعيدهُ
وقَدْ سارَ فى وادى الفَناءِ بريدهُ ؟
أُحاولُ منهُ رجعة ً بعدَ ما مضى
وذَلِكَ رَأْيٌ غَابَ عَنِّي سَدِيدُهُ
فَمَا كُلُّ جَفْرٍ غاضَ يَرْتَدُّ نَبْعُهُ
ولا كلُّ ساقٍ جفَّ يخضَرُّ عودهُ
فإن أكُ فارقتُ الشَّبابَ فقبلهُ
بكيتُ رضاعاً بانَ عنِّى حميدهُ
وأى ُّ شبابٍ لا يزولُ نعيمهُ ؟
وسِربالِ عيشٍ ليسَ يبلى جديدهُ ؟
فلا غروَ إن شابت منَ الحزنِ لِمَّتى
فإنِّى فى دهرٍ يشيبُ وليدهُ
يهدِّمُ من أجسادنا ما يشيدهُ
وَيَنْقُصُ مِنْ أَنْفَاسِنَا مَا يَزِيدُهُ
أَرَى كُلَّ شَيْءٍ لا يَدُومُ، فَمَا الَّذِي
ينالُ امرؤٌ من حبِّ ما لا يفيدهُ ؟
وَلَكِنَّ نَفْساً رُبَّمَا اهْتَاجَ شَوْقُهَا
فَحَنَّتْ، وقَلْباً رُبَّمَا اعْتَادَ عِيدُهُ
فَوَا حَسْرَتَا! كَمْ زَفْرَة ٍ إِثْرَ لَوْعَة ٍ
إِذَا عَصَفَتْ بِالقَلْبِ كادَتْ تُبِيدُهُ
أَحِنُّ إِلَى وادِي النَّقَا، ويَسُرُّنِي
عَلَى بُعْدِهِ أَنْ تَسْتَهِلَّ سُعُودُهُ
وأصدقُهُ وِدَّى ، وإن كنتُ عالماً
بأنَّ النقا لم يَدنُ منِّى بعيدهُ
معانُ هوى ً تجرى بدمعى وِهادهُ
وتُشرقُ من نيرانِ قلبى نُجودُهُ
تَضِنُّ بِإِهْداءِ السَّلامِ ظِباؤُهُ
وتُكْرِمُ مَثْوَى الطَّارِقِينَ أُسُودُهُ
تساهمَ فيهِ البأسُ والحسنُ ، فاستوتْ
ضراغمهُ عندِ اللِّقاءِ وغِيدهُ
تلاقَت بهِ أسيافهُ ولِحاظه
ومالت بهِ أَرماحهُ وقُدودهُ
فَكَمْ مِنْ صَرِيعٍ لا تُدَاوَى جِرَاحُهُ
وكم مِن أسيرٍ لاتحلُّ قيودهُ
وفى الحى ِّ ظبى ٌ إن ترنَّمتُ باسمهِ
تَنَمَّرَ وَاشِيهِ، وهَاجَ حَسُودُهُ
تَهيمُ بهِ أستارهُ وخدورهُ
وتَعْشَقُهُ أَقْرَاطُهُ وعُقُودُهُ
تَأَنَّقَ فِيه الحُسْنُ فامْتَدَّ فَرْعُهُ
إِلَى قَدَمَيْهِ واسْتَدارَتْ نُهُودُهُ
فَلِلْمِسْكِ رَيَّاهُ، ولِلْبَانِ قَدُّهُ
ولِلْوَرْدِ خَدَّاهُ، وللظَّبْيِ جِيدُهُ
فَإِيَّاكَ أَنْ تَغْتَرَّ يَا صَاحِ بِالْهَوَى
فإنَّ الرَّدى حِلفُ الهوى وعَقيدهُ
ومَا أَنَا مِمَّنْ يَرْهَبُ الْمَوْتَ إِنْ سَطَا
إذا لم تكُن نُجلَ العيونِ شهودُهُ
أفُلُّ أنابيبَ القنا ، ويفلنى
قَوَامٌ تَنَدَّتْ بالْعَبِيرِ بُرُودُهُ
فإن أنا سالَمتُ الهوى َ فلَطالما
شهِدتُ الوغى َ والطَّعنُ يَذكو وَقودهُ
وتَحْتَ جَنَاحِ الدِّرْعِ مِنِّي ابْنُ فَتْكَة ٍ
مُعَودة ٌ ألاَّ تُحَطَّ لُبودهُ
إذا حرَّكتهُ هِمَّة ٌ نحوَ غاية ٍ
تَسَامَى إِلَيْهَا في رَعِيلٍ يَقُودُهُ
ومُعْتَرَكٍ لِلْخَيْلِ في جَنَبَاتِهِ
صَهِيْلٌ يَهُدُّ الرَّاسِيَاتِ وَئِيدُهُ
بعيدِ سماءِ النَّقعِ ، ينقضُّ نسرهُ
على جُثَثِ القتلى ، وينغلُّ سيده
تَرفُّ على هامِ الكماة ِ سُيوفهُ
وتَخفقُ بينَ الجحفَلينِ بنودهُ
إِذَا اشْتَجَرَتْ فِيهِ الرِّماحُ تَراجَعَتْ
سَوَافِرَ عَنْ نَصْرٍ يُضِيءُ عَمُودُهُ
تَقَحَّمْتُهُ والرُّمْحُ صَدْيَانُ يَنْتَحِي
نِطافَ الكُلى ، والموتُ يمضِى وَعيدهُ
فَمَا كُنْتُ إِلاَّ الْغَيْثَ طَارَتْ بُروقُهُ
وما كُنْتُ إِلاَّ الرَّعْدَ دَوَّى هَدِيدُهُ
أَنَا الرَّجُلُ الْمَشْفُوعُ بِالفِعْلِ قَوْلُهُ
إِذا ما عَقِيدُ الْقَوْمِ رَثَّتْ عُقُودُهُ
تعوَّدتُ صِدقَ القولِ حتَّى لو أنَّنى
تَكَلَّفْتُ قَوْلاً غَيْرَهُ لا أُجِيدُهُ
أُضاحِكُ وَجْهَ الْمَرْءِ يَغْشَاهُ بشْرُهُ
وأَعْلَمُ أَنَّ الْقَلْبَ تَغْلِي حُقُودُهُ
ومَنْ لمْ يدارِ النَّاسَ عاداهُ صحبهُ
وأَنْكرهُ منْ قومهِ مَنْ يسودُهُ
فَمَنْ لِي بِخِلٍّ أَسْتَعِينُ بِقُرْبِهِ
على أملٍ لم يبقَ إلاَّ شريدهُ
أُحاولُ وِدّاً لا يُشان بِغدرة ٍ
ودُونَ الَّذِي أَرْجُوهُ مَا لاَ أُرِيدُهُ
سَمِعْتُ قَدِيماً بِالْوَفَاءِ فَلَيْتَنِي
عَلِمْتُ عَلَى الأَيَّامِ أَيْنَ وُجُودُهُ
فإن أنا لمْ أملِكْ صَديقاً فإنَّنى
لِنفسى صديقٌ لا تخيسُ عهودهُ
وَحَسْبُ الْفَتَى مِنْ رَأْيِهِ خَيْرُ صَاحِبٍ
يُوازِرُهُ في كُلِّ خَطْبٍ يَئُودُهُ
إذا لمْ يكُن للمرءِ مِنْ بدَهاتهِ
نَصيرٌ، فأخلَق أَنْ تَخيبَ جدودهُ
وإنِّى وإن أصبَحتُ فرداً فإنَّنى
بنَفسى ِ عشيرٌ ليسَ ينجو طريدهُ
وَلِي مِن بَدِيعِ الشِّعْرِ ما لَوْ تَلَوْتُهُ
على جبلٍ لانهالَ فى الدَوِّ رِيدهُ
إِذَا اشْتَدَّ أَوْرَى زَنْدَة َ الْحَرْبِ لَفْظُهُ
وَإِنْ رَقَّ أَزْرَى بِالْعُقُودِ فَرِيدُهُ
يقطِّعُ أنفاسَ الرِّياحِ إذا سرى
ويسبقُ شأوَ النَّيِّرينِ قَصيدهُ
إِذَا ما تَلاهُ مُنْشِدٌ في مَقَامَة ٍ
كَفَى الْقَوْمَ تَرْجِيعَ الْغِناءِ نَشِيدُهُ
سيبقى بهِ ذكرى علَى الدَّهرِ خالداً
وذِكْرُ الفَتَى بَعْدَ الْمَمَاتِ خُلُودُهُ
نــجــم
05-04-2011, 08:45 PM
جاوزتَ فى اللَّومِ حدَّ القصدِ ؛ فاتَّئدِ
جاوزتَ فى اللَّومِ حدَّ القصدِ ؛ فاتَّئدِ
فلستَ أشفقَ من نفسى على كبدِى
دَعْنِي مِنَ اللَّوْمِ إِنْ كُنْتَ امْرَأً فَطِناً
فَاللَّوْمُ في الْحُبِّ مَعْدُودٌ مِنَ الْحَسَدِ
إِنِّي لأَرْضَى بِمَا في الْحُبِّ مِنْ أَلَمٍ
ولستُ أرضى بما فى القول من فنَد
لَوْ كَانَ لِلْمَرْءِ عَقْلٌ يَسْتَدِلُّ بِهِ
على الحقيقة ِ لم يعتُب على أحدِ
إِنْ كُنْتَ ذَا إِمْرَة ٍ، فَانْهَ الصَّبَابَة َ عَنْ
قَلْبِي، لِتَغْنَمَ شُكْرِي آخِرَ الأَبَدِ
أَولا فدعنى ، ولا تَعنُف على َّ؛ فما
أَمْرِي إِلَيَّ، وَلاَ حُكْمُ الْهَوَى بِيَدِي
إنَّ الفتاة َ الَّتى هامَ الفؤادُ بها
أَخْفَتْ عَلَيَّ سَبِيلَ الْحَزْمِ والسَّدَدِ
أغضبتُ فى حبِّها أهلى ، فما برحوا
إلباً على َّ ، وكانوا لى منَ العددِ
قالوا تعلَّق بِأخرى كى تَذودَ بِها
بَرْح الأَسَى عَنْ فُؤَادٍ دائِمِ الْكَمَدِ
فَقُلْتُ: هَيْهَاتَ أَنْ أَبْغِي بِهَا بَدَلاً
لَمْ يَخْلُقِ اللَّهُ مِنْ قَلْبَيْنِ في جَسَدِ
نــجــم
05-04-2011, 08:45 PM
جُدْ بِالنَّوَالِ؛ فَرِزْقُ اللَّهِ مُتَّصِلٌ
جُدْ بِالنَّوَالِ؛ فَرِزْقُ اللَّهِ مُتَّصِلٌ
وَ لاَ تكنْ عنْ صنيع الخيرِ باللاهي
فالبخلُ وَ الجبنُ في الإنسانِ منقصة ٌ
لمْ يجنها غيرُ سوءِ الظنَّ باللهِ
نــجــم
05-04-2011, 08:46 PM
حيَّ مغنى الهوى بوادي الشآمِ
حيَّ مغنى الهوى بوادي الشآمِ
وَادْعُ بِاسْمِي تُجِبْكَ وُرْقُ الْحَمَامِ
هنَّ يعرفنني بطولِ حنيني
بينَ تلكَ السهولِ وَ الآكامِ
فَلَقَدْ طالَمَا هَتَفْنَ بِشدْوِي
وَتَنَاقَلْنَ مَا حَلاَ مِنْ هُيَامِي
وَ لكمْ سرتُ كالنسيمِ عليلاً
أتقرى ملاعبَ الآرامِ
فِي شِعَارٍ مِنَ الضَّنَى ، نَسَجَتْهُ
بخيوطِ الدموعِ أيدي الغرامِ
كُلَّمَا شِمْتُ بارِقاً خِلْتُ ثَغْراً
باسماً منْ خلال تلكَ الخيامِ
وَالْهَوى يَجْعَلُ الْخِلاَجَ يَقِيناً
وَيَغُرُّ الْحَلِيمَ بِالأَوْهَامِ
خَطَرَاتٌ لهَا بِمِرْآة ِ قَلْبِي
صورٌ لا تزولُ كالأحلامِ
مَا تَجَلَّتْ عَلَى الْمَخِيلَة ِ إِلاَّ
أذكرتني ما كانَ منْ أيامي
ذَاكَ عَصْرٌ خَلاَ، وَأَبْقَى حَدِيثاً
نَتَعَاطَاهُ بيْنَنَا كَالْمُدَامِ
كُلَّمَا زَحزَحَتْ بَنَانَة ُ فِكْرِي
عنهُ سترَ الخيالِ لاخ أمامي
يَا نَسِيمَ الصَّبَا ـ فَدَيْتُكَ ـ بَلِّغْ
أهلَ ذاكَ الحمى عبيرَ سلامي
وَ اقضِ عني حقَّ الزيارة ِ ، وَ اذكرْ
فرطَ وجدي بهمْ ، وَ طولَ سقامي
أنا راضٍ منهمْ بذكرة ِ ودًّ
أوْ كتابٍ إنْ لمْ أفزْ بلمامِ
همْ أباحوا الهوى حريمَ فؤادي
وَ أذلوا للعاذلينَ خطامي
أَتَمَنَّاهُمُ، وَدُونَ التَّلاَقِي
قذفاتٌ منْ لجًّ أخضرَ طامي
صَائِلُ الْمَوْجِ كَالْفُحُولِ تَرَاغَى
منْ هياجٍ ، وَ ترتمي باللغامِ
وَ ترى السفنَ كالجبالِ ، تهادى
خَافِقَاتِ الْبُنُودِ وَالأَعْلاَمِ
تَعْتَلِي تَارَة ً، وَتَهْبِطُ أُخْرَى
في فضاءٍ بينَ السها وَ الرغامِ
هِيَ كَالدُّهْمِ جَامِحَاتٌ، وَلكِنْ
لَيْسَ يُثْنَى جِمَاحُهَا بِلِجَامِ
كُلُّ أُرْجُوحَة ٍ تَرَى الْقَوْمَ فِيهَا
خشعاً بينَ ركعٍ وقيامِ
لا يُفِيقُونَ مِنْ دُوَارٍ: فَهَاوٍ
لِيَدَيْهِ، وَرَاعِفُ الأَنْفِ دَامِي
يستغيثونَ ، فالقلوبُ هوافِ
حَذَرَ الْمَوْتِ، وَالْعُيُونُ سَوَامِي
فِي وِعَاءٍ يَحْدُونَهُ بِدُعَاءٍ
لِجَلاَلِ الْمُهَيْمِنِ الْعَلاَّمِ
ذاكَ بحرٌ يليهِ برٌّ ترامى
فيهِ خوصُ المطيَّ مثلَ النعامِ
فسوادي بمصرَ ثاوٍ ، وقلبي
فِي إِسَارِ الْهَوَى بِأَرْضِ الشَّآمِ
أخدعُ النفسَ بالمنى ، وَ هي تأبى
وَخِدَاعُ الْمُنَى غِذَاءُ الأَنَامِ
فَمَتَى يَسْمَحُ الزَّمَانُ، فَأَلْقَى
بـِ " شكيبٍ " ما فاتني منْ مرامِ
هُوَ خِلٌّ، لَبِسْتُ مِنْهُ خِلاَلاً
عبقاتٍ ، كالنورِ في الأكمامِ
صَادِقُ الْوُدِّ، لاَ يَخِيسُ بِعَهْدٍ
و قليلٌ في الناسِ رعى ُ الذمامِ
جمعتنا الآدابُ قبلَ التلاقي
بِنَسِيمِ الأَرْوَاحِ، لا الأَجْسَامِ
وَبَلَغْنَا بِالْوُدِّ مَا لَمْ يَنلْهُ
بِحَيَاة ِ الْقُرْبَى ذَوُو الأَرْحَامِ
فَلَئِنْ لَمْ نَكُنْ بِأَرْضٍ، فَإِنَّا
لاِتِّصَالِ الْهَوَى بِدَارِ مُقَامِ
وَ ائتلافُ النفوسِ أصدقُ عهداً
مِنْ لِقَاءٍ لَمْ يَقْتَرِنْ بِدَوَامِ
ألمعيٌّ لهُ بديهة ُ رأيٍ
تدركُ الغيبَ منْ وراءِ لثامِ
وَ قريضٌ كما وشتْ نسماتٌ
بِضَمِيرِ الأَزْهَارِ إِثْرَ الْغَمَامِ
هَزَّني شِعْرُهُ؛ فَأَيْقَظَ مِنِّي
فِكرَة ً كَانَ حَظُّهَا فِي الْمَنَامِ
سُمْتُها الْقَوْلَ بعْدَ لأَيٍ، فَبَضَّتْ
بيسيرٍ لمْ يروِ عودَ ثمامِ
فارضَ مني بما تيسرَ منها
ربَّ ثمدِ فيهِ غنى عنْ جمامِ
وَلَوَ انِّي أَرَدْتُ شَرْحَ وِدَادِي
وَاشتِيَاقِي ـ لَضَاقَ وُسْعُ الكَلاَمِ
أنا هواكَ فطرة ً ، ليسَ فيها
مِنْ مَسَاغٍ لِلنَّقْضِ وَالإِبْرَامِ
وَ إذا الحبُّ لمْ يكنْ ذا دواعٍ
كانَ أرسى قواعداً منْ شمامِ
فَتَقَبَّلْ شُكْرِي عَلَى حُسْنِ وُدٍّ
رُحْتُ مِنْهُ مُقَلَّداً بِوِسَامِ
أتباهى بهِ إذا كانَ غيري
يتباهى َ بزينة ِ الإنعامِ
دُمْتَ فِي نِعْمَة ٍ تَرِفُّ حُلاَهَا
فوقَ فرعٍ منْ طيبِ أصلكَ نامى
نــجــم
05-04-2011, 08:46 PM
حَبَّذا الراحُ فى أوانِ البَهارِ
حَبَّذا الراحُ فى أوانِ البَهارِ
وَاقْتِرانُ الْكُئُوسِ بِالنُّوَّارِ
وَرَنِينُ الأَوْتَارِ في فَلَقِ الصُّبْـ
ـحِ ، وسَجعُ الطُيورِ فى الأوكارِ
بَيْنَ جَوٍّ معَ الْغَمَائِمِ سَارٍ
وَفَضَاءٍ مَعَ الْجَدَاوِلِ جَاري
مَنْظَرٌ يَفْتِنُ الْعُقُولَ، وَيَجْلُو
صَفحاتِ القلوبِ والأبصارِ
إِنَّ عَصْرَ الشَّبَابِ فِينَا مُعَارٌ
وَاللَّيَالِي تَرُدُّ كُلَّ مُعَارِ
فَاسْرَحَا وَامْرَحَا، فَقَدْ آذَنَتْنَا
نَسماتُ الصبا بِخلعِ العِذارِ
واغنَما صَفوة َ الرَبيعِ بِداراً
فالأمانى مَعقودة ٌ بالبدارِ
هُوَ فصلٌ تَختالُ فيهِ غُصونُ الـ
ـرَّوْضِ في حِلْيَة ٍ مِنَ الأَزْهَارِ
مَائِساتٍ مِثْلَ الْعَذَارَى عَلَيْهِـ
ـنَّ ثِيابٌ دُرِّيَّة ُ الأزرارِ
غَمزتها يدُ الصَّبا ، فَتلوَّت
راقِصاتٍ على غِناءِ القَمارِى
رَشَفَتْ خَمْرَة َ النَّدَى مِنْ كُئُوسِ الـ
ـزَّهْرِ حَتَّى تَمَايَلَتْ مِنْ خُمَارِ
فانتبِه يا نديمُ ، واستَصبِحِ السَّا
قِى بِكأسٍ تَفيضُ بالأنوارِ
وَاسْقِيَانِي، وَغَنِّيَانِي بِلَحْنٍ
يَبعثُ النَّفسَ مِن إسارِ الوقارِ
فَلَقَدْ آذَنَ الشِّتَاءُ بِسَيْرٍ
واسْتَهَلَّتْ طَلاَئِعُ النُّوبَهارِ
وَاسْتَدَارَ النَّهَارُ حَتَّى تَساوَتْ
كِفَّتاهُ بينَ الدُّجى والنَّهارِ
نــجــم
05-04-2011, 08:46 PM
حَيَاتِي فِي الْهَوَى تَلَفُ
حَيَاتِي فِي الْهَوَى تَلَفُ
وَأَمْرِي فيهِ مُخْتَلِفُ
أَبِيتُ اللَّيْلَ مُكْتَئِباً
وَقَلْبِي فِي الْحَشَا يَجِفُ
فَنَوْمِي كُلُّهُ سَهَرٌ
وعَيشِك كلُّهُ أسَفُ
وَمَا أُخْفِيهِ مِنْ وَجْدِي
وحُزنِى فوقَ ما أصِفُ
فَهَلْ مِنْ صَاحِبٍ يَرْثِي
لِما ألقَى فَينعَطِفُ ؟
أيقتلُنِى الهَوى ظُلماً
وَمَا فِي النَّاسُ لِي خَلَفُ؟
وهَبنِى فارسَ الهَيجا
ءِ أغشاها فتنكَشِفُ
أَلَيْسَ الْعِشْقُ سُلْطَاناً
لَهُ الأَكْوَانُ تَرْتَجِفُ؟
إِذَا كَانَ الْهَوَى خَصْمِي
فَقُلْ لِى : كيفَ أنتصِفُ ؟
نــجــم
05-04-2011, 08:46 PM
خلَّ العتابَ ؛ فلوْ طلبتَ مهذباً
خلَّ العتابَ ؛ فلوْ طلبتَ مهذباً
أعياكَ مطلبهُ بهذا العالمِ
إنْ كانَ لي ذنبٌ إليكَ جرى بهِ
قَدَرٌ؛ فَإِنِّي مِنْ سُلاَلَة ِ آدَم
نــجــم
05-04-2011, 08:46 PM
خلعتُ في حبَّ غزلانِ الحمى رسني
خلعتُ في حبَّ غزلانِ الحمى رسني
وَبِعْتُ بِالسُّهْدِ فِي لَيْلِ الْهَوَى وَسَنِي
وَ أعجبتني - على ذمَّ العذولِ لها -
صَبَابَة ٌ نَقَلَتْ سِرِّي إِلَى الْعَلَنِ
فليبلغِ العذلُ مني ما أرادَ ؛ فقدْ
أسلمتُ للشوقِ روحي وَ الضنى بدني
تِلْكَ الْحَمَائِمُ لَوْ تَدْرِي بِمَا لَقِيَتْ
أهلُ المحبة ِ لمْ تسجعْ على فننِ
يا ربة َ الخدرِ ! قومي ، فانظري عجباً
إِلَى غَرَائِبَ لَمْ تُقْدَرْ، وَلَمْ تَكُنِ
هَذِي يَدِي، جَسَّهَا الآسِي، وَخَامَرَهُ
يَأْسٌ؛ فَغَادَرَهَا صَرْعَى مِنَ الْوَهَنِ
وَقَالَ: لاَ تَكْتُمَنْ أَمْراً عَلَيَّ، فَقَدْ
عَلِمْتُ مَا بِكَ مِنْ بَادٍ وَمُكْتَمِنِ
فَلَمْ أُجِبْ، غَيْرَ أَنَّ الدَّمْعَ نَمَّ عَلَى
وَجدي ، وَ دلتهُ أنفاسي على شجني
عَطْفاً عَلَيَّ؛ فَلَمْ أَطْلُبْ إِلَيْكِ سِوَى
أنْ أمتعَ العينَ منْ تمثالكِ الحسنِ
ما للعذولِ رأى وجدي ؛ فأحفظهُ
حتى أتاكمْ بقولٍ منْ هنٍ وهنِ ؟
لاَ تَقْبَلِي الْعَذْلَ فِي مِثْلِي، فَكُلُّ فَتًى
حرَّ الشمائلِ محسودَ على الفطنِ
وَ الناسُ أعداءُ أهلِ الفضلِ مذْ خلقوا
مِنْ عَهْدِ آدَمَ، سَبَّاقُونَ فِي الإِحَنِ
فَلاَ صَدِيقَ عَلَى وُدٍّ بِمُتَّفِقٍ
وَ لاَ خليلَ على َ سرًّ بمؤتمنِ
فَلَيْتَ لِي وَدَوَاعِي النَّفْسِ كَاذِبَة ٌ
خِلاًّ يَكُونُ سُرُورَ الْعَيْنِ وَالأُذُنِ
أصفيهِ وُدي ، وأمليهِ الهوى ، وأرى
منهُ الصوابَ ، وَ أرجوهُ على الزمنِ
هيهاتَ ؛ أطلبُ أمراً ليسَ يبلغهُ
حَيٌّ وَلَوْ سَارَ مِنْ هِنْدٍ إِلَى يَمَنِ
مَهْلاً أَخَا الجَهْلِ، لاَ يُغْوِيكَ مَا نَظَرَتْ
عَيْنَاكَ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا مِنَ الْفِتَنِ
هَذِي الْبَرِيَّة ُ، فَانْظُرْ، إِنْ وَجَدْتَ بِهَا
غَيْرَ الَّذِي قُلْتُ، فَاهْجُرْنِي، وَلاَ تَرَنِي
أَنَا الَّذِي عَرَفَ الأَيَّامَ، وَانْكَشَفَتْ
لَهُ سَرَائِرُهَا مِنْ كُلِّ مُخْتَزَنِ
طفتُ البلادَ ، وَ جربتُ العبادَ ، فلمْ
أَرْكَنْ لِخِلٍّ، وَلَمْ أَجْنَحْ إِلَى سَكَنِ
خُلِقْتُ حُرًّا؛ فَلاَ قَدْرِي بِمُتَّضِعٍ
عِنْدَ الْمُلُوكِ، وَلاَ عِرْضِي بِمُمْتَهَنِ
لا عيبَ فيَّ سوى أني عتبتُ على
دَهْرِي؛ فَقَدَّمَ مِنْ دُونِي، وَأَخَّرَنِي
وَ هذهِ شيمة ُ الدنيا ، وَ منْ عجبٍ
أَنِّي أَرَى مِحْنَتِي فِيهَا وَتُعْجِبُنِي
لَيْسَ السُّرُورُ الَّذِي يَأْتِي الزَّمَانُ بِهِ
يفي بقدرِ الذي يمضي منَ الحزنِ
فَاسْتَبْقِ نَفْسَكَ إِنْ كُنْتَ امْرَأً فَطِناً
وَاقْنَعْ بِعَيْشِكَ فِي سِربَالِكَ الْخَشِنِ
وَلاَ تَفُهْ بِحَدِيثِ النَّفْسِ، إِنَّ بِهِ
شَرَّ الْحَيَاة ِ، وَسَعْيَ الْحَاسِدِ الأَفِنِ
وَ لاَ تسلْ أحداً عوناً على أملٍ
حَتَّى تَكُونَ أَسِيرَ الشُّكْرِ وَالْمِنَنِ
خَيْرُ الْمَعِيشَة ِ مَا كَانَتْ مُذَلَّلَة ً
هَوْناً، وَثَوْبُكَ مَعْصُومٌ مِنَ الدَّرَنِ
وَعَاشِرِ النَّاسَ بِالْحُسْنَى ، فَإِنْ عَرَضَتْ
إساءة ٌ فتغمدها على الظننِ
فالصفحُ عنْ بعض ما يمنى الكريمُ بهِ
فَضْلٌ يَطِيرُ بِهِ شُكْرٌ بِلاَ ثَمَنِ
نــجــم
05-04-2011, 08:46 PM
خَليلى َّ هَل طالَ الدُّجى ؟ أم تقيَّدَت
خَليلى َّ هَل طالَ الدُّجى ؟ أم تقيَّدَت
كَوَاكِبُهُ، أَمْ ضَلَّ عَنْ نَهْجِهِ الْغَدُ
أَبِيتُ حَزِيناً فِي «سَرَنْدِيبَ» سَاهِراً
طَوال اللَّيالى ، والخليُّونَ هُجَّدِ
أحاولُ مالا أستطيعُ طِلابَهُ
كَذا النَّفسُ تَهوى غيرَ ما تملِكُ اليَدُ
إذا خَطرتْ من نَحوِ حُلوانَ نسمَة ٌ
نَزَتْ بَيْنَ قَلْبِي شُعْلَة ٌ تَتَوَقَّدُ
وهَيهاتَ ، ما بعدَ الشبيبة ِ مَوسمٌ
يَطيبُ ، ولا بعدَ الجزيرة ِ مَعهدُ
شبابٌ وإخوانٌ رزِئتُ وِدادهُم
وكلُّ امرئٍ فى الدهرِ يشقَى ويسعَدُ
وما كنتُ أخشى أَن أعيشَ بِغربة ٍ
يُعَلِّلُنِي فِيهَا خُوَيْدِمُ أَسْوَدُ
نــجــم
05-04-2011, 08:47 PM
خَلِّ الْمِرَاءَ لِفِتْيَة ِ الدَّرْسِ
خَلِّ الْمِرَاءَ لِفِتْيَة ِ الدَّرْسِ
واعكُفْ على صَفراءَ كالورسِ
نورٌ توقَّدَ بينَ آنية ٍ
كَبَيَاضِ صُبْحٍ شَفَّ عَنْ شَمْسِ
هِيَ جَوْهَرٌ كَالنَّفْسِ، مَا بَرِحَتْ
تُهدى السُرورَ لكُلِّ ذى نَفسِ
قَد شاكلتها ، فَهى تألفها
والجنسُ يألفُ صُحبة َ الجنسِ
رَقَّتْ، وَدَقَّتْ فِي قُرَارَتِها
فَسَمتْ عنِ الإدراكِ بالحِسِّ
يَسْقِيكَهَا خَنِثٌ، شَمائِلُهُ
تَدعو إلى الَتقبيلِ والَّلمسِ
فاهنأ بعيشٍ ليسَ يوجَدُ فى
غيرِ الكرَى ، أو عالمِ الحدسِ
نــجــم
05-04-2011, 08:47 PM
خفضْ عليكَ ، وَ لاَ تجزعْ لنائبة
خفضْ عليكَ ، وَ لاَ تجزعْ لنائبة ٍ
فَالدَّهْرُ يَعْتَرُّ بِالإِنْسَانِ أَحْيَانَا
فَكُلُّ نَاءٍ قَرِيبٌ إِنْ صَبَرْتَ لَهُ
وَ كلُّ صعبٍ إذا قاومتهْ هانا
نــجــم
05-04-2011, 08:47 PM
دارِ الصديقَ ، وَ لاَ تأمنْ بوادرهْ
دارِ الصديقَ ، وَ لاَ تأمنْ بوادرهْ
فَرُبَّمَا عَادَ بَعْدَ الصِّدْقِ خَوَّانَا
يُفْضِي بِسِرِّكَ، أَوْ يَسْعَى بِأَمْرِكَ أَوْ
يَقُولُ عَنْكَ حَدِيثَ السُّوءِ بُهْتَانَا
فإنْ تنصلتَ قالوا فيكَ معرفة ً
تَنْفِي الْمِرَاءَ مَعَ الْوُدِّ الَّذِي كَانَا
وَأَكْثَرُ الْخَلْقِ مَطْبُوعٌ عَلَى ظِنَنٍ
تقضي عليهِ بلبسِ الحقَّ أحيانا
و قلَّ في الناس منْ جربتهُ ، فرأى
بَيْنَ الْحَقِيقَة ِ وَالْبُهْتَانِ فُرْقَانَا
نــجــم
05-04-2011, 08:48 PM
دَعانِى إلى غَى ِّ الصِبا بَعدَ ما مَضى
دَعانِى إلى غَى ِّ الصِبا بَعدَ ما مَضى
مَكانٌ كَفِردوسِ الجِنانِ أنيقُ
فَسِيحُ مَجَالِ الْعَيْنِ، أَمَّا غَدِيرُهُ
فَطَامٍ، وَأَمَّا غُصْنُهُ فَرَشِيقُ
كَسَا أَرْضَهُ ثَوْباً مِنَ الظِّلِّ بَاسِقٌ
مِنَ الأيكِ فِينانُ السَراة ِ وريقُ
سَمَتْ صُعُداً أَفْنَانُهُ، فَكَأَنَمَا
لَهَا عِنْدَ إِحْدَى النَّيِّرَاتِ عَشِيقُ
يَمَدُّ شُعاعُ الشمسِ فى حجراتِها
سَلاَسِلَ مِنْ نُورٍ لَهُنَّ بَرِيقُ
وَيَشْدُو بِهَا الْقُمْرِيُّ حَتَّى كَأَنَّهُ
أَخُو صَبْوَة ٍ، أَوْ دَبَّ فِيهِ رَحِيقُ
تَمُرُّ طُيُورُ الْمَاءِ فِيها عَصَائِباً
كَرَكبٍ عِجالٍ ضَمَّهُنَّ طَريقُ
إِذَا أَبْصَرَتْ زُرْقَ الْمَوَارِدِ رَفْرَفَتْ
عَليها : فَطافٍ فَوقَها ، وغَريقُ
غَدَوْنَا لَهُ وَالْفَجْرُ يَنْصَاحُ ضَوْؤُهُ
فَيَنْمُو، وَأَقْطَارُ الظَّلاَمِ تَضِيقُ
وللطَّيرِ فى مَهدِ الأراكَة ِ رَنَّة ٌ
ولِلطَّلِّ فى ثَغرِ الأقاحَة ِ ريقُ
مَلاعِبُ زانَتها الرِفاقُ ، ولَم يَكُن
لِيَحسُنَ لَهوٌ يَزِنهُ رَفيقُ
ومَنزِلُ أنسٍ قَدْ عَقدنا بِجوِّهِ
رَتائمَ لَهوٍ عَقدُهُنَّ وَثيقُ
جَمعنا بهِ الأشتاتَ مِنْ كُلِّ لَذَّة ٍ
وما كلُّ يَومٍ بِالسرورِ حَقيقُ
وَغَنَّى لَنَا شَادٍ أَغَنُّ مُقَرْطَقٌ
رَفِيقٌ بِجَسِّ الْمِلْهَيَاتِ لَبِيقُ
إِذَا مَدَّ مِنْ صَوْتٍ وَرَجَّعَ أَقْبَلَتْ
عَلينا وجوهُ العَيشِ وهوَ رَقيقُ
فيا حُسنَهُ مِن مَنزِلٍ لَم يَطُف بهِ
غَوِى ٌّ ، ولَم يَحلل حِماهُ لَصيقُ
جَعَلْنَاهُ تَارِيخاً لأَيَّامِ صَبْوَة ٍ
إِذَا ذُكِرَتْ مَسَّ الْقُلُوبَ حَرِيقُ
أقمنا بهِ يوماً طَليقاً ، وليلَة ً
دُجاها بِلألاءِ المُدامِ طَليقُ
فَلمَّا اتَّعدنا لِلرواحِ تَروَّعَتْ
قُلُوبُ النَّدَامَى ، وَالْمُحِبُّ شَفِيقُ
فَلِلَّهِ قَلبٌ بِالفِراقِ مُروَّعٌ
حَزينٌ ، وجَفنٌ بالدُموعِ شَريقُ
وقالَ لِى َ الخُلاَّنُ : صِف حُسنَ يومِنا
فَأَنْتَ بِنَجْدِيِّ الْكَلاَمِ خَلِيقُ
فَروَّيتُ شيئاً ، ثُمَّ جِئتُ بِمنطِقٍ
ذَكِى ٍّ يَفوقُ المِسكَ وهوَ فَتيقُ
وكيفَ يَغبُّ الفَولُ عَنِّى وفى فَمِى
لِسانٌ كَغَربِ المَشرَفِى ِّ ذَليقُ ؟
نــجــم
05-04-2011, 08:48 PM
دَعِ الذُّلَّ في الدُّنْيَا لِمَنْ خَافَ حَتْفَهُ
دَعِ الذُّلَّ في الدُّنْيَا لِمَنْ خَافَ حَتْفَهُ
فَلَلْمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ حيَاة ٍ عَلَى أَذَى
ولا تصطحِب إلاَّ امرأً إن دَعوتَهُ
لَدَى جَمَرَاتِ الْحَرْبِ، لَبَّاكَ وَاحْتَذَى
يسرُّكَ عندَ الأمنِ فضلاً وحكمة ً
ويرضيكَ يومَ الروعِ نبلاً مُقذَّذاً
فَيَا حَبَّذَا الْخِلُّ الصَّفِيُّ! وَهَلْ أَرَى
نصيباً منَ الدنيا إذا قلتُ حبَّذا ؟
لعَمرى لقَد ناديتُ ، لو أنَّ سامِعاً
ونَوَّهْتُ بِالأَحْرَارِ، لَوْ أَنَّ مُنْقِذَا
وَطَوَّفْتُ بِالآفَاقِ، حتَّى كَأَنَّنِي
أُحاولُ من هذى البسيطة ِ منفذا
فَمَا وَقَعَتْ عَيْنِي عَلَى غَيْرِ أَحْمَقٍ
غوِّى ، يَظنُّ المَجدَ فى الرى ِّ والغِذا
إذا ما رأيتُ الشَّئَ فى غيرِ أهلهِ
ولَم أستَطع رداً ، طرفتُ على قذى
فحتَّى متى يا دهرً أكتمُ لوعة ً
تُكَلِّفُ قَلْبِي كُلْفَة َ الرِّيحِ بِالشَّذَا؟
ألم يأن للأيامِ أن تبصِرَ الهدى
فَتَخفض مأفوناً ، وترفعَ جِهبِذا ؟
إذا لم يكُن بالدهرِ خَبلٌ لما غدا
يسيرُ بِنا فى ظُلمَة ِ الجَورِ هكذا
نــجــم
05-04-2011, 08:48 PM
دعْ حبيبَ القلبِ يا سقمُ
دعْ حبيبَ القلبِ يا سقمُ
فبنفسي ، لا بهِ الألمُ
كَيْفَ حَلَّ السُّقْمُ فِي بَدَنٍ
خلقتْ منْ حسنهِ النعمُ ؟
يَا لَهَا مِنْ لَوْعَة ٍ شَعَبَتْ
ركنَ قلبي وَ هوَ ملتئمُ !
مَنَعُونِي عَنْ زِيَارَتِهِ
وَحِمَى قَلْبِي لَهُ حَرَمُ
حَكَمُوا أَنِّي بِهِ دَنِفٌ
أنا راضٍ بالذي حكموا
أولوا وجدي بهِ عبثاً
لَيْتَهُمْ قَالُوا بِمَا عَلِمُوا
أَتْهَمُونِي فِي مَوَدَّتِهِ
وَالْهَوَى مِنْ شَأْنِهِ التُّهَمُ
ربَّ ، ! قنعهمْ بفريتهمْ
وَ النتصفْ منهمْ بما زعموا
وَاشْفِ نَفْساً أَنْتَ بَارِئُهَا
فإليكَ البرءُ وَ السقمُ
نــجــم
05-04-2011, 08:48 PM
دعِ المخافة َ ، وَ اعلمْ أنَّ صاحبها
دعِ المخافة َ ، وَ اعلمْ أنَّ صاحبها
وَإِنْ تَحَصَّنَ لاَ يَنْجُو مِنَ الْغِيَلِ
لَوْ كَانَ لِلْمَرْءِ عِلْمٌ يُسْتَدَلُّ بِهِ
عَلَى الْعَوَاقِبِ، لَمْ يَرْكَنْ إِلَى الْحِيَلِ
نــجــم
05-04-2011, 08:48 PM
دعِ الهزلَ ، واحذرْ ترهاتِ المنادمه
دعِ الهزلَ ، واحذرْ ترهاتِ المنادمه
فَكَمْ مِنْ غَوِيٍّ قَدْ أَسَالَ الْمُنَى دَمَهْ
فَمَهْ، لا تَفُهْ، بِالْقَوْلِ قَبْلَ انْتِقَادِهِ
فَرُبَّ كَلاَمٍ فَضَّ مِنْ قَائِلٍ فَمَهْ
نــجــم
05-04-2011, 08:48 PM
دِينِي الْحَنِيفُ، وَرَبِّيَ اللَّهُ
دِينِي الْحَنِيفُ، وَرَبِّيَ اللَّهُ
وَ شهادتي أنْ ليسَ إلاَّ هو
لاَ جَاهَ لِي إِلاَّ بِطَاعتِهِ
وَلَنِعْمَ عُقْبَى الطَّاعَة ِ الْجَاهُ
أَنَا خَاشِعٌ لِجَلاَلِ قُدْرَتِهِ
مُتَقَلِّبُ الْجَنْبَيْنِ أَوَّاهُ
فَأَضَالِعِي لِلْوَجْدِ نَارُ غَضًى
وَ محاجري بالدمعِ أمواهُ
زهتِ القلوبُ بنورِ حكمتهِ
وَتَعَطَّرَتْ بِالذِّكْرِ أَفْوَاهُ
أَنَا أُمَّة ٌ وَحْدِي عَلَى سَرَفٍ
فِي حُبِّهِ، وَالنَّاسُ أَشْبَاهُ
إِنْ تَاهَ غَيْرِي بِالزَّمَانِ، فَلِي
قلبٌ بذكرِ اللهِ تياهُ
نــجــم
05-04-2011, 08:48 PM
ذَنْبِي إِلَيْكَ غَرَامِي
ذَنْبِي إِلَيْكَ غَرَامِي
فعلْ يحلُّ ملامي ؟
يَا ظالِمي فِي هوَاهُ
هَلاَّ رَعيْتَ ذِمَامِي
حَتَّامَ تُعْرِضُ عَنِّي
وَ لاَ تردُّ سلامي
عَطْفاً عَليَّ؛ فَإِنِّي
برى هواك عظامي
فَكَيْفَ تُنْكِرُ وَجْدِي؟
أَمَا رَأَيْتَ سَقَامِي؟
وَيْلاَهُ مِمَّا أُلاَقِي
مِنْ لَوْعَتِي وَهُيَامِي
رقَّ النسيمُ لحالي
وَ سالَ دمعُ الغمامِ
وَسَاعَدَتْنِي، فَنَاحَتْ
عَلَيَّ وُرْقُ الْحَمامِ
فيا سميرَ فؤادي
في يقظتي وَ منامي
مَتَى يَفُوزُ بِوَصْلٍ
أَسِيرُ لَحْظِكَ «سَامِي»
نــجــم
05-04-2011, 08:49 PM
ذهبَ الصبا ، وَ تولتِ الأيامُ
ذهبَ الصبا ، وَ تولتِ الأيامُ
فعلى الصبا ، وَ على َ الزمانِ سلامُ
تَاللَّهِ أَنْسَى مَا حَيِيتُ عُهُودَهُ
ولِكُلِّ عَهْدٍ فِي الْكِرَامِ ذِمَامُ
إذْ نحنُ في عيشٍ ترفُّ ظلالهُ
وَلَنَا بِمُعْتَرَكِ الْهَوَى آثامُ
تَجْرِي عَلَيْنَا الْكَأْسُ بَيْنَ مَجَالِسٍ
فيها السلامُ تعانقُ وَ لزامُ
فِي فِتْيَة ٍ فَاضَ النَّعِيمُ عَلَيْهِمُ
وَ نماهمُ التبجيلُ وَ الإعظامُ
ذَهَبَتْ بِهِمْ شِيَمُ الْمُلُوكِ، فَلَيْسَ فِي
تلعابهمْ هذرٌ ، وَ لاَ إبرامُ
لاَ يَنْطِقُونَ بِغَيْرِ آدَابِ الْهَوَى
سُمُحُ النُّفُوسِ، عَلَى الْبَلاءِ كِرَامُ
منْ كلَّ أبلجَ يستضاءُ بنورهِ
كالبدرِ حلى صفحتيهِ غمامُ
سهلُ الخليقة ِ ، لا يسوءُ جليسهُ
بَيْنَ الْمَقَامَة ِ، وَاضِحٌ، بَسَّامُ
متواضعٌ للقومِ ، تحسبُ أنهُ
مولى في الدارِ وَ هوَ همامُ
تَرْنُو الْعُيُونُ إِلَيْهِ فِي أَفْعَالِهِ
وَتَسِيرُ تَحْتَ لِوَائِهِ الأَقْوَام
فإذا تكلمَّ فالرؤسُ خواضعٌ
وَإِذَا تَنَاهَضَ فَالصُّفُوفُ قيَامُ
نلهو وَ نلعبُ بينَ خضرِ حدائقٍ
لَيْسَتْ بِغَيْرِ خُيُولِنَا تُسْتَامُ
حتى انتبهنا بعدَ ما ذهبَ الصبا
إنَّ اللذاذة َ وَ الصبا أحلامُ
لاَ تَحْسَبَنَّ الْعَيْشَ دَامَ لِمُتْرَفٍ
هَيْهَاتَ، لَيْسَ عَلَى الزَّمَانِ دَوَامُ
تأتي الشهورُ ، وَ تنتهي ساعاتها
لَمْعَ السَّرَابِ، وَتَنْقَضِي الأَعْوَامُ
وَالنَّاسُ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَارِدٌ
أَوْ صَادِرٌ، تَجْرِي بِهِ الأَيَّامُ
لاَ طائرٌ ينجو ، وَ لاَ ذو مخلبٍ
يَبْقَى ، وَعَاقِبَة ُ الْحَيَاة ِ حِمَامُ
فَادْرَأْ هُمُومَ النَّفْسِ عَنْكَ إِذَا اعْتَرَتْ
بالكأسِ ؛ فهيَ على الهمومِ حسامُ
فالعيشُ ليسَ يدومُ في ألوانهِ
إِلاَّ إِذَا دَارَتْ عَلَيْهِ الْجَامُ
مِنْ خَمْرَة ٍ تَذَرُ الْكَبِيرَ إِذَا انْتَشَى
بعدَ اشتعالِ الشيبِ وَ هوَ غلامُ
لعبَ الزمانُ بها ، فغادرَ جسمها
شبحاً تهافتُ دونهُ الأوهامُ
حَمْرَاءُ، دَارَ بِهَا الْحَبَابُ؛ فَصَوَّرَتْ
فلكاً تحفُّ سماءهُ الأجرامُ
لا تَسْتَقِيمُ الْعَيْنُ فِي لَمَعَانِهَا
وَ تزولُّ عندَ لقائها الأقدامُ
تَعْشُو الرِّكَابُ، فَإِنْ تَبَلَّجَ كَأْسُهَا
سَارُوا، وَإِنْ زَالَ الضِّيَاءُ أَقَامُوا
حُبِسَتْ بِأَكْلَفَ، لَمْ يَصِلْ لِفِنَائِهِ
نورٌ ، وَ لمْ يسرحْ عليهِ ظلامُ
حتى إذا اصطفقتْ ، وَ طارَ فدامها
وَثَبَتْ، فَلَمْ تَثْبُتْ لَهَا الأَجْسَامُ
وَقَدَتْ حَمِيَّتُهَا، فَلَوْلاَ مَزْجُهَا
بالماءِ بعدَ الماءِ ، شبَّ ضرامُ
تَسِمُ الْعُيُونَ بِنُورِهَا، لَكِنَّهَا
بردٌ على شرابها وَ سلامُ
فاصقلْ بها صدأَ الهمومِ ، وَ لاَ تكنْ
غراً تطيشُ بلبهِ الالامُ
وَ اعلمْ بأنَّ المرءَ ليسَ بخالدِ
و الدهرُ فيهِ صحة ٌ وَ سقامُ
يهوى الفتى طولَ الحياة ِ ، وإنها
دَاءٌ لَهُ ـ لوْ يَسْتَبِينُ ـ عُقَامُ
فاطمحْ بطرفكَ ، هلْ ترى منْ أمة
خَلَدَتْ؟ وَهَلْ لابْنِ السَّبِيلِ مُقَامُ؟
هذي المدائنُ قد خلتْ منْ أهلها
بَعْدَ النِّظَامِ، وَهَذِهِ الأَهْرَامُ
لا شيءَ يخلدُ ، غيرَ أنَّ خديعة ً
فِي الدَّهْرِ تَنْكُلُ دُونَهَا الأَحْلاَمُ
وَ لقدَ تبينتُ الأمورَ بغيرها
وَ أتى على َّ النقضُ والإبرامُ
فإذا السكونُ تحركٌ ، وَ إذا الخمو
دُ تلهبٌ ، وَ إذا السكوتُ كلامُ
وَ إذا الحياة ُ - وَ لاَ حياة َ - منية ٌ
تَحْيَا بِهَا الأَجْسَادُ وَهْيَ رِمَامُ
هذا يحلُّ ، وَ ذاكَ يرحلُ كارهاً
عنهُ ، فصلحٌ تارة ً ، وَ خصامُ
فالنورُ - لوْ بينتَ أمركَ - ظلمة ٌ
والْبَدْءُ ـ لَوْ فَكَّرْتَ فِيهِ ـ خِتَامُ
نــجــم
05-04-2011, 08:49 PM
ذكرَ الصبا ؛ فبكى ، وَ لاتَ أوانِ
ذكرَ الصبا ؛ فبكى ، وَ لاتَ أوانِ
مِنْ بَعْدِ مَا وَلَّى بِهِ الْمَلَوَانِ
هيهاتَ يرجعُ فائتٌ لعبتْ بهِ
عصرٌ أوائلُ أردفتْ بثواني
هَوِّنْ عَلَيْكَ فَكُلُّ شَيْءٍ ذَاهِبٌ
وَ الدهرُ مصدرُ عزة ٍ وَ هوانِ
وَاحْذَرْ مِنَ الدُّنْيَا إِذَا هِيَ أَقْبَلَتْ
بِالْبِشْرِ، فَهْيَ كَثِيرَة ُ الألْوَانِ
ودعِ التعلقَ بالمحالِ ؛ فمن يعش
فِي غِبْطَة ٍ يُرْمَى بِهِ الرَّجَوَانِ
لا تأملنَّ بكلَّ عامٍ مقبلٍ
خيراً ؛ فكلُّ الدهرِ عامُ جوانِ
وَالدَّهْرُ أَيَّامٌ تُبِيدُ صُرُوفُهَا
وَتُشِيدُ فَهْيَ هَوَادِمٌ وَبَوَانِي
أَنَّى يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ شَرَكِ الرَّدَى
وَ الموتُ مقدورٌ على الحيوانِ
نــجــم
05-04-2011, 08:49 PM
ردوا عليَّ الصبا منْ عصريَ الخالي
ردوا عليَّ الصبا منْ عصريَ الخالي
وَهَلْ يَعُودُ سَوَادُ اللِّمَة ِ الْبَالِي؟
ماضٍ منَ العيش، ما لاحتْ مخايلهُ
في صفحةِ الفكرْ إلاَّ هاجَ بلبالي؟
سلتْ قلوبٌ؛ فقرتْ في مضاجعها
بَعْدَ الْحَنِينِ، وَقَلْبِي لَيْسَ بِالسَّالِي
لمْ يدرِ منْ باتَ مسروراً بلذتهِ
أني بنارِ الأسى منْ هجرهِ صالي
يا غاضبينَ علينا! هلْ إلى عدةٍ
بالوصلِ يومٌ أناغي فيهِ إقبالي
غِبْتُمْ؛ فَأَظْلَمَ يَوْمِي بَعْدَ فُرْقَتِكُمْ
وساءَ صنعُ الليالي بعدَ إجمالِ
قَدْ كُنْتُ أَحْسِبُني مِنْكُمْ عَلى ثِقَةٍ
حتى منيتُ بما لمْ يجرِ في بالي
لَمْ أَجْنِ فِي الْحُبِّ ذَنْباً أَسْتَحِقُّ بِهِ
عتباً، ولكنها تحريفُ أقوالِ
وَ منْ أطاعَ رواة َ السوءِ - نفرهُ
عَنِ الصَّدِيقِ سَمَاعُ الْقِيلِ وَالْقَالِ
أدهى المصائبِ غدرٌ قبلهُ ثقة ٌ
وَأَقْبَحُ الظُّلْمِ صَدٌّ بَعْدَ إِقْبَالِ
لا عيبَ فيَّ سوى حريةٍ ملكتْ
أعتني عنْ قبولِ الذلَّ بالمالِ
تبعتُ خطة َ آبائي؛ فسرتُ بها
عَلى وَتِيرَة ِ آدَابٍ وَآسَالِ
فَمَا يَمُرُّ خَيَالُ الْغَدْرِ فِي خَلَدِي
وَلاَ تَلُوحُ سِمَاتُ الشَّرِّ فِي خَالِي
قلبي سليمٌ، ونفسي حرة ٌ ويدي
مأمونة ٌ، ولساني غيرُ ختالِ
لَكِنَّني فِي زَمَانٍ عِشْتُ مُغْتَرِباً
في أهلهِ حينَ قلتْ فيهِ أمثالي
بَلَوْتُ دَهْرِي؛ فَمَا أَحْمَدْتُ سِيرتَهُ
في سابقٍ من لياليهِ، وَ لاَ تالي
حَلَبْتُ شَطْرَيْهِ: مِنْ يُسْرٍ، وَمَعْسُرَةٍ
وَذُقْتُ طَعْمَيْهِ: مِنْ خِصْبٍ، وَإِمْحَالِ
فَمَا أَسِفْتُ لِبُؤْسٍ بَعْدَ مَقْدُرَةٍ
ولاَ فرحتُ بوفرٍ بعدَ إقلالِ
عَفَافَة ٌ نَزَّهَتْ نَفْسِي؛ فَمَا عَلِقَتْ
بلوثةٍ منْ غبارِ الذمَّ أذيالي
فاليومَ لا رسني طوعُ القيادِ، ولاَ
قَلْبِي إِلَى زَهْرَة ِ الدُّنْيَا بِمَيَّالِ
لَمْ يَبْقَ لِي أَرَبٌ فِي الدَّهْرِ أَطْلُبُهُ
إلاَّ صحابة ُ حرًّ صادقِ الخالِ
وَأَيْنَ أُدْرِكُ مَا أَبْغِيهِ مِنْ وَطَرٍ
والصدقُ في الدهرِ أعيا كلَّ محتالِ؟
لا في "سرنديبَ" لي إلفٌ أجاذبهُ
فضلَ الحديثِ، وَ لاَ خلٌّ؛ فيرعى لي
أبيتُ منفرداً في رأس شاهقةٍ
مثلَ القطاميَّ فوقَ المربإِ العالي
إذا تلفتُّ لمْ أبصرْ سوى صورٍ
فِي الذِّهْنِ، يَرْسُمُها نَقَّاشُ آمالِي
تهفو بيَ الريحُ أحياناً، ويلحفني
بردُ الطلالِ ببردٍ منهُ أسمالِ
فَفِي السَّمَاءِ غُيُومٌ ذَاتُ أَرْوِقَةٍ
وفي الفضاءِ سيولٌ ذاتُ أوْ شالِ
كَأَنَّ قَوْسَ الْغَمَامِ الْغُرِّ قَنْطَرَة ٌ
معقودة ٌ فوقَ طامي الماءِ سيالِ
إذا الشعاعُ تراءى خلفها نشرتْ
بَدَائِعاً ذَاتَ أَلْوَانٍ وَأَشْكَالِ
فَلَوْ تَرَانِي وَبُرْدِي بِالنَّدَى لَثِقٌ
لخلتني فرخَ طيرٍ بينَ أدغالِ
غَالَ الرَّدَى أَبَوَيْهِ؛ فَهْوَ مُنْقَطِعٌ
فِي جَوْفِ غَيْنَاءَ، لاَ رَاعٍ، وَلاَ وَالِي
أزيغبَ الرأس، لمْ يبدُ الشكيرُ بهِ
ولمْ يصنْ نفسهُ منْ كيدِ مغتالِ
كَأَنَّهُ كُرَة ٌ مَلْسَاءُ مِنْ أَدَمٍ
خَفِيَّة ُ الدَّرْزِ، قَدْ عُلَّتْ بِجِرْيالِ
يظلُّ في نصبٍ، حرانَ، مرتقباً
نَقْعَ الصَّدَى بَيْنَ أَسْحَارٍ وآصَالِ
يكادُ صوتُ البزاةِ القمرِ يقذفه
مِنْ وَكْرِهِ بَيْنَ هَابِي التُّرْبِ جَوَّالِ
لا يستطيعُ انطلاقاً منْ غيابتهِ
كأنما هوَ معقولٌ بعقالِ
فذاكَ مثلي، ولمْ أظلمْ، وربتما
فضلتهُ بجوى حزنٍ، وإعوالِ
شَوْقٌ، وَنَأْيٌ، وَتَبْرِيحٌ، وَمَعْتَبَة ٌ
يا للحميةِ منْ غذري وإهمالي
أصبحتُ لا أستطيعُ الثوبَ أسحبهُ
وَقَدْ أَكُونُ وَضَافِي الدِرْعِ سِرْبَالِي
وَ لاَ تكادُ يدي شبا قلمي
وَكَانَ طَوْعَ بَنَانِي كُلُّ عَسَّالِ
فَإِنْ يَكُنْ جَفَّ عُودِي بَعْدَ نَضْرَتِهِ
فَالدَّهْرُ مَصْدَرُ إِدْبَارٍ وَإِقْبَالِ
وَإِنْ غَدَوْتُ كَرِيمَ الْعَمِّ وَالْخَالِ
بصدقِ ما كانَ منْ وسمي وإغفالي
راجعتُ قهرسَ آثاري، فما لمحتْ
بصيرتي فيهِ ما يزري بأعمالي
فَكَيْفَ يُنْكِرُ قَوْمِي فَضْلَ بَادِرَتِي
وَقَدْ سَرَتْ حِكَمي فِيهِمْ، وَأَمْثَالِي؟
أنا ابن قولي؛ وحسبي في الفخارِ بهِ
وإنْ غدوتُ كريمَ العممَّ وَ الخالِ
وَلِي مِنَ الشِّعْرِ آيَاتٌ مُفَصَّلَة ٌ
تلوحُ في وجنة ِ الأيامِ كالخالِ
ينسى لها الفاقدُ المحزونُ لوعتهُ
ويهتدى بسناها كلُّ قوالِ
فانظرْ لقولي تجدْ نفسي مصورة ً
فِي صَفْحَتَيْهِ؛ فَقَوْلِي خَطُّ تِمْثَالِي
ولاَ تغرنكَ في الدنيا مشاكلة ٌ
بينَ الأنامِ؛ فليسَ النبعُ كالضالِ
إِنَّ ابْنَ آدَمَ لَوْلاَ عَقْلُهُ شَبَحٌ
مُرَكَّبٌ مِنْ عِظَامٍ ذَاتِ أَوْصَالِ
نــجــم
05-04-2011, 08:50 PM
ردَّ الصبا بعدَ شيبِ اللمة ِ الغزلُ
ردَّ الصبا بعدَ شيبِ اللمةِ الغزلُ
وَراحَ بِالْجِدِّ مَا يَأْتِي بِهِ الْهَزَلُ
وَعَادَ مَا كَانَ مِنْ صَبْرٍ إِلَى جَزَعٍ
بَعْدَ الإِباءِ؛ وَأَيَّامُ الْفَتَى دُوَلُ
فَلْيَصْرِفِ اللَّوْمَ عَنِّي مَنْ بَرِمْتُ بِهِ
فليسَ للقلبِ في غيرِ الهوى شغلُ
وَ كيفَ أملكُ نفسي بعدَ ما ذهبتْ
يومَ الفراقِ شعاعاً إثرَ منْ رحلوا؟
تَقَسَّمَتْنِي النَّوَى مِنْ بَعْدِهِمْ، وَعَدَتْ
عنهمْ عوادٍ؛ فلا كتبٌ، ولاَ رسلُ
فالصبرُ منخذلٌ، والدمعُ منهملٌ
والْعَقْلُ مُخْتَبِلٌ، وَالْقَلْبُ مُشْتَغِلُ
أرتاحُ إنْ مرَّ منْ تلقائهمْ نسمٌ
تَسْرِي بِهِ فِي أَرِيجِ الْعَنْبَرِ الأُصُلُ
ساروا، فما اتخذتْ عيني بهمْ بدلاً
إِلاَّ الْخَيَالَ، وَحَسْبِي ذَلِكَ الْبَدَلُ
فَخَلِّ عَنْكَ مَلامِي يَا عَذُولُ، فَقَدْ
سرتْ فؤادي -على ضعفٍ بهِ- العللُ
لاَ تَحْسَبَنَّ الْهَوَى سَهْلاً؛ فَأَيْسَرُهُ
خَطْبٌ لَعَمْرُكَ لَوْ مَيَّزْتَهُ جَلَلُ
يَسْتَنْزِلُ الْمَلْكَ مِنْ أَعْلَى مَنَابِرِهِ
وَيَسْتَوِي عِنْدَهُ الرِّعْدِيدُ وَالْبَطَلُ
فكيفَ أدرأُ عنْ نفسي وقدْ علمتْ
أَنْ لَيْسَ لِي بِمُنَاوَاةِ الْهَوَى قِبَلُ؟
فَلَوْ قَدَرْتُ عَلَى شَيْءٍ هَمَمْتُ بِهِ
فِي الْحُبِّ، لَكِنْ قَضَاءٌ خَطَّهُ الأَزَلُ
وَ للمحبة ِ قبلي سنة ٌ سلفتْ
فِي الذَّاهِبِينَ؛ وَلِي فِيمَنْ مَضَى مَثَلُ
فإنْ تكنْ نازعتني النفسُ باطلها
وَأَطْلَعَتْنِي عَلَى أَسْرَارِهَا الْكِلَلُ
فَقَدْ أَسِيرُ أَمَامَ الْقَوْمِ ضَاحِيَة ً
وَالْجَوُّ بِالْبَاتِرَاتِ الْبِيضِ مُشْتَعِلُ
بِكُلِّ أَشْقَرَ قَدْ زَانَتْ قَوَائِمَهُ
حُجُولُهُ غَيْرَ يُمْنَى زَانَها الْعَطَلُ
كَأَنَّهُ خَاضَ نَهْرَ الصُّبْحِ، فَانْتَبَذَتْ
يمناهُ وانبثَّ في أعطافهِ الطفلُ
زُرْقٌ حَوَافِرُهُ، سُودٌ نَوَاظِرُهُ
خُضْرٌ جَحَافِلُهُ، فِي خَلْقِهِ مَيَلُ
كأنَّ في حلقهِ ناقوس راهبةٍ
باتتْ تحركهُ، أوْ راعدٌ زجلُ
يَمُرُّ بِالْوَحْشِ صَرْعَى فِي مَكَامِنِهَا
فما تبينُ لهُ شدا؛ فتنخذلُ
يرى الإشارة في وحى؛ فيفهمها
ويسمعُ الزجرَ منْ بعدٍ؛ فيمتثلُ
لاَ يملكُ النظرة َ العجلاءَ صاحبها
حتى تمرَّ بعطفيهِ فتحتبلُ
إنْ مرَّ بالقومِ حلوا عقدَ حبوتهمْ
واستشرفتْ نحوهُ الألبابُ والمقلُ
تَقُودُهُ بِنْتُ خَمْسٍ؛ فَهْوَ يَتْبَعُهَا
ويستشيطُ إذا ها هي بهِ الرجلُ
أُمْضِي بِهِ الْهَوْلَ مِقْدَاماً، وَيَصْحَبُنِي
ماضي الغرارِ إذا ما استفحلَ الوهلُ
يَمُرُّ بِالْهَامِ مَرَّ الْبَرْقِ فِي عَجَلٍ
وَقْتَ الضِّرَابِ، وَلَمْ يَعْلَقْ بِهِ بَلَلُ
تَرَى الرِّجَالَ وُقُوفاً بَعْدَ فَتْكَتِهِ
بِهِمْ، يُظَنُّونَ أَحْيَاءً وَقَدْ قُتِلُوا
كأنهُ شعلة ٌ في الكفَّ قائمة ٌ
تهفو بها الريحُ أحياناً، وتعتدلُ
لولاَ الدماءُ التي يسقى بها نهلاً
لكادَ منْ شدة ِ اللألاءِ يشتعلُ
يَقُلُّ مَا بَقِيَتْ فِي الْكَفِّ قَبْضَتُهُ
كُلَّ الْحَدِيدِ، وَلَمْ يَثْأَرْ بِهِ فَلَلُ
بَلْ رُبَّ سَارِيَة ٍ هَطْلاَءَ دَانِيَة ٍ
تَنْمُو السَّوَامُ بِهَا، وَالنَّبْتُ يَكْتَهِلُ
كأنَّ آثارها في كلَّ ناحية ٍ
ريطٌ منشرة ٌ في الأرض، أو حللُ
يَمَّمْتُهَا بِرِفَاقٍ إِنْ دَعَوْتُ بِهِمْ لبوا سراعا ، وَ إن أنزلْ بهمْ نزلوا
قصداً إلى الصيدِ، لا نبغي بهِ بدلاً
وَ كلُّ نفسٍ لها في شأنها عملُ
حَتَّى إِذَا أَلْمَعَ الرُّوَّادُ مِنْ بَعَدٍ
وجاءَ فارطهمْ يعلو ويستفلُ
تغازتِ الخيلُ، حتى كدنَ منْ مرحٍ
يذهبنَ في الأرضِ لولاَ اللجمُ وَ الشكلُ
فما مضتْ ساعة ٌ، أوْ بعضُ ثانية ٍ
إِلاَّ وَلِلصَّيْدِ فِي سَاحَاتِنَا نُزُلُ
فكانَ يوماً قضينا فيهِ لذتنا
كما اشتهينا؛ فلا غشٌّ، ولاَ دغلُ
هذَا هُوَ الْعَيْشُ، لاَ لَغْوُ الْحَدِيثِ، وَلاَ
مَا يَسْتَغِيرُ بِهِ ذُو الإِفْكَة ِ النَّمِلُ
إنَّ النميمة َ والأفواهُ تضرمها
نَارٌ مُحَرِّقَة ٌ لَيْسَتْ لَهَا شُعَلُ
فَاتْبَعْ هَوَاكَ، وَدَعْ مَا يُسْتَرَابُ بِهِ
فأكثرُ الناسِ - إنْ جربتهمْ - هملُ
وَاحْذَرْ عَدُوَّكَ تَسْلَمْ مِنْ خَدِيعَتِهِ
إنَّ العداوة َ جرحٌ ليسَ يندملُ
وعالجِ السرَّ بالكتمانِ تحمدهُ
فَرُبَّمَا كَانَ فِي إِفْشَائِهِ الزَّلَلُ
ولاَ تَكُنْ مُسْرِفاً غِرّاً، وَلاَ بَخِلاً
فبئستِ الخلة ُ: الإسرافُ، والبخلُ
ولا يهمنكَ بعضُ الأمرِ تسأمهُ
لا يَنْتَهِي الشُّغْلُ حَتَّى يَنْتَهِي الأَجَلُ
واعْرِفْ مَوَاضِعَ مَا تَأْتِيهِ مِنْ عَمَلٍ
فَلَيْسَ فِي كُلِّ حِينٍ يَحْسُنُ الْعَمَلُ
فالريثُ يحمدُ في بعض الأمورِ، كما
في بعض حالاتهِ يستحسنُ العجلُ
هَذَا هُوَ الأَدَبُ الْمَأْثُورُ، فَارْضَ بِهِ
علماً لنفسكَ؛ فالأخلاقُ تنتقلُ
منْ كلَّ بيتٍ إذا الإنشادُ سيرهُ
فليسَ يمنعهُ سهلٌ، ولا جبلُ
لمْ تبنَ قافية ٌ فيهِ على َ خللٍ
كلا، ولمْ تختلفْ في رصفها الجملُ
فلاَ سنادٌ، ولا حشوٌ، ولاَ قلقٌ
ولا سقوطٌ، ولاَ سهوٌ، ولا عللُ
تغايرتْ فيهِ أسماعٌ وأفئدة ٌ
فَكُلُّ نَادٍ «عُكَاظٌ» حِينَ يُرْتَجَلُ
لا تنكرُ الكاعبُ الحسناءُ منطقهُ
ولا يعادُ على قومٍ، فيبتذلُ
نــجــم
05-04-2011, 08:50 PM
رَمَتْ بِخُيُوطِ النُّورِ كَهْرَبَة ُ الْفَجْرِ
رَمَتْ بِخُيُوطِ النُّورِ كَهْرَبَة ُ الْفَجْرِ
ونمَّت بأسرار النَّدى شفة ُ الزهرِ
وسارت بأنفاسِ الخمائلِ نسمَة ٌ
بليلة ُ مهوى الذيلِ ،عاطرة ُ النشرِ
فقم نغتنِم صفوَ البكورِ، فإنَّها
غداة ُ زهرُها باسِمُ الثغرِ
تَرَى بَيْنَ سَطْحِ الأَرْضِ والْجَوِّ نِسْبَة ً
تُشَاكِلُ مَا بَيْنَ السَّحائِب والْغُدْر
ففى الجوِّ هتَّان يسيلُ ، وفى الثرى
سيولٌ ترامى بينَ أودية ٍ غزرِ
غَمَامَانِ فَيَّاضَانِ: هَذَا بِأُفْقِهِ
يَسِيرُ، وهَذَا فِي طِبَاقِ الثَّرَى يَسْرِي
وقد ماجتِ الأغصانُ بينَ يدِ الصبا
كَمَا رَفْرَفَتْ طَيْرٌ بِأَجْنِحَة ٍ خُضْرِ
كَأَنَّ النَّدَى فَوْقَ الشَّقِيقِ مَدَامِعٌ
تَجولُ بخدٍّ ، أو جُمانٌ على تبر
إذا غازَلتها لمعَة ٌ ذهبيَّة ٌ
مِنَ الشَّمْسِ رَفَّتْ كالشَّرارِ عَلى الْجَمْرِ
ففى كلِّ مَرعى لحظة ٍ وَشى ُ ديمَة ٍ
وفى كلِّ مرمى خطوة ٍ أجرعٌ مثرى
مروجٌ جلاها الزهرُ ، حتَّى كأنَّها
سماءٌ تروقُ العينَ بالأنجمِ الزهرِ
كأنَّ صِحافَ النورِ والطلُّ جامدٌ
مَبَاسِمُ أَصْدَافٍ تَبَسَّمْنَ عَنْ دُرِّ
وقَد شاقنى والصُبحُ فى خدرِ أمِّهِ
حَنِينُ حَمَامَاتٍ تَجَاوَبْنَ فِي وَكْرِ
هَتَفْنَ فَأَطرَبْنَ الْقُلُوبَ، كَأَنَّمَا
تعلَّمنَ ألحانَ الصَّبابة ِ من شعرى
وقامَ على الجدرانِ أَعرفُ لم يزَل
يبدِّدُ أحلامَ النِّيامِ ولا يدرى
تخايلَ فى موشيَّة ٍ عبقريَّة ٍ
مُهدَّلة ِ الأردانِ سابِغة ِ الأُزرِ
لَهُ كِبْرَة ٌ تَبْدُو عَلَيْهِ، كَأَنَّهُ
مليكٌ عليهِ التَّاجُ ينظرُ عن شزر
فَسَارِعْ إِلى دَاعِي الصَّبُوحِ مَعَ النَّدَى
لنجمِ بأيدى الَّلهوِ باكورة َ العمرِ
فقد نسَمَت ريحُ الشَّمالِ ، فنبَّهت
عيونَ القمارى وهى فى سنة ِ الفجرِ
وَنَادَى الْمُنَادِي للصَّلاة ِ بِسُحْرَة ٍ
فَأَحْيَا الْوَرَى مِنْ بَعْدِ طَيٍّ إلى نَشْرِ
فبادِر لميقاتِ الصَّلاة ِ ، ومِل بنا
إلى القصفِ ما بينَ الجزيرة ِ والنَّهرِ
إذا ما قضينا واجِبَ الدِّين حقَّهُ
فَلَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْخَلاَعَة ِ مِنْ وِزْرِ
ألا ربَّ يومٍ كانَ تاريخَ صبوة ٍ
مضى غيرَ إثرٍ فى المخيلة ِ أو ذكرِ
عَصَيْتُ بِهِ سُلْطَانَ حِلْمِي، وَقَادَنِي
إِلى اللَّهْوِ شَيْطَانُ الْخَلاعَة ِ والسُّكْرِ
لَدَى رَوْضَة ٍ رَيَّا الْغُصُون، تَرَنَّحَتْ
مَعَاطِفُهَا رَقْصاً عَلى نَغْمَة ِ الْقُمْري
تَدُورُ عَلَيْنَا بِالْمُدَامَة ِ بَيْنَها
تماثيلُ ، إلاَّ أنَّها بيننا تجرى
تَرَى كُلَّ مَيْلاءِ الْخِمارِ مِنَ الصِّبَا
هَضِيمَة ِ مَجْرَى الْبَنْدِ، نَاهِدَة ِ الصَّدْرِ
إِذَا انْفَتَلَتْ فِي حَاجَة ٍ خِلْتَ جُؤْذُراً
أحسَّ بصيَّادٍ فأتلعَ من ذعرِ
لَوَى قَدَّهَا سُكْرُ الْخَلاَعَة ِ والصِّبَا
فمالت بشطرٍ ، واستقامت على شطرِ
وعلَّمها وحى ُ الدلالِ كهانة ً
فإن نطقَت جاءت بشئٍ منَ السحرِ
أحسَّت بما فى نفسِها من ملاحة ٍ
فَتَاهَتْ عَلَيْنَا، وَالْمَلاَحَة ُ قَدْ تُغْرِي
وَأَعْجَبَها وَجْدِي بِها، فَتَكَبَّرَتْ
عَليَّ دَلالاً، وَهْيَ تَصْدُرُ عَنْ أَمْرِي
فَتَاة ٌ يَجُولُ السِّحْرُ فِي لَحَظَاتِهَا
مَجَالَ الْمَنَايَا فِي الْمُهَنَّدَة ِ الْبُتْرِ
إذا نظَرَت ، أو أقبَلت ، أو تهلَّلت
فويلُ مهاة ِ الرملِ ، والغُصن ، والبَدرِ
فَمَا زِلْنَ يُغْرِينَ الطِّلاَ بِعُقُولِنا
إلى أن سقطنا لليدينِ وللنَّحرِ
فَمِنْ واقِعٍ يَهْذِي، وآخَرَ ذاهِلٍ
لَهُ جَسَدٌ ما فِيهِ رُوحٌ سِوَى الْخَمْر
صَرِيعٌ يَظُنُّ الشُّهْبَ مِنْهُ قَرِيبَة ً
فيَسْدُو بِكَفَّيْهِ إِلى مَطْلَعِ النَّسْر
إذا ما دعوتَ المرءَ دارَ بلحظهِ
إِلَيْكَ، وَغَشَّاهُ الذُّهُولُ عَنِ الْجَهْرِ
بعيدُ عنِ الداعِى وإن كانَ حاضِراً
كَأَنَّ بِهِ بَعْضَ الْهَنَاتِ مِنَ الْوَقْرِ
تحكَّمتِ الصهباءِ فيهِم ، فغيَّرت
شمائلَ ما يأتى بهِ الجدُّ بالهذرِ
فَيَا سَامَحَ اللَّهُ الشَّبَابَ وَإِنْ جَنَى
على َّ ، وحيَّا عهدَهُ سَبلُ القطرِ
ملَكتُ بهِ أمرى ، وجاريتُ صبوتى
وَأَصْبَحْتُ مَرْهُوبَ الْحَمِيَّة ِ وَالْكِبْرِ
إِذَا أَبْصَرُونِي فِي النَّدِيِّ تَحَاجَزُوا
عنِ القولِ ، واستغنوا عنِ العرفِ بالنكر
وقالوا فتى ً مالَت بهِ نشوة ُ الصبا
وليسَ على الفتيانِ فى الَّلهوِ من حجرِ
يخافونَ منِّى أن تثورَ حميَّتى
فيبغونَ عطفى بالخديعة ِ والمكرِ
أَلا لَيْتَ هَاتِيكَ اللَّيَالِي وَقَدْ مَضَتْ
تعودُ ، وذاكَ العيشُ يأتى على قدرِ
مواسِمُ لذَّاتٍ تقضَّت ، ولم يَزَل
لها أثرٌ يطوى الفؤادَ على أثرِ
إذا اعتورتها ذُكرة ُ النَّفسِ أبصَرَت
لها صُورة ً تختالُ فى صفحة ِ الفكرِ
فذلِكَ عصرٌ قد مَضى لسبيلهِ
وخلفنى أرعى الكواكِبَ فى عصرِ
لَعَمْرُكَ مَا في الدَّهْرِ أَطْيَبُ لَذَّة ً
مِنَ اللَّهْوِ فِي ظِلِّ الشَّبِيبَة ِ والْيُسْرِ
نــجــم
05-04-2011, 08:50 PM
رَأَيْتُ بِصَحْرَاءِ الْقَرافَة ِ نِسْوَة
رَأَيْتُ بِصَحْرَاءِ الْقَرافَة ِ نِسْوَة ً
نوازِعَ ، لا يأوينَ حزناً إلى بيتِ
يَنُحْنَ عَلى مَيْتٍ سَيَتْبَعْنَ إِثْرَهُ
وَمِنْ عَجَبٍ مَيْتٌ يَنُوحُ عَلى مَيْتِ
نــجــم
05-04-2011, 08:50 PM
رَمَيْتُ فَلَمْ أُصِبْ، وَرَمَتْ فَأَصْمَتْ
رَمَيْتُ فَلَمْ أُصِبْ، وَرَمَتْ فَأَصْمَتْ
فَيَا عَجَبَا لِسَهْمٍ لاَ يطِيشُ!
حواجِبُهَا الْقِسِيُّ، وَلَحْظَتَاهَا
بِهَا سَهْمَانِ، والأَهْدَابُ رِيشُ
نــجــم
05-04-2011, 08:50 PM
رَبَّ الْفُتُوَّة ِ، لاَ تَسْبِقْ إِلَى عَذَلٍ
رَبَّ الْفُتُوَّة ِ، لاَ تَسْبِقْ إِلَى عَذَلٍ
يَبِيتُ مِنْ مَسّهِ قَلبِى على مَضَضِ
فَإِنْ تكنْ هفوَة ٌ أَو زلّة ٌ عَرَضَتْ
فَالسَّهْمُ يَصْدِفُ أَحْيَاناً عَن الْغَرَضِ
نــجــم
05-04-2011, 08:51 PM
رَبِّ ، خُذ لِى مِنَ العُيونِ بِحَقِّى
رَبِّ ، خُذ لِى مِنَ العُيونِ بِحَقِّى
وَأَجِرْنِي مِنْ ظَالِمٍ لَيْسَ يُبْقِي
قَد تَوقَّيتُ ما استَطعتُ مِنَ الحُـ
ـبِّ ، وَلَكِنْ ماذَا يَرُدُّ التَّوَقِّي؟
وتَرفَّقتُ بِالفؤادِ ، ولَكِن
غَلَبَتْ لَوْعَة ُ الصَّبَابَة ِ رِفْقِي
لا تَلُمنِى على الهَوى ،فَغُموضُ الـ
ـحَقِّ عُذْرٌ يَرُدُّ كُلَّ مُحِقِّ
سَل دُموعِى ، فَهُنَّ يُنبِئنَ عَمَّا
في ضَمِيرِي، وَيَعْتَرِفْنَ بِصِدْقِي
كَيفَ لِى بِالنَجاة ِ مِن شَرَكِ الحـ
ـبِّ سَلِيماً، وَالْحُبُّ مَالِكُ رِقِّي؟
قَد تَلقَّيتُ لَوعَتِى مِن عُيونٍ
عَلَّمَتْنِي دَرْسَ الْهَوَى بِالتَّلَقِّي
وَرَشَوْتُ الْهَوَى بِلُؤْلُؤِ دَمْعِي
وَالرُّشَا وُصْلَة ٌ لِنَيْلِ التَّرَقِّي
فَلَعَلِّي أَفُوزُ يَوْماً بِوَصْلٍ
أتَولَّى بهِ إمارَة َ عِشقِ
نــجــم
05-04-2011, 08:51 PM
رَجَعَ الْخِدِيو لِمِصْرِهِ
رَجَعَ الْخِدِيو لِمِصْرِهِ
وأتت طلائعُ نَصرهِ
وَتَهَلَّلَتْ بقُدُومِهِ
فرحاً أسرَّة ُ عَصرهِ
فلتَبتهِج أوطانهُ
بِحلولهِ فى قَصرهِ
وليَشتَهر تاريخهُ
رَجَعَ الْخِديو لِمِصْرِهِ
نــجــم
05-04-2011, 08:51 PM
رُدِّي التَّحِيَّة َ يَا مَهَاة َ الأَجْرَعِ
رُدِّي التَّحِيَّة َ يَا مَهَاة َ الأَجْرَعِ
وصِلِى بِحبلكِ حَبلَ مَنْ لَم يَقطَعِ
وتَرَفَّقى بِمُتيَّمٍ عَلِقَت بهِ
نارُ الصَبابة ِ ، فَهوَ ذا كِى الأضلُعِ
طَربِ الفؤادِ ، يَكادُ يَحمِلهُ الهَوى
شَوْقاً إِليْكِ مَعَ الْبُرُوقِ اللُّمَّعِ
لاَ يَسْتَنِيمُ إِلَى الْعَزاءِ، وَلاَ يَرَى
حَقّاً لِصَبْوَتِهِ إِذَا لَمْ يَجْزَعِ
ضَمَّتْ جَوَانِحُهُ إِلَيْكِ رِسَالَة ٍ
عُنْوَانُهَا فِي الْخَدِّ حُمْرُ الأَدْمُعِ
فَمَتَى يَبُوحُ بِمَا أَجَنَّ ضَمِيرُهُ
إِنْ كُنْتِ عنْهُ بِنَجْوَة ٍ لَمْ تَسْمَعِي؟
أَصْبَحْتُ بَعْدَكِ في دَيَاجِرِ غُرْبَة ٍ
ما للصَّباحِ بِليلِها مِنْ مَطلَعِ
لا يَهتَدى فِيها لِرَحلِى َ طارِقٌ
إِلاَّ بِأَنَّة ِ قَلْبِيَ الْمُتَوَجِّعِ
أَرْعَى الْكَوَاكِبَ فِي السَّمَاءِ، كَأَنَّ لِي
عِندَ النجومِ رَهينة ً لَم تُدفَعِ
زُهْرٌ تَأَلَّقُ بِالْفَضَاءِ، كَأَنَّهَا
حببٌ تَرَدَّدَ فى غَديرٍ مُترَعِ
وَكَأَنَّهَا حَوْلَ الْمَجَرِّ حَمَائِمٌ
بِيضٌ عَكَفْنَ عَلَى جَوَانِبِ مَشْرَعِ
وتَرى الثُريَّا فى السَماءِ كأنَّها
حَلَقاتُ قُرطٍ بالجُمانِ مُرصَّعِ
بَيضاءُ ناصِعة ٌ كبَيضِ نَعامة ٍ
فِي جَوْفِ أُدْحِيٍّ بِأَرْضٍ بَلْقَعِ
وَكَأَنَّهَا أُكَرٌ تَوَقَّدَ نُورُهَا
بِالكهرباءة ِ فى سَماوة ِ مَصنعِ
وَاللَّيْلُ مَرْهُوبُ الْحَمِيَّة ِ، قَائِمٌ
فى مَسحهِ ، كالراهبِ المُتلَفعِ
مُتَوَشِّحٌ بِالنَّيِّراتِ، كَبَاسِلٍ
مِنْ نَسلِ حام ٍ، باللُّجينِ مُدرَّعِ
حَسِبَ النُجومَ تَخلَّفتْ عن أمرهِ
فَوحى لَهُنَّ مِنَ الهِلالِ بِإصبعِ
ما زِلتُ أرقبُ فَجرَهُ حتَّى انجلَى
عَنْ مِثْلِ شَادِخَة ِ الْكُمَيْتِ الأَتْلَعِ
وَتَرَنَّمَتْ فَوْقَ الأَرَاكِ حَمَامَة ٌ
تَصِفُ الْهَوَى بِلِسَانِ صَبٍّ مُولَعِ
تَدعو الهَديلَ ، وما رأتهُ ، وتِلكَ مِنْ
شِيمِ الحمائمِ بِدعَة ٌ لم تُسمَعِ
رَيَّا الْمَسَالِكِ، حَيْثُ أَمَّتْ صَادَفَتْ
ما تَشتَهِى مِنْ مَجثَمٍ أو مَرتعِ
فإذا عَلت سَكنت مَظَلَّة َ أيكَة ٍ
وَإِذَا هَوَتْ وَرَدَتْ قَرَارَة َ مَنْبَعِ
أَمْلَتْ عَلَيَّ قَصِيدَة ً فَجَعَلْتُهَا
«لِشَكِيبَ» تُحْفَة َ صَادِقٍ لَمْ يَدَّعِ
هِى َ مِن أهازيجِ الحمامِ ، وإنَّما
ضَمَّنْتُهَا مَدْحَ الْهُمَامِ الأَرْوَعِ
هُوَ ذَلِكَ الشَّهْمُ الَّذِي بَلَغَتْ بِهِ
مَسْعَاتُهُ أَمَدَ السِّمَاكِ الأَرْفَعِ
نِبْرَاسُ دَاجِيَة ٍ، وَعُقْلَة ُ شَارِدٍ
وخطيبُ أندية ٍ ، وفارسُ مَجمَعِ
صَدقُ البيان ، أعضَّ جَرولَ باسمهِ
وَثَنَى «جَريراً» بِالْجَرِيرِ الأَطْوَعِ
لم يتَّخِذ بَدرَ المُقنَّعِ آية ً
بَلْ جاءَ خاطِرهُ بِآية ِ يُوشَعِ
أحيا رَميمَ الشِعرِ بَعدَ هُمودِهِ
وَأَعَادَ لِلأَيَّامِ عَصْرَ «الأَصْمَعِي»
كَلِمٌ لَها فى السَمعِ أطرَبُ نَغمَة ٍ
وَبِحُجْرَة ِ الأَسْرَارِ أَحْسَنُ مَوْقِعِ
كَالزَّهْرِ خَامَرَهُ النَّدَى ، فَتَأَرَّجَتْ
أَنْفَاسُهُ بِالْعَنْبَرِ الْمُتَضَوِّعِ
يَعْنُو لَهَا الْخَصْمُ الأَلَدُّ، ويغْتَذِي
بِلِبانِها ذِهْنُ الْخَطِيبِ الْمِصْقَعِ
هِى نُجعَة ُ الأدَبِ الَّتى مَن أمَّها
أَلْقَى مَرَاسِيَهُ بِوَادِ مُمْرِعِ
مَلكَتْ هَوى نَفسى ، وأحيَت خاطِرى
وَرَوَتْ صدَى قَلْبِي، وَلَذَّتْ مِسْمَعِي
فاسلَم شكيبُ ولا برِحتَ بِنِعمة ٍ
تَحنو عليكَ بِأيكِها المًتفرِّعِ
فلأنتَ أجدَرُ بِالثناءِ لِمِنَّة ٍ
أَوْلَيْتَهَا، والْبِرُّ أَفْضَلُ مَا رُعِي
أرهفتَ حَدِّى ، فَهوَ غيرُ مُفلَّلٍ
وَرَعَيْتَ عَهْدِي، فَهْوَ غَيْرُ مُضَيَّعِ
وبثقتَ لِى مِنْ فَيضِ بَحرِكَ جَدولاً
غَمَرَ الْبِحَارَ بِسَيْلِهِ الْمُتَدَفِّعِ
عَذُبَت مَوارِدهُ ، فَلو ألقَتْ بهِ
هِيمُ السَحابِ دِلاءها لَم تُقلعِ
وزَهَت فَرائده ُ، فَصارتْ غُرَّة ً
لِجَبِينِ كُلِّ مُتَوَّجٍ وَمُقَنَّعِ
هُوَ ذَلِكَ النَّظْمُ الَّذِي شَهِدَتْ لَهُ
أَهْلُ الْبَرَاعَة ِ بِالْمَقَالِ الْمُبْدَعِ
أَبْصَرْتُ مِنْهُ أَخَا «إِيادٍ» خَاطِباً
وسَمِعتُ عنترة َ الفوارسِ يَدَّعى
وحَلَمْتُ أَنِّي فِي خَمَائِلِ جَنَّة ٍ
وَمِنَ الْعَجَائِبِ حَالِمٌ لَمْ يَهْجَعِ
فَضلٌ رَفعتَ بهِ مَنارَ كرامة ٍ
صَرَفَ الْعُيُونَ عَنِ الْمَنَارِ «لِتُبَّعِ»
فَمتى أقومُ بِشُكرِ ما أوليتَنِى
والنَجمُ أقربُ غاية ً مِن مَنزِعِى
فَاعْذِرْ إِذَا قَصَرَ الثَّنَاءُ، فَإِنَّنِي
رُزتُ المَقالَ فَلَمْ أجِدْ مِن مَقنَعِ
لاَ زِلْتَ تَرْفُلُ فِي وِشَاءِ سَعَادَة ٍ
وحَبيرِ عافِية ٍ ، وعَيشٍ أمرَعِ
نــجــم
05-04-2011, 08:53 PM
رُدِّي الْكَرَى لأَرَاكِ فِي أَحْلاَمِهِ
رُدِّي الْكَرَى لأَرَاكِ فِي أَحْلاَمِهِ
إِنْ كَانَ وَعْدُكِ لاَ يَفِي بِذِمَامِهِ
أوْ فابعثي قلبي إليَّ ؛ فإنهُ
جَارَى هَوَاكِ، فَقَادَهُ بِزِمَامِهِ
قدْ كانَ خلفني لموعدِ ساعة ٍ
منْ يومهِ ، فقضى مسيرة َ عامهِ
لمْ أدرِ : هلْ ثابتْ إليهِ أناتهُ
أَمْ لَمْ يَزَلْ فِي غَيِّهِ وَهُيَامِهِ
عَهْدِي بِهِ صَعْبَ الْقِيَادِ. فَمَا لَهُ
أَلْقَى يَداً لِلسِّلْمِ بَعْدَ غَرَامِهِ
خَدَعَتْهُ سَاحِرَة ُ الْعُيُونِ بِنَظْرَة ٍ
منها ؛ فملكها عذارَ لجامهِ
يا ، هلْ يعودُ إلى الجوانحِ بعدما
سَلَبَتْ فَتَاة ُ الْحَيِّ ثِنْيَ لِجَامِهِ؟
تاللهِ ، لوْ ملكتْ يدايَ جماحهُ
لَعَقَدْتُ قَائِمَ رَسْنِهِ بِخِدَامِهِ
يا لائمَ المشتاقِ في أطرابهِ
مَهْلاً، إِليْكَ؛ فَلَسْتَ مِنْ لُوَّامِهِ
أظننتَ لوعتهُ فكاهة َ مازحٍ
فطفقتَ تعذلهُ على تهيامهِ ؟
إنْ كنتَ تنكرُ شجوهُ ، فانظرْ إلى
أَنْفَاسِهِ، وَدُمُوعِهِ، وَسَقَامِهِ
صبٌّ ، برتهُ يدُ الضنى ؛ حتى اختفى
عَنْ أَعْيُنِ الْعُوَّادِ غَيْرَ كَلاَمِهِ
نَطَقَتْ مَدَامِعُهُ بِسِرِّ ضَمِيرِهِ
وَذَكَتْ جَوَانِحُهُ بِنَارِ غَرَامِهِ
طَوْراً يُخَامِرُهُ الذُّهُولُ، وَتَارَة ً
يبكي بكاءَ الطفلِ عندَ فطامهِ
يصبو إلى َ بانِ العقيقِ ، وَ رندهِ
وَعَرَارِهِ، وَبَرِيرِهِ، وَبَشَامِهِ
وادٍ ، سرى في جوهِ كنسيمهِ
وَبَكَى عَلَى أَغْصَانِهِ كحَمَامِهِ
أَرِجُ النَّبَاتِ، كَأَنَّمَا غَمَرَ الثَّرَى
طيباً مرورُ " الخضرِ " بينَ إكامهِ
مَالَتْ خَمَائِلُهُ بِخُضْرِ غُصُونِهِ
وَصَفتْ مَوَارِدُهُ بِزُرْقِ جِمَامِهِ
يا صاحبي ! إنْ جئتَ ذياكَ الحمى
فَاحْذَرْ عُيُونَ الْعِينِ مِنْ آرامِهِ
وَاسْأَلْ عَنِ الْبَدْرِ الَّذِي كَسَمِيِّهِ
فِي نُورِ غُرَّتِهِ، وَبُعْدِ مَرَامِهِ
فَإِنِ اشْتَبَهْتَ، وَلَمْ تَجِدْ لَك هَادِياً
فَاسْمَعْ أَنِينَ الْقَلْبِ عِنْدَ خِيَامِهِ
فبذلكَ الوادي غزالة ُ كلة ٍ
تَرْوِي حَدِيثَ الْفَتْكِ عَنْ ضِرْغامِهِ
ضَاهَتْ بِقَامَتِها سرَاحَ قَنَاتِهِ
وَحَكَتْ بِلَحْظَتِهَا مَضَاءَ حُسَامِهِ
هيَ مثلهُ في الفتكِ ، أوْ هوَ مثلها
سِيَّانِ وَقْعُ لِحَاظِهَا وسِهَامِهِ
فَسَقَى الْحِمَى دَمْعِي ـ إِذَا ضنَّ الْحيَا
بجمانِ درتهِ سلافة َ جامهِ
مَغْنًى ، رَعَيْتُ بِهِ الشَّبِيبَة َ غَضَّة ً
وَرَوَيْتُ قَلْبِي مِنْ سُلاَفِ غَمَامِهِ
فنسيمُ روحي منْ أثيرِ هوائهِ
وَقِوَامُ جِسْمِي مِنْ مِزَاجِ رَغَامِهِ
لاَ يَنْتَهي شَوْقِي إِلَيْهِ. وَقَلَّمَا
يسلو حمامُ الأيكِ عنْ ترنامهِ
يا حبذا عصرُ الشبابِ ، وحبذا
رَوْضٌ جَنَيْتُ الْوَرْدَ مِنْ أَكْمَامِهِ
عصرٌ ، إذا رسمَ الخيالُ مثالهُ
فِي لَوْحِ فِكْرِي لاَحَ لِي بِتَمَامِهِ
إِنِّي لأَذْكُرُهُ، وَأَعْلَمُ أنَّنِي
باقٍ على َ التبعاتِ منْ آثامهِ
مَا كَانَ أَحْسَنَ عَهْدَهُ لَوْ دَامَ لِي
مِنْهُ الْوِدَادُ. وَكَيْفَ لِي بِدَوَامِهِ؟
وَ الدهرُ مصدرُ عبرة ٍ لوْ أننا
نَتْلُو سِجِلَّ الْغَدْرِ مِنْ آثامِهِ
عَمْرِي، لَقدْ رَحَلَ الشَّبَابُ، وَعَادَنِي
شَيْبٌ تَحَيَّفَ لِمَّتِي بِثَغَامِهِ
نــجــم
05-04-2011, 08:53 PM
رَضِيتُ بِالْبَيْنِ إِيثَاراً عَلَى سَكَنٍ
رَضِيتُ بِالْبَيْنِ إِيثَاراً عَلَى سَكَنٍ
فى مَعْشرٍ ودهُمْ إِن أَخْلَصُوا مَرَضُ
فَمَا أَسِيتُ لِشَيْءٍ كُنْتُ أَمْلِكُهُ
فِي فَقْد أَوْجُهِهِمْ عَنْ ثَرْوَتِي عِوَضُ
نــجــم
05-04-2011, 08:54 PM
رفَّ النَّدَى ، وَتَنَفَّسَ النُوَّارُ
رفَّ النَّدَى ، وَتَنَفَّسَ النُوَّارُ
وَتَكَلَّمَتْ بِلُغَاتِها الأَطْيَارُ
وَتَأَرَّجَتْ سُرَرُ الْبِطَاحِ، كَأَنَّمَا
فِي بَطْنِ كُلِّ قَرارَة ٍ عَطَّارُ
زَهْرٌ يَرِفُّ عَلَى الْغُصُونِ، وَطَائِرٌ
غَرِدُ الهَديرِ ، وجدولٌ زَخَّارُ
وَنَوَاسِمٌ أَنْفَاسُهُنَّ طَوِيلَة ٌ
وَهَواجِرٌ أَعْمَارُهُنَّ قِصَارُ
وَالْبَاسِقَاتُ الْحَامِلاتُ كَأَنَّهَا
عُمُدٌ مُشَعَّبَة ُ الذرا ومنارُ
عَقدت ذَلاذِلَ سُوقِها فى جِيدِها
وَسمَتْ، فَلَيْسَ تَنَالُهَا الأَبْصَارُ
فَأُصُولُهَا لِلسَّابِحَاتِ مَلاعِبٌ
وَفُرُوعُهَا لِلنَّيِّراتِ مَطَارُ
يَبدُو بِها زَهوٌ تَخالُ إهانه
فُتُلاً تَمَشَّتْ في ذُرَاهَا النَّارُ
طَوراً تَميلُ معَ الرِياحِ ، وتارَة ً
تَرْتَدُّ، فَهْيَ تَحَرُّكٌ وَقَرَارُ
فَكَأَنَّمَا لَعِبَتْ بِها سِنَة ُ الْكرَى
فَتَمَايَلَتْ، أَوْ بَيْنَهَا أَسْرَارُ
فإذا رأيتَ رأيتَ أحسنَ جَنَّة ٍ
خَضْرَاءَ تَجْرِي بَيْنَهَا الأَنْهَارُ
يَتَرنَّمُ العُصفورُ فى عَذباتِها
ويَصيحُ فِيها العَندَلُ الصَّفَّارُ
فَالتُّرْبُ مِسْكٌ، وَالْجَدَاولُ فِضَّة ٌ
وَالْقَطْرُ دُرٌّ، وَالْبَهَارُ نُضَارُ
فاشرَب على وَجهِ الرَبيعِ ، فإنَّهُ
زَمَنٌ دَمُ الآثَامِ فِيهِ جُبَارُ
واعلَم بِأنَّ المرءَ غَيرُ مُخلَّدٍ
والناسُ بَعدَ لِغيرهِم أخبارُ
إِنِّي وَإِن لَعِبَ الزَّمَانُ بصَعْدَتِي
وابيضَّ مِنِّى مَفرِقٌ وَعِذارُ
فَلَنِعْمَ ما بَقِيَتْ لَدَيَّ مَهَابَة ٌ
تَقذى بِها عَينُ العِدا ووقارُ
وسَعى إلى َّ الحِلمُ فى أثوابهِ
طَرِباً ، وآنَ لِجَهلى َ الإقصار
أَنَا لِلصَّدِيقِ كَمَا يُحِبُّ، وَلِلْعِدَا
عِنْدَ الْكَرِيهَة ِ ضَيْغَمٌ زءَّارُ
خَيْلِي مُسَوَّمَة ٌ، وَرُمْحِي ذَابِلٌ
يَوْمَ الطِّعَانِ، وَصَارِمِي بَتَّارُ
وَبِراحَتِي قَلَمٌ، إِذَا حَرَّكْتُهُ
رَويَتْ بهِ الأمهامُ وَهى َ حرارُ
تَرتَدُّ عَنهُ قنابِلٌ وجحافِلُ
وَتَكِلُّ عَنْهُ أَسِنَّة ٌ وَشِفَارُ
غَردٌ إذا ما جالَ فوقَ صَحيفَة ٍ
سَجَدَتْ لِحُسْنِ صَرِيرِهِ الأَوْتَارُ
وإذا امتطى ظَهرَ البنانِ لِغاية ٍ
خَضَعتْ إِلَيْهِ قَوَارِحٌ وَمِهارُ
فَإِذَا رَكِبْتُ فَكُلُّ قِرْنٍ أَمْيَلٌ
وإذا نَطقتُ فَكلُّ نُطقٍ رارُ
أَلقى الكَلامُ إلى ثنى َ عِنانهِ
وتَفاخَرت بِكَلامِى َ الأشعارُ
نــجــم
05-04-2011, 08:54 PM
رضيتُ منَ الدنيا بما لا أودُّهُ
رضيتُ منَ الدنيا بما لا أودُّهُ
وَأَيُّ امْرِىء ٍ يَقْوَى عَلى الدَّهْر زَنْدُهُ؟
أُحاوِلُ وَصْلاً والصُّدُودُ خَصِيمُهُ
وَأَبْغِي وَفَاءً والطَّبِيعة ُ ضِدُّهُ
حسبتُ الهوى سهلاً ، ولم أدرِ أنهُ
أَخُو غَدَرَاتٍ يَتْبَعُ الْهَزْلَ جِدُّهُ
تخفُّ له الأحلامُ وهى رزينة ٌ
ويعنو له من كلِّ صعبٍ أشدهُ
ومن عجبٍ أنَّ الفتى وهو عاقلٌ
يطيعُ الهوى فيما ينافيه رشدَهُ
يفرُّ منَ السلوانِ ، وهو يريحهُ
ويأوى إلى الأشجانِ ، وهى تكدُّهُ
وما الحب إلا حاكمٌ غيرُ عادلٍ
إِذا رامَ أَمْراً لم يَجِدْ مَنْ يَصُدُّهُ
لَهُ مِنْ لَفِيفِ الْغِيدِ جَيْشُ مَلاَحَة ٍ
تغيرُ على مثوى الضمائرِ جندهُ
ذوابله قاماتهُ ، وسيوفهُ
لِحَاظُ الْعَذَارَى ، والْقَلاَئِدُ سَرْدُهُ
إذا ماج بالهيفِ الحسانِ ، تأرجت
مسالكهُ ، واشتقَّ فى الجو ندُّهُ
فَأَيُّ فُؤادٍ لا تَذُوبُ حَصاتُهُ
غراماً ، وطرفٍ ليسَ يقذيهِ سهدهُ ؟
بَلَوْتُ الْهَوَى حَتَّى اعْتَرَفْتُ بِكُلِّ مَا
جَهِلْتُ، فَلا يَغْرُرْكَ فالصَّابُ شَهْدُهُ
ظَلُومٌ لَهُ في كُلِّ حَيٍّ جَرِيرَة ٌ
يضجُّ لها غورُ الفضاءِ ونجدهُ
إِذَا احْتَلَّ قَلْباً مُطْمَئِنًّا تَحَرَّكَتْ
وَسَاوِسُهُ في الصَّدْرِ، واخْتَلَّ وَكْدُهُ
فإن كنتَ ذا لبٍّ فلا تقربنَّه
فَغَيرُ بعيدٍ أَنْ يَصِيبَكَ حَدُّهُ
وقد كنتُ أولى بالنَّصيحة ِ لو صغا
فؤادى ، ولكن خالفَ الحزمَ قصدهُ
إذا لم يكنْ للمرءِ عقلٌ يقودهُ
فَيُوشِكُ أَنْ يَلْقَى حُسَاماً يَقُدُّهُ
لعمرى لقدْ ولَّى الشبابُ ، وحلَّ بى
منَ الشيبِ خطبٌ لا يطاقُ مردُّهُ
فَأَيُّ نَعِيمٍ في الزَّمانِ أَرُومُهُ؟
وأى ُّ خليلٍ للوفاءِ أعدُّهُ ؟
وكيفَ ألومُ النَاسَ فى الغدرِ بعدما
رأيتُ شبابى قدْ تغيَّرَعهده ؟
وَأَبْعَدُ مَفْقُودٍ شَبَابٌ رَمَتْ بهِ
صروفُ اللَّيالى عندَ من لا يردُّهُ
فَمَنْ لِي بِخِلٍّ صَادِقٍ أَسْتَعِينُهُ
على أملى ، أو ناصرٍ أستمدهُ ؟
صحبتُ بنى الدنيا طويلاً فلم أجد
خَليلاً، فَهَلْ مِنْ صاحِبٍ أَسْتَجِدُّهُ
فأكثرُ من لاقيتُ لم يصفُ قلبهُ
وأصدقُ من واليتُ لم يغنِ ودُّهُ
أطالبُ أيامى بما ليسَ عندَها
وَمَنْ طَلَبَ الْمَعْدُومَ أَعْيَاهُ وُجْدُهُ
فَمَا كُلُّ حَيٍّ يَنْصُرُ الْقَوْلَ فِعْلُهُ
ولا كلُّ خلٍّ يصدقُ النَّفسَ وعدهُ
وأصعبُ ما يلقى الفتى فى زمانهِ
صَحابَة ُ مَنْ يَشْفِي مِنَ الدَّاءِ فَقْدُهُ
وَللنُّجْحِ أَسْبَابٌ إِذَا لَمْ يَفُزْ بِهَا
لَبِيبٌ مِنَ الْفِتْيَانِ لم يُورِ زَنْدُهُ
ولكن إذا لم يسعدِ المرءَ جدُّهُ
على سعيهِ لم يبلغِ السؤلَ جدُّهُ
وما أنا بالمغلوبِ دونَ مرامهِ
ولكنَّهُ قد يخذلُ المرءَ جهدهُ
وما أبتُ بالحرمانِ إلاَّ لأنَّنى
«أَوَدُّ مِنَ الأَيَّامِ ما لا تَوَدُّهُ»
فَإِنْ يَكُ فَارَقْتُ الرِّضَا فَلَبَعْدَمَا
صحبتُ زماناً يغضبُ الحرَّ عبدهُ
أبى الدَّهرُ إلاَّ أن يسودَ وضيعهُ
وَيَمْلِكَ أَعْنَاقَ الْمَطَالِبِ وَغْدُهُ
تداعت لدركِ الثَّأرِ فينا ثعالهُ
ونَامَتْ عَلى طُولِ الْوَتِيرَة ِ أُسْدُهُ
فَحَتَّامَ نَسْرِي في دَيَاجِيرِ مِحْنَة ٍ
يَضِيقُ بِهَا عَنْ صُحْبَة ِ السَّيْفِ غِمْدُهُ
إذا المرءُ لم يدفع يدَ الجور إن سطتْ
عَلَيْهِ، فَلا يَأسَفْ إِذا ضَاعَ مَجْدُهُ
وَمَنْ ذَلَّ خَوْفَ الْمَوْتِ، كانَتْ حَيَاتُهُ
أَضَرَّ عَلَيْهِ مِنْ حِمامٍ يَؤُدُّهُ
وَأَقْتَلُ دَاءٍ رُؤْيَة ُ الْعَيْنِ ظَالِماً
يُسِيءُ، وَيُتْلَى في المَحَافِلِ حَمْدُهُ
علامَ يعيشُ المرءُ فى الدَّهرِ خاملاً ؟
أيفرحُ فى الدُّنيا بيومٍ يعدُّهُ ؟
يَرَى الضَّيْمَ يَغْشَاهُ فَيَلْتَذُّ وَقْعَهُ
كَذِي جَرَبٍ يَلْتَذُّ بالْحَكِّ جِلْدُهُ
إذا المرءُ لاقى السيلَ ثُمَّتَ لم يعجْ
إلى وزَرٍ يحميهِ أرداهُ مدُّهُ
عفاءٌ على الدُّنيا إذا المرءُ لم يعشْ
بِها بَطَلاً يَحْمِي الْحَقِيْقَة َ شَدُّهُ
منَ العارِ أنْ يرضى الفتى بمذلَّة ٍ
وفى السَّيفِ ما يكفى لأمرٍ يعدُّهُ
وإنُّى امرؤٌ لا أستكينُ لصولة ٍ
وإن شدَّ ساقى دونَ مسعاى َ قدُّهُ
أَبَتْ ليَ حَمْلَ الضَّيْمِ نَفْسٌ أَبِيَّة ٌ
وقلبٌ إذا سيمَ الأذى شبَّ وقدهُ
نمانى إلى العلياءِ فرعٌ تأثلت
أَرُومَتُهُ فِي المَجْدِ، وافْتَرَّ سَعْدُهُ
وحَسْبُ الْفَتَى مَجْداً إِذَا طالَبَ الْعُلاَ
بما كانَ أوصاهُ أبوهُ وجدُّهُ
إِذَا وُلِدَ الْمَوْلُودُ مِنَّا فَدَرُّهُ
دمُ الصَّيدِ ، والجردُ العناجيجُ مهدهُ
فإن عاشَ فالبيدُ الدَّياميمُ دارهُ
وإِنْ ماتَ فالطَّيْرُ الأَضَامِيمُ لَحْدُهُ
أصدُّ عنِ المرمى القريبِ ترَفعَّاً
وأَطْلُبُ أَمْراً يُعْجِزُ الطَّيْرَ بُعْدُهُ
وَلا بُدَّ مِنْ يَوْمٍ تَلاعَبُ بِالْقَنَا
أُسودُ الوغى فيهِ ، وتمرحُ جردهُ
يمزِّقُ أستارَ النَّواظرِ برقهُ
وَيَقْرَعُ أَصْدَافَ الْمَسَامِعِ رَعْدُهُ
تُدَبِّرُ أَحْكَامَ الطِّعانِ كُهُولُهُ
وتملكُ تصريفَ الأعنَّة ِ مُردهُ
قُلُوبُ الرِّجالِ المُسْتَبِدَّة ِ أَكْلُهُ
وَفَيْضُ الدِّماءِ الْمُسْتَهِلَّة ِ وِرْدُهُ
أحملُ صدرَ النصلِ فيهِ سريرة ً
تعدُّ لأمرٍ لا يحاولُ ردُّهُ
فإمَّا حياة ٌ مثلَ ما تشتهى العلا
وإما ردى ً يشفى منَ الداءِ وفدهُ
نــجــم
05-04-2011, 08:54 PM
زمزمى الكأسَ وهاتى
زمزمى الكأسَ وهاتى
واسقنيها يا مهاتى
وامْزُجِيهَا بِرُضابٍ
مِنكِ معسولَ اللَّهاة ِ
إِنَّمَا الرَّاحُ مَدارُ الْـ
ـأُنْسِ فِي كُلِّ الجِهاتِ
طالما عاصيتُ فيها
أَهلَ ودِّى ونهاتى
لا أبالى فى هَواها
بِسماعِ الترَّهاتِ
كيفَ أخشى قولَ داهٍ ؟
أنا مِنْ قومٍ دُهاة ِ
نــجــم
05-04-2011, 08:54 PM
سلْ مالكَ الملكِ ؛ فهوَ الآمرُ الناهي
سلْ مالكَ الملكِ ؛ فهوَ الآمرُ الناهي
وَلاَ تَخَفْ عَادِياً؛ فَالْحُكْمُ لِلَّهِ
هوَ الذي ينعشُ المظلومَ إنْ علقتْ
بِهِ الرَّزَايَا، وَيَجْزِي كُلَّ تَيَّاهِ
فَاسْجُدْ لَهُ، واقْتَرِبْ تَبْلِغْ بِطَاعَتِهِ
ما شئتَ في الدهرِ منْ عزًّ ، ومنْ جاهِ
يَا رَبُّ! قَدْ طَالَ بِي شَوْقِي إِلَى وَطَنِي
فَاحْلُلْ وَثَاقِي، وأَلْحِقْنِي بِأَشْبَاهِي
وَامْنُنْ عَلَيَّ بِفَضْلٍ مِنْكَ يَعْصِمُنِي
مِنْ كُلِّ سُوءٍ، فَإِنِّي عَاجِزٌ وَاهِي
هذا دعائي ، وَ حسبي أنتَ منْ حكمٍ
يَعْنُو لَهُ كُلُّ شَاهٍ، أَوْ شَهِنْشَاهِ
نــجــم
05-04-2011, 08:54 PM
سلْ حمامَ الأيكِ عنيَّ
سلْ حمامَ الأيكِ عنيَّ
إِنَّهُ أَدْرَى بِحُزْنِي
نَحْنُ فِي الْحُبِّ سَوَاءٌ
كُلُّنَا يَبْكِي لِغُصْنِ
غيرَ أنَّ الوجدَ منهُ
ليسَ مثلَ الوجدِ مني
أَنَا أَبْكِي مِنْ غَرَامِي
وَهْوَ فِي الْغُصْنِ يُغَنِّي
وَهْوَ بِالدَّمْعِ بَخِيلٌ
وَ دموعي ملءُ عيني
لَسْتَ فِي الصَّبْوَة ِ مِثْلِي
فَانْصَرِفْ يَا طَيْرُ عنِّي
نــجــم
05-04-2011, 08:55 PM
سمعَ الخلى ُّ تأّوُّهى فتَلفَّتا
سمعَ الخلى ُّ تأّوُّهى فتَلفَّتا
وأصابهُ عجبٌ ، فقالَ منِ الفتى ؟
فَأَجَبْتُهُ إِنِّي امْرُؤٌ لَعِبَ الأَسَى
بِفُؤادِهِ يَوْمَ النَّوَى فَتَشَتَّتَا
انظُرْ إلى َ تجِدْ خيالاً بالياً
تحتَ الثِّيابِ ، يكادُ ألاَّ ينعتا
قَدْ كانَ لِي قَلْبٌ أَصابَ سَوادَهُ
سهمٌ لطَرفٍ فاترٍ فَتفتَّتا
تبِعَ الهوى قلبى فهامَ ، وليتَهُ
قَبْلَ التَّوَغُّلِ في البَلاءِ تَثَبَّتَا
أَلْقَتْهُ فِي شَرَكِ الْمَحَبَّة ِ غَادَة ٌ
هَيْهَاتَ، لَيْسَ بِصاحِبِي إِنْ أَفْلَتَا
كالوردِ خدَاً ، والبنفسجِ طرَّة ً
والْغُصْنِ قَدًّا، والْغَزَالَة ِ مَلْفَتَا
نَظَرَتْ بِكَحْلاوَيْنِ أَوْدَعَتَا الْهَوَى
بِالقَلْبِ حَتَّى هَامَ، ثُمَّ تَخَلَّتَا
تاللهِ لو علمَ العذولُ بما جنى
طرفى على ّ لساءه أن يشمتا
طَرْفٌ أَطَلْتُ عِنَانَهُ لِيُصِيبَ لِي
بَعْضَ الْمُنَى ، فَأَصابَنِي لَمَّا أَتَى
يا قَلْبُ حَسْبُكَ قَدْ أَفاقَ مَعَاشِرٌ
وأَراكَ تَدْأَبُ في الهَوَى ، فإِلى مَتَى ؟
نــجــم
05-04-2011, 08:55 PM
سَل الجيزة َ الفيحاءَ عنْ هرَمَى ْ مِصرِ
سَل الجيزة َ الفيحاءَ عنْ هرَمَى ْ مِصرِ
لَعَلَّكَ تَدْرِي غَيْبَ مَا لَمْ تَكُنْ تَدْرِي
بِنَاءَانِ رَدَّا صَوْلَة َ الدَّهْرِ عَنْهُمَا
ومن عجبٍ أن يَغلِبا صولة َ الدَّهرِ
أَقَامَا عَلَى رَغْمِ الْخُطُوبِ لِيَشْهَدَا
لبانيهِما بينَ البريَّة ِ بالفَخرِ
فكم أممٍ فى الدَّهرِ بادَت ، وأعصرٍ
خَلت ، وهُما أعجوبَة ُ العينِ والفكرِ
تَلوحُ لآثارِ العُقولِ عَليهِما
أساطيرُ لاتَنفكُّ تتلى إلى الحَشرِ
رُمُوزٌ لَو اسْتَطْلَعْتَ مَكْنُونَ سِرِّهَا
لأبصرتَ مجموعَ الخلائقِ فى سَطرِ
فما من بناءٍ كانَ ، أو هوَ كائنٌ
يُدَانِيهِمَا عِنْدَ التَأَمُّلِ وَالْخُبْرِ
يُقَصِّرُ حُسْناً عَنْهُمَا «صَرْحُ بَابِلٍ»
وَيَعْتَرِفُ «الإِيوَانُ» بِالْعَجْزِ وَالْبَهْرِ
فلو أنَّ "هاروتَ " انتحَى مَرصديهِما
لألقى مَقاليدَ الكَهانة ِ والسِحرِ
كَأَنَّهُمَا ثَدْيَانِ فَاضَا بِدِرَّة ٍ
منَ النيلِ تروى غُلَّة َ الأرضِ إذ تجرِى
وبينَهما " بَلْهيبُ " فى زِى ِّ رابضٍ
أَكَبَّ عَلَى الْكَفَّيْنِ مِنْهُ إِلَى الصَّدْرِ
يُقَلِّبُ نَحْوَ الشَّرْقِ نَظْرَة َ وَامِقٍ
كَأَنَّ لَهُ شَوْقاً إِلَى مَطْلَعِ الْفَجْرِ
مَصانِعُ فيها للعلومِ غوامِضٌ
تَدُلُّ عَلَى أَنَّ ابْنَ آدَمَ ذُو قَدْر
رسا أصلُها ، وامتدَّ فى الجَوِّ فَرعُها
فأصبَحَ وكراً للسِماكَينِ والنَسرِ
فقُمْ نَغترِف خَمرَ النُّهى مِن دِنانِها
ونَجنى بِأيدى الجدِّ رَيحانة َ العُمرِ
فَثمَّ علومٌ لم تفَتَّق كِمامُها
وثَمَّ رموزٌ وحيُها غامِضُ السِرِّ
أقمتُ بِها شَهرا ، فأدرَكتُ كُلَّ ما
تَمَنَّيْتُهُ مِنْ نِعْمَة ِ الدَّهْرِ فِي شَهْر
نَروحُ ونَغدو كُلَّ يومٍ لنَجتنى
أزاهيرَ علمٍ لاتجفُّ معَ الزَّهرِ
إذا ما فتحنا قفلَ رمزٍ بَدت لنا
مَعَارِيضُ لمْ تُفْتَحْ بِزِيجٍ وَلاَ جَبْرِ
فَكَمْ نُكَتٍ كَالسِّحْرِ فِي حَرَكَاتِهِ
تُريكَ مدبَّ الرُّوحِ فى مُهجَة ِ الذرِّ
سَكِرْنَا بِما أَهْدَتْ لَنَا مِنْ لُبابِها
فيا لكَ مِن سكرٍ أتيحَ بلا خَمرِ!
وما ساءنى إلاَّ صَنيعُ معاشرٍ
أَلَحُّوا عَلَيْهَا بِالْخِيَانَة ِ وَالْغَدْرِ
أبادوا بِها شَملَ العُلومِ ، وشَوَّهوا
مَحَاسِنَ كَانَتْ زِينَة َ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
فَكم سَمَلوا عَيناً بِها تُبصَرُ العُلا
وَشَلُّوا يَداً كَانَتْ بِها رَايَة ُ النَّصْرِ
تمنَّوا لقاطَ الدُرِّ جَهلاً ، وما درَوا
بِأَنَّ حَصَاهَا لاَ يُقَوَّمُ بِالدُرِّ
وفَلُّوا لِجمعِ التِبرِ صُمَّ صُخورِها
وَأَيْسَرُ مَا فَلُّوهُ أَغْلَى مِنَ التِّبْرِ
وَلَكِنَّهُمْ خَابُوا، فَلَمْ يَصِلُوا إِلى
مُناهُم ، ولاأبقوا علَيها منَ الخَترِ
فَتبًّا لَهُم مِن مَعشرٍ نَزَعَت بِهِم
إلى الغى ِّ أخلاقٌ نَبتنَ على غِمرِ
ألا قبَّحَ اللهُ الجهالة ، إنَّها
عَدوَّة ما شادَتهُ فِينا يدُ الفِكرِ
فلَو رَدَّتِ الأيَّامُ مُهجَة َ " هُرمُسٍ "
لأعولَ من حزنٍ على نوَبِ الدَهرِ
فيا نَسَماتِ الفَجرِ! أدَّى تَحيَّتى
إِلى ذَلِكَ الْبُرْجِ الْمُطلِّ عَلى النَّهْرِ
ويا لَمعاتِ البرق ! إن جُزتِ بالحِمى
فَصُوبِي عَلَيْهَا بِالنِّثَارِ مِنَ الْقَطْرِ
عَليها سَلامٍ من فؤادٍ متيَّمٍ
بِها، لاَ بِرَبَّاتِ الْقَلائِدِ والشَّذْرِ
ولا بَرِحَت فى الدَّهرِ وَهى َ خوالِدٌ
خُلودَ الدَّرارى والأَوابدِ مِن شِعرى
نــجــم
05-04-2011, 08:55 PM
سَلاَمَة ُ عِرْضِي فِي خِفَارَة ِ صَارِمِي
سَلاَمَة ُ عِرْضِي فِي خِفَارَة ِ صَارِمِي
وإِنْ كَانَ مَالِي نُهْبَة ً لِلْمَكَارِمِ
بَلَغْتُ عُلاً لاَ يَبْلُغُ النَّجْمُ شَأْوَهَا
إذا هوَ لمْ ينهضْ لها بقوادمِ
إذا المرءُ لمْ يطربْ إلى اللهوِ وَ الصبا
فما هوَ إلاَّ منْ عدادِ البهائمِ
فأية ُ أرض لم تجبها سوابقي
وَ غمرة ُ بأسِ لمْ تخضها صوارمي
وَمَا اللَّيْلُ إِلاَّ هَبْوَة ٌ مِنْ كَتَائِبِي
وَ لاَ الشهبُ إلاَّ لمعة ٌ منْ لهاذمي
جنانٌ تحيدُ الأسدُ عنهُ ، وعزمة ٌ
هيَ الموتُ بينَ المأزقِ المتلاحمِ
وَلَكِنَّنِي أَمْسَيْتُ لِلْحُبِّ خَاضِعاً
وَلِلْحُبِّ سُلْطَانٌ عَلَى كُلِّ حَاكِمِ
وَبِي مِنْ صَمِيمِ الْعُرْبِ حَوْرَاءُ طَفْلَة ٌ
نَحِيلَة ٌ مَجْرَى الْبَنْدِ، رَيَّا الْمَعَاصِمِ
لها نظرة ٌ لوْ خامرتْ قلبَ حازمٍ
لأَصْبَحَ مَسْلُوبَ النُّهَى ، غَيْرَ حَازِمِ
أَطَعْتُ الْهَوَى فِيهَا وَإِنْ كَانَ ظَالِماً
وَعَاصَيْتُ فِي حُبِّي لَهَا كُلَّ رَاحِمِ
وَ منْ عجبٍ أنى أدينُ لحكمها
وَأَكْبُرُ أَنْ أَنْقَادَ طَوْعَ الْخَزَائِمِ
فقلبيَ حرٌّ ، لاَ يدينُ لصولة ٍ
وَ عوديَ صلبٌ ، لاَ يلينُ لعاجمِ
نــجــم
05-04-2011, 08:55 PM
سَمَا الْمُلْكُ مُخْتَالاً بِمَا أَنْتَ فَاعِلٌ
سَمَا الْمُلْكُ مُخْتَالاً بِمَا أَنْتَ فَاعِلٌ
وعادتْ بكَ الأيامُ وهيَ أصائلُ
ربأتَ منَ العلياءِ قنة َ سوددٍ
يُقَصِّرُ عَنْهَا صَاغِراً مَنْ يُطَاوِلُ
وَ أدركتَ في عصرِ الشبيبةِ غاية ً
منَ الفضلِ لمْ يبلإْ مداها الأفاضلُ
فَخَيْرُكَ مَأَمُولٌ، وَفَضْلُكَ وَاسِعٌ
وَظِلُّكَ مَمْدُودٌ، وعَدْلُكَ شَامِلُ
مساعٍ جلاها الرأيُ؛ فهي كواكبٌ
لها بينَ أفلاكِ القلوبِ منازلُ
يقصرُ قابُ الفكرِ عنها، وَ ينتهى
أخو الجدَّ عنْ إدراكها وهوَ ذاهلُ
وَكَيْفَ يَنَالُ الْفَهْمُ مِنْهَا نَصِيبَهُ
وَأَقْرَبُهَا لِلنَّيِّرَاتِ حَبَائِلُ؟
إليكَ تناهى المجدُ، حتى لوانهُ
أرادَ مزيداً لمْ يجدْ ما يحاولُ
فَمُرْ بِالَّذِي تَهْوَاهُ؛ فَالسَّعْدُ قَائِمٌ
بما تشتهي، واللهُ بالنصرِ كافلُ
فَقَدْ تَصْدُقُ الآمَالُ وَالْحَزْمُ رائِدٌ
وتقتربُ الغاياتُ والنجدُّ عاملُ
وَأَيُّ صَنِيعٍ بَعْدَ فَضْلِكَ يُرْتَجَى
وَأَنْتَ مَلِيكٌ فِي الْبَرِيَّة ِ عَادِلُ؟
يَعُمُّ الرِّضَا مَا قَامَ بِالْحَقِّ صَادِعٌ
وَتَبْقَى الْعُلاَ مَا دَامَ لِلسَّيْفِ حَامِلُ
فيا طالباً مسعاتهُ؛ لينالها
رويدكَ؛ إنَّ الحرصَ للنفسِ خاذلُ
فَمَا كُلُّ مَنْ رَاضَ الْبَدِيهَة َ عَاقِلٌ
وَلاَ كُلُّ مَنْ خَاضَ الْكَرِيهَة َ بَاسِلُ
وَ لولا اختلافُ الناسِ في درجاتهمْ
لعادلَ "قسا" في الفصاحةِ "باقلُ "
هُوَ الْمَلِكُ الْمَكْفُولُ بِالنَّصْرِ جُنْدُهُ
إِذَا احْمَرَّ بَأْسٌ، أَوْ تَنَمَّرَ بَاطِلُ
لهُ بدهاتٌ لا تغبُّ، وعزمة ٌ
مؤيدة ٌ، تعنو إليها الجحافلُ
فآرأوهُ في المشكلاتِ كواكبٌ
وَهِمَّاتُهُ فِي الْمُعْضِلاَتِ مَنَاصِلُ
تَدُلُّ مَسَاعِيهِ عَلَى فَضْلِ نَفْسِهِ
وللشمسِ منْ نورٍ عليها دلائلُ
فَيَا مَلِكاً عَمَّتْ أَيَادِيهِ، وَالْتَقَتْ
بِهِ فِرَقُ الآمَالِ وَهْيَ جَوَافِلُ
بكَ اخضرتِ الآمالُ بعدَ ذبولها
وحقتْ وعودُ الظنَّ وهيَ مخايلُ
بسطتَ يدً بالخيرِ فينا كريمة ً
هيَ الغيثُ، أوْ في الغيثِ منها شمائلُ
وَ أيقظتَ ألبابَ الرجالِ؛ فسارعوا
إلى الجدَّ؛ حتى ليسَ في الناسِ خاملُ
وَ ما "مصرُ" إلاّ جنة ٌ، بكَ أصبحتْ
مُنَوِّرَة ً أَفْنَانُهَا وَالْخَمَائِلُ
طلعتَ عليها طلعة َ البدرِ، أشرقتْ
بلألائهِ الآفاقُ والليلُ لائلُ
وَأَجْرَيْتَ مَاءَ الْعَدْلِ فِيهَا؛ فَأَصْبَحَتْ
وَسَاحَاتُهَا لِلْوَارِدِينَ مَنَاهِلُ
وَ لمْ يأتِ منْ أوطانهِ "النيلُ" سائحاً
إِلَى «مِصْرَ» إِلاَّ وَهْوَ حَرَّانُ سَائِلُ
فَيَأَيُّهَا الصَّادِي إِلَى الْعَدْلَ وَالنَّدَى
هلمَّ؛ فذا بحرٌ لهُ البحرُ ساحلُ
مليكٌ أقرَّ الأمنَ وَ الخوفُ شاملٌ
وأحيا رميمَ العدلِ والجورُ قاتلُ
فَسَلْهُ الرِّضَا، وَانْزِلْ بِسَاحَة ِ مُلْكِهِ
فثمَّ الأماني، والعلا، والفواضلُ
رَعَى اللَّهُ يَوْماً قَرَّبَتْنِي سُعُودُهُ
إلى سدة ٍ تأوى إليها الأماثلُ
لثمتُ بها كفا، هيَ البحرُ في الندى
تَفِيضُ سَمَاحاً، وَالْبَنَانُ جَدَاوِلُ
نَطَقْتُ بِفَضْلٍ مِنْكَ، لَوْلاَهُ لَمْ يَدُرْ
لِسَانِي، وَلَمْ يَحْفِلْ بِقَوْلِيَ فَاضِلُ
وَ لا أدعي أني بلغتُ بمدحتي
عُلاَكَ؛ وَلَكِنْ جُهْدُ مَا أَنَا قَائِلُ
وَ كيفَ أوفى منطقَ الشكرِ حقهُ
وَدُونَ ثَنَائِي مِنْ عُلاَكَ مَرَاحِلُ؟
وَ حسبيَ عذراً أنكَ الشمسُ رفعة ً
وَكَيْفَ يَنَالُ الْكَوْكَبَ الْمُتَنَاوِلُ؟
لِتَهْنَ بِكَ الدُّنْيَا؛ فَأَنْتَ جَمَالُهَا
فلولاكَ أمسى جيدها وهوَ عاطلُ
وَ دمْ للعلا ما ذرَّ بالأفقِ شارقٌ
ومَا حَنَّ مِنْ شَوْقٍ عَلَى الأَيْكِ هادِلُ
ولاَ زالتِ الأيامُ تتلو مدائحي
عليكَ، ويمليها الضحى والأصائلُ
نــجــم
05-04-2011, 08:55 PM
سَلِ الفَلكَ الدوَّارَ إن كانَ يَنطِقُ
سَلِ الفَلكَ الدوَّارَ إن كانَ يَنطِقُ
وكيفَ يُحيرُ الهوى أخرَسُ مُطرِقُ ؟
نُسائِلُهُ عَنْ شَأْنِهِ وَهْوَ صَامِتٌ
وَنَخْبُرُ مَا فِي نَفْسِهِ وهْو مُطْبَقُ
فلا سِرُّهُ يَبدو ، ولا نحنُ نَرعَوِى
وَلاَ شَأْوُهُ يَدْنُو، وَلاَ نَحْنُ نَلْحَقُ
وكَيفَ تنالُ النفسُ مِنهُ لُبانة ً
وَأَقْرَبُ مَا فِيهِ عَنِ الظَّنِ أَسْحَقُ؟
فَضاءٌ يَرُدُّ العينَ حَسرى ، ومَسرحٌ
يَقُصَّ جَنَاحَ الْفِكْرِ وَهْوَ مُحَلِّقُ
أقامَ على رَغمِ الفَناءِ ، وكلُّ ما
تَرَاهُ عَلَى وَجْهِ الْبَسِيطَة ِ يَنْفُقُ
فَكَمْ ثَلَّ عَرْشاً، وَاسْتَبَاحَ قَبِيلَة ً
وفَرَّقَ جَمعاً وهوَ لا يتفرَّقُ
تَحسَّى مراراتِ الكُبودِ ، فَلم تَزلْ
بهِ صِبغَة ٌ من لَونِها ، فهو أزرقُ
نَهارٌ وليلٌ يَدأبانِ ، وأنجمٌ
تَغيبُ إلى مِيقاتِها ، ثُمَّ تَشرقُ
تَرِفُّ كَزَهرٍ طَوَّحتهُ عواصِفٌ
بِلجَّة ِ ماءٍ ، فَهو يَطفو ويَغرقُ
سوابِحُ لا تَنفَكُّ تَجرِى لِغاية ٍ
يُقَصِّرُ عَنْهَا الْكَاهِنُ الْمُتَعَمِّقُ
فَيَأَيُّهَا السَّارِي عَلَى غَيْرٍ هُدْيَة ٍ
رُويداً ، فإنَّ البابَ دُونَكَ مُغلَقُ
أتَحسِبُ أنَّ الظَنَّ يُدرِكُ بَعضَ ما
تُحَاوِلُهُ وَالظَّنُّ لِلْمَرْءِ مُوبِقُ؟
وَكَيْفَ يَنَالُ الْحِسُّ وَهْوَ مُحَدَّدٌ
سَرِيرَة َ غَيْبٍ دُونَهَا الْحِسُّ يَصْعَقُ؟
فَلا تَتَّبِع ريبَ الظنونِ ، فَكلُّ ما
تَصَوَّرهُ الإنسانُ وَهمٌ مُلفَّقُ
ولا تَحسبنَّ الحَدسَ يُدرِكُ ما نأى
فَمَا كُلَّ حينٍ قَائِفُ الْحَدْسِ يَصْدُقُ
وَأَيْنَ مِنَ الْمَخْلُوقِ إِدْرَاكُ حِكْمَة ٍ
بِهَا يُنْشِيءُ اللَّهُ الْقُرُونَ وَيَمْحَقُ؟
فَلَوْ عَلِمَ الإِنْسَانُ حَالَة َ نَفْسِهِ
كَفاهُ ، ولَكِنَّ ابنَ آدَمَ أخرَقُ
إذا المرءُ لم يَملك بوادرَ وَهمهِ
عنِ القولِ فيما لم يُفِد فَهوَ أحمَقُ
فَإِيَّاكَ وَالدُّنْيَا، فَإِنَّ نَعِيمَهَا
يَزُولُ، وَمَلْبُوسُ الْجَدِيدَيْنِ يَخْلُقُ
فَإِنْ هِيَ أَعْطَتْكَ اللِّيَانَ فَإِنَّهَا
سَتَخشنُ من بَعدِ اللَّيانِ وتَخرقُ
فلا وُدُّها يَبقَى ، ولا صَفوُ عَيشِها
يَدُومُ، وَلاَ مَوْعُودُهَا يَتَحَقَّقُ
فَكم أخلَفَت وعداً ، ومَلَّت صَحابة ً
وخانت وَفِيًّا ، فَهى َ بَلهاءُ تَنزَقُ
وكيفَ يعيشُ الدَهرَ خِلواً منَ الأسى
سَقيمٌ يُغادِى بالهمومِ ويُطرَقُ ؟
لَعَمْرُ أَبِي إِنَّ الْحَيَاة َ وَإِنْ صَفَتْ
مَسافة َ يومٍ-فَهوَ صَفوٌ مُرنَّقُ
فَفِيمَ يَوَدُّ الْمَرْءُ طُولَ حَيَاتِهِ
وفى طُولِها شَملُ الهناءِ مُفرَّقُ ؟
وما الدهرِ إلاَّ مُستَعِدٌّ لِوثبَة ٍ
فَحِذْرَكَ، مِنْهُ، فَهْوَ غَضْبَانُ مُطْرِقُ
كَأَنَّ هِلاَلَ الأُفْقِ سَيْفٌ مُجَرَّدٌ
عَلَيْنَا بِهِ، وَالنَّجْمَ سَهْمٌ مُفَوَّقُ
أبادَ بنيهِ ظَالِماً غَيرَ راحمٍ
فَيَا عَجَبَا مِنْ وَالِدٍ لَيْسَ يُشْفِقُ
فَلا تبتئس بالأمرِ تَخشَى وُقوعَهُ
فَقَدْ يَأْمَنُ الإنْسَانُ مِنْ حَيْثُ يَفْرَقُ
فَمَا كُلُّ مَا تَهْوَاهُ يَأْتِيكَ بِالْمُنَى
وَلاَ كُلُّ مَا تَخْشَاهُ فِي الدَّهْرِ يَطْرُقُ
وكُن واثِقاً باللهِ فى كلِّ مِحنَة ٍ
فَلَلَّهُ أَوْلَى بِالْعِبادِ وَأَرْفَقُ
نــجــم
05-04-2011, 08:55 PM
سَارِيَة ٌ خَفَّاقَة ُ الْجَنَاحِ
سَارِيَة ٌ خَفَّاقَة ُ الْجَنَاحِ
تُواصِلُ الْغُدُوَّ بالرَّوَاحِ
تَبِيتُ فِي مَهْدٍ مِنَ الْبِطَاحِ
باكِيَة ً بِمَدْمَعٍ سَفَّاحِ
ضحَّاكة ً كثيرة َ النواحِ
منشورة ً فى الأُفقِ كالوِشاحِ
تَحْمِلُهَا كَوَاهِلُ الرِّياحِ
نــجــم
05-04-2011, 08:56 PM
سَبَقْتَ بِالْفَضْلِ؛ فَاسْمَعْ مَا وَحَاهُ فَمِي
سَبَقْتَ بِالْفَضْلِ؛ فَاسْمَعْ مَا وَحَاهُ فَمِي
فأنتَ أولى بهذا الدرَّ منْ كلمي
يَا رَائِدَ الْوُدِّ! قَدْ صَادفْتَ مُنْتَجَعاً
بَيْنَ الْجَوانِحِ؛ فَانْزِلْهُ، وَلاَ تَرِمِ
أَوْلَيْتَنِي مِنْكَ فَضْلاً قَدْ مَلَكْتَ بِهِ
قلبي ، فهاكَ يدي في الودَّ ، فاحتكمِ
إِنَّ الْمَوَدَّة َ إِنْ صَحَّتْ غَدَتْ نَسَباً
بينَ الأباعدِ تغنيهمْ عنِ الرحمِ
فثقْ بذمة ِ عهدٍ فيكَ صادقة
فَلَيْسَ كُلُّ خَلِيلٍ صَادِقَ الذِّمَمِ
وَاعْذِرْ إِذَا لَمْ أَجِدْ فِي الْقَوْلِ مُتَّسَعاً
فالمرءُ لا يبلغُ الأفلاكَ بالهممِ
لاَ زِلْتَ تَرْفُلُ فِي أَثْوَابِ عَافِيَة ٍ
موشية ِ بطرازِ الحمدِ وَ النعمِ
نــجــم
05-04-2011, 08:56 PM
سَرَى الْبَرْقُ مِصْرِيّاً فَأَرَّقَنِي وَحْدِي
سَرَى الْبَرْقُ مِصْرِيّاً فَأَرَّقَنِي وَحْدِي
وأَذْكَرَني ما لَسْتُ أَنْسَاهُ من عَهْدِ
فيا برقُ حدِّثنى ، وأنتَ مصدَّقٌ
عَنِ الآلِ وَالأَصْحَابِ مَا فَعَلُوا بَعْدِي
وعن روضة ِ المقياس تجرى خلالها
جَدَاولُ يُسْدِيها الْغَمَامُ بِمَا يُسْدِي
إِذا صافَحَتْها الرِّيحُ رَهْواً تَجعَّدَت
حبائكها مثلَ المقدَّرة السَّردِ
وَإِنْ ضَاحَكَتْهَا الشَّمْسُ رَفَّتْ، كَأَنَّها
مناضلُ سلَّت للضِّرابِ من الغمدِ
نعمتُ بها دهراً، وما كلُّ نعمة ٍ
حبتكَ بها الأيامُ إلاَّ إلى الردِ
فَوَا أَسَفَا إِذْ لَيْسَ يُجْدِي تَأَسُّفٌ
عَلَى مَا طَوَاهُ الدَّهْرُ مِنْ عَيْشِنَا الرَّغْدِ
إذ الدَّهرُ سمحٌ ، والَّليالى سميعة ٌ
و" لمياءُ " لم تخلف بليَّانها وعدى
فَتَاة ٌ تُرِيكَ الشَّمْسَ تَحْتَ خِمارِهَا
إِذَا سَفَرَتْ، والْغُصْنَ في مَعْقِدِ الْبَنْدِ
مِنَ الْفَاتِنَاتِ الْغِيدِ، لَوْ مَرَّ ظِلُّهَا
على قانتٍ دبَّتْ بهِ سورة ُ الوجدِ
فَتَاللَّهِ أَنْسَى عَهْدَهَا ما تَرَنَّمَتْ
بناتُ الضُّحى بين الأراكة ِ والرند
حَلَفْتُ بِمَا وَارَى الْخِمارُ مِنَ الْحَيَا
وما ضمَّتِ الأَردانُ من حسبٍ عدِّ
وبِاللُّؤْلُؤِ الْمَنْضُودِ بَيْنَ يَواقِتٍ
هِيَ الشَّهْدُ ظَنًّا، بَلْ أَلَذُّ مِنَ الشَّهْدِ
يميناً لو استسقيتَ أرضاً بهِ الحيا
لخاضَ بها الرُّعيانُ فى كلأٍ جعدِ
لأَنْتِ وَأَيُّ النَّاسِ أَنْتِ؟ حَبيبَة ٌ
إلى َّ ولو عذبتِ قلبى بالصَّدِّ
إِلَيْكِ سَلَبْتُ الْعَيْنَ طِيبَ مَنَامِهَا
وفيكِ رَعَيْتُ النَّجْمَ فِي أُفْقِهِ وَحْدِي
وذلَّلتُ هذى النفسَ بعدِ إبائها
وَلَوْلاَكِ لَمْ تَسْمَحْ بِحَلٍّ ولا عَقْدِ
فَحَتَّامَ تَجْزِينِي بِوُدِّيَ جَفْوَة ٍ؟
أَمَا تَرْهَبِينَ اللَّه فِي حُرْمَة ِ الْمَجْدِ؟
سلى عنى الَّليلَ الطَّويلَ ، فإنَّهُ
خَبِيرٌ بما أُخْفِيهِ شَوْقاً، وَمَا أُبْدِي
هل اكتحلت عيناى إلاَّ بمدمعٍ
إِذَا ذَكَرَتْكِ النَّفْسُ سَالَ عَلَى خَدِّي؟
أُصَبِّرُ عَنْكِ النَّفْسَ وَهْيَ أَبِيَّة ٌ
وهيهاتَ صبرُ الظامئاتِ عن الوردِ
كأَنِّي أُلاَقِي مِنْ هَواكِ ابْنَ خِيسَة ٍ
أَخَا فَتَكَاتٍ، لا يُنَهْنَهُ بِالرَّدِّ
تنكَّبَ ممساهُ ، وأخطأ صيدهُ
فَأَقْعَى عَلَى غَيْظٍ مِنَ الْجُوعِ والْكَدِّ
لَهُ نَعَرَاتٌ بِالْفَلاَة ِ كَأَنَّهَا
على عدواءِ الدارِ جلجلة ُ الرَّعدِ
يمزِّقُ أستار الظَّلامِ بأعينٍ
تَطِيرُ شَراراً كَالسُّقاطِ مِنَ الزَّنْدِ
كَأَنَّهُمَا مَاوِيَّتَانِ أُدِيرَتَا
إِلَى الشَّمْسِ، فَانْبَثَّا شُعَاعاً مِنَ الْوَقْدِ
فهذا اَّلذى ألقاهُ منكِ على النوى
فَرَاخِي وَثَاقِي يَابْنَة َ الْقَوْمِ، أَوْ شُدِّي
نــجــم
05-04-2011, 08:56 PM
سُكُوتِي إِذَا دَامَ الْحَدِيثُ كَلاَمُ
سُكُوتِي إِذَا دَامَ الْحَدِيثُ كَلاَمُ
وَ تقليبُ عيني في الوجوهِ ملامُ
وَ صبري على الأيامِ لاَ منْ مذلة ٍ
وَ لكنْ يدٌ مغلولة ٌ وَ حسامُ
أُلاَمُ عَلَى أَنِّي صَبَرْتُ، وَهَلْ فَتى ً
عَلَى الصَّبْرِ ـ إِنْ قَلَّ الْمُعِينُ ـ يُلاَمُ؟
نــجــم
05-04-2011, 08:56 PM
سَكِرَتْ بِخَمْرِ حَدِيثِكِ الأَلْفَاظُ
سَكِرَتْ بِخَمْرِ حَدِيثِكِ الأَلْفَاظُ
وَتَكَلَّمَتْ بِضَمِيرِكِ الأَلْحَاظُ
يَا دُمْيَة ً لَوْلا التَّقِيَّة ُ لاَسْتَوَتْ
في حُبِّهَا الْفُتَّاكُ والْوُعَّاظُ
مَا لِي مَنَحْتُكِ خُلَّتِي، وَجَزَيْتِني
نَاراً لَهَا بَيْنَ الضُّلُوعِ شُوَاظُ؟
هَلاَّ مَنَنْتِ إِذ امْتَلَكْتِ! فَطَالَمَا
منَّ الكريمُ وقلبهُ مُغتاظُ
فلقد هجرتُ إليكِ جلَّ عشيرتى
فَقُلُوبُهُمْ أَبَداً عَلَيَّ غِلاَظُ
وَنَفَيْتِ عَنْ عَيْنِي الْمَنَامَ، فَمَالَهَا
غيرَ المدامعِ والسهادِ لماظُ
هدا ، وما اختضبت لِغيركِ أسهمٌ
بِدمى ، ولا احتكمت على َّ لحاظُ
فعلامَ تستمعينَ ما يأتى بهِ
عنِّى إليكِ الحاسِدُ الجوَّاظُ ؟
فَصِلِي مُحِبّاً، مَا أَصَابَ خَطِيئَة ً
فِي دِينِ حُبِّكِ، وَالْغَرَامُ حِفَاظُ
يَهْوَاكِ حَتَّى لاَ يَمِيلُ بِطَبْعِهِ
فِي حُبِّكِ الإِيذَاءُ وَالإِحْفَاظُ
نابً المضاجعِ ، لا تزورُ جفونَهُ
سِنَة ُ الْكَرَى ، وَأُولُو الْهَوَى أَيْقَاظُ
مُتحمِّلٌ ما لو تحمَّلَ بعضَهُ
أهلُ المحبَّة ِ والغرامِ لفاظُوا
فإذا استهلَّ تربَّعوا فيما جَرى
من دمعهِ، وإذا تنفَّسَ قاظوا
هَذَا هُوَ الْحُبُّ الَّذِي ضَاقَتْ بِهِ
تِلْكَ الصُّدُورُ، وَقَلَّتِ الْحُفَّاظُ
نــجــم
05-04-2011, 08:56 PM
سكنَ الفؤادُ ، وجفتِ الآماقُ
سكنَ الفؤادُ ، وجفتِ الآماقُ
وَمَضَتْ عَلَى أَعْقَابِهَا الأَشْوَاقُ
ونزعتُ عنْ نزقِِ الشبيبة ِ والصِبا
بَعْدَ الْمَشِيبِ، ولِلشَّبَابِ نِزَاقُ
لاَ الدَّارُ دَارٌ بَعْدَ مَا رَحَلَ الصِّبَا
عنّي ، ولا تلكَ الرفاقُ رفاقُ
ولقدْ جريتُ معَ الغواية ََ والصبا
جَرْيَ الْكُمَيْتِ، وَلِلْغَرَامِ سِبَاقُ
وَلَبِسْتُ هَذَا الدهْرَ مِنْ أَطْرَافِهِ
و نزعته وقميصه أخلاقُ
فإذا الشبابُ وديعة ٌ ، وإذا الفتى
هَدْيٌ لِفَاغِرَة ِ الْمَنُونِ يُسَاقُ
لله أيامٌ لنا معروفة ٌ
سبقتْ ، وليسَ لسبقهنَّ لحاقُ
حيثُ الصبا نهبٌ ، وسلسالُ الهوى
عَذْبٌ، وآنِيَة ُ السُّرُورِ دِهَاقُ
فِي جَنَّة ٍ خَضْرَاءَ، وَرْدُ خُدُودِهَا
زَاهٍ، وَغَيْثُ مُدَامِهَا غَيْدَاقُ
سَفَرتُ بِها الأقمارُ من أطواقِها
وتجمَّعَت بِفنائها العشاقُ
فالنُطقُ جهرٌ ، والتَّحية ُ قبلة ٌ
بينَ الأحبة ِ ، والسلامُ عِناقُ
لايسأمونَ اللَّهوَ بينَ مَلاعبٍ
قَدْ قَامَ فِيهَا لِلْخَلاعَة ِ سَاقُ
يَفتَنُّ عقلُ المرءِ فى تصويرِها
وَتَحَارُ فِي تَمْثِيلِهَا الأَحْدَاقُ
فَعلى المُروجِ منَ الخمائلِ رفرفٌ
وعلى الخمائلِ للغيومِ رواق
بَعَثَ الرّبِيعُ لَهُنَّ مِنْ أَنْفَاسِهِ
فَسَمت طِباقٌ فَوقهنَّ طباقُ
دُنيا نعيمٍ لا بقاءَ لِحُسنها
وَنَعِيمُ دُنْيَا مَا لَهَا مِيثَاقُ
فلقد مَضى ذاكَ الزمانُ بِحُسنهِ
وسما إلى الهمُّ والإيراقُ
وَغَدَوْتُ حَرَّانَ الْفُؤَادِ كَأَنَّمَا
ضاقَت على َّ برحبِها الآفاقُ
نَفِسَت على َّ بنو الزمانِ شَمائلِى
فَلَهُمْ بِذَلِكَ خِفَة ٌ وَنِزَاقُ
حَسِبوا التَّحولَ فى الطِباعِ خَليقة ً
وتحوُّلُ الأخلاقِ ليسَ يُطاقُ
تَاللَّهِ أَهْدَأُ أَوْ تَقُومَ قِيَامَة ٌ
فيها الدِماء على الدِماءِ تُراقُ
ترتدُّ عينُ الشمسِ فى سَتراتِها
شَعواءُ تَلتهمُ الفضاءِ ، ويرتَقى
مِنها على حُبُكِ السماءِ نِطاقُ
أنا لا أقرُّ على القبيحِ مَهابة ً
إِنَّ الْقَرَارَ عَلَى الْقَبِيحِ نِفَاقُ
قَلْبِي عَلَى ثِقَة ٍ وَنَفْسِيَ حُرَّة ٌ
تَأْبَى الدَّنِيَّ، وَصَارِمِي ذَلاَّقُ
فَعلامَ يَخشى المرءُ فرقة َ روحِه ؟
أَوَ لَيْسَ عَاقِبَة َ الْحَيَاة ِ فِرَاقُ؟
فارغَب بِنفسِكَ وهِى َ فى أثوابِها
إن لم تَكُن شامٌ فَتِلكَ عِراقُ
لاَ خَيْرَ فِي عَيْشِ الْجَبَانِ يَحُوطُهُ
مِنْ جَانِبَيْهِ الذُّلُّ وَالإِمْلاَقُ
عَابُوا عَليَّ حَمِيَّتِي ونِكَايَتِي
والنارُ ليسَ يَعيبُها الإحراقُ
فَاضْرَحْهُمُ ضَرْحَ اْلعُيُونِ قَذَاتَهَا
وحَذارِ ، لا تعلَق بِكَ العُلاَّقُ
فَالنَّاسُ أَشْبَاهٌ، وَشَتَّى بَيْنَهُمْ
تَدنو الجُسومُ ، وتَبعدُ الأخلاقُ
فَاعْرِضْهُمُ، وَاحْذَرْ تَشَابُهَ أَمْرِهِمْ
لاَ تَسْتَوِي الأَغْلاَلُ وَاْلأَطْوَاقُ
لاَ تَحْسَبَنَّ الرِّفْقَ يَنْزِعُ غِلَّهُمْ
الشَّرُّ دَاءٌ مَا لَهُ إِفْرَاقُ
شَروا الضَلالة َ بِالهُدى ، واغترَّهُم
لِينُ الْحَيَاة ِ، وَمَاؤُها الرَّقْرَاقُ
فَتَرَى الْفَتَى مِنْهُمْ كَأَنَّ بِرَأْسِهِ
نَزغَ الجُنونِ ، فليسَ فِيهِ لَياقُ
مُتلوِّنُ الأخلاقِ بينَ عَشيرهِ
جَهلاً ، كما يَتَلوَّنُ الشِقراقُ
لَهجٌ بعارية ِ الحَياة ِ ، وما دَرى
أنَّ الحَياة َ إلى المَنونِ مَساقُ
لَو كانَ يَسلَمُ فى الزَمانِ مِنَ الردَى
حَى ٌّ لَعاشَ بِجَوِّهِ السَيذاقُ
أربَى عَلى شِمراخِ أرعَنَ باذِخٍ
سامٍ ، لَهُ فوقَ السَحائبِ طاقُ
نَهمانُ يَعتلِقُ القَطا بِمخالِبٍ
حُجْنٍ، لَهُنَّ بِوَقْعِهَا تَصْعَاقُ
لا يَستَقِرُّ بهِ الجَناحُ ، وطَرفهُ
مُتقلِّبٌ يَسمو بهِ الإرشاقُ
بَينا كَذلِكَ إذ أصابَ عِصابة ً
لِلطَيرِ أرسَلَها صَدى ً مِحراقُ
فَسَمَا، فَحَلَّقَ، فَاسْتَدَارَ، فَصَكَّهَا
بِمُذَرًّبٍ تمكُو لَهُ الأعناقُ
تسمو ، فيتبَعُها ، فَتَهوِى وهوَ فى
آثارِها مَرَّ الشِهابَ حِراقُ
مَذعورة ٌ تَبغِى الفِرارَ مِنَ الردَى
إنَّ الفِرارَ مِنَ المَنونِ وِثاقُ
حَتَّى إذا فَترَت ، وحَطَّ بِها الوَنى
سَقَطَتْ، فَلَيْسَ لِنَفْسِهَا أَرْماقُ
فَأَتَى ، فَمَزَّقَهَا كَمَا حَكَمَ الرَّدَى
وَلِكُلِّ نَفْسٍ مَرَّة ً إِزْهَاقُ
أَفَذَاكَ، أَمْ ضِرْغَامُ خِيسٍ مُدْهِسٌ
تَنْجَابُ عَنْ أَنْيَابِهِ الأَشْدَاقُ؟
مَنَع الطَّرِيقَ، فَمَا تَجُوسُ خِلاَلَهُ
فِي سَيْرهَا الطُّرَّاقُ وَالْمُرَّاقُ
غَضبانُ ، يَضربُ ذَيلهُ ، ويَلُفُّهُ
مِنْ جَانِبَيْهِ، كَأَنَّهُ مِخْرَاقُ
عَصَفَت عَليهِ النائجاتُ ، وخابَ مِنْ
هامِ الوحوشِ لَهُ حَشاً وصِفاقُ
فَسَمَا، فَأَبْصَرَ رَاعِيَيْنِ تَخَلَّفَا
بِالْعِيرِ، تَصْدَحُ بَيْنَهُنَّ نِيَاقُ
فأجمَّ قُوَّتَهُ ، وشَدَّ بِوثبَة ٍ
صُمُّ الصُخورِ لِوقعِها أفلاقُ
حَتَّى إذا اعترضَ الرِحالَ إذا بِها
يَقِظٌ تَلِينُ لِكَفِّهِ الأَرْزَاقُ
مُتَقلِّدٌ سَيفاً تَرِفُّ مُتونهُ
رَفَّ الْمَصَابِحِ شَفَّهُنَّ لِيَاقُ
فَتَصَاولا ، حَتى إِذا مَا اسْتَنْفَدا
مَا كَانَ عِنْدَهُمَا، وَضَاقَ خِنَاقُ
هَمّا بِبَعْضِهِما ، فَمَاتَا مِيتَة ً
لَهُمَا بِهَا حَتَّى الْمَعَادِ وِفَاقُ
أَمْ أَرْقَشٌ مَرِسٌ يَسِيلُ كَأَنَّهُ
بَيْنَ الْخَمَائِلِ جَدْوَلٌ دَفَّاقُ
يَتَنَاذَرُ الرَاقُونِ سُمَّ لُعَابِهِ
رُعْباً، فَلَيْسَ لِمَسِّهِ دِرْيَاقُ
تَسِمُ الظَّلاَمَ ذُبَالَتَانِ بِرَأْسِهِ
تَقِدَانِ لَيْسَ عَلَيْهِمَا أَطْبَاقُ
يَسْرِى فِيَقْتَحِمُ السِرَارَ ، ويَرْتَمى
بِسَنَاهُما الْمُتَنَبّلُ المِرْشَاقُ
تَرَكَ الْوحُوشُ لَهُ الْفَلاَة َ ، وأَغَلَتْ
طَلَبَ النَجَاة ِ ، فَجَمْعُهَا أَحْذَاقُ
حَتى إِذا ظَنَّ الظُنُونَ بِنَفْسِهِ
تِيهاً بِهَا، وَخَلَتْ لَهُ الأَعْمَاقُ
أَنْحَى فَأَقْصَدَهُ الزَّمَانُ بِسَهْمِهِ
إِنَّ الزَمَانَ لَنَا بِلٌ مِيفَاقُ
حِكَمٌ تَحَيّرَت الْبَرِيهُ دُونَهَا
وَتَنَازَعَتْ أَسْبابَها الْحُذَّاقُ
فَاسْمَعْ، فَما كُلُّ الْكَلاَمِ بِطَيِّبٍ
وَلِكُلِّ قَوْلٍ فِي السَّمَاعِ مَذَاقُ
نَزَلَ الْكَلاَمُ إِلى مِنْ شُرُفَاتِهِ
وتَمَثَّلَتْ بِحَدِيثي الاْفَاقُ
نــجــم
05-04-2011, 08:56 PM
شفَّنى وجدى ، وأبلانِى السهَر
شفَّنى وجدى ، وأبلانِى السهَر
وَتَغَشَّتْنِي سَمَادِيرُ الْكَدَرْ
فسوادُ الَّليلِ ما إن ينقضى
وبياضُ الصبحِ ما إن ينتظَر
لا أنيسٌ يَسمعُ الشَّكوى ، ولا
خبَرٌ يأتى ، ولا طيفٌ يَمر
بَيْنَ حِيطَانٍ وَبَابٍ مُوصَدٍ
كلَّما حرّكهُ السَّجانُ صَرْ
يتمشَّى دونَهُ ، حتَّى إذا
لحِقَتهُ نبأة ٌ منِّى استَقَر
كُلَّمَا دُرْتُ لأِقْضِي حَاجَة ً
قالَت الظُلمة ُ : مهلاً ، لا تَدُر
أتقرَّى الشَئَ أبغيهِ ، فلا
أجِدُ الشئَ ، ولا نفسى تقَر
ظُلمة ٌ ما إن بِها من كوكبٍ
غيرُ أنفاسٍ تَرامى بالشَرَرْ
فَاصْبِرِي يَا نَفْسُ حَتَّى تَظْفَرِي
إنَّ حُسنَ الصبرِ مفتاحُ الظَفَر
هِيَ أَنْفَاسٌ تَقَضَّى ، وَالْفَتَى
حيثُما كانَ أسيرٌ للقدَرْ
نــجــم
05-04-2011, 08:57 PM
صبوتٌ إلى المدامة ِ وَ الغواني
صبوتٌ إلى المدامة ِ وَ الغواني
وَحَكَّمْتُ الْغَوَايَة َ فِي عِنَانِي
و قلتُ لعفتي - بعدَ امتناعِ -
إِلَيْكِ؛ فَقَدْ عَنَانِي مَا عَنَانِي
فَمَا لِي عَنْ هَوَى الْحَسْنَاءِ صَبْرٌ
يُوَقِّرُ عِنْدَ سَوْرَتِهِ جَنَانِي
وَ كيفَ يضيقُ منْ دارتْ عليهِ
كئوسُ هوى من الحدقِ الحسان؟
أعاذلُ ، خلت=ني وَ شئونَ قلبي
و خذْ ما شئتهُ في أيَّ شانِ
فَقَدْ شَبَّ الْهَوَى مَنْ رَامَ نُصْحِي
وَأَغْرَى فِي الْمَحَبَّة ِ مَنْ نَهَانِي
رضيتُ منَ الهوى بنحولِ جسمي
وَمِنْ صِلَة ِ الْبَخِيلَة ِ بِالأَمَانِي
وَ لستُ بطالبٍ في الناسِ خلاَّ
يناصحني ؛ فعقلي قدْ كفاني
بَلَوْتُ النَّاسَ، وَاسْتَخْبَرْتُ عَنْهُم
صروفَ الدهرِ آناً بعدَ آنِ
فَمَا أَبْصَرْتُ غَيْرَ أَخِي كِذَابٍ
خلوبِ الودَّ ، مصنوعِ الحنان
يُصَرِّحُ بِالْعَدَاوَة ِ وَهْوَ نَاءٍ
وَ يمذقُ في المحية ِ وَ هوَ داني
لَهُ فِي كُلِّ جَارِحَة ٍ لِسَانٌ
وَمَا شُرْبِي الْمُدَامَ هِوى ً، وَلَكِنْ
فلا تأمنْ على نجواكَ صدراً
فَرُبَّ خَدِيعَة ٍ تَحْتَ الأَمَانِ
وَ لاَ يغرركَ قولٌ دونَ فعلٍ
فإنَّ الحسنَ قبحٌ في الجبانِ
وَمَا أَنَا ـ وَالطِّبَاعُ لَهَا انْخِدَاعٌ ـ
بِذِي تَرَفٍ يُرَوَّعُ بِالشِّنَانِ
رغبتُ بشيمتي ، وَ عرفتُ نفسي
وَ لمْ أدخلْ - لعمركَ - في قرانِ
عَقَدْتُ بِحَدِّ سَوْرَتِهَا لِسَانِي
مخافة َ أنْ تهيجَ بناتِ صدري
فيظهرَ بعضُ سرى للعيانِ
وَ فيمَ - وَ قدْ بلوتُ الدهرَ - أبغي -
صَدِيقاً، أَوْ أَحِنُّ إِلَى مَكَانِ؟
وَ لستُ َى سوى صبحٍ وَ جنحٍ
إلينا بالردى يتسابقانِ
فَيَا مَنْ ظَنَّ بِالأَيَّامِ خَيْراً
رويدكَ ؛ فهي أقربُ للحرانِ
أترغبُ في السلامة ِ وَ هيَ داءٌ ؟
وَ تجمعُ للبقاءِ وأنتَ فاني ؟
دَعِ الدُّنْيَا، وَسَلِّ الْهَمَّ عَنْهَا
إذا اعتكرتْ - بصافية ِ الدنانِ
فإنَّ الراحَ راحة ُ كلَّ نفسٍ
إِذَا دَارَتْ عَلَى نَغَمِ الْقِيَانِ
مِنَ الْخَمْرِ الَّتِي دَرَجَتْ عَلَيْهَا
أفانينٌ منَ العصرِ الفواني
تخالُ وَ مسضها في الكأسِ ناراً
فَتَلْمِسُهَا بِأَطْرَافِ الْبَنَانِ
فخذها غيرَ مدخرٍ نفيساً
فَلَيْسَ الْعُمْرُ يَدْخُلُ فِي ضَمَانِ
وَخَلِّ النَّاسَ عَنْكَ؛ فَلَيْسَ فِيهِمْ
سَلِيمُ الْقَلْبِ عِندَ الإِمْتِحَانِ
تماثيلٌ تدورُ بلا عقولٍ
وَ ألفاظٌ تمرُّ بلا معاني
تشابهتِ الأسافلُ بالأعالي
فما يدرى الهجينُ منَ الهجانِ
تَرَى كُلَّ ابْنِ أُنْثَى لاَ يُبَالِي
بما جرتْ عليهِ منَ الهوانِ
يُدِلُّ بِنَفْسِهِ إِنْ غِبْتُ عَنْهُ
وَ يشرقُ بالزلالِ إذا رآني
فمنْ لي - وَ الأماني كاذباتٌ -
بِيَوْمٍ فِي الْكَرِيهَة ِ أَرْوَنَانِ
أُلاَعِبُ فِيهِ أَطْرَافَ الْعَوالِي
وَأُطْلِقُ بَيْنَ هَبْوَتِهِ حِصَانِي
تراني فيهِ أولَ كلَّ داعٍ
وَيَرْتَفِعُ الْغُبَارُ، فَلاَ تَرَانِي
إِلَى أَنْ تَنْجَلِي الْغَمَرَاتُ عَنْهُ
وَيَعْرِفَنِي بِفَتْكِي مَنْ بَلاَنِي
أنا ابنُ الليل وَ الخيلِ المذاكى
وَ بيضِ الهندِ ، وَ السمرِ اللدانِ
إذا عينٌ أجدَّ بها طماحٌ
جعلتُ مكانَ حبتها سناني
نــجــم
05-04-2011, 08:57 PM
صَبرتُ على ريبِ هذا الزمانَ
صَبرتُ على ريبِ هذا الزمانَ
وَلَوْلاَ الْمَعَاذِرُ لَمْ أَصْبِرِ
فلا تَحسبنِّى جهلتُ الصوابَ
وَلَكِنْ هَمَمْتُ فَلَمْ أَقْدِرِ
ثَنَتْ عزْمَتِي ثَوْرَة ُ الْمُفْسِدِينَ
وغَلَّتْ يَدِي فَتْرَة ُ الْعَسْكَرِ
وَكُنَّا جمِيعاً، فَلَمَّا وَقَعْتُ
صَبَرْتُ، وَغَادَرَنِي مَعْشَرِي
ولو أنَّنى رُمتُ إعناتهُم
لَقُلْتُ مَقَالَة َ مُسْتَبْصِرِ
وَلَكِنَّنِي حِينَ جَدَّ الْخِصامُ
رَجَعْتُ إِلَى كَرَمِ الْعُنْصُرِ
نــجــم
05-04-2011, 08:57 PM
صَبَرْتُ، وَما بِالصَّبْرِ عَارٌ عَلَى الْفَتَى
صَبَرْتُ، وَما بِالصَّبْرِ عَارٌ عَلَى الْفَتَى
إذا لم يكنْ فيهِ معابٌ ولا نُكر
ولو لم يكنْ فى الصبرِ أعدلُ شاهدٍ
على كرمِ الأخلاقِ ما حُمدَ الصبرُ
نــجــم
05-04-2011, 08:57 PM
صُبْحٌ مَطِيرٌ، وَنَسْمَة ٌ عَطِرَهْ
صُبْحٌ مَطِيرٌ، وَنَسْمَة ٌ عَطِرَهْ
وَأَنْفُسٌ لِلصَّبُوحِ مُنْتَظِرَهْ
فدُر بعينيكَ حيثُ شئتَ تَجِدْ
مُلْكاً كَبِيراً، وَجَنَّة ً خَضِرَهْ
سماؤها بالغصونِ واشِجة ٌ
وأرضُها بالنباتِ مؤتَزِره
مَنْظَرُ لَهْوٍ تُعِيدُ بَهْجَتُهُ
أَكِنَّة َ الْعيْشِ وَهْيَ مُنْحَسِرهْ
فَالْعُفْرُ تَحْتَ الظِّلاَلِ رَاتِعَة ٌ
وَالطَّيْرُ فَوْقَ الْغُصُونِ مُنْتَشِرَهْ
والطلُّ ينهلُّ مِن مساقِطِهِ
مِثْلَ عُقُودِ الْجُمَانِ مُنْتَثِرَهْ
جَدَاوِلٌ في الْفَضَاءِ جَارِيَة ٌ
ومُزْنَة ٌ فِي السَّمَاءِ مُنْهَمِرَهْ
دُنيا نعيمٍ تكادُ زهرَتُها
تَزْرِي عَلَى الشَّمْسِ وَهْيَ مُزْدَهِرَهْ
لاَ ظِلُّهَا راكِدُ النَّسِيمِ، وَلاَ
غُدرانُها بالغثاءِ مًختمره
فيابنَ وُدِّى ! هلمَّ نقتسمِ الـ
ـلَهْوَ، فَنَفْسِي إِلَى الصِّبَا حَسِرَهْ
وَخَلِّنَا مِنْ سِياسَة ٍ دَرَجَتْ
بَيْنَ أُناسِ قُلُوبُهُمْ وَغِرَهْ
يَقضونَ أيامهُم على خطرٍ
فَبِئْسَ عُقْبَى السِّيَاسَة ِ الْخَطِرَهْ
خَدِيعَة ٌ لاَ يَزَالُ صَاحِبُهَا
بَيْنَ هُمُومٍ وَعِيشَة ٍ كَدِرَهْ
مَا لِي وَلِلنَّاسِ، لاَ لَدَيَّ لَهُمْ
حَقٌ يُؤدَّى ، ولا على َّ تِره
قَدِ التقينا من غيرِ سابقة ٍ
فِي دَارِ دُنْيَا بِأَهْلِهَا غَدِرَهْ
نَلهو بها حِقبة ً ، ونتركُها
إلى مهاوٍ فى الأرضِ منحدِره
كلُّ امرئٍ ذاهبٌ لغايتهِ
وكلُّ نفسٍ بالغيبِ مؤتمِره
يا ربِّ هب لى منَ الكرامة ِ ما
يسرُّ نفسى ، فإنَّها وجرَه
ولا تكِلنى لِمن يعذِّبُنى
فإنَّ نفسى إليكَ مفتقِرَه
نــجــم
05-04-2011, 08:57 PM
طربتْ ، وَ لولاَ الحلمُ أدركني الجهلُ
طربتْ، وَ لولاَ الحلمُ أدركني الجهلُ
وَعَاوَدَنِي مَا كَانَ مِنْ شِرَّتِي قَبْلُ
فَرُحْتُ، كَأَنِّي خَامَرَتْنِي سَبِيئَة ٌ
منَ الراحِ، منْ يعلقْ بها الدهرَ لا يسلو
سَلِيلَة ُ كَرْمٍ، شَابَ فِي المَهْدِ رَأْسُهَا
وَدبَّ لها نسلٌ، وَما مسها بعلُ
إِذَا وَلَجَتْ بَيْتَ الضَّمِيرِ، رَأَيْتَهَا
وراءَ بناتِ الصدرِ، تسفلُ، أو تعلو
كَأَنَّ لَهَا ضِغْناً عَلَى الْعَقْلِ كَامِناً
فَإِنْ هِيَ حَلَّتْ مَنْزِلاً رَحَلَ الْعَقْلُ
تعبرُ عنْ سرَّ الضميرِ بألسنٍ
منَ السكرِ مقرونٍ بصحتها النقلُ
مُحَبَّبَة ٌ لِلنَّفْسِ، وَهْيَ بَلاَؤُها
كَمَا حُبِّبَتْ فِي فَتْكِهَا الأَعْيُنُ النُجْلُ
يَكَادُ يَذُودُ اللَّيْثَ عَنْ مُسْتَقَرِّهِ
إِذَا ما تَحَسَّى كَأْسَهَا الْعَاجِزُ الْوَغْلُ
تَرَى لِخَوَابِيهَا أَزِيزاً، كَأنَّهَا
خَلاَيَا تَغَنَّتْ فِي جَوَانِبِهَا النَّحْلُ
سَوَاكِنُ آطَامٍ، زَفَتْهَا مَعَ الضُّحَى
يدا عاسلٍ يشتارُ، أوْ خابطٍ يفلو
دنا، ثمَّ ألقى النارَ بينَ بيوتها
فطارتْ شعاعاً، لا يقرُّ لها رحلُ
مروعة ٌ، هيجتْ، فضلتْ سبيلها
فَسَارَتْ عَلَى الدُّنْيَا، كَمَا انْتَشَرَ الرِّجْلُ
فبتُّ أداري القلبَ بعضَ شجونهِ
وأَزْجُرُ نَفْسِي أَنْ يُلِمَّ بِهَا الْهَزْلُ
وَ ما كنتُ أدري -وَالشبابُ مطية ٌ
إلى الجهلِ- أنَّ العشقَ يعقبهُ الخبلُ
رمى اللهُ هاتيكَ العيونَ بما رمتْ
وَحاسبها حسبانَ منْ حكمهُ العدلُ
فَقَدْ تَرَكْتَنِي سَاهِي الْعَقَلِ، سَادِراً
إلى الغيَّ، لاَ عقدٌ لديَّ، وَ لاَ حلٌّ
أَسِيرُ، وَمَا أَدْرِي إِلى أَيْنَ يَنْتَهِي
بِيَ السَّيْرُ، لكِنِّي تَلَقَّفُنِي السُّبْلُ
فَلاَ تَسْأَلَنِّي عَنْ هَوَايَ؛ فَإِنَّنِي
وَرَبِّكَ أَدْرِي كَيْفَ زَلَّتْ بِيَ النَّعْلُ؟
فَمَا هِيَ إِلاَّ أَنْ نَظَرْتُ فُجَاءَة ً
بحلوانَ حيثُ انهارَ، وَانعقدَ الرملُ
إِلَى نِسْوَة ٍ مِثْلِ الْجُمَانِ، تَنَاسَقَتْ
فرائدهُ حسناً، وَألفهُ الشملُ
منَ الماطلاتِ المرءَ ما قدْ وعدنهُ
كذاباً؛ فلا عهدٌ لهنَّ، وَلاَ إلٌّ
تكنفنَ تمثالاً منَ الحسنِ رائعاً
يُجَنُّ جُنُوناً عِنْدَ رُؤْيَتِهِ الْعَقْلُ
فكانَ الذي لولاهُ ما درتُ هائماً
أَرُودُ الْفَيَافِي، لاَ صَدِيقٌ، وَلاَ خِلُّ
فويلمها منْ نظرة ٍ مضرجيةٍ
رُمِيتُ بِهَا مِنْ حَيْثُ وَاجَهَنِي الأَثْلُ
رُمِيتُ بِهَا وَالْقَلْبُ خِلْوٌ مِنَ الْهَوَى
فَمَا بَرِحَتْ حَتَّى اسْتَقَلَّ بِهِ شُغْلُ
لقدْ علقتْ ما ليسَ للنفس دونها
غَنَاءٌ، وَلاَ مِنْهَا لِذِي صَبْوَة ٍ وَصْلُ
فَتَاة ٌ يَحَارُ الطَّرْفُ في قَسَمَاتِهَا
لها منظرٌ منْ رائدِ العينِ لا يخلو
لَطِيفَة ُ مَجْرَى الرُّوحِ، لَوْ أَنَّهَا مَشَتْ
عَلَى سَارِبَاتِ الذَّرِّ مَا آدَهُ الْحِمْلُ
لها نظرة ٌ سكرى، إذا أرسلتْ بها
إلى كبدٍ؛ فالويلُ منْ ذاكَ وَالثكلُ
تُريقُ دِمَاءً حَرَّمَ اللهُ سَفْكَهَا
وَتَخْرُجُ مِنْهَا، لاَ قِصَاصٌ، ولا عَقْلُ
لنا كلَّ يومٍ في هواها مصارعٌ
يهيجُ الردى فيها، وَ يلتهبُ القتلُ
مصارعُ شوقٍ، ليس يجري بها دمٌ
وَمرمى نفوسٍ لا يطيرُ بهِ نبلُ
هنيئاً لها نفسي، على أنَّ دونها
فوارسَ، لا خرسُ الصفاحِ، وَلاَ عزلُ
مِنَ الْقَوْمِ ضَرَّابِي الْعَرَاقِيبِ وَالطُّلَى
إِذَا اسْتَنَّتِ الْغَارَاتُ، أَوْ فَغَرَ الْمَحْلُ
إِذَا نَامَتِ الأَضْغَانُ عَنْ وَتَرَاتِهَا
فَقَوْمِيَ قَوْمٌ لاَ يَنَامُ لَهُمْ ذَحْلُ
رجالٌ أولو بأسٍ شديدٍ ونجدةٍ
فَقَوْلُهُمُ قَوْلٌ، وَفِعْلُهُمُ فِعْلُ
إِذَا غَضِبُوا رَدُّوا إِلَى الأُفْقِ شَمْسَهُ
وَسالَ بدفاعِ القنا الحزنُ والسهلُ
مساعيرُ حربٍ، لا يخافونَ ذلة ً
ألا إنَّ تهيابَ الحروبِ هوَ الذلُّ
إذا أطرقوا أبصرتَ، بالقومِ خيفة َ
لإطراقهمْ، أوْ بينوا ركدَ الحفلُ
وَ إنْ زلتِ الأقدامُ في دركِ غايةٍ
تَحَارُ بِهَا الأَلْبَابُ كَانَ لَهَا الْخَصْلُ
أولئكَ قومي، أيَّ قومٍ وعدةٍ
فلا ربعهمْ محلٌ، وَلاَ ماؤهمْ ضحلُ
يَفِيضُونَ بِالْمَعْرُوفِ فَيْضاً، فَلَيْسَ فِي
عطائهمُ وعدٌ، وَلاَ بعدهُ مطلُ
فزرهمْ تجدْ معروفهمْ دانيَ الجنى
عَلَيْكَ، وَبابَ الْخَيْرِ لَيْسَ لَهُ قُفْلُ
تَرَى كُلَّ مَشْبُوبِ الْحَمِيَّةِ، لمْ يَسِرْ
إِلَى فِئَة ٍ إِلاَّ وَطَائِرُهُ يَعْلُو
بَعِيدُ الْهَوَى، لاَ يَغْلِبُ الظَّنُّ رَأْيَهُ
وَلاَ يتهادى بينَ تسراعهِ المهلُ
تصيحُ القنا مما يدقُّ صدورها
طِعَاناً، وَيَشْكُو فِعْلَ سَاعِدِهِ النَّصْلُ
إِذَا صَالَ رَوَّى السَّيْفُ حَرَّ غَلِيلِهِ
وَإِنْ قَالَ أَورَى زَنْدَهُ الْمَنْطِقُ الْفَصْلُ
لهُ بينَ مجرى القولِ آياتُ حكمةٍ
يَدُورُ عَلَى آدَابِهَا الْجِدُّ وَالْهَزْلُ
تلوحُ عليهِ منْ أبيهِ وجدهِ
مَخَايِلُ سَاوَى بَيْنَهَا الْفَرْعُ وَالأَصْلُ
فَأَشْيَبُنَا فِي مُلْتَقَى الْخَيْلِ أَمْرَدٌ
وَأمردنا في كلَّ معضلةٍ كهلُ
لَنَا الْفَصْلُ فِيمَا قَدْ مَضَى، وَهْوَ قَائِمٌ
لَدَيْنَا، وَفِيمَا بَعْدَ ذَاكَ لَنَا الْفَضْلُ
نــجــم
05-04-2011, 08:58 PM
طهرْ لسانكَ ما استطعتَ ، وَ لا تكنْ
طهرْ لسانكَ ما استطعتَ ، وَ لا تكنْ
خَبّاً يُقَرِّبُ لِلنُّفُوسِ ضَلاَلَهَا
إِنَّ الْوَقِيعَة َ لاَ تَعُودُ بِخِزْيَة ٍ
أوْ سبة ٍ إلاَّ على منْ قالها
نــجــم
05-04-2011, 08:58 PM
ظنَّ الظنونَ فباتَ غيرَ موسَّدِ
ظنَّ الظنونَ فباتَ غيرَ موسَّدِ
حَيْرَانَ يَكْلأُ مُسْتَنِيرَ الْفَرْقَدِ
تُلْوِي بِهِ الذُّكُرَاتُ حَتَّى إِنَّهُ
لَيَظَلُّ مُلْقى ً بَيْنَ أَيْدِي الْعُوَّدِ
طَوْراً يَهُمُّ بِأَن يَزِلَّ بِنَفْسِهِ
سَرَفاً، وتاراتٍ يَمِيلُ عَلَى الْيَدِ
فكأنَّما افترستْ بطائرِ حلمهِ
مشمولة ٌ ، أوساغَ سمَّ الأسودِ
قالوا غداً يومَ الرَّحيل ، ومن لهم
خوفَ التفرُقِ أن أعيشَ إلى غدِ ؟
هى مهجة ٌ ذهبَ الهوى بشغافِها
مَعْمُودَة ٌ، إِنْ لَمْ تَمُتْ فَكَأَنْ قَدِ
يأَهلَ ذا البيتِ الرفيعِ منارهُ
أدعوكم يا قومُ دعوة َ مقصَد
إِنِّي فَقَدْتُ الْيَوْمَ بَيْنَ بُيُوتِكُمْ
عَقْلِي، فَرُدُّوهُ عَلَيَّ لأَهْتَدِي
أو فاستقيدونى ببعضِ قيانكم
حَتَّى ترُدَّ إِليَّ نَفْسِي، أَوْ تَدِي
بَلْ يا أَخَا السَّيْفِ الطَّوِيلِ نِجَادُهُ
إن أنتَ لم تحمِ النَّزيلَ فأغمدِ
هَذِي لِحَاظُ الْغِيدِ بَيْنَ شِعَابِكُمْ
فَتَكَتْ بنَا خَلْساً بِغَيْرِ مُهَنَّدِ
مِنْ كُلِّ نَاعِمَة ِ الصِّبَا بَدَوِيَّة ٍ
رَيَّا الشَّبابِ سَلِيمَة ِ الْمُتَجَرَّدِ
هيفاءَ إن خطرَتْ سبَتْ ، وإذا رنَتْ
سَلَبَتْ فُؤَادَ الْعَابِدِ الْمُتَشَدِّدِ
يخفضنَ من أبصارهنَّ تختُّلاً
لِلنَّفْسِ، فِعْلَ الْقَانتَاتِ الْعُبَّدِ
فَإِذَا أَصَبْنَ أَخَا الشَّبَابِ سَلَبْنَهُ
ورمَينَ مهجتهُ بطرفٍ أصيدِ
وإذا لمحنَ أَخا المشيبِ قلينَهُ
وسترنَ ضاحية ِ المحاسنِ باليدِ
فَلَئِنْ غَدَوْتُ دَرِيئَة ً لعُيُونِهَا
فلقد أفلُّ زعارة َ المتمرد
ولقدْ شهدتُ الحربَ فى إبَّانها
وَلَبِئْسَ رَاعِي الْحَيِّ إِنْ لَمْ أَشْهَدِ
تتقصَّفُ المرَّانَ فى حجَراتها
ويعودُ فيها السيفُ مثلَ الأَدرَد
عصَفت بها ريحُ الرَّدى ، فتدفَّقت
بِدَمِ الْفَوَارِسِ كَالأَتِيِّ الْمُزْبِدِ
ما زِلْتُ أَطْعَنُ بَيْنَها حَتَّى انْثَنَتْ
عَنْ مِثْلِ حَاشِيَة ِ الرِّدَاءِ الْمُجْسَدِ
ولقد هبطتُ الغيثَ يلمعُ نورهُ
فى كلِّ وضَّاحِ الأّسرَّة ِ أغيد
تجرى بهِ الآرامُ بينَ مناهلٍ
طَابَتْ مَوَارِدُهَا، وَظِلٍّ أَبْرَدِ
بمضمَّرٍ أرنٍ كأنَّ سراتهُ
بَعْدَ الْحَمِيمِ سَبِيكَة ٌ مِنْ عَسْجَدِ
خَلصَتْ لَهُ الْيُمْنَى ، وَعَمَّ ثلاثَة ً
منهُ البياضُ إلى وظيفٍ أجردِ
فكأنما انتزعَ الأصيلَ رداءهُ
سَلَباً، وَخَاضَ مِنَ الضُّحَى في مَوْرِدِ
زَجِلٌ يُرَدِّدُ فِي اللَّهَاة ِ صَهِيلَهُ
رَفْعاً كَزَمْزَمَة ِ الْحَبِيِّ الْمُرْعِدِ
متلفتاً عن جانبيهِ ، يهزهُ
مرحُ الصِّبا كالشاربِ المتغرِّدِ
فإذا ثنيتَ لهُ العنانَ وجدتهُ
يَمْطُو كَسِيدِ الرَّدْهَة ِ الْمُتَوَرِّدِ
وإذا أطعتَ لهُ العنانَ رأيتهُ
يَطْوِي الْمَهَامِهَ فَدْفَداً فِي فَدْفَدِ
يكفيكَ منهُ إذا أحسَّ بنبأة ٍ
شدٌّ كمعمعة ِ الأَباءِ الموقدِ
صلبُ السنابكِ لا يمرُ بجلمدٍ
فى الشَّدِّ إلاَّ رضَّ فيهِ بجلمدِ
نِعْمَ الْعَتَادُ إِذَا الشِّفَاهُ تَقَلَّصَتْ
يومَ الكريهة ِ فى العجاجِ الأربدِ
ولقدْ شربتُ الخمرَ بينَ غطارفٍ
شُمِّ الْمَعَاطِسِ كَالْغُصُونِ الْمُيَّدِ
يَتَلاَعَبُونَ عَلَى الْكُئُوسِ إِذا جَرَتْ
لَعِباً يَرُوحُ الْجِدُّ فِيهِ وَيَغْتَدِي
لاَ يَنْطِقُونَ بِغَيْرِ ما أَمَرَ الْهَوَى
فكلامهُم كالروض مصقولٌ ندى
من كلِّ وضَّاحِ الجبينِ كأنَّهُ
قَمَرٌ تَوَسَّطَ جُنْحَ لَيْلٍ أَسْوَدِ
بَلْ رُبَّ غَانِيَة ٍ طَرَقْتُ خِبَاءَهَا
والنجمُ يطرفُ عن لواحظِ أرمدِ
قَالَتْ وَقَدْ نَظَرَتْ إِلَيَّ: فَضَحْتَنِي
فَارْجِعْ لِشَأْنِكَ فَالرِّجالُ بِمَرْصَدِ
فمسحتها حتَّى اطمأنَّ فؤادها
وَنَفَيْتُ رَوْعَتَهَا بِرَأْيٍ مُحْصَدِ
وَخَرَجْتُ أَخْتَرِقُ الصُّفُوفَ مِنَ الْعِدَا
متلثِّماً والسيفُ يلمعُ فى يدى
فَلَنِعْمَ ذَاكَ الْعَيْشُ لَوْ لَمْ يَنْقَضِ
وَلَنِعْمَ هَذَا الْعَيْشُ إِنْ لَمْ يَنْفَدِ
يرجو الفتى فى الدهر طولَ حياتهِ
ونَعِيمِهِ، والْمَرْءُ غَيْرُ مُخَلَّدِ
نــجــم
05-04-2011, 08:58 PM
عليلٌ ، أنتَ مسقمهُ
عليلٌ ، أنتَ مسقمهُ
فَمَا لكَ لاَ تُكلِّمُهُ؟
سرى فيهِ الضنى حتى َّ
بدتْ للعينِ أعظمهُ
فَلاَ إِنْ بَاحَ تَعْذِرُهُ
وَ لاَ إنْ ناحَ ترحمهُ
إِذَا كَانَ الْهَوَى ذَنْبِي
فقلْ لي : كيفَ أكتمهُ ؟
وَدَمْعِي أَنْتَ مُرْسِلُهُ
وَقَلْبِي أَنْتَ مُؤْلِمُهُ
وَ لاَ وَ اللهِ مالي في الـ
ـهوى ذنبٌ ، فأعلمهُ
فويلي منْ غريب الدلـ
ـلِ أبلاني تحكمهُ
تَرَدَّدَ فِي مَحَبَّتِهِ
وَ لمْ يسمحْ بها فمهُ
غزالٌ أحورُ العينيـ
ـنِ، لاَ يَسْلُو مُتَيَّمُهُ
بَهِيمُ بِحُسْنِ صُورَتِهِ
فُؤَادِي، وَهْوَ يَظْلِمُهُ
نسبتُ بهِ ، فبانَ على
جَبِينِ الشِّعْرِ مِيسَمُهُ
فما لي في الذي أمليـ
ـهِ مِنْ فضْلٍ، فَأَغْنَمُهُ
وَ لكنْ حسنهُ يبدو
إلى عيني ، فترسمهُ
وَيَنْثُرُ لَفْظَهُ دُرّاً
على سمعي ، فأنظمهُ
وَ لولاَ ذاكَ ما لاحتْ
بِأُفْقِ الشِّعْرِ أَنْجُمُهُ
فقلْ ما شئتَ في شعري
وَ خيرُ القولِ أحكمهُ
نــجــم
05-04-2011, 08:58 PM
عَمَّ الْحَيَا، وَاسْتَنَّتِ الْجَدَاوِلُ
عَمَّ الْحَيَا، وَاسْتَنَّتِ الْجَدَاوِلُ
وَفَاضَتِ الْغُدْرَانُ وَالْمَنَاهِلُ
وَازَّيَّنَتْ بِنَوْرِهَا الْخَمَائِلُ
وغردتْ في أيكها البلابلُ
وَ شملَ البقاعَ خيرٌ شاملُ
فصفحة ُ الأرضِ نباتٌ خائلُ
وَجَبْهَة ُ الْجَوِّ غَمَامٌ حَافِلُ
وبينَ هذينِ نسيمٌ جائلُ
تندى بهِ الأسحارُ والأصائلُ
كأنما النباتُ بحرٌ هائلُ
وَلَيْسَ إِلاَّ الأَكَمَاتِ سَاحِلُ
وشامخُ الدوحِ سفينٌ جافلُ
مُعْتَدِلٌ طَوْراً، وَطَوْراً مَائِلُ
تهفو بهِ الجنوبُ والشمائلُ
وَالْبَاسِقَاتُ الشُّمَّخُ الْحَوَامِلُ
مشمورة ٌ عنْ سوقها الذلاذلُ
ملوية ٌ في جيدها العثاكلُ
معقودة ٌ في رأسها الفلائلُ
للبسرِ فيها قانئٌ وَ ناصلُ
مُخَضَّبٌ، كَأَنَّهُ الأَنَامِلُ
كَأَنَّهُ مِنْ ذَهَبٍ قَنَادِلُ
منَ العراجينِ لها سلاسلُ
للمجنونِ بينها أزاملُ
تخالها محزونة ً تسائلُ
لَهَا دُمُوعٌ ذُرَّفٌ هَوَامِلُ
كأنها أمُّ بنينَ ثاكلُ
فِي جِيدِهَا مِنْ ضَفْرِهَا حَبَائِلُ
منَ القواديسِ، لها جلاجلُ
تَدُورُ كَالشُّهْبِ لَهَا مَنَازِلُ
فَصَاعِدٌ، وَدَافِقٌ، وَنَازِلُ
والماءُ ما بينَ الغياض سائلُ
تحنو على شطانهِ الغياطلُ
كَأَنَّهَا حَوَائِمُ نَوَاهِلُ
والطَّيْرُ فِي أَفْنَانِهَا هَوَادِلُ
تزهو بها الأسحارُ والأصائلُ
فانهض إلى نيلِ المنى يا غافلُ
وانعمْ، فأيامُ الصبا قلائلُ
والمرءُ في الدنيا خيالٌ زائلُ
والدهرُ للإنسانِ يوماً آكلُ
وكلُّ شيءٍ في الزمانِ باطلُ
نــجــم
05-04-2011, 08:58 PM
عَاتَبْتُهُ، لاَ لأَمْرٍ فِيهِ مَعْتَبَة
عَاتَبْتُهُ، لاَ لأَمْرٍ فِيهِ مَعْتَبَة ٌ
عَلَيْهِ، لَكِنْ لأَرْعَى وَرْدَة َ الْخَجَلِ
فألبستْ ياسمينَ الخدَّ خجلتهُ
وررداً جنياً ، جناهُ رائدُ المقلِ
نــجــم
05-04-2011, 08:58 PM
عَيْنِي لِبُعْدِكَ أَصْبَحَتْ
عَيْنِي لِبُعْدِكَ أَصْبَحَتْ
لاَ تَسْتَقِلُّ الْجَفْنَ ضُعْفَا
إِنْسَانُهَا فِي غَمْرَة ٍ
مِنْ أَدمُعِى ، يَبدُو ويَخفَى
نــجــم
05-04-2011, 08:59 PM
عَدِمْتَ حَمِيَّة ً، وسَقِمْتَ وُدًّا
عَدِمْتَ حَمِيَّة ً، وسَقِمْتَ وُدًّا
فَلَمْ تُدْرِكْ لِمَكْرُمَة ٍ نَصِيبَا
فَمَا أَحزنت فى حربٍ عَدوَّا
وَلا أفرحتَ فى سلمِ حبيبا
نــجــم
05-04-2011, 08:59 PM
عَرَفَ الْهَوَى في نَظْرَتِي فَنَهَانِي
عَرَفَ الْهَوَى في نَظْرَتِي فَنَهَانِي
خِلٌّ رَعَيْتُ وِدَادَهُ فَرَعَانِي
أخفيتُ عنهُ سريرتي ، فوشى بها
دَمْعٌ أَبَاحَ لَهُ حِمَى كَتْمَانِي
فبأيَّ معذرة ٍ أكذبُ لوعة ً
شَهِدَتْ بِهَا الْعَبَرَاتُ مِنْ أَجْفَانِي؟
يَا صَاحِ! لاَ أَبْصَرْتَ مَا صَنَعَ الْهَوَى
بأخيكَ يومَ تفرقِ الأظعانِ
يَوْمٌ فَقَدْتُ الْحِلْمَ فيهِ، وَشَفَّنِي
وَلَهٌ أَصَابَ جَوَانِحِي، فَرَمَانِي
فَعَلَيْكَ مِنْ قَلْبِي السَّلاَمُ؛ فَإِنَّهُ
تبعَ الهوى ، فمضى بغيرِ عنانِ
هيهاتَ يرجعُ بعدَ ما علقتْ بهِ
لَحَظَاتُ ذَاكَ الشَّادِنِ الُفَتَّانِ
وَ على الرحائلِ نسوة ٌ عربية ٌ
يخدعنَ لبَّ الحازمِ اليقظانِ
أغوينني ؛ فتبعتُ شيطانَ الهوى
إِنَّ النِّسَاءَ حَبَائِلُ الشَّيْطَانِ
ما كنتُ أعلمُ قبلَ بادرة ِ النوى
أَنَّ الأُسُودَ فَرَائِسُ الْغِزْلاَنِ
رحلوا ! فأية ُ عبرة ٍ مسفوحة ٍ
وَ يدٍ تضمُّ حساً منَ الخفقانِ ؟
وَلقدْ حننتُ لبارقٍ شخصتْ لهُ
منا العيونُ بأبرقِ الحنانِ
يستنُّ في عرض الغمامِ ، كأنهُ
لَهَبٌ تَرَدَّدَ فِي سَمَاءِ دُخَانِ
فانظرُ ، لعلكَ تستبينُ ركابهُ
طَوْعَ الرِّيَاحِ، يُصِيبُ أَيَّ مَكَانِ؟
فَهُنَاكَ تَجْتَمِعُ الشُّعُوبُ، وَتَلْتَقِي
هدبُ الخدورِ على غصونِ البانِ
فَاخْلَعَ عِذَارَكَ، وَاغْتَنِمْ زَمَنَ الصِّبَا
قَبْلَ الْمَشِيبِ فَكُلُّ شَيْءٍ فَانِي
نــجــم
05-04-2011, 08:59 PM
عَصَيْتُ نَذِيرَ الْحِلْمِ فِي طَاعَة ِ الْجَهْلِ
عَصَيْتُ نَذِيرَ الْحِلْمِ فِي طَاعَة ِ الْجَهْلِ
وَأَغْضَبْتُ فِي مَرْضَاة ِ حُبِّ الْمَهَا عَقْلِي
وَنَازَعْتُ أَرْسَانَ الْبَطَالَة َ وَالصِّبَا
إِلَى غَايَة ٍ لَمْ يَأْتِهَا أَحَدٌ قَبْلِي
فخذْ في حديثٍ غيرِ لومي ، فإنني
بجبَّ الغواني عنْ ملامكَ في شغلِ
إذا كانَ سمعُ المرءِ عرضة َ ألسنٍ
فما هوَ إلاَّ للخديعة ِ وَ الختلِ
رُوَيْدَكَ، لاَ تَعْجَلْ بِلَوْمٍ عَلَى امْرِىء ٍ
أَصَابَ هَوَى نَفْسٍ؛ فَفِي الدَّهْرِ مَا يُسْلِي
فليستْ بعارٍ صبوة ُ المرءِ ذي الحجا
إذا سلمتْ أخلاقهُ من أذى الخبلِ
وَإِنِّي وَإِنْ كُنْتُ ابْنَ كَأْسٍ وَلَذَّة ٍ
لَذُو تُدْرَإٍ يَوْمَ الْكَرِيهَة ِ وَاْلأَزْلِ
وَقُورٌ، وَأَحْلاَمُ الرِّجَالِ خَفِيفَة ٌ
صبورٌ، وَ نارُ الحربِ مرجلها يغلي
إِذَا رَاعَتِ الظَّلْمَاءُ غَيْرِي، فَإِنَّمَا
هلالُ الدجى قوسي، وأنجمهُ نبلي
أنا ابنُ الوغى، والخيلِ، والليلِ، والظبا
وَسُمْرِ الْقَنَا، وَالرَّأْيِ، وَالْعَقْدِ، والْحَلِّ
فَقُلْ لِلَّذِي ظَنَّ الْمَعَالي قَريبَة ً
رويداً؛ فليسَ الجدُّ يدركُ بالهزلِ
فَمَا تَصْدُقُ الآمَالُ إِلاَّ لِفَاتِكٍ
إذا همَّ لمْ تعطفهُ قارعة ُ العذلِ
لَهُ بِالْفَلا شُغْلٌ عَنِ الْمُدْنِ وَالْقُرَى
وفي رائداتِ الخيلِ شغلٌ عنِ الأهلِ
إذا ارتابَ أمراً ألهبتهُ حفيظة ٌ
تميتُ الرضا بالسخطِ، والحلمَ بالجهلِ
فَلاَ تَعْتَرِفْ بِالذُّلِّ خَوْفَ مَنِيَّةٍ
فَإِنَّ احْتِمَالَ الذُّلِّ شَرٌّ مِنَ الْقَتْلِ
وَلاَ تَلْتَمِسْ نَيْلَ الْمُنَى مِنْ خَلِيقَةٍ
فَتَجْنِي ثِمَارَ الْيَأْسِ مِنْ شَجَرِ الْبُخْلِ
فما الناسُ إلاَّ حاسدٌ ذو مكيدةٍ
وآخرُ محنيُّ الضلوعِ على دخلِ
تِبَاعُ هَوى، يَمْشُونَ فِيهِ كَمَا مَشَى
وسماعُ لغوٍ، يكتبونَ كما يملى
وَمَا أَنَا وَالأَيَّامُ شَتَّى صُرُوفُهَا
بِمُهْتَضِمٍ جَارِي، وَلاَ خَاذِلٍ خِلِّي
أَسِيرُ عَلى نَهْجِ الْوَفَاءِ سَجِيَّة ً
وكلُّ امرئً في الناسِ يجري على الأصلِ
تَرَكْتُ ضَغِينَاتِ النُّفُوسِ لأَهْلِهَا
وَأَكْبَرْتُ نَفْسِي أَنْ أَبِيتَ عَلَى ذَحْلِ
كذلكَ دأبي منذُ أبصرتُ حجتي
وليداً؛ وحبُّ الخيرِ منْ سمة ِ النبلِ
وربَّ صديقٍ كشفَ الخبرُ نفسهُ
فعاينتُ منهُ الجورَ في صورة ِ العدلِ
وَهَبْتُ لَهُ مَا قَدْ جَنَى مِنْ إسَاءَةٍ
وَلَوْ شِئْتُ، كَانَ السَّيْفُ أَدْنَى إِلَى الْفَصْلِ
وَ مستخبرٍ عني، وما كانَ جاهلاً
بشأني، ولكنْ عادة ُ البغضِ للفضلِ
أَتَى سَادِراً، حَتَّى إِذا قَرَّ أَوَجَسَتْ
سويداؤهُ شراً؛ فأغضى على ذلَّ
وَمَنْ حَدَّثَتْهُ النَّفْسُ بِالْغَيِّ بَعْدَ مَا
تَنَاهَى إِلَيْهِ الرُّشْدُ سَارَ عَلى بُطْلِ
وَإِنِّي لأَسْتَحْيِي مِنَ الْمَجْدِ أَنْ أُرَى
صَرِيعَ مَرَامٍ لا يَفُوزُ بِهَا خَصْلِي
أقولُ وأتلو القولَ بالفعلِ كلما
أَرَدْتُ؛ وَبِئْسَ الْقَوْلُ كَانَ بِلا فِعْلِ
أَرَى السَّهْلَ مَقْرُوناً بِصَعْبٍ، وَلا أَرَى
بغيرِ اقتحامِ الصعبِ مدركَ السهلِ
و يومٍ كأنَّ النقعَ فيهِ غمامة ٌ
لها أثرٌ منْ سائلِ الطعنِ كالوبلِ
تَقَحَّمْتُهُ فَرْداً سِوَى النَّصْلِ وَحْدَهُ
وَحَسْبُ الْفَتَى أَنْ يَطْلُبَ النَّصْرَ بِالنَّصْلِ
لَوَيْتُ بِهِ كَفِّي، وَأَطْلَقْتُ سَاعِدِي
وَقُلْتُ لِدَهْرِي: وَيْكَ! فَامْضِ عَلى رِسْلِ
فما يبعثُ الغاراتِ إلاَّ مهندى
ولا يركبُ الأخطارَ إلاَّ فتى ً مثلي
نــجــم
05-04-2011, 08:59 PM
عُودِي بِوَصْلٍ، أَوْ خُذِي مَا بَقِي
عُودِي بِوَصْلٍ، أَوْ خُذِي مَا بَقِي
فَقَدْ تَدَاعَى الْقَلْبُ مِمَّا لَقِي
أَيُّ فُؤَادٍ بِكِ لَمْ يَعْلَقِ
وأَنْتِ صِنْوُ الْقَمَرِ الْمَشِرقِ ؟
عَلَّمْتِنِي الذُّلَّ، وَكُنْتُ امْرأً
أَفْعَلُ مَا شِئْتُ، وَلاَ أَتَّقِي
فَارْحَمْ فُؤَاداً أَنْتَ أَبْلَيْتَهُ
ومُقْلَهً لَوْلاَكَ لَمْ تَأْرقِ
لَمْ أَدْرِ حَتَّامَ أُقَاسِي الْجَوَى
يا وَيْحَ قَلْبِى مِنْكَ ! مَاذَا لَقى ؟
إِذَا تَذَكَّرْتُكَ فى خَلْوَة ٍ
هَوَتْ بِدَمْعى زَفْرَة ٌ تَرْتَقى
تَاللهِ ما أَنْصَفَ مَنْ لاَمَنى
فِيكَ ، وهَل لَوْم عَلى مُشْفِقِ ؟
وكَيْفَ لاَ أَعْشَقُ منْ حُسْنُهُ
يَدْعُو إِلى الصَبْوة ِ قَلْبَ النَقى ؟
لَكَ الْجَمَالُ التَّمُّ دُونَ الْوَرَى
ولَيْسَ لِلْبَدْرِ سِوى رَوْنَقِ
فَاعْطِفْ علَى قَلْبٍ بِهِ لَوْعَة ٌ
يَنْزُو لَهَا فِي الصَّدْرِ كَالزِّئْبَقِ
يَكَادُ يَرْفَضُّ هَوًى كُلَّمَا
لاَحَ لَهُ الْبَرْقُ مِنَ الأَبْرَقِ
حِمى بِهِ ما شِئْتِ مِنْ صَبْوَة ٍ
لَوْ كَانَ فِيهِ منْ يَفى ، أَو يَقى
حَاطَتْ بِهِ الْفُرْسانُ حُورَ الْمهَا
يَا مَنْ رَأَى الرَبْرَبَ فى الْفَيْلَقِ
مِنْ كُلِّ هَيْفَاءَ كَخُوطِ الْقَنَا
بِلَحظة ٍ كالَّلهذمِ الأزرقِ
تَخْطِرُ فِي الْفَيْنَانِ مِنْ فَرْعِهَا
فَهى ِ على التمثيلِ كالبيرقِ
أرنو إليها وهى َ فى شأنِها
كَنَظْرة ِ الْعَانِي إِلَى الْمُطْلَقِ
فَما تَرانِى صانِعاً وهِى لا
تَسْمَعُ مَا أَسْرُدُ مِنْ مَنْطِقِي؟
يا ربَّة َ القُرطَقِ ! هَل نَظرة ٌ
أحيا بِها ؟ ياربَّة َ القُرطَقِ !
إِنْ كَانَ يُرْضِيكِ ذَهَابُ الَّذِي
أبقيتِ مِنِّى ، فَخُذى ما بَقِى
لم تُبقِ مِنِّى صَدَماتُ الهوى
غَيْرَ صَدًى بَيْنَ حَشاً مُحْرَقِ
قَدْ كُنْتُ قَبْلَ الْحُبِّ ذَا تُدْرَإٍ
أقتَحِمُ الهولَ ولَم أفرَقِ
فَالْيَوْمَ أَصْبَحْتُ عَدِيمَ الْقُوَى
يَسبِقُنى الذَرُّ ولَم ألحَقِ
والحبُّ مُلكٌ نافِذٌ حُكمُهُ
مِنْ مَغْرِبِ اْلأَرْضِ إِلَى الْمَشْرِقِ
فَلْيَقُلِ الْعَاذِلُ مَا شَاءَهُ
فَالْعِشْقُ دَأْبُ الشَّاعِرِ الْمُفْلِقِ
لَوْ لَمْ أَكُنْ ذا شِيمَة حُرَّة ٍ
لَمْ أَقْرِضِ الشِّعْرَ، وَلَمْ أَعْشَقِ
نــجــم
05-04-2011, 09:00 PM
عَوِّد فؤادكَ أَن يَكونَ مجنَّة
عَوِّد فؤادكَ أَن يَكونَ مجنَّة
للسِرِّ ، فهوَ لَدى المحافلِ حَمدهُ
السرُّ عَبدُكَ ما استطَعتَ حِفاظهُ
فَإِذَا أَفَضْتَ بِهِ فَإِنَّكَ عَبْدُهُ
نــجــم
05-04-2011, 09:00 PM
غادة ٌ كالمَهاة ِ تَهفو بِخصرٍ
غادة ٌ كالمَهاة ِ تَهفو بِخصرٍ
تَحْتَ بَنْدٍ كَمِعْصَمٍ فِي سِوار
تِلْكَ عَمْرِي هِيَ الْحَياة ُ، فَلا تُؤْ
ثِرْ عَلَيْهَا جَلاَئِلَ الأَوْطَارِ
فَاقْسِمِ الْعُمْرَ بَيْنَ جِدٍّ، وَهَزْلٍ
ووقارٍ طَوراً ، وخَلعِ عِذارِ
واسعَ تَيلُغ ما رُمتَهُ مِن نفيسٍ
فالمَساعى مدارِجُ الأحرارِ
قَدْ يَنَالُ الْفَتَى إِذَا كَانَ شَهْماً
مُبتَغاهُ فى ضَحوة ٍ مِن نَهارِ
نــجــم
05-04-2011, 09:00 PM
غَلَبَ الْوَجْدُ عَلَيْهِ، فَبَكَى
غَلَبَ الْوَجْدُ عَلَيْهِ، فَبَكَى
وَتَوَلَّى الصَّبْرُ عَنْهُ، فَشَكَا
وتَمنَّى نَظرة ً يَشفِى بِها
عِلَّة َ الشوقِ ، فكانَت مَهلَكا
يَا لَهَا مِنْ نَظْرَة ٍ! مَا قَارَبَتْ
مَهْبِطَ الْحِكْمَة ِ حَتَّى انْهَتَكَا
نَظرَة ٌ ضَمَّ عَليها هُدبَهُ
ثُمَّ أَغْرَاهَا، فَكَانَتْ شَرَكَا
غَرَسَتْ فِي الْقَلْبِ مِنِّي حُبَّهُ
وسَقتهُ أدمًعِى حَتَّى زكا
آهِ مِنْ بَرْحِ الْهَوَى ! إِنَّ لَهُ
بينَ جَنبى َّ منَ النارِ ذكا
كانَ أبقَى الوجدُ مِنِّى رمقاً
فَاحْتَوَى الْبَيْنُ عَلَى مَا تَرَكَا
إنَّ طَرفِى غَرَّ قَلبِى ، فَمَضى
فِي سَبِيلِ الشَّوْقِ حَتَّى هَلَكَا
قَد تولَّى إثرَ غِزلانِ النَقا
ليتَ شِعرِى ، أى َّ وادٍ سلكا
لم يَعُد بعدُ ، وظنِّى أنَّهُ
لَجَّ فِي نَيْلِ الْمُنَى فَارْتَبَكَا
ويحَ قَلبِى من غَريمٍ ماطِلٍ
كُلَّما جدَّدَ وعداً أفَكا
ظنَّ بِى سوءاً وقد ساوَمتهُ
قُبلَة ً ، فازورَّ حَتَّى فَرِكا
فاغتفِرها زَلَّة ً من خاطِئٍ
لَمْ يَكُنْ بِاللَّهِ يَوْماً أَشْرَكَا
يا غَزالاً نصبت أهدابهُ
بِيَدِ السِّحْرِ لِضَمِّي شَبَكَا
قَد مَلكتَ القلبَ ، فاستوصِ بهِ
إِنَّهُ حَقُّ عَلَى مَنْ مَلَكَا
لاَ تُعَذِّبْهُ عَلَى طَاعَتِهِ
بعدَ ما تيَّمتَهُ ، فَهو لَكا
غَلَبَ الْيَأْسُ عَلَى حُسْنِ الْمُنَى
فِيكَ، وَاسْتَوْلَى عَلَى الضِّحْكِ الْبُكَا
فإلى من أشتَكِى ما شَفُّنِى
مِن غَرامٍ ، وإليكَ المشتَكَى ؟
سَلَكت نَفسِى سبيلاً فى الهَوى
لم تَدَع فيهِ لِغيرَتِى مَسلَكا
نــجــم
05-04-2011, 09:00 PM
في قائمِ السيفِ إنْ عزَّ الرضا حكمُ
في قائمِ السيفِ إنْ عزَّ الرضا حكمُ
فَالْحُكْمُ لِلسَّيْفِ إِنْ لَمْ تَصْدَعِ الْكَلِمُ
تأبى ليَ الضيمَ نفسٌ حرة ٌ وَ يدٌ
أَطَاعَها الْمُرْهَفَانِ: السَّيْفُ وَالْقَلَمُ
وَ عزمة ٌ بعثتها همة ٌ شهرتْ
بِهَا عَلَى الدَّهْرِ عَضْباً لَيْسَ يَنثَلِمُ
وَ فتية ٌ كأسودِ الغابِ ، ليسَ لهمْ
إلاَّ الرماحُ إذا احمرَّ الوغى أجمُ
كالبرقِ إنْ عزموا ، وَ الرعدِ إنْ صدموا
وَالْغَيْثِ إِنْ رَحِمُوا، وَالسَّيْلِ إِنْ هَجَمُوا
إِنْ حَارَبُوا مَعْشَراً فِي جَحْفَلٍ غَلَبُوا
أوْ خاصموا فئة ً في محفلِ خصموا
لاَ يَرْهَبُونَ الْمَنَايَا أَنْ تُلِمَّ بِهِمْ
كأنَّ لقى المنايا عندهمْ حرمُ
مُرَفَّهُونَ، حِسَانٌ فِي مَجَالِسِهِمْ
وَفِي الْحُرُوبِ إِذَا لاقَيْتَهُمْ بُهَمُ
مِنْ كُلِّ أَزْهَرَ، كَالدِّينَارِ غُرَّتُهُ
يجلو الكريهة َ منهُ كوكبٌ ضرمُ
لاَ يَرْكَنُونَ إِلَى الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا
إذا همُ شعروا بالذلَّ ، أو نقموا
قدْ حببَ الموتَ كرهُ الضيمِ في نفرِ
لولاهمُ لمْ تدمْ في العالمِ النعمُ
مَاتُوا كِرَاماً، وَأَبْقَوْا لِلْعُلا أَثَراً
نَالتْ بِهِ شَرَفَ الْحُرِّيَّة ِ الأُمَمُ
فَكَيْفَ يَرْضَى الْفَتَى بِالذُّلِّ يَحْمِلُهُ
وَ الذلُّ تأنفهُ العبدانُ وَ الخدمُ ؟
إِنْ لَمْ يَكُنْ لِلْفَتَى فَضْلٌ وَمَحْمِيَة ٌ
فَإِنَّ وِجْدَانَهُ فِي أَهْلِهِ عَدَمُ
فَالْحِلْمُ مَا لَمْ يَكُنْ عَنْ قُدْرَة ٍ خَوَرٌ
وَالصَّبْرُ فِي غَيْرِ مَرْضَاة ِ الْعُلاَ نَدَمُ
فارغبْ بنفسكَ عنْ حالٍ تضتامُ بها
فَلَيْسَ بَعْدَ اطِّرَاحِ الذُّلِّ مَا يَصِمُ
وَلاَ تخَفْ وِرْدَ مَوْتٍ أَنْتَ وَارِدُهُ
منْ أخطأتهُ الرزايا غالهُ الهرمُ
إِنَّ الْعُلاَ أَثَرٌ تَحْيَا بِذُكْرَتِهِ
أسماءُ قومٍ طوى أحسابها القدمُ
نــجــم
05-04-2011, 09:00 PM
فَعلتُ خيراً بِقومٍ
فَعلتُ خيراً بِقومٍ
فعامَلونى بِضيرِ
فَلاَ تَلُمْنِي إِذَا مَا
أَصْبَحْتُ أَلْعَنُ خَيْرِي
نــجــم
05-04-2011, 09:00 PM
فُؤادى والهوى قَدَحٌ وخَمرٌ
فُؤادى والهوى قَدَحٌ وخَمرٌ
أما فى ذاكَ لى طَربٌ وسُكرُ ؟
يَلومونى على كَلفى بِليلَى
وليلى فى سماءِ الحُسنِ بَدرُ
لَهَا خَدٌّ بِهِ لِلْحُسْنِ وَرْدٌ
ولَحظٌ فيهِ للملكينِ سِحرُ
تَضنُّ علَى َّ بالتَّسليمِ تيهاً
وَهَلْ في سُنَّة ِ التَّسْلِيمِ وِزْرُ؟
يَلُوحُ جَبِينُهَا في طُرَّتَيْهَا
كَمَا أَوْفَى عَلَى الظَّلْمَاءِ فَجْرُ
وَتَبْسِمُ عَنْ جُمَانٍ في عَقِيقٍ
يُقالُ لَهُ بِحُكمِ الذوقِ : ثَغرُ
نــجــم
05-04-2011, 09:01 PM
فؤادٌ بأقمارِ الأكِلَّة ِ مولَعُ
فؤادٌ بأقمارِ الأكِلَّة ِ مولَعُ
وَعَيْنٌ عَلَى إِثْرِ التَّفَرُّقِ تَدْمَعُ
وَشَوْقٌ كَنَصْلِ السَّيْفِ، لَوْ شِمْتُ حَدَّهُ
على بطلٍ لانقدَّ مِنهُ المُقَنَّعُ
أحاولُ كِتمانَ الهوَى ، فتشى بهِ
غُروبٌ منَ العينِ القريحة ِ تهمعُ
وما الحبُّ إلاَّ نفثة ٌ بابليَّة ٌ
يكادُ الصفا مِنْ مَسِّها يَتَصدَّعُ
خَليلى َّ ! هل بعدَ الصَبابة ِ سَلوة ٌ ؟
وهل لِشبابٍ فاتَ بالأمسِ مَرجِعُ ؟
أبيتُ أُمنِّى النفسَ طَوراً فَترعوِى
وَأَتْلُو عَلَيْهَا الْيَأْسَ طَوْراً فَتَجْزَعُ
وما ذِكرُ ريعانِ الصِبا غَيرُ حَسرة ٍ
تَذِلُّ لَها نَفسُ العزيزِ وتَخضعُ
فلا رَحِمَ اللهُ المشيبَ وعَصرهُ
وإن كانَ فى أثنائهِ الحِلمُ أجمعُ
نَهارُ مشيبٍ ساءنِى وهوَ أبيضٌ
وَلَيْلُ شَبَابٍ سَرَّنِي وَهْوَ أَسْفَعُ
إِذَا شَابَ رَأْسُ الْمَرْءِ شَابَ فُؤَادُهُ
وَلَمْ يَبْقَ فِيهِ لِلْبَشَاشَة ِ مَوْضِعُ
وأى ُّ نَعيمٍ فى مَشيبٍ وراءهُ
هُمومٌ إذا مرَّتْ على القلبِ يَفزَعُ ؟
لِيَبْكِ الصِّبَا قَلْبِي وَطَرْفِي كِلاَهُمَا
وَقَلَّ لَهُ مِنِّي نَجِيعٌ وَأَدْمُعُ
زَمَانٌ تَوَلَّى غَيْرَ أَعْقَابِ ذُكْرَة ٍ
إذا خَطرتْ كادَتْ لها النَفسُ تُنزَعُ
نــجــم
05-04-2011, 09:01 PM
قلدتُ جيدَ المعالى ِ حلية َ الغزلِ
قلدتُ جيدَ المعالى ِ حلية َ الغزلِ
يأبى لى َ الغىَّ لا يميلُ بهِ
عَنْ شِرْعَة ٍ الْمَجْدِ سِحْرُ الأَعْيُنِ النُّجُلِ
أَهِيمُ بِالْبِيضِ فِي الأَغْمَادِ بَاسِمَة ً
عنْ غرة ِ النصرِ، لا بالبيضِ في الكللِ
وَقُلْتُ فِي الْجِدِّ مَا أَغْنَى عَنِ الْهَزَلِ
في لذة ِ الصحوِ ما يغنى عنِ الثملِ
كمْ بينَ منتدبٍ يدعو لمكرمةٍٍ
وَبَيْنَ مُعْتَكِفٍ يَبْكِي عَلَى طَلَلِ
لولا التفاوتُ بينَ الخلقِ ما ظهرتْ
لَمْ يَخْطُ فِيهَا امْرُؤٌ إِلاَّ عَلَى زَلَلِ
فانهض إلى صهواتِ المجدِ معتلياً
فالبازُ لمْ يأوِ إلاَّ عاليَ القللِ
ودعْ منَ الأمرِ أدناهُ لأبعدهِ
في لجة ِ البحرِ ما يغنى عنِ الوشلِ
قدْ يظفرُ الفاتكُ الألوى بحاجتهِ
وَيَقْعُدُ الْعَجْزُ بِالْهَيَّابَة ِ الْوَكَلِ
وَكُنْ عَلَى حَذَرٍ تَسْلَمْ، فَرُبَّ فَتىً
ألقى بهِ الأمنُ بينَ اليأسِ وَ الوجلِ
وَ لا يغرنكَ بشرٌ منْ أخى ملقٍ
فرونقُ الآلِ لا يشفى منَ الغللِ
لوْ يعلمُ ما في الناس منْ دخنٍ
لَبَاتَ مِنْ وُدِّ ذِي الْقُرْبَى عَلَى دَخَلِ
فالكحلُ أشبهُ في العينينِ بالكحلِ
وَاخْشَ النَّمِيمَة َ، وَاعْلَمْ أَنَّ قَائِلَهَا
يصليكَ منْ حرهاَ ناراً بلاَ شعلِ
كمْ فرية ٍ صدعتْ أركانَ مملكةٍ
وَمَزَّقَتْ شَمْلَ وُدٍّ غَيْرِ مُنْفَصِلِ
فاقبلْ وصاتي، وَ لا تصرفكَ لاغية ٌ
عنى؛ فما كلُّ رامٍ منْ بنى ثعل
إني امرؤٌ كفنى حلمي، وأدبني
كرُّ الجديدينِ منْ ماضٍ وَ مقتبلِ
فَمَا سَرَيْتُ قِنَاعَ الْحِلْمِ عَنْ سَفَهٍ
وَلاَ مَسَحْتُ جَبِينَ الْعِزِّ مِنْ خَجَلِ
حلبتُ أشطرَ هذا الدهرِ تجربة ً
وَذُقْتُ مَافِيهِ مِن صَابٍ، وَمِنْ عَسَلِ
فَمَا وَجَدْتُ عَلَى الأَيَّامِ بَاقِيَة ً
أَشْهَى إِلَى النَّفْسِ مِنْ حُرِّيَّة ِ الْعَمَلِ
لكننا غرضٌ للشرَّ في زمنٍ
أَهْلُ الْعُقُولِ بِهِ فِي طَاعَة ِ الْخَمَلِ
قامتْ بهِ منْ رجالِ السوءِ طائفة
أدهى على النفسْ منْ بؤسٍ على ثكلِ
منْ كلَّ وغدٍ يكادُ الدستُ يدفعهُ
بُغْضاً، وَيَلْفِظُهُ الدِّيوانُ مِنْ مَلَلِ
ذَلَّتْ بِهِمْ مِصْرُ بَعْدَ الْعِزِّ، واضْطَرَبَتْ
قواعدُ الملكِ، حتى ظلَّ في خللِ
وَأَصْبَحَتْ دَوْلَة ُ «الْفُسْطَاطِ» خَاضِعَة ً
بَعْدَ الإِباءِ، وَكَانَتْ زَهْرَة َ الدُّوَلِ
قومٌ إذا أبصروني مقبلاً وجموا
غَيْظاً، وَأَكْبَادُهُمْ تَنْقَدُّ مِنْ دَغَلِ
فَالشَّمْسُ وَهْيَ ضِيَاءٌ آفَة ُ الْمُقَلِ
نزهتُ نفسيَ عما يدنيونَ بهِ
وَ نخلة ُ الروضِ تأبى شيمة َ الجعلِ
بئسَ العشيرُ، وبئستْ مصرُ منْ بلدٍ
أضحتْ مناخاً لأهلِ الزورِ والخطلِ
أرضٌ تأثلَ فيها الظلمُ، وانقذفتْ
صواعقُ الغدرِ بينَ السهلِ وَ الجبلِ
وَ أصبحَ الناسُ في عمياءَ مظلمة ٍ
لَمْ أَدْرِ مَا حَلَّ بِالأَبْطَالِ مِنْ خَوَرٍ
بَعْدَ الْمِراسِ، وَبِالأَسْيَافِ مِنْ فَلَلِ
أَصَوَّحَتْ شَجَرَاتُ الْمَجْدِ، أَمْ نَضَبَتْ
غدرُ الحميةِ حتى ليسَ منْ رجلِ؟
لاَ يدفعونَ يداعنهمْ، وَلوْ بلغتْ
مسَّ العفافةِ منْ جبنٍ، وَمنْ خزلِ
خَافُوا الْمَنِيَّة َ، فَاحْتَالُوا، وَمَا عَلِمُوا
أنَّ المنية َ لاَ ترتدُّ بالحيلِ
فَفِيمَ يَتَّهِمُ الإِنْسَانُ خالِقَهُ
وَكلُّ نفسٍ لها قيدٌ منَ الأجلِ؟
هيهاتَ يلقى الفتى أمناً يلدُّ بهِ
مَا لَمْ يَخُضْ نَحْوَهُ بَحْراً مِنَ الْوَهَلِ
فَمَا لَكُمْ لاَ تَعَافُ الضَّيْمَ أَنْفُسُكُمْ
وَلاَ تَزُولُ غَوَاشِيكُمْ مِنَ الْكَسَلِ؟
وَتِلْكَ مِصْرُ الَّتِي أَفْنَى الْجِلاَدُ بِهَا
لَفِيفَ أَسْلافِكُمْ فِي الأَعْصُرِ الأُوَلِ
قومٌ أقروا عمادَ الحقَّ وامتلكوا
أَزِمَّة َ الْخَلْقِ مِنْ حَافٍ وَمُنْتَعِلِ
جَنَوْا ثِمَارَ الْعُلاَ بِالْبِيضِ، وَاقْتَطَفُوا
منْ بينِ شوكِ العوالي زهرة َ الأملِ
فَأَصْبَحَتْ مِصْرُ تَزْهُو بَعْدَ كُدْرَتِهَا
فِي يَانِعٍ مِنْ أَسَاكِيبِ النَّدَى خَضِلِ
لَمْ تَنْبُتِ الأَرْضُ إِلاَّ بَعْدَمَا اخْتَمَرَتْ
أقطارها بدمِ الأعناقِ وَالقللِ
شَنُّوا بِهَا غَارَة ً أَلْقَتْ بِرَوْعَتِهَا
أمناً يولفُ بينَ الذئبِ وَالحملِ
حَتَّى إِذَا أَصْبَحَتْ فِي مَعْقِلٍ أَشِبٍ
يردُّ عنها يدَ العادي منَ المللِ
أخنى الزمانُ على فرسانها، فغدتْ
منْ بعدِ منعتها مطروقة َ السبلِ
فأيَّ عارٍ جلبتمْ بالخمولِ على
ما شادهُ السيفُ منْ فخرٍ على زحلِ
إِنْ لَمْ يَكُنْ لِلْفَتَى عَقْلٌ يَعِيشُ بِهِ
فَإِنَّمَا هُوَ مَعْدُودٌ مِنَ الْهَمَلِ
فبادروا الأمرَ قبلَ الفوتِ، وانتزعوا
شِكَالَة َ الرَّيْثِ، فَالدُّنْيَا مَعَ الْعَجَلِ
وَ قلدوا أمركمْ شهماً أخا ثقةٍ
يكونُ رداءً لكمْ في الحادثِ الجللِ
ماضي البصيرةِ، غلابٌ، إذا اشتبهتْ
مسالكُ الرأي صادَ البازَ بالحجلِ
إنْ قالَ برَّ، وَإنْ ناداهُ منتصرٌ
لَبَّى، وإِنْ هَمَّ لَمْ يَرْجِعْ بِلا نَفَلِ
يجلو البديهة َ باللفظِ الوجيزِ إذا
عزَّ الخطابُ، وَطاشتْ أسهمُ الجدلِ
وَلاَ تَلَجُّوا إِذَا مَا الرَّأْيُ لاَحَ لَكُمْ
إنَّ اللجاجة َ مدعاة ٌ إلى الفشلِ
قدْ يدركُ المرءُ بالتدبيرِ ما عجزتْ
عَنْهُ الْكُمَاة ُ، وَلَمْ يَحْمِلْ عَلَى بَطَلِ
هَيْهَاتَ، مَا النَّصْرُ فِي حَدِّ الأَسِنَّة ِ، بَلْ
بقوةِِ الرأي تمضي شوكة ُالأسلِ
وَطَالِبُوا بِحُقُوقٍ أَصْبَحَتْ غَرَضاً
لِكُلِّ مُنْتَزِعٍ سَهْماً، وَمُخْتَتِلِ
وَ لاَ تخافوا نكالاً فيهٍ منشوكمْ
فالحوتُ في اليمَّ لا يخشى منَ البللِ
عيشُ الفتى في فناءِ الذلَّ منقصة
وَالموتُ في العز فخرُ السادةِ النبلِ
لا تتركوا الجدَّ أوْ يبدو اليقينُ لكمْ
فالجدُّ مفتاحُ بابِ المطلبِ العضلِ
طوراً عراكاً، وأحيانا مياسرة ً
رياضة ُالمهرِ بينَ العنفِ وَالمهلِ
حتى تعودَ سماءُ الأمنِ ضاحية ً
وَيَرْفُلَ الْعَدْلُ فِي ضَافٍ مِنَ الْحُلَلِ
هذِي نَصِيحَة ُ مَنْ لاَ يَبْتَغِي بَدَلاً
بِكُمْ، وهَلْ بَعْدَ قَوْمِ الْمَرْءِ مِنْ بَدَلِ؟
أَسْهَرْتُ جَفْنِي لَكُمْ فِي نَظْمِ قَافِيَةٍ
مَا إِنْ لَهَا فِي قَدِيمِ الشِّعْرِ مِنْ مَثَلِ
كالبرقِ في عجلٍ، والرعدِ في زجلٍ
وَالْغَيثِ فِي هَلَلٍ، وَالسَّيْلِ في هَمَلِ
غَرَّاءُ، تَعْلَقُهَا الأَسْمَاع مِنْ طَرَبٍ
وَتَسْتَطِيرُ بِهَا الأَلْبَابُ مِنْ جَذَلِ
حَوْلِيَّة ٌ، صَاغَهَا فكْرٌ أَقَرَّ لهُ
بِالْمُعْجِزَاتِ قَبِيلُ الإِنْسِ وَالْخَبَلِ
تلوحُ أبياتها شطرينِ في نسقٍ
كالمرفية ِ قدْ سلتْ منَ الخللِ
إِنْ أَخْلَقَتْ جِدَّة ُالأَشْعَارِ أَثَّلَهَا
لَفْظٌ أَصِيلٌ، ومَعْنى ً غَيْرُ مُنْتَحَلِ
تفنى النفوسُ، وَتبقى وَهيَ ناضرة ٌ
على الدُّهُورِ بَقَاءَ السَّبْعَة ِ الطُوَلِ
نــجــم
05-04-2011, 09:01 PM
قد عاقني الشكُّ في أمرٍ أضعتُ لهُ
قد عاقني الشكُّ في أمرٍ أضعتُ لهُ
عَزِيمَة َ الرَّأْيِ حَتَّى ضَاقَ كِتْمَانِي
أَوْلَيْتَنِي مِنْكَ وُدّاً قَبْلَ مَعْرِفَة ٍ
ثمَّ انثنيتَ بصدًّ قبلَ إعلانِ
فسرني منكَ ما قدمتَ مبتدأً
وَ ساءني منكَ ما أخرتَ في الثاني
فَإِنْ يَكُنْ سُوءُ رَأْيٍ، أَوْ مَلاَلُ هَوى ً
فَإِنَّ كِلْتَيْهِمَا فِي الْقُبْحِ سِيَّانِ
فاكشفْ لنا عنْ قناعِ الشكَّ نحى بهِ
إما وصالاً ، وَ إما محض هجرانِ
نــجــم
05-04-2011, 09:01 PM
قَلْبِي عَلَيْكَ يَرُفُّ
قَلْبِي عَلَيْكَ يَرُفُّ
وعَبرَتِى لا تجفُّ
وَأَنْتَ يَا نُورَ عَيْنِي
بِلوعَتِى تستخِفُّ
قد شَفنِى طولُ وَجدِى
والحُبُّ داءٌ يَشُفُّ
فَارْحَمْ فَدَيْتُكَ صَبّاً
إلى لُقاكَ يَخِفُّ
نــجــم
05-04-2011, 09:02 PM
قَلِيلٌ مَنْ يَدُومُ عَلَى الْوِدَادِ
قَلِيلٌ مَنْ يَدُومُ عَلَى الْوِدَادِ
فلا تَحفَل بِقربٍ أو بِعادِ
إِذَا كَانَ التَّغَيُّرُ في اللَّيَالِي
فَكَيْفَ يَدُومُ وُدٌّ في فُؤَادِ؟
وَمنْ لَكَ أَنْ تَرَى قَلْباً نَقِيًّا
ولمَّا يَخلُ قلبٌ مِن سوادِ ؟
فلا تَبذل هواكَ إلى خليلٍ
تَظُنُّ بِهِ الْوَفَاءَ، وَلاَ تُعَادِ
وَكُنْ مُتَوَسِّطاً في كُلِّ حَالٍ
لِتأمنَ ما تخافُ مِنَ العِنادِ
مُدَارَاة ُ الرِّجَالِ أَخَفُّ وَطْئاً
على الإنسانِ مِن حَربِ الفسادِ
يَعِيشُ الْمَرْءُ مَحْبُوباً إِذَا ما
نَحا فى سَيرهِ قَصدَ السَّدادِ
وما الدُّنيا سوى عَجزٍ وحِرصٍ
هُمَا أَصْلُ الْخَلِيقَة ِ في الْعِبَادِ
فَلَوْلاَ الْعَجْزُ مَا كَانَ التَّصَافِي
وَلَوْلاَ الْحِرْصُ ما كَانَ التَّعَادِي
وما عقَدَ الرِّجالُ الوُدَّ إلاَّ
لِنَفعٍ ، أو لِمنعٍ مِن تعادى
وما كانَ العِداءُ يَخفُّ لولا
أذَى السُّلطانِ ، أو خوفُ المَعادَ
فيابنَ أَبى ! ولستَ بهِ ، ولكِن
كِلاَنَا زَرْعُ أَرْضٍ لِلْحَصَادِ
تَأَمَّلْ، هَلْ تَرَى أَثَراً؟ فَإِنِّي
أرى الآثارَ تَذهبُ كالرَّماد
حَيَاة ُ الْمَرْءِ في الدُّنْيَا خَيَالٌ
وَعَاقِبَة ُ الأُمُورِ إِلَى نَفَادِ
فَطُوبَى لاِْمرِىء ٍ، غَلَبَتْ هَوَاهُ
بَصيرتُهُ ؛ فباتَ على رَشادِ
نــجــم
05-04-2011, 09:02 PM
قَلِيلٌ بِآدابِ الْمَوَدَّة ِ مَنْ يَفِي
قَلِيلٌ بِآدابِ الْمَوَدَّة ِ مَنْ يَفِي
فَمَنْ لِي بِخِلِّ أَصْطَفِيهِ وَأَكْتَفِي؟
بَلَوْتُ بَني الدُّنْيَا، فَلَمْ أَرَ صَاحِباً
يَدُومُ عَلَى وُدٍّ بِغَيْرِ تَكَلُّفِ
فَهَلْ مِنْ فتى ً يَسْرُو عَنِ الْقَلْبِ هَمَّهُ
بِشِيمَة ِ مَطْبُوعٍ عَلَى الْمَجْدِ مُسْعِفِ؟
رَضِيتُ بِمَنْ لاَ تَشْتَهِي النَّفْسُ قُرْبَهُ
ومَنْ لمْ يَجِد مَندوحة ً يَتَكلَّفِ
ولو أنَّنى صادَفتُ خِلاًّ يَسرنِى
على عُدواءِ الدَارِ لَم أتَلهَّفِ
وَلَكِنَّنِي أَصْبَحْتُ فِي دَارِ غُرْبَة ٍ
مُقيماً لَدى قومٍ علَى البُدِّ عُكَّفِ
زَعَانِفُ هُدَّاجُونَ فِي عرَصَاتِهمْ
كَخيطِ نَعامٍ بينَ جَرداءَ صَفصَفِ
حُفَاة ٌ عُرَاة ٌ غَيْرَ أَخْلاقِ صُدْرَة ٍ
تَطِيرُ كَنَسْجِ الْعَنْكَبُوتِ الْمُسَدَّفِ
يَمُجُّونَ مِن أفواهِهِم رَشحَ مُضغة ٍ
كَنَضْحِ دَمٍ يَنْهَلُّ مِنْ أَنْفِ مُرْعَفِ
إِذَا رَاطَنُوا بَعْضاً سَمِعْتَ لِصَوْتِهِمْ
عَزِيفاً كَجِنٍّ فِي الْمَفَاوِزِ هُتَّفِ
فها أنا مِنهُم بينَ شَملٍ مُبدَّدٍ
وَمِنْ حَسَرَاتِي بَيْنَ شَمْلٍ مُؤَلَّفِ
أَحِنُّ إِلَى أَهْلِي، وَأَذْكُرُ جِيرَتِي
وأشتاقُ خُلاَّنِى ، وأصبو لِمألفِى
فلا أنا أسلو عنْ هَواى َ فأنتهِى
وَلاَ أَنَا أَلْقَى مَنْ أُحِبُّ فَأَشْتَفِي
وإنِّى على ما كانَ مِن سَرَفِ النَوى
لَبَاقٍ عَلَى وُدِّي لِمَنْ كُنْتُ أَصْطَفِي
سَجيَّة ُ نفسٍ لا تَميلُ معَ الهوى
وَذِمَّة ُ عَهْدٍ بَيْنَ سَيْفٍ وَمُصْحَفِ
وَمَا كُلُّ مَوْشِيِّ الْحَدِيثِ بِصَادِقٍ
وَلاَ كُلُّ مَنْسُوبٍ إِلَى الْوُدِّ بِالْوَفِي
تَشابَهتِ الأخلاقُ إلاَّ بَقية ً
بِهَا يُعْرَف الْمَاضِي مِنَ الْمُتَخَلِّف
وما شَرفُ الإنسانِ إلاَّ بِنَفسهِ
وإن كانَ ذا مالٍ تليدُ ومُطرفِ
ولَو كانَ نَيلُ الفَضلِ سَهلاً لَزاحَمتْ
رِجالُ الخنا أهلَ العُلا والتَّعطُّفِ
فَإِنْ أَخْلَفَتْ نَفْسٌ طَوِيَّة َ مَا وَأَتْ
فَلِي مِنْ «عَلِيٍّ» صَاحِبٌ غَيْرُ مُخْلِفِ
هُمامُ ، دعا باسمى ، فلبَّيتُ صَوتَهُ
بِيَا مَرْحَباهُ مِنْ فُؤَادِ مُكَلَّفِ
وَلَوْ صَاحَ بِي في غَارَة ٍ لَوَزَعْتُهَا
عَلى متنِ مَحبوكِ السَراة ِ بِمُرهَفِ
وَلَكِنَّنِي لَبَّيْتُ دَعْوَة َ نَظْمِهِ
بِأَسْمَرَ مَشْقُوقِ اللِّسَانِ مُحَرَّفِ
إذا حَرَكتهُ راحَتِى فَوقَ مُهرقٍ
بِذِكْرِ عُلاَهُ بذَّكُلَّ مُثَقَّفِ
هُو البَطلُ السبَّاقُ فى كلِّ غايَة ٍ
يَهَابُ رَدَاهَا الْمَرْءُ قَبْلَ التَّعَسُّفِ
إِذَا قَالَ لَمْ يَتْرُكْ بَيَاناً لِقَائِلٍ
وإن سارَ لم يَترُك مَجالاً لِمُقتفِى
لَهُ قَلَمٌ لَوْ كَانَ لِلسَّيْفِ حَدُّهُ
لَفَلَّ حَبيكَ السَردِ فى كلِّ مَوقفِ
وشُعلَة ُ فِكرٍ لو بِمثلِ ضِيائها
أنارَ سِراجَ الأُفقِ ما كانَ يَنطَفى
فَسِيحُ مَجَالِ الْفِكْرِ، ثَبْتٌ يَقِينُهُ
بَعيدُ مناطِ الهمِّ ، حرُّ التصرُّفِ
أديبٌ ، لَهُ فى جنّة ِ الشِعرِ دَوحَة ٌ
أَفَاءَتْ عَلَى الدُّنْيَا بِأَجْمَلِ زُخْرُفِ
إِذَا نَوَّرَتْ أَفْنَانُهَا غِبَّ دِيمَة ٍ
مِنَ الفِكرِ جاءتْ بالبديعِ المفوَّفِ
تَرَنَّمَ فِيهَا مِنْ ثَنَائي بُلْبُلٌ
بِلَحْنٍ لَهُ فِي السَّمْعِ نَبْرَة ُ مِعْزَفِ
حَفيتُ لَهُ بالودِّ مِنِّى ، وكيفَ لا
أُسَابِقُهُ فِي وُدِّهِ وَهْوَ بي حَفِي؟
تألَّفَ نَفسِى بَعدَ ما زالَ أنسُها
وَنَوَّهَ بِاسْمِي بَعْدَ مَا كَاد يَخْتَفِي
وحَرَّكَ أَسْلاَكَ التَّرَاسُلِ بَيْنَنَا
بِسيَّالِ وُدٍّ لَفظهُ لم يُحرَّفِ
وفى الناسِ معطوفٌ على الوُدِّ قَلبهُ
وَمِنْهُمْ سَقِيمُ الْعَهْدِ بَادِي التَّحَرُّفِ
تَوَسَّمْتُ فِيهِ الْخَيْرَ قَبْلَ لِقائِهِ
وَأَحْمَدْتُ مِنْهُ الْخُبْرَ بَعْدَ التَّعَرُّفِ
وَمَا حَركَاتُ النَّفْسِ إِلاَّ دِلاَلَة ٌ
عَلَى صِدْقِ مَا قَالُوا بهِ في التَّعَيُّفِ
فقد تَكذِبُ العَينُ الفَتى وهوَ غافِلٌ
ويَصدقُ ظَنُّ العاقلِ المتشَوِّفِ
وفيتُ بِوعدى فى الثناءِ وإن يَكُن
مَقَالِي بِهَاتِيكَ الْفَضَائِلِ لاَ يَفِي
وَكَيْفَ وَإِنْ أُوتِيتُ في النَّظْمِ قُدْرَة ً
أضُمُّ شتاتَ الكونِ فى بَعضِ أحرُفِ ؟
نــجــم
05-04-2011, 09:02 PM
قَالَتْ أَرَاكَ عَلِيلَ الْجِسْمِ، قُلْتُ لَهَا
قَالَتْ أَرَاكَ عَلِيلَ الْجِسْمِ، قُلْتُ لَهَا
مَنْ شَفَّهُ الْحُبُّ أَبْلَى جِسْمَهُ السَّقَمُ
قَالَتْ: فَهلْ مِنْ دَوَاءٍ يُسْتَطَبُّ بِهِ
قلتُ : الوصالُ ، فراحتْ وَ هيتبتسمُ
فبتُّ في حيرة ٍ ، لاَ القلبُ مصطبرٌ
وَ الوصولُ إلى ما يشتهي أممُ
وَ منْ أطاعَ هواهُ غيرَ مكترثٍ
بما يكونُ ، فعقبي أمرهِ ندمُ
نــجــم
05-04-2011, 09:02 PM
قَالُوا أَلاَ تَصِفُ الْغَرَامَ لَنا
قَالُوا: أَلاَ تَصِفُ الْغَرَامَ لَنا
حتى يحيطَ بنعتهِ الفهمُ ؟
فَأَجَبْتُهُمْ: هَيْهَاتَ أَنَعَتُ مَا
يَعْتَلُّ دُونَ صِفاتِهِ الْوَهْمُ
الْحُبُّ يَنْفُذُ بِالْفُؤَادِ كَمَا
يمضي على غلوائهِ السهمُ
يَعْنُو لِسَوْرَتِهِ الْمَلِيكُ، وَلاَ
يَقْوَى عَلَى صَدَمَاتِهِ الشَّهْمُ
نــجــم
05-04-2011, 09:02 PM
كلُّ حى ٍّ سيموتُ
كلُّ حى ٍّ سيموتُ
لَيْسَ في الدُّنيا ثُبُوتُ
حَرَكَاتٌ سَوْفَ تَفْنَى
ثُمَّ يَتْلُوها خُفُوتُ
وكَلامٌ لَيْسَ يَحْلُو
بَعْدَهُ إِلاَّ السُّكُوتُ
أيُّها السادِرُ قُلْ لى
أَيْنَ ذاكَ الجَبَرُوتُ؟
كُنتَ مطبوعاً على النُطْ
ـقِ، فَمَا هَذَا الصُّمُوتُ؟
ليت شِعرى ، أَهُمودٌ
ما أراهُ ، أَم قنوتُ ؟
أَيْنَ أَمْلاكٌ لَهُمْ في
كُلِّ أُفْقٍ مَلَكُوتُ
زالَت التيجانُ عنهم
وخَلَتْ تلْكَ التُّخُوتُ
أَصْبَحَتْ أَوْطَانُهُمْ مِنْ
بَعْدِهِمْ وَهْيَ خُبُوتُ
لا سَمِيعٌ يَفْقَهُ الْقَوْ
لَ، ولا حَيٌّ يَصُوتُ
عمرَت منهُم قبورٌ
وخلَت منهم بيوتٌ
لم تَذُدْ عَنْهُمْ نُحُوسَ الدَّ
هْرِ إِذْ حانَتْ بُخُوتُ
خَمَدَتْ تِلْكَ الْمَسَاعِي
وانْقَضَتْ تلكَ النُّعُوتُ
إِنَّما الدُّنْيا خَيَالٌ
باطِلٌ سَوْفَ يَفُوتُ
ليسَ للإنسانِ فيها
غيرَ تقوى اللهِ قوتُ
نــجــم
05-04-2011, 09:02 PM
كلُّ صعبٍ سوى المذلة ِ سهلُ
كلُّ صعبٍ سوى المذلة ِ سهلُ
وَ حياة ُ الكريمِ في الضيمِ قتلُ
ليس يقوى امرؤٌ على الذلَّ ما لمْ
يكُ فيهِ منْ صبغة ِ اللؤمِ دخلُ
إنَّ مرَّ الحمامِ أعذبُ ورداً
منْ حياة ٍ فيها شقاءٌ وَ ذلُّ
أنا راضٍ بتركِ مالي وَ أهلي
فَالْعَفَافُ الثَّرَاءُ، وَالنَّاسُ أَهْلُ
لاَ يلمني على َ الحفيظة ِ قومٌ
غرهمْ منظرُ الحياة ِ ؛ فضلوا
ألفوا الضيمَ خسية َ الموتِ ، وَ الضيـ
ـمُ - لعمري - فجٌ خسيسٌ ، وَ ثكلُ
كيفَ لاَ أنصرُ الرشادَ على الغـ
ـيِ، وَعَقْلِي مَعِي، وَفِي النَّفْسِ فَضْلُ؟
إنما المرءُ باللسانِ وَ بالقلـ
ـبِ، فَإِنْ خَابَ مِنْهُمَا، فَهْوَ فَسْلُ
قَدْكِ يَا نَفْسُ، فَالتَّصَبُّرُ إِلاَّ
في لقاءِ الحروبِ غبنٌ وَ جهلُ
فابعثيها شعواءَ ، يحكمُ فيها
مُنْصُلٌ صَارِمٌ، وَرُمْحٌ مِتَلُّ
هُوَ إِمَّا الْحِمَامُ، أَوْ عِيشَة ٌ خَضْـ
ـرَاءُ فِيهَا لِمَنْ تَفَيَّأَ ظِلُّ
إِنَّ مُلْكاً فِيهِ «فُلانٌ» وَزِيراً
لَمُبَاحٌ لِلْخَائِنِينَ وَبِلُّ
أَهْوَجٌ، أَحْمَقٌ، شَتِيمٌ، لَئِيمٌ
أَغْتَمٌ، أَبْلَهٌ، زَنِيمٌ، عُتُلُّ
صَغُرَتْ رَأْسُهُ، وَأَفْرَطَ فِي الطُّولِ
شواهُ ، وَ عنقهُ ؛ فهوَ صعلُ
أبرزتْ ثدرة ُ الطبيعة ِ منهُ
شَكْلَ لُؤْمٍ، إِنْ كَانَ لِلُّؤمِ شَكْلُ
هَدَفٌ لِلْعُيُوبِ، فِي كُلِّ عُضْوٍ
مِنْهُ سَهْمٌ لِلطَّاعِنِينَ وَنَصْلُ
نسلتهُ منَ استها أمُّ سوءٍ
ما لها غيرَ طائفِ الليلِ بعلُ
كنْ كما شئتَ يا فلانُ ، وَ ما شا
ءتْ رجالٌ ؛ فأنتَ للؤمِ أهلُ
ليسَ تغنى الألقابُ عنْ كرمِ الأصـ
ـلِ ، فمجدُ الفتى عفافٌ وَ عقلُ
أَنْتَ مِنْ عُنْصُرٍ، لَو اتَّكَأَ الذَّرْ
رُ عليهِ ، لآدهُ منهُ حملُ
نازعتكَ اليهودُ ، واختلفتْ فيـ
ـكَ النَّصَارَى ، فَأَنْتَ ـ لاَ شَكَّ ـ بَغْلُ
إنَّ بيتَ الوزانِ لمْ يزنوا شيـ
ـئاً، وَلَكِنَّ فِيهِمْ عَلَى ذَاكَ ثِقْلُ
كثروا عدة ً ، وَ لوْ أحصنَ البا
بَ أبوهمْ عنِ الزناة ِ ، لقلوا
لو عزونا كلَّ امريءٍ لأبيهِ
منْ فراخِ الوزانِ ، لمْ يبقَ نسلُ
كلُّ وغدٍ أهدى إلى اللؤمِ منْ با
زٍ، وَلَكِنْ مِنَ الْحِمَارِ أَضَلُّ
قَدْ تَغَذَّى بِاللُّؤْمِ إِذْ هُوَ طِفْلٌ
و تمادى في الغيَّ إذْ هوَ كهلُ
ليسَ فيهمْ منْ تحمدُ العينُ رؤيا
هُ ، وَ لاَ منهمُ إلى النفسِ خلُّ
أَدْرَكُوا فِي الْعُيُوبِ أَبْعَدَ خَصْلٍ
كلُّ حيًّ لهُ بما شاءَ خصلُ
كيفَ لا تشملُ الدناءة ُ قوماً
نشئوا في الصغارِ حينَ استهلوا ؟
همْ - لعمري - أذلُّ منْ قدمِ النعـ
ـلِ نفوساً ، وَ النعلُ منهمْ أجلُّ
كنتُ لا أحسنُ الهجاءَ ، وَ لكنْ
علمتني صفاتهمْ كيفَ أتلو
كلُّ شيءٍ يفنى ، وَ لكنْ هجائي
فِيكَ بَاقٍ مَا عَاقَبَ السَّيْفَ صَقْلُ
نــجــم
05-04-2011, 09:03 PM
كتمتُ الهوى خَوفَ إفشائه
كتمتُ الهوى خَوفَ إفشائهِ
فألهبَ نارَ الغضَى فى ضُلوعى
فَلَمَّا خَشِيتُ عَلَى مُهْجَتِي
أذعتُ الهوى بِلِسانِ الدُموعِ
نــجــم
05-04-2011, 09:03 PM
كيف أَهجوكَ والدناءة سورٌ
كيف أَهجوكَ والدناءة سورٌ
مِن حديد يقيك طعنى وضربى
لَكَ عِرْضٌ أَرَقُّ نَسْجاً مِنَ الرِّيـ
ـح ، وأوهى من طيلسان ابن حربِ
نــجــم
05-04-2011, 09:03 PM
كيفَ طَوتكَ المنُونُ يا ولدى
كيفَ طَوتكَ المنُونُ يا ولدى ؟
وكيفَ أودعتُكَ الثَّرى بيدى ؟
وَاكَبِدِي يا «عَلِيُّ» بَعْدَكَ! لَوْ
كانَت تبلُّ الغليلَ " واكبدى "
فقدُكَ سلَّ العِظامَ مِنِّى ، ورَ
دَّ الصَّبرَ عنِّى ، وفتَّ فى عضُدى
كَم ليلة ٍ فيكَ لاصباحَ لها
سَهِرْتُهَا بَاكِياً بِلاَ مَدَدِ
دَمعٌ وسهد ، وأى ُّ ناظِرة ٍ
تَبْقَى عَلَى الْمَدْمَعَيْنِ والسَّهَدِ؟
لَهفى علَى لَمحة ِ النَّجابة ِ ! لَو
دامَت إلَى أن تَفُوزَ بالسَّددِ
مَا كُنْتُ أَدْرِي إِذْ كُنْتُ أَخْشَى عَلَيْـ
ـكَ الْعَيْنَ أَنَّ الْحِمَامَ بِالرَّصَدِ
فَاجَأَنِي الدَّهْرُ فِيكَ مِنْ حَيْثُ لا
أَعْلَمُ خَتْلاً، والدَّهْرُ كَالأَسَدِ
لَوْلاَ اتِّقَاءُ الْحَيَاءِ لاعْتَضْتُ بِالْـ
ـحِلمِ هُياماً يحيقُ بالجلَدِ
لكنْ أَبَت نفسى الكريمة ُ أن
أَثْلِمَ حَدَّ الْعَزَاءِ بِالكَمَدِ
فليَبكِ قلبِى عليك ، فالعينُ لا
تَبْلُغُ بالدَّمْعِ رُتْبَة َ الْخَلَدِ
إن يكُ أخنَى الردى علَيكَ ؛ فقَد
أخنى أليمُ الضنَى على جسدِى
عَلَيْكَ مِنِّي السَّلامُ تَوْدِيعَ لا
قالٍ ، ولكن توديعَ مُضطهَدِ
نــجــم
05-04-2011, 09:03 PM
كَمْ غادَرَ الشُّعَرَاءُ مِنْ مُتَرَدَّمِِ
كَمْ غادَرَ الشُّعَرَاءُ مِنْ مُتَرَدَّمِ
وَلرُبَّ تَالٍ بَذَّ شَأْوَ مُقَدَّمِ
فِي كُلِّ عَصْرٍ عبْقَرِيٌّ، لاَ يَنِي
يفرى الفرَّ بكلَّ قولِ محكمِ
وَ كفاكَ بي رجلا إذا اعتقلَ النهى
بِالصَّمْتِ، أَوْ رَعَفَ السِّنَانُ بِعَنْدَمِ
أَحْيَيْتُ أَنْفَاسَ الْقَرِيضِ بِمنْطِقِي
وَ صرعتُ فرسان العجاجِ بلهذمي
وَ فرغتُ ناصية َ العلا بفضائلٍ
هُنَّ الْكَوَاكِبُ فِي النَّهَارِ الْمُظْلِمِ
سَلْ مِصْرَ عَنِّي إِنْ جَهِلْتَ مَكَانَتِي
تُخْبِرْكَ عَنْ شَرَفٍ وَعِزٍّ أَقْدَمِ
بَلِهٌ، نَشَأْتُ مَعَ النَّبَاتِ بِأَرْضِهَا
وَلَثَمْتُ ثَغْرَ غَدِيرِهِ الْمُتَبَسِّمِ
فنسيمها روحي ، ومعدنُ تربها
جِسْمِي، وَكَوْثَرُ نِيلِهَا مَحْيا دَمِي
فإذا نطقتُ فبالثناءِ على الذي
أَوْلَتْهُ مِنْ فَضْلٍ عَلَيَّ وَأَنْعُمِ
أَهْلِي بِها، وأَحِبَّتِي، وَكَفى بِهِمْ
إِنْ كَانَتِ الأَبْنَاءُ خُورَ الأَعْظُمِ
وَأَحَقُّ دَارٍ بِالْكَرَامَة ِ مَنْزِلٌ
للقلبِ فيهِ علاقةق لمْ تصرمِ
هِيَ جنَّة ُ الْحُسْنِ الَّتِي زَهَرَاتُهَا
حورُ المها ، وهزارُ أيكتها فمي
ما إنْ خلعتُ بها سيورَ تمائمي
حتى لبستُ بها حمائلَ مخذمي
وَغَنِيتُ عَنْ قُلَّتِي بعَامِلِ أَسْمَرٍ
وَسَلَوْتُ عَنْ مَهْدِي بِصَهْوَة ِ أَدْهَمِ
وَ فجرتُ ينبوع البيانِ بمنطقٍ
عذبٍ ، رويتُ بهِ غليلَ الحرمِ
وَ لكمْ أثرتُ غيابة ً منْ قسطلٍ
بمهندي ، وَ حللتُ عقدة َ مبرمِ
أختالُ طوراً فوقَ ذروة ِ منبر
و أكرُّ طوراً فوقَ نهدٍ شيظمِ
حتى ربأتُ منَ المعالي هضبة ً
شماءَ تزلقُ أخمص المتسنمِ
نشأتْ بطبعي للقريضِ بدائعٌ
لَيْسَتْ بِنِحْلَة ِ شَاعِرٍ مُتَقَدِّمِ
يصبو بها " الحكميُّ " صبوة َ عاشقٍ
وَ تخفُّ منْ طربٍ عريكة ُ " مسلمِ "
قَوَّمْتُهُ بَعْدَ اعْوِجَاجِ قَنَاتِهِ
وَ الرمحُ ليسَ يروقُ غيرَ مقومِ
فقرٌ يكادُ السحرُ يبلغُ بعضَ ما
ي طَيِّهَا لَوْ كَانَ غَيْرَ مُحَرَّمِ
مُتَشَابِهُ الطَّرَفَينِ، يُنبِىء ُ صَدْرُهُ
عما تلاحقَ ؛ فهوَ بادي المعلمِ
أحكمتُ منطقهُ بلهجة ِ مفلقٍ
يَقِظِ الْبَدِيهَة ِ، فِي الْقَرِيضِ مُحَكَّمِ
يبتذُّ أهبة َ كلَّ فارسِ بهمة ٍ
وَيَزُمُّ شِقْشِقَة َ الْفَتِيقِ الْمُقْرَمِ
ذللتُ منهُ غوارباً لا تمتطى
وَخَطمْتُ مِنْهُ مَوَارِناً لَمْ تُخْطَمِ
شعرٌ جمعتُ بهِ ضروبَ محاسنٍ
لَمْ تَجْتَمِعْ قبْلِي لِحَيٍّ مُلْهَمِ
فإذا نسبتُ فتنتُ كلَّ مقنعٍ
وَإِذَا نَأَمْتُ ذَعَرْتُ كُلَّ مُلَثَّمِ
كَالرَّوْضِ تَسْمعُ مِنْهُ نَغْمة َ بُلْبُلٍ
وَالْغِيلِ تَسْمَعُ مِنْهُ زَأْرَة َ ضَيْغَمِ
أَدْرَكْتُ قَاصِية َ الْمَحَامِدِ وَالْعُلاَ
وَ شأوتُ فيها كلَّ أصيدَ مسنمِ
فأنا ابنُ نفسي إنْ فخرتُ ، وَ إنْ أكنْ
لأغرَّمنْ سلفِ الأكارمِ أنتمى
وَالْفَخْرُ بِالآبَاءِ لَيْسَ بِنَافِعٍ
هَذَا، وَرُبَّتَ لَذَّة ٍ بَاشَرْتُهَا
فِي ظِلِّ أَخْضَرَ بِالْعَرَارِ مُنَمْنَمِ
طفقَ النسيمُ يحوكُ برودهِ
بأناملٍ تمرى خيوطَ المرزمِ
فَبِكُلِّ أُفْقٍ مُزْنَة ٌ فَيَّاضَة ٌ
وَبِكُلِّ أَرْضٍ جَدْوَلٌ كَالأَرْقَمِ
هَاتِيكَ تَجْرِي فِي السَّماءِ كَأَنَّهَا
سُفُنٌ، وَهَذَا فِي الْخَمَائِلِ يَرْتَمِي
فالروضُ بينَ موشحٍ وَ مؤزرٍ
وَ الزهرُ بينَ مدنرٍ وَ مدرهمِ
طَلْقُ الْجَبِينِ، تَبَسَّمَتْ أَزْهَارُهُ
عنْ درَّ قطرٍ كالعقودِ منظمِ
عبقُ الإزارِ ، كأنما جرتِ الصبا
فِيهِ بِجُؤْنَة ِ عَنْبَرٍ لَمْ تُخْتَمِ
صبح الغمامُ غصونهُ ؛ فترنحتْ
طَرَباً لِرَجْعِ الطَّائِرِ الْمُتَرَنِّمِ
فنسيمهُ أرجٌ ، وطائرُ أيكهِ
هَزِجٌ، وَجَدْوَلُهُ بَرُودُ الْمَبْسِمِ
يَسْتَوْقِفُ الأَلْبَابَ حُسْنُ رُوَائِهِ
وَ يصيدُ عينَ الناظرِ المتوسمِ
وَ المرءُ طوعُ يدِ الزمانِ ، يقودهُ
قَوْدَ الْجَنِيبِ لِغَايَة ٍ لَمْ تُعْلَمِ
فلكٌ يدورُ ، وَ أنجمٌ لا تأتلي
تَبْدُو وَتَغْرُبُ فِي فَضَاءٍ أَقْتَمِ
صُوَرٌ إِذَا نَادَيْتها لمْ تَسْتَجبْ
أَوْ رُمْتَ مِنْهَا النُّطْقَ لَمْ تتكَلَّمِ
فدعِ الخفيَّ ، وخذْ لنفسكَ حظها
مِمَّا بَدَا لَكَ؛ فَهْوَ أَهْنَأُ مَغْنَمِ
لاَ يستطيعُ المرءُ يبلغَ ما نأى
عَنْهُ، وَلَوْ صَعِدَ السَّمَاءَ بِسُلَّمِ
بينا يشقُّ بهِ الجواءَ ترفعا
أهوى بهِ في كسرِ بيتٍ مظلمِ
إِنَّ الْحَيَاة َ شَهِيَّة ٌ مَا لَمْ تَكُنْ
غَرَضاً لإِمْرَة ِ ظَالِمٍ لَمْ يَرْحَمِ
لاَ أَرْتَضِي عَيْشَ الْجَبَانِ، وَلا أَرَى
فضلاً لذي حسبٍ إذا لمْ يقدمِ
وَلرُبَّ مَلْحَمَة ٍ سَرَيْتُ قِنَاعَهَا
عنْ وجهِ نصرٍ بالغبارِ ملثمِ
لَوْ كَانَ لِلإِنْسانِ عِلْمٌ بِالَّذِي
فِي الْغَيْبِ لَمْ يَفْرَحْ، وَلمْ يَتنَدمِ
فدعِ الأمورَ إلى مدبرِ شأنها
وَارْغَبْ عَنِ الدُّنْيَا بنفْسِكَ تَسْلَمِ
نــجــم
05-04-2011, 09:09 PM
كَتَمْتُ هَوَاكِ حَتَّى لَيْسَ يَدْرِي
كَتَمْتُ هَوَاكِ حَتَّى لَيْسَ يَدْرِي
لساني ما تضمنهُ جناني
وَ لي بينَ الجوانحِ منكِ سرٌّ
خفيٌّ لا يعيهِ الكاتبانِ
وَكَيْفَ يَخُطُّهُ الْمَلَكَانِ عَنِّي
وَلَمْ يَنْطِقْ بِغَامِضِهِ لِسَانِي؟
نــجــم
05-04-2011, 09:09 PM
كَرَمُ الطَّبْعِ شِيمَة ُ الأَمْجَادِ
كَرَمُ الطَّبْعِ شِيمَة ُ الأَمْجَادِ
وَجَفَاءُ الأَخْلاقِ شَأْنُ الْجَمَادِ
لَنْ يَسُودَ الْفَتَى ولَوْ مَلَكَ الْحِكْـ
ـمة َ ما لمْ يكُنْ منَ الأجوادِ
ولعَمرى لرقَّة ِ الطَّبعِ أولى
منْ عِنادٍ يجرُّ حربَ الفسادِ
قَدْ يَنَالُ الْحَلِيمُ بِالرِّفْقِ مَا لَيْـ
ـسَ يَنالُ الْكَمِيُّ يوْمَ الْجِلادِ
فاقْرُنِ الْحِلْمَ بِالسَّماحَة ِ تَبْلُغْ
كُلَّ مَا رُمْتَ نَيْلَهُ مِنْ مُرادِ
وَضَعِ الْبِرَّ حَيْثُ يَزْكُو لِتَجْنِي
ثَمَرَ الشُّكْرِ مِنْ غِرَاسِ الأَيَادِي
وَاحْذَرِ الناسَ ما اسْتَطَعْتَ فإِنَّ النَّـ
ـاسَ أَحْلاَسُ خُدْعَة ٍ وتَعادِي
رُبَّ خلٍّ تراهُ طلقَ المحيَّا
وهو جَهُمُ الضميرِ بِالأحقادِ
فتأمَّل مواقِعَ اللَّحظِ تعلَمْ
ما طَوَتْهُ صَحَائِفُ الأَكْبَادِ
إِنَّ في الْعَيْنِ وَهْوَ عُضْوٌ صَغِيرٌ
لَدَلِيلاً عَلَى خَبَايَا الْفُؤَادِ
وأُناسٍ صَحِبْتُ مِنْهُمْ ذِئَاباً
تحتَ أَثوابِ ألفة ٍ وَوِدادِ
يتمنُّونَ لى العِثارَ، ويَلقَوْ
نى بِوجهٍ إِلى المودَّة ِ صادِى
سابقونى فقصَّروا عَنْ لَحاقِى
إِنَّمَا السَّبْقُ مِنْ خِصالِ الْجَوَادِ
أَنا ما بينَ نعمة ٍ وحسودٍ
والْمَعَالِي كَثِيرَة ُ الحُسَّادِ
فليموتوا بغيظِهِم ، فاحتمالُ الـ
ـغَيْظِ موْتٌ لَهُمْ بِلا مِيعَادِ
كيفَ تبيضُّ منْ أناسٍ وجُوهٌ
صَبَغَ اللُّؤْمُ عِرْضَهُمْ بِسَوَادِ؟
أظهروا زُخرُفَ الخِداعِ ، وأخفوا
ذَاتَ نفسٍ كالجمرِ تحتَ الرمادِ
فَتَرى الْمَرْءَ مِنْهُمُ ضَاحِكَ السِّـ
ـنِّ وفى ثوبهِ دِماءُ العبادِ
معشرٌ لا وليدُهُم طاهرُ المهـ
ـدِ وَلاَ كَهْلُهُمْ عَفِيفُ الْوِسادِ
تِلكَ آثارهُم تدُلُّ على ما
كانَ منهُم من جفوة ٍ وتبادِى
ليسَ من يطلبُ المعالى للفخـ
ـرِ كمَن يطلبُ العلا للزَّادِ
وقليلاً ما يصلُحُ المرءُ للجـ
ـدِّ إذا كانَ ساقِطَ الأجدادِ
فاعتَصِم بالنُهى تفز بنعيمِ الدَّ
هْرِ غَضًّا، فالْعَقْلُ خَيْرُ عَتَادِ
إِنَّ في الْحِكْمَة ِ الْبَلِيغَة ِ لِلرُّو
حِ غِذاءً كَالطِّبِّ لِلأَجْسَادِ
نــجــم
05-04-2011, 09:09 PM
كَفَى بِالضَّنَى عَنْ سَوْرَة ِ الْعَذْلِ نَاهِيَا
كَفَى بِالضَّنَى عَنْ سَوْرَة ِ الْعَذْلِ نَاهِيَا
فَأَهْوَنُ مَا أَلْقَاهُ يُرْضِي الأَعَادِيَا
بَلَوْتُ الْهَوَى حَتَّى بَلِيتُ، وَطَالَ بِي
مَريرُ النَّوَى حَتَّى نَسِيتُ التَّلاَقِيَا
وَمَا كُنْتُ ذَا غَيٍّ، وَلَكِنْ إِذَا الْهَوَى
أصابَ حليمَ القومِ أصبحَ غاويا
إِلَى اللَّهِ أَشْكُو نَظْرَة ً مَا تَجَاوَزَتْ
حمى العينِ حتى أوردتني المهاويا
رَمَيْتُ بِهَا عَنْ غَيْرِ عَمْدٍ، فَلَمْ تَعُدْ
عَلَى النَّفْسِ إِلاَّ بِالَّذِي كَانَ قَاضِيَا
هَجَرْتُ لَهَا أَهْلِي، وَفَارَقْتُ جِيرَتِي
وَغَاضَبْتُ فِي الْخُلاَّنِ مَنْ كَانَ رَاضِيَا
وَأَصْبَحْتُ مَسْلُوبَ الْجَنَانِ، كَأَنَّنِي
شَرِبْتُ بِكَأْسٍ تَتْرُكُ الْعَقْلَ سَاهِيَا
أدورُ ، وَ لاَ أدري وإنْ كنتُ حازماً
يَمِينِيَ أَدْنَى لِلْهُدَى مِنْ شِمَالِيَا
صَرِيعُ هَوى ً، لاَ أَذْكُرُ الْيَومَ بِاسْمِهِ
وَ لاَ أعرفُ الأشخاصَ إلاَّ تماديا
فَيَا عَيْنُ، لاَ زَالَتْ يَدُ السُّهْدِ تَمْتَرِي
أساكيبَ دمعٍ منكِ تروى المآقيا
فأنتِ التي أوردتِ قلبي منَ الهوى
مَوَارِدَ لَمْ تَتْرُكْ مِنَ الصَّبْرِ بَاقِيَا
أَطَعْتُكِ، فَاسْتَسْلَمْتُ بَعْدَ شَكِيمَة ٍ
أَعَضَّتْ بِأَطْرَافِ الشَّكِيمِ الْمَذَاكِيَا
فإنْ أنا سالمتُ الهوى بعدَ هذهِ
فلستُ ابنَ أمَّ المجدِ إنْ عدتُ ثانيا
يلومونَ أشواقي ، كأني ابتدعتها
وَلوْ عَلِمُوا لاَمُوا الظِّبَاءَ الْجَوَارِيَا
وَ ما لي ذنبٌ عندهمْ ، غيرَ أنني
شَدَوْتُ، فَعَلَّمْتُ الْحَمَامَ الأَغَانِيَا
وَ هلْ يكتمُ المرءُ الهوى وَ هوَ شاعرٌ
وَ يثني على َ أعقابهنَّ القوافيا ؟
فيا نسماتِ الفجرِ ، ما لكِ كلما
تَنَسَّمْتِ أَضْرَمْتِ الْهَوَى فِي فُؤَادِيَا
وَ يا سجعاتِ الأيكِ ! رفقاً بمهجة ٍ
وَ يا لمحاتِ البرقِ ! باللهِ خبري
أخلاى بالمقياسِ عني سلاميا
وَيَا عَذَبَاتِ الْبَانِ! إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا
تَمِيلُ مَعِي شَوْقاً، فَلُقِّيتَ دَاوِيَا
عوائدُ شوقٍ ألهبتْ لاعجَ الأسى
وَردتْ أمانيَّ الضميرِ هوافيا
لَعمْرُكَ، مَا فَارَقْتُ رَبْعِيَ عَنْ قِلًى
وَلاَ أَنَا وَدَّعْتُ الأَحِبَّة َ سَالِيَا
وَ لكنْ عدتني عنْ بلادي وَ جيرتي
عوادٍ أبتْ في البعدِ إلاَّ تماديا
زَمَانٌ تَوَلَّى غَيْرَ أَعْقَاب ذُكْرَة ٍ
تسوقُ إلى المرءِ الحليمِ التصابيا
فَيَا رَوْضَة َ الْمِقْيَاسِ! جَادَكِ سَلْسَلٌ
منَ النيلِ يدعو للحنينِ السواقيا
وَ لاَ برحتْ للفخرِ نسمة ٌ
تَرُدُّ جَبِينَ النَّوْرِ أَزْهَرَ ضَاحِيَا
بِلاَدٌ صَحِبْتُ الْعَيْشَ فِيهَا مُنَعَّماً
وَأَجْرَيْتُ أَفْرَاسَ الْبَطَالَة ِ لاَهِيَا
فكمْ لذة ٍ أدركتُ فيها ، وَ نعمة ٍ
أصبتُ ، وَ آدابٍ تركتُ ورائيا
هِيَ الْوَطَنُ الْمَأْلُوفُ، وَالنَّفْسُ صَبَّة ٌ
بمنزلها الأدنى وَ إنْ نائيا
فَلاَ حَبَّذَا الدُّنْيَا إِذَا هِيَ أَدْبَرَتْ
وَإِنْ أَقْبَلَتْ يوْماً فَيَا حَبَّذَا هِيَا
نَشَدْتُ الْمُنَى عَوْداً وَقدْ كُنْتُ بَدْأَة ً
مطافِ أناسٍ ينشدونَ الأمانيا
فَإِنْ لَمْ أَنَلْ مِنْهَا نَصِيباً، فَإِنَّنِي
أَرَى الْيَأْسَ عَنْ بَعْضِ الْمَطَالِبِ كَافِيَا
وَ ماذا الذي تجدى على َّ فضائلي
إِذَا كُنَّ فِي عَيْنِ الْعَدُوِّ مَسَاوِيَا؟
فَلاَ اخْضَرَ سَاقُ الْبَقْلِ إِنْ بِتُّ طَاوِياً
وَ لاَ انهلَّ ماءُ المزنِ إنْ متُّ صاديا
http://www.n7bkm.com/vb/n7bkm-saef3/buttons/report.gif (http://www.n7bkm.com/vb/report.php?p=981103)
نــجــم
05-04-2011, 09:11 PM
كنْ كما شئتَ منْ رشادٍ وغى ًّ
كنْ كما شئتَ منْ رشادٍ وغى
كلُّ حيًّ بما جناهُ رهينُ
كُلُّنَا لِلْفَنَاءِ، أَوْ تَصْعَقَ الأَرْ
ضُ ، وتأتي بعدَ الشئون شؤونُ
يستفزُّ الحليمَ رونفها البا
هِرُ، حَتَّى يَخِفَّ وَهْوَ رَكِينُ
ذهبا غيرَ ذكرة ٍ سوفَ تفنى
بَعْدَ ضَنٍّ، وَكُلُّ شَيْءٍ يَحِينُ
فاحتقبْ سيرة َ المحامدِ ؛ فالذكـ
ـرُ حَيَاة ٌ لِمَنْ طوَتْهُ الْمَنُونُ
نــجــم
05-04-2011, 09:11 PM
كَفَى بِالضَّنَى عَنْ سَوْرَة ِ الْعَذْلِ نَاهِيَا
كَفَى بِالضَّنَى عَنْ سَوْرَة ِ الْعَذْلِ نَاهِيَا
فَأَهْوَنُ مَا أَلْقَاهُ يُرْضِي الأَعَادِيَا
بَلَوْتُ الْهَوَى حَتَّى بَلِيتُ، وَطَالَ بِي
مَريرُ النَّوَى حَتَّى نَسِيتُ التَّلاَقِيَا
وَمَا كُنْتُ ذَا غَيٍّ، وَلَكِنْ إِذَا الْهَوَى
أصابَ حليمَ القومِ أصبحَ غاويا
إِلَى اللَّهِ أَشْكُو نَظْرَة ً مَا تَجَاوَزَتْ
حمى العينِ حتى أوردتني المهاويا
رَمَيْتُ بِهَا عَنْ غَيْرِ عَمْدٍ، فَلَمْ تَعُدْ
عَلَى النَّفْسِ إِلاَّ بِالَّذِي كَانَ قَاضِيَا
هَجَرْتُ لَهَا أَهْلِي، وَفَارَقْتُ جِيرَتِي
وَغَاضَبْتُ فِي الْخُلاَّنِ مَنْ كَانَ رَاضِيَا
وَأَصْبَحْتُ مَسْلُوبَ الْجَنَانِ، كَأَنَّنِي
شَرِبْتُ بِكَأْسٍ تَتْرُكُ الْعَقْلَ سَاهِيَا
أدورُ ، وَ لاَ أدري وإنْ كنتُ حازماً
يَمِينِيَ أَدْنَى لِلْهُدَى مِنْ شِمَالِيَا
صَرِيعُ هَوى ً، لاَ أَذْكُرُ الْيَومَ بِاسْمِهِ
وَ لاَ أعرفُ الأشخاصَ إلاَّ تماديا
فَيَا عَيْنُ، لاَ زَالَتْ يَدُ السُّهْدِ تَمْتَرِي
أساكيبَ دمعٍ منكِ تروى المآقيا
فأنتِ التي أوردتِ قلبي منَ الهوى
مَوَارِدَ لَمْ تَتْرُكْ مِنَ الصَّبْرِ بَاقِيَا
أَطَعْتُكِ، فَاسْتَسْلَمْتُ بَعْدَ شَكِيمَة ٍ
أَعَضَّتْ بِأَطْرَافِ الشَّكِيمِ الْمَذَاكِيَا
فإنْ أنا سالمتُ الهوى بعدَ هذهِ
فلستُ ابنَ أمَّ المجدِ إنْ عدتُ ثانيا
يلومونَ أشواقي ، كأني ابتدعتها
وَلوْ عَلِمُوا لاَمُوا الظِّبَاءَ الْجَوَارِيَا
وَ ما لي ذنبٌ عندهمْ ، غيرَ أنني
شَدَوْتُ، فَعَلَّمْتُ الْحَمَامَ الأَغَانِيَا
وَ هلْ يكتمُ المرءُ الهوى وَ هوَ شاعرٌ
وَ يثني على َ أعقابهنَّ القوافيا ؟
فيا نسماتِ الفجرِ ، ما لكِ كلما
تَنَسَّمْتِ أَضْرَمْتِ الْهَوَى فِي فُؤَادِيَا
وَ يا سجعاتِ الأيكِ ! رفقاً بمهجة ٍ
وَ يا لمحاتِ البرقِ ! باللهِ خبري
أخلاى بالمقياسِ عني سلاميا
وَيَا عَذَبَاتِ الْبَانِ! إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا
تَمِيلُ مَعِي شَوْقاً، فَلُقِّيتَ دَاوِيَا
عوائدُ شوقٍ ألهبتْ لاعجَ الأسى
وَردتْ أمانيَّ الضميرِ هوافيا
لَعمْرُكَ، مَا فَارَقْتُ رَبْعِيَ عَنْ قِلًى
وَلاَ أَنَا وَدَّعْتُ الأَحِبَّة َ سَالِيَا
وَ لكنْ عدتني عنْ بلادي وَ جيرتي
عوادٍ أبتْ في البعدِ إلاَّ تماديا
زَمَانٌ تَوَلَّى غَيْرَ أَعْقَاب ذُكْرَة ٍ
تسوقُ إلى المرءِ الحليمِ التصابيا
فَيَا رَوْضَة َ الْمِقْيَاسِ! جَادَكِ سَلْسَلٌ
منَ النيلِ يدعو للحنينِ السواقيا
وَ لاَ برحتْ للفخرِ نسمة ٌ
تَرُدُّ جَبِينَ النَّوْرِ أَزْهَرَ ضَاحِيَا
بِلاَدٌ صَحِبْتُ الْعَيْشَ فِيهَا مُنَعَّماً
وَأَجْرَيْتُ أَفْرَاسَ الْبَطَالَة ِ لاَهِيَا
فكمْ لذة ٍ أدركتُ فيها ، وَ نعمة ٍ
أصبتُ ، وَ آدابٍ تركتُ ورائيا
هِيَ الْوَطَنُ الْمَأْلُوفُ، وَالنَّفْسُ صَبَّة ٌ
بمنزلها الأدنى وَ إنْ نائيا
فَلاَ حَبَّذَا الدُّنْيَا إِذَا هِيَ أَدْبَرَتْ
وَإِنْ أَقْبَلَتْ يوْماً فَيَا حَبَّذَا هِيَا
نَشَدْتُ الْمُنَى عَوْداً وَقدْ كُنْتُ بَدْأَة ً
مطافِ أناسٍ ينشدونَ الأمانيا
فَإِنْ لَمْ أَنَلْ مِنْهَا نَصِيباً، فَإِنَّنِي
أَرَى الْيَأْسَ عَنْ بَعْضِ الْمَطَالِبِ كَافِيَا
وَ ماذا الذي تجدى على َّ فضائلي
إِذَا كُنَّ فِي عَيْنِ الْعَدُوِّ مَسَاوِيَا؟
فَلاَ اخْضَرَ سَاقُ الْبَقْلِ إِنْ بِتُّ طَاوِياً
وَ لاَ انهلَّ ماءُ المزنِ إنْ متُّ صاديا
نــجــم
05-04-2011, 09:12 PM
لأمرٍ ما تحيرتِ العقولُ
لأمرٍ ما تحيرتِ العقولُ
فهلْ تدري الخلائقُ ما تقولُ ؟
تغيبُ الشمسُ ، ثمَّ تعودُ فينا
وَتَذْوي، ثُمَّ تَخْضَرُّ الْبُقُولُ
طَبَائِعُ لاَ تُغِبُّ، مُرَدَّدَاتٍ
كَمَا تَعْرَى وَتَشْتَمِلُ الْحُقُولُ
فَسِيَّانِ الْجَهُولُ إِذَا تَنَاهَتْ
بهِ الأيامُ ، وَ الفطنُ العقولُ
يَزُولُ الْخَلْقُ طَوْراً بَعْدَ طَوْرٍ
وَتَخْتَلِفُ الْحَقَائِقُ وَالنُّقُولُ
فَمَا جَرَتِ الظُّنُونُ عَلَى يَقِينٍ
تفيءُ بهِ ، وَ لاَ صحَّ المقلُ
نــجــم
05-04-2011, 09:12 PM
لأَيِّ خَلِيلٍ فِي الزَّمَانِ أُرَافِقُ
لأَيِّ خَلِيلٍ فِي الزَّمَانِ أُرَافِقُ
وأكثرُ من لاقيتُ خبٌّ مُنافِقٌ ؟
بَلَوْتُ بَنِي الدُّنْيَا، فَلَمْ أَرَ صَادِقاً
فَأَيْنَ لَعَمْرِي الأَكْرَمُونَ الأَصَادِقُ؟
أُحاوِلُ أمراً قَصَّرت دونَهُ النُهى
وشابَت ولَم تَبلُغُ مَداهُ المَفارِقُ
وأعظَمُ ما تَرجوهُ ما لا تَنالُهُ
وأكثرُ مَنْ تَلقاهُ مَنْ لا يوافِقُ
وَمَا كُلُّ مَنْ حَدَّ الرَّوِيَّة َ حَازِمٌ
وَلاَ كُلُّ مَنْ رَامَ السَّوِيَّة َ فَارِقُ
أَضَعْتُ زَمَانِي بَيْنَ قَوْمٍ لَوَ انَّ لِي
بِهِم غَيرَهُم ما أرهَقَتنى البَوائقُ
فإن أكُ مُلقَى الرَحلِ فيهِم فإنَّنى
لَهُمْ بِالْخِلالِ الصَّالِحاتِ مُفَارِقُ
مَعَاشِرُ سادُوا بِالنِّفَاقِ، وَمَا لَهُمْ
أُصُولٌ أَظَلَّتْهَا فُرُوعٌ بَوَاسِقُ
فَأَعْلَمُهُمْ عِنْدَ الْخُصُومَة ِ جاهِلٌ
وأَتْقَاهُمُ عِنْد الْعَفَافَة ِ فَاسِقُ
طَلاَقَة ُ وَجْهٍ تَحْتَهَا الْغَيْظُ كَاشِرٌ
وَنَغْمَة ُ وُدٍّ بيْنَهَا الْغَدْرُ نَاعِقُ
وأخلاقُ صِبيانٍ إذا ما بَلوتَهُم
عَلِمْتَ بِأَنَّ الْجَهْلَ فِي النَّاسِ نَافِقُ
تَعَلَّمتُ كَظمَ الغيظِ فيهِم ، وإنَّهُ
لَحِلمٌ ، ولَكِن لِلحَفيظة ِ ماحِقُ
دَعونِى إلى الجُلَّى ، فَقُمتُ مُبادِراً
وإنِّى إلى أمثالِ تِلكَ لَسابِقُ
فَلَمَّا اسْتَمَرَّ الْجِدُّ سَاقُوا حُمُولَهُمْ
إلى حيثُ لو يَبلُغهُ حادٍ وسائقُ
فَلا رَحِمَ اللهُ امرأً باعَ دِينَهُ
بِدُنيا سِواهُ وهوَ لِلحقِّ رامِقُ
عَلَى أَنَّنِي حَذَّرْتُهُمْ غِبَّ أَمْرِهِمْ
وأنذرتهم لو كان يفقهُ مائقُ
وَقُلْتُ لَهُمْ: كُفُّوا عَنِ الشَّرِّ تَغْنَمُوا
فَلِلشرِّ يومٌ-لامَحالة َ-ماحِقُ
فَظَنُّوا بِقولِى غَيرَ ما فى يَقينهِ
عَلَى أَنَّنِي فِي كُلِّ مَا قُلْتُ صَادِقُ
فَهَلْ عَلِمُوا أَنِّي صَدَعْتُ بِحُجَّتِي
وَقَدْ ظَهَرَتْ بَعْدَ الْخَفَاءِ الْحَقَائِقُ؟
فتبَّا لَهُم مِن مَعشَرٍ ليسَ فيهمً
رَشِيدٌ، وَلاَ مِنْهُمْ خَلِيلٌ مُصَادِقُ
ظَنَنْتُ بِهِمْ خَيْراً، فَأُبْتُ بِحَسْرَة ٍ
لَها شجنٌ بينَ الجوانِحِ لاصِقُ
فياليتنِى راجَعتُ حِلمِى ، ولم أكن
زعيماً ، وعاقَتنِى لِذَاكَ العوائقُ
وَيَا لَيْتَنِي أَصْبَحْتُ فِي رَأْسِ شَاهِقٍ
ولم أرى ما آلت إليهِ الوثائقُ
هُمُ عَرَّضُونِي لِلْقَنَا، ثُمَّ أَعْرَضُوا
سِراعاً ولم يَطرُق منِ الشرِّ طارِقُ
وَقَدْ أَقْسَمُوا أَلاَّ يَزُولُوا، فَمَا بَدَا
سنا الفجرِ إلاَّ والنِساءُ طَوالِقُ
مَضَوْا غَيْرَ مَعْذُورِينَ، لاَ النَّقْعُ سَاطِعٌ
وَلاَ الْبيضُ فِي أَيْدِي الْكُمَاة ِ دَوَالِقُ
وَلَكِنْ دَعَتْهُمْ نَبْأَة ٌ، فَتَفَرَّقُوا
كَمَا انْقَضَّ فِي سِرْبٍ مِنَ الطَّيْرِ بَاشِقُ
فَكَمْ آبِقٍ تَلْقَاهُ مِنْ غَيْرِ طَارِدٍ
وكَم واقِفٍ تَلقاهُ والعقلُ آبِقُ
إِذَا أَبْصَرُوا شَخْصاً يَقُولُونَ جَحْفَلٌ
وَجُبْنُ الْفَتَى سَيْفٌ لِعَيْنَيْهِ بَارِقُ
أُسودٌ لَدى الأبياتِ بينَ نِسائهِمْ
وَلَكِنَّهُمْ عِنْدَ الْهِيَاجِ نَقَانِقُ
إذا المرءُ لم يَنهَض بِقائمِ سَيفهِ
فيا ليتَ شِعرِى ، كيفَ تُحمَى الحقائقُ ؟
نــجــم
05-04-2011, 09:12 PM
للشعرِ فى الدَّهرِ حكمٌ لا يغيِّرهُ
للشعرِ فى الدَّهرِ حكمٌ لا يغيِّرهُ
مَا بِالْحَوَادِثِ مِنْ نَقْضٍ وَتَغْيِيرِ
يَسمو بقومٍ ، ويهوى آخرونَ بهِ
كالدَّهرِ يجرى بميسورٍ ومَعسورِ
لهُ أوابدُ ، لا تنفكُّ سائرة ً
فى الأرضِ ما بينَ إدلاجٍ وتَهجيرِ
مِن كلِّ عائرة ٍ تستنُّ فى طلقٍ
يغتالُ بالبهرِ أنفاسَ المحاضيرِ
تَجرى معَ الشَّمسِ فى تيَّارِ كهربة ٍ
على إطارٍ مِنَ الأضواءِ مَسعورِ
تُطَارِدُ الْبَرْقَ إِنْ مَرَّتْ، وَتَتْرُكُهُ
في جوْشَنٍ مِنْ حَبِيكِ الْمُزْنِ مَزْرُورِ
صَحائِفٌ لَمْ تَزَلْ تُتْلَى بِأَلْسِنَة ٍ
للدَّهرِ فى كلِّ نادٍ مِنهُ معمورِ
يُزْهَى بِها كُلُّ سَامٍ في أَرُومَتِهِ
وَيَتَّقِي الْبَأْسَ مِنْهَا كُلُّ مَغْمُورِ
فكم بِها رَسَخت أركانُ مملكة ٍ
وكم بِها خَمدتْ أنفاسُ مَغرورِ
وَالشِّعْرُ دِيوانُ أَخْلاَقٍ يَلُوحُ بِهِ
مَا خَطَّهُ الْفِكْرُ مِنْ بَحْثٍ وَتَنْقِيرِ
كَمْ شَادَ مَجْداً، وَكَمْ أَوْدَى بِمَنْقَبَة ٍ
رفعاً وخفضاً بِمرجوٍّ ومَحذورِ
أبقى زُهيرٌ بهِ ما شادَهُ هَرِمٌ
مِنَ الْفَخَارِ حَدِيثاً جِدَّ مَأَثُورِ
وفلَّ جرولُ غَربَ الزبرِقانِ بهِ
فَبَاءَ مِنْهُ بِصَدْعِ غَيْرٍ مَجْبُورِ
أخزى جريرٌ بهِ حى َّ النُميرِ ، فما
عَادُوا بِغَيْرِ حدِيثٍ مِنْهُ مَشْهُورِ
لَوْلاَ أَبُ والطَّيِّبِ الْمَأْثُورُ مَنْطِقُهُ
ما سارَ فى الدَّهرِ يوماً ذِكرُ كافورِ
نــجــم
05-04-2011, 09:13 PM
لا تعاشِرْ ما عِشتَ أَحمقَ ، واعلم
لا تعاشِرْ ما عِشتَ أَحمقَ ، واعلم
أَنَّهُ فِي الوُجُودِ حَيٌّ كَمَيْتِ
لَيسَ بَيْنَ الجُنُونِ والْحُمْقِ إِلاَّ
مثلُ ما بينَ أدْهَمٍ وكُميتِ
نــجــم
05-04-2011, 09:13 PM
لا تعكفنَّ على المدامِ بعيرِ ما
لا تعكفنَّ على المدامِ بعيرِ ما
صَوْتٍ يَهِيجُ بِلَحْنِهِ النَّدْمَانَا
إنَّ الغناءَ سريرة ٌ في النفسِ قدْ
ضاقتْ بها ؛ فتفجرتْ ألحانا
نــجــم
05-04-2011, 09:14 PM
لا فَارِسَ الْيَوْمَ يَحْمِي السَّرْحَ بِالوَادِي
لا فَارِسَ الْيَوْمَ يَحْمِي السَّرْحَ بِالوَادِي
طَاحَ الرَّدَى بِشِهَابِ الْحَرْبِ والنَّادِي
ماتَ الَّذى تَرهبُ الأقرانَ صَولتَهُ
وَيَتَّقِي بَأْسَهُ الضِّرْغَامَة ُ الْعَادِي
هانَتْ لميتَتِهِ الدُنيا ، وزهَّدنا
فَرطُ الأسى بَعدَهُ فى الماءِ والزادِ
هَلْ لِلْمَكَارِمِ مَنْ يُحْيِي مَناسِكَهَا؟
أَمْ لِلضَّلاَلَة ِ بَعْدَ الْيَوْمِ مِنْ هَادِي؟
جَفَّ الندى ، وانقضى عُمرُ الجدا ، وسرى
حُكْمُ الرَّدَى بَيْنَ أَرْوَاحٍ وَأَجْسَادِ
فَلْتَمْرَحِ الْخَيْلُ لَهْواً في مَقَاوِدِهَا
ولتصدإ البيضُ مُلقاة ً بأغمادٍ
مَضَى ، وَخَلَّفَنِي في سِنِّ سَابِعَة ٍ
لا يَرْهَبُ الْخَصْمُ إِبْرَاقِي وإِرْعَادِي
إذا تلفَّتُ لم ألمَح أخاثِقَة ٍ
يأوى إلى َّ ولا يسعى لإنجادِى
فالعينُ ليسَ لَها من دمعها وزَرٌ
والْقَلْبُ لَيْسَ لَهُ مِنْ حُزْنِهِ فَادِي
فإن أكُن عِشتُ فَرداً بينَ آصِرَتِى
فَهَا أَنَا الْيَوْمَ فَرْدٌ بَيْنَ أَنْدَادِي
بَلَغتُ من فَضلِ ربِّى ما غنيتُ بهِ
عَن كلِّ قارٍ مِنَ الأملاكِ أو بادِى
فما مدَدتُ يدى إلاَّ لِمَنحِ يدٍ
ولا سعَت قدمِى إلاَّ لإسعادِ
تَبِعتُ نهجَ أبى فضلاً ومحميَة ً
حَتَّى بَرَعْتُ، وَكَانَ الْفَضْلُ لِلْبَادِي
أبى ، ومَن كأبى فى الحى ِّ نَعلمهُ ؟
أَوْفَى وَأَكْرَمُ في وَعْدٍ وَإِيعَادِ
مُهذَّبُ النَّفسِ ، غرَّاءٌ شمائلهُ
بعيدُ شأوِ العلا ، طلاَّعُ أنجادِ
قَدْ كَانَ لِي وَزَراً آوِي إِلَيْهِ إِذَا
غَاضَ الْمَعِينُ، وَجَفَّ الزَّرْعُ بِالْوَادِي
لا يستبِّدُ برأى ٍ قبلَ تبصِرة ٍ
ولا يَهمُّ بأمرٍ قبلِ إعدادِ
تَراهُ ذا أهبة ٍ فى كلِّ نائبة ٍ
كَاللَّيْثِ مُرْتَقِباً صَيْداً بِمِرْصَادِ
نــجــم
05-04-2011, 09:14 PM
لاَ تَخْشَ بُؤْساً مِنْ عَدُوٍّ ظَاهِرٍ
لاَ تَخْشَ بُؤْساً مِنْ عَدُوٍّ ظَاهِرٍ
وَاخْشَ الْمَكِيدَة َ مِنْ عَدُوٍّ بَاطِن
كمْ بينَ شرًّ ظاهرٍ مستدركٍ
منهُ الخلاصُ وَ بينَ سرًّ باطنِ
نــجــم
05-04-2011, 09:14 PM
لاَ تَحْسَبِ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا عَلَى ثِقَة
لاَ تَحْسَبِ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا عَلَى ثِقَة ٍ
مِنْ أَمْرِهِمْ، بَلْ عَلَى ظَنٍّ وَتَخْيِيلِ
حُبُّ الْحَيَاة ِ، وَبُغْضُ الْمَوْتِ أَوْرَثَهُمْ
جُبْنَ الطِّبَاعِ، وَتَصْدِيقَ الأَبَاطِيلِ
نــجــم
05-04-2011, 09:14 PM
لاَ تَرْكَنَنَّ إِلَى الزَّمَانِ؛ فَرُبَّمَا
لاَ تَرْكَنَنَّ إِلَى الزَّمَانِ؛ فَرُبَّمَا
خدعتْ مخيلتهُ الفؤادَ الغافلا
وَ اصبرْ على ما كانَ منهُ ؛ فكلما
ذهبَ الغداة َ أتى العشية َ قافلا
كفلَ الشقاءَ لمنْ أناخَ بربعهِ
وَ كفى ابنَ آدمَ بالمصائبِ كافلا
يَمْشِي الضَّرَاءَ إِلَى النُّفُوسِ، وَتَارَة ً
يسعى لها بينَ الأسنة ِ رافلا
لاَ يَرْهَبُ الضِّرْغَامَ بَيْنَ عَرِيِنِهِ
بَأْسَاً، وَلاَ يَدَعُ الظِّبَاءَ مَطَافِلاَ
بينا ترى نجمَ السعادة ِ طالعا
فوقَ الأهلة ِ إذْ تراهُ آفلا
فَإِذَا سَأَلْتَ الدَّهْرَ مَعْرِفَة ً بِهِ
فاسألْ لتعرفهُ النعامَ الجافلا
فَالدَّهْرُ كَالدُّولاَبِ، يَخْفِضُ عَالِياً
مِنْ غَيْرِ مَا قَصْدٍ، وَيَرْفَعُ سَافِلاَ
نــجــم
05-04-2011, 09:14 PM
لاَ شَيْءَ فِي الدَّهْرِ يُغْنِي عَنْ أَخِي ثِقَة ٍ
لاَ شَيْءَ فِي الدَّهْرِ يُغْنِي عَنْ أَخِي ثِقَة ٍ
يكونُ فيهِ بلاغُ السَمعِ والبَصرِ
قضيتُ مِنْ كلِّ شئٍ رُمتهُ وَطَراً
إلاَّ مُحادثَة َ الإخوانِ فى السَّمرِ
نــجــم
05-04-2011, 09:15 PM
لاَعَبَ السُّكْرُ قَدَّهُ؛ فَتَثَنَّى
لاَعَبَ السُّكْرُ قَدَّهُ؛ فَتَثَنَّى
وَدَعَاهُ فَرْطُ السُّرُورِ؛ فَغَنَّى
رشأ تعبدُ النواظرُ منهُ
واحداً في الجمالِ ، ليسَ يثنى
أَنْبَتَ الْحُسْنُ فَوْقَ خَدَّيْهِ وَرْداً
ليس إلاَّ بغمزة ِ اللحظِ يجنى
لمْ يزلْ يرضعُ السلافة َ حتى
غَابَ عَنَّا، كَأَنَّهُ لَيْسَ مِنَّا
فأنمناهُ فوقَ مهدٍ وثيرٍ
برهة ً كيْ يفيقَ ، ثمَّ انصرفنا
فلبثنا هنيهة ً ، ثمَّ لما
خَفَّ مِنْ سُكْرِهِ وَأَقْبَلَ قُمْنَا
وَأَدَرْنَا الْكُؤُوسَ حَتَّى تَوَلَّتْ
أنجمُ الليلِ منْ أحادَ وَ مثنى
يا لها ليلة ٌ ! أبحنا بها اللهـ
ـوَ إِلَى وَرْدَة ِ الْغَدَاة ِ، وَتُبْنَا
نــجــم
05-04-2011, 09:15 PM
لاعيشَ الاَّ للنفادِ
لاعيشَ الاَّ للنفادِ
فاحبب حياتكَ ، أو فعادِ
وَابْخَلْ بِنَفْسِكَ، أَوْ فَجُدْ
كلُّ الأمورِ إلى فسادِ
أين الألى شقوا البحو
رَ، وَشَيَّدُوا ذَاتَ الْعِمَادِ؟
مَلَكُوا التَهَائِمَ وَالنَجَا
ئدَ والحواضرَ والبوادى
بلْ أينَ أصحابُ الوفو
دِ ؟ وأينَ أربابُ الجلادِ ؟
الطاعمونَ ، الطاعنو
نَ الْقَائِلُونَ بِكُلِّ نَادِي
الْكَاشِفُونَ الضُّرَّ، وَالْـ
ـعافونَ عن ذنبِ العبادِ
بل أينَ صناعُ القريـ
ـض الجزلِ والكلمِ الفرادِ ؟
كالشاعرِ الضليلِ ، أو
قُسِّ بْنِ سَاعِدَة َ الإِيَادِي
لعبَ الزمانُ بجمعهمْ
ورمى بهم فى كلِّ وادى
فكأنهمْ لم يلبثوا
إلاَّ بَيَاضاً في سَوادِ
نــجــم
05-04-2011, 09:15 PM
لَمْ أَصْطَبرْ بَعْدَكَ مِنْ سَلْوَة
لَمْ أَصْطَبرْ بَعْدَكَ مِنْ سَلْوَة
لَكِنْ تَصبَّرْتُ عَلَى جمْرِ
وشيمَة ُ العاقل فى رزئهِ
أن يَسْبِقَ السَّلوة َ بالصَّبْرِ
نــجــم
05-04-2011, 09:15 PM
لَبَّيْكَ يَا دَاعِيَ الأَشْواقِ مِنْ داعِي
لَبَّيْكَ يَا دَاعِيَ الأَشْواقِ مِنْ داعِي
أَسْمَعْتَ قَلْبِي وَإِنْ أَخْطَأْتَ أَسْمَاعِي
مُرنِى بِما شئتَ أبلُغْ كلَّ ما وَصَلتْ
يَدِي إِلَيْهِ، فَإِنِّي سَامِعٌ وَاعِي
فلا ورَبِّكَ ما أُصغِى إلى عَذَلٍ
وَلاَ أُبِيحُ حِمَى قَلْبِي لِخَدَّاعِ
إِنِّي امْرُؤٌ لاَ يَرُدُّ الْعَذْلُ بَادِرَتِي
وَلاَ تَفُلُّ شَبَاة ُ الْخَطْبِ إِزْمَاعِي
أجرِى عَلى شِيمة ٍ فى الحُبِّ صادِقة ٍ
لَيْسَتْ تَهُمُّ إِذَا رِيعَتْ بِإِقْلاَعِ
لِلْحُبِّ مِنْ مُهْجَتِي كَهْفٌ يَلُوذُ بِهِ
مِن غَدرِ كلِّ امرئٍ بالشَرِّ وقَّاعِ
بَذَلتُ فى الحبِّ نَفسى وهى غالية ٌ
لِبَاخِلٍ بِصَفَاءِ الْوُدِّ مَنَّاعِ
أَشْكُو إِلَيْهِ، وَلاَ يُصْغِي لِمَعْذِرَتي
مِنْ غَيْرِ ذَنْبٍ جَنَتْهُ النَّفْسُ أَوْ دَاعِي
وَيْلاَهُ مِنْ حَاجَة ٍ فِي النَّفْسِ هَامَ بِهَا
قَلْبي، وَقَصَّرَ عَنْ إِدْرَاكِهَا بَاعِي
أسعى لَها وهى َ مِنِّى غَيرُ دانِية ٍ
وكيفَ يَبلغُ شأوَ الكوكبِ الساعِى ؟
يا حبَّذا جُرعَة ٌ مِن ماءِ مَحنية ٍ
وَضَجْعَة ٌ فَوْقَ بَرْدِ الرَّمْلِ بِالْقَاعِ!
وَنَسْمَة ٌ كَشَمِيمِ الْخُلْدِ قَدْ حَمَلَتْ
رَيَّا الأَزَاهِيرِ مِنْ مِيثٍ وَأَجْرَاعِ
يا هَل أرانِى بِذاكَ الحى ِّ مُجتَمِعاً
بأهلِ وُدِّى من قومى وأشياعِى ؟
وهَل أسوقُ جَوادِى لِلطرادِ إلى
صَيْدٍ الْجَآذِرِ فِي خَضْرَاءَ مِمْرَاعِ؟
مَنَازِلٌ كُنْتُ مِنْهَا فِي بُلَهْنِيَة ٍ
مُمَتَّعاً بَيْنَ غِلْمَانِي وَأَتْبَاعِي
إِذَا أَشَرْتُ لَهُمْ فِي حَاجَة ٍ بَدَرُوا
قَضَاءَهَا قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلْمَاعِي
يَخْشَى الْبَلِيغُ لِسَانِي قَبْلَ بَادِرَتِي
ويُرعَدُ الجيشُ باسمِى قَبلَ إيقاعِى
فَالْيَوْمَ أَصْبَحْتُ لاَ سَهْمِي بِذِي صَرَدٍ
إِذَا رَمَيْتُ، وَلاَ سَيْفِي بقَطَّاعِ
أَبِيتُ فِي قُنَّة ٍ قَنْوَاءَ قَدْ بَلَغَتْ
هامَ السِماكِ ، وفاتَتهُ بِأبواعِ
يَستقبِلُ المُزنَ ليتيها بِوابِلهِ
وتصدِم الرِيحُ جَنبيها بِزعزاعِ
يَظَلُّ شِمْرَاخُهَا يَبْساً، وَأَسْفَلُهَا
مكلَّلاً بالنَدى يَرعى بهِ الراعِى
إِذَا الْبُرُوقُ ازْمهَرَّتْ خِلْتَ ذِرْوَتَهَا
شَهماً تدرَّعَ من تبرٍ بِأدراعِ
تَكَادُ تَلْمِسُ مِنْهَا الشَّمْسَ دَانِيَة ً
وَتَحْبِسُ الْبَدْرَ عَنْ سَيْرٍ وَإقْلاَعِ
أَظَلُّ فِيهَا غَرِيبَ الدَّارِ مُبْتَئِساً
نابِى المضاجعِ من همٍّ وأوجاعِ
لا فى " سرنديبَ " خِلٌّ أستعينُ بهِ
عَلَى الْهُمُومِ إِذَا هَاجَتْ، وَلاَ رَاعِي
يَظنُّنى من يرانِى ضاحِكاً جَذِلاً
أنِّى خَلى ُّ ، وهَمِّى بينَ أضلاعِى
ولا، ورِبِّكَ ما وَجدِى بِمُندرِسٍ
على البِعادِ ولا صَبرِى بِمِطواعِ
لَكنَّنِى مالِكٌ حَزمِى ، ومُنتَظِرٌ
أَمْراً مِنَ اللَّهِ يَشْفِي برْحَ أَوْجَاعِي
أَكُفُّ غَرْبَ دُمُوعِي وَهْيَ جَارِيَة ٌ
خَوْفَ الرَّقِيبِ وَقَلْبِي جِدُّ مُلْتَاعِ
فَإِنْ يَكُنْ سَاءَنِي دَهْرِي، وَغَادَرَنِي
رَهْنَ الأَسَى بَيْنَ جَدْبٍ بَعْدَ إِمْرَاعِ
فَإنَّ فى مِصرَ إخواناً يَسُرُّهمُ
قُرْبِي، وَيُعْجِبُهُمْ نَظْمِي وَإِبْدَاعِي
نــجــم
05-04-2011, 09:16 PM
لَيْسَ لِي غَيْرَ خَالِكَ الْحَجَرِ الأَسْـود
لَيْسَ لِي غَيْرَ خَالِكَ الْحَجَرِ الأَسْـ
ودِ في كعبة ِ المحاسنِ قبلهْ
فأثبني على َ الجمالِ زكاة ً
وَزَكَاة ُ الْجَمَالِ في الْخَدِّ قُبْلَهْ
نــجــم
05-04-2011, 09:16 PM
لَيْسَ الصَّدِيقُ الَّذِي تَعْلُو مَنَاسِبُهُ
لَيْسَ الصَّدِيقُ الَّذِي تَعْلُو مَنَاسِبُهُ
بلِ الصديقُ الذي تزكو شمائلهُ
إنْ رابكَ الدهرُ لمْ تفشلْ عزائمهُ
أَوْ نَابَكَ الْهَمُّ لَمْ تَفْتُرْ وَسائِلُهُ
يَرْعَاكَ فِي حَالَتَيْ بُعْدٍ وَمَقْرَبَة ٍ
وَ لاَ تغبكَ منْ خيرٍ فواضلهُ
لا كالذي يدعى وداً ، وباطنهُ
بحمرِ أقادهِ تغلى مراجلهُ
يذمُّ فعلَ أخيهِ مظهراً أسفاً
لِيُوهِمَ النَّاسَ أَنَّ الْحُزْنَ شَامِلُهُ
وَ ذاكَ منهُ عداءٌ في مجاملة ٍ
فَاحْذَرْهُ، وَاعْلَمْ بَأَنَّ اللَّهَ خَاذِلُهُ
نــجــم
05-04-2011, 09:16 PM
لَعَمْرُ أَبِيكَ مَا خَفَّتْ حَصَاتِي
لَعَمْرُ أَبِيكَ مَا خَفَّتْ حَصَاتِي
لِنازِلة ٍ، ولا ارْتَعَدَ الْفَرِيصُ
وَمَا قَصَّرْتُ في طَلَبِ الْمَعَالي
وَلَكِنْ رُبَّمَا خَابَ الْحَرِيصُ
نــجــم
05-04-2011, 09:16 PM
لَعَمْرُكَ مَا الإِنْسَانُ إِلاَّ ابْنُ يَوْمِهِ
لَعَمْرُكَ مَا الإِنْسَانُ إِلاَّ ابْنُ يَوْمِهِ
وَ ما العيشُ إلاَّ لبثة ٌ وَ زيالُ
وَ ما الدهرُ إلاَّ دفترٌ في خلالهِ
تصاويرُ لمْ يعهدْ لهنَّ مثالُ
ففي صفحة ٍ منهُ زمانٌ قدِ انقضى
وَ في وجهِ أخرى دولة ٌ وَ رجالُ
نــجــم
05-04-2011, 09:16 PM
لَعَمْرُكَ مَا يُدْعَى الفَتَى بَيْنَ قَوْمِهِ
لَعَمْرُكَ مَا يُدْعَى الفَتَى بَيْنَ قَوْمِهِ
بذي كرمٍ حتى يكونَ كريما
وَلَنْ يَلْبَثَ الْمَرْءُ الضَّنِينُ بِمَالِهِ
إِذَا خَافَ غُرْماً أَنْ يُعَدَّ لَئِيمَا
فَلَيْسَ الْفَتَى مَنْ حَازَ مَالاً، وَإِنَّمَا
فَتَى الْقَوْمِ مَنْ أَغْنَتْ يَدَاهُ عَدِيمَا
فمزْ بينَ ما تختارُ في الفعلِ ، وَ التمسْ
لنفسكَ حظاً كيْ تكون عظيما
نــجــم
05-04-2011, 09:16 PM
لَهُ نَظْرَتَا جُودٍ، وَبَأْسٍ أَثَارَتَا
لَهُ نَظْرَتَا جُودٍ، وَبَأْسٍ أَثَارَتَا
غَمَامَيْنِ سَالاَ بِالْفَوَاضِلِ وَالدمِ
فكمْ أحيتِ الأولى لبانة َ معشرٍ
وَ كمْ أردتِ الأخرى حشاشة َ مجرمِ
نــجــم
05-04-2011, 09:17 PM
لَوَى جِيدَهُ وَانْصَرَفْ
لَوَى جِيدَهُ وَانْصَرَفْ
فَما ضَرَّهُ لَوْ عَطَفْ؟
غزالٌ لَهُ نَظرة ٌ
أَعَانَتْ عَلَيَّ الْكَلَفْ
تَبَسَّمَ عَنْ لُؤْلُؤٍ
لَهُ مِنْ عَقِيقٍ صَدَفْ
وَتَاهَ فَلَمْ يَلْتَفِتْ
وشأنُ الجمالِ الصَلف
جَرى الْبَنْدُ فِي خَصْرِهِ
على حَركاتِ الهيَف
وما ذَاكَ خَالٌ بَدَا
ولكِنْ وِسَامُ التَّرَفْ
رآنِى بهِ مولَعاً
فعاتبَنِى وانحرَفْ
ولم يدرِ أنِّى بهِ
عَلَى جمَراتِ التَّلَفْ
فَقُلْتُ لَهُ: سَيِّدِي!
ترفَّق بِصَبٍّ دَنِفْ
فقالَ : أخافُ العِدا
فَقُلْتُ لَهُ: لاَ تَخَفْ
فإنِّى عَفيفُ الهوى
وَمَا كُلُّ صَبٍّ يَعِفْ
وَأَنْشَدْتُهُ قِطْعة ً
وشِعرِى إحدى الطُّرَف
فاصغِى لَها باسِماً
وبانَ عليهِ الأسَفْ
ونَمَّت بهِ خَجلة ٌ
تَدُلُّ عَلَى مَا اقْتَرَفْ
وقالَ : أهذا الضنَى
جَناهُ عليكَ الشَغَف ؟
فقُلتُ : نعم،سيِّدى !
وأبرحُ ممَّا أصِف
فَصَدَّقَ، لَكِنَّهُ
تَجَاهَلَ لَمَّا عَرَفْ
وقالَ : أطَعتَ المُنى
وَبَعْضُ الأَمَانِي سَرَفْ
وَمَا كُلُّ ذِي حَاجَة ٍ
يَفوزُ بِها إن عَكف
فأشفقتُ من قولهِ
وَلَكِنَّ رَبِّي لَطَفْ
فلمَّا رأى أدمُعى
تَوالَت ، وقَلبى رَجف
تَبَسَّمَ لِي ضَاحكاً
ومانَع ، ثمَّ انعطَف
فأغرَمتهُ قُبلة ً
عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفْ
نــجــم
05-04-2011, 09:17 PM
لَقَدْ طَالَ عَهْدِي بِالشَّبَابِ، وَإِنَّهُ
لَقَدْ طَالَ عَهْدِي بِالشَّبَابِ، وَإِنَّهُ
لأدعى لشوقِى أن يطولَ بهِ عهدى
تَبِيتُ عُيُونٌ بِالكَرَى مُطْمَئِنَّة ً
وعيناى فى برحٍ منً الدَّمعِ والسُّهدِ
فليتَ اَّلذى حازَ الشَّبيبة َ رَدَّها
وَلَيْتَ الَّذِي أَهْدَى لَنَا الشَّيْبَ لَمْ يُهْدِ
كَأَنِّي وَقَدْ جَاوَزْتُ سِتِّينَ حِجَّة ً
مسَحتُ بها عن ناظرى سِنة َ الفَهدِ
فَسُحْقاً لِدارٍ لاَ يَدُومُ نَعِيمُهَا
وتَبًّا لِخِلٍّ لا يَدُومُ عَلَى الْعَهْدِ
وكيفَ يلذُّ المرءُ بالعيشِ بعدَ ما
رَأَى أَنَّ سُمَّ الْمَوتِ فِي ذَلِكَ الشَّهْدِ؟
إذا لم يَكن بينَ الحياة ِ وضدِّها
سِوى مُهلة ٍ ؛ فاللَّحدُ أشبهُ بالمَهدِ
وَلِلْمَوْتِ أَسْبَابٌ يَنَالُ بِهَا الْفَتَى
فمن باتَ فى نجدٍ كمن باتَ فى وهدِ
وكلُّ امرئٍ فى النَّاسِ لاقٍ حِمامهُ
فَسِيَّانِ رَبُّ الْعَيْرِ والْفرَسِ النَّهْدِ
ولولا ارتياعُ النَّفسِ من صولة ِ الرَّدى
لَمَا عفَّ عَنْ طِيبِ النَّعِيمِ أَخُو زُهْدِ
فَدَعْ ما مَضَى ، واصْبِرْ عَلَى حِكْمَة ِ الْقَضَا
فليسَ ينالُ المرءُ ما فاتَ بالجهدِ
وَلاَ تَلْتَمِسْ مِنْ غَيْرِ موْلاَكَ هَادِياً
إِذَا اللَّهُ لَمْ يَهْدِ الْعِبَادَ، فَمَنْ يَهْدِي؟
نــجــم
05-04-2011, 09:17 PM
لعَمرِى لقد أيقَظتُ من كانَ راقداً
لعَمرِى لقد أيقَظتُ من كانَ راقداً
وأنذَرتُ ، لكِن لم تَكن تنفعً النُّذر
نَصَحتُ فكذَّبتم ، فلمَّا أتى الرَّدى
عَمدتُم لتصديقى وقَد قُضِى َ الأمرُ
فلم يبقَ فى أيديكًم غيرُ حَسرة ٍ
وَلَمْ يَبْقَ عِنْدِي غَيْرُ مَا عَافَهُ الصَّدْرُ
فَجاءَ الَّذِي كُنْتُمْ تَخَافُونَ شَرَّهُ
وزالَ الَّذى لم يبقَ من بعدهِ شِعرُ
نــجــم
05-04-2011, 09:17 PM
لعزة ِ هذي اللاهياتِ النواعمِ
لعزة ِ هذي اللاهياتِ النواعمِ
تذلُّ عزيزاتُ النفوس الكرائمِ
فَمَا كُنْتُ لَوْلاَهُنَّ تَهْتَاجُنِي الصَّبَا
أصيلاً ، وَ يشجيني هديرُ الحمائمِ
وَلاَ شَاقَنِي بَرْقٌ تَأَلَّقَ مَوْهِناً
كَزَنْدٍ تُوَالِي قَدْحَهُ كَفُّ ضَارِمِ
وَبَيْضَاءَ رَيَّا الرِّدْفِ، مَهْضُومَة ِ الْحَشَا
يُقِلُّ ضُحَاهَا جُنْحَ أَسْوَدَ فَاحِمِ
منَ العينِ ، يحمى خدرها كلُّ ضيغمٍ
بعيدِ مشقَّ الجفنِ ، عبلِ المعاصمِ
فلولا هواها ما تغنتْ حمامة ٌ
بِغُصْنٍ، وَلاَ انْهَلَّتْ شُئُونُ الْغَمَائِمِ
وَلاَ الْتَهَبَ الْبَرْقُ اللَّمُوعُ، وَلاَ غَدَتْ
تحنُّ مطايا نا حنينَ الروائمِ
أَمَا، وَهِلاَلٍ فِي دُجُنَّة ِ طُرَّة ٍ
يَلُوحُ، وَدُرٍّ فِي عَقِيقِ مَبَاسِمِ
لَقَدْ أَوْدَعَ الْبَيْنُ الْمُشِتُّ بِمُهْجَتِي
نُدُوباً، كَأُثْرِ الْوَشْمِ مِنْ كَفِّ وَاشِمِ
وَكَمْ لَيْلَة ٍ سَاوَرْتُهَا نَابِغِيَّة ٍ
سقتني بما مجتْ شفاهُ الأراقمِ
كَأَنَّ الثُّرَيَّا كَفُّ عَذْرَاءَ طَفْلَة ٍ
بهِ رعشة ٌ للبينِ ، بادي الخواتمِ
إذا اضطربتْ تحتَ الظلامِ تخالها
دُمُوعَ الْعَذَارَى فِي حِدَادِ الْمَآتِمِ
وَ برقٍ يمانيًّ أرقتُ لومضهِ
يطيرُ بهدابٍ كثيرِ الزمازمِ
كأنَّ اصطخابَ الرعدِ في جنباتهِ
هديرُ فحولٍ ، أوْ زئيرُ ضراغمِ
تَخَالَفَتِ الأَهْوَاءُ فِيهَا: فَعَاذِرٌ
هوايَ الذي أشكو ، وآخرُ لائمي
وَ نافسني ، في حبها كلُّ كاشحٍ
يلفُّ على الشحناءِ عوجَ الحيازمِ
فكمْ صاحبٍ ألقاهُ يحملُ صدرهُ
فؤادَ عدوًّ في ثيابِ مسالمِ
أُغَالِطُهُ قَوْلِي، وَأَمْحَضُهُ الْوَفَا
كأني بما في صدرهِ غيرُ عالمِ
وَ منْ لمْ يغالطْ في الزمانِ عدوهُ
وَيُبْدِي لَهُ الْحُسْنَى ، فَلَيْسَ بِحَازِمِ
فيا ربة َ الخالِ التي هدرتْ دمي
وَأَلْقَتْ إِلَى أَيْدِي الْفِرَاقِ شَكَائِمِي
إِليْكِ اسْتَثَرْتُ الْعَيْنَ مَحْلُولَة َ الْعُرَا
وَفِيكِ رَعَيْتُ النَّجْمَ رَعْيَ السَّوَائِمِ
فَلاَ تَتْرُكِي نَفْسِي تَذُوبُ، وَمُهْجَتِي
تسيلُ دماً بينَ الدموعِ السواجمِ
أقولُ لركبس مدلجينَ ، هفتْ بهمْ
رياحُ الكرى ، ميلِ الطلى وَ العمائمِ
تجدُّ بهمْ كومُ المهاري لواغباً
عَلَى مَا تَرَاهُ، دَامِيَاتِ الْمَنَاسِمِ
تصيخُ إلى رجعِ الحداءِ ، كأنها
تحنُّ إلى إلفٍ قديمٍ مصارمِ
وَ يلحقها منْ روعة ِ السوطِ جنة ٌ
فَتَمْرُقُ شُعْثاً مِنْ فِجَاجِ الْمَخَارِمِ
لهنَّ إلى الحادي التفاتة ُ وامقٍ
فمنْ رازحٍ معى ، وآخرَ رازمِ
ألاَ أيها الركبُ الذي خامرَ السرى
بكلَّ فتى ً للبينِ أغبرَ ساهمِ
قِفَا بِي قَلِيلاً، وَانْظُرَا بِيَ؛ أَشْتَفِي
بلثمِ الحصى بينَ اللوى فالنعائمِ
فَكَمْ عَهْدِ صِدْقٍ مَرَّ فِيهِ، وَأَعْصُرٍ
تَوَلَّتْ عِجَالاً دُونَ تَهْوِيمِ نَائِمِ
أَبِيتُ لَهَا دامِي الْجُفُونِ مُسَهَّداً
طريحَ الثرى ، محمرَّ طرفِ الأباهمِ
وَمَا هَاجَنِي إِلاَّ عُصَيْفِيرُ رَوْضَة ٍ
على َ ملعبٍ منْ دوحة ِ الضالِ ناعمِ
يَصِيحُ، فَمَا أَدْرِي: لِفُرْقَة ِ صَاحِبٍ
كَرِيمِ السَّجَايَا، أَمْ يُغَنِّي لِقَادِمِ؟
كَأَنَّ الْعُصَيْفِيرَ اسْتُطِيرَ فُؤَادُهُ
سروراً بربَّ المكرماتِ الجسائمِ
أبو المجدِ ، نجلُ الجودِ ، خالُ زمانهِ
أخو الفخرِ " إسماعيلُ " خدنُ المكارمِ
قَشِيبُ الصِّبَا، كَهْلُ التَّدَابِيرِ جَامعٌ
صنوفَ العلا وَ المجدِ في صدرِ جازمِ
تجمعَ فيهِ الحلمُ ، وَ البأسُ ، وَ الندى
فَلَيْسَ لَهُ فِي مَجْدِهِ مِنْ مُزَاحِمِ
ذكاءُ " أرسطاليسَ " في حلم " أحنفٍ "
وَ همة ُ " عمرو " في سماحة ِ " حاتمِ "
لهُ تحتَ أستارِ الغيوبِ ، وَ فوقها
عيونٌ ترى الأشياءَ ، لاَ وهمُ واهمِ
فنظرتهُ وحيٌ ، وَ ساكنُ صدرهِ
فؤادُ خبيرٍ ، ناطقٍ بالعظائمِ
تكادُ لعلياهُ الملائكُ ترتمي
على كتفيهِ ، كالطيورِ الحوائمِ
أرَاهُ، فَيَمْحُونِي الْجَلاَلُ، وَأَنْتَحِي
أُغَالِطُ أَفْكَارِي، وَلَستُ بِحَالِمِ
وَ توهمني نفسي الكذابَ سفاهة ً
أَلاَ، إِنَّمَا الأَوْهَامُ طُرْقُ الْمَآثِمِ
هوَ السيفُ ، في حديهِ لينٌ وَ شدة ٌ
فتلقاهُ حلوَ البشرِ ، مرَّ المطاعمِ
تَرَاهُ لَدَى الْخَطْبِ الْمُلِمِّ مُجَمِّعاً
عُرَا الْحِلْمِ، ثَبْتَ الْجَأْشِ، مَاضِي الْعَزَائِمِ
لهُ النظرة ُ الشزراءُ ، يعقبها الرضا
لإسعافِ مظلومٍ ، وَ إرغامِ ظالمِ
فلولا ندى كفيهِ أوقدَ بأسهُ
لَدَى الرَّوْعِ أَطْرَافَ الظُّبَا وَاللَّهَاذِمِ
وَ لولا ذكاهُ أعشبتْ بيمينهِ
قَنَا الْخَطِّ، وَاخْضَلَّتْ طُرُوسُ الْمَظَالِمِ
لهُ بيتُ مجدِ ، زفرفتْ دونَ سقفهِ
حَمَامُ الدَّرَارِي، مُشْمَخِرُّ الدَّعَائِمِ
فمنْ رامهُ ، فليتخذْ من قصائدي
سطوراً إلى مرقاهُ مثلَ السلالمِ
فيابنَ الألى سادوا الورى ، وانتهوا إلى
تَمَام الْعُلاَ مِنْ قَبْلٍ نَزْعِ التَّمَائِمِ
أُهَنِّيكَ بِالْمُلْكِ الَّذِي طَالَ جِيدُهُ
بعزكَ ، حتى حلَّ بيتَ النعائمِ
لَسَوَّدْتَهُ بِالْفَخْرِ، فَابْيَضَّ وَجْهُهُ
بِأَسْمَرَ خَطِّيٍّ، وَأَبْيَضَ صَارِمِ
تَدَارَكْتَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ كَادَ يَنْمَحِي
لِفَرْطِ تَبَارِيحِ الدُّهُورِ الْغَوَاشِمِ
بَكَى زَمَناً، وَاغْبَرَّ، حَتَّى أَتَيْتَهُ
فَعَادَ رَحِيبَ الصَّدْرِ، طَلْقَ الْمَبَاسِمِ
وَ سستَ الورى بالعدلِ حتى تشوقاً
إِلَيْكَ التَوَى جِيدُ الدُّهُورِ الْقَدَائِمِ
وَجِئْتَ مَجِيءَ الْبَدْرِ مَدَّ شُعَاعَهُ
عَلَى أُفُقٍ بِالْجَوْنِ وَحْفِ الْقَوَادِمِ
برأيٍ كخيطِ الشمس نوراً ، تخالهُ
فِرِنْداً تَمَشَّى فِي خُدُودِ الصَّوَارِمِ
فَلَوْ مِصْرُ تَدْرِي أَرْسَلَتْ لَكَ نِيلَهَا
لِيَلْقَاكَ فِي جُنْحٍ مِنَ اللَّيْلِ قَاتِمِ
وَ جاءتْ لكَ الأهرامُ تسعى تشوقاً
إِلَى دَارِ «قُسْطَنْطِينَ» سَعْيَ النَّسَائِمِ
فَبُورِكْتَ فِي مُلْكٍ وَرِثْتَ ذَمَاءَهُ
وَ خلدتهُ في نسلِ مجدٍ أكارمِ
بهمْ كلُّ غطريفٍ ، يمدُّ إلى العلا
يداً خلقتْ فينا لبذلِ المكارمِ
يجولُ مجالَ البرقِ وَ الخيلُ ترتمي
بأعطافها في المأزقِ المتلاحمِ
فما روضة ٌ غناءُ باكرها الحيا
بأوطفَ ساجٍ ، أشعلِ البرقِ ساجمِ
يضوعُ بها نشرُ العبيرِ ، فتغدي
تقاسمهُ فينا أكفُّ النواسمِ
إذا الشمسُ لاحتْ منْ خلالِ ظلالها
عَلَى الأَرْضِ، لاَحَتْ مِثْلَ دُورِ الدَّرَاهِمِ
يَقِيلُ بِهَا سِرْبُ الْمَهَا وَهْوَ آمِنٌ
فمنْ أربدَ ساجٍ ، وَ أحورَ باغمِ
بألطفَ منْ أخلاقهمْ وَ صفاتهمْ
إِذَا الْعُودُ ضَمَّتْهُ أَكُفُّ الْعَوَاجِمِ
وَمَا الشِّعْرُ مِنْ دَأْبِي، وَلاَ أَنَا شَاعِرٌ
وَ لاَ عادتي نعتُ الصوى وَ المعالمِ
وَ لكنْ حداني جودهُ ؛ فاستثارني
لِوَصْفِ مَعَالِيهِ الْعِظَامِ الْجَسَائِمِ
وَكَيْفَ، وَجَدْوَاهُ ثَنَتْ ضَبْعَ هِمَّتِي
وَهَزَّتْ إِلَى نَظْمِ الْقَرِيضِ قَوَادِمِي
فتلكَ لآلٍ ، أمْ ربيعٌ تفتحتْ
أزاهرهُ كالزهرِ ، أمْ نظمُ ناظمِ ؟
وَمَا هُوَ إِلاَّ عِقْدُ مَدْحِ نَظَمْتُهُ
لجيدِ علاهُ في صدرِ المواسمِ
فعشْ ما تغنتْ بالأراكِ حمامة ٌ
وَمَا اتَّجَهَتْ لِلْبَرْقِ نَظْرَة ُ شَائِمِ
لَكَ السَّعْدُ خِدْنٌ، وَالْمَهَابَة ُ صَاحِبٌ
وَ شخصُ العلاَ وَ النصرِ في زيَّ خادمِ
نــجــم
05-04-2011, 09:17 PM
لو كانَ يدرى الفتى مكنونَ ما خبأتْ
لو كانَ يدرى الفتى مكنونَ ما خبأتْ
لهُ المقاديرُ لم يركنْ إلى الحذَرِ
وَلَوْ دَرَى أَنَّ ما يَلْقَاهُ مِنْ عَنَتٍ
مِن خيبة ِ الرأى ِ لم يعتُبْ على القدَرِ
نــجــم
05-04-2011, 09:18 PM
لئن فرَّقت ما بيننا شقَّة النوى
لئن فرَّقت ما بيننا شقَّة النوى
لعمرى ، وحالت دوننا نُوبُ الدَّهرِ
فَشَخْصُكَ في عَيْنِي، وَذِكْرُكَ فِي فَمِي
وحُبُّكَ فى قلبى ، وسِرُّكَ فى صَدرِى
نــجــم
05-04-2011, 09:18 PM
لِمُصْطَفَى صَادِقٍ فِي الشِّعْرِ مَنْزِلَة
لِمُصْطَفَى صَادِقٍ فِي الشِّعْرِ مَنْزِلَة ٌ
أمسى يعاديهِ فيها منْ يصافيهِ
صَاغَ الْقَرِيضَ بِإِتْقَانٍ، فَلَوْ تُلِيَتْ
صُدُورُهُ ـ عُلِمَتْ مِنْهَا قَوَافِيهِ
مهذبُ الطبعِ ، مأمونُ الضميرِ ، إذا
بَلَوْتَهُ كَانَ بَادِيهِ كَخَافِيهِ
حازَ الْكَمَالَ، فَلَمْ يَحْتَجْ لِمَنْقَبَة ٍ
فَلَسْتَ تنْعَتُهُ إِلاَّ بِمَا فِيهِ
نــجــم
05-04-2011, 09:18 PM
لِهَوَى الْكَواعِبِ ذِمَّة ٌ لاَ تُخْفَرُ
لِهَوَى الْكَواعِبِ ذِمَّة ٌ لاَ تُخْفَرُ
وَأَخُو الْوَفَاء بعَهْدِهِ لاَ يَغْدِرُ
فعلامَ ينهانى العذُولُ عنِ الصِبا ؟
أَوَلَيْسَ أَنَّ هَوَى النُّفُوسِ مُقَدَّرُ؟
قَدْ كَانَ لِي فِي بَعْضِ مَا صَنَعَ الْهَوَى
عُذرٌ ، ولَكِن أينَ مَنْ يَتَبصَّرُ ؟
وَمِنَ الْبَلِيَّة ِ غَافِلٌ عَمَّا جَنَتْ
يَدُهُ عَليَّ، وَلاَئِمٌ لاَ يَعْذِرُ
لم يَدرِ مَن كَحَلَ الكَرى أجفانَهُ
ماذا يُكابدُ الهوى مَن يَسهَرُ
يا غافِلاً عنِّى ! وبينَ جوانِحِى
لَهَبٌ يَكادُ لَهُ الحَشا يتَفطَّرُ
دَعْنِي أَبُثَّكَ بَعْضَ مَا أَنَا وَاجِدٌ
واحكُم بِما تهوى ، فأنتَ مُخيَّرُ
فَلَوِ اطَّلَعْتَ عَلى تَبَارِيحِ الْجَوَى
لَعلِمتَ أى ُّ دَمٍ بِحُبِّكَ يُهدَرُ
ما كنتُ أعلمُ قبلَ حُبِّكَ أنَّنى
أُغْضِي عَلى مَضَضِ الْهَوانِ وَأَصْبِرُ
أَوْرَدْتَنِي بِلِحاظِ عَيْنِكَ مَوْرِداً
لِلْحُبِّ، مَا لِلْقَلْبِ عَنْهُ مَصْدَرُ
هِى َ نَظرَة ٌ كانَت ذَريعة َ صَبوة ٍ
وَاللَّحْظُ أَضْعَفُ مَا يَكُونُ وَأَقْدَرُ
ما كنتُ أعلَمُ قبلَ وحى ِ جُفونِها
أَنَّ الْعُيُونَ الْجُؤْذُرِيَّة َ تَسْحَرُ
ظَلَموا الأسِنَّة َ خاطئينَ ، ولَيتهُم
عَلِموا بِما صنعَ السِنانُ الأحورُ
أَمُطاعِنَ الفُرسانِ فى حمَسِ الوَغى
أَقْصِرْ، فَرُمْحُكَ عَنْ غَرِيمِكَ أَقْصَرُ
أَيْنَ الرِّمَاحُ مَنَ الْقُدُودِ؟ وَأَيْنَ مِنْ
لَحْظٍ تَهِيمُ بِهِ السِّنَانُ الأَخْزَرُ؟
هَيهاتَ يَثبتُ فى الوقيعَة ِ دارِعٌ
يَسْطُو عَلَيْهِ مُخَلْخَلٌ وَمُسَوَّرُ
لِلْحُسْنِ أَسْلِحَة ٌ إِذَا مَا اسْتَجْمَعَتْ
فِي حَوْمَة ٍ لا يَتَّقِيهَا مغْفَرُ
فاللَّحظُ عَضبٌ صارِمٌ ، والهُدبُ نَبـْ
ـلٌ صَائِبٌ، وَالْقَدُّ رُمْحٌ أَسْمَرُ
أَنَّى يَطِيشُ عَنِ الْقُلُوبِ لِغَمْزَة ٍ
سَهمٌ ، وَقَوسُ الحاجبينِ مُوَترُ ؟
يا لَلحميَّة ِ مِن غَزالٍ صَادَنى
وَمِنَ الْعَجَائِبِ أَنْ يَصِيدَ الْجُؤْذَرُ
بَدْرٌ لَهُ بَيْنَ الْقُلُوب مَنَازِلٌ
يَسرِى بِها ، ولِكلِّ بَدرٍ مَظهَرُ
اُنظُر لِطرَّتهِ وغُرَّة ِ وجههِ
تَلْقَ الْهِدَايَة َ، فَهْوَ لَيْلٌ أَقْمَرُ
نادَيتُ لَمَّا لاحَ تَحتَ قِناعهِ :
هَذَا «الْمُقَنَّعُ» فَاحْذَرُوا أَنْ تُسْحَرُوا
طَبَعتهُ فى لوحِ الفُؤادِ مَخيلَتى
بِزُجَاجَة ِ الْعَيْنَيْنِ، فَهْوَ مُصَوَّرُ
وَسَرَتْ بِجِسمى كَهرَباءة حُسنهِ
فَمِنَ الْعُرُوقِ بِهِ سُلُوكٌ تُخْبرُ
أنا مِنهُ بينَ صَبابة ٍ لا يَنقَضى
مِيقاتُها ، وَمَواعِدٍ لا تُثمِرُ
جسمٌ برَتهُ يَدُ الضَّنى ، حتَّى غدا
قَفَصاً بهِ لِلْقَلْبِ طَيْرٌ يَصْفِرُ
لَولا التنَفسُ لاعتَلَت بِى زَفرَة ٌ
فَيَخَالُني طَيَّارَة ً مَنْ يُبْصرُ
لاَ غَرْوَ أَنْ أَصْبَحْتُ تَحْتَ قِيادِهِ
فَالحُبُّ أَغلَبُ لِلنُّفوسِ وأَقهَرُ
يَعْنُو لِقُدْرَتِهِ الْمَلِيكُ الْمُتَّقَى
ويَهابُ صَولَتَهُ الكَمِى ُّ القَسوَرُ
والعِشقُ مَكرُمَة ٌ إذا عَفَّ الفَتَى
عَمَّا يَهِيمُ بِهِ الْغَوِيُّ الأَصْوَرُ
يَقْوَى بِهِ قَلْبُ الْجَبَانِ، وَيَرْعَوِي
طَمَعُ الْحَرِيصِ ويَخْضَعُ الْمُتَكَبِّرُ
فَتَحَلَّ بِالأَدَبِ النَّفِيسِ، فَإَنَّهُ
حَلْيٌ يَعِزُّ بهِ اللَّبِيبُ وَيَفْخَرُ
وإذا عَزَمتَ فَكُن بِنَفسِكَ واثِقاً
فَالمُسْتَعزُّ بِغَيرهِ لا يَظفَرُ
إِنْ لَمْ يَكُنْ لِلْمَرْءِ مِنْ بَدَهَاتِهِ
فى الخَطبِ هادٍ خانَهُ مَن يَنصُرُ
وَاحْذَرْ مُقَارَنَة َ اللَّئِيمِ وَإِنْ عَلاَ
فالمرءُ يُفسِدُهُ القَرينُ الأحقَرُ
ومِنَ الرِّجالِ مَناسِبٌ مَعروفَة ٌ
تَزكو مَوَدَّتها ، ومِنهُم مُنكَرُ
فَانْظُرْ إِلى عَقْلِ الْفَتَى لا جِسْمِهِ
فالمَرءُ يَكبرُ بِالفِعالِ ويَصغُرُ
فَلَرُبَّمَا هزَمَ الْكَتِيبَة َ وَاحِدٌ
ولَرُبَّما جَلَبَ الدنيئة َ مَعشَرُ
إنَّ الجَمالَ لَفى الفُؤاد ، وإنَّما
خَفِيَ الصَّوَابُ لأَنَّهُ لا يَظْهَرُ
فاخترْ لنَفسِكَ ما تعيشُ بِذِكرِهِ
فالمرءُ فى الدُنيا حَديثٌ يُذكَرُ
نــجــم
05-04-2011, 09:18 PM
لِكلِّ حى ٍّ نَذيرٌ من طَبيعتهِ
لِكلِّ حى ٍّ نَذيرٌ من طَبيعتهِ
يوحِى إليهِ بِما تَعيا بهِ النُذُرُ
يَرْجُو وَيَخْشَى أُمُوراً لَوْ تَدَبَّرَها
لزالَ من قلبهِ التَّأميلُ والحذَرُ
تَراهُ يَسْعَى لِجَمْعِ الْمَالِ مُعْتَقِداً
أنَّ الْفَتَى مَنْ لَدَيْهِ السَّامُ وَالشَّذَرُ
وكيفَ تنفِى ثِيابُ المرءِ من دنَسٍ
وَقَلْبُ لاَبِسِها مِنْ غَدْرِهِ قَذِرُ؟
يَا فَارِسَ الْخَيْلِ، كَفْكِفْ عَنْ أَعِنَّتِها
فَقَدْ شَكَتْ فِعْلَكَ الأَحْلاسُ وَالْعُذُرُ
إن كنتَ تَبغى بِها ما لستَ تَبلغهُ
مِنَ الْبَقَاءِ فَبِئْسَ الْبُطْلُ وَالْهَذَرُ
إِنَّ الْحَيَاة َ وَإِنْ طَالَتْ إِلَى أَمَدٍ
والدَهرُ قُرحانُ ،لا يُبقِى ، ولا يَذَرُ
لا يأمنُ الصَّامتُ المَعصومُ صَولتهُ
ولاَ يَدُومُ عَلَيْهِ النَّاطِقُ الْبَذِرُ
فَاضْرَعْ إِلَى اللَّهِ، وَاسْتَوْهِبْهُ مَغْفِرَة ً
تَمحو الذُّنوبَ ، فَجانى الذَّنبِ يَعتَذِرُ
وَاعْجَلْ، وَلاَ تَنْتَظِرْ تَوْباً غَدَاة َ غَدٍ
فَلَيْسَ فِي كُلِّ حِينٍ تُقْبَلُ الْعِذَرُ
هَيهاتَ ، لا يستوِى الشَّخصانِ فى عمَلٍ
هذا صَحيحٌ ، وهذا فاسِدٌ مَذِرُ
نــجــم
05-04-2011, 09:18 PM
لكلِّ قَولٍ مَنارٌ يَستقيمُ بهِ
لكلِّ قَولٍ مَنارٌ يَستقيمُ بهِ
عِندَ الخِطابِ : فَملفوظٌ ومَسموعُ
فَالْعَتْبُ إِنْ جَازَ حَدَّ الْعَدْلِ مَقْطَعَة ٌ
وَالنُّصْحُ مَا لَمْ يَكُنْ فِي السِّرِّ تَقْرِيعُ
نــجــم
05-04-2011, 09:18 PM
لكَ الحَمدُ ، إنَّ الخيرَ مِنكَ ، وإنَّنى
لكَ الحَمدُ ، إنَّ الخيرَ مِنكَ ، وإنَّنى
لِصُنعِكَ يا ربَّ السَمواتِ شاكِرُ
فأنتَ الَّذى أوليتنى كُلَّ نِعمَة ٍ
وَهَذَّبْتَنِي حَتَّى اصَطَفَتْنِي الْعَشَائِرُ
فقرِّب لى الخيرَ الَّذى أنا راغِبٌ
وبَاعِدْنِيَ الشَّرَّ الَّذِي أَنَا حَاذِرُ
فليسَ لِمَن تُقصيهِ فى النَّاس نافِعٌ
ولَيْسَ لِمَنْ تُدْنِيهِ في النَّاسِ ضائِرُ
وَلاَ لاِمْرِىء ٍ أَلْهَمْتَهُ الرُّشْدَ خَاذِلٌ
وَلاَ لامْرِى ٍء أَورَدْتَهُ الْغَيَّ نَاصِرُ
فَإِنْ أَدْرَكَتْ نَفْسِي الْمَرَامَ، وَلَمْ أَقُمْ
مقامَ ضليعٍ بِالَّذى أنتَ آمرُ
فلا لاحَ لِى فى ذُروة المجدِ كَوكَبٌ
وَلاَ طَارَ لِي في قُنَّة ِ الْعِزِّ طائِرُ
نــجــم
05-04-2011, 09:19 PM
ما لي بودك بعدَ اليومِ إلمامُ
ما لي بودك بعدَ اليومِ إلمامُ
فاذهبْ ؛ فأنتَ لئيمُ العهدِ نمامُ
قَدْ كُنْتُ أَحْسَبُنِي أَدْرَكْتُ مَأْرُبَة ً
مِنَ الْمُنَى ، فَإِذَا ما خِلْتُ أَحْلاَمُ
هَيْهَاتَ مِنِّي الرِّضَا مِنْ بَعْدِ تَجْرِبَة ٍ
إِنَّ الْمَوَدَّة َ بَينَ النَّاسِ أَقْسَامُ
فَاطْلُبْ لِنَفْسِكَ غَيْرِي؛ إِنَّنِي رَجُلٌ
يأبى لي الغدرَ أخوالٌ وأعمامُ
كلُّ امرئٍ تابعٌ أعراقَ نبعتهِ
وَ الخيرُ وَ الشرُّ أنسابٌ وَ أرحامُ
فانظرْ لفعلِ الفتى تعرفْ مناسبهُ
إنَّ الفعالَ لأصلِ المرءِ إعلامُ
و لاَ يغرنكَ وجهٌ راقَ منظرهُ
فالنصلُ فيهِ المنايا وَ هوَ بسامُ
ما كلُّ ذي منسرٍ فتخاءَ كاسرة ً
كَلاَّ، ولاَ كُلُّ ذِي نَابَيْنِ ضِرْغَامُ
فَإِنْ يَكُنْ غرَّنِي حِلْمِي فَلاَ عَجَبٌ
إنَّ الحسامَ لينبو وَ هوَ صمصامُ
ظَنَنْتُ خَيْراً، وَلَمْ أُدْرِكْ عَوَاقِبهُ
فَكَان شرّاً. وَبَعْضُ الظَّنِّ آثامُ
فيا لها ضلة ً ! ما إنْ أبهتُ لها
حَتَّى تَرَدَّتْ بِها فِي الشَّرِّ أَقْدَامُ
آلَيْت أَكْذِبُ نَفْسِي بَعْدَهَا سفَهاً
إِنَّ الْمُنَى عِنْدَ صِدْقِ النَّفْسِ أَوْهَامُ
فيا بنَ تزدريهِ النفسُ منْ ضعة ٍ
فما يحسُّ لهُ وجدٌ وَ إعدامُ
دَعِ الْفَخَارَ، وَخُذْ فِيما خُلِقْتَ لَهُ
منَ الصغارِ ؛ فإنَّ الطبعَ إلزامُ
وَ اذكرْ مكانك منْ " عباسَ " حيثُ مضتْ
عليكَ في الدارِ أعوامٌ وَ أعوامُ
تَبِيتُ مُرْتَفِعاً فِي ظلِّ دَسْكَرة ٍ
لكلَّ باغٍ بها وجدٌ وَ تهيامُ
وَفَوْقَ ظَهْرِكَ لِلأَنْفَاسِ مُعْتَرَكٌ
وفِي حَشَاكَ لِنَارِ الْفِسْقِ إِضْرامُ
وَيْلُمِّهَا خَزْيَة ً طارَتْ بِشُنْعتِها
صَحَائِفٌ، وجَرَتْ بِالذَّمِّ أَقَلاَمُ
فاخسأْ ؛ فما الكلبُ أدنى منكَ منزلة ً
وَ«اخْسَأْ» لِمِثْلِكَ إِعْزَازٌ وَإِكْرَامُ
هذا الذي تكرهُ الأبصارُ طلعتهُ
فَحَظُّها مِنْهُ إِيذَاءٌ وَإِيلاَمُ
فِي وَجْهِهِ سِمَة ٌ لِلْغَدْرِ بيِّنَة ٌ
و بينَ جنبيهِ أحقادٌ وَ أوغامُ
لهُ على الشرَّ إقدامٌ ، وَ ليسَ لهُ
إِلاّ عَن الْخَيْرِ وَالْمعْرُوفِ إِحْجامُ
كأنما أنفهُ منْ طولِ سجدتهِ
في حانة ِ اللهوِ حرفٌ فيهِ إدغامُ
كَعقْرَبِ الْمَاءِ يَمْشِي مَشْيَة ً صدَداً
فَخَلْفُهُ عِنْدَ جِدِّ الأَمْرِ إِقْدَامُ
أبدى بعاتقهِ المنديلُ سيمتهُ
وَحتَّ موْضِعهُ مِنْ كَفِّهِ الْجَامُ
وَكَيْفَ يصْلُحُ أَمْرُ النَّاسِ فِي بَلَدٍ
حُكَّامُهُ لِبناتِ اللَّهْوِ خُدَّامُ؟
قَدْ يَمَّمَتْهُ الْمَخَازِي؛ فَهْيَ نَازِلَة ٌ
منهُ بحيثُ تلاقي اللؤمُ وَ الذامُ
مَا إِنْ أَصَبْتُ لَهُ خُلْقاً، فَأَحْمَدَهُ
فَكُلُّ أَخْلاَقِهِ لِلنَّفْسِ آلاَمُ
فظٌّ ، غليظٌ ، مقيتٌ ، ساقطٌ ، وَ جمٌ
وَغْدٌ، لَئِيمٌ، ثَقِيلُ الظِّلِّ، حَجَّامُ
جاءتْ بهِ عجزٌ ليستْ بطاهرة ٍ
لها بمدرجة ِ الفحشاءِ أزلامُ
مستيقظٌ للمخازي ، غيرَ أنَّ لهُ
طَرْفاً عَنِ الْعِرْضِ وَالأَوْتَارِ نَوَّامُ
أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِلاَّ مِنْ عَدَاوتِهِ
فَإِنَّهَا لِجَلاَلِ اللَّهِ إِعْظامُ
فاذهبْ كما ذهبَ الطاعونُ منْ بلدٍ
تَقْفُوهُ بِاللَّعْنِ أَرْوَاحٌ وَأَجْسَامُ
وَهَاكَ مَا أَنْتَ أَهْلٌ فِي الْهِجَاءِ لَهُ
فالهجوُ فيكَ لنقضِ الحقَّ إبرامُ
منْ كلَّ قافية ٍ في الأرضِ سائرة ٍ
لها بعرضكَ إنجادٌ وَ إتهامُ
شعرٌ لوجهِ المخازي منهُ سافية ٌ
يحاصبٍ ، وَ لأنفِ الجهل إرغامُ
تَبْلَى الْعِظَامُ، وَيَبْقَى ذِكْرُهُ أَبَداً
في كلَّ عصرٍ لهُ سجعٌ وَ ترنامُ
نــجــم
05-04-2011, 09:19 PM
ما لي وَ للدارِ منْ ليلى أحييها
ما لي وَ للدارِ منْ " ليلى " أحييها
وَقَدْ خَلَتْ مِنْ غَوَانِيهَا مَغَانِيهَا؟
دَعِ الدِّيَارَ لِقوْمٍ يكْلَفُونَ بِهَا
وَ اعكفْ على حانة ٍ كالبدرِ ساقيها
كمْ بينَ دائرة ٍ أقوتْ معالمها
وَبَيْنَ عَامِرَة ٍ تَزْهُو بِمَنْ فِيهَا؟
هَيْهَاتَ، مَا الدَّارُ تُشْجِينِي بِسَاحَتِهَا
وَإِنَّمَا الدَّارُ تُشْجِينِي بِأَهْلِيهَا
فَخَلِّ هَذَا، وَخُذْ فِي وَصْفِ غَانِيَة ٍ
سَرَتْ بِحُلْوَانَ فِي قَلْبِي سَوَارِيهَا
ريانة ُ القدَّ ، لوْ أنَّ الضجيجَ لها
خَافَ الْعُيُونَ عَلَيْهَا كَادَ يَطْوِيهَا
في نشوة ِ الخمرِ سرٌّ منْ مراشفها
وَ في الأراكة ِ شكلٌ منْ تهاديها
يَا لَيْلَة ً بِتُّ أُسْقَى مِنْ بَنَانَتِهَا
وَ منْ لواحظها خمراً ، وَ منْ فيها
أَحْيَيْتُهَا، وَأَمَتُّ النَّوْمَ مُعْتَصِماً
بِلَذَّة ٍ لاَ يَكَادُ الدَّهْرُ يُنْسِيهَا
حَتَّى إِذَا رَفَّ خَيْطُ الْفَجْرِ، وَابْتَدَرَتْ
حمائمُ الأيكِ تشدوِ في أغانيها
قَامَتْ تَمَايَلُ سَكْرَى فِي مَآزِرِهَا
وَ الروعُ يبعثها طوراً ، ويثنيها
تَخْشَى الضِّيَاءَ وَفِي أَزْرَارِهَا قَمَرٌ
يَسْتَوقِفُ الْعَيْنَ حَيْرَى فِي مَجَارِيهَا
ثمَّ انْثَنَتْ وَيَدِي قَيْدٌ لِخَاصِرَة ٍ
كالخيزرانة ِ رياً في تثنيها
في بلجة ٍ لاَ تكادُ العينُ تنكرها
وَسُمْرة ٍ رُبَّمَا شَفَّتْ نَوَاحِيهَا
حتى تجاوزتُ أحراساً على َ شرفٍ
يكادُ يمنعُ همَّ النفسِ داعيها
وَحَرَّكَتْ حَلَقَاتِ الْبَابِ، فَانْفَتَحَتْ
عنْ ساحة ٍ سكنتْ فيها تراقيها
فَعُدْتُ وَالْعَيْنُ غَرْقَى فِي مَدَامِعِهَا
وَالْقَلْبُ فِي لَوْعَة ٍ تَنْزُو نَوَازِيهَا
فيا لها ليلة ً ! كانتْ بوصلتها
تَارِيخَ لَهْوٍ يَهِيجُ النَّفْسَ رَاوِيهَا
نــجــم
05-04-2011, 09:20 PM
ما لِقلبى من لوعة ٍ ليسَ يَهدا ؟
ما لِقلبى من لوعة ٍ ليسَ يَهدا ؟
أو لم يكفِ أنَّهُ ذابَ وَجدا ؟
وَسَمَتْنِي بِنَارِهَا الْغِيدُ حَتَّى
تَركتنى فى عالَمِ الحُبِّ فَردا
فَضُلُوعِي مِنْ قَدْحَة ِ الزَّنْدِ أَوْرَى
ودُموعى مِن صَفحَة الغَيمِ أَندى
مَا عَلَى الْبَرْقِ لَوْ تَحَمَّلَ عَنِّي
بَعضَ ما خفَّ من سلامٍ فأدَّى ؟
أيُّها الساهِرونَ حَولَ وسَادى
لَسْتُ مِنْكُمْ أَوْ تَذْكُرُوا لِيَ نَجْدَا
وَعُهُوداً لَمْ يَتْرُكِ الدَّهْرُ مِنْهَا
لأَخى صَبوة ٍ ذِماماً وَعهدا
ونسيماً إذا سَرى ضَوَّعَ الآ
فَاقَ مِسْكاً، وَعَطَّرَ الْجَوَّ نَدَّا
لا تخوضوا فى غيرهِ من حَديثٍ
فهوَ حسبى ، وأى ُّ ماءٍ كصدَّا ؟
هِيَ أُحْدُوثَة ٌ تُسَاقُ وَلَكِنْ
رُبَّمَا اسْتَوْجَبَتْ ثَنَاءً وَحَمْدَا
آهِ من لوعة ٍ أطارت بقلبى
شُعلة ً شفَّتِ الجوانِحَ وَقدَا
كُلَّما قلتُ قد تناهى غرامى
عَادَ مِنْهُ ما كَانَ أَصْمَى وَأَرْدَى
يَا رَفِيْقِي إِذَا عَرَانِي خَطْبٌ
ونصيرى إذا خَصيمٍ تَصَدَّى
أَصْبَحَتْ حَاجَتِي إِلَيْكَ، فَخُذْ لِي
بِحُقُوقِي مِنْ ظَالِمٍ قَدْ تَعَدَّى
وجدَ القلبَ خالياً فاحتواهُ
وَرَأَى النَّفْسَ طَوْعَهُ فاستَبَدَّا
وَكَذَاكَ السُّلْطَانُ إِنْ ظَنَّ بِالأُمَّـ
ـة ِ عَجزاً سَطا عليهَا وشدَّا
فَأَقِلْنِي مِنْ عَثْرَة ِ الْحُبِّ إِنْ أُو
تيتَ حُكماً ، أو قُل لقلبى يهدَا
فَمِنَ الْعَارِ غَضُّ طَرْفِكَ عَنِّي
إِنَّ خَيْرَ الصِّحَابِ أَنْفَعُ وُدَّا
وبنفسى حلوُ الشمائلِ ، مُرُّ الـ
ـهَجْرِ، يُحيِي وَصْلاً، وَيَقْتُلُ صَدَّا
ذو قوامٍ أعدى منَ الرُمحِ ليناً
وَلِحَاظٍ أَمْضَى مِنَ السَّيْفِ حَدَّا
كانَ قلبى وديعة ً عِندَ عينيـ
ـهِ، فَآلَى بِالسِّحْرِ أَلاَّ يُرَدَّا
مَا عَلَى قَوْمِهِ وَإِنْ كُنْتُ حُرًّا
أَن دعتنى لهُ المحبَّة ُ عَبدا ؟
غُصنُ بانٍ ، قَد أطلعَ الحُسنُ فيه
بِيَدِ السِّحْرِ جُلَّناراً وَوَرْدَا
مَا هِلاَلُ السَّماءِ؟ مَا الظَّبْيُ؟ ما الْوَرْ
دُ جَنِيًّا ما الغُصْنُ إِذْ يَتَهَدَّى ؟
هُوَ أَبْهَى وَجْهاً،1 وَأَقْتَلُ أَلْحا
ظاً، وَأَنْدَى خَدًّا، وَأَلْيَنُ قَدَّا
فَدَعِ اللَّوْمَ يَا عَذُولُ، فَإِنِّي
لَسْتُ أَبْغِي مِنَ الْعَوَاذِلِ رُشْدَا
لا تخَلنى على غراتِكَ سهلاً
أَنَا أَدْرَى بِلَوْعَتِي مِنْكَ جِدَّا
لَستُ أقوى على الصُّدودِ ، وإن كُنـ
ـتُ على سورة الحوادثِ جَلدا
إِنْ تَكُنْ رَحْمَة ٌ فَنَفْسِيَ أَوْلَى
أو تَكن ضَلَّة ٌ فَربِّى أهدى
نــجــم
05-04-2011, 09:20 PM
ما الدهرُ إلاَّ ضوءُ شمس علا
ما الدهرُ إلاَّ ضوءُ شمس علا
وَ كوكبٌ غامَ ، وَ نبتٌ بقلْ
وَ راحلٌ أعقبهُ نازلٌ
مَا قِيلَ قَدْ خَيَمَ حَتَّى اسْتَقَلْ
عَمَايَة ٌ يَخْبِطُ فِيهَا النُّهَى
عَجْزاً، وَلاَ تُبْصِرُ فِيهَا الْمُقَلْ
فبادرِ النقلة َ ، وَ اعملْ لها
ما شئتَ ؛ فالدهرُ سريعُ النقلْ
وَاصْمُتْ عَنِ الشَّرِّ إِذَا لَمْ تُطِقْ
دَفْعاً، وَإِنْ صَادَفْتَ خَيْراً فَقُلْ
وَ سرْ إذا ما عرضتْ فرصة ٌ
فالبدرُ قدْ ينمو إذا ما انتقلْ
منْ طلبَ الأمرَ بأسبابهِ
ساعدهُ المقدورُ إما عقلْ
قَدْ يَجْبُنُ الأعْزَلُ وَهْوَ الْفَتَى
وَيَشْجُعُ النِّكْسُ إِذَا مَا اعْتَقَلْ
نــجــم
05-04-2011, 09:20 PM
ماذَا عَلى قُرَّة ِ العَيْنَيْنِ لَوْ صَفَحَتْ
ماذَا عَلى قُرَّة ِ العَيْنَيْنِ لَوْ صَفَحَتْ
وعَاوَدَتْ بِوِصالٍ بَعْدَ ما صَفَحَتْ
بايَعْتُها الْقَلْبَ إِيجاباً بِما وَعَدَتْ
فيالَها صفقة ً فى الحبِّ ما ربِحَت
قد يزعمُ النَّاسَ أنَّ البخلَ مقطعة ٌ
فما لقلبى ِ يهواها وماسَمحَتْ ؟
خوطيَّة ُ القدِّ ، لو مرَّ الحمامُ بها
لم يَشْتَبِهْ أَنَّها مِنْ أَيْكِهِ انْتَزَحَتْ
خفَّت معاطفها ، لَكن روادفُها
بِمِثْلِ ما حَمَّلَتْنِي في الهَوَى رَجَحَتْ
وَيْلاهُ مِنْ لَحْظِها الْفَتَّاكِ إِنْ نَظَرَتْ
وَآهِ مِنْ قَدِّها الْعَسَّالِ إِنْ سَنَحَتْ
يَمُوتُ قَلْبِي وَيَحْيَا حَيْرَة ً وهُدى ً
في عالَمِ الْوَجْدِ إِنْ صَدَّتْ وإِنْ جَنَحَتْ
كَالْبَدْرِ إِنْ سَفَرَتْ، والظَّبْيِ إِنْ نَظَرَتْ
والْغُصْن إِنْ خَطَرَتْ، والزَّهْرِ إِنْ نَفَحَتْ
واخَجْلَة َ الْبَدْرِ إِنْ لاحَتْ أَسِرَّتُهَا
وحيرة َ الرشإِ الوسنانِ إن لمحَت
لها رَوابِطُ لا تَنْفَكُّ آخِذَة ً
بعُروة ِ القلبِ إن جدَّت ، وإن مزحَتْ
يا سَرْحَة َ الأَمَلِ الْمَمْنُوعِ جَانِبُهُ
ويا غَزَالَة َ وادِي الْحُسْنِ إِنْ سَرَحَتْ
ترفَّقى بفؤادٍ أنتِ منيَته
ومقلة ٍ لسوى مرآكِ ما طمحَتْ
حاشاكِ أن تسمعى قولَ الوشاة ِ بنا
فإِنَّها رُبَّمَا غَشَّتْ إِذَا نَصَحَتْ
أفسدتُ في حبَّكُم نفسى جوى ً وأسى ً
والنفسُ فى الحبِّ مهما أُفسِدَت صلَحَتْ
ما زِلتُ أسحرُها بالشعرِ تسمعهُ
مِن ذاتِ فهمٍ ، تُجيدُ القولَ إن شرَحتْ
حتَّى إذا علِمَت ما حلَّ بى ، ورأّت
سُقْمِي، وخَافَتْ عَلى نَفْسٍ بها افْتَضَحَتْ
حنَّت رثَت عطفَت مالَت صبَت عزَمتْ
همَّت سرَتْ وصلَتْ عادَت دنَتْ منَحَتْ
فبتُّ فى وصلِها فى نعمَة ٍ عَظُمَت
ما شِئْتُ، أَوْ جَنَّة ٍ أَبْوَابُهَا فُتِحَتْ
أنالُ من ثغرِها الدُّرِّى ِّ ما سألَتْ
نَفْسِي، وَمِنْ خَدِّهَا الْوَرْدِيِّ ما اقْتَرَحَتْ
في رَوْضَة ٍ بَسَمَتْ أَزْهارُهَا، ونَمَتْ
أَفْنَانُهَا، وَسَجَتْ أَظْلاَلُهَا، وَضَحَتْ
تَكَلَّلَتْ بِجُمَانِ الْقَطْرِ، وَاتَّزَرَتْ
بسُنْدُسِ النبتِ والريحانِ ، واتَشحَتْ
ترنحَّ الغصنُ مِن أشواقهِ طرباً
لمَّا رأى الطَّيرَ فى أوكارِها صدَحَتْ
صَحَّ النَّسِيمُ بها وَهْوَ الْعَلِيلُ، وَقَدْ
مَالَتْ بِخَمْرِ النَّدَى أغْصَانُها، وَصَحَتْ
وَلَيْلَة ٍ سالَ في أَعْقَابِهَا شَفَقٌ
كَأَنَّهَا بِحُسَامِ الْفَجْرِ قَدْ ذُبِحَتْ
طَالَتْ، وَقَصَّرَهَا لَهْوِي بِغَانِيَة ٍ
إن أعرضَتْ قتَلَتْ ، أو أقبلَتْ فضَحَتْ
هيفاء ُ، إن نطقَت غنَّتْ ، وإن خطَرَتْ
رنَّتْ ، وإن فوَّقَت ألحاظها جرَحَتْ
دارت علينا بها الكاساتُ مُترعة ً
بخمرة ٍ لو بدَت فى ظلمة ِ قدحتْ
حَمْرَاءَ سَلْسَلَهَا الإِبْرِيقُ في قَدَحٍ
كَشُعْلَة ٍ لَفَحَتْ في ثَلْجَة ٍ نَصَحَتْ
رُوحٌ إِذَا سَلَكَتْ في هَامِدٍ نَبَضَتْ
عروقهُ ، أو دنتْ من صخرة ٍ رشحَتْ
طارتْ بألبابنا سُكراً ، ولا عجَبٌ
وهى الكُميتُ إذا فى حلبَة ٍ جمَحَتْ
حتَّى بدا الفجرُ مِن أطرافِ ظلمتِها
كغرة ٍ فى جوادٍ أدهمٍ وضحِتْ
فيا لَها ليلة ً ما كانَ أَحسنَها
لو أنها لبِثَت حَولاً وما برِحَتْ
نــجــم
05-04-2011, 09:20 PM
متى أنتَ عَن أحموقة ِ الغى ِّ نازِعُ
متى أنتَ عَن أحموقة ِ الغى ِّ نازِعُ
وفى الشَّيبِ للنَّفسِ الأبيَّة ِ وازِعُ ؟
أَلاَ إِنَّ فِي تِسْعٍ وَعِشْرِينَ حِجَّة ً
لِكُلِّ أَخِي لَهْوٍ عَنِ اللَّهْوِ رَادِعُ
فحتامُ تصبيكَ الغوانى بِدلِّها
وتَهْفُ وبِلِيتَيْكَ الْحَمَامُ السَّوَاجِعُ؟
أما لكَ فى الماضينَ قبلكَ زاجرٌ
يَكفُّكَ عن هذا ؟ بلى ، أنتَ طامِعُ
وَهَلْ يَسْتَفِيقُ الْمَرْءُ مِنْ سَكْرَة ِ الصِّبَا
إذا لم تُهذِّب جانبيهِ الوقائعُ ؟
يَرَى الْمَرْءُ عُنْوَانَ الْمَنُونِ بِرَأْسِهِ
ويذهبُ يُلهى نفسَهُ ويصانِعُ
أَلا إِنَّمَا هَذِي اللَّيَالِي عَقَارِبٌ
تَدِبُّ، وَهَذَا الدَّهْرُ ذِئْبٌ مُخَادِعُ
فلا تحسبنَّ الدَّهرَ لعبَة َ هازلٍ
فما هوَ إلاَّ صرفهُ والفجائعُ
فَيَا رُبَّمَا بَاتَ الْفَتَى وَهْوَ آمِنٌ
وأصبحَ قَد سُدَّت عليهِ المطالِعُ
ففيمَ اقتناءُ الدِّرعِ والسَّهمُ نافِذٌ ؟
وَفِيمَ ادِّخَارُ الْمَالِ وَالْعُمْرُ ضَائعُ؟
يَودُّ الفتى أن يَجمعَ الأرضَ كُلَّها
إليهِ ، ولمَّا يدرِ ما اللهُ صانِعُ
فَقَدْ يَسْتَحِيلُ الْمَالُ حَتْفاً لِرَبِّهِ
وَتَأْتِي عَلَى أَعْقَابِهِنَّ المَطَامِعُ
أَلا إِنَّمَا الأَيَّامُ تَجْرِي بِحُكْمِها
فَيُحْرَمُ ذُو كَدٍّ، وَيُرْزَقُ وَادِعُ
فلا تقعدَن للدهر تنظر غِبَّهُ
على حَسرة ٍ ، فاللهُ مُعطٍ ومانعُ
فلو أنَّ ما يُعطى الفتى قدرُ نفسهِ
لما باتَ رِئبالُ الشَّرى وهوَ جائعُ
ودَع كًلَّ ذى عقلٍ يسيرُ بعقلهِ
يُنازِعُ من أهوائهِ ما ينازعُ
فما النَّاسُ إلاَّ كالَّذى أنا عالمٌ
قَدِيماً، وَعِلْمُ الْمَرْءِ بِالشَّيءِ نَافِعُ
ولستُ بِعلاَّمِ الغيوبِ ، وإنَّما
أَرَى بِلِحَاظِ الرَّأْيِ مَا هُوَ وَاقِعُ
وَذَرْهُمْ يَخُوضُوا، إِنَّمَا هِيَ فِتْنَة ٌ
لَهُمْ بَيْنَهَا عَمَّا قَلِيلٍ مَصَارِعُ
فَلَوْ عَلِمَ الإِنْسَانُ مَا هُوَ كَائِنٌ
لما نامَ سُمَّارٌ ، ولا هبَّ هاجِعُ
وما هذِهِ الأجسامُ إلاَّ هياكلٌ
مُصوَّرة ٌ ، فيها النُّفوسُ ودائعُ
فَأَيْنَ الْمُلُوكُ الأَقْدَمُونَ تَسَنَّمُوا
قِلاَل الْعُلاَ؟ فَالأرْضُ مِنْهُمْ بَلاقِعُ
مَضَوْا، وَأَقَامَ الدَّهْرُ، وَانْتَابَ بَعْدَهُمْ
مُلُوكٌ، وَبَادُوا، وَاسْتَهَلَّتْ طَلاَئِعُ
أَرَى كُلَّ حَيٍّ ذَاهِباً بِيَدِ الرَّدى
فهل أحدٌ ممَّن ترحَّلَ راجِعُ ؟
أنادى بِأعلى الصوتِ ، أسأل عنهمُ
فهل أنتَ يا دهرَ الأعاجيبِ سامِعُ ؟
فإن كنتَ لم تَسمع نِداءً ، ولم تُحرْ
جَوَاباً، فَأَيُّ الشَّيْءِ أَنْتَ أُنَازِعُ؟
خيالٌ لَعمرى ، ليسَ يُجدى طِلابهُ
وَمَأْسَفَة ٌ تُدْمَى عَلَيْهَا الأَصَابعُ
فَمَنْ لِي وَرَوْعَاتُ الْمُنَى طَيْفُ حَالِمٍ
بِذِي خُلَّة ٍ تَزْكُو لَديْهِ الصَّنَائعُ؟
أشاطِرهُ ودِّى ، وأُفضى لِسمعهِ
بِسرِّى ، وأُمليهِ المُنى وهو رابِعُ
لَعلِّى إذا صادفتُ فى القولِ راحة ً
نَضَحْتُ غَلِيلاً مَا رَوَتْهُ الْمَشَارِعُ
لَعَمْرُ أَبِي، وهْو الَّذِي لَوْ ذَكَرْتُهُ
لما اختالَ فخَّارٌ ، ولا احتالَ خادِعُ
لما نازَعتنى النَّفسُ فى غيرِ حَقِّها
وَلاَ ذَلَّلَتْنِي لِلرِّجَال الْمطَامِعُ
ومَا أَنَا وَالدُّنْيَا نَعِيمٌ وَلَذَّة ٌ
بِذِي تَرَفٍ تَحْنُو عَلَيْهِ الْمَضَاجِعُ
فلا السيفُ مَفلولٌ ، ولا الرَّأى ُ عازبٌ
وَلاَ الزَّنْدُ مَغْلُولٌ، وَلاَ السَّاقُ ظَالِعُ
وَلَكِنَّنِي فِي مَعْشَرٍ لَمْ يَقُمْ بِهِمْ
كَرِيمٌ، وَلَمْ يَرْكَبْ شَبَا السَّيْفِ خَالِعُ
لواعبُ بالأسماءِ يبتدِرونها
سَفاهاً ، وبالألقابِ ، فهى بضائعُ
وهلْ فِي التَّحَلِّي بِالْكُنَى مِنْ فَضِيلَة ٍ
إذا لم تزيَّن بِالفعالِ الطبائعُ ؟
أُعاشِرُهُمْ رَغْماً، وَوُدِّي لَوَ انَّ لِي
بِهِمْ نَعَماً أَدْعُو بِهِ فَيُسَارعُ
فيا قومُ ، هبُّوا ، إنَّما العُمرُ فرصة ً
وفى الدهرِ طُرقٌ جَمَّة ٌ ومنافِعُ
أَصَبْراً عَلَى مَسِّ الْهَوَانِ وَأَنْتُمُ
عديدُ الحصى ؟ إنِّى إلى اللهِ راجِعُ
وَكَيْفَ تَرَوْنَ الذُّلَّ دَارَ إِقَامَة ٍ
وذلكَ فضلُ اللهِ فى الأرضِ واسِعُ
أرى أرؤساً قَد أينعتْ لِحصادِها
فَأَيْنَ وَلاَ أَيْنَ السُّيُوفُ الْقَوَاطِعُ؟
فكونوا حصيداً خامدينَ ، أوِ افزعوا
إِلَى الْحَرْبِ حَتَّى يَدْفَعَ الضَّيْمَ دَافِعُ
أهبتُ ، فعادَ الصَوتُ لم يَقضِ حاجة ً
إلى َّ ، ولبَّانى الصَدى وهوَ طائعُ
فَلَمْ أَدْرِ أَنَّ اللَّه صوَّرَ قَبْلَكُمْ
تماثيلَ لم يُخلَقْ لَهُنَّ مسامِعُ
فلا تَدعوا هَذى القلوبَ ، فإنَّها
قواريرُ مَحنى ٌّ عليها الأضالِعُ
وَدُونَكُمُوهَا صَعْدَة ً مَنْطِقِيَّة ً
تَفُلُّ شَبَا الأَرْمَاحِ وَهْيَ شَوَارِعُ
تَسِيرُ بهَا الرُّكْبَانُ فِي كُلِّ مَنْزِلٍ
وتلتفُّ من شوقٍ إليها المجامعُ
فَمِنْهَا لِقَوْم أَوْشُحٌ وَقَلائِدٌ
ومنها لِقومٍ آخرينَ جوامعُ
ألا إنَّها تِلكَ الَّتى لو تنزَّلت
على جبلٍ أهوت بهِ ، فهو خاشِعُ
نــجــم
05-04-2011, 09:21 PM
متى يَجدُ الإنسانُ خلاًّ موافِقاً
متى يَجدُ الإنسانُ خلاًّ موافِقاً
يخففُّ عنهُ كلفة َ المتحفِّظِ ؟
فإنِّى رأيتُ النَّاسَ بينَ مُخادعٍ
لإخوانهِ ، أو حاسدٍ متغيِّظِ
نــجــم
05-04-2011, 09:21 PM
مَا أَطْيَبَ الْعَيْشَ لَوْلاَ أَنَّهُ فَانِي
مَا أَطْيَبَ الْعَيْشَ لَوْلاَ أَنَّهُ فَانِي
تَبْلَى النُّفُوسُ وَلاَ يَبْلَى الْجَدِيدَانِ
قَدْ كُنْتُ فِي غِرَّة ٍ، حَتَّى إِذَا انْقَشَعَتْ
أَبْقَتْ تَبَارِيحَ لاَ تَنْفَكُّ تَغْشَانِي
وَ شيبة ً كلسانِ الفجرِ ناطقة ً
بما طواهُ عنِ الإفشاءِ كتماني
أضحتْ قذى لعيونِ الغانياتِ ، وَ قدْ
كَانَتْ حِبَالَة َ أَبْصَارٍ وَأَذْهَانِ
كأنني لمْ أقدْ شعواءَ جافلة ً
وَلَمْ أَبِتْ بَيْنَ دَارَاتٍ وَنُدْمَانِ
وَلَمْ أَقُمْ فِي مَقَامَاتٍ وَأَنْدِيَة ٍ
شَتَّى الْهَوَى غَيْرَ رِعْدِيدٍ وَلاَ وَانِي
فَالْيَوْمَ أَصْبَحْتُ لاَ سَيْفِي بمُنْصَلِتٍ
على َ العدوَّ ، وَ لاَ قوسى بمرنانِ
لاَ أَذْكُرُ اللَّهْوَ إِلاَّ أَنْ تُذَكِّرَنِي
ورقاءَ تدعو هديلاً بينَ أغصانِ
إِنَّ الثَّلاَثِينَ وَالْخَمْسَ الَّتِي عَرَضَتْ
ثَنَتْ قُوَايَ وَفَلَّتْ غَرْبَ أَشْجَانِي
وَ خلفتني على ما كانَ منْ طربٍ
بَادِي الأَسَافَة ِ فِي قَوْمِي وَجِيرَانِي
وَكَانَ يَحْزُنُنِي شَيْبِي فَصِرْتُ أَرَى
أنَّ الذي بعدهُ أولى يإحزاني
وَهَوَّنَ الأَمْرَ عِنْدِي أَنَّ كُلَّ فَتَى
وَ إنْ تملأ منْ ماءِ الصبا فاني
يَا نَفْسُ لاَ تَذْهَبِي يَأْسَاً بِمَا كَسَبَتْ
يداكِ ؛ فاللهُ ذو منًّ وَ غفراني
يَعْفُو عَنِ الذَّنْبِ حَتَّى يَسْتَوِي كَرَماً
لديهِ ذو العملِِ المبررِ وَ الجاني
هوَ الذي جعلَ الأفلاكَ دائرة ً
وَ صورَ الخلقِ منْ إنس وَ من جانِ
و قدرَ الشمسَ تجرى في منازلها
وَ النجمَ وَ القمرَ الساري بحسبان
وَأَرْسَلَ الْغَيْثَ أَرْسَالاً بِرَحْمَتِهِ
وَأَنْبَتَ الأَرْضَ مِنْ حَبٍّ وَرَيْحَانِ
سبحانهُ ، جلَّ عنْ وصفٍ يحيطُ بهِ
وَكَيْفَ يُدْرِكُ وَصْفَ الدَّائِمِ الْفَانِي؟
لقدْ تفردَ في لاهوتِ قدرتهِ
فما لها أبداً في ملكهِ ثاني
وٌنما نحنُ نظريه كما سبقت
بهٍ الإرادة منْ وصفٍ وتبيانِ
كُلٌّ يَقُولُ عَلَى مِقْدَارِ فِطْنَتِه
وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالْقَاصِي وَبِالدَّانِي
تَبَارَكَ اللَّهُ عَمَّا قِيلَ وابْتُدِعَتْ
في ذاتهِ منْ أضاليلٍ وَ بهتانِ
قدْ لفقوها أساطيراً محبرة ً
بِحِكْمَة ٍ ذَاتِ أَشْكَالٍ وَأَلْوَانِ
كأنهمْ قدْ أصابوا طرفة ً عجباً
أوْ جاءهمْ نبأٌ صدقٌ ببرهانِ
وَلَوْ تَكَشَّفَ هَذَا الأَمْرُ لاَرْتَدَعَت
مَعَاشِرٌ خَلَطُوا كُفْراً بِإِيمَانِ
يا ربَّ ؛ إنكَ ذو منٍّ وَ مغفرة ٍ
فَاسْتُرْ بِعَفْوِكَ زَلاَّتِي وَعِصْيَانِي
وَ لاَ تكلني إلى ما كانَ منْ عملى
فإنهُ سببٌ يفضي لحرماني
نــجــم
05-04-2011, 09:21 PM
مَا أَطْوَلَ اللَّيْلَ عَلَى السَّاهِرِ
مَا أَطْوَلَ اللَّيْلَ عَلَى السَّاهِرِ!
أما لِهذا اللَّيلِ مِن آخرِ ؟
يَا مُخْلِفَ الْوَعْدِ! أَلاَ زَوْرَة ٌ
أَقْضِي بِها الْحَقَّ مِنَ الزَّائِرِ؟
تَرَكتَنى من غمراتِ الهوَى
فى لًجِّ بَحرٍ بِالرَّدَى زاخِرِ
أَسْمَعُ فِي قَلْبِي دَبِيبَ الْمُنَى
وألمحُ الشُّبهة َ فى خاطِرِى
فَتَارَة ً أَهْدَأُ مِنْ رَوْعَتِي
وَتَارَة ً أَفْزَعُ كَالطَّائِرِ
وبينَ هاتينِ شبا لَوعَة ٍ
لها بِقلبى فَتكة ُ الثَّائرِ
فهَل إلى الوُصلة ِ من شافعٍ ؟
أم هَل على الصَّبوة ِ من ناصرِ ؟
يا قلبُ لا تَجزَع ، فإنَّ المُنى
فى الصَّبرِ ؛ واللهُ معَ الصَّابرِ
نــجــم
05-04-2011, 09:21 PM
مَتَى تَرِدِ الْهِيمُ الْخَوَامِسُ مَنْهَلاً
مَتَى تَرِدِ الْهِيمُ الْخَوَامِسُ مَنْهَلاً
تَبُلُّ بِهِ الأَكْبَادَ وهْيَ عِطَاشُ؟
أرى الغيثَ عمَّ الأرضَ من كلِّ جانبٍ
ومَوْضِعُ رَحْلِي لَمْ يُصِبْهُ رَشَاشُ
فَهَلْ نَهْلَة ٌ مِنْ جَدْوَل النِّيلِ تَرْتَوِي
بِها كَبِدٌ ظَمآنة ٌ ومُشاشُ ؟
وهلْ مِنْ مَقِيلٍ تَحْتَ أَفْنَانِ سِدْرَة ٍ
لَهَا مِنْ زَرَابِيِّ النَّبَاتِ فِراشُ؟
لَدى أيكة ٍ ريَّا الغصونِ ، كأنَّما
عَلَيْهَا مِنَ الزَّهْرِ الْجَنِيِّ رِياشُ
تَرَى الزَّهْرَ أَلْوَاناً، يَطِيرُ مَعَ الصَّبَا
كما هاجَ إبَّانَ الرَّبيعِ فراشُ
دِيَارٌ يَعِيشُ الْمَرْءُ فيهَا مُنَعَّماً
وأطيبُ أرضِ الله حيثُ يُعاشُ
فيا ربِّ ، رِشنى كى أعيشَ مُسدَّداً
فَقَدْ يَسْتَقِيمُ السَّهْمُ حِينَ يُرَاشُ
نــجــم
05-04-2011, 09:21 PM
مَتَى يَشْتَفِي هَذَا الْفُؤَادُ الْمُفَجَّعُ
مَتَى يَشْتَفِي هَذَا الْفُؤَادُ الْمُفَجَّعُ
وفى كلِّ يومٍ راحلٌ ليسَ يَرجِعُ ؟
نَمِيلُ مِنَ الدُّنْيَا إِلَى ظِلِّ مُزْنَة ٍ
لَهَا بَارِقٌ فِيهِ الْمَنِيَّة ُ تَلْمَعُ
وكيفَ يَطيبُ العيشُ والمرءُ قائمٌ
على حذَرٍ مِنْ هَولِ ما يتَوقَّعُ ؟
بِنَا كُلَّ يَوْمٍ لِلْحَوَادِثِ وَقْعَة ٌ
تَسيلُ لَها مِنَّا نُفوسٌ وأدمعُ
فَأَجْسَادُنَا فِي مَطْرَحِ الأَرْضِ هُمَّدٌ
وأرواحُنا فى مَسرحِ الجَوِّ رُتَّعُ
ومِنْ عَجَبٍ أنَّا نُساءُ ونَرتضِى
ونُدرِكُ أسبابَ الفَناءِ ونَطمَعُ
وَلَوْ عَلِمَ الإِنْسَانُ عُقْبانَ أَمْرِهِ
لَهانَ عليهِ ما يَسُرُّ ويَفجَعُ
تَسِيرُ بِنَا الأَيَّامُ، وَالْمَوْتُ مَوْعِدٌ
وَتَدْفَعُنَا الأَرْحَامُ، والأَرْضُ تَبْلَعُ
عفاءٌ على الدُّنيا ، فما لِعِداتِها
وَفَاءٌ، وَلاَ في عَيْشِهَا مُتَمَتَّعُ
أبَعدَ سميرِ الفضلِ " أحمدَ فارسٍ "
تَقِرُّ جُنُوبٌ، أَوْ يُلائِمُ مَضْجعُ؟
كَفى حَزناً أنَّ النَوى َ صَدَعَتْ بهِ
فؤاداً مِنَ الحِدثانِ لا يَتَصدَّعُ
وَمَا كُنْتُ مِجْزَاعاً، وَلَكِنَّ ذَا الأَسَى
إِذَا لَمْ يُسَاعِدْهُ التَّصبُّرُ يَجْزَعُ
فَقدناهُ فِقدانَ الشَّرابِ على الظما
فَفى كُلِّ قَلبٍ غُلَّة ٌ ليسَ تُنقَعُ
وأى ُّ فُؤادٍ لمْ يَبِتْ لِمُصابهِ
عَلَى لَوْعَة ٍ، أَوْ مُقْلَة ٍ لَيْسَ تَدْمَعُ؟
إذا لَم يَكنْ لِلدَمعِ فى الخَدِّ مَسربٌ
رَوِيٌّ فَمَا لِلْحُزْنِ فِي الْقَلْبِ مَوْضِعُ
مَضَى ، وَوَرِثْنَاهُ عُلُوماً غَزِيرَة ً
تَظلُّ بِها هِيمُ الخَواطِرِ تَشرَعُ
إذا تُليَتْ آياتُها فى مَقامة
تَنافَسَ قَلبٌ فى هَواها ومِسمَعُ
سَقى جَدَثاً فى أرضِ " لُبنانَ " عارِضٌ
مِنَ الْمُزْنِ فَيَّاضُ الْجَدَاوِلِ مُتْرَعُ
فَإِنَّ بهِ لِلْمَكْرُمَاتِ حُشَاشَة ً
طَوَاهَا الرَّدَى ، فَالْقَلْبُ حَرَّانُ مُوجَعُ
فَإِنْ يَكُنِ «الشِّدْيَاقُ» خَلَّى مَكَانَهُ
فَإِنَّ ابْنَهُ عَنْ حَوْزَة ِ الْمَجْدِ يَدْفَعُ
وما ماتَ مَن أبقى عَلى الدَهرِ فاضِلاً
يُؤَلِّفُ أَشْتَاتَ الْمَعَالِي وَيَجْمَعُ
رَزينُ حَصاة ِ الحِلمِ ، لا يَستخِفهُ
إِلَى اللَّهْوِ طَبْعٌ، فَهْوَ بالْجِدِّ مُولَعُ
تَلوحُ عَليهِ من أبيهِ شَمائلٌ
تَدُلُّ عَلَى طِيبِ الْخِلاَلِ، وَتَنْزِعُ
فَصبراً جَميلاً " يا سليمُ " فإنَّما
يُسِيغُ الْفَتَى بِالصَّبْرِ مَا يَتَجَرَّعُ
إذا المرءُ لَمْ يَصبِر على ما أصابهُ
فماذا تُراهُ فى المُقَدَّرِ يَصنَعُ ؟
وَمِثْلُكَ مَنْ رَازَ الأُمُورَ بِعَقْلِهِ
وَأَدْرَكَ مِنْهَا مَا يَضُرُّ وَيَنْفَعُ
فَلاَ تُعْطِيَنَّ الْحُزْنَ قَلْبَكَ، وَاسْتَعِنْ
عَليهِ بِصبرٍ ، فَهوَ فى الحُزنِ أنجَعُ
وَهَاكَ عَلَى بُعْدِ الْمَزَارِ قَرِيبَة ً
إِلَى النَّفْسِ، يَدْعُوهَا الْوَفَاءُ فَتَتْبَعُ
رَعَيْتُ بِهَا حَقَّ الْوِدَادِ عَلى النَّوَى
ولِلحَقِّ فى حُكمِ البَصيرة ِ مَقطَعُ
نــجــم
05-04-2011, 09:21 PM
مَتَى يَنْقَضِي عُمْرُ الْحَيَاة ِ؛ فَتَنْقَضِي
مَتَى يَنْقَضِي عُمْرُ الْحَيَاة ِ؛ فَتَنْقَضِي
مآربُ كانتْ علة ً للمظالمِ
تساوتْ نفوسُ الخلقِ في الشرَّ ؛ فاستعذْ
بربَّ البرايا منْ جهولِ وَ عالمِ
وَلَوْ عَرَفُوا مَا أَنْكَرُوهُ لأَيْقَنُوا
بأنَّ نعيمَ الدهرِ خدعة ُ حالمِ
تأملْ رويداً يا بنْ وديَ ، هلْ ترى
عَلى صَفْحَاتِ الأَرْضِ غَيْرَ مَعَالِمِ؟
يظنُّ عليلُ القومِ في الطبَّ برأهُ
وَ لمْ يدرِ أنَّ الطبَّ ليسَ بسالمِ
فطرْ للسها ، أوْ فاتخذْ لكَ سلماً
لِتَرْقَى إِلَى أَبْرَاجِهِ بِالسَّلاَلِمِ
وَ كيفَ تنالُ النفسُ في الدهرِ عيشة ً
تلذُّ بها ، والدهرُ غيرُ مسالمِ ؟
نــجــم
05-04-2011, 09:22 PM
مَحَا الْبَيْنُ مَا أَبْقَتْ عُيُونُ الْمَهَا مِنِّي
مَحَا الْبَيْنُ مَا أَبْقَتْ عُيُونُ الْمَهَا مِنِّي
فشبتُ وَ لمْ أقضِ اللبانة َ منْ سنى
عناءٌ ، وَ بأسٌ ، وَ اشتياقٌ ، وَ غربة ٌ
ألاَ ، شدَّ ما ألقاهُ في الدهرِ منْ غبنِ
فإنْ أكُ فارقتُ الديارَ فلي بها
فؤادٌ أضلتهُ عيونُ المها مني
بَعَثْتُ بِهِ يَوْمَ النَّوَى إِثْرَ لَحْظَة ٍ
فَأَوْقَعُهُ الْمِقْدَارُ فِي شَرَكِ الْحُسْنِ
فَهَلْ مِنْ فَتى ً فِي الدَّهْرِ يجْمَعُ بَيْنَنَا؟
فَلَيْسَ كِلاَنَا عَنْ أَخِيهِ بِمُسْتَغْنِ
وَلَمَّا وَقَفْنَا لِلْوَدَاعِ، وأَسْبَلَتْ
مدامعنا فوقَ الترائبِ كالمزنِ
أهبتُ بصبري أنْ يعودَ ، فعزني
وَ ناديتُ حلمي أنْ يثوبَ ، فلمْ يغنِ
وَ لمْ تمضِ إلاَّ خطرة ٌ ، ثمَّ أقلعتْ
بِنَا عَنْ شُطُوطِ الْحَيِّ أَجْنِحَة ُ السُّفْنِ
فَكَمْ مُهْجَة ٍ مِنْ زَفْرَة ِ الْوَجْدِ فِي لَظى ً
وَكَمْ مُقْلَة ٍ مِنْ غَزْرَة ِ الدَّمْعِ فِي دَجْنِ
وَمَا كُنْتُ جَرَّبْتُ النَّوَى قَبْلَ هَذِهِ
فَلَمَّا دَهَتْنِي كِدْتُ أَقْضِي مِنَ الْحُزْنِ
وَلَكِنَّنِي رَاجَعْتُ حِلْمِي، وَرَدَّنِي
إِلَى الْحَزْمِ رَأْيٌ لا يَحُومُ عَلَى أَفْنِ
وَلَوْلاَ بُنَيَّاتٌ وَشِيبٌ عَوَاطِلٌ
لما قرعتْ نفسي على فائتٍ سنى
فيا قلبُ صبراً إنْ جزعتَ ؛ فربما
جرتْ سنحاً طيرُ الحوادثِ باليمنِ
فقدْ تورقُ الأغصانُ بعدَ ذبولها
وَيَبْدُو ضِيَاءُ الْبَدْرِ فِي ظُلْمَة ِ الْوَهْنِ
وَ أيُّ حسامٍ لمْ تصبهُ كهامة ٌ
وَلَهْذَمُ رُمْحٍ لاَ يُفَلُّ مِنَ الطَّعْنِ؟
وَمَنْ شَاغَبَ الأَيَّامَ لانَ مَرِيرُهُ
وَ أسلمهُ طولُ المراس إلى الوهنِ
وَمَا الْمَرْءُ فِي دُنْيَاهُ إِلاَّ كَسَالِكٍ
مناهجَ لا تخلو منَ السهلِ وَ الحزنِ
فإنْ تكنِ الدنيا تولتْ بخيرها
فَأَهْوِنْ بِدُنْيَا لاَ تَدُومُ عَلى فَنِّ!
تحملتُ خوفَ المنَّ كلَّ رزيئة ٍ
وَ حملُ رزايا الدهرِ أحلى منَ المنَّ
وَعَاشَرْتُ أَخْدَاناً، فَلَمَّا بَلَوْتُهُمْ
تَمَنَّيْتُ أَنْ أَبْقَى وَحِيداً بِلاَ خِدْنِ
إذا عرفَ المرءُ القلوبَ وَ ما انطوتْ
عليهِ منَ البغضاءِ - عاشَ على ضغنِ
وَأَيُّ حَيَاة ٍ لاِمْرِىء ٍ بَيْنَ بَلْدَة ٍ
وَتَسْمَعُ أُذْنِي مَا تَعَافُ مِنَ اللَّحْنِ
وَكَيْفَ مُقَامِي بَيْنَ أَرْضٍ أَرَى بِهَا
منَ الظلمِ ما أخنى على الدارِ وَ السكنِ
فسمعُ أنينِ الجورِ قدْ شاكَ مسمعي
و رؤية ُ وجهِ الغدرِ حلَّ عرا جفني
وَ صعبٌ على ذي اللبَّ رئمانُ ذلة ٍ
يَظَلُّ بِهَا فِي قَوْمِهِ وَاهِيَ الْمَتْنِ
إذا المرءُ لمْ برمِ الهناة َ بمثلها
تخطى إليهِ الخوفُ منْ جانبِ الأمن
فَلاَ تَعْتَرِفْ بِالذُلِّ خِيفَة َ نِقْمَة ٍ
فَعَيْشُ الْفَتَى في الذُّلِّ أَدْهَى مِنَ السِّجْنِ
وَكُنْ رَجُلاً، إِنْ سِيمَ خَسْفاً رَمَتْ بِهِ
حَمِيَّتُهُ بَيْنَ الصَّوَارِمِ وَاللُّدْنِ
فلا خيرَ في الدنيا إذا المرءُ لمْ يعشْ
مهيباً ، تراهُ العينُ كالنارِ في دغن
وَ لا ترهبِ الأخطارَ في طلبِ العلا
فَمَنْ هَابَ شَوْكَ النَّحْلِ عَادَ، وَلَمْ يَجْنِ
وَ لولا معاناة ُ الشدائدِ ما بدتْ
مزايا الورى بينَ الشجاعة ِ وَ الجبنِ
فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فِي الْمُدْنِ مَا شِئْتَ مِنْ قِرى ً
فَأَصْحِرْ؛ فَإِنَّ الْبِيدَ خَيْرٌ مِنَ الْمُدْنِ
صَحَارٍ يَعِيشُ الْمَرْءُ فِيهَا بِسَيْفِهِ
شَدِيدَ الْحُمَيَّا غَيْرَ مُغْضٍ عَلَى دَمْنِ
وَ أيُّ حياة ٍ لامرئٍ بينَ بلدة ٍ
يَطَلُّ بِهَا بَيْنَ الْعَوَاثِنِ وَالدَّخْنِ؟
لعمري لكوخٌ منْ ثمامٍ
أَحَبُّ إِلَى قَلْبِي مِنَ الْبَيْتِ ذِي الْكِنِّ
و أطربُ منْ ديكٍ يصيحُ بكوة ٍ
أراكية ٌ تدعو هديلاً على غصنِ
وَ أحسنُ منْ دارٍ وَ خيمٍ هواؤها
مَبِيتُكَ مِنْ بُحْبُوحَة ِ الْقَاعِ فِي صَحْنِ
تَرَى كُلَّ شَيْءٍ نُصْبَ عَيْنَيْكَ مَاثِلاً
كأنكَ منْ دنياكَ في جنتيْ عدنِ
تدورُ جيادُ الخيلِ حولكَ شرباً
تجاذبُ أطرافَ الأعنة ِ كالجنَّ
إذا سمعتْ صوتَ الصريخِ تنصبتْ
فتدركُ ما لا تبصرُ العينُ بالأذنِ
فتلكَ - لعمري - عيشة ٌ بدورية ٌ
موطأة ُ الأكنافِ ، راسخة ُ الركن
وَمَا قُلْتُ إِلاَّ بَعْدَ عِلْمٍ أَجَدَّ لِي
يقيناً نفى عني مراجعة َ الظنَّ
فقدْ ذقتُ طعمَ الدهرِ حتى لفظتهُ
وَعَاشَرْتُ حَتَّى قلْتُ لابْنِ أَبِي: دَعْنِي
وَلَوْلاَ أَخٌ أَحْمَدْتُ فِي الْوُدِّ عَهْدَهُ
على حدثانِ الدهرِ - ما كنتُ أستثني
وَرُبَّ بَعِيدِ الدَّارِ يُصْفِيكَ وُدَّهُ
وَمُقْتَرِبٍ يَجْنِي عَلَيْكَ وَلَمْ تَجْنِ
وَ ما الودُّ في القربى وَ إنْ هيَ أوجبتْ
وَ لكنهُ في الطبعِ ، وَ الشكلِ ، وَ الوزنِ
إذا لمْ يكنْ بينَ الوديدينِ خلة ٌ
فلا أدبٌ يجدى ، وَ لاَ نسبٌ يدنى
فَذَاكَ أَخٌ لَوْلاَهُ أَنْكَرْتُ كُلَّ مَا
سَمِعْتُ بِهِ عَنْ «أَحْنَفِ» الْحِلْمِ، أَوْ «مَعْنِ»
فَإِنْ لَمْ أُصَرِّحْ بِاسْمِهِ خَوْفَ حَاسِدٍ
يَنُمُّ علَيْهِ، فَهْوَ يَعْلَمُ مَنْ أَعْنِي
على َ إنَّ ذكراهُ - وَ إنْ كانَ نائياً -
سَمِيرُ فُؤَادِي في الإِقَامَة ِ وَالظَّعْنِ
أَنُوحُ لِبُعْدِي عَنْهُ حُزْناً وَلَوْعَة ً
كمانا من شوقٍ " جميلٌ " عاى َ " بثنِ "
فَمَنْ لِي بِه خِلاً كَرِيماً نِجَارُهُ؟
فقدْ سئمتْ نفسي معاشرة َ الهجنِ
تجاذبني نفسي إليهِ ، وَ دوننا
أهاويلُ ملتجَّ الغواربِ مستنَّ
لَعَلَّ يَدَ الأَيَّامِ تَسْخُو بِلُقْيَة ٍ
أَرَاهُ بِهَا بَعْدَ الْكَزَازَة ِ وَالضَّنِّ
وَإِنِّي ـ وَإِنْ طَالَ الْمِطَالُ ـ لَوَاثِقٌ
بِرَحْمَة ِ رَبِّي؛ فَهْوَ ذُو الطَّوْلِ وَالْمَنِّ
نــجــم
05-04-2011, 09:22 PM
مَنْ لِي بِظَبْيَة ِ خِدْرٍ كُلَّمَا وَعَدَتْ
مَنْ لِي بِظَبْيَة ِ خِدْرٍ كُلَّمَا وَعَدَتْ
بِزورة ٍ أعقبَتْ لِلوعدِ إخلافا
تَحكى الغزالة َ ألحاظاً إذا نَظرَت
والوردَ خَدًّا ، وغُصنَ البانِ أعطافا
تاهَتْ بِنقطة ِ خالٍ فوقَ وَجنتِها
زِيدَتْ بِهَا عَشَرَاتُ الْحُسْنِ أَضْعَافَا
نــجــم
05-04-2011, 09:22 PM
مَنْ لِعَيْنٍ إِنْسَانُهَا لاَ يَنَامُ
مَنْ لِعَيْنٍ إِنْسَانُهَا لاَ يَنَامُ
وَ فؤادٍ قضى عليهِ الغرامُ
أقطعُ الليلَ بينَ حزنٍ وَ دمعٍ
وَسُهَادٍ، وَالنَّاسُ عَنِّي نِيَامُ
لا صديقٌ يرثي لما بتُّ ألقا
هُ ، وَ لاَ مسعدٌ - فأينَ الكرامُ ؟
لمْ تدعْ لوعة ُ الصبابة ِ مني
غيرَ نفس غذاؤها الآلامُ
رَقَّ طَبْعُ النَّسِيمِ رِفْقاً بِحَالِي
وَبَكَى ـ رَحْمَة ً ـ عَلَيَّ الْحَمَامُ
وَ بنفسي - لوْ كنتُ أملكُ نفسي -
قَمَرٌ نُورُهُ عَلَيَّ ظَلاَمُ
تَسْتَطِيبُ الْقُلُوبُ فِيهِ الرَّزَايَا
وَ تلذُّ الضنى بهِ الأجسامُ
غَيَّرَتْهُ الْوُشَاة ُ؛ فَازْوَرَّ عَنِّي
وَ هوَ منى بنجوة لاَ ترامُ
زعموني أتيتُ ذنباً ، وَ ما لي -
يعلمُ اللهُ - في هواهُ أثامُ
سَوْفَ يَلْقَى كُلُّ امْرِىء ٍ مَا جَنَاهُ
وَ إلى اللهِ ترجعُ الأحكامُ
يا نديميَّ ! علالاني ، فلنْ تهـ
ـلِكَ نَفْسٌ قَدْ عَلَّلَتْهَا النِّدَامُ
ربَّ قول يردُّ لهفة َ قلب
وَ كلامٍ تجفُّ منهُ الكلامُ
وَ منَ الماسِ منْ تراهُ سليماً
وَ هوَ داءٌ تدوى بهِ الأفهامُ
قدْ - لعمري - بلوتُ دهري ، فما أحـ
ـمَدْتُ مِنْهُ مَا تَحْمَدُ الأَقْوَامُ
صَلَفٌ لاَ يَبُلُّ غُلَّة َ صَادٍ
وَ مراعٍ هشيمها لا يشامُ
أطلبُ الصدثَ في الوداد
يصدقُ الودُّ وَ العهودُ رمامُ ؟
كلما قلتُ قدْ أصبتُ خليلاً
فَانْظُرُوا: كَيْفَ تُعْبَدُ الأَصْنَامُ؟
فَتَفَرَّدْ تَعِشْ بِنَفْسِكَ حُرّاً
ربَّ فردِ يخشاهُ جيشٌ لهامُ
وَاحْذَرِ الضَّيْمَ أَنْ يَمَسَّكَ؛ فَالضَّيْـ
ـمُ حِمَامٌ يَفِرُّ مِنْهُ الْحِمَامُ
ضلَّ قومٌ توهموا الصبرَ حاماً
وَ هوَ - إلاَّ لدى الكريهوِ - ذامُ
يَحْسَبُونَ الْحَيَاة َ في الذُّلِ عَيْشاً
وَ هوَ موتٌ يعيشٌ فيهِ اللئامُ
نــجــم
05-04-2011, 09:23 PM
مَنْ لِقَلْبِي بِشَادِنٍ
مَنْ لِقَلْبِي بِشَادِنٍ
لَمْ يُمَتَّعْ بِحَظِّهِ؟
قَدْ سَبَانِي بِطَرْفِهِ
وشجانى بِلفظِهِ
كُلُّ شَيْءٍ سَيَرْعَوِي
غَيْرَ قَلْبِي وَلَحْظَهِ
نــجــم
05-04-2011, 09:30 PM
ما لي وَ للدارِ منْ ليلى أحييها
ما لي وَ للدارِ منْ " ليلى " أحييها
وَقَدْ خَلَتْ مِنْ غَوَانِيهَا مَغَانِيهَا؟
دَعِ الدِّيَارَ لِقوْمٍ يكْلَفُونَ بِهَا
وَ اعكفْ على حانة ٍ كالبدرِ ساقيها
كمْ بينَ دائرة ٍ أقوتْ معالمها
وَبَيْنَ عَامِرَة ٍ تَزْهُو بِمَنْ فِيهَا؟
هَيْهَاتَ، مَا الدَّارُ تُشْجِينِي بِسَاحَتِهَا
وَإِنَّمَا الدَّارُ تُشْجِينِي بِأَهْلِيهَا
فَخَلِّ هَذَا، وَخُذْ فِي وَصْفِ غَانِيَة ٍ
سَرَتْ بِحُلْوَانَ فِي قَلْبِي سَوَارِيهَا
ريانة ُ القدَّ ، لوْ أنَّ الضجيجَ لها
خَافَ الْعُيُونَ عَلَيْهَا كَادَ يَطْوِيهَا
في نشوة ِ الخمرِ سرٌّ منْ مراشفها
وَ في الأراكة ِ شكلٌ منْ تهاديها
يَا لَيْلَة ً بِتُّ أُسْقَى مِنْ بَنَانَتِهَا
وَ منْ لواحظها خمراً ، وَ منْ فيها
أَحْيَيْتُهَا، وَأَمَتُّ النَّوْمَ مُعْتَصِماً
بِلَذَّة ٍ لاَ يَكَادُ الدَّهْرُ يُنْسِيهَا
حَتَّى إِذَا رَفَّ خَيْطُ الْفَجْرِ، وَابْتَدَرَتْ
حمائمُ الأيكِ تشدوِ في أغانيها
قَامَتْ تَمَايَلُ سَكْرَى فِي مَآزِرِهَا
وَ الروعُ يبعثها طوراً ، ويثنيها
تَخْشَى الضِّيَاءَ وَفِي أَزْرَارِهَا قَمَرٌ
يَسْتَوقِفُ الْعَيْنَ حَيْرَى فِي مَجَارِيهَا
ثمَّ انْثَنَتْ وَيَدِي قَيْدٌ لِخَاصِرَة ٍ
كالخيزرانة ِ رياً في تثنيها
في بلجة ٍ لاَ تكادُ العينُ تنكرها
وَسُمْرة ٍ رُبَّمَا شَفَّتْ نَوَاحِيهَا
حتى تجاوزتُ أحراساً على َ شرفٍ
يكادُ يمنعُ همَّ النفسِ داعيها
وَحَرَّكَتْ حَلَقَاتِ الْبَابِ، فَانْفَتَحَتْ
عنْ ساحة ٍ سكنتْ فيها تراقيها
فَعُدْتُ وَالْعَيْنُ غَرْقَى فِي مَدَامِعِهَا
وَالْقَلْبُ فِي لَوْعَة ٍ تَنْزُو نَوَازِيهَا
فيا لها ليلة ً ! كانتْ بوصلتها
تَارِيخَ لَهْوٍ يَهِيجُ النَّفْسَ رَاوِيهَا
نــجــم
05-04-2011, 09:30 PM
ما لِقلبى من لوعة ٍ ليسَ يَهدا ؟
ما لِقلبى من لوعة ٍ ليسَ يَهدا ؟
أو لم يكفِ أنَّهُ ذابَ وَجدا ؟
وَسَمَتْنِي بِنَارِهَا الْغِيدُ حَتَّى
تَركتنى فى عالَمِ الحُبِّ فَردا
فَضُلُوعِي مِنْ قَدْحَة ِ الزَّنْدِ أَوْرَى
ودُموعى مِن صَفحَة الغَيمِ أَندى
مَا عَلَى الْبَرْقِ لَوْ تَحَمَّلَ عَنِّي
بَعضَ ما خفَّ من سلامٍ فأدَّى ؟
أيُّها الساهِرونَ حَولَ وسَادى
لَسْتُ مِنْكُمْ أَوْ تَذْكُرُوا لِيَ نَجْدَا
وَعُهُوداً لَمْ يَتْرُكِ الدَّهْرُ مِنْهَا
لأَخى صَبوة ٍ ذِماماً وَعهدا
ونسيماً إذا سَرى ضَوَّعَ الآ
فَاقَ مِسْكاً، وَعَطَّرَ الْجَوَّ نَدَّا
لا تخوضوا فى غيرهِ من حَديثٍ
فهوَ حسبى ، وأى ُّ ماءٍ كصدَّا ؟
هِيَ أُحْدُوثَة ٌ تُسَاقُ وَلَكِنْ
رُبَّمَا اسْتَوْجَبَتْ ثَنَاءً وَحَمْدَا
آهِ من لوعة ٍ أطارت بقلبى
شُعلة ً شفَّتِ الجوانِحَ وَقدَا
كُلَّما قلتُ قد تناهى غرامى
عَادَ مِنْهُ ما كَانَ أَصْمَى وَأَرْدَى
يَا رَفِيْقِي إِذَا عَرَانِي خَطْبٌ
ونصيرى إذا خَصيمٍ تَصَدَّى
أَصْبَحَتْ حَاجَتِي إِلَيْكَ، فَخُذْ لِي
بِحُقُوقِي مِنْ ظَالِمٍ قَدْ تَعَدَّى
وجدَ القلبَ خالياً فاحتواهُ
وَرَأَى النَّفْسَ طَوْعَهُ فاستَبَدَّا
وَكَذَاكَ السُّلْطَانُ إِنْ ظَنَّ بِالأُمَّـ
ـة ِ عَجزاً سَطا عليهَا وشدَّا
فَأَقِلْنِي مِنْ عَثْرَة ِ الْحُبِّ إِنْ أُو
تيتَ حُكماً ، أو قُل لقلبى يهدَا
فَمِنَ الْعَارِ غَضُّ طَرْفِكَ عَنِّي
إِنَّ خَيْرَ الصِّحَابِ أَنْفَعُ وُدَّا
وبنفسى حلوُ الشمائلِ ، مُرُّ الـ
ـهَجْرِ، يُحيِي وَصْلاً، وَيَقْتُلُ صَدَّا
ذو قوامٍ أعدى منَ الرُمحِ ليناً
وَلِحَاظٍ أَمْضَى مِنَ السَّيْفِ حَدَّا
كانَ قلبى وديعة ً عِندَ عينيـ
ـهِ، فَآلَى بِالسِّحْرِ أَلاَّ يُرَدَّا
مَا عَلَى قَوْمِهِ وَإِنْ كُنْتُ حُرًّا
أَن دعتنى لهُ المحبَّة ُ عَبدا ؟
غُصنُ بانٍ ، قَد أطلعَ الحُسنُ فيه
بِيَدِ السِّحْرِ جُلَّناراً وَوَرْدَا
مَا هِلاَلُ السَّماءِ؟ مَا الظَّبْيُ؟ ما الْوَرْ
دُ جَنِيًّا ما الغُصْنُ إِذْ يَتَهَدَّى ؟
هُوَ أَبْهَى وَجْهاً،1 وَأَقْتَلُ أَلْحا
ظاً، وَأَنْدَى خَدًّا، وَأَلْيَنُ قَدَّا
فَدَعِ اللَّوْمَ يَا عَذُولُ، فَإِنِّي
لَسْتُ أَبْغِي مِنَ الْعَوَاذِلِ رُشْدَا
لا تخَلنى على غراتِكَ سهلاً
أَنَا أَدْرَى بِلَوْعَتِي مِنْكَ جِدَّا
لَستُ أقوى على الصُّدودِ ، وإن كُنـ
ـتُ على سورة الحوادثِ جَلدا
إِنْ تَكُنْ رَحْمَة ٌ فَنَفْسِيَ أَوْلَى
أو تَكن ضَلَّة ٌ فَربِّى أهدى
نــجــم
05-04-2011, 09:31 PM
ما الدهرُ إلاَّ ضوءُ شمس علا
ما الدهرُ إلاَّ ضوءُ شمس علا
وَ كوكبٌ غامَ ، وَ نبتٌ بقلْ
وَ راحلٌ أعقبهُ نازلٌ
مَا قِيلَ قَدْ خَيَمَ حَتَّى اسْتَقَلْ
عَمَايَة ٌ يَخْبِطُ فِيهَا النُّهَى
عَجْزاً، وَلاَ تُبْصِرُ فِيهَا الْمُقَلْ
فبادرِ النقلة َ ، وَ اعملْ لها
ما شئتَ ؛ فالدهرُ سريعُ النقلْ
وَاصْمُتْ عَنِ الشَّرِّ إِذَا لَمْ تُطِقْ
دَفْعاً، وَإِنْ صَادَفْتَ خَيْراً فَقُلْ
وَ سرْ إذا ما عرضتْ فرصة ٌ
فالبدرُ قدْ ينمو إذا ما انتقلْ
منْ طلبَ الأمرَ بأسبابهِ
ساعدهُ المقدورُ إما عقلْ
قَدْ يَجْبُنُ الأعْزَلُ وَهْوَ الْفَتَى
وَيَشْجُعُ النِّكْسُ إِذَا مَا اعْتَقَلْ
نــجــم
05-04-2011, 09:31 PM
ماذَا عَلى قُرَّة ِ العَيْنَيْنِ لَوْ صَفَحَتْ
ماذَا عَلى قُرَّة ِ العَيْنَيْنِ لَوْ صَفَحَتْ
وعَاوَدَتْ بِوِصالٍ بَعْدَ ما صَفَحَتْ
بايَعْتُها الْقَلْبَ إِيجاباً بِما وَعَدَتْ
فيالَها صفقة ً فى الحبِّ ما ربِحَت
قد يزعمُ النَّاسَ أنَّ البخلَ مقطعة ٌ
فما لقلبى ِ يهواها وماسَمحَتْ ؟
خوطيَّة ُ القدِّ ، لو مرَّ الحمامُ بها
لم يَشْتَبِهْ أَنَّها مِنْ أَيْكِهِ انْتَزَحَتْ
خفَّت معاطفها ، لَكن روادفُها
بِمِثْلِ ما حَمَّلَتْنِي في الهَوَى رَجَحَتْ
وَيْلاهُ مِنْ لَحْظِها الْفَتَّاكِ إِنْ نَظَرَتْ
وَآهِ مِنْ قَدِّها الْعَسَّالِ إِنْ سَنَحَتْ
يَمُوتُ قَلْبِي وَيَحْيَا حَيْرَة ً وهُدى ً
في عالَمِ الْوَجْدِ إِنْ صَدَّتْ وإِنْ جَنَحَتْ
كَالْبَدْرِ إِنْ سَفَرَتْ، والظَّبْيِ إِنْ نَظَرَتْ
والْغُصْن إِنْ خَطَرَتْ، والزَّهْرِ إِنْ نَفَحَتْ
واخَجْلَة َ الْبَدْرِ إِنْ لاحَتْ أَسِرَّتُهَا
وحيرة َ الرشإِ الوسنانِ إن لمحَت
لها رَوابِطُ لا تَنْفَكُّ آخِذَة ً
بعُروة ِ القلبِ إن جدَّت ، وإن مزحَتْ
يا سَرْحَة َ الأَمَلِ الْمَمْنُوعِ جَانِبُهُ
ويا غَزَالَة َ وادِي الْحُسْنِ إِنْ سَرَحَتْ
ترفَّقى بفؤادٍ أنتِ منيَته
ومقلة ٍ لسوى مرآكِ ما طمحَتْ
حاشاكِ أن تسمعى قولَ الوشاة ِ بنا
فإِنَّها رُبَّمَا غَشَّتْ إِذَا نَصَحَتْ
أفسدتُ في حبَّكُم نفسى جوى ً وأسى ً
والنفسُ فى الحبِّ مهما أُفسِدَت صلَحَتْ
ما زِلتُ أسحرُها بالشعرِ تسمعهُ
مِن ذاتِ فهمٍ ، تُجيدُ القولَ إن شرَحتْ
حتَّى إذا علِمَت ما حلَّ بى ، ورأّت
سُقْمِي، وخَافَتْ عَلى نَفْسٍ بها افْتَضَحَتْ
حنَّت رثَت عطفَت مالَت صبَت عزَمتْ
همَّت سرَتْ وصلَتْ عادَت دنَتْ منَحَتْ
فبتُّ فى وصلِها فى نعمَة ٍ عَظُمَت
ما شِئْتُ، أَوْ جَنَّة ٍ أَبْوَابُهَا فُتِحَتْ
أنالُ من ثغرِها الدُّرِّى ِّ ما سألَتْ
نَفْسِي، وَمِنْ خَدِّهَا الْوَرْدِيِّ ما اقْتَرَحَتْ
في رَوْضَة ٍ بَسَمَتْ أَزْهارُهَا، ونَمَتْ
أَفْنَانُهَا، وَسَجَتْ أَظْلاَلُهَا، وَضَحَتْ
تَكَلَّلَتْ بِجُمَانِ الْقَطْرِ، وَاتَّزَرَتْ
بسُنْدُسِ النبتِ والريحانِ ، واتَشحَتْ
ترنحَّ الغصنُ مِن أشواقهِ طرباً
لمَّا رأى الطَّيرَ فى أوكارِها صدَحَتْ
صَحَّ النَّسِيمُ بها وَهْوَ الْعَلِيلُ، وَقَدْ
مَالَتْ بِخَمْرِ النَّدَى أغْصَانُها، وَصَحَتْ
وَلَيْلَة ٍ سالَ في أَعْقَابِهَا شَفَقٌ
كَأَنَّهَا بِحُسَامِ الْفَجْرِ قَدْ ذُبِحَتْ
طَالَتْ، وَقَصَّرَهَا لَهْوِي بِغَانِيَة ٍ
إن أعرضَتْ قتَلَتْ ، أو أقبلَتْ فضَحَتْ
هيفاء ُ، إن نطقَت غنَّتْ ، وإن خطَرَتْ
رنَّتْ ، وإن فوَّقَت ألحاظها جرَحَتْ
دارت علينا بها الكاساتُ مُترعة ً
بخمرة ٍ لو بدَت فى ظلمة ِ قدحتْ
حَمْرَاءَ سَلْسَلَهَا الإِبْرِيقُ في قَدَحٍ
كَشُعْلَة ٍ لَفَحَتْ في ثَلْجَة ٍ نَصَحَتْ
رُوحٌ إِذَا سَلَكَتْ في هَامِدٍ نَبَضَتْ
عروقهُ ، أو دنتْ من صخرة ٍ رشحَتْ
طارتْ بألبابنا سُكراً ، ولا عجَبٌ
وهى الكُميتُ إذا فى حلبَة ٍ جمَحَتْ
حتَّى بدا الفجرُ مِن أطرافِ ظلمتِها
كغرة ٍ فى جوادٍ أدهمٍ وضحِتْ
فيا لَها ليلة ً ما كانَ أَحسنَها
لو أنها لبِثَت حَولاً وما برِحَتْ
vBulletin® v3.8.11, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir