السلام عليكم ،،،
لم يكن في مخيلة الصحابة -- رضوان الله عليهم -- شيء أفضل من الجهاد في سبيل الله عندما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : ولا الجهاد في سبيل الله ، قال : ولا الجهاد في سبيل الله ... الخ ،،،
وكان ذلك عندما قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ـ يعني أيام العشر ـ
فالله يحب العمل الصالح في أي وقت وفي أي مكان ، ولكن في هذه الايام العشر يزداد حبه له ،،،
والناس بطبيعتها تحب الاعمال الصالحة وتقوم بكثير منها ، من الصلاة والصيام والصدقة وصلة الارحام ، وزيارة المريض ، والامر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ،،،
ولو تأمل المسلم حياته ، سيجد أن جزء لا بأس به ينصرف لقضاء هذه الاعمال ،،،
ولكن المهم في هذه العشر هو الشعور بأن الأعمال الصالحة في هذه الايام أحب إلى الله منها في الايام السابقة واللاحقة لها ،،،
بمعنى أنك إذا اردت غدا أن تصلي سنة الظهر مثلا ، تذكر قبل ان تقوم بالصلاة بأن هذه الصلاة احب الى الله منها عندما كنت تقوم بها يوم أمس أو بعد عشرة أيام ،،،
وكذلك إذا زرت مريضا ، أو زرت قريبا ، أو قمت بأي عمل صالح ، ماعليك سوى الشعور والتذكر بأنه احب الى الله في هذه الايام منه في الايام السابقة أو في بقية ايام السنة ،،،
هذا الشعور سيولد لدى المسلم متى ما استشعره اخلاصا وخشوعا اكثر ، وبالتالي يكون اداء العمل أفضل ، وبالتالي سينعكس على ايمانه بشكل مباشر ومن ثم على روحه ونفسه ولو لدقائق معدودة ، بل ربما ينعكس على سائر اعماله طيلة حياته ،،،
أما الحج فإنه لا يكون ألا في هذه الايام ، لذلك لا يمكن أن يكون أفضل فيها من حج اخر ، إلا باعتبار فوارق اخرى لا علاقتها لها بالوقت المبارك الذي نعيشه الان ،،،
إن من ميز الاسلام الكثيرة أنه يربط العبد بربه في مناسبة عديدة وطويلة طيلة العام ، ويحرص على الاتصال المباشر بين العبد وخالقه باستمرار ، فلا يكاد أن يمر وقت من الزمن من غير أن يكون به تجديد للاتصال في مناسبة من المناسبات ،،،
كثير من الناس يتوقعون أن سكان الاماكن المقدسة هم افضل الناس ، وعندما يتعايشون معهم يستغربون أن وجودهم بينها لم ينعكس على اخلاقهم أو طباعهم أو ايمانهم ،،،
والسبب في ذلك أن أي شيء كان ، يفقد قيمته متى ما كثرت مشاهدته والتعايش معه ، وبالتالي يفقد تأثيره ، بعكس غيرهم فكثير منهم بعد زيارته للأماكن المقدسة لمرة واحدة فقط تجد أن هذه الزيارة تأثر على حياته بشكل جذري وتغيرها عند عودته رأسا على عقب ، بل أجزم أنه لا يوجد شخصا ما أيا يكن يزور تلك الاماكن ومن ثم يعود منها إلا وقد أثرت به أبلغ تأثير ، ولكن فترة هذا التغيير تختلف من شخص لاخر ، فبعضهم قد يستمر التغيير ليوم أو شهر أو مدة معدودة ، وبعضهم قد يستمر معه التغير إلى بقية حياته ،،،
وكذلك الحال مع هذه الايام العشر ، فمن الواجب أن نشعر بتأثيرها على حياتنا ولو بشكل نسبي ، والشقي هو من لم تغير فيه هذه الايام شيئا ،،،
كل التقدير للجميع ،،،
أخوكم ،،،