مساجد لها تاريخ مرتبط بسيرة الرسول.. "قباء" أول مسجد بناه المسلمون
أهم المساجد الإسلامية المرتبطة بسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، من معالم المدينة المنورة "مسجد قباء" أول مسجد بني في الإسلام، وأول مسجد بني في المدينة النبوية.
ومن حيث الأولية فإن المسجد الحرام أول بيت وضع للناس، ومسجد قباء أول مسجد بناه المسلمون في عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وبني المسجد من قبل النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما هاجر من مكة متوجهاً إلى المدينة المنورة.
ويقع المسجد في منطقة معروفة بوفرة مزارع النخيل، ومزارع الحمضيات والعنب والفواكه والخضر، وتتمتع بالهواء النقي، والجو المعتدل وقد اهتم المسلمون بعمارة مسجد قباء خلال العصور الماضية حتي وقتنا الحالي.
وثبت عن النبي أنه كان يزور قباء كل سبت راكباً وماشياً، حيث قال صلى الله عليه وسلم: من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه ركعتين كان كعمرة، وهذا الفضل ذكر لمن يتطهر في بيته ويخرج قاصداً للصلاة في قباء يحصل له هذا الأجر.
ويحظى مسجد قباء الرعاية والاهتمام من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- فقد رُمم وجُددت جدرانه الخارجية وزيد فيه من الجهة الشمالية سنة 1388هـ وفي عام 1405هـ أمر الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- بإعادة بنائه ومضاعفة مساحته عدة أضعاف مع المحافظة على معالمه التراثية بدقة، فهُدم المبنى القديم وضُمت قطع من الأراضي المجاورة من جهاته الأربع إلى المبنى الجديد، وامتدت التوسعة وأعيد بناؤه بالتصميم القديم نفسه، وجعل له أربع مآذن عوضاً عن مئذنته الوحيدة القديمة كل مئذنة في جهة وبارتفاع 47 متراً، وبُني المسجد على شكل رواق جنوبي وآخر شمالي تفصل بينهما ساحة مكشوفة، ويتصل الرواقان شرقاً وغرباً برواقين طويلين ويتألف سطحه من مجموعة من القباب المتصلة منها 6 قباب كبيرة قطر كل منها 12 متراً و 56 قبة صغيرة قطر كل منها 6 أمتار، وتستند القباب إلى أقواس تقف على أعمدة ضخمة داخل كل رواق، وكسيت أرض المسجد وساحته بالرخام العاكس للحرارة وتظلل الساحة بمظلة آلية صنع قماشها من الألياف الزجاجية تُطوى وتُنشر حسب الحاجة.
وتبلغ مساحة المصلى وحده 5035 متراً مربعاً فيما تبلغ المساحة التي يشغلها مبنى المسجد مع مرافق الخدمة التابعة له 13500 متر مربع، في حين كانت مساحته قبل هذه التوسعة 1600 متر مربع فقط كما ألحق بالمسجد مكتبة ومنطقة تسويق لخدمة الزائرين فالمدينة المنورة منطلق الدعوة المحمدية، والتي انبعثت من مشاربها أرقى حضارة إسلامية إنسانية، ولها حضورها البارز في التاريخ الإسلامي، وهي مأوى لطلبة العلم والعلماء، فضلاً عن أنها تحتضن أكثر من 200 موقع ومساجد ومعالم مرتبطة بالتاريخ وبالسيرة النبوية.
__DEFINE_LIKE_SHARE__