كرسي هزاز
بقلم :نورة
.
.
.
.
{ تَمَاِئْل سُنْبَلَةْ , مِزْهَرِيَةُ حِنّاْء , بَقَاْيّا سَجّائِرْ مُحْتَرِقَة لِرَجُلٍ كَاْنَ هُنّاْ لِلتّوْ , كَوْبُ مَاْءٍ مُتَصَدِعْ , طَاْوِلَةُ بِقّدّمٍ وَاْحِدَةْ أَنْكَسَرَتْ أخُتَهْا كَـ رَدّةُ فِعِلْ أِثْرَ إِحْتِدَاْدُ ِنقَاْشْ , مِنْدِيلٌ مَخْرُوْمْ أُسْتُعْمِلَ حَدِيْثَاً , هِنْدَاْمٌ قُطْنِيٌ أَبّيَضْ , ثَلاْثُ رَسَائِلٍ بِطَوَابِعٍ مَجْهُولَةْ مُلْقَاْةُ فِيْ سَلّةٍ المُهْمَلاْتْ , مِشْطٌ مُسَنّنْ عَالِقَةٌ بِأَسْنَاْنِهِ كَوْمَةِ شَعَرْ , مِدْفَأْةٌ خَاْمِدَةْ , وِشَاْحٌ حَرِيرِيٌ قُرْمُزِيُ اللَوْنْ مُلَقَىً كَالْضِرَاْحُ فِيْ وَسَطِ الغُرْفَةْ المُعْتِمَةْ , مِرْآةٌ مُلَطّخَةٌ بِطِلاْءُ أَظّاَفِرْ , وّهُنّاْكْ فِيْ أَقْصَىْ الزّاْوِيَةُ قَبَعَتْ إمْرَأَةٌ فِيْ حَاْلّةِ فَوْضَىْ تَتَمَرْجَحُ عَلَىْ الكُرْسِيْ الهَزّاْزْ
( فِيْ لَيّلٍ مَشْحُوْنْ أَسْتّحَثّ نِصْفُ غِيْبُوْبَةٍ أَوْ رُبّمَاْ أَدّنَىْ لِتَلُوْكَهُ قَلِيْلاَ عَنْ إِنْتِصَافُ تِلَكَ الأَحْدَاْثُ التَيِ عُرِضَتُ بِشَكّلٍ سِينّمَاْئِيْ فِيْ قَاْعَةٌ خَاْلِيَةُ المَقَاْعِدُ لَمْ يَكُنْ يَشْغِلُهَاْ سِوَى رَجُلْ وَإَمْرَأْةْ قُلِبَتِ السَاْعَةُ الرَمّلِيّةْ وَقّدْ بّدّأْتُ بِدَفْقِ حَبّاْتُ الِرمَاْلِ الوَاحِدَةُ تِلْوَى الأُخْرَىَ إِلَىَ الأَسْفَلِ لَتُعّزَفُ مّعَ آّخِرِ حّبّةَ رّمّلٍ مُوْسِيقَىَ _ النِهَاْيّةْ _ وَكُنّتُ لَأّجِدّهّاْ فِيْ عَجَلَةٌ مِنْ أَمّرِهّاْ كّيْ تُنّهِيْ ماْ بّدّأُهُ الِفيْلْمُ السَقِيْمُ المُشّرَبُ بِالمَأْسَاةْ , لَمْ أَكْتَرِثُ بِهَاْ بَلْ كُنّتُ فِيْ أَوّجُ الذُهُوْلُ مِنْ كَلْ شَيّء وَكُنّتُ أّشّعُرُ بِحَنَاجِريْ المُبَلّلةُ تَكّاْدُ تُقْتَلّعُ مِنْ مَكَاْنَهَاْ مِنْ فَرْطُ الغَيّظْ / وَأَجِدّكَ مَذّعُوْرّاً مِّنْ تِلْكَ المُوَاْجّهَةُ تَتَصّبّبُ عّرّقَاً كّكّلْبٌ مَسْعُوْرْ , وَتّدْفَعَنِيِّ مِنْ قُبّةَ قَمِيصِيْ لأَكُّفَ عَنْ رَشْقُ الشَتّاْئِمُ تِبَاْعَاً وَلكِنَنَيْ لَمْ أَسْتَجِيْبَ لَكْ وَلّمْ أّكْتَرِثُ بِخَشُوْنَتَكْ , بَلْ كُنْتُ فِيْ تِلْكَ اللَحْظّةُ الصّمّاْءْ كَصَدَفٌةُ كِلْسِيةُ صَلْبَةُ _ لِدَرَجَةُ الخَوْفْ_ وَأَشْعُرْ بِالأَلّمُ الشَدِيْدُ مِنْ قَدََماْيْ المُمْتَلِئَةُ بِالّدمِ النَاْفِرُ مِنْ شِدّةَ الّتصَلُبْ , وَقْتًهَاْ فَقَطْ آثَرْتَ أَنْتَ أَنْ تَتَحَدّثَ بِصِدْقْ وَهْيَ المَرّةُ الأُوْلَىْ كَمَاْ أَتّضّحْ وَكَأْنّ بُنْيَاْنَكَ المَرْصُوْصْ تَخْلْخَلَ فَجْأَةْ !! فَقُلْتَ بِصَوْتً مُتّهَدِجْ : أَنّاْ لَمْ أًصْدُقْ نَعَمْ فِيْ أُمُوْراً لَاْ تُحْصَى وَلَكِنّنيْ أَنْسَقْتُ إِلَيِكِ مُنْذُوْ أَلْتَقَيْنَاْ وَكُنْتُ كُلَ الصِدْقْ فِيْ حُبّيْ لَكِ فَـ عَلَىْ أَيُهُمْ تُرِيُدِينَ مُقَاْضَاتِيْ الآنْ فأْسْتَدرَكتُ أَناْ أُوتومَاتِيكِيًا وَكَأَننِي دُرِبْتُ شُهوْرَاً _عَلَىْ يَدَيِكِ_ عَلَىْ نُطق جُملَةُ بَلْهَاْء تَختَصِرْ الحِكَاْيًة : حَسَنُاً بَيْنَ يَدِيْ الله وَآمِيْنْ / إِرْحَلْ حَاْلاً إَلّىْ مًاْ لَاْ نِهَاْيَةْ فَحَسْب / ,, فَـ تُجِيْبُ مُتضّجِرَاً بِأَلمٍ حَقِيْقِيْ بَعْدَ أَنْ أَحْدَثَ حَدِيثِيْ لَكَ جَلْبَة مُؤلِمةْ غَالِبْاً : أَناْ أََسْتَقِيْ الضَوْءَ مِنْكِ كَيْفَ لِكِ أَنْ تُعِيدِيُنيْ إِلَىْ ظُلْمَتِيْ مَزِقِيُنِيْ أَشْلاءً إِنْ أَرَدْتِيْ وَلَكِنْ لاَ تُحْرِمِينِيْ ضَوْءَكِ أَرْجُوكِ ,, وَقْتَهَاْ فَقَطْ سَبَغْت عَلّيَ كَرْنَفَالاَتُ مِنْ البَهْجَة الغِيرْ مُصَنّفَةْ وِكدْتُ أَتراْجَعْ عَنْ كُلْ شَيِء وَمِنْ كُلْ شَيِء وَلِكُلْ شَيِء لَوْلاَ أّنْ أَشَاْرَتْ السَاعَةُ الرَمْلِيةُ إِلَىْ إِنْقِضَاْءُ الوَقْتُ المَشْرُوْع للعَرْضْ وَكَأْنَ رُوْحِيْ مَعَهَاْ أَنْقَضَتْ , أَجْتَاْحَتّنِي نَشْوَة أَنْ أُكْسِرْ بُصَيْلَةَ السَاعَةْ وَأَزّجْ بِهَاْ إِلَىْ تِلْكَ المِدْفَأْة _ التِيْ عَلَىْ وَشَكِ الخُمُوْدْ _ وَلَكِنّيْ لَمْ أَفْعَلْ , أَكْتَفَيْتُ بِالتَرَقُب وَقَدْ أَخَذَ مِنْيْ الفَزَعْ كُلْ مَأْخَذْ , وَكُنْتُ أَشْتّمْ رَاْئِحَةَ القِيُودَ الصَدِئَةَ وَكَأْنّهَاْ تَقْتَرِبْ نَحْوِيْ لِتُكّبِلْنِيْ , أَسْتَدَرْتُ _ مَولِّية ْظَهْرِيُ إِيّاْكَ _ لِأَلْتَقِطْ مَنْدِيْلاَ لاْ أَجْزُمْ أَنََنيْ أَحْتَجْتُهُ تِلْكَ اللَحْظّةْ فِعُلاً , أَخَذْتُ أُغَطِيْ وَجْهِيْ بِهِ مُتّرَحِمّةُ عَلَىْ نَفْسِيْ مِنْ دُمُوْعِيْ المُتّحَجِرَةْ , تَمَنيْتُ وَقْتَهَاْ أَنْ أَقْدِر عَلَىْ إِسْتِلافُ البُكَاْءُ مِنْ عَجُوْزٍ مَاْ فَقَدَتْ بَصَرِهَاْ مِنْ شِدّةْ العّوِيْل عَلَىْ إِبْنِهَاْ المَفْقُوْد | تَمّنَيْتُ أَنْ أَبْكِيْ وَحْسْب | , أُحَدِقْ حَوْلِيْ أَجِدْ تِلْكَ المِرْآةُ المُلَطَخةُ بَطِلاَءَ الأَظَافِرْ تَعْكِسْ لِيْ صُوْرَةَ المُوْت, وَتَّجَسّدتْ لَيْ مِزْهَرِيَةُ الحِنّاءْ فِيْ صُوْرَةَ سِيَاطْ _ كَذّنَبَ بَقَرْ _ مُقْبِلْ نَحْوْي مُتّأَهبْ لِجَلْدِي , لأّسْتَدِيرْ ثَانِيَةً فَلاْ أَجِدْ مِنْكَ سِوْى الأَثَرْ ( تِلْكَ السَجَائِرُ التّيْ أَطْفَأْتَهَاْ قَبْلَ رَحِيْلِكْ , وَهِنْدَاْمَكَ القُطْنِيْ الذَيْ قَلَعْتَهُ عِنْدَمَاْ حَضِرْت وَ الذِيْ غَفَلْتُهُ أَوْ نَسِيتَهُ أَوْ رُبَماْ أَهْمَلْتْهُ عِنْدَمَاْ رَحِلْت ) أَسْتَجمَعْتُ قُوْايَ مُحَاْولَةُ _عَبَثاً_ الصُموْد , تَنّاْولْتُ كَأْسَ مَاءً مُتَصدِعْ لأَشْرَبُهُ مُراً أَدْركتُ فِعْلاً وَقْتَهَاْ أَنهُ بِلاْ رَاِئحْة بِلاْ نَكْهَةْ بِلاْ لَوْن ِبرَغْمِ أَنّنَيْ كُنْتُ أُنَاْقِضُ هَذِهِ النَظَرِيَةَ مُسْبِقَاً , بَاْدرْتُ تَمَاِئْلُ السُنْبَلةْ المُنْحَنِيِةُ _التَيْ عَلَىْ الطَاوِلَةُ المَكْسُوْرَةُ حَدِيْثَاً_ بِإِبْتِسَاْمَةٌ فَظّةْ وَكَأْنَنِيْ بِهَاْ أَسْتَغِيْثْ , نَزَعْتُ وِشَاْحِيَ القُرْمُزِيّ بِفَظَاْظَةُ ثُمّ طَرَحْتَهُ عَلَىْ الأَرْض فَقدْ شَعَرْتُ بِحَرَاْرةُ لَمْ أَشْعُر بِهَاْ قَبْلَ بِضْعَ دَقَاْئِقْ وَكُنْتُ أَتّصَبّبَ عَرَقَاً وَكَأَننّيْ مَحْمُوْمَة وَأَخْذْتُ أَسْأَلُ نَفْسِيْ كَيْفَ أَنْ شَعَرْتُ بِبِرْداً مُنذُ حِيْنْ كَاْدَ أَنْ يُحَطِمْ عِظَاْمِيْ تَجَاْهَلْتُ الإِجَابِة بِرْغمِ أَنَنَيْ كَنْت أَحفَظْهَاْ عَنْ ظَهْر قَلْبْ , هَمِمِتْ بِتَنَاوْل الرَسَائِلِ التَيْ وَصَلَتْنِي حَدِيثَاً وَنظَرْتْ إِليْهَاْ بِإِمْتِعَاْضْ كِدْتُ أَنْ أُمَزِقْهَاْ وَأُفْرغْ غَيْظِيْ بِهَاْ وَلكِنَنِيْ بِلا شِعُورْ تَوَجّهْتُ إِلَىْ سَلّةَ المُهْمَلات وَأَلَقيْتُهَاْ بَهْاَ بِهُدُوْء , ثُم تَنَاْولَتُ مِشْطاً مُسنّنّ كَاْنَ مُتّربِعاً عَلَىْ الرَفْ _أَسْتَعْمَلْتُهُ فِيْ تَسْرِيحَ شَعْرِيُ قَبْلَ حُضوْرِكْ وَهَا أَنْا أَسْتَعْمِلَهُ عَقَبَ رَحِيْلِكْ_ وَأَخْذتُ أَحِدّ فِيْ مَشْطَ شَعْرْي بِكُلَ مَاْ أَوْتِيتُ مِنْ قُوّة وَكأْنّي بِذّلِكَ أُرِيْد أَنْ أَهْدَأ حَتّى شَعْرْتُ بَفَرْوةَ رَأْسِيْ تَسْتغِيثَ مِنْ الأَلمْ , تَوْقفْتُ رَأْفَة بِـ شَيءُ لاَ أَعْرِفُ كَنْهَهَ _ لَيْسَ بِـ شَعْرِيْ عَلَىْ أَيْ حَالْ _ , ثُمّ أَنْتَصبْتَ بِهَامَةَ مَكْسُورَة وَجَلِسْتُ عَلَىْ الكُرْسِيْ الهَزّاْز وَأَخذْتُ أَتَمْرْجَحُ بِلا هَوْادَة , فَسَأْلتُ نَفْسِيْ وأّنّاْ أُدَاْعِبْ أْطْرَاْف شَعْرِيْ : مَنْ أَنَاْ الآنْ ؟ فَرَدْدْتُ عَلَيِهَاْ بِسَخَطْ : لّمْ يَعُدْ يُهِم ! لّمْ يَعُدْ يُهِم )
تَمَاِئْل سُنْبَلَةْ , مِزْهَرِيَةُ حِنّاْء , بَقَاْيّا سَجّائِرْ مُحْتَرِقَة لِرَجُلٍ كَاْنَ هُنّاْ لِلتّوْ , كَوْبُ مَاْءٍ مُتَصَدِعْ , طَاْوِلَةُ ٍ بِقّدّمٍ وَاْحِدَةْ أَنْكَسَرَتْ أخُتَهْا كَـ رَدّةُ فِعِلْ أِثْرَ إِحْتِدَاْدُ ِنقَاْشْ , مِنْدِيلٌ مَخْرُوْمْ أُسْتُعْمِلَ حَدِيْثَاً , هِنْدَاْمٌ قُطْنِيٌ أَبّيَضْ , ثَلاْثُ رَسَائِلٍ بِطَوَابِعٍ مَجْهُولَةْ مُلْقَاْةُ فِيْ سَلّةٍ المُهْمَلاْتْ , مِشْطٌ مُسَنّنْ عَالِقَةٌ بِأَسْنَاْنِهِ كَوْمَةِ شَعَرْ , مِدْفَأْةٌ خَاْمِدَةْ , وِشَاْحٌ حَرِيرِيٌ قُرْمُزِيُ اللَوْنْ مُلَقَىً كَالْضِرَاْحُ فِيْ وَسَطِ الغُرْفَةْ المُعْتِمَةْ , مِرْآةٌ مُلَطّخَةٌ بِطِلاْءُ أَظّاَفِرْ , , وَهُنَاكْ فِيْ أَقْصَى الزَاوِيَةُ قَبَعَ كُرْسِيٍ هَزّازَ بَدَا فَاْرِغاً وَلَكِنّهُ مَاْ زَاْلَ يَتّمَرجَحْ وَكَأَنّهُ تُرِكَ حَدِيثَاً }
_ أَنْتّهَىْ _
حَبّةْ بَنَاْدُوْل ( خَاْرِجْ النَصْ ) :
سَيْعُوْد , لَنْ يَعُوْد , سَيْعُوْد , لَنْ يَعُوْد , سَيْعُوْد , لَنْ يَعُوْدْ ( كَمْا تَوْقَعْت ) .
>> هِيْ لَكُمْ