نتابع ..
.
.
.
وأنا في طريقي أسير ومثل ما قلت لكم مستمتع جدا ً بالهواء العليل
خفيف البروده لأن المنطقة اللي حولي يوجد فيها مزارع
فتعمل على تلطيف الجو ..
كنت أعرف أنه يوجد على جنبات هذا الطريق
مساجد طينية صغيره ولكنها
مهجورة يعني لا تصلح للصلاة فيها ..
فمررت بأحدها وأنا أشدو ببعض الأناشيد
وأرددها بصوت خفيف
ولا تظنون أن صوتي جميل بل أجمل
من ذلك بكثييييير >>>> واحد مغرور ..
المسجد الذي مررت بجواره لا يوجد
به أبواب فهي مخلوعه
وأيضا ً قد تهدم جزء منه فهو مبني من الطين وبعض
الأخشاب القديمة
وحجمه صغير جدا ً قد تكون مداخله لا تتسع
للشخص المليان جسمه قليلاً
فما بالكم بكبير الحجم >>>> يعني ما في صلاة
المهم ما أطول عليكم ..
كملت مشواري ..
مشيت عن المسجد بخطوات ليست بالبعيده
وأنا أنظر إليه ..
بعدها سمعت صوت سقوط شيء فوقفت في مكاني
وأتلفت يمنة ً ويسرة ً أبحث عن مصدر الصوت ولكني
لم أركز فيه جيدا ً لأنه حدث على غفلة مني ..
ولأن الظلام مغطي على المكان فلا أستطيع رؤية الأشياء
التي من حولي بوضوح ..
تركته وواصلت المشي فرجع مرة أخرى
نفس الصوت وبنفس الدرجة ..
بعدها قررت أن أبحث عن مصدر هذا الصوت ..
فقلت في نفسي : لا يوجد حولي مباني
أو أي شيء سوى هذا المسجد الطيني القديم ..
تحيرت ماذا أفعل ؟
فقادتني قدماي إلى الذهاب إليه
والدخول فيه
ومعرفة أين مصدر هذا الصوت ؟
وبالفعل رجعت واتجهت إليه ..
فحدث الصوت مرة أخرى ولكنه هذه المرة بصوت أقوى
لأنني قد اقتربت منه ..
وقفت قبله بقليل وأنا متحير هل أدخل أو لا ؟
هل أغامر أو لا ؟
لأنه قد يكون آخر يوم في حياتي !!
فكرت ..
ثم فكرت ..
فقررت الدخول ..
قبل ذلك أخذت أدور حول المسجد لأرى ما حوله وما به من أشياء
>>> يعني عملية استكشاف سريعة
فوجدت فيه فتحات كثيرة صغيره وكبيره ..
ومحراب أنهكته طول السنين ..
ولو تكلم لشكا لي من كثرة الحنين ..
لا صديق ولا جليس فأصبح توأمه الوحيد الأنين ..
بعدها ..
أخرجت الجوال من جيبي وأضأته ..
فكانت ضعيفة جدا ً ..
فعملت على تقوية إضاءته حتى أرى ما أمامي ..
وأنا أحاول فيه وأقلب بالبرامج لأصل للشاشة بسرعة
لأضبط الإضاءة على أعلى مستوى لها فتم ذلك ..
هممت بدخولي للمسجد ..
فإذا برجل ..
نعم رجل ..
فيبدو أنه سمع صوتي ..
فخرج من المسجد من الناحية الأخرى!!
لم أستطع أن أرى ملامحه جيدا ً ..
ناديته بأعلى صوتي بأن يقف ولكن دون جدوى ..
دارت في مخيلتي أسئلة كثيرة وسريعة ..
من هذا الرجل ؟
وهل هو أنسي أم جني ؟
وما هي قصته لو كان أنسيا ً بالفعل ؟
حاولت اللحاق به إلا أنني تعثرت كثيرا ً بالأخشاب وبالحصى وغيرها ..
فانشغلت بنفسي حتى استطعت أن أقف على قدماي مرة أخرى ..
بعدها خرجت خارج المسجد مرة أخرى ..
حاولت أن أبحث عنه هنا وهناك إلا أن الظلام لم يسعفني في البحث ..
وقفت وتركت البحث لأنه دون جدوى منه ..
فماذا أفعل ، وماذا .. وماذا .. ؟
فكرت كثيراً ..
هدأ المكان فجأة وكأن شيئا ً لم يكن ..
وهدأ كل شيء من حولي ..
لم أدم طويلا ً في مكاني ..
فرجعت للمنزل ..
وأنا أفكر بأمر الرجل يا ترى من يكون ؟
ولماذا بالذات هذا المكان ؟
وهل أنا في حلم مما رأيته أو في علم ..
لم أستوعب ما حدث ..
ما استوعبته جيدا ً هو أن المكان خالي من أي إنسان ..
مسجد قديم ..
ومتهدم ..
ولا توجد حياة حوله ..
وكل هذه الأحداث في الليل وليس في النهار ..
وصلت المنزل ..
فكان النداء لصلاة الفجر ..
الله أكبر .. الله أكبر ..... الصلاة خير من النوم ..... لا إله إلا الله
.
.
.
يا له من نداء ينسي الهموم ..
ويثلج الصدر ..
ويبعد التعب ..
ويذكر بموعد من تحب ..
فبعدما انتهيت من الصلاة وضعت رأسي على مخدتي
لأنام وارتاح بعد عناء ليلة كاملة ..
إلا أن النوم أبى أن يأتيني مرة أخرى ..
إلا بعدما أقنعت نفسي بقرار خطير ..
فقد قررت الرجوع من الغد للمكان مرة أخرى
ومحاولة كشف سر ذلك الرجل ..
وبالفعل رجعت من الغد فماذا حدث .. ؟؟
.
.
.
.
.
( الله يعينكم علي ) شكله يحب السواليف
__DEFINE_LIKE_SHARE__