اقتباس :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة أمل
[ مشاهدة المشاركة ]
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما يقنع المرء بما هو أقل مما يستحق ومما هو متاح ومتوفر فهو الوحيد الملام على ذلك
وعندما لا يهتم المجتمع بأهمية الإتقان للعمل وأن الإنسان يستحق مستويات أعلى من الخدمة والتعامل
هنا نجد أنه يستسيغ ويسوق لعبارة انتشرت كثيرا في مجتمعنا للأسف وهي عبارة ( مشي حالك )
إذا لم يحترم الآخر دوره في الترتيب ووجدت أن المسؤول عن التنظيم يدخل من أتى بعدك أولا واعترضت بشدة
ستجد شخصا بجانبك يخفف عنك ويقول لك ( يا عمي مشي حالك ) انت ليه معقدها ..!!
عندما يقصر ابنك في التحضير للامتحان ويحصل على أدنى الدرجات فتعاتبه بشدة وتتوقع منه أن
يشعر بالخجل من نفسه فتصتدم عندما تسمعه يبرر يقوله ( مشي حالك ) أنا أحسن من غيري ..!!
عندما يكون مستوى الخدمة متدنِ وهناك إمكانية أن يكون أفضل من ذلك وأنت تستحقها وأثارك
|
اقتباس :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة أمل
[ مشاهدة المشاركة ]
|
الموضوع واعترضت ستجد من يقول لك يا عمي مشي حالك أنت وين عايش.!!
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
,,,
تحية طيبة لك يا حياة أمل وعودة ثانية لاستكمال ما بدأته,,
دعينا نكشف الستار بقدر المستطاع عن أسباب تفشي سياسة مشي حالك, بجميع مرادفاتها
السلبية كـ معلش, ما بيدنا شيء, تصرّف, أنا عبد المأمور, لا تحبّكها, فالموضوع لا يستحق,
لا تضيقها على نفسك, مشيها تمشي, وأنا مالي, أنا أحسن من غيري, وش بيدي أسوي,
اللي عليّ سويته, هذه حال الدنيا رئيس ومرؤوس, خليك ساكت بعدين تضيع وظيفتك ونفسك,
هو أنا اللي أغير الكون!, كان غيرك أشطر, وش فيها لما أغش, كل الناس تغش, ريّح نفسك
تعيش ملك, وش فيها لو ما دوامت اليوم! تتهد الدنيا! نم ولا يهمك! خصم راتب يوم ما يضر,,,
عندي اللي يعيشني ملك ويغنيني عن التعب وووو ,,,
,
برأيي إنها ردود أفعال تنتج عن هزيمة نفسية وفكرية, وسوء تربية وتوجيه إنعدم فيه القدوة
الحسنة التي تغذي الإنسان كيف يخجَل من مراقبة الله له ليكون خير رقيب على نفسه,
فأكثر الأسر يعيش أبناءها بين أبوين إما منشغل أحدهما بنفسه, أو متخلٍ عن مسؤوليته,
أو مسيء التعامل مع رعيته فيها, أو جاهل بدوره فيها, فيقتصر على الإمداد المادي مع القليل
من التوجيه, أو أب كثير السفر للخارج أو أو,,,
...
علاوة على دور المجتمع المهم الذي يُعلي أو يحبط مَن فيه, فينتج عن هذا وذاك لامبالاة في
ارتقاء الفكر والمشاعر, والحرص على إتقان العمل ليرتقي الإنسان بنفسه وأسرته ومجتمعه
من خلال تحدِّيه لهزائمه وصدّ سلبياته عن نفسه ومن حوله, ليقدم نفسه بأحسن ما عنده,
ليكون قدوة نافعة لنفسه وينفع غيره, فيعينهم خلال هذه القدوة الممثلة فيه ليرتقوا بفكرهم
فتعلو همتهم وعزمهم لارتقاء مجتمعهم وزيادة إنتاجيته, فيتقدم المجتمع بمن فيه ويثبت للعالم
أنه بصلاح وصدق وهمة أفراده قادر على الإكتفاء الذاتي في نواحي كثيرة لم يكن مكتفٍ فيها
بالسابق, وأن ابن هذه الأرض أصبح يمثل بلده أجمل وأحسن تمثيل,
...
ولكن مع وجود هذه المحبطات حول ابن البلد في الأسرة والمجتمع وما يبثه الإعلام من سموم,
فأسهل أنواع التكيف ربما تكون بدورانه في دائرة هذه السياسة العقيمة, التي ربما يكون في
الأصل قد تربَّى عليها, ثم رأى لهذه السياسة شواهد تمكنت من قلوب وسلوك غيره فتأثر هو
بهذا وذاك,,
...
كذلك من أسباب سياسة مشي حالك ومرادفاتها السلبية الضغوطات التي تفرض على الكثير
منا ممن هم أكبر منا سناً ومقاماً ومركزاً, بدءً بالأسرة الأم ومخزون خبراتها من الجيل
السابق لها, ونهايةً بالدولة التي يقع عليها هي الأخرى ضغوطات من الخارج تفوق قدراتها,
خاصة الدول العربية المستهدفة كالمملكة ودول الخليج عامة, فغلّبت بضغوطاتها على شعوب
تلك الدول غيرها الإحساس بعدم القدرة على مواجهتها والرضوخ لما يروه يخدم مصالحها,
فانعكس هذا بدوره بسلبية على أهل إظهار كفاءات أهل البلد والإرتقاء بها, برغم قدرتهم على
الإنتاجية متى أرادوا ذلك,,
فالأسرة لها دور كبير جدا في وجود القدوة بتغذية نشأها بالغذاء الصحي النفسي والفكري
ليتحدى كل ما يعيقه ويؤثر عليه سلباً,
وفي حال غياب القدوة وتخليه أو انشغاله عن دوره وأمانته التي هو مستأمن عليها, فلا غذاء
ينتج صحة, ولا فكر يثمر ثمرة, ولا خلق يعلي همة, ويتزايد النشأ المحبَط الذي يحرص بدوره
على إحباط غيره,, نشأ غير واثق من قدرته على فعل شيء, عالة على نفسه وعلى المجتمع,
نرجسي الفكر والمشاعر, أو معذِّب لنفسه وغيره, لا يبالي في أكثر حالاته إلا بأهوائه,
وكذلك أثر المجتمع على أفراده لا يقلّ عن هذا بل قد يزيد المأساة والتواكل وهد الهمم وقتل
العزائم,,,,
...
وهناك أسباب أخرى لها دور كبير في اتباع هذه السياسة, وهي الثراء الذي يقود صاحبه
بنظرته المتعالية لنفسه والمحقرة لغيره للتكاسل ودنوّ الهمة, والإنغماس في المتع الدنيوية,
فلا يبالي إلا بمتعه وزيادة ثروته, لا يهمه الإرتقاء بقلبه وفكره ولا بمجتمعه, برغم أنه في
ظاهر أمره يدافع عن مجتمعه ويظهِر ولاؤه له, ولا يدرك أو قد لا يبالي حتى بأنه سبب
هزائم نفسية وفكرية كثيرة لمن حوله وسبب تشوه مجتمعه بأمثاله وبغيره من خلاله..
...
أمثال هذا يسيطر على من تحت يديه, فيسوقهم لسلبية تسجن فيهم ألسنتهم وملكات إبداعهم
الكامنة, فلا يسمح لهم برأي, ولا حق الإعتراض على شيء, ولا مطالبة بأي حق من حقوقهم,
ثم يجدوا أنفسهم حبيسي سياسة مشي حالك ومرادفاتها, ليحفظوا أمنهم ووظيفتهم, بهذه السياسة
العقيمة ضد الفكر والارتقاء , ولا يدرك من ساقوهم لهذه السياسة أنهم صنعوا منهم ما يشبه
بالقنبلة التي تنتظر ضغطة للتفجر فتدمِّر كل ما حولها, فيتولد عنها سلبيات وهزائم أخري كثيرة,
ومن جهة أخرى, فالحال المتردي للمحبَطين هؤلاء يؤثر رغما عنهم على أقربهم إليهم في محيط
أسرتهم, فيكونوا سبباً لنشأ قلوب وأهواء تدور في نفس دائرة مشّي حالك, فتتفاقم اللامبالاة
وتنعدم الثقة والإحساس بالمسئولية, بل والرغبة في فعل شيء, ثم تمتلئ قلوب المحبَطين هؤلاء
بسوء الظن في الله سبحانه, فلا يقدِّموا لأنفسهم خيرا, ولا رغبة لأن يكونوا خيرا لغيرهم, لأن
هزائمهم تمكنت منهم, وبلّدت مشاعرهم, فاختصروا الطريق بالتكاسل وعمل القليل, وملؤوا قلوبهم
بالتسويف الكاذب, وكلما ضعفت مراقبة الله بقلوب هؤلاء وهؤلاء فالنتيجة هي المزيد..
,
عزيزتي حياة أمل,
هذه بعضا فقط من الأسباب التي تسوق الكثيرين لسياسة مشي حالك ومرادفاتها, علَّ وضع اليد
على الجرح يكون بداية استفاقة للتغيير, وإحساسنا بأن الله كرّمنا ونعمنا لكن أكثرنا جحَد وبطَر,
ولم نشكره سبحانه على النعمة بأقل القليل من الشكر بإصلاح النوايا والعمل, وبذل الجهد ,
والإحساس بالمسئولية, لنكون أهلاً بحمل أمانة والإحساس بشرف كوننا مسلمين, كرمنا الله بإسلامنا,
لنعتز بأنفسنا من هذا المنطلق بالعمل لا بالتكاسل والتواكل, ونكون فخرا وقوة من نبع هذه العزة أمام
العالم كله,, لا سببا لما دون ذلك مما يجلب علينا نظرتهم الدونية, والإزدراء بنا ومن كل من هو
عربي مسلم,, برغم أننا الأمة الموصوفة في القرآن بخير أمة أخرِجت للناس, فإلى متى نجعل من
قلوبنا وفكرنا وسلوكياتنا أشباه ملامح يزدريهم مَن هم دونناا في العقيدة وبَعدَنا في الحضارة,!!
,
الحديث هنا ذو شجون يا حياة,
وعلى كل منا أن يبدأ بتغيير نفسه ويطرد عن قلبه وفكره السلبية والتواكل والبطَر, فديننا دين عمل,
مكننا ربنا سبحانه بالكثير مما يجعلنا بقادرين بهذا الكثير أن نكون شيء, لا عالة على كل شيء, ثم
نقول قمنا بما يجب علينا, والأصل أننا لم نقم حتى بما يقوم به بعض مَن فيهم عجز قُدرة أو ضعف فهم,
كفى أكثرنا تخلي عن المسؤولية والترفُّع عن القيام بأمور كثيرة بإمكاننا أن نؤديها احتسابا على لله أجرها,
كفانا لوم غيرنا على تواكلهم وكسلهم وأكثرنا الملومين,,
,
شكرا يا حياة سعة صدرك لقراءة ما كتبت,
وشكرا لك جهدك وفكرك النير
,
تقبلي ودي واحترامي
همسة
__DEFINE_LIKE_SHARE__