اقتباس :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منادي
[ مشاهدة المشاركة ]
|
أحياناً يكون هناك موقف بين شخصين فتجد احدهما يشوه صورة الاخر امام كل من يقابله
على الجانب الاخر نرى هناك شخص لايستحق الاقتراب لكنه يجد من يفخّم صورته
. . .
عندما نقترب من الشخصيه الاولى نجدها مغايره تماماً لما نقل لنا
وعندما نقترب من الشخصيه الثانيه الاسطوره نجدها عكس الصوره التي رسمناها
باذهاننا بل انها شخصيه ذميمه لاتستحق الاقتراب على الاطلاق..
|
برأيي أنّ من يقتصر على رأي البعض في حكمه على أساس مدَى مصدقية وشفافية هذا البعض,
فهو بهذا ظالم لنفسه ولغيره, بل وجاهل بطبيعة البشر وما ورَد عنها من الأحاديث, فالإنسان
يتقلب كثيرا ويتغير بين فترة وأخرى, فما يبكيه اليوم قد يضحِكه غدا,, وما يقبله اليوم قد يرفضه
غدا,, وما نراه فيه من حسن أو سوء خلق اليوم قد يتغير لضده بحسب ما يطرأ عليه من أحوال,
وما يتغذاه من اعتقاد,, علاوة على ما يجدّ عليه من يُسر أو عسر في معيشته وتمتعه بالحياة في
عزة وكرامة,
كذلك يتأثر بما يُسلَب منه من حقوق من بعضهم, هنا قد يثور ويتذمّر مَن عُرف عنه هدوء الطباع
وسماحة الخلق, وينقلب رأساً على عقب من نراه دائما مسالماً رافضا للعدوان,,
كذلك قد يغير ردود أفعاله وتفكيره ما يأتيه فجأة من ثروة مكتسبة أو ميراث يحتل قلبه ثم تبدأ تتغير
محاسن طباعه وبعض مبادئه التي عُرف بها من قبل بتأثير ثراءه المُستحدَث,,
... همسة ...
لا مكان إذاً لأخلاقيات مجرّدة من تأثير الواقع الذي يعيشه الناس أو يُفرض عليهم فرضا,, ولهذا شواهد
كثيرة في كل زمان ومكان,, أبسطها عندما تخرس الألسن ويستخف بإرادة الإنسان وحقه في الحياة
الكريمة, ثم يواجه بالرفض حين يكرر مطالبته لحقه,فيخرج يستصرخهم لاستيفائهم لحقه,,
فهل وقتها تتغير نظرتنا له ونسجنه في دائرة المجرمين الغير مرغوبين,!!!!
.. فاصل ..
بحسب ما سبق,,
ما نراه في الآخرين من جماليات الوصوفات ومحاسن الخلق, قد بكل أنانية وهوائية نفرّ منهم ونذمهم
إذا ما فاض كيل الصابر منهم فخرج يستصرخ حقه ممن سلبوه منه,, ويضطر لهذا أن يسلك سلوكا
ليس على هوى من كانوا بالأمس له مكانة عالية عندهم,, فهل هذا من شيم الكريم فينا وحسِن الخلق؟
ومثال لهذاااا:
لو أن زميل بالعمل مجتهد في عمله, يتصف بالهدوء وحب مساعدة الغير, وإيثار غيره على نفسه في
المواقف الصعبة,
لا يسمع له ضجيج صوت ولا يدخل في مشاجرات, وقد يقرض غيره دون مطالبتهم بماله حتى يرده إليه
المقترض,
ثم فجأة تغير بعض ما عُرف عنه من محاسن الشمائل لظروفٍ ما اعترضته, فهل في هذه الحالة يُرمَى
في دائرة المذمومين المنبوذين ؟؟
... وقفة ...
الإنسان خلِق ضعيفاً مهما بدى منه من قوة ظاهرة ونفوذ,, يتغير ويتقلب بسبب أمور كثيرة فيه هو
نفسه, ومستجدّات كثيرة من حوله, ولا يحق لنا أن نحكم على أي شخص حكما مطلقا يتحدد علي
أساسه إستحقاقه للثناء والإقتراب منه أو ذمّـه والتأفف منه, لأنه في كل الظروف والأحوال, لا يوجد
إنسان خيّر كله ولا إنسان شرّ كله, ولا يثبت أحدنا على حال, وكذلك حال مًن يستصدروا على غيرهم
الأحكام أو ينقلون آراءهم في بعض منهم لبعضهم الآخر,,,
ولا زال للحديث بقية في إنساننا وإنسانهم والفهم الواعي والرحمة في الحكم علينا وعليهم,,
__DEFINE_LIKE_SHARE__