العودة   ®°·.¸.•°°·.¸منتديات عيال الحمايل¸.•°°·.¸.•°® > ღღ الأقسام العامة ღღ > ღღالنقاشـات الجــاده ღღ
ღღالنقاشـات الجــاده ღღ اختلاف الرأي لايفسد للود قضيّه
التسجيل روابط مفيدة



موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
قديم 06-09-2012, 07:06 AM   رقم المشاركة :[22]
معلومات العضو
ღ عضو مؤسس .. ღ

 

أحصائيات العضو
 

 راعي الاوله غير متصل

مزاجي  


عدد الأوسمة:

من مواضيعي
 


افتراضي رد: سمر بدوي ونورت..!!!!!









يعاني الإعلام السعودي من ثنائية عجيبة في المعايير لا تكاد تفهم أو تتصور ، ذلك أنَّ للإعلام السعودي نظاماً صارماً يمارس الرقابة والمتابعة لما ينشر ويبث ويشترط في ذلك كله أن يكون متوافقا مع الشريعة الإسلامية ،والشريعة الإسلامية هي دستور البلاد ونظام الحكم فيها لكن هذا النظام لا يوجد مطلقا في آليات عمل المجموعات الإعلامية في المملكة العربية السعودية .

من هنا بدأت الازدواجية في المعايير لدى المؤسسات الإعلامية بأشكالها المتعددة المقروءة والمسموعة والمرئية .

من المفارقات العجيبة أن رواد الإعلام السعودي يدّعون دائما احترام الآخرين وتقدير جهودهم وإسهاماتهم وفتح الباب للتواصل مع المخالف ومع الآخر ويعيبون على الإسلاميين تهميشهم للآخر وعدم تقبلهم للمخالف ولا تكاد تجد صحيفة أو قناة إلا وتصدح بمثل هذه الاتهامات للإسلاميين من الدعاة وأهل العلم ؛ بينما في المقابل فإنهم يغلقون الأبواب في وجه من يقصد إليهم طالبا نشر فكرة أو مقالة أو رد إذا كان هذا الرد يخالف التوجه العام للصحيفة .

مثلاً توجه الدكتور عبد الله بن صالح البراك إلى جريدة الوطن طالبا منها نشر إحدى مقالاته في الرد على الدكتور حمزة المزيني فوعده رئيس التحرير بنشر المقالة وبعد أن طال انتظار الدكتور البراك للأمر أخبره رئيس التحرير بامتناعه عن النشر دون أن يبدي أسبابا للرفض ، ولكن على ما يبدو أن الجريدة ضاقت عن تقبل النقد في أحد كتابها وهو الدكتور حمزة المزيني .

وفي جريدة المدينة ذهب الأستاذ الدكتور محمد بن عابد باخطمة إلى القسم الثقافي وعرض عليهم مقالة علمية في نقد الدكتور عبد المحسن العبيكان فاعتذرت الجريدة عن نشر المقالة مع أنها كانت فيما سبق قد نشرت بعض التجاوزات للشيخ عبد المحسن العبيكان ؛ وهو الأمر الذي استدعى رد الدكتور باخطمة .

ومؤخرا قامت وزارة الإعلام بإصدار قرار استفزازي عندما منعت الصحف من قبول المقالات التي تتضمن ردا على الشيخ عبد المحسن العبيكان ويشكل هذا القرار انتهاكا صارخا لحرية التعبير ويسير بالحركة الإعلامية نحو منزلق خطير ، وذلك عندما تضيق النفوس بالحوار والإقناع لتتحول إلى أسلوب المصادرة والتغييب للآراء واستعمال الإرهاب الفكري وهذا لا يوجد إلا في الدول المتخلفة جدا والأنظمة الشمولية المستبدة ، يؤكد هذا أن الشيخ عبد المحسن العبيكان إنما يمثل نفسه ورأيه ولا يمثل أي سلطة حكومية أو رأيا شعبيا عاما ، بل الغالب على آراءه هو مخالفة توجهات الهيئة الدائمة للإفتاء وهيئة كبار العلماء وأيضا ليس له قبول واسع في أوساط الناس لا سيما بعد أن كثرت آراءه التي تفرد بها دون بقية أهل العلم .

الأمثلة على هذا كثيرة والتوجه العام للصحافة السعودية هو النظام الشللي والحزبي القائم أساساً على قبول الموافق وطرح المخالف والتعصب للتيار دون اعتبار لمعايير الصواب أو الخطأ ولهذا يضيقون في الكثير من الأحيان بنشر المواد المتعارضة مع سياستهم وتوجهاتهم الفكرية ، وفي بعض الأحيان يقبلون - على مضض - بنشر بعض المواد لئلا يكثر انتقادهم .

وقد تنامى هذا الأمر حتى أصبحت الجرائد السعودية حكرا على فئات معينة ، فجمعت جريدة الشرق الأوسط التيار الليبرالي السعودي-الأمريكي وهم الذين يخدمون المشروع الأمريكي في المنطقة ويسلك معهم على نفس النهج مجموعة قنوات mbs لا سيما قناة العربية والتي رأس إدارتها مؤخرا عبد الرحمن الراشد ، واستقطب عددا من المحللين والكتاب من ذوي التوجهات الليبرالية الجديدة المحركة للمشروع الأمريكي ويكتب فيها هنري كيسينجر وتوماس فريدمان ، ويعتبر عبد الرحمن الراشد أحد أعمدة المشروع الأمريكي في المنطقة ومعروف عنه العداء الشديد للإسلام ويعمل معه على نفس التيار مجموعة من المثقفين السعوديين ، وهمهم الأكبر هو الترويج والتبشير للمشروع الأمريكي والوقوف في وجه الحركات المناوئة له وعلى رأسها حركات المقاومة في العراق وفلسطين وغيرها .

ولما لهذه الجريدة من دعم قوي في الإدارة الأمريكية فإنها الجريدة العربية الوحيدة التي تصل إلى السجناء العرب في أمريكا ويلزم الطلاب المبتعثين في الخارج أن يشتركوا فيها .

أما جريدة الحياة فهي من القديم حكر على فئة مارونية حاقدة ، حاقدة أولا على المملكة العربية السعودية لكونها بلاد الإسلام وحاضرة العالمين العربي والإسلامي وما حباه الله إياه من الخيرات والنعم ، وحاقدة ثانيا على التيارات والتوجهات الإسلامية المحافظة بشكل عام ، ويكتب فيها مجموعة من الموارنة من أمثال : خير الله خير الله ، جورج طرابيشي ، حازم صاغيّة ، جهاد الخازن ، وقد تحولت أخيرا إلى جريدة معتنية بالشأن الداخلي ، وسبب هذا التحول هو الكساد الذي شهدته مبيعات الجريدة مما دعاها إلى تخفيض قيمة الاشتراكات وزيادة القسم المحلي ودعم العملية بمجموعة من الحوافز والجوائز لترغيب الناس في الاشتراك معهم ، وقد استطاعوا جمع ما يزيد على خمسين ألف مشترك من وراء هذه العملية الترويجية .

وهناك جريدة الرياض ويرأس تحريرها الصحفي المعروف تركي السديري ، وقد استقطبت هذه الجريدة إضافة إلى أختها جريدة الوطن مجموعة من العصرانيين السعوديين وفتحت لهم مجال الكتابة بحرية تامة وبرواتب وامتيازات عالية من أمثال : منصور النقيدان ، عبد الله بجاد العتيبي ، خالد الغنامي ، خالد السيف ، حسن فرحان المالكي ، ليلى الأحيدب - سورية وصاحبة دار التنمية الفكرية - ، كما أنها تعمل وبشكل مدروس على التيار التغريبي وفتح آفاقه في المجتمع ، ولعل تغطيتهم لأحداث ستار أكاديمي خير مثال على ذلك .

ويعتبر منصور النقيدان شخصية غير مرغوبة فيها على المستويين الرسمي والشعبي في المملكة لضلاله وانحرافه الفكري وأصبح شخصا بعيدا كل البعد عن الإسلام تاركا للصلاة بالكلية ومؤمنا بدين الإنسانية ومع ذلك فقد تحدت جريدة الرياض مشاعر الجميع ووظفته لديها كاتبا ثم لما تم منعه من الكتابة حولته إلى محرر متفرغ ويصرف له راتب كامل .

ويكتب في جريدة الرياض مؤخرا الكاتب العراقي خالد المعالي صحاب دار الجمل وهي الدار المعروفة بنشر المواد والكتابات الإباحية وتأخذ معونات من الحكومة الألمانية وله سيرة ذاتية نشرها كرواية ذكر فيها أنه كان يمارس الشذوذ الجنسي في شبابه .

وفي جدة يصدر منها جريدة عكاظ وتعتبر جريدة عكاظ مركزا مهما للحركة الحداثية في المملكة العربية السعودية فقد احتضنت الحداثيين وفتحت لهم المجال للكتابة والنشر ، وبعد سقوط الصنم الحداثي تحولت الجريدة إلى أسلوب الاستفزاز واستعداء الإسلاميين وبث قيم التغريب وتحرير المرأة بوقاحة لا مثيل لها ، وكان من رموزها في ذلك : مشعل السديري ، عزيزة المانع ، عبد الله أبو السمح ، عابد خزندار ، أنمار مطاوع ، وانتقل أخيرا للكتابة فيها الطبيب السوري خالص جلبي المعروف بتوجهاته العقلانية المنحرفة .

وتشكل جريدة عكاظ العصب القوي للحركة التغريبية والليبرالية وتعتمد في ذلك على كثرة التوزيع فهي أكثر الجرائد السعودية توزيعا ويسيطر عليها وعلى تحريرها آل هاشم ويمثلون خطا تغريبيا وليبراليا متطرفا للغاية وكان هاشم عبده هاشم أحد زعماء الحركة التغريبية ومن المجاهرين بها في جامعة الملك عبد العزيز بجدة ، وجريدته هي أوقح الجرائد وأكثرها جرأة على الأمور الشرعية .

وقد حدث بين مشعل السديري وبين صاحب السمو الملكي الأمير ممدوح بن عبد العزيز نقاش حاد بعد أن تطاول مشعل السديري كثيرا على أمور الشريعة وكانت نتيجة هذا النقاش أن استصدر الأمير ممدوح قرارا بمنعه من الكتابة في الجرائد السعودية الداخلية ليتحول بعدها للكتابة في جريدة الشرق الأوسط .

ولم تكتف الصحف السعودية باحتكار الحرية والكتابة على أفراد تيارها فحسب ، بل سعت إلى استعداء الدولة على التيار المناوئ لها ألا وهو التيار الإسلامي وقد حصل ذلك بوضوح في فترة الأعمال الإرهابية الأخيرة عندما فتحت الجرائد على مصراعيها للطعن في النيات والدعوة إلى محاكمة الدعاة وأخذ الناس بالظن والمقصد .

وطفحت الجرائد والقنوات بالسب والشتم والتصنيف ووجدوا في الأحداث الأخيرة متنفسا ليفرغوا ما في قلوبهم من الحقد والكراهية ودخل معهم على الخط بعض الإسلاميين النفعيين ممن أرادوا تصفية الحسابات مع بعض مخالفيهم .

ومع أن التوجه العام للدولة هو احتواء الآثار السلبية للأعمال الإرهابية ومحاولة ضبط النفس ووزن الأمور بميزان العقل والحكمة إلا أن الإعلام كان في الطرف النقيض تماما يمارس دور المزايدة على الجراح والدماء ويحاول إشعال نار جديدة وفتنة داخلية .

مثلاً خرج على الملأ من ينادي بإلغاء هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهناك من دعا إلى تغيير المناهج وحذف أبواب الجهاد والفتوحات وآيات الولاء والبراء وهناك من نادى بإلغاء الحجاب والسماح للمرأة بالقيادة وآخرون هاجموا الدعوة النجدية وهاجموا أئمة الإسلام كابن تيمية ومنهم من طالب بإلغاء حلقات تحفيظ القرآن والمراكز الصيفية ، ووصل التطرف الإعلامي حده عندما تهجمت جريدة الرياض عبر أحد محرريها على أبي بكر الصديق رضي الله عنه زاعمة أنه صاحب أيدلوجية التكفير ، وفي جريدة عكاظ كان أحد الكتاب يهاجم خطبة الجمعة زاعما فيها أن الخطب سبب من أسباب نشر التطرف والإرهاب .

جميع هذه المطالب أو الانتقادات المتطرفة ليس لها علاقة مباشرة بقضية الإرهاب وإنما هي عملية استغلال وتطويع للحدث لكسب المزيد من الحصص في المتجمع ومحاولة التفاعل مع الحراك الاجتماعي بطريقة سلبية ومناقضة للتوجه العام للمجتمع .

لا يزال الإعلام السعودي أسيرا لمجموعة من قدماء رؤساء التحرير أو مرهونا برؤوس الأموال المحركة له ، وهذا ما يجعلنا نشبه ما يحصل بما تقوم به اللوبيات اليهودية من امتلاك للمؤسسات الإعلامية الضخمة في أمريكا ، وتحويلها إلى أدوات تخدم المشروع الصهيوني أو تقلل من الأصوات المناوئة له وهذه السيطرة القوية لليهود على الإعلام الأمريكي جعلت من الأصوات المخالفة للتوجهات اليمينية أو المحافظة أصواتا غير مرغوبة ، فمثلا دعت إحدى القنوات الأمريكية المفكر الأمريكي المعروف نعومي تشومسكي فلم يسمح له بالتحدث أكثر من دقيقتين فقط وإذا زاد عن الوقت المسموح له فسوف يتم قطع اللقاء معه مباشرة ومثل هذا يحصل كثيرا في الإعلام الأمريكي .

وهذه الحالة أصابت إعلامنا السعودي ، فنجد اللوبيات الليبرالية مسيطرة سيطرة تامة على الإعلام ولا يسمحون لغيرهم بالظهور أو البروز ، ويستخدمون وسائل غير شريفة في منافستهم كترويج الكذب والطعن في الأعراض ونشر الحقد والكراهية بين طبقات المتجمع والتشكيك في النزاهة ولعل في قصة الشيخ سلمان العودة مع جريدة الوطن مثالا واضحا على ذلك ، وأيضا بيان العلماء الـ 26 في دعمهم للمقاومة في بلاد العراق وكيف تم استغلاله بطريقة حاقدة روجوا من خلالها الاتهام في النيات وأن هؤلاء الموقعين يدعمون الإرهاب ويغذون الفكر المتطرف مع أن الموقعين على البيان من الدعاة والعلماء معروفي التوجه لدى السلطات ولدى عامة الناس .

ولا تقل هذه الضراوة والشراسة الموجودة في الإعلام المقروء عن الموجودة في الإعلام المرئي فالتلفزيون السعودي في قناته الأولى أصبح مرتعا خصبا للتوجهات الليبرالية والعصرانية يتحدثون فيها كيفما شاءوا ووصل الحال بأحد المقدمين للبرامج - وهو الدكتور محمد العوين - إلى الاستهزاء الصريح من أحد الصحابة - رضي الله عنه - وهناك برامج وحوارات يقدمها الدكتور محمد رضا نصر الله - وهو شيعي ليبرالي - ويستضيف في هذه الحوارات العديد من الشخصيات العلمانية أو الملحدة .

والآن وبعد أن استلم الدكتور إياد مدني - وهو من عائلة معروفة بالمحافظة - وزارة الإعلام تفاجأ الكثير من المتابعين بالتغييرات التي أحدثها وتحول التلفزيون السعودي إلى محطة غنائية تبث الفيديو كليب والأغاني وتم تقليص البرامج الدينية والاجتماعية والسماح بظهور النساء في الإعلانات التجارية وأيضا بدأت القناة ببث الأفلام الأجنبية وقد سبقتهم في ذلك قناة الإخبارية التي جعلت من نفسها مركزا لعرض المذيعات والمراسلات مع أن ذلك ليس من لوازم الحركة الإعلامية ولا ضروراتها وإنما يصب في تيار تغريب المرأة وتحريرها .

أما قناتاmbs2 و mbs4 فهي قناتان مدفوعتا الثمن من الولايات المتحدة الأمريكية كما هو الحال في قناة الحرة وقناة العربية ، لأن القنوات الإخبارية وقنوات الأفلام الأمريكية تحتاج إلى ميزانية تشغيلية ضخمة جدا وهذا ما لا يستطيع الأفراد توفيره مهما بلغت إمكانياتهم خاصة الأفلام الجديدة وهو ما تبثه قناة mbs2 باستمرار .

المستغرب في قضية الإعلام السعودي هو أنه لا يمثل رأيا رسميا ولا توجها شعبيا فالأنظمة واللوائح الإعلامية تنص بوضوح على مرجعية الشريعة الإسلامية في ضبط الإعلام وما ينشر فيه ، والشعب السعودي في أعمه الأغلب شعب محافظ متدين ولو تركت له حرية الاختيار في الإعلام لما وجدت هذه اللوبيات مكانا مطلقا لأنهم يثقون في أهل العلم والدعاة ثقة كبيرة ويعلمون أن مديري الإعلام ليس لهم هم إلا نشر الثقافة التغريبية وزعزعة الناس في دينهم .

ومع أن التيار الليبرالي في السعودية لا يوجد إلا في صفحات الجرائد أو على شاشات القنوات إلا أنه يتملك المؤسسات الإعلامية بأكملها ولا يوجد له أي تأثير على الحياة اليومية للناس ومع قوة التيارات المحافظة ونفوذها وتغلغلها في المؤسسات الرسمية والدوائر والجمعيات وفي الأوساط الشعبية إلا أنهم لا يمتلكون أي صحيفة ولا تسمح لهم الصحافة بالكتابة الحرة وإنما بقيود وشروط لا حصر لها ولا حد .

هذا ما يدعونا للتساؤل عن مستقبل الصحافة السعودية في ظل هذا الانحياز الظالم والتهميش المتعمد للأغلبية الساحقة من المجتمع ، وليس هذا فحسب بل والتمرد على الأنظمة الرسمية الصريحة الداعية إلى تأطير الإعلام بالشريعة الإسلامية وضرورة الخضوع لها ولأحكامها لا سيما وأن الإسلام هو دستور البلاد ونظام الحكم فيها .
وفق الله المسئولين وولاة الأمر لتدارك هذه الأمور والقيام بعمل تصحيحي مضاد وفتح المجال للمشاركة والمنافسة والسماح بتكافؤ الفرص .



تدعي المؤسسات المدنيه وحرية الرأي وتطبيق القانون ،

وانت تخون البلد بأكمله ،

لوكان لدينا مؤسسات مجتمع مدني وتفعيل قرار ،

لكان مكانك خلف القضبان واقل حكم لك مؤبد ،

علمنا التاريخ بأن الجواسيس تبيع الوطن لا تحميه ،
وعلمنا التاريخ بأن الجواسيس بلاهويه ولا ضمير،
وعلمنا التاريخ بأن الجواسيس اقزام بين الشعوب ،
لذا متى كانو الجواسيس الخونه عبدة الجنس والكاس يحملون صفت شرف المهنه وامانة القلم بنبض الضميرالحي لروح الأمه ،
وكرالعماله والخسه والدنائه مؤسسات المال القذربيت الجاسوسيه والرحلات السياحيه ثمن خيانة الأمه ،
من لا يتعلم من التاريخ لا يرحمه التاريخ سيف على رقاب مزوريه يافوط النجاسه ياخونه __DEFINE_LIKE_SHARE__



توقيع : راعي الاوله

راعي الاوله غير متصل  
قديم 06-09-2012, 03:37 PM   رقم المشاركة :[23]
معلومات العضو
ღ عضو مؤسس .. ღ

 

أحصائيات العضو
 

 راعي الاوله غير متصل

مزاجي  


عدد الأوسمة:

من مواضيعي
 


افتراضي رد: سمر بدوي ونورت..!!!!!







اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرة النساء [ مشاهدة المشاركة ]
استاذي الفاضل بصراحه سمعتها ببرنامج على انها مو سعودية الاصل وعشان كذا
ثبت كلامه ومصدري كان برنامج بقناة البحرين ..
وشاكره لك توضيح الحقائق



هذه اسمها سمرالمقرن وهي عضوفي نفس الشبكه تأكدي من هذه الصوره ممكن هي المقصوده وليس سمربدوي ،

بعدين سمربدوي من خلال بيان والدها هي سعوديه ،

http://www.youtube.com/watch?v=M5XkEWjUZkM __DEFINE_LIKE_SHARE__



توقيع : راعي الاوله

راعي الاوله غير متصل  
قديم 06-09-2012, 03:52 PM   رقم المشاركة :[24]
معلومات العضو
ღ عضو مؤسس .. ღ

 

أحصائيات العضو
 

 راعي الاوله غير متصل

مزاجي  


عدد الأوسمة:

من مواضيعي
 


افتراضي رد: سمر بدوي ونورت..!!!!!







اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راعي الاوله [ مشاهدة المشاركة ]


هذه اسمها سمرالمقرن وهي عضوفي نفس الشبكه تأكدي من هذه الصوره ممكن هي المقصوده وليس سمربدوي ،

بعدين سمربدوي من خلال بيان والدها هي سعوديه ،

http://www.youtube.com/watch?v=m5xkewjuzkm


عمرك ( 44 ) سنه خريجه 2001م يعتبرتجربتك المهنيه مراحل طفوله في حضانة بني ليبرال ،

هل المهنيه وامانة القلم لجسد المرأه وهل روايتك نساء المنكر تجربه لك علاقه بها ياناعقه ،

قبحك الله من ناعقه لحساب الغير __DEFINE_LIKE_SHARE__



توقيع : راعي الاوله

راعي الاوله غير متصل  
قديم 06-09-2012, 05:18 PM   رقم المشاركة :[25]
معلومات العضو
ღ عضو مؤسس .. ღ

 

أحصائيات العضو
 

 راعي الاوله غير متصل

مزاجي  


عدد الأوسمة:

من مواضيعي
 


افتراضي رد: سمر بدوي ونورت..!!!!!







http://www.youtube.com/watch?v=frnRvq52BSE



اولاً هذه العاقه كذبت في العقيده ،

قالت المساواه بين الرجل والمرأه فكيف تكذب وهذ ليس من عندها بل حسب التلقين لها قبل اللقاء من بني ليبرال بقيادة زوجها الصفوي ،

نعم الإسلام كفل حقوق المرأه كامله لكن ليس مساواه مثل حقوق الرجل / الولايه للرجل والعصمه للرجل ونصيب المرأه في الميراث لا يساوي الرجل والديه لا تساوي الرجل ،





غاري نيلر الذي ألف كتاب «لعنة العام 1920،،

وبدا غاري نيلر الذي ألف كتاب «لعنة العام 1920»، معجباً بثقافة السعوديين تجاه المرأة، واصفاً الرجل السعودي في حوار مع «الحياة» بـ «آخر الرجال وقوفاً في العالم». وأضاف: «في الحالة السعودية الأنظمة الدينية والاجتماعية، إضافة إلى الحقوق المدنية، تبدو أكثر انسجاماً من تلك الموجودة في أوروبا وأميركا، فالصفات الأخلاقية والدينية للسعوديين أكثر اتساقاً وأفضل من حال مؤسسي الولايات المتحدة».

وطالب نيلر في رسالة وجهها إلى من سماهم «إخوانه في السعودية» برفض كل الأصوات المطالبة بفتح المجال أمام المرأة للتصويت والمشاركة السياسية، محذراً من «لعنة مقبلة تشبه تلك التي أصابت الولايات المتحدة، حينما أتيحت الفرصة للمرأة الأميركية لإسماع صوتها والمشاركة في التصويت».

وإن بدا غاري نيلر معجباً بالثقافة السعودية فهو لم يزورها «على رغم اتصاله بالسفارة السعودية في واشنطن، ومحاولته الحصول على شرف استضافة زيارته لها»، مضيفاً أنه لم يتعامل بشكل مباشر مع المجتمع السعودي، غير أنه يرى أن «من السذاجة أن يتم التفكير في وجود ثقافة كاملة في كل الجوانب». وتابع: «لقد جربت الثقافة الأخلاقية والممارسات التي يؤديها السعوديون من خلال تربيتي لخمسة أطفال على العادات واللباس ذاتها، أعتقد أن لها قيمة كبيرة،،



http://www.youtube.com/watch?v=zlSP6ysI9EQ


http://www.youtube.com/watch?v=ANPssQ75br0

http://www.youtube.com/watch?v=0Sn4nlRGpKE

http://www.youtube.com/watch?v=ZLWWSgmzwjo

http://www.youtube.com/watch?v=X7HY9frlcN8

http://www.youtube.com/watch?v=ofzOWb-1QVE __DEFINE_LIKE_SHARE__



توقيع : راعي الاوله

راعي الاوله غير متصل  
قديم 06-09-2012, 05:53 PM   رقم المشاركة :[26]
معلومات العضو
ღ عضو مؤسس .. ღ

 

أحصائيات العضو
 

 راعي الاوله غير متصل

مزاجي  


عدد الأوسمة:

من مواضيعي
 


افتراضي رد: سمر بدوي ونورت..!!!!!







http://www.youtube.com/watch?v=05ygluQyWnc


http://www.youtube.com/watch?v=6k2I483XdO0


http://www.youtube.com/watch?v=A87mEUE2W94




http://www.youtube.com/watch?v=TobQZU-il7s

http://www.youtube.com/watch?v=XA6Ih5Ap0kY


http://www.youtube.com/watch?v=OQRPNFGk74s






إلى أختي مها فتيحي .. الرسالة الأولى
الدكتور محمد بن إبراهيم السعيدي

إلى أختي مها بنت أحمد حسن فتيحي وفقها الله تعالى لكل خير وجنبها بتوفيقه كل وزر :
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد :
أكتب لك هذه الرسالة متضمنة نصيحة آمل أن تأخذ من وقتكِ القليل لقراءتها ومن فكركِ الكثير للتأمل بما فيها , وهي وإن كانت موجهة إليكِ فلا تستغربي من نشري إياها على الملأ فإن ذلك كان لأمرين , أولهما : أن ما تقومين به من نشاط في الشأن العام أناصحكِ من أجله أمرٌ معلنٌ فليس في نصيحتي بهذا الشكل ما فيه إساءة لكِ , الثاني: أني كما أرجو من الله أن ينفعكِ بها أطمع منه سبحانه أن ينتفع بها كثيراتٌ وكثيرون غيركِ , ولعل في هذا مجلبة للأجر لك من حيث لم تحتسبي ولم تقدري .
وقد اخترتك لهذا الخطاب وأنا أعلم أن من ورائك من هو في أمر الدنيا أرفع منكِ, ومعكِ من لا يقللن قدراً عنكِ , لظني –والله أعلم -أنكِ أقربهم إلى طلب الخير وأبعدهم عن تعمد الإساءة , لكن ليس كل مجتهد بمصيب ولا كل طالب للخير واصل إليه .
أختي مها : يعلم الله تعالى وحده كم أنا مشفق عليكِ من مغبة هذا الطريق الذي تسيرين فيه بقدر ما أنا مشفق على بنات المسلمين من النتائج التي ستصلين بهن إليها في مسعاك هذا لو قدر لكِ النجاح فيه نسأل الله العافية , معتبرا في هذه الشفقة قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : (((من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا)) فالأمر أيها الأخت الكريمة عظيم, وعظمه يجعل العاقل من أمثالك حرياَ بالوقوف قبل المضي والتأمل في عواقب ما هو مقدم عليه, فإن كان خيراَ استعان الله ومضى وإن كان شرا استخار الله ورجع , وطريقك الذي تسيرين فيه له ما بعده فتوقفي كثيرا وقارني بين حال سلوكك فيه أو انصرافك عنه , وأكثري من سؤال الله مخلصة له أن يدلك على الخير ويجنبك الشر , وأن يجعلك هادية مهدية ويريكِ الحق حقا ويرزقك اتباعه ويريك الباطل باطلا ويرزقك اجتنابه , وصلي له تعالى طلبا لخيرته فقد روى جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ، أو قال : عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ، أو قال : عاجل أمري وآجله فاصرفه عني ، واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به ، قال : ويسمي حاجته) .
وحتى لا يكون لحظ النفس فيما تختارين مدخلا , ولا للشيطان في هواك مطمعا , استصحبي وأنت تسألين الله تعالى وتستخيرينه أمورا , أولها : أن ما نحن فيه إنما هو الحياة الدنيا التي وصفها الله تعالى بأبلغ الأوصاف فقال سحانه
وقال : { َ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ }آل عمران185 {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }الأنعام32وقال: {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }يونس24وقال سبحانه : {إِنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ }محمد36.
فحياة الغرور والزوال واللعب واللهو ليست حقيقةً أن يغامر المرء فيها بعمله ودينه وأمته إلا وهو يعلم علم اليقين أنما ما معه إنما هو بضاعة الحق وبذر الخير وكلمة الصلاح , يعلم ذلك يقينا لا وهما ولا ظنا , وما أنتِ مقدمة عليه في هذه المغامرة إنما هو الظن والخرص الذي ذمه الباري في القرآن وبين أن اتباعه في الأمور الجسيمة العظيمة من آكد أسباب الضلال والانصراف عن الحق : {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ }الأنعام116 وقال سبحانه: {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ }يونس36 .
فابتعدي عن الظن ولا تصدري فيما أنتِ مقدمة عليه إلا عن يقين .
ثانيها :أي ثاني الأمور التي تستصحبينها عند الدعاء والاستخارة , أن تعلمي أن مما يعمي العين عن اليقين : اتباع الهوى واتباع المُزَينين المُزَخرفين من دعاة الباطل .
أما الهوى وهو انصياع الفكر إلى رغبات النفس وجعلها معياراً للحكم على الأشياء , فلا يذكر في القرآن إلا مذموماً , وما ذلك إلا لخطره على النفس , وسر خطورته أنه خفيٌ متلونٌ لا يميزه عن الحق إلا من وقف أمام نفسه موقفا شجاعا ونفذ إلى دواخلها فخلص الحقَ من شهواتها وميزه عنها تمييز الذهبِ الخالص عما يعلق به من شوائب المعادن التي تشبهه وليست منه في شيء.
ومن عجائب الهوى التي ذم من أجلها أنه يوقد في النفس هياجاً يحركها إليه, يجعلها مشتغلة به الليل والنهار, أعظم من اشتغال أهل الحق بطلب الحق , وهو ما حمل الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه على القول في دعئه : اللهم إني أشكو إليك ضعف الثقة وجَلَدَ الفاجر.
كما أن من عجائبه شدة تآلف أهله عليه وتساعيهم فيه إلى درجة تُلحِق الفتنة ببعض أهل الحق إذا رأوا قلة الأعوان وضعف الأتباع .
لهذا حذر الله من الهوى أيما تحذير , ولعلكِ تتأملين في هذه الآيات وتجدين فيها مصداق ما أقول :
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً }النساء135أرأيتِ كيف أمر الله المؤمنين بالقيام بالقسط والشهادة لله , وحذرهم من الهوى الذي هو سبب الظلم والكذب والإعراض ؟
أرأيت كيف كان الخطاب في هذه الآية للمؤمنين عامة ولأفضل الخلق بعد النبيين من الصحابة خاصة , وما ذلك إلا لأن الهوى جرثومة خطيرة لا يكاد ينجو منها مؤمن أو غيره إلا من رحم الله .
وقال تعالى : {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ }ص26
آه من الهوى حتى نبي الله داود يحذره الله منه ؟
بل حتى نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم حذره الله من أهواء الناس التي لا تقبل الانصياع إلى حكم الله مقدمةً الهوى على الحق
{وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ }المائدة49.
ومن هذه الآية نعلم أيضا : أن الانصراف عن الحق بلاء قد يصيب العبد بسبب بعض ذنوبه , ولهذا فإن الإكثار من الاستغفار والتوبة باب من أبواب الاستهداء إلى الحق دلنا الله وإياك إليه ولا حرمنا منه وعامة المسلمين .
ولهذا كان ثواب العبد الشجاع في مواجهة نفسه الصبور في مقاومة هواها أعظم ثوابٍ وأجزلَة , يقول ربنا عز وجل : {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}النازعات 40-41
فتأملي في الآية كيف أن خوف مقام الرب لم يَكف لنيل الوعد بالجنة حتى انضاف إليه نهي النفس عن الهوى , ما أعظم علم الله بدخائل النفوس وأسرارها .
أما اتباع المزينين المزخرفين من دعاة الباطل, فذلك إما أن يكون لما عندهم من موافقة هوى النفس , وهؤلاء قد حذر الله من صحبتهم في غير موضع من كتابه ومن ذلك قوله تعالى : {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }الكهف28
وإما أن يكون اتباع الإنسان لهؤلاء لما عندهم من زخرفة القول وتلبيس الباطل لباس الحق فحذر الله منهم بقوله تعالى : {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ إِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ }البقرة204-205-206
فتأملي في هؤلاء الذين ذمهم الله تعالى, تُعجِبُنا أقوالهم ويُشهدون الله على ما في قلوبهم لكنهم عند المخاصمة يظهر لونهم وتبدوا دخائلهم فهم ألداء أشداء , وحين يَصِلُون إلى مآربهم الدنيوية ومناط أهوائهم تكون عاقبة أمورهم إفساد الأرض وإهلاك الحرث والنسل .
هذان الأمران كما قدمتُ أختي الكريمة – اتباع هوى النفس واتباع المزخرفين – يطمسان على البصيرة ويُبعدان عن الحق ,واستصحابُ البعد عنهما ضرورة ملحة لمن أراد سؤال الله هداه واستمداده خيرته .
ثالث الأمور التي تستصحبينها عند دعاء الله وسؤال الخيرة : أن تعلمي أن من ثمار الهوى عمى البصيرة فيرى الإنسانُ سيء عمله حسنا {أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ }محمد14.
فإذا استصحبت ما تقدم فاسألي الله واطلبي خيرته وأنتِ ضارعة مضطرة مخلصة في طلب الحق تسألين الله أن لا يفتنك وأن لا يجعلك فتنة كما تأسيا بسلفنا من المؤمنين الذين حكى الله تعالى لنا دعاءهم إياه حين قال : {فَقَالُواْ عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }يونس85
أختي الكريمة : لا تمري على ما تقدم مرور الكرام وتكتفي بقراءتها قراءة المتعجل , بل قفي نفسك واستجمعي فكرك وبصرك وأكثري من التأمل والتبصر في الماضي والحاضر والمستقبل , فإن الأمر الذي أنتِ بصدده من الجسامة والعظم والخطر بحيث لا يسع ذات عقل مثلك إلا أن تُخلي قلبها لطلب الحق وحده نافية عنها العجلة والإقدام والعناد وطاعة الأتباع والمتبوعين .
وقد سبقكِ إلى ما أنت بصدده نساء كثيرات في العراق والشام والمغرب وغيرها من البلاد في أزمان قبل زمنك , وما هذا إلا من الخير لكِ حتى تقرأي تاريخهن وتنظري اليوم في واقع شعوبهن وماذا كانت آثار صنعهن على من جاء بعدهن من أهلهن فتعتبري بمن سبق وتستفيدي من تجارب الآخرين , وليكن ذلك امتثالا لأمر الله تعالى عباده بالتفكر والاعتبار بالماضين حين قال سبحانه بعد أن قص علينا خبر من جاءته الآيات فانسلخ منها : {وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }الأعراف176وتأملي كيف لخص الله عز وجل في هذه الآية أسباب الضلال بأمرين : الإخلاد إلى الأرض , وهو كناية عن تقديم الرغبة في العلو في الأرض على متابعة أهل الحق , واتباع الهوى ومراعاة حظوظ النفس أجارنا الله وإياك من ذلك .
وسوف أكتفي بذكر امرأتين تولتا قبلك كِبَر الجناية على المرأة المصرية ومِن بعدها سائرِ الشعوب العربية , وهما صفية زغلول وهدى شعراوي ولا أظن سيرتهما تخفى مثلك , وكانتا أيضا زوجتين لوزيرين نافذين في عصرهما , لكنني أُذَكر بأن مطلبهما الأعظم والذي نالتا به الصيت والاشتهار كان مجرد نزع الغطاء عن الوجه , وهو الأمر الذي سُميَ في زمانهما تحريرًا ووُسم الميدان الذي تحركتا فيه بميدان التحرير من أجل ما تم فيه من نزع الحجاب عن الوجه , الوجه فقط , الوجه لا غير , وهي المرحلة التي تجاوزتيها أنتِ من زمن مع الأسف الشديد , ثم إن بقية مطالبهما لا تخرج عما تعلنينه اليوم قيد أنملة .
مشهد معاصر من ميدان التحرير
فإذا تأملتِ فيما فعلن وبماذا طالبن فلعلك تقفين وقفة لتنظري فيما صار إليه ميدان التحرير الذي يُعد حتى اليوم رمزا للنضال النسائي من أجل الحرية .
مشهد واحد في ضحى يوم صائف من أيامنا للمرأة في هذا الميدان كفيلٌ بأن يدعوك للتأمل فيما أنت عليه من حال حيث ستبصرين عواقب ما دعت إليه تلكما السيدان اللتان تهرولين أنت ومن معك من النساء حيث مشتا .
سترين جل النساء يلبسن ما لا تختلفين معنا على تحريم لبسه على المرأة عند خروجها من ضيق وقصير وخليع , والأدهى من لبسهن له أنهن يسرن به دون أن يعبأن بشيء فقد ماتت القلوب وقُتل الحياء من التعري وخف الخوف من وعيد الله للكاسيات العاريات بأن لا يدخلن الجنة ولا يرحن ريحها .
وترين على وجوههن ترتسم أعباء الحياة ومشكلاتها , الكل منهن تسير وهي تفكر في لقمة عيشها وأجرة بيتها وسداد دينها وجهاز عرسها الذي أصبح من واجبها , قَتلت أعباء الحياة نضارة وجهها وصِدقَ بِشرها , تحاول أن تُقاوم تلك المشاعر بنِكات متكلفة وضحكاتٍ صارخة , تطلقها عالية من حين لآخر ضحكات حقيقتها صورة مقلوبة من صور البكاء والأنين بل من صور الصراخ والعويل .
أقصى أمانيهن أن يبقين في البيوت معززات مكرمات يحمل عنهن الرجال كرب الصباحات ومشاق المهمات , ويبقين منشغلات بتربية الأبناء وإعداد الأجيال بدلا من قتل الآمال وحمل الأثقال .
سترين منهن في هذا المشهد نساءً يركضن كركض الولدان ليلحقن بالباص المكتظ بالركاب ويتعلقن به تعلق الكلاب حتى إذا تكرم السائق بالوقوف وركبن فيه واندسسن بين الصفوف واقفاتٍ على الأرجل متعلقاتٍ في السقف بالأيدي مغمضاتٍ الأعينَ عما يحاك بهن من جميع الجهات فقد أصبح الإعلان فضيح والصمت مريح .
وسترين عشرات منهن أيديهن في آباط أصدقائهن يقودونهن إلى حيث يقودونهن شيء بمسمى الحب وهو الكرب , وشيء بمسمى الخطوبة وهي الخطب , ليس لناصح طريق ولا لمنكر سبيل .
وأرسلي نظرك في المعارض والدكاكين فستجدين الشابات البائعات وسليهن واستحلفيهن عن تحرش الزملاء وابتزاز المدراء وطلبات الزبناء .
وقد ترين منهن ممتدات الأعين في المارين يبحثن عن زائر عربي أو سائح غربي تبيعه حبها بما يملأ جيبها ولا يفضح غيبها .
وسترين معلقاً على بعض البنايات صورًا لفتيات تحت مبرر الدعايات, للترويج لبعض المنتجات ,أو الأفلام السينمائيات ,أو المقاهي الليليات .
ويمر بك هناك بين الحين والآخر نساء سئمن من السفور وما يجلبه لهن من استهتار المارين وتطفل العابثين فلجأن إلى الحجاب وكن منه على موقفين , فبعضهن أخذن منه ما يُدِرنه على النحور ومؤخر الشعور وتركن التضاريس فخاخا لأعين المتاعيس .
وأخريات عرفن الحق عن تجربة فرجعن إلى النقاب والجلباب يبتغين العزة بالطاعة والعفاف بالستر .
كل هذه المشاهد لا تخفى على أحد ممن يقف ساعة من نهار صائف في ميدان التحرير بالقاهرة , كما لا يخفى على أحد أنها صورة مكررة يجدها السائر في حواضر مصر طولا وعرضا.
لكن الذي قد يخفى :هو أن بداية ما آلت إليه حال المرأة في مصر كان في هذا الميدان وهو عبارة عن نزع الحجاب عن وجه صفية زغلول وهدى شعراوي وعدد من النساء المغرورات عام 1919م ليلقين به تحت أقدامهن في خطوة كانت بداية ما حل بالمرأة من شرور في سائر أنحاء العالم العربي .
كان حديث هؤلاء النسوة آنذاك إنما هو عن حقوق النساء وعن التنمية وعن كل ما تتحدثين به الآن فماذا كانت النتيجة ؟
النتجية أختي الكريمة هي ما يشاهده الأعمى من تردي حال المرأة في مصر بمستوى لم تكن عليه في أحلك عصور التاريخ ومن أقربها عصر الاحتلال البغيض , تَرَدٍ في حال المرأة المصرية كان من نتاجه تردي حال الرجل والأسرة والثقافة والاقتصاد , إن المرأة هي عمود البيت فحين يتبدل موضع العمود يتهاوى كل شيء .
تَرَدٍ تُعَبِر عنه الأفلام المصرية والكتابات المصرية والأبحاث المصرية والقرارات المصرية .
لا أريد أن أثقل هذه الكتابة بالإحصاءات التي أعلم يقينا أنها في متناول يدك ومتناول يد أي قارئ ,لكنني سأذكر شيئا منها للبرهنة على ما أقول ولكِ أن ترجعي لاستكمال ما تريدين إلى المركز القومي للدراسات الاجتماعية والجنائية , و التقرير المسمى تطوير إحصاءات النوع الاجتماعي في مصر ,والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء , والمركز الوطني(أمان) للمصادر والمعلومات للعنف ضد المرأة .
11.5مليون أمية لا تقرأ ولا تكتب في مصر وهي تعادل نسبة 27.4% من إجمالي عدد النساء المصريات , كما تعادل 61% من إجمالي عدد الأميين في مصر .
البطالة بين النساء ثلاثة أضعافها بين الرجال حيث تبلغ بطالة المرأة 19.5% من عدد النساء , فترين أنه بالرغم من هذا الانفتاح الذي تعيشه مصر في مجال العمل وعدم وجود موانع نظامية تحول دون العمل المختلط إلا أن المشكلة تتفاقم كل يوم , فلم يكن العمل المختلط في يوم من الأيام حلا .
صاحبات الأعمال من النساء المصريات لا يتجاوزن 3.3% من إجمالي النساء العاملات وباقي النساء ألعاملات أجيرات في مقابل أكثر من 16% من الرجال أصحاب الأعمال , فلم ترتفع نسبة سيدات الأعمال رغم دعاوى التنمية .
الفجوة بين دخل المرأة العاملة ودخل الرجل يساوي 20.3%لصالح الرجال بالرغم من أن القانون المصري ينص على وجوب المساواة في الأجور بين الجنسين .
17%من الأسر تعولها النساء في ظل غياب الرجال وتخليهم عن مسؤلياتهم .
متوسط جرائم الآداب التي يتم ضبطها 52ألف جريمة في العام
أعضاء مجلس الشعب المصري من النساء يتجاوزن العشر نسوة أي بنسبة1.8%من إجمالي أعضاء المجلس مع التنويه إلى أن البرلمان المصري أنشئ في عام 1866م الأمر الذي أضطر الرجال الذين يدفعون بالمرأة دائما للخوض فيما ليس من شأنها إلى المطالبة بنظام الكوتا فيما يتعلق بالمرأة أي أن تكون المرأة مستثناة من النظام الديمقراطي ويتم تعيينها دون انتخاب , وهو نظام مطبق عالميا في حق النساء حيث إن تردي نسبة نجاحهن انتخابيا تعد مشكلة عالمية .
عدد أطفال الشوارع في مصر تجاوز المليوني طفل .
وهناك ظاهرة أمهات الشوارع , وأعدادهن تصل إلى مآت الآلاف ولا يوجد لهن إحصاء دقيق بالرغم من وجود دراسات حكومية بشأنهن وقيامِ المنظماتِ الخيرية بإنشاء ملاجئ مخصصة لهن.
60 % من النساء يتعرضن للتحرش الجنسي هذا مع أن نسبة 96% من حالات التحرش في مصر غير مسجلة فكيف لو سُجلت .
يرتكب النساء 5 % من الجرائم سنويا وهي نسبة عالية إذا ما قورنت بغيرها من البلاد العربية كالجزائر مثلا حيث هناك جريمة نسائية واحدة مقابل كل 2744.
وهذه النسبة مستثنى منها الأعمال التي لا يُجَرمها القانون المصري كالرقص والخلوة بالأجنبية وحالات معينة من الزنى وشرب الخمور..
هذا أنموذج من الإحصاءات التي تعلمين ويعلم الجميع أن واقع المرأة المصرية الذي يظهر للقادم إلى مصر والذي يبرزه الإعلام المصري بجميع وسائله أوضح من أن تعبر عنه الإحصائيات .
بل إن باحثا مصريا وهو فهمي هويدي يرى أن المجتمع المصري مصاب حاليا بمرض الأنومي وهو مصطلح يستخدمه علماء الاجتماع للتعبير عن الحالة التي يتراجع فيها الدور الإيجابي للقيم، بحيث تكرس التراجع والتخلف بدلا من أن تكون رافعة للنهوض والتقدم.
وحتى أكون منصفا أختي الكريمة فإن مجتمعنا السعودي بدأ يلحق بالركب منذ أن ظهرت الأطروحات التحررية على السطح ومنذ أن بدأ الإعلام الفضائحي يدخل كل بيت وكل غرفة نوم , وهي في اطراد متسارع بقدر التسارع المريب في حركة تحرير المرأة السعودية .
أعظم ما جنته مصر من حركة التحرر النسائي هو خروج المرأة من البيت والتهتك في الحجاب وما جرته هاتان العلتان من مصائب على التربية والأخلاق والأمن .
أما ما سوى ذلك فلا تزال شكاوى المرأة في مصر التي أطلقتها صفية زغلول هي نفسها مطالب ناشطات المرأة اليوم في مصر وكأن مائة سنة من عمر التحرر النسائي لم تقدم شيئا .
ففي مجال الأعمال يقول تقرير للبنك الدولي بعنوان: «بيئة تنظيم العمل الحر في منطقة الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا»صدر في 2007م .( إن النساء يتمتعن بحقوق اقتصادية قوية في ظل مبادئ الشريعة الإسلامية، إلا أن الأعراف والتقاليد الأخري السارية تؤدي إلي تعزيز الأدوار النمطية للجنسين، وتنظر إلي الرجال مثلاً علي أنهم عائلو أسرهم الرئيسيين.).
انظري إلى هذا التقرير الدولي , ما تزال الأعراف والتقاليد عائقا يحول دون تطور المرأة المصرية , إلى ماذا يريدون أن يصلوا ؟ ماذا يريدون من المرأة المصرية بعدما قدمت لهم كل ما يطلبون وخسرت من أجل ذلك الكثير ؟
نعم إن مطالبهم لن تتوقف أبدا حتى يقضون على الأسرة التقليدية كما توصي بذلك مؤتمرات المرأة العالمية , مؤتمر القاهرة ومؤتمر بكين .
أختي مها فتيحي : إن المشهد الذي سيكون في بلادنا لو تحققت أطروحاتك لن يكون أقل قتامة من المشهد الذي وصفته لك في مصر .
ولن تكونين في نظر التاريخ أحسن حالاً من تلكما المرأتين صفية وهدى .
وقد تقولين : لماذا جعلت مصر هي الأنموذج الوحيد, ألا يوجد أمثلة أخرى نجحت المرأة فيها في تحقيق ما نطرحه اليوم مع تجاوز السلبيات التي وقعت فيها مصر ؟
والجواب أنني آسف جدا حين أقول : إنه لا يوجد بلد عربي تحررت المرأة فيه وكانت أحسن حالا من مصر , لكن هناك دولاً لا توجد فيها التغطية الإحصائية الموجودة في مصر كسوريا والأردن ولبنان وليبيا وتونس , ودول أخرى يغطي المستوى المادي مضافا إلى ضعف التغطية الإحصائية على كثير من العيوب التي يعرفها المجتمع من داخله معرفة جيدة كالكويت .
الخلاصة : أنه لم يسجل التاريخ من عهد اليونان حتى يومنا هذا مجتمعاً كان الاختلاط والتبرج فيه سببا لعلو المرأة ورفع الظلم عنها لا أستثني من ذلك شرقاً ولا غرباً , فهل نحن في حصانة من تجارب الأمم ومن سنن الله في الكون ؟ أجيبي .
ماذا كان عليك أن تفعلي :
معاناة المرأة السعودية يا أختي الكريمة ليست في عدم وجود العمل المختلط ولا في البعد عن مراكز اتخاذ القرار , إن معاناة المرأة السعودية بعيدة عن ذلك جدا , وكم كنت أتمنى لو أنك صرفت كل هذه الجهود لمعالجة المشاكل الحقيقية للمرأة في المملكة , وكان بإمكانك أن تتعرفي على هذه المشاكل من خلال مراكز بحثية موجودة على أرض الواقع , كمركز باحثات والذي يعنى بشؤون المرأة وكرسي عبدالرحمن الراجحي لأبحاث المرأة ودورها في تنمية المجتمع , وكذلك مركز الأبحاث في جامعة الأمير نايف للعلوم الأمنية , مضافا إليه العديد من البحوث الميدانية والمتعلقة بالمرأة في جامعات المملكة .
إن المرأة في بلادنا أختي الكريمة بحاجة ماسة وعاجلة إلى نظام منضبط وصارم للحقوق الاجتماعية , حيث إن الفقر والحاجة إلى العمل التي يعاني منها بعض النساء في بلادنا مردها إلى تخلف أصحاب الواجبات في إعالة المرأة عن أداء واجباتهم , ومن هؤلاء وزارة الشؤون الاجتماعية التي يفترض أن يكون هذا النظام برعايتها .
حين يقوم أصحاب الواجبات تجاه المرأة من أولياء وأزواج وأفراد عائلة وقبيلة وجهات حكومية بواجباتهم , فإننا في ظرف عام واحد سنجد أن ظاهرة المرأة التي تطلب العمل للحاجة المادية قد اختفت تماما .
وللعلم فإن نسبة النساء اللاتي يعملن لإعالة أسرهن في المملكة العربية السعودية هي 24% من عدد العاملات السعوديات حسب دراسة الدكتور إبراهيم الجوير أستاذ علم الاجتماع في جامعة الإمام محمد بن سعود , وهذه النسبة تكشف مدى المبالغة في دعاوى اضطرار المرأة للعمل بدافع الحاجة , كما يتضح أنها نسبة من السهل تغطية حاجتها المادية إما من قبل الدولة أو من قبل من تلزمهم نفقتهن سواء أكانوا من أوليائهم أو من عليهم واجب النفقة كعصبتهم الأقربين .
وعند إنهاء مشكلة حاجة المرأة هناك نبدأ بمراجعة مشكلة المرأة التي تريد العمل لزيادة الدخل أو قضاء وقت الفراغ أو التعبير عن مكنونات النفس من مواهب وقدرات .
وليس الحل لمشكلة العمل هذه هو تشريع الاختلاط , لأن الشاب الذي لا يعاني من هذه المشكلة تصادمه مشكلة عدم توفر العمل أيضا , ولو كان الاختلاط هو العائق أمام عمل المرأة لم نجد بطالة عالية أمام الشباب , بلغت حسب بعض التقارير أكثر من أربعمائة ألف شاب, فهل عائق هؤلاء الشباب عن العمل هو الاختلاط أيضا ؟
أختي الكريمة أستميحك عذراً في أن أتوقف في رسالتي هذه عند هذا الموقف , واعداً باستئناف الخطاب إليك في رسالة قادمة , يكون موضوعها الحديث عن عدد من المفاهيم التي نختلف وإياكِ فيها , سائلا المولى عز وجل : أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه , ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه .
أخوك المشفق : محمد بن إبراهيم السعيدي

__DEFINE_LIKE_SHARE__



توقيع : راعي الاوله

راعي الاوله غير متصل  
قديم 06-09-2012, 06:18 PM   رقم المشاركة :[27]
معلومات العضو
ღ عضو مؤسس .. ღ

 

أحصائيات العضو
 

 راعي الاوله غير متصل

مزاجي  


عدد الأوسمة:

من مواضيعي
 


توقيع : راعي الاوله

راعي الاوله غير متصل  
قديم 06-09-2012, 06:38 PM   رقم المشاركة :[28]
معلومات العضو
ღ عضو مؤسس .. ღ

 

أحصائيات العضو
 

 راعي الاوله غير متصل

مزاجي  


عدد الأوسمة:

من مواضيعي
 


افتراضي رد: سمر بدوي ونورت..!!!!!







http://www.youtube.com/watch?v=W89RxjKHOm4



غاري نيلر الذي ألف كتاب «لعنة العام 1920،،

وبدا غاري نيلر الذي ألف كتاب «لعنة العام 1920»، معجباً بثقافة السعوديين تجاه المرأة، واصفاً الرجل السعودي في حوار مع «الحياة» بـ «آخر الرجال وقوفاً في العالم». وأضاف: «في الحالة السعودية الأنظمة الدينية والاجتماعية، إضافة إلى الحقوق المدنية، تبدو أكثر انسجاماً من تلك الموجودة في أوروبا وأميركا، فالصفات الأخلاقية والدينية للسعوديين أكثر اتساقاً وأفضل من حال مؤسسي الولايات المتحدة».

وطالب نيلر في رسالة وجهها إلى من سماهم «إخوانه في السعودية» برفض كل الأصوات المطالبة بفتح المجال أمام المرأة للتصويت والمشاركة السياسية، محذراً من «لعنة مقبلة تشبه تلك التي أصابت الولايات المتحدة، حينما أتيحت الفرصة للمرأة الأميركية لإسماع صوتها والمشاركة في التصويت».

وإن بدا غاري نيلر معجباً بالثقافة السعودية فهو لم يزورها «على رغم اتصاله بالسفارة السعودية في واشنطن، ومحاولته الحصول على شرف استضافة زيارته لها»، مضيفاً أنه لم يتعامل بشكل مباشر مع المجتمع السعودي، غير أنه يرى أن «من السذاجة أن يتم التفكير في وجود ثقافة كاملة في كل الجوانب». وتابع: «لقد جربت الثقافة الأخلاقية والممارسات التي يؤديها السعوديون من خلال تربيتي لخمسة أطفال على العادات واللباس ذاتها، أعتقد أن لها قيمة كبيرة،،



مؤلف أميركي يدعو السعوديين لتحجيم مشاركة المرأة ،


خالف مؤلف أميركي مناهض للحركات النسائية، رأي المنظمات الحقوقية في بلاده، بخصوص المطالبة بتوسيع مشاركة المرأة السعودية في كل المجالات، لافتاً إلى أن المجتمع الأميركي لم يجن من مشاركة المرأة سوى «تآكل القيم الأخلاقية والاجتماعية».
وبدا غاري نيلر الذي ألف كتاب «لعنة العام 1920»، معجباً بثقافة السعوديين تجاه المرأة، واصفاً الرجل السعودي في حوار مع «الحياة» بـ «آخر الرجال وقوفاً في العالم». وأضاف: «في الحالة السعودية الأنظمة الدينية والاجتماعية، إضافة إلى الحقوق المدنية، تبدو أكثر انسجاماً من تلك الموجودة في أوروبا وأميركا، فالصفات الأخلاقية والدينية للسعوديين أكثر اتساقاً وأفضل من حال مؤسسي الولايات المتحدة».

وطالب نيلر في رسالة وجهها إلى من سماهم «إخوانه في السعودية» برفض كل الأصوات المطالبة بفتح المجال أمام المرأة للتصويت والمشاركة السياسية، محذراً من «لعنة مقبلة تشبه تلك التي أصابت الولايات المتحدة، حينما أتيحت الفرصة للمرأة الأميركية لإسماع صوتها والمشاركة في التصويت».

ويبرر نيلر رأيه المخالف للعقلية الغربية بشكل عام بـ «النتائج المدمرة التي طالت المجتمع الأميركي بعد عام 1920، وهو العام الذي نالت فيه المرأة الأميركية حقها الوطني في التصويت». واستطرد معدداً الآثار المترتبة على توسيع المشاركة النسائية، «اقتصادياً، ارتفعت التكاليف الحكومية بشكل متسارع، بشكل صار يهدد الاقتصاد الأميركي»، مستدلاً بدراسة أجراها قسم القانون في جامعة شيكاغو في هذا الجانب بعنوان «كيف أثر انتخاب المرأة بشكل متسارع في حجم ونطاق الحكومة؟».
ويضيف «أما اجتماعياً، فإن ثلاثة أرباع حالات الطلاق المنظورة في المحاكم الأميركية، تقدمها نساء بشكل يهدد الأمن المالي والتماسك الاجتماعي للأسر».

وإن بدا غاري نيلر معجباً بالثقافة السعودية فهو لم يزورها «على رغم اتصاله بالسفارة السعودية في واشنطن، ومحاولته الحصول على شرف استضافة زيارته لها»، مضيفاً أنه لم يتعامل بشكل مباشر مع المجتمع السعودي، غير أنه يرى أن «من السذاجة أن يتم التفكير في وجود ثقافة كاملة في كل الجوانب». وتابع: «لقد جربت الثقافة الأخلاقية والممارسات التي يؤديها السعوديون من خلال تربيتي لخمسة أطفال على العادات واللباس ذاتها، أعتقد أن لها قيمة كبيرة». ويتساءل نيلر متعجباً عن «شكل الفضيلة والأخلاق وضبط النفس والأمومة لدى النساء بعد حصولهن على حق المشاركة السياسية والمساواة في التعليم والتوظيف، بدلاً من الاهتمام بالمظهر والملابس؟».

وحول خوفه من تبعات دعواته لسحب الحقوق من المرأة بعد إصدار كتاب «لعنة العام 1920»، قال: «لسوء الحظ، زوجتي وأسرتي رفضوني، ولم يعد لي أن أدعي انتمائي إلى الديانة المسيحية في ظل المسيحية التقليدية، كما أن عائلتي تخلت عن الثوابت التي نشأت عليها، التي كانت في غاية الأهمية لنا، وانتقلت إلى العالم الآخر المليء بالمتعة».

وحول ما إذا كانت رسالته للسعوديين تتعارض مع قضية تزايد البطالة بين النساء في السعودية بسبب وجود عدد من الموانع المسيطرة على عمل المرأة، فضلاً عن وجود عدد من القصص الناجحة لنساء سعوديات ناجحات على المستويين العملي والأسري، قال: «لا يوجد تشابه بين المجتمعين السعودي والأميركي... لكن هل أنتم مستعدون للتعامل مع الإحصاءات الأميركية، إذ إن نسبة الطلاق تصل إلى 53 في المئة، وعدد البيوت الزوجية التقليدية نحو 50 في المئة!».

ويواصل نيلر هجومه على الوضع الذي وصلت إليه حال المجتمع الأميركي بعد إعطاء المرأة حقها في التصويت، مشيراً إلى قضية الإجهاض التي بلغت أرقامها نحو 3500 حالة إجهاض يومياً في أميركا وحدها، مرجعاً ذلك أيضاً إلى الحقوق «أو اللعنة» التي أعطيت للمرأة. واختار أن يصف الحرية للمرأة الأميركية بـ «المدمرة، إذ دمرت الأسرة الأميركية والأخلاق وعدداً لا يحصى من الأرواح (في إشارة إلى موضوع الإجهاض)، فضلاً عن زعزعة الاستقرار المالي وغياب احترام القيم وقدسية الزواج، والخلط بين الحقوق الشرعية السياسية للرجل والمرأة».

ويؤكد أن «الأمهات من النساء لسن أبداً عاطلات»، وأن المشكلة تكمن في «عدم رؤية ما يؤدي إليه هذا الطريق وتبعات إعطاء المرأة حقها وحريتها في مشاركة الرجل».
يذكر أن غاري نيلر حاصل على درجة البكالوريوس في العلوم من جامعة تكساس للتقنية، وبدأ تناوله لقضايا الحركة النسائية في عام 1994، مصدراً كتابه الأول «لعنة العام 1920»، الذي يعد الأول من نوعه في مجال درس الحركات النسائية، مبيناً أن سبب توجهه لهذا المجال هو: «تدمير هذه الحركة للأرواح والعائلات والمجتمعات والدين».

رسالة غاري نيلر إلى خادم الحرمين الشريفين

لم يكتف المؤلف الأميركي بإبداء إعجابه بالثقافة السعودية وانتقاد وضع المرأة الأميركية، بل اختار أن يوجّه رسالة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عبر «الحياة»، قائلاً: «لقد درست الإسلام الذي بدأ في بلادكم، وقرأت عن التزام ملوك السعودية الثابت نحو الدين الإسلامي، ونحن هنا في الولايات المتحدة لدينا تراث ديني غني، ولكننا - بخلافكم - لم نلتزم بهذا التراث وتناسيناه، ما أدى إلى التدهور والخراب».

واستشهد نيلر بمقولة الرئيس الأميركي الأول جورج واشنطن: «من بين كل العادات والتصرفات التي تؤدي إلى الازدهار السياسي، فإن الدين والأخلاق لا غنى عنهما».

وأضاف: «أحيي فيك وفي شعبك المحافظة على الدين والأخلاق أولاً وقبل كل شيء، إضافة إلى احترام الخط الحيوي للتمييز بين الرجل والمرأة، والتي هي سبب سقوطنا في أميركا أخلاقياً ومدنياً واجتماعياً». وقال: «لاحظت في الآونة الأخيرة إدانة الإعلام الأميركي لأخلاقياتكم، خصوصاً في ما يتعلق بموقع المرأة السعودية، إنني كأميركي أدرك كيف تخلينا عن حكمة أجدادنا، أعتذر عن حماقتنا، طالباً معذرتكم وداعياً لكم للمحافظة على مثابرتكم في الحفاظ على المعايير العادلة التي تملكونها». وأضاف نيلر في خطابه إلى الملك عبدالله: «أمتنا تجاهلت حكمة الرئيس توماس جيفرسون القائلة بأنه متى ما سُمح للمرأة بالمشاركة والتصويت فإن هذا سيؤدي إلى الفساد الأخلاقي، وأنه لا يمكن للمرأة الاشتراك علنياً في الاجتماعات مع الرجال، والشيء المخجل أن هذا ما نمارسه الآن».

وتطرق نيلر - في رسالته إلى العاهل السعودي - إلى الأخلاقيات التي دعا إليها «الآباء المؤسسون» للأمة الأميركية، في ما يتعلق بمشاركة المرأة ودورها في المجتمع الأميركي وحثهم على المحافظة على الأخلاق كمعيار أساسي لنجاح الأمة الأميركية.

مشيراً إلى التبعات التي أعقبت إعطاء المرأة حقوقها السياسية في العام 1920، إذ ضرب الفساد الأخلاقي المجتمع الأميركي، والتخلي عن القيم الأخلاقية والمدنية، وانتشار الإباحية والطلاق والإجهاض، حتى أصبحت أميركا - بحسب وصف نيلر -: «الشيطان الأكبر»، الذي لا يمكنه العودة إلى أخلاق الآباء المؤسسين والتوبة قبل إدراك هذه الحقيقة، مبدياً قلقه حول الوضع الحالي للمجتمع الأميركي، ومعيداً تقديره وامتنانه للالتزام السعودي الراسخ والثابت بالثوابت الدينية والأخلاقية، وراجياً ألا يؤثر «الغباء والحماقة والعمى الأميركي» على هذا الالتزام»، ومختتماً بقوله: «سامحنا، لأننا لا نعرف ما نقوم به، وندين الذين هم أكثر صلاحاً منا.



بسم الله الرحمن الرحيم

عشرون مفسدة من مفاسد قيادة المرأة للسيارة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
لا يخفى على من عنده بصيرة في الدين أن أي عمل من الأعمال المباحة التي يمارسها الإنسان والتي لم يرد فيها نص من الشارع الحكيم فإن إباحته لا تظل على ما هي عليه إذا كان فعله يؤدي إلى أمر مكروه أو محرَّم ، لأن من مقاصد الشريعة إيجاد المصالح وإزالة المفاسد .

وقيادة المرأة للسيارة – على سبيل المثال - في حد ذاته عمل مباح ، ولكن المتأمل للآثار الناتجة عن قيادة المرأة للسيارة بعدل وتجرد وواقعية يجد أن مفاسدها أعظم بكثير من مصالحها ، فتأخذ القيادة عندئذ حكم ما أدت إليه مع إبقاء حكم الإباحة لذات الفعل ! ومن مفاسد قيادة المرأة للسيارة الآتي :

1- إن أمر قيادة المرأة للسيارة مرتبط بأمر آخر خطير جدا ! ألا وهو ما يترتب عليه غالبا من كثرة خروج المرأة من البيت ، لحاجة وبدون حاجة ، لكون السيارة تحت تصرفها ، تحركها متى شاءت ، وتوقفها متى شاءت ، فستكثر الخروج للتنزه وللاستمتاع بقيادة السيارة ، ولزيارة صديقاتها ، وارتياد الأسواق وغير ذلك من الأسباب ، بينما الواجب على المرأة أن تقر في بيتها ولا تخرج إلا لحاجة كما أمر بذلك الله زوجات النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى (وقرن في بيوتكن) . فإذا كان هذا في حق أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ونساء العهد النبوي فكيف بغيرهن من النساء في العصور المتأخرة ؟

بل إن الرسول الله صلى الله عليه وسلم رغَّب المرأة أن تصلي في بيتها ، وأخبر أن ذلك خير لها من الصلاة في المسجد فكيف بمن تخرج لغير غرض الصلاة ؟ قال صلى الله عليه وسلم : " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن ".
وقال صلى الله عليه وسلم : " إن المرأة إذا خرجت استشرفها الشيطان "، أي رفعها في عيون الناس .
وقالت عائشة رضي الله عنها عن خروج النساء للصلاة في المسجد : " لو أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء لمنعهن كما مُنِعَتْ نساءُ بني إسرائيل . قلت لعَمْرَة : أَوَ مُنِعْنَ ؟ قالت : نعم ".
وقال ابن مسعود : " ما قربت امرأة إلى الله بأعظم من قعودها في بيتها ".
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو تركنا هذا الباب للنسـاء " ، قال نافع : فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات .
وعن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول للنساء وقد اختلطن بالرجال في الطريق : " استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق ، عليكن بحافات الطريق " ، فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به .
وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه ، ومكث يسيرا قبل أن يقوم : قال ابن شهاب : فأرى - والله أعلم - أن مكثه لكي ينفذ (أي يخرج) النساء قبل أن يدركهن من انصرف من القوم .
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها ، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها ".

قال الإمام النووي في شرح هذا الحديث : وإنما فُضل آخر صفوف النساء الحاضرات مع الرجال لبعدهن من مخالطة الرجال ورؤيتهم وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم وسماع كلامهم ونحو ذلك ، وذُم أول صفوفهن لعكس ذلك .

2- أن في كثرة خروج المرأة من منـزلها تعرضا لأعين الناس المحيطين بها وإن كانت عفيفة ، ومن ثم تعلقهم بها ، ومعرفتهم لها ، كلما دخلت وخرجت ، ونزلت من السيارة أو صعدت ، وهذا من أعظم أسباب تعرض النساء العفيفات للشرور ، لا سيما المرأة المتصفة بالزينة الظاهرة كالطول ونحوه ، هذا إذا افترضنا أنه لم يخرج منها شيء من زينتها الباطنة كالوجه والكفين والقدمين ونحو ذلك ، فكيف إذا خرجت ؟

3- كذلك فإن اعتياد المرأة للخروج من المنـزل سينشأ منه تدريجيا عدم اكتراث الزوج من كثرة خروجها وتطبُّعه على ذلك ، لأن وجود السيارة مدعاة لكثرة الخروج ، وعند حصول عدم الاكتراث من الزوج ستنفتح أبواب الشر أمام المرأة ، والله الهادي .

4- أن في قيادة المرأة للسيارة تسهيلا لبعدها عن عيون الناس ، فربما زين لها الشيطان بذلك الذهاب إلى أماكن بعيدة لفعل الفاحشة أو الاتصال مع من يحرم عليها الاتصال به ، وقد لا يكون ذلك في أول الأمر ولكن الشيطان يزين ذلك شيئا فشيئا ، لا سيما مع كثرة المغريات والمثيرات لكلا الجنسين في الوقت الحاضر ، وانتشار الزنا ، وكثرة الذئاب البشرية اللاهثة وراء الجنس ، وفي الحديث : " إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ".

5- أن كثرة خروج المرأة سبب لحصول الشكوك بين الزوجين إذ أن الزوج لن يأمن أن تكون زوجته على اتصال بغيره لسهولة اتصالها بغيره من الرجال ، ويتأكد ذلك كلما حصل تأخير في رجوع المرأة إلى البيت أو خروجها بدون إذنه أو إذا خرجت متزينة ، وإذا كثرت الشكوك بين الزوجين فلا تسأل عن العلاقة بينهما كيف تصير ! بل ربما صارت قيادة المرأة للسيارة رافداً قوياً وسبباً جديداً من أسباب الطلاق في المجتمع ، بخلاف المرأة اللازمة بيتها فإن زوجها في مأمن عليها .

6. أن كثرة خروج المرأة من المنـزل سبب في سقوطها من أعين الناس المحافظين على دينهم وقيمهم ، فلا يرغب بها الرجال الأخيار ، ولو رغبوا فيها فالغالب أن العلاقة بينهما لا تستمر ، لأنها ستكون مسترجلة ، تشعر بإمكانية استقلالها بالقوامة على نفسها ، واستغنائها عن زوجها ، ومن ثم لا يستطيع زوجها أن يضبطها أو أن يقوم على تصرفاتها ، ولهذا فإن نسبة الطلاق في البلاد التي يكثر خروج النساء فيها عالية جدا .

7. أن في قيادة المرأة للسيارة إذهاباً لحياء المرأة وأنوثتها ، وخروجاً لها عن طبيعتها بسبب ما اعتادت عليه من كثرة خروجها من بيتها ، بخلاف المرأة القليلة الخروج من بيتها ، القليلة الاحتكاك بالرجال ، ولذا فإنك ترى المرأة الخراجة الولاجة قليلة الحياء ، عالية الصوت ، لا تشبه بنات جنسها في حيائها وعفتها .

8. أن قيادة المرأة للسيارة يلزم منه نزع حجابها وكشف وجهها لتتمكن من رؤية الطريق ، ومن المعلوم أن الوجه هو عنوان الجمال ، ومحط أنظار النساء والرجال ، وإذا كان الله قد نهى المرأة عن أن تضرب برجلها إذا كان في رجلها خلخال لئلا يفتتن الرجال بصوت الخلخال فكيف ستكون الفتنة بمن كشفت وجهها ؟
فلو قال قائل : إنه يمكن لها أن تقود السيارة بدون كشف الوجه بأن تلبس نقابا مثلا أو برقعا !
فالجواب أنها لو غطت وجهها أثناء القيادة فلا بد من كشفه عند نقاط التفتيش لمطابقة الوثائق الأمنية !
ثانيا : أن لبسها للنقاب أو البرقع فيه مشقة عليها أثناء القيادة ، وربما سبب لها ذلك إرباكاً أثناء القيادة وصعوبة في الالتفات إلى من هو على جانبي الطريق ، وفي هذا من الخطورة ما فيه ، ولذا فإن قيادة المنقبة والمبرقعة للسيارة قد منعت رسميا في البلاد التي يتنقب فيها النساء أو يتبرقعن عند قيادتهن للسيارة !

9. وفضلا عن انكشاف محاسن المرأة ، فإنها ستضطر للحديث مع الرجال عند محطات البنزين ونقاط التفتيش أو عندما تتعطل سيارتها في الطريق وفي هذا من الفتنة ما فيه ، أو في ورش صيانة السيارات ، ومن المعلوم أن ورش الإصلاح بدون استثناء يتولاها الرجال ، وهذه الفرصة ستتيح لمرضى القلوب تيسير أمر إغرائها مستغلين حاجتها لمساعدتهم . وقد رتب أحد الشعراء مراحل الغواية بقوله :
نظرة فابتسامة فسلام *** فكلام فموعد فلقاء
ناهيك عما يمكن أن يحصل للمخالفات من النساء إذا نُقلن إلى الحجز بسبب المخالفات المرورية ، وحُجزن المدة القانونية وراء القضبان !
بينما المرأة التي لزمت بيتها قد كفاها الله ذلك كله ، والمعصوم من عصمه الله عز وجل .

10. أن انفراد المرأة بسيارتها يعرضها لضعاف النفوس بإغوائها ومغازلتها ، أو التخطيط لوقوعها في قبضتهم كرهاً أو اختيارا ، مستغلين ضعفها ، وبعدها عمن هي في حفظه وعنايته
وقد وصل الحال ببعض قليلي المروءة والحياء إلى أن يتحرشوا بالمرأة وهي مع محرمها أو بين الناس في الأماكن العامة والأسواق ! فكيف إذا كانت في السيارة والطرقات وحدها ؟
وهنا قد يقول قائل : إن فتاة الغرب لا يحصل تعرض لها أثناء قيادتها للسيارة !
فالجواب : لو سلمنا بصحة هذه المعلومة فإن ما يراد من الفتاة الغربية مهيأ منها دون حاجة إلى بذل مراودة أثناء قيادتها للسيارة ، فقد صار الوصول لها أسهل من ذلك بكثير في العمل المختلط مثلا وفي غيره ، فقيادة السيارة كانت وسيلة لحصول أمر قد تحقق الآن ، فما عادت القيادة الآن أمراً ذا بال ! فعلى الفتاة التي عافاها الله من ذلك أن تكون يقظة قبل أن تقع في المصيدة ، وألا تغتر بما عليه أكثر الناس ، فأكثر الناس ليسوا على الهدى المستقيم كما قال تعالى (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله) .

11. أن في قيادة المرأة للسيارة فتحاً لباب مسدود أمام النساء المنحطات في دينهن وخلقهن في زيادة الشر ونشر الرذيلة في المجتمع ، وفي منعهن عن القيادة تضييق لهن عن التوسع في ذلك ، وهذا هو الواجب .

12. أن قيادة المرأة للسيارة من دواعي زيادة اعتماد الرجل على زوجته في قضاء حاجيات البيت كتوصيل الأولاد إلى المدرسة وزيارة الأقارب وشراء الأغراض المنـزلية ونحو ذلك من الأمور التي ربما تتطلب السفر إلى المدن المجاورة ، وفي هذا من إرهاق المرأة بالواجبات المنـزلية ما لا يخفى .

وهنا قد يقول قائل : أن المرأة في بيتها أميرة ومديرة ومدبرة لشؤون حياتها الزوجية ، وهذا يقتضي السماح لها بقيادة السيارة لتغطية حاجياتها المنـزلية !

فنقول إن هذا الاقتضاء غير صحيح ، فإن المرأة إن كانت ذات زوج فزوجها مسؤول عن تأمين حاجاتها من خارج منـزلها كما قال تعالى (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم) ، وإن لم تكن ذات زوج فأهلها من الرجال مسؤولون عن ذلك ، وقد يكون لديها أو لدى زوجها من اليسار ما يمكِّنه من تأمين خادم يقوم بتلبية طلبات المنـزل من خارجه.

13. أن في اعتماد الرجال على النساء في قضاء حاجيات البيت ضرراً على الرجال أنفسهم ، من جهة أن في ذلك ذوباناً لشخصياتهم أمام الأولاد وأمام المرأة أيضا ، ونقص الغيرة والرجولة ، وعدم هيبة الأولاد لهم ، بخلاف ما لو كان الرجل هو القائم على شئون البيت الداخلية والخارجية فإنه سيكون له مكانة في البيت ، والعكس بالعكس .

14. أن قيادة المرأة للسيارة وما يلحق ذلك من كثرة الخروج من المنـزل يترتب عليه أيضا تفريط في حق البيت والأولاد بقدر ما تخرج ربته منه ، ومن المعلوم أن العناية بشئون البيت هي الوظيفة الأساسية للمرأة المسلمة ، ونحن نرى الآن ثمرات خروج المرأة للعمل لفترة بسيطة محددة ، كالتدريس مثلا ، فأصبحت التربية والحضانة في كثير من بيوت الموظفات من مهمات الخدم ، وغالبهم من الأعاجم الذين لا يحسنون تربية الأولاد ، وربما كانوا من النصارى أو الوثنيين ! وهنا تكون المصائب الثلاث : الأولى أن الأب لا يقوم بشؤون بيته ، والأم لا تقوم بشؤون منـزلها ، والأولاد بيد الخدم ، ومن ثم على المجتمع السلام .

15. أن إقبال بعض النساء – هداهن الله – على قيادة السيارة ليس نابعا من حاجتهن لذلك ، وإنما هو تقليد للغرب الكافر ، أو بدافع الإعجاب بالنفس وحب الظهور والتفاخر أمام بنات جنسهن ، فالدافع هو اتباع الهوى ، ليس إلا ، وقد نهى الله عموم الناس عن اتباع الهوى فقال (ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله). والواجب أن يكون الإنسان معتزا بعاداته التي ليس فيها مخالفة للشريعة ، وألا يكون ذنبا لغيره ، فهذا ضعف وخور ، وذل وتبعية ، كيف والأمر مرتبط بدينه وآخرته ؟

وفي هذا أيضا إجابة أيضا على المطالبين بقيادة المرأة للسيارة بحجة كثرة السائقين الأجانب ! إذ أن الحال في دول الخليج التي سمحت بقيادة المرأة خير شاهد على بطلان هذا الكلام ، ففي الوقت الذي تقود المرأة عندهم السيارة يوجد السائقون في معظم البيوت ، بسبب أن قيادة المرأة كما ذكرنا لم تكن للحاجة - كما يذكر المطالبون بها عندنا - بل كانت من قبيل الترفه ، فلم يستغنوا بها عن السائق الأجنبي.

16. أنه مما لا شك فيه أن حوادث السيارات أمر منتشر كثيرا في المدن ، وفي قيادة المرأة للسيارة مضاعفة لتلك الحوادث لأن عدد السيارات سيزيد تلقائيا ، كيف وقد عُلم أن المرأة ضعيفة السيطرة على نفسها فضلا عن سيارتها ، خصوصا إذا حصل لها شيء من الأمور التي تعرُض لكل قائد سيارة كانفجار إطار أو اعتراض شخص أو سيارة أمامها ، فإذا داهمها الخطر عجزت عن التصرف ، وربما هلكت أو أهلكت ، ناهيك عما يحصل في الحوادث من الترويع وانكشاف العورات ، والله الحافظ .

17. أن قيادة المرأة للسيارة سيترتب عليها زيادة أعباء مالية على كاهل الأسرة ، وذلك بقيمة السيارة وما يلحق ذلك من مصاريف الوقود والصيانة ونحو ذلك ، لا سيما والمرأة بطبيعتها تحب الكمال في كل حاجاتها ، فلعلها كلما ظهر طراز جديد من السيارات أصرت على شرائه ولو كلفها ذلك مالاً كثيراً ، وقد أمر الله بالاقتصاد في الإنفاق ، قال تعالى (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما) ، وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : " اللهم إني أسألك القصد في الغنى والفقر ".

18. أن زيادة الأعباء المالية على الأسرة ستضطر المرأة إلى البحث عن وظيفة لتجد منها دخلا يسد الأعباء المالية الجديدة ، وهذا فيه زيادة أعباء مالية وبدنية على المرأة ، كما أن فيه تفريطاً بحقوق البيت الذي تركته للخدم بدون حاجة ماسة .

19. أن في قيادة المرأة للسيارة فتح باب لشرور كثيرة أخرى ! فمن ذلك فقدان الاستقرار البيتي ، والسفر بدون محرم ، والخلوة بالرجال الأجانب ، ولن يستطيع أحد أن يضبط ذلك كله لا أهل الحسبة ولا رب البيت ولا حتى ولي الأمر ، بخلاف المرأة اللازمة بيتها فإن أولادها سيشعرون بدفء الأمومة وجمال الاستقرار البيتي ، وتربيتهم على العفة والحياء ، وشعورهم بمكانة والدهم في البيت ، ووجود الترابط فيما بينهم لكثرة اجتماعهم في البيت بخلاف الأسرة التي لا يعرف كل واحد فيها أين مكان الآخر !

20. أن في المطالبة بقيادة المرأة معصية لولاة الأمور وهم الأمراء والعلماء ، فأما الأمراء فقد بين الأمير نايف بن عبد العزيز حفظه الله - رجل الأمن الأول – أن هذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلا في مجتمعنا ، وليس عند الحكومة أدنى توجه لذلك بل التوجه نحو محاربته ، لأنه سيسبب زيادة في معدلات الجريمة والاعتداء .

وأما العلماء فقد أفتى السادة العلماء أئمة الدين الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ عبد الرزاق عفيفي والشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمهم الله والشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين والشيخ صالح بن فوزان آل فوزان وغيرهم حفظهم الله من أهل العلم والخبرة والعدل والإنصاف والنظر في عواقب الأمور والحرص على حماية أديان الناس وأعراضهم بتحريم ذلك ، فالواجب طاعتهم لأنهم أمروا بطاعة الله ، قال تعالى (ولو ردوه إلى الله والرسول وأولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) ، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " من يطع أميري فقد أطاعني ، ومن عصا أميري فقد عصاني" ، والله أعلم .

وخلاصة القول خمسة أمور :
1. أن قيادة المرأة للسيارة تعتبر وسيلة عظيمة لحصول الشرور ، ومن قواعد الشريعة أن ما كان وسيلة إلى محرم فهو محرم ، فالواجب على المسلم أن يبتعد عما يقربه إلى الشر والهلاك وعما فيه مضرة له في دينه ، لقول ربنا تبارك وتعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين) ، وقوله صلى الله عليه وسلم : " فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه ".

2. أن واقع النساء في البلاد التي تقود فيها المرأة السيارة خير شاهد على ما قررنا آنفا ، فالواجب الحذر وألا يجعل الإنسان نفسه محطة تجارب لربما أوبقت دنياه وآخرته ، وكانت عاقبتها سيئة على سمعته وعرضه ، والعاقل من اتعظ بغيره لا من اتعظ بنفسه .

3. إن أمر قيادة المرأة للسيارة هي خطوة أولى ستتبعها خطوات كثيرة ، وحبة أولى في عقد إذا انفرط تلتها باقي الحبات ، والمعصوم من عصمه الله عز وجل .

4. أن الذين ينادون بقيادة المرأة للسيارة هم الذين ينادون بحرية المرأة ومساواتها بالرجل ، والحق أنهم يريدون بذلك حرية الوصول إليها ، والتمتع بها ، معترضين بذلك على شرع الله المنـزل ، وما جبلت عليه فطرة المرأة ، وما اتفق عليه السادة العلماء ، أئمة الدين في هذه البلاد حماها الله .

5. أن الذين يطالبون بذلك ليسوا من أهل الدين والاستقامة ، والجهاد والحسبة ، بل هم إما علمانيون يظهرون الإسلام ويبطنون التمرد على أحكام الشرع ، أو فساق يريدون التمتع بالمرأة ، أو جهال حسنوا النوايا ، لا يقدرون عواقب الأمور ، يمشون وراء كل ناعق بحجة الحضارة والمدنية – زعموا – والله الهادي .

شبهة والجواب عليها
يحتج بعضهم بالضرورة ، حيث أن هناك أسراً لا يوجد من يعولهم ، وأرامل لا ولي يقوم على شؤونهم ، والسماح لنساء هؤلاء بالقيادة فيه دفع لحاجتهم ، وتخفيف لضرورتهم !
قلت : وهذا القول باطل من أربعة وجوه :
1. أن أحكام الشرع مبنية على المصلحة الراجحة ، لا المغمورة ، ولا يشك عاقل في ترجح مفاسد قيادة المرأة للسيارة على مصالحها ، لكون المصلحة المذكورة تختص بفئة قليلة من المجتمع – لو سلمنا بذلك - ، بينما المفسدة عامة على المجتمع بأكمله ، فليس من العدل في شئ أن يُغض النظر عن المفاسد الكبيرة في سبيل تحقيق مصالح يسيرة .

2. أن غالب المطالبين والمطالبات بقيادة المرأة هم من الموسرين ، وليسوا من المعسرين ، بدليل أنك تجد عند الواحد منهم عدة سيارات ، بل لكل منهم في الغالب سائق أو عدة سائقين ، كما هو الحال في بعض الدول . فدل ذلك على أن هذه الحجة غير صحيحة ، وأن للمطالبين رغبات وأهدافاً أخرى ، وليس المقصود نصرة الأرامل فتلك شنشنة نعرفها من أخزم ، وإن وراء الأكمة ما وراءها !

3. أن الأرامل والمحتاجات في المجتمع لن يستفدن من السماح للمرأة بقيادة السيارة شيئا ، لأن غالبهن لا يستطيع شراء السيارة فضلاً عن تحمل تبعاتها لكونهن لا يستطعن تحمل تبعات بيوتهن أصلا !

4. أن أمهات الأسر الفقيرة إذا كن بحاجة إلى قيادة السيارة فليحضرن سائقاً يقضين به ضرورتهن - مع عدم الخلوة بهن بحال من الأحوال .

5. أن كثيرا من حاجات النقل الضرورية للأسرة قد وفرتها الدولة حفظها الله ، فالتعليم العام والجامعي يتوفر فيه حافلات نقل مجانية ، والمستشفيات قد وفرت لها الدولة سيارات الإسعاف لنقل المرضى من أي مكان في البلد إلى المستشفيات ، فضلا عن الجمعيات الخيرية التي تقوم على الأسر المحتاجة ، والترابط الاجتماعي المتميز في هذا البلد بين غالب الأقارب والجيران .


والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أخوكم ماجد سليمان

__DEFINE_LIKE_SHARE__



توقيع : راعي الاوله

راعي الاوله غير متصل  
موضوع مغلق

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT +4. الساعة الآن 10:12 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.