عرض مشاركة واحدة
قديم 29-03-2012, 07:22 PM   رقم المشاركة :[21]
معلومات العضو
نائب المشرف العام

 

أحصائيات العضو
 

 نــجــم غير متصل

مزاجي  


عدد الأوسمة:

من مواضيعي
 


افتراضي رد: :::كتاب أبطال من الصحراء :::







وفي آواخر أيام خلف الأذن ذهب إلى الأمير سعود بن عبدالعزيز بن رشيد أمير حائل ليزوره ويتعرف عليه ، وكان سعود بن رشيد حديث سن ، وكل الأمور بحائل يديرها الأمير زامل بن سبهان المعروف ، وقد أكرم آل رشيد خلف الأذن الشعلان إكراماً جيداً ، وصدفه جاء شاعر من إحدى القبائل زائراً لأبن رشيد ، وعندما كان أبن رشيد في مجلسه وعنده زامل السبهان وكان خلف بين الجالسين وكان الشاعر الذي جاء لأبن رشيد أيضاً جالساً معهم وكان زامل السبهان هو كل شيئ لأبن رشيد وهو الذي يتكلم بالمجلس ، التفت زامل السبهان إلى خلف الأذن وقال : نحب أن تساجل هذا الشاعر لنعرف مقدرتك يابن شعلان بالشعر ؟ فغضب خلف الأذن ، واعتبر هذه إهانه له من زامل ، لأنه يرى نفسه أكبر من أن يساجل شاعراً في مجلس بن رشيد ، خاصه أن هذا الشاعر ليس بمستواه ، فقام من المجلس وأرسل هذه القصيدة لزامل يهجوه فيها ، ويطلب إحضار هجينه ليسافر إلى بلاده وقومه بالشمال ، وقد حاول أبن رشيد كثيراً أن يسترضي خلف ، ولكنه رفض وأصر ، والقصيدة كما يلي :




زامل ينشدني وأنا ويـن وينـيه
بيـت يـا هـرجٍ بليـا لباقـه


الشين شين وماكر الشين شينـي
عـدو جـد ولا بقلبـك صداقـه


الله يخونك كـان مـا تشتهينـي
لو تحكي لـي بالعلـوم الدقاقـه


غديت مثـل معايـد القريتينـي
لا جبت خير ولا تبعت الرفاقـه


أنا بلايـه مـن صديـقٍ بطينـي
بقعا تصفقني علـى غيـر فاقـه


فنجال طين ولا نت فنجال صيني
تبرك مباريك الجمل وانت ناقـه


إرخص لنا وارسل لسمحه تجين
ياعتـاق عبـدٍ مشتهيـن فراقـه






وبعد مدة غير طويله كان خلف الأذن نازلاً في أطراف الحره التي بين الحماد ووادي السرحان ، وكان نائماً في بيته هاجمهم غزاة من قبيلة شمر في منتصف الليل ، وقبل أن يعلموه أطلقوا عدداً من العيارات الناريه على خلف في فراشه داخل بيته فقتل هو وزوجته وهما نائمان ، وكان مريضاً وقد طعن بالسن .... وهكذا أنطوت صفحة ( أبا الشيوخ ) الفارس المغوار خلف الأذن ، وكان هذا في النصف الأول من القرن الرابع عشر ، وكان خلف الأذن رحمه الله مشهوراً بالكرم وحسن الضيافة ، وإكرام الجار ، وقد أثنى عليه الشيخ عجلان بن رمال الشمري بهذه القصيدة وبين فيها أن الجار خلف دائماً عزيز مكرم وهي كما يلي :


يا راكبٍ حمرا عليهـا الهتيمـي
حط القطيمي فـوق ساقـه وداره


حمرا تضيم الدو مـا تستضيمـي
تلقى العتاري حاشيـات عـذاره


مشتاه من عذفا إلى أم الصريمي
ومرباعهـا اللبـه تقطـف قـاره


تمشي من المركوز وقت الجهيمي
والظهر حط رعون كبـدٍ يسـاره


حمرا وكن ظلالها لـه جريمـي
تخطـف الثايـه بتالـي نهـاره


ملفاك صياد الشيـوخ العديمـي
إن ضيعت شقح العشاير حـواره


اللي قصيره كل يـومٍ حشيمـي
ما يقهر الرحلي إلى جا مـداره


والضيف عنده في جنان النعيمـي
يلقى الكرامه قبل يبـدي خبـاره


وإن صار بالمشتى ليال الصريمي
ذباح نابيـة القـرا مـن بكـاره


وعوق العديم ولا يهاب الغريمـي
كم فارسٍ اهفاه مـا وخـذ ثـاره


عيال الشيوخ منوخين الخصيمـي
يزين طبعه عقب هاك الصطـاره


وقبُ إلى جا الصبح جاله رهيمي
عليهن اللي يدمحـون السمـاره






وعائلة الزيد مشهوره بالكرم وإعزازهم لجارهم ، وقد ألتجأ عندهم شخص من شمر يقال أن أسمه أبن عدلان وهو مبتور اليدين ، ويقال أن الذي بترهما هو أحد حكام آل رشيد ، وبقي جاراً لهم فترة طويلة ، وكان مستجيراً بالشيخ خلف الأذن وأخويه ضامن وشاهر ، وقد أعزوه وأقسموا على أنفسهم أن يقوموا بإطعام جارهم بأيديهم ، وعندما يحضر الطعام لجارهم يأتون بملعقه ويناولونه طعامه ، ويشاركونه بأكله ، وقد أشار إليهم الشيخ عجلان بن رمال في قصيدته المذكوره أعلاه ، ومما يبدو لي أن نهاية حياة خلف الذن تشابه نهاية حياة الشاعر الكبير أبي الطيب المتنبي والمكان الذي قتل به خلف قريب من الموقع الذي قتل به المتنبي وفي مقتلهما نوع من التشابه ، إلا أن خلف الأذن يمتاز بالشجاعة ، وحسبما فهمته من الرواة أن عدد المشايخ الذين قتلهم خلف الأذن بحومة الوغى كما يلي :

الشيخ ( تركي بن مهيد ) من الفدعان
الشيخ ( شلاش ) بن بخيت بن فايز من بني صخر
الشيخ ( الجنق ) شيخ قبيلة السرديه
الشيخ ( مناور ) من شيوخ بني صخر
الشيخ ( طه ) من شيوخ بني صخر
الشيخ ( سطعان ) بن زبن من شيوخ بني صخر
الشيخ ( دريبي ) من الزبن
وشيخ من آل هذال
والشيخ العواجي .

حيث قال أحد شعراء الرولة المسمى ( مغب الدريعي ) هذه القصيدة بالمعركة التي حصلت بين الشعلان والعواجي ( بنقرة الحيران ) وكان قائد الشعلان فيصل بن شعلان وبهذه المعركة قتل الشيخ خلف الأذن العواجي ، وهذه القصيدة :




حرٍ شلع يـوم البواشـق مخاميـر
عدل المناكب مسفهـل الحجاجـي


شهر من الوديان وأسند مع الشيـر
وفي نقرة الحيران صاد العواجـي


أيمن مكاسيبه وطا الجوف وصوير
وايسر مكاسيبـه وطـن النباجـي


بشرقي جبال غنيم جبنـا المغاتيـر
وضحٍ تلاعج كنهـا عظـم عاجـي


راجوا بروس الشلف مثل العصافبر
وعلى صنمهم محمل الخيل راجي


وادلى خلف فيهم كما يدلي الطيـر
وصاد العواجي في مثار العجاجي


راجت عليه معسكرات المساميـر
قـبً تعلوهـن فهـود الزراجـي






ومن أجل ذلك سمي بأبي الشيوخ .
ولم يترك آل زيد الشعلان أقارب خلف الأذن ثأرهم ، فعندما علموا أن التومان من شمر قتلوا خلفاً ذهبوا إلى الأمير نواف النوري الذي كان مضطلعاً بشؤون قبائل الرولة ، ويخلف والده بقيادة القبيلة ، ذهبوا إليه وطلبوا منه أن يقودهم إلى مهاجمة شمر ، لأخذ ثأر الشيخ خلف الأذن ، وفعلاً أجاب ندائهم وألتفت حوله قبائل الرولة وغزا من أراضي الحماد قاصداً مهاجمة شمر الذين يقطنون بالقرب من منهل الدويد المعروف ، وفعلاً أغار على قبائل شمر هناك وكان يرأسهم فيصل بن سند الربع من مشايخ قبيلة التومان من شمر ، وقد أخذ الشعلان إبلهم وقتل قريطان بن شاهر الزيد الذي هو أبن أخي خلف الأذن قتل فيصل بن سند الربع زعيم التومان وغنم جواده وأخذ إبله وكانت هي إبل والده من قبله سند الربع المعروف ، وبهذه المعركة شفى آل زيد غليلهم وثأروا للشيخ خلف الأذن .
هكذا حدثنا الرواة من الرولة ومن قبائل عنزة الأخرى ومن شمر عن حياة هذا البطل المغوار والشاعر المبدع .. وهكذا طويت صفحة مشرقة حيه من نماذج فرسان العرب المعلمين .
__DEFINE_LIKE_SHARE__




التعديل الأخير تم بواسطة : نــجــم بتاريخ 30-03-2012 الساعة 04:04 PM

توقيع : نــجــم
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
نــجــم غير متصل   رد مع اقتباس