عرض مشاركة واحدة
قديم 29-03-2012, 07:21 PM   رقم المشاركة :[17]
معلومات العضو
نائب المشرف العام

 

أحصائيات العضو
 

 نــجــم غير متصل

مزاجي  


عدد الأوسمة:

من مواضيعي
 


افتراضي رد: :::كتاب أبطال من الصحراء :::







ثم انحا ز عن ابن غبين كليا إلى جدعان بن مهد ، وبقي صديقاً
حميماً لجدعان بن مهيد ، وكان هناك شخص من شيوخ الفلاحين يدعى
السيد ( حجو ) بن غانم وله قرى كثيرة ، وقبيلة كبيرة ورغم ذلك فهو يدفع أتاوة لجدعان بن مهيد وكان السيد حجو على جانب من القوة بقبيلته كثيرة العدد ، وحصل بينه وبين محدى الهبداني صداقة ، وبعد أن رآى محدى دفع الأتاوه لجدعان بن مهيد ، وهو على هذا الجانب من القوة أبت نفسه الثائرة الا أن يوغر صدر حجو على بن مهيد وقال له : لماذا ترضى هذا الخنوع وهذه الذلة وأنت رجل عربي ، وعندك من العدد والعدة ما يفوق ابن مهيد ، وعندك القصور الشامخه التي تستطيع فيها أن تحمي نفسك بالسلاح وتعز قومك من دفع الأتاوة ، وأتبع كلامه هذه القصيدة :




قولوا لحجو ريف هزل الركايـب
عندي لهم عن لمسة الخشم حيلـه


قصرٍ يشـادي نايفـات الجذايـب
ورصاص قبسٍ مولـعٍ لـه فتيلـه


والا أصبروا صبر على غير طايب
صبر الجمال اللـي ثقلهـا تشيلـهٍ


وألا أزبنوا للروم شقر الشـوارب
وفضوا عن الويلان طرقا طويلـه


ما يترك الهسات لـو قـال تايـب
ما طول مسحون الدوى ما عبي له


أنتم عرب من روس قومٍ عرايـب
وش لون ترضون الخنا والرذيلـه


هـذي عليكـم يالسنافـي غلايـب
وش لون ترضون الردى والفشيله


من مالكم يوخذ خـراف وحلايـب
يـا خونكـم يـا كسبيـن النفيلـه


لو هم بني عمي ولو هـم قرايـب
ممشي الخطا نشوف به كل عيلـه





بعد ذلك ثار السيد ( حجو ) وأعد عدته ، وأطلق النار على رسل جدعان بن مهيد اللذين جاؤوا ليأخذوا الأتاوة ، ورفض أن يستجيب لمطلب بن مهيد ، وبعد أن عرف جدعان بن مهيد أن السبب لذلك هو محدى الهبداني عرض أمره على موظيفي الدولة العثمانية الذين يحكمون البلاد آنذاك ، وقال أن هذا رجل شرير جاء من نجد ليفسد البلاد ، فألقوا القبض عليه ، وزجوه بالسجن ، وبعد أن مكث مدة طويلة به ، قال هذه الأبيات بالسيد حجو صديقه الحميم :



قولوا لحجو قبل يسعى بنـا الـدو
دحيثـه فهيـم الطيبـة مـا تفوتـه


يالله يـا خـلاق يـا خيـر معبـود
يا مظهر ذا النون من بطـن حوتـه


ترحم غريبٍ دونه البـاب مـردود
توازنـت عنـده حياتـه ومـوتـه


أطلبك ترزقنا بيسرك عـن الكـود
هـذا زمـانٍ شيبتـنـي وقـوتـه


أشوف أنا بالناس حاسد ومحسـود
ولقيت لي نـاسٍ تضيـع سموتـه


العدل ضاع وزايد الحيف ماجـود
ومن صاح يبي الحق ما سمع صوته





فأخذ السيد حجو كمية من الذهب على غفلة وراح للموظفين الأتراك ورشاهم فأطلق محدى الهبداني من السجن ، ولكن محدى بعدما حصل له من الشيخ جدعان بن مهيد ما حصل ، أبت نفسه أن يسكن بينهم ، فقال هذه الأبيات بالشيخ محمد بن سمير صديقه القديم ، الذي أجاره من آل قعيشيش في أول الأمر وهي كما يلي :





ياراكب سمح المذرع من القـود
أشعل طويل المتن نبـه شناحـي


يشدي لهيقٍ جفله حـس بـارود
عليه زعر منومل الملـح فاحـي


وشديده من عاج والنطع ماهـود
ومفصلٍ باجواز ريش المداحـي


تلفي أخو عذرا من الربع مقصود
زبن الهليب اللي له المنع شاحي


قل له ترى دنياي ما تازن العـود
مر بيات ومـر كونـه صباحـي


وافطن ترى دنياك خوانة عهـود
صفاقةٍ عرقوبهـا بـا رتماحـي


ويا شيخ ما دامت لكسرى وداود
كم دور ربعٍ كيفوا بـه وراحـي


ياما صبرنا ياخو عذرا على الكود
نصبر ولا نطلب ايدينٍ شحاحـي


عزي لمن مثلي من الغبن ملهـود
وعما تريد النفس يقصر جناحـي


من يوم بانـن المغاتيـر بالسـود
بطل جهلنا يوم بـان الوضاحـي


ويا شيخ با مبعد عنا كل مضهود
يا مزبنه وان ضاق فيه البياحـي


ياما لجينابك عن الحيف والـزو
ديوم أنها قلـت علينـا المشاحـي


والله مادامي على القاع ماجـود
منساك يا طير السعد والفلاحـي






ثم قال قصيدة أخرى بالشيخ عبدالكريم الجربا شيخ قبائل شمر بالعراق :





يالله يا خـلاق صبـحٍ بثـر ليـل
باذنك عسى تسمع لعبدك سوالـه


تفزع لمضهودٍ وطا راسه الشيـل
ما بين كاف ونون تنعـش حوالـه


يا دارنا عفناك من زايـد الميـل
عيفة عديمٍ شاف نقـص لجلالـه


يا دار يا دار الخطـا والتهاويـل
حقـك لمقلـول الرفاقـه نوالـه


يا دار ما يسكن بك الا قوي حيـل
يقضي لحاجاتـه بسيفـه لحالـه


يا ربعنـا هيـا نوينـا المحاويـل
نروح عن دار العيـا والضلالـه


سموا وطيعوني على الزمل ونشيل
لعبدالكريـم اللـي تذكـر فعالـه


للشيـخ نطـاح الوجيـه القبابيـل
ومن صكته غبر الليالـي عنالـه


الدار دار وكـل دارٍ بهـا كيـل
والرزق عند اللي عظيـم جلالـه





ثم رحل الى الشيخ عبدالكريم الجربا ، والتجأ اليه فأكرمه الشيخ اكراماً بالغاً ، وذات يوم وهو جالس عند الشيخ عبدالكريم في مجلسه ، أهدي للشيخ عبدالكريم جواد من الخيل الأصايل وقبلها وفي الحال قدمها الى محدى الهبداني وكانت جواداً من أحسن جياد العرب ، فقام واحد من الجالسين من شمر الى محدى وقال له : أسألك بالله يامحدى أن تخبرني أي من عبدالكريم الجربا اوجدعان بن مهيد أحب الى نفسك ؟ فقال محدى : ويحك لا تسألني بالله ، فكرر عليه الشمري ثلاث مرات ومحدى يتهرب من السؤال ، وبعد ذلك قال محدى : أقسم لك بما سألتني به أن (غليون ) جدعان بن مهيد عندما ينفث منه الدخان ويعطيني أمزه يسوى عندي عبدالكريم الجربا وقبيلة شمر ، وعندما سمع ذلك الشيخ عبدالكريم ثارت ثائرته وقال للشمري الذي سأل محدى : أنا أحرم عليك أن تسكن منازل شمر ، وان علمت أنك ساكن في منازل شمر سوف أقطع راسك ، وطرده من مجلسه ، والتفت الى محدى وقال له : أشكرك على ما قلت ، ولو قلت غير ذلك لاستهجنتك ، فأمر رجاله أن يحضروا خمسة عشر ناقة من الأبل الوضح ، أي البيض ، وقال هذه هديه مني لك مع الجواد الأبيض ، تقديراً لموقفك من شيخك جدعان بن مهيد ، الذي هو شيخ الفدعان ، وبقي عند الشيخ عبدالكريم الجربا معززاً مكرماً ،، وذات يوم كان الشيخ عبدالكريم الجربا غازياً قبيلة عنزة التي هي قبيلة الهبداني وكان محدى برفقته ، وأثناء سيرهم لحق بهم شخص من شمر على قلوصه ، مبشراً عبدالكريم أنه رزق بمولود ، فقال له بعض أصحاب عبدالكريم أذهب وبشر محدى الهبداني بالمولود ، وكان محدى منتحياً من طرف القوم ، وعندما بشره الرسول أجابه قائلاً : لا بشرك الله بخير ، وأسأل الله أن المولود الذي بشرتني به لا يبلغ سن الفطام ، فقال البشير ويحك يامحدى لماذا تقول هذا بأبن الشيخ عبدالكريم ؟ فقال : نعم أقول ذلك لأنني أخشى أن يترعرع وينمو وتكتمل رجولته ثم يكون مثل ابيه فيقضي على البقية الباقية من عنزة ، فضحك القوم من قول محدى ففي الكلمة نكته وأعجاب ، وعندما علم الشيخ عبدالكريم كلام محدى مع الذي جاء يبشره بالمولود ضحك كثيراً وقال : ما يقوله محدى مقبول عندي ، وقد دار الحديث هذا وهم في مواطن عنزة ، وكانت قبائل عنزة قبل سنة تقطن هذه الأماكن ، وصدفه أمر عبدالكريم على القوم أن يحطوا الرحال ، ويناموا ليلتهم لأنهم كانوا آخر النهار ، وعندما نزلوا لا حظ الشيخ عبدالكريم أن محدى لم يقر له قرار ، وكان يسير على قدميه من حول القوم وكأنه يبحث عن ضالة ، فدعاه الشيخ عبدالكريم قائلاً له تفضل يا محدى لأن القهوة والشاي قد حضرا فأتى محدى عابس الوجه ، تبدو عليه علامات التفكير والذهول ، لاحظ منه ذلك الشيخ فقال له : ما بك يامحدى ؟ فقال : لا شئ يا سكران المجانين ، وكان هذا الأسم يطلق على الشيخ عبدالكريم عند قبيلة شمر ، وقبيلة عنزة ، فكرر عليه الشيخ السؤال ، فقال : هل تعرف هذه الأماكن التي نحن الآن بها ؟ فقال : نعم أعرفها ، قال محدى : أنها منازل عنزة بالعام الماضي ، وهذه حدودهم ، وكنت بالعام الماضي أقطنها معهم ، وقد عرفت منزل كل شيخ منهم حولنا ، فقال الشيخ عبدالكريم : وهل قلت شيئاً يا محدى بذلك ؟ فقال : نعم قلت ، فأنشد هذه الأبيات :




يا دار وين اللي بك العام كاليـوم
ما تقل مرك عقب خبري نجوعي


خالٍ جنابك بس يلعي بـك البوم
ما كن وقف بك من الناس دوعـي


شفت الرسوم وصار بالقلب مثلوم
وهلت من العبرة غرايب دموعـي


وين الجهام اللي بك العام مـردوم
وظعون مع قدوة سلفهـا تزوعـي


أهل الرباع مزبنة كـل مضيـوم
وأهل الرماح مظافرين الدروعـي


راحوا لنا عدوان وحنا لهـم قـوم
ولا ظنتي عقب التفرق رجوعـي


وان صاح صياحٍ من الضد مزحوم
تجيك دقـلات السبايـا فزوعـي


صفرٍ يكاظمن الأعنـه بهـن زوم
يخلن سكـران المجانيـن يوعـي


يركب عليهن باللقى كـل شغمـوم
فريس والله ما تهـاب الجموعـي


خيالهم ينطح مـن الخيـل حثلـوم
يوم الأسنه بالنشامـى شروعـي


ويا شيخ أنا عندك معزز ومحشوم
ويمضي علي العام كنه سبوعـي


لا شك قلبي بالوفا صار ما سـوم
لربعي وأنا يا شيخ منهم جزوعـي


وعيني لشوف الحيف ما تقبل النوم
والقلب يجزع بين هدف الضلوعي


ويا شيخ ابا وصفك يا مفني الكوم
يالصاطي القطاع حسن الطبوعـي


حلياك حرًيفنـي الصيـد ملحـوم
متفهق الجنحـان حـر قطوعـي


حر علم بالصيد من غيـر تعلـوم
يودع بداد الريش شـت مزوعـي





وعندما أكمل الهبداني قصيدته ، قال الشيخ عبدالكريم أطمئن ياصديقي ، أننا في الصباح راجعون الى ديارنا لأنني لا أحب أن أجد قبيلة عنزة ويحصل بيني وبينهم صطدام وأنت معي ، لأنك منهم ولأنك جار عزيز عندنا وأنني أقدر هذه الحمية فبك ، ولا ألومك بما قلت بقومك ، وعندما بلغ الشيخ جدعان بن مهيد ما حصل من سؤال الشمري في مجلس الشيخ عبدالكريم الجربا ، وعن هذه القصيدة الأخيرة التي قالها عند عبدالكريم الجربا ، أرسل الى محدى وفداً يدعونه ليرجع اليهم وأن له كل ما يطبه ، وأنه سيبقى عندهم معززاً مكرماً ، ولن يعصوا له أمراً ، ولا توجه اليه اهانة ، فاعتذر محدى من الشيخ عبدالكريم الجربا ، واستأذنه بالرحيل ، فسمح له بعد أن أنعم عليه وأكرمه ، ورجع الى الشيخ جدعان بن مهيد شاكراً لعبدالكريم الجربا فضائله وكرمه وأخلاقه ، وبقي عند جدعان زمناً طويلاً مكرماً الى أن تذكر بلاده نجد وحن اليها ، واشتاق أن يحج لبيت الله العتيق ، ويزور مسجد نبيه الكريم ، فاستأذن من الشيخ جدعان ورحل من بلادهم الى بلاد نجد مع قبيلته آل فضيل ، ورجع الى موطنه ومسقط رأسه نجد العزيزه ، وحج بيت الله وزار مسجد نبيه بعد أن قال هذه الأبيات :




يالله ياللي مـا دخيلـك يضامـي
ياللي عفيت وحل لطفك على أيوب


أطلبك يا محيي هشيـم العظامـي
والي ولا غيرك ولـي ومطلـوب


يالله تجمـع شملـنـا بالتمـامـي
يا عاقل يوسف على أبوه يعقـوب


بجاه من صلى لوجهك وصامـي
تفتح لنا من باب لطفك لنـا بـوب


وبجاه من لبى ولبـس الحرامـي
ورقى على الجبل قاضي النـوب


يا عالمٍ باللي خفى مـن كلامـي
تبهج فواد اللي على البيت منعوب


يالله يـا مسقـي كبـود ظوامـي
من مي زمزم نافل كل مشـروب


هيا ودنوا لـي ركـابٍ همامـي
نبي نزور اللي على القلب محبوب


نبينـا نضفـي عليـه السلامـي
وحنا علينا الحج فرضٍ ومكتـوب





هذه ترجمة محدى بن فيصل الهبداني أستقيتها من الطاعنين بالسن من رجال قبيلة عنزة وغيرهم كم بها من جوانب عامره وفضائل معجبة .
__DEFINE_LIKE_SHARE__




التعديل الأخير تم بواسطة : نــجــم بتاريخ 30-03-2012 الساعة 03:36 PM

توقيع : نــجــم
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
نــجــم غير متصل   رد مع اقتباس