عرض مشاركة واحدة
قديم 21-10-2009, 01:56 AM   رقم المشاركة :[18]
معلومات العضو
سـكـااايب عــطــر
لا يغركـ \\ ضحكي ..ولا ..اسلوبي
 
الصورة الرمزية ظل القمر

 

أحصائيات العضو
 

 ظل القمر غير متصل

مزاجي  


عدد الأوسمة:

من مواضيعي
 


افتراضي رد: )( مجـــ عيال الحمايل ــــلة 19 )(











\
\
( عــفــارم أفــنـدم )


هناك هاك الواحد والواحد الله في سماه العالي وإلى هنا هاك الرجل الذي

متزوج وله من زوجته عدة أولاد وكان يعمل ويكافح في سبيل تأمين ضروريات

العيش لأسرته التي بدأت تكبر وتكثر، وتكبر طلباتها وتكثر، وفي سنة من السنوات

ضاقت قريته عن أن توفر له ولأسرته ضروريات المعيشة، وأحس بالضرورة الملحة

التي تدفعها إلى الغربة وأخبر زوجته بما صمم عليه وكانت زوجته تعرف الظروف

القاسية التي تحيط بزوجها فلم يسعها إلا أن توافق مضطرة على رحيل زوجها

في طلب الرزق، وجمع الزوج كل ما يستطيع جمعه لمعيشة أسرته وودعهم

قائلاً إنني سوف أغيب عنكم مدة لا أدري هل تطول أو تقصر، ولن أعود إليكم

إلا بعد أن أحصل على ما أريد، أو أخفق في ما سافرت من أجله، وودعوه والكل

منهم يبكي على فراق عائلهم وعميدهم والمكافح من أجلهم، سار الرجل إلى مكة

المكرمة في طلب الرزق، ووصلها قرب موسم الحج، فأحب أن يؤدي هذا الركن

من أركان الإسلام، ثم بعد ذلك يبحث عن عمل، وقضى الرجل فرضه،

وصار يتجول في شوارع مكة باحثاً عن عمل، ولكنه لم يجد عملاً،

وسمع الرجل أن في جدة مجالاً للعمل أكثر من مكة، وشد الرجل رحاله

إلى جدة فوصلها وصار يتجول في شوارعها باحثاً عن عمل يقتات منه

أولاً ثم يبعث ما فضل عنه إلى عائلته التي تترقب منه مدداً وعونا في

أقرب فرصة ممكنة واستمر الرجل في البحث عن عمل حتى جاء ذات

يوم إلى ساحل البحر فوجد رجالاً ينقلون صخوراً من مكان إلى مكان

ورأى حاكم البلد يشجعهم ويستحثهم على السرعة والنشاط في حمل

تلك الأثقال فانخرط الرجل في سلكهم دون أن يسأل ودون أن يعرف

الأجر اليومي، وجد الرجل مع الجادين في نقل تلك الصخور، وكان

يعمد إلى أكبر الأحجار فيحملها على كتفه حتى يضعها في المكان المراد

وضعها فيه فإذا لم يجد حجراً كبيراً حمل حجرين اثنين بينما رفاقه

لايحملون إلا حجراً حجراً، ويبحثون عن الأحجار الصغار توفيراً لجهودهم

ونشاطهم، ولاحظ الحاكم نشاط هذا الرجل الغريب، ورأى الرجل الغريب

نظرات الحاكم إليه، فأيقن بأنه سوف ينال أجراً وافياً يفوق أجور الآخرين،

ولذلك فقد حاول أن يبذل أكبر جهد ممكن في نقل هذه الصخور من مكانها

القديم إلى المكان الجديد، وانتهى النهار وجاءوقت استيفاء الأجر واصطف

العمال في طابور واحد ووقف الحاكم لهذا الطابور يصافحهم واحداً واحداً

ويمدحهم ويثني على كل حسب جهده ونشاطه الذي شاهده ورآه، فمنهم

من يصافحه ويبنسم في وجهه، ومنهم من يصافحه ويقول له عفارم أفندم،

ومن يقول له عفارم أفندم مرتين، ومنهم من يعفرم له ثلاث مرات وهذا

أغلى ثناء يبذله ذلك الحاكم، وجاء الدور على صاحبنا العامل الجاد المخلص،

وقرب من الحاكم ونظر الحاكم إلى هذا العامل فعرفه وتصور ما كان يقوم

به من جهد فاق به جميع العمال فصافحه بحرارة، وقال له عفارم أفندم

عفارم أفندم عفارم أفندم ثلاث مرات، أنه لم يقل هذه الكلمات الثلاث لواحد

من جميع هؤلاء العمال الذين مروا من أمامه وصافحوه،

وقال هذا العامل لابد أن وراء هذا الثناء العاطر أجراً وافراً ومر العامل

سائراً في الطابور ومنتظراً بعدذلك وافر الجزاء، وانتهى السلام والثناء

وذهب الحاكم في طريقه، وبقي العمال حيث كانوا وسأل هذا العامل

الجاهل زملاءه، وعن وضعهم وعن أجرهم، وعن هذا الشخص الذي

صافحهم واحداً واحداً وأثنى على كل واحد منهم بحسب رأيه فيه،

وقال له زملاؤه إن هذاهو حاكم البلد،ونحن مجبرون على القيام بهذا

العمل مجاناً لمصلحة الدولة، والأجر الوحيد الذي نقبضه هو هذا

المدح والثناء الذي يوزعه علينا هذا الحاكم بمقدار وبحساب فلا يعطى

كسولاً أكثر مما يستحق، ولا يغمط مجداً فيحرمه من كلمات الثناء والإعجاب،

فقال العامل وإذاً فلا أجر على العمل، فقالوا له أنه لا أجر، وفكر العامل

في وضعه إنه جائع، ومجهد وليس في جيبه نقود يشتري بها طعاماً،

وإذاً فما هو العمل، إن ذلك الثناء العاطر من الحاكم لا يشبع ولا يروي

ولا يسمن ولا يغني من جوع، وفكر العامل تفكيراً جدياً في هذه المشكلة

إن الجوع كافر، ولا بد من وجود طعام بأي شكل من الأشكال ورأى

مطعماً في أحد الأسواق التي كان يتجول فيها ودخل فيه ليأكل وليملأ بطنه

وليكن بعد ذلك ما يكون، وطلب هذا العامل من صاحب المطعم أن يقدم له

من جميع الأنواع التي لديه، فأكل حتى لز أضلاعه، وجاء وقت دفع

الثمن والعامل ليس في جيبه أي شيء فلم يكن من هذا العامل إلا أن

يتقدم إلى صاحب المطعم وأن يطلب منه أن يمد يده إليه وظن صاحب

المطعم أنه سوف يضع النقود فيها عندما يمدها ولكنه بدل أن يضع النقود

وضع يده اليمنى على يد صاحب المطعم اليمنى وجعل يهزها بحرارة

ويقول عفارم أفندم عفارم أفندم عفارم أفندم، وتعجب صاحب المطعم

مما رأى ومما سمع، وقال إنني أريد قيمة ما أكلت وأنت تصافحني

ثم ماذا بعد المدح، وقال العامل لا شيء فقال صاحب المطعم وأين

قيمة ما أكلت، فقال دفعت لك أجر يوم كامل مقابل وجبه واحدة،

فقال صاحب المطعم وأين ما دفعت فقال العامل هذه الكلمات الثلاث التي سمعتها،

وقال صاحب المطعم، وهل الكلام يدفع قيمة للطعام فقال العامل نعم،

وقال صاحب المطعم هل أنت مجنون، فقال العامل لست مجنوناً وتشادا وتصافعا

واشتبكا في عراك مرير إلى أن تدخل بعض الجالسين في المطعم وطلبوا

من الاثنين أن يذهبوا إلى حاكم البلد ليحكم في هذه القضية،

وذهب صاحب المطعم بالعامل إلى حاكم البلد الذي كان يشرف على أعمال

العمال ويدفع لهم أجرهم سلاماً وكلاماً ومدحاً وثناءاً وشرح صاحب

المطعم دعواه، وطلب من الحاكم أن يلزم هذا العامل بدفع قيمة ما أكل،

ونظر الحاكم إلى العامل فعرفه، وقال له لماذا لم تدفع له قيمة طعامه،

فقال العامل لقد دفعت له أجر يوم كامل بدل وجبة من الطعام واحدة،

فقال الحاكم وما الذي دفعت فقال العامل تلك الكلمات الثلاثة التي دفعتها

إليّ مقابل عملي طيلة ساعات النهار، وضحك الحاكم مما سمع،

وطلب من صاحب المطعم أن يترك هذا العامل يذهب في حال سبيله

وأن يضيف قيمة هذه الوجبة إلى حساب الحاكم الذي اقتنع بأن هذا

العامل محق في دعواه .


وكملت وحملت وفي أصيبع الصغير دملت




__DEFINE_LIKE_SHARE__



توقيع : ظل القمر
ظل القمر غير متصل