عرض مشاركة واحدة
قديم 29-03-2012, 07:20 PM   رقم المشاركة :[16]
معلومات العضو
نائب المشرف العام

 

أحصائيات العضو
 

 نــجــم غير متصل

مزاجي  


عدد الأوسمة:

من مواضيعي
 


افتراضي رد: :::كتاب أبطال من الصحراء :::







رابعاً : محدى الهبداني



نسبه – حياته – فروسيته – شخصيته القوية – طموحه – شعره وهجائه لقومه – أبتعاده عن قومه ولد سليمان – غارته على الشوايا – حربه مع بن قعيشيش – لجوؤه لأبن سمير – شعره فيه – أنتقاله الى أبن مهيد وآل غبين – صلته بالسيد حجو وتأليبه اياه – ثورة السيد حجو – الشعرفي ذلك – رحيله الى الشيخ عبدالكريم الجربا واكرام الجربا له – قصته مع الشمري في مجلس الجربا – وفاء عبدالكريم معه وعدوله عن مهاجمة قوم محدى من اجله – عودته لجدعان بن مهيد بدعوه منه ورجاء للعودة – انابته – حجه ......الخ


هو محدى بن فيصل الهبداني عاش الى تاريخ 1300 هجرية تقريباً ، وهو من قبيلة الفضيل التي يرأسها الشيخ أبن رشدان وهي فخذ من أفخاذ قبيلة الجعافرة من ولد سليمان ( من ضنا عبيد )
من بشر ، وبشر هو أبن عناز بن وايل وهو شقبق مسلم بن عناز الذي تتفرع منه قبيلة
( ضنا مسلم ) ، نشأ هذا الشاعر وترعرع بين قبيلة ولد سليمان المشهورين بالشجاعة ، وكثرة العدد ، شيخها العواجي وعائلته ، والعواجية لا زالوا هم شيوخ هذه القبيلة ، نشأ في وقت التطاحن بين قبيلته والقبائل المحيطه بها ، وأمه ( ذكر ) بنت مشل العواجي الفارس المشهور ، ووالده فيصل الهبداني ليس مرموقاً بين أفراد هذه القبيلة ، ولكن أبنه ( محدى ) نشأ ثائراً وذكياً وطموحاً ، يطمع بالزعامه ، ولكنه لم يلق مجالاً لزعامته مع وجود أخواله الأبطال العواجيه ، وبعد أن لاحظ أخواله طموحه وتدخله بالقبيله وتحريضه لهم وترفعه عن مسلك أبيه ضغطوا عليه ، لهذا لم يستطع أن يبرز بينهم ، وضاقت به الأرض بما رحبت ، أخذ يتألم ويقول الشعر محرضاً أقاربه من آل فضيل وهاجياً لهم أحياناً ، وقال قصائد كثيرة بهذا المعنى ، لم أعرف منها سوى القليل ومنها :




هنيكـم ياهـل القلـوب المريحـة
يالدالهـيـن عـلـى بـركــة الله


هنيـكـم بقلوبـكـم مستـريـحـة
وياليت قلبـي كـل ماجـاه ينسـاه


ينسى هواجيس الضميـر المشيحـة
ويرضى على غوال حلقه الى أرخاه


خطو الولد يرضى العلوم القبيحـة
ويقفي ويقبل كالهنـوف المرضـاه


وانا دليلـي مـا يطيـع النصيحـة
يا ناس عياني دليلـي وأنـا أنهـاه





ثم قال هاجياً قومه :



يا فضيل يا قلوب الغنم ما تحام
ونيـا ليتهـا والله تحسـن لحاكـم


يا طولكم يا عرضكم يوم تاتـون
يا قل حمراكم على مـن بغاكـم


اليا اجتمعتوا للمراجـل تذيبـون
والناس عرفوا طيبكم من رداكـم


الكل منكـم دائمـاً يتبـع الهـون
يا لعن أبوكم كيف توخـذ نساكـم


ترضون بالذلـه عساكـم تهبـون
واشوف بالرجلين كـل ٍ وطاكـم


يا فضيل بالورور بغيتوا تباعـون
ويلقى المذله خائف وان نصاكـم





ثم قال هذه القصيدة متبرئاً من قومه :




ليتني من الصلبان والأصل ما بيـه
لا سايـل عنـي ولانـي بسايـل


أقعد علـى مقـرٍ خفـيٍ مواريـه
برهراهةٍ ما ياصلـه كـود حايـل


من الوسم رويان مع الصيف مطغيه
تلقى الخصـاب مكـومٍ للزمايـل


ألوذ عـن دحـشٍ كبـارٍ علابيـه
يهـوش كنـه بـاشـةٍ للقبـايـل


متباركيـن بالمولـد بنـي خـيـه
على النـزول يكثـرون الضوايـل


أنا أن بغيت الصبر قلت مشاحيـه
ونفسي عيوف ولا رضيت الفشايل


نويت أهوم وكافـل العبـد واليـه
والبعـد طـب للقلـوب الغلايـل






فاجابته أمه (ذكر) أخت مشل العواجي بالقصيده الآتيه :



أشوف سلم أبليس (محدى) يسويه
يلعب على ظهر اللعين القوايـل


عزي لنزلٍ قام (محدى) يشظيـه
لعب بكم يـا ذاهبيـن الحمايـل


مطاوعٍ لبليـس وبليـس مغويـه
لا تتبعونه يـا القلـوب الهبايـل


هذا جزا خـالٍ يعـزه ويغليـه
لا واحسايف قولةٍ : يا بن وايـل





لقد قرر محدى أن يبتعد عن أخواله ، وعن قبيلة ( ولد سليمان ) ورحل من نجد مع قسم من قبيلته آل فضيل الذين ألتفوا حوله ، أتجه الى قبيلة الفدعان من عنزة ، لأن الفدعان أقرب قبائل عنزة لولد سليمان ودخل الأراضي السورية وقد أنشأ هذه القصيدة :


يا راكـب سربالـةٍ تقطـع البيـد
حمرا ولا فوقـه رديـفٍ محنهـا


أول نهـاره خـل مشيـه تفاديـد
وفهق الى البردين عقبيـك عنهـا


مثل النعامه يوم تقفي مـع الحيـد
أو تقل شيهانٍ دنـا الليـل منهـا


تلفي لمن جيشه سـواة المعاويـد
كـم عزبـةٍ ذوق ربوعـه لبنهـا


يا خال ياللي مـا بفعلـك مناقيـد
رفعت نـاسٍ مـا عرفنـا لحنهـا


لا أكراد لا هم ترك لا سلم أجاويد
يبون يقزون العرب عـن وطنهـا


يا خال لولا نصف ربعي لهاميـد
أن كان جاكم صادق العلـم منهـا


أخترت عن دار المهونات بالبيـد
وخليت دار الـذل للـي سكنهـا


دارٍ بـدار ولا علينـا تحـاديـد
وأرزاقنا رب الخلايـق ضمنهـا


نروح عـن دار العنـا للاجاويـد
لا هل بيوتٍ من تجلـوى زبنهـا


عيال الغبين المنتخيـن المواريـد
على ظهور الخيل يذكـر طعنهـا


ان جاء نهارٍ فيه فهـق وتوريـد
يسنى على كل المـوارد شطنهـا




ولما دخل الأراضي السورية قاصداً آل غبين قال هذه القصيدة :



الله من قلـبٍ بـدا فيـه عمسـيي
ميع لو باسـه حجـر قرطيانـي


يميع ميعة شمعٍ من حـر شمسـي
والا الشحم من فوق جمر أضهياني


نصبـح مكاظيـم وبالهـم نمسـي
وكـن الطعـام ملـوثٍ ديدمانـي


يا راكبٍ من عندنا فـوق عنسـي
سحوان قطـاع الفيافـي عمانـي


عنسٍ سبرس بالسواد الوغطسـي
قطـاع دوٍ هوذلـي سوسحـانـي


هزته بعود اللوز من غيـر لمـس
وياما قطع من نـازح السهمدانـي


قطعى قطا ومذيره حـس ونسـي
من اللال ورد ديـرة الريهجانـي


فوقه دلالٍ نسج من كـل جنسـي
القرمـزان مخالـطٍ بازرقـانـي


يمد من حفرة خنيصـر ويمسـي
لأهـل بيـوتٍ شيـدت بالبيانـي


ياما عطوا من سابقٍ قود خمسـي
غبينات يعطونـه ولا بـه مثانـي


وان صار بالفرسان طعنٍ وغمسي
ما مثلهم يركب بنـات الحصانـي





وفي أثناء طريقه هو ومن معه من قبيلة آل فضيل ، صادفوا قبائل من ( الشوايا ) الذين يربون الأغنام ، في حماية الشيخ أبن قعيشيش ، يأخذ عليهم الأتاوه ويتكفل بحمايتهم من نائبات الزمن ، وعندما رآهم محدى الهبداني وجماعته أرادوا نهب أموالهم لضعفهم ، فأغاروا عليهم وأخذوا أموالهم ومواشيهم ، وعندما علم الشيخ ابن قعيشيش شيخ الخرصة من الفدعان ثارت ثائرته وأغار على محدى الهبداني وجماعته بفرسانه ورجاله وقصدهم تخليص الغنائم التي أخذوها من الشويان ، ولكن محدى وجماعته أبوا أن يسلموا ما غنموا فحصلت معركة بينهم وبين ابن قعيشيش هزم فيها ابن قعيشيش هو وقومه ، ثم أنحرف محدى الهبداني عن قبيلة الغبين ، لأن الغبين أقارب قبيلة ابن قعيشيش والجميع من قبيلة الفدعان من بشر الكبيرة ، واتجه محدى وقومه الى الشيخ محمد بن سمير الذي هو من قبيلة ( ضنا مسلم ) بن عناز ، وقبل أن يصل الى الشيخ أبن سمير أرسل اليه هذه القصيدة موضحاً فيها المعركة التي حصلت :




يـا راكبيـن مقولمـات الخفافـي
ما دنقـوا عـن الحفـا يرقعونـه


يلفن أخو خزنـه زبـون المقافـي
اللي بوقت العسر تنـدى صحونـه


الروم جتنـا جـردةٍ يـا السنافـي
يبـون ستـر بيوتـنـا ينهبـونـه


صاح الصياح وقال : ما من عوافي
وحتى جواب المنع مـا يذكرونـه


صكوا علينـا ناهضيـن الشلافـي
فزعـة وكـلً مجـرب يزهمونـه


وصحنا عليهم صيحةٍ مع كشافـي
ولعيون (صيته) جيشهم يسهجونـه


الشيخ (ثامر) مرتـكٍ تقـل غافـي
يا حيف سلبت جوخته مع زبونـه


( جعافره ) ما يشتهـون العوافـي
والشر لو هو غايـبٍ يحضرونـه


وردوا علينا مـار صرنـا عيافـي
مانـا همـاج وربعنـا يملحـونـه


لا عاد ما ناخذ من الحـق وافـي
اللي تحلوى الناس مـا يرحمونـه




وأتبع ذلك بقصيدة أخرى طالباً فيها من محمد بن سمير لجوءه اليه وحمايته وهي كالآتي :





دنوا بعيدات المماشـي ركابـي
عرندسـاتٍ يقطعـن المحاويـل


عروات لين أسهيل بين وغابـي
حتى غدا فوق الأباهر زهاميـل


يرعن من الربلة ورجل الغرابي
با طرافهن تلقى الخزامى تقل نيل


حثوا مناكب جيشكـم بالعقابـي
قلايصٍ مـا لاغمـن المخاليـل


أن روحن مع سهلةٍ له سرابـي
عوصٍ يشادن روس ربد الهراقيل


لمحمد بن سمير ريـف التعابـي
بدر الدجا نوار عشب الهماليـل


لصديقه أحلى من هتوف السحابي
ولعداه مفتول الحديـد الزناجيـل


يا شيخ لو شال الجمل مثل مابي
أزرا بليهي الرحايل عن الشيـل


ويا شيخ من دبت عليه الدوابـي
يعاف لـذات الونـس والتعاليـل


أن حط بالغليون مثل الخضابـي
وصينيةٍ تلعب بوضـح الفناجيـل


عده من الأوناس خلـو الجنابـي
أن لافه الداكوك بالعدل والميـل


ويا شيخ يا مدمي لروس الحرابي
جينا لكـم يـا كاسبيـن التنافيـل


نبي جنابك يـا نزيـه الجنابـي
يوم الرفاقه صار منهم غرابيـل





فأجاره محمد بن سمير هو وقبيلته الفضيل ، وحماه من ابن قعيشيش ، ومكث فتره طويلة في جوارأبن سمير ، الى أن عفت عنه قبيلة الفدعان بما فيهم آل قعيشيش والغبين ، بعد أن أرسل هذه القصيدة لجدعان بن مهيد شيخ قبيلة ( الولد ) من الفدعان :



يا راكـب حمـرا كتـومٍ رغاهـا
ممشى ثمان أيـام تطويـه مشـوار


جدعيـةٍ قطـع الفيافـي منـاهـا
تشدي لشاحوفٍ مع الشـط عبـار


يا رسل ياللـي لايـذٍ فـي قراهـا
خلك مع أول فجة الصبـح نشـار


والعصر أبو تركي محاري مساهـا
لغضى البخيل لغالي الـزاد دمـار


عيني قزت من نومهـا وش بلاهـا
كن النويفـج لا يفـه عقـب ذرار


قـزت وقزاهـا عظايـم بـلاهـا
عوجٍ نمضيهن وهن كارهـن كـار


وكبدي من الرهوند يخلـط عشاهـا
أو تقل يقرض من معاليقهـا فـار


علـى نجـوعٍ فـرق الله شظاهـا
ناخذ بها حق ونـذري بهـا جـار


يـا مدبـر السلقـا عليـك التقاهـا
تفرج لعبـدٍ تايـه الفكـر محتـار


يوم أخرجوه وقربتـه قـد ملاهـا
عندك لها ياوالـي العـرش تدبـار


أطلبك نفسـي لا تخيـب رجاهـا
ياعالـم باحوالهـا وانـت جـبـار


والروح منـي مسعـلاتٍ حذاهـا
حذوه رجل ما قاضبه كود مسمـار


نجدٍ يعـزي عـن غثاهـا عذاهـا
لوهي مقر ابليس في ماضي الأذكار


نركض ومن صاد الجرادة شواهـا
وللنار من عقب من المـال دينـار





بعد ذلك دعاه شيوخ الفدعان آل غبين وآل مهيد ، فرحل من عند أبن سمير شاكراً له ما لاقاه من حماية واعزاز واكرام ، وتوجه لقبيلة الفدعان لأنه أقرب الناس اليه ، وبقي بين ابن غبين وابن مهيد معززاً مكرماً الى أن حصل بينه وبين أبن غبين بعض الخلاف ، يعود ذلك الى نفسه الطموح ، التي لا تقف عند حد ، فقال القصيدة الآتيه في آل غبين هاجياً لهم :




عساك يـا دارٍ بـك الحيـف تلويـن
عسى الولي يسعى لساسك بالاخراب


يسقـي جنابـك مثـل دارٍ بداريـن
سهساه رملٍ من سمهـلات وتـراب


لا عاد ما ناخـذ وفـا حقنـا زيـن
الا بسـل مصقـل الهنـد وحـراب


عسـاك يـادار المـذلـة تخيبـيـن
وعسى الولي يسعى لنزلك بالأذهاب


ناسٍ تشيل البغض مـا هـم خفييـن
القلب فيه الريب لو يضحـك النـاب


يا حليسس وان ما شفت انا شافٍ شين
أشوف ناسٍ قوم بهـدوم الأصحـاب


يا حليس صاب القلب ما تنظر العيـن
شوف البغيض بنونها تقـل مشهـاب


ان كان ربعـك مـا لحقـك وفييـن
مسمارهم يبخص بلا قـاز وكـلاب


عنهم تنحـوا يـا قلـوب البعاريـن
في دبـرة الخـلاق فتـاح الأبـواب


عن المهونـة نجعـل النـار ناريـن
نبعد عن الأصحاب لديـار الأجنـاب




__DEFINE_LIKE_SHARE__




التعديل الأخير تم بواسطة : نــجــم بتاريخ 30-03-2012 الساعة 03:30 PM

توقيع : نــجــم
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
نــجــم غير متصل   رد مع اقتباس