في عالمٍ مرهق، أجد نفسي يائس، تائه بين أروقة الذات المظلمة.
أنا لست كتابة، ولا أنا كلام،، آنا ربما شيء ملتقطٌ من بين صفحات الغموض وشفافية العقل.
في مزاجي من التناقضات مالله بها عليم ،
أنا جيد جدًا في التقاط أجواء تناسب هذه التناقضات ،
ولكن في الوقت نفسه، أجد صعوبة في تحليل جوهر الذات الخاصة بي.
فكلما حاولت التعريف بنفسي، وجدت نفسي في عباب المجهول، ضائع في عمق اللاوعي.
ربما يكمن سر الصعوبة في عدم تفضيلي للكلام، وإصراري على الكتابة بالقلم.
ففي لحظاتي الأفضل، حينما ينطبع الكلام على أوراقي،
يبتعد وهج التفاهم الذاتي ويظهر المجهول.
فالكتابة، بحسب تصوري، هي جسر عبور، تعبر عبره الأفكار والعواطف،
مجرد همس لا يلتصق بالشخص، ولكنه يتلاشى في إيقاع الحروف.
أبحث عما يمكن أن يكون، فأجدني أحارب الزمن والمكان،
وأستعيد قوتي من الأفكار المشوشة. هل يوجد وجه آخر للذات؟
هل يستطيع الكلام أن يصف ما يختبئ خلف الكواليس؟
ربما لا، أو ربما نعم. فقد نصل إلى نهاية العمر دون أن نعثر على إجابات تشبع ذاك العطش.
أحيانًا، تركت الكلام يختلق حكايات للذات،
قصصًا غامضة وتفاصيل مجهولة. ولكن الثمن الذي يدفعه الكلام لا يعتد به كثيرًا ،
فصراع نزعتين الكتابة والتعبير قد جعلني مسجون بين صفحات غير منفتحة.
معاتب
الخامس من كانون الأول 2023 م
__DEFINE_LIKE_SHARE__