[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:skyblue;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

قراءة في لوحة : صانعة الأطباق
تمثل هذه اللوحة، جانب الرسام والمصور في شخصية الفنان التشكيلي الليبي الأصل، السوري الجنسية (محمود جلال) الذي تنقل مع والده في أكثر من دولة قبل ان يحط الرحال في دمشق، وبشكل دائم. مارس هذا الفنان إلى جانب الرسم والتصوير، فن النحت، وله في هذا المجال، تجارب عديدة منها: تمثال ابن رشد، والاتحاد، والثوري العربي.





لوحة صانعة الأطباق ـ الفنان: محمود جلال (1911 ـ 1975)
كما ساهم مع عدد من الفنانين التشكيليين المصريين بتأسيس كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق عام 1960 ورأس شعبة النحت فيها عدة سنوات.
كرس الفنان محمود جلال تجربته الفنية الرائدة للموضوعات الريفية والقومية، وكان فيها موزعاً بين الواقعية الرصينة والواقعية المختزلة، وبين الرسم والتصوير والنحت، بل لقد وصل في بعض أعماله النحتية (كتمثال الاتحاد) إلى نوع من الهندسية المعمارية الحاضة لخواص المعمار الإسلامي وقيمه. يذكر ان الفنان محمود جلال، قام بدراسة النحت والتصوير في أكاديمية الفنون الجميلة بالعاصمة الايطالية روما، ثم قام بتدريس هذه الفنون في ثانويات ومعاهد دمشق، قبل ان ينتقل إلى التدريس في كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 1960 وكانت يومها معهداً «عالياً» للفنون الجميلة، تحولت في العام 1963 إلى كلية.
تمثل لوحة (صانعة الأطباق) امرأة ريفية سورية تمارس حرفة شعبية كانت سائدة في الريف السوري هي صناعة الأطباق والسلال من سيقان سنابل القمح بلونها الطبيعي، أو بعد صباغتها بألوان خاصة من ابتكار الفلاحين أنفسهم، إلى جانب صانعة الأطباق الموجودة في اللوحة، تقف فتاة بالزي العربي، استقر في يدها طبق تتأمله بإعجاب، بينما صانعة الأطباق الحسناء تواجه الفنان ـ المصور، بشرود يعكس صفاء وطيبة ووسامة أهل الريف.
بالمقابل، تمثل وضعية المرأة، وتكوين اللوحة بشكل عام، اهتمام الفنان محمود جلال بتعبير الوجوه، وحركات الأيدي، وتوزيع العناصر المتقن في جسد اللوحة، وبالتدرج اللوني الذي برع جداً، بعملية توزيعه وتوافقه وانسجامه.
هذه المقومات مجتمعة، خلقت حالة تشكيلية وتعبيرية بهية في اللوحة، عكست تأثر الفنان الواضح بالكلاسيكية الأوروبية، لكنه هنا حقنها بروح الريف العربي، ودفء ألوان الشرق وسحره.
د.محممود شاهين

[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN] __DEFINE_LIKE_SHARE__