القصيدة(27)
لشاعر العباس بن الأحنف
كَتَمتُ الهَوَى وَهَجَـرتُ الحَبيبـا
وَأَضمَرتُ فِي القَلبِ شَوقاً عَجيبـا
وَلَم يَـكُ هَجريـهِ عَـن بِغضَـةٍ
وَلَكِـن خَشيـتُ عَلَيـهِ العُيوبـا
سَـأَرعَـى وَأَكـتُـمُ أَسـرارَهُ
وَأَحفَظُ ما عِشـتُ مِنـهُ المَغيبـا
فَكَـم باسِطيـنَ إِلَـى وَصلِنـا
أَكُفَّهُـمُ لَـم يَنـالـوا نَصيبـا
فَيا مَن رَضيـتُ بِما قَـد لَقيـتُ
مِـن حُبِّـهِ مُخطِئـاً أَو مُصيبـا
وَيـا مَـن دَعانِـي إِلَيهِ الهَـوَى
فَلَبَّيـتُ لَمَّـا دَعـانِـي مُجيبـا
وَيـا مَـن تَعَلَّـقـتُـهُ ناشِئـاً
فَشِبـتُ وَمـا آنَ لِي أَن أَشِيبـا
لَعَمري لَقَـد كَـذَبَ الزَّاعِمـونَ
أَنَّ القُلـوبَ تُجــازي القُلوبـا
وَلَو كانَ حَقّـاً كَمـا يَزعُمـونَ
لَما كانَ يَجفـو حَبيـبٌ حَبيبـا
وَكَيـفَ يَكـونُ كَمـا أَشتَهـي
حَبيـبٌ يَـرَى حَسَناتِـي ذُنوبـا
وَلَـم أَرَ مِثـلَكِ فِـي العالَميـنَ
نِصفـاً كَثيبـاً وَنِصفـاً قَضيبـا
وَأَنَّـكِ لَـو تَطِئيــنَ التُّـرابَ
لَزِدتِ التُّرابَ عَلى الطيـبِ طيبـا
__DEFINE_LIKE_SHARE__