عرض مشاركة واحدة
قديم 21-10-2009, 01:16 AM   رقم المشاركة :[6]
معلومات العضو
سـكـااايب عــطــر
لا يغركـ \\ ضحكي ..ولا ..اسلوبي
 
الصورة الرمزية ظل القمر

 

أحصائيات العضو
 

 ظل القمر غير متصل

مزاجي  


عدد الأوسمة:

من مواضيعي
 


افتراضي رد: )( مجـــ عيال الحمايل ــــلة 19 )(







[align=center]






\
\
(( الهــدهــد ))
[align=center]






آيات الله سبحانه وتعالى تتجلى في مخلوقاته التي سخرها للإنسان لتلبي حاجاته

ومتطلباته ولتكون له عوناً ونصيراً على أعداءه, فلو تأملنا اهتمام القرآن الكريم

بالطيور وتطرقنا تحديداً إلى قصة الهدهد مع سيدنا سليمان عليه السلام, لوجدنا

إعجازاً واضحاً وجلياً وخصوصاً استخدام هذا المخلوق في مجال الاستخبارات

العسكرية والاتصالات السلمية, لسرعته وذكاءه وطريقته المذهلة في تنقلاته.





قال تعالى في قصة سيدنا سليمان مع استخبارا ته المتمثلة بطائر الهدهد.



﴿ وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20)لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً

أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21)فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ

وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ (22)إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا

عَرْشٌ عَظِيمٌ (23)وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ

أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ (24)أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ

فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25)اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ

الْعَظِيمِ (26)قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27)اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ

إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ

(29)إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30)أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي

مُسْلِمِينَ (31)قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ

(32).﴾، (النمل).




الهدهد (Hoopoe)




يعد الهدهد من الطيور النادرة، له عرف مميز على رأسه، اللون بني فاتح وعرفه

البني مرقط من أطرافه بالريش الأسود ونصفه الأسفل أسود مرقط بالريش الأبيض

في نظم جميل، له طريقة مميزة في الطيران، ويتغذى على الحشرات ويشاهد أفراداً

في المناطق الزراعية، وهو من أصدقاء الفلاحين فهو ينظف الأرض من الديدان

واليرقات والآفات.

يعد وجوده ومشاهدته علامة على نقاء البيئة من المبيدات الحشرية, ويمنع صيد

الهدهد كما هو الحال بالنسبة لأبو قردان وأبو فصادة، حيث أنه لا يؤكل.



أما بالنسبة لترتيبه ضمن المملكة الحيوانية فهو يعتبر من شعبة الحبليات، صنف

الطيور، رتبة كوراسييفورميس (Coraciiformes)، فصيلة أو عائلة آبابايدا

Upupidae، جنس Upupa ، نوع U. epops، واسمه الثنائي

هو Upupa epops. وهو من نفس رتبة الطيور آكلة النحل (bee-eaters)

وملتقطة السمك (the kingfishers) والـطيور المعروفة بـ (rollers).





تنتشر الهداهد في آسيا وأوروبا وشمال أفريقيا وفي الصحراء الكبرى الأفريقية وفي

مدغشقر، وهي تهاجر لتبحث عن الشتاء المداري والاستوائي كما في الشكل (2).

وتفضل هذه الطيور المناطق العشبية إذ تبحث فيها عن الحشرات والديدان، وتسكن

في الحجور الصخرية وبين ثقوب وفراغات الأشجار، وتتميز أعشاشها بوفرة الروائح

الكريهة كروائح البراز كأحد وسائل الدفاع عن النوع ضد الضواري والدخلاء. وهناك

قصص لتلك الطيور في الثقافت البشرية مثل الثقافة اليونانية القديمة والثقافة الصينية

والثقافة العربية. أما في الأديان فإن العهد القديم يعتبر الهدهد من الطيور النجسة بينما

له قصة فريدة عند المسلمين في القرآن الكريم مع نبي الله سليمان عليه السلام (2).






يسكن هذا الطائر في جحور الأشجار أو الجحور الصخرية الضيقة وحتى في المباني

القديمة. وتجلس الأنثى 12-15 يوماً على بيضها كفترة حضانة حتى تفقس. الذكر

يطعم الأنثى أثناء فترة الحضانة ويطعم الصغار بعد الفقس. وعادة ما يحتضن صغيرين

كل عام بحيث يغادرون العش بعد 26-32 يوماً من التفقيس، وله قابلية عجيبة في

طلب الماء والكشف عن تواجده تحت الأرض.





يتميز بسرعته الفائقة في الطيران والعدو، ومن صفاته المميزة أيضاً أنه يتمكن أن يبعد

أي حيوان ضار أو مفترس عن عشه وصغاره عن طريق رش رذاذ أسود زيتي

برائحة كريهة من غدة بقاعدة الذيل تبعد أي متطفل، بل وحتى الصغار يستطيعون

ذلك إن أحسوا بالخطر(3).






يتميز هذا الطائر برشاقته وحسن مظهره وخصوصاً مع تلك النتوءات الريشية أو

القزعة الموجودة في مؤخرة رأسه. طوله حوالي 31 سم وألوانه تختلف حسب

المناطق، فمنها الدارسينية -نسبة للقرفة أو الدارسين وهو نوع من البهارات البنية

الداكنة- ومنها الكستنائي مع أجنحة مخططة أو ملونة بالأبيض والأسود.

منقاره معقوف طويل وقوي وأجنحته دائرية تقريباً، أرجله قصيرة وذيله مربع،

والريش الجميلة في مؤخرة رأسه قد تتحول لشكل مروحي عندما يستثار،

ويعمل على نفخ ريش رقبته عند المناداة. وعند الخطر يومض برأسه.




يتناول الأعشاب من البراري المفتوحة ويفضل الحشرات كالديدان ويرقاتها اللينة التي

يلتقطها من الترب وفتحات الصخور الضيقة باستخدام منقاره الطويل، كما ويأكل

الحيوانات الصغيرة كالسحالي والعضايا. وقد يأكل بمفرده أو مع زوجه خلال فترة

تربية الصغار خصوصاً في فترات الربيع والصيف، وبقية الأوقات قد يتغذى بشكل

جماعي(4).



والهدهد في العادة نوع من الطير في رائحته نتن، وفوق رأسه قزعة سوداء، وهو

أسود البراثن، أصفر الأجفان، يقتات الحبوب والدود، ويرى الماء من بعد ويحس

به في باطن الأرض فإذا رفرف على موضع علم أن فيه ماء،

وقال الجاحظ : زعموا أنه هو الذي كان يدل سليمان على مواضع الماء في قعر

الأرض )، وقد ذكروا في سبب نتن رائحته أن ذلك عائد إلى أنه يبني بيته من الزِّبل،

أو إلى تلك الجيفة المنتنة في رأسه، وقيل : بل هو منتن من نفسه من غير عرضٍ

عرَضَ له، شأنه في ذلك شأن التيوس والحيات وغيرها.

والعرب يضربون المثل بقوة إبصار الهدهد فيقولون : أبصر من هدهد،

كما يقولون: أبصر من غراب وأبصر من عقاب وأبصر من فرس(5).




ليس هناك اتفاق بين العلماء بعدد أنواع فصائل هذا الطائر، لكن عموماً هناك جنس

واحد منه وخمسه فصائل ثانوية (one genus (Upupa) and five

subspecies)، ، لكن كل من العلماء كليمنتس (Climents) وسيبلي

(Sibley) ومونروي (Monroe) عام 1991 قسموا هذا الطائر إلى صنفين

رئيسين هما الصنف الأوراسي (Eurasian) وهو ما يطلق عليه علمياً بالـيو –إي

بوب الذي ينتقل بين أسيا وأوروبا وشمال أفريقيا U. epops; ranging

across Eurasia and in northwest Africa)، ، وكذلك الصنف

الأفريقي المتوفر في الصحراء الأفريقية ومدغشقر(U. africana; ranges

through much of sub-Saharan Africa and Madagascar)

كما مبين في الشكل (3- ب). بينما اعتبر العلماء فراي، كيث، واوربان (Fry،

Keith& Urban)عام 1988م بأنهما صنف واحد باعتبار تقارب الصفات والسلوك

وفروق الريش ليست كبيرة بينهما رغم اختلاف أصواتهما بشكل واضح.

ولو اتبعنا ما ذهب له هؤلاء العلماء فإن هناك 3 أصناف من الهدهد الأوراسي

(Eurasian) والأفريقي (African) والمدغشقري (Madagascar

Hoopoe U. marginata)، وهذا ما أثبت مؤخراً من قبل عدة باحثين أمثال

موريس وهاوكنز (Morris& Hawkins) عام 1998م. وقد تم تبيان أهم

الفوارق بين تلك الأصناف كما في الشكل (3- ب)، ولعل أبرزها اختلاف الألوان

واختلاف الأصوات، فالنوع الأوراسي أقل تنوعاً بالألوان من نوع الطير المدغشقري,

(Upupa epops) كما يبين الشكل (3- ب ) الذي يتميز كذلك بوضوح صوته أكثر

من هدهد أسيا وأوربا.



يصف ويثربي وباحثون آخرون (Witherby et al's) بعض تصرفات طائر الهدهد

في بحوث نشرت عام 1943م، بأنه ، يمشي بهدوء ويركض أحياناً بتلازم حركي

بين الرجل والرأس، وهو مغرم بالاستحمام بالرمل. يأكل أساساً من الأرض وغذاءه

الرئيس في المناطق العشبية على الديدان واليرقات والحشرات، ويقوم برفع ريش

الطوق الرأسي المميز له عند الانفعال والخوف والنشاط بينما يخفضه عند الراحة

وله صفة التملص من المطاردين الرئيسين له كالباز والصقر والبوم وغيرهم

بواسطة الطيران السريع والمتميز فراراً منهم أو بواسطة عمل تمويه أرضي

بواسطة عمل حمّام الرمل له ليتخفى منهم، ويعيش في الأشجار والمباني القديمة

والجدران والجحور الصخرية.


أثبت الباحثين ديفيد ليجون (J. DAVID LIGON) وساندرا ليجون (SANDRA

H. LIGON) من قسم البايولوجيا في جامعة نيوميكسيكو بأن الهدهد من أكثر

الطيور تعاوناً ومحبة للمساعدة خصوصاً لأفراخ من أعشاش أخرى تابعة لأبناء

جنسه، وأثبتوا خلال تجاربهم على الهدهد الأخضر (the green wood-

hoopoe (Phoeniculus purpureus)) أن تلك الخاصية من أهم

خصائصه الاستراتيجية التي يؤديها وكأنه يؤدي مصلحة ذاتية لنفسه مما يبعد

الاعتقاد القديم السائد أن الحيوانات ومنها الطيور تمتلك فقط صفات

عدائية تجاه غيرها(14).





الهدهد في قصة سيدنا سليمان عليه السلام


لعل ما ذكرناه من الآيات الكريمة من سورة النمل تحكي لنا قصة هدهد سليمان عليه

السلام، وتروي لنا العجيب من خبره مع هذا النبي العظيم . وابتداء لا بد أن ندرك أن

هذا الهدهد لم يكن هدهداً من عامة الهداهد وإنما هو هدهد معين خاص،

وقد دل على ذلك أن الله قال: { مالي لا أرى الهدهد} ( ولم يقل :

مالي لا أرى هدهداً من عرض الهداهد، فلم يوقع قوله على الهداهد جملة،

ولا على واحد منها غير مقصود إليه ،ولم يذهب إلى الجنس عامة،

ولكنه جلّ في علاه قال: {الهدهد } فأدخل في الاسم الألف واللام،

فجعله معرفة فدل بذلك القصد على أنه ذلك الهدهد بعينه،

وكذلك غراب نوح، وحمار عزير، فقد كان لله فيه وفيها تدبير،

وليجعل ذلك آية لأنبيائه، وبرهانا لرسله ).





الخصائص التي تميز الهدهد عن غيره لتجعله رسولاً متميزاً:

1. طائر غير جارح وغير مخيف.

2. سريع جداً في الطيران والعدو.

3. يتحمل الظروف الصعبة.

4. ذكي ومراوغ.

5. قابلية تخفي ودفاع عن النفس بشكل رائع وسلمي وباستخدام عدة طرق مثل

أخذ حمام رملي ومن ثم الطيران قرب الأرض كي لا يميزه الناظر عن شكل

الأرض فلا يعرف اتجاهه أو باستخدام تقنية رش رذاذ أسود زيتي برائحة

كريهة من غدة بقاعدة الذيل تبعد أي متطفل كما بينا آنفاً.

6. لا يحتاج للجماعة في طيرانه وهجرته مما يجعله صعب المراقبة في معرفة الاتجاه.

7. له قابلية ملاحية متميزة في معرفة الاتجاهات لا تقل عن الحمام.

8. له قابلية عجيبة في طلب الماء والكشف عن تواجده تحت الأرض.



ولعل تلك المميزات هي التي أهلته ليكون بتلك المنزلة والثقة التي أوليت له من قبل

سيدنا سليمان عليه السلام، على أن ذلك قد يوحي بأن ذلك الهدهد كان من نوع

خاص وتم تربيته وتدريبه بعناية فائقة، والله تعالى أعلم.


فمن أين لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بتلك الحقائق العلمية التي اكتشفت

حديثاً خصوصاً وأن تلك الحقيقة لم ترد في الكتب السماوية السابقة أو

ما وصلنا منها بعد تحريفها؟!..

إنه الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر(17).


هذا والله أعلم.[/align]

[/align] __DEFINE_LIKE_SHARE__



توقيع : ظل القمر
ظل القمر غير متصل