عرض مشاركة واحدة
قديم 02-07-2010, 10:13 PM   رقم المشاركة :[184]
معلومات العضو
ღ أنثى شموخها الرحمة والتواضع ღ
 
الصورة الرمزية همستي

 

أحصائيات العضو
 

 همستي غير متصل

مزاجي  


عدد الأوسمة:

من مواضيعي
 


33 رد: الثقة بالله لا بالأسباب








,
# ثلاث فتيات كان عليهم تقديم عمل لاختيار الأفضل منهم والحصول على درجة معينة
لمواصلة طريقهم الذي بدؤوه,
كل منهم بذلت جهدها وقدمت ما تستطيع كي يقبل عملها بقبول يشرفها,
كان عليهم عرض عملهم على شاشة الكمبيوتر لهيئة التحكيم, ثم مناقشتهم كل واحدة منهم
على حدا بحضور الأخريات,

بدأت الأولى وقدمت عملها وناقشته, ثم الثانية وقدمت عملها وناقشته,
ثم جاء دور الثالثة وقد سرى بقلبها ثقة أن عملها هو الأحسن والأكمل, وسيكون الأكثر
قبولا والأكثر نفعاً مقارنةً بعمل الأخريات,,
بمجرد وضع عملها في الجهاز لتعرضه بشاشة العرض, حدث ما لم تتوقعه أبداً,
كل الأجهزة تعطلت ولم يتم عرض عملها في ذلك اليوم ولا مناقشته ,
,
هذا الموقف أوقفها وقفة جادة مع نفسها, تحاول التعرف على الخلل, أهو في الأجهزة
التي عملت عليها ولم تتعطل لحظة معها من قبل, أم الخلل في قلبها!! ثم أدركت أن ما
أصابها إنما نتيجة خلل في قلبها الذي استحوذ عليه مشاعر أنها الأحسن مقارنةً بمن
سبقوها في عرض عملهم,

بدأت تتدبر تربية الله لها وأنه سبحانه أراد توصيل رسالةٍ ما لها, ملخصها أن:
( لا حول ولا قوة إلا بالله ) ثم بدأت تتدبر حديث خير البشر أجمعين:
(( ربي لا تكِلني إلى نفسي طرْفة عين وأصلِح لي شأني كله لا إله إلا أنت )),
...
وقفت الطالبة عند كل معنى من معاني هذه الأحاديث, ثم وقفت كثيرا عند لا إله إلا أنت,
فبدأت رحلتها مع حُسن الظن بالله وبأقداره التي كلها رحمة بعباده مهما بدا لعقولنا
القاصرة ما نكرهه أو ما لا يتوافق مع ما نريده, ثم من هذا المنطلق علمت أن الله
أراد بها خيراً,
,
أدركت أنها لا بد أن تعمل ما عليها, وتبذل كل جهدها, وتستخدم كل وسائل تحقيق
هدفها, ولكن بيقين أنه لا حول ولا قوة لها بفعل شيء ولا بمنع شيء إلا أن يمدّها الله
بحولٍ منه وقوة, وأن الموفَّق مَن وفقه ربه لا بيدها ولا بيد غيرها, وأنه سبحانه يربي
عباده وينقيهم ليس فقط بتيسيره لهم ما يريدون ولكن أيضا بمنعه عنهم تحقيق بعض
ما يسعون له ربما بسبب شائبة شابت قلوبهم من الثقة بالنفس, وتعزيز الذات’ والإعتماد
على الأسباب والقدرات والإيمان بها, والإعتماد عليها دون اليقين الجازم بأن الله وحده
هو النافع المانع, مسبب الأسباب, وأنه سبحانه في لحظة واحدة يسلب للأسباب قدرتها
التي خلقها فيها رحمة بعباده, كما سلب النار طبيعتها على الحرق لينجي فيها إبراهيم
عليه السلام, وكذلك الحال معها, فقد قدَّر لها تعطيل كل أجهزتها في لحظة رحمة بها,
وتربية لقلبها, لتتعلق هي وغيرها في كل أقداره, من تيسير ومنع, بالله وحده سبحانه,
,
أدركت هذه الطالبة أن الله يريد أن ينقيها من ثقتها بقدراتها ويسلبها إيمانها بما معها من
وسائل وتقنيات حديثة كي تضع كل ثقتها فيمن بيده وحده النفع ودفع الضر,
,

هذه الأنثى أستاذي الفاضل هي الآن من أكبر الداعيات إلى الله وتدريس التوحيد, جعلت
أكبر تركيزها على ربط القلوب بخالقها لا بغيره مهما كانت قوة السبب ومهما بلغت مكانة
من لهم مكانة بقلوبناا, وقد تخرج علي يديها بفضل الله عليها طالبات عِلم بالمئات, وكذلك
يحضر لها المئات من النساء اللاتي قدَّر الله لهم على يديها تغيير الكثير من مفاهيمهم الدنية
وحبهم وتعلقهم بالدنيا بما فيها من أسباب,,

,
أتمنى أكون وفقت في توصيل ما أردت توصيله وينفع بما كتبته هنا كل من قرأه وكل من
يصلهم,,
...

شكرا لك أستاذنا الفاضل أن كانت مساحتك غنية بكل جميل ونافع
وربي يزيدك من فضله
تقديري لك وللجميع

,
__DEFINE_LIKE_SHARE__



همستي غير متصل   رد مع اقتباس