عرض مشاركة واحدة
قديم 19-03-2010, 09:28 AM   رقم المشاركة :[15]
معلومات العضو
سـكـااايب عــطــر
لا يغركـ \\ ضحكي ..ولا ..اسلوبي
 
الصورة الرمزية ظل القمر

 

أحصائيات العضو
 

 ظل القمر غير متصل

مزاجي  


عدد الأوسمة:

من مواضيعي
 


افتراضي رد: )( مجـــ عيال الحمايل ـــلة 23)(







[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:80%;background-image:url('http://www.t1111t.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/168.gif');background-color:firebrick;border:1px solid crimson;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

[mark=#CC0033] ؛ ؛ مالذي انكسر ؛ ؛[/mark]


,
,


تقف مع نفسك، لا حاجة إلى مرآة لتعكس ما لا تراه، فكل ما تبحث عنه بين يديك. عبثا تحاول أن تدير ظهرك،

أن تهرب، فالحقيقة كامنة فيك، وصوت الزجاج المهشم يتضاعف تحت وطء خطواتك.


,
,


لا مفر من مواجهة أسئلتك التي تتساقط حروفها على شفتيك تباعا، وعندما تتحسس وجهك فإن أصابعك تحفر عميقا عميقا،

لتصل إلى شظايا روحك. هناك، حيث تكمن التفاصيل الصغيرة التي خلفتها الأيام بقايا معارك خاسرة خضتها، ونسيت سيفك،

ونسيت جرحاك وقتلاك وأسراك.. وفررت منك إليك.


,
,



هي الأيام تمضي، وفي كل يوم تجد أثرا لضربة، أو طعنة، أو أسى يغلف روحك لا تدرك مكمنه، لتصل إلى ذلك اليوم الذي تتكالب

عليك انكساراتك فلا تحتملها، ولا تدرك عددها. تتساءل عما حدث، وعما مضى، فتجد سؤالك يضيع في فراغ سحيق، وهوة لا قعر لها.





أهي الأيام التي فعلت بك ذلك؟ أهي الطفولة التي غابت براءتها، وصار لزاما عليك أن تكون رجلا/ امرأة، يخوض في تجارب الحياة يتعلم منها وتتعلم منه.

كأنك تفقد نفسك شيئا فشيئا، فلا تكاد تعرفك. كأنك تنكر ما تحولت إليه، مسخ.. مسخ ذلك الشخص الذي كنت تمني نفسك بأن تكونه. وبينما يحادثك الآخرون،

يسامرونك أو يعاتبونك أو يشاجرونك، فإن كل الأصوات تختلط فتنتهي إلى صوت واحد، وكل الكلمات تذوب فلا تكاد تميز ما يقولونه.

تفرغ فاهك عن آخره، وتكتشف أن من يحادثونه ليس إلا ظلك،


,
,



فتنسحب بعيدا عن نفسك، وتخرج خارج الإطار لتراك ذاهلا أبكم أصم.. وترى ذلك الآخر ما زال يثرثر ويثرثر.. يظن بأنه ينتصر عليك لأن صوته الأعلى،

ولأنك كبرت ولن تقاطعه كما اعتدت أن تفعل في صغرك حينما لم يكن يعنيك من هذا الكوكب إلا ما كان يعنيك حقا. تحس بذلك الخدش

يأخذ في اختراق لحم روحك، ينز دمك ولا تفعل شيئا، فما عدت تحس بالألم.. أنت في لحظة انسلاخ تامة عن نفسك، أنت في لحظة هربت فيها

من محاسبة بياض روحك كيلا يتسخ.. فإن خسرت نفسك هناك، فلن تكسبها بعد ذلك اليوم أبدا.





تتناهى إلى مسمعك قصص بألوان وأشكال شتى.. ويحدِّثـك هذا وذاك، وتجد نفسك في سلسلة أحداث لا ناقة لك فيها ولا جمل،

فلعلك تسمع أو تغيب عن الوعي، إلى ذلك العالم المثالي المجهول الذي كنت تعيشه صغيرا، بلا منغصات أكثر من غياب قطعة حلوى عن شفتيك..

أو لعبة جديدة لم تولد على يديك بعد! تظل هكذا إلى أن يدركك ديك الصباح، ويوقظك، فتستيقظ مكبلا بأغلال الآخر الذي لم تكنه، الآخر

الذي يأكل ويشرب وينام معك.. ويدعي أنه أنت في هذه المسرحية. يحاسبك الناس حساب الملكين، وأنت لم تدر بعد على أي أرض تقف،

ولم ما زلت هنا.. تحديدا!


,
,



يجلدونك، يحاكمونك، وتتلقى ضرباتك في سكون ووجل، لعلك لا تفهم ما الذي يحدث حتى الآن.. لكنك إذا ما عدت إلى تلك النقطة الصغيرة،

ستجد ضوءا آخذا في الخفوت، وليتك تدرك ما تبقى منه قبل أن يتلاشى في فضاء نفسك.. ويتبدد. حينها، لن تجد من يهب ليرشدك

إلى شظاياك التي انكسرت.. بالتماعها، أو إلى نفسك التي رحلت إلى حلكة موحشة. ستقف بين يدي ربك تناجيه، تسأله عن نفسك

التي تاهت في غياهب نفسك الأخرى.. ستسأله أن يعيد إليك ما ضاع منك، ما انكسر.. ستدعوه أن يعيدك طفلا، أن يغمسك في رحم أمك

من جديد كيلا تدرك إلا حلكة كنت تجد فيها السكينة.. يا رب إن حلكة الدنيا ليست طيبة كحلكة رحم أمي... يا رب أعدني إلى أمي!


,
,



يتبدد صوتك، خطواتك في فضاء روحك تتلاشى.. وقعها يرن في أذنيك على صوت ما تهشم.. في أقل من ثانية، يعود إليك رشدك،

تنتبه إلى الصوت من حولك.. تلتقط زجاج روحك.. يؤلمك جرحك، ينكشف الأحمر في عينيك.. فوضى عارمة تطيح بك...

يا الله...! ما الذي انكسر!



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
__DEFINE_LIKE_SHARE__



توقيع : ظل القمر
ظل القمر غير متصل