عرض مشاركة واحدة
قديم 01-11-2008, 10:28 PM   رقم المشاركة :[22]
معلومات العضو
سـكـااايب عــطــر
لا يغركـ \\ ضحكي ..ولا ..اسلوبي
 
الصورة الرمزية ظل القمر

 

أحصائيات العضو
 

 ظل القمر غير متصل

مزاجي  


عدد الأوسمة:

من مواضيعي
 


افتراضي رد: )( مجـــ عيال الحمايل ــــــــلة الاصدار11)(







[align=center]

\
\
[frame="5 80"]فصول مذكرات مستشرق
لوّنت الشمس المشرفة على المغيب بألوانها الرقيقة روابي الجبال العارية . وفي الجنوب الغربي غطّت الخيام وقطعان الجمال سهل طرف بعد حصاده القريب . وهرول نحونا الرجال المسلحون على ظهور خيولهم الرشيقة عندما اقتربت بصحبة عدة فرسان -ولأول مرة في حياتي -من مخابئهم المنسوجة من شعر الماعز ,من المضارب.
هؤلاء الحراس الفرسان الذين أتوا لملاقاتنا قادونا إلى خيمة عبد عجوز صبغها الدخان . وهنا أستقبلني أميرهم ذو اللحية الرمادية .
وقبل بدء الحرب العظمى الأولى بعامين أستبدل الأميربخيمته المريحه مخبأً وضيعاً لأحد عبيده وأختبأ فيه بعد أن أخطر بنشاط المطالبين بالثأر منه وهم رجال من أهله .
فأثناء الصراع على مشيخة صرع أحد أخوته بيديه كما قتل عبيده أخاً آخر . وهكذا فإن أبناء القتيلين الذين بلغوا سّن الرشد لم يكونوا فقط يحاولون الثأر لهمها بل أنتزاع المشيخة شيخهم .
وبينما كان يتهرب من أعدائه في القبيلة كان أبنه الأكبر مسؤولاً عن قيادة القبيلة ضد أعدائهم الخارجين وكان الاميرأباً لعائلة كبيرة , وكان في الحقيقة ينسب إليه 82 ولداً 37 منهم ذكور . وقد مات معظمهم تقريباً ميتة غير طبيعية .
وبعد هذا اللقاء الأول بالامير ببضعة أيام قمت بزيارة لابنه الاكبرالذي نصب خيامه على مسافة مسيرة يوم كامل قرب بحيرات الركبان المطرية , على مسافة مئة وعشرين ميلاً إلى الشرق من العاصمه.
وكان يختلف كل الاختلاف عن والده . فقد كان يفتقر إلى شخصية ابوه القوية . كما لم تكن لديه الموهبة ليعدّ للحرب قبيلة كبيرة كقبيلتهم تملك سبعة آلاف خيمة وخمسة وثلاثين ألف نسمة , وأكثر من ثلاثمئة ألف جمل .
لقد جمع للتّو مجموعة صغيرة أخرى لتدعيم قواته العاملة ضد من ينوون غزوهم وهي الواحة الواقعة على طرفٍ من انهدام الوادي العريض الخصب . وكانت قواته قد استولت على بعض المراكز الأمامية الأقل تحصناً . ولكن هذه النجاحات لم تجلب إلا القليل من الرصيد فلم يستطع كسب احترام رجال قبيلته ولا احترام المستوطنين الخاضعين له لكي يدعّم مركزه . وبالإضافة إلى ذلك فإن هذا الهجوم على تلك المنطقة كان عكساً للسياسة . فمنذ القديم تاجرة هذه القبيلة مع تلك الواحة وقايضوا بجمالهم وصوفهم وأجبانهم وزبدتهم مقابل التمور والشعير والملح والقهوة وتجهيزات الخيام وشداد الجمال والأقمشة . وفجأة - وبعكس نوايا اميرهم - رسم ابنه خطة لاحتكار هذه التجارة لنفسه واحتلال الواحة لكونها معقلاً أستراتيجياً يسيطر منه على احد جهات الجزيرة العربية وطرق قوافل نجد .
وعلى مرأى من تلك المنطقة تبدو صحراء بنفود عظيمة وكانت تمتد أكثر بمئات الكيلومترات
فنصفها الشمال يشكل المراعي الحقيقة لتلك القبيله . كما أن موطنها الحقيقي هناك والجزء الجنوبي تحت سلطة بدو اخرين
وقد بقي بدو ذلك القسم الجنوبي تحت الحكم لدولة حتى بعد الحرب ,
إلا انه نجح في استرداد هذا الموقع الهام الذي أمّن له السلطة المطلقة في وسط الجزيرة
والجميع يعرف جهوده لدمج كل القبائل
والآن أثناء إقامتي الأولى في أرض البدو كان هذا الحاكم لايزال يسيطر على القسم الأعظم من داخل الجزيرة العربية . وقد أصبح السيد المطلق ; مما جعل أسياده السابقين يعيشون في المنفى لعدة عقود بينما تمتع هذا هو بالسيادة على المدن والواحات والكثير من القبائل البدوية في وسط الجزيرة .
في تاريخ الجزيرة ليس هناك سوى القليل من الإنجازات التي تفوق في جسارتها أسترداد ه مع رجاله - للعاصمه وإخضاعه غيره له حتى أصبح بعد سلسلة من النجاحات حاكما فعليا وكان يتطلع إِليه العالم بالإعجاب العميق .
وفي هذه الفترة التي أتحدث عنها كان ابن شيخ تلك القبيله السالفة الذكر في حرب ضد أعداءهم التقليديين الذين استطاعوا الأستيلاء على هذه الواحة وهي هدف هذا القتال الطويل المرير , إذ أهدر الكثير من الدماء وحصل كل عام على نصيبه من حياة الرجال . والآن أقترب ابن الشيخ كثيراً من هدفه وسرعان ما سقطت الجوف بين يديه .
وكان له ثلاثة أبناء منهم الأمير الشاب الذي سأبدأ قصتي معه . إنني مدين لهذا الغلام بفضل حياتي معهم كواحد منهم , والسماح لي بزيارتهم عدة مرات ومشاركتهم في الترحال والصيد والحرب . وعبوري المتكرر لمراعيهم عاماً بعد عام على ظهور الخيول أو الجمال وقبولي في القبيلة كزعيم ومعرفتهم بي وحبهم لي كما عرفتهم وأحببتهم
كان هذا الأمير في الثامنة من العمر . ومع ذلك فقد عرف عنه بأنه فارس بارع وصياد ماهر على الرغم من أن ساقيه كانتا قصيرتين للتشبث بجانبي الفرس , وكان ذراعاه ضعيفين لموازنة الرمي لفترة طويلة .
أما القراءة والكتابة فلم تكن تهمه أبداً , فقد آثر ركوب الجمال أو الأشتراك في الصيد
وقد أخبرتني بكل أعتزاز والدته . التي أصيبت بالعمى , أن بشائر الخير المستقبلية وضع جده للجام فرسه الحربية والخنجر الفضي في سرير الصبي وهذا هو نفس الخنجر الذي قتل به جده بالنزال الفردي أحد زعماء المنتفق الثانويين
.

__________________
اللهم اني اعوذ أن اشرك بك وانا اعلم ..
واشتغفرك من الذنب الذي لا اعلم
هكــــذا علمتني الحياة ،،،
[/frame]

\
\
[align=center]
[frame="4 80"]]بعد ظهر أحد الأيام كان الغلام الصغير ومجموعة من أصدقائه الصبية يتدربون بالمقاليع وهي السلاح الذي قتل به داوود غولياث كانوا يرمون الحجارة المسطحة بدقة مدهشة على الأوتاد الخشبية المعقوفة , التي يبلغ أرتفاعها قدماً واحداً من مسافة ثلاثين خطوة . وخرجت من خلف الخيمة دون أن يراني الصبية . وصادف أن حجراً أصاب الخدف بالقرب مني وأرتد من الصقيل فأصابني في جبهتي بين العينين , وقد أصبت بالذهول للحظة نتيجة للصدمة لانتيجة للضربه نفسها . وحسبت لأول وهلة أنني أصبت برصاصة .
وهرع إليّ الغلام بفم فاغر ووجه خائف . ولاحظ الجرح في جبهتي وبضع قطرات من الدم على أصابعي التي ضغطت بها على جبهتي أثناء أرتباكي . وعندما أخذت الصبي بين ذراعي ورفعته ضاحكاً ليعلم أن القضية ليست بالخطيرة علتْ وجهه نظرة غاضبة كما لو أنه أهين . وتملّص من بين ذراعي ووقف أمامي ثم نزع كوفتيه وعقاله من رأسه تاركاً جدائله الست الجميلة تسقط على كتفيه وتصل حتى فخذيه . وصاح والدموع تنحدر من عينيه الجرئتين : « أنا دخيلك أنني أسلمك نفسي بوجه الله : أخبرني عن ثمن دمك ؟ » لم يبد في صوته أي ندم كما لم يعّبر عن أي رغبة في الغفران . كانت كلماته تحدياً واضحاً لأنه أعتقد أنني سخرت من عرضه . وأندفع قلبي نحو هذا المخلوق الصغير . لقد أحاط نفسه بجو من التحفظ والكبرياء , ومع ذلك كان من المستحيل أن أغضب منه . ألم تكن طريقته في التفكير تختلف كلياً عن طريقة الأوروبي ؟ وبدون قصد أثقل دم ضيف والده على ضميره ولم يفكر إلا في إراضائي قبل أن تنتشر أخبار هذه الحادثة . ولم يكن من المهم كمية الدم الذي أريق والذي كان في هذه الحادثة بضع قطرات , فالشيء المهم لديه هو القانون البدوي غير المكتوب الذي يضمن سلامة الغريب وحرمته ولو كان في خيمة بدوي وضيع . وثمن دم الضيف ضعف ثمن من يقتل في الحرب : خمسون جميلاً وأربعة خيول .
كان عليّ أن أبتسم عندما فكرت في الثمن المقدر لبضعة قطرات من دمي .
ولكنني خارجياً أعدت الوقار إلى وجهي وأستدعيت الأولاد الآخرين والرجال الذين تجمعوا حولي ليكونوا شهوداً . وقلت للأمير
لقد حدث ذلك حسب مشيئة الله . إنني لا أعرف أي ثمن آخر سوى صداقتك » .
وساد الذهول التام لحظة من الزمن . وحدّق نحوي بعينين واسعتين . ومن المرجح أن هذا الغلام الامير لم يستطع أن يصدّق انني - الغريب - أستطيع أن أستشهد بعادة أجداده القديمة . وفجأة رمى المقلاع المشؤوم وتقدم نحوي بذراعين مفتوحين وضمهما حول عنقي بتأثير صبياني عندما أنحنيت نحوه . وبعاصفة من الحب البهيج ضممت الصبي إلى صدري وقبلته على الخدّين . وبإصبعه الصغيرة لمس برفق الخدش على جبهتي ودلك أربع قطرات من الدم على جبهته بين حاجبيه الأسودين وهذا هو المعروف بدوياً بنور الدم .
وبهذه الطريقة الغريبة الدرامية أصبحت - بمشيئة الله - أخ الأمير بالدم . وبعد فترة قصيرة تعمدت صداقتنا بالنار . خرجت للغزو عصبة من تلك القبيله ( قوامها مئتان وثمانية وستون محارباً ) إلى بعض المناطق ضد اعداء لهم وخرجت بصحبتهم , وسرنا أثنتي عشرة ساعة في اليوم الأول . وفي المعسكر في تلك الليلة كنا نتفحص معداتنا وقرب مائنا وماشابه ذلك . وكم كانت دهشتنا عندما أكتشفنا أن الأمير في نومه ملفوفاً بخرج الجمل المصنوع من شعر الماعز . وهي أوعية ضخمة مصنوعة من جلود الماعز .
ولم تصدر عنه أية إشارة أو أي صوت خلال المسيرة الطويلة الشاقة تُعْلِمُنا أننا نحمل معنا متخفياً . وأراد قائدنا رشيد ان يعيد الصبي إلى المضارب في الصباح مع أحد ركاب الجميل , ولكنه توسل بجيدة لمست قلب قائد الغزوة فأرسل رسولاً إلى خيام امه ليخبرها أن أبنها معنا .
واستمرت غزوتنا نحو شهرين . عندما عدنا _ بعد أن أرهقنا التعب وتكبدنا الخسائر الفادحة ولكن منتصرين _ أخذ الأمير الغلام أربعة من جمال الغنائم الغبراء إلى المضارب وأناخها أمام خيمة أمه العمياء . وتساءلت وهي التي لم تزل شابة عن الغريب الذي ينزل في ضيافتها فصاح أحد لفراد القبيله « يا خالتي إنه أمير عظيم يأتي ليشرفك أيتها الأبنة المباركة »وسألت الأم : « أين ديرته لأرسل عبدنا العجوز ليعلن أنه جارنا » فأجابها: « أسمه الصقر الصغير وديرته تمتد أمتداد البصر . إنه من ابنائك » .
وفي تلك العزوة قطعت يد قائدنا اليمنى بالسيف فأغمى عليه من فقدان الدم , ولكن العبيد غمسوا الذراع المقطوع بالزين المغلي _ وهو علاج يائس , لكنه ناجح لأنه أستعاد وعيه . ومنذ ذلك اليوم حمل ذراعه المقطوعة معه في سرج بعيره . وقد جفّت تماماً مثل المومياء .
عندما وصلنا البحر امام اول قلعه قرب الضمير , أرسل قائدها كتيبة من الفرسان إلى معسكرنا لأنه كان قد أخبر مسبقا بعملياتنا غير المشروعة في جوار الأراضي الزروعة في مابين النهرين . كانت القوة تبحث عن القائد مقطوع الذراع لكونه مسؤولاً عن ذلك . ولكنه لم يستطع حمل ضميره على القبول بالزنزانة . حيث وضع ذراعة المقطوع الجاف في حقيبة جلدية وأملى على كاتب امير القبيله الرسالة التالية إلى قائد القلعه الصغير في الضمير : « بسم الله الرحمن الرحيم . لا أستطيع أن أخدم سلطان كعسكري لأن لي جدعة ذراع . كما لا أستطيع أن أعمل في خدمتك كسجين , ولا أستطيع أن أنشد على يدك كصديق . فيماذا أفيدك ؟ ولكني أرسل لك ذراعي كرمز لأستسلامي النهائي لأنه معتاد على قطع يد السارق . وتأكد أنها ذراعي - ذراع قائد وقاطع الطريق . وليرحمنا الله »
[/size]
[/frame][/align]
\
\
[/align] __DEFINE_LIKE_SHARE__



توقيع : ظل القمر
ظل القمر غير متصل