القصيدة (24)
لشاعر مجنون ليلى
تعلَّقَ روحِي روحَـهَا قَبْـلَ خَلْقِنـا
وَمِنْ بعدِ أنْ كنَّا نِطافـاً وفِي المهْـدِ
فَعَاشَ كَمَا عِشْـنَا فأصبـحَ ناميـاً
ولَيسَ ، وإِنْ مُتْنَا ، بِمُنْقَصِفِ العَهْـدِ
ولكنَّـهُ بَـاقٍ عَلَـى كُـلِّ حالَـةٍ
وسائِرُنا فِي ظُلمَـةِ القَبْـرِ واللَّحْـدِ
وَمَا وَجَدَتْ وَجْـدي بِهَا أمُّ واحِـدٍ
وَلاَ وَجَد النَّهْدِيُّ وَجْدِي عَلَى هِنْـدِ
وَلاَ وَجَدَ العُذرِيُّ عُـرْوَةُ إذ قَضَـى
كَوَجْدِي وَلاَ مَنْ كَانَ قَبلِي وَلاَ بَعدِي
عَلَى أَنَّ مَنْ قَدْ مَاتَ صَادَفَ رَاحَـةً
وَمَا لِفُـؤادِي مِنْ رَواحٍ وَلاَ رُشْـدِ
يَكَادُ فَضِيضُ المَاءِ يَخـدِش جِلْدَهَـا
إِذَا اغْتَسَلَتْ بالمَاءِ مِنْ رِقَّـةِ الْجِلْـدِ
وإِنِـي لَمُشْتَـاقٌ إلى رِيـحِ جَيْبِـهَا
كَمَا اشْـتَاقَ إِدرِيسٌ إلى جَنَّةِ الْخُلْـدِ
__DEFINE_LIKE_SHARE__