الجهود السعودية تكللت بالنجاح في التقريب بين الفرقاء.. هنا ردود الفعل اليمنية


ياسر نجدي

الرياض

0 2 992
جاء نجاح الجهود السعودية في التقريب بين الفرقاء اليمنيين (الحكومة اليمنية من جهة، والمجلس الانتقالي الجنوبي من الجهة الأخرى) ليثلج صدر الشعب اليمني الذي يتوق إلى التخلص من الحوثي، ذلك الكابوس الجاثم على صدورهم منذ سنوات، وتحقيق تطلعاته المشروعة في التنمية، وتحسين مستوى المعيشة.


فقد حرصت السعودية منذ اليوم الأول على تقديم يد المساعدة لليمنيين لإنهاء الانقلاب الحوثي من ناحية، ومن الناحية الأخرى الحفاظ على وحدة الأرض اليمنية، ولمّ شمل الفرقاء، وتوحيد جهودهم، وحقن دمائهم، وذلك عبر اتفاق الرياض الذي يمثل إطارًا لتوحيد الصفوف، وضمانًا للحفاظ على الوحدة الوطنية لمختلف أطياف الشعب اليمني، وحقنًا للدماء، ويسهم في تكريس وأمن واستقرار اليمن، وتخفيف آثار التحديات الاقتصادية والتنموية في اليمن. وقد جاءت آلية تسريع العمل به عبر نقاط تنفيذية محددة؛ لتستكمل الجهود السعودية الرامية لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد.

وشملت الآلية الجديدة لتسريع العمل باتفاق الرياض استمرار وقف إطلاق النار والتصعيد بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي بدأ سريانه منذ 22 / 6 / 2020 م، وإعلان المجلس الانتقالي الجنوبي التخلي عن الإدارة الذاتية، وتطبيق اتفاق الرياض، وتعيين محافظ ومدير أمن لمحافظة عدن، وتكليف رئيس الوزراء اليمني ليتولى تشكيل حكومة كفاءات سياسية خلال 30 يومًا، وخروج القوات العسكرية من عدن إلى خارج المحافظة، وفصل قوات الطرفين في (أبين)، وإعادتها إلى مواقعها السابقة، إضافة إلى إصدار قرار تشكيل أعضاء الحكومة مناصفة بين الشمال والجنوب، بمن فيهم الوزراء المرشحون من المجلس الانتقالي الجنوبي، وأن يباشروا مهام عملهم في (عدن)، فضلاً عن الاستمرار في استكمال تنفيذ اتفاق الرياض في نقاطه ومساراته كافة.

تثمين وردود فعل إيجابية

ووجدت البنود الجديدة، والجهود السعودية الحثيثة، ترحيبًا واسعًا من الأطراف اليمنية المختلفة، والكتّاب والإعلاميين، والمغردين اليمنيين؛ فكتب ضياء المقبلي عضو حزب المؤتمر الشعبي العام على صفحته عبر "تويتر" معلقًا على الآلية والجهود السعودية: خطوة كبيرة في تنفيذ اتفاق الرياض. والأهم من القرارات حسن النوايا والجدية لدى الأطراف في الإيفاء بالتزاماتها؛ فالشعب اليمني لا يحتمل مزيدًا من المقامرة. التقدير والتحية للقيادة السعودية على جهودها.

كما ثمّن الخبير العسكري والاستراتيجي يحيى أبو حاتم الدعم السعودي المتواصل لليمن عبر السنوات، وقال: كانت -وما زالت، وستظل- المملكة العربية السعودية السند والداعم الأول والأخير لليمن واليمنيين. وما عاصفة الحزم وإعادة الأمل واتفاق الرياض إلا ترجمة حقيقية لمواقفها تجاه اليمن أرضًا وإنسانًا. مضيفًا: أستطيع القول إن الحوثي خسر نصف قوته التي كانت ترتكز على خلاف الإخوة رفقاء السلاح والقضية.

أما الكاتب اليمني سام الغباري فقد ثمّن دور القيادة السعودية وسفير خادم الحرمين في اليمن، وقال: لقد تعاطى الرئيس هادي مع الفتنة الخطيرة في بعض محافظات الجنوب اليمني بصبر يحمد عليه حرصًا على إيقاف نزيف دم الإخوة ورفاق النضال، وكان دعم القيادة السعودية وسفيرها الرصين لهذه الجهود التوافقية دورها في إلغاء الإدارة الذاتية، ونأمل أن نرى حكومة كفؤة بأسماء جديرة وقديرة.. بالتوفيق.

ووصف الإعلامي اليمني عبدالكريم المدي الدور السعودي بالدؤوب للوصول إلى اتفاق ملزم وتوافقي، وقال: لا ننكر دور الأشقاء في السعودية والعمل الدؤوب من أجل جمع الأطراف للمضي قدمًا نحو تنفيذ اتفاق الرياض الذي صاغت له السعودية آلية تنفيذية. نأمل سرعة التنفيذ، واستئناف عمل الحكومة، وتقديمها الخدمات للشعب، وكذا توحيد الجهود والبنادق لاستكمال تحرير المناطق التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي.

من ناحيته، عبّر السياسي اليمني عدنان العديني عن شكره للمملكة على جهودها التوافقية، وحفاظها على بنية الدولة اليمنية، قائلاً: لقد بذلت السعودية مشكورة جهودًا كبيرة لاحتواء الوضع في عدن، وما ترتب عليه من تداعيات، وحرصت على صياغة اتفاق يحل أسباب الخلاف، ويحافظ على بنية الدولة اليمنية وشرعيتها، ويحشد الطاقات والجهود في معركة استعادة سلطتها على كامل التراب اليمني.

وثمّن كذلك المتحدث الرسمي باسم قوات المقاومة الوطنية صادق دويد حرص السعودية على التقريب بين طرفَي اتفاق الرياض، وقال: نثمن عاليًا جهود الأشقاء في السعودية، وحرصهم على الدفع بتنفيذ اتفاق الرياض إدراكًا منهم لواقع المشهد اليمني على الأرض.

https://mobile.sabq.org/5gs8CF __DEFINE_LIKE_SHARE__