عرض مشاركة واحدة
قديم 13-02-2007, 03:04 AM   رقم المشاركة :[2]
معلومات العضو
عضـ VIP ـو ..
 
الصورة الرمزية شيهانة نجد

 

أحصائيات العضو
 

 شيهانة نجد غير متصل

مزاجي  


عدد الأوسمة:

من مواضيعي
 


افتراضي رد: :: الفنان التشكيلي / ناصر الموسى .. في ضيافة عيال الحمايل ::







بعد هذه الرحلة في واحة الفنان .. نبحر سويا مع فارس القلم و الريشه .. بعيدا عن التقليدية .. في حوار غير عادي مع شخص غير عادي .. كان لي شرف حواره

من خلال هذه الأسئلة .. وإجاباته التي أتحفنا بها

::


بالأمس كان الحلم يزجر في دنياه على دنيا جديدة .. و من عذاب هذا اليوم .. كيف تولد اللوحة فيك ؟ و ماذا عن موسيقى هذه الولادة المبدعة ؟


* الولادة إيذان بقدوم جديد على الكون الرحيب وهي من الحالات المفرحة التي تحاط بشعور و ترقب وخوف محمود .. و ما أن تقترب هذه اللحضة إلا ودقات القلب تزداد سرعة النبض ويضبطه ضابط إيقاع اللحضة ..لأنها أحيانا لا تمهلك فرصة الإعداد النفسي و المكاني لاستقبالها فالموعد غير مرتقب و الهيئة لم تعرف ملامحها .. فلكل ميلاد ظروف و حيثيات وحالته الخاصة به .. فقد تكون الرومانسية سمتها وقد تكون التراجيديا بغموضها و أحزانها ذات الوشاح الكريه .. بادرتها لا تلبث أن تنجلي عن بزوغ خيوط من الأمل المنبئ عن فرحة تملأ المكان و اللحظة .. و هي كذلك التخطيطات الأولية أو سميها البدء في رحلة لقطع المساحة البيضاء ممتطيا الفرشاة .. أجوب باللون صحراء اللوحة .. أعرف بدايتها .. لكن تغيب عني النهاية



::



من أحضان الخط و اللون و الكتلة .. كيف تعرف آلاف العيون العاشقة بكل هذه الطاقة المبدعة .. عن أمية التواصل مع الآخرين .؟ وهل للفنان دورا في توعية عيون المشاهدين لعمله الفني الإبداعي .؟ وما دور الإعلام و التربية و النقد .؟




* من الأسس التي ينبني عليها العمل الفني التي تفضلت بذكرها .. وهي التي تلعب دورا بارزا في ابراز القيمة الفنية و الفكرية في النتاج الإبداعي .. أما كيف أعرف العيون العاشقة بهذه الطاقة المبدعة .. فالعارف لا يعرف كما يقولون مادامت عيون من سماتها عشق الجمال .. الذي سيقودها إلى سبر أعكاق المعشوق و الهيام فيه .. والعشق أعلى درجات الحب ومن هذه الحالة فإن الأمية منتفية عنه ..
أما عن دور الفنان بتوعية المشاهدين بعمله الفني .. فإنه لا يتحمل كامل الدور ولكنه شريك فيه بإعطاء لمحة موجزه عن الفكر و الرسالة التي يريد أن يبثها للمتلقي .. لتكون جسرا حواريا مع نتاجه الإبداعي كمفتاح بصري يقود إلى البدء في إيجاد ذائقة يزيدها مساحة أرحب من الإعلام المتكئ على التربية و التذوق الفني من خلال ممارسة النقد الايجابي الواعي الذي يسهم في زيادة مساحة الذائقة البصرية لدى المتلقي ..




::



كيف تحمي لوحتك من قراصنة الفن و تجاره ؟ وهل صادفتك تجارب في ذلك وماذا تركت فيك مثل هذه المأساة .؟




* أعمالي الفنية ذات أبعاد فكرية تحتاج إلى نوعية من المتذوقين الذين يهمهم العمل الإبداعي الأصلي البعيد عن التزييف و السطحية في الطرح و غير المباشر في الرؤية الفكرية الخالية من الدلالة و المضامين المتجذرة الضاربة في عمق الحضارة .. و الذين يلجأون لمثل هذه الممارسات يهمهم الربح السريع الممهور بالسطحية السمجة التي لا تنطلي على ذوي العقول الواعية التي تقييم العمل الإبداعي من حيث الفكر و المضمون .. وهذه الممارسات قليلة في مجتمعنا الفني وهي مدركة من قبل الفنان و المتلقي الواعي ..



::



المكان كيف يحاصر تشكيليا .. و من يشعل عود الثقاب ليغرس النور و النار .. ليزهر هنا في قلب اللوحة ..؟



* لنتفق اولا على المكان المراد في السؤال .. لنعتبره اللوحة .. أو العمل الإبداعي أو سميه النص التشكيلي .. كمنجز أدبي للبصر وسيلته في القراءة الجمالية التي تبحث عن المفردة الشكلية كأساس في الصياغة النصية الجمالية الموحية بمضمون فكري ينتهي في ذهن المتلقي الباحث عنه من خلال الحوار البصري .. أما ما يشعل عود الثقاب .. فذلك يعود للمتلقي ذاته و العمل الابداعي أيضا .. في علاقة طردية تستجيب إلى قوة الطرح الفني .. الفكري وحالة الانتباه للمتلقي .




::



تتنوع بادهاش تجربتك الجمالية على جماليات الحرف العربي .. كيف تنظر إلى تجارب الحروفيين العرب في الوطن العربي .؟ و العالم .. وهل تتفق بخصوصية التجربة و حدودها .؟ وماذا عن الإضاءات فيه .؟




* دعيني أقف معك على سر من أسرار الحروفية التي منها أنها قابلة للتشكل مما يعطي الممارس امكانات قد لا تتوفر في غيرها من الرموز و الاشكال .. بقي أن نشير إلى امكانات الممارس الذي لا بد من أن يكون ذا فكر لكي يستطيع توجيه هذه القدرات الإبداعية لتوظيف الحرف بما يجعل المنتج منتميا للمدرسة الحروفية ..
* أيضا .. المدرسة الحروفية التي قامت على تجارب عدد من الفنانين العرب في عدة بلدان عربية لها تاريخ تجاوز الخمسين عاما من العطاء ولا يزال حتى أن الكثير منهم نقلوا تلك التجربة إلى الغرب مما ساعد على انتشار هذه التجربة عالميا .. ومن الجدير بالذكر .. أن من بين الفنانين العالميين من أدخلوا الحرف العربي في أعمالهم .. الفنان \ بول كلي .

* ولا شك أن لخصوصية التجربة الذاتية مذاق خاص يتفرد به الفنان وإن كانت تجربته ضمن السياق العام للتجربة الحروفية وهذا التفرد يجعل المتلقي يقف عند بعضها باندهاش وتقدير شديدين وتلك التجارب المتوهجة هي العلامات الواضحة في التجربة الحروفية العربية .




::



رحل عنا الفنان محمد السليم .. و لحقه الفنان عبد الحليم رضوي .. اسكنهم الله الجنات .. وغيرهم أستاذي ناصر تكريم الفنانين الرواد .. ماذا لديك حول هذا المحور .؟



* حقيقة فيما يتعلق بالتكريم للفنان سواء كان من الأحياء أم من الأموات فهو بمثابة الوسام الذي يمنحه له المجتمع تقديرا لأصحاب المنجزات الفكرية و الإبداعية فإن كان ذلك في زمن العطاء كان ذلك أوقع و أكثر أثرا في استمرارية العطاء و حافز له .. كلنا بحاجة إلى التكريم و الدعم المعنوي على أقل تقدير .. حتى ولو بكلمة طيبه من أولئك الذين ما انفك عطاء الفنان و نتاجه الإبداعي يصافح نظرهم أينما يمموا .. فإن حرم من التكريم المادي الذي هو حق له نظير جهده المبذول .. فليس هناك أقل من تقدير وتكريم معنوي يدفعه للعطاء أكثر ..

هذا بوجه عام .. اما عن الفنان محمد السليم رحمة الله عليه وكذلك عبدالحليم فكل منهما رائد من الطراز الأول في المملكة .. و الحديث عنهما .. يفرد له مجلدات لا توفيها بضعة وريقات .. فهما نماذج رائدة قدمت للحركة التشكيلية في المملكة الشيء الكثير ..



::


العشق أسمى درجات المحبة .. يلتقي الحبيبان فيهيمان ببعضهما .. كذلك الفنان و اللوحة .. تذوب المسافات بين اللون و الريشه و تعلن ثورة الإبداع .. فيرسم الفنان .. سؤالي .. متى يرسم ناصر الموسى .؟ و متى يستهويك الحرف ويدعوك لترسمه .؟



* أولا للعشق رسائل وهواتف لا يملك أحد أن يقف حائلا دون وصولها وهذا شيء نتفق عليه نحن المحبين ألستِ معي ؟ .. المسافة بين اللون و الفرشاة قريبة لدرجة لا يمكنك تخيلها .. والحالة التي تأسر المبدع تكون على موعد مع ضابط إيقاع الذات المخيلة في النفس أو اللا شعور فتولد الرؤى و الصور إيذانا بنتاج إبداعي جديد ولا يلبث أن يمارس الوعي سطوته .. فالوقت الإبداعي – وقت الرسم – لا يمكن أن أحدده أو أطلبه متى ما أردت .. وثمة شيء آخر وهو أن الإلهام قد يأتيك في لحظة لا تكون جاهزا لها كالشعر تماما فيجعلك قلقا .. وما ذلك إلا لكون هذه اللحظة لا يمكن إعادتها لذا تجدني أحمل أوراقي معي من أجل أن أسجل مايمكن أن أحظى به من رؤى وهي مانسميه معشر التشكيلين التخطيط الأولي للوحة أو " الاسكتش "


::



أستاذي ناصر .. رأينا لك من نتاج تجاربك من رسم ونحت للحرف العربي لاحضنا انطباع أعمالك بصبغة تراثية اسلامية .. أخال أنها مستقاة من الحضارة الإسلامية .. هلا ّ فسرت لنا السر في ذلك .؟



* لاشك أن للفنان مرجعية أو بمعنى أدق منهل يستقي منه أعماله الإبداعية .. و التراث العربي والإسلامي له عظيم الأثر في الفكر الإنساني برمته لذا فمن الإنصاف ألا يهمش ذلك الدور الذي غير مسار الحضارة العالمية .. فإن كنت متعلقا ومرتمٍ في أحضان تراثنا .. فلا غرابة في ابنٍ تعلق بحضن أمه فلعل هذا الابن ينهل منها العطف و الحنين و يرد قبسا من عطاء ولو بعد حين ..


::



ماذا عن موسيقى الحرف فيك و انت تسمعنا عزف الحروف ممزوجه بألوان الطيف مع تطاير الشرر من جمر الأسئلة .؟



* موسيقى الحرف التي أحسستها دون غيرك من الآخرين فهذه صفة تشكلت لديك من خلال ممارستك للفن البصري الذي يتيح الفرصة لبقية الحواس بأن تلتقي معا في وجدان المتلقي للوصول إلى الاستمتاع .. وهذه احدى الغايات التي أطمح إلى إيصالها إلى عقل المتلقي من خلال التعامل مع جماليات الحرف العربي لأنني أخاطب عقله الواعي و أدعوه للبحث عن المتعة في الابحار مع جمال الحرف .. فأترك له حرية الحوار البصري مع عملي دون إفساد تلك المتعة ..



::



من المدرسة الواقعية تطالعنا بعض أعمالك .. لامست فيها عشقك للزهور مضافا إلى الطبيعة الريفية .؟ أيضا لرائحة بيوت الطين عبق يملأ اللوحة بهاء .. مزيج رائع .. جعلني أقف في حيرة المستمتع بانتظار إجابتك .؟


* عشق الزهور لمن يملك حاسة البصر شيء طبيعي .. فكيف بمن لدي فرط حساسية كما هم الفنانين و متذوقي الفن .. فحب الزهور و الجمال سمة للمبدعين باختلاف نوعية ابداعهم .. فكيف بمن يرى فيها اللون و الرائحة و الرقة ؟! فلا غرو في غرامي بها الذي تعدى العشق ..
* وعلى هذا فيمكنك القياس عشقي لرائحة البيوت الطينية المشبعة بعرق الأجداد الذين بنوا حضارة لازلنا نعيش بظلالها .. فهو يشدني لأمسي الطفولي الذي لن يعود .. فأستمد من الزاد لمواصلة المسير في طريق الحياة الطويل ..



::


تمر لحظات على الفنان .. يدخل في دوامة من المشاعر حين يكتشف أن اللون و التشكيل .. لم يكفيه ليخرج مايدور بخلده من أفكار و رؤى و هواجس .؟ هل اعتراك مثل هذا الشعور يوما ما ..؟



* إلى هذه اللحظة لم اكتشف ذلك الشعور .. لكن فيما لو أن اللون في حالة عناد و عصى .. فملجأي هو الحرف ليترجم تلك المشاعر و الأحاسيس نصا أدبيا موازيا للنص البصري " اللوحة " و إن كان لا يحقق الغاية ذاته .. لكنه ليس بعيدا عنه ..


::


مساء الثلاثاء الثامن والعشرين من صفر بزغ فجز محطتك الفنية الثانية عشرة في قلب العروس " جدة " .. أطلقت عليه مسمى ( همس الحرف ) .. من هنا أطلب منك أستاذي .. أن تسمعني بعض همسات حروفك .؟



* يأتي هذا المعرض ضمن محطتي الثانية عشرة لرحلتي الفنية في محافظة جدة بعد معرضي الحادي عشر بالطائف الذي كان تحت عنوان ( للحرف صوت ) قدمت فيه قرابة الأربعين عملا بصريا كان للحرف العربي فيه صوتا .. ناهيك عن لونه الذي عانق الطيف فرحا .. وهاهو حرفي العربي يعود هامسا حسا بصريا وسمعيا تتلقفه الأذهان .. وضعت مشاعري وزففتها لونا و حرفا في فضاءات الإبداع دون وجل ودون رتوش بل هي كما أحسستها وضعتها آملا أن تنقش لها مكانا في الذاكرة .. أجوب بحر الإبصار .. أمتطي صهوة الحرف وفرشاتي تنبض من ذاتي بألوان بها اللحظة مسافرة برفقة الهمس و النغم .. لسبر أغوار النحن ..

وبالفعل .. كانت من أنجح محطاتي في رحلتي الفنية .. والصدى الإعلامي الذي رافقها خير دليل على ذلك ..





::



أقسى اللحظات على النفس لحظات الوداع .. وهاهي شمس لقاءنا أزفت على الغروب وفي آخر هذه اللحظات .. نهدي ورقة عيال الحمايل ليوقع فيها ضيفنا القدير ناصر الموسى بما يحب ..

فماذا سيسطر قلمك لنا .؟




* بكل الحب وعبق الزهر الندي ورائحة المطر .. أهديكم باقة تعطر أنفاسكم تذكارا يبقى لقادم الأيام .. مع شكري و تقديري




:::



ويتبـــــــــــــــــــــع ,,,,,


t1t14 __DEFINE_LIKE_SHARE__



توقيع : شيهانة نجد
[flash=http://dc11.arabsh.com/i/02434/acauendm784n.swf]WIDTH=300 HEIGHT=180[/flash]
"يا ربِّ أستودعك قلبي فلا تجعل فيه أحدًا غيرك، وأحييتني ما أحييتني في رضوانك، وهب لي يارب حسن الختام"
شيهانة نجد غير متصل   رد مع اقتباس