®°·.¸.•°°·.¸منتديات عيال الحمايل¸.•°°·.¸.•°®

®°·.¸.•°°·.¸منتديات عيال الحمايل¸.•°°·.¸.•°® (http://www.t1111t.com/vb/index.php)
-   ღღ ملتقــى الاعضـــاء ღღ (http://www.t1111t.com/vb/forumdisplay.php?f=34)
-   -   لماذا لا نُحسن الفرح .؟! (http://www.t1111t.com/vb/showthread.php?t=176389)

مها العتيبي 16-11-2019 05:35 PM

لماذا لا نُحسن الفرح .؟!
 
.'


تكتب شيئاً مفرحاً في تويتر فيباغتك أحدهم بتغريدة عن الآخرة والموت، ولا يفتأ يذكّرك بالحساب والعقاب. تتابع مئات التغريدات يومياً فتجد أغلبها يدور حول الحروب والدماء والقتل، والخلافات الطائفية والعرقية، والصراعات الطبقية في عالمنا العربي، مما يدفعك للتساؤل: أين اختفى الفرح؟ وهل حالتنا الاقتصادية اليوم أسوأ من أجدادنا الذين عاشوا في الخيام وبيوت العريش قبل ستين عاماً حتى نكون، على ما يبدو، أتعس منهم؟
كانت جدتي رحمها الله مريضة، ومنذ أن أدركتُ الدنيا لم أرها ترفل بصحة جيدة. إلا أنها لم تكن تكثر من الحديث عن المرض، بل كانت امرأة بشوشة سعيدة، وعندما أخذتها مرة إلى المستشفى لعلاج التهاب أصاب عينيها، قال لها الطبيب إنها أتت في الوقت المناسب؛ ولو أنها تأخرت فلربما فقدت القدرة على الإبصار. ابتسمَت وقالت لي: «لو تأخرتُ لكنتُ دخلتُ الجنة» وكانت تتحدث عن الأجر العظيم الذي خصصه الله تعالى لمن فقد بصره.
لم أدرك حينها من أين كانت تأتي بكل ذلك التفاؤل والإيمان، وعلى رغم أنها لم تكن متعلمة ولم تقرأ ستيفن كوفي أو أنتوني روبنز، فإنها لم تعان عقداً نفسية ولم تكن الكآبة قادرة على التمكن منها.
أتساءل الآن: لماذا لا نستطيع، ونحن المتعلمون والمسؤولون ورجال الدين والتجار والدارسون والمتميزون، أن نحسن الفرح؟ ولماذا يبحث الناس اليوم عن الصراعات ويستمتعون بمختلف أنواع الحروب؛ الكلامية والنفسية والجسدية! ولماذا صار الإنسان العربي المسلم أمير حرب في بيته وفي العمل وفي المسجد وفي الشارع؟
وضع أحدهم مقطوعة موسيقية على تويتر قبل أيام فانهالت عليه «النصائح» وفتاوى التحريم والتحذير من عذاب القبر وعقوبة صب الرصاص في أذنه! لماذا كل هذا التقريع والتعنيف من أجل مقطع موسيقي؟ الأمر بسيط: إن كنت ترى في الموسيقى حرمة فلا تسمعها، ولكن لا تفرض رأيك على الآخرين أو تُنصب نفسك مفتياً للديار الإسلامية. ولا تستخدم حديث «الدين النصيحة» فللنصيحة شروط أولها ألا تكون في العلن، ووسائل التواصل الاجتماعي كلها علن. ثانياً، لا يجوز أن يقدم النصيحة إلا من يملك المؤهلات العلمية والخبرات الحياتية، وإلا صارت الحياة فوضى.
يُخطئ من يظن بأن البؤس «والتكشير» من صفات القادة والمُنجِزين؛ فمن الصعب أن تجد ناجحاً بائساً؟ لقد تفوّق الناجحون لأنهم سعداء، أو لأنهم آمنوا بالسعادة، ولم يصيروا سعداء لأنهم نجحوا.
تعلمتُ في دورات الخطابة التي كنت أحضرها في جمعية (توست ماستر) أن أبدأ أي كلمة ألقيها بنكتة، أو بتعليق طريف، حتى يسهل على الناس تقبّل ما سأقوله لاحقاً. ولا أدري لماذا نبدو، في عالمنا العربي، جادّين حدّ القتامة في خطاباتنا الرسمية وفي حوارتنا العامة. لماذا اختفت البهجة من حياتنا؟ ولماذا تضيق علينا المُدن رغم رفاهيتها حتى تكاد تخنقنا؟ هل لأننا لا نُحسن الفرح ونبحث عمّا ينغّص علينا أوقاتنا، دون أن ندري؟ كأن نقوم من على طاولة الطعام، وسط الأهل والأصدقاء، لنُجري اتصالاً هاتفياً نتعلل بأنه ضروري.
علينا أن نكفّ عن البحث عن الأفضل ونبدأ بتقبّل الأنسب. لا يعني هذا ألا نُكافح من أجل سعادتنا، ولكنه يعني ألا نستميت في سبيل الحصول عليها؛ فالسعادة حالة نعيشها وليست ظرفاً نمر به. وإن من تعاسة الإنسان أن يقولب سعادته في بضاعة تُشترى وتباع، ومن يفعل ذلك يصير فرحه قصيراً، ناقصاً، ومملاً جداً. ومن تعاسته أيضاً ألا يرى السعادة إلا في الآخرة، متجاهلاً قوله تعالى: «ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة.»
يقول تشارل ديجول: «السعداء أغبياء» ويعتقد كثيرون، مثله، بأن السعداء «المنبسطين» سُذّج وسطحيون. ويبدو أنهم نسوا بأن السعداء لا يُشاركون في الحروب، ولا يسيئون إلى الآخرين، ولا يحطمون حُلماً، ولا يغتالون فرحة.
لم أكن مؤمنا بأن السعادة تنبع من الداخل، كما يقول الكُتّاب والروائيون، ولكن عندما رأيت الفقراء المعدمين، والمرضى المتألمين، قادرين على الضحك كلما سمعوا نكتة، ويستطيعون أن يحلموا بغد أفضل، أدركتُ بأن السعادة والفرح من صنع الإنسان وليست هبات تُمنح له. يصبح المرء تعيسا عندما تخلو حياته من شغف، فلا يملك حينها إلا المتاجرة بالحزن والقلق وإحباط الآخرين. وإذا كان السعداء أغبياء حقاً؛ فإنني أُفضّل أن أعيش حياتي سعيداً غبياً، على أن أقضِها تعِساً ذكياً.
.'


مما اعجبني

لكم الياسمين ..!

الصامد 16-11-2019 07:15 PM

رد: لماذا لا نُحسن الفرح .؟!
 
الحياة تغيرت بفعل التقدم اي مانكتبه الان يشاهد في لحظته من الكثير
من شرائح المجتمع المختلفه ويعلق كل انسان عليه
حسب مفهومه وتوجهه سواء كان سلبي او إيجابي ..
فيجب الا نعير للسلبي اي اهتمام فا ارضاء الناس غايه لا تدرك ..
فالسعاده لا تباع ولا تشترى فنحن من نصنعها لنفتح أبواب الفرح والسرور ..
( فالقناعة والرضا تجعلك اسعد الناس )
مقاال رائع مها العتيبي احيييك ع جلبه
بانتظار انتقاءاتك الرائعه

هوى روحي 17-11-2019 12:03 AM

رد: لماذا لا نُحسن الفرح .؟!
 
يعطيك العافية على روعة طرحك
سلمت أناملك بانتظار جديدك
لروحك الياسمين والجوري
مع تحياتي لروحك

مها العتيبي 17-11-2019 01:18 AM

رد: لماذا لا نُحسن الفرح .؟!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الصامد (المشاركة 3474240)
الحياة تغيرت بفعل التقدم اي مانكتبه الان يشاهد في لحظته من الكثير
من شرائح المجتمع المختلفه ويعلق كل انسان عليه
حسب مفهومه وتوجهه سواء كان سلبي او إيجابي ..
فيجب الا نعير للسلبي اي اهتمام فا ارضاء الناس غايه لا تدرك ..
فالسعاده لا تباع ولا تشترى فنحن من نصنعها لنفتح أبواب الفرح والسرور ..
( فالقناعة والرضا تجعلك اسعد الناس )
مقاال رائع مها العتيبي احيييك ع جلبه
بانتظار انتقاءاتك الرائعه




فيه ناس سبحان الله كأنهم موكلين لتضييق صدور العالم
ينشرو طاقه سلبيه فظيعه .. وكأن الدنيا راح تنتهي بعد دقايق

مو بس بوسائل التواصل الاجتماعي .. حتى بحياتنا الشخصيه !!
مرض وربي .. يازين اللي يبسّط الامور وياخذ كل شي بالتساهيل :4:

ومثل م قال طلو

تنعم دام توك في شبابك
‏ليالي العمر ماقد امهلني

وانا اقول بكل مراحل العمر تنعم .. واعطي الدنيا اشكل :130:
محدش واخد منها حاقه

الصامد

لاعدمت حضورك البهي
كلي امتنان

تحاياي

مها العتيبي 17-11-2019 09:13 PM

رد: لماذا لا نُحسن الفرح .؟!
 
عاشقة الحمايل

دام لي حضورك وتواصلك ي سُكره

محبه وتقدير .!

في الصميم 24-11-2019 01:18 AM

رد: لماذا لا نُحسن الفرح .؟!
 
البعض يحسن الفرح ... لكن هناك من يتفنن بإجهاضه

شكراً على الطرح الهادف

ابو راكان 24-11-2019 07:56 PM

رد: لماذا لا نُحسن الفرح .؟!
 
هكذا نحن..!!
ليس للفرح متسع..ولا للحزن ايضا.
ماذا نريد..لا نعلم..
اشكرك يااخت مها على هذا الطرح الجميل
فعلا ابدعتي..


جميع الأوقات بتوقيت GMT +4. الساعة الآن 08:36 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.