بنت السعوديه
16-04-2009, 12:37 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
القصه التي ابكت حبيب الخلق سيدنا محمد - صلى الله عليه و سلم - أفلا تقرأونها ..؟
روى يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال : جاء جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في ساعةٍ ما كان فيها متغير اللون , فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( مالي أراك متغير اللون )) فقال : يا محمد جئتُكَ في الساعه التي امر الله بمنافخ النار أن تنفخ فيها , ولا ينبغي لمن يعلم أن جهنم حق , و أن النار حق , وأن عذاب القبر حق , و أن عذاب الله أكبر أنْ تقرّ عينه حتى يأمنها .
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم : (( جبريل صِف لي جهنم )).
قال : نعم , أن الله تعالى لما خلق جهنم أوقد عليها ألف سنه فاحمرت , ثم اوقد عليها عليها ألف سنه فابيضت , ثم اوقد عليها ألف سنه فاسودت , فهي سوداء مظلمه لا ينطفئ لهبها ولا حرها .
والذي بعثك بالحق , لو ان خُرْم إبره فتِحَ منها لاحترق أهل الدنيا عن اَخرهم من حرها .
والذي بعثك بالحق , لو أن ثوباَ من اثواب أهل النار عَلِقَ بين السماء و الأرض , لمات أهل الأرض من نَتَنِهَا وحرّها عن اخرهم لما يجدون من حرها ..
والذي بعثك بالحق نبياً , لو أ، ذراعاً من السلسة التي ذكرها الله تعالى في كتابه وُضِع على جبلٍ لذابَ حتى يبلغ الأرض السابعة .
و الذي بعثك بالحق نبياً , لو أن رجلاً بالمغرب يُعَذب لا حترق الذي بالمشرق من شدة عذابها .
حرها شديد , وقهرها بعيد , و حليها حديد , و شرابها الحميم و الصديد , و ثيابها مقطعات النيران ، لها سبعة أبواب , لكل باب منهم جزءٌ مقسومٌ من الرجال و النساء .
فقال - صلى الله عليه و سلم - : (( أهي كأبوابنا هذه ..؟ ))!! .
قال : لا , ولكنها مفتوحه , بعضها أسفل من بعض , من باب إلى باب مسرة سبعين سنة , كل باب منها أشد حراَ من الذي يليه سبعين ضعفاً , يُساق أعداء الله إليها فإذا انتهوا إلى بابها استقبلهم الزبانيه بالأغلال و السلاسل , فتسلك السلسله في فمه و تخرج من دُوُه , وتُغَلّ يده اليسرى إلى عنقه , وتُدخل يده اليمنى في فؤاده , وتُنزَع من بين كتفيه , وتُشدّ بالسلاسل , ويُقرن كل اَدمي مع شيطان في سلسة , ويُسحَبُ على وجهه , وتضربه الملائكه بمقامع من حديدكلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعدوا فيها .
فقال النبي - صلى الله عليه و سلم - : (( مَنْ سكّان هذه الأبواب ..!! )) .
فقال : أما الباب الأسفل ففيه المنافقون , ومَن كفر مِن أصحاب المائدة , و اَل فرعون , و اسمها الهاوية ..
و الباب الثاني فيه المشركون و اسمه الجحيم ..
و الباب الثالث فيه الصابءون و اسمه سَقر ..
و الباب الرابع فية ابليس و من تَبعَهُ , و المجوس , و اسمه لظى ..
و الباب الخامس فسة اليهود و اسمه الحُطمَة ..
و الباب السادس فية النصارى و اسمه العزيز , ثم أمسكَ جبريلُ حياءً من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , فقال له عليه السلام : (( ألا تخبرني من سكان الباب الساابع ..؟ ))
فقال : فيه أهل الكبائر من أمتك الذين ماتوا ولم يتوبوا . فخَرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - مغشيّاَ عليه , فوضع جبريل رأسه على حِجْره حتى أفاق , فلما أفاق عليه السلام : (( يا جبريل عَظَمَتْ مصيبتي , و اشتدّ حزني , أو يدخل أحدٌ من أمتي النار ؟؟؟))
قال : نعم , أهل الكبائر من أمتك .
ثم بكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , وبكى جبريل
ودخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منزله و احتجب عن الناس , فكان لا يخرج إلا الى الصلاه يصلي و يدخل ولا يكلم أحداً , يأخذ في الصلاة و يبكي و يتضرّع إلى الله تعالى .
فلما كان اليوم الثالث , أقبل أبو بكر رضى الله عنه حتى وقف بالباب و قال : السلام عليكم يا أهل بيت الرحمه , هل إلى رسول الله من سبيل ..؟ فلم يُجبه أحد فتنحّى باكياً ..
فأقبل عمر رضى الله عنه فوقف بالباب و قال : السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة , هل إلى رسول الله من سبيل .؟ فلم يُجبه أحد فتنحى يبكي .
فأقبل سلمان الفارسي حتى وقف بالباب و قال : السلام عليكم يا أهل بيت الرحمه , هل إلى مولاي رسول الله من سبيل .؟ فأقبل يبكي مرة , و يقع مرة , و يقوم أخرى حتى أتى بيت فاطمة ووقف بالباب ثم قال : السلام عليك يا ابنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , وكان علي رضى الله عنه غائباَ , فقال : يا ابنة رسول الله , إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد احتجب عن الناس فليس يخرج إلا إلى الصلاه فلا يكلم أحداً ولا يأذن لأحدٍ في الدخول .
فاشتملت فاطمة بعباءة قطوانية و أقبلت حتى وقفت على باب الرسول - صلى الله عليه وسلم - ثم سلمت و قالت : يا رسول الله أنا فاطمة , ورسول الله ساجدٌ يبكي , فرفع رأسه و قال : (( ما بال قرة عيني فاطمة حُجِبَت عني .؟ افتحوا لها الباب ))
ففتح لها الباب فدخلت ، فلما نظرت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكت بكاءً شديداً لما رأت من حاله مُصفرّاَ متغيراً قد ذاب لحم وجهه من البكاء و الحزن , فقالت : يا رسول الله ما الذي نزل عليك .؟!!
فقال : (( يا فاطمة جاءني جبريل وصف لي ابوب جهنم , و أخبرني أن في أعلى بابها أهل الكبائر من أمتي , فذالك الذي أبكاني و أحزنني ))
قالت : يا رسول الله كيف يدخلونها ؟!!
قال : (( بلى تسوقهم الملائكه إلى النار , ولا تَسْوَدّ وجوههم , ولا تَزْرَقّ أعينهم , ولا يُخْتَم على أفواههم , ولا يقرّنون مع الشياطين , ولا يوضع عليهم السلاسل و الأغلال ))
قالت : يا رسول الله كيف تقودهم الملائكه ؟!
قال : (( أما الرجال فباللحى , و أما النساء فبالذوائب و النواصي .. فكم من ذي شيبةٍ من أمتي يُقبَضُ على لحيته وهو ينادي : واشَيْبتاه واضعفاه , وكم من شاب قد قبض على لحيته , يُساق إلأى النار وهو ينادي : واشباباه واحُسن صورتاه , وكم من امرأه من أمتي قد قبض على ناصيتها تُقاد إلى النار وهي تنادي : وافضيحتاه واهتك ستراه , حتى يُنتهي بهم إلى مالك , فإذا نظر إليهم مالك قال للملائكه : من هؤلاء ؟ فما ورد علي من الأشقياء أعجب من شأناً من هؤلاء , لم تَسْوَدّ وجوههم ولم تَزرقّ أعينهم ولم يُختَم على أفواههم ولم يُقرّنوا مع الشياطين ولم توضع السلاسل و الأغلال في أعناقهم !!
فيقول الملائكه : هكذا أمِرنا أن نأتيك بهم على هذه الحاله .
فيقول لهم مالك : يا معشر الأشقياء من أنتم ؟!!
- وروي فر خبر أخر أنهم قادتهم الملائكه قالوا : وامحمداه , فلما رأوا مالكاً نسوا اسم محمد - صلى اله عليه وسلم - من هيبته , فيقول لهم : من انتم ؟ فيقولون : نحن من أنزل علينا القراَن ونحن ممن نصوم رمضان . فيقول لهم مالك : ما أنزل القراَن إلا على أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - , فإذا سمعوا اسم محمد صاحوا : نحن من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - .
فيقول لهم مالك : أما كان لكم القرأن زاجرٌ عن المعاصي الله تعالى .. فإذا وقف بهم على شفير جهنم , نظروا إلى النار و إلى الزبانيه قالوا : يا مالك ائذن لنا نبكي على أنفسنا , فيأذن لهم , فيبكون الدموع حتى لم يبقى لهم دموع , فيبكون الدم , فيقول مالك : ما أحسن هذا البكاء لو كان في الجنيا , فلو كان في الدنيا من خشية الله ما مسّتكم النار اليوم .
فيقول مالك للزبانيه : ألقوهم .. ألقوهم في النار .
فإذا ألقو بهم في النار نادوا بأجمعهم : لا اله الا الله , فترجع النار عنهم , فيقول مالك : يا نار خذيه , فتقول : كيف اَخذهم و هم يقولون لا إله الا الله ؟ فيقول مالك : نعم , بذالك أمر رب العرش , فتأخذهم , فمنهم من تأخذه الى قدميه , ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه , ومنهم من تأخذه الى حقويه , ومنهم من تأخذه الى حلقه , فإذا أهوت النار إلى وجوههم قال مالك : لا تحرقي وجوههم فطالما سجدوا للرحمن في الدنيا , ولا تحرقي قلوبهم فلطالما عطشوا في رمضان . فيبقون ما شاء الله فيها , و يقولون : يا أرحم الراحمين يا حنان يا منان , فإذا أنفذ الله حكمه قال : يا جبريل ما فعل العاصون من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - .؟ فيقول : اللهم انت أعلم بهم . فيقول انطلق فأنظر ما حالهم .
فينطلق جبريل عليه السلام إلى مالك وهو على منبر من النار في وسط جهنم , فإذا نظر مالك على جبريل عليه السلام قام تعظيماً له , فيقول له : ماأدخلك هذا الموضع .؟ فيقول جبريل له : ما فعلت بالعصابه العاصيه من أمة محمد .؟ فيقول مالك : ماأسوأ من حالهم و أضيق مكانهم , قد أحرقت أجسامهم . و أكلت لحومهم , و بقيت وجوههم و قلوبهم يتلألأ فيها الإيمان .
- فيقول جبريل : ارفع الطبق عنهم حتى انظر اليهم . فيأمر مالك الخَزَنَة فيرفعون البق عنهم , فإذا نظروا الى جبريل وإلى حُسن خَلقه , علموا انه ليس من ملائكة العذاب فيقولون : من هذا العبد الذي لم نرا أحداً قط أحسن منه .؟ فيقول مالك : هذا جبريل الكريم الذي كان يأتي محمداً - صلى الله عليه وسلم - بالوحي , فإذا سمعوا ذِكْر محمد - صلى الله عليه وسلم - صاحوا بأجمعهم : يا جبريل أقرئ محمداً - صلى الله عليه وسلم - منا السلام , و أخبره أن معاصينا فرّقت بيننا و بينك , و أخبره بسوء حالنا .
فينطلق جبريل حتى يقوم بين يدي الله تعالى , فيقول الله تعالى : كيف رأيت أمة محمد .؟ فيقول : يا رب ما أسوأ حالهم و أضيق مكانهم .
فيقول : هل سألوك شيئاَ .؟فيقول: يا رب نعم , سألوني أن أقرئ نبيهم منهم السلام و أخبره بسوء حالهم فيقول الله تعالى : انطلق فأخبره .
فينطلق جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في خيمة من درّة بيضاء لها أربعة اَلاف باب , لكل باب مصراعان من ذهب , فيقول : يا محمد . جئتك من عند العصابه العصاه الذين يعذبون من أمتك في النار , وهم يُقرءُونك السلام ويقولن ما اسوأ حالنا , و أضيق مكاننا .
فيأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى تحت العرش فيخرّ ساجداً ويثني على الله تعالى ثناءً لم يثن عليه أحد مثله ..
فيقول الله تعالى : ارفع رأسك , و سَلْ تُعْط , و اشفع تُشفع .
فيقول : (( يا رب الأشقياء من أمتي قد أنفذت فيهم حكمك و انتقمت منهم , فشفعني فيهم ))
فيقول الله تعالى : قد شفعتك فيهم , فَأتِ النار فأخرج منها من قال لا اله الا الله . فينطلق النبي - صلى الله عيه وسلم - فإذا نظر مالك النبي - صلى الله عليه وسلم - قام تعضيماً له . فيقول - صلى الله عليه وسلم - : (( يا مالك ما حال أمتي من الأشقياء .؟!))
فيقول : ما أسوأ من حالهم و أضيق مكانهم . فيقول محمد - صلى الله عليه وسلم - : (( افتح الباب و ارفع الطق )) , فإذا نظر أصحاب النار إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - صاحوا بأجمعهم فيقولون : يا محمد , أحرقت النار جلودنا و أحرقت أكبادنا , فيخرجهم جميعاً و قد صاروا فحماً قد أكلتهم النار فينطلق بهم إلى نهر بباب الجنه , فيغتسلون منه فيخرجون منه شباباَ جُرْدَاً مُرْدَاً مُكحّلين وكأن وجوههم مثل القمر , مكتوب على جباههم " الجهنميون عتقاء الرحمن من النار " , فيدخلون الجنه فإذا رأى أهل النار أن المسلمين قد أخرجوا منها قالوا : يا ليتنا كنا مسلمين وكنا نخرج من النار وهو قوله تعالى : { رُبّمَا يَوَدٌُ الَّذِينَ كَفرَواْ لوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ } -- الحجر ..
* وعن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : (( اذكروا من النار ما شئتم , فلا تذكرون شيئاً إلا وهي أشد منه ))
* وقال : (( إن اهون أهل النار عذاباً لرجلٌُ في رجليه نعلان من نار , يغلي منهما دماغه , كأنه مرجل , مسامعه جمر , وأضراسه جمر , و أشفاره لهب النيران , وتخرج أحشاء بطنه من قدميه , و انه ليرى أنه أشد عذاب أهل النار عذاباً , و أنه من أهون أهل النار عذاباً ))
* و عن ميمون بن مهران انه لما نزلت هذه الاَيه :{ وَإنَّ جَهَنّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أجْمَعِينَ } -- الحجر .. , وضع سلمان يده على رأسه وخرج هارباً ثلاثة أيام , لا يُقدر حتى جئ به .
اللهم أجِرْنَا من النار . اللهم أجِرْنَا من النار . اللهم أجِرْنَا من النار ..
اللهم أجِر كاتب هذه الرساله من النار .. الهم أجِر قارئها من النار ..
اللهم أجِر مرسلها من النار ... اللهم أجِرنا و المسلمين من النار ...
اللهم اجرنا و موتانا و موتا المسسلمين من النار ....
اَمـين .. اَمـين .. اَمـين .. اَمـين .. اَمـين .. اَمـين .. اَمـين .. اَمـين ..
القصه التي ابكت حبيب الخلق سيدنا محمد - صلى الله عليه و سلم - أفلا تقرأونها ..؟
روى يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال : جاء جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في ساعةٍ ما كان فيها متغير اللون , فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( مالي أراك متغير اللون )) فقال : يا محمد جئتُكَ في الساعه التي امر الله بمنافخ النار أن تنفخ فيها , ولا ينبغي لمن يعلم أن جهنم حق , و أن النار حق , وأن عذاب القبر حق , و أن عذاب الله أكبر أنْ تقرّ عينه حتى يأمنها .
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم : (( جبريل صِف لي جهنم )).
قال : نعم , أن الله تعالى لما خلق جهنم أوقد عليها ألف سنه فاحمرت , ثم اوقد عليها عليها ألف سنه فابيضت , ثم اوقد عليها ألف سنه فاسودت , فهي سوداء مظلمه لا ينطفئ لهبها ولا حرها .
والذي بعثك بالحق , لو ان خُرْم إبره فتِحَ منها لاحترق أهل الدنيا عن اَخرهم من حرها .
والذي بعثك بالحق , لو أن ثوباَ من اثواب أهل النار عَلِقَ بين السماء و الأرض , لمات أهل الأرض من نَتَنِهَا وحرّها عن اخرهم لما يجدون من حرها ..
والذي بعثك بالحق نبياً , لو أ، ذراعاً من السلسة التي ذكرها الله تعالى في كتابه وُضِع على جبلٍ لذابَ حتى يبلغ الأرض السابعة .
و الذي بعثك بالحق نبياً , لو أن رجلاً بالمغرب يُعَذب لا حترق الذي بالمشرق من شدة عذابها .
حرها شديد , وقهرها بعيد , و حليها حديد , و شرابها الحميم و الصديد , و ثيابها مقطعات النيران ، لها سبعة أبواب , لكل باب منهم جزءٌ مقسومٌ من الرجال و النساء .
فقال - صلى الله عليه و سلم - : (( أهي كأبوابنا هذه ..؟ ))!! .
قال : لا , ولكنها مفتوحه , بعضها أسفل من بعض , من باب إلى باب مسرة سبعين سنة , كل باب منها أشد حراَ من الذي يليه سبعين ضعفاً , يُساق أعداء الله إليها فإذا انتهوا إلى بابها استقبلهم الزبانيه بالأغلال و السلاسل , فتسلك السلسله في فمه و تخرج من دُوُه , وتُغَلّ يده اليسرى إلى عنقه , وتُدخل يده اليمنى في فؤاده , وتُنزَع من بين كتفيه , وتُشدّ بالسلاسل , ويُقرن كل اَدمي مع شيطان في سلسة , ويُسحَبُ على وجهه , وتضربه الملائكه بمقامع من حديدكلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعدوا فيها .
فقال النبي - صلى الله عليه و سلم - : (( مَنْ سكّان هذه الأبواب ..!! )) .
فقال : أما الباب الأسفل ففيه المنافقون , ومَن كفر مِن أصحاب المائدة , و اَل فرعون , و اسمها الهاوية ..
و الباب الثاني فيه المشركون و اسمه الجحيم ..
و الباب الثالث فيه الصابءون و اسمه سَقر ..
و الباب الرابع فية ابليس و من تَبعَهُ , و المجوس , و اسمه لظى ..
و الباب الخامس فسة اليهود و اسمه الحُطمَة ..
و الباب السادس فية النصارى و اسمه العزيز , ثم أمسكَ جبريلُ حياءً من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , فقال له عليه السلام : (( ألا تخبرني من سكان الباب الساابع ..؟ ))
فقال : فيه أهل الكبائر من أمتك الذين ماتوا ولم يتوبوا . فخَرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - مغشيّاَ عليه , فوضع جبريل رأسه على حِجْره حتى أفاق , فلما أفاق عليه السلام : (( يا جبريل عَظَمَتْ مصيبتي , و اشتدّ حزني , أو يدخل أحدٌ من أمتي النار ؟؟؟))
قال : نعم , أهل الكبائر من أمتك .
ثم بكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , وبكى جبريل
ودخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منزله و احتجب عن الناس , فكان لا يخرج إلا الى الصلاه يصلي و يدخل ولا يكلم أحداً , يأخذ في الصلاة و يبكي و يتضرّع إلى الله تعالى .
فلما كان اليوم الثالث , أقبل أبو بكر رضى الله عنه حتى وقف بالباب و قال : السلام عليكم يا أهل بيت الرحمه , هل إلى رسول الله من سبيل ..؟ فلم يُجبه أحد فتنحّى باكياً ..
فأقبل عمر رضى الله عنه فوقف بالباب و قال : السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة , هل إلى رسول الله من سبيل .؟ فلم يُجبه أحد فتنحى يبكي .
فأقبل سلمان الفارسي حتى وقف بالباب و قال : السلام عليكم يا أهل بيت الرحمه , هل إلى مولاي رسول الله من سبيل .؟ فأقبل يبكي مرة , و يقع مرة , و يقوم أخرى حتى أتى بيت فاطمة ووقف بالباب ثم قال : السلام عليك يا ابنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , وكان علي رضى الله عنه غائباَ , فقال : يا ابنة رسول الله , إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد احتجب عن الناس فليس يخرج إلا إلى الصلاه فلا يكلم أحداً ولا يأذن لأحدٍ في الدخول .
فاشتملت فاطمة بعباءة قطوانية و أقبلت حتى وقفت على باب الرسول - صلى الله عليه وسلم - ثم سلمت و قالت : يا رسول الله أنا فاطمة , ورسول الله ساجدٌ يبكي , فرفع رأسه و قال : (( ما بال قرة عيني فاطمة حُجِبَت عني .؟ افتحوا لها الباب ))
ففتح لها الباب فدخلت ، فلما نظرت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكت بكاءً شديداً لما رأت من حاله مُصفرّاَ متغيراً قد ذاب لحم وجهه من البكاء و الحزن , فقالت : يا رسول الله ما الذي نزل عليك .؟!!
فقال : (( يا فاطمة جاءني جبريل وصف لي ابوب جهنم , و أخبرني أن في أعلى بابها أهل الكبائر من أمتي , فذالك الذي أبكاني و أحزنني ))
قالت : يا رسول الله كيف يدخلونها ؟!!
قال : (( بلى تسوقهم الملائكه إلى النار , ولا تَسْوَدّ وجوههم , ولا تَزْرَقّ أعينهم , ولا يُخْتَم على أفواههم , ولا يقرّنون مع الشياطين , ولا يوضع عليهم السلاسل و الأغلال ))
قالت : يا رسول الله كيف تقودهم الملائكه ؟!
قال : (( أما الرجال فباللحى , و أما النساء فبالذوائب و النواصي .. فكم من ذي شيبةٍ من أمتي يُقبَضُ على لحيته وهو ينادي : واشَيْبتاه واضعفاه , وكم من شاب قد قبض على لحيته , يُساق إلأى النار وهو ينادي : واشباباه واحُسن صورتاه , وكم من امرأه من أمتي قد قبض على ناصيتها تُقاد إلى النار وهي تنادي : وافضيحتاه واهتك ستراه , حتى يُنتهي بهم إلى مالك , فإذا نظر إليهم مالك قال للملائكه : من هؤلاء ؟ فما ورد علي من الأشقياء أعجب من شأناً من هؤلاء , لم تَسْوَدّ وجوههم ولم تَزرقّ أعينهم ولم يُختَم على أفواههم ولم يُقرّنوا مع الشياطين ولم توضع السلاسل و الأغلال في أعناقهم !!
فيقول الملائكه : هكذا أمِرنا أن نأتيك بهم على هذه الحاله .
فيقول لهم مالك : يا معشر الأشقياء من أنتم ؟!!
- وروي فر خبر أخر أنهم قادتهم الملائكه قالوا : وامحمداه , فلما رأوا مالكاً نسوا اسم محمد - صلى اله عليه وسلم - من هيبته , فيقول لهم : من انتم ؟ فيقولون : نحن من أنزل علينا القراَن ونحن ممن نصوم رمضان . فيقول لهم مالك : ما أنزل القراَن إلا على أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - , فإذا سمعوا اسم محمد صاحوا : نحن من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - .
فيقول لهم مالك : أما كان لكم القرأن زاجرٌ عن المعاصي الله تعالى .. فإذا وقف بهم على شفير جهنم , نظروا إلى النار و إلى الزبانيه قالوا : يا مالك ائذن لنا نبكي على أنفسنا , فيأذن لهم , فيبكون الدموع حتى لم يبقى لهم دموع , فيبكون الدم , فيقول مالك : ما أحسن هذا البكاء لو كان في الجنيا , فلو كان في الدنيا من خشية الله ما مسّتكم النار اليوم .
فيقول مالك للزبانيه : ألقوهم .. ألقوهم في النار .
فإذا ألقو بهم في النار نادوا بأجمعهم : لا اله الا الله , فترجع النار عنهم , فيقول مالك : يا نار خذيه , فتقول : كيف اَخذهم و هم يقولون لا إله الا الله ؟ فيقول مالك : نعم , بذالك أمر رب العرش , فتأخذهم , فمنهم من تأخذه الى قدميه , ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه , ومنهم من تأخذه الى حقويه , ومنهم من تأخذه الى حلقه , فإذا أهوت النار إلى وجوههم قال مالك : لا تحرقي وجوههم فطالما سجدوا للرحمن في الدنيا , ولا تحرقي قلوبهم فلطالما عطشوا في رمضان . فيبقون ما شاء الله فيها , و يقولون : يا أرحم الراحمين يا حنان يا منان , فإذا أنفذ الله حكمه قال : يا جبريل ما فعل العاصون من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - .؟ فيقول : اللهم انت أعلم بهم . فيقول انطلق فأنظر ما حالهم .
فينطلق جبريل عليه السلام إلى مالك وهو على منبر من النار في وسط جهنم , فإذا نظر مالك على جبريل عليه السلام قام تعظيماً له , فيقول له : ماأدخلك هذا الموضع .؟ فيقول جبريل له : ما فعلت بالعصابه العاصيه من أمة محمد .؟ فيقول مالك : ماأسوأ من حالهم و أضيق مكانهم , قد أحرقت أجسامهم . و أكلت لحومهم , و بقيت وجوههم و قلوبهم يتلألأ فيها الإيمان .
- فيقول جبريل : ارفع الطبق عنهم حتى انظر اليهم . فيأمر مالك الخَزَنَة فيرفعون البق عنهم , فإذا نظروا الى جبريل وإلى حُسن خَلقه , علموا انه ليس من ملائكة العذاب فيقولون : من هذا العبد الذي لم نرا أحداً قط أحسن منه .؟ فيقول مالك : هذا جبريل الكريم الذي كان يأتي محمداً - صلى الله عليه وسلم - بالوحي , فإذا سمعوا ذِكْر محمد - صلى الله عليه وسلم - صاحوا بأجمعهم : يا جبريل أقرئ محمداً - صلى الله عليه وسلم - منا السلام , و أخبره أن معاصينا فرّقت بيننا و بينك , و أخبره بسوء حالنا .
فينطلق جبريل حتى يقوم بين يدي الله تعالى , فيقول الله تعالى : كيف رأيت أمة محمد .؟ فيقول : يا رب ما أسوأ حالهم و أضيق مكانهم .
فيقول : هل سألوك شيئاَ .؟فيقول: يا رب نعم , سألوني أن أقرئ نبيهم منهم السلام و أخبره بسوء حالهم فيقول الله تعالى : انطلق فأخبره .
فينطلق جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في خيمة من درّة بيضاء لها أربعة اَلاف باب , لكل باب مصراعان من ذهب , فيقول : يا محمد . جئتك من عند العصابه العصاه الذين يعذبون من أمتك في النار , وهم يُقرءُونك السلام ويقولن ما اسوأ حالنا , و أضيق مكاننا .
فيأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى تحت العرش فيخرّ ساجداً ويثني على الله تعالى ثناءً لم يثن عليه أحد مثله ..
فيقول الله تعالى : ارفع رأسك , و سَلْ تُعْط , و اشفع تُشفع .
فيقول : (( يا رب الأشقياء من أمتي قد أنفذت فيهم حكمك و انتقمت منهم , فشفعني فيهم ))
فيقول الله تعالى : قد شفعتك فيهم , فَأتِ النار فأخرج منها من قال لا اله الا الله . فينطلق النبي - صلى الله عيه وسلم - فإذا نظر مالك النبي - صلى الله عليه وسلم - قام تعضيماً له . فيقول - صلى الله عليه وسلم - : (( يا مالك ما حال أمتي من الأشقياء .؟!))
فيقول : ما أسوأ من حالهم و أضيق مكانهم . فيقول محمد - صلى الله عليه وسلم - : (( افتح الباب و ارفع الطق )) , فإذا نظر أصحاب النار إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - صاحوا بأجمعهم فيقولون : يا محمد , أحرقت النار جلودنا و أحرقت أكبادنا , فيخرجهم جميعاً و قد صاروا فحماً قد أكلتهم النار فينطلق بهم إلى نهر بباب الجنه , فيغتسلون منه فيخرجون منه شباباَ جُرْدَاً مُرْدَاً مُكحّلين وكأن وجوههم مثل القمر , مكتوب على جباههم " الجهنميون عتقاء الرحمن من النار " , فيدخلون الجنه فإذا رأى أهل النار أن المسلمين قد أخرجوا منها قالوا : يا ليتنا كنا مسلمين وكنا نخرج من النار وهو قوله تعالى : { رُبّمَا يَوَدٌُ الَّذِينَ كَفرَواْ لوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ } -- الحجر ..
* وعن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : (( اذكروا من النار ما شئتم , فلا تذكرون شيئاً إلا وهي أشد منه ))
* وقال : (( إن اهون أهل النار عذاباً لرجلٌُ في رجليه نعلان من نار , يغلي منهما دماغه , كأنه مرجل , مسامعه جمر , وأضراسه جمر , و أشفاره لهب النيران , وتخرج أحشاء بطنه من قدميه , و انه ليرى أنه أشد عذاب أهل النار عذاباً , و أنه من أهون أهل النار عذاباً ))
* و عن ميمون بن مهران انه لما نزلت هذه الاَيه :{ وَإنَّ جَهَنّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أجْمَعِينَ } -- الحجر .. , وضع سلمان يده على رأسه وخرج هارباً ثلاثة أيام , لا يُقدر حتى جئ به .
اللهم أجِرْنَا من النار . اللهم أجِرْنَا من النار . اللهم أجِرْنَا من النار ..
اللهم أجِر كاتب هذه الرساله من النار .. الهم أجِر قارئها من النار ..
اللهم أجِر مرسلها من النار ... اللهم أجِرنا و المسلمين من النار ...
اللهم اجرنا و موتانا و موتا المسسلمين من النار ....
اَمـين .. اَمـين .. اَمـين .. اَمـين .. اَمـين .. اَمـين .. اَمـين .. اَمـين ..