*مذهله *
13-06-2008, 09:02 PM
قال أبو الفضل العباس* بن الأحنف الحنفي هذه الرائعه في عشيقته فوز** :
يا دارَ فوزٍ لقَد أورَثتِني دَنَفا=وزادَني بُعدُ داري عنكُمُ شغَفَا
حتى متى أنا مكروبٌ بذكرِكُمُ=أُمسِي وأُصبحُ صَبّاً هائماً دَنِفا
لا أستريحُ ولا أنساكمُ أبداً=ولا أرى كرْبَ هذا الحبِّ مُنكشِفا
ما ذُقتُ بعَدَكمُ عيشاً سُرِرْتُ به=ولا رأيتُ لكم عِدْلاً ولا خلفا
إنّي لأعجبُ من قلبٍ يحبُّكُمُ=وما رأى منكُمُ بِرّاً ولا لَطَفا
لوْلا شَقاوَة ُ جَدّي ما عرَفتُكُمُ=إنّ الشّقيَّ الذي يشقى بمن عرفا
ما زِلتُ بَعدَكُمُ أهذي بذكركمُ=كأنَّ ذكرَكمُ بالقلبِ قد رُصفا
ياليتَ شِعري وما في ليتَ من فرجٍ=هل مضى عائدٌ منك وما سلفا
إصرِفْ فؤادَكَ يا عبّاسُ مُنصرفاً=عنها يكن عنكَ كَرْبُ الحبِّ منصرفا
لوكانَ ينساهمُ قلبي نسيتهمُ=لكنّ قَلبي لَهُمْ والله قد ألِفَا
أشكو إليكِ الذي بي يا مُعَذِّبَتي=وَما أُقاسِي وما أسطيعُ أن أصِفَا
يا هَمَّ نَفسي ويا سمعي ويا بَصري=حتى متى حبُّكمْ بالقلبِ قد كلِفا
ما كنتُ أعلمُ ماهمٌّ وما جزَعٌ=حتى شربتُ بكأسِ الحبّ مغترِفَا
ثارت حرارتها في الصّدر فاشتعلتْ=كأنّما هي نارٌ أُطعمتْ سَعَفا
طافَ الهَوَى بعِبادِ الله كُلّهِمُ=حتّى إذا مرَّ بي من بينهم وقفا
إذا جحدتُ الهوى يوماً لأدفنهُ=في الصّدر نمَّ عليّ الدّمعُ معترفا
لم ألقَ ذا صفة ٍ للحبِّ ينعتهُ=إلا وجدتُ الذي بي فوق ما وصفا
يُضحي فؤادي بهذا الحُبّ مُلتحماً=وَقْفاً ويُمسِي عليّ الحبُّ مُلتَحِفَا
ما ظَنُّكُمْ بفتى ً طالَتْ بَلِيّتُه=مُرَوَّعْ في الهوى لا يأمنُ التَّلفا
يا فوزُ كيف بكم والدّارُ قد شَطحََتْ=بي عنكُمُ وخروجُ النفسِ قد أزفا
قد قُلتُ لمَّا رَأيتُ الموْتَ يَقصِدُني=وكادَ يهتِفُ بي داعيهِ أوْ هَتَفَا
أموتُ شَوْقاً ولا ألقاكُمُ أبَداً=يا حَسرَتا ثمّ يا شوْقا وَيا أسَفَا
ـــــــــــــ
*العباس بن الأحنف بن الأسود الحنفي المكنى أبو الفضل هو شاعر رقيق الغزل. قال عنه البحتري: إنه أغزل الناس. أبو الفضل عربي شريف النسب، أصله من بني حنيفة، ولكن أهله يقيمون بالبصرة. نشأ في بغداد وفيها اشتهر. اتصل بهارون الرشيد ونال عنده حظوة.
خالف الشعراء في طريقتهم فلم يتكسب بالشعر، وكان أكثر شعره بالغزل والنسيب والوصف، ولم يتجاوزه إلى المديح والهجاء، وفي ذلك يقول الجاحظ:
لولا أن العباس بن الأحنف أحذق الناس وأشعرهم وأوسعهم كلاما وخاطرا، ما قدر أن يكثر شعره في مذهب واحد لا يجاوزه، لأنه لا يهجو ولا يمدح لا يتكسب ولا يتصرف، وما نعلم شاعرا لزم فنا واحدا فأحسن فيه وأكثر ..
**جارية من جواري العباسيين تعشقها أبو الفضل وقال فيها الروائع فأحسن وأجاد ..
كانت تمنعه أحياناً وترده أحياناً ولا تثبت له على حال ، فأثرت فيه حتى مات ..
يا دارَ فوزٍ لقَد أورَثتِني دَنَفا=وزادَني بُعدُ داري عنكُمُ شغَفَا
حتى متى أنا مكروبٌ بذكرِكُمُ=أُمسِي وأُصبحُ صَبّاً هائماً دَنِفا
لا أستريحُ ولا أنساكمُ أبداً=ولا أرى كرْبَ هذا الحبِّ مُنكشِفا
ما ذُقتُ بعَدَكمُ عيشاً سُرِرْتُ به=ولا رأيتُ لكم عِدْلاً ولا خلفا
إنّي لأعجبُ من قلبٍ يحبُّكُمُ=وما رأى منكُمُ بِرّاً ولا لَطَفا
لوْلا شَقاوَة ُ جَدّي ما عرَفتُكُمُ=إنّ الشّقيَّ الذي يشقى بمن عرفا
ما زِلتُ بَعدَكُمُ أهذي بذكركمُ=كأنَّ ذكرَكمُ بالقلبِ قد رُصفا
ياليتَ شِعري وما في ليتَ من فرجٍ=هل مضى عائدٌ منك وما سلفا
إصرِفْ فؤادَكَ يا عبّاسُ مُنصرفاً=عنها يكن عنكَ كَرْبُ الحبِّ منصرفا
لوكانَ ينساهمُ قلبي نسيتهمُ=لكنّ قَلبي لَهُمْ والله قد ألِفَا
أشكو إليكِ الذي بي يا مُعَذِّبَتي=وَما أُقاسِي وما أسطيعُ أن أصِفَا
يا هَمَّ نَفسي ويا سمعي ويا بَصري=حتى متى حبُّكمْ بالقلبِ قد كلِفا
ما كنتُ أعلمُ ماهمٌّ وما جزَعٌ=حتى شربتُ بكأسِ الحبّ مغترِفَا
ثارت حرارتها في الصّدر فاشتعلتْ=كأنّما هي نارٌ أُطعمتْ سَعَفا
طافَ الهَوَى بعِبادِ الله كُلّهِمُ=حتّى إذا مرَّ بي من بينهم وقفا
إذا جحدتُ الهوى يوماً لأدفنهُ=في الصّدر نمَّ عليّ الدّمعُ معترفا
لم ألقَ ذا صفة ٍ للحبِّ ينعتهُ=إلا وجدتُ الذي بي فوق ما وصفا
يُضحي فؤادي بهذا الحُبّ مُلتحماً=وَقْفاً ويُمسِي عليّ الحبُّ مُلتَحِفَا
ما ظَنُّكُمْ بفتى ً طالَتْ بَلِيّتُه=مُرَوَّعْ في الهوى لا يأمنُ التَّلفا
يا فوزُ كيف بكم والدّارُ قد شَطحََتْ=بي عنكُمُ وخروجُ النفسِ قد أزفا
قد قُلتُ لمَّا رَأيتُ الموْتَ يَقصِدُني=وكادَ يهتِفُ بي داعيهِ أوْ هَتَفَا
أموتُ شَوْقاً ولا ألقاكُمُ أبَداً=يا حَسرَتا ثمّ يا شوْقا وَيا أسَفَا
ـــــــــــــ
*العباس بن الأحنف بن الأسود الحنفي المكنى أبو الفضل هو شاعر رقيق الغزل. قال عنه البحتري: إنه أغزل الناس. أبو الفضل عربي شريف النسب، أصله من بني حنيفة، ولكن أهله يقيمون بالبصرة. نشأ في بغداد وفيها اشتهر. اتصل بهارون الرشيد ونال عنده حظوة.
خالف الشعراء في طريقتهم فلم يتكسب بالشعر، وكان أكثر شعره بالغزل والنسيب والوصف، ولم يتجاوزه إلى المديح والهجاء، وفي ذلك يقول الجاحظ:
لولا أن العباس بن الأحنف أحذق الناس وأشعرهم وأوسعهم كلاما وخاطرا، ما قدر أن يكثر شعره في مذهب واحد لا يجاوزه، لأنه لا يهجو ولا يمدح لا يتكسب ولا يتصرف، وما نعلم شاعرا لزم فنا واحدا فأحسن فيه وأكثر ..
**جارية من جواري العباسيين تعشقها أبو الفضل وقال فيها الروائع فأحسن وأجاد ..
كانت تمنعه أحياناً وترده أحياناً ولا تثبت له على حال ، فأثرت فيه حتى مات ..