المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لم تعـد تبالي - قصة : ياسمين عبدالله - الكويت


المايسترو
22-05-2006, 02:53 PM
أدْرَكَتْ من نَظراتِهم التي تَزدَرِدُ صمتَها ، من الهميسِ حَوْلها ، أنّهم يعلمونَ ؛وسرّها الصّغير لم يعد مكتوما بين جنباتها ولا مدفونا بين أضلِعها .
لم تبح لأحدٍ ، لم تتباه به أمامهم .
كان ملاذَها؛ تغْترف منه الحنان ،وتجد في رفقته الأنس والطمأنينة متى ما شعرت بالغربة والوحدة .



فكيف علموا ؟

هي لم تلجأ إليه إلا في غياهب الحزن، لم تحتضنه إلا في لحظات البكاء .

كيف علموا؟!

كلٌ منهم له سرٌ تعرفه ....
هذا الذي لا يفتح فاه إلا ليشهق من سيجارته أنفاسه الرتيبة
وتلك التي تتأمل أظافرها الطويلة ثم تجتثها بين شفتيها
والآخر؛ يشد شعيرات بيضاء للتو تنبت في لحيته
وذاك...دائما ينكش بقايا اللحم عن أسنانه الصفراء

كلٌّ منهم
له سرٌّ
تعرفهُ
هم الآن أمامها كالأصنام، يحدقون بسرها الصغير.

عيونهم بلا بريق، لا يُخيفها تجهّم وجوههم ، لا ترتعد من اقتراب خطواتهم .

أدنَت كفّها لوجهها...
احتضنت إبهامها الصغير بين شفتيها
وأخذت ترتشف منه الحنان والأمن....ولم تعد تبالي .


قصة : ياسمين عبدالله