المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإسراع في الخير


سهــم
06-05-2008, 01:52 AM
عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الطهور شطر الإيمان ، والحمد لله تملأ الميزان ، وسبحان الله والحمد لله تملآن – تملأ – ما بين السماوات والأرض ، والصلاة نور ، والصدقة برهان ، والصبر ضياء ، والقرآن حجة لك أو عليك ، كل الناس يغدو ، فبائع نفسه ، فمعتقها أو موبقها ) رواه مسلم .







الشرح





كان من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم في قومه ما أوتيه من الفصاحة والبلاغة في كلامه ؛ فعلى الرغم من كونه أميا لا يحسن القراءة و الكتابة ، إلا أنه أعجز الفصحاء ببلاغته ، ومن أبرز سمات هذا الإعجاز ما عُرف به من جوامع الكلم ؛ فإنه صلى الله عليه وسلم كان يرشد أمته ويوجهها بألفاظ قليلة ، تحمل في طيّاتها العديد من المعاني ، ولم تكن هذه الألفاظ متكلفة أو صعبة ، بل كانت سهلة ميسورة على جميع فئات الناس .





وها نحن أيها القاريء الكريم ، نتناول أحد جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم ، فإن هذا الحديث قد اشتمل على العديد من التوجيهات الرائعة ، والعظات السامية ، تدعوا كل من آمن بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، أن يتمسك بها ، ويعمل بمقتضاها .





وأول ما ابتدأ به النبي صلى الله عليه وسلم وصيّته هو الطهور ، والطهور شرط الصلاة ، ومفتاح من مفاتيح أبواب الجنان ، ويقصد به الفعل الشرعي الذي يزيل الخبث ، ويرفع الحدث ، ولا تصح الصلاة إلا به ، ويشمل أيضا تطهير الثياب والبدن والمكان .







وقد اختلف العلماء في معنى قوله صلى الله عليه وسلم : ( الطهور شطر الإيمان ) على أقوال ، منها : أن الإيمان الحقيقي يشمل طهارة الباطن والظاهر ، والوضوء يطهّر الظاهر ، وهذا يدل على أن الوضوء شطر الإيمان ، واستشهدوا بالحديث الذي رواه مسلم عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من توضأ فأحسن الوضوء ، خرجت خطاياه من جسده ، حتى تخرج من تحت أظفاره ) ، وقالوا أيضا : الطهارة هي شطر الصلاة ؛ لأن الصلاة لا تصح إلا بطهور ، ومستند هذا القول أن المقصود بقوله في الحديث : ( شطر الإيمان ) هو : الصلاة ، ونظير ذلك قوله تعالى : { وما كان الله ليضيع إيمانكم } ( البقرة : 143 ) ، أي : صلاتكم ، ومما قالوه أيضا : أن الطهور شطر الإيمان ؛ لأن الطهارة تُكفر صغائر الذنوب ، بينما الإيمان يكفر الكبائر ، فصار شطر الإيمان بهذا الاعتبار ، ولعل من الملاحظ أن هذه الأقوال متقاربة ، وكلها تصب في ذات المعنى .











ثم انتقل الحديث إلى الترغيب في ذكر الله عزوجل ، فقال : ( والحمد لله تملأ الميزان ، وسبحان الله والحمد لله تملآن – تملأ – ما بين السماوات والأرض ) ، وهذا يبين عظيم الأجر المترتب على هذه الكلمات الطيبات ، فالحمد لله تملأ الميزان يوم القيامة ؛ وذلك لما اشتملت عليه من الثناء على الله سبحانه وتعالى والتبجيل له ؛ لذلك يستحب للعبد إذا دعا أن يقدم بين يديه الثناء الجميل ، مما يكون أدعى لقبول دعائه ، ثم إن الحمد والتسبيح يملآن ما بين السماء والأرض – بنص الحديث - ؛ والسرّ في ذلك : ما اجتمع فيهما من التنزيه للذات الإلهية ، والثناء عليها ، وما يقتضيه ذلك من الافتقار إلى الله ؛ وهذا ما جعل هاتين الكلمتين حبيبتين إلى الرحمن ، كما جاء في حديث آخر .









وأما الصلاة ، فقد وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنور ، وإذا كان الناس يستعينون على الظلمة بالنور ، كي تتضح لهم معالم الطريق ، ويهتدوا إلى وجهتهم ، فذلك شأن الصلاة أيضا ، فهي نور الهداية الذي يلتمسه العبد ؛ حيث تمنع الصلاة صاحبها من المعاصي ، وتنهاه عن المنكر ، كما قال تعالى في كتابه : { وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر } ( العنكبوت : 45 ) ، ويقوى هذا النور حتى يُرى أثره على وجه صاحبه ، قال الله تعالى : { سيماهم في وجوههم من أثر السجود } ( الفتح : 29 ) ، ولن تكون الصلاة نورا لصاحبها في الدنيا فحسب ، بل يشمل ذلك الدار الآخرة ، كما قال عليه الصلاة والسلام : ( بشر المشائين في الظلم إلى المساجد ، بالنور التام يوم القيامة ) رواه الترمذي .









وإذا كانت الصلاة من مظاهر العبودية البدنية ، فإن الصدقة تعد عبادة مالية ، يزكّي بها المسلم ماله ، ويطهّر بها روحه من بخلها وحرصها على المال ، لاسيما وأن النفوس قد جبلت على محبّة المال والحرص على جمعه ، كما قال الله عزوجل في كتابه : { وتحبون المال حبا جما } ( الفجر : 20 ) .









ومن محاسن هذه العبادة – أي الصدقة - أن نفعها متعد إلى الغير ، إذ بها تُسدّ حاجة الفقير وتُشبع جوعته ، ويكفل بها اليتيم ، وغير ذلك من مظاهر تلاحم لبنات المجتمع المسلم ؛ الأمر الذي جعل هذه العبادة من أحب الأعمال إلى الله تعالى ، وبرهانا ساطعا على إيمان صاحبها ، وصدق يقينه بربّه .







ولنقف قليلا مع قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث : ( والصبر ضياء ) ، لنستوضح دقة هذا التعبير النبوي وروعته ، فإنه صلى الله عليه وسلم قد وصف الصبر بالضياء ، والضياء في حقيقته : النور الذي يصاحبه شيء من الحرارة والإحراق ، بعكس النور الذي يكون فيه الإشراق من غير هذه الحرارة ، ويوضّح هذا المعنى قوله تعالى : { هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا } ( يونس : 5 ) ، فالشمس ضياء لأنها مشتملة على النور والحرارة والإحراق ، أما القمر فهو نور ، وإذا عدنا إلى قوله صلى الله عليه وسلم : ( والصبر ضياء ) أدركنا أن الصبر لابد أن يصاحبه شيء من المعاناة والمشقة ، وأن فيه نوعاً من المكابدة للصعاب ، فلا ينبغي للمسلم أن يعجزه ذلك أو يفتّ من عزيمته ، ولكن ليستعن بالله عزوجل ، ويحسن التوكل عليه ، حتى تمرّ المحنة ، وتنكشف الغمّة .









ثم ينتقل بنا المطاف إلى الحديث عن القرآن الكريم ، فإن الله عزوجل أنزل كتابه ليكون منهاجا للمؤمنين وإماما لهم ، يبيّن لهم معالم هذا الدين ، ويوضّح لهم أحكامه ، ويأمرهم بكل فضيلة ، وينهاهم عن كل رذيلة ، فانقسم الناس نحوه إلى فريقين : فريق عمل بما فيه ، ووقف عند حدوده ، وتلاه حق تلاوته ، وجعله أنيسه في خلوته ، فذلك السعيد به يوم القيامة ، وفريق لم ينتفع به ، بل هجر قراءته ، وانحرف عن دربه ولم يعمل بأحكامه ، فإن هؤلاء يكون القرآن خصيما لهم يوم القيامة ، وبين هذا الفريق وذاك يقول الله عزوجل واصفا إياهما : { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا } ( الإسراء : 82 ).













ثم يتوّج النبي صلى الله عليه وسلم كلامه بوصية رائعة ، يحدد فيها أحوال الناس وطبائعهم ، إذ الناس سائرون في خضم هذه الحياة ، يغدون ويروحون ، يكدحون في تحقيق مآربهم وطموحاتهم ، والذي يفرُق بينهم : الهدف الذي يعيشون لأجله ، فمنهم من سعى إلى فكاك نفسه وعتقها من نار جهنم ، فباع نفسه لله تعالى ، ومنهم من جعل همّه الحصول على لذات الدنيا الفانية ، وشهواتها الزائلة ، فأهلك نفسه وباعها بثمن بخس ، قال الله عزوجل : { ونفس وما سواها ، فألهمها فجورها وتقواها ، قد أفلح من زكاها ، وقد خاب من دساها } ( الشمس : 7 – 10 ) ، فمن زكّى نفسه ، فقد باعها لله ، واشترى بها الجنة ، ومن دسّ نفسه في المعاصي ، فقد خاب وخسر ، و كتبت عليه الشقاوة في الدنيا والآخرة ، نسأل الله تعالى أن يوفقنا لطاعته ، ويكرمنا بدخول جنته .

عــ الهوى ــز
06-05-2008, 09:02 AM
مبدع اخوي سهم

وجزاك الله الف خير

ويعطيك العافية والله

نــجــم
06-05-2008, 02:11 PM
جزاك الله خير

سهــم
06-05-2008, 06:59 PM
مبدع اخوي سهم
وجزاك الله الف خير
ويعطيك العافية والله
لاهنت اخوي على المرور

سهــم
06-05-2008, 06:59 PM
جزاك الله خير
لاهنت اخوي على المرور

مروان
06-05-2008, 07:23 PM
ج ــزاكِ الله خ ــيرا

ابو وليد
08-05-2008, 02:07 AM
أخــــــــــي الـــــكــــريـــــــمــ // ســــهـــــمـ
http://akhawat.islamway.com/forum/uploads/post-30717-1183221849.gif
طرح قيـــــــم وأنـتـــقـــأء ممــــيـــز لموضوع رائع ومفـــــيـــــــد
سلمك الله من كل مكروهـ ودمت بصحة وعافيه ولا احرمنا الله جـــديــدك

الدلوٍوٍعه
08-05-2008, 02:09 AM
الله يجزاك خير ياسهم
وسدد الله خطاك وجعله في موازين حسناتك

الجوهره
08-05-2008, 02:36 AM
جزاك الله خير

الصامد
08-05-2008, 11:37 PM
الله يجزاك خير اخوي سهم ويعطيك العافيه

تقديري لك

الصامد

سهــم
09-05-2008, 11:14 PM
ج ــزاكِ الله خ ــيرا
لاهنت على المرور

سهــم
09-05-2008, 11:14 PM
أخــــــــــي الـــــكــــريـــــــمــ // ســــهـــــمـ
http://akhawat.islamway.com/forum/uploads/post-30717-1183221849.gif
طرح قيـــــــم وأنـتـــقـــأء ممــــيـــز لموضوع رائع ومفـــــيـــــــد
سلمك الله من كل مكروهـ ودمت بصحة وعافيه ولا احرمنا الله جـــديــدك

لاهنت على المرور

سهــم
09-05-2008, 11:14 PM
الله يجزاك خير ياسهم
وسدد الله خطاك وجعله في موازين حسناتك
الف شكر على المرور

سهــم
09-05-2008, 11:15 PM
جزاك الله خير
الف شكر على المرور

سهــم
09-05-2008, 11:15 PM
الله يجزاك خير اخوي سهم ويعطيك العافيه
تقديري لك
الصامد
لاهنت على المرور

رحيق المشاعر
09-05-2008, 11:28 PM
http://www.up.00op.com/data/visitors/2008/03/15/storm_773162540_824365831.gif (http://www.00op.com/up)

اخي الفاضل سهم
الصمت امام قلمك الراااائع والمميز
هو الحل الافضل
موضوع رااائع ومجهود مميز
الله يعطيك العافيه
دمت تمعتنا بكل ماهو جميل وهادف
لك جزيل الشكر
]http://www.up.00op.com/data/visitors/2008/03/15/storm_1469347149_712987413.gif (http://www.00op.com/up)

سهــم
11-05-2008, 12:59 AM
http://www.up.00op.com/data/visitors/2008/03/15/storm_773162540_824365831.gif (http://www.00op.com/up)
اخي الفاضل سهم
الصمت امام قلمك الراااائع والمميز
هو الحل الافضل
موضوع رااائع ومجهود مميز
الله يعطيك العافيه
دمت تمعتنا بكل ماهو جميل وهادف
لك جزيل الشكر
]http://www.up.00op.com/data/visitors/2008/03/15/storm_1469347149_712987413.gif (http://www.00op.com/up)
الف شكر على المرور

أميرة الشوق
11-05-2008, 01:19 AM
الله يجعلك للجنه اخووي

سهــم
11-05-2008, 03:47 AM
الله يجعلك للجنه اخووي
الف شكر على المرور

مناير السيف
10-08-2008, 10:04 PM
جزاك الله خير

ღعظيم الجرحღ
13-08-2008, 06:47 AM
بارك الله فيك

موضوع مفيد وأكثر من رائع جعله الله في موازين حسناتك



دمت برعاية الله وحفظه

سهــم
16-08-2008, 05:29 PM
بارك الله فيك
موضوع مفيد وأكثر من رائع جعله الله في موازين حسناتك
دمت برعاية الله وحفظه
الف شكر على المرور

سهــم
16-08-2008, 05:29 PM
جزاك الله خير
الف شكر على المرور

سـعـود
16-08-2008, 08:54 PM
جزاكـ الله خير عساه في ميزانـ حسناتك $$سهم$$دوووووووووووم مبدع يالغالي

الامـ عذووبه ـيره
18-08-2008, 11:16 PM
http://www.up7ml.com/upfiles/5gP32651.gif

سهــم
19-08-2008, 05:30 PM
جزاكـ الله خير عساه في ميزانـ حسناتك $$سهم$$دوووووووووووم مبدع يالغالي
لاهنت على المرور

سهــم
19-08-2008, 05:30 PM
http://www.up7ml.com/upfiles/5gP32651.gif
الف شكر على المرور

عـابر سـبيل
19-08-2008, 05:50 PM
جزاك الله خير

سهــم
20-08-2008, 05:24 PM
جزاك الله خير
لاهنت على المرور

غُصـون
08-10-2008, 09:22 AM
جزاك الله خير

والله يعطيك العافية

نورسff
10-10-2008, 03:43 AM
http://www.t1111t.net/up//uploads/images/t1111t56fdf0f4da.gif (http://www.t1111t.net/up//uploads/images/t1111t56fdf0f4da.gif)

كايدهم بقوة
27-10-2008, 05:37 AM
جزاك الله خير

بعيدالهقاوي
17-11-2008, 01:39 AM
الله يجزاك خير
وجعله في مووازين حسناتك

ملاكــ
19-11-2008, 06:05 PM
جزاك الله خير