المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر


سهــم
16-03-2008, 08:45 PM
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسّر على معسر ، يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مؤمنا ستره الله في الدين والآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما ، سهل الله له به طريقا إلى الجنة ، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده ، ومن بطّأ به عمله ، لم يسرع به نسبه ) رواه مسلم .


الشرح

عُني الإسلام بذكر مكارم الأخلاق والحث عليها ، وجعل لها مكانة عظيمة ، ورتّب عليها عظيم الأجر والثواب ، ومن ذلك هذا الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه .



لقد حثّنا النبي صلى الله عليه وسلّم في أوّل وصيّته على تنفيس الكرب عن المؤمنين ، ولا ريب أن هذا العمل عظيم عند الله ، عظيم في نفوس الناس ، إذ الحياة مليئة بالمشقات والصعوبات ، مطبوعة على التعب والكدر ، وقد تستحكم كربها على المؤمن ، حتى يحار قلبه وفكره عن إيجاد المخرج .



وحينها ، ما أعظم أن يسارع المسلم في بذل المساعدة لأخيه ، ومد يد العون له ، والسعي لإزالة هذه الكربة أو تخفيفها ، وكم لهذه المواساة من أثر في قلب المكروب ، ومن هنا ناسب أن يكون جزاؤه من الله أن يفرّج عنه كربة هي أعظم من ذلك وأشد : إنها كربة الوقوف والحساب ، وكربة السؤال والعقاب ، فما أعظمه من أجر ، وما أجزله من ثواب .



ومن كريم الأخلاق : التجاوز عن المدين المعسر ، فقد حث الشارع أصحاب الحقوق على تأخير الأجل للمعسرين وإمهالهم إلى حين تيسّر أحوالهم ، يقول الله عزوجل : { وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة } ( البقرة : 280 ) ، وأعلى من ذلك أن يُسقط صاحب الحق شيئا من حقه ، ويتجاوز عن بعض دينه ، ويشهد لذلك ما رواه البخاري و مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( كان رجل يداين الناس ، فكان يقول لفتاه : إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه ؛ لعل الله أن يتجاوز عنا ، فلقي الله فتجاوز عنه ) .



ثم يحث الحديث على ستر عيوب المسلمين ، وعدم تتبع أخطائهم وزلاتهم ، وذلك لون آخر من الأخلاق الفاضلة التي تكلّلت بها شريعتنا الغرّاء ، فالمعصوم من عصمه الله ، والمسلم مهما بلغ من التقى والإيمان فإن الزلل متصوّر منه ، فقد يصيب شيئاً من الذنوب ، وهو مع ذلك كاره لتفريطه في جنب الله ، كاره أن يطلع الناس على زلَله وتقصيره ، فإذا رأى المسلم من أخيه هفوة فعليه أن يستره ولا يفضحه ، دون إهمال لواجب النصح والتذكير .



وقد جاء في السنة ما يوضّح فضل هذا الستر ، فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة ) رواه ابن ماجة ، في حين أن تتبع الزلات مما يأنف منه الطبع ، وينهى عنه الشرع ، بل جاء في حقه وعيد شديد ، روى الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر ، فنادى بصوت رفيع فقال : ( يا معشر من قد أسلم بلسانه ، ولم يفض الإيمان إلى قلبه ، لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ، ولا تتبعوا عوراتهم ، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله ) .



ولما كان للعلم منزلة عظيمة ، ومكانة رفيعة ؛ جاء الحديث ليؤكد على فضله وعلو شأنه ، فهو سبيل الله الذي ينتهي بصاحبه إلى الجنة ، والمشتغلون به إنما هم مصابيح تنير للأمة طريقها ، وهم ورثة الأنبياء والمرسلين ، لذلك شرّفهم الله تعالى بالمنزلة الرفيعة ، والمكانة عالية ، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم ، وإنه ليستغفر للعالم من في السماوات والأرض حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ) رواه أحمد ، فهم أهل الذكر ، وهم أهل الخشية ، وشتان بين العالم والجاهل .



وأولى ما يصرف العبد فيه وقته : تعلم القرآن ونشر علومه ، كما جاء في الحديث الصحيح : ( خيركم من تعلّم القرآن وعلمه ) ، وهذه الخيرية إنما جاءت من تعلّق هذا العلم بكلام الله تعالى ، وشرف العلم بشرف ما تعلق به .



ثم لك أن تتأمل ما رتبه الله من الأجر والثواب لأولئك الذين اجتمعوا في بيت من بيوت الله تعالى ؛ يتلون آياته ، وينهلون من معانيه ، لقد بشّرهم بأمور أربعة : أن تتنزّل عليهم السكينة ، وتعمهم الرحمة الإلهية ، وتحيط بهم الملائكة الكرام ، والرابعة – وهي أحلاها وأعظمها - : أن يذكرهم الله تعالى في ملأ خير من ملئهم ، ويجعلهم محل الثناء بين ملائكته ، ولو لم يكن من فضائل الذكر سوى هذه لكفت .



على أن تلك البشارات العظيمة لا تُنال إلا بجدّ المرء واجتهاده ، لا بشخصه ومكانته ، فلا ينبغي لأحد أن يتّكل على شرفه ونسبه ؛ فإنّ ميزان التفاضل عند الله تعالى هو العمل الصالح ، فلا اعتبار لمكانة الشخص إن كان مقصّرا في العمل ، ولذا يقول الله عزوجل في كتابه : { فإذا نُفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون } ( المؤمنون : 101 ) ، وهذا رسول الله صلّى الله عليه وسلم لم يغن عن أبي طالب شيئا ، ولقد جسّد النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى في كلمات جامعة حين قال : ( ومن بطّأ به عمله ، لم يسرع به نسبه ) .

شموخ البحرين
16-03-2008, 10:06 PM
جزاك الله كل خير

الجوهره
17-03-2008, 12:45 AM
جزاك الله خير

سهــم
17-03-2008, 01:45 AM
جزاك الله كل خير
الف شكر على المرور

سهــم
17-03-2008, 01:45 AM
جزاك الله خير
الف شكر على المرور

شارد الذهن
17-03-2008, 02:37 AM
جزاك الله خير

سهــم
17-03-2008, 02:46 AM
جزاك الله خير
لاهنت على المرور

الامـ عذووبه ـيره
17-03-2008, 04:51 AM
http://www.atyab.com/uploadscenter/uploads/d0f5929f8b.gif

سهــم
17-03-2008, 05:44 AM
http://www.atyab.com/uploadscenter/uploads/d0f5929f8b.gif
الف شكر على المرور

نسآيم غـَلآ
17-03-2008, 06:45 AM
جزاك الله خير

سهــم
17-03-2008, 07:32 AM
جزاك الله خير
الف شكر على المرور

مروان
17-03-2008, 06:23 PM
ج ــزاكِ الله خ ــيرا

سهــم
17-03-2008, 08:13 PM
ج ــزاكِ الله خ ــيرا
لاهنت على المرور

ابو وليد
17-03-2008, 11:36 PM
أخـــــــــى الــكــــريــــمــــ // ســـــــــــهــــــــــــــــمـ
http://akhawat.islamway.com/forum/uploads/post-30717-1183221849.gif
طرح قيـــــــم وأنـتـــقـــأء ممــــيـــز لموضوع رائع ومفـــــيـــــــد
سلمك الله من كل مكروهـ ودمت بصحة وعافيه ولا احرمنا الله جـــديــدك

سهــم
18-03-2008, 04:42 AM
أخـــــــــى الــكــــريــــمــــ // ســـــــــــهــــــــــــــــمـ
http://akhawat.islamway.com/forum/uploads/post-30717-1183221849.gif
طرح قيـــــــم وأنـتـــقـــأء ممــــيـــز لموضوع رائع ومفـــــيـــــــد
سلمك الله من كل مكروهـ ودمت بصحة وعافيه ولا احرمنا الله جـــديــدك

لاهنت على المرور

.{.روح ـالورد ..!
18-03-2008, 06:39 AM
جزاك الله كل خير

ابو تركي
19-03-2008, 07:36 AM
أخــــي الكـــريــــمـــ // سهم
بارك الله فيك
طـــرح جــمـيـل وانـتـقـاء مـــمـيـز
لـمـوضـوع هــادف وقـــــيـــم
اسأل الله ان يكون شاهداً لك لا عليك
ودمت ودام عطاؤك

سهــم
19-03-2008, 10:17 AM
جزاك الله كل خير


الف شكر على المرور

سهــم
19-03-2008, 10:17 AM
أخــــي الكـــريــــمـــ // سهم
بارك الله فيك
طـــرح جــمـيـل وانـتـقـاء مـــمـيـز
لـمـوضـوع هــادف وقـــــيـــم
اسأل الله ان يكون شاهداً لك لا عليك
ودمت ودام عطاؤك

لاهنت على المرور

تـــــوته
21-03-2008, 11:39 AM
جزاااك الله خير اخوي
سهم :)

سهــم
21-03-2008, 02:57 PM
جزاااك الله خير اخوي
سهم :)
الف شكر على المرور

كايدهم بقوة
22-03-2008, 02:31 AM
جزاك الله كل خير

جـــوري
22-03-2008, 03:38 AM
جزاك الله خير اخوي سهم ..
وبارك الله فيك..

نــجــم
03-04-2008, 12:44 AM
جزاك الله خير
بارك الله فيك سددخطاك
جعله الله في ميزان حسناتك

سهــم
11-05-2008, 02:16 AM
جزاك الله كل خير
لاهنت على المرور

سهــم
11-05-2008, 02:17 AM
جزاك الله خير اخوي سهم ..
وبارك الله فيك..
الف شكر على المرور

سهــم
11-05-2008, 02:17 AM
جزاك الله خير
بارك الله فيك سددخطاك
جعله الله في ميزان حسناتك
لاهنت على المرور

مناير السيف
10-08-2008, 10:04 PM
جزاك الله خير

ღعظيم الجرحღ
13-08-2008, 06:48 AM
بارك الله فيك

موضوع مفيد وأكثر من رائع جعله الله في موازين حسناتك



دمت برعاية الله وحفظه

سهــم
16-08-2008, 05:28 PM
جزاك الله خير
الف شكر على المرور

سهــم
16-08-2008, 05:28 PM
بارك الله فيك
موضوع مفيد وأكثر من رائع جعله الله في موازين حسناتك
دمت برعاية الله وحفظه
الف شكر على المرور