الراهي
25-04-2006, 04:37 AM
320 - 357 هـ / 932 - 967 م
الحارث بن سعيد بن حمدان التغلبي الربعي، أبو فراس.
شاعر أمير، فارس، ابن عم سيف الدولة. له وقائع كثيرة، قاتل بها بين يدي سيف الدولة، وكان سيف الدولة يحبه ويجله ويستصحبه في غزواته ويقدمه على سائر قومه، وقلده منبج وحران وأعمالها، فكان يسكن بمنبج ويتنقل في بلاد الشام.
جرح في معركة مع الروم، فأسروه وبقي في القسطنطينية أعواماً، ثم فداه سيف الدولة بأموال عظيمة.
قال الذهبي: كانت له منبج، وتملك حمص وسار ليتملك حلب فقتل في تدمر، وقال ابن خلّكان: مات قتيلاً في صدد (على مقربة من حمص)، قتله رجال خاله سعد الدولة.
واليكم مقتطفات للشاعر:
و لا تصفنَّ الحربَ عندي فإنها = طَعَامِيَ مُذْ بِعْتُ الصِّبَا وَشَرَابي
و قد عرفتْ وقعَ المساميرِ مهجتي = و شققَ عنْ زرقِ النصولِ إهابي
وَلَجّجْتُ في حُلوِ الزّمَانِ وَمُرّهِ، = وَأنْفَقْتُ مِن عُمرِي بِغَيْرِ حِسابِ
وله ايضا:
فديتكَ ، ما الغدرُ منْ شيمتي = قديماً وَلا الهَجرُ مِن مَذْهَبي!
وهبني ؛ كما تدعي ؛ مذنباً ! = أما تقبلُ العذرَ منْ مذنبِ ؟
وَأوْلى الرّجالِ، بِعَتْبٍ، = أخٌ يكرُّ العتابَ على معتبِ
وله ايضا:
تَبَسّمَ، إذْ تَبَسّمَ، عَنْ أقَاحِ = وَأسْفَرَ، حِينَ أسفَرَ، عَن صَبَاحِ
وَأتْحَفَني بِكَأسٍ مِنْ رُضَابِ، = و كأسٍ من جنى خدٍ وراحِ
فمنْ لألاءِ غرتهِ صباحي = وَمِنْ صَهْبَاءِ رِيقَتِهِ اصْطِبَاحي
فَلا تَعْجَلْ إلى تَسْرِيحِ رُوحي = فَمَوْتي فِيكَ أيسَرُ مِنْ سَرَاحي
وله ايضا:
أراك عصي الدمع شيمتـك iiالصبـر = أمـا للهوى نهـي عليـك ولا أمـر
بلى، أنـا مشتـاق وعنـدي iiلوعـة = ولكـن مثلـي لا يـذاع لـه iiسـر
إذا الليل أضواني بسطت يد iiالهـوى = وأذللت دمعا مـن خلائقـه iiالكبـر
تكاد تضيء النـار بيـن iiجوانحـي = إذا هي أذكتهـا الصبابـة iiوالفكـر
معللتي بالوصـل والمـوت iiدونـه = إذا بت ظمآنـاً فـلا نـزل iiالقطـر
حفظـت وضيعـت المـودة iiبيننـا = وأحسن من بعض الوفاء لك iiالغـدر
ومـا هـذه الأيـام إلا iiصحـائـف = لأحرفها، من كـف كاتبهـا، iiبشـر
بنفسي من الغادين في الحـي iiغـادة = هواي لهـا ذنـب، وبهجتهـا عـذر
تروغ إلى الواشين فـي، وإن iiلـي = لأذنا بها عـن كـل واشيـة iiوقـر
بدوت وأهلـي حاضـرون، iiلأننـي = أرى أن داراً لست من أهلهـا iiقفـر
وحاربت قومي فـي iiهواك،وإنهـم = وإياي، لولا حبك، المـاء iiوالخمـر
فإن يك ما قال الوشـاة ولـم iiيكـن = فقد يهدم الإيمـان مـا شيـد الكفـر
وفيت وفـي بعـض الوفـاء iiمذلـة = لإنسانة في الحـي شيمتهـا iiالغـدر
وقور، وريعـان الصبـا iiيستفزهـا = فتـأرن أحيانـا كمـا أرن المـهـر
تسائلني : من أنت ؟ وهـي iiعليمـة = وهل بفتى مثلي علـى حالـه iiنكـر
فقلت لها: لو شئت لم تتعنتـي iiولـم = تسألي عنـي، وعنـدك بـي iiخبـر
فقالت: لقد أزرى بك الدهـر iiبعدنـا = فقلت: معاذ الله بل أنـت لا الدهـر
وما كان للأحـزان لـولاك iiمسلـك = إلى القلب، لكن الهوى للبلى iiجسـر
وتهلك بين الهـزل والجـد iiمهجـة = إذا ما عداها البيـن عذبهـا iiالهجـر
فأيقنـت أن لاعـز بعـدي iiلعاشـق = وأن يدي ممـا علقـت بـه صفـر
وقلبت أمـري لا أرى لـي iiراحـة = إذا البين أنساني ألـح بـي الهجـر
فعدت إلى حكـم الزمـان iiوحكمهـا = لها الذنب لا تجزى به ولي iiالعـذر
فلا تنكريني يـا ابنـة العـم، iiإنـه = ليعرف من أنكرته البـدو والحضـر
ولا تنكرينـي، إننـي غيـر iiمنكـر = إذا زلت الأقدام، واستنـزل iiالذعـر
وإنـي لـجـرار لـكـل iiكتيـبـة = معـودة أن لا يخـل بهـا iiالنصـر
وإنـي لـنـزال بـكـل iiمخـوفـة = كثير إلـى نزالهـا النظـر iiالشـزر
فأظمأ حتى ترتوي البيـض iiوالقنـا = وأسغب حتى يشبع الذئـب iiوالنسـر
ولا أصبح الحـي الخلـوف iiبغـارة = ولا الجيش، ما لم تأته قبلـي iiالنـذر
ويـا رب دار لـم تخفنـي iiمنيعـة = طلعت عليها بالـردى أنـا iiوالفجـر
وحي رددت الخيـل حتـى ملكتـه = هزيما، وردتنـي البراقـع والخمـر
وساحبـة الأذيـال نحـوي iiلقيتهـا = فلم يلقها جافـي اللقـاء ولا iiوعـر
وهبت لها ما حـازه الجيـش كلـه = ورحت ولم يكشـف لأبياتهـا iiستـر
ولا راح يطغيني بأثوابه الغنـى ولا = بـات يثنينـي عـن الكـرم iiالفقـر
وما حاجتي بالمـال أبغـي iiوفـوره = إذا لم أصن عرضي فلا وفر الوفـر
أسرت وما صحبي بعزل لدى الوغى = ولا فرسي مهـر ولا ربـه iiغمـر
ولكن إذا حم القضاء علـى iiامـرئ = فليـس لـه بـر يقيـه ولا iiبـحـر
وقال أصيحابي: الفرار أو iiالـردى = فقلت :هما أمـران أحلاهمـا iiمـر
ولكننـي أمضـي لمـا لا iiيعيبنـي = وحسبك من أمرين خيرهما iiالأسـر
يقولون لي بعت السلامـة iiبالـردى = فقلت أما والله، مـا نالنـي iiخسـر
وهل يتجافى عنـي المـوت iiساعـة = إذا ما تجافى عني الأسر iiوالضـر؟
هو الموت فاختر ما علا لك iiذكـره = فلم يمت الإنسان مـا حيـي iiالذكـر
ولا خير في دفـع الـردى iiبمذلـة = كما ردهـا يومـا بسوءتـه iiعمـرو
يمنـون أن خلـوا ثيابـي، iiوإنـمـا = علي ثيـاب مـن دمائهمـو iiحمـر
وقائم سيـف فيهمـو انـدق iiنصلـه = وأعقاب رمح فيه قد حطـم الصـدر
سيذكرنـي قومـي إذا جـد iiجدهـم = وفي الليلـة الظلمـاء يفتقـد iiالبـدر
فإن عشت، فالطعن الـذي iiيعرفونـه = وتلك القنا والبيض والضمر iiالشقـر
وإن مـت فالإنسـان لا بـد ميـت = وإن طالت الأيـام وانفسـح iiالعمـر
ولو سد غيري مـا سـددت iiاكتفـوا = به وما كان يغلو التبر لو نفق iiالصفر
ونحـن أنـاس لا تـوسـط iiبينـنـا = لنا الصدر دون العالميـن أو iiالقبـر
تهون علينا فـي المعالـي iiنفوسنـا = ومن يخطب الحسناء لم يغلها iiالمهر
أعز بني الدنيا وأعلـي ذوي iiالعـلا = وأكرم من فوق التـراب ولا فخـراتمنى ان يحوز على رضائكم
وتقبلوا فائق الاحترام
تحيااااتي
الحارث بن سعيد بن حمدان التغلبي الربعي، أبو فراس.
شاعر أمير، فارس، ابن عم سيف الدولة. له وقائع كثيرة، قاتل بها بين يدي سيف الدولة، وكان سيف الدولة يحبه ويجله ويستصحبه في غزواته ويقدمه على سائر قومه، وقلده منبج وحران وأعمالها، فكان يسكن بمنبج ويتنقل في بلاد الشام.
جرح في معركة مع الروم، فأسروه وبقي في القسطنطينية أعواماً، ثم فداه سيف الدولة بأموال عظيمة.
قال الذهبي: كانت له منبج، وتملك حمص وسار ليتملك حلب فقتل في تدمر، وقال ابن خلّكان: مات قتيلاً في صدد (على مقربة من حمص)، قتله رجال خاله سعد الدولة.
واليكم مقتطفات للشاعر:
و لا تصفنَّ الحربَ عندي فإنها = طَعَامِيَ مُذْ بِعْتُ الصِّبَا وَشَرَابي
و قد عرفتْ وقعَ المساميرِ مهجتي = و شققَ عنْ زرقِ النصولِ إهابي
وَلَجّجْتُ في حُلوِ الزّمَانِ وَمُرّهِ، = وَأنْفَقْتُ مِن عُمرِي بِغَيْرِ حِسابِ
وله ايضا:
فديتكَ ، ما الغدرُ منْ شيمتي = قديماً وَلا الهَجرُ مِن مَذْهَبي!
وهبني ؛ كما تدعي ؛ مذنباً ! = أما تقبلُ العذرَ منْ مذنبِ ؟
وَأوْلى الرّجالِ، بِعَتْبٍ، = أخٌ يكرُّ العتابَ على معتبِ
وله ايضا:
تَبَسّمَ، إذْ تَبَسّمَ، عَنْ أقَاحِ = وَأسْفَرَ، حِينَ أسفَرَ، عَن صَبَاحِ
وَأتْحَفَني بِكَأسٍ مِنْ رُضَابِ، = و كأسٍ من جنى خدٍ وراحِ
فمنْ لألاءِ غرتهِ صباحي = وَمِنْ صَهْبَاءِ رِيقَتِهِ اصْطِبَاحي
فَلا تَعْجَلْ إلى تَسْرِيحِ رُوحي = فَمَوْتي فِيكَ أيسَرُ مِنْ سَرَاحي
وله ايضا:
أراك عصي الدمع شيمتـك iiالصبـر = أمـا للهوى نهـي عليـك ولا أمـر
بلى، أنـا مشتـاق وعنـدي iiلوعـة = ولكـن مثلـي لا يـذاع لـه iiسـر
إذا الليل أضواني بسطت يد iiالهـوى = وأذللت دمعا مـن خلائقـه iiالكبـر
تكاد تضيء النـار بيـن iiجوانحـي = إذا هي أذكتهـا الصبابـة iiوالفكـر
معللتي بالوصـل والمـوت iiدونـه = إذا بت ظمآنـاً فـلا نـزل iiالقطـر
حفظـت وضيعـت المـودة iiبيننـا = وأحسن من بعض الوفاء لك iiالغـدر
ومـا هـذه الأيـام إلا iiصحـائـف = لأحرفها، من كـف كاتبهـا، iiبشـر
بنفسي من الغادين في الحـي iiغـادة = هواي لهـا ذنـب، وبهجتهـا عـذر
تروغ إلى الواشين فـي، وإن iiلـي = لأذنا بها عـن كـل واشيـة iiوقـر
بدوت وأهلـي حاضـرون، iiلأننـي = أرى أن داراً لست من أهلهـا iiقفـر
وحاربت قومي فـي iiهواك،وإنهـم = وإياي، لولا حبك، المـاء iiوالخمـر
فإن يك ما قال الوشـاة ولـم iiيكـن = فقد يهدم الإيمـان مـا شيـد الكفـر
وفيت وفـي بعـض الوفـاء iiمذلـة = لإنسانة في الحـي شيمتهـا iiالغـدر
وقور، وريعـان الصبـا iiيستفزهـا = فتـأرن أحيانـا كمـا أرن المـهـر
تسائلني : من أنت ؟ وهـي iiعليمـة = وهل بفتى مثلي علـى حالـه iiنكـر
فقلت لها: لو شئت لم تتعنتـي iiولـم = تسألي عنـي، وعنـدك بـي iiخبـر
فقالت: لقد أزرى بك الدهـر iiبعدنـا = فقلت: معاذ الله بل أنـت لا الدهـر
وما كان للأحـزان لـولاك iiمسلـك = إلى القلب، لكن الهوى للبلى iiجسـر
وتهلك بين الهـزل والجـد iiمهجـة = إذا ما عداها البيـن عذبهـا iiالهجـر
فأيقنـت أن لاعـز بعـدي iiلعاشـق = وأن يدي ممـا علقـت بـه صفـر
وقلبت أمـري لا أرى لـي iiراحـة = إذا البين أنساني ألـح بـي الهجـر
فعدت إلى حكـم الزمـان iiوحكمهـا = لها الذنب لا تجزى به ولي iiالعـذر
فلا تنكريني يـا ابنـة العـم، iiإنـه = ليعرف من أنكرته البـدو والحضـر
ولا تنكرينـي، إننـي غيـر iiمنكـر = إذا زلت الأقدام، واستنـزل iiالذعـر
وإنـي لـجـرار لـكـل iiكتيـبـة = معـودة أن لا يخـل بهـا iiالنصـر
وإنـي لـنـزال بـكـل iiمخـوفـة = كثير إلـى نزالهـا النظـر iiالشـزر
فأظمأ حتى ترتوي البيـض iiوالقنـا = وأسغب حتى يشبع الذئـب iiوالنسـر
ولا أصبح الحـي الخلـوف iiبغـارة = ولا الجيش، ما لم تأته قبلـي iiالنـذر
ويـا رب دار لـم تخفنـي iiمنيعـة = طلعت عليها بالـردى أنـا iiوالفجـر
وحي رددت الخيـل حتـى ملكتـه = هزيما، وردتنـي البراقـع والخمـر
وساحبـة الأذيـال نحـوي iiلقيتهـا = فلم يلقها جافـي اللقـاء ولا iiوعـر
وهبت لها ما حـازه الجيـش كلـه = ورحت ولم يكشـف لأبياتهـا iiستـر
ولا راح يطغيني بأثوابه الغنـى ولا = بـات يثنينـي عـن الكـرم iiالفقـر
وما حاجتي بالمـال أبغـي iiوفـوره = إذا لم أصن عرضي فلا وفر الوفـر
أسرت وما صحبي بعزل لدى الوغى = ولا فرسي مهـر ولا ربـه iiغمـر
ولكن إذا حم القضاء علـى iiامـرئ = فليـس لـه بـر يقيـه ولا iiبـحـر
وقال أصيحابي: الفرار أو iiالـردى = فقلت :هما أمـران أحلاهمـا iiمـر
ولكننـي أمضـي لمـا لا iiيعيبنـي = وحسبك من أمرين خيرهما iiالأسـر
يقولون لي بعت السلامـة iiبالـردى = فقلت أما والله، مـا نالنـي iiخسـر
وهل يتجافى عنـي المـوت iiساعـة = إذا ما تجافى عني الأسر iiوالضـر؟
هو الموت فاختر ما علا لك iiذكـره = فلم يمت الإنسان مـا حيـي iiالذكـر
ولا خير في دفـع الـردى iiبمذلـة = كما ردهـا يومـا بسوءتـه iiعمـرو
يمنـون أن خلـوا ثيابـي، iiوإنـمـا = علي ثيـاب مـن دمائهمـو iiحمـر
وقائم سيـف فيهمـو انـدق iiنصلـه = وأعقاب رمح فيه قد حطـم الصـدر
سيذكرنـي قومـي إذا جـد iiجدهـم = وفي الليلـة الظلمـاء يفتقـد iiالبـدر
فإن عشت، فالطعن الـذي iiيعرفونـه = وتلك القنا والبيض والضمر iiالشقـر
وإن مـت فالإنسـان لا بـد ميـت = وإن طالت الأيـام وانفسـح iiالعمـر
ولو سد غيري مـا سـددت iiاكتفـوا = به وما كان يغلو التبر لو نفق iiالصفر
ونحـن أنـاس لا تـوسـط iiبينـنـا = لنا الصدر دون العالميـن أو iiالقبـر
تهون علينا فـي المعالـي iiنفوسنـا = ومن يخطب الحسناء لم يغلها iiالمهر
أعز بني الدنيا وأعلـي ذوي iiالعـلا = وأكرم من فوق التـراب ولا فخـراتمنى ان يحوز على رضائكم
وتقبلوا فائق الاحترام
تحيااااتي