المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : *0* عظمة أنـثـى *0* { قصة قصيرة


عــ الهوى ــز
12-03-2006, 07:56 PM
مشاعر.. تـقهر الساحر!!!



يُسقى الزرع بماء واحد.. وتنبت الزر وع ثمار مُختلفة الأكل...
مُتباينة الألوان ..والأشكال..والطعم والرائحة.. نافعة وضارة..

ومخارج الكلام .. هما الفم واللسان.. وأنواع الكلام مُتعددة بتعدد
الأسنان..وثمارها مُختلفة ومُتباينة.. وتأثيراها بقدر وقعها على مشاعر البشر.. ما أروع الحب الصامت

إليكم القصة المتواضعة --

"زينب" فتاة مثالية * راقية في كل شي.. جمالها عادي..ومن نعم الله أن منح كل أنثى صفات مُميزة عن غيرها .. ومواطن الجمال الخفية أروع منها وهي ظاهرة للعيان..سر جمال الأنثى" روح " قبل الجسد

" خالد" شاب طموح.. يتمتع بأخلاق راقية..يزينه جمال الرجولة

ارتبطا برباط الزوجية المُقدس .. وأنجبا طفلين " وسام " ورهام"
عاشا في سعادة غامرة .. يجمعهما الحب والوفاء ..والإخلاص

حتى سرت سُموم صاحبة وصديقة " زينب" .. ظهرت في حياتها اسمها " عفراء" وبداخلها بقلبها .. إنسانة - غبراء - ..

كانت قد رفضت الزواج من " خالد" بحجة أنه فقير.. وتزوجت من رجل غني لكنه حقير أذاقها مرارة الحرمان..

وعندما رأت "عفراء" الغبراء النعيم التي تعيشه " زينب" بدأت الأحقاد تنقاد لتحرق الأخضر واليابس.. وكأنها حرب داحس والغبراء..

طُلقت "عفراء" من زوجها بعد أن أدين بجريمة مخلة بالشرف .. وبدأت الحرباء في رسم الخطط لتوقع بمن أراد أن يتزوجها .. وكأنها قد أدركت المثل .." في الصيف ضيعتِ اللبن"

تكررت زيارتها لصديقتها .. وبدأت تنصب الشباك .. لتظفر بقلب "خالد" وساعدها في ذلك جملها الصارخ ظالم الحسن .. تتقن فن
الأغراء .. وتشم الخطيئة كأنها تشم الشوى..

قُدر لها أن تنجح وكان الزواج .. اشترطتْ أن يُطلق" خالد" " زينب" .. وعندما فاتح "خالد"- "زينب" بالأمر .. ألهمها الله الحكمة والصبر..قبل أن ترد عليه طلبت منه بأدب جم أن يمنحها دقائق لتصلي صلاة الاستخارة .. ففعلت.. ثم قالت له ..إذا بقى شي من الحب الكبير بيننا تظاهر انك طلقتني ويبقى الأمر سر بيني وبينك سأبقى في عصمتك.. قال لها ..أنتِ لا تزالين شابة وجربي حضك يمكن يعوضك الله غيري وأحسن منى .. قالت له لن أجد مثلك.. اهتز كيانه من قولها ومن هذا الوفاء .. ثم غلبه الشيطان ووافق على طلبها لأنه يحبها ولكن السحر الذي بدأ يسري أثره في دمه وعروقه غلبه والسحر قد نفذ من قبل " عفراء " الغبراء ..

شرط أخير "يا خالد " اترك لي أطفالي.. قال في سره " بركة
يا جامع" منك وليس منى!!

تركها والدموع في عيونها تسيل .. وقلبها يتقطع الم وحرقة..
رجعت إلى بيت أهلها المهجور القريب من البيت الذي كان في يوم من الأيام بيتها وبيت فارس أحلامها وحبيب عمرها..

كانت ليلة زفافه من أصعب الليالي عليها .. ما أقساها وحبيبها يُزف لعروسة جديدة هي صاحبتها ولم يدرك أنه متعوس..وأنها شقية

ومن شرفت منزلها وبعد أن هجع أطفالها للنوم .. وقفت في شرفة المنزل وهي تتأمل المنظر.. منظر الأنوار .. أصوات الغناء والزفة والكل يبتسم إلا " زينب" تبكي وتحتسب..

استيقظ أطفالها من شدة بكاؤها والنحيب حزناً على الحبيب من كان لها بمثابة الطبيب .. هو أبوها وأمها وإخوانها وأخواتها .. لقد كانت وحيدة .. غريبة..


في تلك الليلة العصيبة بدأ الأطفال يسألون أمهم .. لماذا تركنا والدنا لوحدنا تُعسا أشقيا.. يبدو علينا كآبة اليتيم فكانت ترد عليهم بحكمة ..

وكان الحوار هذا يتكرر كل ليلة قبل أن يناموا كانت تحكي لهم حكايات عن بطولة وشهامة والدهم وتخترع قصص من الخيال حتى تكونت صورة في أذهانهم عن هذا الأب العظيم ..

زرعت في أذهانهم بأن الإنسان قد يصاب بأمراض منها الظاهرة يسهل علاجها عند الطبيب .. وأمراض خفية لا يقدر عليها البشر
علينا أن ننتظر المعجزة ..من خالق البشر والدكم سيعود إلى عشه..عندما يشفى هو أو اشفي أنا..هكذا كان اتفاقنا..

عندما خلعت "عفراء " الشرعة والطرحة بدأت وكأنها أجمل من ملكات جمال الكون.. فرح "خالد" بهذا الجمال.. وبعد أيام أدرك انه يعيش مع صورة .. مُجرد صورة..

ومرت الأيام ولم يفكر" خالد " بالزيارة أو بالسؤال عنهم ليس لقسوة قلبه فهو رجل عصامي نزيه كريم الأخلاق غير أن آثار السحر منعته من مواصلة صلة الرحم وأنساه واجب الابوه المقدسة..

وفى يوم من الأيام.. هداه الله والتمس رحمة الله ولطفه فأدى العمرة
لأول مرة بعد زواجه فقد أنسته شياطين الجن والإنس معا طريق التوبة والرجوع إلى الله ..

ذهب إلى أحد الشيوخ الأفاضل وبدأت رحلة العلاج بالقرآن ..
الرقية الشرعية ..

وشفى من المرض بعد أن وجد بالصدفة آثار الأسحار تحت سرير نومه .. طلاسم .. وكتابات .. وشعوذات ساحر مُحترف..لكن قدرة الله أعظم " وما هم بضارين أحد إلا بإذن الله" .. والصبر مفتاح الفرج "لخالد ولزينب "..

كانت"زينب" قد أمضت هذه السنوات في تلاوة القرآن والسنة النبوية ونجحت بتوفيق الله في تحفيظ القرآن الكريم لطفليها ..

بعد أن اكتشف "خالد" الأسحار.. تأكد أنها هيمن عمل "عفراء".. فلم يعاقبها بل دعاء عليها لأيمانه بأن انتقام خالق البشر أشد وأقوي وأسرع من انتقام البشر..

قرر طلاقها .. فأصيبت بالشلل الكلي .. وساءت حالتها .. أدى بها انتقام الله إلى أن تحوَّلت إلى مصحة نفسية ..

في يوم من الأيام ذهب "خالد" إلى الجامع وقابل إمام المسجد وطلب المساعدة بأن تتوسط زوجة الإمام إلى "زينب" حتى يرى أطفاله.. ولم يحلم بعفو وغفران "زينب" للتقصير معها وتعذيبها وبداخله مشاعر ثارت مثل البركان لحبيبته الأولى الملاك الطاهر..

كان "خالد" يائس من الموافقة لما بدر منه من جفا* لكن محاولة قد تحن عليه الغالية .. وكانت المفاجأة .." زينب" : قائلة انه لا يزال زوجي على سنة الله ورسوله.. مرحبا به البيت بيته والأطفال أطفاله.. لم يصدق روحة .. غير انه استرجع تاريخها معه أنها صورة لملاك يعيش مع البشر.. أنها "زينب" المثالية ..

أخذ "خالد" يعد الساعات للموعد الأول ولم يستطيع تحديد مشاعره
هل فرحته برؤية أطفاله أم برؤية الغالية .. وبأي وجه يقابلها ..

تحدد الموعد وقرب اللقاء

المنظر..
الأطفال كانوا في المجلس :

خالد : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

"وسام ورهام معا" : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وقفوا احتراما له وقبلوا يديه بكل حب وحنان .. حنان فقده بفقدهم له وقد سبقته الدموع لتبلل رأسهما وخديهما..

جلس "خالد" في وسط المجلس على الأريكة الوسطى ينظر إليهما وقد علت عليهما مهابة القرآن الكريم نور على نور..

خالد : كيف الحال

وسام ورهام : الحمد لله

خالد : صرت رجلا يا وسام وانتِ عروسة يا رهام

وسام : بفضل الله ثم فضل والدتي وفضلك أنتَ يا أبي..

خالد : مذهول .. بفضلي أنا .. هل تريد أن تجرحني يا ولدي؟

وسام : عفوك يا أبي .. هذه الحقيقة فقد أخبرتنا أمنا بكل شي
عملته لنا رغم غيابك .. المصروف واللباس وكل ما نحتاجه توفره لنا هكذا قالت لنا أمنا عنك .. فأنت رجل عظيم

خالد : أنا تركت أمكم وتركتكم لغدر الزمن

وسام : لا يا أبي أمنا قالت لنا بأنك أنت مريض وربما هي مريضة
مرض خفي .. وكنت معذور لما تركت أمنا وتركتنا حتى يشفيك الله من هذا المرض أو تشفى أمنا ثم تعودون معا.. قالت لنا إذا شفاه الله الأول سوف يأتي لنا وهذا أنت أتيت .. وإذا شفاها الله قبلك .. سوف تأتي اليك.. هكذا فهمتنا السالفة..وكانت دائما تذكرك وتدعو لك
في صلاتها وتهجدها ..

خالد : والدموع تسيل من عيونه انهار .. لم يستطيع الكلام

وسام ورهام : لما أنت صامت يا أبي

خالد : لقد تكلمت كثير وحان الوقت لأسمع .. وأنا مشتاق لكم لأسمع ألان لقد اشتقت لكل شي فيكم حتى حركات شفائكم وابتساماتكم أحبائي الحلوين ..

خالد : سوف اذهب الآن فقد استجمع قواي وفكري مشتت ثم أعود

وسام ورهام : انتظر القهوة والشاي ..

خالد : مرة ثانية – وعندما هم بالقيام من مجلسه

وقع نظره على "زينب " على الباب وهى تحمل
القهوة بيدها وقد تزينت

خالد : تعطلت لسانه وأحمر وجهه وذرفت الدموع من عيونه

دنت" زينب" منه رويدا .. رويدا وكأنها بخطواتها تعزف سنفونية الحياة وأنغام الحب الطاهر..

قبل أن تجلس بجواره شعر بالإغماء .. فأخذت تمسح شعره ووجه
برقة ملا ئكية .. أحضرت" رهام" كأس من الماء البارد

زينب : رشت الماء بحنان على مُحياه ليفوق من الغيبوبة

وعندما حاول الكلام امتسكت لسانه ووجد صعوبة في التلفظ فوضعت أناملها بحنان إناث الكون على فمه لتهمس له لا تعذب روحك يا " خالد" يا أبو أطفالي وحبيب عمري
وحلم حياتي..

**
**
وفي قلبها كلام خفي وكأنها تقول له

في همسها وفى سرها :
هلا وغلا بعودة الرجل.. بعودة الأسد إلى عرينه
بعودة القلب الرحيم

أهلا بالحبيب ..هلا والله وغلا بالطبيب الغالي
حبيبي عمري حياتي
سلامتك ألف سلامة
ما تشوف شر يا خلووودي
يا سر وجوووودي

فيني ولا فيك ..يا قلبي
ياعيوني..ويا كل حياتي

خالد حبيب عمري
ارتاح.. ريح بالك .. شبيك لبيك
حبيبة عمرك " زينب " بين يدك..
**

**
كل هذه الهمسات والمناجاة في سرها
لكنه شعر بها همسا أكثر من الكلام

وبعد أن أفاق وشرب أول شربة ماء
من يدها حلت عليه البركة وسرت في جسمه العافية

شرع يشرح لها السالفة ..
فعاودت بوضع أناملها على فمه
وهذه المرة نطقت..

خالد : أنا " زينب" .. وأنتَ "خالد"
انسي ما مضى ونحن ولدنا من جديد

احبك .. احبك .. احبك
رغم الغدر والفراق..

ابتسمت وضحكت وعندها خجل- وسام ورهام-
لأول مرة يرون الأنثى تذوب .. وتذوب ..
وتعشق وتبوح .. فما كان منهما إلا غادرا المجلس
في صمت ..وعادة زينب لتبتسم لها الحياة


البداية





منقول

البتار
12-03-2006, 08:21 PM
قصه جميله استااااذي

اشكرك والله على النقل المميز

الشلاحي
13-03-2006, 02:21 AM
قصه جميله استااااذي

اشكرك والله على النقل المميز

الشيخـه
14-03-2006, 01:20 AM
يعطيك العافيه على القصه والنقل الجميل
تحياتي




الشيخه

الدلوٍوٍعه
15-03-2006, 12:58 AM
مشكوور اخووي ع هالقصه الحلوووه
الله يعطيك العافيه

مخاوي النشاما
16-03-2006, 02:16 PM
يعطيك العافيه على القصه والنقل الجميل
لك خالص تقديري وحترامي

اخوك
مخاوي النشاما