المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لكي تكون حراً، لابد أن تتحول إلى علقةٍ !


Dr.no
19-06-2007, 03:58 AM
العلقة حيوان طفيلي يستمد وظيفته من اسمه، يعيش في المستنقعات وعلى أوراق أشجار الغابات الماطرة التي يلفها ضباب خانق كثيف، كغابات الأمازون وشرق آسيا وغابات أفريقيا الوسطى، غالبيتنا يدرك أن هذا الحيوان الغريب يجيد اللعق والمص والشفط والتشبث بالساق والذراع والكتف بشكلٍ مثيرٍ ومزعجٍ ومؤلمٍ، وأنه إذا تعلق بجسم الإنسان أو الحيوان فإنه لا ينفك عنه إلا إذا أحرق بالنار، أو خدش بسكينٍ حاميةٍ مع شيءٍ من العنت والعناء .

تتميز العلقة بالهدوء والسكينة والكسل والرضى بالمقسوم، ولا ترنو إلى تغيير واقعها، وهي تلتصق بجلد الإنسان غريزياً لتمتص دمه حتى ترتوي، وإذا ارتوت فإنها لا تسقط بفعل زيادة وزنها بالدم كما تفعل البعوضة أو حشرات البق، بل تطمع إلى المزيد، تهضم ما استطاعت من سائل البلازما المشبع ( بالهموجلوبين ) لتعاود الكرة ثانيةً وثالثة وعاشرة حتى تموت أو يموت الضحية !

كثيراً ما نصادف عشرات العلقات أو العوالق في حياتنا اليومية، مجرد علقة نائمة أو كامنة أو ساكنة في مستنقع الحياة، تتعامل مع الحياة اليومية بشكلٍ تلقائي غريزيٍ رتيبٍ، طعام وشراب، نكاح فنوم وهكذا، يصحو أخونا ( العلقة ) في السابعة صباحاً إن بال الشيطان في أذنه بطبيعة الحال، ليلتحق بعمله، يصل إلى مقر العمل في السابعة والنصف أو الثامنة، يتصفح الجريدة غريزياً، يتثاءب غريزياً، يتحدث غريزياً، يقلب أرشيف عمله غريزياً، يهرش رأسه غريزياً، يفك شفرة الكلمات المتقاطعة غريزياً، يرسل ما شاء الله له أن يرسل من الوسائط السمعية أو البصرية ( بلوتوث ) ويستقبل بطبيعة الحال فالحياة أخذ وعطاء، يعود إلى منزله غريزياً، يتغذى أو يلعق غريزياً لا مشاحاة ...... ينام غريزياً، وهكذا دوامة علقة ...... مجرد علقةٍ تمشي على قدمين .

علقة أخرى من النوع الآكاديمي، لا يوفر أفراحاً أو أتراحاً إلا ويبرق بالعشرات معزياً أو مهنئاً، أو واشياً لوجه اللعق ! لا لوجه الله تعالى الله، تربطه بعلية القوم أواصر المصالح في زمن المصالح والأقنعة والتزلف واللعق، يجيد أكل الكتف ونهس الساق ولعق الإصبع الأكبر للقدم اليمنى لأصاحب المعالي والسعادة وربما الفضيلة إلخ ...، أقصد وعلق أصابعه عقب كل وجبة غذاء أو عشاء فهو حريص على اتباع السنة .... واللعق، لديه أرشيف طويل للغاية من أجود أنواع المعاريض، شفرة خلودنا على كثبان المهانة اليومية !

حاشية : المعروض سبب رئيسي في عدم انضمامنا لمنظمة التجارية العالمية، للمنظمة الدولية شروط، ولدينا معروض !

تصفحت قبل أيامٍ كتاباً يتحدث عما يعرف في أوساط الإعلاميين ( بنظريات التأثير الإعلامي ) لفت نظري في الكتاب القيم نظريةً بعنوان ( نظرية انتقال المعلومات على مرحلتين ) تقوم فروض هذه النظرية على أنه يوجد في كل مجتمعٍ إنساني، قادة رأيٍ يتلقون التدفق الهائل والمستمر لمختلف المعلومات التي تبثها وسائل الاتصال الجماهيرية المحلية أو الدولية على مدار الساعة، ويقومون بدورهم بنقل تلك المعلومات إلى الجمهور من خلال اللقاءات الشخصية والمناقشات التي تدور بينهم .

في بقية بلاد الله ( المكافحة للعوالق ) تنساب تلك المعلومات بسم الله مجريها ومرساها، كما هي، مفطورة على الأصل، لم تطالها يد الرقيب ولم تمسسها يد المفسر أو الحاشي ( واضع الحواشي ) تعزز في الغالب ثقافة الكرامة والحرية والعدالة والحق .

ولكن إذ ا سرت تلك المعلومات فيما بيننا عبر أي وسيلةٍ محليةٍ من وسائل الإعلام، سواء أكان هناك قادة رأيٍ أم لا، فإنها تتعرض إلى بعض العوالق الترابية وغير الترابية، فيبتر جزء من النص، أو يعدل ويمسخ وفق ما يراه صاحب المبدأ الفرعوني ( ما أريكم إلا ما أرى، وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ) لم يعد أمام المتلقي غير الرضوخ لتلمود عصابة العوالق وليس لك أيها المستقل في رأيك أن تطرح فرضاً مكون من حرفين ( ماذا لو ) تعزز تلك المعلومات المعدلة ( وراثياً ) ثقافة اللعق، والذل والعبودية والاسترقاق والاستحمار والباطل !

سؤال يطرح نفسه ! ما هو الهدف من هذه الثرثرة !؟

وقف الشاعر كلثوم بن عمرو العتابي يوماً على طريقٍ بباب الشام، وكان في يده خبزاً يقضم منه في شراهةٍ ونهمٍ، فأنكر عليه صاحب له : أما تستحي !؟ تأكل الخبز على قارعة الطريق أمام الناس ؟ ( كانوا يعدون الأكل في الطريق من خوارم المروءة ) فقال له كلثوم : أرأيت لو كنا في دارٍ فيها بقر أكنت تستحي !؟ أجابه الصاحب : لا، فقال له كلثوم : انظر ما أصنع، ابتدر كلثوم الناس بالوعظ والحديث حتى اجتمع عليه خلق من الناس، فقال : روى لنا أكثر من واحدٍ أن من بلغ لسانه أرنبة أنفه لم يدخل النار ! فلم يبق أحد من الواقفين إلا ودلع لسانه خارجاً يريد أن يمس به أرنبة أنفه، فقال الشاعر كلثوم لصاحبه المعترض : من يستحي من أمثال هؤلاء !؟

هل تستحق ( العوالق ) حريةً أو ثقافةً أو عدالةً !؟

جزء عريض من شرائح مجتمعنا العربي تتعامل مع واقع الحياة غريزياً، تماماً كما تفعل العلقة، فهي لا تريد أن تفكر أو تسأل أو تعترض أو تمحّص أو تطرح سؤالاً من حرفين ( ماذا لو ) إن فكرت يوماً وقدرت، جاءتها سهام الاعتراض والنقد والتشكيك والوشاية من أقرب خلق الله إليها، ونصبت لها أعواد المشانق وسل الحسام وجيء بالنطع ليصار إلى إلغاء الحرفين ( ماذا لو ) والتحول إلى أدوات التوكيد ( فإن القول ما قالت حذام )

تكرس وسائل إعلامنا المحلية ثقافة ( اللعق ) و ( المعروض ) و ( الرضا بالواقع ) و ( وإذا كنت في نعمةٍ فارعها ) بحيث إن فكرت يوماً في الحصول على حقك الخالص الذي كفلته لك الشريعة والقانون، أو أن تغير واقعك إلى الأفضل، فلابد من دورةٍ تأهيليةٍ داخل مستنقعٍ من المستنقعات الآسنة، ليعاد إلى مسخك وتحويلك إلى مجرد علقةٍ أو بعوضة أو يرقة أو بويضة أو جرثومة ! وإذا حصل وظفرت بحقك الخاص وهذا لن يحصل بأي حالٍ من الأحوال، فلا بد من تدبيج معروضٍ خاصٍ مزركشٍ بالثناء العاطر لجميع مؤسسات الدولة المدنية منها والعسكرية، وإذا عدمت مؤسسةً ما، فلا أقل من تسطير خطابٍ جديدٍ ولكن باسمك هذه المرة، حاول أن تشكر نفسك يا سيدي، العقها يا أخي ولو مرةً واحدةً في حياتك ! العقها لا أبا لك .

لكي ننجو من العلقات لا بد أن نردم المستنقعات، ولكي نردم مستنقعاً أو نهدم صنماً أو نمزق معروضاً أو نرفع صوتاً لابد أن نستصدر إذناً من البلدية ! بمعنى ( لكي تكون شاعراً عظيماً، يجب أن تكون صادقاً، ولكي تكون صادقاً، يجب أن تكون حراً، ولكي تكون حراً يجب أن تعيش، ولكي تعيش يجب أن ... تخرس ):m-22:
م ن ق و ل

ولد الطنايـــا
19-06-2007, 11:22 PM
صراحه ما ادري شنو اقول

العوالق ولله الحمد تزداد كل يوم ((واما بنعمه ربك فحدث)) لا يا شباب هذولا لازم نحترمهم صراحه....لاسباب كثيره

اولها ما احد وصل تخلف جامعتنا وخلها بالمراتب الاخير حتى على مستوى العالم الا العوالق.
ثانيها ما احد عندنا من الموظفين الموقرين ذوي المناصب وفي الايام الاخير لاحظ حتى الموظفين العاديين... ما يمشي لك معامله بدون فيتامين( واو) وما ادراك ما الواو هذا الفيتامين الذي غطى على فيتامين سي ......

الموضوع يطول النقاش فيه لكن هذه نقاط بسيطه موجوده ونراها يوميا

استاذي دكتور نو

فعلا ابدعت في طرحك
الله يعطيك الف الف عافيه

لك مني كل الشكر والتقدير

المهاااجر
19-06-2007, 11:36 PM
حقيقة سبب انتكاس العرب هو احترام ( العقول المعطوبة ) !!

وذات الخلل والثقوب !!

وشر البلية ما يضحك بأننا تفوقنا على الغرب في هذه !!

اي احترام العقول المعطوبة ^_^

والامر والادهى باننا اولينها زمام الامؤر في بلادنا !!

فيما في الغرب لا ملاذ لها سوى المصحات فقط لا غير ^_^


0
0
0
وهاهو مايحد من الحرية لدينا

مشكور اخووي ع النقل المميز

دمت مبدع
المهاااجر

Dr.no
21-06-2007, 03:22 AM
صراحه ما ادري شنو اقول
العوالق ولله الحمد تزداد كل يوم ((واما بنعمه ربك فحدث)) لا يا شباب هذولا لازم نحترمهم صراحه....لاسباب كثيره
اولها ما احد وصل تخلف جامعتنا وخلها بالمراتب الاخير حتى على مستوى العالم الا العوالق.
ثانيها ما احد عندنا من الموظفين الموقرين ذوي المناصب وفي الايام الاخير لاحظ حتى الموظفين العاديين... ما يمشي لك معامله بدون فيتامين( واو) وما ادراك ما الواو هذا الفيتامين الذي غطى على فيتامين سي ......
الموضوع يطول النقاش فيه لكن هذه نقاط بسيطه موجوده ونراها يوميا
استاذي دكتور نو
فعلا ابدعت في طرحك
الله يعطيك الف الف عافيه
لك مني كل الشكر والتقدير
ولك ايضا استاذي الكريم كل الشكر والعرفان على مرورك الكريم

Dr.no
21-06-2007, 03:27 AM
استاذي \ المهاجر
كل الشكر لك أخي العزيز والذي لم يزدد الموضوع شرفا الا بعد مروركم الكريم عليه

شطه أم ديك
21-06-2007, 03:37 PM
تسلم أخي العزيز على نقلك الراائع والرأي يعبر عن كاتبه .. ورأيي الشخصي أن المجتمع أحياناً يفرض علينا أن نكون عوالق ..... !
كثير من الأمور حتى وأن كانت من مفكرين عظمااااء يشهد لهم التاريخ الأنساني بعلمهم
تشدنا لأن نكون أصحاب رأي وقرار تجاه مايرمون إليه ... ولكن مكانك سر أي رأيك أحتفظ
به لنفسك أو سوف تعرض نفسك لعواقب أنت في غنى عنها والدخول في متاهاتها ؟؟
هنا أقول لك أيهما أسلم أن تكون مثل العوالق أو تكون صاحب قراااار ؟؟

تحياتي لك أخي الكريم وأشكرك على النقل الراااائع

Dr.no
22-06-2007, 04:37 AM
اخي العزيز \ شطشوط
نعم قد يكون كلامك مقنع نوعا ما أن المجتمع يفرض علينا في بعض الاحيان ان نصبح عوالق
ولكن هذا يعتمد على الشخص هل يرضخ للأمر الواقع واضعا اسرته وعمله ومصالحه نصب عينيه أم يناضل من أجل القضيه التي تبناها مهما تكن العواقب..........؟
اعتقد أنه قرار صعب للغايه
اشكرك على مرورك وتفاعلك مع الموضوع
ودمت بخير