المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قلب الام


هوى روحي
12-11-2014, 06:40 PM
قــلب الأم



في بيت متواضع البناء ، يطل على حقل القمح بلونه الخلاب وتلـُفه الأشجار، وبعض الورود التي تكسو المكان بجمالها .
يعيش خالد مع أسرته الصغيرة .
تعود من أمه التلقين لآيات القرآن مع نطقه للحروف الأولى ،
وأخذ يحاكي والديه بأداء الصلوات منذ تحركت أعضاؤه خارج مهده الصغير .
على أعتاب المرحلة المتوسطة ، بدأت أمه حصاد تعبها ، وحرصها عليه ..
وفي ليلة أوت إلى الفراش ، بعد المعاناة من العمل بالمنزل طيلة النهار ، مع مراعاة واجبات خالد ومتطلباته .
الوقت بعد منتصف الليل ، وقبل الفجر . استدعاها التعب للتقلب في فراشها ،
وفي لحظتها شعرت بهمس أقدام خالد بصالة المنزل . نفض النوم نفسه من عينيها . فتحت جفنيها على أقدام خالد وهو يدخل غرفته . الوقت متأخر ، طردت الخواطر المتزاحمة نومها : لماذا يقوم من نومه هذه الساعة ، وما عهدتها عليه ؟ آااه . لقد كبر خالد . لقد أفسد أصدقاء السوء ما تعبت من أجل ثباته عليه .
تــُـرى هل قام هذا الوقت المتأخر لمشاهدة التلفاز ؟؟ ما عهدته مشاهدًا لمُحـرمات .
ألا يمكن أن يكون أحد زملائه بالمدرسة أعطاه شريط فيديو ، وظن أن أنسب الأوقات لمشاهدته ونحن نيام ؟؟
لا.. لا . إنه من المؤكد التليفون . إنه على الأرجح سيتصل بـــــ ....... . لا .
خرجت الخواطر تدفع مشاعرها دفعـًا ، وما برد قـلبُها إلا بدمعات حزينة مفعـمة بالحب والخوف على ولدها خالد .
يــاااه . للمرة الأولى أشعر أنه كبـر .
أين حصاد السنوات من التوجيه والتربية . ترى هل قصرت معه ؟ هل يمكن أن يضيع كل ذلك في وقت قصير ، على غفلة منا ؟؟
كل هذا الشعور وغيره تدفق في لحظات قصيرة ،
تدفق وهو مشوب بالألم الذي اعتصر قلبها عندما ظنت أنها سترى ابنها في لحظة الضعف ، وما كانت تظن أن ترى ما تعيشه الآن .
استجمعت قواها النفسية ، وسحبت جسدها المثقل من سريرها . كتمت أنفاسها ،
وأخذت خطوات قصيرة نحو غرفة خالد . وقد أعياها التفكير :
هل أفتح الباب عليه دون استئذان ؟؟ لا .. لقد عودته أدب الاسلام بالاستئذان .
ــ هل أصـيح به بصوتٍ عالٍ ليعرف الجميع لوعتي وحسرتي ؟؟ لا .
إنه الموقف الأصعب الذي أتعرض له .
كل ذلك ورجلاها تقتربان من الباب . استجمعت أنفاسَها ، اقتربت من باب غرفة خالد فما شعرت إلا بيدها على مزلاج الباب وقد أصابتها رعشة استمدت قوتها من ضربات قلبها المتتابعة .
نظرت فوجدت نظرها وقد استجمع أركان الغرفة كلها في لحظات .
أقدامها على عتبة الغرفة . لا أثر لحركة بالغرفة . النور خافت .
لم تشعـر إلا وقد أيقظها صوتها العالي بترديدها : الحمد لله .. الحمد لله ...
لقد وجدته فوق سجادته يصلي ركعتين قبل أن يؤذن المؤذن لصلاة الفجر.

النهاية

يارا العامرية
14-11-2014, 03:49 PM
خاطرة رائعة .. اشكرك ع الايراد ~

هوى روحي
14-11-2014, 06:40 PM
سمو الأميرة
سلمتي غاليتي لمرورك
تحياتي لك
هوى روحي

نــجــم
15-11-2014, 09:53 PM
أشكرك على الإيراد

الصامد
15-11-2014, 10:07 PM
ما فيه مثل قلب الام
اشكرك هوى روحي ع القصه
تقديري

عالية
15-11-2014, 10:13 PM
مافي احن واجمل من قلب الام
شكرا ي هوى روحي

هوى روحي
16-11-2014, 01:49 AM
نجم
اشكرك على المرور
تحياتي لك
هوى روحي

هوى روحي
16-11-2014, 01:49 AM
الصامد
اشكرك على المرور
تحياتي لك
هوى روحي

هوى روحي
16-11-2014, 01:50 AM
المزون
اشكرك على المرور
تحياتي لك
هوى روحي

الرسامة شجن
18-11-2014, 12:29 AM
بارك الله فيك على الجلب الراقي وحسن الانتقاء ...

لاهنت ..~ :113:

هوى روحي
19-11-2014, 05:01 AM
شجووونة
لاهنتي على المرور
تحياتي لك
هوى روحي

سيف نجد
16-12-2014, 09:18 AM
أشكرك على الإيراد

هوى روحي
17-12-2014, 04:10 AM
سيف نجد
اشكرك على المرور
تحياتي

هوى روحي
17-12-2014, 04:10 AM
سيف
اشكرك على المرور

الاميره رهوؤوف
21-12-2014, 05:02 AM
يعطيك العافيه

هوى روحي
21-12-2014, 03:46 PM
رهوؤوف
سلمتي غاليتي لمرورك
تحياتي

سوكراَ
15-06-2015, 06:05 AM
قصة رائعة
نتمنى لكم مزيدا من التالق بطرح جديد القصص
تسلم هاليمين : )

هوى روحي
15-06-2015, 07:57 PM
http://www.nbcamp.com/vb/imgcache/nahralbaredcamp46304.jpg