المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابن تيمية وموقفه من الدولة الأموية


يارا العامرية
24-03-2014, 11:59 PM
من هو ابن تيمية ؟
هو شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن عبد الله بن أبي القاسم الخضر الحراني الدمشقي الحنبلي، المشهور بتقي الدين ابن تيمية (661 - 728 هـ = 1263 - 1328م)، ولد في حران وتحول به أبوه إلى دمشق فنبغ واشتهر. وطلب إلى مصر من أجل فتوى أفتى بها، فقصدها، فتعصب عليه جماعة من أهلها فسجن مدة، ونقل إلى الإسكندرية. ثم أطلق فسافر إلى دمشق سنة 712 هـ واعتقل بها سنة 720 هـ وأطلق، ثم أعيد، ومات معتقلا بقلعة دمشق، فخرجت دمشق كلها في جنازته. كان كثير البحث في فنون الحكمة، داعية إصلاح في الدين، آية في التفسير والأصول، فصيح اللسان، قلمه ولسانه متقاربان، وبرع في العلم والتفسير، وأفتى ودرّس وهو دون العشرين.

اشتهر بالجرأة والصلابة والتحرر في الاجتهاد، كما رفع راية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجاهد التتار بنفسه، من كتبه: الفتاوى، الجمع بين النقل والعقل، الواسطة بين الحق والخلق، رفع الملام عن الأئمة الأعلام، السياسة الشرعية، الفرقان بين أولياء الله وأولياء الشيطان، منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية (1).

ابن تيمية وكتابته عن الدولة الأموية
يحتوي كتاب منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية لشيخ الإسلام ابن تيمية على نظرات نافذة في التاريخ الأموي، تنشد العدل والإنصاف، وتليق بتلك العقلية النابهة لشيخ الإسلام، التي ترفض التقليد والجمود وتؤثر التفكير والاجتهاد.

يتعقب ابن تيمية شبهات الشيعة والمعتزلة عن الأمويين ويناقشها ويرد عليها، ومن أبرزها الشك في جدية إسلام بعض كبار الأمويين بدعوى أنهم من الطلقاء، الذين أسلموا بعد الفتح، لما لم يكن أمامهم غير الإسلام، فيرى ابن تيمية إن كلمة الطلقاء ليست بصفة ذم، فإن الطلقاء غالبيتهم حسن إسلامهم، وكانوا من خيار المسلمين، ومعاوية ممن حسن إسلامه (2). وكذلك حسن إسلام أبيه أبي سفيان بن حرب وأمه هند بنت عتبة (3)، وقد أصبحت مكانة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه عظيمة في الإسلام منذ عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه (4).

ويرد ابن تيمية الأحاديث الموضوعة التي يزعمها أعداء الدولة الأموية في ذم بني أمية على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم (5)، وقد استعمل النبي صلى الله عليه وسلم بعضهم على بعض ولاياته (6).

وينص ابن تيمية على العلاقة الوثيقة بين بني أمية وبني هاشم، فهما ينتميان معا إلى جد واحد هو عبد مناف، وما زالوا متفقين في أيام النبي صلى الله عليه وسلم وفي إمرة الشيخين (7)، ولما وقع القتال بين علي ومعاوية رضي الله عنهما كانا أطلب لكف الدماء من أكثر المقتتلين، فقال: "وَكَانَ عَليّ وَمُعَاوِيَة رَضِي الله عَنْهُمَا أطلب لكف الدِّمَاء من أَكثر المقتتلين لَكِن غلبا فِيمَا وَقع والفتنة إِذا ثارت عجز الْحُكَمَاء عَن إطفاء نارها" (8). وكان لكل فريق من المتحاربين وجهة نظره المتأسسة على دلائل شرعية (9).

ولما يبحث ثورة الحسين بن علي رضي الله عنهما، يرى أنه قُتل مظلوما شهيدا، غير أن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتاله، ولكن كتب إلى ابن زياد، أن يمنعه عن ولاية العراق، ويحمِّل أهل العراق وجيش ابن زياد مسئولية قتله، ولما بلغ ذلك يزيد أظهر التوجع على ذلك، وأظهر البكاء في داره، ولم يسب له حريما أصلا (كما يزعم الرافضة)، بل أكرم أهل بيته وأجازهم حتى ردهم إلى بلدهم (10).

ورغم ذلك فإن ابن تيمية يرى أنه لم يكن في خروج الحسين –رضي الله عنه- على يزيد مصلحة لا في دين ولا في دنيا، وكان في خروجه وقتله من الفساد ما لم يكن يحصل لو قعد في بلده، وينفي كثيرا من مبالغات الشيعة في قصة استشهاده.

فبعد أن ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية مشورة أفاضل أهل العلم والدين كابن عمر وابن عباس وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام رضي الله عنهم أَن لَا يخرج وَغلب على ظنهم أَنه يقتل حَتَّى أَن بَعضهم قال: أستودعك الله من قَتِيل، وقال بعضهم: لولا الشناعة لأمسكتك ومنعتك من الخروج، وهم بذلك قاصدون نصيحته طالبون لمصلحته ومصلحة المسلمين، فيقول: "وَالله وَرَسُوله إِنَّمَا يَأْمر بالصلاح لَا بِالْفَسَادِ لَكِن الرَّأْي يُصِيب تَارَة ويخطيء أُخْرَى، فَتبين أَن الْأَمر على مَا قَالَه أُولَئِكَ إِذْ لم يكن فِي الْخُرُوج مصلحَة لَا فِي دين وَلَا فِي دنيا بل تمكن أُولَئِكَ الظلمَة الطغاة من سبط رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى قَتَلُوهُ مَظْلُوما شَهِيدا، وَكَانَ فِي خُرُوجه وَقَتله من الْفساد مَا لم يحصل لَو قعد فِي بَلَده، فَإِن مَا قَصده من تَحْصِيل الْخَيْر وَدفع الشَّرّ لم يحصل مِنْهُ شَيْء، بل زَاد الشَّرّ بِخُرُوجِهِ وَقَتله وَنقص الْخَيْر بذلك وَصَارَ سَببا لشر عَظِيم وَكَانَ قتل الحسين مِمَّا أوجب الْفِتَن كَمَا كَانَ قتل عُثْمَان مِمَّا أوجب الْفِتَن" (11).

ويتحدث ابن تيمية عن ثورة أهل المدينة على يزيد بن معاوية فيقول: "وَأَمَّا مَا فَعَلَهُ بِأَهْلِ الْحَرَّةِ، فَإِنَّهُمْ لَمَّا خَلَعُوهُ وَأَخْرَجُوا نُوَّابَهُ وَعَشِيرَتَهُ، أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ يَطْلُبُ الطَّاعَةَ، فَامْتَنَعُوا". فأرسل لهم جيشا فأوقع بهم، ولكن لم تحدث الفظائع التي ينسبها المؤرخون إلى ذلك الجيش ويزعمون أنه ارتكبها في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم (12).

حول إنصاف الفقهاء للأمويين
إن محاولة الفقهاء إنصاف الأمويين في بحوثهم التاريخية لا تعني أبدا محاباتهم الأمويين، أو تزييف التاريخ لصالحهم، فكما كشف هؤلاء الفقهاء زيف كثير من الروايات التي تهاجم الأمويين، كشفوا أيضا وضع بعض الروايات التي تعني من شأنهم وتمجيدهم، فقد كان هدفهم تقصي الحقيقة، لا الانتصار لفريق على آخر، فقد نبه ابن الجوزي في كتابه الموضوعات على بعض الأحاديث التي أنصار الأمويين في فضائل معاوية رضي الله عنه (13)، كما انتقد الحافظ ابن حجر رحمه الله إيراد مثل هذه الأحاديث، وقال ابن كثير بعد أن أورد بعض ما صح من الأحاديث في مناقب معاوية –رضي الله عنه: "وَقَدْ أَوْرَدَ ابْنُ عَسَاكِرَ بَعْدَ هَذَا أَحَادِيثَ كَثِيرَةً مَوْضُوعَةً، وَالْعَجَبُ مِنْهُ مَعَ حِفْظِهِ وَاطِّلَاعِهِ كَيْفَ لَا يُنَبِّهُ عَلَيْهَا وَعَلَى نَكَارَتِهَا وَضَعْفِ رِجَالِهَا" (14).

وقد لفتت ظاهرة إنصاف الدولة الأموية عند بعض الفقهاء الذين كتبوا في التاريخ أنظار بعض الباحثين، غير أن بعضهم فسرها تفسيرا بعيدا، لما وجدها في أعمال بعض علماء الأندلس كابن حزم وابن العربي، فذهب إلى أنها ظاهرة أندلسية جاءت نتيجة تأثير خلافة الأمويين التي كانت هناك فيقول: "نجد هذه الأخبار (أي المظهرة لفضائل الأمويين) متواردة في معظم كتب التاريخ التي كتبت في الأندلس، وأظهر مثال لذلك أبو محمد على بن حزم، الذي يدافع عن الأمويين دفاع عظيما، وأبو بكر بن العربي الذي ذهب في كتاب العواصم من القواصم إلى درجة أنه أيَّد يزيد في قتله الحسين بن علي –رضي الله عنهما، وتتضح هذه الظاهرة في كتاب في التاريخ لم ينشر بعد لعبد الملك بن حبيب الفقيه الأندلسي، فقد ملئ كتابه هذا بفضائل الأمويين والتعصب لهم" (15).

إن من أهم ما يعكر صفو هذه الرؤية أن الأسماء التي ذكرها الباحث كلها من أسماء الفقهاء، وأن هذه الظاهرة لم تمتد لتشمل غيرهم من المؤرخين والأدباء الأندلسيين، فهناك دراسة لابن عبد ربه الأندلس في كتابه العقد الفريد، سار فيها على نهج مؤرخي وأدباء المشرق، فجاءت بعض رواياته مملوءة بالتشنيع على بني أمية، وقد كان ابن عبد ربه أحد مواليهم، وإذا كان التأثر بالأمويين في الأندلس هو الدافع لكتابات ابن حزم وابن العربي، فما الداعي إلى ظهور نفس الظاهرة من إنصاف الأمويين عند فقهاء آخرين لم يدخلوا تحت سلطان الأندلس كثل: ابن تيمية والذهبي وابن كثير وابن حجر وغيرهم؟؟

شموخ الرواسي
25-03-2014, 02:16 AM
بارك الله فيكِ اميرة

الصامد
25-03-2014, 03:13 AM
اشكرك سمو الاميره على النبذه الوافيه لشيخ الاسلام بن تيميه

استفدنا من طررررحك

تقديري

منادي
25-03-2014, 04:44 AM
شيخ الاسلام رحمه الله
تسلم يمينك ياسمو الاميره
اشكرك

ط§ظ„ظٹط§ط³ظ…ظٹظ†
25-03-2014, 05:02 AM
جزاك الله خير

نــجــم
25-03-2014, 06:50 AM
تسلم يمينك ياسمو الاميره

الفهدهـ
25-03-2014, 10:49 AM
رحم الله شيخ الاسلام ابن تيميه جزاه الله خير عن الاسلام
جزاك الله خير سمو الاميرة على تلك النبذه الرائعه

في الصميم
25-03-2014, 04:41 PM
يعطيك العافيه على الطرح القيم

يارا العامرية
25-03-2014, 05:26 PM
شموخ
اسعدني تواجدك الكريم ,
:6:

يارا العامرية
25-03-2014, 05:27 PM
الصامد
اسعدني تواجدك الكريم ,
:6:

يارا العامرية
25-03-2014, 05:27 PM
منادي
اسعدني تواجدك الكريم ,
:6:

يارا العامرية
25-03-2014, 05:28 PM
الياسمين
اسعدني تواجدك الكريم ,
:6:

يارا العامرية
25-03-2014, 05:28 PM
نجم
اسعدني تواجدك الكريم ,
:6:

يارا العامرية
25-03-2014, 05:28 PM
الفهده
اسعدني تواجدك الكريم ,
:6:

يارا العامرية
25-03-2014, 05:29 PM
في الصميم
اسعدني تواجدك الكريم ,
:6:

MOHAMD
28-03-2014, 01:54 AM
الله يعطيك الف عافيه سمو الاميره دائم مميز ه وراقيه
فى انتظار جديدك


تحياتي

يارا العامرية
28-03-2014, 11:00 PM
اسعدني تواجدك الكريم ,
:6:

بدر الرويلي
30-03-2014, 09:32 AM
جزاك الله خير ..

يارا العامرية
30-03-2014, 02:53 PM
اسعدني تواجدك الكريم ,
:6:

نــجــم
08-04-2014, 01:53 PM
للرفع

يارا العامرية
08-04-2014, 02:14 PM
اسعدني تواجدك الكريم ,
:6: