المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : .. { ديوان الشاعر خليل مطران ~


الصفحات : [1] 2

العنيــــدهـ
09-07-2011, 12:00 AM
يوسف يا سبط الندى والعلى
يا أمل البيت الخصيب الرحاب
يا فرع أصلين قد استكملا
من مجد ميراث ومجد اكتساب
يا نجل حر صادقٍ لم يزل
أصفى الصفيين وأوفى الصحاب
إلى أبيك الوجه في قومه
أهديت بالتكريم هذا الكتاب
وهو كتاب ليس لي إنما
وجدته كنزاً ثميناً يصاب
سيف به في خير واعظ
قوم ساق العرض يوم الحساب
نقلته عن أصله جاهداً
في جعله كالأصل من غير عاب
فجاء وفقاً لمرامي وما
لي فيه فضل غير كشف النقاب
لم تمضي عجمته معربا
لما به من سانحات عراب
غر معان لم ندع بعدها
في الفن من معنى لشيء عجاب
علجها الدهر لا فنائها
فثبتت شهباً ومر السحاب
وسوف تلغي آخر الدهر في
آخر بادٍ مؤذن بالغياب
كالشمس يبقى رسمها بعدها
حيناً وقد بانت وراء الحجاب
يا أيها الطفل الذي طالما
فرحنا في جيئة أو ذهاب
وطالما حير البابنا
ببدرات الذهن وقت الأعاب
عش ما يشاء اللَه في غبطةٍ
وفي صفاء ورده مستطاب
وليجيء اليوم المروم الذي
تدرك فيه سر هذا الخطاب
وتبصر النور الخفي الذي
مزق عند الغيم ذاك العقاب
وتقرأ الآيات من نظمه
عبراً فتستكشف منها اللباب
فتعرف الفضل الذي بثه
أبوك في أمته عن صواب
يومئذ والكون ملك لكم
ثم وقد أصلحه الانقلاب
وجيلنا الدائل أفضى إلى
مستقبل أرضاً وثاوي تراب
تصبح يا قرة عين المنى
نابغة العصر وزين الشباب

العنيــــدهـ
09-07-2011, 12:01 AM
مَكَانُ الْعُلَى مِنْ رَاغِبَ بنِ عَطِيَّةٍ
قَدِيمٌ غَنِيٌّ عَنْ جَدِبدِ الْرَّغَائِبِ
بَنَاهُ فَأَعْلَى بِالْفَضَائِلِ وَالنَّدَى
وَزَانَفَأَغْلَى بِالنُّهَى وَالمَنَاقِبِ
تَلَقَّى وِسَامَ الْمَجْدِ وَالْخَلْقُ مُجْمَعٌ
عَلَى أَنَّهُ أَهْلٌ لأَسْمَى الْمَرَاتِبِ
أَرَقُّ امْرُيءٍ لِلْشَّاهِدِينَ رِعَايَةً
وَأَوْفَى امرِيءٍ حِفَظاً لِغَيْبَةِ غَائِبِ
مَتَى تَلْقَهُ تَلْقَ السَّمَاحَةَ وَالتُّقَى
بِبَرْدى نَقَيِّ الذِّيْلِ عفِّ الْمَآرِبِ
وَمَنْ فِي رِجَالِ الْيَوْمِ كَابْنِ عَطِيَّةٍ
قِيَاماً بِحَقٍّ أَوْ نُهُوضاً لِوَاجِبِ
هَنِيئاً لَهُ الإِقْبَالُ وَالسَّعْدُ وَالرِّضَى
وَكُلُّ نَوَالٍ سَابِغٍ مُتَعَاقَبِ
بِتَشْرِيفِهَ تَشْرِيفُ عَصْرٍ وَأُمَّةٍ
وَإِيفَاءُ مَفْرُوضٍ لأَكْرَمِ نَائِبِ
بِهِ أَحْرَزَتْ مِصْرُ عَتِيدَ فِخَارِهَا
وَتَارِيخُهَا بَاهَى بِعَلْيَاءِ رَاغِبِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 12:02 AM
الْكَاتِبُ النِّحْرِيرُ مُنْ
فِي صَدْرِهِ الْعِلْمُ الرَّغِيبْ
مَاذَا الرِّشَاءُ وَمَا الدِّلاَءُ
وَدُونَهَا نَضْبُ الْقَلِيبْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 12:02 AM
بوحي الطعام وإذن المدام
وأمر النبيذ وحكم الزبيب
وما شاق أسماعنا من غناء
له خير وقع بنفس الطروب
أقدم شكري وشكر الحضور
لأرباب هذا المضاف الرحيب
لآل غريب كل الثناء
وليس على فضلهم بالغريب
كرام الوجوه كرام الأيادي
كرام الثغور كرام القلوب
مرضنا بما طاب من زادهم
ولكن شفينا بلطف الطبيب

العنيــــدهـ
09-07-2011, 12:03 AM
أَبْكِي إِذَا غَدَتِ الظِّبَاءُ فَلَمْ
أَرَ زِيْنَةَ الأَتْرَابِ فِي السِّرْبِ
فَارَقْتُهَا أَبْغِي سَعَادَتَهَا
والحُبُّ فِي القُرْبَانِ لاَ القُرْبِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 12:03 AM
أَلْتَوْأَمَانِ اللَّذَانِ كَانَا
كِلاَهُمَا زِينَةَ الشَّبَابِ
عَاشَا وَمَاتَا مَعَاً فَبَتَا
أَعْلَى مِثَالٍ لِلإِصْطِحَابِ
إِذَا تَوَلَّى جَبْرِيلُ وَلَّى
مِيكَالُ يَقْفُوهُ فِي الرِّكَابِ
تَبْكي الْمَعَالِي مُؤَرِّخَاتٍ
غِيَابَ بَدْرَيْنِ بِالتُّرَابِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 12:04 AM
جَالِسُونِي يَا رُفْقَتِي لِلشَّرَابِ
وَأَعِيدُوا إِلَّي وَهْمَ الشَّبَابِ
فِي المَكَانِ الَّذِي أَلِفْنَاهُ قَبلاً
وَعَلَى مِثْلِ مَا مَضَى مِنْ تَصَابِ
وَلْنُوَدِّعْ تِلْكَ المَعَاهِدَ تُوْدِيعَ
الضُّيُوفِ الكِرَامِ حِينَ الذَّهَابِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 12:06 AM
يَا وَزِيرَ الشَّبَابِ أَنْتَ خَلِيقٌ
بِثَنَاءِ الشِّيُوخِ قَبْلَ الشَّبَابِ
رِيفُ مِصْرَ الخَصِيبِ أَحْدَثْتَ فِيهِ
مَأْثَرَاتٍ يَجْدُرْنَ بِالإِعْجَابِ
جَنَّةٌ أُصْلِحَتْ فآتَتْ جَنَاهَا
وَزَكَا رِيْعُهَا بِغَيْرِ حِسَابِ
سَاسَهَا مُقَدَّمٌ قَدِيرٌ خَبِيرٌ
دَائِبُ السَّعْي طَاهِرُ الآرَابِ
َأبْرَزَ الْحَزْمَ مِنْهُ ضَوْءُ سِرَاجٍ
وَجَلاَ الْعَزْمَ مِنْهُ ضَوْءُ الثَّوَابِ
دَامَ يَبْنِي لِجَاهِهَا وَعُلاهَا
مَفْخَرَاتٍ تَبْقَى عَلَى الأَحْقَابِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 12:07 AM
سَبَرْتُ نِهَايَةَ الإِخْلاصِ خُوْفاً
عَلَى ابْنِ جَمِيلٍ زَيْنِ الشَّبَابِ
أَخِي العُرْفَانِ وَالأَدَبِ الْمُذَكِّي
فَتَى الفِتْيَانِ بِالْخُلُقِ العُجَابِ
مُجِيدُ النَّثْرِ نَقَّادُ الْقَوَافِي
سَدِيدُ الْفِكْرِ رُوَّادُ الْصَّوَابِ
شَفَاهُ اللهُ أَوْ يَقْضِي قَضَاءً
لإِحْيَاءِ الْقُشُورِ عَلَى اللُّبَابِ
أَلاَ يَا رَبُّ إِعْف الشَّرْقَ مِمَّا
بِهِ جَدَّ الْوَعِيدُ مِنَ الْمُصَاب
فَكَمْ يا رَبُّ فِيهِ مِنْ نُبُوغٍ
فَتُخْتَرَمُ النُّبُوغَ بِلا حِسَابِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 12:08 AM
أَرَنَّ سَهْمُ الرَّدَى إِرْنَانَ مُنْتَحِبِ
وَسَالَ بِالدَّمْعِ وَجْهُ السَّيْفِ ذِي الشُّطَبِ
أَبالحَدِيدِ أَسىً مِنْ أَنْ يُفَارِقَهُ
فِي كُلِّ حَلْبَةِ فَخْرٍ خَيْرُ مُصْطَحِبِ
مَاذَا شَجَا ظَبْيُ عَسْفَانٍ بِمَرْتَعِهِ
وَرَاعَ لَيْثَ الشَّرَى فِي غِيلِهِ الأَشِبِ
دَهَى العُرُوبَة خَطْبٌ فَتَّ سَاعِدَهَا
مِنْ حَيْثُ لاَ يُتَّقَى بِالبَيْضِ واليَلَبِ
مَضَى الحُسَيْنُ مُفَدِّيَها وَمُنْقِذُهَا
فَأَيُّ قَلْبٍ لِهَذَا البَيْنِ لَمْ يَذُبِ
أَأُغْضِيْتَ عَنْ حِمَاها عَيْنُ كَالِئِهَا
وَلَمْ تَنَمْ عَنْ حِمَاهَا أَعْيُنُ النُّوَبِ
كَلاَّ وَذِكْرَاهُ مَا دَامَتْ مُؤَجَّجَةً
نَارَ الحِمِيَّةِ فِي صُيَّابِهَا النُّخَبِ
وَمَا أَهَابَتْ بِجُنْدِ اللهِ فَاصْطَدَمَتْ
كَتَائِبُ الغِيَرِ الدَّهْمَاءِ بِالشُّهُبِ
إِنْ يَحْتَجِبْ لَكَ وَجْهٌ يَا حُسَيْنُ فَقَدْ
تَرَكْتَ لِلرَّأْيِ وَجْهاً غَيْرَ مُحْتَجِبِ
إِلَيْهِ مَرْجِعُهَا فِي كُلِّ مُعْضِلَةٍ
فَلَسْتَ عَنْ أَمْرِهَا المَشْهُودِ فِي الغَيْبِ
أَجْدَرْ بِهَا أَنْ تَظَلَّ الدَّهْرَ وَاعِيَةً
ذِكْرَى أَعزَّ مَلِيكٍ أَوْ أَبَرِّ أَبِ
حَرَّرْتَهَا وَأَذَقْتَ البَأْسَ مُورِدَهَا
بِبَأْسِهِ المُتَمَادِي مَوْرِدَ العَطَبِ
يَفِيضُ بِالصَّابِ قِرْطَاسٌ أَخُطُّ بِهِ
مِنَ المَظَالِمِ مَا سِيمَتْ مَدَى حِقَبِ
فَمَنْ يَكُنْ نَاسِياً أَوْ جَاهِلاً لِيَسَلْ
عَنْهُمْ أُولِي اذِكْرِ أَوْ يَرْجِعْ إِلَى الكُتُبِ
أَيَّامَ أَصْبَحَ سِتْرُ الضَّادِ مُنْتَهِكَاً
مُهَلْهِلاً وَحِمَاهَا مَرْتَعَ الجُنُبِ
وَشَمْلُهَا فِي بَوَادٍ بَادَ آهِلُهَا
وَفِي الحَوَاضِرِ شَمْلاً جِدَّ مُنْشَعِبِ
تَقْذَى عُيُونُ الأُولَى يَغْشَوْنَ أَرْبُعَهَا
بِكُلِّ عَارِي الشَّوَى فِي مَسْكَنٍ خَرِبِ
تَأذَّنَتْ بِانْقِرَاضٍ بَعْدَ مَنْعَتِهَا
وَنُفِّرَتْ عَنْ حِيَاضِ العِلمِ وَالأَدَبِ
لاَ تَسْطَعُ الشَّمْسُ إِلاَّ خَلْفَ غَاشِيَةٍ
مِنَ الأسَى بمُحْيّا كَاسِفٍ شَحِبِ
وَلاَ يَسِيْلُ أَصِيلٌ فِي سَحَائِبِهِ
إِلاَّ بِدَمْعٍ صَبِيبٍ أَوْ دَمٍ سَرِبِ
يَا مُنْقِذاً جَاءَ بَعْدَ الأَلْفِ مِنْ حِجَجٍ
يُعِيدُ مَا فَاتَ مِنْ مَجْدٍ وَمِنْ حَسَبِ
هَلْ ضَمَّ غَيْرُ الرَّسُولِ المُصْطَفَى قِدَماً
تلكَ العَزَائِمَ والآمَالَ مِنْ شَعَبِ
أَمْرٌ يَضِيقُ بِهِ الذَرْعُ انْتَدَبْتَ لَهُ
وَأَنْتَ إِنْ ضَاقَ ذَرْعٌ خَيْرُ مُنْتَدِبِ
صَرَّفْتَ رَأْيَكَ فِيهِ فَاضْطَلَعْتَ بِهِ
مُؤَيَّدَ الرَّأْيِ بِالأَرْمَاحِ والقُضُبِ
فِي كُلِّ مُرْعِدَة بَأْساً وَمُبْرِقَةٍ
مِنَا الجَحَافِلِ بَيْنَ الوَرْيِ واللَّجَبِ
عَادَتْ بِهَا كُلُّ آبِي الضَّيْمِ نَخْوَتُهُ
مِنْ حَيْثُ أُبْطِلَ سِحْرُ الخَوْفِ وَالرُّعُبِ
فَكَانَ بَعْثٌ قُلُوبُ الأُمَّةِ ارْتَقَصَتْ
لَهُ وَأَعْطَافُهَا اهْتَزَّتْ مِنَ الطَّرَبِ
وَبَشَّرَتْ آيَةٌ لِلحَقِّ ظَاهِرَةٌ
بِوَحْدَةٍ لِخُصُومِ الحَقِّ لَمْ تَطِبِ
بَدَتْ عَلَى غَيْرِ مَا رَامُوَا بَوَادِرُهَا
وَخَالَفَ الجِدُّ مَا خَالُوهُ لِلَّعِبِ
فَأَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ فِي السِّلْم وَاعْتَزَمُوا
نَقْضاً لِمَا أَبْرَمُوا فِي سَاحَةِ الرَّهَبِ
وَأَضْمَرُوا لَكَ عُدْوَاناً وَجَدْتَ بِهِ
فِي الأَمْنِ مَا لَمْ تَجِدْ فِي الحَرْبِ مِنْ حَرَبِ
أَيْنَ الَّذِي سَجَّلُوهُ فِي رَسَائِلِهِمْ
وَرَدَّدُوهُ مِنَ الأَيمَانِ فِي الخُطَبِ
لَوْلاَ مَعُونَةُ ذَاكَ الحِلفِ لاَنْقَلَبوا
دُونَ الَّذِي أَمَّلُوهُ شَرَّ مُنْقَلَبِ
نَصَرْتَهُمْ صَادِقَاً فِيما وَعَدْتَ ولَمْ
تَخَلْ مَوَاعِيدَهُمْ ضَرْباً مِنَ الكَذِبِ
مَا كَانَ هَمُّكَ مُلْكاً تَسْتقِلُّ بِهِ
وَالجّدُّ فِي صَعَدٍ والمَجْدُ فِي صَبَبِ
بَلْ نُصْرَةَ العُرْبِ فِي حَقٍ أُقِرَّ لَهُمْ
تُؤَيِّدُ الشَّرْعَ فِيهِ حُجَّةُ الغَلَبِ
فَمَا أَلَوْتَ لِذَاكَ الحَقِّ عَنْ طَلَبٍ
وَكَيْفَ يُدْرَكُ مَطْلُوبٌ بِلاَ طَلَبِ
قَاسُوا الحُسَيْنَ إِلى غَيْرِ الحُسَيْنِ فَلَمْ
تَصْدُقْ فِرَاسَتُهُمْ فِيهِ وَلَمْ تُصِبِ
شَتانَ فِيمَنْ تَوَلَّى أَمْرَ أُمَّتِهِ
مَا بَيْنَ مُعْتَقِبٍ أَوْ غَيْرِ مُعْتَقِبِ
ظَنُّوهُ بِالتَّاجِ يَرْضَى غَيْرَ مُكْتَرِثٍ
لِمَا عَدَاهُ فَأَلْقَى التَّاجَ وَهْوَ أَبِي
سَجِيَّةُ العَرَبِيِّ الهَاشِمِيِّ لَهَا
مَعْنَى وَرَاءَ مَعَانِي الجَاهِ وَالرُّتَبِ
أَيْنَ الكُنُوزُ الَّتِي خَالُوهُ يَحْمِلُهَا
وأَيْنَ مَا أَثْقَلَ الأَسْفَاطَ مِنْ ذَهَبِ
تَبَيَّنُوا اليَوْمَ مَا كَانَتْ خَبِيئَتُهُ
مَنْ عِفّةٍ وَوَفَاءٍ لاَ مِنْ النَّشَبِ
تِلكَ الفَضَائِلُ مَا كانَتْ لِمُكْتَسِبٍ
كَابي الضَّمِيرِ وَمَا كانت لِمُغْتَصِبِ
لِلْخَصْمِ فِي ثَلبِهَا عذْرُ الحَنِيقِ عَلَى
مَنْ حَالَ بَيْنَ يَدِ السَّلاَّبِ والسَّلَبِ
مَا عُذْرُ طَائِفَةٍ مِنْ قَوْمِهِ أُخِذَتْ
بِمَا أَثَارَ العِدَى مِنْ ذَلِكَ الشَّغَبِ
زَايَلتَ بَيْتَاً عَتِيقاً أَنْتَ سَادِنُهُ
بِالإِرْثِ مِنْ عَهْدِ إِبْرَاهِيمَ والنَّسَبِ
إِلى صَفَاةٍ عَلَى الدَّأْمَاءِ قَدْ رَسَخَتْ
وَلَمْ تُسِغْهَا لَهَاةُ البَحْرِ ذِي العُبُبِ
تَشَبَّهَتْ رَوْضُهَا بِالرَّوْضِ وائْتَنَسَتْ
مِنْهَا القُرَى بِدِعَابِ الأَخْضَرِ الصَّحِبِ
حَلَلتَ فِيهَا وَمَا بِالزَّادِ مِنْ سَعَةٍ
وَعِشْتَ بَيْنَ رُبَاهَا عَيْشَ مُغْتَرِبِ
فَكُنْتَ ِي النَّفْيِ والأَرْدَانُ طَاهِرَةٌ
مَا لَمْ تَكُنْ فِي ثِيَابِ العِزَّةِ القُشُبِ
صَبَرْتَ صَبْرَ كَرِيمٍ غَيْرِ مُبْتَئِسٍ
وَلاَ مَلُولٍ وَلاَ شَاكٍ عَلَى وَصَبِ
حَتى حُمِلْتَ وَقَدْ حُمَّ القَضَاءُ إِلى
دَارٍ مِنَ المَسْجِدِ الأَقْصَى على كَثَبِ
كَأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى أَنْ تُجَاوِرَهُ
حَتّى تَقَرَّ بِهِ فِي مُزْدَجَى القُرَبِ
يَرْعَى مَزَارَكَ بِالرُّوحِ الأَمِينِ وَلاَ
تَنْأَى بِهِ السُّبْلُ عَنْ أَعْقَابِكَ النُّجُبِ
وَيَجْمَعُ البِرُّ حُفَّاظَ المَآثِرِ مِنْ
شَتَّى العَشَائِرِ حَوْلَ الوَالِدِ الحَدِبِ
مَنْ كَانَ يَدْرِي وَقَدْ نَاطَ الرَّجَاءُ بِهِ
صِيَانَةَ الحَرَمِ الثَّانِي فَلَمْ يَخِبِ
إِنَّ المَآبَ إِلَيْهِ وَالثَّوَابَ بِهِ
هَلْ قَدَّمَ الخَيْرَ مَخْلُوقٌ وَلَمْ يُثَبِ
أَبْنَاءَ يَعْرُبَ هَذِي سِيرَةٌ بَرَزَتْ
لَكُمْ حَقَائِقُهَا الكُبْرَى مِنَ الحُجُبِ
كِتَابُ تَفْدِيَةٍ أَوْعَتْ صَحَائِفُهُ
أَدْعَى الفُصُولِ إِلى الإِعْجَابِ وَالعَجَبِ
إِنَّ الأُولَى اسْتُشْهِدُوا فِي اللهِ أَوْ قُتِلُوا
فِيمَا غَلَوْا فِيهِ لِلأَوْطَانِ مِنْ أَرَبِ
لَهُمْ حَيَاةٌ وَمَا إِنْ تَشْعُرُونَ بِهَا
إِلاَّ وَقَدْ نَاجَوْا الأَرْوَاحَ في الكُرَبِ
كَرَامَةُ ابْنِ عَلِيٍّ أَنْ تَكُونَ لَكُمْ
آثَارُهُ عِظَةً مَوْصُولَةَ السَّبَبِ
تَعَلَّمُوا الصِّدْقَ مِنْهُ وَالوَفَاءَ عَلَى
مَا يُعْقِبَانِ مِنَ الحِرْمَانِ وَالنَّصَبِ
تَعَلَّمُوا نَضْحَةُ عَنْ ذُخرِ أُمَّتِهِ
بِحَزْمِ مُقْتَصِدٍ للهِ مُرْتَقِبِ
تعَلَّمُوا الذَّوْدَ عَنْ حَقٍّ تَطِيبُ لَهُ
عَنْ كُلَّ مَا هُوَ غَالٍ نَفْسَ مُحْتَسِبِ
تَعَلَّمُوا قُوَّةَ الإِيمَانِ فِي دَأَبٍ
فَإِنَّمَا قُوَّةُ الإِيمَانِ بِالدَّأَبِ
تَعَلَّمُوا الصَّبْرَ أَوْ تُقْضَى لُبَانَتُكُمْ
وَالعَزْمُ فِي بَدْئِهَا كَالعَزْمِ فِي العَقِبِ
تَعَلَّمُوا أَنَّ هذا العُمْرَ مَرْحَلَةٌ
لاَ تُرْتَقَى هَضْبَةٌ فِيهَابِلاَ تَعَبِ
تَعَلَّمُوا أَنَّ مِنْ حِذْقِ الرُّمَاةِ بِهَا
لِيُدْرِكُوا النَّصْرَ أَنْ يَجْثُوا عَلَى الرُّكَبِ
سَجَا الحُسَيْنُ وَقَدْ وَرَّى مُسَاجِلَهُ
حَتّى يَئِينَ أَوَانُ الصَّائِدِ الدَّرِبِ
فَإِنْ ضَحَا ظِلُّهُ فَالرُّوحُ مُرْصَدَةٌ
لِلْمَوْقِفِ الفَصْلِ مَنْ يَهْتِفْ بِهَا تُجِبِ
عَزَاءَكُمْ يَا بَنِيهِ الصِّيدِ مِنْ مَلِكٍ
مُسَدَّدِ الرًّأْيِ إِنْ يَمْنَعْ وَإِنْ يَهَبِ
وَمِنْ أَبِيٍّ تَوَلَّى عَنْ أَرِيكَتِهِ
بِلاَ شَجىً إِذْ تَوَلاَّهَا بِلاَ رَغَبِ
لَهُ مِنَ الشِّيَمِ الغَرَّاءِ مَمْلَكَةٌ
إِنْ كَانَ ذَا لَقَبٍ أَوْ غَيْرَ ذِي لَقَبِ
وَمِنْ أَمِيرٍ بَنَاهَا دَوْلَةً أُنُفاً
قَامَتْ عَلَى أَثَرٍ مِنْ مَجْدِهَا تَرِبِ
فِي العِلْمِ وَالأَدَبِ العَالِي يَكَادُ إِذَا
سَاقَ الأَحَادِيثَ يَسْقِيكَ ابنَةَ العِنَبِ
وَمِنْ فَتىً أَلمَعِيٍّ كُلُّ مَحْمَدَةٍ
جَارَى السَّوَابِقَ فِيهَا فَازَ بِالقَصَبِ
مَاضٍ بِفِطْرَتِهِ فِي نَهْجِ عِتْرَتِهِ
عَفِّ اللِّسَانِ نَقِيِّ النَّفْسِ مِنْ رِيَبِ
مَنْ عَدَّكُمْ عَدَّ فِي إِثْرِ مُنْجِبِكًمْ
خُطَى كِبَاراً مَدَاهَا غَيْرُ مُقْتَضَبِ
دَعُوا الأَسى وَاسْمَعُوا صَوتاً يُهِيبُ بِكُم
مَاتَ الحُسَيْنُ فَعَاشَتْ أُمَّةُ العَرَبِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 12:10 AM
هَلْ آيَةٌ في السِّلْمِ وَالْحَرْبِ
تُعْدِلُ نَشْرَ الْعِلْمِ في الشَّعْبِ
فَإِنَّ مِنْ مُعْجِزِهِ كُلَّ مَا
نُكْبِرُهُ في الشَّرْقِ وَالغَرْبِ
يَا نُصَرَاءَ الْعِلْمِ شُكْرُ النُّهَى
لَكُمْ كَشُكْرِ الرَّوْضِ لِلسُّحُبِ
مِصْرُ تُحَيِّيكُمْ وَتُثْنِي عَلَى
كُلِّ جَوَادٍ مَاجِدٍ نَدْبِ
تُثْنِي وَتَرْعَى بِعُيُونِ الرِّضَا
جُهْدَ الرِّجَالِ الصُّبُرِ الْغُلْبِ
مِصْرُ الَّتِي فِيهَا الْهُدَى وَالنَّدَى
يَسْتَبِقَانِ المَجْدَ مِنْ قُرْبِ
تُعْطِي النُّهَى بِالْعَذْبِ مِنْ نِيلِهَا
حَظَّ الثَّرَى مِنْ نِيلِهَا الْعَذْبِ
وتَحْفَظُ الْحُسْنَى لأَرْبَابِهَا
في حَاضِرِ الْوَقْتِ وَفِي الْعَقْبِ
تَكَامَلِي يَا دَارَ عِلْمٍ غَدَتْ
لِكُلِّ فَضْلٍ مَرْكَزَ الْقُطْبِ
كُلِّيَّةٌ في كُلِّ جُزْءٍ بِهَا
كَنْزٌ مِنَ العِرْفَانِ لِلُّبِّ
تُعِدُّ فِتْيَانَاً يُبَاهَى بِهِمْ
في الحَقِّ وَالآدَابِ وَالطِّبِّ
مَدْرَسَةٌ يُدْرِكُ طُلاَّبُهَا
غَايَةَ مَا رَامُوا مِنَ الطِّلْبِ
مَن أَمرُهُ عُسْرُ وَمَنْ أَمْرُهُ
يُسْرٌ نَزِيلاَهَا عَلَى الرُّحْبِ
تَخْدُمُ كُلاًّ مِنهُمَا خَدْمَةً
رَاضِيَةً لِلْعَبْدِ وَالرَّبِّ
تَبُثُّ في العَقلِ نَشَاطَ المُنَى
وَتَبْعَثُ النَّجْدَةَ فِي القَلْبِ
لِلشَّعْبِ نَفعٌ جِدُّ نَفْعٍ بِهَا
كَفَاؤُهُ لَيسَ مِنَ اللِّعْبِ
وَالشَّعْبُ مَا زَالَ بَنُوهُ لَنَا
طَلِعَةً في المَطْلِعِ الصَّعْبِ
أَتْعَبَ قُوَّامٍ بِمَجدِ الحِمَى
في سَعَةِ العَيْشِ وَفِي الكَرْبِ
مَهْمَا يُعِنْهُمْ مُوسِرُو قَوْمِهِمْ
فَالفَضْلُ في جَانِبِهِمْ مُرْبِي
لَكِنَّنَا في زَمَنِ حَائِرٍ
أُخْطِيءَ فيهِ مَوْضِعُ العُجْبِ
فَأَوْجَبَ الشُّكْرَ لأَدْنَى النَّدَى
مَا جَعَلَ الفَقْرَ مِنَ الذَّنْبِ
أَوْلَى تَلاَقِي كُلِّ صَدْعٍ بَدَا
مِنْ جَانِبِ الْجُمْهُورِ بِالرَّأْبِ
فَإِنَّ مَنْ صَانَ أَسَاساً وَهَي
صَانَ حِمىً مِنْ سَييِّءِ الغِبِّ
وَالشَّعبُ إِنْ طَالَ مَدَى جَهْلِهِ
بَدَتْ عَلَيْهِ نُقْطَةُ الشَّغْبِ
أَبْهَجْ بِهَا لَيْلَةَ أُنْسٍ زَهَتْ
مُضَاءَةً بِالسَّادَةِ الشُّهْبِ
بُورِكَ فِي دَاعٍ إِلَيْهَا وَفِي
سَاعٍ إلى الإِحْسَانِ عَنْ حُبِّ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 12:12 AM
حَيِّ الْعَزِيمَةَ وَالشَّبَابَا
وَالْفِتْيَةَ النُّضْرَ الصِّلاَبَا
أَلتَّارِكِينَ لِغَيْرِهِمْ
نَزَقَ الطُّفُولَةِ وَالدِّعَابَا
أَلْجَاعِلِي بَيْرُوتَ وَهْ
يَ الثَّغْرُ لِلْعَلْيَاءِ بَابَا
أَلطَّالِبِينَ مِنَ المَظِنَّا
تِ الْحَقِيقةَ وَالصَّوَابَا
أَلْبَائِعِينَ زُهَى الْقُشُو
رِ المُشْتَرِينَ بِهِ لُبَابَا
آدَابُهُمْ تَأْبَى بِغَيْ
رِ التِّمِّ فِيهَا أَنْ تُعَابَا
أخْلاَقُهُمْ مِنْ جَوْهَرٍ
صَافٍ تَنَزَّهَ أَنْ يُشَابَا
نِيَّاتُهُمْ نِيَّاتُ صِدْ
قٍ تأْنَفُ المَجْدَ الْكِذَابَا
آرَاؤُهُمْ آرَاءُ أشْ
يَاخٍ وَإِنْ كَانُوا شَبَابَا
مَهْمَا يَلُوا مِنْ مَنْصِبِ الْ
أَعْمَالِ يُوفُوهُ النِّصَابَا
وَالمُتْقِنُ المِجُوَادُ يُرْ
ضى اللهَ عَنْهُ وَالصَّحَابَا
أُنْظُرْ إلى تُمْثِيلِهِمْ
أَفَمَا تَرَى عَجَباً عُجَابا
فَاقُوا بِهِ المُتَفَوِّقِي
نَ وَأَدْرَكُوا مِنْهُ الْحَبَابَا
أَسَمِعْتَ حُسْنَ أَدَائِهِمْ
إِمَّا سُؤَالاً أَوْ جَوَابَا
أَشَهِدْتَ مِنْ إِيمائِهِمْ
مَا يَجْعَلُ الْبُعْدَ اقْتِرَابَا
أَشَجَتْكَ رَنَّاتٌ بِهَا
نَبَرُوا وَقَدْ فَصَلُوا الْخِطَابَا
قَدْ أَبْدَعُوا حَتَّى أَرَوْ
نَا جَابِرَ الْعَثَرَاتِ آبَا
حَيّاً كَمَا لَقِيَ النَّعي
مَ بِعِزَّةٍ لَقِيَ الْعَذَابَا
لاَ تَسْتَبِينَ بِهِ سُرُو
راً إِنْ نَظَرْتَ وَلاَ اكْتِئَابَا
مَا إِنْ يُبَالِي حَادِثاً
مِنْ حَادِثَاتِ الدَّهْرِ نَابَا
يَقْضِي الرَّغَائِبَ بَاذِلاً
فِيهَا نَفَائِسَهُ الرِّغَابَا
يُخْفِي مَبَرَّتَهُ وَيُجْ
بَرُ أَنْ يَبُوحَ بِهَا فَيَابِى
لاَ يَنْثَنَي يُوْماً عَنِ الْ
إِحْسَانِ لَوْ سَاءَ انْقِلاَبَا
وَتَحَوَّلَتْ يَدُهُ إلى
أَحْشَائِهِ ظُفْراً وَنَابَا
هُنَّ الْخَلاَئِقُ قَدْ يَكُنَّ
بُطُونَ خَبْتٍ أَوْ هِضَابَا
وَالنَّفْسُ حَيْثُ جَعَلْتَهَا
فَابْلُغْ إِذَا شِئْتَ السَّحَابَا
أَوْ جَارِ في أَمْنٍ خَشَاشَ
الأَرْضِ تَنْسَحِبُ انْسِحَابَا
كُنْ جَوْهَراً مِمَّا يُمَحَّ
صُ بِاللَّظَى أَوْ كُنْ تُرَابَا
لَيْسَا سَوَاءً هَابِطٌ
وَهْياً وَمُنْقَضٌ شِهَابَا
ألْبَيْنُ مَحْتُومٌ وَآ
لَمُهُ إِذَا مَا المرْءُ هَابَا
وَالطَّبْعُ إنْ رَوَّضْتَهُ
ذَلَّلْتَ بِالطَّبْعِ الصِّعَابَا
لاَ تُؤْخَذُ الدُّنْيَا اجْتِدَا
ءً تُؤْخَذُ الدُّنْيَا غِلاَبَا
رَاجِعْ ضَمِيرَكَ مَا اسْتَطعْ
تَ وَلاَ تُهَادِنْهُ عَتَابَا
طُوبَى لِمَنْ لَمْ يَمْضِ فِي
غَيٍّ تَبَيَّنَهُ فَتَابَا
أَلْوِزْرُ مَغفُورٌ وَقَدْ
صَدَقَ المُفَرِّطُ إِذْ أَنَأبَا
يَا مُنْشِئاً هَذِي الرِّوَايَة
إِنَّ رَأْيَكَ قَدْ أَصَابَا
بِاللَّفْظِ وَالمَعْنَى لَقَدْ
سَالَتْ مَوَارِدُهَا عِذَابَا
حَقًّا أجْدْتَ وَأَنْتَ أحْ
رَى مَنْ أَجَادَ بِأَنْ تُثَابَا
وأَفَدْتَ فَالمَحْمُولُ فِي
هَا طَابَ وَالمَوْضُوعُ طَابَا
يَكْفِيكَ فَضْلاً أَنْ عَمَرْ
تَ بِهَا مِنَ الذِّكْرَى خَرَابَا
يَا حُسْنَ مَا يُرْوَى إِذَا
أَرْوَى مَعِيناً لاَ سَرَابَا
أَذْكَرْتَ مَجْداً لَمْ تَزَلْ
تَحْدُو بِهِ السِّيَرُ الرِّكَابَا
وَعَظَائِماً لِلشَّرْقِ قَدْ
أَعْنَتْ مِنَ الْغَرْبِ الرِّقَابَا
خَفضَ الْجَنَاحَ لَهَا العِدَى
وَعَلاَ الْوُلاَةُ بِهَا جَنَابَا
مَشَّتْ عَلَى الأَسْنَادِ في ال
رُّومِ المُطَهَّمَةَ الْعِرَابَا
وَبِمُسْرِجِيَها الْفَاتِحِي
نَ أَضَاقَتِ الدُّنْيَا رِحَابَا
آيَاتُ عِزٍّ خَلَّدَتْ
صُحْفُ الزَّمَانِ لَهَا كِتَابَا
يَا قَوْمِيَ التَّارِيخُ لا
يَأْلُو الَّذِينَ مَضُوْا حِسَابَا
وَيَظَلُّ قَبْلَ النَّشْرِ يُو
سِعُهُمْ ثَوَاباً أَوْ عِقَابَا
مَنْ رَابَهُ بَعْثٌ فَه
ذَا الْبَعْثُ لَمْ يَدَعِ ارْتِيَابَا
فَإِذَا عُنِينَا بِالْحَيَا
ةَ خَلاَ أَلْطَّعَامَ أَوِ الشَّرَابَا
وَإِذَا تَبَيَّنَّا المَسِي
رَةَ لاَ طَرِيقاً بَلْ عُبَابَا
فَلْنْقضِ مِنْ حَقِّ الْحِمَى
مَا لَيْسَ يَأْلُوهُ ارْتِقَابَا
ويْحَ امْرِئٍ رَجَّاهُ مَوْ
طِنُهُ لِمَحْمَدَةٍ فَخَابَا
أَعْلَى احْتِسَابٍ بَذْلُ مَنْ
لَبَّى وَلَمْ يَبْغِ احْتِسَابَا
إِنَّا وَمَطْلَبُنَا أَقَ
لُّ الْحَقِّ لاَ نَغْلُو طِلاَبَا
نَدْعُو الْوَفِّي إلى الحِفَا
ظِ وَنُكْبِرُ التَّقْصِيرُ عَابَا
وَنَقُولُ كُنْ نَصْلاً بِهِ
تَسْطُو الْحِمِيَّةُ لاَ قِرَابَا
وَنَقُولُ دَعْ فَخْراً يَكَا
دُ صَدَاهُ يُوسِعُنَا سِبَابَا
آبَاؤُنَا كَانُواوَإِنَّا
أَشْرَفُ الأُمَمِ انْتِسَابَا
هَلْ ذَاكَ مُغْنِينَا إِذَا
لَمْ نُكْمِلِ المَجْدَ اكْتِسَابَا
يَا نُخْبَةً مَلَكُوا التَّجِلَّ
ةَ في فُؤَادِي وَالْحُبَابَا
وَرَأَوْا كَرَأْيِي أَمْثَلَ الْ
خُطَطِ التَّآلُفِ وَالرِّبَابَا
للهِ فِيكُمْ مَنْ دَعَا
لِلصَّالِحَاتِ وَمَنْ أَجَابَا

العنيــــدهـ
09-07-2011, 12:13 AM
فِي رِضَى المَرْبُوبِ وَالرَّبِّ
بِتْ قَرِيراً يَا أبَا الطَّبِّ
يَا رَئِيسَ القَصْرِ مِنْ قِدَمٍ
وَأُسَاةِ العَصْرِ فِي العَقْبِ
جَلَّ رُزْءُ القِطْرِ أَجْمَعِهِ
فِيكَ مِنْ عَلاَّمَةٍ قُطْبِ
مِنْ سَدِيدِ الرَّأْيِ مُبْرَمِهِ
مُحْكَمِ الإِيجَابِ وَالسَّلْبِ
مَنْ صَحِيحِ المجدِ صَادِقِهِ
حِينَ يُشْرَى المَجْدُ بِالكذْبِ
مِنْ بَعِيْدِ الهَمِّ مُشْتَغِلٍ
في انْصِدَاعِ الشَّمْلِ بِالرَّأْبِ
لَيْسَ بِالْوَقَّافِ مُخْتَبِلاً
بَيْنَ دَفْتِ الفِكْرِ وَالجَذْبِ
ذَبَّ عَنْ حَقِّ البِلاَدِ بِمَا
في حُدُودِ العِلْمِ مِنْ ذَبِّ
إذْ رَآهَا وَالشُّعُوبُ شَأَتْ
لَمْ تَزَلْ فِي أَوَّلِ الدَّرْب
ورِضَاهَا السِّلْمُ اَشْبَهُ مَا
كَانَ فِي عُقْبَاهُ بِالحَرْبِ
فَبِجِدٍّ هَبَّ يَرْجِعُ مِنْ
شَأْنِهَا مَا ضَاعَ بِاللَّعْبِ
وبِمَا أبْلَى لِنُصْرَتِها
عُدَّ فِي أَبْطَالِهَا الغُلْبِ
فِي سَبِيلِ اللهِ مُرْتَحِلٌ
شَقَّ عَنْهُ مُظْلِمَ الحُجْبِ
عُمْرُهُ وَالمَالُ قَدْ بُذِلاَ
قُرْبَةً فِ خِدْمَةِ الشَّعْبِ
إِنَّ مِصْراً إذْ نَعَوْهُ لَهَا
وَجَمَتْ مِنْ شِدَّةِ الخَطْبِ
وَأَجَلَّ ألْفَاقِدُوهُ بِهَا
قَدْرَهُ عَنْ سَاكِبِ الغَرْبِ
هَلْ دُمُوعُ العَيْنِ مُغْنِيَةٌ
في العُلَى مِنْ هَابِطِ الشُّهْبِ
حَقُّهُ الذِّكْرَى تُخَلِّدُهُ
بِجَمِيلِ القَوْلِ لاَ النَّحْبِ
وَمَعَانٍ يَسْتَدِيمُ بِهَا
وَجْهُ حَيٍّ مُنْقَضِي النَّحْبِ
مِنْ عَلٍ أشْرِفْ وَبَشَّ إلى
هَؤُلاَءِ الآلَ وَالصَّحْبِ
هَلْ بِلاَ وُلْدٍ يَعِزُّ بِهِمْ
مَنْ لَهُ وُلْدٌ بِلاَ حَسْبِ
مَنْ يُرَبِّي كَالأَفَاضِلِ مِنْ
هَؤُلاَءِ الصَّفْوَةِ النُّجْبِ
تَتَبَنَّاهُمْ لَهُ نِعَمٌ
وَاصِلاَتُ الحُقْبِ بِالْحُقْبِ
قَطَرَاتٌ مِنْ نَدَى هِمَهمٍ
مُثْمِرَاتٌ كَنَدَى السُّحْبِ
أرَأيْتَ البِرَّ يَجْمَعُهُمْ
هَهُنَا جَنْباً إلى جَنْبِ
كَانَ عِيسَى فِي مَوَدَّتِهِ
وَاحِداً في البُعْدِ والْقُرْبِ
عَزْمُهُ مِنْ عُنْصُرٍ مَرِنٍ
خُلْقُهُ مِنْ جَوْهَرٍ صُلْبِ
قَوْلُهُ فِي نَفْسِ سَامِعِهِ
طَيِّبٌ كَالمَورِدِ العَذْبِ
رَأْيُهُ فِي كُلِّ مُعْضِلَةٍ
قَاطِعٌ كَالصَّارِمِ العَضْبِ
جُودُهُ شَافٍ أَعَادَ بِهِ
مَجْدَ مِصْرٍ عَاليَ الكَعْبِ
جَاءَ فِيهِ بِدْعَةً غَصَبَتْ
كُلَّ حَمْدٍ أَيَّمَا غَصْبِ
والمَعَانِي قَدْ تَكُونُ لَها
كَالْغَوَانِي رَوْعَةٌ تَسْبِي
لَمْ يَكُنْ فِي الشَّرْقِ وَاحَرَبَا
كَرَمٌ مِنْ ذَلِكَ الضَّرْبِ
فَبِحَمْدِي الْيَوْمَ صَارَ لَنَا
مَوْقِفٌ فِي جَانِبِ الغَرْبِ
حَبَّذَا أنْبَاءُ مِنْحَتِهِ
قُلْ وَكَرِّرْ أَيُّهَا المُنْبِي
عَلَّ فِي مُثْرِي مَوَاطِنِنَا
مَنْ ضِخَامِ الرَّيْعِ وَالْكَسْبِ
مَنْ إذَا دَاعِي الوَلاَءِ دَعَا
قَالَ إحْسَاسٌ لَهُ لَبِّ
هَلْ يُفِيدُ الخِصْبُ فِي بَلَدٍ
وَقُلُوبُ القَوْمِ فِي جَدْبِ
أَلثَّرَاءُ المُسْتَعَزُّ بِهِ
كَنْزُهُ فِي العَقْلِ لاَ التُّرْبِ
مِصْرُ يَا أُسْتَاذُ تَذْكُرُ مَا
جِئْتَ بِالإِعْجَابِ وَالْعُجْبِ
كُلَّمَا مَرَّ الزَّمَانُ بِهِ
فَهْوَ فِي إجْلاَلِها مُربِي
كَانَ عِيسَى صَبَّ حِرْفَتِهِ
يَفْتَدِيهَا فِدْيَةَ الصَّبِّ
وَُرَجِّي أنْ يُعِيدَ لَهَا
شَأْنَهَا فِي دَوْلَةِ العُرْبِ
فَانْبَرَى لِلْكُتْبِ يُخْرِجُهَا
آيَ تَعْلِيمٍ بِلاَ كُتْبِ
وَأَفَادَ النَّاسَ غَايَةَ مَا
فِي اقْتِدَارِ النَّاصِحِ الطَّبِّ
فَهُوَ الآسِي لِذِي سَقَمٍ
وَالمُوَاسِي لِأَخِي الكَرْبِ
تَحْتَ آدَابِ الحَكِيمِ طَوَى
مَكْرُمَاتِ السَّيِّدِ النَّدْبِ
كَانَ فِي كُلِّ الشُّؤُونِ يَرَى
كَيْفَ يَرْقَى الْأَوَْ ذُو الدَّأْبِ
فَازَ قِدْماً مَنْ لَهُ نَظَرٌ
قَبْلَ بَدْءِ الأَمْرِ فِي الغِبِّ
فَإذَا ما سَارَ سِيرَتَهُ
لَمْ يَجِدْ صَعْباً مِنَ الصّعْبِ
كَانَ لاَ يُعْطِي الحَيَاةَ سِوَى
قَدْرِ مَا يُعْطِي أَخُو اللُّبِّ
نِضْوُ خُبْرٍ لَيْسَ يَفْتِنُهُ
زُخْرُفُ الدُّنْيَا وَلاَ يُصْبِي
يَجِدُ الحُسْنَى بِلاَ جَذَلٍ
وَيَرَى السُّوأَى بِلاَ عَتْبِ
فِيهِ حُبُّ النَّاسِ أَخْلَصَهُ
طَبْعُهُ الصَّافِي مَنَ الخِبِ
جَاءَهُمْ مِنْهُ بِأبْدَعَ مَا
ضُمِّنَتْهُ آيَةُ الحُبِّ
خَيْرُ مَا يَأْتِي الذَكَاءُ بِهِ
هُوَ مَا يَأْتِي مِنَ الْقَلْبِ
ذَاكَ بَعْضُ الحَقِّ فِيهِ وَلَوْ
طَالَ وَقْتِي لَمْ يَكُنْ حَسْبِي
فَلْتَكُ الجَنَّاتُ مَرْتَعَهُ
خَالِداً فِيهَا عَلَى الرُّحْبِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 12:14 AM
أَتْتْنَا الْهَدِيَّةُ مُخْتَالَةً
وَكَانَتْ لِمِثْلي عِزَّ الطَّلَبْ
تَخَيَّرَهَا الياسُ مِنْ كَرْمِهِ
وَمِنْ خَيْرِ صُنْفٍ لأَحْلَى العِنَبْ
كَانَتْ دَلِيلاً عَلَى ذَوْقِهِ
وَعِلْمٍ بِمَا لِلْمُحِبِّ وَجَبْ
وَلاَ بِدْعَ فَالياسُ مِنْ دُوْحَةٍ
يَغْنَى بِأَنْسَابِهَا وَالحَسَبْ
وَكَانَتْ بِشُهْرَتِهَا كَوْكَباً
يُنِيرُ الدَّيَاجِي ويَنْفِي الْكَرَبْ
وَكَانَتْ مِثَالاً لأَهْلِ التُّقى
وَعِنْوَانَ نُبْلٍ لِكُلِّ العَرَبْ
وَقَدْ تَابَعَ إِلْيَاسُ مِنْهَاجَهَا
وَنَالَ مِنْ الجَّاهِ كُلَّ الأَرَبْ
فَإِمَّا سَمِعْتَ حَدِيثاً لُهُ
فَأَنْتَ سَمِيعُ حَدِيثٍ عُجَبْ
كَأَنَّكَ تَسْمَعُ أُغْنِيَةً
تُهَيِّجُ لِلْنَّفْسِ رَوحَ الطَّرَبْ
وَشَخْصٌ كَهَذَا جَدِيرٌ بِأَنْ
يَنَالَ مَعِ الْمَالِ أَعْلى الرُّتَبْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 12:15 AM
مَا الَّذِي أَنْجَبَتْ حَلَبْ
مِنْ جَمَالٍ هُوَ الْعَجَبْ
ومِنَ اللُّطْفِ وَالحِجَى
وَمِنَ الظِّرْفِ وَالأَرَبْ
خَيْرُ أُمٍّ وَخَيْرُ زَوْجٍ
تَنْتَمِي لِخَيْرِ أَبْ
تَجْمَعُ الْمَحْمَدَاتُ فِي
نَسَبٍ زِينَ بالحَسَبْ
وَتُسَمَّى عُلَيَّةٌ
حَبَّذَا الاسْمُ وَاللَّقَبْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 12:17 AM
هَذَا أَدِيبُ العَرَبْ
لَهُ البَيَانُ العُجُبْ
عُنْ قَدْرِهِ المُعْتَلِي
تُقْصُرُ أَسْنَى الرُّتَبْ
َأعْزِزْ بِمَوْمُوقَةِ
جَاءَتْ ومنها الطَّلَبْ
خَاطِبَةً فَضْلَهُ
والفضْلُ مَا يُخْتَطَبْ
زَهَتْ بِهِ زَهْوَ مَنْ
سَعَى فَنَالَ الأَرَبْ
وَلَمْ يَكُنْ سَعْيُهَا
لُوْ أَنَّهُ ذُو الشُّطَبْ
وَلاَ الكِسَاءُ الَّذِي
يَحْلَى بِوَشْيِ الذَّهَبْ
ولاَ النِّدَاءُ الَّذِي
يَدْعُونَهُ بِاللَّقَبْ
زَائِدَهُ طَائِلاً
مِنْ حَسَبٍ أَوْ نَسَبْ
إِنْ تَمَّ مَجْدٌ فَمَنْ
أَعْطَى مَزِيداً سَلَبْ
إِلاَّ الْمُلُوكَ وَمَا
جَادُوا بِهِ مَنْ رَغَبْ
كُلُّ سِمَاتِ الرِّضَى
مِنْ عِنْدِهِمْ تُسْتَحَبْ
مَنْ كَأَمِينٍ فَتَىً
يَسْبي النُّهَى إِنْ خَطَبْ
سَامِعُ آيَاتِهِ
يَأْخُذُ مِنْهُ الطَّرَبْ
وَمَنْ تُنِيرُ الدُّجَى
آرَاؤُهُ إِنْ كَتَبْ
نَظْماً وَنَثْراً إِذَا
بَاعَدَ لاَ يَقْتَرِبْ
يَرَاعَةٌ حُرَّةٌ
لَمْ تَدْنُ مِنْهَا الرِّيَبْ
تَطْعُنُ لَكِنَّهَا
تَشْفِي وَتَنْفِي الكُرَبْ
وَمَنْ لَهُ خَاطِرٌ
إِنْ يَبْتَعِثْهُ الْتَهَبْ
وَجَادَ جُودَ الحَيَا
بِاللُّؤْلُؤِ المُنْتَخَبْ
نَدْبٌ إِذَا مَا دَعَا
دَاعِي الْحُقُوقِ انْتَدَبْ
مُبْتَذِلاً مَا غَلاَ
مِنْ هِمَّةٍ أَو نَشَبْ
يَا مَنْ حَفَلْنَا لَهُ
نَقْضِيهِ حَقّاً وَجَبْ
إِهْنَأْ بِمَا نِلْتَهُ
مِنْ نِعْمَةٍ تُرْتَقَبْ
وَازْدَدْ فَخَاراً بِهَا
يَزْدَدْ فَخَارُ الأَدَبْ

نجمة الصباح
09-07-2011, 12:18 AM
http://img105.herosh.com/2010/12/30/417522652.gif (http://www.lylmd.com/vb)


شكرا لك
مجهود رائع
والله يعطيك العافيه
http://img105.herosh.com/2010/12/30/417522652.gif (http://www.lylmd.com/vb)

العنيــــدهـ
09-07-2011, 12:19 AM
جَاءَتِ المَنْجَةُ البَدِيعَةُ مِنْ أَثْمَارِ
بُسْتَانِكَ الخَصِيبِ الْعَجِيبِ
شَهْوَةُ النَّفْسِ مَا بِهَا مِنَ رِوَاءِ
وَغِذَاءٍ وَمِنْ شَرَابٍ وَطِيبِ
وَهَبَتْنِي أَسنَى الهِبَاتِ مُلُوكٌ
فَتَقَبَّلْتُهَا وَقَلْبِي أَبِيْ
وَتَلَقَّيْتُ مِنْكَ أَزْهَدَ شَيءٍ
فَإِذَا الكَهْلُ مِنْ سُرورٍ صَبِيْ
لُوْ تَصِّحُ النُّقُودُ حُلْيَ صُدُورٍ
لَمْ يَدَعْ حَمْلَ مَا مُنْحِتُ نَبِيْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 12:21 AM
شَهِدْنَا زَمَاناً فِي الْكِنَانَةِ رَدَّنَا
إِلَى خَيْرِ أَزْمَانِ الفَصَاحَةِ في العَرَبْ
كَأَنَّا بِذَاكَ العَهْدِ بَعْدَ انْقِطَاعِهِ
وطُولِ التَّرَاخِي آبَ مُتَّصِلُ السَّبَبْ
توَلَّتْ عُصُورٌ شِيبَ فِيهَا صَفَاؤُهَا
وَخُولِطَ فِيهَا بَيْنَ حُرٍّ وَمُؤْتَشبْ
غَمَائِمٌ دُكْنٌ شَوَّهَتْ قَسَمَاتِهَا
وَغَيَّبَتِ الوَضَّاحَ مِنْ ذَلِكَ النَّسَبْ
فَيَا نُخَباً هَبَّتْ تُجَدِّدُ مَجْدَهَا
وَتَأْتِي بِمَا لَمْ تَسْتَطِعْ قَبْلَهَا النُّخَبْ
تَنَافَسَ أَهْلُ الفَضْلِ فيكِ فَأْتَمَرَتْ
قَرَائِحُهُمْ أَزْكَى البَواكِيرِ عَنْ كَثَبْ
إِذا اخْتلَفَتْ فِي بَعْثِهَا وُجُهَاتُكُمْ
فَمَا ضَارَ أَصْلاً أَنَّ أَفْنَانَهُ شُعَبْ
مَرَامُكُمْ فِي غَايَةِ الأَمْرِ وَاحِدٌ
وَمَا لِمَرَامِيكُمْ سِوَى ذَلِكَ الأَرَبْ
ثَنَاءٌ عَلَيْكُمْ بِالَّذِي تَبْتَغُونَهُ
وَتَدْرُونَ أَنَّ الْفَوْزَ بِالجِّدِ وَالدَّأَبْ
وَلَيْسَ الَّذِي تَأْتُوْنَ عُفْوَ مَبَرَّةٍ
لأُمٍّ رَؤُومٍ بَلْ قَضَاءٍ لِمَا وَجَبْ
عَلَى بَرَكَاتِ اللهِ سِيرُوا مَسِيرَكُمْ
وَصِيدْوا الْمُنَى مِنْ كُلِّ مَنْحَىً وَمُضْطَرَبْ
فَإِنَّ ضُرُوبَ العِلْمِ جَمٌّ عَدِيدُهَا
وَإِنَّ ضُرُوبَ الْفَنِّ تُعْجِزُ مَنْ حَسَبْ
وَلِلْفِكْرِ وَالإِفْصَاحِ عَنْهُ طَرَائِفٌ
دَوَانِي قُطُوفٌ لِلْمُجِدِّيَنَ فِي الطَّلَبْ
أَتَحْرِمُهَا الفُصْحَى وَقَدْ فَتَحَتْ لَكُمْ
مَغَالِقَ فِيَها كُلُّ مَدَّخَرٍ عَجَبْ
أَفِضُوا عَلَيْهَا مِنْ ابْتِكَارِكُمْ
بِمَا يَنْفَسُ الأَحْسَابَ مِنْ فَاخِرِ الحَسَبْ
أَنَابَكُمُ الْمَوْلَى الكَرِيمُ بِفَضْلِهِ
وَحَيِّ عَلَى الأَيَّامِ رَابِطَةَ الأَدَبْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 12:22 AM
صَوْتُ الكِنَانَةِ فِي يُوبِيلِكَ الذَّهَبِي
صَوْتٌ لَهُ رَجْعَةٌ فِي الْعَالَمِ الْعَرَبي
فَصَارَ عِيدُكَ فِي الأَيَّامِ مَكْرُمَةً
أَنْ يُطْلِعَ الشَّمْسَ فِي حَفْلٍ مِنَ الشُّهُبِ
كَذَاكَ تَسْطَعُ أَنْوَارُ الْمَسِيحِ وَمَا
مِنْ حَاجِبٍ فِي دَرَارِيهَا وَمُحْتَجَبِ
للهِ أنْتَ وَهَذَا الْعِقْدُ مُنْتَظَماً
حَوْلَ الأَرِيكَةِ مِنَ صَيَّابَةٍ نَخُبِ
إِنَّا لَنَفْخَرَ وَالأَعْمَالُ شَاهِدَةٌ
بِحِبْرِ أَحْبَارِنَا الْعَلاَّمَةِ الأَرِبِ
الطَّاهِرِ الشَّيْمَةِ الصِّدِّيقِ في زَمَنٍ
وُجُودُ أَمْثَالِهِ فِيهِ مِنَ الْعَجَبِ
القَانِتِ الْعَائِفِ الدُّنْيَا لَطَالِبِهَا
العِفِّ عَنْ غَيْرِ بَابِ اللهِ فِي الطَّلَبِ
الصَّالِحِ الوَرِعِ المُوفِي أَمَانَتَهُ
إِيفَاءَ مَنْ طَبْعُهُ يَنْبُو عَنِ الرِّيَبِ
نِفْسٌ أَتَمُّ سَجَايَاهَا تَعَهُّدِهَا
بِالْعِلْمِ وَالأَخْذِ لِلأَحْدَاثِ بِالأَهِبِ
مِنَ النُّفُوسِ اللَّوَاتِي لاَ يَجُودُ بِهَا
لِطْفُ الْعِنَايَةِ إِلاَّ فِي مَدَى حُقَبِ
أَعَدَّهَا لِلْمُهِمَّاتِ الْجَلاَئِل مَا
أَعَدَّهَا مِنْ يَقِينٍ غَيْرِ مُؤْتَشِبِ
وَمِنْ فَضَائِلَ لاَ يُبْهَى مَحَاسِنُهَا
في الأَمنْ إِلاَّ تَجْلِيهُنَّ في النُّوَبِ
وَمَنْ مَنَاقِبَ أَزْكَاهَا وَأشْرَفَهَا
تَكَرُّمُ الطَّبْعِ عَنْ حِقْدٍ وَعَنْ غَضَبِ
وَمِنْ عَزَائِمَ لَمْ تَفْتَأْ مُصَرَّفَةً
فِي النَّفْعِ لِلْنَّاسِ وَالتَّفْرِيجِ لِلْكَرَبِ
شَمَائِلُ النُّبْلِ فِي كِيرلُّسَ اجْتَمَعَتْ
أشْتَاتُهَا بَيْنَ مُوْهُوبٍ وَمُكْتَسَبِ
وَهِيَ الَّتِي وَطَأَتْ أكْنَافَ مَنْصِبِهِ
لَهُ وَأَذْنَتْ إِلَيْهِ أَرْفَعَ الرُّتَبِ
فَجَشَّمَتْهُ أُمُوراً لاَ اضِّطِلاعَ بِهَا
إِلاَّ لِنَدْبِ نَزِيهٍ غَيْرِ مُحْتَقَبِ
فِي كُلِّ حالٍ عَلَى الْمَولَى تَوَكُّلُهُ
كَمْ فِي التَّوَاكُّلِ مَنْجَاةٍ مِنَ الْعَطَبِ
إِنْ يُرْجَ لاَ يُرْجَ إِلاَّ فَضْلُ بَارِئِهِ
وَمَنْ رَجَا غَيْرَهُ يَوْماً وَلَمْ يَخِبِ
يَعْنِي بِمَا يَتَوَخَّى غَيْرَ مُتَّئِدٍ
فَمَا يَخَالُ لَهُ إِلاَّهُ مِنْ أَرَبِ
هَلْ رَدَّدَتْ نَدْوَةٌ ذِكْرَى مَآثِرَهُ
إِلاَّ وَقَدْ أَخَذَتْهَا هَزَّةُ الطَّرَبِ
كَمْ بِيعَةٍ قَدِمَتْ عَهْداً فَجَدَّدَهَا
وَبِيعَةٍ شَادَهَا مَرْفُوعَةَ القِبَبِ
كَمْ دَارِ عِلْمٍ بَنَاهضا أَوْ مُرَدَّمَةٍ
أَعَادَهَا فِي حِلَىً فَخْمَةٍ قَشِبِ
كَمْ مَعْهَدٍ فِي سَبِيلِ اللهِ أَنْشَأَهُ
لِمُسْتَضَامِ وَمُحْرُوبٍ وَمُغْتَرِبِ
فِي كُلِّ ذَلِكَ لاَ يَأْلو مَبَانِيَهُ
صَوْناً وَرَعْياً وَلاَ يَشْكُو مِنَ النَّصِبِ
يَكَادُ يَسْأَلُ مَنْ يَدْرِي تَزَهُّدَهُ
مِنْ أَيْنَ جَاءَ بِذَاكَ الْمَالِ وَالنَّشبِ
فَضْلٌ مِنَ اللهِ لاَ يَحْصِيهُ حَاسِبُهُ
يُؤْتَأهُ كُلُّ نَدَىِّ الْكَفِّ مُحْتَسَبِ
دَعْ مِنْ عَوَارِفِهِ مَا لَيْسَ يَعْلَمُهُ
إِلاَّ الَّذِي كَفْكَفْتَ مِنْ دَمْعِهِ السَّرِبِ
أوِ الَّذِي كَشَفَتْ ضَيْماً أَلَمَّ بِهِ
أَوِ الَّذِي مَسَحَتْ مَا فِيهِ مِنْ وَصِبِ
نَطَّافُ سُحْبِ وَلَكِنْ لاَ يُخَالِطُهَا
عَوَارِضُ الْبَرْقِ وَالأَرَعَادِ في السُّحُبِ
فَلاَ الإِذَاعَةُ تُدْمِي قَلْبَ مَنْ جَبِرَتْ
وَلاَ الإِشَادَةُ تَنْضَى سِتْرَ مَنْتَقَبِ
الصَّمْتُ أَفْصَحُ وَالأَفْعَالُ نَاطِقَةٌ
مِمَّا تُنَمِّقَهُ الأقْوَالُ في الْخُطُبِ
وَالسَّعْيُ أَبْلَغُ في نُجْحٍ وَمسْعَدَةٍ
لِلنَّاسِ مِنْ شَقْشَقَاتِ المدْرَةِ الذَّرِبِ
إِدا النُّفُوسُ إلى غَايَاتِهَا اتَّجَهَتْ
وَلَمْ تُعَوِّلُ عَلَى الأَوْصَافِ وَالنَّسَبِ
فَالنَّقْصُ في المُتَجَنِّي أَنْ تُنَقِّصُهَا
وَالْعَيْبُ في رَأْيهِ الْمَأْفُونَ أَنْ يَعِبِ
وَكَيْفَ يُحْسِنُ في فَضْلٍ شَهَادَتُهُ
مَنْ لاَ يُفَرِّقُ بَيْنَ الْجَدِّ وَاللَّعِبِ
إن الأُوْلَى بِالهُدَى وَالرِّفْقِ سِسْتَهُمُ
دَهْراً سِيَاسَةَ رَاعِ صَالِحٍ وَأَبِ
فَمَا ادْخَرْتَ نَفِيساً قَدْ تَضُنُّ بِهِ
عَلَى الذَّرَاِري نَفْسُ الْوَالِدِ الحَدِبِ
لَيَعْرِفُونَ لَكَ الْفَضْلَ الْعَظِيمَ بِمَا
أَوْليتَ مِنْ مِنَنٍ مَوْصُولَةِ السَّبَبِ
يَا سَادَةٌ يَزْدَهَى هَذَا الْمُقَامُ بِهِمْ
مِنَ الأَسَاقِفَةِ الأَعْلاَمِ وَالنُّخَبِ
مَا أَبْهَجَ الْعِيدَ وَالأَقْطَابُ تَجْمَعُهُمْ
رَوَابِطُ الْوَدِّ حَوْلَ السَّيِّدِ الْقُطُبِ
هَذِي الْمُشَارَكَةُ الْحُسْنَى تُسَجِّلُهَا
لَكُمْ جَوَانِحُنَا فَضْلاً عَنِ الْكُتُبِ
وَيَا مَلِيكاً ظَفِرْنَا مِنْ رِعَايَتِهِ
بحُظْوَةٍ لَمْ تَدَعْ في النَّفْسِ مِنَ رَغِبِ
قَلَّ الثَّنَاءُ عَلَيْهَا في الْوَفَاءِ بِهَا
لَوْ قُرْبَهُ مِنَ أَنْفُسِ الْقُرَبِ
حَمْدٌ أَجَابَ إِلَيْهِ الْقَلْبَ دَاعِيَهُ
وَلَّى بِهِ فَخْرُ مَنْدُوبٍ وَمُنْتَدَبِ
فَهَلْ لَدَى بَابِكَ الْعَالِيِّ يَشْفَعُهُ
صُدُورُهُ عَنْ صُدُورٍ فِيهِ لَمْ تَرِبِ
للهِ دَرَّكَ فِيمَنْ سَادَ مُحْتَكِماً
مِنْ عَاهِلٍ عَادِلٍ للهِ مُرْتَقِبِ
مُقَلَّدٌ مِنَ سَجَايَاهُ نِظَامُ حُلَىً
يَبُزُّ كُلَّ نِظَامٍ مُوْنَقٍ عَجِبِ
يَرْعَى الْطَّوَائِفَ شَتَّى فِي مَذَاهِبَهَا
وفي هَوَى مِصْرَ شَعْباً غَيْرَ مَنْشَعِبِ
تَحِيطُ حُبّاً وَإِجْلاَلاً بِسُدَّتِهِ
كَمَا يُحَاطُ سَوَادُ الْعَيْنِ بِالْهُدُبِ
بَنَى الْمَفَاخِرَ َأنْوَاعاً مُنَوَّعَةً
لِلْدِّينِ وَالْعِلْمِ أوْ لِلْفَنِّ وَالأَدَبِ
وَقَادَ في سُبُلِ الْعَلْيَاءِ أُمَّتَهُ
وَرَاضَهَا في مَرَاسِ الْدَّهْرِ بِالْغَلَبِ
يَبْغِي بِكُلِّ مَرَامِي عَبْقَرِيَتِهِ
تَكَافُؤَ الْحَسَبِ المَصْرِيِّ وَالْنَّسَبِ
فَدُمْ لِمِصْرِكَ يَا مَوْلاَيّ مَفْخَرَةً
فَوْقَ الْمَفَاخِرِ بَلْ لِلْشَّرْقِ وَالْعَرَبِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 12:23 AM
بَنَاتِ الدَّهْرِ عُوجِي لاَ تَهَابِي
خَلاَ الْوَادِي مِنَ الأُسْدِ الغِضَابِ
هُنَا رَوْضٌ فَلاَ بَالَيْتِ فِيهَا
بَقَايَا الرَّوعِ مِنْ غَبَرَاتِ غَابِ
كَأَنِّي بِالْخُطُوبِ العُفْرِ أَضْحَتْ
سَوَاخِرَ مِنْ مَنَاقَشَةِ الْحِسَابِ
وَبِالأَرْزَاءِ بَعْدَ الْجِدِّ أَمْسَتْ
مِنَ الإِزْرَاءِ تَقْتُلُ بِالدُّعَابِ
مُهَاتَرَةٌ مِنَ الأَيَّامِ تُبْكَي
بِغَيرِي أنْ يُصَابِرَهَا وَمَا بِي
حُمَاةَ الْحَيِّ أَزْمَعْتُمْ سِرَاعاً
وَبَكَّرْتُمْ تِبَاعاً بِالذَّهَابِ
نَوَاكُمْ أَرْخَصَ العَبَرَاتِ حَتَّى
لَيَبْخَلَ بَاذِلُ الدُّرِّ المُذَابِ
نَحَيِّيكُمْ وَمَا فِينَا مُدَاجٍ
وَنَحْمَدُكُمْ وَمَا فِينَا مَحَابِ
سَلاَمٌ فِي مَرَاقِدِكُمْ عَلَيْكُمْ
وَحَسْبُكُمُ القَدِيمُ مِنَ العَذَابِ
سِوَى أَنَّا مَتَى اشْتَدَّتْ فَرَاعَتْ
وَلَمْ تَثِبُوا جَهَرْنَا بِالْعِتَابِ
نَعَاتِبُكُمْ وَنَعْلَمُ لَوْ مَلَكْتُمْ
سَبَقْتُمْ كُلَّ دَاعٍ بِالْجَوَابِ
عَلَى أَنَّا نُحِسُّ لَكُمْ قُلُوباً
خَوَافِقَ مِنْ أَسىً تَحْتَ التُّرَابِ
بِعَهْدِ الرِّفْقَةِ الأَبْرَارِ أَمْسَوْا
وَهُمْ فِي ذِمَّةِ الصُمِّ الصِّلاَبِ
عَليُّ أَلاَ تَقُولُ اليَوْمَ شَيْئاً
وَهَذَا يَوْمُ فَصْلٍ فِي الْخِطَابِ
أَلَسْتَ الوَاقِفَ الْوَقَفَاتِ رَدَّتْ
شَبَا الشُّبُهَاتِ عَنْ كَبِدِ الصَّوَابِ
وَمَرَّتْ بِالْحُقُودِ فَشَرَّدَتْهَا
وَعَادَتْ بِالْحُقُوقِ إلى النِّصَابِ
عَلِيٌّ أَلاَ تَذُودُ الْيَوْمَ ضُرًّا
مُضَرًّى بِالْوُثُوبِ وَالانْتِيَابِ
فَتَثْلِمَ عَزْمَهُ كَالْعَهْدِ حَتَّى
يَفِيءَ عَلَى يَدَيْكَ إلى مَتَابِ
بِذَاكَ الذَّابِلِ الْخَطِّيِّ مِمَّا
تَخُطُّ بِه العَظَائِمَ فِي كِتَابِ
بِذَاكَ العَامِلُ الغَلاًّبِ بَأْساً
عَلَى لِينٍ بِهِ عِنْدَ الْغِلاَبِ
يَمُجُّ أَشِعَّةً تُدْعَى بِنِقْسٍ
كَنُورِ الشِّمْسِ يَدْعَى بِاللُّعَابِ
سَنَاهُ مَرْشِدُ السَارِينَ كَافٍ
مَغَبَّاتِ الضَّلاَلِ وَالارْتِيَابِ
فَقَدْ تَنْجُو السَّفِينُ مِنِ ارْتِطَامٍ
إِذَا بَصُرَتْ وَتَهْلِكُ فِي الضَّبَابِ
لَحِقْتَ بِرَهْطِكَ الأَخْيَارُ تَثْوِي
كَمَثْوَاهُمْ مِنَ الْبَلَدِ الْيَبَابِ
فَإِنْ تَبْعُدْ وَقَدْ بَعِدُوا جَمِيعاً
فإِنَّ مُصَابَنَا فَوْقَ المُصَابِ
بِرَغْمِ المَجْدِ أَنْ وَلَّيْتَ عَنَّا
صرِيعاً لَمْ تَجُزْ حَدَّ الشَّبَابِ
وَكُنْتَ بَقِيَّةَ الأَبْدَالِ فِينَا
وَكَانَ عَلَيْكَ تُعْوِيلُ الصِّحَابِ
إِذَا اسْتَعَدَتْ عَلَى الآفَاتِ مِصْرٌ
فَقَدْ نُصِرَتْ بِرَوَّاضِ الصِّعَابِ
بِرَأْيٍ مِنْكَ نَفَّاذٍ ذَكِي
فُجَائِيٍّ كَمُنْقَضِّ الشِّهَابِ
يَظَلُّ اللِّيْلُ مِنْهُ وَقَدْ تَوَارَى
إِلَى أَمَدٍ بِهِ أَثَرُ الْتِهَابِ
وَكُنْتَ المَرْءَ حَقَّ المَرْءِ عَقْلاً
وَآدَاباً وَأَخْذاً بِاللُّبَابِ
صَدُوقَ الْعَزْمِ لاَ تَبْغِي طِلاَباً
وَتَرْجِعَ دُونَ إِدْرَاكِ الطِّلاَبِ
لَطِيفاً فِي الْتِمَاسِ الْقَصْدِ حَتَّى
لَتَشْتَبِهُ المَضَايِقُ بِالرِّحَابِ
شَدِيدَ الْبَطْشِ خَشْيَةَ غَيْرِ خَاشٍ
أَيُرْهَبُ انْتِسَابٍ وَاكْتِسَابِ
حَيَاتُكَ كُلُّهَا جُهْدٌ وَمَجْدٌ
بِمُعْتَرَكِ انْتِسَابٍ وَاكْتِسَابِ
تَجِلُّ عَلَى الْكوَارِثِ وَهْيَ تَطْغَى
كَفُلْكِ خَفَّ فِي ثِقَلِ الْعُبَابِ
إِذَا لَمْ يَبْتَلِعْهُ المَوْجُ عَادَى
بِهِ بَيْنَ الغَيَابَةِ والسَّحَابِ
تُكَافِحُهُ الْغَدَاةَ بِلاَ تِرَاكٍ
وَهَمُّكَ صَاعِدٌ وَالمَوْجُ رَابِ
إلى أنْ يَبْلُغَ الْجَوْزَاءَ وَثْبَاً
فَتَبْلُغَهَا عَلَى مَتْنِ الْحَبَابِ
فَمَا هُوَ بَيْنَ نَفْسِكَ فِي عُلاَهَا
وَدَارَ الخُلْدِ غَيْرُ وُلُوجِ بَابِ
كَذَاكَ أُجِزْتَ عَنْ كَثَبٍ إِلَيْهَا
فَكَانَتْ آيَةَ العَجَبِ العُجَابِ
قَرَاراً أَيُّهَا الْعَانِي وَطِيباً
بَمَا آتَاكَ رَبُّكَ مِنْ ثَوابِ
فَإِنْ تَتَوَارَ عَنَّا في حِجَابٍ
فَمَعْنَى لنُّورِ في ذَاكَ الحِجَابِ
سِوَاكَ غِيَابُهُ دَاجٍ ولَكِنْْ
لَكَ الشَّفَقُ المُقِيمُ مَدَى الغِيَابِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 12:24 AM
بُورِكْتَ يَا فَارُوقُ مِنْ فَاتِحٍ
وَأَيُّ فَتْحٍ مِثْلُ كَسْبِ الْقُلُوبْ
جَدُّكَ بِالرَّأْيِ غَزَا أَمَّةً
قَدْ عَجَزَتْ عَنْهَا سُيوفُ الْحُرُوبْ
شَهِدْتَ مِنْ تَارِيخِهِ قِصَّةً
رَوَائِعُ التَّمْثِيلِ فِيهَا ضُرُوبْ
وَأَنْتَ مَرْجُوٌ لِيَوْمٍ بِهِ
يَسْمُو بِهِ شَعْبُكَ أَرْقَى الشُّعُوبْ
لِيُوَلِّكَ الْرَّحْمَنُ مِنْ عِزَّةٍ
فِي المُلْكِ مَالاَ تَعْتَريهِ الخُطُوبْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 12:25 AM
يَا أَمِيرَ الْقُلُوبِ يَحْفَظُكَ اللهُ
ويَرْعَاكَ يَا أَمِيرَ الْقُلُوبِ
أَنْتَ كُلُّ الأَمِيرِ نُبْلاً وَفَضْلاً
وَسُموًّا وَأَنْتَ كُلُّ الْحَبِيبِ
غَيْرُ مَا يَبْغُضُ العِدَى مَنْكَ والأَ
سْيَافُ تُدْمَى وَالنَّقْعُ شَبْهُ خَضِيبِ
وَبَدِيعٌ فِي السِّلْمِ أَنَّكَ غَازٍ
مِثْلَمَا كُنْتَ غَازِياً فِي الحُرُوبِ
تَسْتَمِيلُ النُّهَى وَتَسْتَلِبُ الْوِدَّ
وَيَبْغِي رِضَاكَ كُلُّ سَلِيبِ
وَجْهُكَ الطَّلْقُ وَهْوَ نُورٌ تَجَلَّى
فِي عُذَارٍ حَلاَهُ بِدءُ المَشِيبِ
أَبَداً فِي الصَّفَاءِ مِرْآةُ صِدْقٍ
لِصَفَاءِ فِي النَّفْسِ غَيْرِ مَشْوبِ
بِكَ أَزْكَى الخِلاَلِ تَيْنَعُ فِيهَا
ثَمَرَاتُ الْمَوْهُوبِ وَالْمَكْسُوبِ
وَبِكَ الْحِلْمُ وَالسَّمَاحَةُ طَبْعٌ
لَيْسَ فِي آلِ هَاشِمٍ بِعَجِيبِ
وَمِنَ الْعِلْمِ فِيكَ أَوْفَرُ حَظٍّ
زَانَهُ مِثْلُهُ مِنَ الْتَّهْذِيبِ
هَذِهِ صُورَةٌ نَظَمْتَ حُلاَهَا
فِي إِطَارِ هَدَاهُ غَيْرُ رَحِيبِ
أَخَذَتْهَا الْعَيْنُ اخْتِطَافاً فَأَبْدَتْ
لَمْحَةً مِنْ جَلاَلِكَ الْمَحْبُوبِ
مِصْرُ تَزْهَى بِطَلْعَةِ الْعَاهِلِ الْعَ
ادِلِ وَالْحَاكِمِ الْحَصِيفِ الأَرِيبِ
وَتُحّيِّي في الضَّيْفِ أَيَّ خَطِيبٍ
لاَ يُدَانَى شَأْواً وَأَيَّ أَدِيبِ
أَلْمَعِيٌّ تُزْجَى القَوَافِي إِلَيْهِ
خَاشِعَاتٍ لَدَى الْمُقَامِ الْمَهِيبِ
أَيُّهَا الزَّائِرُ الَّذِي تَلْتَقِيهِ
مُهَجٌ حَيْثُ حَلَّ بِالتَّرْحِيبِ
نَحْنُ قَوْمٌ َأعَزَّهُمْ عَطْفُكَ السَّامِي
وَفَازَوا مِنْ فَيْضِهِ بِنَصِيبِ
مِنْهُمُ فِي ذُرَاكَ جَارٌ وَلَكِنْ
مَا غَرِيبٌ تَظَلُّه بِغَرِيبِ
كَرَمٌ مِنْكَ أَنْ سَمَحْتَ لَهُمْ فِي
يُوْمِ يُمْنٍ بِنَظْرَةٍ مِنْ قَرِيبِ
شُكْرُهُمْ وَهْوَ مَا تَبَيَّنْتَ يَجْلُو
أَثَرَ الْغَيْثِ فِي الْمَكَانِ الخَصِيبِ
يَا أَمِيرَ الْقُلُوبِ يَحْفَظُكَ اللهُ
وَيَرْعَاكَ يَا أَمِيرَ الْقُلُوبِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 12:25 AM
يَا مَلِيكَ القُلُوبِ يَحْفَظُكَ اللهُ
وَيَرْعَاكَ يَا مَلِيكَ القُلُوبِ
لَيْسَ فِي الشَّرْقِ غَيْرُ هَذَا دُعَاءً
لِلْمَلِيكِ المُعَظَّمِ المَحْبُوبِ
عِيْدُ فريالُ فَوْقَ مَا يَبْلُغُ الإِبْدَاعُ
فِي وَصْفِ شَاعِرٍ أَوْ خَطِيبِ
أَيُّ بِدْعٍ إِذَا تَلَقَّتْهُ مِصْرٌ
وَبَنُوهَا بِالبِشْرِ وَالتَّرْحِيبِ
هُوَ عِيدُ الإِحْسَانِ فِي كُلِّ مَعْنَىً
وسُرورُ المَحْرُومِ وَالمَحْرُوبِ
فَتْحُ هَذَا الجَنَاحِ للشَّعْبِ فِيهِ
أَيُّ فَتْحٍ وَأَيُّ نَصْرٍ قَرِيبِ
يُوسُفُ الخَيْرِ شَادَهُ باسْمِ سَمْعَانَ
أَبيهِ واللهُ خَيْرُ مُثِيبِ
خَفَقَتْ رَايَةُ الهِلاَلِ عَلَيْهِ
رَايَةُ الصِّدْقِ في كِفَاحِ الخُطُوبِ
لَيْسَ في ظِلِّهَا اختِلافٌ وَكُلٌّ
آخِذٌ مِنْ حَنَانِهَا بِنَصِيبِ
وُحِّدَتْ في اَحْمِرَارِهَا صِبْغَةُ البِرِّ
فَلَوْنُ الْهِلاَلِ لُوْنُ الصَّلِيبِ
لِتَعِشْ مِصْرُ ولْيَعِشْ شَعْبُ مِصْرٍ
إِنَّهُ خَيْرُ قُدْوةٍ للشُّعُوبِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 12:26 AM
وَافَى الْكِتَابُ فَأَحْيَا
قَلْبَ المَشُوقِ الكَئِيبِ
بِنَظْرَةٍ مِنْ صَدِيقٍ
عَنْ أَعْيُنِي مَحْجُوبِ
وَرَجْعِ صَوْتٍ رَقِيقٍ
حُرِمْتُهُ فِي المَغِيبِ
كَأَنَّمَا أَنْتَ فِيهِ
مَخَاطِبِي عَنْ قَرِيبِ
أَذْكَرْتَنِي غَيْرَ نَاسٍ
يَوْمَ الفَتَاةِ اللَّعُوبِ
بَيْنَ الأَوَانِسِ وَالتُّ
رْبُ حَبُّ القُلُوبِ
في مَسْرَحٍ ضَاقَ رَحْباً
بِكُلِّ غَاوٍ أَدِيبِ
تُوحِي المَحَاسِنُ فِيهِ
مُقَدَّمَاتِ الذُّنُوبِ
أَدْمَاءُ كَالشَّمْسِ تَبْدُو
وَالوَقْتُ بَعْدَ الْغُرُوبِ
مَلِيكَةٌ ذَاتُ وَجْهٍ
سَمْحٍ وَطَرْفٍ مُذِيبِ
بِالنورِ تُنزِلُ آيَا
تِ حُكْمِهَا المَرْهُوبِ
مِثَالُهَا مِنْ ضَمِيرِي
في مَقْدِسٍ مَحْجُوبِ
مُسَيَّجُ مِنْ غَرَامِي
وَغَيْرَتِي بِلَهِيبِ
يَجْثُو فُؤادِي فِيهِ
بَيْنَ اللَّظَى المَشْبُوبِ
وَيَعْبُدُ الطَّيْفَ مِنْهَا
في مَأْمَنٍ مِنْ رَقِيبِ
لكِنْ أَغَارُ عَلَيْهَا
مِنْ ذِي دَهَاءٍ َأرِيبِ
أَخِي مَزَاحٍ وَرِفْقٍ
مُسْتَلْطَفِ التَّشْبِيبِ
وَمَا عَنَيْتُ حَبِيباً
حَاشَا وَفَاءِ حَبِيبِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 12:27 AM
حَرْبٌ وَهَذِي بَعْدَهَا حَرْبُ
لاَ يَنْتَهِي فِي الْعَالَمِ الْكَرْبُ
قَدْ عَادَ أَدْنَى مَا نُحَاذِرُهُ
فِي المُلَّمَاتِ الطَّعْنُ وَالضَّرْبُ
يَا لَيْتَ شِعْرِي مَا يَكُوْنُ غَداً
مِنْ حَالِ هَذَا الْخَلْقِ يَا رَبُّ
الظِّلُّ يَسْدُرُ فِي غِوَايَتِهِ
لاَ يُرْعَوِي عَجُمٌ وَلاَ عَرَبُ
أَمْ يَغْتَدَونَ وَهُمْ سَوَاسِيَةٌ
لاَ الشَّرْقُ مَظْلُومٌ وَلاَ الْغَرْبُ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 12:28 AM
فَهِمْتَ مَعْنَى الْعُمْرِ فَهْمَ الأَرِيبْ
وَعِشْتَ فِي دُنْيَاكَ عَيْشَ اللَّبِيبْ
جُبِلْتَ مِنْهَا ثُمَّ أَنْكَرْتَهَا
وَكُنْتَ فِيهَا آهِلاً كَالغَرِيبْ
وَكُنْتَ فِيهَا سَاعِياً كَالذِي
يَجُوزُ وَعْراً لِلِقَاءِ الحَبِيبْ
فَاعْتَضْتَ مِنْ وَفْرٍ بِفَقْرٍ وَمِنْ
وَادٍ خَصِيبٍ بِعَرَاءٍ جَدِيبْ
واعْتَضْتَ بِالمِسْحِ وَأطْمَارِهِ
مِنْ كُلِّ ثَوْبٍ ذِي بَهَاءٍ قَشيبْ
وَاعْتَضْتَ مِنْ مَلْهىً وَمِنْ لَذَّتٍ
بِمَعْبَدِ اللهِ وَمَنْفَى الْقُلُوبْ
فِي الدَّيْرِ تُلْفَى عَاكِفاً ضارِعاً
مُهَجِّداً أَلِفَ الضَّنَى وَالشُّحُوبْ
وَقَدْ تُرَى بَيْنَ الْوَرَى مِثْلَمَا
يُسْعِفُ غَرْقَى البَحْرِ حُرُّ مُجِيبْ
تَمُدُّ أَسْبَابَ الْهُدَى نَحْوَهُمْ
مَدَّ مَنَارٍ نُورَهُ لِلرَّقِيبْ
لَوْ رَابَهُمْ زَهْرُ الدَّيَاجِي فَمَا
فِي نُورِ ذَاكَ الْغَوْثِ مِنْ مُسْتَرِيبْ
فَيَا صَفِيَّ اللهِ يَهْنِيكَ أَنْ
قَدْ فُزْتَ مِنْهُ بِاللِّقَاءِ القَرِيْبْ
وَسِرْتَ لَمْ تُخْلِفْ أَسىً مُظْلِماً
كَمَا يُرَى لَيْلُ القُنُوطِ العَصِيبْ
بَلْ شَفَقاً لألاؤُه نَاصِعٌ
يُرَى خِلاَلَ الدَّمْعِ شِبْهَ المَشُوبْ
أَبَيْتَ نَوْحَ اليَأْسِ يَا شَادِياً
عَلَّمَ شَدْوَ الأَمَلِ العَنْدَلِيبْ
وَأَنْتَ يَا حَادِيَ رَكْبِ الرَّدَى
بِنَغَمِ البِشْرِ أَبَيْتَ النَّحِيبْ
فَلاَ مُنَادَاةٌ وَلاَ صَيْحَةٌ
وَلاَ بُكَاءٌ هَهُنَا أَوْ وَجِيبْ
هَذَا قَرَارٌ لِلْبِلَى صَامِتٌ
صُمٌّ بِهِ السَّمْعُ وَعْنَ الخَطيبْ
حَفِيرَةٌ فِي الأَرْضِ لَكِنَّهَا
بَابٌ إِلَى الجَنًَّةِ عَالٍ رَحِيبْ
مَبِيتُ خُلْدٍ لِفَتىً صَالِحٍ
سَمْحٍ نَقِيِّ النَّفْسِ حُرٍّ أَدِيبْ
عَاجلَهُ البَيْنُ فَوَلّى وَلَمْ
يَزِنْهُ مِنْ بَعْدِ الشَّبَابِ المَشِيبْ
عَاشَ نَهَاراً لَمْ يَكَدْ يَنْقَضِي
صَبَاحُهُ حَتَّى تَلاهُ الغُيُوبْ
صَلَّى صَلاةَ الصُّبْحِ مِنْ عُمْرِهِ
ثُمَّ عَلَى الإِثْرِ صَلاَةَ الغُرُوبْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 12:30 AM
إِهْنَأْ بِمَا أَهْدَى المَلِيكُ
إِلَيْكَ مِنْ سَامِي اللَّقَبْ
شَرَفٌ خُصِصْتَ بِهِ وَقَدْ
شَمِلَ السُّرُورُ بِهِ الْعَرَبْ
وَيَعُدُّهُ أُدَبَاؤُهُمْ
أَسْنَى ثَوَابٍ لِلأَدَبْ
وَيَعُدُّهُ عُلَمَاؤُهُمْ
بِالْعِلْمِ مُتَّصِلَ السَّبَبْ
مَنْ فِيهِمْ نَدُّ الْجَمِيلِ إِنْ
تَرَسَّلَ أَوْ خَطَبْ
أَوْ مَنْ لَهُ تِلْكَ الثَّقَافَةُ
وَالْحَصَافَةُ إِنْ كَتَبْ
حَسْبُ الصَّحَافَةِ أَنَّهَا
بَلَغَتْ بِهِ أَقْصَى أَرَبْ
خُضْتَ السِّيَاسَةَ لَمْ تَجُرْ
فِيهَا وَلَمْ تَثُرِ الرِّيَبْ
تَنْفِي الْعَزَائِمَ فِي مَنَا
صِبَهَا وَمَا تَشْكُو النَّصَبْ
وَتَظَلُّ فِيهَا مُلْتَقَى
الآمَالِ إِنْ خَطْبٌ حَزَبْ
فِي أَيِّ مَعْنَىً لَمْ تَكُنْ
أَهْلاً لِعَالِيَةِ الرُّتَبْ
قَلْبٌ كَبِيرٌ يُلْهِمُ الْعَقْلَ
الكَبِيرَ وَلاَ عَجَبْ
وَتَمَامُ فَضْلِ اللهِ فِي
حَسَبٍ يُزَكِّيهِ النَّسَبْ
لِلّهِ لِلأَوْطَانِ لِلْفَارُوقِ
قُمْتَ بِمَا وَجَبْ
فَالرَّأْيُ إِجْمَاعٌ عَلَى
شُكْرِ المَلِيكِ لِمَا وَهَبْ
هِيَ نِعْمَةٌ لَمْ يُؤْتهَا
رَجُلٌ أَحَقُّ وَلاَ أَحَبْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 12:32 AM
لِتَعِشْ وَصَفْوُ العَيْشِ غيرُ مَشُوبِ
فريالُ بِكْرُ مَلِيكِنَا المَحْبُوبِ
الطِّفْلَةُ الملك الَّتي مِنْ مَهْدِهَا
نَظَرَتْ إلى المَحْرُومِ وَالمَحْرُوبِ
عِيدُ الأَميرةِ ضُوعِفَتْ بَهَجَاتُهُ
وَالشَّعْبُ منها آخِذٌ بِنَصِيبِ
عَهْدٌ قَشِيبٌ يَوْمَ مَوْلِدِهَا بَدَا
في أَيِّ ثَوْبٍ للحَيَاةِ قَشِيبِ
كَمْ مِنْ مَعَاهِدَ وهْي تَشْرُفُ باسْمِهَا
ضُمِنَ اطِّرَادُ نَجَاحِهَا المَطْلُوبِ
تُولي الضِّعَافَ مِنَ الْمَعُونَةِ مَا بِهِ
كُلُّ الرِّضَى للرَّبِّ وَالمَرْبُوبِ
أَوْسَعْتَ يَا فَاروقُ شعبَكَ أَنْعُمَاً
في ظِلِّ غَيْرِكَ لَمْ تُتَحْ لِشُعُوبِ
هَيْهَاتَ يَبْلُغُكَ المُلُوكُ تَطَوُّلاً
لو قُورِنَ الموْهُوبُ بِالموْهُوبِ
مَا يَنْقَعُونَ صَدىً بِرَشْحِ أَكَفِّهِمْ
وَنَداكَ شُؤْبُوبٌ إلى شُؤْبُوبِ
يَا مَنْ بِفَارُوقَ ائْتَسَوْا فَتَنَافَسُوا
فِي البِرِّ بَيْنَ نَجِيبَةٍ وَنَجِيبِ
مِنْ كُلِّ مِسْمَاحٍ أَصِيلٍ رَأْيُهُ
لَبِقٍ بِتَصْرِيفِ الزَّكَاةِ أَرِيبِ
وَمَصُونَةٍ بِحَيائِهَا وَإِبَائِهَا
سَفَرَتْ بِلاَ لَوْمٍ وَلاَ تَثْرِيبِ
تُعْطِي اليَتَامَى وَالأَيَامَى غَزْلَهَا
وَتَعِفُّ عَنْ غَزَلٍ وعن تَشْبِيبِ
يَا سَادَتِي إِنِّي لأَشْهَدُ لَمْحَةً
عُلْوِيَّةً وَأَشَمُّ نَفْحَةَ طِيبِ
أَعْظِمْ بِخِدْمَتِكُمْ لِشَعْبٍ عَاثِرٍ
مُسْتَصْرِخٍ لِسَوَادِهِ المَنْكُوبِ
خَطَرُ الجَمَاعَةِ أَنْ يُبَاعَدَ بَيْنَهَا
وَالْخَيْرُ كُلُّ الْخَيْرِ في التَّقْرِيبِ
إِنْ تَدْفَعُوا شَرَّ الخَصَاصَةِ فُزْتُمُ
في عَاجِلٍ بِثَوَابِ خَيْرِ مُثِيبِ
وَوَقَيْتُمُ البَلَدَ الأَمِينَ وَأَهْلَهُ
غَدَرَاتِ دَهْرٍ مُنْذِرٍ بِخُطُوبِ
وَاسُوا الفَقِيرَ وَأَصْلِحُوا مِنْ شَأْنِهِ
أَوْلاَ فَإِنَّ غَداً لَجِدُّ مُرِيبِ
وَتَدَارَكُوا الأَطُفَالَ بِالسَّبَبَيْنِ من
تَصْحِيحِ أبْدَانٍ وَمِنْ تَهْذِيبِ
فَبِذَاكَ تَبْلُغُ مِصْرُ مَا يُبْغَى لَهَا
فِي العَيْشِ مِنْ سَعَةٍ وَأَمْنِ كُرُوبِ
وَرَفَاهَةُ الطَّبَقَات تَسْتَبِقُ الخُطَى
فِي مَرْتَعٍ لِلْعَامِلِينَ خَصيَبِ
يَا رَبِّ صُنْ فاروقَ وَاكلأْ بَيْنَهُ
تَدْعُوكَ مِصْرُ وأَنتَ خَيْرُ مُجِيبِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 12:33 AM
مَا لِلمَلِيكِ مُؤَرَّقاً يَتَقَلَّبُ
هَلْ يَحْمِلُ الْهَمَّ السَّرِيرُ المُذْهَبُ
أَنْتَ الرَّجَاءُ فَأَيَّ شَيْءٍ تَرْتَجِي
وَالرَّوْعُ أَنْتَ فَأَيَّ شَيْءٍ تَرْهَبُ
وَالمُلكُ جِسْمٌ أَنْتَ فِيهِ هَامَةٌ
وَيَدَاكَ مَشْرِقُ شَمْسِهِ وَالمَغْرِبِ
إِني مُنِيتُ بأُمَّةٍ مَخْمُورَةٍ
مِنْ ذُلِّهَا وَلَهَا الْقَنَاعَةُ مَشْرَبُ
لاَ ظُلْمَ يَغْضِبُهُمْ وَلَوْ أَوْدَى بِهِمْ
أَتَعِزُّ شَأْناً أُمَّةٌ لاَ تَغْضَبُ
إِنْ يَبْكِ ثَاكِلُ وُلْدِهِ وَزَجَرْتَهُ
عَنْ نَحْبِهِ أَلْفَيْتَهُ لاَ يَنْحَبُ
وَإذَا نَهَيْتَ عَنِ الْوُرُودِ عِطَاشَهُمْ
وَتَحَرَّقَتْ أَكْبَادُهُمْ لَمْ يَشْرَبُوا
وَإِذَا أَذَبْتَ الشَّحْمَ مِنْ أَجْسَامِهِمْ
تَعَباً فَإِنَّ نُفُوسَهُمْ لاَ تَتْعَبُ
أَعْيَانِيَ التَّفْكِيرُ في أَدْوَائِهِمْ
مِمَّا عَصِينَ وَحِرْتُ كَيْفَ أَطَبِبُ
إنَّ الْجَمَادَ أَبَرُّ مِنْ أَرْوَاحِهِمْ
بهِمُ وَأَمْتَنُ في الدِّفَاعِ وَأَصْلَبُ
فَلأَبْنِيَنَّ لَهْمْ جِدَاراً ثَابِتاً
كَالأَرْضِ لاَ يَفْنَى وَلاَ يَتَخَرَّبُ
تَقَعُ الدُّهُورُ وَكُلُّ جَيْشٍ ظَافِرٍ
مِنْ دُونِهِ وَثَبَاتُهُ مُتَغَلِّبُ
وَتَهُزُّ مَنْكِبَهُ الصَّوَاعِقُ حَيْثُمَا
شَاءَتْ وَلاَ يَهْتَزُّ مِنْهُ المَنْكِبُ
وَيَعَضُّهُ نَابُ الصَّوَاعِقِ مُحْرِقاً
فَيَرُدُّهُ كِسَراً وَلاَ يَتَثَقَّبُ
وَيَمِيدُ ظَهْرُ الأَرْضِ تَحْتَ رِكَابِهِ
وَرِكَابُهُ فِي المَتْنِ لاَ تَتَنَكَّبُ
وَلأَجْعَلَنَّ بِهِ البِلاَدَ مَنِيعَةً
يَرْتَدُّ عَنْهَا الطَّامِعُ المُتَوَثِّبُ
وَلأَدُعُوَنَّ مَمَالِكِي وَشُعُوبَهَا
بِاسْمِي فَيُجْمَعُ شَمْلُهَا المُتَشَعَّبُ
وَلأَمْحُوَنَّ رُسُومَ أَسْلاَفِي بِهَا
فَيَبِيتُ مَاضِي الصِّينِ وَهْوَ مُحَجَّبُ
وَيُظَنُّ عَهَدِي بَدْءَ عَهْدِ وُجَودِهَا
فَيَتِمُّ لِي الفَخْرُ الَّذِي أَتَطَلَّبُ
يَا أَيُّهَا المَلِكُ الَّذِي حَسَنَاتُهُ
فَوْقَ الَّذِي نُثْنِي عَلَيْهِ وَنُطْنِبُ
كَمْ غَزْوَةٍ لَكَ في عِدَاكِ عَجِيبَةٍ
لاَ شَيْءَ غَيْرَ نَدَاكَ مِنْهَا أَعْجَبُ
كَمْ رَحْمَةٍ قَلَّدْتَ أَقْواماً بِهَا
أعْنَاقَهُمْ وَالسَّيْفُ يُوشِكُ يَسْلُبُ
كَمْ مِنَّةٍ لَكَ فِي الْعِبَادِ جَمِيلَةٍ
كَالشَّمْسِ تُنْمِي رَوْضَةً وَتُذَهِّبُ
هَذِي كَوَافِلُ حُسْنِ ذِكْرِكَ في الْوَرَى
وَأَبَرُّ مَا يَبْقَى الْفَعَالُ الطَّيِّبُ
يَكْفِيكَ فَخْراً أَنَّ أَعْظَمَ أُمَّةٍ
تَنْضَمُّ في مُلكٍ إلى اسْمِكَ يُنْسَبُ
فَعَلاَمَ أَنْتَ تُزِيلُ ذِكْرَ مُلُوكِهَا
وَأُولَئِكَ الْعُظَمَاءُ مَوْتَي غُيَّبُ
إِنْ تَمْحُ مِنْ أَسْفَارِهِمْ أَخْبَارَهُمْ
فَالصَّخْرُ يُنْحَتُ وَالمَنَاحِتُ تُكْتَبُ
وَلَيَعْلَمَنَّ النَّاسُ بَعْدَكَ أَمْرَهُمْ
فَتُلاَمُ مَا طَالَ المَدَى وتُؤَنَّبُ
خَدَعَتْكَ كَاذِبَةُ المُنَى بَوعُودِهَا
وَالحُرُّ يُخْدَعُ وَالأَمَانِي تَكْذِبُ
وَإِذَا نَظَرْتَ إلىَ الْحَقِيقَةِ صَادِقاً
فَالذِّكْرُ لَيْسَ يُعِيدُ عُمْراً يَذْهَبُ
أَمَّا الْجِدَارُ فَلَو رَفَعْتَ بِنَاءَهُ
حَتَّى اسْتّقَرَّ عَلَى ذُرَاهُ الكَوْكَبُ
وَلَو الْجِبَالُ جُعِلْنَ بَعْضَ حِجَارِهِ
وَلُحِمْنَ حَتَّى المَاءُ لاَ يَتَسَرَّبُ
فَلَيُحْدِثّنَّ النَّاسُ مَا هُوَ فَوْقَهُ
عِظَماً وَإتْقَاناً وَمَا هُوَ أَغْرَبُ
وَلَتُصْنَعَنَّ نَوَاسَفٌ تُثْفَى الرُّبَى
بِدُخَانِهَا مَنْثُورَةً تَتَلَهَّبُ
وَلَتَنْفُذَنَّ إِلَى بَكِينَ خَلاَئِقٌ
بَيْضَاءُ تَغْنَمُ مَا تَشَاءُ وَتَنْهَبُ
تَأْتِي بِهَا فَوْقَ الْبِحَارِ سَفَائِنٌ
كَالْجِنِّ في جِدِّ الْعَوَاصِفِ تَلْعَبُ
مَاذَا يُفِيدُ السُّورُ حَوْلَ دِيَارِهِمْ
وَقُلُوبُهُمْ فِيهَا ضِعَافٌ هُرَّبُ
فَأَبَرُّ مِنْ تَضْيِيقِ دُنْيَاهُمْ بِهِ
أَنْ تَرْحُبَ الدُّنْيَا بِهِمْ مَا تَرْحُبُ
أَلأَمْنُ قَتَّالُ الشَّجَاعَةِ فِيهِمُ
وَحَيَاتُهَا فِيهِمْ مَخَاوِفُ تُرْقَبُ
لاَ يَعْصِمُ الأُمَمَ الضَّعِيفَةَ فِطْرَةً
إِلاَّ فَضَائِلُ بِالتَّجَارِبِ تُكْسَبُ
فَتَكُونُ حَائِطَهَا المَنِيعَ عَلَى الْعِدَى
وَتَكُونُ قُوَّتَهَا الَّتِي لاَ تُغْلَبُ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 12:34 AM
مَنْ بَذْلُهُ بَذْلُ الشْبَابِ
فِي نَجْدَةِ الَوَطَنِ المُصَابِ
هُمْ مِنْ عَوَامِلِهِ إِذَا
شُرِعَتْ بِأَمْكِنَةِ الحِرَابِ
وَهُمُ الأَسَا لِجِرَاحِهِ
إِنْ عَضَّهُ دَهْرٌ بِنَابِ
وَهُمُ المُقِيلُو جَدِّهِ
بِالعَزْمِ حِينَ الجَدُّ كَابِ
دُونَ النَّضَارَةِ في المُحَيّ
ا وَالغَضَاضَةِ فِي الإِهَابِ
دُوْنَ الْرَشَاقًةِ في المَعَاطِفِ
وَالأَنَاقَةِ في الثِّيَابِ
كَمْ مِنْ مَحَاسِنَ في نُفُو
سِهِمُ الأَبِيَّاتِ الصِّلاًّبِ
تِلْكَ النُّفُوسُ الطَّامِحَا
تُ بِهِمْ إلى أَسْنَى طِلاَبِ
أَلصَّادِفَاتِ عَنِ الهَوَا
نِ وَعَنْ مَوَارِدِهِ العِذَابِ
أَلنَّاظِرَاتُ إلى علٍ
أَلصَّابِرَاتُ عَلَى العَذَابِ
أَلذَّاهِبَاتُ إلى الكِفَا
حِ وَلاَ تَرَدُّدَ في الذَهَابِ
أَلرَّاقِيَاتِ إلى الفِدَى
بَيْنَ المَجَانَةِ وَاللَّعَابِ
فِتْيَانَ مِصْرُ اليَوْمُ فِي
أَيَّامِهَا فَصْلُ الخِطَابِ
إِنَّا لَنَدْعُوكُمْ وَنَطْ
مَعُ في الْجَمِيل مِنَ الجَوَابِ
وَنَوَدُّ أَنْ يُجْلَى لَكُمْ
مِنْ أَمْرِكُمْ وَجْهُ الصَّوَابِ
صِدْقُ النَّصِيحَةِ خَيْرُ مَا
يُهْدِي المَشِيبُ إلى الشَّبَابِ
مَا كُلُّ نَصْرٍ لِلبِلاَ
دِ جَنَى الطِّعَانِ أَوِ الضِّرَابِ
أَلرَّأْيُ أَمْضَى في سِدَا
دِ ثُغُورِهَا وَالسَّيْفُ نَابِ
وَبِقَدْرِ مَا تَرْبُو فَضَا
ئِلُ نَشْئِهَا فَالمَجْدُ رَابِ
رُوضُوا النُّفُوسَ عَلَى الحِسَا
بِ فَلاَ نَجَاحَ بِلاَ حِسَابِ
وَتَبَيَّنُوا فَضْلَ التَّعَا
وُنِ مِنْ مَرَافِقِهِ الرِّغَابِ
لاَ يَعْتَلِلْ مَنْ لَمْ يَسِرْ
قَصْداً بِأَنَّ الطبْعَ آبِ
فَمِنَ السَّجَايَا مَنْ يُقَوِّ
مُهُ اللَّبِيبُ بِالاِكْتِسَابِ
هَلْ أَرْضكُمْ وَطَنٌ لَكُمْ
وَالرِّزْقُ عَنْهَا في اغْتِرَاب
هَيْهَاتَ تَحْسُنُ حَالُ قُوْ
مٍ وَالصِّنَاعَةُ في يَبَابِ
لاَ تُحْجِمُوا عَنْ فَتْحِ بَا
بٍ لِلمَنَافِعِ بَعْدَ بَابِ
تَشْكُو الدِّيَارُ خَصَاصَةً
وَالتِّبْرُ مِنْهَا في التُّرَابِ
وَذَكَاءُ أَهْلِيَهَا قَدِيم
اً جَاءَ بِالعَجَبِ العُجَابِ
آتُوا زَكَاتَكُمُ فَفِي
هَا البِرُّ مَزْدَوِجُ الثَّوَابِ
نَاهِيكُمُ بِالغُنْمِ مِنْ
غُنْمِ وَبِالشَّرَفِ اللُّبَابِ
بِالأَمْسِ كُنْتُمْ لاَ تُبَا
لُونَ الشِّدَادَ مِنَ الصِّعَابِ
وَاليَوْمَ نُصْبَ عُيُونِكُمْ
سُبُلٌ مُمَهَّدَةُ العِقَابِ
وَضَحَ المَصِيرُ وَلَيْسَ فِي
حُسْنِ المَصِيرِ مِنَ ارتِيَابِ
قِتْيَانَ مِصْرَ إلى الأَمَا
مِ فَفِي التَّخَلُّفِ أَيُّ عَابِ
آمَالُ مَصْرَ بِكُمْ كِبَا
رٌ وَالْمَفَاخِرُ في ارْتِقَابِ
لَبُّوا النِّدَاءَ وَحَاذِرُوا
عُقْبَى التَّنَابُذِ وَالتَّنَابِي
فَإِذَا فَعَلْتُمْ فالَّذِي
في الغَيْبِ شَفَّافُ الحِجَابِ
ذَاكُمْ هُوَ الفَتْحُ العَزِي
زُ بِيُمْنِ فَاتِحِةِ الكِتَابِ
نَسْتَقْبِلُ النُّعْمَى بِهِ
وَالعَيْشُ مُخْضَرُّ الجَنَابِ
وَالعِلمُ مَرْفُوعُ الذُّرَى
وَالفَنُّ مَعْمُورُ الرِّحَابِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 12:35 AM
يَا عَلَمَ الشَّرْقِ الرَّفِيعِ الذُّرَى
وَعَضَدَ السُّلْطَانِ فِي الْمَغرِبِ
أَمْنَ الْمُحِبِّينَ وَخَوْفَ العِدَى
وَزِينَةَ السُّدَّةِ وَالْمَنْصِبِ
وَمُزْنَةَ البِرِّ وسْمُهَا
فِي تَلَعاتِ الْبَلَدِ الْمُجْذَبِ
لَقَدْ رَأَيْنَا بِكَ فِي عَسْرِنَا
مَا كَانَتِ السَّادَاتُ فِي يَعْرُبِ
حَقُّ التُّهَامِي الجَلاَوِي أَنْ
يَجْمَعَ كُلَّ الْفَخْرِ وَالنَّسَبِ
حَجَجْتَ بَيْتَ اللهِ حَجًّا لَهُ
مَا بَعْدَهُ مِنْ أَثَرٍ طَيِّبِ
فَأَخْصَبْ الْواَدِي وَدَرَّ الْصَفَا
وَرَضِيَ اللهُ وَسُرُّ النَّبِي

نــجــم
09-07-2011, 01:59 AM
شكراً على الطرح ,,

تقديري ..

العنيــــدهـ
09-07-2011, 02:22 AM
خَطْبَانِ قَدْ تَتَابَعَا وَأحْرَبَا
لِمَا أَصَابَ الثَّاكِلَ المُنْتَحِبَا
أَنْضَبَ مَاءُ عَيْنِهِ مِمَّا بِكَى
نَجْلَيْهِ حَتَّى قَلْبُهُ تَصَبَّبَا
يُوسُفُ أَنَّ الرُّزْءَ جِدُّ فَادِحٌ
فَارْجَعْ إِلَى العَقْلِ إِذا الطَّبْعُ أَبَى
أَلَمْ تَكُنْ فِي كُلِّ مَا مَارَسْتَهُ
مَنْ عَرَكَ الدَّهْرَ وَرَاضَ المَصْعَبَا
حِكْمٌ مِنَ اللهِ جَرَى فَاصْبِرْ لَهُ
وَعَلَّ صَبْراً يَدْرَأُ المَغْيَبَا
شَفْعٌ بِطِفْلَيْكَ اللَّذَيْنِ بَقَيَا
لَكَ المَلاَكَيْنِ اللَّذَيْنِ ذَهَبَا
وَاشْدُدْ قِوَى رُوحَكَ وَاحْمِلْ جَاهِداً
عِبْئَيْهِمَا أَلَسْتَ لِلْكُلِّ أَبَ
إِذَا ضَحَا ظِلُّكَ مَا حَالُهُمَا
مُعَاقَبَينِ وَهُمَا مَا أَذْنَبَا
يَا مَنْ بِعَطْفِهِ وَبَسْطِ كَفِّهِ
كَفَى الضِّعافَ المُعْدَمِينَ النُّوَبا
وَوَسَّعَ العَيْشَ لَمَنْ ضَاقَ بِهِمْ
فَجَعَلَ العَيْشَ لَهُمْ مُحَبَّبَا
كَيْفَ يَكُونُ بُؤْسُهُمْ إِنْ حُرِمُوا
ذَاكَ النَّصِيرَ الأَرْيحيَّ الحَدَبَا
وَالأَصْفِياءُ الكُثْرُ مَا وَحْشَتُهُمْ
إِنْ فَقَدوا أُنْسَ الصَّفِيِّ المُجْتَبَى
وَأُمَّةٌ أَنْتَ فَتَاهَا المُرْتَجَى
فِي كُلِّ مَا تَبْغِي وََيَنْأَى مَطْلَبَا
لاَ تَقْطَعَنَّ سَبَباً عَزَّتْ بِهِ
وَلَمْ يَكُنْ إِلاّكَ ذَاكَ السَّبَبَا
دُرويسُ كَانَتْ فِي حَلاَهَا زَهْرَةً
والْيَومَ أْسَتْ فِي عَلاَها كَوكَبَا
أَبْهَى البَنَاتِ صُورَةً أَنْقَى
اللَّدَاتِ سِيرَةً أَعَفَّهُنَّ مَشْرَبا
مَرَّتْ بِدُنْيَاهَا فَلَمْ تَأْتَلِفَا
وَلَيسَ لِلْضِّدَيْنِ أَنْ يَصْطَحِبَا
فَمَا دَرَتْ مِنْهَا وَلاَ عَنْهَا سِوَى
ما كَانَ مَلْهَى طَاهِراً ومَلْعَبا
يَا أُمَّهَا وَأَنْتََِ أَهْدَى قِدْوَةً
للأُمَّهَاتِ خُلُقاً وَأَدَبَا
إِيمَانُكِ الحَيِّ وَهّذَا وَقْتُهُ
يُهِّنُ الْبَلْوَى وَيَأْتِي العَجَبَا
عِيشِي وَرَبِّي وَلَدَيْكِ فَهُمَا
يُعَزِّيَانِ الفَاقِدَ المُحْتَسَبا
وَارْعَيْ أَبَاهُمَا فَمَا أَحْوَجَهُ
إلى الَّتي رَعَتْهُ مِنْ عَهْدِ الصِّبَا
فِي جَنَّةِ اللهِ وَفِي نَعِيمِهِ
مُغْتَرِبَانِ عِنْدَهُ مَا اغْتَرَبا
تَغَيَّبَا عَنِ العُيوُنِ غَدْوَةً
لَكِنْ عَنِ الْقُلُوبِ مَا تَغَيَّبَا

العنيــــدهـ
09-07-2011, 02:24 AM
سما مرامي وشطت
آمالي الوثابه
فخانني بعد همي
والهمة الغلابه
من كل ذات غراس
فتانةٍ خلابه
عن كل بنت ربيع
بحسنها تنتابه
براقبة عن ذكاء
ضحاكة عن نجابه
فواحة عن خصال
ذكية مستطابه
نقية لم تطالع
بأعين مرتابه
للمجتلي هي روض
وللشجى صحابه
أنيبها في وفاء
عنى أعز إنابه
هي أميرة فضلٍ
مصونةٍ وهابه
أسدت إلي جميلاً
وما قضيت نصابه
فظلت في الزهر أبغي
تلك التي لا تشابه
حتى إذا طال كدي
ولم أفز بالطلابه
رجعت أسأل وهمي
تحقيقها بالكتابه
فيا أخي كن رسولي
ذاك الذي فاتح بابه
وأحمل إليه الوكى
إذا بلغت رحابه
تمل الهدية رسماً
تثيب بعض الإثابه

العنيــــدهـ
09-07-2011, 02:25 AM
قَدْ بَانَ إِسْكَنْدَرْ وَأبْقَى
آلَ القَصِيري فِي انْتِحابْ
كَانَ لَبِيباً حرَّ السَّجَايَا
حُلْوَ الْمَعَانِي فِي غَيْرِ عَابْ
يَا أَسَفَاً أَنَّهُ تَوَلَّى
رَيَّانَ عُودٍ غَضَّ الإِهَابْ
لَكِنْ إِلى أَنْ أَرَّخُوهُ
أَوْ قَضَى فِي زَهْرَةِ الشَّبَابْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 02:32 AM
أَإِلَى إِيابٍ أَمْ هُوَ التِّرْحَالُ
مَا مِنْهُ إِيَابْ
أَبْكي شَبَابَكِ يَا بُنَيْ
وَحُقَّ أَنْ يُبْكَى الشَّبَابْ
اذْهَبْ فَلَيْسَ يَضِيرُ غَيْرَ
قُلُوبِنَا هذَا الذِّهَابْ
فَلَقَدْ خَلَصْتَ إِلَى النَّعِيمِ
وَنَحْنُ فِي دُنْيَا العَذَابْ
يَا غُبْنَ هَتِيكَ الشَّمَائِلَ
أَنْ يُوارِيهَا التُّرَابْ
لَكِنَّ رَبَّكَ رَدَّ مَا أَعْطَى
وَعَجَّلَ بِالثَّوَابْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 02:34 AM
أَرْضَيْتَ قَوْمَكَ يَا أَبَرَّ أبِ
وَأَجَدْتَ مَزْجَ الدِّينِ بالأَدَبِ
هَذَا الكِتَابُ ذَخِيرَةٌ نَدَرَتْ
هِيَ مِنْ أَجَلِّ ذَخَائِرِ الكُتُبِ
تَرْجَمْتَهُ فَبَدَتْ لأَعْيُنِهِم
آياتُ وَحْيٍ كُنَّ فِي حُجُبِ
وَجَلَوتَ في المرآةِ صافِيَةً
أَبهى رَوَائعِ هذهِ الخُطَبِ
مَاذَا يُعَادِلُ فِي بَلاَغَتِهِ
أَقْوالَ يُوحَنَّا فَمِ الذَّهَبِ
مُعْتَدَّةً بِجَلاَلِ مَصْدَرَهَا
مُعْتَزَّةً بِفَصَاحَةِ العَرَبِ
تلْكَ المَوَاعِظُ جَلَّ مَلْهِمُهَا
تَسْبِي النُّهَى بِطِرَازِهَا العَجَبِ
نَفَحَاتُهَا قُدْسِيَّةٌ وَشَذَا
أَعْرَافِها يَزكوْ عَلى الحِقَبِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 02:36 AM
أَشْعَرْتِنِي بِجَفَاءٍ
وَمَا سَمِعْتُ بِعَتْبِ
يَا أَعْدَلَ النَّاسِ هَلاَّ
أَخْبَرْتِنِي مَا ذَنْبِي
وَلَيْسَ لِي فِيكِ ذَنْبٌ
إِلاَّ وَلاَئِي وَحُبِّي
إِنِّي عَلَى الْعَهْدِ بَاقٍ
إِنْ جِدْتِ أَوْ لاَ بِقُرْبِ
لأكْثَرِ النِّسْوَةِ مِمَّنْ نَرَى
خَيْرُ نِقَابٍ هُوَ تَرْكُ النِّقَابْ
قَدْ تَعْذَرُ الْحَسْنَاءُ إِنْ تُحْتَجَبْ
وَغَيْرُهَا مَا عَذْرُهَا فِي الحِجَابْ
حَبَّذَا مُوْلِدُ مَنْ أَنْجَبْتَهُ
كَانَ مِنْ حَظَّ النَّدَى أَنْ يُنْجَبَا
بَشَّرَتْهُ هِلَّةٌ صَادِقَةٌ
بِعُلَى يَكْمَلُ فِيَهَا كَوكَبَا
وَبِعُمْرٍ فِي مَدَى تَارِيخِهِ
يَغْنَمُ الْعَيْشَ رَقِيقاً طَيِّبَا

العنيــــدهـ
09-07-2011, 02:38 AM
أَرَى مِثْلَ سُهْدِي في الكَوَكبِ
أَحَلَّ بِهِ مِثْلُ مَا حَلَّ بِي
بَهِمُ هُيَامِيَ مِنْ وَجْدِهِ
وَيَهْرُبُ مِنْ مَهْدِهِ مَهْرَبِي
وَنَجْتَازُ هَذَا الفَضَاءَ رَحِيباً
فَأَمَّا بِنَا فَهْوَ لَمْ يَرْحُبِ
إِذَا سِرْتُ بَحْراً أَرَاهُ بِهِ
أَنِيسِيَ عَنْ جَانِبِ المَرْكَبِ
وَإنْ سِرْتُ بَرّاً يُجَارِي خُطَايَ
فَفِي الشَّرْقِ آناً وَفِي المَغْربِ
رَفِيقَ السُّرَى فِيكَ جَمْرٌ يُذِي
بُ وَإِنْ سَالَ كَالمَدْمَعِ السَّيِّبِ
أَسِرَّ هَوَاكَ إلىَ صَاحِبٍ
يُؤَاخِيكَ في هَمِّكَ المُنْصِبِ
أَمَا كُلُّ ذِي كَلَفٍ مُتْعِبٌ
شَرِيكٌ لِذِي الكَلَفِ المُتْعِبِ
فَيَا لَكَ مِنْ صَامِتٍ نَاطِقٍ
وَيَا لَكَ مِنْ مُعْجِمٍ مُعْرِبِ
أَنِيسٍ عَلَى مَا بِهِ مِنْ أَسىً
شَجِيِّ التَّبَسُّمِ مَسْتَعْذَبِ
مَشُوقٍ إلى الشَّمْسِ طَلاَّبُهَا
مُجِدٍّ عَلَى شِقَّةِ المَطْلَبِ
إِذَا كَلَّ جَهْداً فَأَغْضَى بَدَتْ
وَإنْ هَبَّ يَرْقَبُهَا تَخْتَبِي
عَذِيرُكَ مَنْ أَنْتَ مِرْآتُهُ
بِحُبِّكَ والأَمَلِ الأخْيَبِ
وَبِي مِثْلُ مَا بِكَ مِنْ شَاغِلٍ
وَلِي مِثْلُ مَا لَكَ مِنْ مَأْرَبِ
فَتَاةٌ كَصَوْغِ الضِّيَاءِ إِلَيْ
هَا تَنَاهَتْ مُنَى قَلْبِيَ المُوصَبِ
مِنَ الحُورِ دَانَ فُؤادِي بِهَا
وَوَحَّدَهَا الحُبُّ فِي مَذْهَبِي
فَإِنْ كُنْتَ يَا نَجْمُ طَالَعْتَهَا
وَقَدْ سَفَرَتْ لَكَ فِي مَرْقَبِ
فأَنْتَ إِذَنْ فِي الهَوَى عَاذِرِي
وَلسْتَ لِسُهْدِي بِمُسْتَغْرِبِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 02:39 AM
نَبَا بِكَ دَهْرٌ بِالأَفَاضِلِ نَابِي
وَبُدِّلْتَ قَفْراً مِنْ خَصِيبِ جَنَابِ
بِرَغْمِ العُلَى أَنْ يُمْسِيَ الصَّفْوَةُ الأُلَى
بَنَوْا شُرُفَاتِ العِزِّ رَهْنَ يَبَابِ
تَوَلَّوْا فَأَقْوَتْ مِنْ أَنِيسٍ قُصُورُهُمُ
وَبَاتُوا سَرَاةَ الدَّهْرِ رَغْمَ تُرَابِ
أَتَمْضِي أَبَا شَادٍ وَفِي ظَنِّ مَنْ يَرَى
زُهُورَكَ أَنَّ النَّجْمَ قَبْلَكَ خَالِي
عَزِيزٌ عَلَى القَوْمِ للَّذِينَ وَدِدْتَهُمْ
وَوَدُّوكَ أَنْ تَنْأَى لِغَيْرِ مَآبِ
وَأَنْ يُبْكِمَ المَوْتُ الأَصَمُّ أَشدَّهُمْ
عَلَى مَنْ عَتَا فِي الأَرْضِ فَصْلَ خِطَابِ
فَتىً جَامِعُ الأَضْدَادِ شَتَّى صِفَاتُهُ
وَأَغْلَبُها الحُسْنى بِغَيْرِ غِلاَبِ
مُحَامٍ بِسِحْرِ القَوْلِ يُصْبِي قُضَاتَهُ
فَمَا فِعْلُهُ فِي سَامِعِينَ طِرَابِ
فَبَيْنَاهُ غِرِّيدٌ إذَا هُوَ ضَيْغَمٌ
زَمَاجِرُهُ لِلحَقِّ جِدُّ غِضَابِ
وَكَمْ خَلَبَ الأَلْبَابَ مِنْهُ بِمَوقِفٍ
بَلِيغُ حِوَارٍ أَوْ سَدِيدُ جَوَابِ
رَقيقُ حَديثٍ إِنْ يُشَبَّهْ حَدِيْثُهُ
فَمَا الخَمْرُ زَانَتْهَا عُقُودُ حَبَابِ
يَسِيلُ فَيُرْوِي النَّفْسَ مِنْ غَيْرِ نَشْوَةٍ
مَسِيلَ نطَافٍ في الغَدَاةِ عِذَابِ
بمَا يُخْصِبُ الأَذهَانَ مُخْضَلُّ دَرِّهِ
كَمَا يُخْصِبُ القِيعَانَ دَرُّ سَحَابِ
أَدِيبٌ إذَا مَا درَّ دَرُّ يَرَاعِهِ
تَبَيَّنْتَ أنَّ الفَيْضَ فَيْضُ عُبَابِ
فَفِي الذِّهْنِ تهْدَارُ الأَتِيِّ وَقَدْ جَرَى
عَلَى أنَّ مَا فِي العَيْنِ صُحْفُ كِتَابِ
وَفِي الشِّعْرِ كَمْ قَوْلٍ لَهُ رَاقَ سَبْكُهُ
أَتَى الوَحْيُ فِي تَنْزِيلِهِ بِعُجَابِ
بِهِ نَصَرَ الوَهْمُ الحَقِيقَةَ نُصْرَةً
تُضِيءٌ نُجُوماً مِنْ فُضُولِ ثِقَابِ
فَأَمَّا المَسَاعِي وَالمُرُوءَاتُ وَالنَّدَى
فَلَمْ يَدْعُهُ مِنْهُنَّ غَيْرُ مُجَابِ
كَأَنَّ جَنَى كَفَّيْهِ وَقْفٌ مُقَسَّمٌ
فَكُلُّ مُرَجٍ عَائِدٌ بِنِصَابِ
وَمَا صُدَّ عَنْ إسْعَادِهِ بَاسِطٌ يَداً
وَلاَ رُدَّ عَنْ جَدْوَاهُ طَارِقُ بَاب
وَلَمْ يَكُ أَوْفَى مِنْهُ فِي كُلِّ حَالَةٍ
لِمَنْ يَصْطَفِي فِي مَحْضَرٍ وَغِيَابِ
يَسِيلُ فَيُرْوِي النَّفْسَ مِنْ غَيْرِ نَشْوَةٍ
مَسِيلَ نطَافٍ في الغَدَاةِ عِذَابِ
بمَا يُخْصِبُ الأَذهَانَ مُخْضَلُّ دَرِّهِ
كَمَا يُخْصِبُ القِيعَانَ دَرُّ سَحَابِ
أَدِيبٌ إذَا مَا درَّ دَرُّ يَرَاعِهِ
تَبَيَّنْتَ أنَّ الفَيْضَ فَيْضُ عُبَابِ
فَفِي الذِّهْنِ تهْدَارُ الأَتِيِّ وَقَدْ جَرَى
عَلَى أنَّ مَا فِي العَيْنِ صُحْفُ كِتَابِ
وَفِي الشِّعْرِ كَمْ قَوْلٍ لَهُ رَاقَ سَبْكُهُ
أَتَى الوَحْيُ فِي تَنْزِيلِهِ بِعُجَابِ
بِهِ نَصَرَ الوَهْمُ الحَقِيقَةَ نُصْرَةً
تُضِيءٌ نُجُوماً مِنْ فُضُولِ ثِقَابِ
فَأَمَّا المَسَاعِي وَالمُرُوءَاتُ وَالنَّدَى
فَلَمْ يَدْعُهُ مِنْهُنَّ غَيْرُ مُجَابِ
كَأَنَّ جَنَى كَفَّيْهِ وَقْفٌ مُقَسَّمٌ
فَكُلُّ مُرَجٍ عَائِدٌ بِنِصَابِ
وَمَا صُدَّ عَنْ إسْعَادِهِ بَاسِطٌ يَداً
وَلاَ رُدَّ عَنْ جَدْوَاهُ طَارِقُ بَاب
وَلَمْ يَكُ أَوْفَى مِنْهُ فِي كُلِّ حَالَةٍ
لِمَنْ يَصْطَفِي فِي مَحْضَرٍ وَغِيَابِ
إذَا هَوَ وَالَى فَهْوَ أَوَّلُ مَنْ يُرَى
مُعِيناً أَخَاهُ حِينَ دَْعِ مُصَابِ
وَمَا كُلُّ مَنْ صَادَقْتَهُمْ بِأَصَادِقٍِ
وَمَا كُلُّ مَنْ صَاحَبْتَهُمْ بِصِحَابِ
يَعِفُّ فَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ مُؤَمِّلاً
لَهُ الْعَفْوُ مِنْ رَبٍ قَرِيب مَتَابٍ
وَمَا عَهْدُهُ إِنْ مَحَّصَتْهُ حَقِيقَةٌ
بِزَيْفٍ وَمَا مِيْثَاقُهُ بِكِذَابِ
وَفِي النَّاسِ مَنْ يُحْلِي لَكَ المُرَّ خِدْعَةً
وَتَرْجِعُ مِنْ جَنَّاتِهِ بِعَذَابِ
تَذَكَّرْتُ عَهْداً خَالِياً فَبَكَيْتُهُ
وَهَيْهَاتَ طِيبُ العَيشِ بَعْدَ شَبَابِ
كَأَنِّيَ بِاسْتِحْضَارِهِ نَاظِرٌ إلى
حُلاَهُ وَمُسْتَافٌ زَكِيَّ مَلاَبِ
بِرُوْحِيَ ذَاكَ الْعَهْدُ كَمْ خَطَرٍ بِهِ
رَكِبْنَا وَكَانَ الجِدُّ مَزْجَ لِعَابِ
وَهَلْ مَنْ أُمُورٍ فِي الحَيَاةِ عَظِيمَةٍ
بَغَيْرِ صِبا تَمَّتْ وغَيْرِ تَصَابِي
زَمَانٌ قَضَيْنَا المَجْدَ فِيهِ حُقُوقَهُ
وَلَمْ نَلْهُ عَنْ لَهْوٍ وَرَشْفِ رَُضَابِ
مَحَضْنَا بِهِ مِصْرَ الهَوَى لاَ تَشُوبُهُ
شَوَائِبُ مِنْ سُؤْلٍ لنا وطِلاَبِ
وَمَا مِصْرَ إلا جَنَّةُ الأَرْضِ سُيِّجَتْ
بِكُلِّ بَعِيدِ الهَمِّ غَضِّ إِهَابِ
فَدَاهَا وَلَمْ يَكْرُثْهُ أْن جَارَ حُكْمُهَا
فَذًَلَّ مُحَامِيهَا وَعَزَّ مُحَابي
فَكَمْ وَقْفَةٍ إذْ ذَاكَ وَ المَوْتُ دُونَهَا
وَقَفْنَا وَمَا نَلْوِي اتِّقَاءَ عِقَابِ
وَكَمْ كَرَّةٍ فِي الصُّحْفِ وَالسَّوْطُ مُرْهِقٌ
كَرَرْنَا وَمَا نَرْتَاضُ غَيْرَ صِعَابِ
وَكَمْ مَجْلِسٍ مَمَّ تَوَخَّتْ لَنا المُنَى
غَنِمْنَا بِهِ اللَّذَاتِ غُنْمَ نِهَابِ
لَنَا مَذْهَبٌ فِي العَيْشِ وَالمَوْتِ تَارِكٌ
قُشُورَ القَضَايَا آخِذٌ بِلُبَابِ
يَرَى فَوْقَ حُسْنِ النَّجْمِ وَهْوَ مُحَيِّرٌ
سَنَى الرَّجْمِ يَنْقَضُّ انْقِضَاضَ شِهَابِ
وَمَا هُلْكُ أَفْرَادٍ وَمِصرُ عَزِيزَةٌ
أَمَا أَجَُ الإِنْسَانِ مِنْهُ بِقَابِ
كَذا كَانَ إِلْفِي لِلفَقِيدِ وَلَم يَكُنْ
لِيَضْرِبَ خِلْفٌ بَيْنَنَا بِحِجَابِ
حَفِظْتُ لهُ عَهْدِي وَلَوْ بَانَ مَقْتَلِي
لِدَهْرٍ بِهِ جَدُّ المُرُوءَةِ كَابِي
وَمَا خِفْتُ فِي أنْ أُلْفى كَغَيْرِيَ مُولَعاً
بِخَلْعِ أَحِبَّائي كَخَلْعِ ثِيَابِي
فَمَا أَنَا مَنْ فِي كُلِّ يَوْمٍ لَهُ هَوىً
وَلاَ كُلَّ يَوْمٍ لِي جَدِيدُ صَوَابِ
يَرَانِي صَدِيقِي مِنْهُ حِينَ إيَابِهِ
بِحَيْثُ رَآنِي مِنْهُ حِينَ ذَهَابِ
وَمَا ضَاقَ صَدْرِي بِالذِينَ وَدِدْتُهُمْ
وَلاَ حَرِجَتْ بِالنَّازِلينَ رِحَابِي
وَآنَفُ سَعْياً فِي رِكَابٍ فَكَيْفَ بِي
وَِلي كُلَّ حَوْلٍ آَخْذَةٌ بِرِكَابِ
حَرَامٌ عَلَيْنَا الْفَخْرُ بالشِّعْرِ إنْ تَقَعْ
نُسُورُ مَعَالِيهِ وُقُوعَ ذُبَابِ
وَمَا كِبْرِيَاءُ القَوْلِ حِينَ نُفُوسُنَا
تَجَاوِيفُ أَرْضٍ فِي انْتِفَاخِ رَوَابي
وَمَا زَعْمُنَا رَعْيَ الذِّمَامِ وَشَدُّنَا
بِظُفْرٍ عَلَى مَنْ فِي الأَمَامِ وَنَابِ
زَكِيٍّ لَكَ الإِرْثُ العَظِيمُ مِن العُلَى
وَمَا ثَرْوَةٌ فِي جَنْبِهِ بِحِسَابِ
فَكُنْ لأَبِيكَ الْبَاذِخِ القَدْرِ مُخْلَفاً
بِأَكْرَمِ ذِكْرَى عَنْ مَظِنَّةِ عَابِ
وَعِشْ نَابِهاً بِالْعِلْمِ وَالْفَنِّ نَابِغاً
فَخَرُكَ مَوْفُورٌ وَفَضْلُكَ رَابِي
أَلاَ إِنَّنِي أَبْكي بُكَاءَكَ فَقْدَهُ
وَمَا بِكَ مِنْ حُزْنٍ عَلَيْهِ كَمَا بِي
قَضَى لِي بِهَذَا الْخَطْبِ فِيمَنْ أُحِبُّهُ
إلهٌ إلَيْهِ فِي الخُطُوبِ مَنَابِي
فَفِي رَحْمَةِ المَوْلَى أَبُوكَ أَبُو النَّدَى
وَفِي عَفْوِهِ أَحْرَى امْرئٍ بِثَوَابِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 02:39 AM
أَلْقَى الجَمَالُ عَلَيْكَ آيَةَ سِحْرِهِ
فَغَدَوْتَ مَا شَاءَ الجَمَالُ حَبِيبا
حَتَّى الهُمُومُ سَمَتْ إِلَيْكَ بِوُدِّهَا
مَنْ كَانَ يَحْسَبُ لِلْهُمُومِ قُلُوبا

العنيــــدهـ
09-07-2011, 02:40 AM
أَمُشَيِّعٌ أَنَا كُلَّ يَوْمٍ ذَاهِباً
وَمُشَيِّعٌ في الإِثْرِ قَلْباً ذَائِبا
يَا صَاحِبِي أَخْلَفْتَ لِي أُمْنِيَّةً
كَانَتْ دُعَائي لا عَدِمْتُكَ صَاحِبا
أَقْوَتْ مَعَاهِدُنَا وَكَانَتْ بِالهَوَى
مَعْمُورَةً فَإِخَالُهُنَّ خَرَائِبَا
وَأَرَى وُجُوهَ الشَّاهِدِينَ كَأَنَّهَا
تَتَفَقَّدُ الوَجْهَ المُنِيرَ الغَائِبَا
كُنْتَ الأَخَ المَحْبُوبَ وَالإِلْفَ الَّذِي
لَمْ يَنْسَ مُفْتَرِضاً وَيُهْمِلَ وَاجِبَا
إنْ كَانَ فِي عَيْشِي وَقَدْ فَارَقْتَهُ
طِيبٌ فَلَيْسَ العَيْشَ بَعْدَكَ طَائِبَا
إِنَّ الَّذِي كَابَدْتَ فِيهِ مُحَاذِراً
وَمُصَابِراً لَمْ يَبْقَ فيهِ رَاغِبَا
تَوْفِيقُ أَخْطَأَكَ الَّذِي تُدْعَى بِهِ
وَالمَوْتُ لاَ يَرْعَى لِحَيٍّ جَانِبَا
أَيْنَ الكَلاَمُ الحُلوُ تُسْقَاهُ المُنَى
كَالشُّهْدِ مَهْمَا يَخْتَلِفْنَ مَشَارِبَا
أَيْنَ الأَحَادِيث اللِطَافُ وَكُلُّهَا
سِيَرٌ مُلِئْنَ طَرَائِفاً وَغَرَائِبَا
أَيْنَ المَلِيْحُ بِخُلْقِهِ وَبِخَلْقَهِ
أَلطَّاهِرُ الشِّيَمِ النَّقِيُّ مَآرِبَا
سَامِي الشَّمَائِلِ فِطْرَةً لَمْ يَتَّخِذْ
مِنْ غَيْرِهِنَّ مَرَاتِباً وَمَنَاصِبَا
يُجْنَى عَلَيْهِ فَمَا تَرَاهُ حَاقِداً
أَوْ يُسْتَفَزُّ فَمَا تَرَاهُ غَاضِبَا
وَيَظَلُّ بَسَّاماً مَا هُوَ وَجْهَهُ
بَلْ قَلْبُهُ وَسِوَاهُ يَبْسِمُ كَاذِبَا
أَخْلاَقُ إِنْسَانٍ بِمَعْنَاهُ الَّذِي
صَقَلَتْهُ أَحْقَابٌ فَتَمَّ مَنَاقِبَا
أَحَسِيبُ إِنْ تُسْلَبْ أَخَاكَ فَإِنَّنِي
شَاكٍ كَمَا تَشْكُو الزَّمَانَ السَّالِبا
قَدْ كُنْتَ أُسْتَاذِي فَهَلْ أَنَا وَاجِدٌ
قَوْلاً يُثَبِّتُ مِنْكَ قَلْباً وَاجِبا
يَكْفِي عَزَاءً تَرْكُهُ الدُّنْيَا وَقَدْ
مُلِئَتْ أَسىً وَفَوَاجِعاً وَنَوَائِبا
فَليَلْقَ عِنْدَ إِلهِهِ مَا لَمْ يَكُنْ
لِيُنَالَ فِيهَا مِنْ مُنَىً وَرَغَائِبَا

العنيــــدهـ
09-07-2011, 02:41 AM
ضَرَبَ الأَرْضَ فَانْتَهَبْ
وَكَإِيَماضَةٍ ذَهَبْ
آيَةُ الْعَصْرِ جَائبٌ
بَيْنَمَا لاَحَ إِذْ عَزَبْ
ضَاقَ بِالسُّرْعَةِ الْفَضَا
ءُ وَلَمْ يَبْقَ مُغْتَرِبْ
يُدْرِكُ الشَّأْوَ أَوْ يَكَا
دُ مَتَى أَزْمَعَ الطَّلَبْ
أَرْزُ لُبْنَانَ هَاكَهُ
حَلَبٌ هَذِهِ حَلَبْ
أَيُّهَا الْجَائِزُ المَجَا
هِلُ لاَ يَعْرِفُ النَّصَبْ
يَصِلُ المُدْنَ وَالْقُرَى
بَمَتِينٍ مِنَ السَّبَبْ
أُفْعُوَانٌ إِذَا الْتَوَى
في صُعُودٍ أَوْ في صَبَبْ
إِنْ تَرَامَى بَيْنَ الرُّبَى
خِلْتَ فُلْكاً بَيْنَ الْحَبَبْ
وَإذَا شِيمَ مُوقَداً
فَهْوَ كَالنَّجْمِ ذِي الذَّنَبْ
إِنَّ في هَذِهِ الضُّلًو
عِ لَكَا لَمَارِجِ التَهَبْ
ذَاكَ حِسٌّ مِنَ الْكُمُو
نِ وَرَى زَنْدُهُ فَهَبّْ
هُوَ شَوْقٌ إلى حِمىً
كُلُّ مَا فِيِهِ مُسْتَحَبّْ
مَيْلُ شَجْرَائِهِ حَنَا
نٌ وَفِي طَوْدِهِ حَدَبْ
أَيُّهذِي الشَّهْبَاءُ
وَالْحُسْنُ في ذَلِكَ الشَّهَبْ
حَبَّذَا في ثَرَاكِ مَا فِي
هِ مِنْ عُنْصُرِ الشُّهُبْ
ذَلِكَ العُنصُرُ الَّذِي
ظَلَّ حُرّاًوَلَمْ يُشَبْ
عُنْصُرٌ قَدْ أَصَابَ مِنْ
هُ ابْنُ حَمْدانَ مَا أَحَبْ
وَبِهِ أَحْمَدُ ارْتَقَى
ذُرْوَةَ الشِّعُرِ في الْعَرَبْ
حَبَّذَا قِسْمُكَ الْجَدِي
دُ وَمَا فِيهِ مِنْ رَحَبْ
حَبَّذَا الْجَانِبُ الْقَدِي
مُ نَبَتْ دُونَهُ الْحِقَبْ
أَلسُّوَيْقَاتُ عَقْدُهَا
مِنْ حِجَارٍ أَوْ مِنْ خَشَبْ
وَالْبَسَاتِينُ مِنْ جَنَا
هَا الأَفَانِينُ تُهْتَدَبْ
وَالمَبَانِي بِهَا الحُلِيُّ ال
بَدِيعَاتُ وَالْقُبَبْ
يَا لَهَا مِنْ زِيَارَةٍ
قُضِيَتْ وَهْيَ لِي أَرَبْ
تَمَّ سَعْدِي بِمَنْ رَأَيْ
تُ بِهَا الْيَوْمَ عَنْ كَثَبْ
وَبِأَنِّي قَضَيْتُ مِنْ
حَقِّهِمْ بَعْضَ مَا وَجَبْ
إِنَّ مَنْ قَالَ فِيهِمُ
أَعْذَبَ المَدْحِ مَا كَذَبْ
جِئْتُهُمْ وَالْفُؤَادُ بِي
خَافِقٌ كُلَّمَا اقْتَرَبْ
قَالْتَقَوْنِي كَعَائِدٍ
لِلْحِمَى بَعْدَ مَا اغْتَرَبْ
تَلْكَ وَاللهِ سَاعَةٌ
أَنْسَتِ المُتْعَبَ التَّعَبْ
لَيْسَ بِدْعاً وَإِنَّهُمْ
صَفْوَةُ الشَّرْقِ وَالنُّخَبْ
مِنْ نِسَاءٍ زَوَاهِرٍ
بِحِلَى الْحُسْنِ وَالأَدَبْ
مُحْصَنَاتٍ مُرَبِّيَا
تِ النَّجِيبَاتِ وَالنُّجُبْ
وَرِجَالٍ إِذَا هُمُ
سَابَقُوا َأحْرَزُوا الْقَصَبْ
شَرَّفُوا الْعِلمْ مَا اسْتَطَا
عُوا وَلَمْ يَحْقِرُوا النَّشَبْ
أَمْهَرُ الطَّالِبِينَ لِلْسْكَ
بِ مِنْ خَيْرِ مُكْتَسَبْ
أحْلَمُ النَّاسِ عَنْ هُدىً
مَا الَّذِي يُصْلِحُ الْغَضَبْ
أَحْزَمُ الْخَلْقِ إِنْ يَكُنْ
سَرَفٌ جَالِبُ الْعَطَبْ
مَنْ رَأَى مِنْهُمُ المَكَا
نَ لِفَوْزٍ بِهِ وَثَبْ
مُحْرِزَاً غَايَةَ الَّذِي
رَامَ في كُلِّ مُطَّلّبْ
فِيهِمُ الْحَاسِبُ الَّذِي
لاَ يُجَارَى إِذَا حَسَبْ
فِيهِمْ الْكَاتِبُ الَّذِي
لاَ يُبَارَى إِذَا كَتَبْ
فِيهِمْ الْعَالِمُ الَّذِي
عَقْلُهُ كَوكَبٌ ثَقَبْ
فِيهِمْ الشَّاعِرُ الَّذِي
شَعْرُهُ لِلنُّهَى خَلَبْ
فِيهِمْ الْقَائِلُ الصَّؤُو
لَ عَلَى الْجَمْعِ إِنْ خَطَبْ
فِيهِمْ الصَّانِعُ الَّذِي
صُنْعُهُ آيَةُ الْعَجَبْ
فِيهِمْ المُطْرِبُ المُجِ
دُّ فُنُوناً مِنَ الطَّرَبْ
يَا كِرَاماً أَحَلَّنِي
فَضْلُهُمْ أَرْفَعَ الرُّتَبْ
إِنَّ فَخْراً نَحَلْتُمُو
نِي لأَغْلَى فِي الْحَسَبْ
لَمْ يَكُنْ لِي وَمَنْ أَنَا
هُوَ لِلشِّعْرِ وَالأَدَبْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 02:42 AM
يَا قَاطِعَاً سَبَبَ الدُّنْيَا وَمُتَّصِلاً
بِخِدْمَةِ اللهِ هَلْ بَعْدَ التُّقَى سَبَبُ
مَنْ يَرْقَى إِيمَانُهُ وَهُوَ اليَقِينُ فَمَا
وَهْمُ الحَيَاةِ وَمَا الأَخْطَارُ وَالرُّتَبُ
يَا سَعْدُ طَائِفَةٍ سَامُوكَ رَاعِيَها
في أَمْسِكَ ابْنٌ لَهَا وَالْيَومَ أَنْتَ أَبُ
أَبٌ وَلَكِنْ بِأَسْمَى مَا يُرَادُ بِهِ
وَلَوْ دَعَتْكَ رَسُولاً لَمْ يَكُنْ عَجَبُ
أعْلَيْتَهَا بِمَبَرَّاتٍ خُلِّدَتْ قَدْراً
فَأَعْلاَكَ قَدْراً صِيْدُهَا النُّخُبُ
فَاهْنَأْ بِخُطَّتِكَ الْمُثْلى وَعِشْ وَأَفِدْ
بِعِلْمِكَ النَّاسَ ذَاكَ الْفَخْرُ وَالْحَسَبُ
كَذَا يَكُونُ رَئِيسُ الدِّينِ بَدْرَ هُدَىً
لِلْعَالَمِينَ وَتَزْهُو حَوْلَهُ الشَّهُبُ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 02:43 AM
وَقَعَتْ نِهَايَةُ دَائكَ المُنْتَابِ
وَقْعَ الفُجَاءَةِ فِي انْقِضَاضِ شِهَابِ
فِي يَوْمِ الاسْتِبْشَارِ بِالْعِيدِ الَّذي
هُوَ مَعْقَدُ الآمَالِ مِنْ أَحْقَابِ
وَبِحَضْرَةِ المَلِكِ المَهِيبِ وَمُلْتَقَى
وُزَرَائِهِ وَالشّعْبِ وَالنُّوّابِ
وَبِمَشْهَدٍ مِنْ قَادَةٍ فِي أهْبَةٍ
وَذَوِي سُيوفٍ تُنْتَفَى وَحِرَابِ
بَيْنَا تَقُولُ زَفِي الخِطَابِ بَقِيَّةٌ
نَزَلَ القَضَاءُ فَكَانَ فَصْلَ خِطَابِ
فإِذا التَّعَجُّبُ وَالأَسَى قَدْ أَعْقَبَا
ما كَانَ مِنْ طَرَبٍِ وَمِنْ إعْجَابِ
عَاشَ المَلِيكُ وَنَجْمُهُ فِي أَوْجِهِ
أنْ يَهْوي بَيْنَ يَدَيْهِ نَجْمٌ كَابِ
عِظَةٌ أَرَادَ الدَّهْرُ إِغْرابَاً بِهَا
يا بُعْدَ غَايَتِهِ مِنَ الإِغْرَابِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 02:45 AM
أَرْزَ الْجَنُوبِ اسْلَمْ عَزيزَ الْجَانِبِ
وَالْقَ الدُّهُورَ وَأَنْتَ أَبْقَى صَاحِبِ
اللهُ في أدْوَاحِكَ النُّضْرِ الَّتِي
تَرِدُ المَعِينَ مِنْ الْجَمَادِ النَّاضِبِ
أَوْ تُرْضِعُ الأَثْدَاءَ مِمَّا أَقْبَلَتْ
تُرْوِي الْعِطَاشَ بِهِ صُدُورُ سَحَائِبِ
أَلتَّاجُ فَوْقَ التَّاجِ مِنْ أَغْصَانِهَا
حَتَّى تُرَصِّعَهُ الْعُلَى بِكَوَاكِبِ
وَالنُّوْرُ في أَوْرَاقِهَا مُتَنَخِّلٌ
يَصْفُوا ذَرُوراً في عُيُونِ الرَّاقِبِ
َأرْزٌ تَرَاهُ كَبَاذِخِ الأَبْرَاجِ إِنْ
تَنْظُرُ إِلَيْهِ مِنْ مَدىً مُتَقَارِبِ
وَإِذَا بَعُدْتَ رَأَيْتَ شَامَاتٍ عَلَى
خَدٍّ كُمَيْتٍ لُوْنُهُ أَوْ شَاحِبِ
أعْزِزْ بِهِ وَبِجِيْرَةٍ حَفُّوا بِهِ
سُمَحَاءَ أَهْلٍ مَفَاخِرٍ وَمَنَاقِبِ
هُمْ بِالحَمِيِّةِ خَيْرُ مَنْ يَرْجُو الحِمَى
لِسَدَادِ خَلاَّتٍ وَدَرْءٍ نَوَائِبِ
بَسَلاَءُ إِنْ تَدْعُ الحَفِيظَةُ لَمْ تَجِدْ
في القَوْمِ غَيْرَ الشِّمَّرِيِّ الوَاثِبِ
صُوَّامُ أَلْسِنَةٍ عَنِ القَوْلِ الخَنَى
قَوَّامُ أَفْئِدَةٍ لِفِعْلِ الوَاجِبِ
قَاضُونَ لِلْحَاجَاتِ بَادٍ بِشْرُهُمْ
في وَجْهِ مُرْتَادِ النَّدَى وَالطَّالِبِ
إِنْ َأزْمَعُوا لَمْ يَرْجِعُوا أَوْ صَمَّمُوا
بَلَغُوا النَّجَاحَ وَمَا لَوَوْا بِمَصَاعِبِ
أَحْسَابُهُمْ مَوْفُورَةٌ آيَاتُهَا
في كُلِّ مَعْنىً فَوْقَ عَدِّ الحَاسِبِ
مَنْ مِثْلُهُمْ جَاهاً وَكَاتِبُهُمْ إِذَا
مَا نَافَسُوا الدُّنْيَا كَهَذَا الكَاتِبِ
وَشَبَابُهُمْ هُمْ هُؤْلاَءِ وَكُلُّهُمْ
سَامِي السَّجِيَّةِ ذُو ذَكَاءٍ ثَاقِبِ
وَشُيُوخُهُمْ هُمْ هُؤْلاَءِ وَجُوهُمُ
بِيضُ الصَّحائِفِ لَم تُشَبْ بشَوَائِبِ
إِنِّي صَدَقْتُهُمُ المَديحَ بِمَا بِهِمْ
وَأقُولُ شَرُّ الشِّعْرِ شِعْرُ الْكَاذِبِ
وعَلَى التَّخَالُفِ مِلَّةً لَيْسُوا سِوَى
أهْلِينَ فِي نَظَرِ الْحِمَى وَأَقَارِبِ
لُبْنَانُ قَلْبٌ فِيِهِ أَشْرَفُ وَحْدَةٍ
وَطَنِيَّةٍ بَيْنَ اخْتِلاَفِ مَذَاهِبِ
يَا رَبَّةَ الْقَصْرِ الَّذِي نَهَضَتْ بِهِ
عَلْيَاءُ تَنْمِيَها أَعَزُّ مَنَاسِبِ
هَذِي إِلَيْكَ تَحِيَّةٌ مِنْ شَاعِرٍ
لِعُلاَكَ بِالأَدَبِ الأَتَمِّ مُخَاطِبِ
يُثْنِي عَلَيْكِ وَيَحْفَظُ الذِّكْرَى لِمَا
أَسْدَيْتِ بَاقِيَ دَهْرِهِ المُتَعَاقِبِ
مِنْ زَائِرٍ لمحَ التُّقَى مُتَجَلِّياً
كَالنُّورِ مِنْ سِتْرِ الْجَلاَلِ الْحَاجِبِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 02:46 AM
بَرٌّ وَبَحْرٌ حَائِلاَ
نِ وَفَوْقَ مَا وَسِعَا صِعَابُ
أَلْبَاخِراتُ تَأَهَبتْ
وَعَلاَ مَدَاخِنَهَا سَحَابُ
وَالْقَاطِرَاتُ بِهَا نَشِي
شٌ لِلتَّحَرُّكِ وَاصْطِخَابُ
وَالطَّائِرَاتُ يَكَادُ يُلْ
قَى عَنْ شَوَاكِلِهَا الرِّكَابُ
كَثُرَتْ وَسَائِلُ الاقْتِرَا
بِ وَأَيْنَ مِنَّا الاقْتِرابُ
أَبْغِي الذَّهَابَ فَفِيمَ أُحْ
رَمُهُ وَيَسْتَعْصِي الذَّهَابُ
إِنِّي لَفِي دَارِي وَفِي
قَلْبِي عَنِ الدَّارِ اغْتِرابُ
إِخْوَانُنَا ارْتَقَبُوا تَلاَ
قِينَا فَما أجْدَى ارْتِقَابُ
أَثْوِي وَآلاَمِي مُبَرِّ
حَةٌ وَآمَالِي غِضَابُ
وَلِغَضْبَةِ الآمَالِ كَمْ
ظُفُرٌ تَصُولُ بِهِ وَنَابَ
مَاذَا جَنَيْتُ عَلَى الْعُلَى
فيَنَالَنِي هَذَا الْعِقَابُ
يَا رُفْقَتِي هَيْهَاتَ يَشْ
فِي حُرْقَتِي هَذَا الْخِطَابُ
كَيْفَ العَرَائِشُ مُوقَدَا
تِ وَالمَدَارِجُ وَالْهِضَابُ
هَلْ يَزْخَرُ الْوَادِي وَتُخْ
طِئُنِي مَوَارِدُهُ الْعِذَابُ
تِلْكَ الرَّقَائِقُ مَدَّهُنَّ
النَّهْرُ في كَبِدي حِرَابُ
لَيْسَ النَّدِيمُ مُسَرِّياً
عَنِّي الْهُمُومَ وَلاَ الشَّرَابُ
لاَ بَلْ لِيَغْفِرْ لِلْحَيَا
ةِ ذُنُوبَهَا هَذَا المَتَابُ
يُوبِيلُ شُكْرِي قَائِمٌ
وتَضِيقُ بِالْحَشْدِ الرِّحَابُ
أعْيَانُ زَحْلَةَ حَوْلَهُ
وَبَنُو الْعُمُومَةِ وَالصِّحَابُ
حَفْلٌ يُكَرِّمُهُ وَلاَ
دَخَلٌ هُنَاكَ وَلاَ ارْتِيَابُ
في مِهْرَجَانٍ بَاهِرٍ
زِينَاتُهُ عَجَبٌ عُجَابُ
رَاعَتْ حِلاَهَ وَلَمْ يُخَلِّ
دُ مِثْلَ ذِكْرَاهُ كِتَابُ
بِالْقَلْبِ أَحْضُرُهُ وَلَمْ
يَحْجُبْ سِوَى الْجِسْمِ الْغِيَابُ
أَنَحِيبُ إِنْ تُبْلِغْهُمُ
عُذْرِي فَقَدْ أُمِنَ الْعِتَابُ
قُوْلُ الطَّبِيبِ وَأَنْتَ قَا
ئِلُهُ شَهِيٌّ مُسْتَطَابُ
أَلعِلْمُ وَالأَدَبُ الَّذِي
يَجْلُوهُ وَالفّضْلُ اللُّبَابُ
وَسَمَاحَةُ الآسِي المُؤا
سِي كَمْ بِهَا لِلْخَيْرِ بَابُ
مَا حَالُ شُكْرِي هَلْ تَرَى
عَنْ فَوْدِهِ طَارَ الغُرَابُ
أَمْ صَرَّحْتْ نُذُرُ المَشِي
بِ وَظَلَّ يُنْكِرُهَا الشَّبَابُ
تَدْرِي الصِّحَافَةُ مَنْ فَتَى الْ
أَقْوَامِ إِنْ عَزَّ الطِّلاَبُ
رَجُلٌ صَلِيبُ الْعُودِ في الْ
جُلّى وَإِنْ نَضُرَ الإِهَابُ
ذَرِبُ الْيَرَاعَةِ لاَ يَفُلُّ
شَبَاةَ صَارِمَهِ الضِّرَابُ
طَلْقُ اللِّسَانِ يَذُودُ عَنْ
حَقِّ الْبِلاَدِ وَلاَ يَهَابُ
في جِدِّهِ وَدِعَابَهَ
جِدُّ الْحَوَادِثِ وَالدِّعَابُ
نَقَّادُ صِدْقٍ قَلَّمَا
يَعْدُو مَقَالَتَهُ الصَّوَابُ
إِنْ يَبْتَغِي إِلاَّ الصَّلاَ
حَ وَهَلْ عَلَيْهِ فِيهِ عَابُ
مَهْمَا يَجِلَّ ثَوَابُهُ
مِنَّا فَقَدْ قَلَّ الثَّوَابُ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 02:48 AM
إنْ فَازَ نَجْلُكَ بَيْنَ الْرِّفُقَةِ النُّجُبِ
فَلَيْسَ في فَوْزِهِ الْمَشْهُودِ مِنْ عَجَبِ
وَإِنْ أصَابَ امْتِيَازاً قَلَّ مُدْرِكُهُ
لَدَى امْتَحَانٍ فَمَنْ يَجْدُرْ بِهِ يَصِبِ
أَبُوهُ جَلَّى قَدِيماً أَيَّ تَجْلِيَةٍ
وَعَادَ فَتَاهُ الْيَوْمَ بِالْقَصَبِ
وَرَاعَ فِي شُهُبِ مِنْ جِيلِهِ سَطَعَتْ
فَلْيَغْدِ في جِيلِهِ مِنْ أَرْوَعِ الشُّهُبِ
مَا أَحْسَنَ الْفَرْعَ يَقُفُو الأَصْلَ مُهْتَدِياً
بِهَدْيِهِ في مَضَاءِ الْعَزْمِ وَالدَّأْبِ
وَمَا أَعَزَّ الْفَتَى تَنْمِيهَ هَمَّتُهُ
هَذَا إلى أَنَّهُ يَنْمِيه خَيْرُ أَبِ
قَدْ كَافَأَ اللهُ باِلحُسْنَى مَضَاعَفَةً
في أَكْرَمِ الوُلدِ قَلْبِ الوَالِدِ الحَدِبِ
سُرُورُهُ الْيَوْمَ أَضْعَافُ السُّرُورِ بِمَا
أَوْلاَهُ مِنْ مَنْصِبٍ عَالٍ وَمِنْ حَسَبِ
وَحَبَّذَا لِعُلَى مِصْرَ وَعِزَّتِهَا
تَسَلْسُلِ النُّخَبِ المُثْلَى مِنَ النُّخَبِ
هَذِي تَحِيَّةُ وُدٍّ لاَ مِراءَ بِهِ
وَنَفْحَةٌ مِنْ وَلاءٍ غَيْرِ مُؤْتَشِبِ
نَظَمْتُهَا حِينَ وَافَانِي الْبَشِيرُ كَمَا
جَاءَتْ وَمَا مَلْهِمٌ لِلْشِّعْرِ كَالطَّرَبِ
حَقُّ الوَزِيرِ كَبِيرٌ وَالشَّفِيعُ بِهَا
لَدَى مَعَالِيهِ لُطْفُ الأخْذِ بِالسَّببِ
هَوَ الْهَمَامُ الَّذِي يَأْتِي مَحَامِدَهُ
وَحَسْبُهُ مِنْ جَزَاءِ أَجْرِ مُحْتَسَبِ
إِذَا تَحَلَّى عِصَامِيٌّ بِرُتْبَتِهِ
فَهْوَ الْمُحَلَّى بِمَا يُوفَى عَلَى الْرُّتَبِ
وَأَنْ يُقَلَّدَ وَزِيرُ الْحُكْمِ مَنْصِبَهُ
فَلاَ كَذَاكَ وَزِيرُ الْعِلْمِ وَالأَدَبِ
هَيْهَاتَ يَبْلُغُ شِعْرٌ مِنْ مَآثِرِهِ
بَعْضَ الْمُخَلَّدِ في الأَسْفَارِ وَالْكُتُبِ
مَنْ أَمَّ سَاحَتَهُ يَحْتَتُّهُ أَمَلٌ
وَلَوْ عَدَتْهُ عَوَادِي الْدَّهْرِ لَمْ يَخِبِ
وَمَنْ تَفَيَأَ ظِلاًّ مِنْ مُروءَتِهِ
أَوَى إلى مَأْمَنٍ مِنْ صَوْلَةِ الْنُّوَبِ
سَمِحَ الْفُؤادِ قَوِيُّ الْجَأْشِ رَابِطُهُ
بِحَيْثُ يُعْصَمُ مِنْ جَهْلِ وَمِنْ غَضَبِ
تَزْدَادُ في أَوْجِهَا الضَّاحِي كَرَامَتُهُ
وَلَيْسَ يَنْقُصُهَا غَاشٌ مِنَ الْسُّحُبِ
فَلْيُهْنِيءِ اللهُ إِبْرَاهِيمَ مُرْتَقِياً
في السَّعْدِ مِنْ َأَرَبٍ يَقْضِي إلى أَرَبِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 02:49 AM
بِدِيبَاجَةٍ مِنْ خُيوطِ الغَمَامِ
تَخَلَّلَهَا كُلُّ شَيءٍ عَجَبْ
جَلاَ شِعْرُكَ العَرَبِيُّ الأَنيقُ
طَرَائِفَ زَادَتْ ثِرَاءَ الأَدَبْ
وَمَا بَرَحَ الشَّعْرُ فِي كُلِّ عَصْرٍ
لَهُ كُوْكَبٌ يُجْتَلى فِي حَلَبْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 02:50 AM
أَبْكِيكَ يَا زَيْنَ الشَّبَابِ
يَا كَوْكَباً فِي التُّرْبِ غَابْ
تَوْفِيقُ إِنْ تَذْهَبْ فَكمُلُّ
مُزْمِعٌ هَذَا الذَِهَابْ
أَسْفٌ عَظِيمٌ لِلأحِبَّةِ
أَنْ تَبَينَ بِلاَ مَآبْ
بَعْدَ القُصُورِ البَاذِخَاتِ
أَبَاتَ مَأْوَاكَ التُّرَابْ
وَمِنَ الثَّرَاءِ وَمِنْ مَفَا
خِرِهِ انْتَهَيْتَ إلى تَبَابْ
تِلْكَ الفَجِيعَةُ حَوَّلَتْ
أَمْنَ النُّفُوسِ إِلَى اضْطِرَابْ
لَمْ تُرْوَ مِنْ قِدَمٍ وَلَمْ
تَقْصَصْ حَدٍِيثاً فِي كِتَابْ
وَارَحْمَتَا لَكَ مِنْ قَتِيلٍ
لَمْ يَزَلْ غَضَّ الإِهَابْ
فَتَكَ الذِئَابُ بِهِ
وَبَعْضُ النَّاسِ شَرٌّ من ذِئَابْ
مَا ذَنْبُهُ إِلاَّ السَّمَاحُ الْمَحْضُ
والأَدَبُ اللُّبَابْ
نَزَلُوا حِمَاهُ وَكَانَ أَمْنَعَ
فِي حِمَاهُ مِنْ عِقَابْ
وَرَمَوْا فَمَا أَلْقَى الشِّهَابَ
مِنَ العَنَانِ سِوَى شِهَابْ
مَا كَانَ أَغْنَاهُمْ وَذَاكَ
البَابُ لِلإحْسَانِ بَابْ
لَوْ أَنَّهُمُ لاَقَوْا ذَوِي الحَاجَاتِ
فِي تِلْكَ الرِّحَابْ
فِي حِكْمَة الدُّنْيَا وَفِي تَصْرِيفِهَا
العَجَبُ العُجَابْ
قَدْ يَظْفَرُ الجانُونَ فِيهَا
بِالكَرَامَةِ وَالثُّوَابْ
وَعَلَى رُؤُوسِ الخَائِفِنَ
اللهَ قدْ يَقَعُ العَقَابْ
دُنْيَا تُخَالِفُ كُلَّ تَقْدِيرٍ
وَتَخْلِطُ فِي الحِسَابْ
فِي زُهْرِهَا الغَرَّارِ لِلْسَّارِي
وَفِي الوَرْدِ السَّرَابْ
فَتَظَلُّ كُلُّ حَقِيقَةٍ
فِيهَا مَحَلاً لاِرْتِيَابْ
ما كُنْتَ يَا تَوْفِيقُ إِلاَّ
مَنْ تَفَدِّيهِ الصِّحَابْ
لِشَمَائِلَ مَمْلُؤَةٍ أُنْساً
وَأَخْلاَقَ عِذَابْ
وَصَفَاءَ طَبْعٍ لَمْ يُكَدِّرْهُ
الزَّمَانُ وَلَوْ أَرَابْ
وَمُروءَةً فِي كُلِّ حَادِثَةٍ
لَها دَاعٍ مُجَابْ
لَكِنْ وَكَمْ لَكِنْ تُقَالُ
إِذَا كَبَا بِالجَدِّ كَابْ
حِكْمُ الَّذي بَرَأَ البَرِيَّةِ
لاَ سُؤَالَ وَلاَ عِتَابْ
وَهُوَ الَّذِي تَعْتَاضُ بِالنَّعْمَى
لَدَيْهِ مِنُ العَذَابْ
وَعَلَيْهِ تَحْقِيقُ الرَّجَاء
فَمَنْ رَجَا إِلاَّهُ خَابْ
إِدْوَرَدُ عِشْ مُتَوَافِرَ الآلاَءِ
مَرْفُوعَ الجَنَابْ
فِي غِبْطَةٍ تَصْفُو وَبِالْغَيْرِ
المُلِمَّةِ لاَ تُثَابْ
لاَ بِدْعَ إِنْ وَاسَاكَ أَهْلُ
القُطْرِ فِي ذَاكَ المُصَابْ
فَلأَنْتَ ذَاكَ الفَرْعُ مِنْ
أَصْلٍ زَكَا فِيهِ وَطَابْ
مِنْ أُسْرَةٍ طَهُرَتْ
خَلاَئِقُهَا وَلَمْ تُوصَمْ بِعَابْ
ضُرِبَتْ بِسَهْمٍ فِي العُلَى
فَأصَابَ مِنْهَا مَا أَصَابْ
وَلأَنْتَ خَيْرُ بَقِيَّةٍ
منْهَا تُرْجَى أَوْ تُهَابْ
زَانَتْكَ آدَابٌ رَقِيقَاتٌ
وَأَخْلاقٌ صِلابْ
لُطْفٌ وَظُرْفٌ فِي الحَدِيْثِ
وَفِي السُّؤَالِ وَفِي الجَوَابْ
عَزْمٌ يَفِّلُ مَكَارهَ الدُّنْيَا
وَيَهْزَأُ بِالصِّعَابْ
رَأْيٌ إِذَا أَبْدَيْتَهُ فِي مَعْضِلٍ
فَصْلُ الخِطَابْ
مَجْدٌ أَبَى شَرَفاً وَجُوداً
أَنْ يُشَبَّهُ بِالسَّحَابْ
يَا مَنْ نُعَزِّيهِ وَيَدْرِي
فَوْقَ مَا نَدْرِي الصَّوَابْ
وَعْدُ المُهَيْمِنِ بِالسَّعَادَةِ
لَيْسَ بِالْوَعْدِ الكِذَابْ
فَلِمَنْ تَوَلَّى رَحْمَةً
في خِلْدِهِ وَلَكَ احْتِسَابْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 02:52 AM
وَدَاعاً أَيُّهَا الخِدْنُ الحَبِيبُ
غَداً مِيعَادُنَا وَغَداً قَرِيبُ
تَعَاظَمَنِي وقَدْ وَلَّيْتَ خَطْبٌ
بِجَانِبِهِ تَضَاءَلَتِ الخُطُوبُ
إِذَا ما بَانَ أَتْرَابِ فإِنِّي
لَفِي أَهْلِي وَفِي وَطَنِي غَرِيبُ
يُخَالِطُنِي الأُولَى هُمْ بَعْدُ جِيلِي
وَلَيْسَ بِثَوْبِي الثَّوْبُ القَشِيبُ
لَنَا حالٌ أَلِفْنَاهَا شَبَاباً
وَيَجْفُلُ مِنْ تَحَوِّلِهَا المَشِيبُ
تَغَشَّى وجْهَ إِبْرَاهِيمَ صَرْفٌ
يُقالُ لَهُ الرَّدَى وَهْوَ المَغِيبُ
أَلَمْ يَكُ فِي سَمَاءِ العَصْرِ نَجْماً
فَبَعْدَ شُرُوقِهِ زَمَناً غُرُوبُ
وَلَيْسَ بِحَائِنِ مَنْ لاَ نَرَاهُ
بِأَعْيُنِنَا وَتُبْصِرُهُ القُلُوبُ
فَتَىً فِيهِ تَعَدَّدَتِ المَزَايَا
فَلَمْ يَكُ فِي الرِّجَالِ لَهُ ضَرِيبُ
طَبِيبٌ لِلعُيُونِ بِهِ شِفَاءٌ
إِذَا مَا الطِّبُّ أَعْيي وَالطَّبِيبُ
شَهِدْتُ لَهُ خَوَارِقُ نَاطِقَاتٍ
بِمَا يَسْطِيعُهُ الآسِي اللَّبِيبُ
أَدِيبٌ نَسْجُهُ مِنْ كُلِّ لُوْنٍ
كَأَرْوَعِ مَا يُدَبِّجُهُ أَدِيبُ
تَسَاوَقَ شِعْرُهُ وَالنَّثْرُ حُسْناً
فَمَا يَخْتَارُ بَيْنَهُمَا الطَّرُوبُ
وَفِي جِدٍّ وَفِي هَزْلٍ تَجَلَّتْ
لَهُ فَطِنٌ بِهَا بِدَعٌ ضُرُوبُ
يَفُوزُ العَقْلُ مِنْهَا بِالمُجَانِي
وَفِيهَا مَا يُفِيدُ وَمَا يَطِيبُ
صَنَاعُ يَدٍ لَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ
يُزَاوِلُهُ بِهَا سِرٌّ عَجِيبُ
فَمَا يَغْرِيهِ يُخْرِجُهُ فَريّاً
وَمَا يَرْمِيهِ مِنْ غَرَضٍ يُصِيبُ
نَدِيمٌ إِنْ تَنَادَرَ بَيْنَ صَحْبٍ
وَجَدْتَهُمُ وَمَا فِيهِمْ كَئِيبُ
سَوَانِحُهُ الحِسَانُ يَجِئْنَ عَفْواً
كَمَا تَهْوَى قَرِيحَتُهُ اللَّعُوبُ
خَفِيفَ الرُّوحِ نَقَّادٌ بِرِفْقٍ
يُبَصِّرُ بِالعُيُوبِ وَلاَ يَعِيبُ
يُحَاكِي النُّطْقَ وَالحَرَكَاتِ مَمَّا
يَشِذُّ فَلَيْسَ يَفْلِتُهُ غَرِيبُ
شَآمِيٌّ وَمِصْرِيٌّ صَمِيمٌ
وَنُوبِيٌّ وَرُومِيٌّ جَنِيبُ
رُمُوزٌ فِي الظَّوَاهِرِ مُضْحِكَاتٌ
وَيُدْرِكُ لُطْفَ مَغْزَاهَا الأَرِيبُ
يَرُوعُ بِمَا يُجِيدُ يَداً وَفِكْراً
وَجَارُ أَنَاتِهِ طَبْعٌ غَضُوبُ
فَذَلِكَ أَنَّ جَوْهَرهُ سَلِيمُ
وَلَيْسَ يَضِيرُهُ عَرَضٌ يَشُوبُ
وَمِمَّا أَكْبَرَ الإِخْوَانُ فِيهِ
خلاَئِقَ لَيْسَ فِيَهَا مَا يَريِبُ
مَنَاطُ نِظَامِهَا حَزْمٌ وَعَزْمٌ
وَمَجْلَى حُسْنِهَا كَرَمٌ وَطِيبُ
فأَمَّا عَنْ شَجَاعَتِهِ فَحَدِّثْ
وَفِي الذِّكْرَى لِسَائِلِهَا مُجِيبُ
قَضَى فِي الجَيْشِ عَهْداً لَيْسَ يَنْسَى
لَهُ مِنْ فَخْرِهِ الأَوْفَى نَصِيبُ
بِهِ مَرَحٌ أَوَانَ الرَّوْعِ حُلْوٌ
يُثِيرُ شُجُونَهُ الخَطَرُ المَهِيبُ
يُدَاوِي أَوْ يُوَاسِي كُلَّ شَاكٍ
وَلاَ يَعْتَاقُهُ حَدَثٌ رَهِيبُ
وَيُؤْنِسُ فِي الفَلاَةِ مُسَامِرِيهِ
بِحَيْثُ يُنَفِّرُ الوَحْشَ اللَّهِيبُ
هُنَالِكَ أَطْرَبَ الشُّجْعَانَ شِعْرٌ
بِهِ مَزَجَتْ زَمَازِمَهَا الحُرُوبُ
تَغَرَّدَ حَافِطٌ وَشَدَا الشُّدُودِي
بِمَا لَمْ يَأْلَفِ الزَّمَنُ العَصِيبُ
وَفِي صَمْتِ المَدَافِعِ وَالمَنَايَا
تُهَادِنُ قَدْ يُغَنِّي العَنْدَلِيبُ
وِدَاعاً يَا صَدِيقاً إِنْ شَجَانَا
بِهَجْرٍ فَهْوَ بِالذِّكْرَى يَؤُوبُ
حَيَاتُكَ جُزْتَهَا مَدًّا وَجَزْراً
وَمَسًّكَ فِي نِهَايَتِهَا اللُّغُوبُ
قَلِيلٌ مَا تَوَاتِيكَ الأَمَانِي
كَثِيرٌ مَا تَحَمِّلُكَ الكُرُوبُ
وَكَمْ فَوَّتَّ فِيهَا طَيِّبَاتٍ
يَفُوزُ بِهَا المُدَاجِي وَالكَذُوبُ
لَئِنْ لَمْ تَجْزَ فِي دَنْيَاكَ خَيْراً
لَرَبُّكَ فِي السَّمَاءِ هُوَ المُثِيبُ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 02:53 AM
رَغِبْتِ إِلَيَّ فِي إِهْدَاءِ رَسْمِي
إِلَيكِ وَقَبْلَهُ أَهْدَيْتُ قَلْبِي
وَأَنْتِ جَدِيرَةٌ أَدَباً وَحُسْناً
وَأخْلاَقاً بإِعْجَابِي وَحُبِّي

العنيــــدهـ
09-07-2011, 02:55 AM
طَويْنَا الحُقُولَ سِرَاعَ الْمَسِيرِ
عَلَى مَتْنِ مُتَّصِلٍ كَالسَّبَبْ
نَمُرُّ بِخَضْرَاءَ فَتَّانَةَ
لَها مِنْ زُمُرُّدِهَا مُنْتَقَبْ
إلى مُرْتَمَى العُيْنِ مَبْسُوطَةٌ
تَمُوجُ بِأَشْجَارهَا عَنْ حَبَبْ
وَأَنْهَارُهَا تَحْتَ نُورِ الزَّوَالِ
تَفِيضُ بِطَاءً بِمثْلِ الضَّرَبْ
وَلِلشَّمْسِ فِي الْمُنْتَهَى مَغْرِبٌ
رَأَيْنَا بِهِ آيَةً مِنْ عَجَبْ
رَأَيْنَا مِنَ الْغَيْمِ طوداً رَسَا
عَلَى أُفْقِهَا وَسَمَا وَاشْرَأَبْ
بِجِسْمِ ظَلاَمٍ وَقِمَّةِ تِبْرٍ
وَسَفْحٍ تَعَارِيجُهُ مِنْ لَهَبْ
كَأَنَّ الأشِعَّةَ أَثْنَاءَهُ
مَغَاوِرُ في مَنْجَمٍ مِنْ ذَهَبْ
وَرَاعَ نَوَاظِرَنَا أَيِّلٌ
مَضَى قَرْنُهُ صُعُداً وَانْشَعَبْ
تَلَفَّتَ يَرْنُو بِيَاقُوتَتَيْنِ
وَسَالَ دَماً صُلْبُهُ وَالذَّنَبْ
وَكَمْ مِنْ جِنَانٍ وَكَمْ مِنْ قُرَىً
وَكَمْ مِنْ صُرُوحٍ وَكَمْ مِنْ قُبَبْ
تَصَاوِيرُ يَصْنَعُهَا مَاهِرٌ
مِنَ الْغَيْبِ يُبْدِعُهَا مَا أَحَبْ
يَظَلُّ يُنَوِّعُ أَشْكَالَهَا
دِرَاكاً وَلا يَعْتَريهِ نَصَبْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 02:56 AM
دخلت الثماني والثلاثين همتي
على غير ودي والفؤاد كئيب
ولي أملٌ في ذمة الدهر مخلف
وجاه بأيدي النائبات سليب
سوى أن لي وداً نفيساً بذلته
وأوفاه لي حر الضمير أريب
فتى لا يجول النور جولة فكره
وليس يداني الشرق فيه غروب
أفديه ما تفدي الخلائق شمسها
إلا وهي أبصار لهم وقلوب
إذا ما انقضى عهد الشباب فوده
سرور تبقى في الحياة وطيب

العنيــــدهـ
09-07-2011, 02:58 AM
عَلاَ مَفْرِقِي بَعْدَ الشَّبَابِ مَشِيبُ
فَفَوْدِي ضَحُوكٌ وَالفُؤاد كَئِيبُ
إِذَا مَا مَشَى هَذَا الشَّرَارُ بِلِمَّةٍ
فَمَا هِيَ إِلاَّ فَحْمَةٌ سَتَذُوبُ
أَرَاعَكَ إِصبَاحٌ يُطَارِدُ ظُلْمَةً
بِهَا كَانَ أُنْسٌ مَا تَشَاءُ وَطِيبُ
فَمَا بَالُ ضَوْءٍ في دُجَى الرأْسِ مُؤْذِنٍ
بِأَنَّ زَمَاناً مَرَّ لَيسَ يَؤُوبُ
غَنِمْنَا بِهِ أَمْنَ الحَيَاةِ وَيُمْنَهَا
كَلَيْلٍ بِه يَلْقَى الحَبيبَ حَبِيبُ
شَبابٌ تَقَضَّى بَينَ لَهوٍ وَنَعْمَةٍ
إِذَا الدَّهْرُ مُصْغٍ وَالسُّرُورُ مُجيبُ
وَإِذْ لاَ تُعَدُّ المَعْصِيَاتُ عَلَى الفَتَى
خَطَا صَي عَلَيهِ ذُنُوبُ
وَإِذْ كُلُّ صَعبِ لاَ يُرامُ مُذلَّلٌ
لاَ يُجَازُ رَحِيبُ
وَإِذْ كُلُّ أَرْضِ رَوْضَةٌ عَبْقَرِيَّةٌ
جَدِيبٍ في الدِّيَارِ خَصِيبُ
وَإِذْ كُلُّ ذِي قَلْبٍ خَفُوقٍ بِصَبْوَةٍ
عَلَى الْجَهْلِ مِنْهُ شَاعِرٌ وَأَديبُ
وَإِذْ يَثِبُ الفِكْرُ الْبَطِيءُ فَيَرْتَقِي
إِلى الأَوْجِ لاَ يَثْنِيهِ عَنهُ لُغُوبُ
وَإِذْ نَسْتَلِذُّ الْقَرَّ وَهْوَ كَرِيهَةٌ
وَإِذْ نَسْتَطِيبُ الْحَرَّ وَهْوَ مُذِيبُ
وَإِذْ تَسْتَبِينَا كُلُّ ذَاتِ مَلاَحَةٍ
لَهَا فِتْنَةٌ بِاللاَّعِبينَ لَعُوبُ
وَإِذْ تَتَلَقَّانَا الصُّرُوفُ بِرَحْمَةٍ
وَيَنْحَازُ عَنَّا السَّهْمُ وَهْوَ مُصِيبُ
تَقِينَا الْرَّزَايَا رَأْفَةُ اللهِ بِالصِّبَا
وَتَدْرَأُ عَنَّا الْحَادِثَاتِ غُيُوبُ
فَكُنَّا كَأَفْرَاخٍ تَعَرَّضَ وَكْرُهَا
وَلِلنَّوْءِ هَطْلٌ وَالرِّيَاحِ هُبُوبُ
فَلَمْ تُؤْذِهَا الأَمْطَارُ وَهْيَ مَهَالِكٌ
وَلَمْ يُرْدِهَا الإِعْصَارُ وَهُوَ شَعُوبُ
بَلِ اهْتَزَّ مَثْوَاهَا لِيَهْنِئَهَا الكَرَى
وَبُلَّتْ لإِمْرَاءِ الطَّعَامِ حُبُوبُ
وَكُنَّا كَمُوسَى يَوْمَ أَمْسَى وَفُلْكُهُ
عَلَى النِّيل عُشْبٌ يَابِسٌ وَرَطِيبُ
مَشَتْ فَوقَ تَيَّارِ البَوَارِ تَخَطُّراً
تَرَاءَى بِصَافِي الماءِ وَهْوَ مَرِيبُ
يَعَضُّ الرَّدَى أَطْرَافَهَا بِنَواجِذِ
مِنَ المَوجِ تَبْدُو تَارَةً وَتَغيبُ
وَيَبْسِمُ وَجْهُ الغُوْرِ مِنْ رِقَّةٍ لَهَا
وَمَا تَحتَهُ إِلاَّ دُجىً وَقُطُوبُ
فَجَازتْ بِهِ الأَخْطَارَ وَالطِّفلُ نَائِمٌ
تُرَاعِي سُرَاهَا شَمْأَلٌ وَجَنُوبُ
إلىَ حَيثُ يُنْجَى مِن مَخَالِبِ حَتْفِهِ
غَرِيقٌ وَيُوقَى الظَّالمِينَ غَرِيبُ
إلىَ مُلْتَقَى أُمٍّ وَمَنْجَاةِ أُمَّةٍ
إِلَى الطُّورِ يُدْعَى اللهُ وَهْوَ قَرِيبُ
رَعَى اللهُ ذَاكَ العَهدَ فَالعَيشُ بَعدَهُ
وُجُومٌ عَلَى أَيَّامِهِ وَوَجِيبُ
يَقُولُونَ لَيلٌ جَاءَنَا بَعدَهُ الهُدَى
صَدَقْتُمْ هُدىً لَكِنْ أَسىً وَكُرُوبُ
إِذَا مَا انجلى صُبْحٌ بِصَادِقِ نُورِهِ
وَبُدِّدَ مِن وَهْمِ الظَّلاَمِ كَذُوبُ
وَحَصْحَصَ حَقُّ الشَّيءِ رَاعَ جَمَالُهُ
وَلَم تَخْفَ عُوْراتٌ بِهِ وَعُيُوبُ
وَأَضْحَى ذَلِيلاً للنَّواظِرِ مَشْهَدٌ
رَأَتْهُ بِنُورِ الشُّهْبِ وهُوَ مَهِيبُ
فَهَلْ في الضُّحَى إِلاَّ ابْتِذَالٌ مُجَدَّدٌ
تَثُوبُ بِهِ الأَنْوَارُ حِينَ تَثُوبُ
وَهَلْ في الضُّحَى طَيْفٌ يَسُرُّ بِزَوْرَةٍ
إِذَا سَاءَنَا مِنَّنْ نُحِبُّ مَغِيبُ
وَهَلْ في الضُّحَى إلاَّ جُرُوحٌ وَغَارَةٌ
لَحُوحٌ وَإِلاَّ سَالِبٌ وَسَلِيبُ
وَهَلْ في الضُّحَى كَأْسٌ صَفُوحٌ عَنِ العِدَى
إِذَا رَابَتِ الكَاسَاتُ لَيْسَ تَرِيبُ
وَهَلْ في الضُّحَى رَاحٌ حَمُولٌ عَلَى النَّدَى
تُصَبُّ فَرَاحَاتُ الكِرَامِ تَصُوبُ
أبِالصَّخَبِ السَّاعِي بِهِ كُلُّ مُغْتَدٍ
إِلى الرِّزْقِ يُرْضِي مِسْمَعَيْهِ طَرُوبُ
أَتْمْكِنُنَا مِنْ بَارِحِ الأُنْسِ عُزْلَةٌ
وَجَارَا رِضَانَا نَاقِمٌ وَغَضُوبُ
أَيَهْنِئُنَا لِلشَّمْسِ وَجْهٌ وَدُونَهُ
دُخَانٌ مَثَارٌ لِلأَذَى وَحُرُوبُ
أَتَأْوِي إِلىَ ضَوْضَاءِ سُوقٍ صَبَابَةٌ
وَتِلْكَ نَفُورٌ كَالقَطَاةِ وَثُوبُ
إِلَيْكُمُ عَنِّي بِالحَقَائِقِ إِنَّني
عَلَى الكُرْهِ مِنِّي بِالحَيَاةِ طَبِيبُ
أَعِيدُوا إِلى قَلْبِي عَذِيرَ شَبَابِهِ
فَمَا الشَّيْبُ إِلاَّ عَاذِلٌ وَرَقِيبُ
وَلاَ غَرَّكُمْ مِنِّي ابتِسَامٌ بِلِمَّتِي
فَرُبَّ ابتِسَامٍ لاَحَ وَهْوَ شُبُوبُ
أَلَيسَتْ نُجُومُ اللَّيْلِ أَشْبَهَ بِالنَّدَى
عَلَى أَنَّهَا جَمْرٌ ذَكَا وَلَهِيبُ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 02:58 AM
لي سقف حلق كسماء الشتا
خلو لدى الأبصار من كوكب
لكنه إن غيبت زهره
سينجلي عن عجب أعجب

العنيــــدهـ
09-07-2011, 02:59 AM
بِنْتُ نِيقُولا الأَخِ الْمُفَدَّى
زُفَّتْ إلى نَابِهِ لَبِيبِ
وَزَوْجُ بِنْتِ الْحَبِيبِ مَاذَا
يَكُونُ غَيرَ ابْنِنَا الحَبِيبِ
أَجْمَلُ مَا كَانَ مِنْ قِرَانٍ
أَدِيبَةٌ فِي حِمَى أَدِيبِ
كِلاهُمَا فَازَ وَهْوَ أَهْلٌ
بِمَا تَمَنَّاهُ مِنْ نَصيبِ
فَلْيَغْنِمَا العَيْشَ وَلْيَجُوزَا
مَدَاهُ فِي نَعْمَةٍ وَطِيبِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:00 AM
يَا مَنْ حَمِدْتُ بِهِ اخْتِيَا
رِي في اَخْتِبَارِي للِصِّحَابِ
زَهِيَ الشَّبَابُ بِأَنْ يُعَرِّ
بَ عَنْهُمُ زَيْنُ الشَّبَابِ
وَبِأَنْ يَنُوبَ مُحَمَّدٌ
عَنْ جِيلِهِ أَسْمَى مَنَابِ
نَجْلُ الْكَرِيمِ ابنِ الْكَرِي
مِ أَوِ السَّحَابُ ابْنُ السَّحَابِ
مَحْمُودٌ ابْنُ مُحَمَّدٍ
رَجُلِ المُلِمَّاتِ الصِّعَابِ
مَنْ كَانَ أَصْفَى أَصْفِيَا
ئِي فِي المُقَامِ وَالاغْتَرَابِ
بَشْرَاكِ مَصْرُ وَأَيُّ بَشْ
رَى بِالْفَتَى السِّمْحِ الْجَنَابِ
بِالْكَاتِبِ الحر الْجَرِي
ءِ وَبِالمُحَامِي لاَ المُحَابِي
سَتَرَيْنَ تَحْقِيقَ الجَلاَ
ئِلِ مَنْ رَغَائِبِكِ الرِّغَابِ
أَلْعَقْلُ وَالْجَاهُ الْعَرِي
ضُ وَعِزَّةُ الشَّرَفِ اللُّبَابِ
لَمْ تَجْتَمِعْ إِلاَّ وَقَدْ
قَرُبَ الْبَعِيدُ مِنَ الطِّلاَبِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:01 AM
حَذَارِ لِقَلْبِكَ مِنْ لَحْظِهَا
فَما فِيهِ مِنْ رَحْمَةٍ لِلْمُحِبِّ
أَلَمْ تَرَ فِي يَدِهَا خَاتَماً
بِهِ قَطْرَةُ الدَّمِ فِي شَكْلِ قَلْبِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:02 AM
أُنْظُرْ إلى ذَاكَ الْجِدَارِ الحَاجِبِ
مَا السَّدُّ فِيمَا حَدَّثُوا عَنْ مَأْرِبِ
هُوَ فِي الْحَدِثِ مِنَ الْبِنَاءِ غَرِيبُةٌ
زَانَ الْقَدِيمُ جِوَارَهَا بِغَرَائِبِ
إِحْدَى الْعَجَائِبِ فِي بِلاَدٍ لَمْ تَزَلْ
مِنْ مَبْدَإِ الدُّنْيَا بِلاَدَ عَجَائِبِ
حُسْنُ الطَّبِيَعَةِ أَكْمَلَتْهُ صِنَاعَةٌ
لِلنَّفْعِ فِيهَا بَيِّنَاتُ مَآرِبِ
شُطِرَ الْعَقِيقُ فَفَائِضٌ فِي جَانِبٍ
مَجْرَى الْحَيَاةِ وَغَائِضٌ فِي جَانِبِ
أَلنِّيلُ خَلْفَ السَّدِّ بَحْرٌ غامِرٌ
لاَ تُسْتَقَلُّ بِهِ صِغَارُ مَرَاكِبِ
بَلَغَ السَّوَامِقَ فِي النَّخِيلِ فَزَيَّنَتْ
تِيجَانُهَا صَفَحَاتِهِ بِرَوَاكِبِ
وَالْغَوْرُ بَيْنَ يَدِيْهِ مَرْمىً شَاسِعٌ
لِلْمَاءِ فِي قَاعٍ كَثِيرِ جَنَادِبِ
لاَ تَنْتَهِي صَفْوَاؤُهُ إِلاَّ
نِيلٍ تَجَدَّدَ مِنْ شَتِيتِ مَسَارِبِ
لَمْ يَحْتَبَسْ نَهْرٌ بِسَدٍّ قَبْلَهُ
ضَخْمٍ ضَخَامَتَهُ عَرِيض الْغَارِبِ
يَجْتَازُ مَنْ يَعْلُوهُ نَهْجاً نَائِياً
طَرَفَاهُ تَحْمِلُهُ ضِخَامُ مَنَاكِبِ
أَتَرَى هُنَالِكَ فِي ثِيَابٍ رَثَّةٍ
أَشْتَاتَ حُسْنٍ جُمِّعَتْ فِي قَالَبِ
فَلاَّحَةً جَثَمَتْ بِأَدْنَى مَوْقِعٍ
لِلظِّلِّ مِنْ الطَّرِيقِ اللاَّحِبِ
لاَنَتْ مَعَاطِفُهُا وَصَالَتْ عِزَّةٌ
قَعْسَاءُ مِنْ أَجْفَانِهَا بِقَوَاضِبِ
أَدْمَاءُ إِلاَّ أَنَّ كُدْرَةَ عَيْشِهَا
شَابَتْ وَضَاءَةُ لَوْنِهَا بِشَوَائِبِ
هِيَ أُمُّ طِفْلٍ شُقَّ عَنْهُ طَوْقُهُ
وَتَرَى نَضَارَتَهَا نَضَارَةَ كَاعِبِ
طَالَ المَسِيرُ بِهَا فَأَعْيَتْ فَاسْتَوَتْ
تَبْغِي الْجَمَامَ مِنَ المَسِيرِ النَّاصِبِ
أَلْوَتْ كَمَا يُلْقِي الضَّعِيفُ بِحِمْلِهِ
وَسْنَى وَقَدْ يَغْفُو ضَمِيرُ اللاَّغِبِ
وَثَوَى ابْنُهَا ويَدَاهُ مِلْؤُهُمَا حصىً
مَلْسَاءُ يَلْعَبُ فِي مَكَانٍ صَاقِبٍ
أَمِنَتْ عَلَيْهِ وَالحَدِيدُ حِيَالَهُ
كَأَضَالِعٍ مَشْبُوكَةٍ وَرَوَاجِبِ
وَالجِسْرُ مَمْتَدٍّ قَوِيمٌ لاَ تَرَى
فِيهِ مَظِنَّةَ خَاطِفٍ أَوْ سَالِبِ
لَكِنَّ أَبْنَاءَ الجَمَاهِيرِ ابْتُلُوا
فِي الشَّرْقِ مِنْ قِدَم بِخَطْبٍ حَازِبٍ
لِلْجَهْلِ فِيهِمْ سُلْطَةٌ أَمَّارَةٌ
بِالسُّوءِ غَيْرُ بَصِيرَةٍ بَعَوَاقِبِ
أَوْدَتْ بِجِيلٍ بَعْدَ جِيلٍ مِنْهُمُ
لاَ بِدْعَ إِنْ أَوْدَتْ بِطِفْلٍ لاَعِبِ
خَدَعَتْهُ أَصْوَاتُ الهَدِير وَشَاقَهُ
قَرْعُ الطُّبُولِ بِهَا وَنَفْخُ القَاصِبِ
فَاسْتَدْرَجَتْهُ وَحَرَّكَتْ أَقْدَامَهُ
نَحْوَ الفَرَاغِ ويَا لَهُ مِنْ جَاذِبِ
فَأَطَلَّ والمَهْوَى سَحِيقٌ دُونَهُ
وَالعُمْقُ لِلأَبْصَارِ أَقْوَى جَالِبِ
حَتَّى إِذَا فَعَلَ الدُّوَارُ بِرَأْسِهِ
فِعْلَ الطِّلاَ دَارَتْ بِرَأْسِ الشَّارِب
زَلَّتْ بِهِ قَدَمٌ إلى مُتَحَدَّرٍ
لِلْمَاءِ مُبْيَضِّ الجَوَانِبِ صَاخِبِ
فَدَعَا بِيَا أُمَّاهُ حِينَ سُقُوطِهِ
وَطَوَاهُ دُرْدُورُ الأَتِيِّ السَّارِبِ
هَبَّتْ لِتَلْبِيَةِ ابْنِهَا وَتَرَاكَضتْ
مِنْ كلِّ نَاحِيَةٍ بِقَلْبٍ وَاجِبِ
مَرَّتْ وَكَرَّتْ لاَ تَعِي وَتَعَثَّرَتْ
يُمْنَى وَيُسْرَى بِالرَّجَاءِ الخَائِبِ
فَتَدَافَعَتْ نَحْوَ الشَّفِيرِ وَمَا لَهَا
لَوْنٌ سِوَى لَوْنِ القُنُوطِ الشَّاحِبِ
تَرْنُو بِعَيْنٍ أُفْرِغَتْ مِنْ نُورِهَا
وَتَمَدَّدَتْ أَرَأَيْتَ عَينَ الهَائِبِ
فَإِذَا شِعَابُ النّهْرِ تَذْهَبُ بِابْنِهَا
فِي فَجْوَةِ الَوادِي ضُرُوبَ مَذَاهِبِ
فَاظْنُنْ بِرَوْعَتِهَا وَسُرْعَةِ عَدْوِهَا
نحْوَ العَقِيقِ وَدَمْعِهَا المُتَسَاكِبِ
فِي ذلِكَ المِيقَاتِ أَقْبَلَ يَافِعٌ
بِوِسَامِ كَشَّافٍ وَبِزَّةِ طَالبِ
قَبَلٌ لِلِينِ الأَسْمَرِ الخَطِّيِّ فِي
لَوْنٍ إلى صَدَإِ المُهَنَدِ ضَارِبِ
مِنْ فِتْيَةِ الزَّمَنِ الَّذِينَ سَمَا بِهِمْ
مَوْفُورُ آدَابٍ وَيُمْنُ نَقَائِبِ
وَتَنَزَّهَتْ أَخْلاَقُهُمْ عَنْ وَصْمَةٍ
بِتَرَدُّدٍ مُزْرٍ وَجُبْنٍ عَائِبِ
قَدْ رَاضَ مِنْهُمْ كُلُّ شِبْلٍ بَأْسَهُ
فَغَدَا كَلَيْثٍ فِي الكَرِيهَةِ دَارِبِ
صَدَقَتْ مَوَاقِفُهُ لَدَى الجُلَّى فَمَا
دَعْوَى الشَّجَاعَةِ مِنْهُ دَعْوَى كَاذِبِ
ذَاكَ الفَتَى وَافَى لِيَروِي غُلَّةً
بِالنَّفْسِ مِنْ عَجَبٍ هُنَالِكَ عَاجِبِ
مِنْ رَوْعَة النَّهْرِ الحَبِيسِ جَرَتْ بِهِ
مِنْ مَهْبطٍ عَالٍ عِرَاضُ مَذَانِبِ
وَجَمَالِ مَا يَبْدُو لَهُ مِنْ جَنَّةٍ
غَنَّاءَ فِي ذَاكَ المَكَانِ العَاشِبِ
فَرَأَى ولِيداً دَامِياً مُتَخَبِّطَاً
بَيْنَ المَسِيلِ وَصَخْرِهِ المُتَكَالِبِ
وَشَجَاهُ مِنْ أُمِّ الغَرِيقِ تَفَجُّعٌ
مُتَدَارِكٌ مِنْ مَوْضِعٍ مُتَقَارِبِ
نَاهِيكَ بِالْيَأْسِ الشَّدِيد وَقَدْ غَدَا
كَالنَّبْحِ مِنْ جَرَّاهُ نَحْبُ النَّاحِبِ
أَوْحَى إِلَيهِ قَلْبُهُ مِنْ فَوْرِهِ
أَنَّ انْتِقَاذَ الطِّفْلِ ضَرْبَةُ لاَزِبِ
سُرْعَانَ مَا أَلْقَى بِوِقْرِ ثِيَابِهِ
عَنْهُ وَخَفَّ بِعَزْمِ فَهْدٍ وَاثِبِ
مُتَوَغَّلاً في الْغَمْرِ غَيْرَ مُحَاذِرٍ
يَحِدُ الرَّدَى أَمَماً وَلَيْسَ بِنَاكِبِ
مَا زَالَ حَتَّى اسْتُنْفِدَتْ مِنْهُ الْقُوَى
هَلْ مِنْ مَرَدٍّ لِلْقَضَاءِ الْغَالِبِ
أَبْلَى بَلاَءَ الأَبْسَلِينَ فَلَمْ يَقَعْ
إِلاَّ عَلَى شَجَبٍ هُنَالِكَ شَاجِبِ
ذَهَبَتْ مُرُوءَتُهُ بِهِ غَضَّ الصِّبَا
للهِ دَرُّكَ فِي الْعُلَى مِنْ ذَاهِبْ
إِنِّي أَسِيتُ عَلَى الغُلاَمِ وَأُمِّهِ
لَكِنْ أَسَى مُتَبَرِّمٍ أَوْ غَاضِبِ
جَزِعٍ عَلَى الأَوْطَانِ مِنْ عِلَلٍ بِهَا
وَعَلَى وَلاَةِ الأَمْرِ فِيهَا عَاتِبِ
لَوْ عُدَّ مَا فَعَلَتْ جَهَالَتُنَا بِنَا
لَمْ يُحْصِ أَكْثَرَهُ حِسَابُ الْحَاسِبِ
أَمَّا الَّذِي أَبْكِي رَدَاهُ بِحُرْقَةٍ
وَبِمَدْمَعٍ مَا عِشْتُ لَيْسَ بِنَاضِبِ
فَهْوَ الَّذِي دَعَتِ الْحِمِيَّةُ فَانْبَرَى
مُتَطَوِّعاً لِفِدَى غَريبٍ شَاذِبِ
وَشَرَى الْحَيَاةَ لِغَيْرِهِ بِحَيَاتِهِ
وَالْعَصْرُ عَصْرُ المُسْتَفِيدِ الْكَاسِبِ
هَذَا هُوَ الْكَشَّافُ أَبْدَعَ مَا يُرَى
فِي صُورَةٍ مِنْ شَاعِرٍ أَوْ كَاتِبِ
وَهَلِ الْفَتَى الْكَشَّافُ إِلاَّ مَنْ رَمَى
مَرْمَىً وَلَمْ يَخْشَ اعْتَرِاضَ مَصَاعِب
وَمَضَى لَطِيفاً فِي ابْتِغَاءٍ مَرَامِهِ
أَوْ غَيْرَ مُلْوٍ دُونَهُ بِمَعَاطِبِ
لا يَسْتَهِينُ بِعِرْضِ غَانِيَةٍ وَلاَ
يَنْسَى أَوَانَ الضَّيْمِ حَقَّ الشَّائِبِ
وَيَكَونُ يَوْمَ السِّلْمِ خَيْرَ مَسَالِمٍ
ويَكُونُ يَوْمَ الْحَرْبِ خَيْرَ مُحَارِبِ
فإِذَا دَعَا دَاعِي الْفِدَاءِ فَإِنَّهُ
يَقْضِيهِ أَوْ يَقْضِي شَهِيدَ الْوَاجِبِ
فِي ذِمَّةِ المَوْلَى شِهَابٌ عَاثِرٌ
تَبْكِيهِ أُمَّتُهُ بِقَلْبٍ ذَائِبِ
بَاقٍ وإِنْ هُوَ غَابَ سَاطِعُ نُورِهِ
حَتَّى يُكَادَ يَخَالُ لَيْسَ بِغَائِبِ
مِصْرٌ تُتَوِّجُهُ بِتَاجِ خَالِدٍ
يَزْهُو سَنَاهُ عَلَى المَدَى المُتَعَاقِبِ
وَتَقُولُ قَدْ ثَكِلَتْ سَمَائِي كَوْكَباً
لَكِنَّ قُدْوَتَهُ وَلُودُ كَوَاكِبِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:03 AM
فَتىً خَبُثَتْ لَهُ الدُّنْيَا وَطَابَا
فَعَاشَ مُعَاقَبَاً وَقَضَى مُثَابَا
وَفِي الأَجْدَاثِ مُتَّسَعٌ لِفَضْلٍ
إِذَا ضَاقَتْ بِهِ الدُّنْيَا رِحَابَا
وَمَا سَاءَتْكَ ظَالِمَةٌ وَكَانَتْ
بَمَا سَاءَتْ تٌعِدُّ لَكَ الثّوَابَا
وَلَمْ تَعْتَدَّهَا دَاراً لِخُلْدٍ
فِتَجْزَعَ مُزْمِعاً عَنْهَا اغْتِرَابا
وَسَرَّكَ هَجْرُهَا مِمَّا تَجَنَّتْ
وَقَدْ قَمِنَ الرَّدَى أَنْ يُسْتَطَابَا
وَكُنَّا بِالَّذِي أَرْضَاكَ نَرْضَى
لَو أَنَّ الْبَيْنَ لا يُسْقِي الصِّحَابا
بَكَوْا مِنْكَ الوَفَاءَ وَكُنْتَهُ اسْماً
وَفِعْلاً واكْتِسَاباً وانْتِسَابَا
هُمُ يَبْكُونَ وَالمَكِيُّ فِيهِمْ
غَرِيبٌ لاَ جَوَابَ وَلاَ خِطَابَا
فَمَنْ أَعْيَا لِسَانَكَ عَنْ بَيَانٍ
وأَلْزَمَ نَصْلَ هِمَّتِكَ القِرَابا
وَلَمْ تَكُ فَاعِلاً إِلاّ جَمِيلاً
وَلَمْ تَكُ قَائِلاً إِلاَّ صَوَابا
أَلاَ فِي ذِمَّةِ الرّحْمَنِ مَاضٍ
تَيَتَّمَتِ الفَضَائِلُ حِينَ غَابَا

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:04 AM
بُيوتُ الْعِلْمِ مَهْمَا تَلْتَمِسْنِي
لِنُصْرَتِهَا تَجِدْ مِنِّي مُجِيبَا
فَكَيْفَ بِمَعْهَدٍ يَرْعَاهُ رُشْدِي
وَيولِيهِ عِنَايَتَهُ ضُرُوبَا
بِحِكْمَةِ مَنْ يُعِدُّ لِمِصْرَ هَاماً
وَمَنْ يَبْنِي لَعَزَّتِهَا قُلُوبَا
جَزَى الرُّحْمَنُ بِالْحُسْنَى حُسَيْناً
رَئِيسَ الدَّوْلَةِ اللَّبِقَ اللَّبِيبَا
وَكَانَ لَهُ وَذَاكَ دُعَاءُ مِصْرٍ
عَلَى آيَاتِ هِمَّتِهِ مُثِيبَا
فَقَدْ شَهِدَتْ فِعَالَكَ يَا فَتَاهَا
وَكَانَ أَقلُّ مَا شَهِدَتْ عَجِيبَا
أَمَا اسْتَنْفَدْتَ فِيهَا كُلَّ فَضْلٍ
فَدَعْ لِسَواكَ مِنْ فَضْلٍ نَصِيبَا
وَأْنْتَ أَيَا حَبِيبَ الْمَجْدِ يَا مَنْ
يَظَلُّ لِكُلِّ مَحْمَدَةٍ حَبِيبا
كَآلِكَ لَمْ تَزَلْ في كُلِّ جُلىَّ
تَسُدُّ الثَّلْمَ أَو تُسْدِي الرَّغِيبا
إِذَا رُمْتَ الْبَعِيدَ فَذَاكَ دَانٍ
وَإِن فَاقَ السُّهَى وَبَدَا مُرِيبَا
غَرِيبُ الْدَّارِ طَلاَّبٌ غَرِيباً
وتَبْلُغُهُ فَمَا يُلْفَى غَرِيبا
سِوَاكَ يَخِيبُ فِيمَا يَبْتَغِيهِ
وَيَأْبَى مَا تُرَجِّي أَنْ يَخِيبَا
رَعَاكَ اللهُ من نَجْمٍ بَهِيجٍ
بطلعِتَه وصانَكَ أَنْ تَغِيبَا
إِذَا اسْتَسْقَاهُ مَنْ يَشْكُو ظَمَاءً
فَذَاكَ النَّوْءُ يُوشِكُ أَن يَصُوبَا
فَمَا مِنْ دَارِ عِلْمٍ لَمْ تَحِدْهُ
سِحَابَاً كَاثَرَ القَطْرَ الصَّبِيبا
وَمَا مِنْ دَارِ بِرٍّ لَمْ تَجِدْهُ
إلى دَاعيَه لِلْحُسْنَى قَرِيبا
وَمَا مِنْ دَارِ بِرءٍ لَمْ تَجِدْهُ
إِذَا اعْتَلَّتْ لَعُلَّتِهَا طَبِيبَا
أَلاَ يَا عَائِداً بِاليُمْنِ يَرْجُو
لَهُ في قَوْمِهِ نُعْمَى وَطِيبَا
حَمِدْنا العُوْدَ بَعْدَ الْنَأْيِ فَاهْنَأْ
وَحُلَّ مِنَ الْحِمَى صدراً رَحِيبَا

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:05 AM
إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي دَوُلَةِ العِلمِ حَاجِبُ
أَمِيرَ النُّهَى إِذْناً فَإِنِّي مُخَاطِبُ
خِطَابَ فَتىً يَرْعَى مَقَامَيْ جَلاَلَةٍ
أَعَزَّهُمَا مَا لَمْ تُنِلكَ المَنَاسِبُ
أَحَلَّتْكَ مِنْهُ اللَّوْذَعِيَّةُ مَنْصِباً
عَلَى سَنَمٍ تَنْحَطُّ عَنْهُ المَنَاصِبُ
إِلَيْكَ كَتَاباً فِيهِ أَحْيَيْتَ سَاهِراً
لَيَالِيَ كَانَتْ مِنْ دُجَاهَا النَّوَائِبُ
وَقَفْتُ عَلَيْهِ سُهْدَ فِكْرِي وَدُونَهُ
مَصَائِبُ تَثْنِيني وَدَهْرٌ يُحَارِبُ
ثَبَاتِي مِنَ السُّقْمِ المُقِيمِ أَفَدْتُهُ
وَصَبْرِيَ مَمَّا أَكْسَبَتْنِي المَتَاعِبُ
لَوِ الكَوْكَبُ الدُّرِّيُّ وَهْوَ مُسَاهِرِي
رَأَى مَا أُقَاسِي لاَغْتَدَى وَهْوَ شَاحِبُ
كِتَابٌ أُعَانِي جَمْعَهُ حَيْثُ خَاطِرِي
شَتِيتٌ وَبِي شُغْلٌ مِنَ الهَمِّ نَاصِبُ
دَعَانِي لَهُ اسْتِكْمَالُ عَهْدِكَ لِلْمُنَى
وَنُورُكَ لِي هَادٍ وَأَمْرُكَ غَالِبُ
فَجَاءَ قَلِيلاً مِنْ قَلِيلٍ وَإِنَّمَا
تَوَفَّرَ فِيهِ بَحْثُهُ وَالمَطَالِبُ
عَتِيقٌ مَعَانِيهِ جَدِيدٌ سِيَاقُهُ
يُعِيدُ شَبَابَ الدَّهْرِ وَالدَّهْرُ شَائِبُ
يَقُصُّ حَدِيثَ الكَوْنِ مُنْذُ ابْتِدَائِهِ
وَمَا َأخْلَفَتْ أَحْدَاثُهُ وَالتَّجَارِبُ
وَتَمْثُلُ أَجْيَالُ الوَرَى فِيهِ بَادِياً
خَفِيَّ طَوَايَاهَا لَدَى مَنْ يُرَاقِبُ
هُنَالِكَ أَقْوَامٌ تَجِيءُ وَتَنْقَضِي
وَتَتْبَعُهَا أَطْوَارُهَا وَالمَذَاهِبُ
مَمَالِكَ تُبْنَى بِالصَّوَارِمِ وَالقَنَا
وَتَهْدِمُهَا أَوْزَارُهَا وَالمَعَايِبُ
غَرَائِبُ أَدْيَانٍ وَجِنْسٍ وَمَشْرَبٍ
وَخَلقٍ وَأَخْلاقٍ تَلِيهَا غَرَائِبُ
تَمُرُّ وَنُورُ النَّقْدِ يُبْدِي خَفِيَّهَا
سِرَاعَاً كَمَا مَرَّتْ بِشَمْسٍ سَحَائِبُ
وَلَمْ أَرَ شَيْئاً كَالْفَضِيلَةِ ثَابِتاً
نَبَتْ عَنْهُ آفَاتُ البِلَى وَالمَعَاطِبُ
وَمَنْ يَصْطَحِبْهَا كَاصْطِحَابِكَ رَاشِداً
فَإِنَّ لَهُ المَجْدَ المُخَلَّدَ صَاحِبُ
سَيَدْرِي بَنُو الأَيَّامِ آخِرَ دَهْرِهِمْ
مَنَاقِبَ عَبَّاسٍ وَنِعْمَ المَنَاقِبُ
وُتُرْوَى لَهُمْ عَنْهُ فِعَالٌ جَمِيلَةٌ
تُضِيءُ سَمَاءَ الذِّكْرِ مِنْهَا كَوَاكِبُ
أَطَالَ لَكَ الرَّحْمَنُ عَهْداً مُبَارَكاً
فَوَاتِحُهُ غُنْمٌ لَنَا وَالعَوَاقِبُ
فَحُكْمُكَ شَمْسُ الحَقِّ فِينَا إِضَاءَةً
وَكُلُّ مُضِيءٍ مَا سِوَى الحَقِّ كَاذِبُ
وَفَضْلُكَ فِينَا لِلفَضَائِلِ مَنْبِتٌ
مَشَارِقُ مِصْرٍ رَوْضُهُ وَالمَغَارِبُ
فَمَنْ شَاعرٌ مِنَّا فَحَمْدُكَ نَاظِمٌ
وَمَنْ نَاثِرٌ مِنَّا فَمَجْدُكَ كَاتِبُ
مَتَى تَصْدَحِ الأَطْيَارُ فَالفَجْرُ صَادِحٌ
وَإِنْ تَسْكُبِ الأَمْطَارُ فَالبَحْرُ سَاكِبُ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:13 AM
يا رِفْقَةً كُلُّهُمْ أَدِيبٌ
وَكُلُّهُمْ فاضِلٌ مُهَذَّبْ
مِنْ رَجُلٍ كَامِلِ اخْتِبَارٍ
قَوَّمَهُ دَهْرُهُ وَأَدَّبْ
وَنَابِتٍ نَبْتُهُ زَكِيٌّ
أَصْلَحَ مِنْ نَفْسِهِ وشَذَّبْ
حِرْفَتُكُمْ آيَةُ اللَّيَالِي
فِي خَيْرِ مَا أَحْدَثَتْ وَأَعْجَبْ
إِحْدَى الْقُوَى الأَرْبَعِ اللَّوَاتِي
فِي الخَلْقِ سُلْطَانُهَا تَغَلَّبْ
رَاضَتْ مِنَ الْحُكْمِ مَا يُنَافِي
حُرِّيَّةَ النَّاسِ رُوْضَ مُصْعَبْ
وَأَبْلَغَتْ كُلَّ ذِي أَنَاةٍ
تَطَلَّبَ الْحَقُّ مَا تَطَلَّبْ
أَنْتُمْ مَنَارُ النُّهَى إِذَا مَا
سَطَا بِهَا وَاكْفَهَرَّ غَيْهَبْ
إِنِ اتَّفَقْتُمْ أَوِ اخْتَلَفْتُمْ
لِلْخَيْرِ سَهْمٌ فِي كُلِّ مَذْهَبْ
أَضْوَاؤُكُمْ فِي الْعُيُونِ شَتَّى
وَكُلُّ تِلْكَ الأَضْوَاءِ كَوْكَبْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:14 AM
بني أخي هيا بنا نلعب
نركض في الروض ولا نتعب
فقد كان من قبل عهد جميل
كعهدكم والآن شمس أصيل
يا حبذا ذكرى الصبا والغرور
ذاك هو العيش وذاك السرور
سرنا كجيش غانم ظافر
أولنا في المجد كالآخر
جيش من الأحرار يأتي النظام
حسب العلى منه بلوغ المرام
أرقعة والبأس غير العدد
قد حملوا مختلفات العدد
أمينة تحضن بالساعد
رسم عروس غضة ناهد
تحنو عليها تارةً بافترار
وتارةً ترفعها بافتخار
وقد تناجيها بأسرارها
جدا وقد تصغي لأخبارها
وقد تربيها بزجر عنيف
وتتبعه الزجر بعفو لطيف
وربما ألقت عليها اللثام
بعد العناء الجم كيما تنام
ثم على وهو طفل وقور
ساج فإن ساءت حال يثور
ملبسه لا عيب فيه نظيف
وسيره سير أميرٍ شريف
طالب علم قبل سبع السنين
كيف يجاري الصبية الهاذرين
وعله جائب ما أبصرا
في صور من أمهات القرى
وبعهده الثرثارة الفيلسوف
حسين القاضي السفيه العسوف
في قبع مدت إلى كتفه
وجبةً قدت إلى نصفه
يحب أفراخ حمام له
ولا يني مفقتداً عجله
وشاته يعجبه وثبها
وغالباً يحلو له ضربها
وقرده يضحكه كاشراً
لكنه يغضبه ساخرا
ورأيه الثابت أن الحمام
والبهم خير من خيار الأنام
وأن بابا رجل يعبد
إلا إذا فاتته منه يد
وأن عباساً أميرٌ جليل
ذو موكبٍ فخم وزي جميل
وأن مولى الكل عبد الحميد
لركبه الرائع في كل عيد
كان إلى جنبي حسين يسير
بهمة القرم العنيد المغير
كل خطاه عثراتٍ تقال
وعزمه لا شيء فيه يقال
وتضتضي الخدمة أن أغدوا
جواده حيناً وأن أعدوا
فيا له من بطل في الطراد
ويا لكتفي تحته من جواد
كذاك سرنا يوم تلك الغزاة
إلى الرياض النضر منذ الغداة
حتى إذا صرنا إلى المقصد
بعد مسير منصب مجهد
ذقنا قليلاً من نعيم الثواء
ثم نهضنا كخفاف الظباء
هب على راكباً مهره
ومر خطفاً حانياً ظهره
وأطلقت وفرتها في الهواء
أمينة تنهب عرض الخلاء
وراح في موضعه كابياً
حسين من تقصيره باكيا
وبث فيهم كعجوز العرب
تصيح في الشجعان بين اللجب
فأوجفوا ما أوجفوا سارحين
ثم انثنوا من خوضهم مارحين
وحق للغازين بعد الظفر
أن يتهادوا طيبات السير
جلست فيما بينهم للكلام
وجلسوا حولي جلوس الكرام
أمينة كالملك الطاهر
مفترة عن لؤلؤ فاخر
ترنو بنجلاوين شبه الأصيل
تلطفت أنواره في المسيل
لها حلىً أبهجها في النظر
خفرها قبل أوان الخفر
أما على فهو زين الصغار
وعنده بعض دهاء الكبار
مكم الخلق سوى رقيق
ذو شعر جثل وعود رقيق
وعن حسين المفتدى لا تسل
من لك بالعطر ومن بالعسل
قطعة حلوى أبدعت في مثال
بض خبيث اللحظ حلو الدلال
مستكبر في الجهنل مستعظم
ثوى وأصغى فعل من يفهم
بين أخي ما شأننا والسيرُ
هل لكم في سلوة تبتكرُ
نعم نعم نحن إذان مدرسه
وهذه لعبتنا المؤنسه
نعم نعم أنا هنا في امتحان
جزاء من يفلح فيه حصان
لا لا فما تبغينه من خطر
أبغي كتاباً حافلاً بالصور
وإنني أوثر لو في يدي
قاض من المصنوع في المولد
أمنيتي باخرةً في ارتجاج
مثل التي في السوق خلف الزجاج
لأيكم أحسن في رده
جائزة تأتي على ورده
من الذي أوجد هذا الوجود
ومن له دون سواه السجود
اللَه قد أحسنتما ثم من
أرفع ذي منزلةٍ في الوطن
سلطاننا ثم من القيم
من بعده عباس أحسنتم
ومن أجل الناس في عصره
بالمعجب المطرب من شعره
نجهله يا لطيف ما تجهلون
لعارف كيف يربي البنون
من الذي تحيون في ظله
وتغنمون السعد في فضله
بابا نعم وهو الرحيم الجواد
وهو الذي يهدي الهدايا الجياد
أخفى عليكم دعة فخره
ولم يشأ أن تعلموا قدره
لكن من تدعون بابا الصغير
ليس سوى أحمد شوقي الكبير

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:16 AM
حُورِيَّةٌ لاَحَتْ لَنَا تَنْثَنِي
كَالغُصْنِ حَيَّاهُ الصِّبَا حِينَ هَبْ
مَرَّتْ فَمَا فِي الْحَيِّ إِلاَّ فَتَىً
فُؤَادُهُ فِيإِثْرِهَا قَدْ ذَهَبْ
شُعَاعُ عَيْنَيْهَا إِذَا مَا رَنَتْ
يُوقِعُ فِي الأًنْفُسِ مِنْهَا الرَّهَبْ
وَالْوجْهُ كَالْجَنَّةِ حُسْناً فَإِنْ
ظَنَنْتَ عَدْناً قَدْ تَرَاءَتْ فَهَبْ
وَالشَّعْرُ مَنْضُودٌ عَلَى رَأْسِهَا
كَالْعَسْجَدِ الْحُرِّ زَهَا وَالتَهَبْ
يُشْبِهُ فَوَّارَةَ نُورٍ لَهَا
أَشِعَّةٌ مَوَّاجَةٌ بِالصَّهَبْ
وَرُبَّ رَاءٍ فَيْضُهُ
فَأَكْبَرَ الْوَاهِبَ فِيما وَهَبْ
وَصَاحَ مَذْهُولاً أَلاَ فَانْظُرُوا
فِي هَذِهِ الأَزْمَةِ هَذَا الذَّهَبْ
اعْجَبْ بِهِ كَنْزاً عَلَى ذُرْوَةٍ
إِذَا سَمَا الْطَّرْفُ إِلَيْهِ انْتَهَبْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:16 AM
يَا مَنْ لَهُمْ فِي صَمِيمِ الْقَلبِ أَمْثِلَةٌ
تُطِيلُ مُكْثِي فِي أَهْلِ وَأَصْحَابِي
إِنْ غَابَ جِسْمِي وَالأَيَّامُ مَنْسِيَةٌ
أَبْقَيْتَ رَسْمِي ذِكْرَى بَيْنَ أَحْبَابِي

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:17 AM
أَتَخُونُ صَبْرَكَ يَا عَلِيُّ عَزِيمَةٌ
عَهْدُ الخُطُوبِ بِهَا أَشَدَّ وَاَصْلَبَا
نَظَرَ الرَّدَى حَتّى اسْتَلاَنَ لِظَفْرِهِ
أَنْدَى وَأَنْقَى جَانِبَيْكَ فَأَنْشَبَا
أَكْرِمْ بِطَاهِرَةِ الخِلاَلِ شَرِيفَةً
رَأَتْ الحَيَاةَ أَخَسَّ مِنْ أَنْ تُصْحَبَا
حُوْرِيَّةٌ سَبَقَ الْمَغِيْبَ غِيَابُهَا
وَالْحُوْرُ تَأْبَى أَنْ يُفَارِقَهَا الصِّبَا
قَدْ كَانَ مِنْ عَجَبٍ تَصَوُّرَ مِثْلِهَا
زَمَناً وَلَوْ بَقِيْتَ لَكَانَ الأَعْجَبَا
آبَتْ وَتَعْلَمُ مِنْ وَفَائِكَ أَنَّهُ
لاَ يَكْرَهُ الحُسْنَى لَهَا مُتَأَوَّبَا
بِالأَمْسِ كَانَتْ دُرَّةً فِي بَيْتِهَا
وَالْيَوْمَ أَمْسَتْ فِي المَعَالِي كَوْكَبَا

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:18 AM
يَا وَيْحَ فَاقِدَةٍ عَزِيزاً لاَ يَرَى
سَالِيهِ بَيْنَ أَبَاعِدٍ وَأَقَارِبِ
مِلءُ الخَوَاطِرِ والبَوَادِي ذكْرُهُ
وَسَنَاهُ بَيْنَ مَشَارِقٍ وَمَغَارِبِ
أَوْفَي الْبُعُوْلَةِ لِلْحَلِيلَةِ ذِمَّةٌ
وَأَسَرُّ ذِي وُلْدٍ وَأَكْرَمُ صَاحِبِ
يَا مَنْ وَقَفْتُ عَلَيْهِ مُنْذُ فِرَاقِهِ
رَمَقاً تَمَاسَكَ فِي فُؤَادٍ ذَائِبِ
مَهْمَا يَطُلْ زَمَنُ التَّنَائِي فَالْهَوَى
كَالْعَهْدِ مُصْدُوقٌ وَلَيْسَ بِكاذِبِ
زَعَمُوكَ غِبْتَ بِأَنَّهُمْ وَارُوكَ عَنْ
نَظَرِي وَلاَ وَهَوَاكَ لَيْسَ بِغَائِبِ
مَنَحُوا الثَّرَى وَهْماً كَشَخْصِكَ إِنَّمَا
شَخْصُ الْحَقِيقَةِ ظَلَّ بَيْنَ بَرَاشِ
فِي قَلْبِيَ الْبَدْرُ الَّذِي لَنْ يُجْتَلَى
مِنْهُ سِوَى شَفَقٌ بِوَجِهِي شَاحِبِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:20 AM
عَزّ المَعَالِي مَاتَ يُوسُفُ سَابَا
عَزِّ الْفَضَائِلَ فِيهِ وَالآدَابَا
عَزِّ الإِمَارَة وَالوِزَارَةَ وَالنَّدَى
وَالبأْسَ وَالأَنْسَابَ وَالأَحْسَابَا
وَإِلَى جَمِيعِ الشَّرْقِ فَانْعِ مُهَذَّباً
فِقْدَانُهُ فِي الشَّرْقِ عَمَّ مُصَابَا
مَا حَالُ مِصْرَ وَدُوْنَ يُوسُفَ قَدْ جَرَى
حُكْمُ القَضَاءِ فَقَطَّعَ الأَسْبَابَا
خَطْبٌ عَلَى التَّعْدَادِ فِي أَمْثَالِهِ
رَاعَ النُّفُوسَ وَحَيَّرَ الأَلْبَابَا
فَكأَنَّ مَا يُرْدِيهِ فِي بَطْنِ الثَّرَى
يَرْمِيهِ مِنْ كَبِدَ السَّماءِ شِهَابا
مَاتَ الَّذِي مُلِئَتْ صَحَائِفُ عُمْرِهِ
آياً تَضَمَّنَهَا الفَخَارُ كِتَابَا
وَبِهَا سَمَا أَوْجَ المَرَاتبِ وَاقْتَنَى
أَسْنَى السِّمَاتِ وأَحْرَزِ الأَلْقَابَا
وَلِيَ الوِزَارَةَ لَمْ يَخَلْهُ حِينَما
لَبَّى عَلَى الآسَادِ يَدْخُلُ غَابَا
وَرَآهُ كَمْ رُؤيَا كَذُوبٌ نَاهِجاً
نهْجاً يُفِيدُ الجِيلَ وَالأَعْقَابَا
حَتّى إِذَا كَشَفَتْ لَهُ عَمَّا بِهَا
لَمْ يُرْضِهِ فَخْرٌ تَبَطَّنَ عَابا
وَلِيَ الإِدَارَةَ رَائِضاً عِلاَّتِهَا
يَتَدَارَكُ التَّحْسِينَ بَاباً بَابَا
مَهْمَا يُلاَقِ مِنَ الصِّعَابِ يَكُدَّ فِي
طَلَبِ النَّجَاحِ وَلاَ يُبَالِ صِعَابَا
يُفِي جَزَاءَ المُسْتَحِقِّ وَيَصٍطَفِي
أَدْعَى الأُمورِ إِلَى الصَّلاَحِ عِقَابَا
فَغَدَا البَرِيدُ بِمِصْرَ وَهْوَ وَلِيُّهُ
عَجَباً لِمَنْ عََفَ النَّظيْرَ عُجَابا
أَسَفاً عَلى ذَاكَ الَّذِي عَنْ قَوْمِهِ
فِي كُلِّ مَحْمَدَةٍ أُنِيبَ وَنَابَا
قَدْ كَانَ فِي الظُّلُمَاتِ كَوْكَبَ عِزِّهِمْ
فَالْيَوْمَ كَوْكَبُ عِزِّهِمْ قَدْ غَابَا
إِنَّ الشُّيُوخَ إِذَا بَكَوْهُ فَرُزْءُهُ
أَبْكَى كُهُولاً بَعْدَهُ وَشَبَابَا
صَرْفُ الزَّمَانِ وَقَدْ رَمَاهُ رَمَى بِهِ
قَلْبَ المُرُوْءَةِ وَالنَّدَى فَأصَابَا
لَمَّا نَعَوْهُ نَعَوْا هُمَاماً مَاجِداً
مَلأ النُّهَى بِصِفَاتِهِ إِعْجَابا
وَكَأَنَّ أَلْسِنَةً مِنَ البَرْقِ الَّذِي
يَنْعَى مَدَدْنَ إِلَى القُلُوبِ حِرَابَا
كَيْفَ الضَّميرُ العَبْقَرِيُّ مُشَارِفاً
هَذَا الوُجُودَ جَلاَ أَكَانَ ضَبَابَا
كَيفَ البِنَاءُ كَذَلِكَ الْجِسْمُ الَّذِي
عَمَرَتْهُ تلكَ الرُّوحُ بَاتَ يَبَابَا
ذَاكَ التَّلَفُّتُ وَهْوَ مِن صَيَدِ امْرئٍ
مَا هَانَ يَومَ كَرِيهَةٍ أَو هَابَا
ذَاكَ المُحَيَّا مُشْرِقَاً فِي لِحْيَةٍ
زَانَ السَّوَادَ بِهَا بَيَضٌ شَابَا
تِلكَ اللِّحَاظُ سَدِيدَةٌ فَإِذَا نَبَتْ
فَلَعَلَّهَا تَجِدُ المُرِيبَ فَتَابَى
تِلْكَ الشَّمَائِلُ وَالمَعَارِفُ وَالنُّهَى
وَالحُسْنُ وَالحُسْنَى أَصِرْنَ تُرَابا
لَمْ يَرضَ سَابَا أَنْ يَكُونَ لَهْ عِدَىً
وَاسْتَكْثَرَ الإِخْوَانَ وَالأَحْبَابَا
مَا قَالَ فَاحِشَةٌ وَلَمْ يَهْمُمْ بِهَا
يَوْمَاً وَلَم يُلْمِمْ بِأَمْرٍ رَابَا
وَلَقَدْ أَقُولُ وَلاَ أُبَالِغُ إِنَّهُ
مَا عِيبَ فِي حَالٍ وَلا هُوَ عَابَا
فَاظْنُنْ بِعَال مَنْصِباً وَوَظِيفَةً
مَا اغْتَابَهُ الحُسَّادُ أَوْ مَا اغْتَابَا
مَنْ لَمْ يُفَرِّطْ في حِسَابِ ضمِيرِهِ
لَم يَخْشَ يَوماً لِلعِبَادِ حِسَابا
أَعَرَفْتَ حُرَّاً غَيْرَ سَابَا لَمْ يَجِئْ
قَوْلاً وَفِعلاً مَا يُثِيرُ عِتَابَا
إِنْ مَرَّ وِرْدُ الدَّهْرِ ظَلَّ حَدِيثُهُ
عَذْبَاً وَإِنْ خَبُثَتْ أُنَاسٌ طَابَا
سَمْحٌ إِلَى الإِتْلاَفِ إِنْ يَتَقَاضَهُ
ذَاكَ الوَفَاءُ وَلَمْ يَظُنَّ ثَوَابَا
مَا أَمَّ مَشْرَعَ جَاهِهِ أَوْ مَالِهِ
قَمِنٌ بِتَحْقِيقِ الرَّجَاءِ فَخَابَا
مُتَنَزَّهٌ عَالي الجَنَابِ وَقَلَّ مَنْ
جَمَعَ التَّنَزُّهَ وَالعُلُوَّ جَنَابَا
يُتَوَسَّمُ الإِخْلاَصُ فِي أَعْمَالِهِ
حَتَّى لَيُوشِكَ أَنْ يَشِفَّ حِجَابَا
لَمْ يَدْعُهُ دَاعٍ لأمْرٍ وَاجِبٍ
إِلاَّ تَشَمَّرَ مُسْرِعاً وَأَجَابَا
بِالجِدِّ يَكْسِبُ فِي النُّفُوسِ مَهَابَةٌ
وَيُقِلُّ مَا شَاءَ الكَمَالُ دِعَابَا
يَدَعُ القُشُورَ لِكُلِّ دِي لَهوٍ بِهَا
ويَرَى الأُمُورَ حَقِيقَةٌ وَلُبَابَا
لاَ يَعْرِفُ الدَّعْوَى وَلاَ يُرْضِي امْرَأً
كَذِباً وَيَفْعَلُ مَا اسْتَطَاعَ صَوَابا
وَيَرَى مِنَ المُزْرِي تَكَلُّفَ سَيِّدٍ
فِي يَوْمِ صِدْقٍ أَنْ يَقُولَ كِذَابا
يَوْمَا سَابَا مَا فَعَلْتَ بِأُمَّةٍ
ثَكِلَتْهُ دَعْ أَهْلَيْهِ وَالأَصْحَابَا
أَلْقُطْرُ مُهْتَزُّ الجَوَانِبِ لَوْعَةٌ
والنِّيْلُ لَوْ يَعْلُو لَسَالَ سَحَابَا
وَالوَافِدُونَ يُشَيِّعُونَ عَزِيزَهُمْ
حَشْدٌ بِهِ الطُّرُقَاتُ ضِقْنَ رِحَابَا
فَكَأَنَّ حَوْلَ النَّعْشِ بَحْراً مَائِجاً
وَكَأَنَّهُ فُلْكٌ يَشُقُّ عُبَابَا
مَا مِنْ أَمِيرٍ أَوْ رَفِيعِ مَكَانَةٍ
إِلا بَكَاهُ بِحَرِّ قَلْبٍ ذَابَا
لِله يَا حُلْوَ الصَّدَاقَةِ كَمْ سَقَتْ
هّذِي النَّوَى فِيكَ الأَحِبَّةِ صَابا
أَليَوْمَ عَدْنُ اسْتَأْنَسَتْ مِنْ وَحْشَةٍ
بِأَبَرِّ مُبْتَكِرٍ إِلَيهَا آبَا
إِنْ قُلْتُ لاَ تَبْعَدْ فَإِنَّكَ بَيْنَََََنَا
هَلْ مَائِتٌ مَنْ يُخْلِفُ الأَنْجَابَا

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:21 AM
عَاشَ فَارُوقُ مِصْرَ فَخْرُ الشَّبَابِ
وَمَلاَذُ الأخْلاَقِ وَالآدَابِ
كُلُّ عِلْمٍ وَكُلُّ فَنٍّ لَهُ مِنْهُ
التِفَاتٌ عَالٍ وَفَضْلٌ رَابِ
طَلْعَةٌ مِثْلُ طَلْعَةِ الشَّمْسِ تُحْيِي
ثَمَرَاتِ القُلُوبِ وَالأَلْبَابِ
أَيُّ سَعْدٍ لِشَعْبِهِ أنْ يَرَاهُ
طَالِعاً بَيْنَهُ وَمَا مِنْ حِجَابِ
أَيُّ رَاجِ وَالجُودُ حَقٌّ عَلَيْهِ
لَمْ يُصِبْ مِنْهُ مَا وَرَاءَ النِّصَابِ
أَيُّ شَأْنٍ رَعَاهُ لَمْ يَبْلُغِ
الشَّأْوَ الْمُعَلَّى وَلَمْ يَكُنْ بِعُجَابِ
يَعْمَلُ الفِكْرُ سَالِكاً كُلَّ نَهْجٍ
لِلْمَرَاقِي وَفَاتِحاً كُلَّ بَابِ
هَذِهِ فِرْقَةٌ تَدَارَكَهَا العَطْفُ
فَعَادَتْ مَتِينَةَ الأَسْبَابِ
يَبْرُزُ المُولَعُونَ بِالفَنِّ فِيهَا
طُرُفاً مِنْ مَوَاهِبِ الوَهَّابِ
فِيهِمُ الرَّاسِخُ المُدَرَّبُ يَتْلُو
تِلْوَةُ نَابِتٌ نَضِيرُ الإِهَابِ
مِنْ هُوَاةِ التَّمثيلِ يَرْجِعُ
بالتَّارِيخِ َأدْرَاجَهُ مَدَى الأَحْقَابِ
وَمُحِبِّي الأَمْثَالِ يَضْرِبُهَا
التَّالُونَ وَالسَّابِقُونَ لِلأَعْقَابِ
يَبْتَغُونَ الكَمَالَ فِي ظِلِّ فَارُوقَ
وَقَدْرُ النَّجَاحِ قَدْرُ الطِّلاَبِ
وَطَرِيقُ الكَمَالِ وَعْرٌ ولك
نَّ مَداهُ مُذَلِّلٌ لِلصَّعَابِ
أَيُّهَا الزَّائِرُ الْعَظِيمُ أَثَابَ اللهُ
مِنكَ الجَميلَ خَيْرَ الثَّوَابِ
كُلُّ شُكْرٍ يَصُوغُهُ الرَّوْضُ لاَ
يُوفِي وإِن جَلَّ مِنَّةً للسِّحَابِ
وَلَعَلَّ السُّكُوتَ أَبلَغُ فِي الحَمْدِ
وَأَوْفَى وَفِيهِ فَصْلُ الخِطَابِ
عَاشَ فَارُوقُ مِصْرَ فَخرُ الشَّبَابِ
ومِلاذُ الأَخلاَقِ والآدَابِ
يَا مَلِيكَاً حَمَى بِهِ اللهُ مِصْراً
مِنْ نُكُولِ الدُّنْيَا وَسَوْطِ العَذَابِ
يَرِدُ العَالَمُ الحَمِيمَ وَأَمَّا
وِرْدُهَا فَهْوَ مِنْ نِطَافٍ عِذَابِ
لِلْفِنُونِ ازْدِهَارُهَا وَالرَّزَايَا
غَافِلاَتٌ وَالأَمْنُ في اسْتِتْبَابِ
ذَاكَ مِنْ عَبْقَرِيَّةِ العَاهِلِ الهَادِي
وَلِلْرَّأْيِ غَيْرُ فِعْلِ الحِرَابِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:22 AM
أَوَاصِفٌ أَنَا أَخْلاَقاً سَمَوْتَ بِهَا
أَمْ وَاصِفٌ عِلْمَكَ الفَيَّاضَ وَالأَدَبَا
يَا مُصْطَفَى زَادَكَ اللهُ الكَرِيمُ وَمَا
غَيْرُ الحَلَى مِنْ مَزِيدٍ فَوْقَ مَا وَهَبَا
فَاهْنأْ بِأَرْفَعَ مَا أُوتيْتُ مِنْ رُتَبٍ
زَانَتْ بِكَ النَّسَبَ الْمَوْرُوثَ وَالْحَسَبَا

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:24 AM
حَيُّوا الرَّئِيسَةَ إنْصَافاً وَتَكْرِمَةً
يَا حَامِلِينَ لِوَاءَ العِلْمِ وَالأَدَبِ
مِنْ نُخْبَةٍ هُمْ فَخَارُ الغَرْب إِنْ نُعِتُوا
وَنُخْبَةٍ هُمْ فَخَارُ الشَّرْقِ وَالعَرَبَ
حَيُّوا فَتَاةً أَتّمَّ اللهُ زَينَتَهَا
خَلْقاً وَخُلْقاً بِمَا يَسْمُو عَنِ الرِّيَبِ
تَمُرُّ بِاللَّهْوِ لاَ تُغْرَى بِزُخْرُفِهِ
وَتُنْفِقُ العُمْرُ بَيْنَ الصُّحْفِ وَالكُتُبِ
حَتَّى غَدَتْ قُدْوَةً فِي العَصْرِ صَالِحَةٍ
لِلْغَانِيَاتِ ذَوَاتِ الجِدِّ وَالدَّأَبِ
بَدَتْ مِنَ الخِدْرِ وَالعَلْيَاءُ عَاصِمَةٌ
فَإِنْ يَعِبْ نَجْماً الإِشْرَاقُ فَلْتُعَبِ
بَيْنَ الصَّوَاحِبِ لاَحَتْ فِي نِظَامِ هُدًى
فَأَشْهَدَتْنَا نِظَامَ الشَّمْسِ عَنْ كَثَبِ
وَمَا هُدى حِينَ تَجْلُو عَنْ أَشِعَّتِهَا
إِلاَّ مُحَيَّا ذُكَاءٍ غَيْرَ مُنْتَقَبِ
لَهَا رِسَالَتُهَا العُلْيَا تُنِيرُ بِهَا
سُبْلَ الحَيَاةِ وَكَيْفَ النُّورُ فِي الحُجُبِ
حِيَالَهَا مِنْ حَوَارِيَّاتَهَا شُهُبٌ
أَنْقَى وَأطْهَرُ مِنْ دُرِّيَّةِ الشُّهُبِ
يَمْضِينَ فِي طَلَبِ الغَايَاتِ قَاصِيَةً
فَمَا يَنِيْنَ وَمَا يَشْكُونَ مِنْ نَصَبِ
هُمُ الطَّلِيعَةُ تَغْزُو غَيْرَ آثِمَةٍ
كَتَائِبَ الجَهْلِ فِي حَرْبٍ بِلاَ حَرَبِ
مَنْ يَنْسى إِنْ ذُكِرَتْ مِصْرٌ وَنَهْضَتُهَا
عَوْنَ النَّجِيبَاتِ لِلصُّبَّابَةِ النُّجُبِ
تِلْكَ المُشَارَكَةُ الحُسْنَى يُنَاطُ بِهَا
رَجَاؤُنَا فِي مَعَالِينَافَلاَ يَخِبِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:25 AM
يَدُ الأَمِيرِ وَقَدْ أَوْلاَكَ نِعْمَتَهُ
عِنْدَ الفَضَائِلِ وَالأَخْلاَقِ وَالأَدَبِ
زَكَّى لَدَى الْخَافِقَيْنِ العَارِفَيْنِ بِهِ
مَكَانَ فَضْلِكَ بَيْنَ الْجِلَّةِ النُّخَبِ
وَكَانَ َأجْمَلَ مِصْدَاقٍ لِحَمْدِهَما
إِيَّاكَ مَا نِلْتَ مِنْ مُمْتَازَةِ الرُّتَبِ
يَا سَاهِرَ اللَّيْلِ وَالْمِشْكَاةُ في يَدِهِ
مُسْتَطْلِعاً مَا انْطَوَى في ظُلْمَةِ الْحِقَبِ
يَظَلُّ يَرْجِعُ َأدْرَاجَ العُصُورِ إلى أَقْ
صَى الدُّهُورِ وَيُنْضِي مُسْبَلَ الْحُجُبِ
يَجْلُو لَنَا مَا تَوَارَى مِنْ مَفَاخِرِنَا
ويَجْمَعُ المَجْدَ أَشْتَاتَاً مِنَ الكُتُبِ
فِي كُلِّ عَامٍ لَهُ بَحْثٌ يُجَدِّدُهُ
مُقَوَّماً في قِوَامٍ غَيْرِ مُضْطَرِبِ
يُعِيدُ عَهْداً قَدِيماً مَنْ تَصَفَّحَهُ
رَأَى الْبَعِيدَ مِنَ الأَحْدَاثِ عَنْ كَثَبِ
وَيُوشِكُ المَرْءُ إِذْ يَتْلُو صَحَائِفَهُ
أَنْ يُبْصِرَ الْغَيْبَ حَيّاً غَيْرَ مُنْتَقِبِ
ويَعْرِفُ الْحَالَ مِمَّا قَبلَهُ فَيَرَى
لِكُلِّ طَارِئَةٍ عُوْداً إلى سَبَبِ
أَحْسَنْتَ أَحْسَنْتَ يَا أُسْتَاذَ كُلِّ فُتىً
عَفِّ السُّهَادِ شَرِيفَ الْهَمِّ وَالطَّلَبِ
عَلَّمْتَنَا كَيْفَ تَكْفِي المَرْءَ هَمَّتُهُ
لِيَبْلُغَ الْغَايَةَ الْعُلْيَا مِنَ الأَدَبِ
جَدَّدْتَ قِسْماً مِنَ التَّارِيخَ دَارِسَةً
آثَارُهُ في بِنَاءِ جَامِعٍ عَجَبِ
مُتَمَّمٍ يَمْلأُ الأَلْبَابَ رَوْنَقُه
ثَبْتِ الأَسَاسِ لَهُ تَاجٌ مِنَ الشُّهُبِ
وَافِي الْجَلاَلَةِ إِلاَّ أَنْ يَرَى هَنَةً
فِي بَعْضِ أَجْزَائِهِ تَعْنِيتُ مُرْتَقِبِ
لاً حُسْنَ يَسْلَمُ مِنْ نَقْصٍ وَأَحْسَبَهُ
إِنْ فَاتَهُ النَّقْصَ لَمْ يَجْمُلْ وَلَمْ يَطِبِ
هَلْ بَعْدَ رَائِعَةِ الأَهْرَامِ رَائِعَةٌ
فَمَنْ يَعِبْهَا لِبَعْضِ الشَّيْءِ فَلْيَعِبِ
هَذَا الَّذِي لَمْ يَجِئْهُ سَابِقُوكَ فَكُنْ
رَغْمَ الزَّمَانِ أَبَا التَّارِيخِ في الْعَرَبِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:26 AM
مَاذَا أَصَابَ أَبَاكَ الشَّيْخَ وَاحَرَبَا
وَكُنْتَ بَهْجَتَهُ فِي العَيْشِ والأَرَبَا
وَكَانَ فِي آجَرِ الأَيَّامِ مَطْمَعُهُ
أنْ تَسْتَدِيمَ لَهُ فِي قَوْمِهِ عَقَبَا
تَرَكْتَهُ وَالِهاً قَدْ أُرْعِشَتْ يَدُهُ
والقَلْبُ مُحْتَرَقٌ والْدَّمْعُ قَدْ نَضَبَا
يَنوءُ ثُكْلاً وَقَبْلَ الثُّكْلِ لاَ نَصَبَا
شَكَا وَإِنْ جُلَّ مَا يَلْقَى َلاَ وَصَبَا
هَذَا جَزَاؤُكَ يَا أَوْفَى
البَنِينَ لِمَنْ كَانَ الأَبَرُّ أَبَا
كَلاَّ وَلَكِنَّ حُكْماً لاَ مَرَدَّ لَهُ
شَجَا بَنِي الشَّرْقِ في النَّجْمِ الَّذِي غَرَبَا
وَلَيْسَ ذَنْبُكَ أَنَّ المَوْتَ مِنْ قِدَمٍ
يُعَاجِلُ النُّخُبَ الأَخْيَارَ وَالنُّجُبَا
أَنْطُونُ عُوجِلَ فِي شَرْخِ الشَّبَابِ فَهَلْ
فِي الرُّبْعِ أُنْسٌ وَأُنْسُ الرَّبْعِ قَدْ ذَهَبَا
قَدْ كَانَ مِنْ خَيْرِ فُتْيَانِ الحِمَى خُلُقاً
وَكَانَ مِنْ خَيْرِ فُتْيَانِ الحِمَى أَدَبَا
وَكَانَ فِي أَوْلِيَاءِ العَدْلِ مَفْخَرةً
لا يَلْتَوِي رُغْباً أَوْ يَنْثَنِي رَهَبَا
وَكَانَ نَجْدَةً دَاعيَةٍ بِلاَ مَهَلٍ
فِي نُصْرَةِ الحَقِّ هَانَ الأَمْرُ أَوْ صَعُبَا
وَكَانَ أَيْمَنَ مَنْ يَرْعَى لأُمَّتِهِ
عَهْداً إِذَا انْتَدَبَتْهُ أَوْ إِذَا انْتَدَبَا
وَكَانَ فِي مَوْقِفِ الفَخْرِ الجَدِيرِ بِهِ
مَا يَدَّعِي حَسَباً أَوْ يَدَّعِي نَسَبَا
أَلَيْسَ مُنْجِبُهُ ذَاكَ الكَفِيلَ بِمَا
يَكْفِي العُفَاةَ وَذَاكَ الْحَازِمُ الأَرَبَا
مَعَاهِدُ الْخَيْرِ لَنْ تَنْسَى لِجِرْجِسِهَا
مَا اسْتَوْهَبَ النَّاسَ لِلْحُسْنَى وَمَا وَهَبَا
بَنَى لَهُمْ بِمَسَاعِيهِ وَهِمَّتِهِ
مِنَ المَآثِرِ مَا يَقْضِي لَهُ عَجَبَا
يَسُومُهُ البِرُّ أَلْوَانَ الْعَنَاءِ فَمَا
يَبْهَى وَيَسْتَأنِفُ المَجْهُودَ مَا وَجَبَا
انْظُرْ إِلَى عُظَمَاءِ الْقَوْمِ فِي جَزَعٍ
كَأَنَّهُمْ سُلِبُوا الذُّخْرَ الَّذِي سُلِبَا
تَوَافَدُوا لِيُواسُوهُ بِأَحْسَنِ مَا
أَوْحَتْ مَحَامِدُهُ الأَشْعَارَ وَالخُطُبَا
يَا مَنْ نُعَزِّيهِ عَنْ فَقْدِ الْحَبِيبِ وَمَا
نَأى الحَبيبُ الذي مِنْ رَبِّهِ قَرُبا
أَيْنَ النَّعِيمُ بِجَنَّاتٍ مُخَلَّدَةٍ
مِنْ بُؤْسِ دُنْيَا يُعَانِي أَهْلُهَا الكَرَبَا
سُبْحَانَ مَنْ فِي مَدَارِ الْكَونِ يَشْهَدُنَا
فِيمَا يُصَرِّفُهُ الأَنْوارَ وَالسُّحُبَا
يَجْلُو الشُّموسَ وَيَطْوِيهَا بِقُدْرَتِهِ
وَفِي رِحَابِ عُلاهُ يَنْقُل الشُّهُبَا

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:27 AM
جَمَالُكِ زَادَ رَوْعَتَهُ
مِزَاجُ الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ
وَزَانَتْ فِتْنَةُ الإِفْرِنْ
جِ فِيهِ عِفَّةَ الْعُرْبِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:28 AM
مُرِ القَوَافِي تَجِيءُ طُوْعاً وَلاَ عَجَبَا
عَلَّ الْقَوَافِي تُوَدِّي بَعْضُ مَا وَجَبَا
صِغْهَا عُقُوداً لِهَذَا الْيَوْمَ مِنْ دُرَرٍ
وَحَيِّ فِيهَا العُلاَ وَالْعِلْمَ وَالأَدَبَا
فَالْيُوْمُ عِيدٌ لِهَذَا القُطْرِ أَجْمَعَهِ
هَنِّيءْ بِهِ الشَّرْقَ والسُوْدَانَ وَالعَرَبَا
فَانْشُدْ نَشِيدَ الأَمَانِي رُبَّ قَافِلَةٍ
قَدْ أَبْطَأَتْ في السَّرَى تَشْدُو بِهِ حُقُبَا
حَلَّقْ مَعِ الْفَلكِ الدَوَّارِ في فَلَكٍ
وَزُحُ أَنْ اسْطَعْتْ عَنْ أَسْرَارِهِ حُجُبَا
وَانْظُرْ بِعَيْنَيْكَ خَطَّ الْقَضَاءُ بِهِ
في اللَّوْحِ وَاقْرَأْ لَنَا مَا فِيهِ قَدْ كُتِبَا
فَذَاكَ عُمْرِي وَرَاءَ الْحُجْبِ مَسْتَتِرٌ
عَلَيْهِ سُورٌ مِنَ الأَنْوَارِ قَدْ ضُرِبَا
وَاهْبِطْ إلى الأَرْضِ خَبِّرْنَا بِمَا سَمِعَتْ
أُذْنَاكَ أَنَّ لَنَا في سَمْعِهِ أَرَبَا
وَانْثُرْ عَلَى الْوَادِي مِنْ عِلْمٍ وَمِنْ أَدْبٍ
فَإِنَّ ذَا الشَّعْبِ يَهْوَى العِلْمَ وَالأَدَبَا
حَدِّثْهُ كَيْفَ سَمَتْ أَرْوَاحُنَا زَمَناً
وكَيْفَ كُنَّا عَلَى رُغْمِ العِدَى الْعَرَبَا
وَكَيْفَ كَانَتْ لَنَا الأَيَّامُ طَائِعَةً
كَمَا تَشَاءُ فَلَمْ تُهْمِلْ لَنَا طَلَبَا
حَدَّثْ بَنِي الْنِّيْلِ عِنْ كَثَبٍ
عَنِ الأَمِينِ عَنِ الْمأَمُونِ إِذْ غَضِبَا
سَالَتْ دِمَاءُ بَنِي العَبَّاسِ بَيْنَهُمَا
الْمُلْكُ أَسْمَى وَأَعْلَى مِنْ دَمٍ سَكَبَا
بَغْدَادُ كَانَتْ مَنَاراً لِلْعُلُومِ فَمَا
لِلْعِلْمِ مِنْ طَالِبٍ إِلاَّ لَهَا طَلَبَا
لاَ تُشْرُقُ الشَّمْسُ إِلاَّ في مَنَائِرِهَا
وَلَيْسَ يَغْرُبُ عَنْهَا الْبَدْرُ مَا غَرُبَا
وَصِفْ لَنَا كَيْفَ دَالَتْ وَامَحَتْ دُوَلٌ
وَكَيْفَ جَيْشُ حُمَاةِ الشَّرْقِ قَدْ غُلِبَا
وَمَا دَهَى الْشَّرْقَ في ابْنَاهُ قَاطِبَةً
فأَصْبَحَ الرَّأْسُ مِنْ أَبْنَائِهِ ذَنَبَا
قَدْ أَثْقَلَتْنَأ قُيودٌ لاَ نُهُوضَ بِهَا
وَإِنْ يَكُ صَائِغُ قَدْ صَاغَهَا ذَهَبَا
أَعِدْ عَلَى مَسْمَعِي ذِكْرَ الأُلَى سَلَفُوا
فَرُبَّ ذِكْرَى مَحَتْ فِيْمَا مَحَتْ كَرَبَا
وَرُبَّ ذِكْرَى سَرَتْ في جِسْمِ سَامِعِهَا
وَرَدَّتِ الرُّوْحَ فِيهِ بِعْدَمَا ذَهَبَا
فأَنْتَ كَالْوَحْيِّ لَمْ تَهْبِطْ عَلَى بَلَدٍ
إِلاَّ رَأَيْنَا بِهِ الآيَاتِ وَالعَجَبَا
كَمُحَكَّمِ الآي وَالتَّنْزِيلِ جِئْتَ بِهِ
وَقَدْ مَلأْتَ بِهِ الأَشْعَارَ وَالْكُتُبَا
فَيَا أَمِيرَ الْقَوَافِي رُبَّ مَمْلَكَةٍ
أَنَارَ قَوْلُكَ فِيهَا جَيْشَهَا اللُّجَبَا
وَرُبَّ قَوْلٍ جَرَى مِنْ فِيكَ حَزْتُ بِهِ
في عَالَمِ الشِّعْرِ دُوْنَ العَالَمِ القَصَبَا
فَمَا حَدَا الحَادِي إِلاَّ مِنْ قَصَائِدِكُمْ
وَلاَ شَدَا بُلْبُلٌ إِلاَّ بِهَا طَرَبَا
وَلاَ تَغَنَّى فَتَىً في الشَّرْقِ قَافِيَةً
إِلاَّ وَشِعْرُكَ مَا أَوْحَى وَمَا كَتَبَا
لَوْ كُنْتُ في الوَادِي ذَا مَالٍ أَقَمْتُ لَكُمْ
تَمْثَألَ دُرِّ وَلَمْ أَرْضِ بَهِ الذَّهَبَا
وَقُلْتُ لِلنًّاسِ طُوْفُوا حَوْلَهُ أَبَداً
مِثْلَ الْحَجِيجِ فَهَذَا كَعْبَةُ الأَدَبَا
فَارْجَعْ إلى مِصْرَ في أَمْنٍ وَعَافِيَةٍ
وَزُرْ دِمَشْقَ وَزُرْ بَغْدَادَ زُرْ حَلَبَا
وَصِفْ لَهُمْ مَا رَأَتْ عَيْنَاكَ في بَلَدٍ
أَبْنَاهُ لَيْسَ لَهُمْ إِلاَّ العُلا طَلَبَا
فَإِنْ أَصَاخُوا لِمَا تُمْلِيهِ وَاسْتَمَعُوْا
فَاخْبِرْهُمُ عَنْ بَنِي السُّودَانِ خَيْرَ نَبَا
وَقُلْ لَهُمْ إِنَّا لَمْ نَزَلْ هَدَفاً
لِكُلِّ رَامٍ وَمَنْ قَدْ لاَمَ أَوْ عَتَبَا
لاَ نَعْرِفَ النَّوْمَ إِلاًّ خِلْسَةً غَضَبَاً
وَالحُرُّ إِنْ مَسَّهُ مَا سَاءَهُ غَضِبَا
النِّيلُ في الْوَادِي يَرْوي كُلَّ ذِي ظَمإِ
وَلَيْسَ فِينَا فَتىً مِنْ مَائِهِ شرِبَا
لَنَا إِلَيْهِمْ حَنِينٌ دَائِمٌ وَهَوىً
مَهْمَا تَدَارى بِهِ عُذَّالُنَا حَلَبَا
فَهُمْ لَنَا إِخْوَةٌ بَلْ هُمْ أَشِقَّتُنَا
وَمِصْرُ لَمَّا تَزَلْ أُمًّا لَنَا وَأبَا
الشَّرْقُ يَجْمَعُنَا وَالنِّيلُ يَرْبِطُنَا
كَوِحْدَةٍ جَمَعَتْ مَا بَيْنَهَا العَرَبَا
أَمَّا الْمَلِيكُ فَإِنَّا لاَ نَكُنُّ لَهُ
إِلاَّ الوَلاءَ وَإِلاًّ الحُبَّ وَالأَدَبَا

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:29 AM
نُهَنِيءُ أُسْتَاذَنَا عَادِلاً
ونَقْضِي بإِكْرَامِهِ مَا وَجَبْ
وَنَعْرِفُ مِنْ حَقِّهِ فَوْقَ مَا
تَسَامَى إِلَيْهِ الْمُنَى وَالخُطُبْ
وَكَيْفَ يُكَافِيءُ حُسْنُ الثَّنَاءِ
فَرْطَ الْعَنَاءِ وجَهْدَ النَّصِبْ
لَهُ اللهُ مِنْ عَالِمٍ عَامِلٍ
أَصَبْنَا لَدَيْهِ وَفَاءَ الطَّلَبْ
فَتَي هِمَّةٍ شَيْخُ عِلْمٍ وَحِلْمٍِ
طَوِيلُ الأَنَاةِ مَتِينُ السَّبَبْ
يُنَشِّيءُ نَابِتَةً حُرَّةً
لِمِصْرَ وَيَبْنِي الرِّجَالَ النُّخَبْ
وَيَلْقِي الدُّرُوسَ بِأَيِّ مَعَانٍ
تُنِيرُ العُقُولَ وَلَفْظٍ يُحَبْ
تَفَرَّدَ بَيْنَ بَني عَصْرِهِ
بِفَضْلٍ أَعَزَّ لِسَانَ الْعَرَبْ
وكَانَ كَفِيّاً بِمَنْظُومِهِ
وَمَنْثُورِهِ لِفُحولِ الأَدَبْ
فَجَاءَ بَدِيعَ الزَّمَانِ وَحَسْبَ
الْبَدِيعُ إِذَا مَا إِلَيْهِ انْتَسَبْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:30 AM
يَا مَنْ نَأَى عَنِّي
وَكَانَ أَجَلَّ أَخْوَانِي وَصَحْبِي
وَجَزَعْتُ حِينَ فُجِعْتُ فِيهِ
أَنْ تَقَدَّمَ وَهْوَ تِرْبِي
فَاَقَمْتُ مُحْتَسَباً بِذِكْرَاهُ
وَمَا الذِّكْرَى بِحَسْبِي
الْيَومَ عَادَ بِنَا الزَّمَانُ
إِلَى مُلاَزَمَةٍ وَقُرْبِ
فِي صُورَتَيْنِ تُجَدِّدَانِ
حَيَاتَنَا جَنْبَاً لِجَنْبِ
يَا مَنْ يُقَلِّبُ فِيهِمَا
نَظَرَاتِهِ لاَ تَحْفِلَنْ بِي
هَذَا أَمِيرُ الشِّعْرِ وَالشُّعَرَاءِ
مِنْ عَجَمٍ وَعُرْبِ
هَذَا الَّذِي نَظَمَ الرِّوَائِعَ لِلْنُّ
هَى مِنْ كُلِّ ضَرْبِ
هَذَا الَّذِي آثَارُهُ
مَسْطُورَةٌ فِي كُلِّ لُبِّ
وَهْوَ الَّذِي بِبَيَانِهِ
يَهْدِي وَبِالإِيقَاعِ يَصْبِي
لَمْ يَدْعُ دَاعٍ لَمْ يَجِبْهُ
ذَلِكَ الْوَحْيُ المُلَبِّي
فَهُوَ المُنَادِمُ وَالمُفَاكِهِ
وَالمُعَلِّمُ وَالمُرَبِّي
تِمْثَالُهُ مِنْ مَعْدَنٍ
وَمِثَالُهُ فِي كُلِّ قَلْبِ
للهِ دَارُ هِدَايَةٍ
هِيَ دَارُ تَمْثِيلٍ وَلِعْبِ
كَمْ أَخْرَجَتْ حَكَماً
مِنَ اللَّهْوِ الْبَرِيءِ المُسْتَحَبِّ
نَزَلَتْ عَبَاقِرَةُ النُّهَى
مِنْهَا عَلَى سِعَةٍ وَرَحْبِ
وَلَقَوْا الإِثَابَةَ مِنْ وَفَاءِ حُ
كُومَةٍ وَثَنَاءِ شَعْبِ
فَارُوقُ يَا زَيْنَ المُلُوكِ
الصِّيدِ فِي شَرْقٍ وَغَرْبِ
وَأَجَلَّ رَاعٍ لِلْعُلُومِ
وَلِلْفُنُونِ رَعَاكَ رَبِّي
وَأطَالَ عُمْرَكَ بَيْنَ إِجْلاَلٍ
تُحَاطُ بِهِ وَحُبِّ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:30 AM
دُرْ فِي الْمَجْدِ دُرْ مِصْرَ وَفِيَهَا
كُلُّ آسٍ تَزْهُو بِهِ وَطَبِيبْ
إِنْ ذَكَرْنَا أَسْمَاءَهُمْ يَوْمَ فَخْرٍ
طَابَ فِي النَّابِغِينَ ذِكْرُ نَجِيبْ
عَالِمٌ عَامِلٌ إِذَا مَا دَعَتْهُ
فِرَصُ البِرِّ كَانَ خَيْرَ مُجِيبْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:31 AM
يَا مُصْطَفَى زَادَكَ اللهُ الكَرِيمُ وَمَا
يَزِيدُ إِلاَّ حُلَىً تَجْلُو الَّذِي وَهَبَا
وَهَذِهِ آيَةٌ مِنْهُ مُجَدَّدَةٌ
زَانَتْ بِكَ النَّسَبَ الْمُوُرُوثَ وَالْحَسَبَا

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:32 AM
إِذَا الرُّتْبَةُ الْعُليَا أَتَتْكَ إِثَابَةً
وَفَارُوقُ عَالِي الرَّأْسِ حِينَ يَثِيبُ
فَفِي الْحَقِّ أَنْ تَزهو بِهَا مِثْلُ زَهْوِهَا
بِأَنَّكَ مَرْعِيُّ الْمَقَامِ حَبِيبُ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:33 AM
مَا لِهَذَا الخَافِقُ الوَاهِي يَجِبْ
جَزَعاً لِلمَوْتِ وَالمَوْتُ يَجِبْ
جَلَلٌ أَنْ يَتَوَلَّى شَاعِرٌ
كَيْفَ وَالشَّاعِرُ عُبْدُ المُطَّلِبْ
أَنُعَزِّي فِيهِ أَهْلاً أَوْ حِمًى
وَالْمُعَزَّى فِيهِ جُمَّاعُ العَرَبْ
هَلْ قَرَأْتُمْ شِعْرَهُ إِلاَّ وَقَدْ
خِلْتُمُ السِّحْرَ مِنَ الشِّعْرِ وَثَبْ
فَاعِلاً مَا عَزَّ أَنْ تَفْعَلَهُ
فِي رَصِينَاتِ النُّهَى بِنْتُ العِنَبْ
دَرُّهُ كَالدُّرِّ فِي كَاسَاتِهَا
وَنِظَامُ الدُّرِّ فِيهِ كَالجَبَبْ
كَمْ رَوَاهُ مُنْشِدُوهُ فَارْتَوَى
سَامِعُوهُ مِنْ يَنَابِيعِ الطَّرَبْ
قَيَّضَ الإِبْدَاعُ فِيهِ مُلْتَقَى
أَدَبَيْنِ اتَّصَلاَ بَعْدَ حِقَبْ
فَكَلاَمٌ بَدَوِيٌّ لَوْ بَدَا
فِيهِ لَوْنٌ لَمْ يَكُنْ إِلاَّ الذَّهَبْ
خَالِصُ النِّسْبَةِ فِي العِتْقِ إِذَا
مَا دَعَا لِلفَخْرِ دَاعٍ فَانْتَسَبْ
وَمَعَانٍ حَضَرِيَّاتٌ جَلاَ
حَسْنَهَا مِنْهُ طِرَازٌ لَمْ يُعَبْ
تَتَرَاءَى فِي حِلىً لَمَّاحَةٍ
يَسْتَطِيرُ المَاءُ فِيهَا كَاللَّهَبْ
رُبَّ مَمْرُورٍ مِنَ الجَهْلِ نَعَى
صِحَّةَ القَوْلِ عَلَيْهِ فَنَعَبْ
خَالَ إِغْرَاباً وَمَا الإِغْرَابُ فِي
ذَلِكَ اللِّفْظِ الأَصِيلِ المُنْتَخَبْ
إِنَّمَا الإَغْرابُ فِيهِ أَنَّةُ
عَرَبِيٌّ بَيْنَ أَهْلِيهِ اغْتَرَبْ
آخِذُ المَعْدِنَ مِنْ مَنْجَمِهِ
هَلْ عَلَيْهِ حَرَجٌ يَا لَلَعَجَبُ
إنَّ لِلفُصْحَى نُشُوراً هَيَّأَتْ
أُمَمُ العُرْبِ لَهُ كُلَّ سَبَبْ
مَا يُرِيدُونَ مِنَ الشِّعْرِ إِذَا
لَمْ يَكُنْ صُورَ النُّشُورِ المُرْتَقَبْ
ذَلِكَ البَعْثُ هُوَ الفَتْحُ الَّذِي
لَيْسَ يَعْدُوهُ لِذِي لُبٍْ أَرَبْ
وَهُوَ الجَامِعَةُ الكُبْرَى لِمَنْ
فَاهَ فِي الشَّرْقِ بِضَادٍ أَوْ كَتَبْ
فَلَئِنْ لَمْ تُوفَ مَا حُقَّ لَهَا
قِبَلِ الجِيلِ لَقَدْ تَبَّتْ وَتَبْ
رَحِمَ اللهُ ابْنَهَا البَرَّ الَّذِي
نَدَبَتْ مِنْهُ سَرِيّاً فَانْتَدَبْ
أَيُّ سَهْمٍ صَائِبٍ فَوَّقَهُ
مَنْ رَمَاهُ فَرَمَاهَا عَنْ كَثَبْ
سَلْ كِبَاراً بَلَغَوا تَأْدِيبَهُمْ
وَصَغَاراً لَمْ يَزَالُوا فِي الطَّلَبْ
يَذْكُرُوا لِلشَّيْخِ فِي أَعْنَاقِهِمْ
مَا لَهُ مِنْ فَضْلِ أَسْتَاذٍ وَأَبْ
وَقَفَ العُمْرَ عَلَى تَثْقِيفِهِمْ
يَتَوَلاَّهُ بِجِدٍّ وَدَأَبْ
لاَ بُبَالِي مَا يُقَاسِي دُونَهُ
مِنْ سُهَادٍ وَيُعَانِي مِنْ نَصَبْ
جَافِيَاً وَالرِّفْقُ فِي جَفُوتِهِ
حَدِباً فِي خَيْرِ مَعْنَىً لِلحَدَبْ
نَزُهَتُ أَخْلاَقُهُ وَانْتَبَذَتْ
كُلَّ مَا فِيهِ مَثَارٌ لِلرِّيَبْ
وَإِذَا التَّعْلِيمُ لَمْ تُقْرَنْ بِهِ
قُدْوَةٌ صَالِحَةٌ جَرَّ العَطَبْ
إِنَّ خَطْبَ الفَضْلِ فِي الأُسْتَاذِ لَمْ
يُكْرِ فِي الشِّدَّةِ عَنْ خَطْبِ الأَدَبْ
كَانَ حُرَّ الرَّأْيِ لاَ يَطْرِفُهُ
رَغَبٌ عَمَّا رَآهُ أَوْ رَهَبْ
وافِياً مَهْمَا يَسُمْهُ عَهْدُهُ
صَادِقاً مَهْمَا يَقُمْ عِذْر الكَذِبْ
حَسَنَ السِّيرَةِ فِي أُسْرَتِهِ
حَسَنَ الخِيرَةِ فِيمَنْ يَصْطَحِبْ
بَالِغاً فِي كُلِّ نَفْسٍ رُتْبَةً
قَصَّرَتْ عَنْ شَأْوِهَا أَسْمَى الرُّتَبْ
رَاضِياً مِنْ قِسْمَةِ اللهِ بِمَا
جَلَّ عَنْ قَدْرٍ وَغنْ قَلَّ انَّشَبْ
لَيْسَتِ الدُّنْيَا لِحُرٍّ حَسَباً
إنَّمَا فِي نَبْذِهِ الدُّنْيَا الحَسَبْ
وأَعَزُّ النَّاسِ فِيهَا نَسَباً
مَنْ لَه مِنْ نَفْسِهِ أَزْكَى نَسَبْ
أيها الرَّاحِلُ مَا بَالُ احِجَى
غَلَبَ الحُزْنُ عَليْهِ فَانْتَحَبْ
فَي ذُرَا مِصْرٍ وَفِي كُلِّ حِمَى
عَرَبِيٍّ حَرَبٌ أَيُّ حَرَبْ
لَكَ فِي عَدْنٍ ثَوَابٌ خَالِدٌ
فَتَمَتَّعْ بِرضَى اللهِ وَطِبْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:34 AM
شُهُبٌ تَبِينُ فَمَا تَأُوبُ
فَكَأَنَّهَا حَبَبٌ يَذُوبُ
أَرَأَيْتَ فِي كَأْسِ الطِّلاَ
دُرَراً وَقَدْ صَعِدَتْ تَصُوبُ
هُوَ ذاكَ فِي لُجِِّ الدُّجَى
طَفْوُ الدَّرَارِي وَالرُّسُوبُ
لاَ فَرقَ بَيْنَ كَبِيرِهَا
وَصَغِيرِهَا فِيمَا يَنُوبُ
كُلٌّ إلى أَجَلٍ وَعُقْبَى
كُلِّ طَالِعَةٍ وُقُوبُ
أَلْيَوْمَ نَجْمٌ مِنْ نُجُومِ ال
شِّعْرِ أَدْرَكَهُ الغُرُوبُ
وَثَبَتْ بِهِ فِي أَوْجِهِ ال
أسْنَى فَغَالَتْهُ شَعُوبُ
لَقِيَ الحَقِيقَةَ شَاعِرٌ
مَا غَرَّهُ الوَهْمُ الكَذُوبُ
أوْفَى عَلَى عَدْنٍ وَمَا
هُوَ عَنْ مَحَاسِنِها غَرِيبُ
كَمْ بَاتَ يَشْهَدُهَا وَقَدْ
شَفَّتْ لَهُ عَنْهَا الغُيُوبُ
يَا خَطْبَ إسْمَاعِيلَ صَبْ
رِي لَيْسَ تَبْلُغُكَ الخُطُوبُ
جَزعَ الحِمَى لِنَعِيِّهِ
وَبَكَاهُ شُبَّانٌ وَشِيبُ
أَيْ صَاحِبَيَّ لَقَدْ قَضَى
أُسْتَاذُنَا البَرُّ الحَبِيبُ
فَعَرَا قِلاَدَتَنَا وَكَا
نَتْ زِينَةَ الدُّنْيَا شُحُوبُ
إنِّ لأَذْكُرُ وَالأَسَى
بَيْنَ الضُّلُوعِ لَهُ شُبُوبُ
عَهْداً بِهِ ضَمَّتْ فُؤَا
داً وَاحِداً مِنَّا الجُنُوبُ
إذْ بَعْضُنَا مِنْ غَيْرِ مَا
نَسَبٍ إلى بَعْضٍ نَسِيْب
وَبِغَيْرِ قُرْبَى بَيْنَنَا
كُلٌّ إلى كُلٍّ قَرِيْبُ
أَلشِّعْرُ أَلَّفَنَا فَمَا اخْ
تَلَفَ العَرِيقُ وَلاَ الجَنِيبُ
وَالفَنُّ يَأْبَى أَنْ تُفَ
رِّقَهُ المَوَاطِنُ وَالشُّعُوبُ
مُسْتَشْرِفٌ لاَ السِّلْمُ
طَلاَّعٌ إِلَيْهِ وَلاَ الحُرُوبُ
يَضْفِي بِهِ الضَّوْءَ الهِلاَ
لُ وَيَبْسُطُ الظِّلَّ الصَّلِيبُ
لَوْ دَامَ ذَاكَ العَهْد لَ
كِنْ هَلْ لِيَوْمِ رِضىً عَقِيبُ
يَامِصْرُ قَامَ العُذْرُ إِنْ
يُقْلِقْ مَضَاجِعَكِ الوَجِيبُ
وَعَلَى فَقِيدٍ كَالَّذِي
تَبْكِينَ فَلْيَكُنِ النَّحِيبُ
مَاتَ الأَدِيبُ وَإِنَّهُ
فِي كُلِّ مَعْنىً لَلأَدِيبُ
مَاتَ المُحَامِي عَنْ ذِمَا
رِكِ مَاتَ قَاضِيكِ الأَرِيبُ
مَاتَ الأَبِيُّ وَتَحْتَ لَ
يِّنِ قَوْلِهِ الرَّأْيُ الصَّلِيبُ
مَاتَ الَّذِي تَدْعُوهُ دا
عِيَةُ الوَلاَءِ فَيَسْتَجِيبُ
مَاتَ الَّذِي مَا كانَ مَشْ
هَدُهُ يَذَمُّ وَلاَ المَغِيبُ
مَاتَ الَّذِي مَا كَانَ فِي
أَخْلاَقِهِ شَيْءٌ يَرِيبُ
مَاتَ الَّذِي مَنْظُومُهُ
لأُلِي النُّهَى سِحْرٌ خَلُوبُ
ألضَّارِبُ الأَمْثَالِ لَيْ
سَ لَهُ بِرَوعَتِهَا ضَرِيبُ
هلْ فِي الجَدِيدِ كَقَوْلِهِ ال
مأْثُورِ وَالمَعْنَى جَلِيبُ
آهَانِ لَوْ عَرَفَ الشَّبَا
بُ وَآهِ لَوْ قَدَرَ المَشِيبُ
شِعْرٌ عَلَى الأَيَّامِ يَرْ
وِيهِ مُرَدِّدُهُ الطَّرُوبُ
وَكَأنَّمَا فِي أُذْنِ قَا
رِئِهِ يُغَنِّي عَنْدَلِيبُ
كُلُّ المَعَانِي مُعْجِبٌ
مَا شاءَ وَالمَبْنَى عَجِيبُ
نَاهِيكَ بِالألْفَاظِ مِمَّ
ا تجَوَّدَ اللَّبِقُ اللَّبِيبُ
كَالدُّرِّ مُكِّنَ فِي العُقُو
دِ وَلِلشُّعَاعِ بِهِ وُثُوبُ
دِيبَاجَةٌ كَأَدَقِّ مَا
نَسَجَتْ شَمَالٌ أوْ جَنُوبُ
فِيهَا حِلَّى جِدُّ الفَوَا
تِنِ وَشْيُهَا وَاشٍ لَعُوبُ
آيَاتُ حُسْنٍ كُلُّهَا
صَفْوٌ وَلَيسَ بِهَا مَشُوبُ
فِي رِقَّةِ النَّسَمَاتِ بِال
عَبَقِ الذَّكِيّ لَهَا هُبُوبُ
تَسْتَافُهَا رأْدُ الضُّحَى
وَيُظِلُّكَ الوَادِي الخَصِيبُ
فِي بَهْجَةِ الزَّهْراتِ بَا
كَرَهُنَّ مِدْرَارٌ سَكُوبُ
فَاللَّحْظُ يَشْرَبُ وَالنَّدَى
مَشْمُولَةٌ وَالكِمُّ كُوبُ
كَنَسِيبِهِ الأَخَّاذِ بِ
الألْبَابِ فَلْيَكُنِ النَّسِيبُ
وَكَمَدْحِهِ المَدْحُ الَّذِي
أَبَداً لَهُ ثَوبٌ قَشِيبُ
وَكَوَصْفِهِ الوَصْفُ الَّذِي
عَنْ رُؤيَةِ الرَّائِي يَنُوبُ
يَتَنَاوَلُ الغَرَضَ البَعِي
دّ إِذا البَعِيدُ هُوَ القَرِيبُ
أوْ يُبْرِزُ الخَلْقَ السَّوِيَّ
فَلِلْحَيَاةِ بِهِ دَبِيبُ
كُلٌّ يُصَادِفُ مِنْ هَوَا
هُ عِنْدَه مَا يَسْتَطِيبُ
فَكَأَنَّ مَا تَجْري خَوَا
طِرُهُ بِهِ تَجْرِي القُلُوبُ
لِلَّهِ صَبْرِي وَهْوَ لِلُّ
غَةِ الَّتِي انْتُهِكَتْ غَضُوبُ
بِالرِّفْقِ يَنْقُدُ مَا يَزِي
فُ المُخْطِئُونَ وَلاَ يَعِيبُ
فِي رَأْيِهِ اللَّغَةُ البِلاَ
دُ أَجَلْ هُوَ الرَّأْيُ المُصِيْبُ
يُودِي الْفَصِيْحُ مِنَ اللُّغَا
تِ إِذَا غَفَا عَنْهُ الرَّقِيبُ
أَفْدِيكَ فَاَقْتَ الْحَيَا
ةَ وَغَيْرُكَ الْجَزِعُ الْكَئِيبُ
جَارَتْ عَلَيْكَ فَضَاقَ عَنْ
سَعَةٍ بِهَا الذَرْعُ الرَّحِيبُ
تِلْكَ الْحَيَاةُ وَمَا بِهَا
إلاَّ لأَهْلِ الْخُبْثِ طِيبُ
كَمْ بِتَّ فِي سُهْدٍ وَأَنْتَ
لِغَايَةٍ شَقَّتْ طَلُوبُ
جَوابُ آفَاقِ المَعَا
رِفِ وَالأَسَى فِيمَا تَجُوبُ
حَتَّى تُحَصِّلَ مَا تُحَصِّ
لُ مِنْ فُنُونٍ لاَ تُثِيبُ
وَجَزَاءُ كَدِّكَ ذَلِكَ ال
دَّاءُ الدَّوِيُّ بِه تَثُوبُ
أَلكَاتِبُ العَرَبِيُّ مَهْ
مَا يَدْهَهُ فَلَهُ الذُّنُوبُ
إِنْ لَمْ يُصِبْ مَالاً وَكَيْ
فَ وَتِلْكَ بِيْئَتُهُ يُصِيبُ
فَالْفَضْلُ مَنْقَصَةٌ لَهُ
وَخِلاَلُهُ الحُسْنَى عُيُوبُ
وَيَمُرُّ بِالْعَيْشِ الكَرِي
مِ وَمَا لَهُ مِنْهُ نَصِيبُ
فَإِذا قَنَى مَالاً كَمَا
يَقْنِي لِعُقْبَاهُ الحَسِيبُ
حَذَرَ المَهَانَاتِ الَّتي
مُتَقَدِّمُوهُ بِهَا أُصِيْبُوا
أَفْنَى بِمَجْهُودَيْهِ قُوَّ
تَهُ وَأَرْدَاهُ اللُّغُوبُ
قَتْلاً بِنَفْثِ دَمٍ قُتِلْ
تَ وَعَجَّ مَرقَدُكَ الخَصِيبُ
فَثَوَيْتَ فِي الْيَومِ المُنَ
جِّي وَاسْمُهُ اليَوْمَ الْعَصِيبُ
وَبِحَقِّ مَنْ كُنْتَ المُنِي
بَ إِلَيْهِ يَا نِعْمَ المُنِيبُ
لأخَفُّ مِنْ بَعْضِ المَقَا
لَةِ ذَلِكَ المَوتُ الْحَزِيبُ
أَعْنِي مَقَالَةَ كَاشِحٍ
فِي قَدْرِكَ الْعَالِي يُرِيبُ
مِمن يَهَشُّ كَما تَثَا
ءَبَ وَهُوَ طاوِي الكشْحِ ذِيبُ
شرُّ الأَنامِ البَاسِمو
ن وفِي جَوَانِحِهِمْ لَهِيبُ
أَلمُدَّعُون الْبَحْثَ حِي
نَ الْقَصْدُ مِنْهُمْ أَنْ يَغِيبُوا
مُتنقِّصُو مَحْسُودِهِمْ
وَلَهُ التَّجِلَّةُ وَالرُّجُوبُ
فِئَةٌ تَنَالُ مِنَ الْفَتى
ما لَمْ تَنَلْ مِنْهُ الْكُرُوبُ
لِفَخَارِهَ تَأْسى كَ
أنَّ فَخَارُهُ مِنْهَا سَلِيبُ
قَلَتْ لِتَضْلِيلِ العُقُو
لِ وَلَيسَ كَالتَّضْلِيلِ حُوبُ
صَبْرِي مُقِلٌّ وَردُهُ
عَذْبٌ وَآفَتُهُ النُّضُوبُ
أَخْبِثْ بِمَا أَخْفَوْا وَظَا
هِرُ قَصْدِهِمْ عَطْفٌ وَحُوبُ
مَا الشِّعْرُ يا أَهْلَ النُّهَى
وَالذِّكْرُ دِيوَانٌ رَغِيبُ
مَنْ يَسْأَلِ الحُصَرِيَّ وَ ابْ
نَ ذُرَيْقَ فَاسْمُهُمَا يُجِيبُ
أَزْهَى وَأَبْهى الوَرْدِ لاَ
يأْتِي بِهِ الدَّغَلُ العَشِيبُ
مَاذا أَجَادَ سِوَى القَلِيلِ
أَبُو عُبَادَةَ أَوْ حَبِيبُ
لَوْ طَبَّقَ السَّبْعَ النَّعِي
بُ أَيُطْرِبُ السَّمْعَ النَّعِيبُ
أَوْ لَمْ يَطُلْ شَدُوٌ وَشَا
دِيهِ الهَزَارُ أَمَا يَطِيبُ
أَلشِّعْرُ تَلْبِيَةُ الْقَوَا
فِي وَالشُّعُورُ بِها مُهِيبُ
وَبِهِ مِنَ الإِيقَاعِ ضَرْ
لاَ تُحَاكِيهِ الضّرُوبُ
هُوَ مَحْضُ مُوسِيقَى وَحِسَّ
اتٌ تُصَوِّرُهَا الضُّرُوبُ
هُوَ نَوْحُ سَاقِيَةٍ شَكَتْ
لا َقَدْرُ مَا يَحْوِي القَلِيبُ
هُوَ مَا بَكَاهُ الْقَلْبُ لاَ
مِعْيَارُ مَا جَرَتِ الغُرُوبُ
هُوَ أَنَّةٌ وَتَسِيلُ مِنْ
جَرَّائِهَا نَفْسٌ صَبِيبُ
عَمَدُوا إِلَيْكَ وَأَنْتَ مَيْ
تٌ ذَاكَ بَأْسُهُمُ الغَريبُ
وَلَقَدْ تَرَاهُمْ سَخِراً
مِنْهُمْ وَأَشْجَعُهُمْ نَخِيبُ
خَالُوا رَدَاكَ إِبَاحَةٌ
خَابُوا وَمِثْلُهُمُ يَخِيبُ
فَاذْهَبْ أَبَا الشُّعَراءِ فَخْ
رُكَ لَيسَ ضَائِرَهُ الذُّهُوبُ
أَمَّا بَنُوكَ فَعِنْدَ ظَنِّ
الْنُبْلِ أَبْرَارٌ نُدُوبُ
نَمْ عَنْهُمُو وَمَقَامُكَ ال
عَالي وَجَانِبُكَ المَهِيبُ
لَكَ فِي النُّهَى بَعْدَ النَّوَى
شَفَقٌ وَلَكِنْ لاَ يَغِيبُ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:35 AM
مُصَابُ مِصْرَ مُصَابُ العَالَمِ العَرَبِي
هَلْ مَدْمَعٌ فِي رُبُوعِ الضَّادِ لَمْ يَصُبِ
أَيْنَ الزَّعِيمَةُ كَانَتْ لِلْفِدَى مَثَلاً
بِالجُهْدِ وَالمَالِ أَوْ بِالنَّفْسِ إِنْ يَجِبِ
فَقَدْ تَفَرَّدَتِ بِالأَفْعَالِ بَاهِرَةً
كَمَا تَفَرَّدْتِ بِالأَقْوَالِ وَالخُطَبِ
إِنْ حُزتِ أَعْلَى وِسَامٍ لِلْكَمَالِ فَفِي
كُلِّ القُلُوبِ لَكِ العُلْيَا مِنَ الرُّتَبِ
وَفِي اتِّحَادِ النِّسَاءِ العَالمِي أَمَا
خَلا لَكِ الصَّدْرُ عَنْ حُبٍّ وَعَنْ رَغَبِ
نَفَحْتِ عَنْ مِصْرَ فِي إِبَانِ ثَوْرَتِهَا
وَلَمْ يُرَوِّعْكِ بَأْسُ الجَحْفَلِ اللَّجِبِ
وَفِي جِهَادِكِ لَمْ تَأْلِي مُرَاعِيَة
مَا لِلعُرُوبَةِ مِنْ إِصْرٍ وَمِنْ نَسَبِ
تُؤَيِّدِينَ الَّذِينَ اسْتَبْسَلُوا فَحَمَوْا
أَوْطَانَهَا بِرِمَاحِ الخَطِّ وَالقُضُبِ
فِي كُلِّ مَرْحَلَةٍ تَابَعْتِ وَثْبَتَهُمْ
وَالعَوْنُ يَتْبَعُ مِنْكَ العَونَ عَنْ كَثَبِ
وَهَل فِلَسْطِينُ تَنْسَى مَا بَذَلْتِ لَهَا
فَيمَا تُعَانِيهِ مِنْ حَرْبٍ وَمِنْ حَرَبِ
إِلَى نِهَايَةِ مَا فِي الجِسْمِ مِنْ رَمَقٍ
كَافَحْتِ فِي جَلَدٍ عَنْهَا وَفِي دَأَبِ
غَالَيْتِ فِيمًا تَقَاضَيْتِ الحَيَاةَ وَمَا
شَكَوْتِ مِنْ سَأَمٍ يَوْماً وَلاَ نَصَبِ
وَقَدْ أَبَيْتِ إِذَا دَاعِي السَّلاَمِ دَعَا
إِلاَّ الشَّهَادَةَ وَالأَعْدَاءُ لَمْ تَغِبِ
كَائِنْ جَهِدْتِ لإنْصَافِ الشُّعوبِ وَكِمْ
شَهِدْتِ مُؤْتَمَراً فِي كُلِّ مُغْتَرَبِ
سِلاَحُكِ الحَقُّ إِنْ أَلْقَى أَشِعَّتَهُ
هَوَتْ أَبَاطِيلُهُمْ رَأْسَاً عَلَى عَقِبِ
وَهَلْ سَلامٌ إِذَا لَمْ تُنْتَصَفْ أُمَمٌ
أَغْلَى مَرَافِقِهَا نَهْبٌ لِمُنْتَهِبِ
وَهَلْ يُقَالُ إِخَاءٌ والسَّبِيلُ دَمٌ
وَالصّدْقُ تُغْشَاهُ أَلْوَانٌ مِنَ الكَذِبِ
أَمَا رِسَالَتُكِ المُثْلَى فَمَا بَرِحَتْ
كَمَا بَدَأْتِ بِهَا مَوْصُولَةَ السَّبَبِ
مَاذَا صَنَعْتِ لإِنْصَافِ النِّسَاءِ وَكَمْ
دَفَعْتِ عَنْهُنَّ مِنْ كَيْدٍ وَمِنْ رِيَبِ
هَلْ يَسْلَمُ الشَّعْبُ وَالشَّطْرُ الوَلُودُ بِهِ
مِنَ الإِمَاءِ وَهَلْ يَنْجُو مِنَ العَطَبِ
حَرَّرْتِهِنًَّ بِرَغْمِ الكَاشِحِينَ وَمَنْ
يَسْعَى بِعزْمِكِ لَمْ يُخْفِقْ وَلَمْ يَخِبِ
وَكَانَ خَيْرَ اتِّحَادٍ مَا جَمَعْتِ بِهِ
مِنْ نَابِهَاتِ الغَوَانِي نُخْبَةَ النُّجَبِ
مُؤَسَّسَاتُكِ لَوْ عُدَّتْ وَلَوْ وُصِفَتْ
لَمَا انْتَهَى عَجَبٌ إِلاَّ إِلَى عَجَبِ
آيَاتُ عَصْرٍ جَدِيدٍ لِلرُّقِيِّ يَرَى
مُسْتَقْبَلُ الشَّعْبِ فِيهَا كُلُّ مُرْتَقِبِ
بِهَا تُعَدُّ البَنَاتُ الصَّالِحَاتُ لَهُ
وَالأُمَّهَاتُ لِجِيلٍ عَامِلٍ دَرِبِ
مَاذا صَنَعْتِ وَلَمْ تُخْطِئْكِ مَأْثِرَةٌ
لِلْعِلْمِ وَالفَنِّ وَالأَخْلاَقِ والأَدَبِ
ظَلَّتْ رِحَابُكِ دَهْراً لاَ يُلِمُّ بِهَا
رَاجٍ عَلى دَهْرِهِ نَصْراً وَلَمْ يُجَبِ
وَكَمْ أَعَنْتِ صَنَاعاً في صِنَاعَتِهِ
وَكَمْ نَشَرْتِ مِنَ الأَسْفَارِ وَ الكُتُبِ
يَؤُمُّهَا بِالأَمَانِي العُفَاةُ وَمَا
يَنْأَى عَنِ الخَيْرِ مِنْهَا كُلُّ مُقْتَرِبِ
زَعِيمَةَ النَّهْضَةِ الكُبْرَى بَلَغْتِ بِهَا
مَا عَزَّ قَبْلَكِ أَنْ يُرْجَى مِنَ الأَرَبِ
لَمْ تَذْخَرِي دُونَهَا شَيْئَاً يُضَنُّ بِهِ
مِنْ طِيبِ عِيْشٍ وَمِنْ جَاهٍ وَمِنْ نَشَبِ
فَألْقَيْ ثَوَابَكِ فِي الجَنَاتِ نَاعِمَةً
مَنْ يُقْرِضِ اللهَ مَا اَقْرَضْتِهِ يُثَب
مُحَمَّدُ اسْلَمْ لِقَوْمٍ مِنْ مَفَاخِرِهِمْ
إِنْجَابُ مِثْلِكَ فِي الصُّيَابَة النُّجُبِ
جَلَّ الَّذِي أَكْمَلَ الأَخْلاَقَ فِيكَ بِمَا
زَكَا مِنَ النَّسَبِ الوَضَّاحِ وَالحَسَبِ
وَأَنْتِ يَا بُنَ دُومِي وَلْيَدُمْ بِكُمَا
مَجْدٌ إِلى خَيْرِ أُمٍّ يُعْتَزَى وَأَبِ
صُونِي اتِّحَاداً تَوَلَّتْهُ هُدَى فَغَدَا
قُطْباً لَهُ شَأْنُهُ فِي نَهْضَةِ العَرَبِ
وَمَا لِمِصْرَ وَلِلجَارَاتِ مِنْ صِلَةٍ
تُعِزُّهَا كَنِظَامِ الشَّمْسِ والشُّهُبِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:35 AM
النَّجْمُ فِي عَلْيَائِهِ خَافِقٌ
وَالنَّوْطُ في صَدْرِكَ لاَ يَضْطَرِبْ
قُرَّ وَقَدْ طَالَتْ عَلَيْهِ النَّوَى
كَمَا يُلاَقِي أَهْلَهُ الْمُغْتَرِبْ
لَوْ أُعْطِيَ الْمَرءُ عَلَى قَدْرِهِ
لَكَانَ مَا تُوْهَبُ مِمَّا تَهِبْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:37 AM
أَجَابَ الشَعْرُ حِينَ دَعَا الوَفَاءُ
وَكَانَ إِذَا دَعَوْتُ بِهِ إِبَاءُ
فَإِنْ يَعْجَزْ بَيَانِي حَيْثُ فَنِّي
فَلَيْسَ بِعَاجِزٍ حَيْثُ الَولاَءُ
نَجِيبٌ وَهْوَ مَا هُوَ فِي وَدَادِي
وَإِجْلاَلِي أَيُخْطِئُهُ الثَّنَاءُ
أَحَقُّ فَتَىً بِمَا تَصِفُ القَوَافِي
فَتىً فِيهِ الشَّجَاعَةُ وَالحَيَاءُ
لأَحْمَدِ فِي المَفَاخِرِ كُلِّ بِكْرٍ
مِنَ الخَفِرَاتِ نَمَّ بِهَا الضِّيَاءُ
سَرِيٌّ مِنْ سُرَاةٍ حُبَّ فِيهِ
ثَرَاءُ الخَلْقِ يَدْعَمُهُ الثَّرَاءُ
أَدِيبُ يُبْرِزُ المَعْنَى مُصَفًّى
بِلَفْظٍ لاَ يُشَابُ لَهُ صَفَاءُ
خَطِيبٌ تَنْهَلُ الأَسْمَاعُ مِنْهُ
مَنَاهِلَ لِلْنُّفُوسِ بِهَا شِفَاءُ
وَلِيُّ مَنَاصِبٍ لَمْ تُنْسَ فِيهَا
مَآثِرُهُ الإِدَارَةُ وَالقَضَاءُ
وَزِيرٌ لَمْ تُرَنِّحْهُ المَعَالِي
وَلَمْ يَأْخُذْهُ بِالجَّاهِ إِنْتِشَاءُ
أَدَارَ وَزَارَتَيْهِ فَلَمْ تَفِتْهُ
مَعِ الحَزْمِ العَزِيمَةُ وَالمَضَاءُ
وَأَشْهَدُ مَكْبِريهِ كَيْفَ تُؤْتَى
ثِمَارُهُمَا الحَصَافَةُ وَالفَتَاءُ
إِذَا مَا ازْدَادَ مَجْداً زَادَ لُطُفاً
وَمَا فِي اللُّطْفِ خَبٌّ أَوْ رِيَاءُ
تَوَاضُعُ مَنْ عَلاَ فِي النَّاسِ أَحْجَى
وَللهِ العَظِيمِ الكُبْرِياءُ
مَتَى تَسَلِ المَعَارِفَ عَنْهُ يُنْبِيءُ
بِمَا فَعَل الثَّقَاتُ الأَوْفِيَاءُ
مَدَارِسُ أُصْلِحَتْ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ
فَعَاوَدَهَا التَّرَعْرُعُ وَالنَّمَاءُ
فُنُونُ ثَقَافَةٍ رُعِيَتْ وَصِينَتْ
فَزَالَ الرِّيبُ وَانْتَعَشَ الرَّجَاءُ
بَرَامِجُ قُوِّمَتْ مِنْ حَيْثُ آوَتْ
فآبَتْ لاَ مُحَالُ وَلاَ التَوَاءُ
مَتَى تَسَلِ التِّجَارَةَ عَنْهُ تَعْلَمْ
هُنَالِكَ مَا تَقَاضَاهُ الدَّهَاءُ
وَمَا سَيَكُونُ مِنْهَا حَظُّ مِصْرٍ
وَقَبْلاً حَظُّهَا مِنْهَا هِبَاءُ
مَتَى تَسَلِ الصِّناعَةَ تَدْرِ أَنِّي
تَصَرَّفَ فِي مَعَاضِلِهَا الذَّكَاءُ
وَهَيِّأَ فِي الحِمَى عَيْشاً رَغِيداً
لَقَوْمٍ كَانَ حِلْفَهُمْ الشَّقَاءُ
يُعِيدُ إِليَّ هَذَا اليومُ ذِكْرَى
لَهَا فِي أَحْسَنِ الذِّكَرِ البَقَاءُ
ذَخِيرةُ مَصْرَ جَامِعَةُ حَقِيقٍ
بِهَا رِفَقُ الوِلاةِ وَالاعْتِنَاءُ
تَجَنَّى حَادِثٌ جَلَلٌ عَلَيْهَا
وَنَابَ عَنِ الوَلاءِ لَهَا العِدَاءُ
صُروحٌ لَمْ تَكَدْ تَعْلُو ذُرَاهَا
وَجُدْرٌ لَمْ يَجِفَّ لَهَا طلاَءُ
تَغَلْغَلَ فِي حَنَايَاهَا التَّنَابِي
وَخَيَّمَ فِي زَوَايَاهَا العَفَاءُ
وَيَدْعُو العِلْمُ صُونُوهَا تَصُنْكُمْ
فَمَا أَنْ يُسْتَجَابَ لَهُ دُعَاءُ
إلى أَنْ عَالَجَ الفَتْحَ المُرَجَّى
صبُورٌ لاَ يَخِيبُ لَهُ بَلاَءُ
إِذَا اسْتَعْصَى مُرَامٌ لُجَّ فِيهِ
وَلَمْ يَقْعُدْ بِهِمَّتِهِ العَنَاءُ
فَظَلَّ مُكَافِحاً حَتَّى وَقَاهَا
وَشَاءَ اللهُ فِيهَا مَا يَشَاءُ
بَنَى اسْتِقْلاَلَهَا سُوراً مَنِيعاً
وَلاسْتِقْلاَلِ أُمَتِهِ البِنَاءُ
وَلَمْ يَكْرِثْهُ مَا لاَقَاهُ فِيهَا
كَذَاكَ يَكُونُ لِلْوَطَنِ الفِدَاءُ
فَتَى الفِتْيَانِ إِقْدَاماً وَعِلْماً
وَمَا هُمْ في مَجَالِهِمَا سَوَاءُ
إِذَا أُكْرِمْتَ وَالحَفَلاَتُ شَتَّى
فَذَلِكَ شَكْرُ مِصْرَ وَلا مِرَاءُ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:38 AM
إلى أَيِّ امْتِدَادٍ في البَقَاءِ
تُرَوِّعُني مُنَايَا أَصْدِقَائِي
شَكَتْ عَيْنيّ وَمَا ضَنَّتْ قَدِيماً
نُضُوبَ الدَّمْعِ مِنْ فَرْطِ البُكَاءِ
وَأخْلَقَ جِدَّةَ الإِلْهَامِ فِكْرِي
مِنَ التِّكْرَارِ في نَظْمِ الرِّثَاءِ
فَحَتَّامَ الجِراحُ تَظَلُّ تُدْمَي
وَتُنْكِؤُهَا رَزِيئَةُ كُلِّ نَاءِ
عَلِيُّ إذا ثَويْتَ رَهينَ رَمْسٍ
فَقَدْ عَجِلَتْ عَلَيْكَ يَدُ الفَنَاءِ
وَمَا قُوْلي الفَنَاءُ وَأَنْتَ حَيٌّ
حَيَاةُ الخَالِدِينَ بِلا مِرَاءِ
رَقَيْتَ إلى جوارِ اللهِ تُجْزَى
بِمَا قَدَّمْتَهُ أَوَفَى الْجَزَاءِ
وَبَانَ لِنَاظِرَيْكَ السِّرُّ فِيمَا
جَهِلَنَا مِنْ تَصَارِيفِ القَضَاءِ
تَرَى كَيْفَ الوَرَى مِنْ حَيْثُ تُوفِي
وَكَيْفَ الأَرْضُ مِن أَوْجِ السَّمَاءِ
سَنَذْكرَ مَحْمَدَاتِكَ مَا حَيَيْنَا
وَيَذْكَرُهَا البَنونُ عَلى الوَلاءِ
لَقَدْ كَانَ القَضَاءُ وَأنْتَ فِيهِ
مِثَالاً لِلنَّزَاهَةِ وَالصَّفَاءِ
تُصَرِّفُهُ بِفِطْنَةِ لَوْذَعيٍّ
يُصِيبُ الحَلَّ في كَبِدِ الخِفَاءِ
وَلَمْ تَكُ ذَاتَ يَوْمٍ بِالمُحَابِي
وَلَمْ تَكُ ذَاتَ يُوْمٍ بِالمُرَائِي
وَمَا تِلْقَاءُ عَدْلِكَ مِنْ أَعَادٍ
تُبَالِيهُمْ وَمَا مِنْ أَوْلِياءِ
تُرَاقِبُ وَجَهَ رَبِّكَ لاَ سِوَاهُ
وَتَرْعَىَ النَّاسَ فِي حَدٍّ سَواءِ
فَلَمَّا آنَ أَنْ تَلْقَى حِمَاماً
مِنَ الجَّهْدِ المُبَرّحِ وَالعَنَاءِ
دَعَتْكَ إلى الصّحَافَةِ نَفْسُ حُرٍّ
شَديدَ العَزْمِ مُؤْتَنِفَ الفَتَاءِ
فَقَامَ بِعِبْئِهَا مَرِنٌ صَبورٌ
صَدوقُ العَهْدِ مَرْعِيُّ الوَلاءِ
يَصونُ حَقُوقَ مِصْرَ أَبَرَّ صَوْنٍ
وَيُبْلي دُونَها أَقْوَى بَلاءِ
إِذا أجْرى يَرَاعَتَهُ أَسَالَتْ
مُهَارِقُهَا مَجَاجاً مِنْ ضياءِ
مَهَارِقُ حَشْوُهَا نُورٌ وَنَارٌ
تَأَجَّجَ بِالحَمِيَّةِ وَالإبَاءِ
أَلا أنَّ الكِنَانَةَ في حِدَادٍ
عَلَى رَجُلِ المُروءَةِ وَالمَضاءِ
إِذَا مَا أُمَّةٌ جَزَعَتْ عَلَيْهِ
فَكَيْفَ بِصَحْبِهِ وَالأَقْرُبَاءِ
بَلوا مِنْهُ جَواراً أَرْيِحِيّاً
بِلا دَخَلٍ يَريبُ وَلا الْتِوَاءِ
يُحَدِّثُ عَنْهُ مَنْ حَدَّثْتَ مِنْهُمْ
فَما يَخْشَى التَّغَالي في الثَّنَاءِ
سَمَاحَةُ فِطْرَةٍ وَصَفَاءُ طَبْعٍ
وَرِفْقٌ في أَنَاةٍ في سَخَاءِ
زَكي بِكَ العَزَاءُ لِمِصْرَ عَنْهُ
إِذَا افتُقِدَتْ مَكَانُ الأَوْفِياءِ
وَمِثْلُكَ في بَنِيهَا مَنْ يُرَجَّى
فَحَقَّقْ مَا لَها بِكَ مِنْ رَجَاءِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:38 AM
سيمُونُ طَاسو نعمةٌ عَلَوِيَّةٌ
مِمَّا بِهِ تَتَفَاخَرُ الآبَاءُ
فَإِذَا حَضَرْتَ عِمَادَهَا الأَسْنَى فَقُلْ
تَارِيخَ ثَالِثَةِ الشُّمُوسِ هَنَاءُ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:40 AM
كَانَ الخَميسُ وَكُلَّ ظَني
أَنَّنِي في الأَرْبَعَاءْ
فَحُرِمْتُ رَؤْيَةَ مَنْ أَوَدُّ
ورَاحَ ميَعادِي هَبَاءْ
عُذْراً أَخِي فَإِذَا قَبِلْتَ
وَأَنْتَ خَيْرُ الأَصْفِياءْ
لَمْ يُرْضِ نَفْسِي أَنَّهَا
قَدْ أخْطَأَتْ ذَاكَ الخَطَاءْ
هَلْ فَرْحَةٌ فِي العُمْرِ أَشْهَى
مِن لِقَاءِ الأَوْفِياءْ
عُوقِبْتُ عَنْ سَهْوِي وَقَدْ
يَقْسُو عِقَابُ الأَبْرِيَاءْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:45 AM
فوجئت فيك بأنكر الأنباء
وفجعت فيك بأكبر الأرزاء
للَه صبحك ما أشد ظلامه
والضوء فيه باهر اللألاء
ماذا داهني فيك يا إلف الصبي
وعشيري المفدي بالشعراء
أتركتني بعد السرور المنقضي
لتأسف لا ينقضي وبكاء
ذهب النجيب فلا نجيب إذا دعا
داعي الوفاء وكان يوم وفاء
ذهب النديم فلا نديم إذا دعا
داعي الصفاء ولات عهد صفاء
ذهب الفتى الحر الصريح وكان من
يرقى الذرى لو عاش عيش مراء
ذهب الأديب الألمعي وأنه
للألمعي الفرد في الأدباء
ذهب الذي لو شاء نظم جمانه
لغدا المشار إليه في الشعراء
فبفضل آية شيمة طاح الردى
قبل الأوان ونور آي ذكاء
آهاً من الدنيا الغرور ويا لها
من طية في صفوها كدراء
مضت السنون ثقالها كخفافها
وتقلصت كتقلص الأفياء
أين الأماني التي كانت لنا
ماذا يقيم الرسم فوق الماء
هذي حياة إن تطل أو لم تطل
مقضية كتنفس الصعداء
يا أيها النائي تشيعه النهي
وبغير ود المجد إنك ناء
إن تمضي محمولاً على أيدي الأسى
فهي الركاب إلى أحب بقاء
إخوانك الباكون حولك خشعٌ
من هول هذي البغتة الدهماء
هيهات أن يجدوا عزاً صادقاً
وحبيبهم أمسى من الفقداء
إخوانك الباكون حولك خشعٌ
من هول هذي البغتة الدهماء
هيهات أن يجدوا عزاً صادقاً
وحبيبهم أمسى من الفقداء
ليدم لهم أخواك بعدك سلوةً
وينرهم أثراك في الغلماء
تاللَه ما أدرى أمن مناقضي
أم من أقام أحقنا برثاء

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:46 AM
عَذْرَاءُ لَوْ وُصِفَتْ مَعَاني حُسْنِها
لَتَكَاثَرَتْ في وَصْفِهَا الأَسْمَاءُ
كُلُّ النعُوتِ المُسْتَحَبَّةِّ نَعْتُهَا
بَيْنَ الأَوَانِسِ وَاسْمُهَا أَسْمَاءُ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:47 AM
لُبْنَانُ فِي أَسْمَى المَعَانِي لَمْ يَزَلْ
لأُولي القَرَائِحِ مَصْدَرَ الإِيحاءِ
جَبَلٌ أَنَافَ عَلَى الْجِبالِ بِمَجْدِهِ
وَأَنَافَ شَاعِرَهُ عَلَى الشُّعَرَاءِ
يَا أَكْرَمَ الإِخْوَانِ قَدْ أَعْجَزْتَنِي
عَنْ أَنْ أُجِيبَ بِمَا يَشَاءُ وَفَائِي
مَهْمَا أَجِدْ قَوْلِي فَلَيْسَ مُكَافِئاً
قَوْلاً سَمَوْتُ بِهِ عَلَى النّظَرَاءِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:49 AM
عِظمٌ لَمْ تَسَعْهُ دَارُ الفَنَاءِ
فَلْتَسَعْهُ في اللهِ دَارُ الْبَقَاءِ
يا أَمِيراً إلىَ ذُرَى العِزَّةِ القَعْ
سَاءِ أعْلًى مَكَانَةَ الأُمَرَاءِ
لَمْ تَكْنْ بِالضَّعِيفِ يَوْمَ أُصِبْ
تَ الأَمْرَ وَالأَمْرُ مَطْمَعُ الأَقْوِيَاءِ
فَتَنَكَّبْتَ عَنْهُ أَقْدَرَ مَا كُنْ
تَ عَلَى الاضْطِلاَعِ بِالأَعْبَاءِ
إِنَّمَا آثَرَتْ لَكَ النَّفْسُ حالاً
هِيَ أَسْمَى مَنَازِلِ النُّزَهَاءِ
عُدْتَ عُطْلاً وَلَيْسَ في النَّاسِ أَحْ
لَى جَبْهَةً مِنْكَ بَعْدَ ذَاكَ الإِبَاءِ
فجِعتْ مِصْرُ فِيكَ فَجْعَةَ أُمٍّ
فِي الأَعَزِّ الأغْلَى مِنَ الأَبْنَاءِ
في جوَادٍ جَارَى أَبَاهُ وضما جَا
رَاهُ إِلاَّهُ بِالنَّدَى وَالسَّخَاءِ
أَوْرَدَ الفَضْل كُلَّ صَادٍ وَخَ
صَّ الجزْل مِنُه بِالعِلمِ وَالعُلَمَاءِ
أَرْيَحِيٌّ يَهْتزُّ لِلعَمَلِ الطَّيِّ
بِ مِنْ نَفْسِهِ بِلاَ إِغْرَاءِ
إِنَّمَا يَبْتَغِي رِضَاهَا وَمَايُعْنَ
ى بِشُكْرٍ مِنْ غَيْرِهَا وَثَنَاءِ
كَلِفٌ بِالجَمِيلِ يُسْدِيِهِ عَفْواً
مُتَجَافٍ مَوَاطِنَ الإِيذاءِ
لاَزَمٌ حَد رَبهِ غَيْرَ نَاسٍ
في مَقَامٍ مَا حُقَّ لِلْعَليَاءِ
كُلَّ شَأْنٍ يَسُوسُهُ يَبْلُغُ الغَا
يَةَ فِيهِ مِنْ هِمَّةٍ وَمَضَاءِ
ويَرَى الفَخْرَ أَنْ يَكُونَ طَلِيقاً
مِنْ قُيُودِ الظَّوَاهِرِ الْجَوْفَاءِ
كَانَ وَهْوَ الكَرِيمُ جِدَّ ضَنِينٍ
بِالإِذَاعَاتِ عَنْهُ وَالأَنْبَاءِ
فإِذَا مَا أُمِيطتِ الحُجْبُ عَنْ تِل
كَ المَسَاعِي الجِسَامِ وَالآلاَءِ
أَسْفَرَتْ بَيْنَ رُوْعَةٍ وَجَلاَلٍ
عَنْ كُنُوزٍ مَجْلُوَّةٍ مِنْ خَفَاءِ
كَانَ ذَاكَ الجَافِي العَبُوسُ المُحَيَّا
في المُعاطَاةِ أَسْمَحَ السُّمَحَاءِ
دونَ مَا تُنْكِرُ المَخَايِلُ فِيهِ
غُرَرٌ مِنْ شَمَائِلٍ حَسْنَاءِ
مِنْ حَياءٍ يُخَالُ كِبْراً وَمَا الكِبْ
رُ بِهِ غَيْرُ صُورَةٍ لِلحَيَاءِ
وَوفَاءٍ لِلآلِ وَالصَّحْبِ وَالأوْ
طَانِ في حِينِ عَزَّ أَهْلُ الوَفَاءِ
وَكَمَالٍ في الدِّينِ مِنْهُ وَفي الدُّنْ
يَا تَسَامَى بِهِ عَنِ النُّظَرَاءِ
يذْكُرُ الله في النَّعِيمِ وَلاَ يَنْ
سَاهُ إِنْ طَافَ طَائِفٌ مِنْ شَقَاءِ
فَهْوَ حَقُّ الصَّبُورِ في عَنَتِ الدَّهْ
رِ وَحَقُّ الشَّكُورِ في النَّعْمَاءِ
لمْ يَرَ النَّاسُ قَبْلَهُ في مُصَابٍ
مِثْلَ ذَاكَ الإِزْرَاءِ بِالأَرْزَاءِ
بُتِرتْ سَاقُهُ وَلَمْ يَسْمَعِ العُ
وَّادُ مِنْهُ تَنَفُّسَ الصُّعداءِ
جَلَدٌ لاَ يَكُونُ خَلَّةَ رِعْدِي
د وَلَمْ يُؤْتَهُ سِوَى البُؤَسَاءِ
كَيْفَ يَشْكُو ذَاكَ الَّذِي شَكَتِ الآسَا
دُ مِنْهُ في كُلِّ غِيلٍ نَاءِ
والذِي كَانَ بِاقْتِناصِ ضَوَارِي ال
غَابِ يُقْرِي الكِلاَب ذات الضَّرَاءِ
والَّذِي زَانَ قَصْرَهُ بِقِطَافٍ
مِنْ رُؤُوسِ الأيَائِلِ العَفْرَاءِ
أشْرفُ اللَّهْوِ لَهْوُهُ بِرِكُوبِ ال
هُوْلِ بَيْنَ المَجَاهِلِ الوَعْثَاءِ
بَاحِثاً عَنْ قَدِيمِهَا مُسْتَفِيداً
عِبَراً مِنْ تَبَدُّلِ الأَشْيَاءِ
سِيَرُ الأَوَّلِينَ كَانَتْ لَهُ شُغُ
لاً فَأَحْيَي دُرُوسَهَا مِنْ عَفَاءِ
وَتَوَلَّى تَنْقِيحَ مَا أَخْطَأَتْهُ
أُمَمٌ مِنْ حَقَائِقِ الصَّحْرَاءِ
فَإِذَا عُدَّ في بَلاَءٍ فَخَارٌ
لَمْ يُجَاوِزْ فخَارَ ذَاكَ البَلاَءِ
إنَّنِي آسِفٌ لِمِصْرَ وَمَا يَنْ
تَابُهَا في رِجَالِهَا العُظَمَاءِ
كَانَ مِمَّنْ بَنَوْا عُلاَهَا فَرِيعَتْ
بِانْقِضَاضِ البِنَاءِ بَعْدَ البِنَاءِ
لَمْ يُخَيِّبُ مَا دَامَ حَيّاً لَهَا سُؤْ
لاً وَكَائِنْ أَجَابَ قَبْلَ الدُّعَاءِ
فَإِذَا مَا بَكَى أَعِزَّتُهَا يَأْ
ساً فَمَنْ لِلعُفَاةِ بِالتَّأْسَاءِ
قَدْ حَسِبْنَا القَضَاءَ حِينَ عَفَا عَنْهُ
رَثَى لِلضِّعَافِ وَالفُقَراءِ
غَيْرَ أَنَّ الرَّجَاءَ مُدَّ لَهُمْ فِي
هِ قَلِيلاً قَبْلَ انْقِطَاعِ الرَّجَاءِ
وَيْحَهُمْ مَا مَصِيرُهُمْ فَهُمُ اليَوْ
مَ وَلاَ عُوْنَ غَيْرُ لُطْفِ القَضَاءِ
أَيُّهَا الرَّاجِلُ الجَلِيلُ الَّذِي أَقْ
ضِيهِ نَزْراً مِنْ حَقِّهِ بِرِثَائِي
لَمْ يَكُنْ بَيْنَنَا إلى أنْ دَعَاكَ اللَّ
هُ إِلاَّ تَعَارُفُ الأَسْمَاءِ
زَالَ بِالأَمْسِ مَا عَرَاكَ فأَبْدَيْ
تُ سُرُورِي مُهَنِّئاً بِالشِّفَاءِ
وَأَنَا اليَوْمَ جَازِعٌ جَزَعَ الأَدْ
نَيْنَ مِنْ أُسْرَةٍ وَمِنْ خُلَصَاءِ
ذَاكَ حَقٌّ لِكُلِّ مَنْ نَفَعَ النَّا
سَ عَلَى الأَقْرِبَاءِ وَالبُعَدَاءِ
رَضِيَ الله عَنْكَ فَاذْهَبْ حَمِيداً
وَالقَ خَيْراً وَفُزْ بِأَوْفَى جَزَاءِ
نَعْمَةَ اللهِ يَا سَلِيلَةَ بَيْتٍ
رَاسِخٍ فَوْقَ هَامَةٍ الْجَوْزَاءِ
لَكِ مِنْ عَقْلِكِ الكَبِيرِ وَمِنْ ذِكْ
رَى الفَقِيدِ الخَطِيرِ خَيْرُ عَزَاءِ
أَنْتِ مَنْ أَنْتِ في مَكَانِكِ مِنْ وَا
لٍ وَمِنْ إِخْوَةٍ وَمِنْ آبَاءِ
وَسَتَهْدِينَ هَدْيَ أُمِّكِ في أَقْ
وَمِ نَهْجٍ لِفُضْلَيَاتِ النِّسَاءِ
عَجَباً أَتُوحِشُنِي وَأَنْتَ إِزَائِي
وَضِيَاءُ وَجْهكَ مَالِئُ سَوْدَائِي
لَكِنَّهُ حَقٌّ وَإِنْ أَبَتِ المُنَى
أَنَّا تَفَرَّقْنَا لِغَيْرِ لِقَاءِ
جَرَحُوا صَمِيمَ القَلبِ حِينَ تَحَمَّلُوا
اللهَ فِي جُرْحٍ بِغَيْرِ شِفاءِ
أَلطَّيِّبُ المَحْمُودُ مِنْ عُمْرِي مَضَى
وَالْمُفْتَدَى بالروحِ مِنْ خُلَصَائِي
لاَ بَلْ هُمَا مِنِّي جَنَاحاً طَائِرٍ
رُمِيَا وَلَمْ يَكُ نَافِعِي إِخْطَائِي
أَلصَّاحِبَانِ الأَكْرَمَانِ تَوَلَّيَا
فَعَلاَمَ بَعْدَ الصَّاحِبَيْنَ ثَوَائِي
لَمْ يَتْرُكَا بِرَدَاهُمَا غَيْرَ الشجَى
لأَخِيهِمَا مَا دَامَ في الأَحْيَاءِ
وَحِيالِيَ الخُلْطَاءُ إِلاّ أَنَّنِي
مُتَغَرِبٌ بِالعَهْدِ في خُلَطَائِي
أَيُرَادُ لِي مِنْ فَضْلِ مَا مَجُدَا بِهِ
إِرْثٌ إِذَنْ جَهِلَ الزَّمَانُ وَفَائِي
إِنْ نَحْيَ بِالذِّكْرَى فَلاَ تَبْدِيلَ في
صِفَةٍ وَلاَ تَغْيِيرَ في الأَسْمَاءِ
يَا صَاحِبَيَّ غَدَوْتُ مُنْذُ نَأَيْتُمَا
أَجِدُ الحَيَاةُ ثَقِيلَةَ الأَعْبَاءِ
لا لَيلَ عَافِيَةٍ هَجِعْتُ بِهِ وَلاَ
يَوْمٌ نَشِطْتُ بِهِ مِنَ الإِعْيَاءِ
أَنَا وَاحِدٌ في الجَازِعِينَ عَلَيْكُمَا
وَكَأَنَّمَا ذَاكَ البَلاءُ بَلاَئِي
فَإِذا بَدَا لَكُمَا قُصُورِي فَاعْذِرَا
أَوْ شَفَّعَا لي مُسْلَفَاتِ وَلاَئِي
مَهْلاً أَمِيرَ الشِّعْرِ غَيْرَ مُدَافَعٍ
وَمُعَزِّ دَوْلَتِهِ بِغَيْرِ مِرَاءِ
كَمْ أُمَّةٍ كَانَتْ عَلَى قَدْرِ الهَوَى
تَرْجُوكَ مَا شَاءَتْ لِطُولِ بَقَاءِ
مُتَمَكِّناً مِنْ نَفْسِهَا إِيمَانُهَا
إِنْ لَمْ تَكُنْ مِمَّنْ حَيُوا لِفَنَاءِ
فَإِذا المَنَايَا لَمْ تَزَلْ حَرْبَ المُنَى
وَإِذَا الرَّزِيئَةُ فَوقَ كُلِّ عَزَاءِ
في مِصْرَ بَلْ في الشَّرْقِ مِنْهَا لَوْعَةٌ
سَدَّتْ عَلَى السُّلوَانِ كُلَّ فَضَاءِ
أَتَرَى مَوَيْجَاتِ الأَثِيرِ كَأَنَّهَا
حَسْرَى بِمَا تُزْجِي مِنَ الأَنْبَاءِ
بَعَثَ الشَّرَارُ بِهَا ثِقَالاً لَوْ بَدَا
مَا حُمِّلَتْ لَبَدَتْ نَطِافَ دِمَاءِ
جَزَعُ الكِنَانَةِ كَادَ لاَ يَعْدُو وَأَسَى
أُمِّ القُرَى وَمنَاحَةَ الفَيْحَاءِ
وَبِحَضْرَمَوْتَ عَلَى تَنَائِي دَارِهَا
شَكْوَى كَشَكْوَى تُونُسَ الخَضْرَاءِ
بِالأَمْسِ كَانَ هَوَاكَ يَجْمَعُ شَمْلَهَا
في فُرقَةِ النَّزَعَاتِ وَالأَهْوَاءِ
وَاليَوْمَ فَتَّ رَدَاكَ في أَعْضَادِهَا
مَا أَجْلَبَ البَأْسَاءَ لِلبَأْسَاءِ
أَفْدِحْ بِمَا يَلْقَاهُ آلُكَ إِنْ يَكُنْ
جَزَعُ الأَبَاعِدِ جَلَّ عَنْ تَأْسَاءِ
حُرِمُوا أَباً بَرًّا نَمَوْا وَتَرَعْرَعُوا
مِنْ جَاهِهِ في أَسْمَحِ الأَفْيَاءِ
وَكَفَقْدِهِمْ فَقْدَ الغَرانِيقُ العُلَى
عَلَمَ الهُدَى لِلفِتْيَةِ النُّجَبَاءِ
وَكَرُزْئِهِمْ رُزِئَ الرِّجَالُ مُرَحِّباً
عَفَّ اللِّسَانِ مُهَذَبَ الإِيمَاءِ
يَتَنَاوَلُونَ مِنَ الصَّحَائِفِ وَحْيَهُ
فَتَكُونُ كُلُّ صَحِيفَةٍ كَلِوَاءِ
مَا عِشْتَ فِيهِمْ ظَلْتَ بُلْبُلَ أَيْكِهِمْ
في الأَمْنِ وَالرِّئْبَالَ في الَّلأْوَاءِ
لَكَ جَوُّكَ الرَّحْبُ الَّذِي تَخْلُو بِهِ
مُتَفَرِّداً وَالنَّاسُ في أَجْوَاءِ
عَذَلُوكَ في ذَاكَ التَّعَزُّلِ ضِلَّةً
إنَّ التَّعَزُّلَ شِيمَة النُّزَهَاءِ
مَا كَانَ شُغْلُكَ لَوْ درَوْا إِلاَّ بِهِمْ
لَكِنْ كَرِهْتَ مَشَاغِلَ السُّفَهَاءِ
وَلَعَلَّ أعْطَفَهُمْ عَلَيْهِمْ مَنْ دَنَا
بِالنَّفْعِ مِنْهُمْ وَهْوَ عَنْهُمْ نَاءِ
أَحْلَلْتَ نَفْسَكَ عِنْدَ نَفْسَكَ ذُرْوَةً
تَأْبَى عَلَيْهَا الخَسْفَ كُلَّ إِبَاءِ
فَرَعَيْتَ نَعْمَتَكَ الَّتِي أَثَّلْتَهَا
وَرَعَيْتَ فِيهَا جَانِبَ الفُقَرَاءِ
تَقْنِي حَيَاءَكَ عَالِماً عَنْ خِبْرًةٍ
إِنَّ الخَصَاصَةَ آفَةُ الأُدَباءِ
وَتَرَى الزَّكَاةَ لِذِي الثَّرَاءِ مَبَرَّةً
مِنْهُ بِهِ وَوَسِيلَةً لِزَكاءِ
كَمْ مِنْ يَدٍ أَسْدَيْتَهَا وَكَسَوْتَهَا
مُتَأَنِّقاً لُطْفَ اليَدِّ البَيْضَاءِ
عَصْرٌ تَقَضَّى كُنْتَ مِلْءَ عُيُونِهِ
في أَرْبَعِينَ بِمَا أفَدْتَ مِلاءِ
يَجْلُو نُبُوغُكَ كُلَّ يُوْمِ آيَةً
عَذْرَاءَ مِنْ آيَاتِهِ الغَرَّاءِ
كَالشَّمْسِ مَا آبَتْ أَتَتْ بِمُجَدَّدٍ
مُتَنَوَّعٍ مِنْ زِينَةٍ وَضِيَاءِ
هِبَةٌ بِهَا ضَنَّ الزَّمَانُ فَلَمْ تُتَحْ
إِلاَّ لأَفْذَاذِ مِنَ النُّبَغَاءِ
يَأْتُونَ في الْفَتَرَاتِ بُوعِدَ بَيْنَهَا
لِتَهَيُّؤِ الأَسْبَابِ في الأَثْنَاءِ
كَالأَنْبِيَاءِ وَمَنْ تَأَثَّرَ إِثْرَهُمْ
مِنْ عِلْيَةِ العُلَمَاءِ وَالحُكَمَاءِ
رَفَعَتْكَ بِالذِّكْرَى إلى أَعْلَى الذُّرَى
في الخُلْدِ بَيْنَ أُولَئِكَ العُظَمَاءِ
مَنْ مُسْعِدِي في وَصْفِهَا أَوْ مُصْعِدِي
دَرَجَاتِ تِلْكَ العِزَّةِ القَعْسَاءِ
وَمُطَوِّعٌ لِي مِنْ بَيَانِيَ مَا عَصَى
فأَقُولَ فِيكَ كَمَا تُحِبُّ رِثَائِي
لي فِيكَ مِنْ غُرَرِ المَدِيحِ شَوَاردٌ
أَدَّتْ حُقُوقَ عُلاَكَ كُلَّ أَدَاءِ
وَوَفَتْ قَوَافِيهَا بِمَا أَمْلَى عَلَى
قَلَمِي خُلُوصُ تَجِلَّتِي وَإِخَائِي
مَاذَا دَهَانِي اليَوْمَ حَتَّى لاَ أَرَى
إِلاَّ مَكَانَ تَفَجُّعِي وَبُكَائِي
شَوقِي لاَ تَبْعَدْ وَإنْ تَكُ نِيَّةٌ
سَتَطُولُ وَحْشَتُهَا عَلَى الرُّقَبَاءِ
تَاللهِ شَمْسُكَ لَنْ تَغِيبَ وَإِنَّهَا
لَتُنِيرُ في الإِصْبَاحِ وَالإِمْسَاءِ
هِيَ في الخَوَاطِرِ وَالسَّرَائِرِ تَنْجَلي
أَبَداً وَتَغْمُرُهُنَّ بِالَّلأْلاَءِ
وَالذُّخْرُ أَبْقَى الذُّخْرِ مَا خَلَّفْتَهُ
مِنْ فَاخِرِ الآثَارِ لِلأَبْنَاءِ
هُوَ حَاجَةُ الأَوْطَانِ مَا دَالَتْ بِهَا
دُوَلٌ مِنَ السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ
سَيُعَادُ ثُمَّ يُعَادُ مَا طَالَ المَدَى
وَيَظَلُّ خَيْرَ مَآثِرِ الآباءِ
يَكْفِي بَيَانَكَ أَنْ بَلَغْتَ مُوَفَّقاً
فِيهِ أَعَزَّ مَبَالِغِ القُدَمَاءِ
بَوَّأْتَ مِصْرَ بِهِ مَكَاناً نَافَسَتْ
فِيهِ مَكَانَ دِمَشقَ والزَّوْرَاءِ
وَرَدَدْتَ مَوْقِفَهَا الأخِيرَ مُقَدَّماً
في المَجْدِ بَيْنَ مَوَاقِفِ النُّظَرَاءِ
لَكَ في قَريضِكَ خُطَّةٌ آثَرْتَهَا
عَزَّتْ عَلَى الفُصَحَاءِ وَالبُلَغَاءِ
مِنْ أَيِّ بَحْرٍ دُرُّةُ مُتَصَيَّدٌ
وَسَنَاهُ مِنْ تَنْزِيلِ أَيِّ سَمِاءِ
ظَهَرَتْ شَمَائِلُ مِصْرُ فِيهِ بِمَا بِهَا
مِنْ رِقَّةٍ وَنُعُومَةٍ وَنَقَاءِ
ترْخِيمُهَا في لَحْنَهِ مُتَسَامَحٌ
وَنَعِيمُهَا في وَشْيِهِ مُتَرَاءِ
شِعْرٌ سَرَى مَسْرَى النَّسِيمِ بِلُطْفِهِ
وَصَفَا بِرَوْعَتِهِ صَفَاءَ المَاءِ
تَرِدُ العُيُونُ عُيُونَهُ مَشْتَفَّةً
وَيُصِيبُ فِيهِ السَّمْعُ رِيَّ ظِمَاءِ
وَيَكَادُ يُلمَسُ فِيهِ مَشْهُودُ الرُّؤى
وَيُحَسُّ هَمْسُ الظَّنِّ في الحَوْبَاءِ
في الجَوِّ يُؤْنِسُ مَنْ يُحَلِّقُ طَائِراً
وَالدَّوِّ يُؤْنِسُ رَاكِبَ الوَجْنَاءِ
عَجباً لِمَا صرَّفْتَ فِيهِ فُنُونَهُ
مِنْ فِطْنَةٍ خَلاَّبَةٍ وَذَكَاءِ
فَلِكُلِّ لَفْظٍ رَوْنَقٌ مُتَجَدِّدٌ
وَلِكُلِّ قَافِيَةٍ جَدِيدُ رُوَاءِ
يُجْلَى الْجَمَالُ بِهِ كَأَبْدَعِ مَا انْجَلَتْ
صُوَرٌ حِسَانٌ في حِسَانِ مَرَائِي
وَلَرُبَّمَا رَاعَ الحَقِيقَةَ رَسْمُهَا
فِيهِ فَمَا اعْتَصَمَتْ مِنَ الخُيَلاَءِ
حَيَّاكَ رَبُّكَ في الَّذِينَ سَمَوْا إلَى
أَمَلٍ فأَبْلَوْا فيهِ خَيْرَ بَلاَءِ
مِنْ مُلْهَمٍ أَدَّى أَمَانَةَ وَحْيِهِ
بِعَزِيمَةٍ غَلاَّبةٍ وَمَضَاءِ
مُتَجَشِّمٍ بِالصَّبْرِ دُونَ أَدَائِهَا
مَا سِيمَ مِنْ عَنَتٍ وَفَرطِ عَنَاءِ
لِلْعَبْقَرِيِّةِ قُوَّةٌ عُلوِيَّةٌ
في نَجْوَةٍ مِنْ نَفْسِهِ عَصْمَاءِ
كَمْ أخَرَجَتْ لأُولى البَصَائِرِ حِكْمَةً
مِمَّا أَلَمَّ بِهِ مِنَ الأَرْزَاءِ
حَتَّى إِذَا اشْتَعَلَ المَشِيبُ بِرَأْسِهِ
مَا زَادَ جَذْوَتَهَا سِوَى إِذْكَاءِ
فَالدَّاءُ يُنْحِلُ جِسْمَهُ وَنَشَاطُهَا
بِسُطُوعِهِ يُخْفِي نَشَاطَ الدَّاءِ
جِسْمٌ يُقَوِّضُهُ السَّقَامُ وَهَمُّسهَا
مُتَعَلِّقٌ بِالخَلْقِ وَالإِنْشَاءِ
عَجَباً لِعَامَيْهِ اللذَيْنِ قَضَاهُمَا
في الكَدِّ قَبْلَ الضَّجْعَةِ النَّكْرَاءِ
عَامَا نِزَاعٍ لَمْ تُهَادِنُ فِيهِمَا
نُذُرُ الرَّدَى وَشَوَاغِلُ البُرَحَاءِ
حَفَلاَ بِمَا لَمْ يَتَّسِعْ عُمْرٌ لَهُ
مِنْ بَاهِرِ الإِبْدَاعِ وَالإِبْدَاءِ
فَتْحٌ يَلي فَتْحاً وَصَرْحٌ بَاذِخٌ
في إِثْرِهِ صَرْحٌ وَطِيدُ بِنَاءِ
هَذا إلى فِطَنٍ يُقَصِّرُ دُونَهَا
مَجْهُودُ طَائِفَةٍ مِنَ الفُطَنَاءِ
مِنْ تُحْفَةٍ مَنْظُومَةٍ لِفُكَاهَةٍ
أَوْ طُرْفَةٍ مَنْظُومَةٍ لِغِنَاءِ
أَوْ سِيرَةٍ سِيقَتْ مَسَاقَ رِوَايَةٍ
لِمَوَاقِفِ التَّمِثيلِ وَالإلقَاءِ
تَجْرِي وَقَائِعُهَا فَتَجْلُو لِلنُّهَى
مِنْهَا مَغَازِيَ كُنَّ طَيَّ خَفَاءِ
فَإِذا الحَيَاةُ عُهِيدُهَا وَعِتِيدُهَا
مَزْجٌ كمزج المَاءِ وَالصَّهْبَاءِ
تَطْفُو حَقَائِقُهَا عَلَى أَوْهَامِهَا
وَتَسُوغُ خَالِصَةً مِنَ الأَقْذاءِ
يَا مَنْ صَحِبْتُ العُمْرَ أَشْهَدُ مَا نحا
في الشِّعْرِ مِنْ مُتَبَايِنِ الأَنْحَاءِ
إِنِّي لَيَحْضُرُنِي بِجُمْلَةِ حَالِهِ
مَاضِيكَ فِيهِ كَأَنَّهُ تِلقَائِي
مِنْ بَدْئِهِ وَحَجَاكَ يِفْتَحُ فُتْحَهُ
لِلحِقبَةِ الأدَبِيَّةِ الزَّهْرَاءِ
حَتَّى الخِتَامِ وَمِنْ مَفَاخِرِ مَجْدِهِ
مَا لَمْ يُتَحْ لِسِوَاكَ في الشُّعَرَاءِ
فَأَرَى مِثَالاً رَائِعاً في صُوَرَةٍ
لِلنِّيل تُمْلأُ مِنْهُ عَيْنُ الرَّائِي
أَلنِّيلُ يَجْرِي في عَقِيقٍ دَافِقٍ
مِنْ حَيْثُ يَنْبُعُ في الرُّبَى الشَّمَّاءِ
يَسْقِي سُهُولَ الرِّيفِ بَعْدَ حُزُونِهِ
وَيُدِيلُ عُمْرَاناً مِنَ الإقْوَاءِ
مَا يَعْتَرِضْهُ مِنَ الحَوَاجِزِ يَعْدُهُ
وَيَعُدْ إلىَ الإِرْوَاءِ وَالإِحيَاءِ
حَتَّى إِذا رَدَّ الفَيَافِيَ جَنَّةً
فِيمَا عَلاَ وَدَنَا مِنَ الأَرْجَاءِ
أَوْفَى عَلَى السَّدِّ الأَخِيرِ وَدُونَهُ
قُرْبَ المَصِيرِ إلىَ مُحِيطِ عَفَاءِ
فَطَغَى وَشَارَفَ مِنْ خِلاَفِ زَاخِراً
كَالبَحْرِ ذِي الإِزْبَادِ وَالإِرْغَاءِ
ثُمَّ ارْتَمَى بِفُيُوضِهِ مِنْ حَالِقٍ
في المَهْبِطِ الصَّادِي مِنَ الْجَرْعَاءِ
فَتَحَدَّرَتْ وَكَأَنَّ مُنْهَمِرَاتِهَا
خُصَلٌ مِنَ الأَنُوَارِ وَالأَنْدَاءِ
مَسْمُوعَةُ الإِيقَاعِ في أَقْصَى مَدًى
جَذْلَى بِمَا تُهْدِي مِنَ الآلاَءِ
إِنْ أَخْطَأَتْ قُطْراً مَوَاقِعُ غَيْثِهَا
أَحْظَتْهُ بِاللَّمَحَاتِ وَالأَصْدَاءِ
للهِ دَرُّ قَرِيحةٍ كانَتْ لَهَا
هَذِي النِّهَايَةُ مِنْ سَنىً وَسَنَاءِ
رَفَعَتْكَ مِنْ عَلْيَاءَ فانِيَةٍ إلىَ
مَا لَيْسَ بِالفَانِي مِنَ العَلياءِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:50 AM
أَلنُّورُ وَالنُّوْرُ يَوْمَ عِيدٍ
يُهْدِي إلىَ مَرْيَمَ الثَّنَاءْ
كَبَّرَ فِيهَا الْجَمَالُ رَبًّا
صَغَّرَ فِي عَيْنَيْهَا السَّمَاءْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:51 AM
نَثْنِي عَلَيْكِ وَهَلْ يُكَافِيءُ
بَعْضَ مِنَّتِكِ الثَّنَاءْ
أَعْيَتْ فِلَسْطِينَ الجّرَاحُ
وَمِنْ يَدَيْكِ أَتَى الدَّوَاءْ
وَمُحَمَّدُ ابنُكِ كَانَ أولَ
مُنْجِدٍ سَمِعَ الدُّعَاءْ
هَلاَّ اقْتَدَى بِكُمَا السَّراةُ
القَادِرُونَ الأَثْرِيَاءْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:53 AM
كنَّا وَقَدْ أَزِفَ المَسَاءْ
نَمْشِي الهُوَيْنَا فِي الْخَلاَءْ
ثَمِلَيْنِ مِنْ خَمْرِ الْهَوِى
طَرِبَيْنِ مِنْ نَغَمِ االْهَوَاءْ
مَتَشَاكِيَيْنِ هُمُومَنَا
وَكَثِيرُهَا مَحْضُ اشْتِكَاءْ
حَتَّى إِذَا عُدْنَا عَلَى
صَوْتِ المُؤَذِّنِ بِالْعَشَاءْ
سِرْنَا بِجَانِبِ مَنْزِلٍ
مُتَطَامِنٍ وَاهِي الْبِنَاءْ
فَاسْتَوْقَفَتْنِي وَانْبَرَتْ
وَثْباً كَمَا تَثِبُ الظِّبَاءْ
حَتَّى تَوَارَتْ فِيهِ عَنِّ
ي فَانْتَظَرْتُ عَلَى اسْتِيَاءْ
وَارْتَبْتُ فِي الأَمْرِ الَّذِي
ذَهَبَتْ إِلَيْه فِي الْخَفَاءْ
فَتَبِعْتُهَا مُتَضَائِلاً
أَمْشِي وَيَثْنِينِي الْحَيَاءْ
فَرَأَيْتُ أُمّاً بَادِياً
فِي وَجْهِها أَثَرُ الْبُكَاءْ
وَرَأَيْتُ وُلْداً سَبْعَةً
صُبُراً عَجَافاً أشْقِيَاءْ
سُودَ المَلاَبِسِ كَالدُّجَى
حُمْرَ المَحَاجِرِ كَالدِّمَاءْ
وَكَأّنَّ لَيْلَى بَيْنَهُمْ
مَلَكٌ تَكَفَّل بِالعَزَاءْ
وَهَبَتْ فَأَجْزَلَتِ الْهِبا
تِ وَمِنْ أَيَادِيهَا الرَّجَاءْ
فَخَجِلْتُ مِمَّا رَابَنِي
مِنْهَا وَعْدْتُ إلى الْوَرَاءْ
وَبَسَمْتُ إِذْ رَجَعَتْ فَقُلْ
تُ كَذَا التِّلَطُّفُ فِي الْعَطَاءْ
فَتَنَصَّلتْ كَذِباً وَلَمْ
يَسْبِقْ لَهَا قَوْلُ افْتِرَاءْ
وَلَرُبَّمَا كَذَبَ الْجَوَا
دُ فَكَانَ أَصْدَقَ فِي السَّخَاءْ
فَأَجَبْتُهَا أَنِّي رَأَيْ
تُ وَلاَ تُكَذِّبُ عَيْنٌ رَاءْ
لاَ تَنْكِرِي فَضْلاً بَدَا
كَالصُّبْحِ نمَّ بِهِ الضِّيَاءْ
يُخْفِي الْكَرِيمُ مَكَانَهُ
فَتَرَاهُ أطْيَارُ السَّمَاءْ
ثُمَّ انْثَنَيْنَا رَاجِعَيْ
نِ وَمِلْءُ قَلْبَيْنَا صَفَاءْ
مُفَكِّهَيْنِ مِنَ الأَحَا
دِيثِ الْعِذَابِ بِمَا نَشَاءْ
فَإِذَا عُصَيْفِيرٌ هَوَى
مِنْ شُرْفَة بِيَدِ الْقَضَاءْ
عَارٍ صَغيرٌ وَاجِفٌ
لَمْ يَبْقَ مِنْهُ سِوَى الذَّمَاءْ
ظَمْآنُ يَطْلُبُ رِيَّهُ
جَوْعَانُ يَلْتَمِسُ الْغِذَاءْ
وَلَشَدَّ مَا سُرَّتْ بِهَ
ذَا الضَيْفِ لَيْلَى حِينَ جاءْ
فَرِحَتْ بِطِيبِ لِقَائِهِ
فَرَحَ المُفَارِقِ بِاللِّقَاءْ
وَاسْتَنْفَدَتْ لِبَقَائِهِ
حِيَلَ الْحَرِيصِ عَلَى الْبَقَاءْ
تَحْنُو عَلَيْهِ كَأُمِّهِ
وَتَضُمُّهُ ضَمَّ الإِخَاءْ
فَحَمِدْتُ مِنْهَا بِرَّهَا
بِالْبَائِسِينَ الأَشْقِيَاءْ
قَالَت وَهَلْ لَهْوٌ بِعُصْ
فُور جَدِيرٌ بِالثَّنَاءْ
فَأَجَبْتُهُا هِيَ آيَةٌ
للهِ فِيكِ بِلاَ مِرَاءْ
يُخْفِي الكَرِيمُ مَكَانَهُ
فَتَرَاهُ أَطْيَارُ السَّمَاءْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:56 AM
يَا فَتَى الفِتْيَانِ أَحْسَنْتَ البَلاَءْ
فِي المُبَارَاةِ وَحَقَّقْتَ الرَّجَاءْ
وَأَرَيْتَ الغَرْبَ مَا بِالشَّرْقِ مِنْ
قَدْرَةٍ يُبرِزُهَا حَينَ يَشَاءْ
فَخَلِيقٌ بِكَ أَنْ تُجْزَى كَمَا
جُزِيَ الأَبْطَالُ عِنْدَ القُدَمَاءْ
مِصْرُ مَا زَالَتْ عَلَى العَهْدِ حِمىً
لِلْحُمَاةِ الصَّادقِينَ الأُوْفِياءْ
لِشَبَابٍ كُلَّمَا نَادَاهُمُ
وَاجِبٌ لَبَّوا مِنَ الفَوْرِ النِّدَاءْ
لاَ يَضِنُّونَ بِمَجْهُودَاتِهِمْ
وَقَدِيماً لَمْ يَضِنُّوا بِالدِّمَاءْ
وَلَهُمْ فِي الذَّوْدِ عَنْ أَوْطَانِهِمْ
وَقَفَاتُ الصَّابرِينَ البُسَلاءْ
لَمْ تَفِتْهُمْ وَالْمَنَايَا دُونَهَا
نُصْرَةُ الحَقِّ بِعَزْمٍ وَإبَاءْ
أَثْبَتُوا أَنَّهُمُ إِنْ دُرِّبوا
صَالِحَ التَّدْرِيبِ جَدَّ الأَقْوِيَاءْ
فِي الرِّيَاضَاتِ لَهُمْ تَبْرِيزُهُمْ
فَإذَا اعْتَزُّوا فَلَيْسُوا أَدْعِيَاءْ
لَمْ تَنَلْ مِنْهُمْ مَنَالاً فِرَقٌ
غَلَبُوا فِيهَا قُرُومَ الغُرَبَاءْ
وَلَهُمْ مَا شَهِدَ الْخَلْقُ بِهِ
مِنْ ذَكَاءٍ وَثَبَاتٍ وَمَضَاءْ
لَيْسَ بِدْعاً مِنْهُمُ أَنْ يَحْتَفُوا
بِالَّذِي شَرَّفَهُمْ خَيْرَ احْتِفَاءْ
لِنَصِيرِ شَرَفٍ زَادَ اسْمُهُ
بِعَزِيزِ النَّصْرِ نُبْلاً وَازْدِهَاءْ
وَمَجَالاَتِ العُلَى شَتَّى فَفِي
كُلِّهَا مِصْرُ تُحَيِّي النُّبَهَاءْ
أَيُّهَا الحَامِلُ أَثْقالاً بِهَا
كُلُّ صِنْدِيدٍ شَدِيدِ الأَيْدِ نَاءْ
لَيْتَ لي مِنْ فَضْلِ مَا أُوتِيتَهُ
هِمَّةً تَحْمِلُ أَثْقَالَ الْبَقَاءْ
دَامَ رَبُّ العَرْشِ فِي أَعْلَى الذُّرُى
راسِخَ السُّدَّةِ خَفَّاقَ الْلِّوَاءْ
تَفْتَدِي الأَنْسَابُ مِنْهُ حَسَباً
نِيطَ مِنْ شَعْبِ بِأَسْبَابِ الوَلاءْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:57 AM
كَانُوا ثَمَانِيَةٌ مِنَ النُّدَمَاءِ
مُتَآلِفِينَ كَأَحْسَنِ الرُّفَقَاءِ
فِي مَجْلِسٍ حَجَبَ الشَّبَابُ بِأَمْرِهِمْ
أَبْوَابَهُ إِلاَّ عَلَى السَّرَّاءِ
مُتُحَدِّثينَ وَلاَ يَطِيبُ لِمِثْلِهِمْ
إِلاَّ حَدِيثُ الحُسْنِ وَالحَسْنَاءِ
حَتَّى إِذَا اعْتَكَرَ الظَّلامُ وَمُزِّقَتْ
أَحْشَاؤُهُ فَدَمِينَ بِالأَضْوَاءِ
وَتَثَاقَلَتْ أَشْبَاهُهمْ وتَخَفَّفَتْ
أَرْوَاحُهُمْ مِنْ نَشْوَةِ الصَّهْبَاءِ
أَصْغُوْا لِقَوْلِ فَتىً جَرِيءٍ مِنْهُمُ
غَضِّ الشَّبِيبَةِ جَامِحِ الأَهْوَاءِ
يَا أَيُهَا الإِخْوَانُ أَسْمَعُ نِسْوَةً
بِجِوَارِنَا فِي حَفْلَةٍ وَغِنَاءِ
فَهَلُمَّ نَحْتَلْ حِيلَةً فَيَجِئْنَنَا
لاَ خَيْرَ فِي أُنْسِ بِغَيْرِ نِسَاءِ
قَالُوا فَما هِيَ قَالَ أَرْقُدُ مُوهِماً
أَنِّي قَضَيْتُ مُعَاجَلاً بِقَضَاءِ
فَإذَا انْتَحَبْتُمْ جِئْنَكُمُ فَبَرَزْتُ مِنْ
كَفَنِي وَفُزْنَا بِاجْتِمَاعِ صَفَاءِ
فَنَعَاهُ نَاعٍ رَاعَهُنَّ فَجِئْنَ فِي
هَرَجٍ لِتَوْدِيعِ الفَقِيدِ النَّائِي
وَبَكَيْنَهُ حَتَّى إِذا أَدْرَكْنَ مَا
كَادُوا لَهُنَّ وَثَبْنَ وَثْبَ ظِبَاءِ
يَضحَكْنَ أَشْبَاهَ الشُّمُوسِ تَأَلَّقَتْ
عَقِبَ الحَيَا وَضَّاءَةَ الَّلأْلاَءِ
وَحَفَلنْ حَوْلَ سَرِيرِهِ يَنْهَرْنَهُ
لَكِنْ أحَطْنَ بِصَخْرَةٍ صَمَّاءِ
فَرَفَعْنَ عَنْهُ غَطَاءَهُ فَوَجَدْنَهُ
بِالمَيْتِ أَشْبَهَ مِنْهُ بِالأَحْيَاءِ
عَالَجْنَهُ جُهْدَ العِلاَجِ وَلَمْ يَكُنْ
شَيْءٌ لِيُوقِظَهُ مِنَ الإِغْمَاءِ
حَتَّى إِذَا دُعِيَ الطَّبِيبُ فَجَاءَهُمْ
رَاعَ القُلُوبَ بِنَفْيَ كُلِّ رَجَاءِ
فَتَبَدَّلَتْ أَفْرَاحُهُمْ فِي لَحْظَةٍ
بِمَنَاحَةٍ وَسُرُورُهُمْ بِبُكَاءِ
وَأَبَاتَهُمْ هَذَا المِزَاحُ مِنَ الرَّدَى
فِي شَرِّ مَا يُبْكِي مِنَ الأَرْزَاءِ
لُوْ عَاشَ صَاحِبُهُمْ لَعَاشَ رَهِينَةً
مِنْ بَعْدِهَا لِلهَجْعَةِ السَّوْدَاءِ
وَكَذَا الْحَقِيقَةُ جِدُّهَا وَمِزَاحُهَا
سِيَّانِ في الإِشْقَاءِ وَالإِفْنَاءِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:58 AM
هَذِي رُؤُوسُ الْقِمَمِ الشِّمَّاءِ
نَوَاهِضاً بِالْقُبَّةِ الزَّرْقَاءِ
نَوَاصِعُ الْعَمَائِمِ البَيْضَاءِ
رَوَائِعَ المَنَاطِقِ الْخضْرَاءِ
يَا حُسْنَ هَذِي الرَّمْلَةِ الوَعْسَاءِ
وَهَذِهِ الأَوْدِيَةِ الْغَنَّاءِ
وَهَذِهِ المَنَازِلِ الْحَمْرَاءِ
رَاقيةْ مَعَارِجَ العَلاَءِ
وَهَذِهِ الْخُطُوطِ فِي البَيْدَاءِ
كَأَنَّهَا أَسِرَّةُ العَذْرَاءِ
وَذلِكَ التَّدْبِيجِ فِي الصَّحْرَاءِ
مِنْ كُلِّ رَسْمٍ بَاهِرٍ لِلرَّائي
وهَذِهِ الِميَاهِ فِي الصَّفَاءِ
آناً وَفِي الإِزْبَادِ وَالإِرْغَاءِ
تَنْسَابُ فِي الرَّوْضِ عَلَى الْتِوَاءِ
خَفيَّةً ظَاهِرَةَ الَّلأْلاَءِ
وَنَسَمٍ قَوَاتِلٍ لِلدَّاءِ
يَشْفِينَ كُلَّ فَاقِدِ الشِّفَاءِ
وَمَعْشَرٍ كَأنْجُمِ الْجَوْزَاءِ
يَلْتَمِسُونَ سُتْرَةَ المسَاءِ
فِي مَلْعَبٍ لِلطِّيبِ وَالْهَوَاءِ
وَمَرْتَعٍ لِلنَّفْسِ وَالأَهْوَاءِ
وَمَبْعَثٍ لِلفِكْرِ وَالذَّكَاءِ
وَمُنْتَدىً لِلشِعْرِ وَالغِنَاءِ
يَا وَطَناً نَفْدِيهِ بِالدِّمَاءِ
وَالأَنْفُسِ الصَّادِقَةِ الْوَلاَءِ
مَا أسْعَدَ الظَّافِرَ بِاللِّقَاءِ
وَالقُرْبِ بِعْدَ الهَجْرِ وَالْجَلاَءِ
إِنْ أَكْ بَاكِياً مِنَ السَّرَّاءِ
فَإِنَّ طُولَ الشَّوْقِ فِي التَّنَائِي

العنيــــدهـ
09-07-2011, 03:59 AM
أَيُّهَا المحسِنُ هذا مَنزِلٌ
بِعْتَهُ اليومَ بِصَرْحِ في السَّمَاءِ
خُلِّدَتْ بالجُودِ ذِكْرَاكَ التي
خُلِّدَتْ بالنُّبْلِ قبلاً وَالذَّكاءِ
كُنْتَ لَمْ تَعْقِبْ فَأَصْبَحْتَ أَبَا
لأَلوفٍ مِنْ صِغَارِ الفُقَرَاءِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 04:00 AM
مَضَيْتِ وَكُنْتِ دُنْيَاكِ رُوحاً
مُعَذَّبَةً وَمَوْطِنُهَا السَّمَاءُ
وَكُنْتِ مِنَ الودَادِ مَكَانَ أُخْتي
وَكَانَ مُقَدَّساً ذَاكَ الإِخَاءُ
نُعَزِّي عَنْكِ أَبْنَاءً كِرَاماً
وَهُمْ لِقُلُوبِنَا عُنْكِ الْعَزَاءُ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 04:00 AM
أَلاَ يَا بَنِي غَسَّانَ مِنْ وُلْدِ يَعْرُبٍ
وَأَجْدَادُكُمْ أَجْدَادِيَ الْعُظَمَاءُ
أَخُوكُمْ وَقَدْ أَضْحَى غَرِيباً بِزَيِّهِ
أعَادَ لَهُ السَّمَتَ الأَصيلَ رِدَاءُ
قِفُوا وَانْظُروني في العِبَاءَةِ رَافِلاً
مَهِيباً وَبِي في مِشْيَتِي خَيَلاَءُ
ترَوْا كَيْفَ تَكْسُو رَبَّةُ الْفَضْلِ عَاطِلاً
وَكَيْفَ يَكُونُ الْمَجْدُ وَهْوَ كِسَاءُ
بِهَا قَصَبٌ تَخْشَى العُيونُ بَرِيقَهُ
وَصُوفٌ رَقِيقٌ حِيكَ مِنْهُ هَبَاءُ
جَزَى اللهُ كُلَّ الخَيْرِ مَنْ أَنْعَمَتْ بِهَا
وَهَلْ عِنْدَ مَسْؤُولٍ سِوَاهُ جَزَاءُ
إِذَا مَا رَمَى مِصْراً بِضَعْفٍ وَحِطًّةٍ
غُلاَةٌ مِنَ الأَعْدَاءِ أَوْ جُهَلاءُ
فَكُنْ يَا عَلِيَّ الخَيْرِ أَعْدَلَ شَاهِدٍ
لِفِتْيَةِ مِصْرَ أَنَّهُمْ نُبَلاَءُ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 04:06 AM
نَظْرَةٌ فِي العَلاَء يَا حُسْنَ مَا
تَكْشِفُ لِلْعَيْنِ نَظْرَةٌ فِي العَلاَءِ
هذِهِ لَيْلَةٌ تُمَثَّلُ فِي حَفْلٍ مِنَ
الزَّهْرِ حُلْوَةِ الجَوزاءِ
فَهْيَ تَسْرِي وَقَدْ تَهَاوَتْ بِأَكَالِيلَ
وَجَرَّتْ ذَيْلاً مِنَ اللأْلاءِ
فِي مُحيطٍ مِنَ السَّنَاءِ وَحِبيبٍ
خَافِقِ الجَانِبَيْنِ بالأَسْنَاءِ
وَعُبَابٌ مَا مَاجَ إِلاَّ بِإِبْراقِ
أَسَارِيرِهِ مِنَ السَّرَّاءِ
فَلَكٌ لا يُحَدُّ إِلاَّ إِذَا مَا
كَانَ حَدَّ قُصُورِ طَرَفِ الرَّائِي
مَلأَتْهُ كُبْرى الدَّرَارِي والصُّغْرَى
ازْدَهَاراً فِي العَالَمِ اللاَّنِهَائِي
فِيكَ يَا لَيْلُ كَمْ تَرَى العَيْنُ
آياتِ جَمَالِ مُجْدٍ وَرَوَاءِ
ذَاكَ عُرْسٌ وَفِي الحِمَى اليومَ عُرْسٌ
يَتَرَاءَى دَانِيها فِي النَّائِي
تُوشِكُ الزِّينَةُ البَدِيعَةُ أَنْ
تَخْلِطَ مَا بَيْنَ أَرْضِنَا وَالسَّمَاءِ
يَا عَرُوساً تَسْمُو إلى عَرْشِهَا فِي
أَيِّ حُسْنٍ يَسْبِي وَأَيِّ حَيَاءِ
وَالوَصِيفَاتُ فِي اقْتِفَاءِ خُطَاهَا
نُسَّقٌ مِنْ نَضَارَةٍ وَبَهَاءِ
وَمَجَالِي الأَفْراحِ لَوْ صَوَّرَتْهَا
لَمْ تَزِدْهَا قَرَائِحُ الشُّعَرَاءِ
طَالَعَتْنَا الجَوْزَاءُ فِي وَجْهَكِ السَّا
طِعِ نُوراً وَشَمْسُكِ الوَضَّاءِ
فَابْلَغِي مَا رَجَوتْ فِي العَيْشِ مِنَ
نِعْمَةِ بَالٍ وبَهْجَةٍ وَصَفَاءِ
قَسَّمَ اللهُ أَنْ تُزَفيِّ إلى زَينِ الشَّبَ
ابِ الأَعِزَّةِ الأَكُفَّاءِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 04:07 AM
وَفَدَ الرَّبِيعُ إِلَيْكِ قَبْلَ أَوَانِهِ
يُهْدِي حِلَى جَنَّاتِهِ الْفَيْحَاءِ
مِنْ كُلِّ بَارِعَةِ الْجَمَالِ يُرَى بِهَا
شَبَهٌ لِبَعْضِ خِلاَلِكِ الحَسْنَاءِ
فِي النَّظْمِ أَوْ فِي النَّثْرِ مِنْ طَاقَاتِهَا
لُطْفُ البَيَانِ وَرَوْنَقُ الإِخْفَاءِ
نَمَّ البَدِيعُ بِحُسْنِهَا فَرَأَى النُّهَى
مِنْ فَنِّهَا مَا لَيْسَ بِالمُتَرَائِي
أَبْهِجْ بِإِكْلِيلِ الزَّفَافِ وَقَدْ جَلاَ
لِلْعَيْنِ كُلَّ أَثِيرَةٍ غَرَّاءِ
لَوْ شِئْتِ صِيغَ مِنَ الفَرِيدِ وَمَا وَفَى
لَكِنْ أَبَيْتِ وَكَانَ خَيْرَ إِبَاءِ
هَلْ فِي يَدِ الدِّهْقَانِ أَبْهَجُ زِينَةً
مِنْ زِينَةِ البُسْتَانِ لِلْعَذْرَاءِ
صَفَتِ السَّمَاءُ فَخَالَفَتْ مِنْ عَهْدِهَا
وَالفَصْلُ لِلأَمْطَارِ وَالأَنْوَاءِ
شَفَّافَةً يُبْدِي جَمِيلُ نَقَائِهَا
مَا فِي ضَمِيركِ مِنْ جَمِيلِ نَقَاءِ
جَادَتْ عَلَيْكِ بِشَمْسِهَا وَكَأَنَّهَا
لَكِ تَسْتَقِلُّ جَلاَلَةَ الإِهْدَاءِ
هَذِي مَلِيكَاتُ الَّلآلِيءِ أَقْبَلَتْ
تَفْتَرُّ عَنْ قِطَعٍ مِنَ اللأْلاَءِ
بَادٍ صَفَاءُ القَطْرِ فِي قَسِمَاتِهَا
وَتَنَافُسِ الأَلْوَانِ وَالأَضْوَاءِ
ظَلَّتْ تَكَوَّنُ فِي حَشَى أَصْدَافِهَا
كَتَكَوُّنِ الأَنْوَارِ فِي أَفْيَاءِ
وَقَضَتْ عُصُوراً سَيِّدَاتِ بِحَارِهَا
يُسْعَى لَهَا مِنْ أَبْعَدِ الأَنْحَاءِ
حَتَّى إِذَا حُمِلَتْ إِليْكَ سَبِيَّةً
مَجْلُوبَةً فِي جُمْلَةِ الآْلاَءِ
وَجَدَتْ عَزَاءً فِي رِحَابِكِ طَيِّباً
عَنْ عَزِّهَا المَاضِي وَأَيَّ عَزَاءِ
بِلِقَائِهَا حُسْناً يُضَاعِفُ مَا بِهَا
مِنْ رَوْنَقٍ وَنَفَاسَةٍ وَبَهَاءِ
وَجِوَارِهَا شِيَماً كَرَائِمَ صُنْتِهَا
فِي خِدْرِ عِصْمَتِهَا عَنِ الرُّقَبَاءِ
لاَ غَرْوَ أَنَّ المَاسَ أَكْرَمُ جَوْهَرٍ
خَبَأَتْهُ أَرْضٌ مِنْ كُنُوزِ سَمَاءِ
كَمْ فِي مَنَاجِمِهِ تَسَهَّدَ كَوْكَبٌ
مُتَوَاقِّداً كَأَخِيهِ فِي الظَّلْمَاءِ
يَشْتَاقُ أَنْ يَلْقَى الصَّبَاحَ وَلَوْ تَوَى
وَيُسَاءُ أَنْ يَبْقَى سِرَاجَ مَسَاءِ
حَتَّى حَلِيتِ بِهِ فَقَرَّ مُنَعَّماً
وَغَدَا تَحَرُّقُهُ تَوَهُّجَ مَاءِ
وَلَعَلَّ مُنْفَرِداً بِجِيدِكِ عَالِقاً
مُتَفَوِّقاً قَدْراً عَلَى النُّظَرَاءِ
دُعِيَ اليَتِيمُ مِنَ التَّوَحُّدِ فَادَّعَى
حَقًّا عَلَيْكِ لِكُلِّ حِلْفِ شَقَاءِ
وَمِنَ الكِيَاسَةِ وَهْوَ أَصْلَبُ جَوْهَرٍ
أَنْ رَقَّ رِقَّةَ أَدْمُعِ الْفُقَرَاءِ
فَأَصَابَ عِنْدَكِ وَالشَّفَاعَةُ لاسْمِهِ
حَظَّ اليَتيمِ وَفَازَ بِالإِيوَاءِ
مَا يَغْلُ مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ لِحِكْمَةٍ
جَلَّتْ غَلاَءَ المَاسِ فِي الأَشْيَاءِ
هُوَ بِالْمَتَانَةِ وَالسَّنَى مِرْآةُ مَا
بِكِ مِنْ وَفَاءٍ ثَابِتٍ وَذَكَاءِ
يَا مَعْدِنَ الذَّهَبِ الَّذِي فِي لَوْنِهِ
لِلشَّمْسِ مَسْحَةُ بَهْجَةٍ وَرُوَاءِ
يَا مُدْنِيَ الأَرَبِ البَعِيدِ مَنَالُهُ
وَلَقَدْ أَقُولُ مُنِيلُ كُلِّ رَجَاءِ
يَا مُرِخصاً مِنْ كُلِّ نَفْسٍ مَا غَلاَ
حَاشَا نُفُوسِ العِلْيَةِ النُّبَلاَءِ
إِنْ أَلَّهَتْكَ النَّاسُ كُنْ عَبْداً هُنَا
وَاخْضَعْ لِهذِي الشِّيمَةِ الشَّمَّاءِ
وَزِنَ الَّتِي دَفَعَتْ ضَلاَلَكَ بِالْهُدَى
وَسَوَادَ مَكْرِكَ بِاليَدِ البَيْضَاءِ
عَجباً أَرَى وَلَعَلَّ أَعْجَبَ مَا يُرَى
دُنْيَا الخَلاَئِقِ تَنْبَرِي لِفِدَاءِ
لماحَةً لِلْغَيْبِ شَاعِرَةً بِهِ
حَتَّى لَيَحْضُرُهَا الْخَفِيُّ النَّائِي
تِلْكَ الرَّوَاعِي كُلَّ أَخْضَرَ نَاعمٍ
مِنْ كُلِّ نَاعِمَةِ الْخُطَى مَلْسَاءِ
مَنْ بَثَّ فِيهَا وَهْيَ تَقْنِي قَزَّهَا
مِنْ بَذْلِهَا أَعَمَارَهَا بِسَخَاءِ
أَنَّ الَّذِي تَقْضِي شَهِيدَةَ نَسْجِهِ
لَكِ فِيهِ سَعْدٌ وَامْتِدَادُ بَقَاءِ
هَبَّتْ صَبِيَّاتُ المَزَارِعِ بُكْرَةً
يَخْطِرْنَ بَيْنَ السَّيْرِ وَالإِسْرَاءِ
مِنْ كُلِّ عَاصِيَةِ النُّهُودِ بِهَا تُقًى
مِطْوَاعَةِ الأَعْطَافِ ذَاتِ حَيَاءِ
نَادَى بِهَا الْبُشَرَاءُ حَيِّ عَلَى الْجَنَى
فَعَدَتْ تُلَبِّي دَعْوَةَ الْبُشَرَاءِ
وَالْقُطْنُ مُوفٍ ضَاحِكٌ بِبَياضِهِ
وَصَفَائِهِ مِنْ كُدْرَةِ الْغَبْرَاءِ
يَشْقُقْنَ مِثْلَ السِّتْرِ مِنْ جَنَبَاتِهِ
وَيَخُضْنَ شِبْهَ الْبَحْرِ في الأَثْنَاءِ
مُتَغَنِّيَاتٍ مِنْ أَهَازِيجِ الصِّبا
مَا شَاءَ وَحْيُ هَوَىً وَطِيبُ هَوَاءِ
يُنْشِدْنَ مِنْ وَصْفِ المَخِيلَةِ جَلْوَةً
لَعَرُوسِ شِعْرٍ زَيْنَةٍ هَيْفَاءِ
حُورِيَّةٍ عَيْنَاءَ أَبْهَى مَا يُرَى
فِي الْغِيدِ مِنْ حُورِيَّةٍ عَيْنَاءِ
وَفَرَ الإِلَهُ لَهَا الَعْطَاءَ فَلَمْ يَعُدْ
عَنْ بَابِهَا عَافٍ بِغَيْرِ عَطَاءِ
وَبِأَمْرِهَا تَعْرَى الْحُقُولُ فَتَنْثَنِي
أُمُّ الْعُرَاةِ بِمِيرَةٍ وَكِسَاءِ
تِلْكَ الَّتِي أَكْبَرْنَهَا وَنَعَتْنَهَا
بِأَحَاسِنِ الأَوْصَافِ وَالأَسْمَاءِ
كَانَتْ عَرُوسَ تَوَهُّمٍ فَتَحَقَّقَتْ
بِصِفَاتِهَا وَغَدَتْ مِنَ الأَحْيَاءِ
أَعَرَفْتَها فَلَقَدْ أَكُونُ بِمَسْمَعٍ
مِنْهَا أَقُولُ الشِّعْرَ وَهْيَ إِزَائِي
للهِ أًجْهِزَةُ الْحَدِيدِ مُدَارةً
تَأْتِي بِأَثْوابٍ زَهَتْ وَمُلاَءِ
عَجَبٌ ضَخَامَتُهَا وَدِقَّةُ صُنْعِهَا
كَمْ رِقَّةٍ معي غِلْظَةِ الأَعْضَاءِ
مَنْ كَانَ يَحْسِبُ أَنَّ عَنْتَرَةً يُرَى
مُتَفَوِّقاً ظَرْفاً عَلَى الشُّعَرَاءِ
قَالَ امْرُؤٌ مِنْ سَامِعِي ضَوْضَائِهَا
وَشُهُودِ تِلْكَ الْجَهْمَةِ السَّوْدَاءِ
إِنَّ ابْتِساماً لاَحَ مِنْهَا عِنْدَ مَا
جَاءَتْ بِهذِي الْحُلَّةِ البَيْضَاءِ
أَليَوْمَ عِيدٌ فِي تَقَاسُمِ حَظِّهِ
لِلْبَائِسِينَ رِضىً وَلِلسُّعَدَاءِ
مَا اسْطَاعَ فِيهِ الدَّهْرُ أَشْكَى كُلَّ ذِي
شَكْوَى وَهَادَنَ كُلَّ ذِي بُرَحَاءِ
عَمَّ السُّرُورُ وَتَمَّ حَتَّى لَمْ يَكَدْ
أَثَرٌ يُرَى لِتَفَرُّقِ الأَهْوَاءِ
كُلٌّ بِهِ مِنْ شَاهِدٍ أَوْ غَائِبِ
أَثْنَى عَلَيْكِ وَقَدْ ثَنَى بِدُعَاءِ
بِنتَ السَّلِيمِ وَجَلَّ مِنْ رَجُلٍ سَمَا
بِصَوَادِقِ العَزَمَاتِ وَالآرَاءِ
أَلفَخْرُ حَقُّ مَنِ الثُّرَيَّا أُمُّهَا
نَسَباً وَوَالِدُهَا أَخُو الْجَوَزَاءِ
مِنْ أُسْرةٍ هُمْ أَهْلُ كُلِّ مُروُءَةٍ
يَوْمَ الْحِفَاظِ وَأَهْلُ كُلِّ ثَنَاءِ
إِنْ عَالَنُوا لِتِجَارَةٍ فَلَطَالَمَا
بَذَلُوا النَّوَالَ الْجَمَّ رَهْنَ خَفَاءِ
بِتَرَفُّعِ عَنْ كُلِّ فَخْرٍ بَاطِلٍ
وَتَجَنُّبِ فِي البِرِّ لِلْغَوْغَاءِ
لِيَكُنْ لَكِ الْحَظُّ الَّذِي تَرْجِينَهُ
فَلَقَدْ ظَفِرْتِ بِأَكْرَمِ الأَكْفَاءِ
نَسْلِ الأَمَاجِدِ مِنْ أَمَاجِدِ قَدْ زَكَتْ
أَنْسَابُهُمْ فِي دَوْحَةِ العَلْيَاءِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 04:11 AM
جَمَعْتَ إلى البَأْسِ لِينّ الطِّبَاعِ
وَفي السَّيْفِ لِينٌ وَفِيهِ المَضَاءْ
فَكُنْ قَائِداً أَوْ فَكُنْ شَاعِراً
فَحَدُّكَ فِي حَالَتَيْهِ سَوَاءْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 04:14 AM
لِيَبْسِمْ فِي مُحَيَّاكِ الرَّجَاءُ
وَيُبْرِقُ فِي أَسِرَّتِكِ الْهَنَاءُ
وَطِيبِي بِالشَّبَابِ كَمَا يُرَجِّي
عَفَافُكِ وَالطَّهَارَةُ وَالإِبَاءُ
وَقَرِّي أَعْيُناً بِبَنِينَ غُرٍّ
وَبَعْلٍ مِنْ مَحَامِدِهِ الوَفَاءُ
وَحَلِّي الرَّأْسَ مَفْخَرَةً بِتَاجٍ
يُضِيءُ بِهِ جَلاَلُكِ وَالبَهَاءُ
وَلاَ تَنْسَيْ نِظَامَ الشَّعْرِ فِيهِ
كَأَحْسَنِ مَا تُنَظِّمُهُ النِّسَاءُ
فَمَا الإِكْلِيلُ لِلْحَسْنَاءِ وِقْرٌ
وَلاَ تَصْفِيفُ وَفْرَتِهَا عَنَاءُ
وَلَكِنْ يَصْدَعُ الرَّأْسَ اشْتِغَالٌ
بِمَا تَأْبَى المَلاَحَةُ وَالْفَتَاءُ
وَيُثْقلُهُ اهْتِمَامُ غَيْرُ مُجْدٍ
بِمَا فِي حُكْمِهِ الدُّنْيَا سَوَاءُ
عَلَتْ شَمْسُ الضُّحى وَالرَّوْضُ زَاهٍ
وَفِيهِ نَضَارَةٌ وَسَنىً وَمَاءُ
فَهُبِّي لِلصَّبُوحِ وَبَادِرِيهِ
سُلاَفَتُهُ النَّزَاهَةُ وَالضِّيَاءُ
وَشَادِي الصَّادِحَاتِ فَإِنَّ أَسْمَى
بَيَانٍ لِلنُّفُوسِ هُوَ الْغِنَاءُ
وَحَاكِي الزَّهْرَ تَسْلِيماً وَلَهْواً
فَمَا لِلْهَمِّ فِي حُسْنٍ ثَوَاءُ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 04:15 AM
هُمْ يَفْتَحُونَ السَّمَاءَ
وَيَمْلكُونَ الهَوَاءَ
وَيَقْطَعُونَ الصَّحَارَى
وَيَعْبُرُونَ المَاءَ
وَنَحْنُ نَمْكُثُ فِي عُقْ
رِ دَارِنَا غُرَبَاءَ
كَأَنَّنَا قَدْ خُلِقْنَا
نُلاَمِسُ الغَبْرَاءَ
نَرْنُو وَنَأْسَى وَنُفْنِي
دَمْعَ العُيُونِ بُكَاءَ
وَلاَ نَرَى غَيْرَ ذِكْرَى
أَجْدَادِنَا تَأْسَاءَ
نَالَ التَّوَاكُلُ مِنَّا
وَالضَّعْفُ مَا الجَهْلُ شَاءَ
وَاللَّهْوُ حَطَّ قُوَانَا
وَسَفَّلَ الأَهْوَاءَ
وأَوْشَكَ اليَأْسُ أَنْ يُسْ
ئِمَ الكِرَامَ البَقَاءَ
لَوْ لَمْ يُقَيِّضْ لَنَا اللَّ
هُ نُخْبَةً نُبَلاَءَ
تَنَافَسُوا فِي سَبِيلِ الْ
حِمَى نَدىً وَفِدَاءَ
وَبِالمَآثِرِ رَدَّوا
إِلىَ النُّفُوسِ الرَّجَاءَ
حَيتْ سَمَاءُ المَعَالِي
نَجْماً جَدِيداً أَضَاءَ
وَصَانَ كَالِيءُ مِصْرٍ
سَرَاتَهَا العُظَمَاءَ
وَخَصَّ فِيهَا بِخَيْرٍ
قَلِّينِيَ المِعْطَاءَ
أَلأَرِيحِيَّ سَلِيلَ الْ
بَيْتِ الرَّفِيعِ بِنَاءَ
يَا ابْنَ الأَمَاجِدِ مِنْ
مَحْتِدٍ سَمَا الجَوْزَاءَ
لِلهِ مَكْرُمَةٌ جَا
زَتِ الظُّنُونَ سَخَاءَ
هَلِ المَقَالَةُ تُوفِي
مَا تَسْتَحِقُّ ثَنَاءَ
هَذِي البُيُوتُ تُرَبِّي
البَنَاتِ وَالأَبْنَاءَ
هِيَ المَنَابِتُ يَزْكُو
فِيهَا الغِرَاسُ نَمَاءَ
هِيَ العُيُونُ الصَّوَافِي
تُرْوِي القُلُوبَ الظِّمَاءَ
بِالعِلْمِ تُدْرِكُ مِص
رُ الْحُرِيَّةَ العَصْمَاءَ
وَتَسْتَعِيدُ الفَخَارَ
القَدِيمَ وَالعَلْيَاءَ
وَتَسْتَرِدُّ مِنَ الدَّهْ
رِ عِزَّهَا وَالرَّخَاءَ
شَبَابُهَا صَفْوَةُ النَّ
شْءِ فِطْنَةً وَذَكَاءَ
إِنْ ثُقِّفُوا بَهَرُوا الْ
خَلْقَ هِمَّةً وَمَضَاءَ
هُمُ المَخَايِلُ فِي أَوْجُ
هِ العُلَى تَتَرَاءَى
هُمُ البَشَائِرُ تَجْلُو
لِلرَّاقِبِينَ ذُكَاءَ
فِي فَجْرِ عَصْرٍ جَدِيدٍ
يَزْهُو سَنىً وَسَنَاءَ
بَنَاتُهَا لاَ يُضَارَعْ
نَ زِينَةً وَحَيَاءَ
إِذَا سَفَرْنَ أَغَرْ
نَ الكَوَاكِبَ الزَّهْرَاءَ
حَرَائِرُ الطَّبْعِ غَبْنٌ
أَنْ يَغْتَدِينَ إِمَاءَ
وَكَيْفَ يُنْجِبْنَ فِي الرِّ
قِّ سَادَةً طُلَقَاءَ
أَرْقَى الشُّعُوبِ رِجَالاً
أَرْقَى الشُّعُوبِ نِسَاءَ
فَيَا سَرِيًّا بِأْسْنَى الهِبَ
اتِ زَكَّى الثَّرَاءَ
وَمُفْرَداً فِي زَمَانٍ
أَبَى لَهُ النُّظَرَاءَ
أَلشَّرْقُ يَذْكُرُ بِالْحَمْدِ
هَذِهِ الآلاءِ
وَمِصْرُ تَرْفَعُ تِيهاً
جَبِينَهَا الوَضَّاءَ
فَاسْلَمْ لَهَا وَخَلَقَّ التَّ
خْلِيدَ فِيهَا جَزَاءَ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 04:16 AM
يَا سَعْدَ هَذِي اللَّيْلَةِ الزَّهْرَاءِ
جَدَّدْتِ عَهْدَ السَّعْدِ بِالْحَمْرَاءِ
جَدَّدْتِهِ فِي مِصْرَ فِي الدِّارِ الَّتي
كَانَتْ وَظَلَّتْ مُلْتَقَى الأُمَرَاءِ
فِي حَيْثُ أَعْلَى المَالِكِينَ مَكَانَةً
نَزَلُوا مَنَازِلَهُمْ مِنَ العَلْيَاءِ
فِي حَيْثُ إِسْمَاعِيلُ لاَحَ بِنُبْلِهِ
فَوْقَ السُّهَى لِضُيُوفِهِ النُّبَلاَءِ
هَلْ كَانَ إِسْمَاعِيلُ إلاَّ صُورَةً
شَرْقِيَّةً لِلعِزَّةِ الْقَعْسَاءِ
بِنَدَاهُ وَادِي النِّيلِ سَالَ وَبِالذِي
أسْدَاهُ طَالَ عَلَى الذُّرَى الشَّمَّاءِ
أُنْظُرْ إلى آثَارِهِ يُزْهَى بِهَا
قَطْرَاهُ فِي دَانِيهِمَا وَالنَّائِي
هَذِي الْجَزِيرَةُ مِنْ بَدَائِعِ خَلْقِهِ
بِغِيَاضِهَا وَرِيَاضِهَا الْفَيْحَاءِ
وبِنائِهَا الفَخْمِ الْبَدِيعِ نِظَامُهُ
مِنْ صُنْعِ ذَاكَ المُبْدِعِ البّنَّاءِ
لِلّهِ آيَاتُ الصِنَّاعَةِ فِي الدُّمَى
مَنْ شَارَكَ الرَّحْمَنَ فِي الإِحْيَاءِ
للهِ ناطِقةُ النُقُوشِ أَهكَذَا
تُعطَى الكَلامَ جَوَامِدُ الَأشيَاءِ
للهِ مِطْفَرَةٌ تُصَعِّدُ قَطْرَهَا
وَتَرُدُّهُ صَبَباً عَلَى الأَنْحَاءِ
تَجِدُ النُّجُومَ حِيَالَهَا ضَحَّاكَةً
بِشُعَاعِهَا بَكَّاءَةً بِالْمَاءِ
قَدْ أَخْلَفَتْ بِسُكُونِهَا وَصَفائِهَا
فِعْلَ النُّجُومِ مُثِيرَةِ الأَنْوَاءِ
هَلْ غَيْرُ هَذَا الصَّرْحِ زِينَ بِمِثْلٍِ مَا
فِيهِ لإِينَاسٍ وَحُسْنِ لِقَاءِ
وَقِرَى الْعُيُونِ مِنَ الطَّرَائِفِ وَالْحِلَى
غَيْرُ القِرىَ مِنْ مَشْرَبٍ وَغِذاءِ
يَا مَنْ لَهُ صَدْرُ المَقَامِ تَجِلَّةً
وَهْوَ النَّزِيلُ وَلَيْسَ كَالنُّزَلاَءِ
هَذِي هِيَ الدَّارُ الَّتِي قَلَّدْتَهَا
شَرَفاً بِهِ تَاهَتْ عَلَى الْجَوْزَاءِ
شَرَفٌ بِهِ النَّبَأُ البَعِيدُ دَوِيُّهُ
يَخْتَالُ مَعْتَزَّاً عَلَى الأًنْبَاءِ
وَلآلِ لُطِفِ اللهِ مِنهُ كَرَامَةٌ
سَتَظَلُّ فِي الأَحْفادِ وَالأَبْنَاءِ
إنِّي لِهذا الفَضلِ عَنْهُمْ شَاكِرٌ
وَالشُّكرُ فِي السَّادَاتِ خَيرُ وَفَاءِ
شكرٌ زَهَا شِعْرِي بِهِ مُتَهَلِّلاَ
كَتَهَلُّلِ النُّوَّارِ بِالأَنْدَاءِ
أَنَّى تَكُنْ لاَ غَروَ أنْ يُلْفَى الحِمى
وَبِهِ رَوَائِعُ مِنْ سَنىً وَسَنَاءِ
أَفَلَمْ تَكُنْ شِبْلَ الحُسِينِ وَرَأْيَهُ
وَفِرِنْدَهُ فِي السِّلْم وَالهَيْجَاءِ
مَلِكٌ بِهِ رَحِمُ النُّبُوءَةِ وَاشِجٌ
وَلَهُ جَلاَلُ الصِّيدِ فِي الخُلَفَاءِ
أَهْدَى العُرُوشَ إِلَى بَنِيهِ وَبَثَّهُمْ
فِي الشَّرْقِ بَثَّ الشَّمْسِ لِلأَضْواءِ
أًعْظِمْ بِعَبدِ اللهِ نَجلاً صَالِحاً
يَقفُو أَبَاهُ حِجىً وَحُسْنَ بَلاَءِ
فِيهِ النَّزَاهَةُ وَالنَّبَاهَةُ يَعْتَلِي
بِهِما عَلَى الأَنْدَادِ وَالنُّظَرَاءِ
جَمَعَ الوَدَاعَةَ وَالإِبَاءَ فَحَبَّذَا
هُوَ مِنْ أَمِيرِ وَدَاعَةٍ وَِإبَاءِ
خُلُقَانِ كُلُّهُمَا إِلَيْهِ قَدِ انْتَهَى
عَنْ أَكْرَمِ الأَجْدَادِ وَالآبَاءِ
وَلَهُ مُروُءَاتٌ تُجَابُ بِذِكْرِهَا
جَوْبَ الرِّياضِ مَجَادِبُ البَيْدَاءِ
وَلَهُ فَضَائِلُ إنْ تَحَدَّثَ عَارِفٌ
عَنْهَا عَرَتْهُ نَشْوَةُ الصَّهْبَاءِ
وَلَهُ وَقَائِعُ فِي البَسَالَةِ يَزْدَهِي
بِصِغارِهِنَّ أَكَابِرُ البُسَلاَءِ
وَلَهُ طَرَائِفُ فِي السَّمَاحَةِ نَقَّحَتْ
مَا أَخْطَأَتْهُ طَرَائِقُ السُّمَحَاءِ
فَهْوَ الحَبِيبُ إِلى الوُلاَةِ مُصَافِياً
وَهُوَ البَغِيضُ وَغَىً عَلَى الأَعْدَاءِ
لاَ زِلْتَ عَبْدَ اللهِ فِي هَامِ الْعُلَى
تَاجاً يَفِيضُ بِبَاهِرِ الَّلأْلاَءِ
لِلْمَجْدِ سِرٌّ فِيكَ نَاطَ بِهِ غَداً
وَغَداً يُحَقِّقُ فِيكَ خَيْرُ رَجَاءِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 04:18 AM
بَرَزَتْ فِي غِلاَلَةٍ بِيْضَاءِ
ذَاتُ نَسْجٍ مُفَوَّقٍ بِالضِّياءِ
حَوْلَهَا مِنْ لَدَاتِهَا أَيُّ سربٍ
فِي نِظَامِ مِنْ آنسَاتِ الظِّبَاءِ
تَرْتَقِي عَرَشَ سَعْدِهَا وَإلَيْهِ
تَتَخَطَّى مَعَارِجَ العَلْيَاءِ
يَا فَتَاةً تَفَرَّدَتْ بِجَمَالِ الخَلْقِ
وَالخُلْقِ وَاكتِمَالِ الذَّكَاءِ
وَكَفَاهَا مِنْ عِزَّةٍ أَنْ نَمَّاهَا
أَنْبَلُ الأُمَهَاتِ وَالآبَاءِ
لَكِ مِنْ صَفْوَةِ الشَّبَابِ خَطِيبٌ
نَابِهُ القَدْرِ ذُو حِجىً وَإِبَاءِ
حَظُّ هَذَا القِرَانِ مِنْ نِعَمِ اللهِ
وَحَظُّ القِرَانِ للأَكُفَّاءِ
فَاشْرِبَاهَا صَهْبَاءَ مِنْ عَهْدِ قَانَا
بُرِّئَتْ مِنْ مَكَارِهِ الصَّهْبَاءِ
إِنَّ رُوْحَيْكُمَا تَنَاشَدَتَا في الغَيْبِ
حَتَّى اطْمَأَنَّتَا بِاللِّقَاءِ
لِلْمُحِبِّينَ غَايَةٌ وَاَبْلَغَاهَا
هِيَ أَسْمَى رَغَائِبِ الأَحْيَاءِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 04:19 AM
زَمْزَمٌ أَسْرَتْ إِسْرَاءَ يُمْنِ
تُغْرِي الدَّيَاجِيرَ بِالضِّياءِ
وَفِي جَلاَ الصَّبَاحِ أَبْدَتْ
قُرَّةَ عَيْنٍ لِكُلِّ رَاءِ
إِنْ هَاجَمَتْهَا الرِّيَاحُ رَدَّتْ
هَوْجَاءَهَا وَهْيَ كَالرُّخَاءِ
إحْدَى ثَلاَثٍ نَرجُو مَزِيداً
لَهُنَّ يَأْتِي عَلَى الوَلاَءِ
يَا حَبَّذَا المَاخِرَاتُ فِي البَ
حْرِ وَالمُغِذَّاتُ فِي الهَوَاءِ
مَرَاكِبُ السِّلمِ غَازِيَاتٌ
مَا عَزَّ نَيْلاً مِنَ الثَّرَاءِ
بِهِنَّ تَنْأَى تُخُومُ مِصْرٍ
إلى النِّهَايَاتِ فِي الفَضَاءِ
يَا طَلْعْتَ الخَيْرِ ذَاكَ جُهْدٌ
يَقْصُرُ عَنْهُ جُهْدُ الثَّنَاءِ
هَيَّأْتَ بِالصَّفْقَتَيْنِ فَتْحَاً
لِمِصْرَ فِي المَاءِ وَالسَّمَاءِ
فَمِصْرٌ فِي المَسْبَحَيْنِ وَالمَسْ
رَحَيْنِ مَرْفُوعَةُ اللِّواءِ
أَبْلَيْتَ وَالصَّالِحِينَ فِي ك
لِّ مَوْقِفٍ أَحْسَنَ البَلاَءِ
وَحسْبُكُمْ أَنَّكُمْ بَنَيْتُمْ
لِمَجْدِهَا أَرْسَخَ البِنَاءِ
وَأَنَّكُمْ بَيْنَ سَاسَةِ المَا
لِ مِنْ ثَقَاتِ وَأقْوِيَاءِ
نَزَلْتُمُ مَنْزِلاً رَفِيعاً
بِالعِلمِ وَالحِلمِ وَالمَضَاءِ
تَدْرُونَ مَا فِي ذخَائِرِ الشَّرْ
قِ مِنْ نُبُوغٍ وَمِنْ ذَكَاءِ
مِصْرٌ فَخُورٌ بِأَنْ حَلَلْتُمْ
مَحَلَّ صِدْقٍ فِي هَؤُلاَءِ
وَكُنْتُمُ بِالذِي أدَّعَيْتُم
بَيْنَهُمُ غَيْرَ أَدْعِيَاءِ
دُومُوا لِهذِي الدِّيَارِ وَاسْمُوا
إِلى ذُرَى الفَخْرِ وَالعَلاَءِ
وَحَقِّقُوا بالَّذِي وَلِيتُمْ
لَقَوْمِكُمْ أَبْعَدَ الرَّجَاءِ
جَزَاكُمُ اللهُ عَنْ حِمَاكُمْ
وَأَهْلِهِ أَكْرَمَ الجَزَاءِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 04:21 AM
ولَيْلَةٍ رَائِقَةِ الْبَهَاءِ
مَشُوبَةِ الظَّلاَمِ بِالضِّيَاءِ
أَشْبَهَ بِالجَارِيَةِ الْغَرَّاءِ
فِي حُلَّةٍ شَفَّافَةٍ سَوْدَاءِ
بَادِ جَمَالُهَا عَلَى الْخَفَاءِ
سَكْرَى مِنَ النَّسِيمِ وَالأَنَّدَاءِ
جَرَتِ الْفُلكُ عَلَى الدَّأْمَاءِ
خَافِقَةَ الْفُؤَادِ بِالرَّجَاءِ
خَفِيفَةً كالظِّلِّ فِي الإِسْرَاءِ
تُبْدِي افْتِرَاراً فِي ثُغُورِ المَاءِ
كَأَنَّمَا طَرِيقُهَا مَرَائِي
وَالشُّهْبُ فِيهَا أَعْيُنٌ رَوَائِي
بِمَشْهَدٍ مِنْ عَالَمِ الأَضْوَاءِ
في مُتَرَاءَي البَحرِ وَالسّمَاء
يحمِلُهَا المَوجُ عَلَى الوَلاءِ
وَالرِّيحُ تَحْدُوهَا بِلاَ حُدَاءِ
كَأَنَّمَا الأَسْمَاعُ فِي الأَحْشَاءِ
وَالدَّهْرُ فِي سَكِينةِ الإصْغَاءِ
يَا مِصْرُ دَارَ السَّعْدِ وَالهَنَاءِ
وَمَهْبَطَ الأَسْرَارِ وَالإِيحَاءِ
عَلَيْكِ مِنْ هَذَا الْمُحِبِّ النَّائِي
سَلاَمُ قَلْبٍ ثَابِتِ الْوَلاَءِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 04:22 AM
داءٌ ألَمَّ فَخِلْتُ فِيهِ شَفَائِي
مِنْ صَبْوَتِي فَتَضَاعَفَتْ بُرَحَائِي
يَا لَلضَّعِيفَيْنِ اسْتَبَدَّا بِي وَمَا
فِي الظُّلْمِ مِثْلُ تَحَكُّمِ الضُّعَفَاءِ
قَلْبٌ أَذَابَتْهُ الصَّبَابَةُ وَالْجَوَى
وَغِلاَلَةٌ رَثَّتْ مِنِ الأَدْوَاءِ
وَالرُّوْحُ بيْنَهُمَا نَسِيمُ تَنَهُّدٍ
فِي حَالَيَ التَّصْوِيبِ وَ الصُّعَدَاءِ
وَالعَقْلُ كَالمِصْبَاحِ يَغْشَى نُورَهُ
كَدَرِي وَيُضْعِفُهُ نُضُوبُ دِمَائِي
هَذَا الَّذِي أَبْقَيْتِهِ يَا مُنْيَتِي
مِنْ أَضْلُعِي وَحَشَاشَتِي وَذَكَائِي
عُمْرَيْنِ فِيكِ أَضَعْتُ لَوْ أَنْصَفْتِنِي
لَمْ يَجْدُرَا بِتَأَسُّفِي وَبُكَائِي
عُمْرَ الْفَتَى الْفَانِي وَعُمْرَ مُخَلَّدٍ
بِبيَانِهِ لَوْلاَكِ في الأَحْيَاءِ
فغَدَوْتَ لَمْ أَنْعَمْ كَذِي جَهْلٍ وَلَمْ
أغْنَمْ كَذِي عَقْلٍ ضَمَانَ بَقَاءِ
يَا كَوْكَباً مَنْ يَهْتَدِي بِضِيائِهِ
يَهْدِيهِ طَالِعُ ضِلَّةٍ وَرِيَاءِ
يا مَوْرِداً يَسْقِي الوُرُودَ سَرَابُهُ
ظَمَأً إِلى أَنْ يَهْلِكُوا بِظَمَاءِ
يَا زَهْرَةً تُحْيِي رَوَاعِيَ حُسْنِهَا
وَتُمِيتُ نَاشِقَهَا بِلاَ إِرْعَاءِ
هَذا عِتَابُكِ غَيْرَ أَنِّيَ مُخْطِيءٌ
أَيُرَامُ سَعْدٌ فِي هَوَى حَسْنَاءِ
حَاشَاكِ بَلْ كُتِبَ الشَّقَاءُ عَلَى الْورَى
وَالْحُبُّ لَمْ يَبْرَحْ أَحَبَّ شَقَاءِ
نِعْمَ الضَّلاَلَةُ حَيْثُ تُؤْنِسُ مُقْلَتِي
أَنْوَارُ تِلْكَ الطَّلْعَةِ الزَّهْرَاءِ
نِعْمَ الشَّفَاءُ إِذَا رَوِيْتُ بِرشْفَةٍ
مَكْذُوبَةٍ مِنْ وَهْمِ ذَاكَ المَاء
نِعْمَ الْحَيَاةُ إذا قضَيْتُ بِنَشْقَةٍ
مِنْ طِيبِ تِلكَ الرَّوْضَةِ الغَنَّاءِ
إِنِّي أَقَمْتُ عَلى التَّعِلَّةِ بِالمُنَى
فِي غُرْبَةٍ قَالوا تَكُونُ دَوَائِي
إِنْ يَشْفِ هَذَا الْجِسْمَ طِيبُ هَوَائِهَا
أَيُلَطَّف النِّيرَانَ طِيبُ هَوَاءِ
أَوْ يُمْسِكِ الْحَوْبَاءَ حُسْنُ مُقَامَهَا
هَلْ مَسْكَةٌ فِي البُعْدِ للْحَوْبَاءِ
عَبَثٌ طَوَافِي فِي الْبِلاَدِ وَعِلَّةٌ
فِي عِلَّةٍ مَنْفَايَ لاِسْتشْفَاءِ
مُتَفَرِّدٌ بِصَبَابَتِي مُتَفَرِّد
بِكَآبَتِي مُتَفَرِّدٌ بَعَنَائِي
شاكٍ إِلى البَحْرِ اضْطَرابَ خَوَاطِرِي
فَيُجِيبُنِي بِرِيَاحِهِ الهَوْجَاءِ
ثاوٍ عَلَى صَخْرٍ أَصَمَّ وَلَيْتَ لِي
قَلْباً كَهَذِي الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ
يَنْتَابُهَا مَوْجٌ كَمَوْجِ مَكَارِهِي
وَيَفُتُّهَا كَالسُّقْمِ فِي أَعْضَائِي
وَالبَحْرُ خَفَّاقُ الْجَوَانِبِ ضَائِقٌ
كَمَداً كصَدْرِي سَاعَةَ الإِمْسَاءِ
تَغْشَى الْبَريَّةَ كُدْرَةٌ وَكَأَنَّهَا
صَعِدَتْ إِلى عَيْنَيَّ مِنْ أَحْشَائي
وَالأُفْقُ مُعْتَكِرٌ قَرِيحٌ جَفْنُهُ
يُغْضِي عَلَى الْغَمَرَاتِ وَالأَقْذَاءِ
يا لَلْغُرُوبِ وَمَا بِهِ مِنْ عِبْرَةٍ
للِمْسْتَهَامِ وَعِبْرَةٍ لِلرَّائي
أَوَلَيْسَ نَزْعاً لِلنَّهَارِ وَصَرْعَةً
لِلشَّمْسِ بَيْنَ مَآتِمِ الأَضْوَاءِ
أَوَلَيْسَ طَمْساً لِلْيَقِينِ وَمَبْعَثاً
للِشَّكِّ بَيْنَ غَلاَئِلِ الظَّلْمَاءِ
أَوَلَيْسَ مَحْواً لِلْوُجُودِ إِلى مَدىً
وَإبَادَةً لِمَعَالِمِ الأَشْيَاءِ
حَتَّى يَكُونَ النُّورُ تَجْدِيداً لَهَا
وَيَكونَ شِبْهَ الْبَعْثِ عَوْدُ ذُكَاءِ
وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ وَالنَّهَارُ مُوَدِّعٌ
وَالْقَلْبُ بَيْنَ مَهَابَةٍ وَرَجَاءِ
وَخَوَاطِرِي تَبْدُو تُجَاهَ نَوَاظِرِي
كَلْمَى كَدَامِيَةِ السَّحَابِ إزَائِي
وَالدَّمْعُ مِنْ جَفْنِي يَسِيلُ مُشَعْشَعاً
بِسَنَى الشُّعَاعِ الْغَارِبِ المُتَرَائِي
وَالشَّمْسُ فِي شَفَقٍ يَسِيلُ نُضَارُهُ
فَوْقَ الْعَقِيقِ عَلى ذُرىً سَوْدَاءِ
مَرَّتْ خِلاَلَ غَمَامَتَيْنِ تَحَدُّراً
وَتَقَطَّرَتْ كَالدَّمْعَةِ الحَمْرَاءِ
فَكَأَنَّ آخِرَ دَمْعَةٍ لِلْكَوْنِ قَدْ
مُزِجَتْ بِآخِرِ أَدْمُعِي لِرِثَائِي
وَكأَنَّنِي آنَسْتُ يَوْمِيَ زَائِلاً
فَرَأَيْتُ فِي المِرْآةِ كَيْفَ مَسَائي

العنيــــدهـ
09-07-2011, 04:23 AM
أَيَا مَنْ عِشْتِ عَيْشاً كُنْتِ فِيهِ
مِثَالاً لِلْفَضَائِلِ قَدْ تَرَاءَى
لِئَنْ أُوْدِعْتِ لَحْداً أرَّخُوهُ
لَقَدْ أَبْلَغْتِ بِالرُّوحِ السَّمَاءَ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 04:25 AM
تدَانَى فَحَيَّى عَابِراً وَتَنَاءَى
شَبِيهاً بِطَيْفٍ في الغَدَاةِ تَرَاءَى
برغْمِ أُولى الأَلبَابِ عَجَّلَ بَيْنَهُ
وَكَانَ لَهُمْ ذُخْراً وَكَانَ رَجَاءَ
أَتَاحَ زَمَانِي مَرَّةً أَنْ رَأَيْتُهُ
وَلَمْ يُولِنِي بَعْدَ اللِّقَاءِ لِقَاءَ
فَمَا رَاعَني إِلاَّ فَتىً في إِهَابِهِ
شَهِدْتُ مَعاً شَيْخُوخَةً وَفَتَاءَ
أُطِيلَتْ بِعُثْنُونِ أَسَالَةُ وَجْهِهِ
وَفِي مَحْجَرَيْهِ كَوْكَبَانِ أَضَاءَا
تَضَاءَلَ مَرْمَى ظِلِّهِ مِنْ نُحُولِهِ
وَطَبَّقَ آفَاقاً سَنَىً وَسَنَاءَ
وَفي صَدْرِهِ بَحْرٌ مِنَ العِلمِ لَمْ يَضِقْ
بِهِ ذَلِكَ الصَّدْرُ الصَّغِيرُ إِنَاءَ
يُحَدِّثُ في رِفْقٍ وَلَيْسَتْ أَنَاتُهُ
تُثَبِّطُ عَزْماً أَوْ تَعُوقُ مَضَاءَ
عَكُوفٌ عَلَى التَّحْصِيلِ مِنْ كُلِّ مَطْلَبٍ
يُلِمُّ بِهِ مَهْما يَسُمْهُ عَنَاءَ
جَنَى الرَّوْضِ مَا تَجْرِي يَرَاعَتَهُ بِهِ
فَيَحْلُو شَرَاباً أَوْ يَطِيبُ غِذَاءَ
وَمَا ثَقَّفَ الأَلْبَابَ مِثْلُ بَيَانِهِ
وَما شَرَّفَ الآدَابَ وَالأُدَبَاءَ
يَغُوصُ عَلَى الدُّرِّ البَعِيدِ مَكَانُهُ
فَيَجْلُوهُ لِلمُسْتَبْصِرِينَ جَلاَءَ
وَيَبْحَثُ عَمْا يُفْقِدُ الجَهْلُ أَهْلَهُ
فَيُهْدِي إِلَيْهِمْ زِينَةً وَثَرَاءَ
وَيَحْرِصُ أَلاَّ يُغْمَطَ الفَضْلُ حَقَّهُ
وَيُعْدَمَ بَيْنَ العَالَمِينَ جَزَاءَ
فَإِنْ يُذْكَرِ الفَضْلُ الَّذِي فِيهِ يَعْتَذِرُ
كَأّنَّ بِهِ مِنْ أَنْ يُذَاعَ حَيَاءَ
أََأَنْسَى لإِسْمَاعِيلَ مَا عِشْتُ مِنَّةً
أَفَدْتُ بِهَا أُحْدُوثَةً وَبَقَاءَ
حَبَانِي بَهَا قَبْلَ التَّعَارُفِ مُضْفِياً
عَلَيَّ بِمَا لاَ أَسْتَحِقُّ ثَنَاءَ
وَقَدْ عَاقَ شُكْرِي عَنْهُ فَرْطُ احْتِشَامِهِ
فَهَلْمُجْزِيءٌ شُكْرٌ يَجِيءُ رِثَاءَ
وهَيْهَاتَ أَنْ يُوفَى بِشِعْرٍ جَمِيلُهُ
وَلَوْ كَانَ دِيوَاناً لَقَلَّ وَفَاءَ
أَلاَ أَيهَا الغَادِي وَلَيْسَ بِآسِفٍ
وَلاَ مُتَقَاضٍ لَوْعَةً وَبُكَاءَ
تَرَفَّعْتَ عَنْ أَنْ تَقْبَلَ الضَّيْمَ صَابِراً
عَلَى زَمَنٍ أَحْسَنْت فِيهِ وَسَاءَ
وَجَنَّبَكَ العَيْشُ احْتِقَارٌ لِشَأْنِهِ
إِذَا مَا غَدَا فِيهِ العَفَافُ عَفَاءَ
مكَانُكَ في الدُّنْيَا خَلاَ غَيْرَ أَنَّهُ
مليءُ النَّوَاحِي عِزَّةً وَإِبَاءَ
بِبَيْنِكَ مُخْتَاراً صَدَمْتَ عَقِيدَةً
وَأوْقَعْتَ حُكْماً حَيَّرَ الحُكَمَاءَ
وكُنْتَ عَلَى يُسْرِ الأُمُورِ وَعُسْرِهَا
تُنِيرُ بِعَالِي رَأْيِكَ الحُصَفَاءَ
فَغَالَبَكَ الطَّبْعُ العُيُوفُ عَلَى الحِجَى
وَأَصْدَرَ مِنْ قَبْلِ القَضَاءِ قَضَاءَ
أَمِنْ خَطَلٍ طَرْحُ الإِنَاءِ وَمَا بِهِ
مِنَ السُّؤْرِ لَمْ يَطْهُرْ وَقَلَّ عَنَاءَ
وَهَلْ تَرْتَضِي نَفْسَ العَزيزِ إِقَامَةً
عَلَى ذِلَّةٍ وَالدَّاءُ عَزَّ دَوَاءَ
إِذَا هَانَ في حُبِّ الحَيَاةِ هَوَانُهَا
فَلَيْسَ لأَرْضٍ أَنْ تَكُونَ سَمَاءَ
قَرَارَكَ وَلْتُرْعَ الْخَلاَئِقُ سَمْعَهَا
مَصَاقِعَهَا الهَادِينَ وَالسُّفهَاءَ
سَتبْقَى لِنَفْعِ النَّاسِ صُحْفٌ ترَكْتَهَا
وَلن يَذْهَبَ الإِرْثُ النَّفِيسُ جُفاءَ
وَتذكُرُكَ الأَوْطَانُ يَوْمَ فخَارِهَا
إِذَا ذكَرَتْ أَفْذَاذَهَا النُّبَغاءَ
وَإني لَمَحْزُونٌ عَلَيْكَ وَجَارِعٌ
ثُمَالَةَ كَأْسِي حَسْرَةً وَشَقَاءَ
أَقُولُ عَزَاءَ لآلِ وَالصَّحْبِ وَالحِمَى
وَلِي وَلأَمْثَالِي أَقُولُ عَزَاءَ
فَرَابِطَةُ اسْمَيْنَا أَرَاهَا قَرَابَةً
وَأَعْتَدُّهَا فَوْقَ الإِخَاءِ إِخَاءَ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 04:27 AM
يَا فَتَاةٌ يَجْلُو النُّبُوغُ حُلاَهَا
وَلَهَا مِنْ كَرَامَةٍ مَا تَشَاءُ
أَتُرِيدِينَ فِي كِتَابِكِ شَعْراً
هُوَ سؤْرٌ بِمُهْجَتِي أَوْ ذَمَاءُ
ذَاكَ فَضْلٌ يَتِيحُ لأَسْمَى فَخْراً
أَحْرَزَتْهُ مِنْ قَبْلِهِ أَسْمَاءُ
فَاقْبَلِي هذِهِ القَوَافِي أُزْجِيَها
وَفِيَها تَحِيَّةٌ وَثَنَاءُ
لَيْسَ بِدْعاً وَأَنْتِ مَا أَنْتِ أَنْ
أَطْنَبَ فِيكِ الْكِتَابُ وَالشُّعَرَاءُ
أَدَبٌ رَائِعٌ ونَظْمٌ وَنَثْرٌ
كُلُّ لَفْظِ يَشِعُّ مِنْهُ ضِيَاءُ
وَلِسَانٌ طَلْقٌ وَلَحْظٌ يَرَى الغَيْ
بَ وَجَفْنٌ يَغِضُّ مِنْهُ الحَياءُ
كَيْفَ لا يَسْتَبِيهُمْ ذلِكَ الوَجْهُ
البَدِيعُ الحَلِّيُّ وَذَاكَ الذَّكَاءُ
مَا مَعَانِيهُمُ الحِسَانُ لَدَى
أَدْنَى مَعَانِيكِ أَيُّهَا الحَسْنَاءُ






















جَادَ الأَمِيرُ بِصَيدِهِ
فَدَعَتْ هَدِيَّتُهُ ثنَائِي
يَا طِيبَهُنَّ حَمَائِمَاً
عَلَّمَتْنِي حُسْنَ الوَفَاءِ
آوَيتُهُنَّ إلى الحَشَا
فَمَلأْنَ رَأْسِي بِالغِنَاءِ






















آنِسَاتُ الشَّواطِئْ
يَا لَها مِنْ خَوَاطِئْ
قَدْ أَصَابَت قُلُوبَنَا
بِالسِّهامِ الْخَواطِئْ






















الْيَوْمَ يَوْمُ مَصَارِعِ الشُّهَدَاءِ
هَلْ في جَوَانِبِهِ رَشَاشُ دَمَاءِ
للهِ غُيَّابٌ حضُورٌ في النُّهَى
مَاتُوا فَبَاتُوا أَخْلَدَ الأَحْياءِ
أَبْطَالُ تَفْدِيَةٍ لَقُوا جُهْدَ الأَذَى
في اللهِ وَامْتَنَعُوا مِنَ الإِيذاءِ
بُعَدَاءُ صِيتُ مَا تَوَخَّوْا شُهْرَةً
لَكِنْ قَضَوْا فِي ذِلَّةٍ وَعَنَاءِ
لَبِثُوا عَلَى إِيمَانِهِمْ وَيَدُ الرَّدَى
تَهْوِي بِتِلْكَ الأَرْؤُسِ الشَّمَّاءِ
سَلِمَتْ مَشِيئَتُهُمْ وَمَا فِيهِمْ سِوَى
مُتَقَطِّعِي الأَوْصَالِ وَالأَعْضَاءِ
صَبَرُوا عَلَى جَبَرُوتِ عَاتٍ قَاهِرٍ
سَاءَ النُّهَى وَالدِّينَ كُلَّ مَسَاءِ
مَا كَانَ دِقْلِتْيَانَ إِلاَّ طَاغِياً
مَلَكَ الرِّقَابَ بِغِلْظَةٍ وَجَفَاءِ
لاَنَتْ لَهُ الصُّمُّ الصِّلاَدُ وَلَمْ تَلِنْ
شَيْئاً قُلُوبُ الصَّفْوَةِ الفُضَلاَءِ
حَاشَا الْحَقِيقَةِ كَمْ مِثَالٍ لا تَرَى
إِلاَّ الْبَقَايَا مِنْهُ عَيْنُ الْرَّائِي
ظَلَّتْ حَنَايَاهُ وَإنْ حُطِمَتْ عَلَى
مَا كَانَ فِيهَا مِنْ تُقىً وَرَجَاءِ
إِنَّ الْعَقِيدَةَ نِعْمَةٌ عُلْوِيَّةٌ
تَصْفُو عَلَى الْنِّقَمَاتِ وَالأَرْزَاءِ
تَجْنِي فَخَاراً مِنْ إِهَانَاتِ الْعِدَى
وَتُصِيبُ إِعْزَازاً مِنَ الإِزرَاءِ
بِكْرُ بِأًوجِ الْحُسْنِ غَالٍ مَهْرُهَا
لاَ تُشْتَرَى بِأَيَاسِرِ الأَشْيَاءِ
تُزْرَى النَّفَائِسُ دُونَهَا وَلَربَّمَا
بَذَلَ النُّفُوسَ حَمَاتُهَا بِسَخَاءِ
أَليَوْمَ بَدْءُ الْعَامِ عَامِ النِّيلِ فِي
إِقْبَالِهِ المُتَجَدِّدِ الَّلأْلاَءِ
مَا انْفَكَّ فِي أَقْسَامِهِ وفُصُولِهِ
شَرَعاً وَفي الأَوْضَاعِ وَالأسْمَاءِ
قَدْ أُحْكِمَتْ في كُلِّهِ أَجْزَاؤُهُ
فَبَدَا تَمَامُ الْكُلِّ بِالأَجْزَاءِ
عَجَبٌ لِقَوْمٍ لاَتَنِي آثَارُهُمْ
هِيَ أَعْظَمُ الآثَارِ في الْغَبْرَاءِ
قُصَّتْ حَوَاشِيهِمْ وَقُلِّصَ ظِلُّهُمْ
إِلاَّ كِفَاحَ بَقِيَّةٍ لِبَقَاءِ
وَعَفَتْ مَعَاهِدُ بَطشِهِمْ أَوْ أَوْشَكَتْ
وَهَوَتْ صُرُوحُ العِزَّةِ الْقَعْساءِ
إِلاَّ نِظَاماً فَصَّلُوهُ لِعَامِهِمْ
فَلَقَدْ أَقَامَ كَأَصْلِهِ المُتَنَائِي
كَمْ دَوْلَةٌ دَالَتْ بِمصْرَ وَحُكْمُهُ
مُتَوَارَثٌ عَنْ أَقْدَمِ الآباءِ
وَإذَا بَنَى الأَقْوَامَ فِكْراً صَالِحاً
فَالْفِكْرُ يَثْبُتُ بَعْدَ كُلِّ بِنَاءِ
أمهيئي هَذَا المقَامَ وَمُبْدِعِي
هَذَا النِّظَامَ لِحِكْمَةٍ غَرَّاءِ
إنْ أَرْجُ فَالإقْبَالُ مَا أَرْجُو لَكُمْ
وَإذَا دَعَوْتُ فَبِالرُّقِيِّ دُعَائِي






















تِلْكَ الدُّجُنَّةُ آذَنَتْ بِجَلاَءِ
وَبَدَا الصَّبَاحُ فَحَيِّ وَجْهَ ذُكَاءِ
أَلعَدْلُ يَجْلُوهَا مُقِلاًّ عَرشَهَا
وَالظُّلمُ يَعْثُرُ عَثْرَةَ الظَّلْمَاءِ
يَا أَيُّهَا اليَومُ العَظِيمُ تَحِيَّةً
فُكَّ الأَسَارَى بَعْدَ طُولِ عَناءِ
أَوْشَكْتُ فيكَ وَقَدْ نَسَيتُ شَكِيَّتِي
أَنْ أُوسِعَ الأَيَّامَ طِيبَ ثَنَاءِ
حَسْبَي اعتِذَارُكَ عَن مَسَاءَةِ مَا مَضَى
بِمَبَرَّةٍ مَوْفُورَةِ الآلاَءِ
أَلشَّمْسُ يَزدَادُ ائتِلاقاً نُورُهَا
بَعدَ اعْتَكارِ اللَّيْلَةِ اللَّيْلاَءِ
ويُضَاعِفُ السَّرَّاءَ فِي إِقْبَالِهَا
تَذْكَارُ مَا وَلَّى مِنَ الضَّرَّاءِ
لاَ كَانَتِ الحِجَجُ الَّتِي كَابَدْتُهَا
مِنْ بَدْءِ تِلكَ الغارةِ الشّعوَاءِ
ألحزنُ حيثُ أبيتُ ملءُ جوانحي
والنارُ مِلءُ جَوَانِبِ الغَبْرَاءِ
دَامِي الْحُشَاشَةِ لَمْ أَخَلْنِي صَابِراً
بَعْدَ الفِرَاقِ فَظَافِراً بِلِقَاءِ
مُنْهَدُّ أَرْكَانِ العَزِيمَةِ لَمْ أَكدْ
يَأْساً أُمَنِّي مُهْجَتِي بِشِفاءِ
حجَج بَلَوْتُ المَوْتَ حِينَ بَلَوْتُهَا
مُتَعَرِّضاً لِي فِي صُنُوفِ شَقَاءِ
لَكِنَّهَا وَالْحَمْدُ لِلهِ انقْضَتْ
وَتَكَشَّفَتْ كَتكشفِ الغَمَّاءِ
وَغَدَا الْخَلِيلُ مُهَنِّئاً وَمُهَنَّأً
بَعْدَ الأَسَى وتَعَذُّرِ التَّأْسَاءِ
جَذْلاَنَ كَالطِّفْلِ السَّعِيد بِعِيدِهِ
مُسْتَرْسِلاً فِي اللَّفْظِ وَالإِيمَاءِ
يَقْضِي وَذلِكَ نَذْرُهُ فِي يَوْمِهِ
حَاجَاتِ سَائِلِهِ بِلاَ إِبْطَاءِ
مَا كَانَ أَجْوَدَهُ عَلَى بُشَرَائِهِ
بِثَرَائِهِ لَوْ كَانَ رَبَّ ثَرَاءِ
عَادَ الْحَبِيبُ الْمُفْتَدَى مِنْ غُرْبَةٍ
أَعْلَتْ مَكَانَتَهُ عَنِ الْجَوْزَاءِ
إِنَّ الأَدِيبَ وَقَدْ سَمَا بِبَلاَئِهِ
غيْرُ الأَدِيبِ وَلَيْسَ رَبَّ بَلاَءِ
فِي بَرْشَلُونَةَ نَازِحٌ عَنْ قَوْمِهِ
وَدِيَارِهِ وَالأَهْلِ وَالقُرْبَاءِ
نَاءٍ وَلَوْ أَغْنَتْ مِنَ المُقَلِ النُّهى
مَا كَانَ عَنْهُمْ لَحْظَةً بِالنَّائِي
بالأَمْسِ فِيهِ العَينُ تَحسُدُ قَلْبَهَا
وَاليَومَ يَلتَقِيَانِ فِي نَعْمَاءِ
أَهلاً بِنَابِغَةِ البِلاَدِ وَمَرْحَباً
بِالعَبْقَرِيِّ الفَاقِدِ النُّظَرَاءِ
شَوقِي أَمِيرِ بِيانِهَا شَوقِي فَتَى
فِتيانِهَا فِي الوَقْفَةِ النَّكْرَاءِ
شَوقِي وَهَلْ بَعْدَ اسمِهِ شَرَفٌ إِذَا
شَرُفَتْ رِجَالُ النُّبْلِ بِالأَسْمَاءِ
وَافَى وَمَنْ لِلفَاتِحينَ بِمِثلِ مَا
لاَقَى مِنَ الإِعْظَام وَالإِعْلاَءِ
مِصْرٌ تُحَيِّيهِ بِدَمعٍ دَافِقٍ
فَرَحاً وَأَحْدَاقٍ إِلَيْهِ ظِمَاءِ
مِصْرٌ تُحَيِّيهِ بِقَلْبٍ وَاحِدٍ
مُوفٍ هَواهُ بِهِ عَلَى الأَهْوَاءِ
جَذْلَى بعَوْدِ ذَكِيِّهَا وَسَرِيِّهَا
جَذْلَى بِعَوْدِ كَمِيِّهَا الأَبَاءِ
حَامِي حَقِيقَتَهَا وَمُعْلِي صَوتَهَا
أَيَّامَ كَانَ الصَّوتُ لِلأَعْدَاءِ
أَلمُنْشِيءِ اللَّبِقِ الحَفِيلِ نَظيمُهُ
وَنَثِيرُهُ بِرَوَائِعِ الأَبْدَاءِ
أَلْبَالِغِ الخَطَرَ الَّذِي لَمْ يَعْلُهُ
خَطَرٌ بِلاَ زَهْوٍ وَلاَ خُيَلاَءِ
أَلصَّادِقِ السَّمْحِ السَّريرَةِ حَيْثُ لاَ
تَعْدُو الرِّيَاءَ مَظَاهِرُ السُّمَحَاءِ
أَلرَّاحِمِ المِسْكِينَ وَالْمَلْهُوفَ وَالْ
مَظْلُومَ حِينَ تَعَذُّرِ الرُّحَمَاءِ
عِلْماً بِأَنَّ الأَقْوِيَاءَ لِيَوْمِهِمْ
هُمْ فِي غَدَاةِ غَدٍ مِن الضُّعَفَاءِ
أَلطَّيِّبِ النَّفَّسِ الكَريمِ بِمَالِهِ
فِي ضِنَّةٍ مِنْ أَنْفُسِ الكُرَمَاءِ
أَلكَاظِمِ الغَيْظَ الْغَفُورَ تَفَضُّلاً
وَتَطَوُّلاً لِجِهَالَةِ الْجُهَلاَءِ
جِدِّ الْوَفِيِّ لِصَحْبِهِ وَلأَهْلِهِ
وَلِقَوْمِهِ إِنْ عَزَّ جِدُّ وَفَاءِ
أَلمفْتَدِي الْوَطَنَ الْعزِيزَ بِرُوحِهِ
هَلْ يَرْتَقِي وَطَنٌ بِغَيْرِ فِدَاءِ
مُتَصَدِّياً لِلْقُدْوَةِ المُثْلَىَ وَمَا
زَالَ السَّرَاةُ مَنَائِرَ الدَّهْنَاءِ
هَذِي ضُرُوبٌ مِنْ فَضَائِلِهِ الَّتِي
رَفَعَتْهُ فَوْقَ مَنَازِلِ الأُمَرَاءِ
جَمَعَتْ حَوَالَيْهِ القُلُوبَ وَأَطْلَقَتْ
بَعْدَ اعْتِقَالٍ أَلْسُنَ الْفُصَحَاءِ
مَا كَانَ لِلإِطْراءِ ذِكْرَى بَعْضَهَا
وَهْيَ الَّتِي تَسْمُو عَنِ الإِطْرَاءِ
قُلتُ اليَسِيرَ مِنَ الكَثِيرِ وَلَمْ أَزِدْ
شَيْئاً وَكَمْ فِي النَّفْسِ مِنْ أَشْيَاءِ
أَرْعَى اتِّضَاعَ أَخِي فَأُوجِزُ وَالَّذِي
يُرْضِي تَوَاضُعَهُ يَسُوءُ إِخائِي
إِنَّ البِلاَدَ أَبا عَلِيٍّ كَابَدَتْ
وَجْداً عَلَيْكَ حَرَارَةَ البُرَحَاءِ
وَزَكَا إِلَى مَحبُوبِهَا تَحْنَانُهَا
بِتَبَغُّضِ الأَحْدَاثِ وَالأَرْزَاءِ
لاَ بِدْعَ فِي إِبْدَائِهَا لَكَ حُبَّهَا
بِنِهَايَةِ الإِبَدَاعِ فِي الإِبْدَاءِ
فَالْمُنْجِبَاتُ مِنَ الدِّيَارِ بِطَبْعِهَا
أحَنَى عَلَى أَبْنَائِهَا العُظَمَاءِ
أَلقُطْرُ مُهْتَزُّ الجَوانِبِ غِبْطَةً
فِيمَا دَنَا وَنَأَى مِنَ الأَرْجَاءِ
رَوِيَ العِطَاشُ إِلى اللِّقَاءِ وَأَصبَحُوا
بَعْدَ الجَوَى فِي بَهْجَةٍ وَصَفَاءِ
وَبِجَانِبِ الفُسْطَاطِ حَيٌّ مُوْحِشٌ
هُوَ مَوْطِنُ المَوْتَى مِنَ الأَحْيَاءِ
فِيهِ فُؤادٌ لَم يَقَرَّ عَلَى الرَّدَى
لأَبَرِّ أُمٍّ عُوجِلَتْ بِقَضَاءِ
لاَحَ الرَّجَاءُ لَهَا بِأَنْ تَلْقَى ابنَهَا
وَقَضَتْ فَجَاءَ اليَأْسُ حِينَ رَجَاءِ
أَوْدَى بِهَا فَرْطُ السَّعَادَةِ عِنْدَمَا
شَامَتْ لِطَلْعَتِهِ بَشِيرَ ضِيَاءِ
لَكِنَّمَا عَوْدُ الْحَبِيبِ وَعِيدُهُ
رَدَّا إِلَيهَا الْحسَّ مِنْ إِغْفَاءِ
فَفُؤادُهُا يَقِظٌ لَهُ فَرَحٌ بِهِ
وَبِفَرْقَدَيْهِ مِنْ أَبَرِّ سَمَاءِ
يَرْعَى خُطَى حُفَدَائِهَا وَيُعِيذُهُمْ
فِي كُلِّ نُقْلَةِ خُطْوَةٍ بِدُعَاءِ
فِي رَحْمَةِ الرِّحْمَنِ قَرِّي وَاشْهَدِي
تَمْجِيدَ أَحْمَدَ فَهْوَ خَيْرُ عَزَاءِ
وَلأُمِّهِ الكُبْرَى وَأُمِّكَ قَبْلَهُ
خَلِّي وَلِيدَكِ وَارْقدِي بِهَنَاءِ
مصْرُ بشَوْقِي قَدْ أُقِرَّ مَكَانُهَا
فِي الذُّرْوَةِ الأَدَبِيَّةِ الْعَصْمَاءِ
هُوَ أَوْحَدُ الشَّرقَيْنِ مِنْ مُتَقَارِبٍ
مُتَكَلِّمٍ بِالضَّادِ أَوْ مُتَنَائِي
مَا زَالَ خَلاَّقاً لِكُلِّ خَرِيدَة
تُصْبِي الْحَلِيمَ بِرَوْعَةٍ وَبَهَاءِ
كَالبَحْرِ يُهْدِي كُلَّ يَوْمٍ دُرَّةَ
أَزْهَى سَنىً مِنْ أُخْتِهَا الْحَسْنَاءِ
قُلْ لِلْمُشَبِّهِ إِنْ يُشَبِّهْ أَحْمَداً
يَوْماً بَمَعْدُودٍ مِنَ الأُدَبَاءِ
مَنْ جَال مِن أَهلِ اليَرَاعِ مَجالَهُ
فِي كُلِّ مِضْمارٍ مِنَ الإِنْشَاءِ
مَنْ صَالَ فِي فَلَكِ الخَيَالِ مَصَالَهُ
فَأَتَي بِكُلِّ سَبِيَّةٍ عَذْرَاءِ
أَصَحِبْتَهُ وَالنجْمُ نُصْبَ عُيُونِهِ
وَالشَّأْوُ أَوْجَ القُبَّةِ الزَّرْقَاءِ
إِذا بَاتَ يَسْتَوحِي فَأَوْغَلَ صَاعِداً
حَتَّى أَلمَّ بِمَصْدَرِ الإِيحَاءِ
أَقَرَأْتَ فِي الطَّيَرَانِ آيَاتٍ لَهُ
يَجْدُرْنَ بِالتَّرتِيلِ وَالإِقْرَاءِ
فَرَأَيتَ أَبدَعَ مَا يُرَى مِنْ مَنْظَرٍ
عَالٍ وَلَمْ تَرْكَبْ مَطِيَّ هَوَاءِ
وَشَهِدتَ إِفشاءَ الطَّبيعَةِ سِرَّهَا
لِلعَقلِ بَعدَ الضَّنِّ بِالإِفْشَاءِ
أَشَفَيْتَ قَلْبَكَ مِن مَحَاسِنِ فَنِّهِ
فِي شُكْرِ مَا لِلنِّيلِ مِنْ آلاَءِ
يَا حُسْنَهُ شَكراً مِنِ ابنٍ مُخِلصٍ
لأَبٍ هُوَ المَفْدِيُّ بِالآبَاءِ
أَغْلَى عَلَى مَاءِ الَّلآلِيءِ صَافياً
مَا فَاضَ ثَمَّةَ مِنْ مَشُوبِ المَاءِ
أَتَهَادَتِ الأَهْرَامُ وَهْيَ طَرُوبَةٌ
لِمَديحِهِ تَهْتَزُّ كَالأَفْيَاءِ
فَعَذَرْتُ خَفَّتَهَا لِشِعْرٍ زَادَهَا
بِجَمَالِهِ البَاقِي جَمالَ بَقَاءِ
أَنَظَرْتَ كَيْفَ حَبَا الْهَيَاكِلَ وَالدُّمَى
بِحُلىً تُقَلِّدُهَا لِغَيْرِ فَنَاءِ
فكَأَنَّها بُعِثَتْ بِهِ أَرْوَاحُهَا
وَنَجَتْ بِقُوَّتِه مِنَ الإِقْوَاءِ
أَتَمَثَّلَتْ لَكَ مِصْرُ فِي تَصْوِيرهِ
بِضَفَافِهَا وَجِنَانِهَا الْفيْحَاءِ
وَبَدَا لِوَهْمِكَ مِنْ حُلِيِّ نَبَاتِهَا
أَثَرٌ بِوَشْيِ بَيَانِهِ مُتَرَائِي
أَسَمِعْتَ شَدْوَ الْبُلْبُلِ الصَّدَّاحِ فِي
أَيْكَاتِهَا وَمَنَاحَةَ الَوَرْقَاءِ
فَعَجِبْتَ أَنَّي صَاغَ مِنْ تِلْكَ اللُّغَى
كَلِمَاتِ إِنْشَادٍ وَلَفْظَ غِنَاءِ
للهِ يَا شَوْقِي بَدَائِعُكَ الَّتِي
لَوْ عُدِّدَتْ أَرْبَتْ عَلَى الإِحْصَاءِ
مَنْ قَالَ قَبْلَكَ فِي رِثَاءٍ نِقْسُهُ
يَجْرِي دَماً مَا قُلْتَ فِي الْحَمْرَاءِ
فِي أَرضِ أَنْدُلُسٍ وَفِي تَارِيخِهَا
وَغَرِيبِ مَا تُوحِي إِلى الغُرَبَاءِ
جَارَيْتَ نَفْسَكَ مُبْدِعاً فِيهَا وَفِي
آثَارِ مِصْرَ فَظَلْتَ أَوْصَفَ رَائِي
وَبَلَغْتَ شَأْوَ الْبُحْتُرِيِّ فَصَاحَةً
وَشَأَوْتَهُ مَعْنىً وَجَزْلَ أَدَاءِ
بَلْ كُنْتَ أَبْلَغَ إِذْ تَعَارِضُ وَصْفَهُ
وَتَفُوقُ بِالتَّمْثِيلِ وَالإِحْيَاءِ
يَا عِبْرَةَ الدُّنْيَا كَفَانا مَا مَضَى
مِنْ شأْنِ أَنْدُلُسٍ مَدىً لِبُكَاءِ
مَا كَان ذَنْبُ الْعُربِ مَا فَعَلُوا بِهَا
حَتَّى جَلَوْا عَنْهَا أَمَرَّ جَلاَءِ
خَرَجُوا وَهُمْ خُرْسُ الْخُطَى أَكْبَادُهُمْ
حَرَّى عَلَى غَرْنَاطَةَ الْغَنَّاءِ
أَلْفُلْكُ وَهْيَ الْعَرْشُ أَمْسِ لِمَجْدِهِمْ
حَمَلَتْ جَنَازَتَهُ عَلَى الدَّأْمَاءِ
أَوْجَزْتَ حِينَ بَلَغْتَ ذِكْرَى غِبِّهِمْ
إِيجَازَ لاَ عِيٍّ وَلاَ إِعْيَاءِ
بَعْضُ السُّكُوتِ يَفُوقُ كُلَّ بَلاَغةٍ
فِي أَنْفُسِ الفَهِمِينَ وَالأُرَبَاءِ
وَمِنَ التَّنَاهِي فِي الْفَصَاحَةِ تَرْكُهَا
وَالْوَقْتُ وَقْتُ الخُطْبَةِ الْخَرْسَاءِ
قَدْ سُقْتَهَا لِلشَّرْقِ دَرْساً حَافِلاً
بِمَوَاعِظِ الأَمْوَاتِ لِلأحْيَاءِ
هَلْ تُصْلِحُ الأَقْوَامَ إِلاَّ مُثْلَةٌ
فَدَحَتْ كَتِلْكَ المُثْلَةِ الشَّنْعَاءِ
يَا بُلْبُلَ الْبَلَدِ الأَمِينِ وَمُؤنِسَ الْ
لَيْلِ الْحَزِينِ بِمُطْرِبِ الأَصْدَاءِ
غَبرَتْ وَقَائِعُ لَمْ تَكُنْ مُسْتَنْشَداً
فِيهَا وَلاَ اسْمُكَ مَالِيءَ الأَنْبَاءِ
لَكِنْ بِوَحْيِكَ فَاهَ كُلُّ مُفَوَّهٍ
وَبِرَأْيِكَ اسْتَهْدَى أُولُو الآرَاءِ
هِيَ أُمَّةٌ أَلْقَيْتَ فِي تَوحِيدَهَا
أُسًّا فَقَامَ عَلْيِه خَيْرُ بِنَاءِ
وَبَذَرْتَ فِي أَخلاَقِهَا وَخِلاَلِهَا
أَزْكَى البُذُورِ فَآذَنَتْ بِنَمَاءِ
أَمَّا الرِّفَاقُ فَمَا عَهِدْتِ وَلاَؤُهُمْ
بَلْ زَادَهُمْ مَا سَاءَ حُسنَ وَلاَءِ
وشَبَابُ مِصْرَ يَروَنَ مِنْكَ لَهُمْ أَباً
ويَرَوْنَ مِنْكَ بِمَنزِلِ الأَبنَاءِ
مِنْ قَوْلِكَ الحُرِّ الجَرِيءِ تَعَلَّمُوا
نَبَرَاتِ تِلْكَ العِزَّةِ القَعْسَاءِ
لا فَضلَ إِلاَّ فَضلُهُم فِيمَا انْتَهَي
أَمُر البِلاَدِ بَعْدَ عَنَاءِ
كانوا هُمُو الأشْيَاخَ وَالفِتْيَانَ وَال
قُوَّادَ وَالأَجْنَادَ فِي البَأْساءِ
لَمْ يَثْنِهِم يَومَ الذِّيَادِ عَنِ الحِمَى
ضَنٌّ بِأَموَالٍ وَلاَ بِدِمَاءِ
أَبطَالُ تَفْدِيَةٍ لَقُوا جُهْدَ الأَذَى
فِي الحَقِّ وَامْتَنَعُوا مِنَ الإِيذَاءِ
سَلِمَتْ مَشيِئَتُهُم وَمَا فِيهمْ سِوَى
مُتَقَطِّعِي الأَوصَالِ وَالأَعضَاءِ
إِنَّ العَقِيدَةَ شِيمَةٌ عُلْوِيَّةٌ
تَصفُو عَلَى الأَكْدَارِ وَالأَقْذَاءِ
تَجْنِي مَفَاخِرَ مِن إِهَانَاتِ العِدَى
وَتُصِيبُ إِعزازاً مِنَ الإِزرَاءِ
بكْرٌ بِأَوجِ الحُسْنِ أَغَلى مَهْرَهَا
شَرَفٌ فَلَيْس غَلاَؤُهُ بِغَلاَءِ
أَيُضَنُّ عَنْهَا بِالنَّفِيسِ وَدُونَها
يَهَبُ الحُمَاةُ نُفُوسَهُمْ بِسَخاءِ
تِلْكَ القَوَافِي الشَّارِدَاتُ وَهذِهِ
آثَارُهَا فِي أَنفُسِ القُرَّاءِ
شَوْقِي إِخَالُكَ لَمْ تَقُلْهَا لاَهِياً
بِالنَّظمِ أَوْ مُتَبَاهِياً بِذَكَاءِ
حُبُّ الحِمَى أَمْلَى عَلَيْكَ ضُرُوبَهَا
متَأَنِّقاً مَا شَاءَ فِي الإِملاَءِ
أَعْظِمْ بِآياتِ الهَوَى إِذْ يَرْتَقِي
مُتجَرِّداً كَالجَوهَرِ الوضَّاءِ
فَيُطَهِّرُ الوِجْدَانَ مِنْ أَدْرَانِهِ
وَيَزِينُهُ بِسَواطِعِ الأًضوَاءِ
وَيُعِيدُ وَجْهَ الغَيْبِ غَيْرَ مُحَجَّبٍ
وَيَرَدُّ خَافِيةً بِغَيرِ خَفَاءِ
أَرْسَلْتَها كَلِماً بَعِيدَاتِ المَدَى
تَرْمِي مَرَامِيَهَا بِلاَ إِخْطَاءِ
بيْنَا بَدَتْ وَهْيَ الرُّجُومُ إِذ اغْتَدَتْ
وَهْيَ النُّجُومُ خَوَالِدَ اللَّأْلاَءِ
مَلأَتْ قُلُوبَ الْهائِبِينَ شَجَاعَةً
وَهَدَتْ بَصائِرَ خَابِطِي العَشْوَاءِ
مِنْ ذلِكَ الرُّوحِ الكَبِيرِ وَمَا بِهِ
يَزدَانُ نَظْمُكَ مِن سَنىً وَسَنَاءِ
أَعْدِدْ لِقَوْمِكَ وَالزَّمَانُ مُهَادِنٌ
مَا يَرتَقُونَ بِهِ ذُرَى العَليَاءِ
أَلْيَوْمَ يَوْمُكَ إِنَّ مِصرَ تَقَدَّمَتْ
لِمَآلِهَا بِكَرَامَةٍ وَإبَاءِ
فَصغِ الحُليَّ لَهَا وَتَوِّجْ رَأْسَهَا
إِذْ تَسْتَقِلُّ بِأَنْجُمٍ زَهْرَاءِ






















لِعَلِيٍّ قَرَارَةٌ بِالعَرَاءِ
هِيَ فِي الأَرْضِ قَطُعَةٌ مِنْ سَمَاءِ
بَاتَ فِيها وَقَدْ تَوَجَّهَ للهِ
حَنِيفاً بِوَجْهِهِ الوَضَّاءِ
وَافِرَ الأُنْسِ حَيْثُ قَرَّ وَحِيداً
بِاخْتِلاَفِ الملائِكِ الأُمَنَاءِ
جَسَدٌ عِنْدَ مُنْتَهَى ظُلَمِ الدّهْرِ
وَرُوحٌ في مُزْدَهَي الأَضْوَاءِ
يَا أبَا صِيرَ مِنْ قُرَى غَرْبِ مِصْرٍ
بِتِّ سِرّاً للهِ في الوُدَعَاءِ
بَيْنَ مَا فِيكِ مِنْ زَرِيِّ المَغَانِي
شِيدَ بَيْتٌ سَمَا إلى الُجَوْزاءِ
بِعَليٍّ غَدَوْتِ دارَ المَعَالي
وَمَزَارَ العُفَاةِ والأُمَرَاءِ
بِالنَّبِيهِ النَّزِيهِ عَنْ كلِّ كِبْرٍ
بِتِّ أَحْرَى البِلاَدِ بِالكِبْرِيَاءِ
كَرَّمَ اللهُ في الحَيَاةِ عَلِيّاً
وَبِهِ قدْ كَرُمْتِ في الأَرْجَاءِ
بِالسَّرِيِّ المُبَجَّلِ المنزلاوِ
يِّ سَرِيِّ الأَجْدَادِ وَالآباءِ
بِالتَّقِيِّ النَّقِيِّ مِنْ كُلِّ عَيْبٍ
كعْبَةِ الفَضْلِ قُدْوِةِ الأَتقياءِ
بِالَّذِي لَمْ يَجِئْهُ وَحْيٌ وَلَكِنْ
لَمْ تَفُتْهُ خَلائقُ الأَنبياءِ
كَرَمٌ جَاوزَ الأَمَانيَّ حَتَّى
قَصُرَتْ عَنْهُ سَابِقَاتُ الرَّجَاءِ
وَحَيَاءٌ عَلى الشَّجَاعَةِ نَاهِيكَ
بِخُلْقَيْ شَجَاعَةٍ وَحَياءِ
كَانَ فِي قَوْمِهِ صَلاَحاً وَإِصْلاَحاً
فَعَاشُوا في عِفَّةٍ وَرَخَاءِ
صَانَ أَعَرَاضَهُمْ وَصَانَ حِمَاهُمْ
مِنَ فَسَادٍ وَضَلَّةٍ وَشَقَاءِ
عَاشَ فِيهم كَأَنَّما هُو مِنْهُمْ
وَهْوَ لُوْ شَاءَ عُدَّ فِي الأُوْلِيَاءِ
أرَصَدَ العُمْرَ لِلْهُدَى وَتَوَلَّى
كَاغْتِمَادِ الشِّهَابِ فِي الظَّلْماءِ
مُخْلِفاً نَجْلَهُ الكَرِيمَ عَلِيّاً
لِلْمُرُوءَاتِ والنَّدَى وَالوَفَاءِ
يَا أَبَا المَجْدِ لَيْسَ مِثْلُكَ مَيْتاً
وَعَليٌّ فَتَاهُ فِي الأَحْيَاءِ
فَتَمَلَّ النِعُمَاءَ خَالِدَةً فِي
جَنَّةٍ صُبْحُهَا بِغَيْرِ مَسَاءِ






















قَبَسٌ بَدَا مِنْ جَانِبِ الصَّحْرَاءِ
هَلْ عَادَ عَهْدُ الْوَحْيِ فِي سِيناءِ
أَرْنُو إِلى الطُّورِ الأَشَمِّ فَأَجْتَلِي
إيماضَ بَرْقٍ وَاضِحَ الإِيمَاءِ
حَيْثُ الْغَمَامَةُ وَالْكَلِيمُ مَرَوَّعٌ
أَرْسَتْ وَقُوراً أَيَّمَا إِرْسَاءِ
دَكْنَاءُ مُثْقَلَةُ الْجَوَانِبِ رَهْبَةً
مَكْظُومَةُ النِّيرَانِ فِي الأَحْشَاءِ
حَتَّى تَكَلَّمَ رَبُّهَا فَتَمَزَّقَتْ
بَيْنَ الصَّوَاعِبِ فِي سَنىً وَسَنَاءِ
وَتَنَزَّلَتْ أَحْكَامُهُ فِي لَوْحِهَا
مَكْتُوبَةً آيَاتُهَا بِضِيَاءِ
أَتْرَى الْعِنَايَةَ بَعْدَ لأْيٍ هَيَّأَتْ
للشَّرْقِ مَنْجَاةً مِنَ الْغَمَّاءِ
فَأُتِيحَ فِي لَوْحِ الْوَصَايَا جَانِبٌ
خَالٍ لَمُؤْتَنَفِ مِنَ الإِيصَاءِ
وَتَخَلَّفَتْ بَيْنَ الرِّمَالِ مَظِنَّةٌ
لِتَفَجُّرٍ فِي الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ
قَدْ آنَ لِلْعَاشِينَ فِي ظَلْمَائِهِمْ
حِقْباً خُرُوجُهُمُ مِنَ الظَّلْمَاءِ
إِنَّي لِمَيْمُونُ النَّقِيبَةِ مُلْهَمٌ
إِبْرَاءُ زَمْنَاهُمْ وَرِيُّ ظِمَاءِ
إِنْ لَمْ يَقُدْهُمْ قَائِدٌ ذُو مِرَّةٍ
وَالبَأْسُ قَدْ يُنْجِي مِنَ البْأْسَاءِ
هَلْ مِنْ بَشِيرٍ أَوْ نَذِيرٍ قادِرٍ
مُتَبَيِّنٍ مِنْهُمْ مَكَانَ الدَّاءِ
يَهْدِيهُمُ سُبُلَ الرُّقِيِّ مُلاَئِماً
لِزَمانِهِمْ وَطَرائِقَ الْعَلْيَاء
أَلشَّاعِرِيَّةُ لاَ تَزَالُ كَعَهْدِها
بَعْدَ النُّبُوَّةِ مَهْبِطَ الإِيحَاءِ
وَالصَّوْتُ إِنْ تَدْعُ الْحَقِيقَةُ صَوْتُهَا
وَالنُّورُ نُورُ خَيَالِهَا الْوَضَّاء
يَا شَيْخَ سِينَاءَ الَّتي بُعِثَ الْهُدَى
مِنْ تِيهِهَا فِي آيَةٍ غَرَّاءِ
سَنَرَى وَأَنْتَ مُعَرِّبٌ عَنْ حَقِّهَا
كَيْفَ الموَاتُ يَفُوزُ بِالأَحْيَاءِ
هَذِي النِّيَابَةُ شَرَّفَتْكَ وَشَرَّفَتْ
بِكَ فِي الْبِلاَدِ مكَانَةَ الأُدَبَاءِ
قَأَهْنَأْ بِمَنْصِبِهَا الرَّفِيعِ وَإِنْ تَكُنْ
أَعْبَاؤُهَا مِنْ أَفْدَحِ الأَعْبَاءِ
حَسْبُ القَرِيضِ زِرَايَةً فَاثْأَرْ لَهُ
وَارْفَعْ بِنَاءَكَ فَوْقَ كُلِّ بِنَاءِ
وَأَرِ الأُلى جَارُوا عَلَى أَرْبَابِهِ
آفَاتِ تِلْكَ الخُطَّةِ العَوْجَاءِ
إِنَّ التَّوَاكُلَ وَالتَّخَاذُلَ وَالقِلَى
لأَقَلُّ مَا جَلَبَتْ مِنَ الأَرْزَاءِ
وَتَنَزُّلِ الأَقْوَامِ عَنْ أَخْطَارِهَا
وَتَعَسُّفِ الحُكِّامِ وَالكُبَرَاءِ
أَبْنَاءُ يَعْرُبَ فِي أَسىً مِنْ حِقْبَةٍ
شَقِيتَ بِهَا الآدابُ جِدَّ شَقَاءِ
جَنَفَ البُغَاةُ بِهَا عَلَى أَهْلِ النُّهَى
وَاسْتُعْبِدَ العُلَمَاءُ لِلْجُهَلاَءِ
وَتَخَيَّلَ السَّادَاتُ فِي أَقْوَامِهِمْ
شُعَرَاءَهَا ضَرْباً مِنَ الأُجرَاءِ
وَهُمُ الَّذِينَ تَنَاشَدُوا أَقْوَالَهُمْ
لِلْفَخْرِ آوِنَةً وَلِلتَّأْسَاءِ
وَبِفَضْلِهِمْ غُذِيَتْ غِرَاثُ عُقُولِهِمْ
مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ أَلَذَّ غِذَاءِ
وَبِنفحَةٍ مِنْهُمْ غَدَتْ أَسْمَاؤُهُمْ
مِنْ خَالِدَاتِ الذِّكْرِ فِي الأَسْمَاءِ
أصْلِحْ بِهِمْ رَأْيَ الأُولَى خَالُوهُمُ
آلاتِ تَهْنِئَةٍ لَهُمْ وَعَزَاءِ
وَلْتَشْهَدِ الأَوْطَانُ مَا حَسَنَاتُهُمْ
فِي المَنَصِبِ الْعَالِي وَفِي الإِثْرَاءِ
وَلْتَعْلَمِ الأَيَّامُ مَا هُوَ شأْنُهُمْ
فِي كُلِّ مَوْقِفِ عِزَّةٍ وَإِبَاءِ
يَا بَاعِثَ المَجْدِ الْقَدِيمِ بِشِعْرِه
وَمُجَدِّدَ الْعَرَبِيَّةِ الْعَربَاء
أَنْتَ الأَمِيرُ وَمَنْ يَكُنْهُ بِالْحِجَى
فَلَهُ بِهِ تِيهٌ عَلَى الأُمَرَاءِ
أَلْيَوْمَ عِيدُكَ وَهْوَ عِيدٌ شَامِلٌ
لِلضَّادِ فِي مُتَبَايَنِ الأَرْجَاءِ
فِي مِصْرَ يُنْشِدُ مِنْ بَنِيها مُنْشِدٌ
وَصَدَاهُ فِي الْبَحْرَيْنِ وَالزَّوْرَاءِ
عِيدٌ بِهِ اتَّحَدَتْ قُلُوبُ شُعُوبِهَا
وَلَقَدْ تَكُونُ كَثِيرَةُ الأَهْواءِ
كَمْ رِيمَ تَجْدِيدٌ لِغَابِرِ مَجْدِهَا
فَجَنَى عَلَيْهَ تَشَعُّبُ الآرَاءِ
مَا أَبْهَجَ الشَّمْسَ الَّتِي لاَحَتْ لَهَا
بَعْدَ الْقُنُوطِ وَطَالَعَتْ بِرجَاءِ
أَلشِّعْرُ أَدْنَى غَايَةً لَمْ يَسْتَطِعْ
إِدْنَاءَهَا عَزْمٌ وَحُسْنُ بَلاَءِ
مَا السِّحْرُ إِلاَّ شِعْرُ أَحْمَدَ مَالِكاً
مِنْهَا الْقِيَادَ بِلُطْفِ الاسْتِهْوَاءِ
قَدْ هَيَّأَتْ آيَاتُهُ لِوُفُودِهَا
فِي مِصْرَ عَنْ أُمَمٍ أَحَبَّ لِقَاءِ
لاَ يُوقِظَ الأَقْوَامَ إِلاَّ مُنْشِدٌ
غَردٌ يُنَبِّهُ نَائِمَ الأَصْدَاءِ
كَلاًّ وَلَيْسَ لَهَا فَخَارٌ خَالِصٌ
كَفَخَارِهَا بِنَوَابِغِ الشُّعَرَاءِ
يا مِصْرُ بَاهِي كُلَّ مِصْرٍ بِالأولَى
أَنْجَبْتِ مِنْ أَبْنَائِكِ الْعُظَمَاءِ
حَفَلُوا لأَحْمَدَ حَفْلَةً مَيْمُونَةً
لَمْ تَأْتِ في نَبَإٍ مِنَ الأَنْبَاءِ
مَا أَحْمَدٌ إلاَّ لِوَاءُ بِلاَدِهِ
فِي الشَّرْقِ يَخْفُقُ فَوْقَ كُلِّ لِوَاءِ
عَلَمٌ بِهِ الوَادِي أَنَافَ عَلَى ذُرىً
شُمِّ الْجِبَالِ بِذُرْوَةٍ شَمَّاءِ
بَسَمَتْ ذُؤَابَتُهُ وَمَا زَانَ الرُّبَى
فِي هَامَهَا كَالحِلْيَةِ الْبَيْضَاءِ
هَلْ فِي لِدَاتٍ أَبِي عَلِيٍّ نِدُّهُ
إِنْ يَصْدُرَا عَنْ هِمَّةٍ وَمَضَاءِ
أَوْ شَاعِرٍ كَأَبِي حُسَيْنٍ آخِذٍ
مِنْ كُلِّ حَالٍ مَأْخَذَ الْحُكَمَاءِ
فَهِمَ الحَيَاةَ عَلَى حَقِيقَةِ أَمْرِهَا
فأَحَبَّهَا مَوْفُورَةَ النَّعْمَاءِ
يَجْنِي دَوَانِيهَا وَلاَ يَثْنِيهِ مَا
دُونَ القَواصِي مِنْ شَدِيدِ عَنَاءِ
يقْضِي مُنَاهُ أَنَاقَةً فِي عيْشِهِ
وَيَفِيَ بِحَقِّ المَجْدِ أَيَّ وَفَاءِ
عَظُمَتْ مَوَاهِبُهُ وَأَحْرَزَ مَا اشْتَهَى
مِنْ فِطْنَةٍ خَلاَّبَةٍ وَذَكَاءِ
إِنْ تَلْقَهُ تَلْقَ النُّبُوغَ مُمَثَّلاً
فِي صُورَةِ لَمَّاحَةِ اللَّأْلاَءِ
طُبِعَتْ مِنَ الحُسْنِ العَتِيقِ بِطَابَعٍ
وَضَّاحِ آيَاتٍ بَدِيعِ رُوَاءِ
زَانَ الخَيَالُ جَمَالَهَا بِسِمَاتِهِ
وَأَعَارَهَا قَسَمَاتِهِ لِبَقَاءِ
واليَوْمَ إِذْ وَلَّى الصَّبَا لَمْ يَبْقَ مِنْ
أَثَرٍ عَلَيْهَا عَالِقٍ بَفَنَاءِ
لاَ شَيءَ أَرْوَعُ إِذْ تَكُونُ جَلِيسَهُ
مِنْ ذلِكَ الرَّجُلِ القَرِيبِ النَّائِي
أَبَداً يُقَلَّبُ نَاظِرَيْهِ وَفِيهِمَا
تَقْلِيبُ أَمْوَاجٍ مِنَ الأَضْوَاءِ
يرَنْو إِلى العَلْيا بِسَامي طَرْفِهِ
وَيُلاَحِظُ الدُّنْيَا بِلاَ إِزْرَاءِ
يُغْضِي سَمَاحاً عنْ كَثِيرٍ جَفْنُهُ
وَضَمِيرُهُ أَدْنَى إِلى الإِغْضَاءِ
فَإِذَا تُحَدِّثُهُ فَإِنَّ لَصَوْتَهَ
لَحْناً رَخِيمَ الْوَقْعِ في الْحَوْبَاءِ
فِي نُطْقِهِ الدُّرُّ النَفِيسُ وَإِنَّمَا
تَصْطَادُهُ الأَسْمَاعُ بِالإِصْغَاءِ
لَكِنَّ ذَاكَ الصَّوْتَ مِنْ خَفْضٍ بِهِ
يَسْمُو الْحِفَاظُ بِهِ إِلى الْجَوْزَاءِ
أَعْظِمْ بِشَوْقِي ذَائِداً عَنْ قَوْمِهِ
وَبِلاَدِهِ فِي الأَزْمَةِ النَّكْرَاءِ
لَتَكَادُ تَسْمَعُ مِنْ صَريرِ يَرَاعِهِ
زأْراً كَزَأْرِ الأُسْدِ فِي الْهَيْجَاءِ
وَتَرَى كَأّزْنِدَةٍ يَطِيرُ شَرَارُهَا
مُتَدَارِكاً فِي الأَحْرُفِ السَّوْدَاءِ
وَتُحِسُّ نَزْفَ حُشَاشَةٍ مَكْلُومَةٍ
بِمَقَاطِرِ الْياقُوتَةِ الحُمْرَاءِ
فِي كُلِّ فَنٍ مِنْ فُنُونِ قَرِيضِهِ
مَا زَالَ فَوْقَ مَطَامِعِ النُّظَرَاءِ
أَمَّا جَزَالَتُهُ فَغَايَةُ مَا انْتَهَتْ
شَرَفاً إِليْهِ جَزَالَةُ الفُصَحَاءِ
وَتَكَادُ رِقَّتُهُ تَسِيلُ بِلَفْظِهِ
فِي المُهْجَةِ الظَّمْأَى مَسِيلَ المَاءِ
لَوْلاَ الْجَديدُ مِنَ الْحَلَى فِي نَظْمِهِ
لَمْ تَعْزُهُ إِلاَّ إِلى الْقُدَمَاءِ
نَاهِيكَ بِالْوَشْيِ الأَنِيقِ وَقَدْ زَهَا
مَا شَاءَ فِي الدِّيبَاجَةِ الْحَسْنَاءِ
يَسْرِي نَسِمُ اللُّطْفِ فِي زِينَاتِهَا
مَسْرَى الصِّبَا فِي الرَّوْضَةِ الْغَنَّاءِ
هَتَكَتْ قَريحَتُهُ السُّجُوفَ وَأَقْبَلَتْ
تَسْبِي خَبَايَا النَّفْسِ كلَّ سِبَاءِ
فَإِذَا النَّوَاظِرُ بَيْنَ مُبْتَكرَاتِهِ
تُغْزَى بِكُلِّ حَيِية عَذْرَاءِ
فِي شدْوِهِ وَنُوَاحِهِ رَجْعٌ لِمَا
طَوِيَتْ عَلَيْهِ سَرَائِرُ الأَحْيَاءِ
هَلْ فِي السَّمَاعِ لِبَث آلامِ الْجَوَى
كَنُوَاحِهِ وَكَشَدْوِهِ بِغِنَاءِ
يشْجِي قَدِيمُ كَلاَمِهِ كَجَدِيدهِ
وَأَرَى الْقَدِيمَ يَزِيدُ فِي الإِشْجَاءِ
فَمِنَ الْكَلاَمِ مُعَتَّقٌ إِنْ ذُقْتَهُ
ألْفَيْتَهُ كَمُعَتَّقِ الصَّهْبَاءِ
مَلأَتْ شَوَارِدُهُ الْحَوَاضِرَ حِكْمَةً
وَغَزَتْ نُجُوعَ الْجَهْلِ فِي البَيْدَاءِ
وَتُرَى الدَّرَارِي فِي بُحُورِ عَرُوضَهِ
وَكَأّنَّهُنَّ دَنَتْ بِهِنَّ مَرَائِي
كَمْ فِي مَوَاقِفِهِ وَفِي نَزَعَاتِهِ
مِنْ مُرْقِصَاتِ الْفَنِّ وَالإِنْشَاءِ
كَمْ فِي سَوَانِحِهِ وَفِي خَطَرَاتِهِ
مِنْ مُعْجِزَاتِ الْخَلْقِ وَالإِبْدَاءِ
رَسَمَ النُّبُوغُ لَهُ بِمُخْتَلِفَاتِهَا
صُوَراً جَلاَئِلَ فِي عُيُون الرَّائِي
أَلمَمْتُ مِنْ شَوْقِي بِنَحُوٍ وَاحِدٍ
وَجَلاَلُهُ مُتَعَدِّدُ الأَنْحَاءِ
مَلأَتْ مَحَاسِنُهَا قُلُوبَ وَلاَتِهِ
وَتَثَبَّتَتْ فِي أَنْفْسِ الأَعْدَاءِ
لِلهِ شَوْقِي سَاجِياً أَوْ ثَائِراً
كَاللَّيْثِ وَالْبُرْكَانِ وَالدَّأْمَاءِ
لِلهِ شَوْقِي فِي طَرَائِقِ أَخْذِهِ
بِطَرَائِفِ الأَحْوَالِ وَالأَشْيَاءِ
فِي لَهْوِهِ وَسُرُورِهِ فِي زُهْوِهِ
وَغُرُورِهِ فِي الْبَثِّ وَالإِشْكَاءِ
فِي حُبِّهِ للِنِّيلِ وَهْوَ عِبَادَةٌ
للِرَازِقِ الْعُوَّادِ بِالآلاَءِ
فِي بِرِّهِ بِبِلاَدِهِ وَهِيَامِهِ
بِجَمَالِ تَلْكَ الْجَنَّةِ الْفَيْحَاءِ
فِي وَصْفَهِ النْعَمَ التِي خصت بِهَا
مِن حُسْنِ مُرْتَبُعٍ وَطِيبِ هَوَاءِ
فِي ذِكْرِهِ مُتَبَاهِياً آثَارَهَا
وَمَآثِرَ الأَجْدَادِ وَالآباءِ
فِي فَخْرِهِ بِنُهُوضِهَا حَيْثُ الرَّدَى
يَهْوِي بِهَامِ شَبَابِهَا النُّبَهَاءِ
فِي شُكْرِهِ لِلْمَانِعِينَ حِياَضَهَا
وَحُمَاةِ بَيْضَتِهَا مِنَ الشُّهَدَاءِ
فِي حَثَّهِ أَعْوَانَ وَحْدَتِهَا عَلَى
وُدٍّ يُؤَلِّفُ شَمْلَهُمْ وَإِخَاءِ
مَتَثَبِّتِينَ مِنَ الْبِنَاءِ برُكْنِهِ
لِتَمَاسُكِ الأَعْضَادِ وَالأَجْزَاءِ
فِي نُصْحِهِ بِالعِلْمِ وَهْوَ لأَهْلِهِ
حِرْزٌ مِنَ الإِيهَانِ وَالإِيهَاءِ
فِي وَصْفِهِ الآيَاتِ مِمَّا أبْدَعَتْ
أُممٌ يَقِظْنَ وَنَحْنُ فِي إِغْفَاءِ
وَصْفٌ تَفَنَّنَ فِيهِ يُغْرِي قَوْمَهُ
بِالأَخْذِ عَنْهَا أشْرَفَ الإِغْراءِ
لَمْ يُبْقِ مِنْ عَجَبٍ عُجَابٍ خَافِياً
فِي بَطْنِ أَرْضٍ أَوْ بِظَهْرِ سَمَاءِ
هَذَا إِلى مَا لاَ يُحِيطُ بِوَصْفِهِ
فِكْرِي وَدُونَ أَقَلَّهِ إِطْرَائِي
بَلَغتْ خِلاَلُ الْعَبْقَرِيَّةِ تِمَّهَا
فِيهِ وَجَازَتْ شَأْوَ كُلِّ ثَنَاءِ
فَإذَا عَيِيتُ وَلَمْ أَقُمْ بِحُقُوقِهَا
فَلَقَدْ يَقُومُ الْعُذْرُ بالإِبْلاءِ
مَاذَا عَلَى مُتَنَكِّبٍ عَنْ غَايَةٍ
وَالشَّوْطُ لِلأَنْدادِ والأَكْفَاءِ
أًعَلِمْتَ مَا مِنّي هَوَاهُ وَإِنَّهُ
لَنَسِيجُ عُمْرٍ صَدَاقَةٍ وَفِدَاءِ
أَيْ حَافِظَ الْعَهْدِ الَّذِي أَدْعُو وَمَا
أَخْشَى لَدَيْهِ أَنْ يَخِيبَ دُعَائِي
أَدْرِكْ أَخاكَ وَأَوْلِهِ نَصْراً بِمَا
يَنْبُو بِهِ إِلاَّكَ فِي الْبُلَغَاءِ
جل المَقَامُ وقَدْ كَبَتْ بِي هِمَّتي
فَأَقِلْ جَزَاكَ اللهُ خَيْرَ جَزَاءِ
يَأْبَى عَلَيْكَ النُّبْلُ إِلاَّ أَنْ تُرَى
فِي أَوَّلِ الْوَافِينَ لِلزُّمَلاَءِ
وَالشَّرْقُ عَالِي الرَّأْسِ مَوْفُوُرُ الرِّضَى
بِرِعَايَةِ النُّبَغَاءِ لِلنُّبَغَاءِ
يَا مَنْ صَفَا لِي وُدُّهُ وَصَفَا لَهُ
وُدِّي عَلَى السَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ
فَأَعَزَّنِي يَوْمَ الْحِفَاظِ وَلاَؤُه
وَأَعَزَّهُ يَوْمَ الْحِفَاظِ وَلاَئِي
وَعَرَفْتُ فِي نَادِي الْبَيَانِ مَكَانَهُ
وَمَكَانُهُ الأَسْنَى بِغَيْرِ مِرَاءِ
يَهْنِيكَ هَذَا الْعِيدُ دُمْ مُسْتَقْبِلاً
أَمْثَالَهُ فِي صِحَّةِ وَصَفَاءِ






















حَيِّ الرِّفَاقَ الأَكْرَمِينَ وَقُلْ لَهُمْ
إِنَّا لَكُمْ فِي عِيدِكُمْ شُرَكَاءُ
مَا بَيْنَ مِصْرَ وَبَيْنَ لُبْنَانَ مَدَىً
نَاءٍ وَقَدْ أَدْنَى الْقُلُوبَ إِخاءُ
إِنَّ الَّذِي أَجْمَعْتُمُ إِكْرَامَهُ
لَمْ تَخْتِلفْ فِي حُبِّهِ الأَهْوَاءُ
فِي عِيدِهِ الْفِضِّيِّ زَمْرٌ تَنْجَلي
بِبَيَاضِهِ أَخْلاَقُهُ العَزَّاءُ
خَدَمَ المُوَاطِنَ خِدَمَةً لَمْ يَأْتِهَا
إِلاَّ الرُّعَاةُ الْجِلْسَةُ العُظَمَاءُ
وَبَنَى لأُمَّتِهِ فَخَاراً بَعْدَ أَن
كَادَتْ تَلُمُّ بِعِرْضِهَا الأَرْزَاءُ
مُسْتَنْصِراً إِيمانَهُ وَثَبَاتَهُ
وَخُلُوصَهُ إِنْ فَاتَهُ النُّصَرَاءُ
يَرْعَى مَدَارِسَهَا وَيَكْلأُ نِشْأَهَا
وَالنِّشْءُ لِلْعَهْدِ الجَدِيِدِ بِنَاءُ
وَيَعِمُّ كُلَّ مَبَرَّةٍ بِعِنَايَةٍ
مِنْهُ فَلَمْ يُخْصِصْ بِهَا الْفُقَرَاءُ
مُتُعَهِّداً أَبَداً رَعِيَّتَهُ فَلاَ
سَأْمٌ يُثَبِّطُهُ وَلاَ أَعْيَاءُ
زُهِيَتْ مَوَاعِظُهُ بِكُلِّ يَتِيمَةٍ
فِي كُلِّ دَاجِيَةٍ لَهَا لأْلاَءُ
إنْ أكْبَرَ الْعُلَمَاءُ حِكْمَتَهُ فَقَدْ
فُتِنَتْ بِحُسْنِ بَيَانِهَا الأُدَبَاءُ
تَقْوَى وَعَقْلٌ رَاجِحٌ وَطَوِيَّةٌ
لاَ تَلْتَوِي وَكِيَاسَةٌ وَذَكَاءُ
وَعَزِيَمَةٌ غَلاَّبَةٌ وَفَصَاحَةٌ
خَلاَّبَةٌ وَكَرَامَةٌ وَإِبَاءُ
هَذِي مَنَاقِبُهُ وَحَسْبِي ذِكْرُهَا
حَتَّى يُخَيِّلَ أَنَّهُ إِطْرَاءُ
إنْ لَمْ يَكُنْ شُكْرُ العَدَولِ جَزَاءَهَا
فَعَلاَمَ في الدُّنْيَا يَكُونُ جِزَاءُ






















لَمْ تُطِيقِي بَعْدَ الأَلِيفِ الْبَقَاءَ
وَكَرِهْتِ الْحَيَاةَ أَمْسَتْ شَقَاءَ
فَوَهَى قَلْبُكِ الْكَسِيرُ الْمُعَنَّى
وَتَعَجَّلْتِ لِلرَّحِيلِ الْقَضَاءَ
مَا الَّذِي يَفْعَلُ الدَّوَاءُ إِذَا لَمْ
يَبْقَ في الْجِسْمِ مَا يُعِينُ الدَّوَاءِ
خِيلَ أَنَّ الْوَفَاءَ أَكْدَى إلىَ أن
شَهِدَ النَّاسُ مِنْكِ هَذَا الْوَفَاءَ
كَمْ رَجَوْنَا لَكِ الشِّفَاءَ وَخَارَ اللَّ
هُ في غَيْرِ مَا رَجَوْنَا الشِّفَاءَ
هَكَذَا شَاءَ وَالْمَصِيرُ إِلَيْهِ
وَلَهُ الأَمْرُ فَلْيَكُنْ مَا شَاءَ
أسَفٌ أَنْ يُغَيِّبَ الْقَبْرُ رُوحاً
مَلَكِيّاً وَطَلْعَةً زَهْرَاءَ
أَيْنَ ذَاكَ الْبَهَاءُ يُجْرِي عَلَى مَا
حَوْلَهُ بَهْجَةً وَيُلْقِي بَهَاءَ
أَيْنَ ذَاكَ السَّخَاءُ يَكْفِي الْيَتَامَى
وَالأَيَامَى ويَنْصُرُ الضُّعَفَاءَ
أَيْنَ ذَاكَ الْحَيَاءُ عَنْ عِزَّةٍ لاَ
عَنْ تَعَالٍ وَحَيِّ ذَاك حَيَاءَ
عَرَفَتْهَا مَعَاهِدُ الْعِلْمِ وَالآدا
بِ وَالْبِرِّ لاَ تَمَلُّ عَطَاءَ
كَانَ صَدْرُ النَّدِيِّ يَهْتَزُّ تِيهاً
حِينَ تَحْتَلُّهُ وَيَزْهُو رُوَاءَ
أَفْضَلُ الأُمَّهَاتِ جَفَّ حَشَاهَا
مَنْ يُعَزِّي الْبَنَاتِ وَالأَبْنَأءَ
نَشَّأَتْهُنَّ صَالِحَاتٍ وَرَبَّتْهُمْ
كُرَمَاءً أَعَزَّةً نُجَبَاءَ
غَانِيَاتٍ فُقْنَ اللِّدَاتِ جَمَالاً
وَكَمَالاً وَرِقَّةً وَذَكَاءَ
وَشَبَاباً هُمْ نُخْبَةٌ في شَبَابِ الْعَصْ
رِ عِلْماً وَحِكْمَةً وَمضَاءَ
آلَ سَمْعَانَ إِنَّ رُزْءًا دَهَاكُمْ
تِلْوَ رُزْءٍ قَدْ هَوَّنَ الأَرْزَاءَ
لَمْ يَكُنْ بِالْكَثِيرِ لَوْ كَانَ تُجْدِي
أَنْ تَسِيلَ النُّفُوسُ فِيهِ بُكَاءَ
غَيْرَ أَنَّ الَّتِي إلىَ اللهِ آبَتْ
خَلَّفَتْ لِلْمُفْجَعِينَ عَزَاءَ
مَا تَوَلَّتْ عَنْكُمْ وَقَدْ تَرَكَتْ آ
ثَارَهَا النَّاطِقَاتِ وَالأَنْبَاءَ
ذِكْرَيَاتٍ تَهْدِي إلى الْخَيْرِ مَنْ ضَ
لَّ سَبِيلاً وَتَنْفَعُ الأَحْيَاءَ
شَيَّعَتْ مِصْرُ نَعْشَهَا بِاحْتِفَالٍ
قَلَّما شَيَّعَتْ بِهِ الْعُظَمَاءَ
وَقَضَتْ وَاجِبَ الْوَدَاعِ لِفَضْلٍ
لاَ يُسَامِي بِهِ الرِّجَالُ النِّسَاءَ
جَارَةَ الْخُلْدِ لَيْسَ في الْخُلْدِ نَأْيٌ
بَعْدَ أَنْ يُدْرِكَ الْمُحِبُّ اللِّقَاءَ
فُزْتِ مِنْهُ بِطَيِّبَاتِ الأَمَانِي
فَاغْنَمِيهَا مَثُوبَةً وَجَزَاءَ
إِنَّ في الْمَوْتِ وَالْحَيَاةِ لَسِرّاً
أَبَدِيّاً يُحَيِّرُ الْعُقَلاَءَ
نَحْنُ مِنْهُ في ظُلْمَةٍ تَتَدَجَّى
وَلَقَدْ جُزْتِهَا فَعَادَتْ ضِيَاءَ
فَدَحَ الْخَطْبُ يَا عَفِيفَةُ في هِجْ
رَانِكِ الأَقْرِبَاءَ وَالأًوْلِيَاءَ
فاعْذِرِي حُزْنَنَا فَإِنَّا عَلَى الأَرْ
ضِ وَطُوبَاكِ أَنْ بَلَغْتِ السَّمَاءَ






















في هُجْرَةٍ لاَ أُنْسَ فِيهَا
لِلْغَرِيبِ وَلاَ صَفَاءْ
تَتَقَاذَفُ الآفَاقُ بِي
قَذْقَ العَوَاطِفِ لِلْهِبَاءْ
وَتُحيطُ بِي لُجَجُ الصَّرُوفِ
فَمِنْ بَلاَءٍ فِي بَلاَءْ






















يَا عَزِيزَيْنَا اللَّذَيْنِ اقْتَرَنَا
لِيَكُنْ عَيْشُكُمَا عَيْشَ صَفَاءْ
خَيْرَ مَا يَدْعُو الْمُحِبُّونَ بِهِ
لَكُمَا نَسْلَ كَرِيمٍ وَرِفَاءْ
أَنَّ أَدْلِينَ عَرُوسٌ كَمُلَتْ
بِمَعَانٍ خَيْرِ مَا فيها الوَفَاءْ
وَدِمِتْرِي ذُو خِصَالٍ يُزْدَهَى
بِحِلاَهَا الصَّادِقُونَ الشُّرَفَاءْ






















قُلْ لِلَّذِينَ طَلَوْهُ
فَزَيَّفُوهُ طلاَءَ
تِلْكَ الْجَلاَلَةُ كَانَتْ
صِدْقاً فَصَارَتْ رِيَاءَ
يَا حَائِنِينَ صَبَاحاً
فَبَائِدِينَ مَسَاءَ
وَوَارِدِينَ المَنَايَا
فِي الأَعْجَلِينَ فَنَاءَ
بِاي شَيْءٍ إِلَيْكمْ
ذاكَ الْخُلُودُ أَسَاءَ
أَدُمْيَةٌ فِي يَدَيْكُمْ
بِالصِّبْغِ تُعْطَى رُوَاءَ
يَا حَسْرَةَ الفَنِّ مِمَّنْ
يَسْطُو عَلَيْه ادْعَاءَ
وَلاَ يَرَى الْحُسْنَ إِلاَّ
نَظَافَةً رَعْنَاءَ
وَجِدَّةً تَتَشَظَّى
تَلَمُّعاً وَازْدِهَاءَ
تَفْدِي التَّلاَوِينُ أَبْقَى
مَا كَانَ مِنْهَا حَيَاءَ
وَمَا عَصى فِي سَبيلِ
الْحصَافَةِ الأَهْوَاءَ
وَمَا أَلَى وَفْقَ أَسْمَى
مَعْنَىً أُرِيِدَ أَدَاءَ
وَمنَ عَلَى مَتَمنىً
سَلاَمَةِ الذَّوْقِ جَاءَ
يَا كُدْرَةً حَقَرُوهَا
إِذْ حَوَّلُوهَا صَفَاءَ
وَغُبْرَةً يَكْرَهُ الْفَ
نُّ أَنْ تَكُونَ نَقَاءَ
وَصَدْأَةً يَأْنَفُ الْحُسْ
نُ أنْ تَعُودَ جَلاَءَ
لَيْسَ الْعَتِيقُ إِذَا جَا
دَ وَالْجَدِيدُ سَوَاءَ
خَمْسُونَ عَاماً تَقَضَّيْ
نَ ضَحْوَةً وَعِشَاءَ
فِي صُنْعِ وَشْيٍ دَقِيقٍ
لَقِينَ فِيهِ الْعَنَاءَ
وَاهِي النَّسِيلِ دَقِيقِ النَّ
سِيجِ مَا اللُّطْفُ شَاءَ
لَكِنْ مَتِينٌ عَلَى كَوْ
نِهِ يُخَالُ هَبَاءَ
يَزِيدُهُ الدَّهْرُ قَدْراً
بِقَدْرِ مَا يَتَنَاءَى
وَيَسْتَعِيرُ لأَبْقَى الْ
فَخَارِ مِنْهُ رِدَاءَ
نَظَمْنَهُ لُحُمَاتٍ
وَصُغْنَهُ أسْدَاءَ
وَالنُّورَ سَخَّرْنَ كَيْمَا
يُبْدِعْنَهُ وَالْمَاءَ
وَالحَرَّ وَالْبَردَ أَعْمَلْ
نَ وَالثَّرَى وَالهَواءَ
حَتَّى كَسَوْنَ حَدِيدَ التِّ
مْثَالِ ذَاكَ الْغِشَاءَ
مُزَرْكَشاً بِرُمُوزٍ
بَدِيَعَةٍ إِيحَاءَ
مِمَّا تَخُطُّ المَعَالِي
عَلَى الرِّجَالٍِ ثَنَاءَ
غَيْرَ الْحُرُوفِ رُسُوماً
وَغَيْرَهُنَّ هِجَاءَ
مَا زِلْنَ يَأْبَيْنَ إِلاَّ
أُولِي النُّهَى قُرَّاءَ
ذَاكَ الْغِشَاءُ وَقَدْ تَ
مَّ حُسْنُهُ اسْتِيفَاءَ
بِمَا تَخَيَّلَهُ مُنْكِ
رُ الحُلَى أَقْذَاءَ
عَلاَ غُلاَمٌ إِلَيْهِ
بِمَسْحَةٍ سَوْدَاءَ
وَجَرَّ جَهْلاً عَلَى آ
يَةِ الجَلاَلِ الْعَفَاءَ
فَبَيْنَمَا النُّصُبُ الْفَخْ
مُ يُبْهِجُ الْحُوْباءَ
إِذْ عَادَ بِالدَّهْنِ وَالصَّقْ
لِ صُورةً جَوْفَاءَ
نَضَّاحَةً مَاءَ قَارٍ
مَنْفُوخَةً كِبْريَاءَ
لَيْلاَءَ تُرْسِلُ مِنْ كُ
لِّ جَانِبٍ لأْلاَءَ
كَأّنَّهَا لَفَتَاتُ التَّ
ارِيخِ يَرنُو وَرَاءَ
وَلَيْسَ يَأْلو المُدَاجِي
نَ بَيْنَنَا إِزْرِاءَ
نَظَرْتُ والشَّعْبُ يأْسَى
والْخَطْبُ عَزَّ عَزَاءَ
وَالفَنُّ يَسْتَنْزِفُ الدَّمْ
عَ حُرْقَةً وَاسْتِياءَ
وَمِصْرُ فِرْعَوْنَ مِنْ أَوْ
جِ مَجْدِهَا تَتَرَاءَى
غَضْبَى تُقَبِّحُ تِلْ
كَ الأُفْعُولَةَ النَّكْرَاءَ
فَقُلْتُ لِلْجَهْلِ وَالغَ
مُّ يَفْطِرُ الأَحْشَاءَ
يَا قَاتِلَ الشَّرْقِ بِالتُّرَّ
هَاتِ قُوتِلْتَ دَاءَ
أَمَالِيءٌ الْكَوْنِ فِي وَقْ
تِهِ سِنىً وَسَنَاءَ
رَبُّ الْكِنَانَةِ مُحْ
يِي مَوَاتَهَا إِحْيَاءَ
أَمْضَى مَلِيكٍ تَوَلّى
إِدَارَةً وَقَضَاءَ
وخَيْرُ مَنْ رَدَّ بِالْعَدْ
لِ أَرْضَ مِصْرَ سَمَاءَ
وَكَانَ صَاعِقَةَ اللَّ
هِ إِنْ رَمَى الأَعْدَاءَ
وَكَانَ نَوْءَ المُوَا
لِينَ رَحْمَةٌ وَسَخَاءَ
يَمُدُّ فَدْمٌ إِلى شَخْ
صِهِ يَداً عَسْرَاءَ
تَكْسُوُه حُلَّةَ عِيدٍ
وَالْعِزُّ يَبْكِي إِبَاءَ
فَبَيْنَمَا كَانَ مَرْآ
هُ يَبْعَثُ الْخُيَلاءَ
إِذاَ الْجَوَادُ وَرَبُّ الْ
جَوَادِ بِالْهُونِ بَاءَا
فِي زِينَة لَسْتَ تَدْرِي
زَرْقَاءَ أَوْ خَضْرَاءَ
تَرُدُّ هَيْبَةَ ذَاكَ الْ
غَضنْفَرِ اسْتِهْزَاءَ
أَكْبِرْ بِذَاكَ افْتِرَاءً
عَلَى الْعُلَى وَاجْتِرَاءَ
ذَنْبٌ جَسِيمٌ يَقِلُّ الْ
تَّأْنِيبُ فِيهِ جَزَاءَ
مِنْ فِعْلِ زُلْفَى عَلَى الْ
قُطْرِ جَرَّتِ الأَرْزَاءَ
وَالْيَوْمَ تَغْسِلُ أَعْلاَ
قَهَا الْبِلاَدُ بُكَاءَ






















أَيهَا الفُرْسَانُ رُوَّادَ السَّمَاءْ
إِنَّنَا قَوْم إلى المَجْدِ ظِمَاءْ
خَبِّرُونَا وَانْقَعُوا غُلَّتَنَا
كَيْفَ جَوُّ السَّائِدِينَ العُظَمَاءْ
كَيْفَ جُوُّ الفَتْحِ فِيمَا سَخَّرَتْ
مِنْ قُرَى الدُّنْيَا عُقُولُ العُلَمَاءْ
كَيْفَ جَوُّ العَبْقَرِيَّاتِ وَقَدْ
شَالَتِ الأَطْوَادُ فِيهِ كَالْهَبَاءْ
خَفَقَتْ أَلْوِيَةُ الغَرْبِ وَلَمْ
يَكُ بِالأَمْسِ لَنَا فِيهِ لِوَاءْ
فَلَنَا اليَوْمَ بِهِ أَجْنِحَةٌ
وَلَنَا أَبْطَالُنَا وَالشُّهَدَاءْ
هَبَطَ النَّسْرُ بِفَرْخَيْهِ وَمَا
كَانَ صَيَّادُهُمَا غَيْرَ القَضَاءْ
أَيَّ سَطْرٍ فِي المَعَالِي كَتَبَا
بِالزَّكِيِّ الحُرِّ مِنْ تِلكَ الدِّمَاءْ
قُتِلاَ فِي حُب مِصْرٍ وَلَهَا
كُلُّنَا بِالمَالِ وَالرُّوحِ فِدَاءْ
نَحْنُ فِي دَارِ الأَسَى نَبْكِيهِمَا
وَهُمَا فِي الخَالِدِينَ السُّعَدَاءْ
شَرَفٌ لَوْ بَذَلَ المَرْءُ بِهِ
عُمْرَهُ لَمْ يَكْنِ العُمْرُ كِفَاءْ
بيْنَ مَنْ يَرْثِي وَمَنْ يُرْثَى لهُ
أَكْثَرُ الأَحْيَاءِ أَوْلَى بِالرِّثَاءْ
أيُّهَا السِّرْبُ المُوَافِي وَبِهِ
عَن فَقِيدَيْهِ العَزِيزَيْنِ عَزَاءْ
هَاتِ نَسِّمْنَا نَسِيماً طَاهِراً
لَمْ يُكّدَّرْ بِقَذىً مِنْهُ الصَّفَاءْ
خَالصِاً مِنْ أَثَرِ السُّمِّ الَّذِي
يُفْسِدُ الذُّلُّ بِهِ طَلْقَ الْهَوَاءْ
مَا شَعُورُ المَرْءِ فِي تِلْكَ العُلَى
حِينَ يَرْقَى وَلَهُ مُلْكُ الفَضَاءْ
أَيَرَىَ فِي الشَّامِخَ المُنْدَاحِ مِنْ
دُونِهِ كَيْفَ مَآلُ الكِبْرِيَاءْ
أَيَرَى وَالبَحْرُ مَرْدُودٌ إِلى
مُلْتَقَى حَدَّيْهِ مَا حَدُّ البَقَاءْ
أَيَرَى الضِّدَّيْنِ مِنْ خَفْضٍ وَمِنْ
رِفْعَةٍ صَارَا إِلى شَيْءٍ سَوَاءْ
جَوْلَةٌ لِلْمَرْءِ إِنْ يَسْمُ بِهَا
فَبِهَا كُلُّ الرِّضَى قَبْلَ الفَنَاءْ
نَزَلَ الأُسْطُولُ فِي أَعْيُنِنا
مَنزِلَ القُوَّةِ مِنْهَا وَالضِّيَاءْ
وَتَلَقَّتْهُ الحَنَايَا هَابِطاً
مَهْبِطَ اليَقْظَةِ مِنْهَا وَالرَّجَاءْ
فَرِحَ الأَحْيَاءُ فِي مِصْرَ بِهِ
فَرَحاً لَمْ يَنْتَقِصْ مِنْهُ مِرِاءْ
وَاسْتَقَرَّتْ مِنْ مُنىً مَقْلِقَةٍ
لَمَثَاوِيَهَا بَقَايَا القُدَماءْ
شَرَفاً يَا سِرْبُ لاَ يَكْرُثْكَ فِي
عَزَّةِ الفَوْزِ نَكِيرُ السُّفَهَاءْ
هَلْ تَنَالُ الصَّائِلَ الجَائِلَ فِي
فَلَكِ النَّسْرِ سِهَامٌ مِنْ هَوَاءْ
قُسِمَ العَيْشُ وَأَدْنَى قِسْمَةٍ
فِيهِ لِلمُسْتَسْلِمِينَ الضُّعَفَاءْ
منْذ أَزْمَعْتَ مَآباً وَعَدَتْ
دُونَهُ الأَخْطَارُ فِي تِلْكَ الجِوَاءْ
كُلُّ نَفْسٍ وَجَمَتْ مِنْ خَشْيَةٍ
وَأَحَسَّتْ مَا تُعَانِي مِنْ بَلاَءْ
إِنِّمَا البُعْدُ عَنِ القَلْبِ نَوىً
لَيْسَ مِنْ يَنْأَى عَنِ العَيْنِ بِنَاءْ
مَنْ تَرَاهُ يَصِفُ الوَجْدَ الَّذِي
وَجَدُوهُ إِنْ دَنَا يَوْمُ اللِّقَاءْ
أَلْقَوُا السَّمْعَ إِلى الغَيْبِ وَقَدْ
حَبَسُوا الأًنْفَاسَ حَتَّى قِيلَ جَاءْ
فَتَمَثَّلتَ لَهُمْ فِي صُورَةٍ
مَا رَأَتْ أَرْوَعَ مِنْهَا عَيْنُ رَاءْ
مِصْرُ فِي الوَجْهَيْنِ شَطْراً مُهْجَةٍ
خَفَقَتْ لِلْعَائِدِينَ البُسَلاَءْ
وَتَمَلَّتْ غِبْطَةً ضَاعَفَهَا
بَاعِثُ العُجْبِ وَدَاعِي الخُيَلاَءْ






















البحر أقرب أن يصير هواء
والأرض أقرب أن تحول ماء
من أن يفارق حسن وجهك مهجتي
أو أن يحرك بي سواك رجاء






















ذَاكَ الهَوَى أَضْحَى لِقَلْبِي مَالِكا
وَلِكُلِّ جانِحَةٍ بِجِسْمِي مَالِئا
فَبِمُهْجَتِي ثَوَرَانُ بُرْكَانٍ جَوَى
وَبِظَاهِري شَخْصٌ تَراهُ هَادِئاً
الغَيْثُ جِدّاً في نِهَايَةِ أَمْرِهِ
مَا خِلْتُهُ إِحْدَى المَهَازِلِ بَادِئا
طَرَأَتْ عَليَّ صُرُوفُهُ مِنْ لَحْظَةٍ
في حِين أَحْسَبُنِي أَمَنْتُ لَطَارِئا
وَلَقَدْ َأَرَاهُ مَسْتَزِيداً شَقْوَتِي
لَوْ كَانَ لِي بَدَلُ الْمَحَبَّةِ شَانِئا
إنِّي لأَسْأَلُ بَارِئِي وَلَعَلَّهَا
أَوْلى ضِراعَاتِي أٌرَجِّي البَارئَا
أُمْنِيَتِي قُرْبِي لِشَمْسِي سَاعَةٌ
فَأَبِيدُ مُحْتَرِقاً وَلَكِنْ هَانِئَا






















بَيْتَ سَمعَانَ دُمْ رَفيعَ البِنَاءِ
فِي ظِلاَلَ الآبَاءِ وَالأَبْنَاءِ
وَاسْلَمِ الدَّهْرَ فَائِزاً بِمَزِيدٍ
فَمزِيدٍ مِنْ سَابِغِ الآلاَءِ
إِنَّ نَسْلاً إِلَى العَفِيفَةِ يُنْمَى
لَجَدِيرٌ بِأَوْفَرِ النَّعْمَاءِ
غَادَةٌ بَلْ قِلاَدَةٌ مِنْ مَعَانٍ
جُمِعَتْ في فَرِيدَةٍ زَهْرَاءِ
صُورَةٌ مِنْ بَشَاشَةٍ تَتَجَلَّى
فِي حُلِيِّ الشَّمَائِلِ العَصْمَاءِ
نِعْمَتِ الأُمُّ أَنْجَبَتْ خِيرَةَ الأُوْ
لاَدِ لِلبِرِّ وَالنَّدَى وَالْوَفَاءِ
نِعْمَتِ الزَّوْجُ عِفَّةُ وَوَلاَءً
لِلْقَرِينِ الْحُرِّ الصَّدُوقِ الْوَلاَءِ
إِنَّ سَمْعَانَ شَيْخُنَا وَحَبِيبُ اللَّ
هِ وَالخَلْقِ كُلِّهِمْ بِالسَّواءِ
هُوَ مِقْدَامُنَا الكَبِيرُ وَأَكْرِمْ
بِكَبِيرٍ خَلاَ مِنَ الكِبْرِيَاءِ
أَبَداً بَيْنَهُ وَبَيْنِي دَعَاوَى
نَتَقَاضَى بِهَا لِغَيْرِ الْقَضَاءِ
أَنَا أُثْنِي عَلَيْهِ وَهْوَ عَلَى الْعَهْ
دِ بِهِ غَيْرُ مُغْرَمٍبِالثَّنَاءِ
وَلَهُ الْحَقُّ إِنَّ فِي النَّفْسِ لا فِي
قَوْلِ مُثْنِ حَقِيقَةَ الْعَلْيَاءِ
وَلِيَ العُذْرُ هَلْ يَصِحُّ سُكُوتٌ
عَنْ فِعَالٍ تَدْعُو إِلى الإِطْرَاءِ
هذِهِ لَيْلَةٌ وَنَاهِيكَ فِي الدَّهْ
رِ بِهَا مِنْ يَتِيمَةٍ غَرَّاءِ
خَلَعَتْ حُلَّةَ السَّوَادِ وَلاَحَتْ
فِي دِثاَرِ مِنْ بَاهِرِ الَّلأْلاَءِ
فَمَصَابِيحُ تَمْلأُ الأَرْضَ نُوراً
وَمَصَابِيحُ مِثْلُهَا فِي السَمَاءِ
وَمَشِيدٌ مِنَ الصُّرُوحِ رَحِيبٌ
جَمَعَ المَجْدَ كُلَّهُ فِي فِنَاءِ
تَاهَ بِالعِلْيَةِ السَّرَاةِ مِنَ القَوْ
مِ وَبَاهَى بِالنُّخْبَةِ النُّبَلاَءِ
جَادَهُ كُلُّ مَغْرِسٍ مُسْتَحَادٍ
بِحِلىً مِنْ فُروعِهِ الخَضْرَاءِ
وَإلَيْهِ أَهْدَتْ أَفَانِينَ مِن أَز
هَارِهَا كُلُّ رَوْضَةٍ غَنَّاءِ
عَقَدَ السَّعْدُ فِيهِ عَقْداً جَمِيلاً
ضَمَّ رَبَّ الحُسْنَى إِلى الْحَسْنَاءِ
وَشَدَا سَاجِعُ الأَمَانِيِّ فِيهِ
يُوسُفَ الخَيْرِ فُزْ بِخَيْرِ النِّسَاءِ
فُزْ بِغَيْداءَ أُوتِيَتْ فَضْ
لاً عَلَى كُلِّ حُرَّةٍ غَيْدَاءِ
سَمْحَةِ القَلْبِ ظَاهِرٍ لُطْفُ مَا
تُضْمِرُهُ فِي جَبِينِهَا الوَضَّاءِ
عَفَّةٌ فِي تَأَدُّبِ وَعُلُوٌّ
فِي اتِّضَاعٍ وَرِقّةٌ فِي إِبَاءِ
حُسْنُ مَبْنَىً أَحَبُّ مَا في حُلاَهُ
أَنَّ حُسْنَ المَعْنَى بِهِ مُتَرَاءِ
وَكَمَالُ الْجَمَالِ مِنْ كُلِّ وَجهٍ
أَنْ يُرَى فِي الوُجُوهِ صِدْقُ المَرَائِي
يَا لَها مِنْ فَتَاةِ عِزٍّ نَمَاهَا
عُنْصُرٌ يَرْتَقِي إِلَى الجَوْزَاءِ
فِي بُنَاةِ العُلَى أَبُو شَنَبٍ
شَادُوا صُرُوحاً لِلعِزَّةِ القَعْسَاءِ
حَسَبٌ زَادَهُ سَنى وَسَنَاءً
نَسَبٌ جَامِعُ السَّنَى وَالسِّنَاءِ
زَفَّ عَذْرَاءَهُمْ إِلَى كُفُؤٍ لَي
سَ لَهُ فِي السَّرَاةِ مِنْ أَكْفَاءِ
هُوَ فَخْرُ الشَّبَابِ وَهْوَ الفَتَى
يَحْفَظُهُ اللهُ فَاقِدُ النُّظَرَاءِ
يَا حَكِيماً عَلَى الحَدَاثَةِ فِي السِّ
نِّ تَقَدَّمْتَ سُنَّةَ الحُكَمَاءِ
لَمْ نُحَدَّثُ عَنْ مُبْتَ
كِرٍ مَا ابتَكَرْتَهُ فِي العَطَاءِ
أَكْثَرُ الجُودِ عَنْ هَوىً غَيْرَ أَنَّ ال
رَّيْبَ يَقْفُو مَسَالِكَ الأَهوَاءِ
وَبَدِيعٌ فِي مَأْثَرَاتِكَ دَامَتْ
أَنَّهَا مِنْ وَلاَئِدِ الآرَاءِ
فَهْيَ تُغْنِي مِنْ فَاقَةٍ وَتُدَاوِي
مِن سَقَامٍ وَتَفْتَدِي مِن عَنَاءِ
كَمْ نُفُوسٍ مَلَكْتَهُنَّ بِنُعْمَى
وَصَلَتْ مَا قَطَعْنَهُ مِنْ رَجَاءٍ
هَلْ يَحُلُّ السَّوَادَ فِي كُلِّ قَلْبٍ
غَيْرُ مَنْ جَادَ بِاليَدِ البَيْضَاءِ
وَحُلَى العَقلِ فِيكَ شَتَّى وَأَحْلاَ
هَا لَدَى الأَزْمَةِ ابتِدَارُ الذَّكَاءِ
تَنْظُرُ النَّظْرَةَ البَعِيدَ مَدَاهَا
فَتَرَى مَا بُكِنُّ قَلْبُ الْخَفَاءِ
تَتَّقِي الخَطْبَ فِي مَظِنَّتِهِ وهْ
وَ جَنِينٌ فِي مُهْجَةِ الظَّلْمَاءِ
هَكَذَا هَكَذَا الرِّجَالُ أُولُو العَزْ
مِ فَعِشْ سَائِداً وَدُمْ فِي صَفَاءِ
وَابْلُغِ الغَايَةَ التِي تَبتْغِيها
مِنْ فَخَارٍ حَقٍّ وَمِنْ عَلْيَاءِ
صَانَكَ اللهُ وَالعَرُوسَ مَدِيداً
فِي سُرُورٍ وَنِعمَةٍ وَرِفاءِ






















جَمَعَ الصِّحَابَ علَى هَوىً وَإِخَاءِ
نَجْمَانِ مِنْ صَدْنَايَا وَالشَّهْبَاءِ
طَلَعَا بِأُفْقِ النِّيلِ وَانْجَلَيَا بِهِ
فِي هَالَةٍ مِنْ سُؤْدِدٍ وَعَلاَءِ
فَلَكُ الكَنَانَةِ وَهْوَ جَوْهَرَةُ الْعُلَى
يَجْلُو سَنَاهُ كَوَاكِبَ الأَحْيَاءِ
تَتَلَفَّتُ الدُّنْيَا إلى أَضْوَائِهَا
مَبْهُورَةً بِسَواطِعَ الأَضْوَاءِ
فَرَنَا إِلَيْهَا حَبرُ رَوُمَةَ وَانْثَنَى
يَهْدِي إلى النِجْمَينِ طِيبَ ثَنَاءِ
شَغَفَتْهُ آياتُ المآثِرِ منْهُمَا
فَجَزَى عَلَى الآلاءِ بالآلاءِ
وَدَعَا إِلى الرِّحْمَنِ فِي صَلَوَاتِهِ
يَا رَبِّ بَارِكْ دَارَةَ الكُرَمَاءِ
حَفْلٌ جَلاَهُ الفَرْقَدَانِ كَمَا جَلاَ
نَجْمُ المَجُوسِ مَغَارَةَ العَذْرَاءِ
جِئْنَا إِليَهِ وَفِي الوِطَابِ نَفَائِسٌ
عَلَوِيِّةٌ قَصُرَتْ عَلَى الأٌمَرَاءِ
المُرُّ فِيهَا وَاللُّبَانُ نَثِيرُنَا
وَالتِّبْرُ بَعْضُ خَوَاطِرِ الشُّعَرَاءِ
الشِّعْرُ سِفْرُ الْمَكْرُمَاتِ يَصُونُهَا
حِرْصاً وَيَنْقُلُهَا إِلى الأَبْنَاءِ
لَوْلاَهُ لَمْ تُعْرَفْ عَلَى طُولِ المَدَى
غِرَرُ وَلاَ رُهِنَتْ بِطُولِ بَقَاءِ
غَنَّتْ بَلاَبِلُهُ بِأَيْكَةِ نَدْوَةٍ
مُتَصَدِّرٌ فِيهَا أَبُو الآبَاءِ
النُّورُ فِي قَسَمَاتِهِ وَالحَقُّ فِي
كَلِمَاتِهِ وَالطُّهْرُ فِي الحَوَبَاءِ
مُتَهَجِّدٌ للهِ مُضْطَّلِعٌ عَلَى
وِقَرِ السِّنِينَ بِفَادِحِ الأَعْبَاءِ
مُسْتَمْطِرٌ لِلنَّاسِ رَحْمَةَ رَبِّهِ
مُتَشَفِّعٌ لَهُمُ مِنَ الأَخْطاءِ
وَإِذَا عَلَى العَرْشِ اسْتَوى فَكَأَنَّهُ
موسَى الكَليمُ عَلَى ذُرَى سيناءِ
بَسَطَ اليَدَ البَيْضَاءَ جَمَّلَهَا التُقَى
لِيزِينَ صَدْرُ ذَوِي يَدٍ بَيْضَاءِ
نَعْمَاءَ جَادَ بِهَا خَلِيفَةُ بُطْرُسَ
وَاللهُ فِيهَا الوَاهِبُ النُّعْمَاءِ
هذِي الرَّصِيعَةُ بَعْضُ مَا زَخَرَتْ بِهِ
كُتُبُ المَلاَئِكِ مِنْ سَنِيِّ جَزَاءِ






















تَرَحَّلتْ عَنْ زَمَنِي عَائِداً
خِلاَلَ القُرُونِ إِلىَ مَا وَرَاءْ
وَمَا طِيَّتِي غَيْرَ أَنِّي وَقَفْ
تُ بآثَارِ فَنٍّ عَدَاهَا الفَنَاءْ
هَيَاكِلُ شَيَّدَهَا لِلخُلُو
دِ نُبُوغُ جَبَابِرَةٍ أَقْوِيَاءْ
فَجِسْمِيَ فِي دَهْرِهِ مَاكِثٌ
وَقَلْبِيَ فِي أَوَّلِ الدَّهْرِ نَاءْ
أَجَلْتُ بِتِلْكَ الرُّسُومِ لِحَاظاً
يُغَالِبُ فِيهَا السُّرُورَ البُكَاءْ
فَمَا ارْتَهَنَ الطَّرفَ إِلاَّ مِثَالٌ
عَتِيقُ الجَمَالِ جَدِيدُ الرُّوَاءْ
مِثَالٌ لإِيزِيسَ فِي صَلْدِهِ
تُحَسُّ الحَيَاةُ وَتَجْرِي الدِّمَاءْ
يَرُوعُكَ مِنْ عِطْفِهِ لِينُهُ
وَيُرْوِيكَ مِنْ رَوْنَقِ الوَجْهِ مَاءْ
بِهِ فُجِرَ الحُسْنُ مِنْ مَنْبِعٍ
فَيَا عَجَباً لِلرِّمَالِ الظِّمَاءْ
فتون الدَّلاَلِ وَرَدْعُ الجَلاَلِ
وَأَمْرُ الحَيَاةِ وَنَهْيُ الحَيَاءْ
فَأَدْرَكْتُ كَيْفَ اسْتَبَتْ عَابِدِيهَا
بِسِحْرِ الجَمَالِ وَسِرِّ الذَّكَاءْ
وَبَثِّ العُيُونِ شُعَاعَ النُّهَى
يُبِيحُ السَّرائِرَ مِنْ كُلِّ رَاءْ
لَقَدْ غَبَرَتْ حِقَبٌ لاَ تُعَدُّ
يِدُولُ النَّعِيمُ بِهَا وَالشَّقَاءْ
تَزُولُ البِلاَدُ وَتَفْنَى العِبَادُ
وَإِيزِيسُ تَزْهُو بِغَيْرِ ازْدِهَاءْ
إِذَا انْتَابَهَا الدَّهْرُ مَا زَادَهَا
وَقَدْ حَسَرَ المَوْجُ إِلاَّ جَلاَءْ
لَبِثْتُ أُفَكِّرُ فِي شَأْنِهَا
مُطِيفاً بِهَا هَائِماً فِي العَرَاءْ
فَلَمَّا بَرَانِيَ حَرُّ الضُّحَى
وَأَدْرَكَنِي فِي الطَّوَافِ العَيَاءْ
أَوَيْتُ إلَى السَّمْحِ مِنْ ظِلِّهَا
وَفِي ظِلِّهَا الرَّوْحُ لِي وَالشِّفَاءْ
يَجُولُ بِيَ الفِكْرُ كُلَّ مَجَالٍ
إِذا أَقْعَدَ الجِسْمَ فَرْطُ العَنَاءْ
فَمَا أَنَا إِلاَّ وَتِلْكَ الإِلهَةُ
ذَاتُ الجَلاَلَةِ وَالكِبْرِيَاءْ
قَدِ اهْتَزَّ جَانِبُهَا وَانْتَحَتْ
تَخَطَّرُ بَيْنَ السَّنَى وَالسَّنَاءْ
وَتَرمُقُنِي بِالعُيُونِ الَّتِي
تَفِيضُ مَحَاجِرُهَا بِالضِّيَاءْ
بِتِلْكَ العُيُونِ الَّتِي لمْ تَزَلْ
يُدَانُ لِعِزَّتهَا مِنْ إِبْاءْ
فَمَا فِي المُلُوكِ سِوَى أَعْبُدٍ
وَمَا فِي المَلِيكَاتِ إِلاَّ إِمَاءْ
وَقَالتْ بِذاكَ الفَمِ الكَوْثَرِيِّ
الَّذِي رَصَّعَتْهُ نُجُومُ السَّمَاءْ
أَيَا نَاشِدَ الحُسْنِ فِي كُلِّ فَنٍّ
رَصِينِ المَعَانِي مَكِينِ البِنَاءْ
لَقَدْ جِئْتَ مِنْ آهِلاَتِ الدِّيَارِ
تَحُجُّ الجَمَالَ بِهذَا العَرَاءْ
فَلاَ يُوحِشَنِّكَ فَقْدُ أَنِيسٍ
سِوَى الذِّكْرِ يَعْمُرُ هذَا الخَلاَءْ
وَإِنَّ الرُّسُومَ لَحَالٌ تَحُولُ
وَلِلْحُسْنِ دُونَ الرُّسُومِ البَقَاءْ
لَهُ صُوَرٌ أَبَداً تَسْتَجِدُّ
وَجَوْهَرُهُ أَبَداً فِي صَفاءْ
بِكُلِّ زَمَانٍ وَكُلِّ مَكَانٍ
يُنَوَّعُ فِي الشَّكْلِ لِلأَتْقِياءْ
فَلَيْسَ القَدِيمُ وَلَيْسَ الحَدِيثُ
لَدَى قُدْرَةِ اللهِ إِلاَّ سَوَاءْ
رَفَعْتُ لَكَ الحُجُبَ المُسْدَلاَتِ
وَأَبْرَحْتُ عَنْ نَاظِرَيْكَ الخَفَاءْ
تَيَمَّمْ بِفِكْرِكَ أَرْضاً لَنَا
بِهَا صِلَةٌ مِنْ قَدِيمِ الإِخَاءْ
بِلاَدَ الشَّآمِ الَّتِي لَمْ تَزَلْ
بِلاَدَ النَّوَابِغِ وَالأَنْبِياءْ
فَفِي سَفْحِ لُبْنَانَ حُورِيَّةٌ
تَفَنَّنَ مُبْدِعُهَا مَا يَشَاءْ
إِذَا مَا بَدَتْ مِنْ خِبَاءِ العَفَافِ
كَمَا تَتَجَلَّى صَبَاحاً ذُكَاءْ
تَبَيَّنْتَهَا وَهْيَ لِي صُوَرةٌ
أُعِيدَتْ إلىَ الخَلْقِ بَعْدَ العَفَاءْ
فَتَعْرِفُهَا وَبِهَا حِلْيَتَايَ
سِحْرُ الجَمَالِ وَسرُّ الذَّكَاءْ






















يَا أَخَا النُّبْلِ وَالنُّهَى وَالمَعَالي
زَادَكَ اللهُ نِعْمَةً وَعَلاَءَ
وَأَدَامَ الأعْيَادَ فِي بَيْتِكَ العَا
مِرِ بِالبِرِّ وَالنَّدَى مَا شَاءَ
إِنَّ يَوْماً فِيهِ فَتَاتُكَ أَمْسَتْ
وَهِيَ البَدْرُ بَهْجَةً وَبَهَاءَ
تَمُّهُ تَمُّهَا وَغِرُّ لَيَاليهِ س
نُوهَا تَتَابَعَتْ غَرَّاءَ
عُدُّهَا أَرْبَعٌ وَعَشْر وَعُمْرُ الحُ
وْرِ هَذَا يُخَلَّدن فِيِهِ صَفَاءَ
لَهْوَ اليومُ أَوْجَبَ السعدُ فِيهِ
أَنْ تُعَمَّ المَسْرَّةُ الأَصْدِقَاءَ
فَالْتَقّى الأَصْفِياءُ فِيهِ وَمَا
مِثْلُكَ مِمَّنْ يَسْتَكْثِرُ الأَصْفِياءَ
يَشْرَبُونَ الصَّهْبَاءَ فَوّارةً
ثَوَّارَةً بُورِكَتْ لَهُمْ صَهْبَاءَ
يَأْكُلُونَ النُّقُولَ قَضْماً وَكَدْماً
وَسَلِيقاً مُعلَّلاً وَشَواءَ
يَغْنَمُونَ الحَدِيثَ أَشْهَى مِنَ الشَّهْدِ
وَأذْكَى مِنَ السِّلافِ احْتِسَاءَ
يَجِدُونَ الأَزْهَارَ بَاهِرَةَ الأَبْصَارِ
نَبْتاً وَأَوْجُهَاً حَسْنَاءَ
شَهِدُوا لِلذَّكَاءِ وَالطُّهْرِ عِيداً
رَأَوْا النُبْلَ عِفَّةً وَذَكَاءَ
نَظَرُوا فِي فَريدَةَ مُجْتَلَى عَلْوَ
إذا الرُّوحُ في التُّرابِ تَرَاءَى
صَدَقَتْ مَا عَنَى اسْمُهَا وَقَلِيلٌ
فِي القَوَافِي مَنْ صَدَّقَ الأَسْمَاءَ






















كَيْفَ حَالِي أَنَا المَدِينُ وَدَيْنِي
فَوْقَ مَا أَسْتَطِيعُهُ مِنْ وَفَاءِ
لِلْرِّفَاقِ الَّذِينَ أَعَلَوْا مَكَانِي
مِنْ كِبَارِ الكُتَّابِ وَالشُّعَرَاءِ
وَالكِرَامِ الَّذِينَ يُسْعَى إِلَيْهِمْ
وَسَعَوا عَنْ تَفَضُّلٍ وَسَخَاءِ
يَا وَزيراً لَهُ مِنَ الْفَضْلِ مَا يُغْنِيهِ
عَنْ كُلِّ مَدْحَةٍ وَثَنَاءِ
وَأَحَلَّ البَيَانَ وَالعِلْمَ في الأَوْجِ
الَّذِي حَلَّهُ مِنَ العلْيَاءِ
أَنْتَ أَكْرَمْتَنِي لِيُكْرِمْكَ رَبُّ
الْعَرْشِ هَذَا شُكْرِي وَهَذَا دُعَائِي
أَنَا أَبْكِيكَ يَا حُسَيْنُ وَمَا
أَوْلَى خَلِيلاً فَارَقْتَهُ بِالبُكَاءِ
وَإِذَا مَا رَثَاكَ كُلُّ أَدِيبٍ
كُنْتُ أَحْرَى مُوَدِّعٍ بِالرِّثاءِ
فُجِعَتْ مِصْرُ إِذْ تَوَلَّيْتَ عَنْهَا
في المَبَرَّاتِ وَالتُقَى وَالوَفَاءِ
وَأُصِيبَتْ بِفَقْدِ أَيِّ عَمِيدٍ
أُسْرَةُ المَجْدِ وَالنَّدَى وَالذِّكَاءِ
عِشْتَ في خَلْوَةٍ زَمَاناً فَخِيلَتْ
عُزْلَةٌ وَهِيَ مُهْجَةُ العَلْيَاءِ
وَإِذَا مَا تَنَزَّهَتْ نَفْسُ حُرٍّ
رَدَّتِ الأَرْضُ قِطْعَةً مِنْ سَمَاءِ
فَامْضِ مُسْتَخْلِفاً بِكُلِّ كَرِيمٍ
مِنْ بَنيكَ الأَعِزَّةِ النُجَبَاءِ
نَفَرٌ مِنْ نَوابِغِ الجِّيلِ فِيهِ
طَلَعَوْا كَالكواكِبِ الزَّهْرَاءِ
وَالْقِ قَدَّمَتْ يَداكَ مِنَ الْخيْرِ
فَعِنْدَ الرِّحْمَنِ خَيْرُ الجَزَاءِ






















يا فاقد الولد الوحيد عجبت من
داء عصاك وطالما أخضعته
لو كان طب شفاياً لشفيته
أو كان حب نافعاً لنفعته
أو شكت من علم ومن بر به
أن تمطل الأقدار ما استودعته
لكن أطلت بالاتبداع بقاءه
فأطال فيه السقم ما أبدعته
ولقد سما خلقاً وعز نقيبه
وغلا حلى فلأجل ذاك أضعته
وفرت به عز الصفا فقصرت
كلم المؤبن إن توفي نعته
واليوم آمال الفضائل والعلى
يحلفن في تشييع من شيعته
يا أيها المتغرب الفطن الذي
بك ضاق دهرك ظلماً ووسعته
أكبرت منك نهى وعاج خبرةً
أن تزمع السفر الذي أزمعته
وحققة في العمر أنك مخسرٌ
بشرائه وموفق أن بعته
لكنني أبكي لأم ثاكلٍ
فجعتها ولوالد فجعته
ولسوف أنظر كل غصنٍ زاهرٍ
فأراك عدت به وقد نوعته






















النِّيلُ وَالْمَلِكُ المُنِيلُ كِلاَهُمَا
بَحْرٌ يَفِيضُ بِسَابِغِ الْبَرَكَاتِ
أَذْكَى العُقُولِ يَسُوسُ أَذْكى تُرْبَةٍ
فَيُرِيكَ مُعْجِزَتَيْنِ فِي الإِنْبَاتِ






















بِمَدْرَسَةِ التَّجَلِّي وَهْيَ دَارٌ
بَنَاهَا لِلْهُدَى خَيْرُ البُنَاةِ
بَدَتْ لِلْدِّينِ وَالدُّنيَا مَعَانٍ
يُحَقِّقْهُنّ تَثْقِيفُ البَنَاتِ
وَلَيْسَ بِمُصْلِحٍ للْنَّاسِ شَيْءٌ
كَزَوْجَاتٍ صُلِحْنَ وَأُمَّهَاتِ
إِذَا مَا المَأْثُرَاتُ غَلَتْ فَهَذِي
لِعُمْرِ الحَقِّ أَغْلَى المَأْثَرَاتِ
بِهَا كِيرَللُّسُ أَرْضى تُقَاهُ
كَمَا أَرْضَى العَلِيِّ وَالمَكْرُمَاتِ
فَبُورِكَ فِيهِ مِنْ حِبْرٍ جَلِيلٍ
وَمِنْ رَاعٍ نَبيلٍ فِي الرُّعَاةِ
وَمِنْ عَلاَّمَةٍ لُسُنٍ أَدِيبٍ
لَهُ فِي الَفضْلِ أَبْقَى الذِّكْرَيَاتِ






















آيَةٌ فِي تَسَلْسُلِ الذِّكْرَيَاتِ
أَنْ تَعُودَ الحَيَاةُ بَعْدَ الحَيَاةِ
لَيْسَ فِي عَالَمِ الخُلُودِ فَنَاءٌ
لاَ وَلاَ فِي الفَوَاتِ كُلِّ الفَوَاتِ
أَكْرِمِ العِلْمَ حَيْثُ كَانَ وَفِي كُ
لِّ مكَانٍ فِي الحَيِّ أَوْ فِي الرُّفَاتِ
وَتَنَزَّهْ إِنْ رُمْتَ مَا هُوَ أَبْقَى
عَنْ هَنَاتٍ سَتَنْقَضِي وَهَنَاتِ
قوَّةُ العِلمِ أَنَّهُ مُلهِمُ الحُسْ
نَى وَحَلاَّلُ أَعْقَدِ المُعْضِلاَتِ
فَهْوَ فِي أَقْطَعِ الصُّرُوفِ وَصُولٌ
وَهْوَ فِي أَمْنَعِ الظُّرُوفِ مُوَاتِي
كُلُّ وَقْتٍ يُمَدَّدُ العِلْمُ فِيهِ
هُوَ لاَ رَيْبَ أَسْمَحُ الأَوْقَاتِ
رَأْيُ هَذَا الوَزِيرِ أَعْلَى وَفِي حَضْ
رَتِهِ شَاهِدٌ جَلِيُّ الإِيَاةِ
وَالهِلاَلِيُّ كَانَ أَجْدَرَ مَنْ يَجْ
لُو بِنُورٍ غَيَاهِبَ الظُّلُمَاتِ
يَا مُعِيدِي مُوسى إِذَا مَا جَلَوْتُمْ
وَجْهَ مَاضْ لَمْ يَخْفَ وَجْهُ الآتِي
أُنْظُرُوا حينَ تَرْجِعُ العَيْنُ أَدْرَا
جَ اللَّيَالِي تُطَالِعُ البَاقِيَاتِ
كَيْفَ يَلْقَى الإِنْسَانُ فِيهَا أَخَاهُ
وَكَأّنَّ العَهْدَيْنِ فِي مِرْآةِ
قَدْ تَقَضَّتْ مِنَ السَّنِينَ مِئَاتٌ
مَا الَّذِي جَدَّ بَعْدَ تِلْكَ المِئَاتِ
بَيْنَ جِيلٍ خَلاَ وَجِيلٍ تَلاهُ
لَمْ تُبَدَّلْ جَوَاهِرُ الحَالاَتِ
كَانَ مُوسَى وَلِيدُ قُرْطُبَةٍ يَنْ
شَأُ في صَعْبَةٍ مِنَ البِيئَاتِ
فَتَوَلَّى عَنْهَا يُطَوِّفُ فِي الآ
فَاقِ بَيْنَ الأَمْصَارِ وَالفَلَوَاتِ
لَمْ يَسَعْهُ مِنَ البِلاَدِ سِوَى رَوْ
ضِ المَعَالِي وَمَنْبِتِ المَكْرُمَاتِ
مِصْرُ كَهْفُ الأحْرَارِ فِي كُلِّ عَصْرٍ
وَمَلاَذُ المُرَوَّعِينَ الأَبَاةِ
وَإِلَى ذَاكَ مَوْئِلُ العِلمِ إِنْ لَمْ
تَرْحَبِ الأَرْضُ بِالهُدَى وَالهُدَاةِ
هُوَ غَرْسٌ آوَتْ فَكَانَ أَفَانِ
نَ تَسُرُّ النُّهَى مِنَ الثَّمَرَاتِ
نَضِجَتْ حِكْمَةُ الخَلاَئِقِ مِنْهَا
فِي أَوَانٍ بَدِيعَةِ الزِّينَاتِ
ذَاتِ صَوْغٍ مُنَمَّقٍ عَرَبِيٍّ
رَصَّعَتْهُ جَوَامِعُ الكَلِمَاتِ
ذَاكَ وَافَى بِاللَّوْح مِنْ طُورِ سِينِي
نَ إِلى اليَوْمِ حَمِلَ المِشْكَاة
صَوْلَةُ الرَّيْبِ لَمْ يَخَفْهَا عَلَيْهِ إِنَّ
مَّا خَافَ صَوْلَةَ التُّرَهَاتِ
فَنَفَ فِي شُرُوحِهِ لِمُتُونِ ال
وَحْي مَا رَابَهُ بِغَيْرِ افْتِئَاتِ
وَمَضَى فِي تَخَيُّرِ السُّنَنِ المُثْ
لَى وَلَمْ يَثْنِهِ اعْتِرَاضُ الغُلاَةِ
وَابْنُ مَيْمُونَ كضانَ فِي خُطَّةٍ أُخْ
رَى مِنَ الرَّاسِخِينَ أَهْلِ الحَصَاةِ
رَاجَعَ العَقْلَ فِي الحَقَائِقِ وَاسْتَهْ
دَى بِهِ فِي غَيَاهِبِ المُشْكِلاَتِ
سَلْ أُوْلِي الذِكْرِ فِي الفِرِنْجَةِ عَمَّا قَبَ
سُوا مِنْ أَحْكَامِهِ النَّيِّرَاتِ
وَتَتَبَّعْ صُنُوفَ مَا اَثَرُوا عَنْ
هُ وَمَا دَوَّنُوا بِشَتَّى اللُّغَاتِ
كَانَ لِلعُرْبِ فِي دَلِيلِ الحَيَارَى
قِسْطَهُمْ مِنْ فُصُولهِ القِّيمَاتِ
أَبْرَزَ العِليَةَ المُجَلِّينَ مِنْ
هُمْ فِي مَجَالِ العُلومِ وَالفَلْسَفَاتِ
فَدَرَى الغَرْبُ فَصْلَُهُمْ حِينَ كَانَتْ
فِيهِ أَعْلَمُهُمْ مِنَ النَّكِرَاتِ
إِن فِي ذَلِكَ الكِتَابِ لَخَوَضاً
مُطْمَئِنَّا فِي أَخْطَرِ الغَمَرَاتِ
وَمِزَاجاً مَا بَيْنَ مَعْنَى وَحِسٍّ
لَمنْ يَكُنْ إِنْ يُرَمْ مِنَ الهَيِّنَاتِ
عَجَبٌ كُلُّ مَا تَضَمَّنَ فِي اللَّ
هِ وَفِي كَوْنِهِ وَفِي الكَائِنَاتِ
فِي مَفَاعِيلِ حَوْلِهِ أَوْ مَرَامِي
طَوْلِهِ أَوْ مُقَوِّمَاتِ الذَاتِ
وَمَعَانِي هَذَا الوُجُودِ وَمَا فِي
كُلًّ أَجْزَائِهِ مِنَ المُعْجِزَاتِ
وَمَغَازِي مَا قَرَّبَتْهُ مِنَ السُّبْ
لِ وَمَا بَعَّدَتْ مِنَ الغَايَاتِ
نَظَرَاتٌ إِنْ حُقِّقَتْ فَهْيَ فِي جُمْ
لَتِهَا مِنْ صَوَادِقِ النَّظَرَاتِ
تِلكَ بِالفَيْلَسُوفِ إِْمَامَةٌ عَجْلْ
لَى أَتَقْضِيهِ حَقّهُ هَيْهَاتِ
كَيْفَ تُرْوِي الأُوَامَ وَالمَاءُ يَجْرِي
عَبَباً رَشْفَةٌ مِنَ الرَّشَفَاتِ
فَلْنُيَمِّمْ شَطْرَ الطَّبِيبِ وَفِي الرَّوْ
ضَةِ مَا يُجْتَنَى بِكُلِّ التِفَاتِ
أَيُّ وَصْفٍ أَوْفَى وَاَبْلَغُ مِمَّ
قَالَ فِي وَصْفِهِ كَبِيرُ الأُسَاةِ
قَدْ سَمِعْتُمْ فِيهِ عَليّاً وَهَلْ يَعْ
رِفُ إِلاَّ الثِّقَاتُ قَدْرَ الثِّقَاتِ
وَقَدِيماً تَجَوَّدَ ابْنُ سَنَاءِ ال
مُلكِ مَا صَاغَ فِيهِ مِنْ أَبْيَاتِ
سَأُعِيدُ المَعْنَى عَلَيْكُمْ وَإِنْ كَا
نَتْ مَعَانِيهِ جِدَّ مُخْتَلِفَاتِ
لَوْ شَكَا دَهْرُهُ الجَهَالَةَ مَا اسْتَعْ
صَى عَلَيْهِ إِبْرَاءُ تِلكَ الشَّكَاةِ
وَلَوِ البَدْرُ يَسْتَطِبُّ إِلَيْهِ
لَشَفَى مَا بِهِ مِنَ العِلاَّتِ
مَا الَّذِي أَحْدَثَ ابْنُ مَيْمُونَ فِي الطِّ
بِّ وَمَا شَأنُ تِلكُمُ المُحْدَثَاتِ
لَمْ يَقِفْ طِبُّهُ عَلَى المَلِكِ الأَفْ
ضَلِ وَالأَرْفَعِينَ فِي الطَّبَقَاتِ
أَنْفَعُ العِلْمِ مَا يُوَجِّهُهُ العَقْ
لُ إِلَى البِرِّ لاَ إِلى الشَّهَوَاتِ
سَخَّرَ الطِّبَّ لِلأَنَامِ جَمِيعاً
فَتَقَرَّاهُ فِي جَمِيعِ الجِهَاتِ
يَتَوَخّى قَيْدَ الأَوَابِدِ فِي بَا
بٍ َبَابٍ مِنْهُ وَجَمْعِ الشَّتَاتِ
وَيُقِرُّ السَّلِيمَ مِنْ كُلِّ زَيْفٍ
بَعْدَ لأْيٍ فِي المَحْوِ وَالإِثْبَاتِ
آخِذاً مِنْ تَجَارِبِ العُرْبِ وَاليُونَا
نِ وَالهُودِ نَاجِعَاتِ الصِّفَات
وَمُضِيفاً إِلَى الثَّوَابِتِ مِنْهَا
مُحْكَمَاتِ الأصُولِ وَالتَّجْرِبَاتِ
وَأَمَاطَ اللِّثَامَ عَنْ كُلِّ بُرْءٍ
سِرُّهُ فِي الجَمَادِ أَوْ فِي النَّبَاتِ
فَتَقَضَّى جِيلٌ فجِيلٌ وَلِلدَّا
ءِ دَوَاءٌ بِفَضْلِ تِلكَ الدَّوَاةِ
هَذِهِ مِصْرُ هَلْ تَرَى يَا أَبَا عِمْ
رَانَ فَرْقَ المِئِينَ فِي السَّنَوَاتِ
عَهْدُهَا عَهْدُهَا كَمَا كضانَ وَالما
ضِي بِمَا بَعْدَهُ وَثِيقُ الصِّلاةِ
لَمْ تكُنْ مُخْطِيءَ ارَّجَاءِ بِمَا اسْتَسْ
لَفْتَ مِنْ مَجْدِ هَذِهِ التَّكْرِمَاتِ
مِصْرُ كَانَتْ مِنْ بَدْئِهَا وَسَتَبْقَى
آخِرَ الدَّهْرِ مَبْعَثَ العَظَمَاتِ






















إِذَا أَنِسَتْ بِصُورَتِهِ عُيُونٌ
وَأَوْحَشَ قَوْمَهُ مِنْهُ السُّكُوتُ
فَإِنَّ لَهُ حَدِيثاً لَيْسَ يُبَلَى
تُحَدِّثُهُ مَآثِرُ لاَ تَفُوتُ
سَيَبْقَى الذِّكْرُ جيلاً بَعْدَ جِيلٍ
وَسَعْدُ اللهِ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ






















فِي رِيَاضِ النِّيلِ كَمْ مُسْتَنْزَهٍ
تَمْلأُ العَيْنَ حَلاَهُ الشَّائِقَاتْ
لاِعْتِدَالِ الجَوِّ فِيهِ عِزَّةٌ
بِالْتِوَاءِ الشَّجَرَاتِ البَاسِقَاتْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 04:29 AM
جَادَ الأَمِيرُ بِصَيدِهِ
فَدَعَتْ هَدِيَّتُهُ ثنَائِي
يَا طِيبَهُنَّ حَمَائِمَاً
عَلَّمَتْنِي حُسْنَ الوَفَاءِ
آوَيتُهُنَّ إلى الحَشَا
فَمَلأْنَ رَأْسِي بِالغِنَاءِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 04:30 AM
آنِسَاتُ الشَّواطِئْ
يَا لَها مِنْ خَوَاطِئْ
قَدْ أَصَابَت قُلُوبَنَا
بِالسِّهامِ الْخَواطِئْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 04:31 AM
الْيَوْمَ يَوْمُ مَصَارِعِ الشُّهَدَاءِ
هَلْ في جَوَانِبِهِ رَشَاشُ دَمَاءِ
للهِ غُيَّابٌ حضُورٌ في النُّهَى
مَاتُوا فَبَاتُوا أَخْلَدَ الأَحْياءِ
أَبْطَالُ تَفْدِيَةٍ لَقُوا جُهْدَ الأَذَى
في اللهِ وَامْتَنَعُوا مِنَ الإِيذاءِ
بُعَدَاءُ صِيتُ مَا تَوَخَّوْا شُهْرَةً
لَكِنْ قَضَوْا فِي ذِلَّةٍ وَعَنَاءِ
لَبِثُوا عَلَى إِيمَانِهِمْ وَيَدُ الرَّدَى
تَهْوِي بِتِلْكَ الأَرْؤُسِ الشَّمَّاءِ
سَلِمَتْ مَشِيئَتُهُمْ وَمَا فِيهِمْ سِوَى
مُتَقَطِّعِي الأَوْصَالِ وَالأَعْضَاءِ
صَبَرُوا عَلَى جَبَرُوتِ عَاتٍ قَاهِرٍ
سَاءَ النُّهَى وَالدِّينَ كُلَّ مَسَاءِ
مَا كَانَ دِقْلِتْيَانَ إِلاَّ طَاغِياً
مَلَكَ الرِّقَابَ بِغِلْظَةٍ وَجَفَاءِ
لاَنَتْ لَهُ الصُّمُّ الصِّلاَدُ وَلَمْ تَلِنْ
شَيْئاً قُلُوبُ الصَّفْوَةِ الفُضَلاَءِ
حَاشَا الْحَقِيقَةِ كَمْ مِثَالٍ لا تَرَى
إِلاَّ الْبَقَايَا مِنْهُ عَيْنُ الْرَّائِي
ظَلَّتْ حَنَايَاهُ وَإنْ حُطِمَتْ عَلَى
مَا كَانَ فِيهَا مِنْ تُقىً وَرَجَاءِ
إِنَّ الْعَقِيدَةَ نِعْمَةٌ عُلْوِيَّةٌ
تَصْفُو عَلَى الْنِّقَمَاتِ وَالأَرْزَاءِ
تَجْنِي فَخَاراً مِنْ إِهَانَاتِ الْعِدَى
وَتُصِيبُ إِعْزَازاً مِنَ الإِزرَاءِ
بِكْرُ بِأًوجِ الْحُسْنِ غَالٍ مَهْرُهَا
لاَ تُشْتَرَى بِأَيَاسِرِ الأَشْيَاءِ
تُزْرَى النَّفَائِسُ دُونَهَا وَلَربَّمَا
بَذَلَ النُّفُوسَ حَمَاتُهَا بِسَخَاءِ
أَليَوْمَ بَدْءُ الْعَامِ عَامِ النِّيلِ فِي
إِقْبَالِهِ المُتَجَدِّدِ الَّلأْلاَءِ
مَا انْفَكَّ فِي أَقْسَامِهِ وفُصُولِهِ
شَرَعاً وَفي الأَوْضَاعِ وَالأسْمَاءِ
قَدْ أُحْكِمَتْ في كُلِّهِ أَجْزَاؤُهُ
فَبَدَا تَمَامُ الْكُلِّ بِالأَجْزَاءِ
عَجَبٌ لِقَوْمٍ لاَتَنِي آثَارُهُمْ
هِيَ أَعْظَمُ الآثَارِ في الْغَبْرَاءِ
قُصَّتْ حَوَاشِيهِمْ وَقُلِّصَ ظِلُّهُمْ
إِلاَّ كِفَاحَ بَقِيَّةٍ لِبَقَاءِ
وَعَفَتْ مَعَاهِدُ بَطشِهِمْ أَوْ أَوْشَكَتْ
وَهَوَتْ صُرُوحُ العِزَّةِ الْقَعْساءِ
إِلاَّ نِظَاماً فَصَّلُوهُ لِعَامِهِمْ
فَلَقَدْ أَقَامَ كَأَصْلِهِ المُتَنَائِي
كَمْ دَوْلَةٌ دَالَتْ بِمصْرَ وَحُكْمُهُ
مُتَوَارَثٌ عَنْ أَقْدَمِ الآباءِ
وَإذَا بَنَى الأَقْوَامَ فِكْراً صَالِحاً
فَالْفِكْرُ يَثْبُتُ بَعْدَ كُلِّ بِنَاءِ
أمهيئي هَذَا المقَامَ وَمُبْدِعِي
هَذَا النِّظَامَ لِحِكْمَةٍ غَرَّاءِ
إنْ أَرْجُ فَالإقْبَالُ مَا أَرْجُو لَكُمْ
وَإذَا دَعَوْتُ فَبِالرُّقِيِّ دُعَائِي

العنيــــدهـ
09-07-2011, 04:36 AM
تِلْكَ الدُّجُنَّةُ آذَنَتْ بِجَلاَءِ
وَبَدَا الصَّبَاحُ فَحَيِّ وَجْهَ ذُكَاءِ
أَلعَدْلُ يَجْلُوهَا مُقِلاًّ عَرشَهَا
وَالظُّلمُ يَعْثُرُ عَثْرَةَ الظَّلْمَاءِ
يَا أَيُّهَا اليَومُ العَظِيمُ تَحِيَّةً
فُكَّ الأَسَارَى بَعْدَ طُولِ عَناءِ
أَوْشَكْتُ فيكَ وَقَدْ نَسَيتُ شَكِيَّتِي
أَنْ أُوسِعَ الأَيَّامَ طِيبَ ثَنَاءِ
حَسْبَي اعتِذَارُكَ عَن مَسَاءَةِ مَا مَضَى
بِمَبَرَّةٍ مَوْفُورَةِ الآلاَءِ
أَلشَّمْسُ يَزدَادُ ائتِلاقاً نُورُهَا
بَعدَ اعْتَكارِ اللَّيْلَةِ اللَّيْلاَءِ
ويُضَاعِفُ السَّرَّاءَ فِي إِقْبَالِهَا
تَذْكَارُ مَا وَلَّى مِنَ الضَّرَّاءِ
لاَ كَانَتِ الحِجَجُ الَّتِي كَابَدْتُهَا
مِنْ بَدْءِ تِلكَ الغارةِ الشّعوَاءِ
ألحزنُ حيثُ أبيتُ ملءُ جوانحي
والنارُ مِلءُ جَوَانِبِ الغَبْرَاءِ
دَامِي الْحُشَاشَةِ لَمْ أَخَلْنِي صَابِراً
بَعْدَ الفِرَاقِ فَظَافِراً بِلِقَاءِ
مُنْهَدُّ أَرْكَانِ العَزِيمَةِ لَمْ أَكدْ
يَأْساً أُمَنِّي مُهْجَتِي بِشِفاءِ
حجَج بَلَوْتُ المَوْتَ حِينَ بَلَوْتُهَا
مُتَعَرِّضاً لِي فِي صُنُوفِ شَقَاءِ
لَكِنَّهَا وَالْحَمْدُ لِلهِ انقْضَتْ
وَتَكَشَّفَتْ كَتكشفِ الغَمَّاءِ
وَغَدَا الْخَلِيلُ مُهَنِّئاً وَمُهَنَّأً
بَعْدَ الأَسَى وتَعَذُّرِ التَّأْسَاءِ
جَذْلاَنَ كَالطِّفْلِ السَّعِيد بِعِيدِهِ
مُسْتَرْسِلاً فِي اللَّفْظِ وَالإِيمَاءِ
يَقْضِي وَذلِكَ نَذْرُهُ فِي يَوْمِهِ
حَاجَاتِ سَائِلِهِ بِلاَ إِبْطَاءِ
مَا كَانَ أَجْوَدَهُ عَلَى بُشَرَائِهِ
بِثَرَائِهِ لَوْ كَانَ رَبَّ ثَرَاءِ
عَادَ الْحَبِيبُ الْمُفْتَدَى مِنْ غُرْبَةٍ
أَعْلَتْ مَكَانَتَهُ عَنِ الْجَوْزَاءِ
إِنَّ الأَدِيبَ وَقَدْ سَمَا بِبَلاَئِهِ
غيْرُ الأَدِيبِ وَلَيْسَ رَبَّ بَلاَءِ
فِي بَرْشَلُونَةَ نَازِحٌ عَنْ قَوْمِهِ
وَدِيَارِهِ وَالأَهْلِ وَالقُرْبَاءِ
نَاءٍ وَلَوْ أَغْنَتْ مِنَ المُقَلِ النُّهى
مَا كَانَ عَنْهُمْ لَحْظَةً بِالنَّائِي
بالأَمْسِ فِيهِ العَينُ تَحسُدُ قَلْبَهَا
وَاليَومَ يَلتَقِيَانِ فِي نَعْمَاءِ
أَهلاً بِنَابِغَةِ البِلاَدِ وَمَرْحَباً
بِالعَبْقَرِيِّ الفَاقِدِ النُّظَرَاءِ
شَوقِي أَمِيرِ بِيانِهَا شَوقِي فَتَى
فِتيانِهَا فِي الوَقْفَةِ النَّكْرَاءِ
شَوقِي وَهَلْ بَعْدَ اسمِهِ شَرَفٌ إِذَا
شَرُفَتْ رِجَالُ النُّبْلِ بِالأَسْمَاءِ
وَافَى وَمَنْ لِلفَاتِحينَ بِمِثلِ مَا
لاَقَى مِنَ الإِعْظَام وَالإِعْلاَءِ
مِصْرٌ تُحَيِّيهِ بِدَمعٍ دَافِقٍ
فَرَحاً وَأَحْدَاقٍ إِلَيْهِ ظِمَاءِ
مِصْرٌ تُحَيِّيهِ بِقَلْبٍ وَاحِدٍ
مُوفٍ هَواهُ بِهِ عَلَى الأَهْوَاءِ
جَذْلَى بعَوْدِ ذَكِيِّهَا وَسَرِيِّهَا
جَذْلَى بِعَوْدِ كَمِيِّهَا الأَبَاءِ
حَامِي حَقِيقَتَهَا وَمُعْلِي صَوتَهَا
أَيَّامَ كَانَ الصَّوتُ لِلأَعْدَاءِ
أَلمُنْشِيءِ اللَّبِقِ الحَفِيلِ نَظيمُهُ
وَنَثِيرُهُ بِرَوَائِعِ الأَبْدَاءِ
أَلْبَالِغِ الخَطَرَ الَّذِي لَمْ يَعْلُهُ
خَطَرٌ بِلاَ زَهْوٍ وَلاَ خُيَلاَءِ
أَلصَّادِقِ السَّمْحِ السَّريرَةِ حَيْثُ لاَ
تَعْدُو الرِّيَاءَ مَظَاهِرُ السُّمَحَاءِ
أَلرَّاحِمِ المِسْكِينَ وَالْمَلْهُوفَ وَالْ
مَظْلُومَ حِينَ تَعَذُّرِ الرُّحَمَاءِ
عِلْماً بِأَنَّ الأَقْوِيَاءَ لِيَوْمِهِمْ
هُمْ فِي غَدَاةِ غَدٍ مِن الضُّعَفَاءِ
أَلطَّيِّبِ النَّفَّسِ الكَريمِ بِمَالِهِ
فِي ضِنَّةٍ مِنْ أَنْفُسِ الكُرَمَاءِ
أَلكَاظِمِ الغَيْظَ الْغَفُورَ تَفَضُّلاً
وَتَطَوُّلاً لِجِهَالَةِ الْجُهَلاَءِ
جِدِّ الْوَفِيِّ لِصَحْبِهِ وَلأَهْلِهِ
وَلِقَوْمِهِ إِنْ عَزَّ جِدُّ وَفَاءِ
أَلمفْتَدِي الْوَطَنَ الْعزِيزَ بِرُوحِهِ
هَلْ يَرْتَقِي وَطَنٌ بِغَيْرِ فِدَاءِ
مُتَصَدِّياً لِلْقُدْوَةِ المُثْلَىَ وَمَا
زَالَ السَّرَاةُ مَنَائِرَ الدَّهْنَاءِ
هَذِي ضُرُوبٌ مِنْ فَضَائِلِهِ الَّتِي
رَفَعَتْهُ فَوْقَ مَنَازِلِ الأُمَرَاءِ
جَمَعَتْ حَوَالَيْهِ القُلُوبَ وَأَطْلَقَتْ
بَعْدَ اعْتِقَالٍ أَلْسُنَ الْفُصَحَاءِ
مَا كَانَ لِلإِطْراءِ ذِكْرَى بَعْضَهَا
وَهْيَ الَّتِي تَسْمُو عَنِ الإِطْرَاءِ
قُلتُ اليَسِيرَ مِنَ الكَثِيرِ وَلَمْ أَزِدْ
شَيْئاً وَكَمْ فِي النَّفْسِ مِنْ أَشْيَاءِ
أَرْعَى اتِّضَاعَ أَخِي فَأُوجِزُ وَالَّذِي
يُرْضِي تَوَاضُعَهُ يَسُوءُ إِخائِي
إِنَّ البِلاَدَ أَبا عَلِيٍّ كَابَدَتْ
وَجْداً عَلَيْكَ حَرَارَةَ البُرَحَاءِ
وَزَكَا إِلَى مَحبُوبِهَا تَحْنَانُهَا
بِتَبَغُّضِ الأَحْدَاثِ وَالأَرْزَاءِ
لاَ بِدْعَ فِي إِبْدَائِهَا لَكَ حُبَّهَا
بِنِهَايَةِ الإِبَدَاعِ فِي الإِبْدَاءِ
فَالْمُنْجِبَاتُ مِنَ الدِّيَارِ بِطَبْعِهَا
أحَنَى عَلَى أَبْنَائِهَا العُظَمَاءِ
أَلقُطْرُ مُهْتَزُّ الجَوانِبِ غِبْطَةً
فِيمَا دَنَا وَنَأَى مِنَ الأَرْجَاءِ
رَوِيَ العِطَاشُ إِلى اللِّقَاءِ وَأَصبَحُوا
بَعْدَ الجَوَى فِي بَهْجَةٍ وَصَفَاءِ
وَبِجَانِبِ الفُسْطَاطِ حَيٌّ مُوْحِشٌ
هُوَ مَوْطِنُ المَوْتَى مِنَ الأَحْيَاءِ
فِيهِ فُؤادٌ لَم يَقَرَّ عَلَى الرَّدَى
لأَبَرِّ أُمٍّ عُوجِلَتْ بِقَضَاءِ
لاَحَ الرَّجَاءُ لَهَا بِأَنْ تَلْقَى ابنَهَا
وَقَضَتْ فَجَاءَ اليَأْسُ حِينَ رَجَاءِ
أَوْدَى بِهَا فَرْطُ السَّعَادَةِ عِنْدَمَا
شَامَتْ لِطَلْعَتِهِ بَشِيرَ ضِيَاءِ
لَكِنَّمَا عَوْدُ الْحَبِيبِ وَعِيدُهُ
رَدَّا إِلَيهَا الْحسَّ مِنْ إِغْفَاءِ
فَفُؤادُهُا يَقِظٌ لَهُ فَرَحٌ بِهِ
وَبِفَرْقَدَيْهِ مِنْ أَبَرِّ سَمَاءِ
يَرْعَى خُطَى حُفَدَائِهَا وَيُعِيذُهُمْ
فِي كُلِّ نُقْلَةِ خُطْوَةٍ بِدُعَاءِ
فِي رَحْمَةِ الرِّحْمَنِ قَرِّي وَاشْهَدِي
تَمْجِيدَ أَحْمَدَ فَهْوَ خَيْرُ عَزَاءِ
وَلأُمِّهِ الكُبْرَى وَأُمِّكَ قَبْلَهُ
خَلِّي وَلِيدَكِ وَارْقدِي بِهَنَاءِ
مصْرُ بشَوْقِي قَدْ أُقِرَّ مَكَانُهَا
فِي الذُّرْوَةِ الأَدَبِيَّةِ الْعَصْمَاءِ
هُوَ أَوْحَدُ الشَّرقَيْنِ مِنْ مُتَقَارِبٍ
مُتَكَلِّمٍ بِالضَّادِ أَوْ مُتَنَائِي
مَا زَالَ خَلاَّقاً لِكُلِّ خَرِيدَة
تُصْبِي الْحَلِيمَ بِرَوْعَةٍ وَبَهَاءِ
كَالبَحْرِ يُهْدِي كُلَّ يَوْمٍ دُرَّةَ
أَزْهَى سَنىً مِنْ أُخْتِهَا الْحَسْنَاءِ
قُلْ لِلْمُشَبِّهِ إِنْ يُشَبِّهْ أَحْمَداً
يَوْماً بَمَعْدُودٍ مِنَ الأُدَبَاءِ
مَنْ جَال مِن أَهلِ اليَرَاعِ مَجالَهُ
فِي كُلِّ مِضْمارٍ مِنَ الإِنْشَاءِ
مَنْ صَالَ فِي فَلَكِ الخَيَالِ مَصَالَهُ
فَأَتَي بِكُلِّ سَبِيَّةٍ عَذْرَاءِ
أَصَحِبْتَهُ وَالنجْمُ نُصْبَ عُيُونِهِ
وَالشَّأْوُ أَوْجَ القُبَّةِ الزَّرْقَاءِ
إِذا بَاتَ يَسْتَوحِي فَأَوْغَلَ صَاعِداً
حَتَّى أَلمَّ بِمَصْدَرِ الإِيحَاءِ
أَقَرَأْتَ فِي الطَّيَرَانِ آيَاتٍ لَهُ
يَجْدُرْنَ بِالتَّرتِيلِ وَالإِقْرَاءِ
فَرَأَيتَ أَبدَعَ مَا يُرَى مِنْ مَنْظَرٍ
عَالٍ وَلَمْ تَرْكَبْ مَطِيَّ هَوَاءِ
وَشَهِدتَ إِفشاءَ الطَّبيعَةِ سِرَّهَا
لِلعَقلِ بَعدَ الضَّنِّ بِالإِفْشَاءِ
أَشَفَيْتَ قَلْبَكَ مِن مَحَاسِنِ فَنِّهِ
فِي شُكْرِ مَا لِلنِّيلِ مِنْ آلاَءِ
يَا حُسْنَهُ شَكراً مِنِ ابنٍ مُخِلصٍ
لأَبٍ هُوَ المَفْدِيُّ بِالآبَاءِ
أَغْلَى عَلَى مَاءِ الَّلآلِيءِ صَافياً
مَا فَاضَ ثَمَّةَ مِنْ مَشُوبِ المَاءِ
أَتَهَادَتِ الأَهْرَامُ وَهْيَ طَرُوبَةٌ
لِمَديحِهِ تَهْتَزُّ كَالأَفْيَاءِ
فَعَذَرْتُ خَفَّتَهَا لِشِعْرٍ زَادَهَا
بِجَمَالِهِ البَاقِي جَمالَ بَقَاءِ
أَنَظَرْتَ كَيْفَ حَبَا الْهَيَاكِلَ وَالدُّمَى
بِحُلىً تُقَلِّدُهَا لِغَيْرِ فَنَاءِ
فكَأَنَّها بُعِثَتْ بِهِ أَرْوَاحُهَا
وَنَجَتْ بِقُوَّتِه مِنَ الإِقْوَاءِ
أَتَمَثَّلَتْ لَكَ مِصْرُ فِي تَصْوِيرهِ
بِضَفَافِهَا وَجِنَانِهَا الْفيْحَاءِ
وَبَدَا لِوَهْمِكَ مِنْ حُلِيِّ نَبَاتِهَا
أَثَرٌ بِوَشْيِ بَيَانِهِ مُتَرَائِي
أَسَمِعْتَ شَدْوَ الْبُلْبُلِ الصَّدَّاحِ فِي
أَيْكَاتِهَا وَمَنَاحَةَ الَوَرْقَاءِ
فَعَجِبْتَ أَنَّي صَاغَ مِنْ تِلْكَ اللُّغَى
كَلِمَاتِ إِنْشَادٍ وَلَفْظَ غِنَاءِ
للهِ يَا شَوْقِي بَدَائِعُكَ الَّتِي
لَوْ عُدِّدَتْ أَرْبَتْ عَلَى الإِحْصَاءِ
مَنْ قَالَ قَبْلَكَ فِي رِثَاءٍ نِقْسُهُ
يَجْرِي دَماً مَا قُلْتَ فِي الْحَمْرَاءِ
فِي أَرضِ أَنْدُلُسٍ وَفِي تَارِيخِهَا
وَغَرِيبِ مَا تُوحِي إِلى الغُرَبَاءِ
جَارَيْتَ نَفْسَكَ مُبْدِعاً فِيهَا وَفِي
آثَارِ مِصْرَ فَظَلْتَ أَوْصَفَ رَائِي
وَبَلَغْتَ شَأْوَ الْبُحْتُرِيِّ فَصَاحَةً
وَشَأَوْتَهُ مَعْنىً وَجَزْلَ أَدَاءِ
بَلْ كُنْتَ أَبْلَغَ إِذْ تَعَارِضُ وَصْفَهُ
وَتَفُوقُ بِالتَّمْثِيلِ وَالإِحْيَاءِ
يَا عِبْرَةَ الدُّنْيَا كَفَانا مَا مَضَى
مِنْ شأْنِ أَنْدُلُسٍ مَدىً لِبُكَاءِ
مَا كَان ذَنْبُ الْعُربِ مَا فَعَلُوا بِهَا
حَتَّى جَلَوْا عَنْهَا أَمَرَّ جَلاَءِ
خَرَجُوا وَهُمْ خُرْسُ الْخُطَى أَكْبَادُهُمْ
حَرَّى عَلَى غَرْنَاطَةَ الْغَنَّاءِ
أَلْفُلْكُ وَهْيَ الْعَرْشُ أَمْسِ لِمَجْدِهِمْ
حَمَلَتْ جَنَازَتَهُ عَلَى الدَّأْمَاءِ
أَوْجَزْتَ حِينَ بَلَغْتَ ذِكْرَى غِبِّهِمْ
إِيجَازَ لاَ عِيٍّ وَلاَ إِعْيَاءِ
بَعْضُ السُّكُوتِ يَفُوقُ كُلَّ بَلاَغةٍ
فِي أَنْفُسِ الفَهِمِينَ وَالأُرَبَاءِ
وَمِنَ التَّنَاهِي فِي الْفَصَاحَةِ تَرْكُهَا
وَالْوَقْتُ وَقْتُ الخُطْبَةِ الْخَرْسَاءِ
قَدْ سُقْتَهَا لِلشَّرْقِ دَرْساً حَافِلاً
بِمَوَاعِظِ الأَمْوَاتِ لِلأحْيَاءِ
هَلْ تُصْلِحُ الأَقْوَامَ إِلاَّ مُثْلَةٌ
فَدَحَتْ كَتِلْكَ المُثْلَةِ الشَّنْعَاءِ
يَا بُلْبُلَ الْبَلَدِ الأَمِينِ وَمُؤنِسَ الْ
لَيْلِ الْحَزِينِ بِمُطْرِبِ الأَصْدَاءِ
غَبرَتْ وَقَائِعُ لَمْ تَكُنْ مُسْتَنْشَداً
فِيهَا وَلاَ اسْمُكَ مَالِيءَ الأَنْبَاءِ
لَكِنْ بِوَحْيِكَ فَاهَ كُلُّ مُفَوَّهٍ
وَبِرَأْيِكَ اسْتَهْدَى أُولُو الآرَاءِ
هِيَ أُمَّةٌ أَلْقَيْتَ فِي تَوحِيدَهَا
أُسًّا فَقَامَ عَلْيِه خَيْرُ بِنَاءِ
وَبَذَرْتَ فِي أَخلاَقِهَا وَخِلاَلِهَا
أَزْكَى البُذُورِ فَآذَنَتْ بِنَمَاءِ
أَمَّا الرِّفَاقُ فَمَا عَهِدْتِ وَلاَؤُهُمْ
بَلْ زَادَهُمْ مَا سَاءَ حُسنَ وَلاَءِ
وشَبَابُ مِصْرَ يَروَنَ مِنْكَ لَهُمْ أَباً
ويَرَوْنَ مِنْكَ بِمَنزِلِ الأَبنَاءِ
مِنْ قَوْلِكَ الحُرِّ الجَرِيءِ تَعَلَّمُوا
نَبَرَاتِ تِلْكَ العِزَّةِ القَعْسَاءِ
لا فَضلَ إِلاَّ فَضلُهُم فِيمَا انْتَهَي
أَمُر البِلاَدِ بَعْدَ عَنَاءِ
كانوا هُمُو الأشْيَاخَ وَالفِتْيَانَ وَال
قُوَّادَ وَالأَجْنَادَ فِي البَأْساءِ
لَمْ يَثْنِهِم يَومَ الذِّيَادِ عَنِ الحِمَى
ضَنٌّ بِأَموَالٍ وَلاَ بِدِمَاءِ
أَبطَالُ تَفْدِيَةٍ لَقُوا جُهْدَ الأَذَى
فِي الحَقِّ وَامْتَنَعُوا مِنَ الإِيذَاءِ
سَلِمَتْ مَشيِئَتُهُم وَمَا فِيهمْ سِوَى
مُتَقَطِّعِي الأَوصَالِ وَالأَعضَاءِ
إِنَّ العَقِيدَةَ شِيمَةٌ عُلْوِيَّةٌ
تَصفُو عَلَى الأَكْدَارِ وَالأَقْذَاءِ
تَجْنِي مَفَاخِرَ مِن إِهَانَاتِ العِدَى
وَتُصِيبُ إِعزازاً مِنَ الإِزرَاءِ
بكْرٌ بِأَوجِ الحُسْنِ أَغَلى مَهْرَهَا
شَرَفٌ فَلَيْس غَلاَؤُهُ بِغَلاَءِ
أَيُضَنُّ عَنْهَا بِالنَّفِيسِ وَدُونَها
يَهَبُ الحُمَاةُ نُفُوسَهُمْ بِسَخاءِ
تِلْكَ القَوَافِي الشَّارِدَاتُ وَهذِهِ
آثَارُهَا فِي أَنفُسِ القُرَّاءِ
شَوْقِي إِخَالُكَ لَمْ تَقُلْهَا لاَهِياً
بِالنَّظمِ أَوْ مُتَبَاهِياً بِذَكَاءِ
حُبُّ الحِمَى أَمْلَى عَلَيْكَ ضُرُوبَهَا
متَأَنِّقاً مَا شَاءَ فِي الإِملاَءِ
أَعْظِمْ بِآياتِ الهَوَى إِذْ يَرْتَقِي
مُتجَرِّداً كَالجَوهَرِ الوضَّاءِ
فَيُطَهِّرُ الوِجْدَانَ مِنْ أَدْرَانِهِ
وَيَزِينُهُ بِسَواطِعِ الأًضوَاءِ
وَيُعِيدُ وَجْهَ الغَيْبِ غَيْرَ مُحَجَّبٍ
وَيَرَدُّ خَافِيةً بِغَيرِ خَفَاءِ
أَرْسَلْتَها كَلِماً بَعِيدَاتِ المَدَى
تَرْمِي مَرَامِيَهَا بِلاَ إِخْطَاءِ
بيْنَا بَدَتْ وَهْيَ الرُّجُومُ إِذ اغْتَدَتْ
وَهْيَ النُّجُومُ خَوَالِدَ اللَّأْلاَءِ
مَلأَتْ قُلُوبَ الْهائِبِينَ شَجَاعَةً
وَهَدَتْ بَصائِرَ خَابِطِي العَشْوَاءِ
مِنْ ذلِكَ الرُّوحِ الكَبِيرِ وَمَا بِهِ
يَزدَانُ نَظْمُكَ مِن سَنىً وَسَنَاءِ
أَعْدِدْ لِقَوْمِكَ وَالزَّمَانُ مُهَادِنٌ
مَا يَرتَقُونَ بِهِ ذُرَى العَليَاءِ
أَلْيَوْمَ يَوْمُكَ إِنَّ مِصرَ تَقَدَّمَتْ
لِمَآلِهَا بِكَرَامَةٍ وَإبَاءِ
فَصغِ الحُليَّ لَهَا وَتَوِّجْ رَأْسَهَا
إِذْ تَسْتَقِلُّ بِأَنْجُمٍ زَهْرَاءِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 04:37 AM
لِعَلِيٍّ قَرَارَةٌ بِالعَرَاءِ
هِيَ فِي الأَرْضِ قَطُعَةٌ مِنْ سَمَاءِ
بَاتَ فِيها وَقَدْ تَوَجَّهَ للهِ
حَنِيفاً بِوَجْهِهِ الوَضَّاءِ
وَافِرَ الأُنْسِ حَيْثُ قَرَّ وَحِيداً
بِاخْتِلاَفِ الملائِكِ الأُمَنَاءِ
جَسَدٌ عِنْدَ مُنْتَهَى ظُلَمِ الدّهْرِ
وَرُوحٌ في مُزْدَهَي الأَضْوَاءِ
يَا أبَا صِيرَ مِنْ قُرَى غَرْبِ مِصْرٍ
بِتِّ سِرّاً للهِ في الوُدَعَاءِ
بَيْنَ مَا فِيكِ مِنْ زَرِيِّ المَغَانِي
شِيدَ بَيْتٌ سَمَا إلى الُجَوْزاءِ
بِعَليٍّ غَدَوْتِ دارَ المَعَالي
وَمَزَارَ العُفَاةِ والأُمَرَاءِ
بِالنَّبِيهِ النَّزِيهِ عَنْ كلِّ كِبْرٍ
بِتِّ أَحْرَى البِلاَدِ بِالكِبْرِيَاءِ
كَرَّمَ اللهُ في الحَيَاةِ عَلِيّاً
وَبِهِ قدْ كَرُمْتِ في الأَرْجَاءِ
بِالسَّرِيِّ المُبَجَّلِ المنزلاوِ
يِّ سَرِيِّ الأَجْدَادِ وَالآباءِ
بِالتَّقِيِّ النَّقِيِّ مِنْ كُلِّ عَيْبٍ
كعْبَةِ الفَضْلِ قُدْوِةِ الأَتقياءِ
بِالَّذِي لَمْ يَجِئْهُ وَحْيٌ وَلَكِنْ
لَمْ تَفُتْهُ خَلائقُ الأَنبياءِ
كَرَمٌ جَاوزَ الأَمَانيَّ حَتَّى
قَصُرَتْ عَنْهُ سَابِقَاتُ الرَّجَاءِ
وَحَيَاءٌ عَلى الشَّجَاعَةِ نَاهِيكَ
بِخُلْقَيْ شَجَاعَةٍ وَحَياءِ
كَانَ فِي قَوْمِهِ صَلاَحاً وَإِصْلاَحاً
فَعَاشُوا في عِفَّةٍ وَرَخَاءِ
صَانَ أَعَرَاضَهُمْ وَصَانَ حِمَاهُمْ
مِنَ فَسَادٍ وَضَلَّةٍ وَشَقَاءِ
عَاشَ فِيهم كَأَنَّما هُو مِنْهُمْ
وَهْوَ لُوْ شَاءَ عُدَّ فِي الأُوْلِيَاءِ
أرَصَدَ العُمْرَ لِلْهُدَى وَتَوَلَّى
كَاغْتِمَادِ الشِّهَابِ فِي الظَّلْماءِ
مُخْلِفاً نَجْلَهُ الكَرِيمَ عَلِيّاً
لِلْمُرُوءَاتِ والنَّدَى وَالوَفَاءِ
يَا أَبَا المَجْدِ لَيْسَ مِثْلُكَ مَيْتاً
وَعَليٌّ فَتَاهُ فِي الأَحْيَاءِ
فَتَمَلَّ النِعُمَاءَ خَالِدَةً فِي
جَنَّةٍ صُبْحُهَا بِغَيْرِ مَسَاءِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 04:38 AM
قَبَسٌ بَدَا مِنْ جَانِبِ الصَّحْرَاءِ
هَلْ عَادَ عَهْدُ الْوَحْيِ فِي سِيناءِ
أَرْنُو إِلى الطُّورِ الأَشَمِّ فَأَجْتَلِي
إيماضَ بَرْقٍ وَاضِحَ الإِيمَاءِ
حَيْثُ الْغَمَامَةُ وَالْكَلِيمُ مَرَوَّعٌ
أَرْسَتْ وَقُوراً أَيَّمَا إِرْسَاءِ
دَكْنَاءُ مُثْقَلَةُ الْجَوَانِبِ رَهْبَةً
مَكْظُومَةُ النِّيرَانِ فِي الأَحْشَاءِ
حَتَّى تَكَلَّمَ رَبُّهَا فَتَمَزَّقَتْ
بَيْنَ الصَّوَاعِبِ فِي سَنىً وَسَنَاءِ
وَتَنَزَّلَتْ أَحْكَامُهُ فِي لَوْحِهَا
مَكْتُوبَةً آيَاتُهَا بِضِيَاءِ
أَتْرَى الْعِنَايَةَ بَعْدَ لأْيٍ هَيَّأَتْ
للشَّرْقِ مَنْجَاةً مِنَ الْغَمَّاءِ
فَأُتِيحَ فِي لَوْحِ الْوَصَايَا جَانِبٌ
خَالٍ لَمُؤْتَنَفِ مِنَ الإِيصَاءِ
وَتَخَلَّفَتْ بَيْنَ الرِّمَالِ مَظِنَّةٌ
لِتَفَجُّرٍ فِي الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ
قَدْ آنَ لِلْعَاشِينَ فِي ظَلْمَائِهِمْ
حِقْباً خُرُوجُهُمُ مِنَ الظَّلْمَاءِ
إِنَّي لِمَيْمُونُ النَّقِيبَةِ مُلْهَمٌ
إِبْرَاءُ زَمْنَاهُمْ وَرِيُّ ظِمَاءِ
إِنْ لَمْ يَقُدْهُمْ قَائِدٌ ذُو مِرَّةٍ
وَالبَأْسُ قَدْ يُنْجِي مِنَ البْأْسَاءِ
هَلْ مِنْ بَشِيرٍ أَوْ نَذِيرٍ قادِرٍ
مُتَبَيِّنٍ مِنْهُمْ مَكَانَ الدَّاءِ
يَهْدِيهُمُ سُبُلَ الرُّقِيِّ مُلاَئِماً
لِزَمانِهِمْ وَطَرائِقَ الْعَلْيَاء
أَلشَّاعِرِيَّةُ لاَ تَزَالُ كَعَهْدِها
بَعْدَ النُّبُوَّةِ مَهْبِطَ الإِيحَاءِ
وَالصَّوْتُ إِنْ تَدْعُ الْحَقِيقَةُ صَوْتُهَا
وَالنُّورُ نُورُ خَيَالِهَا الْوَضَّاء
يَا شَيْخَ سِينَاءَ الَّتي بُعِثَ الْهُدَى
مِنْ تِيهِهَا فِي آيَةٍ غَرَّاءِ
سَنَرَى وَأَنْتَ مُعَرِّبٌ عَنْ حَقِّهَا
كَيْفَ الموَاتُ يَفُوزُ بِالأَحْيَاءِ
هَذِي النِّيَابَةُ شَرَّفَتْكَ وَشَرَّفَتْ
بِكَ فِي الْبِلاَدِ مكَانَةَ الأُدَبَاءِ
قَأَهْنَأْ بِمَنْصِبِهَا الرَّفِيعِ وَإِنْ تَكُنْ
أَعْبَاؤُهَا مِنْ أَفْدَحِ الأَعْبَاءِ
حَسْبُ القَرِيضِ زِرَايَةً فَاثْأَرْ لَهُ
وَارْفَعْ بِنَاءَكَ فَوْقَ كُلِّ بِنَاءِ
وَأَرِ الأُلى جَارُوا عَلَى أَرْبَابِهِ
آفَاتِ تِلْكَ الخُطَّةِ العَوْجَاءِ
إِنَّ التَّوَاكُلَ وَالتَّخَاذُلَ وَالقِلَى
لأَقَلُّ مَا جَلَبَتْ مِنَ الأَرْزَاءِ
وَتَنَزُّلِ الأَقْوَامِ عَنْ أَخْطَارِهَا
وَتَعَسُّفِ الحُكِّامِ وَالكُبَرَاءِ
أَبْنَاءُ يَعْرُبَ فِي أَسىً مِنْ حِقْبَةٍ
شَقِيتَ بِهَا الآدابُ جِدَّ شَقَاءِ
جَنَفَ البُغَاةُ بِهَا عَلَى أَهْلِ النُّهَى
وَاسْتُعْبِدَ العُلَمَاءُ لِلْجُهَلاَءِ
وَتَخَيَّلَ السَّادَاتُ فِي أَقْوَامِهِمْ
شُعَرَاءَهَا ضَرْباً مِنَ الأُجرَاءِ
وَهُمُ الَّذِينَ تَنَاشَدُوا أَقْوَالَهُمْ
لِلْفَخْرِ آوِنَةً وَلِلتَّأْسَاءِ
وَبِفَضْلِهِمْ غُذِيَتْ غِرَاثُ عُقُولِهِمْ
مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ أَلَذَّ غِذَاءِ
وَبِنفحَةٍ مِنْهُمْ غَدَتْ أَسْمَاؤُهُمْ
مِنْ خَالِدَاتِ الذِّكْرِ فِي الأَسْمَاءِ
أصْلِحْ بِهِمْ رَأْيَ الأُولَى خَالُوهُمُ
آلاتِ تَهْنِئَةٍ لَهُمْ وَعَزَاءِ
وَلْتَشْهَدِ الأَوْطَانُ مَا حَسَنَاتُهُمْ
فِي المَنَصِبِ الْعَالِي وَفِي الإِثْرَاءِ
وَلْتَعْلَمِ الأَيَّامُ مَا هُوَ شأْنُهُمْ
فِي كُلِّ مَوْقِفِ عِزَّةٍ وَإِبَاءِ
يَا بَاعِثَ المَجْدِ الْقَدِيمِ بِشِعْرِه
وَمُجَدِّدَ الْعَرَبِيَّةِ الْعَربَاء
أَنْتَ الأَمِيرُ وَمَنْ يَكُنْهُ بِالْحِجَى
فَلَهُ بِهِ تِيهٌ عَلَى الأُمَرَاءِ
أَلْيَوْمَ عِيدُكَ وَهْوَ عِيدٌ شَامِلٌ
لِلضَّادِ فِي مُتَبَايَنِ الأَرْجَاءِ
فِي مِصْرَ يُنْشِدُ مِنْ بَنِيها مُنْشِدٌ
وَصَدَاهُ فِي الْبَحْرَيْنِ وَالزَّوْرَاءِ
عِيدٌ بِهِ اتَّحَدَتْ قُلُوبُ شُعُوبِهَا
وَلَقَدْ تَكُونُ كَثِيرَةُ الأَهْواءِ
كَمْ رِيمَ تَجْدِيدٌ لِغَابِرِ مَجْدِهَا
فَجَنَى عَلَيْهَ تَشَعُّبُ الآرَاءِ
مَا أَبْهَجَ الشَّمْسَ الَّتِي لاَحَتْ لَهَا
بَعْدَ الْقُنُوطِ وَطَالَعَتْ بِرجَاءِ
أَلشِّعْرُ أَدْنَى غَايَةً لَمْ يَسْتَطِعْ
إِدْنَاءَهَا عَزْمٌ وَحُسْنُ بَلاَءِ
مَا السِّحْرُ إِلاَّ شِعْرُ أَحْمَدَ مَالِكاً
مِنْهَا الْقِيَادَ بِلُطْفِ الاسْتِهْوَاءِ
قَدْ هَيَّأَتْ آيَاتُهُ لِوُفُودِهَا
فِي مِصْرَ عَنْ أُمَمٍ أَحَبَّ لِقَاءِ
لاَ يُوقِظَ الأَقْوَامَ إِلاَّ مُنْشِدٌ
غَردٌ يُنَبِّهُ نَائِمَ الأَصْدَاءِ
كَلاًّ وَلَيْسَ لَهَا فَخَارٌ خَالِصٌ
كَفَخَارِهَا بِنَوَابِغِ الشُّعَرَاءِ
يا مِصْرُ بَاهِي كُلَّ مِصْرٍ بِالأولَى
أَنْجَبْتِ مِنْ أَبْنَائِكِ الْعُظَمَاءِ
حَفَلُوا لأَحْمَدَ حَفْلَةً مَيْمُونَةً
لَمْ تَأْتِ في نَبَإٍ مِنَ الأَنْبَاءِ
مَا أَحْمَدٌ إلاَّ لِوَاءُ بِلاَدِهِ
فِي الشَّرْقِ يَخْفُقُ فَوْقَ كُلِّ لِوَاءِ
عَلَمٌ بِهِ الوَادِي أَنَافَ عَلَى ذُرىً
شُمِّ الْجِبَالِ بِذُرْوَةٍ شَمَّاءِ
بَسَمَتْ ذُؤَابَتُهُ وَمَا زَانَ الرُّبَى
فِي هَامَهَا كَالحِلْيَةِ الْبَيْضَاءِ
هَلْ فِي لِدَاتٍ أَبِي عَلِيٍّ نِدُّهُ
إِنْ يَصْدُرَا عَنْ هِمَّةٍ وَمَضَاءِ
أَوْ شَاعِرٍ كَأَبِي حُسَيْنٍ آخِذٍ
مِنْ كُلِّ حَالٍ مَأْخَذَ الْحُكَمَاءِ
فَهِمَ الحَيَاةَ عَلَى حَقِيقَةِ أَمْرِهَا
فأَحَبَّهَا مَوْفُورَةَ النَّعْمَاءِ
يَجْنِي دَوَانِيهَا وَلاَ يَثْنِيهِ مَا
دُونَ القَواصِي مِنْ شَدِيدِ عَنَاءِ
يقْضِي مُنَاهُ أَنَاقَةً فِي عيْشِهِ
وَيَفِيَ بِحَقِّ المَجْدِ أَيَّ وَفَاءِ
عَظُمَتْ مَوَاهِبُهُ وَأَحْرَزَ مَا اشْتَهَى
مِنْ فِطْنَةٍ خَلاَّبَةٍ وَذَكَاءِ
إِنْ تَلْقَهُ تَلْقَ النُّبُوغَ مُمَثَّلاً
فِي صُورَةِ لَمَّاحَةِ اللَّأْلاَءِ
طُبِعَتْ مِنَ الحُسْنِ العَتِيقِ بِطَابَعٍ
وَضَّاحِ آيَاتٍ بَدِيعِ رُوَاءِ
زَانَ الخَيَالُ جَمَالَهَا بِسِمَاتِهِ
وَأَعَارَهَا قَسَمَاتِهِ لِبَقَاءِ
واليَوْمَ إِذْ وَلَّى الصَّبَا لَمْ يَبْقَ مِنْ
أَثَرٍ عَلَيْهَا عَالِقٍ بَفَنَاءِ
لاَ شَيءَ أَرْوَعُ إِذْ تَكُونُ جَلِيسَهُ
مِنْ ذلِكَ الرَّجُلِ القَرِيبِ النَّائِي
أَبَداً يُقَلَّبُ نَاظِرَيْهِ وَفِيهِمَا
تَقْلِيبُ أَمْوَاجٍ مِنَ الأَضْوَاءِ
يرَنْو إِلى العَلْيا بِسَامي طَرْفِهِ
وَيُلاَحِظُ الدُّنْيَا بِلاَ إِزْرَاءِ
يُغْضِي سَمَاحاً عنْ كَثِيرٍ جَفْنُهُ
وَضَمِيرُهُ أَدْنَى إِلى الإِغْضَاءِ
فَإِذَا تُحَدِّثُهُ فَإِنَّ لَصَوْتَهَ
لَحْناً رَخِيمَ الْوَقْعِ في الْحَوْبَاءِ
فِي نُطْقِهِ الدُّرُّ النَفِيسُ وَإِنَّمَا
تَصْطَادُهُ الأَسْمَاعُ بِالإِصْغَاءِ
لَكِنَّ ذَاكَ الصَّوْتَ مِنْ خَفْضٍ بِهِ
يَسْمُو الْحِفَاظُ بِهِ إِلى الْجَوْزَاءِ
أَعْظِمْ بِشَوْقِي ذَائِداً عَنْ قَوْمِهِ
وَبِلاَدِهِ فِي الأَزْمَةِ النَّكْرَاءِ
لَتَكَادُ تَسْمَعُ مِنْ صَريرِ يَرَاعِهِ
زأْراً كَزَأْرِ الأُسْدِ فِي الْهَيْجَاءِ
وَتَرَى كَأّزْنِدَةٍ يَطِيرُ شَرَارُهَا
مُتَدَارِكاً فِي الأَحْرُفِ السَّوْدَاءِ
وَتُحِسُّ نَزْفَ حُشَاشَةٍ مَكْلُومَةٍ
بِمَقَاطِرِ الْياقُوتَةِ الحُمْرَاءِ
فِي كُلِّ فَنٍ مِنْ فُنُونِ قَرِيضِهِ
مَا زَالَ فَوْقَ مَطَامِعِ النُّظَرَاءِ
أَمَّا جَزَالَتُهُ فَغَايَةُ مَا انْتَهَتْ
شَرَفاً إِليْهِ جَزَالَةُ الفُصَحَاءِ
وَتَكَادُ رِقَّتُهُ تَسِيلُ بِلَفْظِهِ
فِي المُهْجَةِ الظَّمْأَى مَسِيلَ المَاءِ
لَوْلاَ الْجَديدُ مِنَ الْحَلَى فِي نَظْمِهِ
لَمْ تَعْزُهُ إِلاَّ إِلى الْقُدَمَاءِ
نَاهِيكَ بِالْوَشْيِ الأَنِيقِ وَقَدْ زَهَا
مَا شَاءَ فِي الدِّيبَاجَةِ الْحَسْنَاءِ
يَسْرِي نَسِمُ اللُّطْفِ فِي زِينَاتِهَا
مَسْرَى الصِّبَا فِي الرَّوْضَةِ الْغَنَّاءِ
هَتَكَتْ قَريحَتُهُ السُّجُوفَ وَأَقْبَلَتْ
تَسْبِي خَبَايَا النَّفْسِ كلَّ سِبَاءِ
فَإِذَا النَّوَاظِرُ بَيْنَ مُبْتَكرَاتِهِ
تُغْزَى بِكُلِّ حَيِية عَذْرَاءِ
فِي شدْوِهِ وَنُوَاحِهِ رَجْعٌ لِمَا
طَوِيَتْ عَلَيْهِ سَرَائِرُ الأَحْيَاءِ
هَلْ فِي السَّمَاعِ لِبَث آلامِ الْجَوَى
كَنُوَاحِهِ وَكَشَدْوِهِ بِغِنَاءِ
يشْجِي قَدِيمُ كَلاَمِهِ كَجَدِيدهِ
وَأَرَى الْقَدِيمَ يَزِيدُ فِي الإِشْجَاءِ
فَمِنَ الْكَلاَمِ مُعَتَّقٌ إِنْ ذُقْتَهُ
ألْفَيْتَهُ كَمُعَتَّقِ الصَّهْبَاءِ
مَلأَتْ شَوَارِدُهُ الْحَوَاضِرَ حِكْمَةً
وَغَزَتْ نُجُوعَ الْجَهْلِ فِي البَيْدَاءِ
وَتُرَى الدَّرَارِي فِي بُحُورِ عَرُوضَهِ
وَكَأّنَّهُنَّ دَنَتْ بِهِنَّ مَرَائِي
كَمْ فِي مَوَاقِفِهِ وَفِي نَزَعَاتِهِ
مِنْ مُرْقِصَاتِ الْفَنِّ وَالإِنْشَاءِ
كَمْ فِي سَوَانِحِهِ وَفِي خَطَرَاتِهِ
مِنْ مُعْجِزَاتِ الْخَلْقِ وَالإِبْدَاءِ
رَسَمَ النُّبُوغُ لَهُ بِمُخْتَلِفَاتِهَا
صُوَراً جَلاَئِلَ فِي عُيُون الرَّائِي
أَلمَمْتُ مِنْ شَوْقِي بِنَحُوٍ وَاحِدٍ
وَجَلاَلُهُ مُتَعَدِّدُ الأَنْحَاءِ
مَلأَتْ مَحَاسِنُهَا قُلُوبَ وَلاَتِهِ
وَتَثَبَّتَتْ فِي أَنْفْسِ الأَعْدَاءِ
لِلهِ شَوْقِي سَاجِياً أَوْ ثَائِراً
كَاللَّيْثِ وَالْبُرْكَانِ وَالدَّأْمَاءِ
لِلهِ شَوْقِي فِي طَرَائِقِ أَخْذِهِ
بِطَرَائِفِ الأَحْوَالِ وَالأَشْيَاءِ
فِي لَهْوِهِ وَسُرُورِهِ فِي زُهْوِهِ
وَغُرُورِهِ فِي الْبَثِّ وَالإِشْكَاءِ
فِي حُبِّهِ للِنِّيلِ وَهْوَ عِبَادَةٌ
للِرَازِقِ الْعُوَّادِ بِالآلاَءِ
فِي بِرِّهِ بِبِلاَدِهِ وَهِيَامِهِ
بِجَمَالِ تَلْكَ الْجَنَّةِ الْفَيْحَاءِ
فِي وَصْفَهِ النْعَمَ التِي خصت بِهَا
مِن حُسْنِ مُرْتَبُعٍ وَطِيبِ هَوَاءِ
فِي ذِكْرِهِ مُتَبَاهِياً آثَارَهَا
وَمَآثِرَ الأَجْدَادِ وَالآباءِ
فِي فَخْرِهِ بِنُهُوضِهَا حَيْثُ الرَّدَى
يَهْوِي بِهَامِ شَبَابِهَا النُّبَهَاءِ
فِي شُكْرِهِ لِلْمَانِعِينَ حِياَضَهَا
وَحُمَاةِ بَيْضَتِهَا مِنَ الشُّهَدَاءِ
فِي حَثَّهِ أَعْوَانَ وَحْدَتِهَا عَلَى
وُدٍّ يُؤَلِّفُ شَمْلَهُمْ وَإِخَاءِ
مَتَثَبِّتِينَ مِنَ الْبِنَاءِ برُكْنِهِ
لِتَمَاسُكِ الأَعْضَادِ وَالأَجْزَاءِ
فِي نُصْحِهِ بِالعِلْمِ وَهْوَ لأَهْلِهِ
حِرْزٌ مِنَ الإِيهَانِ وَالإِيهَاءِ
فِي وَصْفِهِ الآيَاتِ مِمَّا أبْدَعَتْ
أُممٌ يَقِظْنَ وَنَحْنُ فِي إِغْفَاءِ
وَصْفٌ تَفَنَّنَ فِيهِ يُغْرِي قَوْمَهُ
بِالأَخْذِ عَنْهَا أشْرَفَ الإِغْراءِ
لَمْ يُبْقِ مِنْ عَجَبٍ عُجَابٍ خَافِياً
فِي بَطْنِ أَرْضٍ أَوْ بِظَهْرِ سَمَاءِ
هَذَا إِلى مَا لاَ يُحِيطُ بِوَصْفِهِ
فِكْرِي وَدُونَ أَقَلَّهِ إِطْرَائِي
بَلَغتْ خِلاَلُ الْعَبْقَرِيَّةِ تِمَّهَا
فِيهِ وَجَازَتْ شَأْوَ كُلِّ ثَنَاءِ
فَإذَا عَيِيتُ وَلَمْ أَقُمْ بِحُقُوقِهَا
فَلَقَدْ يَقُومُ الْعُذْرُ بالإِبْلاءِ
مَاذَا عَلَى مُتَنَكِّبٍ عَنْ غَايَةٍ
وَالشَّوْطُ لِلأَنْدادِ والأَكْفَاءِ
أًعَلِمْتَ مَا مِنّي هَوَاهُ وَإِنَّهُ
لَنَسِيجُ عُمْرٍ صَدَاقَةٍ وَفِدَاءِ
أَيْ حَافِظَ الْعَهْدِ الَّذِي أَدْعُو وَمَا
أَخْشَى لَدَيْهِ أَنْ يَخِيبَ دُعَائِي
أَدْرِكْ أَخاكَ وَأَوْلِهِ نَصْراً بِمَا
يَنْبُو بِهِ إِلاَّكَ فِي الْبُلَغَاءِ
جل المَقَامُ وقَدْ كَبَتْ بِي هِمَّتي
فَأَقِلْ جَزَاكَ اللهُ خَيْرَ جَزَاءِ
يَأْبَى عَلَيْكَ النُّبْلُ إِلاَّ أَنْ تُرَى
فِي أَوَّلِ الْوَافِينَ لِلزُّمَلاَءِ
وَالشَّرْقُ عَالِي الرَّأْسِ مَوْفُوُرُ الرِّضَى
بِرِعَايَةِ النُّبَغَاءِ لِلنُّبَغَاءِ
يَا مَنْ صَفَا لِي وُدُّهُ وَصَفَا لَهُ
وُدِّي عَلَى السَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ
فَأَعَزَّنِي يَوْمَ الْحِفَاظِ وَلاَؤُه
وَأَعَزَّهُ يَوْمَ الْحِفَاظِ وَلاَئِي
وَعَرَفْتُ فِي نَادِي الْبَيَانِ مَكَانَهُ
وَمَكَانُهُ الأَسْنَى بِغَيْرِ مِرَاءِ
يَهْنِيكَ هَذَا الْعِيدُ دُمْ مُسْتَقْبِلاً
أَمْثَالَهُ فِي صِحَّةِ وَصَفَاءِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 04:39 AM
حَيِّ الرِّفَاقَ الأَكْرَمِينَ وَقُلْ لَهُمْ
إِنَّا لَكُمْ فِي عِيدِكُمْ شُرَكَاءُ
مَا بَيْنَ مِصْرَ وَبَيْنَ لُبْنَانَ مَدَىً
نَاءٍ وَقَدْ أَدْنَى الْقُلُوبَ إِخاءُ
إِنَّ الَّذِي أَجْمَعْتُمُ إِكْرَامَهُ
لَمْ تَخْتِلفْ فِي حُبِّهِ الأَهْوَاءُ
فِي عِيدِهِ الْفِضِّيِّ زَمْرٌ تَنْجَلي
بِبَيَاضِهِ أَخْلاَقُهُ العَزَّاءُ
خَدَمَ المُوَاطِنَ خِدَمَةً لَمْ يَأْتِهَا
إِلاَّ الرُّعَاةُ الْجِلْسَةُ العُظَمَاءُ
وَبَنَى لأُمَّتِهِ فَخَاراً بَعْدَ أَن
كَادَتْ تَلُمُّ بِعِرْضِهَا الأَرْزَاءُ
مُسْتَنْصِراً إِيمانَهُ وَثَبَاتَهُ
وَخُلُوصَهُ إِنْ فَاتَهُ النُّصَرَاءُ
يَرْعَى مَدَارِسَهَا وَيَكْلأُ نِشْأَهَا
وَالنِّشْءُ لِلْعَهْدِ الجَدِيِدِ بِنَاءُ
وَيَعِمُّ كُلَّ مَبَرَّةٍ بِعِنَايَةٍ
مِنْهُ فَلَمْ يُخْصِصْ بِهَا الْفُقَرَاءُ
مُتُعَهِّداً أَبَداً رَعِيَّتَهُ فَلاَ
سَأْمٌ يُثَبِّطُهُ وَلاَ أَعْيَاءُ
زُهِيَتْ مَوَاعِظُهُ بِكُلِّ يَتِيمَةٍ
فِي كُلِّ دَاجِيَةٍ لَهَا لأْلاَءُ
إنْ أكْبَرَ الْعُلَمَاءُ حِكْمَتَهُ فَقَدْ
فُتِنَتْ بِحُسْنِ بَيَانِهَا الأُدَبَاءُ
تَقْوَى وَعَقْلٌ رَاجِحٌ وَطَوِيَّةٌ
لاَ تَلْتَوِي وَكِيَاسَةٌ وَذَكَاءُ
وَعَزِيَمَةٌ غَلاَّبَةٌ وَفَصَاحَةٌ
خَلاَّبَةٌ وَكَرَامَةٌ وَإِبَاءُ
هَذِي مَنَاقِبُهُ وَحَسْبِي ذِكْرُهَا
حَتَّى يُخَيِّلَ أَنَّهُ إِطْرَاءُ
إنْ لَمْ يَكُنْ شُكْرُ العَدَولِ جَزَاءَهَا
فَعَلاَمَ في الدُّنْيَا يَكُونُ جِزَاءُ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 04:40 AM
لَمْ تُطِيقِي بَعْدَ الأَلِيفِ الْبَقَاءَ
وَكَرِهْتِ الْحَيَاةَ أَمْسَتْ شَقَاءَ
فَوَهَى قَلْبُكِ الْكَسِيرُ الْمُعَنَّى
وَتَعَجَّلْتِ لِلرَّحِيلِ الْقَضَاءَ
مَا الَّذِي يَفْعَلُ الدَّوَاءُ إِذَا لَمْ
يَبْقَ في الْجِسْمِ مَا يُعِينُ الدَّوَاءِ
خِيلَ أَنَّ الْوَفَاءَ أَكْدَى إلىَ أن
شَهِدَ النَّاسُ مِنْكِ هَذَا الْوَفَاءَ
كَمْ رَجَوْنَا لَكِ الشِّفَاءَ وَخَارَ اللَّ
هُ في غَيْرِ مَا رَجَوْنَا الشِّفَاءَ
هَكَذَا شَاءَ وَالْمَصِيرُ إِلَيْهِ
وَلَهُ الأَمْرُ فَلْيَكُنْ مَا شَاءَ
أسَفٌ أَنْ يُغَيِّبَ الْقَبْرُ رُوحاً
مَلَكِيّاً وَطَلْعَةً زَهْرَاءَ
أَيْنَ ذَاكَ الْبَهَاءُ يُجْرِي عَلَى مَا
حَوْلَهُ بَهْجَةً وَيُلْقِي بَهَاءَ
أَيْنَ ذَاكَ السَّخَاءُ يَكْفِي الْيَتَامَى
وَالأَيَامَى ويَنْصُرُ الضُّعَفَاءَ
أَيْنَ ذَاكَ الْحَيَاءُ عَنْ عِزَّةٍ لاَ
عَنْ تَعَالٍ وَحَيِّ ذَاك حَيَاءَ
عَرَفَتْهَا مَعَاهِدُ الْعِلْمِ وَالآدا
بِ وَالْبِرِّ لاَ تَمَلُّ عَطَاءَ
كَانَ صَدْرُ النَّدِيِّ يَهْتَزُّ تِيهاً
حِينَ تَحْتَلُّهُ وَيَزْهُو رُوَاءَ
أَفْضَلُ الأُمَّهَاتِ جَفَّ حَشَاهَا
مَنْ يُعَزِّي الْبَنَاتِ وَالأَبْنَأءَ
نَشَّأَتْهُنَّ صَالِحَاتٍ وَرَبَّتْهُمْ
كُرَمَاءً أَعَزَّةً نُجَبَاءَ
غَانِيَاتٍ فُقْنَ اللِّدَاتِ جَمَالاً
وَكَمَالاً وَرِقَّةً وَذَكَاءَ
وَشَبَاباً هُمْ نُخْبَةٌ في شَبَابِ الْعَصْ
رِ عِلْماً وَحِكْمَةً وَمضَاءَ
آلَ سَمْعَانَ إِنَّ رُزْءًا دَهَاكُمْ
تِلْوَ رُزْءٍ قَدْ هَوَّنَ الأَرْزَاءَ
لَمْ يَكُنْ بِالْكَثِيرِ لَوْ كَانَ تُجْدِي
أَنْ تَسِيلَ النُّفُوسُ فِيهِ بُكَاءَ
غَيْرَ أَنَّ الَّتِي إلىَ اللهِ آبَتْ
خَلَّفَتْ لِلْمُفْجَعِينَ عَزَاءَ
مَا تَوَلَّتْ عَنْكُمْ وَقَدْ تَرَكَتْ آ
ثَارَهَا النَّاطِقَاتِ وَالأَنْبَاءَ
ذِكْرَيَاتٍ تَهْدِي إلى الْخَيْرِ مَنْ ضَ
لَّ سَبِيلاً وَتَنْفَعُ الأَحْيَاءَ
شَيَّعَتْ مِصْرُ نَعْشَهَا بِاحْتِفَالٍ
قَلَّما شَيَّعَتْ بِهِ الْعُظَمَاءَ
وَقَضَتْ وَاجِبَ الْوَدَاعِ لِفَضْلٍ
لاَ يُسَامِي بِهِ الرِّجَالُ النِّسَاءَ
جَارَةَ الْخُلْدِ لَيْسَ في الْخُلْدِ نَأْيٌ
بَعْدَ أَنْ يُدْرِكَ الْمُحِبُّ اللِّقَاءَ
فُزْتِ مِنْهُ بِطَيِّبَاتِ الأَمَانِي
فَاغْنَمِيهَا مَثُوبَةً وَجَزَاءَ
إِنَّ في الْمَوْتِ وَالْحَيَاةِ لَسِرّاً
أَبَدِيّاً يُحَيِّرُ الْعُقَلاَءَ
نَحْنُ مِنْهُ في ظُلْمَةٍ تَتَدَجَّى
وَلَقَدْ جُزْتِهَا فَعَادَتْ ضِيَاءَ
فَدَحَ الْخَطْبُ يَا عَفِيفَةُ في هِجْ
رَانِكِ الأَقْرِبَاءَ وَالأًوْلِيَاءَ
فاعْذِرِي حُزْنَنَا فَإِنَّا عَلَى الأَرْ
ضِ وَطُوبَاكِ أَنْ بَلَغْتِ السَّمَاءَ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 04:41 AM
في هُجْرَةٍ لاَ أُنْسَ فِيهَا
لِلْغَرِيبِ وَلاَ صَفَاءْ
تَتَقَاذَفُ الآفَاقُ بِي
قَذْقَ العَوَاطِفِ لِلْهِبَاءْ
وَتُحيطُ بِي لُجَجُ الصَّرُوفِ
فَمِنْ بَلاَءٍ فِي بَلاَءْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 04:41 AM
يَا عَزِيزَيْنَا اللَّذَيْنِ اقْتَرَنَا
لِيَكُنْ عَيْشُكُمَا عَيْشَ صَفَاءْ
خَيْرَ مَا يَدْعُو الْمُحِبُّونَ بِهِ
لَكُمَا نَسْلَ كَرِيمٍ وَرِفَاءْ
أَنَّ أَدْلِينَ عَرُوسٌ كَمُلَتْ
بِمَعَانٍ خَيْرِ مَا فيها الوَفَاءْ
وَدِمِتْرِي ذُو خِصَالٍ يُزْدَهَى
بِحِلاَهَا الصَّادِقُونَ الشُّرَفَاءْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 04:43 AM
قُلْ لِلَّذِينَ طَلَوْهُ
فَزَيَّفُوهُ طلاَءَ
تِلْكَ الْجَلاَلَةُ كَانَتْ
صِدْقاً فَصَارَتْ رِيَاءَ
يَا حَائِنِينَ صَبَاحاً
فَبَائِدِينَ مَسَاءَ
وَوَارِدِينَ المَنَايَا
فِي الأَعْجَلِينَ فَنَاءَ
بِاي شَيْءٍ إِلَيْكمْ
ذاكَ الْخُلُودُ أَسَاءَ
أَدُمْيَةٌ فِي يَدَيْكُمْ
بِالصِّبْغِ تُعْطَى رُوَاءَ
يَا حَسْرَةَ الفَنِّ مِمَّنْ
يَسْطُو عَلَيْه ادْعَاءَ
وَلاَ يَرَى الْحُسْنَ إِلاَّ
نَظَافَةً رَعْنَاءَ
وَجِدَّةً تَتَشَظَّى
تَلَمُّعاً وَازْدِهَاءَ
تَفْدِي التَّلاَوِينُ أَبْقَى
مَا كَانَ مِنْهَا حَيَاءَ
وَمَا عَصى فِي سَبيلِ
الْحصَافَةِ الأَهْوَاءَ
وَمَا أَلَى وَفْقَ أَسْمَى
مَعْنَىً أُرِيِدَ أَدَاءَ
وَمنَ عَلَى مَتَمنىً
سَلاَمَةِ الذَّوْقِ جَاءَ
يَا كُدْرَةً حَقَرُوهَا
إِذْ حَوَّلُوهَا صَفَاءَ
وَغُبْرَةً يَكْرَهُ الْفَ
نُّ أَنْ تَكُونَ نَقَاءَ
وَصَدْأَةً يَأْنَفُ الْحُسْ
نُ أنْ تَعُودَ جَلاَءَ
لَيْسَ الْعَتِيقُ إِذَا جَا
دَ وَالْجَدِيدُ سَوَاءَ
خَمْسُونَ عَاماً تَقَضَّيْ
نَ ضَحْوَةً وَعِشَاءَ
فِي صُنْعِ وَشْيٍ دَقِيقٍ
لَقِينَ فِيهِ الْعَنَاءَ
وَاهِي النَّسِيلِ دَقِيقِ النَّ
سِيجِ مَا اللُّطْفُ شَاءَ
لَكِنْ مَتِينٌ عَلَى كَوْ
نِهِ يُخَالُ هَبَاءَ
يَزِيدُهُ الدَّهْرُ قَدْراً
بِقَدْرِ مَا يَتَنَاءَى
وَيَسْتَعِيرُ لأَبْقَى الْ
فَخَارِ مِنْهُ رِدَاءَ
نَظَمْنَهُ لُحُمَاتٍ
وَصُغْنَهُ أسْدَاءَ
وَالنُّورَ سَخَّرْنَ كَيْمَا
يُبْدِعْنَهُ وَالْمَاءَ
وَالحَرَّ وَالْبَردَ أَعْمَلْ
نَ وَالثَّرَى وَالهَواءَ
حَتَّى كَسَوْنَ حَدِيدَ التِّ
مْثَالِ ذَاكَ الْغِشَاءَ
مُزَرْكَشاً بِرُمُوزٍ
بَدِيَعَةٍ إِيحَاءَ
مِمَّا تَخُطُّ المَعَالِي
عَلَى الرِّجَالٍِ ثَنَاءَ
غَيْرَ الْحُرُوفِ رُسُوماً
وَغَيْرَهُنَّ هِجَاءَ
مَا زِلْنَ يَأْبَيْنَ إِلاَّ
أُولِي النُّهَى قُرَّاءَ
ذَاكَ الْغِشَاءُ وَقَدْ تَ
مَّ حُسْنُهُ اسْتِيفَاءَ
بِمَا تَخَيَّلَهُ مُنْكِ
رُ الحُلَى أَقْذَاءَ
عَلاَ غُلاَمٌ إِلَيْهِ
بِمَسْحَةٍ سَوْدَاءَ
وَجَرَّ جَهْلاً عَلَى آ
يَةِ الجَلاَلِ الْعَفَاءَ
فَبَيْنَمَا النُّصُبُ الْفَخْ
مُ يُبْهِجُ الْحُوْباءَ
إِذْ عَادَ بِالدَّهْنِ وَالصَّقْ
لِ صُورةً جَوْفَاءَ
نَضَّاحَةً مَاءَ قَارٍ
مَنْفُوخَةً كِبْريَاءَ
لَيْلاَءَ تُرْسِلُ مِنْ كُ
لِّ جَانِبٍ لأْلاَءَ
كَأّنَّهَا لَفَتَاتُ التَّ
ارِيخِ يَرنُو وَرَاءَ
وَلَيْسَ يَأْلو المُدَاجِي
نَ بَيْنَنَا إِزْرِاءَ
نَظَرْتُ والشَّعْبُ يأْسَى
والْخَطْبُ عَزَّ عَزَاءَ
وَالفَنُّ يَسْتَنْزِفُ الدَّمْ
عَ حُرْقَةً وَاسْتِياءَ
وَمِصْرُ فِرْعَوْنَ مِنْ أَوْ
جِ مَجْدِهَا تَتَرَاءَى
غَضْبَى تُقَبِّحُ تِلْ
كَ الأُفْعُولَةَ النَّكْرَاءَ
فَقُلْتُ لِلْجَهْلِ وَالغَ
مُّ يَفْطِرُ الأَحْشَاءَ
يَا قَاتِلَ الشَّرْقِ بِالتُّرَّ
هَاتِ قُوتِلْتَ دَاءَ
أَمَالِيءٌ الْكَوْنِ فِي وَقْ
تِهِ سِنىً وَسَنَاءَ
رَبُّ الْكِنَانَةِ مُحْ
يِي مَوَاتَهَا إِحْيَاءَ
أَمْضَى مَلِيكٍ تَوَلّى
إِدَارَةً وَقَضَاءَ
وخَيْرُ مَنْ رَدَّ بِالْعَدْ
لِ أَرْضَ مِصْرَ سَمَاءَ
وَكَانَ صَاعِقَةَ اللَّ
هِ إِنْ رَمَى الأَعْدَاءَ
وَكَانَ نَوْءَ المُوَا
لِينَ رَحْمَةٌ وَسَخَاءَ
يَمُدُّ فَدْمٌ إِلى شَخْ
صِهِ يَداً عَسْرَاءَ
تَكْسُوُه حُلَّةَ عِيدٍ
وَالْعِزُّ يَبْكِي إِبَاءَ
فَبَيْنَمَا كَانَ مَرْآ
هُ يَبْعَثُ الْخُيَلاءَ
إِذاَ الْجَوَادُ وَرَبُّ الْ
جَوَادِ بِالْهُونِ بَاءَا
فِي زِينَة لَسْتَ تَدْرِي
زَرْقَاءَ أَوْ خَضْرَاءَ
تَرُدُّ هَيْبَةَ ذَاكَ الْ
غَضنْفَرِ اسْتِهْزَاءَ
أَكْبِرْ بِذَاكَ افْتِرَاءً
عَلَى الْعُلَى وَاجْتِرَاءَ
ذَنْبٌ جَسِيمٌ يَقِلُّ الْ
تَّأْنِيبُ فِيهِ جَزَاءَ
مِنْ فِعْلِ زُلْفَى عَلَى الْ
قُطْرِ جَرَّتِ الأَرْزَاءَ
وَالْيَوْمَ تَغْسِلُ أَعْلاَ
قَهَا الْبِلاَدُ بُكَاءَ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 04:43 AM
أَيهَا الفُرْسَانُ رُوَّادَ السَّمَاءْ
إِنَّنَا قَوْم إلى المَجْدِ ظِمَاءْ
خَبِّرُونَا وَانْقَعُوا غُلَّتَنَا
كَيْفَ جَوُّ السَّائِدِينَ العُظَمَاءْ
كَيْفَ جُوُّ الفَتْحِ فِيمَا سَخَّرَتْ
مِنْ قُرَى الدُّنْيَا عُقُولُ العُلَمَاءْ
كَيْفَ جَوُّ العَبْقَرِيَّاتِ وَقَدْ
شَالَتِ الأَطْوَادُ فِيهِ كَالْهَبَاءْ
خَفَقَتْ أَلْوِيَةُ الغَرْبِ وَلَمْ
يَكُ بِالأَمْسِ لَنَا فِيهِ لِوَاءْ
فَلَنَا اليَوْمَ بِهِ أَجْنِحَةٌ
وَلَنَا أَبْطَالُنَا وَالشُّهَدَاءْ
هَبَطَ النَّسْرُ بِفَرْخَيْهِ وَمَا
كَانَ صَيَّادُهُمَا غَيْرَ القَضَاءْ
أَيَّ سَطْرٍ فِي المَعَالِي كَتَبَا
بِالزَّكِيِّ الحُرِّ مِنْ تِلكَ الدِّمَاءْ
قُتِلاَ فِي حُب مِصْرٍ وَلَهَا
كُلُّنَا بِالمَالِ وَالرُّوحِ فِدَاءْ
نَحْنُ فِي دَارِ الأَسَى نَبْكِيهِمَا
وَهُمَا فِي الخَالِدِينَ السُّعَدَاءْ
شَرَفٌ لَوْ بَذَلَ المَرْءُ بِهِ
عُمْرَهُ لَمْ يَكْنِ العُمْرُ كِفَاءْ
بيْنَ مَنْ يَرْثِي وَمَنْ يُرْثَى لهُ
أَكْثَرُ الأَحْيَاءِ أَوْلَى بِالرِّثَاءْ
أيُّهَا السِّرْبُ المُوَافِي وَبِهِ
عَن فَقِيدَيْهِ العَزِيزَيْنِ عَزَاءْ
هَاتِ نَسِّمْنَا نَسِيماً طَاهِراً
لَمْ يُكّدَّرْ بِقَذىً مِنْهُ الصَّفَاءْ
خَالصِاً مِنْ أَثَرِ السُّمِّ الَّذِي
يُفْسِدُ الذُّلُّ بِهِ طَلْقَ الْهَوَاءْ
مَا شَعُورُ المَرْءِ فِي تِلْكَ العُلَى
حِينَ يَرْقَى وَلَهُ مُلْكُ الفَضَاءْ
أَيَرَىَ فِي الشَّامِخَ المُنْدَاحِ مِنْ
دُونِهِ كَيْفَ مَآلُ الكِبْرِيَاءْ
أَيَرَى وَالبَحْرُ مَرْدُودٌ إِلى
مُلْتَقَى حَدَّيْهِ مَا حَدُّ البَقَاءْ
أَيَرَى الضِّدَّيْنِ مِنْ خَفْضٍ وَمِنْ
رِفْعَةٍ صَارَا إِلى شَيْءٍ سَوَاءْ
جَوْلَةٌ لِلْمَرْءِ إِنْ يَسْمُ بِهَا
فَبِهَا كُلُّ الرِّضَى قَبْلَ الفَنَاءْ
نَزَلَ الأُسْطُولُ فِي أَعْيُنِنا
مَنزِلَ القُوَّةِ مِنْهَا وَالضِّيَاءْ
وَتَلَقَّتْهُ الحَنَايَا هَابِطاً
مَهْبِطَ اليَقْظَةِ مِنْهَا وَالرَّجَاءْ
فَرِحَ الأَحْيَاءُ فِي مِصْرَ بِهِ
فَرَحاً لَمْ يَنْتَقِصْ مِنْهُ مِرِاءْ
وَاسْتَقَرَّتْ مِنْ مُنىً مَقْلِقَةٍ
لَمَثَاوِيَهَا بَقَايَا القُدَماءْ
شَرَفاً يَا سِرْبُ لاَ يَكْرُثْكَ فِي
عَزَّةِ الفَوْزِ نَكِيرُ السُّفَهَاءْ
هَلْ تَنَالُ الصَّائِلَ الجَائِلَ فِي
فَلَكِ النَّسْرِ سِهَامٌ مِنْ هَوَاءْ
قُسِمَ العَيْشُ وَأَدْنَى قِسْمَةٍ
فِيهِ لِلمُسْتَسْلِمِينَ الضُّعَفَاءْ
منْذ أَزْمَعْتَ مَآباً وَعَدَتْ
دُونَهُ الأَخْطَارُ فِي تِلْكَ الجِوَاءْ
كُلُّ نَفْسٍ وَجَمَتْ مِنْ خَشْيَةٍ
وَأَحَسَّتْ مَا تُعَانِي مِنْ بَلاَءْ
إِنِّمَا البُعْدُ عَنِ القَلْبِ نَوىً
لَيْسَ مِنْ يَنْأَى عَنِ العَيْنِ بِنَاءْ
مَنْ تَرَاهُ يَصِفُ الوَجْدَ الَّذِي
وَجَدُوهُ إِنْ دَنَا يَوْمُ اللِّقَاءْ
أَلْقَوُا السَّمْعَ إِلى الغَيْبِ وَقَدْ
حَبَسُوا الأًنْفَاسَ حَتَّى قِيلَ جَاءْ
فَتَمَثَّلتَ لَهُمْ فِي صُورَةٍ
مَا رَأَتْ أَرْوَعَ مِنْهَا عَيْنُ رَاءْ
مِصْرُ فِي الوَجْهَيْنِ شَطْراً مُهْجَةٍ
خَفَقَتْ لِلْعَائِدِينَ البُسَلاَءْ
وَتَمَلَّتْ غِبْطَةً ضَاعَفَهَا
بَاعِثُ العُجْبِ وَدَاعِي الخُيَلاَءْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 04:44 AM
البحر أقرب أن يصير هواء
والأرض أقرب أن تحول ماء
من أن يفارق حسن وجهك مهجتي
أو أن يحرك بي سواك رجاء

العنيــــدهـ
09-07-2011, 04:44 AM
ذَاكَ الهَوَى أَضْحَى لِقَلْبِي مَالِكا
وَلِكُلِّ جانِحَةٍ بِجِسْمِي مَالِئا
فَبِمُهْجَتِي ثَوَرَانُ بُرْكَانٍ جَوَى
وَبِظَاهِري شَخْصٌ تَراهُ هَادِئاً
الغَيْثُ جِدّاً في نِهَايَةِ أَمْرِهِ
مَا خِلْتُهُ إِحْدَى المَهَازِلِ بَادِئا
طَرَأَتْ عَليَّ صُرُوفُهُ مِنْ لَحْظَةٍ
في حِين أَحْسَبُنِي أَمَنْتُ لَطَارِئا
وَلَقَدْ َأَرَاهُ مَسْتَزِيداً شَقْوَتِي
لَوْ كَانَ لِي بَدَلُ الْمَحَبَّةِ شَانِئا
إنِّي لأَسْأَلُ بَارِئِي وَلَعَلَّهَا
أَوْلى ضِراعَاتِي أٌرَجِّي البَارئَا
أُمْنِيَتِي قُرْبِي لِشَمْسِي سَاعَةٌ
فَأَبِيدُ مُحْتَرِقاً وَلَكِنْ هَانِئَا

العنيــــدهـ
09-07-2011, 04:45 AM
بَيْتَ سَمعَانَ دُمْ رَفيعَ البِنَاءِ
فِي ظِلاَلَ الآبَاءِ وَالأَبْنَاءِ
وَاسْلَمِ الدَّهْرَ فَائِزاً بِمَزِيدٍ
فَمزِيدٍ مِنْ سَابِغِ الآلاَءِ
إِنَّ نَسْلاً إِلَى العَفِيفَةِ يُنْمَى
لَجَدِيرٌ بِأَوْفَرِ النَّعْمَاءِ
غَادَةٌ بَلْ قِلاَدَةٌ مِنْ مَعَانٍ
جُمِعَتْ في فَرِيدَةٍ زَهْرَاءِ
صُورَةٌ مِنْ بَشَاشَةٍ تَتَجَلَّى
فِي حُلِيِّ الشَّمَائِلِ العَصْمَاءِ
نِعْمَتِ الأُمُّ أَنْجَبَتْ خِيرَةَ الأُوْ
لاَدِ لِلبِرِّ وَالنَّدَى وَالْوَفَاءِ
نِعْمَتِ الزَّوْجُ عِفَّةُ وَوَلاَءً
لِلْقَرِينِ الْحُرِّ الصَّدُوقِ الْوَلاَءِ
إِنَّ سَمْعَانَ شَيْخُنَا وَحَبِيبُ اللَّ
هِ وَالخَلْقِ كُلِّهِمْ بِالسَّواءِ
هُوَ مِقْدَامُنَا الكَبِيرُ وَأَكْرِمْ
بِكَبِيرٍ خَلاَ مِنَ الكِبْرِيَاءِ
أَبَداً بَيْنَهُ وَبَيْنِي دَعَاوَى
نَتَقَاضَى بِهَا لِغَيْرِ الْقَضَاءِ
أَنَا أُثْنِي عَلَيْهِ وَهْوَ عَلَى الْعَهْ
دِ بِهِ غَيْرُ مُغْرَمٍبِالثَّنَاءِ
وَلَهُ الْحَقُّ إِنَّ فِي النَّفْسِ لا فِي
قَوْلِ مُثْنِ حَقِيقَةَ الْعَلْيَاءِ
وَلِيَ العُذْرُ هَلْ يَصِحُّ سُكُوتٌ
عَنْ فِعَالٍ تَدْعُو إِلى الإِطْرَاءِ
هذِهِ لَيْلَةٌ وَنَاهِيكَ فِي الدَّهْ
رِ بِهَا مِنْ يَتِيمَةٍ غَرَّاءِ
خَلَعَتْ حُلَّةَ السَّوَادِ وَلاَحَتْ
فِي دِثاَرِ مِنْ بَاهِرِ الَّلأْلاَءِ
فَمَصَابِيحُ تَمْلأُ الأَرْضَ نُوراً
وَمَصَابِيحُ مِثْلُهَا فِي السَمَاءِ
وَمَشِيدٌ مِنَ الصُّرُوحِ رَحِيبٌ
جَمَعَ المَجْدَ كُلَّهُ فِي فِنَاءِ
تَاهَ بِالعِلْيَةِ السَّرَاةِ مِنَ القَوْ
مِ وَبَاهَى بِالنُّخْبَةِ النُّبَلاَءِ
جَادَهُ كُلُّ مَغْرِسٍ مُسْتَحَادٍ
بِحِلىً مِنْ فُروعِهِ الخَضْرَاءِ
وَإلَيْهِ أَهْدَتْ أَفَانِينَ مِن أَز
هَارِهَا كُلُّ رَوْضَةٍ غَنَّاءِ
عَقَدَ السَّعْدُ فِيهِ عَقْداً جَمِيلاً
ضَمَّ رَبَّ الحُسْنَى إِلى الْحَسْنَاءِ
وَشَدَا سَاجِعُ الأَمَانِيِّ فِيهِ
يُوسُفَ الخَيْرِ فُزْ بِخَيْرِ النِّسَاءِ
فُزْ بِغَيْداءَ أُوتِيَتْ فَضْ
لاً عَلَى كُلِّ حُرَّةٍ غَيْدَاءِ
سَمْحَةِ القَلْبِ ظَاهِرٍ لُطْفُ مَا
تُضْمِرُهُ فِي جَبِينِهَا الوَضَّاءِ
عَفَّةٌ فِي تَأَدُّبِ وَعُلُوٌّ
فِي اتِّضَاعٍ وَرِقّةٌ فِي إِبَاءِ
حُسْنُ مَبْنَىً أَحَبُّ مَا في حُلاَهُ
أَنَّ حُسْنَ المَعْنَى بِهِ مُتَرَاءِ
وَكَمَالُ الْجَمَالِ مِنْ كُلِّ وَجهٍ
أَنْ يُرَى فِي الوُجُوهِ صِدْقُ المَرَائِي
يَا لَها مِنْ فَتَاةِ عِزٍّ نَمَاهَا
عُنْصُرٌ يَرْتَقِي إِلَى الجَوْزَاءِ
فِي بُنَاةِ العُلَى أَبُو شَنَبٍ
شَادُوا صُرُوحاً لِلعِزَّةِ القَعْسَاءِ
حَسَبٌ زَادَهُ سَنى وَسَنَاءً
نَسَبٌ جَامِعُ السَّنَى وَالسِّنَاءِ
زَفَّ عَذْرَاءَهُمْ إِلَى كُفُؤٍ لَي
سَ لَهُ فِي السَّرَاةِ مِنْ أَكْفَاءِ
هُوَ فَخْرُ الشَّبَابِ وَهْوَ الفَتَى
يَحْفَظُهُ اللهُ فَاقِدُ النُّظَرَاءِ
يَا حَكِيماً عَلَى الحَدَاثَةِ فِي السِّ
نِّ تَقَدَّمْتَ سُنَّةَ الحُكَمَاءِ
لَمْ نُحَدَّثُ عَنْ مُبْتَ
كِرٍ مَا ابتَكَرْتَهُ فِي العَطَاءِ
أَكْثَرُ الجُودِ عَنْ هَوىً غَيْرَ أَنَّ ال
رَّيْبَ يَقْفُو مَسَالِكَ الأَهوَاءِ
وَبَدِيعٌ فِي مَأْثَرَاتِكَ دَامَتْ
أَنَّهَا مِنْ وَلاَئِدِ الآرَاءِ
فَهْيَ تُغْنِي مِنْ فَاقَةٍ وَتُدَاوِي
مِن سَقَامٍ وَتَفْتَدِي مِن عَنَاءِ
كَمْ نُفُوسٍ مَلَكْتَهُنَّ بِنُعْمَى
وَصَلَتْ مَا قَطَعْنَهُ مِنْ رَجَاءٍ
هَلْ يَحُلُّ السَّوَادَ فِي كُلِّ قَلْبٍ
غَيْرُ مَنْ جَادَ بِاليَدِ البَيْضَاءِ
وَحُلَى العَقلِ فِيكَ شَتَّى وَأَحْلاَ
هَا لَدَى الأَزْمَةِ ابتِدَارُ الذَّكَاءِ
تَنْظُرُ النَّظْرَةَ البَعِيدَ مَدَاهَا
فَتَرَى مَا بُكِنُّ قَلْبُ الْخَفَاءِ
تَتَّقِي الخَطْبَ فِي مَظِنَّتِهِ وهْ
وَ جَنِينٌ فِي مُهْجَةِ الظَّلْمَاءِ
هَكَذَا هَكَذَا الرِّجَالُ أُولُو العَزْ
مِ فَعِشْ سَائِداً وَدُمْ فِي صَفَاءِ
وَابْلُغِ الغَايَةَ التِي تَبتْغِيها
مِنْ فَخَارٍ حَقٍّ وَمِنْ عَلْيَاءِ
صَانَكَ اللهُ وَالعَرُوسَ مَدِيداً
فِي سُرُورٍ وَنِعمَةٍ وَرِفاءِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 04:46 AM
جَمَعَ الصِّحَابَ علَى هَوىً وَإِخَاءِ
نَجْمَانِ مِنْ صَدْنَايَا وَالشَّهْبَاءِ
طَلَعَا بِأُفْقِ النِّيلِ وَانْجَلَيَا بِهِ
فِي هَالَةٍ مِنْ سُؤْدِدٍ وَعَلاَءِ
فَلَكُ الكَنَانَةِ وَهْوَ جَوْهَرَةُ الْعُلَى
يَجْلُو سَنَاهُ كَوَاكِبَ الأَحْيَاءِ
تَتَلَفَّتُ الدُّنْيَا إلى أَضْوَائِهَا
مَبْهُورَةً بِسَواطِعَ الأَضْوَاءِ
فَرَنَا إِلَيْهَا حَبرُ رَوُمَةَ وَانْثَنَى
يَهْدِي إلى النِجْمَينِ طِيبَ ثَنَاءِ
شَغَفَتْهُ آياتُ المآثِرِ منْهُمَا
فَجَزَى عَلَى الآلاءِ بالآلاءِ
وَدَعَا إِلى الرِّحْمَنِ فِي صَلَوَاتِهِ
يَا رَبِّ بَارِكْ دَارَةَ الكُرَمَاءِ
حَفْلٌ جَلاَهُ الفَرْقَدَانِ كَمَا جَلاَ
نَجْمُ المَجُوسِ مَغَارَةَ العَذْرَاءِ
جِئْنَا إِليَهِ وَفِي الوِطَابِ نَفَائِسٌ
عَلَوِيِّةٌ قَصُرَتْ عَلَى الأٌمَرَاءِ
المُرُّ فِيهَا وَاللُّبَانُ نَثِيرُنَا
وَالتِّبْرُ بَعْضُ خَوَاطِرِ الشُّعَرَاءِ
الشِّعْرُ سِفْرُ الْمَكْرُمَاتِ يَصُونُهَا
حِرْصاً وَيَنْقُلُهَا إِلى الأَبْنَاءِ
لَوْلاَهُ لَمْ تُعْرَفْ عَلَى طُولِ المَدَى
غِرَرُ وَلاَ رُهِنَتْ بِطُولِ بَقَاءِ
غَنَّتْ بَلاَبِلُهُ بِأَيْكَةِ نَدْوَةٍ
مُتَصَدِّرٌ فِيهَا أَبُو الآبَاءِ
النُّورُ فِي قَسَمَاتِهِ وَالحَقُّ فِي
كَلِمَاتِهِ وَالطُّهْرُ فِي الحَوَبَاءِ
مُتَهَجِّدٌ للهِ مُضْطَّلِعٌ عَلَى
وِقَرِ السِّنِينَ بِفَادِحِ الأَعْبَاءِ
مُسْتَمْطِرٌ لِلنَّاسِ رَحْمَةَ رَبِّهِ
مُتَشَفِّعٌ لَهُمُ مِنَ الأَخْطاءِ
وَإِذَا عَلَى العَرْشِ اسْتَوى فَكَأَنَّهُ
موسَى الكَليمُ عَلَى ذُرَى سيناءِ
بَسَطَ اليَدَ البَيْضَاءَ جَمَّلَهَا التُقَى
لِيزِينَ صَدْرُ ذَوِي يَدٍ بَيْضَاءِ
نَعْمَاءَ جَادَ بِهَا خَلِيفَةُ بُطْرُسَ
وَاللهُ فِيهَا الوَاهِبُ النُّعْمَاءِ
هذِي الرَّصِيعَةُ بَعْضُ مَا زَخَرَتْ بِهِ
كُتُبُ المَلاَئِكِ مِنْ سَنِيِّ جَزَاءِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 04:47 AM
تَرَحَّلتْ عَنْ زَمَنِي عَائِداً
خِلاَلَ القُرُونِ إِلىَ مَا وَرَاءْ
وَمَا طِيَّتِي غَيْرَ أَنِّي وَقَفْ
تُ بآثَارِ فَنٍّ عَدَاهَا الفَنَاءْ
هَيَاكِلُ شَيَّدَهَا لِلخُلُو
دِ نُبُوغُ جَبَابِرَةٍ أَقْوِيَاءْ
فَجِسْمِيَ فِي دَهْرِهِ مَاكِثٌ
وَقَلْبِيَ فِي أَوَّلِ الدَّهْرِ نَاءْ
أَجَلْتُ بِتِلْكَ الرُّسُومِ لِحَاظاً
يُغَالِبُ فِيهَا السُّرُورَ البُكَاءْ
فَمَا ارْتَهَنَ الطَّرفَ إِلاَّ مِثَالٌ
عَتِيقُ الجَمَالِ جَدِيدُ الرُّوَاءْ
مِثَالٌ لإِيزِيسَ فِي صَلْدِهِ
تُحَسُّ الحَيَاةُ وَتَجْرِي الدِّمَاءْ
يَرُوعُكَ مِنْ عِطْفِهِ لِينُهُ
وَيُرْوِيكَ مِنْ رَوْنَقِ الوَجْهِ مَاءْ
بِهِ فُجِرَ الحُسْنُ مِنْ مَنْبِعٍ
فَيَا عَجَباً لِلرِّمَالِ الظِّمَاءْ
فتون الدَّلاَلِ وَرَدْعُ الجَلاَلِ
وَأَمْرُ الحَيَاةِ وَنَهْيُ الحَيَاءْ
فَأَدْرَكْتُ كَيْفَ اسْتَبَتْ عَابِدِيهَا
بِسِحْرِ الجَمَالِ وَسِرِّ الذَّكَاءْ
وَبَثِّ العُيُونِ شُعَاعَ النُّهَى
يُبِيحُ السَّرائِرَ مِنْ كُلِّ رَاءْ
لَقَدْ غَبَرَتْ حِقَبٌ لاَ تُعَدُّ
يِدُولُ النَّعِيمُ بِهَا وَالشَّقَاءْ
تَزُولُ البِلاَدُ وَتَفْنَى العِبَادُ
وَإِيزِيسُ تَزْهُو بِغَيْرِ ازْدِهَاءْ
إِذَا انْتَابَهَا الدَّهْرُ مَا زَادَهَا
وَقَدْ حَسَرَ المَوْجُ إِلاَّ جَلاَءْ
لَبِثْتُ أُفَكِّرُ فِي شَأْنِهَا
مُطِيفاً بِهَا هَائِماً فِي العَرَاءْ
فَلَمَّا بَرَانِيَ حَرُّ الضُّحَى
وَأَدْرَكَنِي فِي الطَّوَافِ العَيَاءْ
أَوَيْتُ إلَى السَّمْحِ مِنْ ظِلِّهَا
وَفِي ظِلِّهَا الرَّوْحُ لِي وَالشِّفَاءْ
يَجُولُ بِيَ الفِكْرُ كُلَّ مَجَالٍ
إِذا أَقْعَدَ الجِسْمَ فَرْطُ العَنَاءْ
فَمَا أَنَا إِلاَّ وَتِلْكَ الإِلهَةُ
ذَاتُ الجَلاَلَةِ وَالكِبْرِيَاءْ
قَدِ اهْتَزَّ جَانِبُهَا وَانْتَحَتْ
تَخَطَّرُ بَيْنَ السَّنَى وَالسَّنَاءْ
وَتَرمُقُنِي بِالعُيُونِ الَّتِي
تَفِيضُ مَحَاجِرُهَا بِالضِّيَاءْ
بِتِلْكَ العُيُونِ الَّتِي لمْ تَزَلْ
يُدَانُ لِعِزَّتهَا مِنْ إِبْاءْ
فَمَا فِي المُلُوكِ سِوَى أَعْبُدٍ
وَمَا فِي المَلِيكَاتِ إِلاَّ إِمَاءْ
وَقَالتْ بِذاكَ الفَمِ الكَوْثَرِيِّ
الَّذِي رَصَّعَتْهُ نُجُومُ السَّمَاءْ
أَيَا نَاشِدَ الحُسْنِ فِي كُلِّ فَنٍّ
رَصِينِ المَعَانِي مَكِينِ البِنَاءْ
لَقَدْ جِئْتَ مِنْ آهِلاَتِ الدِّيَارِ
تَحُجُّ الجَمَالَ بِهذَا العَرَاءْ
فَلاَ يُوحِشَنِّكَ فَقْدُ أَنِيسٍ
سِوَى الذِّكْرِ يَعْمُرُ هذَا الخَلاَءْ
وَإِنَّ الرُّسُومَ لَحَالٌ تَحُولُ
وَلِلْحُسْنِ دُونَ الرُّسُومِ البَقَاءْ
لَهُ صُوَرٌ أَبَداً تَسْتَجِدُّ
وَجَوْهَرُهُ أَبَداً فِي صَفاءْ
بِكُلِّ زَمَانٍ وَكُلِّ مَكَانٍ
يُنَوَّعُ فِي الشَّكْلِ لِلأَتْقِياءْ
فَلَيْسَ القَدِيمُ وَلَيْسَ الحَدِيثُ
لَدَى قُدْرَةِ اللهِ إِلاَّ سَوَاءْ
رَفَعْتُ لَكَ الحُجُبَ المُسْدَلاَتِ
وَأَبْرَحْتُ عَنْ نَاظِرَيْكَ الخَفَاءْ
تَيَمَّمْ بِفِكْرِكَ أَرْضاً لَنَا
بِهَا صِلَةٌ مِنْ قَدِيمِ الإِخَاءْ
بِلاَدَ الشَّآمِ الَّتِي لَمْ تَزَلْ
بِلاَدَ النَّوَابِغِ وَالأَنْبِياءْ
فَفِي سَفْحِ لُبْنَانَ حُورِيَّةٌ
تَفَنَّنَ مُبْدِعُهَا مَا يَشَاءْ
إِذَا مَا بَدَتْ مِنْ خِبَاءِ العَفَافِ
كَمَا تَتَجَلَّى صَبَاحاً ذُكَاءْ
تَبَيَّنْتَهَا وَهْيَ لِي صُوَرةٌ
أُعِيدَتْ إلىَ الخَلْقِ بَعْدَ العَفَاءْ
فَتَعْرِفُهَا وَبِهَا حِلْيَتَايَ
سِحْرُ الجَمَالِ وَسرُّ الذَّكَاءْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 04:48 AM
يَا أَخَا النُّبْلِ وَالنُّهَى وَالمَعَالي
زَادَكَ اللهُ نِعْمَةً وَعَلاَءَ
وَأَدَامَ الأعْيَادَ فِي بَيْتِكَ العَا
مِرِ بِالبِرِّ وَالنَّدَى مَا شَاءَ
إِنَّ يَوْماً فِيهِ فَتَاتُكَ أَمْسَتْ
وَهِيَ البَدْرُ بَهْجَةً وَبَهَاءَ
تَمُّهُ تَمُّهَا وَغِرُّ لَيَاليهِ س
نُوهَا تَتَابَعَتْ غَرَّاءَ
عُدُّهَا أَرْبَعٌ وَعَشْر وَعُمْرُ الحُ
وْرِ هَذَا يُخَلَّدن فِيِهِ صَفَاءَ
لَهْوَ اليومُ أَوْجَبَ السعدُ فِيهِ
أَنْ تُعَمَّ المَسْرَّةُ الأَصْدِقَاءَ
فَالْتَقّى الأَصْفِياءُ فِيهِ وَمَا
مِثْلُكَ مِمَّنْ يَسْتَكْثِرُ الأَصْفِياءَ
يَشْرَبُونَ الصَّهْبَاءَ فَوّارةً
ثَوَّارَةً بُورِكَتْ لَهُمْ صَهْبَاءَ
يَأْكُلُونَ النُّقُولَ قَضْماً وَكَدْماً
وَسَلِيقاً مُعلَّلاً وَشَواءَ
يَغْنَمُونَ الحَدِيثَ أَشْهَى مِنَ الشَّهْدِ
وَأذْكَى مِنَ السِّلافِ احْتِسَاءَ
يَجِدُونَ الأَزْهَارَ بَاهِرَةَ الأَبْصَارِ
نَبْتاً وَأَوْجُهَاً حَسْنَاءَ
شَهِدُوا لِلذَّكَاءِ وَالطُّهْرِ عِيداً
رَأَوْا النُبْلَ عِفَّةً وَذَكَاءَ
نَظَرُوا فِي فَريدَةَ مُجْتَلَى عَلْوَ
إذا الرُّوحُ في التُّرابِ تَرَاءَى
صَدَقَتْ مَا عَنَى اسْمُهَا وَقَلِيلٌ
فِي القَوَافِي مَنْ صَدَّقَ الأَسْمَاءَ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 04:50 AM
كَيْفَ حَالِي أَنَا المَدِينُ وَدَيْنِي
فَوْقَ مَا أَسْتَطِيعُهُ مِنْ وَفَاءِ
لِلْرِّفَاقِ الَّذِينَ أَعَلَوْا مَكَانِي
مِنْ كِبَارِ الكُتَّابِ وَالشُّعَرَاءِ
وَالكِرَامِ الَّذِينَ يُسْعَى إِلَيْهِمْ
وَسَعَوا عَنْ تَفَضُّلٍ وَسَخَاءِ
يَا وَزيراً لَهُ مِنَ الْفَضْلِ مَا يُغْنِيهِ
عَنْ كُلِّ مَدْحَةٍ وَثَنَاءِ
وَأَحَلَّ البَيَانَ وَالعِلْمَ في الأَوْجِ
الَّذِي حَلَّهُ مِنَ العلْيَاءِ
أَنْتَ أَكْرَمْتَنِي لِيُكْرِمْكَ رَبُّ
الْعَرْشِ هَذَا شُكْرِي وَهَذَا دُعَائِي
أَنَا أَبْكِيكَ يَا حُسَيْنُ وَمَا
أَوْلَى خَلِيلاً فَارَقْتَهُ بِالبُكَاءِ
وَإِذَا مَا رَثَاكَ كُلُّ أَدِيبٍ
كُنْتُ أَحْرَى مُوَدِّعٍ بِالرِّثاءِ
فُجِعَتْ مِصْرُ إِذْ تَوَلَّيْتَ عَنْهَا
في المَبَرَّاتِ وَالتُقَى وَالوَفَاءِ
وَأُصِيبَتْ بِفَقْدِ أَيِّ عَمِيدٍ
أُسْرَةُ المَجْدِ وَالنَّدَى وَالذِّكَاءِ
عِشْتَ في خَلْوَةٍ زَمَاناً فَخِيلَتْ
عُزْلَةٌ وَهِيَ مُهْجَةُ العَلْيَاءِ
وَإِذَا مَا تَنَزَّهَتْ نَفْسُ حُرٍّ
رَدَّتِ الأَرْضُ قِطْعَةً مِنْ سَمَاءِ
فَامْضِ مُسْتَخْلِفاً بِكُلِّ كَرِيمٍ
مِنْ بَنيكَ الأَعِزَّةِ النُجَبَاءِ
نَفَرٌ مِنْ نَوابِغِ الجِّيلِ فِيهِ
طَلَعَوْا كَالكواكِبِ الزَّهْرَاءِ
وَالْقِ قَدَّمَتْ يَداكَ مِنَ الْخيْرِ
فَعِنْدَ الرِّحْمَنِ خَيْرُ الجَزَاءِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 04:51 AM
يا فاقد الولد الوحيد عجبت من
داء عصاك وطالما أخضعته
لو كان طب شفاياً لشفيته
أو كان حب نافعاً لنفعته
أو شكت من علم ومن بر به
أن تمطل الأقدار ما استودعته
لكن أطلت بالاتبداع بقاءه
فأطال فيه السقم ما أبدعته
ولقد سما خلقاً وعز نقيبه
وغلا حلى فلأجل ذاك أضعته
وفرت به عز الصفا فقصرت
كلم المؤبن إن توفي نعته
واليوم آمال الفضائل والعلى
يحلفن في تشييع من شيعته
يا أيها المتغرب الفطن الذي
بك ضاق دهرك ظلماً ووسعته
أكبرت منك نهى وعاج خبرةً
أن تزمع السفر الذي أزمعته
وحققة في العمر أنك مخسرٌ
بشرائه وموفق أن بعته
لكنني أبكي لأم ثاكلٍ
فجعتها ولوالد فجعته
ولسوف أنظر كل غصنٍ زاهرٍ
فأراك عدت به وقد نوعته

العنيــــدهـ
09-07-2011, 04:52 AM
النِّيلُ وَالْمَلِكُ المُنِيلُ كِلاَهُمَا
بَحْرٌ يَفِيضُ بِسَابِغِ الْبَرَكَاتِ
أَذْكَى العُقُولِ يَسُوسُ أَذْكى تُرْبَةٍ
فَيُرِيكَ مُعْجِزَتَيْنِ فِي الإِنْبَاتِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 04:53 AM
بِمَدْرَسَةِ التَّجَلِّي وَهْيَ دَارٌ
بَنَاهَا لِلْهُدَى خَيْرُ البُنَاةِ
بَدَتْ لِلْدِّينِ وَالدُّنيَا مَعَانٍ
يُحَقِّقْهُنّ تَثْقِيفُ البَنَاتِ
وَلَيْسَ بِمُصْلِحٍ للْنَّاسِ شَيْءٌ
كَزَوْجَاتٍ صُلِحْنَ وَأُمَّهَاتِ
إِذَا مَا المَأْثُرَاتُ غَلَتْ فَهَذِي
لِعُمْرِ الحَقِّ أَغْلَى المَأْثَرَاتِ
بِهَا كِيرَللُّسُ أَرْضى تُقَاهُ
كَمَا أَرْضَى العَلِيِّ وَالمَكْرُمَاتِ
فَبُورِكَ فِيهِ مِنْ حِبْرٍ جَلِيلٍ
وَمِنْ رَاعٍ نَبيلٍ فِي الرُّعَاةِ
وَمِنْ عَلاَّمَةٍ لُسُنٍ أَدِيبٍ
لَهُ فِي الَفضْلِ أَبْقَى الذِّكْرَيَاتِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 04:57 AM
آيَةٌ فِي تَسَلْسُلِ الذِّكْرَيَاتِ
أَنْ تَعُودَ الحَيَاةُ بَعْدَ الحَيَاةِ
لَيْسَ فِي عَالَمِ الخُلُودِ فَنَاءٌ
لاَ وَلاَ فِي الفَوَاتِ كُلِّ الفَوَاتِ
أَكْرِمِ العِلْمَ حَيْثُ كَانَ وَفِي كُ
لِّ مكَانٍ فِي الحَيِّ أَوْ فِي الرُّفَاتِ
وَتَنَزَّهْ إِنْ رُمْتَ مَا هُوَ أَبْقَى
عَنْ هَنَاتٍ سَتَنْقَضِي وَهَنَاتِ
قوَّةُ العِلمِ أَنَّهُ مُلهِمُ الحُسْ
نَى وَحَلاَّلُ أَعْقَدِ المُعْضِلاَتِ
فَهْوَ فِي أَقْطَعِ الصُّرُوفِ وَصُولٌ
وَهْوَ فِي أَمْنَعِ الظُّرُوفِ مُوَاتِي
كُلُّ وَقْتٍ يُمَدَّدُ العِلْمُ فِيهِ
هُوَ لاَ رَيْبَ أَسْمَحُ الأَوْقَاتِ
رَأْيُ هَذَا الوَزِيرِ أَعْلَى وَفِي حَضْ
رَتِهِ شَاهِدٌ جَلِيُّ الإِيَاةِ
وَالهِلاَلِيُّ كَانَ أَجْدَرَ مَنْ يَجْ
لُو بِنُورٍ غَيَاهِبَ الظُّلُمَاتِ
يَا مُعِيدِي مُوسى إِذَا مَا جَلَوْتُمْ
وَجْهَ مَاضْ لَمْ يَخْفَ وَجْهُ الآتِي
أُنْظُرُوا حينَ تَرْجِعُ العَيْنُ أَدْرَا
جَ اللَّيَالِي تُطَالِعُ البَاقِيَاتِ
كَيْفَ يَلْقَى الإِنْسَانُ فِيهَا أَخَاهُ
وَكَأّنَّ العَهْدَيْنِ فِي مِرْآةِ
قَدْ تَقَضَّتْ مِنَ السَّنِينَ مِئَاتٌ
مَا الَّذِي جَدَّ بَعْدَ تِلْكَ المِئَاتِ
بَيْنَ جِيلٍ خَلاَ وَجِيلٍ تَلاهُ
لَمْ تُبَدَّلْ جَوَاهِرُ الحَالاَتِ
كَانَ مُوسَى وَلِيدُ قُرْطُبَةٍ يَنْ
شَأُ في صَعْبَةٍ مِنَ البِيئَاتِ
فَتَوَلَّى عَنْهَا يُطَوِّفُ فِي الآ
فَاقِ بَيْنَ الأَمْصَارِ وَالفَلَوَاتِ
لَمْ يَسَعْهُ مِنَ البِلاَدِ سِوَى رَوْ
ضِ المَعَالِي وَمَنْبِتِ المَكْرُمَاتِ
مِصْرُ كَهْفُ الأحْرَارِ فِي كُلِّ عَصْرٍ
وَمَلاَذُ المُرَوَّعِينَ الأَبَاةِ
وَإِلَى ذَاكَ مَوْئِلُ العِلمِ إِنْ لَمْ
تَرْحَبِ الأَرْضُ بِالهُدَى وَالهُدَاةِ
هُوَ غَرْسٌ آوَتْ فَكَانَ أَفَانِ
نَ تَسُرُّ النُّهَى مِنَ الثَّمَرَاتِ
نَضِجَتْ حِكْمَةُ الخَلاَئِقِ مِنْهَا
فِي أَوَانٍ بَدِيعَةِ الزِّينَاتِ
ذَاتِ صَوْغٍ مُنَمَّقٍ عَرَبِيٍّ
رَصَّعَتْهُ جَوَامِعُ الكَلِمَاتِ
ذَاكَ وَافَى بِاللَّوْح مِنْ طُورِ سِينِي
نَ إِلى اليَوْمِ حَمِلَ المِشْكَاة
صَوْلَةُ الرَّيْبِ لَمْ يَخَفْهَا عَلَيْهِ إِنَّ
مَّا خَافَ صَوْلَةَ التُّرَهَاتِ
فَنَفَ فِي شُرُوحِهِ لِمُتُونِ ال
وَحْي مَا رَابَهُ بِغَيْرِ افْتِئَاتِ
وَمَضَى فِي تَخَيُّرِ السُّنَنِ المُثْ
لَى وَلَمْ يَثْنِهِ اعْتِرَاضُ الغُلاَةِ
وَابْنُ مَيْمُونَ كضانَ فِي خُطَّةٍ أُخْ
رَى مِنَ الرَّاسِخِينَ أَهْلِ الحَصَاةِ
رَاجَعَ العَقْلَ فِي الحَقَائِقِ وَاسْتَهْ
دَى بِهِ فِي غَيَاهِبِ المُشْكِلاَتِ
سَلْ أُوْلِي الذِكْرِ فِي الفِرِنْجَةِ عَمَّا قَبَ
سُوا مِنْ أَحْكَامِهِ النَّيِّرَاتِ
وَتَتَبَّعْ صُنُوفَ مَا اَثَرُوا عَنْ
هُ وَمَا دَوَّنُوا بِشَتَّى اللُّغَاتِ
كَانَ لِلعُرْبِ فِي دَلِيلِ الحَيَارَى
قِسْطَهُمْ مِنْ فُصُولهِ القِّيمَاتِ
أَبْرَزَ العِليَةَ المُجَلِّينَ مِنْ
هُمْ فِي مَجَالِ العُلومِ وَالفَلْسَفَاتِ
فَدَرَى الغَرْبُ فَصْلَُهُمْ حِينَ كَانَتْ
فِيهِ أَعْلَمُهُمْ مِنَ النَّكِرَاتِ
إِن فِي ذَلِكَ الكِتَابِ لَخَوَضاً
مُطْمَئِنَّا فِي أَخْطَرِ الغَمَرَاتِ
وَمِزَاجاً مَا بَيْنَ مَعْنَى وَحِسٍّ
لَمنْ يَكُنْ إِنْ يُرَمْ مِنَ الهَيِّنَاتِ
عَجَبٌ كُلُّ مَا تَضَمَّنَ فِي اللَّ
هِ وَفِي كَوْنِهِ وَفِي الكَائِنَاتِ
فِي مَفَاعِيلِ حَوْلِهِ أَوْ مَرَامِي
طَوْلِهِ أَوْ مُقَوِّمَاتِ الذَاتِ
وَمَعَانِي هَذَا الوُجُودِ وَمَا فِي
كُلًّ أَجْزَائِهِ مِنَ المُعْجِزَاتِ
وَمَغَازِي مَا قَرَّبَتْهُ مِنَ السُّبْ
لِ وَمَا بَعَّدَتْ مِنَ الغَايَاتِ
نَظَرَاتٌ إِنْ حُقِّقَتْ فَهْيَ فِي جُمْ
لَتِهَا مِنْ صَوَادِقِ النَّظَرَاتِ
تِلكَ بِالفَيْلَسُوفِ إِْمَامَةٌ عَجْلْ
لَى أَتَقْضِيهِ حَقّهُ هَيْهَاتِ
كَيْفَ تُرْوِي الأُوَامَ وَالمَاءُ يَجْرِي
عَبَباً رَشْفَةٌ مِنَ الرَّشَفَاتِ
فَلْنُيَمِّمْ شَطْرَ الطَّبِيبِ وَفِي الرَّوْ
ضَةِ مَا يُجْتَنَى بِكُلِّ التِفَاتِ
أَيُّ وَصْفٍ أَوْفَى وَاَبْلَغُ مِمَّ
قَالَ فِي وَصْفِهِ كَبِيرُ الأُسَاةِ
قَدْ سَمِعْتُمْ فِيهِ عَليّاً وَهَلْ يَعْ
رِفُ إِلاَّ الثِّقَاتُ قَدْرَ الثِّقَاتِ
وَقَدِيماً تَجَوَّدَ ابْنُ سَنَاءِ ال
مُلكِ مَا صَاغَ فِيهِ مِنْ أَبْيَاتِ
سَأُعِيدُ المَعْنَى عَلَيْكُمْ وَإِنْ كَا
نَتْ مَعَانِيهِ جِدَّ مُخْتَلِفَاتِ
لَوْ شَكَا دَهْرُهُ الجَهَالَةَ مَا اسْتَعْ
صَى عَلَيْهِ إِبْرَاءُ تِلكَ الشَّكَاةِ
وَلَوِ البَدْرُ يَسْتَطِبُّ إِلَيْهِ
لَشَفَى مَا بِهِ مِنَ العِلاَّتِ
مَا الَّذِي أَحْدَثَ ابْنُ مَيْمُونَ فِي الطِّ
بِّ وَمَا شَأنُ تِلكُمُ المُحْدَثَاتِ
لَمْ يَقِفْ طِبُّهُ عَلَى المَلِكِ الأَفْ
ضَلِ وَالأَرْفَعِينَ فِي الطَّبَقَاتِ
أَنْفَعُ العِلْمِ مَا يُوَجِّهُهُ العَقْ
لُ إِلَى البِرِّ لاَ إِلى الشَّهَوَاتِ
سَخَّرَ الطِّبَّ لِلأَنَامِ جَمِيعاً
فَتَقَرَّاهُ فِي جَمِيعِ الجِهَاتِ
يَتَوَخّى قَيْدَ الأَوَابِدِ فِي بَا
بٍ َبَابٍ مِنْهُ وَجَمْعِ الشَّتَاتِ
وَيُقِرُّ السَّلِيمَ مِنْ كُلِّ زَيْفٍ
بَعْدَ لأْيٍ فِي المَحْوِ وَالإِثْبَاتِ
آخِذاً مِنْ تَجَارِبِ العُرْبِ وَاليُونَا
نِ وَالهُودِ نَاجِعَاتِ الصِّفَات
وَمُضِيفاً إِلَى الثَّوَابِتِ مِنْهَا
مُحْكَمَاتِ الأصُولِ وَالتَّجْرِبَاتِ
وَأَمَاطَ اللِّثَامَ عَنْ كُلِّ بُرْءٍ
سِرُّهُ فِي الجَمَادِ أَوْ فِي النَّبَاتِ
فَتَقَضَّى جِيلٌ فجِيلٌ وَلِلدَّا
ءِ دَوَاءٌ بِفَضْلِ تِلكَ الدَّوَاةِ
هَذِهِ مِصْرُ هَلْ تَرَى يَا أَبَا عِمْ
رَانَ فَرْقَ المِئِينَ فِي السَّنَوَاتِ
عَهْدُهَا عَهْدُهَا كَمَا كضانَ وَالما
ضِي بِمَا بَعْدَهُ وَثِيقُ الصِّلاةِ
لَمْ تكُنْ مُخْطِيءَ ارَّجَاءِ بِمَا اسْتَسْ
لَفْتَ مِنْ مَجْدِ هَذِهِ التَّكْرِمَاتِ
مِصْرُ كَانَتْ مِنْ بَدْئِهَا وَسَتَبْقَى
آخِرَ الدَّهْرِ مَبْعَثَ العَظَمَاتِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 04:59 AM
إِذَا أَنِسَتْ بِصُورَتِهِ عُيُونٌ
وَأَوْحَشَ قَوْمَهُ مِنْهُ السُّكُوتُ
فَإِنَّ لَهُ حَدِيثاً لَيْسَ يُبَلَى
تُحَدِّثُهُ مَآثِرُ لاَ تَفُوتُ
سَيَبْقَى الذِّكْرُ جيلاً بَعْدَ جِيلٍ
وَسَعْدُ اللهِ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 05:00 AM
فِي رِيَاضِ النِّيلِ كَمْ مُسْتَنْزَهٍ
تَمْلأُ العَيْنَ حَلاَهُ الشَّائِقَاتْ
لاِعْتِدَالِ الجَوِّ فِيهِ عِزَّةٌ
بِالْتِوَاءِ الشَّجَرَاتِ البَاسِقَاتْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 05:01 AM
عُرْسٌ بِهِ جَمَعَ النَّقِيُّ مِنَ الهَوَى
زَيْنَ الشَّبَابِ وَزَيْنَةَ الفَتَيَاتِ
كُفُؤَانِ يَبْدُو لِلْنَوَاظِرِ مِنْهُمَا
لُطْفُ التَّشَابُهِ بِالْحِلَى وَالذَاتِ
وَإِذَا الأُصُولُ زَكَتْ فَلاَ تَعْجَبْ لِمَا
تَأْتِي بِهِ مِنْ طَيِّبِ الثَّمَرَاتِ
فَلْيَسْعَدا وَلْيَنْمُوا وَلْيَعْمُرا
عُمْراً مَدِيداً وَافِرَ البَرَكَاتِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 05:04 AM
نُحَيِّي الدَّاعِيَاتِ الأَولِيَاتِ
لِمُؤْتَمَرِ النِّسَاءِ الفُضْلَيَاتِ
إِذَا مَا كَانَ فِي مِصْرَ التَّلاَقِي
تَلاَقِي الشَّرْقِ مِنْ شَتَّى الجِهَاتِ
سَلاَمٌ يَا حَصِيفَاتِ الغَوَانِي
مِنَ الْمَتَصَوِّنَاتِ الْمُحْصِنَاتِ
سَلاَمٌ يا رَفِيعَاتِ السَّجَايَا
مِنَ الْمُتَطَوِّعَاتِ الْمُحْسِنَاتِ
سَلاَمٌ يَا بَنَاتِ الشَّرْقِ هَذا
أَوَانُ الجَدِّ فيهِ لِلْبَنَاتِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 05:06 AM
أَعْرِفُ يَا سَيِّدَتِي غَادَةً
ذِكْرُ اسْمِهَا يُغْنِي عَنِ النَّعْتِ
لَهَا مُحَيَّا كَمُحَيَّا الضُّحَى
أَوْ كَمُحَيَّاكِ إِذَا بِنْتِ
وَقَدُّهَا الْعَادِلُ فِي مَيْلِهَا
كَقَدِّكِ الْعَادِلِ إِنْ مِلْتِ
أَوَّلُ حَرْفٍ مِنْ حُرُوفِ اسْمِهَا
أَوَّلُ حَرْفٍ قَدْ تَعَلَّمْتِ
وَحَرْفُهُ الثَّانِي كَنَقْطِ النَّدَى
مُنْعَقَدَ التَّاجِ مِنَ النَّبْتِ
وَحَرْفُهُ الثَّالِثُ إِنْ شِئْتِهِ
ضَمِيرَ وَصْلٍ كَانَ مَا شِئْتِ
فَمَا الَّذِي أَلْغَزْتُ فِيهِ وَمَنْ
فِي ذَلِكَ الْوَصْفِ تَبَيَّنْتِ
فَقَالَتِ الخَوْدُ وَقَدْ رَابَهَا
لأَنْتَ أَدْرَى قُلْتُ بَلْ أَنْتِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 05:10 AM
بِالأَمْسِ مِلءَ العَيْنِ كَانَتْ
وَالْيَوْمَ وَاحُزَنَاهُ بَانَتْ
أَحْيَتْ نُفُوسَ المُعْجَبِينَ
بِفَنِّهَا فَعَلاَمَ حَانَتْ
حَيْثُ انْجَلَتْ وَالْحَفْلُ مَعْقُودٌ
لَها سُرَّتْ وَزَانَتْ
يَا مَنْ لِمَذْهَبِهَا الْعَجِيبِ
نَوَابِغُ التَّطْرِيبِ دَانَتْ
الْمُعْجَمَاتُ مِنَ الْمَزَاهِرِ
قَبْلَ لَمْسِكِ مَا أَبَانَتْ
أَخْرَجْتِ لِلأَسْمَاعِ مِنْهَا
خَيْرَ مَا ادَّخَرَتْ وَصَانَتْ
كَمْ أَرَّقَتْ عَيْنَي شَجٍ
سَنَةٌ عَلَى عَيْنَيْكِ رَانَتْ
وَقَسَا الْفِرَاقُ عَلَى قُلُوبٍ
شَدَّ مَا قَاستْ وَعَانَتْ
بِنَوَاكِ قُضْتِ نَدْوَةً
سُرْعَانَ مَا عَزَّتْ وَهَانَتْ
عُمِرَتْ زَمَاناً وَازْدَهَتْ
بكِ ثُمَّ أَقْوَتْ وَاسْتَكَانَتْ
وَغَدَتْ إِذَا مَا رَامَتْ السَّلْوَى
بِذِكْرَاكِ اسْتَعَانَتْ
بِوُعُودِ دُنْيَاكِ اغْتَرَرْتِ
وَطَالَمَا وَعَدَتْ وَمَانَتْ
حَتَّى إِذَا مُكِّنَتْ مِنْ
مَقْتَلٍ خَتَلَتْ وَخَانَتْ
فَقْدُ المُضِنَّةِ لاَ يَهُونُ
إِذَا خُطُوبُ الدَّهْرِ هَانَتْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 05:14 AM
أَسَىً أَنْ تَوَلَّى نِعْمَةَ اللهِ مُوحِشاً
مَعَاهِدَهُ فَلْتَبْكِهِ بَرَكَاتُ
وَلاَ تَقْبَلُ التَأْسَا فِيهِ مَدَارِسٌ
بَنُوْهَا عَلَيْهِ نُوَّحٌ وَبُكَاةُ
مَضَى تَارِكاً فِي قَلْبِ كُلِّ مُهَذَبٍ
مِنَ الْوَدِّ مَلاَ تُنْفِسُ التَّرَكَاتُ
فَتىً صَرْحٌ لاَ كَنهْهُ غَيْرُ مَا بَدَا
عَلَيْهِ وَلاَ الآرَاء مُرْتَبِكَاتُ
وَلَمْ تُوصَمِ الآدَابُ مِنْهُ بِريْبَةٍ
وَلَمْ تُذمِمْ الآرَابُ وَالْحَرَكَاتْ
حَكيمٌ بِدُنْيَاهُ عَلِيمٌ بِدِينِهِ
سَلِيمٌ بِهِ الأَخْلاَقُ وَالمَلِكَاتُ
عَقِيدَتُهُ فِي مِنْعَةٍ مُطْمَئِنَّةٍ
وَمِنْ حَوْلِهَا العِلاَّتُ مُعْتَرِكَاتُ
إِذَا جَاءَهُ خَيرٌ أَذَاعَ الرِّضَى بِهِ
أَوْ جَاءَهُ ضَيْرٌ لَمْ تَخُنْهُ شَكَاةُ
وَإِنْ يَقْنِ لاَ يَقْنِ الْحُطَامَ وَغَيْرُهُ
تَعُزُّ عَلَيْهِ فِدْيَةٌ وَزَكَاةُ
بِهِ شَرِكَاتُ البِرِّ عَادَتْ قَوِيَّةً
وَقُوَّتُهَا أَنْ تَصْدُقَ الشَّرِكَاتُ
تَبَتَّلَ زُهْداً فِي اللَّيَالِي وَطِيبِهَا
فَفِي طِيبِهَا الآفَاتُ وَالهَلِكَاتُ
أَلَمْ يَتَبَيَّنْ سُوَْ مَا تُضْمِرُ الدُّجَى
وَاَسْتَارُهَا فِي الصُّبْحِ مُنْتَهِكَاتُ
فَيَا آلَهُ هَذِي مِنَ الْدَهْرِ فِتْكَةٌ
تَهُونُ إِذَا قِيسَتْ بِهَا الفَتَكَاتُ
أَتَغْنِ فَتِيلاً مِنْ عَزِيزٍ وَقَدْ ثَوَى
دُمُوعٌ بِهَا الأَرْوَاحُ مُنْسَفِكَاتُ
بِدَاوُدَ فَأَتَمُّوا فَإِنَّ حصَانَهُ
لَكالطَّوْدِ وَالأَحْدَاثُ مُؤْتَفِكَاتُ
هُوَ الكَوْكَبُ الهَادِي بِسَاطِعٍ نُورِهِ
إِذَا اشْتَدَّتِ الأَسْدَافُ وَالحَلكاتُ
لَهُ الْقَلَمُ الفَيَّاضُ عِلْمَاً وَحِكْمَةً
كَمَاءِ الغَوادِي لَمْ تَشِبْهُ نِكَاتُ
مَعَانِيَهُ كَالعِقْدِ الْفَرِيدِ نَظِيمَهُ
وَأَلفَاظُهُ كَالتِّبْرِ مُنْسَبِكَاتُ
وَيَا مَنْ عَلَيْهِ فِي المَدَائِنِ وَالقُرَى
مَآتِمُ أَهْلِ الْفَضْلِ مُحْتَبِكَاتُ
بِهِ شَرِكَاتُ البِرِّ عَادَتْ قَوِيَّةً
وَقُوَّتُهَا أَنْ تَصْدُقَ الشَّرِكَاتُ
تَبَتَّلَ زُهْداً فِي اللَّيَالِي وَطِيبِهَا
فَفِي طِيبِهَا الآفَاتُ وَالهَلِكَاتُ
أَلَمْ يَتَبَيَّنْ سُوَْ مَا تُضْمِرُ الدُّجَى
وَاَسْتَارُهَا فِي الصُّبْحِ مُنْتَهِكَاتُ
فَيَا آلَهُ هَذِي مِنَ الْدَهْرِ فِتْكَةٌ
تَهُونُ إِذَا قِيسَتْ بِهَا الفَتَكَاتُ
أَتَغْنِ فَتِيلاً مِنْ عَزِيزٍ وَقَدْ ثَوَى
دُمُوعٌ بِهَا الأَرْوَاحُ مُنْسَفِكَاتُ
بِدَاوُدَ فَأَتَمُّوا فَإِنَّ حصَانَهُ
لَكالطَّوْدِ وَالأَحْدَاثُ مُؤْتَفِكَاتُ
هُوَ الكَوْكَبُ الهَادِي بِسَاطِعٍ نُورِهِ
إِذَا اشْتَدَّتِ الأَسْدَافُ وَالحَلكاتُ
لَهُ الْقَلَمُ الفَيَّاضُ عِلْمَاً وَحِكْمَةً
كَمَاءِ الغَوادِي لَمْ تَشِبْهُ نِكَاتُ
مَعَانِيَهُ كَالعِقْدِ الْفَرِيدِ نَظِيمَهُ
وَأَلفَاظُهُ كَالتِّبْرِ مُنْسَبِكَاتُ
وَيَا مَنْ عَلَيْهِ فِي المَدَائِنِ وَالقُرَى
مَآتِمُ أَهْلِ الْفَضْلِ مُحْتَبِكَاتُ
سَمَوْتَ عَنِ الدُّنْيَا وَأَنْتَ مُوَفَّقٌ
عَلَيْكَ سَلاَمُ اللهِ وَالبَرَكَاتُ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 05:15 AM
لُوريسُ إِنِّي هَانئٌ
جَذَلٌ بِأَنْ أَصْبَحْتِ بِنْتي
أَرْجُو لَكِ الْعُمْرَ الْمَدِيدَ
وَفِي كَمَالِكِ أَنْتِ أَنْتِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 05:17 AM
أَبْكَتِ الرَّوْضَ عَلَيْهَا جَزَعاً
وَرْدَةٌ فِي عُنْفُوَانِ العُمْرِ حَانَتْ
لَبِسَتْ زِينَتَهَا عَارِيَةً
لِشَبَابٍ ثُمَّ رَدَّتْ مَا اسْتَدَانَتْ
لَقِيتَها الأَرْضُ تَكْرِيماً لَهَا
بَيْنَ جَْنَيْنِ فَعَزَّتْ حَيْثُ هَانَتْ
وَابْتَنَتْ مِنْ صَدْرِهَا قَبْراً لَهَا
جَثَتِ الْحُسْنَى عَلَيْهِ وَاسْتَكَانَتْ
ذَبُلَ الرَّيْحَانُ حُزْناً وَبَدَتْ
سَنَةٌ فِي أَعْيُنِ النَّرْجِسِ رَانَتْ
فِي جِنَانِ الْخُلْدِ عُقْبَى حُرَّةٍ
لَمْ تَمِنْ يَوْمَاً إِذَا الأَزْهَارُ مَانَتْ
خَابَتِ الدُّنْيَا بِهَا لَمْ تَرْعَهَا
وَقَدِيماً خَابَتِ الدُّنْيَا وَخانَتْ
يَا فَرَاشَاتٍ هُنَا حَائِرِةً
كُلَّمَا مَرَّتْ عَلَى الْقَبْرِ تَحَانَتْ
حَبَّذَا أَلْوَانُكِ الْبِيضُ الَّتِي
مِثْلَمَا نَوَعَهَا الْحُزْنُ اسْتَبَانَتْ
كضمْ بِهَا مِنْ مَلْمَحٍ يَنْدَى أَسىً
مَسْحَةُ الدَّمْعِ تَغَشَّتْهُ فَزَانَتْ
حَبَّذَا أَجْنِحَةٌ وَهْمِيَّةٌ
حَمَلَتْ وِقراً وَبِاللهِ اسْتَعَانَتْ
كَبُرَيْقَاتٍ تَنَاهَتْ سُرْعَةً
فَاسْتَقَرَّ الضَّوْءُ مِنْهَا وَتَفَانَتْ
مَا لَهَا ظِلُّ إِذَا مَا أَوْضَعَتْ
وَلَهَا ظِلُّ خَفِيفٌ إِنْ تَوَانَتْ
يَلْمَحُ الظَّنُّ إِذَا مَا رَفْرَفتْ
سِرْبَ أرْوَاحٍ صَغِيراتٍ تَدَانَتْ
وَلَهَا أَنَّاتُ نَوْحٍ حَيْثُمَا
بَلَغَتْ سَامِعَةَ الْقَلْبِ أَلاَنَتْ
مَا الّّذِي تَبْغِينَ مِنْ جَوْبِكِ يَا
شُبُهَاتِ الطَّيْرِ قَالَتْ وَأَبَانَتْ
نَحْنُ آمَالَ الصِّبَا كَانَتْ لَنَا
هَهُنَا مَحْبُوبَةٌ عَاشَتْ وَعَانَتْ
كَانَتِ الْوَرْدَةَ فِي جَنَّتِنَا
مَلَكَتْ بِالْحَقِّ والْجَنَّةُ دَانَتْ
مَا لَبِثْنَا أَنْ رَأَيْنَاهَا وَقَدْ
هَبَطَتْ عَنْ ذَلِكَ الْعَرْشِ وَبَانَتْ
فَتَرَانَا نَتَحَرَّى أَبَداً
إِثْرَهَا أَوْ نَتَلاَقَى حَيْثُ كَانَتْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 05:17 AM
وديعة إن أطربتنا فهي المنى
أجابت وقد ناديتها خفرات
يداك على المضراب شبه أشعةٍ
إذا لمسته ردها نغمات

العنيــــدهـ
09-07-2011, 05:18 AM
ليس تَغْوِي أُمَّةٌ فِيهَا هُدَاةُ
بَشِّرُوا المَظْلُومَ فِي مِصْرَ قُضَاةُ
أَسْعَدُ الأَقْوَامِ قَوْمٌ عِنْدَهُمْ
رَسَخَ الْحَقُّ وَأَجْلَى الافْتِئَاتُ
مَاليءُ الأَسْمَاعِ دُرَّاً قَدْ نَجَا
فَأَقَرَّتْ أَعْيُناً تِلْكَ النَّجَاةُ
ذَلِكَ الْفَوْدُ الَّذِي نَمَّتْ لَهُ
خِلَّتَا الْفَوْزِ ذَكَاءٌ وَثَبَاتُ
لَمْ يَزَلْ يَدْأَبُ فِي مَطْلَبِهِ
وَنَصِيرَاهُ رَجَاءٌ وَأَنَاةُ
نَاهِضاً أَو رَابِضاً حَتَّى بَدَتْ
آيَةُ الإِنْصَافِ تَجْلُوهَا إِياةُ
فَانْبَرَى مُنْتَهِزاً فُرْصَتَهَا
وَالْفَتَى مَنْ لَمْ تَفُتْهُ الفُرُصَاتُ
ذَادَ ذَوْداً رَائعاً عَنْ حَوْضِهِ
يَتَجَارَى لَفْظُهُ وَالْعَبَرَاتُ
لاَ لَعَمْرِي لَيْسَ مُنْقَضّاً حِمىً
وَلَهُ فِي الْمَوْقِفِ الصَّعْبِ حُمَاةُ
شَرَفاً يَا مُبْرِئِيهِ إِنَّهُ
لَيْسَ فِي الْحَقِّ عَلَى الدَّهْرِ فَوَاتُ
أَيُّ حَيِّ أُتِيَ العِصْمَةَ فِي
حُكْمِهِ مِنْ خُطَّةٍ فِيهَا هَنَاتُ
وَمَنِ المُوْحَى إِلَيْهِ مِنْ عَلٍ
مُطْلَقُ الإِنْصَافِ وَالرَّأْيُ البَتَاتُ
أُوْتِيَ العَقْلُ وَلَمْ يُؤْتَ الْهَوَى
عِلْمُ مَنْ هُمْ أَبْرِياءٌ أَو جُنَاةُ
وَأَدَقُّ النَّاسِ فِي تَقْدِيرِهِ
طَالَمَا غُمَّتْ عَلَيْهِ التَّبِعَاتُ
بَرِّئُوا ذَلِكَ أَزْكَى كُلَّمَا
أَعْرَضَتْ دُونَ اليَقِينِ الشُّبُهَاتُ
أَيُّهَا النَّابِغَةُ الشَّهْمُ الَّذِي
بِالرَّزَايَا صُقِلَتْ مِنْهُ الحَصَاةُ
عُدْ إِلَى مَنْصِبِكِ الْمَرْفُوعِ فِي
خَفْضِ عَيْشٍ وَلْتَعِشْ مِصْرُ الفَتَاةُ
مِصْرُ ذَاتِ الشَّعْبِ حُرَّاً وَاحِداً
لاَ الَّتِي ذُلَّتْ وَأَهْلُوهَا شَتَاتُ
عُدْ وَكُنْ نَادِرَةَ العَصْرِ الَّذِي
قَوْلُهُ الْقَوْلُ إِذَا ارْتَابَ الثِّقَاتُ
فَلَقَدْ أَعْطَاكَ مَا كَابَدْتَهُ
مِنْ أَسىً أَنْفَسَ مَا تُعْطَى الْحَيَاةُ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 05:20 AM
فِي مثْلِ هَذَا الثُّكْلِ لِلْوَلَدِ الَّذِي
بِالقَلْبِ تُحْييهِ وَقَلْبُكَ مَائِتُ
يُذْكى الكَلاَمُ لَظَى الكِلاَمِ وَإِنَّما
أَشْفَى المُوَاساةَ الْبُكَاءُ الصَّامِتُ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 05:21 AM
مُفْتَرٍ مَنْ قَالَ إِنَّ الْقَوْمَ مَاتُوا
حَدِّثِينَا عَنْهُمُ يَا مُعْجِزَاتِ
حَدِّثِينَا كَيْفَ أَوْدَى بِالأُولَى
مَلَكُوا الآفَاقَ حُرَّاثٌ عُفَاةُ
كَيْفَ أَفْنَى كُلَّ ذِي دِرْعٍ وَذِي
لأْمَةِ مُدَّرِعُو النَّقْعِ حُفَاةُ
نَفَرٌ ظُنُّوا ضِعَافاً فَإِذَا
هُمُ لِلقَرْمِ الأَشَدِّينَ غُزَاةُ
فِئَةٌ قَلَّتْ وَأَعْيَا دُونَهَا
عَسْكَرٌ ضَاقَتْ بِهِ السِتُّ الجِهَاتُ
هَاجَمُوهَا فَتَلَقّتْهُمْ كَمَا
تَتَلَقَّى هَجْمَةَ البَحْرِ الصَّفَاةُ
إِنَّمَا الأَضْعَفُ فِي الحَوْمَةِ مَنْ
ضَعُفَتْ آرَاؤُهُ وَالفَتَكاتُ
وَالقَلِيلُ النَّزْرُ فِي الأَزْمَةِ مَنْ
خَانَهُ الصَّبْرُ وَجَافاهُ الثَّبَاتُ
قِيلَ هَذَا فِيهِمُ فِعْلُِ التُّقَى
وَالصَّلاَحُ الحَيُّ لِلخَوْفِ مَمَاتُ
صَدَقُوا رَأْسُ التُّقَى الفِعْلُ فَإِنْ
كَانَ قَوْلاً فَهْوَ زُورٌ وَافْتِئَاتُ
هَكَذَا القَوْمُ وَمَا تَقْوَاهُمُ
فِقْرٌ يَتْلُونَهَا أَوْ دَعَوَاتُ
فَإِذَا صامَ الفَتَى مِنْهُمْ فَعَنْ
دَمِ أَسْرَاهُ وَإِنْ لَمْ تُغْفَ شَاةُ
وَإِذَا زَكَّى فَجَارِي دَمِهِ
فِي سَبيلِ الوَطَنِ الحُرِّ زَكَاةُ
وَإِذَا صَلَّى فَفِي جِثْوَتِهِ
للْمُرَامَاةِ سُجُودٌ وَصَلاَةُ
مَنْ دَعَا اللهَ عَلَى غَاصِبِهِ
فَالدُّعَاءُ السَّيفُ وَالذِكْرُ القَنَاةُ
أَوْ حَمَى الأَوْطَانَ وَالعِرْضَ مَعاً
فَهُوَ الدِّينُ كَمَا تَرْضَى الحَيَاةُ
أَيُّهَا السُّوقَةُ كُلٌّ مِنْهُمُ
مَلِكٌ قَدْ تَوَّجَتْهُ الهَبَوَاتُ
أَيَّهَا الجُهَّالُ كُلٌّ مِنْهُمُ
قَائِدٌ تُؤْثَرُ عَنْهُ الخُدَعَاتُ
يَا حُمَاةَ الخُلُقِ الحُرِّ وَقَدْ
عَافَهُ النَّاسُ وَخَانَتْهُ الحُمَاةُ
صَائِنِي دَارِهِمِ العَذْرَاءِ عَنْ
وَاطِيءٍ إِلاَّ وَمَا فِيَها مَوَاتُ
شَيَّدُوا تَارِيخَكُمْ مِنْ نَقْضِ مَا
شَادَهُ فِي أَزَلِ الدَّهْرِ الطُّغَاةُ
ثَابِرُوا فِي وَثْبِكُمْ وَلْتَهْنِنَا
فِي تَلاَشِينَا الهَنَاتُ الهَيِّنَاتُ
تَابِعُوا النَّصْرَ بِنَصْرٍ وَلتَكُنْ
خَجْلَةَ الأَنْذَالِ هَذِي النَّصَرَاتِ
يَصْفَعُ الجَبَّارَ مَنْ تَعْدَمُهُ
مِنْكُمُ لِلضَّرْبِ وَالطَّعْنِ أَدَاةُ
وَفَتَانَا يَلْثُمُ الكَفَّ الَّتِي
فِي جَبِينِ المَلكِ مِنْهَا صَفَعَاتُ
مَنْ لِمِينَا أَنْ يَرَى فِي لَحْدِهِ
كَيْفَ أَخْنَتْ بِبَنِيهِ المُوبِقَاتُ
فَلَقَدْ أَرْنُو إِلى مِصْرَ الَّتِي
خَلَّدَتْهَا البَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ
فَأَرَى رُوحاً قَدِيماً طَائِفاً
بَاكِياً مِمَّا جَنَتْ مِصْرُ الفَتَةُ
كَيْفَ تَحْيَا أُمَّةٌ هَالَتْهُمْ
شُقّةُ المَجْدِ فَذَلُّوا وَاسْتَمَاتُوا
كَيْفَ يَقْوَى مَعْشَرٌ عُدَّتُهُمْ
هَزْلُهُمْ وَالمَشْرَفِيَّاتُ النِّكَاتُ
أَبِخَوْف الغُولِ يُرْجَى عِنْدَهُمْ
خُلُقُ البَأْسِ وَتُرْجَى العَظَمَاتُ
أَمْ بِآدَابٍ وَأَلْحَانٍ يَهِي
مَعَهَا العَزْمُ وَتَقْوَى الشَّهَوَاتُ
فَارْفَعِ الصَّوْتَ وَأَيْقِظْهُمْ فَقَدْ
طَالَ عَهْداً بِهِمُ هَذَا السُّبَاتُ
مَا لِمِصْرٍ شِبْهَُ قَبْرٍ وَاسِعٍ
مُنْذُ فِرْعَوْنَ وَمَنْ فِيهَا رُفَاتُ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 05:21 AM
إِذَا لُبْنَانُ زَانَ صُدُورَ رَهْطٍ
أَمَاجِدَ فِي رَُباهُ لَهُمْ مَنَابِتْ
فَمَا فِي نَابِغِيهِ حِجىً وَعِلْماً
وَصِدْقَ مُروءَةٍ كَخَلِيلِ ثَابِتْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 05:22 AM
كَانَ لَيْلٌ وَآدَمٌ فِي سُبَاتِ
نَامَ عَنْ حِسِّهِ إِلى مِيقَاتِ
وَالْبَرَايَا فِي هِدْأَةِ الظُّلُمَاتِ
خَاشِعَاتٌ رَجَاءَ أَمْرٍ آتِ
يَتَوَقَّعْنَ آيَةَ الآيَاتِ
وَالرُّبَى فِي مُسُوحِهِنَّ سَوَاجِدْ
مِنْ بَعِيدٍ وَالأُفْقُ جَاثٍ كَعَابِدْ
وَنُجُومُ الثَرَى سَوَاهٍ سَوَاهِدْ
وَنُجُومُ الْعُلَى رَوَانٍ شَوَاهِدْ
يَتَطلَّعْنَ مِنْ عَلٍ ذَاهِلاَتِ
نَظَرَ اللهُ آدَماً فِي الخُلُودِ
مُوحَشاً لانْفِرَادِهِ فِي السُّعُودِ
مُسْتَزِيداً وَالنَّقْصُ فِي المُسْتَزِيدِ
فَرَأَى أَنْ يُتِمَّهُ فِي الْوُجُودِ
بِعَرُوسٍ شَرِيكَةٍ فِي الْحَيَاةِ
إِلْفُ عُمْرٍ وَالإِلْفُ لِلإنْسَانِ
حَاجَةٌ مِنْ لَوَازِمِ النُّقْصَانِ
تِلْكَ فِي الخَلْقِ سُنَّةُ الرَّحْمَنِ
سَنَّهَا مُنْذُ بَدْءِ هَذَا الْكِيَانِ
وَبِهَا قَامَ عَالَمُ الْفَانِيَاتِ
مُنْذُ كَانَتْ هَذِي الْخَلِيقَةُ قِدْماً
نَثَراتٍ مِنَ الْهَبَاءِ فَضَمَّا
مَا تَرَاخَى مِنْهَا فَأَلَّفَ جِرْمَا
ثُمَّ أَحْيَاهُ ثُمَّ آتَاهُ جِسْمَا
مِثْلَهُ يَكْمُلاَنِ ذَاتاً بِذَاتِ
بسِطتْ أَنْمُلُ اللَّطِيفِ الْقَدِيرِ
فِي الدُّجَى مِنْ أَوْجِ الْعَلاَءِ المُنِيرِ
فَأَمَاجَتْ بِالضَّوْءِ بَحْرَ الأَثِيرِ
وَأَلْقَتْ بِآدَمٍ فِي السَّرِيرِ
لاِجْتِرَاحِ الْكُبْرَى مِنَ المُعْجِزَاتِ
فَتَحَتْ جَنْبَهُ وَسَلَّتْ بعَطْفِ
مِنْهُ ضِلْعاً فَجَاءَ تِمْثَالُ لُطْفِ
جَلَّ قَدْراً عَنْ اَصْلِهِ فَاسْتَصُفِّي
مِنْ دَمِ الصَّدْرِ لاَ التُّرَابِ الصَّرْفِ
سَمَاَ عَنْ صِفَاتِهِ بِصِفَاتِ
فَبَدَتْ غَضَّةَ الصِّبَا حَوَّاءُ
وَهْيَ هَيْفَاءُ كَاعِبٌ زَهْرَاءُ
لِيَدِ اللهِ مَظْهَرٌ وُضَّاءُ
وَسَنى بَين بِهَا وَسَنَاءُ
شَفَّ عَنْهُ الْجَمَالُ كَالمِرْآةِ
تَتَجَلَّى وَاللَّيْلُ يَمْضِي انْدِفَاعا
نَاظِراً خَلْفَهُ إِلَيْهَا ارْتِيَاعَا
وَبَشِيرُ الصَّبَاحِ يُدْلِي الشُّعَاعَا
نَاشِراً رَايَاتِ الضِّيَاءِ تِبَاعَا
دَاعِياً لِلسُّرُورِ وَالتَّهْنِئَاتِ
وَتَوَالِي النُّجُومِ تَرْمُقُ آنَا
حُسْنَهَا ثُمَّ تُغْمِضُ الأَجْفَانَا
وَنُجُومُ الجِنَانِ تُبْدِي افتِتانا
بِالْجَمَالِ الَّذي رَأَتْهُ فَكَانَا
آيَةُ المُبْصِرَاتِ وَالسَّامِعَاتِ
وَتَنَاجَتْ فَوَائِحُ الأَزْهَارِ
وَتَنَادَتْ نَوَافِحُ الأَسْحَارِ
وَتَدَاعَتْ صَوَادِحُ الأَطْيَارِ
قُلْنَ هَذِي خُلاَصَةُ الأَسْرَارِ
وَخِتَامُ الْعَجَائِبُ المُدْهِشَاتِ
رَبَّنَا ما سِوَاكَ مِنْ مَعْبُودِ
أَيَّ خَلْقٍ نَرَى بِشَكْلٍ جَدِيدِ
بِنْتَ شَمْسٍ أَمْ قَدْ بَدَتْ لِلْعَبِيدِ
صِفَةٌ مِنْكَ فِي مِثَالٍ فَرِيدِ
لِتَلَقِّي سُجُودِنَا وَالصَّلاَةِ
قَالَ صَوْتٌهِيَ الْعِنَايَةُ حَلَّتْ
فَأَنَارَتْ مَلِيكَكُمْ وَأَظَلَّتْ
وَهْيَ سُلْطَانَةٌ عَلَيْكُمْ تَوَلَّتْ
وَهْيَ فِي يَوْمِهَا عَرُوسٌ تَجَلَّتْ
وَغَداً أُمُّ سَادَةِ الْكَائِنَاتِ
تِلْكَ حَوَّاءُ فِي ابْتِدَاءِ الزَّمَانِ
لَمْ يُكَدِّرْ صَفَاءَهَا فِي الجِنَانِ
مَا سِوَى جَهْلٍ سِرٍّ هَذَا الكِيَانِ
وَشُعُورٍ بِأَنَّ فِي العِرْفَانِ
لَذَةً فَوْقَ سَائِرِ اللَّذَّاتِ
فَاشْتَرَتْ عِلْمَهَا بِفَقْدِ الدَّوَامِ
وَاشْتَرَتْ بِالنَّعِيمِ سِرَّ الْغَرَامِ
وَاسْتَحَبَّتْ عَلَى اعْتِدَالِ المُقَامِ
عِيشَةً بَيْنَ صِحَّةٍ وَسَقَامِ
فِي التَّصَابِي وَمُلْتَقىً وَشَتَاتِ
فَإِذَا كَانَ فِعْلُهَا ذَاكَ إِثْمَا
أَفَلَمْ تَغْدُ حِينَ أَضْحَتْ أُمَّا
بِمُعَانَاتِهَا العَذَابَ الْجَمَّا
رَوْحَ قُدْسٍ مِنَ المَلاَئكِ أَسْمَى
مَصْدَراً لِلْفِدَاءِ وَالرَّحَمَاتِ
غُبِنْتْ فِي الْخِيَارِ غَبْناً جَسِيماً
لَكِنِ اعْتَاضَتِ اعْتِياضاً كَرِيما
أَوَلَمْ تُؤْتِنَا الْهَوَى وَالعُلُومَا
فَنَعِمْنَا وَزَادَ ذَاكَ النَّعِيمَا
مَا حُفِفْنا بِهِ مِنَ الشِّقِوَاتِ
فَلِهَذَا نُحِبُّهَا كَيْفَ كُنَّا
إِنْ فَرِحْنَا فِي حَالةٍ أَوْ حَزِنَّا
أَوْ جَزِعْنَا لِحادِثٍ أَوْ أَمِنَّا
وَهَوَاهَا مِنَ الأَبَرِّينَ مِنَّا
فِي صَمِيمِ القُلُوبِ وَالمُهَجَاتِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 05:23 AM
يَا مُنَى الْقَلْبِ وَنُورَ العَ
يْنِ مُذْ كُنْتُ وَكُنْتِ
لَمْ أَشَأْ أَنْ يَعْلَمَ النَّا
سُ بِمَا صُنْتُ وَصُنْتِ
وَلِمَا حَاذَرْتُ مِنْ فِطْ
نَتِهِمْ فِينَا فَطِنْتِ
إِنَّ لَيْلاَيَ وَهِنْدِي
وَسُعَادِي مَنْ ظَنَنْتِ
تَكْثُرُ الأَسْمَاءُ لَ
كِنَّ المُسَمَّى هُوَ أَنْتِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 05:23 AM
نَجَاتُكَ سَرَّتْ قَلْبَ كُلِّ مُعَظَّمٍ
لِشَأْنِ الهُدى فِي الشَّمْسِ وَالجُوْدُ فِي الغَيْثِ
وَمَا كَانَ إِلاَّ الدَّهْرُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَرَى
لِيَحْدُثَ ذَاكَ الجِرْحُ فِي جَبْهَةِ اللَّيْثِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 05:24 AM
مَا ذَاكَ فِي الرَّأسِ بِشَيْبٍ يُرَى
ذَاكَ ابْتِسَامٌ مِنْ مُضِيءٍ الْحِجَى
كَمْ فِي جِهَاتِ الْقُطْبِ مِنْ مَوْضِعٍ
يُرَى بِهِ الْفَجْرُ أَوانَ الدُّجَى

العنيــــدهـ
09-07-2011, 05:24 AM
شَرَفاً أَحِبَّائِي بِأحْسَابٍ جَلَتْ
أَضَوَاءُهَا قَتَمَ الظَّلاَمَ الدَّاجِي
أَنَّا لَنَشْرَبَ كَأْسَنَا فِي وُدِّكُمْ
وَمَزَاجُهَا مِنْهُ أَرَقُّ مَزَاجِ
لِتَطِبْ لِعَاقِد حَفْلَنَا أَيَّامُهُ
وَأَحَبَّهَا فِي العُمْرِ يَوْمَ زَوَاجِ
جَمَعَ التَّنَاسُبُ عُنْصِرَيْنِ تَوَافَقَا
يَا رَبِّ بَارِكْ فِي أَشِيلِ وَمَاجِي

العنيــــدهـ
09-07-2011, 05:25 AM
هِيلاَنَةُ ضَمِنَتْ لَهَا وَلِيُوسُفَ
أَجْراً يَفُوقُ رَجَاءَ أَتْقَى رَاجِي
بَيْتٌ بَنَتْهُ لِرَبِّهَا بِاسْمَيْهِمَا
وَكَذَا يَكُونُ البِرُّ فِي الأَزْوَاجِ
بَيْتٌ بِبَابِ الخُلْدِ شُيِّدَ مَازِجاً
تَارِيخَ ذِكْرَاهَا بِذِكْرِ سِيَاجِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 05:26 AM
هَذِهِ تُحْفَةُ الرِّيَاضِ إِلى مَنْ
فَاحَ فِي الشَّرْقِ طِيبُهَا وَتَأرَّجْ
هِيَ بَيْنَ الْحِسَانِ زَهْرَةُ أُنْسٍ
حُسْنُهَا بِالْحَيَاءِ مِنْهَا مُسَيَّجْ
وَعَجِيبٌ جَمْعُ المُهَيْمِنِ فِيهَا
عِزَّةَ الوَرْدِ وَاتِّضَاعَ الْبَنَفْسَجْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 05:26 AM
أَنَا لاَ أَخَافُ وَلاَ أُرَجِّي
فَرَسِي مُؤَهَّبَةٌ وَسَرْجِي
فَإِذَا نَبَا بِيَ مَتْنُ برٍّ
فَالمَطِيَّةُ بَطْنُ لُجِّ
لاَ قَوْلَ غَيْرَ الْحَقِّ لِي
قَوْلٌ وَهَذا النَّهْجُ نَهْجِي
أَلْوَعْدُ والإيعَادُ مَا كَانَا
لَدَيَّ طَرِيقَ فُلْجِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 05:27 AM
برب صلاة ,,
ولي عوودهـ لإستكمال الديوان

العنيــــدهـ
09-07-2011, 06:28 AM
يَا نَخْلَةَ الخَيْرِ قَوْلٌ
مِنْ صَاحِبٍ لاَ يُدَاجِي
لَيْسَتْ فَتَاتُكَ إِلاَّ
كَالْكَوْكَبِ الْوَهَّاجِ
بَلْ وَجْهُهَا الصُّبْحُ يَبْدُو
تَحْتَ الظَّلاَمِ الدَّاجِي
وَاُمُّسهَا تَتَرَاءَى
فِيهِ بِأَيِّ ابْتِهَاجِ
عَنْ عُنْصُرَيْهَا تَلَقَّتْ
أَنْقَى وَأَرْقَى مِزَاجِ
أَتَتْ بِكُلِّ المَعَانِي
وَفْقَاً لِمَا أَنْتَ رَاجِي
بَلْ فَوْقَ مَا قَدَّرَتْهُ
مُنَى الضَّمِيرِ الُمَناجِي
خَفِيفَةُ الرُّوحِ تَخْطُو
خُطَى الْقَطَا الدَّرَّاجِ
لاَ تَسْتَقِرُّ خُفُوقاً
كَالزِّئْبَقِ الرَّجْرَاجِ
بَيْضَاءُ سَمْرَاءُ صِيغَتْ
فِي صُورَةٍ مِنْ عَاجِ
لوْنَانِ أَوْ هُوَ لَوْنٌ
فِيهَا بَدِيعُ امْتِزَاجِ
مُمَوَّهٌ عَالجََتْهُ
شَمْسٌ أَرَقَّ عِلاَجِ
لاَ تُفْصِحُ الْقَوْلَ إِلاَّ
شَدْواً كَكَيْرِ الْحِرَاجِ
وَالْقَوْلُ عِيٌّ إِلَيْهِ
تَقَاصُرُ الْفَهْمِ لاَجِي
فَحَسَبُهَا الرَّمْزُ حَتَّى
تُكْفَى صُنُوفَ الْحَاجِ
يَا زِينَةَ الْبَيْتِ تَزْهُو
كَوَرْدَةٍ فِي سِيَاجِ
لِشِعْرِ عَمَّيْكِ سِحْرٌ
فِي سِحْرِ عَيْنَيْكِ سَاجِ
عِيشِي وَطِيبِي وَسِيرِي
سَدِيدَةَ المِنْهَاجِ
وَإِنْ دَجَا الرَّيْبُ كَوْنِي
أَصْفَى وَأَزْهَى سِرَاجِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 06:31 AM
يَا مَنْ شَكَاتُكَ فِي القُلُوبِ جِرَاحُ
بِشَفَاءِ جِسْمِكَ طَابَتِ الأَرْوَاحُ
هِيَ مِحْنَةٌ عَرَضَتْ لِتَكْمُلَ بَعْدَهَا
لَكَ بَهْجَةُ الأَيَّامِ وَالأَفْرَاحُ
إِنْ تَعْظُمِ السَّرَّاءُ فَهْيَ رَهِينَةٌ
بِإِجَازَةِ الضَّرَّاءِ ثُمَّ تُتَاحُ
لاَ كَانَ بَعْدَ الآنِ إِلاَّ مَا يَرَى
لَكَ فِي الوُجُودِ الطَّالِعُ المِسْمَاحُ
الخَيْرُ حَوْلَكَ وَالمَعَالِي سُلَّمٌ
تَرقَى ذُرَاهَا وَالزَّمَانُ فَلاَحُ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 06:33 AM
مَضَى حَسَنٌ فِي ذِمَّةِ اللهِ أَنْسُهُ
وَذَاكَ الضَّمِيرُ الحُروَّ وَالخُلْقُ الضَّاحِي
بِرَغْمِ النَّدَى وَالمَحْمَدَاتِ بُلُوغُهِ
عَشِيَّتَهُ وَالعُمْرُ فِي وَقْتِ إِصْبَاحِ
وَرَغْمِ النَّدَامَى مِنْ أَدِيبٍ وَشَاعِرٍ
فِرَاقُ أَخٍ حُلْوِ الشَّمَائِلِ مِسْمَاحِ
أَخٌ كَانَ رَوْحَا لِلْقُلُوبِ فَإِذْ قَضَى
أٌقَمْنَا وَمَا قَلْبٌ لِشَيٍْ بِمُرْتَاحِ
أَخٌ عِنْدَ آمَالِ الْكِرَامِ وَفَاؤُهُ
وَأَيَامُهُ أَعْيَادُ صَفْوٍ وَأَفْرَاحِ
وَكَانَ كَمَا يَهْوَى الثِّقَاتُ وَدَادُهُ
وَلَيْسَ بِنَمَّامٍ وَلَيْسَ بِفَضَّاحِ
وَلَيْسَ يَشُوبُ السُّوءُ طِيبَ حَدِيثِهِ
كَمَا لاَ يَشُوبُ السوءُ تَغْرِيدَ صَدَّاحِ
فَتَى الرَّأْيِ وَالإِفْصَاحِ إِنْ تَكُ حَالَةٌ
دهَتْكَ فَحَالَتْ دُونَ رَأْيٍ وَإِفْصَاحِ
فَأَيُّ سَمِيرٍ بِعْدَ بَيْنِكَ آخِذٌ
مِنَا النَّفْسِ حَظَّاً دُونَهُ مَأْخَذُ الرَّاحِ
وَمِنْ لَسِنٌ تَجْرِي عُيُونُ كَلامِهِ
عَلَى شِبْهِ دُرٍّ مِنْ مَعَانِيهِ وَضَّاحِ
وَمِنْ فَطِنٌ تَذْكِي نَوَافِحُ فِكْرِهِ
فَتُتْحِفُ أَرْوَاحَ الرِّفَاق بِأَرْوَاحِ
وَمِنْ صَانِعٌ عُرْفَاً فَمُغْلِيهِ حِيطَةً
وَيَجْذَلُ أَنْ يُوفَى بِلَفْظَةِ تَمْدَاحِ
عَلَيْكَ سَلاَمُ اللهِ ذِكْرُكَ خَالِدٌ
وَنَجْلُكَ مَرْجُوُّ لِسَعْدٍ وإِفْلاحِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 06:36 AM
خُذْ جَيِّدَ الشِّعْرِ مِمَّا أَثْبَتَ المَاحِي
مَا جَوَّدَ الشِّعْرَ مِثْلُ المُثْبِتِ المَاحِي
ديوَانُ عَصْرٍ تَرَى فِيهِ رَوَائِعَه
مِنْ كُلِّ مُزْدَهِرٍ أَوْ كُلِّ لَمَّاحِ
يُسَلْسِلُ اللَّفْظَ فَالألْبَابُ فِي طَرَبٍ
مِنْ نَشْوَةِ الرُّوحِ لاَ مِن نَشْوَةِ الرَّاحِ
تَرَى قَوَافِيه فِي حُسْنِهَا نَبَتاً
كَمَا تَلاَحَقَ مِصْبَاحٌ بِمِصْبَاحِ
إِذَا تَرَنَّمَ بَيْنَ الحَفْلِ يُنْشِدُهُ
سَمِعْتَ آيَةَ تَبْيَانٍ وَإِفْصَاحِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 06:39 AM
أَنْتَ يَا سِيِّدِي عَلَى مَا عَلِمْنَا
أًنْتَ تَأْبَى كُلَّ الإِبَاءِ الْمَدِيحَا
وَصَوَابٌ أَنَّ المَدِيحَ إِذَا مَا
جَاوَزَ الحَدَّ جَاوَرَ التَّجْرِيحا
غَيْرَ أَنَّ الحَقَّ الَّذِي يَنْفَعُ النَّا
سَ جَدِيرٌ بِأَنْ يُقَالُ صَرِيحَا
فَتَفَضَّلْ وَادْنُ بِتَهْنِئَةٍ
ادْمُجُ فِيهَا مَا عَنَّ لِي تَلْمِيحَا
أَنَا يَا سَيِّدِي وَشَانُكَ شَأْنِي
أُوثِرُ الفِعْلَ لاَ الكَلاَمَ مَلِيحَا
أَنَا أَهْوَى الرَّئِيسَ حُلْوَ التَّعَاطِي
وَأَرَى الزَّهْوَ بِالرَّئِيسِ قَبِيحَا
أَنَا أَهْوَى المِقْدَامَ وَالعَالِمَ العَامِلَ
وَالوَاعِظَ التَّقِيَّ الفَصِيحَا
أَنَا أهْوَى فِيمَنْ يَسُوسُ الرَّعَايَا
نَظَراً ثَاقِباً وَرَأيَا رَجِيحَا
ذَاكَ شَيْءٌ مِمَّا مُنِحْتَ فَأَرْضَاكَ
وَأَرْضَى الوَرَى وَأَرْضى المَسِيحَا
مَنْ يُسَبِّحْ عَلَى المَوَاهِبِ مَوْلاَهُ
فَزِدْهُ يَا سَيِّدِي تَسْبِيحَا

العنيــــدهـ
09-07-2011, 06:41 AM
آلُ دَاوودَ أَتَتْهُمْ مِنْحَةٌ
وَمِنْ اللهِ تَسُرُّ المِنَحُ
قَالَ دَاعِي الخَيْرِ فِي تَارِيخَها
لِتَعِشْ بَرْبَارَةٌ وَلْيَفْرَحُوا

العنيــــدهـ
09-07-2011, 06:46 AM
بُورِكَ فِي خَلْقِكَ المَلِيحِ
يَا أَشْبَهَ الخَلْقِ بِالمَسِيحِ
وَفِي ذَكَاءٍ لَهُ شُعَاعٌ
يَبْدُو عَلى وَجَهِكَ الصَّبِيحِ
وَفِي خِصَالٍ مُتَمَّمَاتٍ
بِالْخُلُقِ الطَّاهِرِ الصَّرِيحِ
وَفِي تَناهٍ بِلاَ تَباهٍ
ذَوْداً عَنِ المَبْدَأِ الصَّحِيحِ
أَعَدْتَ قَسّاً وَأَيْنَ قَسٍّ
لَوْ عَادَ مِنْ نِدِّهِ الْفَصِيحِ
هطَلْ لِنَجِيبٍ إِدْرَاكُ شَأْوٍ
فِي شَوْطِ علْيَائكَ الْفَسِيحِ
بِوَهْمِهِ يَعْثُرُ المُجَلَي
إِنْ رَامَهُ عَثْرَةَ الطَّلِيحِ
عِظَاتُكَ الْبَالِغَاتُ طِبٍّ
مِنَ التَّبَاريحِ وَالْجُرُوحِ
فِيهِن لِلْجِسْمِ بُرْءُ جِسْمٍ
فِيهِنَّ لِلرُّوحِ بُرْءُ رُوحِ
مَوْلاَيَ هَذَا مَقَالُ حَقٍّ
مَا فِيهِ شَيْءٌ مِنَ المَدِيحِ
يَا سَعْدَ قَوْمٍ وَلِيتَ فِيهِمْ
وِلاَيَةَ المُصْلِحِ المُشِيحِ
خَمْسٌ وَعِشْرُونَ قُمْتَ فِيهَا
بِأَمْرِهِمْ غَيْرَ مُسْتَرِيحِ
نَفَّاذَ رَأيٍ شَدِيدَ عَزْمٍ
غَيْرَ عَتِيٍّ وَلاَ جَمُوحِ
لَكَ الْبُيْتُ الدَّانِي وَتَبْنِي
لِلْبِرِّ مَرُْوعَةَ الصُّروحِ
لَوْلاَ اضْطِرَارٌ قَضَى بِلُبْسِ الطِّ
رَازِ شُوهِدَتْ فِي المُسُوحِ
تَأْخُذُ أَخْذَ الجَمِيلِ فِيْما
تَبْغِي وَتَنْهَي عَنِ الْقَبِيحِ
تَغْفِرُ لِلْخَاطِئ اقْتِدَاءً
بِرَبِّكَ الْغَافِرِ السَّمِيحِ
لَسْتَ لِعُذْرٍ عَنْ أَيِّ قَوْلٍ
أَوْ أَيِّ فِعْلٍ بِمُسْتَمِيحِ
وَالنُّصْحُ مَا زَادَهُ قَبُولاً
كَالصِّدْقِ مِنْ جَانِبِ النَّصِيحِ
لاَ تَفْتَأُ الدَّهْرَ فِي حُلُولٍ
لِسَدِّ ثَغْرٍ أَوْ فِي نُزُوحِ
قَلْبٌ إِلى الْخَالِدَاتِ يَرْنُو
بِنَاظِرٍ طَاهِرٍ طَمُوحِ
أَوْ قَلَمٍ كَاتِبٍ وَصَوْتٍ
مُرَدِّدٍ مَا إِلَيْكَ أُوحِي
مَا إِنْ رَأَيْنَا لَهُ سَمِيعاً
وَجَفْنُهُ لَيْسَ بِالْقَرِيحِ
رَشِيدُ أَبْلِغ أَجَلَّ حَبْرٍ
تَهْنِئَةَ الوَامِقِ النَّصُوحِ
وَادْعُ لَهُ بِالْبَقَاءِ حَتَّى
يُتِمَّ قُدْسِيَّةَ الْفُتُوحِ
غَيْرُ كَثِيرٍ لَوْ عَاشَ قُطْبٌ
لَهُ مَزَايِاهُ عُمْرَ نُوحِ
فَأَيُّ عَصْرٍ وأَيُّ مِصْرٍ
بِمِثْلِهِ لَيْسَ بِالشَّحِيحِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 06:47 AM
إِلى العُمرَيْنِ فِي بَيْرُوتَ أُهْدِي
تَحِيَّاتِي وثَالِثُهُمْ صَلاَحْ
وَأَسْأَلُ كَيْفَ حَالُكُمُ جَمِيعاً
فَإِنِّي فِي اشْتِيَاقٍ وَالتِيَاحْ
أَطَلْتُ البُعْدَ عَنْكُمْ غَيْرُ قَالٍ
وَكُنْتُ لِسُوءِ حَظِّي جَدُ لاَحْ
فَمَا فِي غُرْبَتِي إِلاَّ سِهَامٌ
وَمَا فِي مُهْجَتِي غَيرُ الجِرَاحْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 06:48 AM
فِيكَ خَطْبُ الْعُلَى فَدَحْ
إِذْ تَوَلَّيْتَ يَا فَرَحْ
عَثْرَةٌ دُونَ رَوْعِهَا
عَثْرَةُ النَّسْرِ إِذْ جَنَحْ
إنَّ فَأْلاً بِهِ دَعَوْ
كَ تَنَاهِى إِلى تَرَحْ
بُحَّ صَوْتٌ لأُمَّةٍ
أَسِفَ الْفَضْلُ أَنْ يُبَحُّ
يَا لَهُ كَوْكَباً خَبَا
يَا لَهُ مُتْعَباً رَزَحْ
مَاتَ نَدْبٌ بِمِثْلِهِ
قَلَّمَا عَصْرُهُ سَمَحْ
كَانَ بِالْحَزْمِ ضَابِطاً
نَازِعَ النَّفْسِ إِنْ جَمَحْ
يُدْرِكُ المَطْلَبَ الأَشَ
قَّ وَفِي عَزْمِهِ مَرَحْ
لَيْسَ تَثْنِيهِ عِلَّةٌ
فَرْطَ مَا الرُّوحُ فِيهِ صحَّ
مَنْ يَعِشْ عَْشَ مَا جِدٍ
نَهْدُهُ بَعْدَهُ وَضَحْ
إِمْضِ فِي الْجِدِّ وَانْتَهِزْ
فُرَصَ المَجدْدِ مَا تُتَحْ
أَيُّ مَعْنىً لِعِيشَةٍ
فِي اغْتِبَاقٍ وَمُصْطَبَحْ
يُعَمرُ الْعُمْرُ بِالعُلَى
ذَلِكَ المَذْهَبُ الأَصَحُّ
أَسَفاً أَنْ يَبِينَ مَنْ
دُونَ أَوصَافِهِ المِدَحْ
كَانَ أَنْطُونُ كَاتِباً
بِالهُدَى صَدْرُهُ انْشَرَحْ
زينَ خُلْقاً وَخِلْقَةً
بِالغَوَالِي مِنَ المِنَحْ
وَعَلَى ذِهْنِهِ الْخُلُو
صُ بِمَا شَاءَهُ فَتَحْ
وَلَهُ مِنْ بِدَائِعِ الْفِكْ
رِ مَا قَلمَا سَنَحْ
يَجِدُ الطَّرْفُ بَيْنَهَا
طُرَفاً كُلَّمَا سَرَحْ
عَشِقَ الْحَقَّن وَالَّذِي
يَعْشِقُ الْحَقَّ مُفْتَضَحْ
بَيْنَ جِيلٍ عَدُوِّ مَنْ
قَالَ صِدْقَاً وَمَنْ نَصَح
أَلْمَحَبَّاتُ وَالْكَرَامَا
تُ فِيهِمْ لِمَنْ نَجَحْ
رَسَبَ الطَّبْعُ بَيْنَهُمْ
وَعَلا كُلَّ مُصْطَلَحْ
فَتَوَطَّنَ الأَوْجِ يَا
مَنْ شَدَا الأَرْضَ إِذْ نَزَحْ
وَتَبَدَّلْ مِنْ بُؤْسِ أَيَّا
مِكَ الخُلْدَ فِي فَرَحْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 06:49 AM
أين الجينه وكيف ضاع صباحاً
والنور في كل الشوارع لاحا
إن لم تعده يا فإنني
أبداً أردد في الطريق صباحا
لا تعجبوا من كوننا لحقوقنا
نبعى ونطلب قبضها إلحاحا
إنا إذا مر النسيم بقربنا
من حبكم قلنا لهذا حا حا
فرجاؤنا دفع الجنيه معجلاً
فيزيدنا حسن الختام رباحا
أولا فأنا يائسون وإننا
سنعيد كرتنا دجىً وصباحا

العنيــــدهـ
09-07-2011, 06:50 AM
عُيُونُ الْحُلَى تِلْكَ المَنَاقِبُ وَالعُلَى
فَمَا رُتْبَةٌ تَحْلَى بِهَا وَوِشَاحُ
وَلَكِنَّ آلاَءَ المُلُوكِ كَمَا تَرى
أَتَتْ مُسْتَفِيضَاتٍ وَفِيكَ سَمَاحُ
أَلاَ حُبَّتِ الزِّينَاتُ إِنْ كُسِيَتْ بِهَا
مَعَانٍ كَمَا تَهْوَى النُّفُوسُ مِلاَحُ
وَحُبَّ الفَتَى إِنْ لاَحَ فِي وَشْيِ فَخْرِهِ
كَمَا لاَحَ فِي وَشْيِ الغَمَامِ صَبَاحُ
أَتُبْطِيءُ مِصْرٌ عَنْ ثَوَابِ وَزِيرِهَا
وَمَا عَهْدُهُ إِلاَّ نَدىً وَفَلاَحُ
أَمَولاَيَ دُمْ لِلْمَجْدِ أَنْتَ لَهُ نُهىً
وَأَنْتَ لَهُ قَلْبٌ وَأَنْتَ جَنَاحُ
لَئِنْ لَمْ يُتَحْ لِي أَنْ أَرَاكَ مُهنِّئاً
لَقَدْ يُمْنَعُ المَأمُولُ ثُمَّ يُتَاحُ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 06:52 AM
ظَنَنْتُ أَنَّ النَّوَى تُخَفِّفُ مِنْ
وَجْدِي قَلِيلاً فَزَادَ مَا أَجِدُ
يَا رَاحَةَ الرُّوحِ مَنْ تُفَارِقُهُ
رَاحَتُهُ أَيَّ غُنْيَةٍ يَجِدُ
مَا حِيلَتِي فِي هَوىً يَصَفِّدُنِي
هَلْ مِنْ نَجَاةٍ وَقَلْبِيَ الصَّفَدُ
إِذَا عَصَى بِيَ يَوْمِي أَوَامِرَهُ
فَكَافِلٌ تَوْبَتِي إِلَيْهِ غَدُ
أَيْ سَاقِيَ الرَّاحِ أَجْرِهَا وَأَدِرْ
عَلَى الرِّفَاقِ الأَقْدَاحَ تَتَّقِدُ
وَيَا رِفَاقُ اشْرَبُوا نُخُوبَكمُ
شُرْباً دِرَاكاً لاَ يُحْصِهَا عَدَدُ
فَإِنَّنِي أَنْتَشِي بِنَشْوَتِكُمْ
أَظْمَأَ مَا بَاتَ مِنِّيَ الكَبِدُ
وَعَدْتُ مَنْ فِي يَدَيْهِ رُوْحِيَ لاَ
أَذُوقُهَا والْوَفَاءُ مَا أَعِدُ
وَعُدْتُ أَشْتَاقُ أَنْ أَرَى زُمَراً
تَعُبُّهَا كَالْعِطَاشِ إِنْ وَرَدُوا
قَالُوا جُنُونُ الصَّرْعَى بِشَهْوَتِهِمْ
عَقْلٌ لِمَنْ يَشْتَهِي وَيَبْتَعِدُ
ذَلِكَ عَقْلٌ لَكِنَّهُ سَفَهٌ
إِذَا وَهَى الجِسْمُ وَانْتَهَى الجَلَدُ
يَا صَحْبِيَ العُمْرُ كُلُّهُ أَسَفٌ
عَلَى فَوَاتٍ وَكُلُّهُ نَكَدُ
فَغَرِّقُوا فِي الطِّلاَ شَوَاغِلَكُمْ
لاَ يُنْجِهَا مِنْ ثُبُورِهَا مَدَدُ
يَا حَبَّذَا نَكْبَةُ الهُمُومِ وَقَدْ
حُفَّتْ بِمَوْجٍ فِي الكَأْسِ يَطَّرِدُ
كَأْسٌ هِيَ الْبَحْرُ بِالسُّرُورِ طَغَى
وَجَارِيَاتُ الأَسَى بِهِ قِدَدُ
بِأَيِّ لَفظٍ أَبُثُّ مَظْلَمَتِي
يَرَاعَتِي فِي البَنَانِ تَرْتَعِدُ
أَبْغِي بَيَاناً لِمَا يُخَامِرُنِي
مِنْهَا وَمَالِي فِي أَنْ أُبِينَ يَدُ
بِي صَبْوَةٌ وَالعُقُوقُ شِيمَتُهَا
وَيْحَ قُلُوبٍ مِنْ شَرِّ مَا تَلِدُ
إِنْ هَمَّ قَلْبي بوَأْدِهَا حَنِقاً
نَهَاهُ أَنَّ الحَيَاةَ مَا يَئِدُ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 06:53 AM
تَحِيَّةً يَا حُمَاةَ الْبِلْجِ يَا أُسُدُ
هَذِي المَوَاقِفُ لَمْ يَسْبِقْ بِهَا أَحَدُ
طَاغٍ أَلَمَّ بِكُمْ وَهْناً يُرَاوِدُكُمْ
عَنْ عِصْمَةِ الدَّارِ لاَ يَعْتَاقُهُ رَشَدُ
لِيَسْتَبِيحَ كَمَا تَهْوَى مَطَامِعُهُ
مَحَارِمَ الْعَهْدِ لاَ يَلْوِي بِهِ فَنَدُ
قَدْ غَرَّهُ الْعَدَدُ الْجَرَّارُ مُجْتَمِعاً
مِنْ جَيْشِهِ وَالسِّلاَحُ الْجَمُّ وَالْعُدَدُ
وَمَا دَرَى أَنَّهُ لَوْ نَالَ مِدْفَعُهُ
أَرْسَى الْقِلاَعِ فَدُكَّتْ وَهْيَ تَتَّقِدُ
وَأَنَّهُ لَوْ مَشَى فِي جَحْفَلٍ لَجِبٍ
كَالنَّارِ تَمْتَدُّ أَوْ كَالمَوْجِ يَطَّرِدُ
لَمْ تُولِهِ الْمُفْنِيَاتُ السُّودُ أَجْمَعُهَا
رِقَابَ بِضْعَةِ شُجْعَانٍ بِهِمْ جَلَدُ
عَدَا عَلَى الْحَقِّ وِلِهِلْمٌ يُجَرِّئُهُ
دَاءَانِ فِيهِ طُمُوحُ النَّفْسِ وَالْحَسَدُ
أَيَغْلِبُ الْحَقَّ لَوْ أَمْسَتْ فَيَالِقُهُ
عَنْ حَيِّزَيْهَا يَضِيْقُ الأَيْنُ وَالأَمَدُ
إَنَّ الشَّجَاعَةَ وَالنَّصْرَ الْخَلِيقَ بِهَا
مَا يَفْعَلُ الْبَأْسُ لاَ مَا يَفْعَلُ الْعَدَدُ
فَكَيْفَ وَالْخَلْقُ إِجْمَاعاً قَدِ ائْتَمَرُوا
عَلَى مُقَاتَلَةِ الطَّاغُوتِ وَاتَّحَدُوا
حَمَى الْبِرِيطَانُ غِشْيَانَ الْبِحَارِ عَلَى
سَفِينِهِ فَهْوَ لاَ رِزْقٌ وَلاَ بُرُدُ
وأَيَّدُوا بِالسَّرايَا الْغُرِّ جَارَتَهُمْ
فَكَانَ خَيْرَ مُجِيرٍ ذَلِكَ المَدَدُ
قَلُّوا سَوَاداً وَجَازَ الْحَصْرَ مَا فَعَلُوا
حَتَّى لَيَذْكُرَهُ النَّائِي فَيَرْتَعِدُ
عَزَّتْ فَرَنْسَا بِهِمْ فِي جَنْبِ فِتْيَتِهَا
لِلّهِ فِتْيَتِهَا وَالمَجْدُ مَا مَجدُوا
يُكَافِحُونَ بِلاَ رِفْقٍ وَلاَ مَلَلٍ
نُمْرودَ حَتَّى يَخِرَّ الْعَرْشُ وَالْعَمَدُ
وَالرُّوسُ مِنْ جَانِبٍ ثَانٍ تُلِمُّ بِهِ
إِلمَامَ غَيْرِ محِبٍّ قُرْبهُ لَدَدُ
جَيْشٌ خِضَمٌّ صَبورٌ طَيِّعٌ شَكِسٌ
نَاهِيكَ بِالْجَيْشِ إِذْ يَحْدُوهُ معْتَقَدُ
يَقُصُّ مِنْ كَبِدِ النَّمْسَا لِيَتْرُكَهَا
وَرَاءَهُ مَا بِهَا جِسْمٌ وَلاَ كَبِدٌ
حَتَّى إِذَا مَا دَهَى الألَمانَ صَبَّحَهُمْ
وَمَلْكُهُمْ بَعْدَ تَوْحِيدِ الْقُوَى بَدَدُ
نَصْراً لأَعْوَانِهِ الصَّرْبِ الأُولى خَلَبوا
نُهَى الرِّجَالِ بِمَا أَبْلَوْا وَمَا جَهَدُوا
وَالْعِصْبَةِ الْجَبَلِيِّينَ الَّذِينَ أَرَوْا
كَيْفَ انْتِقَامَ أَبِيٍّ وَهْوَ مضْطَهَدُ
وِلْهِلمُ يَا مَنْ رَمَى طَيْشاً بِأُمَّتِهِ
مَرْمَى الْفَنَاءِ وَبِئْسَ الْحَوْضُ مَا تَرِدُ
تمْضِي اللَّيَالِي وَيَدْنُو يَوْمُ صَرْعَتِكم
بِمَا فَسَدْتَ عَلَى الدُّنْيَا وَمَا فَسَدُوا
هُدُّوا الكَنَائِسَ دُكُّوا الْجَامِعَاتِ قِلىً
أَفْنُوا النَّفَائِسَ لاَ تُبْقُوا وَتَقْتَصِدُوا
ذُودُوا المَرَاحِمَ وَاقْسُوا جُهْدَ فِطْرَتِكمْ
وَإِنْ تَفُتْكُمْ فُنُونٌ مِنْ أَذىً فَجِدُوا
وَلْيَهْنِكُمْ كُلُّ بَيْتٍ فِيهِ بَثُّ أَسَى
وَنَدْبُ مَيْتٍ وَقَلْبٌ شَفَّهُ الكَمَدُ
وَكُلُّ رَوْضٍ ذَوَتْ فِيه نَضَارَتُهُ
وَنَاحَ بَعْدَ غِنَاءٍ طَيْرُهُ الْغَرِدُ
غَداً يُؤَدِّي حِسَاب لا رِوَاغ بِهِ
مِنْ شَرِّ مَا يَقْتَنِي للظَّالِمِينَ غَدُ
قِصَاصُ حَقٍّ لِجَانٍ مِنْ مَطَامِعِهِ
طَغَى عَلَى الْعَالَمِينَ الْبُؤْسُ وَالنَّكَدُ
مشَى لِيَفْتَتِحَ الدُّنْيَا بِهِ حَرَدٌ
بِلاَ اكْتِرَاثٍ لِمَغْضُوبٍ بِهِ حَرَدُ
يَعْلُوهُ مِنْ كِسَرِ التَّيْجَانِ تَاجُ مُنىً
ضَخْمُ الصِّيَاغَةِ مِمَّا لاَ تُجِيدُ يَدُ
فَمَا خَطَا خُطْوَةً حَتَّى كَبَا فَإِذَا
بَيْنَ الرُّكَامِ الدَّوَامِي تَاجُهُ قِدَدُ
بَنِي الشَّآمِ أَعَزَّ اللهُ مَعْشَرَكُمْ
فَكَمْ لَكُمْ هِمَّةٌ مَحْمودَةٌ وَيَدُ
رَعَيْتُمُ لِبَنِي مِصْرَ قَرَابَتَهُمْ
كَمَا عَطَفْتُمْ عَلَى الجَرْحَى وَإِنْ بَعدُوا
حَيَّاكُمُ اللهُ مِنْ قَوْمٍ أُولِي كَرَمٍ
لَمْ يَبْرَحُوا فِي المَعَالِي عِنْدَ مَا عَهِدوا
لمْ يَغْلُ مَنْ قالَ فِيكُمْ إِنَّكُمْ أُسُدٌ
تِلْكَ الْفَعَائِلُ لِمْ يَسْبِقْ بِهَا أَحَدُ
أَلْبِرْتُ يَا مَالِكاً أَبْدَتْ فَضَائِلُهُ
أَنَّى تُصَانُ الْعُلَى وَالعِرْضُ وَالْبَلَدُ
كَذَا الْوَدَاعَةُ فِي أَبْهَى مَظَاهِرِهَا
كَذَا الشَّجَاعَةُ وَالإِقْدَامُ وَالصَّيَدُ
نَصَرْتَ شَعْيَكَ فِي الْحَرْبِ الضَّروسِ وَلَ
مْ تًخْطِئْهُ حِينَ اسْتَتَبَّ السَّلْم مِنْكَ يَدُ
فِي كُلِّ شَأْنٍ ترَقِّيهِ وَتَعْضُدُهُ
رَأْياً وَسَعْياً فَأَنْتَ الرَّأْسُ وَالْعَضُدُ
وَلِلْمقِيمِينَ حَظُّ النَّازحِينَ فَهُمْ
بَنُوكَ إِنْ قَرُبُوا دَاراً وَإِنْ بَعدوا
عَيْنُ الْعِنَايَةِ يَقْظَى فِي كِلاَءَتِهِمْ
بِعَيْنِ ذَاكَ الَّذِي فِي ظِلِّهِ سعِدوا
وَزَادَ غِبْطَتَهُمْ بِالْعَيْشِ أَنَّ لَهُمْ
مَلِيكَةً أَوْرَدَتْهُمْ صَفْوَ مَا تَرِدُ
لَيْسَتْ بأَكْبَرِهِمْ سِنّاً وَمَا بِرِحَتْ
أُمّاً رَؤوماً تُوَاسِيهِمْ وَتَفْتَقِدُ
وَهذَّبَتْ بِقَوْيِمِ السَّيْرِ نِسْوَتَهُمْ
فَمَا بِهِنَّ وَقَدْ جَارَيْنَهَا أَوَدُ
شَفَّتْ زَوَاهِي حَلاَهَا عَنْ خَلاَئِقِهَا
يَزِينُهُنَّ سُمُوُّ الرَّأْيِ وَالسَّدَدُ
يَا أَيُّهَا المَلِكَانِ المُحْتَفِي بِهِمَا
عَزِيزُ مِصْرٍ وَقَوْمٌ حَوْلَهُ مُجُدُ
مِن بُكْرَةِ الدَّهْرِ بِالمَعْروفِ قَدْ عُرِفُوَا
وَعَهْدُهُمْ فِي وَفَاءِ الْفَضْلِ مَا عُهِدُوا
رَأَيْتُمَا مِنْ سرورٍ ظَاهِرٍ بِكُمَا
مِثَالَ مَا أَضْمَرُوا وُدّاً وَمَا اعْتَقَدوا
هَذَا الرَّبِيعُ أَتَتْ وَفْقاً بَشَائِرُهُ
بِمَا تَقَرُّ بِهِ الأبْصَارُ إِذْ يَفِدُ
أَهْدَى شَذَاه وَأَبْدَى لُطْفَ زِينَتِهِ
وَأَحْسَنَ الْحَمْدُ فِيهِ الطَّائِرُ الْغَرِدُ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 06:54 AM
ضَمِنْتَ لِهَذَا العَهْدِ ذِكْراً مُخَلَّدَا
وَجَدَّدْتَ لِلإِسْلاَمْ مُعْجِزَ أَحْمَدَا
وَبِتَّ لِمِصْرٍ بِالمَفَاخِرِ مَحْتِداً
وَمِنْ قَبْلُ كَانتْ لِلمَفاخِرِ مَعتدا
أَطَافَ بِهَا لَيْل مِنَ الْجَهْلِ حَالِك
وَصمَّتْ بِهَا الأَسْمَاعُ عَنْ دَعْوَة الهُدى
فَإِنْ قَلبَ المَحْزُون فِي الأُفْقِ طَرْفَهُ
فَلَيْسَ يَرَى إِلاَّ ذَكَاءَكَ فَرْقَدَا
وَمَنْ تَدْعُهُ يِرْدُدْ نِدَاءَكَ لاَ يُجِبْ
كَمَا رَجَّعَالصَّخْرُ الأَصَم لَكَ الصَّدَى
لَكَ اللهُ مِنْ شَاكٍ عَنِ النَّاسِ دَهْرَهُمْ
عَلَى حِينَ لَمْ يَشْكوا وَقَدْ جَارَ وَاعْتَدَى
وَمِنْ سَاهِرٍ يُفْنِي مَنَارَ حَيَاتِهِ
ضِيَاءً لِيَهْدِي غَافِلِينَ وَرُقَّدَا
وَمِنْ نَاظِمٍ لِلمُلْكِ تاَجَ فَرَائِدٍ
مِنَ المَدْحِ تِيجَانُ المُلوكِ لَهُ فِدَى
وَمِنْ مُنشِدٍ يُحْيِي فَخَارَ جُدُودِهِ
فَيُكْسِبُهُمْ مَجْداً بِذَاكَ مجَدَّدَا
إِذَا النَّسْلُ لمْ يَحْفِلْ بِذِكْرِ جُدُودِهِ
فَإِنَّ لَهُمْ مَوْتاً بِهِ مُتَعَدَّدَا
قَوَافٍ يَزِينُ الشِّعْرَ حُسْنُ نِظَامِهَا
كَمَا ازْدَانَ كَأْسٌ بِالْحَبَابِ مُنَضَّدَا
وَسَبْكٌ يُعِيدُ اللَّفْظَ لحْناً مُوَقَّعاً
وَيُبْدِي لنَا المَعْنَى الْخَفِيَّ مجَسدَا
أَسِحْراً تُرِينَا أَمْ صَحَائِفَ كُلَّمَا
نقَلِّبُهَا وَجْهاً نَرَى عَجَباً بَدَا
فبَيْنَا هِيَ الروْضُ الَّذِي تَشْتَهِي المُنَى
تَعَاشَقَ فِيهِ النورَ وَالطِّيبُ وَالنَّدَى
إِذَا هِيَ أَنْهَارٌ تُقِر عُيُونَنَا
إَذَا هِيَ نِيرَانٌ تَثُورُ تَوَقَدَا
إِذَا هِيَ أَفْلاَكٌ بُسِطْنَ وَأَبْحُرٌ
أَغَارَ بِهَا الْفُلكُ الصَّغِيرُ وَأَنْجَدَا
إِذَا هِيَ آجَامٌ تَمُوجُ بِأُسْدِهَا
وَأَوْدِيَة يَرعَى بِهَا الظَّبْيُ أَرْبَدا
إِذَا هِيَ عِيسٌ فِي الْبَوَادِي مُجِدةٌ
تَسِيرُ وَلاَ سَيْر وَتَحْدِي وَلاَ حِدَا
إِذَا هِيَ أَجْيَالُ الزَّمَانِ مُعَاهِداً
بِهَا آدمٌ مَوسَى وَعيسى مُحَمَّدَا
إِذَا هِيَ حَرْبٌ يَخلَعُ البِيدَ جَيْشُها
نِعالا مَتَى هَبوا وَثوباً عَلَى الْعِدَى
بَيَانُكَ سَيْف لِلْحَقِيقَةِ سَاطِع
ذَلِيل بِهِ الْبَاغِي قَتِيلٌ بِهِ الرَّدَى
بِشِعْرِكَ فَلْيَحْيَى الذِي جَل فَضْلهُ
وَمَاتَ جَدِيراً بِالْفَخَارِ مُؤَبَّدَا
وَذُو العِلْمِ فَلْيَخْتَرْ كِتَابَكَ مُؤْنِساً
كَرِيماً وَأُسْتَاذاً حَكِيماً وَمُرْشِدَا

العنيــــدهـ
09-07-2011, 06:57 AM
بَيْتُ سُلْطَانَ فِي زُهَاهُ تَجَدَّدْ
عَادَ أَزْهَى مَا كَانَ وَالْعَوْدُ أَحْمَدْ
شَيَّدَتْهُ هُدَى لِذِكْرَى أَبِيْهَا
حَبَّذَا الْبِرُّ وَالْبِنَاءُ الْمُشَيَّدْ
وَهُدَى فَخْرُ نُسْوَةِ الشَّرْقِ مَنْ
أَهْدَى سَبِيلاً إِلى الكَمَالِ وَأَرْشَدْ
حَسْبَهَا الْمُنْتَمي إِلى عَلَمٍ طَا
وَلَ أَعْلاَمَ عَصْرِهِ وَتَفَرَّدْ
كَانَ مِقْدَامَ قَوْمِهِ وَأَبَا النُّوَّ
ابِ فِيهِمْ وَغَوَتْهُم حِينَ يُقْصَدْ
كَمْ حَدِيثٍ فِي ذَلِكَ الْبَيْتِ عَ
نْ نَهْضَةِ مِصْرٍ وَعَنْ بِلاَءِ مَحَمَّدْ
لَيْسَ بِدْعاً بِنَاؤُهُ غَيْرَ أَنَّ
السِّرَّ فِيمَا بَنى لِمِصْرَ وَمَهَّدْ
وَلَقَدْ زَارَهُ سَعِيدٌ قَدِيماً
أَيُّ بِيْتٍ فِي عَهْدِهِ كَانَ أَسْعَدْ
وَالحَفِيدُ العَظِيمُ يَمَّمَهُ اليَوْمَ
فَثَنَى فَضَلاً بِفَضْلٍ فَخُلِّدْ
يَا مَلِيكاً آلاَؤُهُ شَامِلاَتٌ
طَبَقَاتِ فِي شَعْبِهِ تَتَعَدَّدَّ
يَمْنَحُ الْفَخْرَ مِثْلَ مَا يَمْنَحُ الْوَفْرَ
وَهَذِي الآلاءُ هَيْهَاتْ تُجْحَدْ
أَتَرَى شَعْبَكَ الْوَفِيَّ وَمَا يُبْدِ
ي لِفَارُوقِهِ الْعَزِيزِ الْمُؤَيَّدْ
فِي قُرَى الرَّيفِ حَيْثُ طُوِّ
فْتَ أَنْغَامَ سُرُورِ إِلى السَّمِاءِ تُصَعَّدْ
لَمَسَ السِّحْرُ كُلَّ بَاكٍ فَغَنَّى
وَشَفَى البِشْرُ كُلَّ شَاكٍ فَغَرَّدْ
عَجبَ النَّاسُ أَنَّ مَنْ يَرْ
فَعُ العَرْشَ عَنْ النَّاسِ بَيْنَهُمْ يَتَرَدْدَّ
لَمْ يَخَالوا عِنَايَةَ اللهِ حَلَّتْ
وَهْيَ مِنْهُمْ بِمَسْمَعٍ وَبِمَشْهَدْ
مَلِكٌ مِنْ عَلٍ أَطَلَّ عَلَيْهِمْ
فَإِذَا كُلُّ غَمَّةِ تَتَبَدَّدْ
وَإِذَا الصُّبْحُ بَهْجَةٌ وَرَبِيعٌ
وَإِذَا اللَيْلُ زَيْنَةٌ تَتَوَقَّدْ
يَا بَنِي مِصْرَ قَدْ رُزِقْتُمْ مَلِيكاً
هْوَ بِالنُّبْلِ وَالْمُروءَةِ أَوْحَدْ
أَثَرُ الْخَيْرِ مِنْهُ في كُلِّ مُجْنَى
أَثَرُ البِرِّ مِنْهُ فِي كُلِّ مَعْهَدْ
كُلُّ رَيْعٍ وَكُلُّ نَجْعٍ جَنُوباً
وَشِمَالاً بِذَلِكَ الفَضْلِ يَشْهَدْ
مَنْ سِوَاهُ بِيَقْظَةٍ وَحَنَانٍ
كُلُّ آنٍ لِشَعْبِهِ يَتَعَهَّدْ
هَلْ رَأَيْتُمْ أَبَرًّ مِنْهُ وَلِيّاً
لأَماني أَهْلِهِ يَتَفَقَّدْ
لَيْس فِي الأَرْضِ عَادِلُ مِنْهُ أَرْعَى
لِحُقُوقٍ أَوْ عَاهِلُ مِنْهُ أَمْجَدْ
لِيَعِشْ وَلُيُطَاوِلِ الدَّهْرَ عُمْراً
وَلْتَزَدْهُ العَلْيَاءُ مَا يَتَزَيَّد

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:00 AM
فَخْرُ الْبِلاد بِعَهْدهَا الْمُتَجَدِّد
سَيَظَلُّ مُقْتَرِناً بِذِكْرَى أَحْمَدِ
مَاذَا يُعَزِّي عَنْهُ أُمَّتَهُ وَهَلْ
لِلأُمِّ سَلْوى عَنْ فَتَاهَا الأَوْحَدِ
لَوْ فِي عُلاَهَا فَرْقَدانِ لَهَانَ مَا
تَلْقَى وَكَانَ لَهَا العَزَاءُ بِفَرْقَد
نَجْمٌ تَرَامَى النُّورُ مِنْ عَلْيَائه
فَأَضَاءَ آفَاقَ الزَّمَانِ الأَرْبَد
لأْلاَؤُهُ يَرْفَضُّ أَلْوَاناً وَفِي
ذَاكَ التَّشَعُبِ قُوَّةٌ لَمْ تُعْهَد
وَالعَبْقَرِيَّةُ قَدْ تُفَرِّقُ فِي حَلىً
شَتَّى مَظَاهِرِ وَحْيِهَا المْتُوَقِّد
عَجَبٌ وَمَوْرِدهُّنَّ مِنْهَا وَاحِدٌ
أَنْ يَخْتَلِفْنَ عَلَى اتِّفَاقِ الْمَوْرِد
وَالَهْفَ مِصْرَ عَلَى فَقَيدٍ رِزْءُهُ
رِزْءٌ إِذَا أَحْصَيْتُهُ لَمْ يُعْدَد
نَزَلَ الْقَضَاءُ بِه فَطَاحَ بِعَالِمٍ
مُتَفَوِّقٍ وَبِحَاسِبِ مُتَفَرِّد
وَبِمُنْشِيءٍ مَا صَاغَ إِلاَّ الْمُنْتَقَى
وَبِمُفْصِحٍ مَا قَالَ غَيْرَ الْجيِّد
وَبِمُحْكَمِ التَّدْبِيرِ يَرْعَى مَا رَعَى
قَصْداً وَيُسْرِفُ فِي الْعنَاءِ الْمُجْهَد
تُبْدِي لِعَيْنَيْهِ الأُمُورُ لُبَابَهَا
وَيُحَلُّ بَيْنَ يَدَيْهِ كُلُّ مُعَقَّد
نَاهِيكَ بِالشِّيَمِ الْحِسَانِ وَقِسْطِهِ
مِنْ كُلِّهَا قِسْطِ الأَعَزِّ الأَمْجَد
أَخْلاَقُ مُقْتَدِرٍ حَلِيمٍ حَازِمٍ
سَمْحٍ قَوِيمِ النَّهْجِ طَامِي الْمَقْصدِ
يَهدِي سَنَاهُ سَبِيلَ كُلِّ مُثَقَّفٍ
جَارَتْ بِهِ الدُّنْيَا فَلَيْسَ بِمُهْتَدِ
ويَصِيبُ مِنْهُ كُلَّ طَالِبِ نَجْدَةٍ
حَظّاً إِذَا مَا قِيلَ هَلْ مِنْ مُنْجِدِ
يَلْقَاكَ بِالْبِشْرِ الطَّلِيقِ وَأَنْتَ مِنْ
إِجْلاَلِهِ تِلْقَاءَ أَهْبَبَ أَصْيَدِ
مَا كَانَ أَسْكَتَهُ وَأَرْبَطَ جَأْشِهِ
فِي لَزْبَةِ الحَدَثٍ الْمُقِيمِ الْمُقْعَدِ
نَفَعَ الصِّنَاعَةَ وَالزِّرَاعَةَ بَاذِلاً
لِصَلاَحِ حَالِهِمَا يَداً تِلْوَ الْيَد
وَرَعَى مَعَاهِدَ الاقْتِصَادِ فَأَزهَرَتْ
وَقَضَتْ مُنىً بِعَدِيدِها الْمُتَعَدِّدِ
كَانتْ خَزَائِنُ مِصْرَ طَوْعَ بَنَانِهِ
وَمَضَى نَقِيّاً جَيبُهُ حُلْوَ الْيَد
إِلاَّ فُضُولاً مِنْ مُحَلِّلِ كَسْبِهِ
لَمْ تُحْتَسَبْ فِيْهَا مُعَاجَلَةُ الْغَد
لَوْلاَ النَّزَاهَةُ وَهْيَ أَغْلَى ذُخْرِه
مَا مَاتَ مُغْنِي الْقَوْمِ شِبْهَ مُجَرَّدِ
وارَحْمَتَا لِلْمُسْتَقِرِّ بِرِغْمِهِ
وَالْعَزْمُ بَيْنَ ضُلُوعِهِ لَمْ يَهْمُدِ
مِصْر الْهَوَى لَمْ بَلْهِهِ عَنْهَا هَوىً
فَإِذَا دَعَتْ لَبَّى وَلَمْ يَتَرَدَّدِ
أَدْمَى حَشَاهَا أَنْ يَجُودَ بِنَفْسِهِ
حُباً وَلَمْ تَمْلُك فِدىً لِلْمُفْتَدِي
قَبْلَ الأَوَانِ ثَوَى وَكَمْ مِنْ لَفْتَةٍ
يَوْمَ اسْتَقَلَّ لِفَاقِدٍ مُتَفَقِّدِ
سَارَتْ تُشَيِّعُهُ الْجُمُوعُ وَلَمْ يَكُنْ
فِيهَا سِوَى الْبَاكِي أَوِ الْمُتَنَهِّدِ
وَتَسَاوَتِ الطَّبَقَاتُ خَاشِعَةً فَلَمْ
يُرَ مَشْهَدٌ بِجَلاَلِ ذَاكَ الْمَشْهَدِ
يَا رَاحِلا أَتَتِ الْمَنِيَّةُ دُونَهُ
وَبِهِ النُّفُوسُ عَوَالِقٌ لاَ تُبْعَدِ
صِمْصَامُ قَوْمٍ أَغْمَدَتْهُ وَلَمْ يَكُنْ
أَيَّامَ حَاجَتِهِمْ إِليْهِ بِمُغَمَدِ
وَشِهَابُ أَوْجٍ عُطِّلَتْ عَلْيَاؤُهُ
مِنْ أَفْخَرِ الزِّيناتِ فِي الْمُتَقَلِّدِ
فِي الْحَقِّ أَنَّكَ نِمْتَ نَوْماً هَادِئاً
سَيَطُولُ أَمْ هَذَا غِرَارُ مُسَهَّدِ
وَرَحَمْتَ نَفْسَكَ أَمْ عَصَتْكَ فَأُسْقِ
طَتْ عَنْهَا تَكَالِيفُ الجِهَادِ السَّرْمَدِ
مَنْ ظَنَّ خِلْوَتَكَ الأَمِينَةَ حَوْمَةً
فِيهَا تُلاَقِي مَصْرِعَ الْمُسْتَشْهِدِ
سَتَعِيشُ بِاسْم فِي الْقُلُوبِ مُخَلَّدٍ
إِن كَانَ هَذَا الْجِسْمُ غَيْرَ مُخَلَّد
وَسَيَكْمِلُ إِبْنُكَ مَا بَدَأْتَ مُؤَيَّداً
بِرِعَايَةِ اللهِ الْعَلِّي الأَيِّدِ
يَا سرَّ أَحْمَدَ وَالْبَقَاءُ تَسَلْسُلٌ
مَاذَا تُسَامُ لِصَوْنِ أَكْرَمِ مَحتدَ
أَعْزِزْ عَلَى الْقُرَبَاءِ وَالبُعَدَاءِ أَنْ
تُمْنَى بِفَقْدِ أَبِيكَ مُنْذُ الْمَوْلِدِ
عِشْ لِلْحِمَى وَانْبُتْ نَبَاتاً صَالِحاً
وَانْبُغْ وَكُنْ زَيْنَ العُلَى وَالسُّؤْدَدِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:04 AM
لِمَ لاَ تَشَابُهِ بَيْنَ أَيَّ
امٍ تَمُرُّ عَلَى اطِّرَادِ
فِي كُلِّ طَرْفَةِ مُقْلَةٍ
شَيءٌ يَصِيرُ إِلى فَسَادِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:10 AM
يا دار أهلك بالسلامة عادوا
لا النفي أنساهم ولا الإبعاد
بشراك إن كان الذي أملته
والكائدون تميزوا أو كادوا
ذادوا جسوماً عن تحية ركبهم
هل عن تحيته النفوس تذاد
زارته قبل عيوننا آمالنا
وتقدمت أبدانها الأكباد
اليوم عيد في الكنانة كلها
هيهات تدك جاهه الأعياد
كاد الصفاء به يتم لأهلها
لو لم تشب ذاك الصفاء حداد
فلحكمةٍ يخشى الجبابر بأسها
ويخاف لفتة عدلها الحساد
ضدان جاءا في مقامٍ واحدٍ
لم تجتمع في مثله الأضداد
بالساعة البيضاء حين تبلجت
أذن المهيمن أن يلم سواد
تلك النهاية في تجلة أمةٍ
لملوكها ما أخلوا وأفادوا
مهما يكن فرح فليس ببالغ
فرح اللقاء وما به ميعاد
كيف اغتباط عشيرةٍ محضتهم
منها الولاء وما يظن معاد
ظلت على رعى الذمام مقيمةٍ
وتغير الآناء والآراد
لقلوبها أرب وحيدٌ شاملٌ
ومآرب الناس العداد عداد
والقوم إن صدقوا الهوى أيمانهم
فمرادهم أبد الأبيد مراد
أهلاً وسهلاً بالألى لهمو على
قربٍ وبعدٍ ذمةٌ ووداد
النازلين من السواد بحيث إن
فات العيون فللقلوب سواد
الشائقين نهى العباد وما رأى
منهم سوى الأثر الجميل عباد
لا بل رآهم كل راءٍ فضلهم
فما كسبوا أو أطعموا أو شادوا
من كل مفخرةٍ تعضد حسنهم
فيراه في تصويرها الأشهاد
الشمس في أوج السماء ورسمها
في الماء يدنيه السنى الوقاد
ولها بتعداد الأشعة في الندى
صورٌ يضيق بحصرها التعداد
في كل صنعٍ يجتلى صناعه
وبجودها تتمثل الأجواد
شرفت أم المحسنين مباءةً
هش النبات بها وبش جماد
ووازينت بك بعد أن خلفتها
وكأن زخرفها عليه رماد
فإذا نظرت فكم جديد حولها
تزهى به الأغوار والنجاد
النيل ضحاك إليك بوجهه
بشراً وقد يلفى شجاه بعاد
والروض مهديةٌ إليك سلامها
فتسمعي ما يحمل الإنشاد
البلبل المحكي يوقع لحنه
والطير مجمعةً تقول يعاد
أي الجزاء يفي بمالك من يد
بيضاء ليس يفي بها الأجماد
بل من طوالع للسعود بعثتها
في كل موقعٍ شقوةٍ ترتاد
أو من مفارخ في البلاد ثوابتٍ
أخلدتها ولمثلها الإخلاد
تبنين للوطن الرجال وإنما
هم في مدارس شدتها أولاد
ومن الرمال تصاغ أصلاد الصفا
وبهن تحمي الوادي الأطواد
للَه بين بني نوالك فتيةٌ
طلبوا الفنون فأتقنوا وأجادوا
زادوا كنوز الشرق من تحف بما
في الغرب قصر دونه الأنداد
وأتوا ضروباً من بدائع حذقهم
خلابةً لم يأتها الأجداد
فاليوم تجمل في فخار بلادهم
مستحدثات العصر والأبلاد
وسوى المدارس كم بيوت عبادةٍ
أسست حيث تشتت العباد
ومضايفٍ وملاجئٍ ومواصفٍ
تشفي بها الأرواح والأجساد
تلك الفضائل نولتك مكانةً
في الناس قبلك نالها أفراد
واستعبدت لك يا مليكة معشراً
حراً يشق عليك الاستعباد
يا خير منجيةٍ لأسنى من نمى
في النبعتين أعزةٌ أمجاد
للمالكين السائدين بنى الأولى
ملكوا زمام العالمين وسادوا
لو صوروا شخص الكمال لكنته
وبحسن فعلك حسنه مزداد
ما غبت عنا كيف غيبة من لنا
في كل مكرمةٍ بها استشهاد
ذكراك في أفواهنا يحلو لنا
تردادها إن أسأم الترداد
وحياض رفدك لم تشح ولم يزل
عنها كعهدك يصدر الوراد
عيشي طويلاً وابسطي الظل الذي
هو رحمةٌ ونزاهةٌ ورشاد
إني رفعت تهانئي وقبولها
هو من لدنك السعد والإسعاد
حررتها وسواد عيني يشتهي
لو كان منه للسطور مداد

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:12 AM
يَا مَنْ تَبَعْنَ الرَّشَادَا
عَلِّمْنَنَا الإِتِّحَادَ
رَبِّينَ مِنَّا شُيُوخاً
لَمْ يَبْرَحُوا أَوْلاَدَا

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:13 AM
بَسَمَ الثَّغْرُ فِي مُحَيَّا الْوَادِي
لَكَ يَا ابْنَ الأَعِزَّةِ الأَجْوَادِ
وَتَجَلَّتْ ذُكَاءُ تُوقِدُ زِينَا
تٍ أَفانِينَ فِي الرِّيَاضِ النَّوَادِي
وَعَلَتْ نَغْمَةُ السُّرورِ وَرَقَّتْ
جَأَرَاتُ الْخِضَمِّ ذِي الإِزْبَادِ
حَبَّذَا مَوْقِفُ الْقِرَانِ وَبَيْتُ اللَّ
هِ يَزْهُو كَالْكَوْكَبِ الْوَقَّادِ
وَعَلَى إِكْلِيلِ العَرُوسَيْنِ قَدْ بَا
رَكَ فَادٍ إِكْلِيلُهُ مِنْ قَتَادِ
فَأَعَادَ النُّوَّارَ أَبْهَجَ نَبْتٍ
ضَاحِكِ النَّوْرِ فِي دُمُوعِ الَغَوادِي
وَالْمَصَابِيحَ فِي البَخُورِ كَأَطْيَا
رٍ عُكُوفٍ جَمَاعَةٍ وَبَدَادِ
أَوْ أَزَاهِيرَ فِي قَوَارِيرَ مِنْ
شِبْهِ الْجِنَانِ الْمُعَلَّقَاتِ بِوَادِي
وَالتَّهَالِيلُ وَالمَعَازِفُ تُشْجِي
بِضُرُوبِ الإِيقاعِ وَالإِنْشادِ
نَغَمَاتٌ تَزَوَّدَتْ كُلُّ نَفْسٍ
مِنْ صَدَاهَا لِلْعُمْرِ أَطْيَبَ زَادِ
حَبَّذَا فِي الصُّرُوحِ صَرْحٌ مَشِيدٌ
لِعَمِيمِ القِرَى كَثِيرِ الرَّمَادِ
حَسَنَاتُ الْفُنُونِ جُمِّعْنَ فِيهِ
مِنْ تُؤامٍ مُحَبَّبٍ وَفُرَادِ
مُبْدَعَاتٌ تَوَافَرَ الذَّوْقُ فِيهَا
بَلْ تَنَاهَى فِي كُلِّ شَيْءٍ مُجَادِ
ظَبَيَات فِي نُمْرَقٍ رَائِعَاتٌ
وَرِيَاضٌ نُضْرٌ مِنْ السَّجَّادِ
وَتَمَاثِيلُ مَنْ رَآهَا رَأَى أَخ
فَى دَبِيبِ الأَرْوَاحِ فِي الاجْسَادِ
أَتْقَنَتَهَا أَيْدِي الصِّنَاعَاتِ حَتى
لَيْسَ فِيهَا الإِتْقَانُ بِالمُسْتَزَادِ
وَأَتَتْ عَبْقَرِيَّةُ النَّقْشِ وَالرَّقْ
شِ ضُرُوباً مِنْ فِطْنَةٍ وَاجْتِهَادِ
وَرَأَى الحُسْنُ رَأْيَهُ فِي خُطُوطِ الرَّ
سْمِ بَيْنَ الْقَوِيمِ وَالْمُنَآدِ
مَسْكِنٌ لَوْ بَنَوهُ تِبْراً لَمَا أَعْ
لَوهُ قَدْراً فِي أَعْيُنِ النُّقَّادِ
كَبُيُوتِ المُلُوكِ لَكِنْ لَهُ أَلْ
فُ مُوَالٍ وَمَا لَهُ مِنْ مُعَادِ
حَبَّذَا فِي رِحَابِهِ وَذَرَاهُ
زِينَةُ الْعِيدِ أَبْهَجِ الأَعْيَادِ
وَتلاَقِي أُولِي الإِمَارَاتِ عَقْلاً
وَنِجَاراً وَثَرْوةً فِي احْتِشَادِ
عِلْيَةُ القَوْمِ بَيْنَهَا فِي طَوَافٍ
مَا تَشَاءُ المُنَى وَفِي تَرْدَادِ
وَرَدُوا مِنْ عُيُونِ تِلْكَ المَعَانِي
مَا شَفَى غُلَّةَ النُّفُوسِ الصَّوَادِي
وَأَصَابُوا لِحِسِّهِمْ مَا اسْتَطَابُوا
مِنْ هَنِيءٍ وَمِنْ مَرِيءٍ بُرَادِ
وَتَسَاقَوْا عَتِيقَةً بِنْتَ رِقٍّ
لَمْ تَبِعْهَا الأَسْوَاقُ بَيْعَ كَسَادِ
شَرِبُوهَا وَكُلُّهُمْ مسْتَعِيدٌ
مِنْ عُهُودٍ مَا لَيْسَ بِالمُسْتَعَادِ
فَإِذَا الْفَجْرُ بَازِغٌ مِنْ دُجَاهَا
وَإِذَا الأُنْسُ بَعْدَ أَنْ رَاح غَادِي
طَيِّبَاتٌ قَدْ أَحْمَدُوهَا وَمَا فيِ
هَا مُرَاءٍ لِمَأْرَبٍ أَوْ مُرَادِي
لَيْسَ بِدْعاً وَرَبَّةُ القْصْرِ لاَ تَفْ
عَلُ غَيْرَ الْخَلِيقِ بالإِحْمَادِ
غَادَةٌ مَثَّلَ الْعَفَافُ بِهَا الْحُسْ
نَ نَقِيّا صَفْواً كَماءِ العِهَادِ
كُلُّ آيَاتِ نُبْلِهَا صَادِرَاتٌ
عَنْ تَمَامِ الْحِجَى وَرِفْقِ الْفُؤَادِ
يَا سَلِيلَ الْكِرَامِ مِنْ عُنْصُرٍ يُرْ
جِعُ فِي جَاهِهِ إِلى آمَادِ
وَأَدِيباً بَيْنَ السَّرَاةِ غَرِيباً
جَاءَ فِي جِيلِهِ مِنَ الأَفْرادِ
وَمُجِيداً فَنَّ السَّمَاعِ اتِّبَاعاً
وَابْتِدَاعاً عَلَى أَجَلِّ المَبَادِي
فَإِذَا مَا اسْتَوْحَى فَنَثْرَ الشَّواكِي
فِي أَغَارِيدِهِ وَنَظْمُ الشَّوَادِي
قِرَّ عَيْناً بِفَضْلِ رَبِّكَ وَاقْرَأْ
سُورَةَ الْبِشْرِ فِي وُجوهِ العِبَادِ
وَتَلَقَّ الْعَرُوسَ يُوفِدُهَا الْخِدْ
رُ إِلى الْقَصْرِ أَيَّمَا إِيفَادِ
ِي احْتِفَالٍ إِلى نِهَايَةِ مَا يَنْ
طَلِقُ الطَّرْفُ رَكُبُهُ مُتَمَادِي
غَايَةٌ فِي الْجَمَالِ بُورِكَ فِيهَا
لَكَ زَوْجاً وآيَةٌ فِي الرَّشَادِ
أَدَبٌ رَائِعٌ وَعِلْمٌ وَفِيرٌ
وَحَدِيثٌ عَذْبٌ وَلُطْفٌ بَادِي
وَحَيَاءٌ فِي عِزَّةٍ فِي احْتِشَامٍ
مِنْ أَبِيهَا وَأُمِّهَا مُسْتَفَادِ
إِنَّ يَوْمَ الْوِصَالِ هَذَا لَوَعْدٌ
كَانَ بَيْنَ الرُّوحَيْنِ قَبْلَ الْوِلاَدِ
سَرَّ مَا سَرَّ مِنْ قُلُوبٍ وَأَجْلَى
عَنْ سَمَاءِ الصَّفاءِ كُلَّ ارْبِدَادِ
وَأَتَمَّ النَّعْمَاءَ أَنْ كَانَ فِيهِ
مِثْلَ حَظِّ السَّرَاةِ حَظُّ السَّوَادِ
كَيْفَ تَحْظَى بِالنُّور عَيْنٌ إِذَا لَمْ
يَتَكَامَلْ بَيَاضَهَا بِالسَّوَادِ
مَا كَثِيرُ الإِحسانِ إِلاَّ قَلِيلٌ
فِي تَفَادِي الأَذَى وَرَدِّ نَآدِ
وَبِبَعْضِ الإِصْلاَحِ مِنْ شَأْنِ عَافٍ
يُتَّقَى طَائِلٌ مِنَ الإِفْسَادِ
ذَلِكُمْ مَا بِهِ يُجِيبُ نَجِيبٌ
أَبَداً دَاعِيَ الضَّمِيرِ المُنَادِي
هَلْ نَجِيبٌ وَقَدْ نَدَا النَّاسَ إِلاَّ
مَنْ لَهُ حَيْثُ كَانَ صَدْرُ النَّادِي
وَلَهُ فِي التَّجِلَّةِ الرِّتبَةُ العُلْيَا
وَيَزْدَادُ قَدْرُهَا بِالوِدَادِ
هُوَ فِي القَومِ وَاحِدٌ بِعُلاَهُ
جَاءَ فِي فَتْرَةٍ مِنَ الآحَادِ
ذُو مَقَامٍ بِنَفْسِهِ وَكَثِيراً
مَا يَكُونُ المَقَامُ بِالإِسْنَادِ
عَرَفَتْ قَدرَهُ البِلاَدُ فَأَعْلَتْ
قَدْرَهُ فَوْقَ مَطْمَعِ الأَنْدَادِ
نَظَرٌ فِي العُلَى بَعِيدٌ مَرَامِي
هِ وَوَجْهٌ يَبَشُّ بِالقُصَّادِ
أَدَبٌ يُلْبِسُ المَلاَمَاتِ ظَرْفاً
إِنْ يَقُلْهَا فِي مَعْرِضِ الإِرْشَادِ
هِمَّةٌ لاَ يَعُوقُهَا عَنْ مَدَاهَا
عَائِقٌ مِن تَرَدُّدٍ أَوْ تَفَادِي
وَالأَمَانِيُّ لَيْسَ تُدْرَكُ وَثْباً
بَلْ بِعَزْمٍ لاَ يَنْثَنِي وَاطِّرَادِ
أَتَرَانِي أُحْصِي مَزَايَا نَجِيبٍ
وَهْيَ تَعْصِي التَّقْيِيْدَ بِالتَّعْدَادِ
مُبْدِعٌ فِي طَرَائِقِ النُّبْلِ هَلْ
أُبْدِيءَ فَضْلٌ وَلَمْ يَكُنْ بِالْبَادِي
عَادِلُ النَّفْسِ وَاقِفٌ فِي سَبِيلِ الْ
حَقِّ لِلظَّالِمِينَ بِالمِرْصَادِ
صَادِقُ الْوَعْدِ صِدْقَ حُرٍّ وَلَكِنْ
قَدْ يُرَى وَهْوَ مُخْلِفُ الإِيعَادِ
وَلَهُ فِي سِيَاسَةِ النَّاسِ وَحْيٌ
شَفَّ عَنْ رَأْي حَاذِقٍ نَقَّادِ
رُبَّمَا خِلْتَ أَنَّهُ مُسْتَشَاطٌ
غَضَباً وَهْوَ سَاكِنُ الطَّبْعِ هَادِي
أَوْ ظَنَنْتَ الطَّرِيقَ غَيْرَ الَّتِي يَسْ
لُكُهَا وَهْوَ فِي طَرِيقِ السَّدَادِ
يَبْلُغُ الأَمْرَ بِالتَّقَاصُرِ لاَ يَبْ
لُغُهُ غَيْرُهُ بِطُولِ النِّجَادِ
رُبَّ لَحْظٍ مِنٍ نَاعِمِ الظَّفْرِ فِيهِ
سَطْوَةٌ لاَ تَكُونُ فِي الآسَادِ
رُبَّ قَوْلٍ يُخَافَتُ الصَّوْتُ فيهِ
وَاقِعٌ فَوْقَ مَوْقِعِ الإِرْغَادِ
رُبَّ رَأْيٍ أَنالَ مَا لَمْ يَنَلْهُ
بَطْشُ غَازٍ بِعَسْكَرٍ وَعَتَادِ
طَالِبُ الصَّعْبِ وَالنَّصِيرُ نَجِيبٌ
لَيْسَ تَعْدُوهُ عَنْ نَجَاحٍ عَوَادِي
كُلُّ آوٍ إِلَى نَجِيبٍ فَقَدْ لاَ
ذَ بِرُكْنِ النَّدَى وَحِصْنِ الذِّيَادِ
كُلُّ عِلمٍ وَكُلُّ فَنٍّ مُصِيبٌ
فِي ذَرَاهُ حَظّاً مِنَ الإِمْدَادِ
وَلَهُ فِي النَّوَالِ مُبْتَكَرَاتٌ
شَمِلَتْ كُلَّ نَاطِقٍ بِالضَّادِ
إِنْ بِالشَّرْقِ رَوْضَةً مِنْ بَيَانٍ
بَرَزَتْ مِنْ حِلاَهُ فِي أَبْرَادِ
أَيُّ شَيءٍ أَشْهَى إِلَى النَّفْسِ مِنْ
إِنصاتِ أَطْيَارِهَا وَفَيَّاضُ شَادِي
خَيْرُ فَخْرٍ لأُمَّةٍ ذَاتِ مَجْدٍ
فَخْرُهَا بِالأَكَارِمِ الأَمْجَادِ
رَحِمَ اللهُ يا نَجِيبُ أَباً مَثَّلْ
تَ فِيهِ مِنْ مَعَانٍ جِيادِ
أَيُّ بَاقٍ فِي صَفْحَةِ الحَمْدِ أَبْقَى
مِنْ مَسَاعٍ خَلَّدْتهَا وَأَيَادِ
يَوْمَ تُصْلَى مَمَالِكُ الأَرضِ حَرْباً
وَيُغَطَّى وَجْهُ الثَّرَى بِجِسَادِ
وَيَئِنُّ الشَّآمُ تَحتَ كُرُوبٍ
شَامِلاَتِ الأَغوارِ وَالأنْجَادِ
يَا لَهَا نَكبَةً بِقوْمِيَ حَلَّتْ
أَرْهَقَتْهُمْ فِي مُدْنِهِمْ وَالبَوَادِي
كُلَّمَا جَدَّ مَا يُصَوِّرُهَا لِي
أَو يُدَانِي ذَكْرُتُهَا بِارْتِعَادِ
فَاقَ فِيها بِشِدَّةٍ كُلُّ يَومٍ
مَا حَكَوْا عَنْ سَبْعِ السِّنِينَ الشِّدَادِ
كُلُّ حَالٍ أَحَالَهَا الذُّعْرُ حَتَّى
أَنْكَرَتْ أُخْرَيَاتِهِنَّ المَبَادِي
فَعَلَ الجُوعُ فِي النُّفْوسِ فِعالاً
عَادَ مِنها الأَحْرَارُ كالأَوْغَادِ
آخِرُ الْجَهْدِ رَاحَ يُنْفِقُهُ المَائِ
تُ فِي سَجْدَةٍ لِذِي اسْتِبْدَادِ
لَهْفَ نَفْسِي عَلَى أُلُوفٍ تُوُفُّوا
مِنْ جِياعِ النِّسَاءِ وَالأَوْلاَدِ
وَرِجَالٍ دُكُّوا لِفَرْطِ هُزَالٍ
وَهُمُ قَبْلَ ذَاكَ كالأَطْوَادِ
مَا نَجَا غَيرُ مَنْ تَدَارَكَ مِنْهُمْ
فِي خَفَاءٍ نَدَى هُمامٍ جَوَادِ
فَفَدَاهُمْ مِنَ المَنُونِ وَكَانُوا
بَيْنَ أَيْدِي المَنُونِ أَكْرَمُ فَادِي
وَأَقَالَ الأَعْرَاضَ مِنْ عَثَرَاتٍ
مُسْتَعَانٌ مَا ضَنَّ بِالإِنْجَادِ
يَا بِلاَدِي هَلْ فِي الْعَنَاءِ كَمَا عَا
نَيْتِهِ مِنْ ضُرُوبِ الاسْتِعْبَادِ
أَيُّ تَعْسٍ كَتَعْسِ دَارٍ عَلَيْهَا
يَتَوَالَى الفَسَادُ بَعْدَ الفَسَادِ
كُلُّ جَيْشٍ إِنْ قَامَ فِيهَا بِدَعْوَى
رَدِّ عَادٍ أَقَامَ عُذْراً لِعَادِي
أَوْ أَتَى ظَافِراً فَيَا نُكْرَ شُكْرٍ
يَتَقَاضَاهُ ظَافِرُ الأَجْنَادِ
كَيْفَ بِالْعِلَّةِ الدِّوِيَّةِ مِنْ فِتْ
نَةِ بَاغٍ جَمِّ النَّدَى كَيَّادِ
إِذْ تَوَلَّى قِيَادَ قَوْمٍ لِحِينٍ
ثُمَّ أَلْقى لِخَصْمِهِ بِالْقِيَادِ
عَدِّ عَمَّا تُجِدُّ أَدْهَارُ ذُلٍّ
فِي نُفُوسٍ مِنْ سُوءِ الاِسّتِعْدَادِ
وَاذَّكِرْ مَا يُمِيتُ مِنْ هِمَمِ النَّ
اسِ تَوَالِي مَهَانَةٍ وَاضْطِهَادِ
تَرَ مَا أَبْقَتِ الْحَوَادِثُ مِنْ شَعْ
بٍ قَدَيمِ الأَغْلاَلِ وَالأَصْفَادِ
فِي بِلاَدٍ كُنَّ الأَوَائِلَ عُمْرا
ناً وَعِزّاً فَصِرْنَ فِي الأَبْلاَدِ
تَرَ مَا جَرَّهُ عَلَى وَحْدَةِ الْقَوْ
مِ انْفِكَاكُ العُرَى مِنَ الأَحْقَادِ
أَبِهَذَا الشَّتَاتِ فِي كُلُّ شَيْءٍ
يَجْمَعُونَ القُوَى لِصَدِّ أَعَادِي
أَمْ يَرَوْنَ البِنَاءَ أَنْ يَتَبَاهَوْا
بِبِنَاءِ الآبَاءِ مِنْ عَهْدِ عَادِ
تلْكَ حَالٌ وَقَدْ رَآهَا نَجيبٌ
دَارَكَ الْجُرْحَ بالأَسَا وَالضِّمَادِ
وَلَهُ في الذَّمَاءِ أَيُّ رَجَاءٍ
وَلَهُ بالْبَقَاءِ أَيُّ اعْتدَادِ
مَنْ لَنَا أَن نرَى تَحَقُقَ حُلمٍ
لَيْسَ بابْن الْكَرَى بَل ابْنِ السُّهَادِ
أُمَّةٌ عنْدَ ظَنِّنَا تَتَآخَى
وَقُلُوبٌ كَهَمِّنَا في اتِّحَادِ
عَلَّ يَوْماً وَلاَ يَكُونُ بَعيداً
يَلْتَقي وَالمُنَى عَلَى ميعَادِ
فَيُعِزَّ اللهُ البِلاَدَ وَيَقْضِي
لأَعِزَّائِهَا بِنُجْحِ المُرَادِ
يَا صَدِيقِي مَا قُلْتُهُ فِيكَ حَقٌ
وَعَلَى الْحَقِّ مَا حَيِيتُ اعْتِمَادِي
قُلْتُهُ عَنْ صَدَاقَةٍ وَإِذَا آ
يَاتُكَ ازْدَدْنَ فَهْوَ رَهْنُ ازْدِيَادِ
وَأَنَالاَ أُحِبُّ فِي المرْءِ إِلاَّ
مَا لَهُ عِنْدَ قَوْمِهِ مِنْ أَيَادِي
وَأُجِلُّ الفَتَى عَلَى قَدْرِ مَا جَلَّ
تْ مَسَاعِيهِ فِي سَبِيلِ الْبِلاَدِ
لَيْسَ لِي مَطْمَعٌ وَلاَ لِيَ دِينٌ
غَيْرُ هَذَا لِمَبْدَإٍ أَوْ مَعَادِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:13 AM
حَمِيدُ حَسْبَ الْمَعَالِي أَنْ تُعَدَّ إِذَا
مَا عدَّ أَفْذَاذُ لُبْنَانَ الأَمَاجِيدُ
أَتْحَفْتَنِي بِبَيَانٍ صِغْتَه عَجَباً
وَلِي بِهِ وَلِمَنْ أَهْدَاهُ تَخْلِيدُ
هُمَا وِسَامَانِ مِنْ مَجْدٍ أَعَزَّهُمَا
مَا قَلَّدَ الرَّوحَ لاَ مَا قُلِّدَ الجِّيدُ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:14 AM
يَا بَنِي الدَّوْحَةِ العْرِيقَةِ فِي
الْمِجْدِ أَتُعِدُّونَ خِطَّةَ الأَمْجَادِ
لاَ يَكُنْ بَيْنَكُمْ سِوَى مَا عَرِفْنَا
قِدَمَا مِنْ مَحَبَّةٍ وَوَدَادِ
كُلَّ بَيْتٍ دَبَّ الشَّقَاقُ إِلَيْهِ
نَالَ مِنْهُ مَالاَ تَنَالُ الأَعَادِي
إِلْزَمُوا طَاعَةَ الأَكَابِرِ مِنْكُمْ
ذَاكَ وَحْيُ الْهُدَى وَنَهْجُ الرَّشَادِ
مَا ظَلَلْتُمْ يَداً وَقَلْباً بَلَغْتُمْ
فِي نَواحِي الْحَيَاةِ كُلَّ مُرَادِ
قَدْ بَلَوْتُمْ جَنَى الصَّلاَحِ وَأَنْتُمْ
فِي ائْتِلاَفٍ فَاخْشَوا دُعَاةَ الْفَسَادِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:15 AM
طَغَتْ أُمَّةُ الجَبَلِ الأَسْوَدِ
عَلَى حُكْمِ فَاتِحِهَا الأَيِّدِ
وَهَبَّتْ مُنِيخَاتُ أَطْوَادِهَا
نَوَاشِزَ كَالإِبِلِ الشُّرَّدِ
وَأَبْلَى النِّسَاءُ بَلاَءَ الرِّجَ
لِ لَدَى كُلِّ مُعْتَرَكٍ أَرْبَدِ
نِسَاءٌ لِدَانُ القُدُودِ لَهَا
خُدُودُ كَزَهْرِ الرِّيَاضِ النَّدِي
تَنَظَّمَ مِنْ حُسْنِهَا جَنَّةٌ
عَلَى ذَلِكَ الجَبَلِ الأَجْرَدِ
وَيَوْمٍ كَأَنَّ شُعَاعَ الصَّبَا
حِ كَسَاهُ مَطَارِفَ مِنْ عَسْجَدِ
تَفَرَّقَتِ التُّرْكُ فِيهِ عَصَا
ئِبَ كُلُّ فَرِيقٍ عَلَى مَرْصَدِ
يَسُدُّونَ كُلَّ شِعَابِ الجِبَا
لِ عَلَى النَّازِلينَ أَوْ الصُّعَّدِ
أُسُودٌ تُرَاقِبُ أَمْثَالَهَا
وَلاَ يَلْتَقُونَ عَلَى مَوْعِدِ
وَكَانَ عِدَاهُمْ عَلَى بُؤْسِهِمْ
وَطُولِ جِهَادِهِمُ المُجْهِدِ
يُوَافُونَهُمْ بَغَتَاتِ اللُّصُو
صِ وَيَرْمُونَ بِالنَّارِ وَالْجَلْمَدِ
وَيَفْتَرِقونَ تِجَاهَ الصفو
فِ وَيَجْتَمِعُونَ عَلَى المُفْرَدِ
وَيَمْتَنِعُونَ بِكُلِّ خَفِيٍّ
عَصِيٍّ عَلَى أَمْهَرِ الرُّوَّدِ
وَأَيُّ رَأَى شَارِداً يَقْتَنِصْ
هُ وَأَيٌّ رَأَى وَارِداً يَصْطَدِ
وَيَلْتَقِمُونَ جَنَاحَ الْخَمِي
سِ إِذَا الْعَوْنَ أَعْيَى عَلَى المُنْجِد
مَنَامُهُمُ جَاثِمِينَ وَقُو
فاً وَلاَ يَهْجَعُونَ عَلَى مَرْقَد
وَمَا مِنْهُمُ لِلْعِدَى مُرْشدٌ
سِوَى غَادِرٍ سَاءَ مِنْ مُرْشد
إَذَا لَمْ يَقُدْهُمْ إِلى مَهْلِكٍ
أَضَلَّ بِحِيلَتهِ المُهْتَدي
وَيَعْتَسِفُ التُّرْكُ فِي كُلِّ صَوْ
بٍ فَهَذَا يَرُوحُ وَذَا يَغْتَدِي
وَمَا الترْكُ إِلاَّ شُيُوخُ الحُرُو
بِ وَمُرْتَضِعُوهَا مِنَ المَوْلِدِ
إِذَا أَلْقَحُوها الدِّمَاءَ فَلاَ
نِتَاجَ سِوَى الفَخْرِ وَالسًّؤْدُدِ
سَوَاءٌ عَلَى المَجْدِ أَيّاً تَكُنْ
عَوَاقِبُ إِقْدَامِهِمْ تَمْجُدِ
وَلَكِنَّ قَوْماً يَذُودُونَ عَنْ
حَقِيقَتِهِمْ مِنْ يَدِ المُعْتَدِي
وَتَعْصِمُهُمْ شَامِخَاتُ الجِبَا
لِ وَكُلُّ مَضِيقٍ بِهَا مُوصَدِ
وَيَدْفَعُهُمْ حُبُّ أَوْطَانِهِمْ
وَيَجْمَعُهُمْ شَرَفُ المَقْصِدِ
لَوِ المَوْتُ مَدَّ إِلَيْهِمْ يَداً
لَرَدوهُ عَنْهُمْ كَلِيلَ اليَدِ
وَكَانَ مِنَ التُّرْكِ جَمْعُ القَلِي
لِ عَلَى رَأْسِ مُنْحدَرٍ أَصْلَدِ
كَثِيرِ الثُّلُومِ كَأَنَّ الفَتَى
إِذَا زَلَّ يَهْوِي عَلَى مِبْرَدِ
وَقَدْ نَصَبُوا فَوْقَهُ مِدْفَعاً
يَهُزُّ الرَّوَاسِخَ إِنْ يَرْعَدِ
وَحَفُّوا كَأَشْبَالِ لَيْثٍ بِهِ
وَهُمْ فِي دِعَابٍ وَهُمْ فِي دَدِ
فَفَاجَأَهُمْ هَابِطٌ كَالْقَضَا
ءِ فِي شَكْلِ غَضِّ الصَّبِي أَمْرَدِ
فَتىً كَالصَّبَاحِ بِإِشْرَاقِهِ
لَهُ لَفْتَةُ الرَّشَإِ الأَغْيَدِ
يَدُلُّ سَنَاهُ وَسِيمَاؤُهُ
عَلَى شَرَفِ الجَاهِ وَالمَحْتَدِ
تَرُدُّ سَوَاطِعُ أَنوَارِهِ
سَلِيمَ النَّوَاظِرِ كالأَرْمَدِ
أَقَبُّ التَّرائِبِ غَضُّ الرَّوَا
دِفِ يَخْتَالُ عَنْ غُصْنٍ أَمْيَدِ
لَهِيبُ الحُرُوبِ عَلَى وَجْنَتَيْ
هِ وَالنَّقْعُ فِي شَعْرَهِ الأَسْوَدِ
وَفِي مِحْجَرَيْهِ بَرِيقُ السُّيُو
فِ وَظِلُّ المَنِيَّةِ فِي الأُثْمُدِ
فَأَكْبَرَ كُلُّهُمُ أَنَّهُ
رَآهُ تَجَلَّى وَلَمْ يَسْجُدِ
وَظَنُّوهُ مُسْتَنْفَراً هَارِباً
أَتَاهُمْ بِذلَّة مُسْتَنْجِدِ
وَلَمْ يَحْسَبُوا أَنَّ ذَا جُرْأَةٍ
يُهَاجِمُ جَمْعاً بِلاَ مُسْعِدِ
تَبَيَّنَ هُلْكاً فَلَمْ يَخْشَهُ
وَأَقْدَمَ إَِقْدَامَ مُسْتَأْسِدِ
فَأَفْرَغَ نَارَ سُدَاسِيَّهِ
عَلَى القَوْمِ أَيَّا تُصِبْ تُقْصِد
وَضَارَبَ بِالسَّيْفِ يُمْنَى وَيُسْ
رَى فَأَيْنَ يُصِبْ مَغْمَداً يُغْمِدِ
سَقَى الصَّخْرِ مِنْ دَمِهِمْ فَارْتَوَى
وَلَمْ يَشْفِ مِنْهُ الفُؤَادَ الصَّدي
فَمَا لَبِثُوا أَنْ أَحَاطُوا بِه
فَدَانَ لِكَثْرَتِهِمْ عَنْ يَدِ
وَلَوْلاَ اتِّقَاءُ الخِيَانَة فِي
ه لَكَان الأَلَدُّ لهُ يَفْتَدي
فَلَمَّا احْتَوَاهُ مَقَرُّ الأَمِي
يرِ مَقُوداً وَمَا هُوَ بِالْقَيِّد
أَشَارَ وَمَا كَادَ يَرْنُو إِلَيْ
ه بِأَنْ يَقْتُلُوهُ غَدَاةَ الغَدِ
فَأَقْصَي الفَتَى عَنْهُ حُرَّاسَهُ
وَشَقَّ عَنِ الصَّدْرِ مَا يَرْتَدي
وَأَبْرَزَ نَهْدَيْ فَتَاةٍ كِعَا
بٍ بِطَرْفٍ حَيِيٍّ وَوَجْهٍ نَدِي
كَحُقَّيْ لُجَيْنٍ بِقُفْلَيْ عَقِي
يقٍ وَكَنْزَيْنِ فِي رَصَدٍ مُرْصَدِ
فَكَبَّرَ مِمَّا رَآهُ الأَمِي
رُ وَهَلَّلَ أَشْهَادُ ذَاكَ النَّدِي
وَرَاعَهُمُ ذَلِكَ التَّوْأَمَا
نِ وَطَوْقَاهُمَا مِنْ دَمِ الأَكْبُدِ
وَوَثْبُهُمَا عِنْدَمَا أُطْلِقَا
بِعَزْمٍ إِلى ظَاهِرِ المِجْسَد
كَوَثْبِ صِغَارِ المَهَا الظَّامِئَا
تِ نَفَرْنَ خِفَافاً إِلى مَوْرِد
وَأَرْخَتْ ضَفَائِرَهَا فَارْتَمَتْ
إِلى مَنْكِبَيْهَا مِنَ المَعْقدِ
تُحِيطُ دُجَاهَا بِشَمْسٍ عَرَا
هَا سَقَامٌ فَحَالَتْ إِلى فَرْقَدِ
وَقَالَتْ أَمُهْجَةُ أُنْثَى تَفِي
بِثَارَاتِ صَرْعَاكُمُ الهُمَّدِ
تَفَانَوْا فَمَا خَاسَ فِي وَقْعَةٍ
فَتىً مِنْ مَسُودٍ وَلاَ سَيِّدِ
يَرَى العِزَّ فِي نَصْرِ سُلْطَانِهِ
وَإِلاَّ فَفِي مَوْتِ مُسْتَشْهَدِ
وَمِنْ خُلُقِ التُّرْكِ أَنْ يُوْرِدُوا
سُيُوفَهُمُ مُهَجَ الخُرَّدِ
فَدُونَكُمُ قِتْلَةً حُلِّلَتْ
تَدِي مِنْ دِمَائِكُمُ مَا تَدِي
فَأَصْغَى الأَمِيرُ إِلى قَوْلِهَا
وَلَمْ يُسْتَفَزْ وَلَمْ يَحْقِدِ
وَأَعْظَمَ نَفْسَ الفَتَاةِ وَبَأْ
ساً بِهَا فِي الصَّنَادِيدِ لَمْ يَعْهَدِ
وَحُسْناً بِمُشْرِكَةٍ دَاعِياً
إِلى الشِّرْكِ مَنْ يَرَهُ يَعْبُدِ
أَبَى عِزَّةً قَتْلَ أُنَثَى تَذُو
دُ ذِيَادَ المُدَافِعِ لاَ المُعْتَدِي
فَقَالَ انْقُلُوهَا إِلى مَأْمَنٍ
وَأَوْصُوا بِهَا نُطُسَ العُوَّدِ
لِتعْلَمَ أَنَّا بِأَخْلاَقِنَا
نُنَزَّهُ عَنْ تُهَمِ الحُسَّدِ
فَإِذْ أُخْرِجَتْ قَالَ لِلْمَاكِثِي
نَ وَهُمْ فِي ذُهُولِهُمُ المُجْمَدِ
لَهَا اللهُ فِي الغِيدِ مِنْ غَادَةٍ
وَفِي الصِّيْدِ مِنْ بَطَلٍ أَصْيَدِ
أَنُهْلِكُ شَعْباً غَزَتْ دَارَهُ
ثِقَالُ الجُيُوشِ فَلَمْ يَخْلُدِ
خَلِيقٌ بِنَا أَنْ نَرُدَّ الْقِلىَ
وِ اداً وَمَنْ يَصْطَنِعْ يَوْدَدِ
فَمَا بَلَدٌ تَفْتَدِيهِ النِّسَا
ءُ كَهَذَا الْفِدَاءِ بِمُسْتَعْبَدِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:16 AM
أَنْزَلَ الرَّوْعَ فِي صِلاَبِ الْعِمَادِ
ذَلِكَ الْخَطْبُ فِي عَمِيدِ الْبِلاَدِ
وَمَشَتْ أُمَّةٌ تُشَيِّعُ طَوْداً
حَمَلَتْهُ أَيْدٍ عَلَى أَعْوَادِ
ما أَجَلَّ الْحَيَاةَ أَجْنَتْ فَأغْنَتْ
بِالمَسَاعِي وَزكِّيَتْ بِالأيَادِي
يَا أَبَا الْعَصْرِ عِشْتهَا مِئةً مِن
طَيِّبَاتِ الإِصْدَارِ وَالإِيرَادِ
إِنْ تَنَاهَى امْتدَادُها لَمْ تُجاوزْ
دَعَواتِ الوَرَى لَها باقْتِدَادِ
قَلَّ مَن مَاتَ بَعْدَ دَهْرٍ كَمَا م
تَّ وَحَقٌّ عَلَيْهِ لُبْسُ الْحِدَاد
أَمَدٌ عِشْتَهُ مَدِيدٌ وَلَكِنْ
قَصَّرَتْهُ السُّعودُ فِي الآمَادِ
جزْتَهُ هَانِئاً وَبورِكَ فِيهِ
لَكَ مَا شِئْتَ بِالْعَطَايَا الْجِيَادِ
عَزَّ مَنْ نَالَ مِثْلَ مَا نِلْتَ مِنْ
عمْرٍ وَنَجْلٍ وَثَرْوَةٍ فِي الْعِبَادِ
ذَاكَ فَضْلٌ أُوتِيتَهُ غَيْرَ مَسْبو
قٍ وَحَظٌّ أَصَبْتَهُ بِانْفِرَادِ
بَلَغَ المنْتَهَى وَقَدْ بِتَّ مَذْكُو
راً بِخَيْرٍ حَيّاً عَلَى الابَادِ
مَنْ يَبِيعُ الدُّنْيَا لَهُ خيْرُ زَادٍ
وَالَّذِي يَشْتَرِي لَه شَرُّ زَادِ
إِنْ ذَا النِّعْمَةِ الذِي لاَ يُزَكِّي
لِجَمَادٍ مَوَكَّلٌ بِجَمَادِ
وَقَدِيرٌ عَلَى الْعَطَاءِ وَلاَ يُعْ
طِيجَدِيرٌ بِالْفَقْرِ ذَاكَ اعْتِقَادِي
هَانَ قَدْراً فِي النَّاسِ إِنْ عَاشَ أَوْ مَا
تَ وَسَاءَتْ عُقْبَاه يَوْمَ التَّنَادِي
وَلِهَذَا آثرْتَ أَجْمَلَ مَا يؤْ
ثِرُ أَهْلُ التقى مِنَ الاجْوَادِ
فعَليْكَ السلاَم يُوسفَ أَحْرِزْ
بَعْدَ طِيبِ المَعَاشِ طِيبَ المَعَادِ
ما تَعَزتْ عَنكَ المَوَاطِن إِلاَّ
بِفَتَاكَ الْحُرِّ الْكَبِيرِ المُرَادِ
وَعَزَاءُ الْبِلاَدِ هَلْ هُوَ إِلاَّ
فِي قِيامِ الْعِمَادِ بَعْدَ الْعِمَادِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:18 AM
يَا وَزِيراً لَيْسَ الطَّبِيبُ لأَفْرَادٍ
وَلَكِنَّهُ طَبِيبُ البِلاَدِ
يَكْثُرُ الصَّالِحُ الْمُرَادُ وَلَكِنْ
صِحَّةُ الشَّعْبِ فَوْقَ كُلِّ مُرَادِ
لَيْسَ بِدْعاً وَقَدْ دَعَوْتَ إِذَا
لَبَّتْ نُفُوسُ الأَعِزَّةِ الأَمْجَادِ
كَيْفَ مِصْرُ تَعَافَتْ وَأَضْحَتْ
بِبَنِيهَا مَصْدُوقَةَ التَّعْدَادِ
لَكَ شُكْرٌ حُقُوقُهُ لاَ تُوَّفَى
وَفَخَارٌ يَبْقَى عَلَى الابَادِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:19 AM
إِهْنَأْ بخَيْر قَرينَةٍ
يَا زَيْنَ فِتْيَانِ الْبَلَدْ
وَتَلقَها فِي نِعْمَةٍ
نُعْماً يَجِيءٌ بِلا عَدَدْ
أَضْحَتَ كليرُ حَليلَةً
لَكَ فَارْعَهَا رَعْيَ الْرَشَدْ
في أُنْسها مَا يُجْلبُ الْسَ
رَّاءَ أَوْ يَنْفي الْكَمَدْ
وَلَهَا إِذَا الْتَبَسَتْ وُجُوهُ
الْرَأْي رَأْيٌ يُسْتَحَدْ
هَذَا قرَانٌ قَدْ تَجَلَّتْ
لِلْعنَايَةِ فيهِ يَدْ
لاَ شَيءَ أَبْهَجَ منْ لِقَاءِ
اثْنَيْن قَلْبُهُما اتَّحَدْ
كَيْفَ الْحلَى إِنْ أَشْبَهَتْ
في الرُّوح مَا هِيَ في الْجَسَدْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:20 AM
كَيْفَ حَالُ السَّجِينَ لَمْ يُعْدَمِ
الْقُوتَ وَلَكِنْ يُدْمَى مِنَ التَّقَيِّيدِ
إِنَّ كَلْباً بَيْنَ البُيُوتِ طَلِيقاً
لَهْوَ خَيْرٌ مِنْ ضَيْغَمِ فِي الْحَدِيدِ
مَنْ شَفِيعِي لَدَى الْخَلِيفَةِ إِنِّي
لَمَ أَكُنْ بِالْعَتيِّ أَوْ بِالمُرَيدِ
سَارِقُ الشَاةِ وَهْيَ رِزْقُ عِيَالِي
لَقِيَ الْحَتْفَ مِنْ يَدَيْ صندِيدِ
شَنَّهَا غارَةً عَلَيَّ وَلَكِنْ
بَاءَ بِالْحَدِّ وَالقَصَاصِ الشَّدِيدِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:21 AM
حَيِّ الْجَماعَةَ جَاوَزَتْ
خَمْسِينَ عَاماً فِي الجِهَادْ
تَرْقى المَعَارِجَ مِن سَبِي
لَيْنِ المَضَاءِ وَالاجْتِهَادْ
دَلَّتْ بِقُدْرَتِهَا عَلَى
فَضْلِ الْوِفَاقِ وَالاتِّحَادْ
يَقْظَى تصَرفُ بِر أَهْ
لِ الْبِرِّ فِي نَهْجِ السَّدَادْ
أُنْظُرْ إِلى آثَارِهَا
وَإِلى المَآثِرِ فِي الْبِلاَدْ
كَمْ فَرَّجَتْ مِنْ كُرْبَة
رَانَتْ وَأَنْجَتْ مِنْ نَآدْ
كَمْ شَاكِياً أَشْكَتْ مِنَ الْ
أَلَمِ المُبَرِّحِ وَالسُّهَادْ
كَمْ شَارِداً آوَتْ وَقَدْ
حُرِمَ الحَشِيَّةَ وَالْوِسَادْ
كَمْ ثَقَّفَتْ عَقْلاً أَفَا
دَ الْعَالَمِينَ بِمَا أَفَادَ
كَمْ عَالَجَتْ خُلُقاً فَرُدَّ
مِنَ الضَّلاَلِ إِلَى الرَّشَادْ
يَا عُصْبَةً نَصَرَتْ ضِعَا
فَ الخَلْقِ فِي الأُزُمِ الشِّدَادْ
وَبِسَعْيِهَا وَثَبَاتِهَا انْ
تَظَمَتْ قُوىً كَانَتْ بَدَادْ
فَغَدَتْ عَتَاداً لِلْعُفَا
ةِ وَقَبْلَهَا فَقَدْوا الْعَتَادْ
رَحِمَ الإِلهُ مُؤَسِّسِي
كِ المُحْسِنِيْنَ إِلى الْعِبَادْ
مَنْ بَادِيءٍ فِيهِمْ وَمِنْ
مُتَأَثِّرٍ وَالَى وَزَادْ
وَجَزَى المُعَمَّرَ مِنْهُمُ
نِعَماً تَدِرُّ بِلاَ نَفَادْ
كَيَّالُ خَيْرُ بَقِيَّةٍ
مِمَّنْ بَنَى فِيهِمْ وَشَادْ
وَرَعَى الأُولَى خَلَفُوا الْعِمَا
دَ السَّابِقِينَ مِنَ الْعِمَادْ
أَعْيان طَائِفَةٍ هَوَا
هَا فِي الصِّمِيمِ مِنَ الْفُؤَادْ
إِنِّي أُقَلِّبُ بَيْنَهُمْ
طَرْفِي وَكُلًّ فِي السَّوَادْ
أَيّاً أَرَدْتَ بِمَدْحِهِ
لَمْ يَعْدُ رُفْقَتَهُ المُرَادْ
أَأَخُصُّ دَاوُداً بِذِكْ
رَى هِمَّةِ السَّمْحِ الْجَرَادْ
أَوْ عَبْقَرِيَّةِ مُخْرِجِ الدُّ
رِّ النَّقِيِّ مِنَ المِدَادْ
أَأَخُصُّ بِالإِطْرَاءِ مَا
لاِبْنِ الْجُمَيِّلِ مِنْ أَيَادْ
دَعْ كَاتِبَ الْوَحْيِ الْحَدِي
ثِ أَوِ الْخَطِيبَ المُسْتَعَادْ
أَأَخُصُّ مُسْكَاتاً وَمَهْمَ
مَا يُسْتَجَدْ لِلهِ جَادْ
أَأَخُصُّ بَاخُسَ وَابْنَ مِرْ
زَا مِنْ أَفَاضِلِهَا الْعِدَادْ
وَنَوَابِغِ الآدَابِ وَالْ
أَخْلاَقِ وَالشَّيَمِ الْجِيَادْ
أَأَخُصُّ مَيّاً وَهْيَ فِي
عَلْيَائِهَا ذَاتُ انْفِرَادْ
تَجْرِي الْيَرَاعَةُ بِاسْمِهَا
وَتَكَادُ تَقْطُرُ بالشَّهَادْ
نِعْمَ الرَّعِيَّةُ حَوْلَ رَا
عِيَهَا المُبَجَّلِ فِي احْتِشَادْ
حَوْلَ الرَّئِيس الْعَالِمِ الْ
عَلاَّمَةِ العَفِّ الْبِجَادْ
أَلمُشْتَرِي بِمُنَى المَعَا
شِ تَسَلُّفاً نِعَمَ المَعَادْ
وَثِقَاتهِ المُتَزَودِي
ينَ مِنَ الْفَضَائِلِ خَيْرَ زَادْ
أَلمُرْتَدِي سُودَ المُسُو
حِ وَهُمْ مَنَائِرُ لِلسَّوَادْ
دُومُوا جَمِيعاً بَالغِي
نَ مَدَى الأَمَانِيِّ الْبِعَادْ
وَتَقَبَّلُوا مِنِّي تَحِيَّ
اتِ التَّجِلَّةِ وَالْوِدَادْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:22 AM
مِصْرُ فِي مَوْقِفِ الدِّفَاعِ المَجِيدِ
أَيْنَ فِيه مَكَانُ عَبْدِ الحَمِيدِ
أَيْنَ ذَاكَ الَّذي تَطَوَّعَ قِدْماً
غَيْرَ هَيَّابَةٍ وَلاَ رِعْدِيدِ
فاَصْطَلَى الحَرْبَ وَالحِمِيَّةُ تَحْدُو
هُ وَحَقُّ الإِخَاءِ فِي التَّوْحِيدِ
يَمْنَحُ الجَارَ فَوْقَ مَا يَتَمَنَّى
جَارُهُ المُسْتَضَامُ مِنْ تَأْيِيدِ
أَقَضَى اليَوْمَ حَتْفَ أَنْفٍ وَأَقْصَى
مَا رَجَا أَنْ يَمُوتَ مَوْتَ شَهِيدِ
كَانَ سَيْفاً لِقَوْمِهِ مِنْ سُيُوفٍ
عَرَفَ القَوْمُ كُرْهَهَا لِلغُمُودِ
فَتَرَدَّى فِي جَفْنِهِ وَاغْتِمَادُ السَّ
يْفِ إِنْ طَالَ فَهْوَ بِالسَّيْفِ مُودِي
حُكْمُ مَاءِ الفِرِنْدِ حُكْمُ سِوَاهُ
كُلُّ مَاءٍ فَسَادُهُ فِي الرُّكُودِ
فَلَئِنْ فَاتَهُ الجِهَادُ لَقَدْ هَيَّ
أَ جِيلاً مِنَ الحُمَاةِ الصِّيدِ
وَلِهَذَا عِنَايَةُ الله صَانَتْ
قَلْبَ ذَاكَ المُغَامِرِ الصَّنْديدِ
هَيَّأَتْ مَنْ تَخَيَّرَتْ لِيُوَلَّى
جَيْشَ سَلمٍ يَغْزُو بِغَيْرِ الحَديدِ
فِتْيَةُ المُسْلِمِينَ بِالعِلمِ وَالتَّقْ
وَى لِخَيْرِ الفُتُوحِ خَيْرُ الجُنُودِ
سَلَكُوا كُلَّ مَسْلَكٍ حَسَنٍ فِي
طَاعَة اللهِ وَالتِزَامِ الحُدُودِ
فَإِذَا اسْتُنْفِرُوا لِدَرْءِ الأَعَادي
عَنْ حِمَاهُمْ فَمَا هُمُ بِقُعُودِ
لَيْسَ بِدْعاً أَنْ يُرْخِصُوا غَالِيَ الدَّمْ
عِ عَلَى ذَلِكَ الزَّعِيمِ الفَقِيدِ
أَيُّ صَرْحٍ مُمَرَّدٍ دَكَّهُ رَيْ
بُ المَنَايَا وَأَيُّ حِصْنٍ وَطِيدِ
رَدَّدَ النَّاسُ فِيه بَيْتاً قَديماً
عَادَ وَهْوَ الخَلِيقُ بِالتَّرْديدِ
إِنَّ عَبْدَ الحَمِيد حِينَ تَوَلَّى
هَدَّ رُكْناً مَا كَانَ بِالمَهْدُودِ
لَمْ نَخَلُهُ يَنْقَضُّ إِلاَّ إِذَا انْقَ
ضَّ شِهَابٌ أَوْ قِيلَ لِلأَرْضِمِيدي
بَاذِخٌ فِي الرِّجَالِ يَسْمُو فَمَا تُخْ
طِيءُ عَيْنٌ مَكَانَهُ فِي العَديدِ
تَتَجَلَّى صَبَاحَةُ الوَجْهِ مِنْهُ
فِي تَقَاسِيمَ مِنْ غَمَائِمَ سُودِ
وَالعَصَا فِي يَمِينهِ لاَ تُضَاهَى
مَلْمِساً نَاعِماً وَغِلْظَةَ عُودِ
قُلِّمَ الشَّوْكُ مِنْ جَوَانِبِهَا وَابْ
تَسَمَتْ فِي مَوَاضِعِ التَّجْرِيدِ
هَيَ رَمْزُ الطَّبْعِ الشَّديد وَإِنْ كَا
نَ عَلَى الوَادِعِينَ غَيْرَ شَديد
لَيْسَ بِدْعاً أَنْ يُرْخِصُوا غَالِيَ الدَّمْ
عِ عَلَى ذَلِكَ الزَّعِيمِ الفَقِيدِ
أَيُّ صَرْحٍ مُمَرَّدٍ دَكَّهُ رَيْ
بُ المَنَايَا وَأَيُّ حِصْنٍ وَطِيدِ
رَدَّدَ النَّاسُ فِيه بَيْتاً قَديماً
عَادَ وَهْوَ الخَلِيقُ بِالتَّرْديدِ
إِنَّ عَبْدَ الحَمِيد حِينَ تَوَلَّى
هَدَّ رُكْناً مَا كَانَ بِالمَهْدُودِ
لَمْ نَخَلُهُ يَنْقَضُّ إِلاَّ إِذَا انْقَ
ضَّ شِهَابٌ أَوْ قِيلَ لِلأَرْضِمِيدي
بَاذِخٌ فِي الرِّجَالِ يَسْمُو فَمَا تُخْ
طِيءُ عَيْنٌ مَكَانَهُ فِي العَديدِ
تَتَجَلَّى صَبَاحَةُ الوَجْهِ مِنْهُ
فِي تَقَاسِيمَ مِنْ غَمَائِمَ سُودِ
وَالعَصَا فِي يَمِينهِ لاَ تُضَاهَى
مَلْمِساً نَاعِماً وَغِلْظَةَ عُودِ
قُلِّمَ الشَّوْكُ مِنْ جَوَانِبِهَا وَابْ
تَسَمَتْ فِي مَوَاضِعِ التَّجْرِيدِ
هَيَ رَمْزُ الطَّبْعِ الشَّديد وَإِنْ كَا
نَ عَلَى الوَادِعِينَ غَيْرَ شَديد
قلِّبِ الطَّرْفَ فِي الَّذينَ تَرَاهُمْ
حَوْلَهُ لاَ تَجِدْ لَهُ مِنْ نَديدِ
رَجُلٌ لَم يُدَاجِ فِي أَمْرِ دُنْيَا
هُ وَلاَ فِي صَلاَته وَالسُّجُود
سَيْرُهُ سَيْرُهُ بِغَيْرِ التِوَاءٍ
وَعَنِ الحَقِّ مَا لَهُ مِنْ مَحِيدِ
صَادقٌ وَالزَّمَانُ غَيْرُ ذَمِيمٍ
صِدْقَهُ وَالزَّمَانُ غَيْرُ حَمِيد
وَهْوَ حَيْثُ الحِفَاظُ فِي كُلِّ حَالٍ
لاَ بِوَعْدٍ يُثْنَى وَلاَ بِوَعِيدِ
حُبُّهُ مِصْرَ قَلْبُهُ وَبِه يَحْ
يَا لَهَا وَالوَفَاءُ حَبْلُ الوَرِيدِ
إِنْ دَعَا الخُلفُ فَهْوَ غَيْرُ قَرِيبٍ
أَوْ دَعَا الإِلْفُ فَهْوَ غَيْرُ بَعِيد
وَاسِعُ الجُود لاَيَضَنُّ بِمَالٍ
فِي سَبِيلِ الحِمَى وَلاَ مَجْهُود
عَجَبٌ فِيه بَأْسُهُ وَنَدَاهُ
وَالنَّدَى لَيْسَ مِنْ طِبَاعِ الأُسُودِ
إِنْ فِي مِصْرَ بَعْدَهُ شَجَناً هَيْ
هَاتَ يُنسَى إِلى زَمَان مَديد
اَيُّهَا الحَافِظُونَ ذِكْرَاهُ مَا أَجْ
دَرَ ذِكْرَى الأَبْطَالِ بِالتَّخْلِيدِ
سَكَتَ النَّائِبُ الجَرِيءُ الجَهِيرُ ال
صَّوْتِ فِي كُلِّ مَوْقِف مَشْهُودِ
وَاسْتَقَرَّتْ دَارُ النِّيَابَةِ مِنْ أَسئِلَ
ةٍ هَزَّهَا بِهَا وَرُدُودِ
وَتَلاَ سَابِقيهِ بَاقٍ عَزِيزٌ
مِنْ رِفَاقٍ لِمُصْطَفَى وَفَرِيدِ
وَخَلاَ مَنْصِبُ الرِّيَاسَة لِلشُّبَّ
انِ مِنْ خَيْرِ قَائِدٍ وَعَمِيدِ
فَلْيَهَبْهُ الرَّحْمَنُ أَوْفَى جَزَاءٍ
وَلْيُثِبْهُ التَّارِيخُ بِالتَّمْجِيدِ
وَعَزَاءً لِمِصْرَ فَالخَطْبُ فِي الأُمَّ
ة جَمْعَاءَ خَطْبُ آلِ سَعِيدِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:23 AM
يا أَيُّهَا ذَا الوَطَنُ الْمُفَدَّى
تَلَقَّ بِشْراً وَتَمَلَّ السَّعْدَا
لَمْ يَرْجِعِ العِيدُ مُرِيباً إِنَّما
أَرَابَ قَوْمٌ مِنْكَ ضَلُّوا الْقَصْدَا
يَا عِيدُ ذَكِّرْ مَنْ تَنَاسَى أَنَّنَا
لَمْ نكُ مِنْ آبِقَةِ العِبِدَّى
كُنَا عَلَى الأَصْفَادِ أَحْرَارَاً سِوَى
أَنَّ الرَّزَايَا أَلْزَمَتْنَا حَدَّا
كُنَّا نَجِيشُ مِنْ وَرَاءِ عَجْزِنَا
كَمُتَوَالِي الْمَاءِ لاقَى سَدَّا
حَتَّى تَدَفَّقْنَا إِلى غَايَتِنَا
تَدَفُّقَ الأَتِيِّ أَوْ أَشَدَّا
وَكُلُّ شَعْبٍ كَاسرٍ قيُودَهُ
بِالْحَقِّ مَا اعْتَدَى وَلاَ تَعَدَّى
فَلَم نَكُنْ إِلاَّ كِرَاماً ظُلِمُوا
فَاسْتَنْصَفُوا وَلَمْ نَطِش فَنَرْدَى
إِنِّي أُحِسُّ فِي الصُّدُورِ حَرَجاً
يُقِيمُهَا وَفِي الزَّفِيرِ صَهْدا
إِيَّاكُمُ الْفِتْنَةَ فَهْيَ لَوْ فَشَتْ
فِي أَجَمَاتِ الأُسْدِ تُفْنِي الأُسْدَا
أَما رَأَيْتُمْ صَدَأَ السَّيْفِ وَقَدْ
غَالَ الفِرِنْدَ ثُمَّ نَالَ الْغِمْدا
فَلاَ تَفَرَقُّوا وَلاَ تنازَعُوا
أَعدَاؤُنا شُوسٌ وَلَيسُوا رُمْدا
أَخَافُ أَنْ نُمْكِنَكُم مِنَّا بِمَا
يَقْضِي لَهُم ثَأْراً وَيشْفِي حِقْدَا
فَإِذَا اسْتُنْفِرُوا لِدَرْءِ الأَعَادي
عَنْ حِمَاهُمْ فَمَا هُمُ بِقُعُودِ
لَيْسَ بِدْعاً أَنْ يُرْخِصُوا غَالِيَ الدَّمْ
عِ عَلَى ذَلِكَ الزَّعِيمِ الفَقِيدِ
أَيُّ صَرْحٍ مُمَرَّدٍ دَكَّهُ رَيْ
بُ المَنَايَا وَأَيُّ حِصْنٍ وَطِيدِ
رَدَّدَ النَّاسُ فِيه بَيْتاً قَديماً
عَادَ وَهْوَ الخَلِيقُ بِالتَّرْديدِ
إِنَّ عَبْدَ الحَمِيد حِينَ تَوَلَّى
هَدَّ رُكْناً مَا كَانَ بِالمَهْدُودِ
لَمْ نَخَلُهُ يَنْقَضُّ إِلاَّ إِذَا انْقَ
ضَّ شِهَابٌ أَوْ قِيلَ لِلأَرْضِمِيدي
بَاذِخٌ فِي الرِّجَالِ يَسْمُو فَمَا تُخْ
طِيءُ عَيْنٌ مَكَانَهُ فِي العَديدِ
تَتَجَلَّى صَبَاحَةُ الوَجْهِ مِنْهُ
فِي تَقَاسِيمَ مِنْ غَمَائِمَ سُودِ
وَالعَصَا فِي يَمِينهِ لاَ تُضَاهَى
مَلْمِساً نَاعِماً وَغِلْظَةَ عُودِ
قُلِّمَ الشَّوْكُ مِنْ جَوَانِبِهَا وَابْ
تَسَمَتْ فِي مَوَاضِعِ التَّجْرِيدِ
أَغْلَى تُرَاثٍ فِي يَدَيْكُمْ فَاحْرِصُوا
مِنْ قَدَّرَ الذُّخَر تَفَادَى الفَقْدَا
دَوْلَتُنَا دَوْلَتُنَا نَذْكُرُهَا
بِأَنْفُسٍ تَدْمَى عَلَيْهَا وَجْدَا
أَلْحُرَّةُ المُنْجِبَةُ الأُمُّ الَّتِي
بِالْمَالِ تُشْرَى وَالْقُلُوبِ تُفْدَى
إِخْشَوْا عَلَيْنَا الْيُتْمَ مِنْهَا فَلَقَدْ
أَرَى أَمَرَّ اليُتْمِ أَحْلَى وِرْدَا
وَأَنْتُمُ يَا أُمَّتِي أُرِيدُكُمْ
عِنْدَ رَجَائِي حِكْمَةً وَرُشْدَا
يَا أُمَّتِي بِالعِلْمِ تَرْقَوْنَ الْعُلَى
وَتَكْسِبُونَ رِفْعَةً وَحَمْدَا
وَبِالْوِفَاقِ تَمْلِكُونَ أَمْرَكُمْ
وَتَغْنَمُونَ الْعَيْشَ طَلْقَاً رَغْدَا
فَمَنْ يُخَالِفْ صَابِرُوهُ إِنَّهُ
لَذَاهِبٌ فَرَاجِعٌ لاَ بُدَّا
أَلَيْسَ تَائِباً إِلى حَيَاتِهِ
مَنْ لَمَحَ الخَطْبَ بِهَا قَدْ جَدَّا
فَإِنْ غَوَى أَخُْو نُهىً فَمُهْلَةً
حَتَّى يَرُدَّهُ نُهَاهُ رَدَّا
مَتَى أَرَى الشَّرْقِيَّ شَيْئاً وَاحِداً
كَمَا أَرَى الغَرْبِيَّ شَيْئاً فَرْدَا
مَتَى أَرَانَا أُمَّةً تَوَافَقَتْ
لا مِلَلاً مُمْتَسِكَاتٍ شَدَّا
كَمْ سَبَقَتْنَا أُمَّةٌ فَاتَّحَدَتْ
وَأَدْركَتْ شَأْناً بِهِ مُعْتَدَّا
قَامَ بَنُوهَا كَالعِمَادِ حَوْلَهَا
فَبَسَطُوا رُوَاقَهَا مُمْتَدَّا
سَعَتْ إِلَى غَايَتِهَا قَصْداً عَلى
تَثَبُّتٍ فَبَلَغَتْهَا قَصْدَا
بِلْكَ لَعَمْرِي سُنَّةٌ نَجَا بِها
مِنْ قَبْلُ أَقْوَامٌأَنَتَحَدَّى
لِيَأْبَ حِرْصُنَا عَلَى البَقَاءِ أَنْ
جَدَّتْ بِنَا حَالٌ وَلا نَجِدَّا
كَالطَّلَلِ الْبَاقِي عَلَى إِقْوَائِهِ
لا عَامِراً يُلْفَى وَلا منْهَدَّا
نَصِيحَتِي نَظَمْتُهَا وَدَّاً لَكُمْ
وَلَوْ نَثَرْتُ لَمْ أَزِدْهَا وُدَّا
أَلْفَاظُهَا نَدِيَّةٌ بِأَدْمُعِي
عَلَى التَّلَظِّي وَالْمَعَاني أَنْدَى
أَرْسَلْتُهَا مَعَ الضَّمِيرِ مِثْلَمَا
جَاءَتْ وَمَا أَفْرَغَتُ فِيهَا تجُهْدَا
إِنِّي أُبَالِي وَطَنِي أَصْدُقُهُ
وَمَا أُبَالِي لِلْوُشَاةِ نَقْدَا

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:24 AM
هِيَ الْحُرَّةُ الزَّهْرَاءُ جَاءَتُ عَلَى وَعْدِ
جَلَتْهَا لَكَ الْعَلْيَاءُ مِنْ مَطْلَعِ السَّعْدِ
عَرُوس يَرَاهَا المُعْجَبُونَ كَأُمِّهَا
مِثَالَ كَمَالٍ فَوْقَ طَائِلَةِ النَّقْدِ
نَمَاهَا فُؤَادٌ وَهُوَ أَرْوَعُ فَاضِلٍ
صَفِيُّ وَفِيٌّ غَيْرُ مُؤْتَشَبِ الْوُدِّ
يَدِينُ لَهُ عَاصِي المَآرِبِ مِنْ عُلىً
وَيَدْنُو لَه قَاصِي الرَّغَائِبِ مِنْ بُعْدِ
يَسوس بِحَزْمٍ أَمْرَه كُلَّ أَمْرِهِ
وَلاَ يَنْثَنِي جَوْراً عَنِ الْخُطَّةِ الْقَصْدِ
فَيَا ابْنَ أَبِي الإِحْسَانِ أَشْرَفَ منْتَمىً
وَيَا أَسْبَقَ الْفِتْيَانِ فِي حَلْبَةِ الْكَدِّ
وَيَا كَوْكباً أَمْسَى بِآيَةِ وَجْدِهِ
قَرِينَ الثُّرَيَّا بورِكَتْ آيَةُ الْوَجْدِ
أَبوكَ بَنَى صَرحاً عَلاَ فَاقْتَفَيْتَهُ
وَأَعْلَيْتَ مَا تَبْنِي عَلَى الْعَلَمِ الْفَرْدِ
لِسَمْعَانَ فِي كُلِّ الْقُلُوبِ مَكَانَةٌ
بِهَا حَلَّ فِي أَوْجِ الْكَرَامَةِ وَالمَجْدِ
وَنَاهِيكَ بِالشَّهْمِ الَّذِي يَبْلُغُ السُّهَى
وَلَيْسَ بِذِي نِدٍّ وَلَيْسَ بِذِي ضِدِّ
خَبِيرٌ بِتَصْرِيفِ الْحَيَاةِ وَأَهلِهَا
بَصِيرٌ بِتَحْقِيقِ للْبَعِيدِ مِنَ الْقَصْدِ
كَبِيرٌ بِمَسْعَاه كَبِيرٌ بِحَظِّهِ
وَلاَ فَوْزَ إِلاَّ نَصْرُكَ الْجَدَّ بِالْجِدِّ
مُعَمِّرُ أَحْيَاءِ الْفَضَائِلِ وَالنُّهَى
بِنَسْلٍ مِنَ الآْلاءِ لِيْسَ بِذِي عَدِّ
بَنُوهُ فُروعٌ زَاكِيَاتٌ كَأَصلِهَا
وَهَلْ عَذَبَاتُ الرَّنْدِ إِلاَّ مِنَ الرَّنْدِ
بِهِمْ كُلُّ مَأْمولٍ بِهِمْ كُلُّ متَّقىً
فَلِلصَّحْبِ مَا يُرْضِي وَلِلْخَصْمِ مَا يُرْدي
رَعَى الله أُمّاً أَنْجَبْتْهمْ وَثَقَّفَتْ
خَلاَئِقَهمْ لَمْ تَأْلُ يَوْماً عَنِ الْجُهْدِ
هِيَ الزَّوْجُ أُوْفَى مَا تَكُونُ لِزَوْجِهَا
هِيَ الأُمُّ أَحْنَى مَا تَكُونُ عَلَى الْوُلْدِ
هِيَ الْقُدْوَةُ الْمثْلَى لِكُلِّ عَفِيفَةٍ
بِأُنْسٍ لَهُ حَدُّ وَتَقْوَى بِلاَ حَدِّ
بِقَلْبِيَ أَدْعْو أَنْ يَتِمَّ شِفَاؤُهَا
وَذلِكَ فَضْلٌ لِسْتٌ أَدْعو بِهِ وَحْدِي
فَتَكْمُلَ أَفْرَاحُ الْبَنِينَ بِعَهْدِهَا
وَتَبْقَى بِهَا الأَفْرَاح مَوْصولَةَ الْعَهْد
أَلاَ أَيُّهَا الصَّرْحُ الَّذِي ضَاقَ رَحْبُهُ
بِحَشْدٍ وَأَكْرِمْ بِالأَعِزَّاءِ مِنْ حَشْدِ
أَقَرَّتْ عُيُونَ الْجَاهِ فِيكَ لُيَيْلَة
مُطَرَّدَةُ الأَشْجَانِ مَوْمُوقَةُ السُّهْدِ
رَأَى الْعِلْيَةُ الرَّاقُونَ فَضْلَ نِظَامِهَا
فَرَاعَتْهُمُ رَوْعَ الْفَرِيدَةَ فِي العِقْدِ
إِذَا فَاتَتِ العَافِينَ آيَةُ حُسْنِهَا
فَمَا فَاتَهُمْ أَنْ يَقْرَأُوا سُورَةَ الْحَمْدِ
تَدَفَّقَتِ الأَنْوَارُ مِنْهَا عَلَى الدُّجَى
زَوَاهِرَ فِيهَا الْبُرْءُ لِلأَعْيُنِ الرُّمْدِ
وَفِي دَاخِلٍ رَوْضٌ يُغَازِلُ بِالحِلَى
وَفِي خَارِجٍ رَوْضٌ يُرَاسِلُ بِالنَّدِّ
وَقَدْ أَنْشَدَ الْوَرْدُ الْعَرُوسَيْنِ دَاعِياً
دُعَاءَ مُجَابِ الصَّمْتِ فِي مَسْمَعِ الخُلْدِ
بِأَنْ يَعْمُرَا عُمْراً مَدِيداً وَيَنْعَمَا
نَعِيماً جَدِيداً دَائم الْعَوْدِ كَالْوَرْدِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:24 AM
صِيرِي إِلَى بَيْتِكِ الْجَدِيدِ
في رَوْنَقِ الطَّالِعِ السَّعِيدِ
لَمْ تَتْرُكِي مَنْزِلاً مُجِيداً
إِلاَّ إِلَى مَنْزِلٍ مُجِيدِ
أَيُّ أَبٍ حَازِمٍ نَبِيلٍ
دَرَجَتْ مِنْ قَصْرِهِ الْمُشِيدِ
أَخْلَصْتُ وُدِّي دَهْراً لِقَوْمٍ
فَفُزْتُ بِالْمُخْلِصِ الْوَحِيدِ
حَدِّثْ بِمَا شِئْتَ عَنْ دِيَابٍ
فِي الْفَضْلِ مِنْ مبْدِيءٍ مُعيدِ
عَنْ أَدَبٍ عَنْ عُلُوِّ كَعْبٍ
فِي الْجَّاهِ عَنْ نَجْدَةٍ وَجُوْدِ
كَمْ مِنْ حُرِيبٍ ضَعِيفِ رِكْنٍ
أَوَى إِلَى رِكْنِهِ الشَّدِيدِ
وُجُوْدُ أَمْثَالِهِ قلِيلٌ
مِنْ نِعَمِ اللهِ فِي الوُجُودِ
أَسْمَاءُ هَذَا أَبُوكِ فَابْنِي
حِمَاكِ فِي ظِلِّهِ الْمَدِيدِ
وَفِي عِنَايَاتِ خَيْرِ أُمٍّ
يَصْدِرُ عَنْ رَأْيِهَا الرَّشِيدِ
كَأَنَّهَا صَوَّرَتْ مِثَالاً
لِلْبِرِّ بِالزَّوْجِ وَالْوَلِيدِ
إِنْ تَتَشَبَّهْ أَوْفَى الْغَوَانِي
بِهَا تَشَبَّهْن مِنْ بَعِيدِ
تَرَسَّمْتِ فِي الْكَمَالِ رَسْماً
جَرَتْ عَلَيْهِ بِلاَ مُحِيدِ
وَسِرْتِ سَيْراً عَدَاهُ ذَامٍ
فِي ذلِكَ الْمَنْهَجِ الْحَمِيدِ
آلَ الْعَرُوسَيْنِ لاَ بَرِحْتُمْ
مِنَ الْمَسَرَّاتِ فِي مَزِيدِ
لِتَوْبَةِ الْدَّهْرِ أِيِّ حُسْنٍ
فَالْيوْمُ عِيدٌ وَأَيُّ عِيدِ
قَد عَقَدَ الْيُمْنُ فِيهِ عِقْداً
لَهُ فَخارٌ عَلى الْعُقُودِ
غَيْرُ قَلِيلِ أَنْ تَشهَدُوهُ
وَالْمَجْدُ فِيهِ مِنَ الشُّهُودِ
أَسْمَاءُ فِي الْخَرْدِ الْغَوَالِي
فَرِيدَةُ اللُّؤْلُؤِ الْفَرِيدِ
تِلْكَ الذَّكِيَّاتُ فِي حَلاَهَا
مِنْ أَيِّ نَوْعٍ مِنَ الْوُرُودِ
يَأْبَى عَلَى الْعَفَافِ مِنْهَا
وَصْفُ قَوَمٍ أَوْ نَعْتُ جِيدِ
أَمَّا الْمَعَانِي بِهَا فَتَسْمُو
مَعَانِيَ الشَّاعِرِ الْمُجِيدِ
زُفَّتْ إِلَى نَابِهٍ حَصِيفٍ
فِي جِيلِهِ فَاقِدِ النَّدِيدِ
فَتىً وَدِيعٌ كَمَا دَعَوْهُ
غَيْرَ مُرِيبٍ وَلاَ مُرِيدِ
رَقِيقُ حُسْنٍ يَسْطُو بِبَأْسٍ
دَانَتْ لَهُ قُوَّةُ الْحَدِيدِ
بِعَينِ طِفْلٍ وَعَقْلِ كَهْلٍ
مَا فِعْلُهُ فِي فُؤَادِ رَوْدِ
يَا أَيُّهَا الآخِذَانِ عَهْداً
قَدَّسَهُ اللهُ فِي الْعُهُودِ
تِلْكَ السَّلافُ الَّتِي أَحَلَّتْ
بَيْنَ التَّسَابِيحِ وَالنَّشِيدِ
رَمْزٌ إِلَى خُلْسَةٍ أُبِيحَتْ
لِلْحُبِّ مِنْ كَوْثَرِ الْخُلُودِ
تَصِيبُهَا النَّفْسُ وَهْيَ ظَمْأَى
مِنَ الأَمَانِي وَالْوُعُودِ
رَدَّا صَفَاءَ الْهَوَى وَذَوَّقَا
مَا طَابَ مِنْ عَيْشِهِ الرَّغِيدِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:25 AM
مَوْلاَيَ هَذَا فَضْلٌ جَدِيدُ
يُزْهَى بِهِ عَهْدُكَ السَّعِيدُ
عَدْلٌ وَأَمْنٌ وَطِيبُ عَيْشٍ
يَسَّرَهَا حَكْمُكَ الرَّشِيدُ
فِي كُلِّ عِلمٍ وَكُلِّ فَنٍ
يَكْمُلُ بِالطَّارِفِ التَّلِيدُ
وَكَمْ مَجَالٍ فِيهِ مَجَالٍ
يَبْدُو بِهَا رَأْيُكَ السَّدِيدُ
أَليَوْمَ نَالَ النبُوغُ فَخْراً
أَتَاحَهُ سَعْيُكَ الحَمِيدُ
لِمِصْرَ طَيَّ الثَّرَى فَقِيدٌ
غَالٍ وَمَنْ ذلِكَ الفَقِيدُ
حَيَّيْتَهُ فِي مَقَامِ ذِكْرَى
فَمِصْرُ جَذْلَى وَاليَوْمُ عِيْدَ
يَا حُسْنَ حَفْلٍ تُوفِي عَلَيْهِ
وَصَفْوَةُ الأُمَّةِ الشُّهُودُ
أَلشَّاعِرُ العَبْقَرِيُّ فِيهِ
يُكْرَمُ وَالمُلْهَمُ المُجِيدُ
أُقِيمَ تِمْثَالُهُ وَلَكِنْ
بِهِ لِتِمْثَالِهِ الخُلُودُ
شَوْقِي نَزِيلٌ بِكُلِّ قَلْبٍ
فِي صُورَةٍ مَا بِهَا جُمُودُ
مَا بَقِيَ الشِّعْرُ فَهْوَ بَاقٍ
كَأَنَّ فِقْدَانَهُ وُجُودُ
شَوْقِي وَيَكْفِي اسْمُهُ بَيَاناً
يَعْنِي بِهِ المَجْدُ مَا يُرِيدُ
نَمَاهُ عَصْرٌ وَكلُّ عَصْرٍ
يَوَد لَوْ أَنَّهُ العَتِيدُ
فِي كُلِّ قُطْرٍ ناءٍ وَقُطْرٍ
دَانٍ تَغَنَّى لهُ قصِيدُ
مَا يَبْلُغُ الوَصْفَ مِنْ نُبُوغٍ
محِيطُه مَا لَهُ حُدودُ
أُمِّرَ بِالحَقِّ أَلْمَعِيٌّ
هَيْهَاتَ يُلْفى لَهُ نَدِيدُ
غوَّاصُ فِكْرٍ فِي كُلِّ بَحْرٍ
يَصِيدُ لِلشِّعْرِ مَا يَصِيدُ
أَغْرَاضُهُ الجَوْهَرُ المصَفَّى
وَلفْظُهُ اللُّؤْلُؤُ الفرِيدُ
وَمَا يدَانى وَمَا يُسَامَى
دَانِي معَانِيهِ وَالبَعَيدُ
إِنْ يَدْعُهُ الوَحْيُ لَمَّ تَعُقْهُ
ثَنِيَّةٌ صَعْبَةٌ كَؤُودُ
يصْعَدُ حَتَّى تَبْدُو ذُرَاهَا
وَقَدْ عَلتْهَا لهُ بُنود
أَلقَصَصُ المَسْرَحِيُّ فنٌّ
مِرَاسُهُ مُرْهِقٌ شَدِيدُ
وَدُونَ نَظْمِ القَرِيضِ فِيهِ
مِنْ ثِقَلِ العِبْءِ مَا يَؤُودُ
أَجَادَهُ مَا يَشَاءُ شَوْقِي
وَعَزَّ مِنْ قَبْلِهِ المُجِيدُ
أَلحِكْمَةُ المُنْتَقَاةُ تَسْبِي
حِجَاكَ وَالنُّكْتَةُ الشَّرُودُ
وَالسَّلْسلُ العَذْبُ فِي بَيَانٍ
يُنْشِي وَيَشْفِي مِنْهُ الوُرُودُ
وَالنَّغَمُ الحُلُو فِي نِظَامٍ
كُلُّ رَوِيٍّ مِنْهُ نَشِيدُ
مَوْلاَيَ حَمْداً وَأَلْفَ حَمْدٍ
عَطْفُكَ رَأْيٌ عَالٍ وَجُودُ
فَأَنتَ أَنْتَ الفَارُوقُ لَوْلاَ
تَخَالُفُ الدَّهْرِ وَالرَّشِيدُ
جَدَّدْتَ لِلضَّادِ أَيَّ عَصْرٍ
يَحْفَظُكَ المُبْدِيءُ المُعِيدُ
إِنَّ مُنَى مِصْرَ وَهْيَ تَدْعُو
وَكُلَّمَا ازْدَدْتَ تَسْتَزِيدُ
لِلمَلِكِ الصَّالِحِ المُفَدَّى
عِزٌّ مُقِيمٌ عُمْرٌ مَدِيدُ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:26 AM
يَا فِطْنَة سَاهِرَةً لِلْعُلَى
عَلَّمَتِ الشُّهُبَ جَمِيلَ السهَادْ
مَغَانِمُ الْعَيْشِ لاِيقَاظِهِ
وَيَغْنَمُ الأَحْلاَمَ أَهْلُ الرُّقَادْ
أَرَيْتِنَا كَيْفَ تُنَالُ المُنَى
وَدُنَهُنَّ العَقَبَاتُ الشِّدَادْ
نُرِيدُ مِصْراً حُرَّةً فَخْمَةً
وَالشَّعْبُ إِنْ يَعْزِمْ يَكُنْ مَا أَرَادْ
مَا لَمْ يُضعْ فِي بَاطِلٍ حَقَّهُ
وَتَقْتُلِ الشَّهْوَةُ فِيهِ الرَّشَادْ
فَهَلْ جَدَدْنَا فِي أَمَانِيِّنَا
وَنَحْنُ مِنْ أَسْوَاقِنَا فِي كَسَادْ
لاَ تَتَأَتَّى ثَرْوَةٌ طَفْرَةً
إِن هِيَ إِلاَّ حِكْمَةٌ وَاقْتِصَادْ
وَالمَالُ مَا زَالَ الْوَسِيطَ الَّذِي
يُقَرِّبُ الْمُبْتَغِيَاتِ الْبِعَادْ
يَعْبُدُهُ النَّاسُ قَدِيماً وَفِي
ذَاكَ مِنَ الدِّينِ تَسَاوَى العِبَادْ
أَزْرَاهُ عَجْزاً دُوْنَ إِدْرَاكِهِ
أَشْبَاهُ زُهَّادٍ أَضَلُّوا السَّوادْ
قَدْ تَصْلُحُ الدُّنْيَا بِإِعْدَادِهِ
لَهَا وَإِلاَّ وَالى مِنْهَا الْفَسَادْ
مَنْ لَمْ يَرَ الدُّنْيَا مَعَاشاً فَهَلْ
يَصْدُقُ أَخْذاً بِأُمُورِ الْمَعَادْ
بُكَاؤُنَا الفَائِتُ مِنْ عِزِّنَا
إِلَى انْتِزَافِ الدَّمْعِ مَاذَا أَفَادْ
وَهَلْ تُرَاثُ الْمَجْدِ مُغْنٍ إِذَا
ظَلَّ عَلَى الْفَخْرِ بِهِ الاعْتِمَادْ
الْبُؤْسُ لِلأَعْنَاقِ غَلٌّ فَإِنْ
لَمْ يُلْتَمَسْ مِنْهُ فَكَاكٌ أَبَادْ
وَحَيْثُ لاَ مَالَ فَلاَ قُوَّةٌ
وَلاَ سِلاَحٌ مَانِعٌ أَوْ عَتَادْ
وَلاَ اخْتِرَاعٌ مُسْتَطَاعُ وَلاَ
مَعْرِفَةٌ تُجْدِي وَفَنٌّ يُجَادْ
وَلاَ رِجَالُ يَنْقُذونَ الحِمَى
بِحُسْنِ رَأْيٍ أَو بِفَضْلِ اجْتِهَادْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:27 AM
طُلْ أَيُّهَا الصَّرْحُ الرَّفِيعُ الْعِمَادِ
وَابْلُغْ إِلى السَّبْعِ الطِّبَاقِ الشِّدَادْ
فِي وَجْهِكَ الْبَاسِمِ عَنْ زخْرُفٍ
بًشْرَى بِآمَالٍ كِبَارٍ تُشادْ
أَشِعَّةُ الشَّمْسِ عَلَيْهِ جَرَتْ
وَأَثْبَتَتْهَا فِيهِ بِيض الأَيَادْ
فَلَيْسَ فِي مَوْقِعِ لَحْظٍ بِهِ
إِلاَّ حَيَاةٌ فُجِّرَتْ مِنْ جَمَادْ
بَنَاكَ في مِصْرَ لإِسْعَادِهَا
أَحْصَفُ مَنْ أَدْرَكَ مَعْنَى الْجِهَادْ
مسْتَوْثِقٌ مِنْ نَفْسِهِ طَامِحٌ
إِلى مُرَادٍ هوَ أَسْمَى مرَاد
مطَّرِدُ السَّعْيِ وَهَلْ مِنْ مَدىً
يَجوزُهُ السَّاعِي بِغَيْرِ اطِّرَادْ
شِيمَتُه السّلْمُ وَلَكِنَّهُ
حَرْبٌ عَلَى كُلِّ مسِيءٍ وَعَادْ
جَرَى فَمَا قَصَّرَ عَنْ غَايَةٍ
وَدونَ مَا يَرْجوه خَرْطُ الْقَتادْ
بِالعِلْمِ وَالخِبْرَةِ ضم الْقُوَى
فِي الْقطْرِ فَانْضَمَّتْ وَكَانَتْ بَدَادْ
مَا بَنْك مِصْرٍ غَيْر مسْتَقْبَلٍ
يُعَدُّ أَوْ مَاضٍ مَجِيدٍ يعَادْ
لَه زُهَى الشمْسِ وَمِنْ حَوْلِهِ
نِظَامُ تِلْكَ الشَّرِكَاتِ الْعِدَادْ
يَصْدونَ عَنْهُ وَيتَابِعْنَهُ
فِي سَيْرِهِ وَالْخَيْرُ مَا زِدْنَ زَادْ
ثَغْرُ السُّوَيْس الْيَوْمَ يَفْتَرُّ عَنْ
حَظٍّ عَدَتْهُ أَمْسِ عَنْهُ عَوَادْ
عِصَابَةُ الخَيْرِ أَجَدَّتْ بِهِ
مَوْرِدَ كَسْبٍ مَا لَه مِنْ نَفَادْ
فَالبَحْرُ بِالارْزَاقِ عَالِي الرُّبَى
وَالبُرُّ بِالأَوْسَاقِ جَارِي المِهَادْ
وَالفُلْكُ فِي شَتَّى مَجَالاَتِهَا
رَوَائِحٌ تُلْقِي شِبَاكاً عوَادْ
تُطْعِمُ أَشْهَى الصَّيْدِ مبَاعَه
وَتُطْعِمُ البَائِعَ أَزْكى الشِّهَادْ
وَتُلْقِمُ المَصْنَعَ فِي قُرْبِهَا
نُفَايَةَ الطَّيِّبِ مِمَّا يُصَادْ
فَيَمْنَحُ الأصْدَافَ مِنْ قِيمَةٍ
مَا لِيْسَ لِلدُّرِّ الْكِبَارِ الْجِيَادْ
تَفْدِي صُرُوحُ المَالِ صَرْحاً زَهَتْ
فِي جِيدِهِ المزْدَانِ تِلْكَ القِلاَدْ
أُمْنِيَّةٌ قَوْمِيَّةٌ حُققتْ
أَحْوَجُ مَا كَانَتْ إِلَيْهَا الْبِلاَدْ
سَدَّ بِهَا خَلَّةَ أَوْطَانِهِ
أَرْوَعُ ذُو رَأْيٍ حَلِيفِ السَّدَادْ
ذُو هِمَّةٍ تُنْدِي صِلاَدَ الصَّفَا
وَخَاطِرٍ يَقْدَحُ قَدْحَ الزِّنَادْ
وَفِطْنَةٍ سَاهِرَةٍ لِلْعُلَى
عَلَّمَتِ الشُّهْبَ جَمِيلَ السُّهَادْ
مَغَانِمُ الْعَيْشِ لاِيْقَاظِهِ
وَيَغْنَمُ الأحَلاَمَ أَهْلُ الرقَادْ
طَلْعَتُ لَمْ يَحْمِ الْحِمَى آخِذٌ
مِثْلَكَ بِالنَّفْعِ وَلِمْ يَفْدِ فَادْ
أَرَيْتَنَا كَيْفَ تُنَالُ العلَى
وَدونَهنَّ الْعَقَبَاتُ الشِّدَادْ
نُرِيدُ مِصْراً حُرَّةً فَخْمَةً
وَالشَّعْبُ إِنْ يَعْزِمْ يَكُنْ مَا أَرَادْ
فَلَمْ يُضِعْ فِي بَاطِلٍ حَقَّهُ
وَتَقْتُلِ الشَّهْوَةُ فِيهِ الرَّشَادْ
فَهَلْ جَدَدْنَا فِي أَمَانِيِّنا
وَنَحْنُ مِنْ أَسْوَاقِنَا فِي كَسَادْ
لا تَتَأَتَّى ثَرْوَةٌ طَفْرَةً
إِنْ هِيَ إِلاَّ حِكْمَةٌ وَاقْتِصَادْ
وَالمَالُ مَا زَالَ الْوَسِيطَ الَّذِي
يقَرِّبُ المبْتَغَيَاتِ البِعَادْ
يَعْبُدُهُ النَّاسُ قَدِيماً وَفِي
ذَاكَ مِنَ الدِّينِ تسَاوَى الْعِبَادْ
أَزْرَاهُ عَجْزاً دونَ إِدْرَاكِهِ
أَشْبَاهُ زُهَّادٍ أَضَلُّوا السَّوَادْ
قَدْ تُصْلَحُ الدنْيَا بِإِعْدَادِهِ
لَهَا وَإِلاَّ اقْتَصَّ مِنْهَا الفَسَادْ
مَنْ لَمْ يَرَ الدنْيَا مَعَاشاً فهَلْ
يَصْدُقُ أَخْذاً بأُمورِ المَعَادْ
بُكَاؤُنَا الفَائِتُ مِنْ عِزِّنَا
إِلى انْتِزَافِ الدَّمْعِ مَاذَا أَفَادْ
وَهَلْ تُرَاثُ المَجْدِ مُغْنٍ إِذَا
ظَلَّ عَلَى الزَّهْوِ بِهِ الاِعْتِمَادْ
أَلْبُؤْسُّ للاْعْنَاقِ غُلٌّ فَإِن
لَمْ يُلْتَمَسْ مِنْهُ فَكَاكٌ أَبَادْ
وَحَيْثُ لاَ مَالَ فَلاَ قوَّةٌ
وَلاَ سِلاَحٌ مَانِعٌ أَوْعَتَادْ
وَلاَ اخْتِرَاعٌ مُسْتَطَاعٌ وَلاَ
مَعْرِفَةٌ تُجْدِي وَفَنٌّ يجَادْ
وَلاَ رِجَالٌ يُنْقِذُونَ الْحِمَى
بِحُسْنِ رَأْيٍ أَوْ بِفَضْلِ اجْتِهَادْ
لَوْلاَ الأُولى نَشَّأْتَهُمْ مِنهُمُ
لِمِصْرَ ظَلَّتْ نُجْعَةً تُسْتَرَادْ
أَمَّا وَقَدْ نَبَّهْتَ نُوَّامَهَا
لِلْغُنْمِ يُجْنَى أَوْ لِغُرْمٍ يُذَادْ
وَقَامَ مِنْ أَحْرَارِهَا فِتْيَةٌ
أَلْقَوْا إِلى قَائِدِهِمْ بِالْقِيَادْ
فَانْظُرْ إِلى الْجَاهِ الَّذِي أَحْرَزَتْ
بِهِمْ وَمَنْ سَوَّدَهُ الْجَاهُ سَادْ
أَلَمْ تَجِدْ فِي الشَّامِ مَا أَحْدَثَتْ
آثَارُ ذَاكَ المَثَلِ المُسْتَفَادْ
فِي الْقُدْسِ فِي لُبْنَانَ فِي جُلَّقٍ
قَوْمٌ يُكِنُّونَ لِمِصْرَ الْوِدَادْ
تَنَافَسُوا حَوْلَكَ فِي بَثِّهِ
بِكُلِّ مَا يُحْسِنُ قَارٍ وَبَادْ
فَلاَ مَلِيكٌ نَالَ مِنْهُ الَّذِي
نِلْتَ وَلاَ غَازٍ كَمَا عُدْتَ عَادْ
ذَلِكَ فَوْزٌ بَاهِرٌ لاَ يَفِي
بِحَقِّهِ تَسْطِيرُهُ بِالمِدَادْ
إِذَا ذَكَرْنَاهُ أَشَدْنَا بِمَا
كَان لِحِلْفَيْكَ بِهِ مِنْ أَيَادْ
مِدْحَتُ نَاهِيكَ بِهِ مِنْ فَتى
يُذْكَرُ بِالمِدْحَةِ فِي كُلِّ نَادْ
قَيْلٌ مِنَ الأَقْيَالِ لَكِنَّهُ
مُنْفَرِدٌ فِي المَجْدِ أَيُّ انْفِرَادْ
أَمَّا ابْنُ سُلْطَانَ فَحَسْبُ العُلَى
مِنْهُ طَرِيفٌ زَادَ جَاهَ التِّلاَدْ
فَخْرُ شَبَابِ القُطْرِ إِنْ فَاخَرُوا
بِنَابِهٍ مِنْهُمْ سَرِيٍّ جَوَادْ
ثَلاَثَةٌ فِي نَسَقٍ قَلَّمَا
بِمِثْلِهِ دَهْرٌ عَلَى مِصْرَ جَادْ
كَأَنْجُمِ المِيزَانِ فِي رَمْزِهَا
إِلى تَلاَقٍ فِي العُلَى وَاتِّحَادْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:27 AM
أَعَزُّ مِنَ الْهَوَى وُدٌّ صَحِيحٌ
وَأَبْقَى مِنْهُ فِي الزَّمَنِ الشَّدِيدِ
وَذَاكَ الْوُدُّ فِينَا خَيْرُ إِرْثٍ
مِنَ الْعَهْدِ الْقَدِيمِ إِلى الْجَدِيدِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:28 AM
يَا أَمِيرَ الصَّعِيدِ يَحْرُسُكَ اللهُ
وَيَرْعَاكَ يَا أَمِيرَ الصعِيدِ
تَاهَ شَطْرٌ مَنَ الْبِلاَدِ عَلَى شَطْرٍ
مُدِلاًّ بِالانْتِسَابِ الْجَدِيدِ
لقَبٌ بِاسْمِكَ الَّذِي لاَ يُسَامَى
خُطَّ فِي مُسْتَهَلِّ سِفْرٍ مَجِيد
زَادَ مِصْرَ الْعُلْيَا عَلاَءً وَأحْيَا
بِطَريفٍ مَا فَاتَهَا مِنْ تَلِيدِ
ذَلِكَ الطَّالِعُ السَّعِيدُ هْوَ
الْبُشْرَى لِسُكَّانِهَا بِعَهْد سَعِيدِ
هَلْ أَتَتْكَ الأَنْبَاءُ مُمْتَطِيَاتِ الْبَرْقِ
شَوْقاً مُسْتبْطِئَاتِ الْبَرِيدِ
يَنْبِضُ النَّابِضُ الَّذِي حَرَّكْتَهُ
فَتُؤَدِّي الْحُرُوفُ بِالتَّغْرِيدِ
فَإِذَا مَا الْوَمِيضُ غَنَّى بِمَا يَنْقُلُ
غنَّى الْفَضَاءُ بِالتَّرْدِيدِ
وَإِذَا بَشَّ ضَوْءُهُ بَشَّتِ
الآْفَاقُ مِنْ صَاقِبٍ بهَا وَبَعِيدِ
فرَحٌ قَامَ فِي الْجَنُوبِ وَلَكِنْ
شَمِلَ النِّيلَ فِي مَدَاهُ الْمَدِيدِ
يَا مَلِيكاً جَلاَ عُلاَهُ هِلاَلٌ
أَيْنَ مِنْ بِشْرِهِ هِلاَلُ الْعِيدِ
هَزَّ مِيناً أَنْ عَادَ مُتَّصِلاً مَا
انْبَتَّ مِنْ مُلْكِهِ بِمُلْك جَدِيدِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:29 AM
شَهِدْتُ بِأَنَّكَ حَقّ أَحَدْ
وَحُكْمُكَ عدْلٌ وَأَنْتَ الصَّمَدْ
فَفِيمَ قَضَيْتَ وَأَنْتَ العَلِ
يمُ الرَّحِيمُ بِشِقْوَةِ هَذَا الْبِلَدْ
بِهِ فَاسِدُونَ أَعُوذُ بِحَوْ
لِكَ مِنْ شَرِّ خَلْقٍ إِذَا مَا فَسَدْ
مُبِيحُونَ فِي السُّوقِ أَهْلَ الفُسُو
قِ مَحَارِمَ أَزْوَاجِهِم وَالْوَلَدْ
تَوَخَّى مَالٍ حَرَامٍ حَلاَ
لٍ عَلَى كُلِّ حَالٍ بِلاَ مُنْتَقَدْ
يَرُومُونَهْ مِنْ وَرَاءِ الظُّنُو
نِ وَمِنْ كُلِّ مَأْتىً وَمِن كُلِّ يَدْ
وَمَنْ غَرَّهُ مِنْهُمُ الظَّاهِرُو
نَ فَكَمْ خَدَعَتْ حَمْأَةٌ بِالزَّبَدْ
لَقَدْ شَادَ أَصْيَدُهُمْ بَيْتَهُ
عَنَيْتُ بِهِ الصَّيْدَ دُونَ الصَّيَدْ
بَنَاهُ فَأَعْلَى كَأَنِّي بِهِ
لَهُمْ مَعْبَدٌ فِي ذُرَاهُ مَرَدْ
كَأَنَّ نَوَافِذَ جُدْرَانِهِ
نَوَاظِرُ لاَ يَعْتَرِيَهَا رَمَدْ
تَعُدُّ عَلَى النِّيلِ قَطْرَ المِيَا
هِ وَتَرْمُقُهُ بِعُيُونِ الْحَسَدْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:30 AM
أيُّ فَتْحٍ كَفَتْحِ هَذَا النَّادِي
لِرُقِيِّ الْحِمَى وَأَمْنِ الْعِبَادِ
مَعْهَدٌ لاَ يُشَادَ فِي وَطَنٍ إِلاَّ
وَفِيه لِلْمَجْد أَسْمى مُرَادِ
لَمْ يُقَمْ مِثْلُهُ بِمِصْرٍ وَمَا ظُنَّ
إِلَى أَنْ أَتِيْحَ عَهْدُ فُؤَاد
شَمَلَتْهُ رِعَايَةٌ مِنْ مَلِيْكٍ
عَرْشُهُ فِي الْقُلُوبِ وَالأكْبَاد
مَا دَعَاهْ دَاعِي الْمَبَرَّة إِلاَّ
كَانَ مِنْهُ الْجَوَابُ بِالإِسْعَاد
زِيْنَ مِنْهُ هَذَا الْمَكَانُ بِرَسْمٍ
يَحْتَوِيه فِي الْقُطْرِ كُلُّ فُؤاد
هُوَ نَادٍ بِه مُجَانَسَةُ الأخْلاَقِ
تُنَمِّي فِيْنَا قِوَى الإِتِّحَاد
وَتَرْقَى النُّفُوسُ عَنْ سُوءِ مَا تُوحِي
إِلَيْهَا كَوَامِنُ الأحْقَاد
يَتَلاَقَى الضُّبَاطُ مُخْتَلَفُوا الأقْدَارِ
فِيْه تَلاَقيَ الأنْدَاد
مُبْدلِيْ وَحْشَةَ الْمَنَاصِبِ
فِي وَقْتِ الْتَّخَلِّي أَنْساً وَحُسْنَ وِدَاد
مُتَوَخِّينَ بِالتَّشَاوُرِ إِصْلاحاً
لِمَا أَحْدَثَتْ يَدُ الإِفْسَاد
يَسْمَعُونَ الْمُحَاضَرَاتِ الْتِمَاساً
لِتَلاَفِي الإِغْوَاءِ بِالإِرْشَاد
لاَ يَعِدُّونَ بَيْنَهُمْ أَجْنَبِيّاً
غَيْرَ مَنْ لَمْ يَكُنْ شَرِيفَ الْمَبَادَي
وَمُوَفِّي قِسْطَ الْبِلاَدوَإِنْ لَمْ يَ
كُ مِنْهَا يُجَلُّ كَابْنِ الْبِلاَد
إِنَّ فَخْرَ الشُّرْطِيِّ لَهْوَ التَّعَالِي
بِإبَاءٍ عَنْ مُخْزِيَاتِ الْتَّعَادِي
فَإِذَا شَبَّتِ الْحَمَاسَةُ فِيه
فَلْيَكُنْ شَوْطُهُ مَجَالَ الجِهَاد
إِنَّ أَمْناً يَقِي العِبَادَ لَخَيْرٌ
مَنْ جِرَاحٍ وَمِنْ أَساً وَضِمَاد
هَذه نَهْضَةٌ وَبُورِكَ فِيهَا
لَمْ تَزَلْ آيَةٌ الشُّعُوبِ الشِّدَاد
فَلْتَعِشْ مِصْرُ وَالمَلِيكُ الَّذي يَزْ
هَى بِه العَصْرُ رَبُّ هَذَا الْوَادي

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:31 AM
وفاء كهذا العهد فليكن العهد
وعدلاً كهذا العقد فليكن العقد
قرانكما ما ساءه لكما الهوى
وبيتكما ما شاده لكما السعد
هناءً وطيباً فالمنى مارضيتما
ودهركما صفوٌ وعيشكما رغد
وما جمع اللَه النظيرين مرةً
كجمعكما والند أولى به الند
تضاهيتما قدراً وحسناً وشيمةً
كما يتضاهى في تقابله الورد
أعز أعزاء الحمى أبواكما
وأسطع جدٍّ في العلى لكما جد
كفى بحبيبٍ في أساطين عصره
هماماً على الأقران قدمه الجد
إذا ما بدا دلت جلالة شخصه
على أنه في قوم العلم الفرد
قضى في جهاد الدهر أطول حقبةٍ
فما خانه فيها الذكاء ولا الجهد
وما زاده زيغ السنين بلحظة
سوى نظر في حالك الأمر يستد
له البيت غايات المعالي حدوده
ولكن بلطف اللَه ليس له حد
مشيد على التقوى منيع على العدى
قريب إلى العافين عذب به الورد
متين على الأركان وهي ثلاثة
بأمثالها تحيي أبوتها الولد
ذكرت شباباً لو سردت صفاتهم
وآياتهم في الفضل لم يحصها السرد
أولئك هم يوم الفخار شهودنا
على أننا أكفاء ما يبتغي المجد
وأنا إذا استكفت بلاد حماتها
ففينا الحكيم الضرب والأسد الورد
ومن لك في الفتيان بالفاضل الذي
له نبل ميخائيل والحلم والرفد
كبير المنى جم الفضائل جامع
إلى الأدب السلسال طبعاً هو الشهد
يصغر للعافي من الناس نفسه
ويكبرها عن أن يلم بها الحقد
ومن كحبيب عادل الخلق صادقٌ
له فعل ما يرجى وليس له وعد
أخو ترفٍ قد تعرف الخيل بأسه
ويحفظ من آثاره الطود والوهد
ومن مثل جرح طاهر النفس والهوى
ومن مثله حر ومن مثله نجد
وثوب إلى كشف الظلامات ساكن
إلى بأسه في حين لا تأمن الأسد
تخير في الأنساب أصدقها على
وأبعدها مرمىً فتم له القصد
وأي نسيبٍ بالغٌ بمقامه
مقام نجيب في الكرام إذا عدوا
إذا فاق سادات الحمى آل سرسق
فإن نجيباً فيهم السيد الجعد
سري يرى الإقدام في كل خطةٍ
وخطته في كل حالٍ هي القصد
تراه بلا ظلٍّ نحولاً وجاهه
عريض له ظل على الشرق ممتد
محبوه في نعمى وقرة أعيونٍ
وحساده مما بأنفسهم رمد
وما الناس إلا عاثر جنب ناهضٍ
وما الأرض إلا الغور جاوره النجد
ألا أيها الشهم النبيل الذي له
على صغر في سنه المنصب النهد
لو أنك لم تمنع لوافي مهنئاً
بعرسك وفدٌ حافلٌ تلوه وفد
فإن مكاناً في القلوب حللته
ليزهى على ملكٍ تؤيده جند
فذاك أناسٌ قل في الخير شأنه
فلا قربهم قرب ولا بعدهم بعد
يرومون أن يثنى عليهم بوفرهم
وأفضله عنهم إلا البر لا يعدو
إذا رخص الغالي من السلعة اشتروا
ولا يشترون الحر إن رخص العبد
أعذت برب العرش من عين حاسدٍ
طلاقة ذاك النور في الوجه إذ تبدو
ورة ذاك اللفظ في كل موقفٍ
يصان به عرض ويقني به ود
وبسطه كف منك في موضع الندى
يعاد بها غمضٌ وينفى بها سهد
شكا الدهر ما تأسو جراح كرامه
وأنكر منك الرفق جانبه الصلد
ولكن هذا البر طبع مغلب
عليك وهل يهدي سوى طيبه الند
فمهما تصب خيراً فقد جدرت به
فضائل لم يضمم على مثلها برد
حظيت بملء العين حسناً وروعةً
عروس كبعض الحور جاد بها الخلد
يود بهاء الصبح لو أنه لها
محياً وغر الزهر لو أنها عقد
فإن خطرت في الرائعات من الحلى
تمنت حلاها الروض والأغصن الملد
كفاها تجاريب الحداثة رشدها
وقد جاز ريعان الصبي قبلها الرشد
ولو لم يكن قهراً لها غير عقلها
لكان الغنى لا المال يقنى ولا النقد
غنىً لا يحل الزهد فيه لفاضلٍ
حصيفٍ إذا في غيره حسن الزهد
ليهنئكم هذا القران فإنه
سرورٌ بما نلقى وبشرى بما بعد
ففي يومه رقت وراقت سماؤه
لمن يجتلي وانزاحت السحب الربد
وفي غده سلم تقربه النهى
وحلمٌ تصافى عنده الأنفس اللد
هناك تجد الأرض حلى رياضها
ويثني إلى أوقاته البرق والرعد
فلا حشد إلا ما تلاقى أحبةٌ
ولا شجو إلا ما شجا طائر يشدو

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:33 AM
قصر عن أدنى علاك الحسد
أنت بناء وبنوك العمد
بيت كما شاء الندى شاده
وعاهد العمران فيه الأبد
حبيب عزاً وافتخاراً بما
رزقت مما لم ينله أحد
جاه تولى الحمد إحصاءه
فضاق عنه في الحساب العدد
محصول جدٍّ مخصبٍ مثمرٍ
وافقه سعدٌ وواتاه جد
وفتيةٌ ملء عيون المنى
صيد مساميح أباة الفند
ثلاثةٌ إن ضمهم قصرهم
ففضلهم بأهل رحب البلد
بروا فكنت الوالد المفتدى
ثم له السعد ببر الولد
قد أكبر الشاه مروءاتكم
وحسن مسعاكم لدفع الشدد
فجادكم أوسمةً لم تكن
إلا نجوماً جعلت ملك يد
جاءت رموزاً للذي نيكم
من رفعة الشمس وبأس الأسد

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:33 AM
يَا لَيْلَةَ فَاجَأْتُ سِرْبَ الغِيدِ
فِي مَجْمَعٍ يَصْنَعْنَ حَلوى العِيدِ
يُخْرِجْنَ مِنْ كُتَلِ العَجِينِ بَدَائِعاً
أَمْثَالَ كُلِّ مُشَخَّصٍ مَشْهُودِ
ويُجِدْنَهَا فَلَوِ الشَِّفَاهَ تَعَفَّفَتْ
عَنْ أَكْلِهَا لَضَمِنْتُهَا لخُلُودِ
بأَنَاملٍ بِيضٍ تَكَادُ تَظُنُّهَا
مَخْضُوبَةً بِدَمٍ مِنَ التَّوْرِيدِ
وَزُنُودِ عَاجٍ عُرِّقَتْ بِزُمُرُّدٍ
آيَاتُ حُسْنٍ فِي شُكُولِ زُنُودِ
رُوِّعْنَ حِينَ قَدِمْتُ ثُمَّ أَنِسْنَ لِي
وَرَضِينَ بِي فِي المَحْفِلِ المَعْقُودِ
فَثوَيْتُ بَيْنَ مَناطِقٍ وَقَرَاطِقٍ
وَمَبَاسِمٍ وَمَا عَاصِمٍ وَنُهُودِ
مِنْ كُلِّ طَاوِيَةِ الحَشَى مَمْشُوقَةٍ
رَيَّا الخُدُودِ كَحَبَّةِ العُنْقُودِ
سَلاَّبَةٍ خَلاَّبَةٍ غَلاَّبَةٍ
بِاللَّفْظِ أَوْ بِاللَّحْظِ أَوْ بِالجِيدِ
لَوْلا هَوىً يُصْبِي الحَلِيمَ لَمَا ثَوى
مَثْوَى الإِنَاثِ أَخْو الرِّجَالِ الصِيدِ
شَأْنِي مُكَافَحَةُ الخُطُوبِ إِذَا دَجَا
نَقْعُ الحَوَادِثِ فِي اللَّيَالِي السُّودِ
شَأْنِي مُطَارَدَةُ الضَّلاَلَةِ بِالهُدَى
أَسْتَنْزِلُ الإلهَامَ غَيْرَ بَعِيدِ
شَأْنِي التَّطَلُّعُ لِلعَلاَءِ وإِنَّمَا
هَذِي السَّمَاءُ وَأَنْتِ شَمْسُ وُجُودِي
أَنْتِ الحَقِيقَةَ فِي الحَيَاةِ وَكَاذِبٌ
غَيْرُ الهَوَى لِلمَائِتِ المَلحُودِ
إِنْ أَسْعَفْتَنَا سَاعَةٌ مِنْهُ فَقَدْ
أَرْبَتْ بِغِبْطَتِهَا عَلَى التَّخْلِيدِ
أَمَّا العَظَائِمِ وَالعُلَى فَمَشَاغِلٌ
خُلِقَتْ مِنَ التَّفْكِيرِ وَالتَّسُهِيدِ
لاَ تَمْلأُ القَلْبَ الخَلِيَّ وَدَأبُهَا
نَهْكُ القُوَى فِي شِقْوَةٍ وَسُعُودِ
أَدَواتُ لَهْوٍ نَسْتَعِينُ بِهَا عَلَى
سَيْرٍ عَسِيرٍ فِي الحَيَاةِ كَؤُودِ
أَشْبَاهُ مَا يُعْطَى مَنَ الثَّمَر امْرُؤٌ
فِي زَادِ تَرْحَالٍ عَلَيْهِ شَدِيدِ
وَلَعَلَّ غَايَةَ كُلِّ طَالِبِ رِفْعَةٍ
إِرْضَاءُ ذَاتِ سلاَسِلٍ وَعُقودِ
فَيَكُونُ عِيدُ العُمْرِ سَاعَةَ مُلْتَقىً
وَأَعَزُّ مَا نَرْجُوهُ حَلْوَى العِيدِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:34 AM
لُبْنَانُ مَا زَالَتْ سَمَاؤُكَ مَطْلَعاً
لِلْفَرْقدِ اللَّمَّاحِ بَعْدَ الْفرْقَدِ
يَا مَنْبِتَ الأَرْزِ الْقدِيمِ وَمَرْبِضاً
يَوْمَ الْحِفاظُ لِكُلِّ لَيْثٍ أَصْيَدِ
هَذِي إِلَيْك تحِيَّةٌ مِنْ شَيِّقٍ
قَدْ بَانَ طَوْعاً عَنْكَ وَهْوَ كَمُبْعَدِ
مِنْ هَالِكٍ ظَمَأً وَمَاؤُكَ قُرْبُهُ
مَرَّتْ بِهِ حِجَج وَلَمْ يَتَوَرَّدِ
لاَ شَيْءَ فِي الْحِرْمَانِ أَكْبَرُ غُصَّةً
مِنْ حَبْسِ مَكْرُمَةٍ عَنِ المُتَعَوِّدِ
يَا مَسْقِطاً لِلرَّأْسِ فِي جَنَبَاتِهِ
مِنْ حَرِّ شَوْقِي جَمْرَةٌ لَمْ تَخْمُدِ
كَمْ ضَجْعَةٍ فِيهَا أَرَاكَ وَيَقْظَةٍٍ
لاَحَتْ ذُرَاكَ بِهَا تَرُوحُ وَتَعتدِي
فِي كُلِّ شَيءٍ مِنْكَ عَيْنِي تَجْتَلي
حُسْناً وَحُسْنُ الرَّوْضِ حُسْنُ الْجَلْمَدِ
وَبِكُلِّ مُنْعَرََجٍ وَكلِّ ثَنِيَةٍ
أَثَرٌ يُحَسُّ لِفِكرِيَ المُتَرَدِّدِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:35 AM
لَقَدْ آنَ أَنْ يَسْتَمْرِىءَ النَّوْمَ سَاهِدُ
وَأَنْ يَسْتَقِرَّ الأَلْمَعِي المُجَاهِدُ
كَأَنِّي بِهِ لِمْ يَقْضِ فِي العُمْرِ سَاعَةً
بِلاَ نَصَبٍ يُضْنِي وَهَمٍّ يُعَاوِد
حَيَاةُ عَنَاءٍ كُلَّمَا رَقِيَتْ بِهَا
إِلَى الخَيْرِ نَفْسٌ صَارَعَتْهَا المَنَاكِدُ
بِرَغْمِ المُنَى أَنْ غُيِّبَ القَبْرَ فَرْقَدٌ
أَضَاءَتْ بِمَا أَضْفَى عَلَيْهَا الفَرَاقِدُ
وَحُجِّبَ مَيْمُونُ النَّقِيبَةِ عَنْ حِمىً
بَكَتْهُ أَدَانِيهِ أَسىً وَالأَبَاعِدُ
شَبِيهٌ بِقتْلٍ مَوْتُهُ حَتْفَ أَنْفِهِ
وَمَا ذَنْبُهُ إِلاَّ العُلَى وَالمَحَامِدُ
وَكُنَّا نُرَجِّي أَنْ يَطُولَ بَقَاؤُهُ
فَعَاجَلَهُ سَهْمٌ مِنَ الغَيْبِ صَارِدُ
رَمَى مِنْ وَرَاءِ الظَّنِّ رَامِيهِ عَامِداً
وَمَنْ يَرْمِ خَتْلاً فَهْوَ جَان وَعَامِدُ
إِلَى مَنْ نُقَاضِيهِ فَتَنْتَصِفُ النُّهَى
وَيَسْلَمُ مِنْهُ الأَكْرَمُونَ الأَمَاجِدُ
أَيَصْدُقُ كُلَّ الصِّدْقِ مَا هُوَ مُوعِدٌ
وَيَكْذِبُ كُلَّ الكِذْبِ مَا هُوَ وَاعِدُ
إِذَا قَامَ فِي ظُلمٍ عَلَى الدَّهْرِ شَاهِدٌ
فَمَا مِثْلُ دَاوُدٍ شَهِيدٌ وَشَاهِدُ
بِقَلْبِي جِرَاحٌ كِيْفَ أَرْجُو انْدِمَالَهَا
وَفِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ رِفَاقِيَ فَائِدُ
يَعِزُ أَسَاهَا مَا حَييتُ وَهَذِهِ
مَآتِمُهُمْ لاَ تَنْقَضِي وَالمَشَاهِدُ
وَيَأْبَى لِيَ السُّلْوَانَ مَا طُفتُ بِالحِمَى
مَوَائِلُ مِنْ آثَارِهِمْ وَمَعاهِدُ
ليَعْذِرْنِيَ الإِخَوْانُ إِنْ جَفَّ مِرْقَمِي
فَقَدْ عَلِمَ الإِخْوَانُ مَنْ أَنَا فَاقِدُ
وَجِسْمِي عَلِيلٌ حَارَ فِيهَ طَبِيبُهُ
وَهَمِّي ثَقِيلٌ قَلَّ فِيهِ المُسَاعِد
وَيُجْهِدُ ذِهْنِي شَاغِلٌ بَعْدَ شَاغِلٍ
فَمِنْ أَيِّ رُوحٍ تُسْمَتَدُّ القَصَائِدُ
حَنَانَيْكَ يَا شَيْخَ الصِّحَافَةِ مَنْ لَهَا
إِذَا مَا اسْتُثِيرَ القَلْبُ وَالقَلْبُ هَامِدُ
شَدِيدٌ عَلَيْهَا أَنْ يَزُولَ بُنَاتُهَا
وَلَمْ تَتَمَكَّنْ أُسُّهَا وَالقَوَاعِدُ
فَمَنْ يَتَصَدَّى لِلشَّدَائِدِ مُرْهِفاً
عَزَائِمَ لاَ تَقْوَى عَلَيْهَا الشَّدَائِدُ
وَمَنْ يَنْبَرِي لاَ هَائِباً غَيْرَ رَبِّهِ
يُحَامِي بِهَا عَنْ قَوْمِهِ وَيُجَالِدُ
وَمِمَّا يَضِيمُ الحُرَّ شِقْوَةُ مَوْطِنٍ
بَنُوهُ نِيَامٌ عَنْهُ وَالحُر ذَائِد
فَهُمْ فِي عَدِيدٍ لِلكِفَاحِ وَعُدَّةٍ
بِعَيْنِ الأَعَادِي وَالمُكَافِحُ وَاحِد
مَلأْتَ الدُّجِى بِالنَّيِّرَاتِ تَخُطُّهَا
حُرُوفاً فَتَهْدِي النَّاسَ وَهْيَ شَوَارِدُ
لَيَالِيكَ كَانَتْ فِي اللَّيَالِي فَرَائِداً
وَهَلْ عَجَبٌ أَنْ تُسْتَرَدَّ الفَرَائِدُ
كَأَنَّكَ تَأْبَى عَوْدَهُنَّ لِلاَقِلىً
وَفِي وُدِّنَا لَوْ أَنَّهُنَّ عَوَائِدُ
ظَلِلتَ تقَاسِيهِن وَالرأْسُ مُطْرِقٌ
وَيُثْقِلُ رَضْوَى بَعْضُ مَا أَنْتَ وَاجِدُ
تُرِيدُ مِنَ الأَحْدَاثِ مَا لاَ يُرِدْنَهُ
فَتَنْحَتُ مِنْ قَلبٍ وَهُنَّ جَلاَمِدُ
دَؤُوباً تُعَنِّي النَّفْسَ حَتَّى تُذِيبَهَا
لِيَصْحُوَ مُعْتَزٌّ وَيَنْهَضَ قَاعِد
وَهَمُّكَ هَمُّ الشَّرْقِ حَتَّى إِذَا بَدَتْ
طَلِيعَةُ فَوْزٍ بَدَّدَتْهَا المَكَايِدُ
فَمِنْ أَيِّ خَصْمَيْهِ تَصُونُ حُقُوقَهُ
وَأَعْدَى لَهُ مِنْ غَاصِبِيْهِ المَفَاسِدُ
إِذَا دَبَّ خُلفٌ مُوهِنٌ فِي جَمَاعَةٍ
أَيُبْلِغُهَا أَدْنَى الأَمَانِيِّ قَائِدُ
سَلُوا أُمَماً بَادَتْ وَمَا تَجْهَلُونَهَا
تُبَصِّرُكُمْ أَعْيَانُهُنَّ البَوَائِد
لِدَاوُدَ كَانَتْ فِي كِفَاحَيْهِ خُطَّةٌ
يُلاَيِنُ فِيهَا تَارَةً وَيُعَانِد
مُحِيطاً بِأَطْوَارِ السِّياسِةِ سَاعِياً
بِرِفْقٍ إِلى إِدْرَاكِ مَا هُوَ نَاشِد
عَلِيماً بِمَا يَخْشَاهُ وَهْوَ مَقَارِبٌ
عَلِيماً بِمَا يَرْجُوهُ وَهْوَ مَّبَاعِد
وَأَليَنُ مَا تُلْفِيهِ وَهْوَ مُخَالِفٌ
وَأَثْبَتُ مَا تُلفِيهِ وَهْوَ مُعَاهِد
وَمَا فِكْرُهُ فِي نَهْضَةِ العَصْرِ جَامِدٌ
وَمَا حِسُّهُ فِي مَوْطِنِ البِرِّ جَامِدُ
سَمَاحَةُ نَفْسٍ تَلتَقِي فِي مَجَالِهَا
عَلَى الرُّحْبِ آرَاءُ الوَرَى وَالعقَائِدُ
لَهَا شِرْعَةٌ فِي كُلِّ حَالٍ نَقِيَّةٌ
مَصَادِرُهَا مَحْمُودَةٌ وَالمَوَارِدُ
غَذَاهَا البَيَانُ العَذْبُ تَهْمِي سَحَابُهُ
وَتُرْوِي البُّهَى أَنْهَارُهُ وَالسَّوَاعِدُ
فُصُولٌ عَلَى تَنوِيعِهَا اجْتَمَعَتْ بِهَا
إِلَى طُرَفٍ مِنْ كُلِّ ضَرْب فَوَائِدُ
مِنَ الذِّكْرِ وَالتَّارِيخِ فِيهَا ضَوَابِطٌ
وَفِيهَا مِنَ الخُبْرِ الحَدِيثِ أَوَابِدُ
فَلاَ زَعْمَ إِلاَّ أَيَّدَتْهُ أَدِلَّةٌ
وَلاَ حُكْمَ إِلاَّ وَطَّدَتْهُ شَوَاهِدُ
قَلِيلٌ لِدَاوُدَ الَّذِي قَلَّدَ النهَى
حِلىً لاَ تُبَاهَى أَنْ تُصَاغَ القَلاَئِد
تَعَدَّدَ مَا تَهْوَى العُلَى فِي خِصَالِهِ
فَمِنْ حَيْثُ تَبْغِي وَصْفَهُ فَهْوَ فَارِدُ
يَفِي لِمُوَالِيهِ وَلَمْ يَتَعَاقدَا
كَمَا يُنْفِذُ الصَّكُّ الأَمِينُ المُعَاقِد
وَيَغْفِرُ لِلخِدْنِ المُجَافِي جَفَاءَهُ
وَلَوْ أَنَّ ذَاكَ الخِدْنُ لِلفَضْلِ جَاحِد
فَإِنْ يَرَ شَيْئاً فَهْوَ لِلعُذْرِ قَابِلٌ
وَإِنْ يَرَ زَيْناً فَهْوَ جَذْلاَنُ حَامِدُ
وَلاَ يَتَعَدَّى الحَدَّ فِي نَقْدِ زَائِفٍ
إِذَا مَا تَعَدَّى ذلِكَ الحَدَّ نَاقِد
وَيَرْعِى ذَوِي رِعَايَةَ وَالِدٍ
فَأَبْنَاؤُهُ كُثْرٌ وَمَا هُوَ وَالِدُ
وَيُدْرِكُ أَقْصَى الآمِلِينَبِجُودِهِ
كَأَنَّ لَهَّ وُجْداً وَما هُوَ وَاجِدُ
تَحَدَّثْ إِلى شَتَّى الجَمَاعَاتِ تُلْفِهَا
ثَكَالى وَقَدْ بَانَ العَمِيدُ المُنَاجِد
رَئِيسٌ وَيَأْبَى طَبْعُهُ أَنْ يَكُونَهُ
فَتُلْقَى عَلَى كُرِهٍ إِلَيْهِ المَقَالِد
فَذَلِكَ دَاودُ الحَليمُ وَرُبَّمَا
تَنَكَّرَ مَعْرُوفٌ وَنَكَّبَ قَاصِد
إِذَا سَامَهُ خَسْفاً عَتِيٌّ وَمَارِد
ثَنَاهُ إِلَى المُثْلَى عَتِيٌّ وَمَارِدُ
يُلأْلِيءُ تَحْتَ الحَاجِبِ الجَثْلِ لَحْظُه
كَمَا شَبَّ تَحْتَ الغَيْهَبِ النَّارَ وَاقِدُ
وَتَبْدُرُ مِنْهُ غَضْبَةٌ جَبَلِيَّة
لَهَا جُؤْجُؤٌ يَوْمَ الحِفَاظِ وَسَاعِدُ
بَنِي بَرَكَاتٍ إِنْ جَزِعْتُمْ فَرُزْؤُكُمْ
تُعَافُ لَهُ الدنْيَا وَتُجْفَى الوَسَائدُ
وَلَكِنْ أَسَا آسِي القُلُوبِ جِرَاحَكُمْ
بِمَا لاَ يُوَارِيهِ طَرِيفٌ وَتَالِدُ
شَجَا مَا شَجَاكُمْ أُمَّةَ الضَّادِ كُلَّهَا
فَقَيْسُونُ مُهْتَزٌّ وَلُبْنَانُ مَائِد
وَمَرَّ الفُرَاتُ العَذْبُ وَارْتَاعَ دِجْلَةٌ
وَشَجَّتْ كَأَجْفَانِ الكَظِيم الرَّوَافِدُ
وَفِي مِصْرَ شَعْبٌ مَائِجٌ فِي رِحَابِكُمْ
تَقَاطَرَ يَتْلُو وَافِداً مِنْهُ وَافِدُ
دعَاه الوَفاءُ المَحْضُ وَالكَرَمُ الَّذِي
تَعَوَّدَهُ فِيهِ مَسُودٌ وَسَائِدُ
مَوَاكِبُ سَارَتْ بِالجِنَازَةِ لَمْ تُسَقْ
إِلَيْهَا وَلَمْ يُغْلِظْ عَلَيْهَا مُنَاشِد
تَقَاصَرَ عَنْهَا طَرْفُ كُلِّ مُشَاهِدٍ
وَطَالَتْ فَلَمْ يُدْرِكُ مَدَاهَا مُشَاهِدُ
كَفَى سَلوَةً أَنْ شَاطَرَ الشَّرْقُ حُزْنَكُمْ
عَلَى أَنْ مَنْ تَبْكونَ حَي وَخَالِد

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:36 AM
أَنرْتجِلُ الأَشْعَارَ فِي فَرْعِ هَاشِمٍ
وَهَل لِيَ فِي بَيْتَيْنِ أَنْ أَجْمَعَ الْمَجْدَ
وَفِي وَصْفِ عَبْدِ اللهِ أَوْ بَعْضِ وَصْفِهِ
يُقصِّرُ مَنْ يَفْنِي قَرِيحَتهُ جُهْدَا
وَلَيْتَ أَمِيرَ الْعُرْبِ بِالْيُمْنِ دَوْلَةً
كَبَا جَدُّهَا دَهْراً فَأَعْلَيْتَهَا جِدَّا
بِعَزْمٍ وَحَزْمٍ أَحْيَيَا مِنْ مَوَاتِهَا
وَرَدَّا مِنَ الْعِزِّ الَّذِي دَالَ مَارِدَا
فمِصْرُ وَقَدْ حَيَّتْكَ يَا فَخْرَ يَعْرُبٍ
تحَيِّي النَّدَى وَالنُّبْلَ والْبَأْسَ وَالجَدَّا
فَضَائِل مِلءُ الْعَيْنِ مِنْ حَيْثُ طُولِعَتْ
جِهَاتُ الْعُلَى فِيهَا أَرَتْ عَلَماً فَرْدا
أَمَوْلاَيَ هَلْ تَدْرِي مَكَاناً تَزُورُهُ
فَلاَ يَزْدَهِي عَجْباً وَلاَ يَنْتَشِي سَعْدَا
فَلاَ غَرْوَ أَنْ أَلْقَيْتَ مِصْرَ حَفِيَّةً
تُعِيدُ عَلَى بَدْءٍ لِسُدَّتِكَ الوُدَّا
وَيُسْتَقْبَلُ الْبَدْرُ الَّذِي بِكَ يُجْتَلَى
وَتَلْبَسُ فِي اسْتِقْبَالهِ الزَّمَنَ الوَرْدَا
وَتهْدِي إِلى الأُرْدُنِّ أَلْطافَ نِيلِهَا
ثَنَاءً عَلَيْهِ وَاحْتِفَاءً بَمَنْ أَهْدَى

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:37 AM
أَلْجَدِيدَانِ حَرْبُ كُلِّ جَدِيدِ
هَذِهِ صَرْعَةُ الْعَتِيِّ المَرِيدِ
غَيْرُ سَهْلٍ إِصْلاَحُ مَفْسَدَةِ الأَخْ
لاَقِ فِيمَا دَعَوْهُ بِالتَّقْلِيدِ
رَكَدَتْ فِي قرَارِهِ فِطَنُ النَّا
سِ وَطَابَ الْقَذَى لَهَا فِي الرُّكُود
يَا عَدُوَّ الجَهْلِ المُمَوَّهِ بِالعِلْ
مِ عَلَى شَكْلِهِ المُرِيبِ الْعَتِيد
جَلَلٌ مَا ابْتَغَيْتَهُ فَخَذِ الطَّعْ
نَةَ مِنْ ذلِكَ الْعَدُوِّ اللَّدُودِ
ظِلْتَ جِدَّ الْعَنِيدِ تَلْقَى كَمِيّاً
فِي مِرَاسِ الآفَاتِ جِدًّ عَنِيدِ
وَالأَبَاطِيلُ مِنْ قَدِيمٍ نِصَالٌ
وَدُرُوعٌ لِخَصْمِكَ الصِّنْدِيدِ
فَتَصَاوَلْتُمَا إِلَى أَنْ تَرَدَّيْ
تَ بِسَهْمٍ مُصَمِّمٍ فِي الْوَرِيدِ
نَمْ وَلاَ يُشْمِتَنَّهُ أنْ رُ
حْتَ شَهِيداً فِي إِثْرِ أَلْفِ شَهِيدِ
فَلَقَدْ نِلْتَ مِنْ مَفَاتِلِهِ أَمْ
نَعَهَا جَانباً بِسَهْمٍ سَدِيد
ثُلَّ عَرْشُ الْجُمُودِ فِي مَعْقِلِ الحرْ
صِ عَلَيْهِ وَفُلَّ جَيْشُ الْجُمُودِ
وَتَرَاختْ قُوَى الدَّوَائِبِ فِي تَمْ
كِينِهِ مِنْ مُخَلَّفَاتِ عُهوُدِ
عَنْ يَقِينٍ مِنَ الأُولَى رَابَهُمْ قَبْ
لَكَ أَنَّ الحَيَاةَ فِي التَّجْدِيدِ
نَمْ وَحَسْبُ الأَجْيَالِ بَعْدَكَ مَا أَذْ
كَيْتَ مِنْ شُعْلَةٍ لِغَيْرِ خُمُود
تَطْفَأُ النَّيِّرَاتُ وَالقَبْسُ السَّا
طِعُ مِنْهَا يَظَلُّ مِلْءَ الْوُجُود
نَمْ وَحَسْبُ الأجْياَلِ مِنْ صَوْتِكَ الرَّ
نَّانِ رَجْعٌ مُؤَبَّدُ التَّرْدِيدِ
يَسْكُتُ الأيْكُ وَالمَسَامِعُ مَلأى
بِصَدَى النوْحِ مِنك والتغرِيدِ
وَيْحَ لُبْنَانَ مَا دَهَى العِزَّةَ الْقَعْ
سَاءَ مِنْهُ فِي رُكنِهَا المَهْدُودِ
أَيُّ رُزْءٍ شَجَا بَنِيهِ وَأَدْمَى
فِي الحَشَى كُلَّ مُعْجَبٍ وَمُرِيدِ
نَالَنِي مِنْهُ طَائِلٌ فَتَلَفَّ
تُّ بِطَرْفٍ بَاكٍ وَفِكْرٍ شَرِيدِ
وَانْتَحَيْتُ الشَّمَالَ فَالْهَيْكَلَ الْ
حَيَّ بِهِ مِنْ غِرَاسِ عَهْدٍ عَهِيد
اَسْأَلُ الأَرْزَ وَهْوَ أَقْدَمُ جَدٍ
مِنْ لِدَاتِ الدُّنْيَا سَمِيعٍ شَهِيدِ
كَيْفَ حَمَّلْتَ وَالأَمَانَةُ وِقْرٌ
هَمَّكَ الضَّخمَ قَلْبَ ذَاكَ الْوَلِيدِ
وَأَقَلُّ الذِي نُحَمَّلُ مُوهٍ
لِصِلابِ الْقُوَى وَبِالصَّبْرِ مُودِ
فَإِذَا الأَرْزُ لاَ يُحِيرُ جَوَاباً
وَإِذَا السِّرُّ فِي ضَمِيرِ الْحَفِيد
رَاحَ ذَاكَ الفَتَى المجِيدُ يُؤَدِّي
مَا يُؤَدِّيهِ كُلُّ دَاعٍ مَجِيدِ
نَازِحاً مُلْهَبَ الْفُؤَادِ اسْتَكَنَّتْ
بَيْنَ جَنْبَيْهِ عِلَّةُ المَفؤُودِ
يَتَخَطَّى الْحَيَاةَ وَالإِنْسَ فِيهَا
مُوحَشاً مُنْذُ كَانَ لَدْنَ الْعُودِ
رَاجِياً غَيْرَ مَا رَجَا النَّاسُ مِنْهَا
وَارِداً غَيْرَ حَوْضِهَا المَوْروُدِ
مُشْبِعاً مُقْلَتَيْهِ نُوراً وَمَا يَقْ
بِسُ إِلاَّ سَنَى وَمِيض بَعِيدِ
طَرِباً لاِسْتِماعِهِ هَزَجاً فِي الْ
غَيْبِ جَزْلَ الإِيقَاعِ عَذْبَ النَّشِيدِ
نَاهِجاً نَهْجَهُ أَبِياً جَرِيئاً
رَاضِياً بِالْعَذَابِ وَالتَّسْهِيدِ
تَتَلاَشَى أَنْفَاسُهُ فِي سَبِيلِ الْ
خَيْرِ بَيْنَ التَّصْوَيبِ وَالتَّصْعِيدِ
يُرْشِدُ النَّاسَ بِالْبَيَانِ وَبِالْقُدْ
وَةِ لاَ بِالْوُعُودِ أَوْ بِالْوَعِيدِ
لَوْ يُجَارِي المُضَلِّليِنَ لأَلْقَى الْ
عِبْءَ عَنْهُ وَعَاشَ جِدَّ سَعِيد
إِنَّمَا المُصْلِحُ الأَمِينُ هُوَ الصَّا
بِرُ غَيْرُ الْوَاهِي وَلاَ الرِّعْدِيد
قَانِتٌ لاَ يَلَذَّهُ الْعَيْشُ مَا لَمْ
يُدْنِهِ مِنْ مَرَامِهِ المَنْشُودِ
أَيْنَ عِيسَى وَتَاجُهُ الشَّوْكُ مِنْ مُتْ
رَفِ رُومَا وَتَاجُهُ مِنْ وُرُودِ
أَيُّ تَاجَيْهِمَا هُوَ العَدْلُ وَالرَّحْ
مَةُ لِلْمُسْتَضَامِ وَالمَنْكُودِ
اَيُّ تَاجَيْهِمَا عَلَى الدَّهْرِ عُنْ
وَانُ الْهُدَى وَالْفِدَى وَعَتْقُ الْعَبِيدِ
أَيْ فَتَى الأَرْزِ هَلْ أَرَدْتَ مِنَ الدُّنْ
يَا سِوَى مَا يَعُزُّ كُلَّ مُرِيدِ
هَلْ يَكُونُ الخَيْرُ المُجَرَّدُ وَالخَ
يْرُ بِهَا يَنْتَفِي عَلَى التَّجْرِيدِ
هَلْ يَشِيعُ الْهُدَى وَتَسْلَمُ مِنْ زَيْ
غٍ صِلاَتُ الْعِبَادِ بِالمَعْبُودِ
هَلْ يُدَالُ الحُبُّ الْعَمِيمُ مِنَ البَغْ
ضَاءِ وَالحِلْمِ مِنْ شِفَاءِ الْحُقُودِ
هَلْ تُؤَدَّى زَكَاةُ كُلِّ حَرِي
بٍ قَائِمٍ عُذْرُهُ وَكُلِّ طَرِيدِ
هَلْ يُسَاوَى بَيْنَ الشُّعُوبِ فَلاَ يُسْ
مَعُ فِيهِمْ بِسَائِدٍ وَمَسُودِ
هَلْ تُفَكُّ الْقُيُودُ حِسّاً وَمَعْنىً
وَالسَّخَافَاتُ شَرُّ تِلْكَ الْقُيُودَ
هَلْ يَصُونُ الْحُدُودَ مِنْ طَامِعٍ يَطْ
مَع فِيهَا لُزُومُهُ لِلْحُدُودِ
هَلْ تَصِحُّ النُّفُوسُ مِنْ عِلَّةِ الْجَ
هْلِ وَمِنْ آفَةِ الشِّقَاقِ المُبِيدِ
مرْهِقَاتٌ مِنَ المُنَى ذَاقَ فِيهَا
كُلَّ لَوْنٍ مِنَ الْعَنَاءِ الشَّدِيدِ
بَثَّهَا دَائِباً وَلَمْ يَدَّخِرْ دُو
نَ الْبَلاَغِ المَبِينِ مِنْ مَجْهُود
فِي طُرُوسٍ رَاعَتْ بِكُلِّ طَرِيفٍ
مِنْ أَفَانِينِهِ وَكُلِّ مُفِيدِ
أَي سِرٍّ فِي ذَلِكَ الْقَلَمِ الْقَا
طِرِ مَا تَقْطُرُ ابْنَةُ الْعُنْقُودِ
أَيُّ فَيْضٍ يَصُبُّ صَبَّ الْجِرَاحا
تِ دَماً فِي نَثِيرِهِ وَالْقَصِيدِ
أَيُّ وَحْيٍ يَصُوغُ رَسْماً فَيُحْيي
هِ بِذَاكَ التَّقْدِيرِ وَالتَّجْويدِ
دَرَّ فِي المَجْدِ دَرُّهُ مِنْ فُؤَادٍ
ثَائِرٍ يَهْتَدَي بِعَقْلٍ رَشِيدِ
مَنْ يُطَالِعْ آيَاتِهِ يَرَ فِعْلَ الشُّ
هُبِ الْبِيضِ فِي الدَّيَاجِي السُّود
أَوْ يُتَابِعْ آثَارَهَا يَتَبَيَّنْ
مِنْ مَدَاهَا مَا لَيْسَ بِالمَحدُود
بَيْنَ أَهْلِ الطُّبِّ سِتِّينَ أَوْ سَبْ
عِينَ يَسْتَصْنِعُونَهَا مِنْ حَدِيدِ
وَقَطِينِ الْبُيُوتِ مِنْ وَبَرٍ أَوْ
مَدَرٍ فِي النُّجُوعِ أَوْ فِي النُّجُودِ
هَلْ عَجِيبٌ أَنْ يَجْمَعَ الشَّرْقَ وَالغَرْ
بَ مُصَابٌ فِي الْعَبْقَرِيِّ الْفَرِيدِ
يَا بَنِي أُمِّهِ الَّذِينَ تَلاَقَوْا
فِي وُفُودٍ تَمُوجُ تِلْوَ وُفُود
إِنْ تَسِيرُوا بِنَعْشِهِ فِي جَلاَلٍ
لَمْ يُشَاهَدْ فِي مَوْكِبٍ مَشْهُودِ
فَلَهُ الذِّمَّةُ الَّتِي لَيْسَ تُوفَى
بِضُروبِ التَّكْرِيمٍ وَالتَّمْجِيدِ
عَدِّدُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا فَلَنْ تُحْ
صُوا مَزَايَا النُّبُوغِ فِي التَّعْدِيد
رَضِيَ الْحَق عَنْكُمُ الْيَوْمَ مَا كُ
لُّ فَقِيدٍ مُؤَبَّنٍ بِفَقِيدِ
أَسَفاً أَنْ يَكُونَ يَوْمَ عَزَاءٍ
عَوْدُ ذَاكَ الْحَبِيبِ لاَ يَوْمَ عِيدِ
رُدَّ مِنْ غُرْبَةٍ عَلَى الأَرْزِ مَحْمُو
لاً عَزِيزاً وَلَيْسَ بِالمَرْدُودِ
لَمْ يُزَايِلْ كِرَامَهَا عَنْ قِلىً كَلاَّ
وَلَمْ يَسْمَحُوا بِهِ عَنْ جُودِ
سِرُّ لُبْنَانَ أَنَّهُ لَيْسَ يُسْلَى
كَيْفَ سَلْوَى ابْنِهِ الْوَفِيِّ الْوَدُودِ
فَلْيَكُنْ فَيءٌ ذلِكَ الأَرْزِ بَرْداً
وَسَلاَماً عَلَى المَشُوقِ الْعَمِيدِ
وَلْتَطِبْ رُوحُهُ إِذَا هِيَ حَيَّتْ
مِنْ سَمَاءِ الْخُلُودِ رَمْزُ الْخُلُودِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:38 AM
زِيدَتْ بِطَلْعَتِكَ السَّنِيَّةِ
رَوْعَةُ الْقَصْرِ المُشِيدْ
فَالسَّعْدُ مُؤْتَنِفٌ لِرَبِّ القَ
صْرِ فِي عُمْرٍ جَدِيدْ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:39 AM
للديوان بقيه
خرووج ولي عوودهـ لإستكماله بإذن الله ..

أمـــيرة الـــورد
09-07-2011, 02:31 PM
http://www.osrah.net/forum/uploaded/1763/51266881541.gif

ديوان راقي ورائع
تسلم يمينك
مودتي وأمتناني ،،،
http://www.osrah.net/forum/uploaded/1763/41266881541.gif



http://forum.mu4arab.com/images/smilies/smilie14.gif

العنيــــدهـ
09-07-2011, 05:56 PM
هَهُنَا تَمْلُكُ الْمَهَابَةُ قَلْبِي
لِدُنُوِّي مِنَ الضَّريِحِ الْمُفَدَّى
هَهُنَا أَشْعُرُ الشُّعُورَ كَبِيراً
بِحَيَاةٍ مِنْ ذَلِكَ الْقَبْرِ تهْدَى
إِنَّ لَحْداً فِيهِ الْمَسِيحُ تَوَارَى
صَارَ لِلْنُّورِ وَالهِدايَةِ مَهْدَا

العنيــــدهـ
09-07-2011, 05:57 PM
أَلرَّوضُ رَوْضُكَ يَا هَزَارُ فَغرِّدِ
وَصُغِ الفَرَائِدِ فِي الأَرِيبِ المُفْرَدِ
فَإِذَا القَوَافِي وَهْيَ مِنْكَ بِمَوْعِدٍ
كَحَبَائِبٍ وَافَتْ وَمَا مِنْ مَوْعِدِ
تِلْكَ القَلاَئِدُ مَا أُحَيْلاَهَا حِلىً
لاِبنِ الجُمَيِّلِ وَهْوَ خَيرُ مُقَلِّدِ
لِلعَبْقَرِيِّ المُحرِزِ الفَضْلَيْنِ مِنْ
حَسَبٍ رَفيعٍ فِي البِلاَدِ وَمَحْتَدِ
نِعْمَ الفَتَى فِي فَنِّهُ ذَاكَ الَّذِي
إِنْ يَعْدُدِ الشرْقُ النَّوَابِغَ يُعْدَدِ
مَن مِثْلُ أَنْطُونَ الجُمَيِّلِ كَاتِبٌ
فَيَّاضُ مَشْرَعَةٍ نَقِيُّ المَوْرِدِ
إِنْ زَاوَلَ الإِنشَاءَ أَبلَغُ مُنْشِيءٍ
أَوْ زَاوَلَ الإِنْشَادَ أَفصَحُ مُنْشِدِ
أَسَمِعْتَهُ يُلْقِي العرِيضَ وَيَنْتَحِي
نحْواً طَرِيفاً مُشْجِياً لَم يُعْتَدِ
فَإِذَا السرُورُ أَوِ الشَّجَى فِي لفْظَةٍ
أَو فِي هِجَاءٍ مُرْسَلٌ كَمُرَدَّدِ
وَإِذَا مُعَالَجَةٌ بِنَبْرَةِ صَوْتِهِ
فِيهَا يُظَنُّ رَفِيفُ جَفْنٍ مُسْهَدِ
هِيَ قُدْرَةٌ لَمْ يُؤْتَهَا مَنْ لَمْ يُذِبْ
فِيهَا قُوَاهُ وَلَمْ يَكُدَّ وَيَجْهَدِ
مَا كُلُّ نَبْسٍ لِلكَلاَمِ بِمَنطِقٍ
كَلاَّ وَلاَ نُطْقٍ عَلاَ بِمُجَوَّدِ
أَرَأَيْتَهُ فَوقَ المَنَابِرِ خَاطِباً
وَالنَّاسُ مِنْهُ بِمَسْمَعٍ وَبِمَشْهَدِ
فِي قَوْلِهِ الرَّنَّانِ كُلُّ غَرِيبَةٍ
مِن جَأْرِ ذِي لُبَدٍ وَصَوْتِ مُغَردِ
هُوَ أَعْجَبُ الخطبَاءِ مَقْدَرَةً عَلَى
أَخْذِ النَّدِيِّ بِمَا نَبَا عَنْهُ النَّدِيِّ
ملاَّكُ أَفْئِدَةٍ بِرِقةِ نُطْقِهِ
وَبِبَأَسِهِ الخلُقِي وَالمُتَعَمدِ
وَمُوَفَّقُ الإِيمَاءِ يَسْتَدْنِي بِهِ
مِمَّا تُحِب النَّفْسُ كُلَّ مُبَعَّدِ
فَإِذَا تَرَسَّلَ لَمْ نَكُنْ آيَاتُهُ
إِلاَّ فَرَائِدَ فِي صِيَاغَةِ عَسْجَدِ
فِيْهَا الأَشِعَّةُ قَد دَفَقْنَ بِقُوَّةٍ
دَفْقَ السُّيُولِ مِنَ المِدَادِ الأَسْوَدِ
يَأْتِي رَوَائِعَ شُرَّداً فِي نَثْرِهِ
كَمْ أَبْطَلَتْ سِحرَ القوَافِي الشُّرَّدِ
فيها سَنى اللَّمَحَاتِ مِن زُهْرِ الدُّجَى
وَبِهَا شَذَا النَّفَحَاتِ مِنْ زَهَرٍ نَدِي
وَنِهَايَةُ الإِبْدَاعِ مَعْنىً جَيِّدٌ
تَزْهَى بِهِ قَسِمَاتُ مَبْنىً جَيِّدِ
إِنَّ الجُمَيِّلَ فِي الجَمَالِ وَفَنِّه
لأَدَقُّ مُبْتَدِعٍ وَخَيْرُ مُجَدِّدِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 05:59 PM
هَلَّ الهِلاَلُ فَحَيُّوا طَالِعَ الْعِيدِ
حَيُّوا الْبَشِيرَ بِتَحْقِيقِ الْمَوَاعِيدِ
يَا أَيُّهَا الرَّمْزُ تَسْتَجْلِي الْعُقُولُ بِهِ
لِحِكْمَةِ اللهِ مَعْنَى غَيْرَ مَحْدُودِ
كَأَنَّ حُسْنَكَ هَذَا وَهْوَ رَائِعُنَا
حُسْنٌ لِبِكْرٍ مِنَ الأَقْمَارِ مَوْلُودِ
للهِ فِي الخَلْقِ آيَاتٌ وَأَعْجَبُهَا
تَجْدِيدُ رَوْعَتِهَا فِي كُلِّ تَجدِيدِ
فِتْيَانَ مِصْرَ وَمَا أَدْعُو بِدَعْوَتِكُم
سِوَى مُجِيْبِيْنَ أَحْرَارٍ مَنَاجِيدِ
سِوَى الأَهِلَّةِ مِنْ عِلْمٍ وَمِنْ أَدَبٍ
مُؤَمِّلِينَ لِفَضْلٍ غَيْرِ مَجْحُودِ
الْمُسْتَسِرُّ شِعَارُ الْمُقْتَدِينَ بِهِ
الْعَامِلِينَ بِمَغْزىً مِنْهُ مَقْصُودِ
مَا زَالَ مِنْ مَبْدَإ الدُّنْيَا يُنَبِّئُنَا
أَنَّ التَّمَامَ بِمَسْعَاةٍ وَمَجْهُودِ
فَإِنْ تَسِيروا إِلى الغَابَاتِ سِيرَتَهُ
إِلَى الكَمَالِ فَقَدْ فُزْتُمْ بِمَنْشُودِ
يَا عِيدُ جِئْتَ عَلى وَعْدٍ تُعيدُ لَنَا
أولَى حَوَادِثِكَ الأُولَى بِتَأْيِيدِ
بل كنت عِيدَيْنِ فِي التَّقْرِيبِ بَيْنَهُمَا
مَعْنىً لَطِيفٌ يُنَافِي كُلَّ تَبْعِيدِ
رُدِدْتَ يَوْماً يُسَرُّ المؤمِنُونَ بِهِ
وَلَمْ تَكنْ بَادِئاً يَوْمَاً لِتَعْييدِ
رِسَالَةُ اللهِ لاَ تَنْهَى بِلاَ نَصَبٍ
يُشْقِي الأَمِينَ وَتَغْرِيبٍ وَتَنْكِيدِ
رِسَالَة اللهِ لَوْ حَلَّتْ عَلى جَبَلٍ
لانْدَكَّ مِنْهَا وَأَضْحَى بَطْنَ اُخْدُودِ
وَلَو تَحَمَّلَهَا بَحْرٌ لَشَبَّ لَظَىً
وَجَفَّ وَانْهَالَ فِيهِ كُلُّ جُلْمُودِ
فَلَيْسَ بِدْعاً إِذَا نَاءَ الصَّفِيُّ بِهَا
وَبَاتَ فِي أَلَمٍ مِنْهَا وَتَسْهِيدِ
يَنْوِي التَّرحُّلَ عَنْ أَهْلٍ وَعَنْ وَطَنٍ
وَفِي جَوَانِحِهِ أَحْزَانُ مَكبُودِ
يَكَادُ يَمْكُثُ لَوْلاَ أَنْ تَدَارَكَهُ
أَمرُ الإِلهِ لأَمْرٍ مِنْهُ مَوْعُودِ
فَإِذْ غَلا الْقَوْمُ فِي إِيذَائِهِ خَطَلاً
وَشَرَّدُوا تَابِعِيهِ كُلَّ تَشْرِيدِ
دَعَا المُوَالِينَ إِزْماعَاً لِهِجْرَتِهِ
فَلَمْ يُجِبْهُ سِوَى الرَّهْطِ الصَّنَادِيدِ
مَضَى هُوَ البَدْءُ وَالصِّدِّيقُ يَصْحَبُهُ
يُغَامِرُ الْحَزْنَ فِي تَيْهَاءَ صَيْخُودِ
مُوَالِياً وَجْهُهُ شَطْرَ الْمَدِينَةِ فِي
لَيْلٍ أَغَرَّ عَلَى الأَدْهَارِ مَشْهُودِ
حَتَّى إِذَا اتَّخَذَ الْغَارَ الأَمِينَ حِمىً
وَنَامَ بَيْنَ صَفاهُ نَوْمَ مَجْهُودِ
حَمَاهُ وَشْيٌ بِبَابِ الْغَارِ مُنْسَدِلٌ
مِنَ الأُولَى هَدَّدُوهُ شَرَّ تَهْدِيدِ
يَا لَلْعَقِيدَةِ وَالصِّدِّيقُ فِي سَهَرٍ
تُؤْذِيهِ أَفْعَى وَيَبْكِي غَيْرَ مَنْجُودِ
إِنَّ الْعَقِيدَةَ إِنْ صَحَّتْ وَزَلْزَالَهَا
مُفِني الْقُرَى فَهْيَ حِصْنٌ غَيْرُ مَهْدُودِ
أَمَّا الصِّحابُ الَّذِينَ اسْتَأْخَرُوا فَتَلَوْا
سَارِينَ فِي كُلِّ مَسْرىً غَيْرِ مَرْصُودِ
مَا جُنْدُ قَيْصَرَ أَوْ كِسْرَى إِذا افْتَخَروا
كَهَؤُلاء الأَعِزَّاءِ الْمَطَارِيدِ
كَأَنَّهُمْ فِي الدُّجَى وَالنَّجْمُ شَاهِدُهُمْ
فَرْسَانُ رُويَا لِشَأْنٍ غَيْرِ مَعْهُودِ
كَأَنَّهُمْ وَضِيَاءُ الصُّبْحِ كاشِفُهُمْ
آمَالُ خَيْرٍ سَرَتْ فِي مُهْجَةِ الْبِيدِ
فِي حَيْطَةِ اللهِ مَا شَعَّتْ أَسِنَّتُهُمْ
فَوْقَ الظِّلالِ عَلَى الْمَهْرِيَّة الْقُودِ
عَانَى مُحَمَّدُ مَا عَانَى بِهِجْرَتِهِ
لِمَأْرَبٍ فِي سَبيلِ اللهِ مَحْمُودِ
وَكَمْ غَزَاةٍ وَكَمْ حَرْبٍ تَجَشَّمَهَا
حَتى يَعُودَ بِتَمْكِينٍ وَتَأْيِيدِ
كَذَا الْحَيَاةُ جِهادٌ وَالْجِهَادُ عَلَى
قَدْرِ الْحَيَاةِ وَمَنْ فَادَى بِهَا فُودِي
أَدْنَى الْكِفَاحِ كِفَاحُ المَرْءِ عَنْ سَفَهٍ
لِلاحْتِفَاظِ بِعُمْرٍ رَهْنِ تَحْدِيدِ
لِيَغْنَمِ العَيْشَ طَلْقَاً كُلُّ مُقتَحِمٍ
وَلْيَبْغِ فِي الأَرْضِ شِقَّاً كُلُّ رَعْدِيدِ
وَمَنْ عَدَا الأَجَلَ المَحْتُومَ مَطْلَبُهُ
عَدَا الفَنَاءَ بِذِكْرٍ غَيْرَ مَلْحُودِ
لَقَدْ عَلِمْتُمْ وَمَا مِثْلِي يُنَبِّئُكُمْ
لَكِنَّ صَوْتِيَ فِيكُمْ صَوْتُ تَرْدِيدِ
مَا أَثْمَرَتْ هِجْرَةُ الْهَادِي لأُمَّتِهِ
مِنْ صَالِحَاتٍ أَعَدَّتْهَا لِتَخْلِيدِ
وَسَوَّدَتْهَا عَلَى الدُّنْيَا بِأَجْمَعِهَا
طِوَالَ مَا خَلُقَتْ فِيهَا بِتَسْويدِ
بَدَا وَلِلشِّرْكِ أَشْيَاعٌ تُوَطِّدُهُ
فِي كُلِّ مَسْرَحِ بَادٍ كُلَّ تَوْطِيدِ
وَالْجَاهِلِيُّونَ لاَ يَرْضَوْنَ خَالِقَهُمْ
إِلاَّ كَعَبْدٍ لَهُمْ فِي شَكْلِ مَعْبُودِ
مؤَلهُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ صِنَاعَتِهِمْ
بَعْض المَعَادِنِ أَو بَعْضَ الْجَلامِيدِ
مُسْتَكْبِرونَ أُبَاةُ الضَّيرِ غُرُّ حِجىً
ثِقَالُ بَطْشٍ لِدَانٌ كالأَمَاليدِ
لاَ ينْزِلُ الرَّأْيُ مِنْهُمُ فِي تَفَرّقِهِمْ
إِلا مَنَازِلَ تَشْتِيتِ وَتَبْدِيدِ
وَلاَ يَضُمُّ دُعَاءٌ مِنْ أَوَابِدِهِمْ
إِلاَّ كَمَا صِيحَ فِي عُفْرٍ عَبَادِيدِ
وَلاَ يُطِيقُونَ حُكْمَا غيْرَ مَا عَقَدُوا
لِذِي لِوَاءٍ عَلَى الأَهْوَاءِ مَعْقُودِ
بِأَيِّ حلْمٍ مُبِيدِ الْجَهْلِ عَنْ ثِقَةٍ
وَأَيِّ عَزْمِ مُذِلٍّ الْقَادَةِ الصِّيدِ
أَعَادَ ذَاكَ الْفَتَى الأُمِّيُّ أُمَّتَهُ
شَمْلاً جَمِيعاً مِنَ الْغُرِّ الأَمَاجِيدِ
لَتِلْكَ تَالِيةُ الْفُرْقَانِ فِي عَجَبٍ
بَلْ آيَةُ الحَقِّ إِذْ يُبْغَى بِتَأْييدِ
صَعْبَانِ رَاضَهُمَا تَوْحِيدُ مَعْشَرِهِمْ
وَأَخْذُهُمْ بَعْدَ إِشْرَاكٍ بِتَوْحِيدِ
وَزَادَ فِي الأَرْضِ تَمْهِيداً لِدَعْوَتِهِ
بِعَهْدِهِ لِلْمَسِيحِيِّينَ وَالهُودِ
وَبَدْئِهِ الحُكْمَ بِالشَّورَى يُتِمُّ بِهِ
مَا شاءَهُ اللهُ عَنْ عَدْلٍ وَعَنْ جُودِ
هَذا هُو الحَقُّ وَالإِجْمَاعُ أَيَّدَهُ
فَمَنْ يُفَنِّدُهُ أَوْلَى بِتَفْنِيدِ
أَيْ مُسْلِمِي مِصْرَ إِنَّ الْجِدَّ دِينُكُمُ
وَبِئْسَ ما قِيلَ شَعْبٌ غَيرُ مَجْدُودِ
طَالَ التَّقَاعُسُ وَالأَعْوَامُ عَاجِلَةٌ
وَالعَامُ لَيْسَ إِذَا وَلَّى بِمَرْدُودِ
هُبُّوا إِلى عَمَلٍ يُجْدِي الْبِلاّدَ فَمَا
يُفِيدُهَا قَائِلٌ يَا أُمَّتِي سُودِي
سَعْياً وَحَزْماً فَودَ العَدْلِ وُدُّكُمُ
وَإِنْ رَأَى الْعَدْلَ قَوْمٌ غَيْرَ مَوْدُودِ
لاَ تَتْعَبُوا لاَ تَمَلُّوا إنَّ ظَمْأَتَكُمْ
إِلى غَدِيرٍ مِنَ الأَقْوَامِ مَوْرُودِ
تَعَلَّمُوا كُلَّ عِلْمٍ وَانْبُغُوا وَخُذُوا
بِكُلِّ خُلْقٍ نَبِيهٍ أَخْذَ تَشْدِيدِ
فُكُّوا العُقُولَ مِنَ التَّصْفِيدِ تَنْطَلِقُوا
وَمَا تُبَالُونَ أَقْدَاماً بِتَصْفِيدِ
مِصْرُ الْفُؤَادُ فَإِنْ تُدْرِكْ سَلاَمَتَهَا
فَالشَرْقُ لَيْسَ وَقَدْ صَحَّتْ بِمَفْؤُودِ
الشَرْقُ نِصْفٌ مِنَ الدُّنْيَا بِلاَ عَمَلْ
سِوَى المَتَاعِ بِمَا يُضْنِي وَمَا يُودِي
وَالْغَرْبُ يَرْقَى وَما بِالشَّرْقِ مِنْ هِمَمٍ
سَوَى الْتِفَاتٍ إِلى المَاضِي وَتَعْدِيدِ
تَشْكُو الحَضَارَةُ مِنْ جِسْمٍ اَشَلَّ بِهِ
شَطْرٌ يُعَدُّ وَشَطْرٌ غَيْرُ مَعْدُودِ
أَبْنَاءَ مِصْرَ عَلَيْكُمْ وَاجِبٌ جَلَلٌ
لِبَعْثِ مَجْدٍ قَدِيمِ العَهْدِ مَفْقُودِ
فَلْيَرْجِعِ الشَّبل مَرْفُوعَ المَقَامِ بِكُ
مْ وَلْتَزْهَ مِصْرُ بِكُمْ مَرْفُوعَةَ الْجِيدِ
مَا أَجْمَلَ الدَّهْرَ إِذْ يأْتِي وَأَرْبُعُنَا
حَقِيقَةُ الْفِعْلِ وَالذِّكْرَى بِتَمْجِيدِ
وَالشَّرْقُ والْغَرْبُ مِعْوَانَانِ قَدْ خَلَصَا
مِنْ حَاسِدٍ كَائِدٍ كَيْداً لِمَحْسُودِ
صِنْوَانِ بَرَّانِ فِي عِلْمٍ وَفِي عَمَلٍ
حُرَّانِ مِنْ كُلِّ تَقْيِيدٍ وَتَعْبِيدِ
لاَ فِعْلَ يُخْطِيءُ فِيهِ الْخَيْرِ بَعْضُهُمَا
إِلا تَدَارَكَهُ الثَّانِي بِتَسْدِيدِ
وَلاَ خُصُومَةَ إِلاَّ فِي اسْتِبَاقِهِمَا
لِمَا يَعُمُّ بِنَفْعٍ كُلَّ مَوْجُودِ
هَذِي الثِّمَارُ الَّتِي يَرْجُو الأَنَامُ لَهَا
مِنْ رَوَضِكُمْ كُلَّ نَامٍ نَاضِرِ الْعُودِ
لِمِصْرَ وَالشَّرْقِ بَلْ لِلْخَافِقَيْنِ مَعاً
دَعْ زَعْمَ كُلِّ عَدُوِّ الحٌّقِّ مِرِّيدِ
جُوزُوا عَلَى بَرَكَاتِ اللهِ عَامَكُمُ
فَقَدْ تَبَدَّلَ مَنْحُوسٌ بِمَسْعُودِ
رَجَاؤُكُمْ أَبَداً مِلُْ النُّفُوسِ فَمَا
يُنْفَى بِحُسْنَى وَلاَ يُوهَى بِتَهْدِيدِ
بَدَا الفَلاَحُ وَفِي هَذا الْهِلاَلِ لَكُمْ
بُشْرَى التَّمامِ لِوَقْتٍ غَيْرِ مَمْدُودِ
غَداً نَرَى البَدْرَ فِي طِرْسِ السَّمَاءِ مَحَا
بِخَاتَمِ النُّورِ زَلاَّتِ الدُّجى السُّودِ
يَا حافِلِينَ بِعِيدٍ فِيهِ تَذْكِرَةٌ
وَعِبْرَةٌ حَبَّذا النَّيْرُوزُ مِنْ عِيدِ
تَعَلَّمُوا أَنَّ قَوْمَاً بِالتُّقَى اعْتَصَمُوا
لَهُمْ مِنَ اللهِ أَجْرٌ غَيْرُ مَجْحُودِ
نَاجُونَ مَهْمَا يُسَامُوا دُونَ مَا اعْتَقَدُوا
مِنْ اضْطِهادٍ وَمِنْ ذُلٍّ وَتَشْرِيدِ
آبَاؤُكُمْ أَثْبَتَوا لِلْخَلْقِ أَنَّهُمْ
أَبْلَوا بَلاءَ الأَعِزَّاءِ الصَّنَادِيدِ
وَأَوْرَثُوْكُمْ فَخَاراً بِانْتِسًابِكُمْ
إِلى أُولَئِكُمْ الغُرِّ الأَماجِيدِ
قَالَوا وَمَصْدَاقُ ما قَالَوا فَعَائِلُهُمْ لاشَ
أنَ فِي العَيْشِ لِلْضُعْفَى الرَّعَادِيدِ
فآيَةُ الشُّكْرِ أَنْ تُوْفُوا حُقُوقَهُمْ
عَلَى بَنِيهِمْ بِتَبْجِيلٍ وَتَمْجِيدِ
وَأَنْ تَرَوْهُمْ عَلَى الأَيَّامِ إِنَّكُمُ
بِالبِرِّ خلَّدْتُمُوهُمْ خَيْرَ تَخْلِيدِ
لِلْبَطْرِيرَكِ أَبِي الأَحْبَارِ طَلْعَتُهُ
فِي كُلِّ يَوْمٍ بِهَذِي الدّارِ مَشْهُودِ
يَبْدُو وَجَمعيَّةُ التُّوْفِيقِ بَاسِطَةٌ
لَدَيْهِ آيَاتِ تَحْسِينٍ وَتَجْدِيدِ
بِيُمْنِهِ تُدْرَكُ الأَوْطَارُ سَاعِيةً
لَهَا بِأَبْرِعِ تَقْرِيبٍ وَتَمْهِيدِ
رَئِيسُهَا قُدْوةٌ لِلْنَّاسِ صَالِحَةٌ
بِالحَزْمِ وَالعَزْمِ وَالإِقْدَامِ وَالجُودِ
وَصَحْبُهُ وَمُعِينُوهُ الكِرَامُ بَنَوا
لِلْعِلْمِ أَخْلَقَ بُنْيَانٍ بِتوْطِيدِ
صَرْحٌ يُعَدُّ لِمِصْرَ خَيْرُ نَابِتَةٍ
تُؤْتَى الْجَنَى الْعَذْبَ مِنْ نُضْرِ الأَمَاليدِ
فَبارَكَ اللهُ فِي رَاعِي الغِرَاسِ وَفِي
تِلْكَ الغِرَاسِ لِدَهْرٍ غَيْرِ مَحْدُودِ
وَلْيَحْيَا فَارُوقُ وَادِي النِّيلِ مُرْتَقِياً
إِلى ذُرَى الْمَجْدِ فِي عِزٍّ وتَأْيِيدِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 06:00 PM
هَيْهَاتْ نَقْضِي مِنْ كَبِيرِ جَمِيلِكُمْ
مَا يَقْتَضِينَا شُكْرَ هَذَا النادِي
هُوَ صورَةٌ رَاعَ القُلُوبَ جَمَالُهَا
وَسَعَتْ عَلَى صِغَرٍ جَلاَلَ الوَادِي

العنيــــدهـ
09-07-2011, 06:01 PM
انْفَرَطَ العِقْدُ وَيَا حُسْنَهُ
حَبَّاتُهُ تَجْرِي كَقِطْرِ النَّدَى
لاَ انْفَرَطَ العِقْدُ الَّذِي ضَمَّكُمْ
وَلَيْكُ ذَاكَ العِقْدُ نِعْمَ الفِدَى
أَمَّا الَّتِي قَلَّدَهُ جِيدُهَا
وَحَبَّذَا الجِّيدُ وَمَا قُلِّدَا
لَوِ أَنَّ شَيْئاً زَائِلاً حُسْنُهُ
خُلِّدَ كَانَ العِقْدُ قَدْ خُلِدَا

العنيــــدهـ
09-07-2011, 06:19 PM
قَصْرُ الجَزِيرَةِ يَا دِيَارَكِ مُزْدَهٍ
يَا نَائِباً عَنْ حِبْرِ أَحْبَارِ الهُدَى
يَا سَيِّداً فِي أُمَّةٍ أَنْهَضْتَهَا
فَعَرِفْتَ كَيْفَ تَكُونُ فِيهَا سَيِّدَا
أُنْظُرْ فَمَا هَذِي الْمَفَاخِرُ وَالْحُلَى
إِلاَّ مَظَاهِرَ لِلْمَآثِرِ وَالنَّدَى
إِبْدَاعُ فَنٍّ فِيهِ فُوْتٌ لِلْنُّهَى
يُحْيِي النُّفُوسَ وَفِيهِ رِيُّ لِلْصَّدَى
وَإِمَارَةُ الأَسْمَاءِ إِنْ هِي أُيِّدَتْ
بِإِمَارَةِ الأَفْعَالِ كَانَتْ أَمْجَدَا
شَرَفاً مُمَثِّلِ شَمْسَ لُبْنَانَ الَّتِي
أَهْدَتْ إِلَيْنَا مِنْ سَنَاهَا فَرْقَدَا
إِرْفَعْ تَجَلَّتِنَا إِلى عَلْيَائِهَا
وَاسْلَمْ وَيَسْلَمُ دَاعِيانَا سَرْمَدَا

العنيــــدهـ
09-07-2011, 06:20 PM
إِلى الأدِيبِ العَبْقَرِي الَّذي
آيَاتهُ مَالِئَة الوَادِي
إِلى الفَصيحِ الألْمَعِي الَّذي
كَلاَمُهُ يُشْجِي كَإِنْشَاد
أُهْدي تَحِيَّاتِ أَخٍ آسِفٍ
عَدَاهُ دُوْنَ الْمُلْتَقَى عَادي
لَيْسَ حَديثاً مُفْتَرى إِنْ أَقُلْ
أَوْلادَ سَركيسَ كَأولادي
هَلْ عَجَبٌ فِي عِيد تنصِيرِهمْ
عِنْدي لَهُ أَبْهَجُ أَعْيَادِي
سَرْكِيسُ قَلْبِي بَيْنَكُمْ حَاضِرٌ
وَالْجِّسْمُ فِي قَيْد النَّوَى بَادي
إِنِّي عَلَى عَهْدي وَمَا كُنْتُ فِي
مُهِمَّةٍ مُخْلَفَ مِيعَادي
عَدَا عَلَيَّ الدَّهْرُ فِي أَحْسَنِ السَّا
عاتِ سَاءَ الدَّهْرُ مِنْ عَادي
أَبْعَدَنِي الْيَّومَ فَهَلاَّ أَقْتَضِي
فِي غَيْرِ هَذَا اليَوْمِ أَبْعَادي
لَكِنَنِي غَادٍ عَلى حَيّكُمْ
كُلٌ عَلَى أَحْبابِهِ غَادِي
يَا ابْنيْ عَلَّ اللهُ موليكُمَا
مَا جَلَّ منْ سَعْدٍ وَإِسْعاد
فَيَغْتَدي أَنْوَرُ في عَصْره
مزْدَهراً كالكوْكب الهَادي
وَبفريدٍ يَزْدَهي جِيْلُهُ
إِذَا ازْدَهَى جيلٌ بأَفْرَاد

العنيــــدهـ
09-07-2011, 06:21 PM
وكان من الترك جمع
قليل على راس منحدر اصلد
كثير الثلوم كان الفتى
اذا زل يهوي على مبدر
وقد نصبوا فوقه مدفعا
يهز الرواسخ ان يرعد
وحفوا كاشبال ليث به
وهم في دعاب وفي دد
ففاجاهم هابطا كالقضا
في شكل غض الصبا امرد
فتى كالصباح باشراقه
له لفتة الرشا الاغيد
يدل سناه وسيماؤه
على شرف الجاه و المحتد
ترد سواطع انواره
سليم النواظر كالارمد
لهيب الحروب على وجنتيه
والنقع في شعره الاسود
وفي محجريه بريق السيوف
وظل المنية في الاثمد
فاكبره كلهم انه
راه تجلى ولم يسجد
وظنوه مستنفرا هاربا
اتاهم بذل مستنجد
ولم يحسبوه ان ذا جراة
يهاجم جمعا بلا مسعد
تبين هلكا فلم يخشه
واقدم اقدام مستاسد
فافرغ نار سداسية
على القوم ايا تصب تقصد
وضارب بالسيف يمنى و يسرى
فاين يصب مغمدا يغمد
سقى الصخر من دمهم فارتوى
ولم يشف منه الفؤاد الصدي
فما لبثوا ان احاطوا به
فدان لكثرتهم عن يد
ولولا اتقاء الخيانة فيه
لكان الالد له يفتدي
فلما احتواه مقر الامير
مقودا وما هو بالقيد
اشار وما كاد يرنو اليه
بان يقتلوه غداة الغد
فاقصى الفتى عنه حراسه
وشق عن الصدر ما يرتدي
وابرز نهدي فتاة كعاب
بطرف حي ووجه ندي
فكبر مما راه الامير
وهلل اشهاد ذاك الندي
وارخت ضفائرها فارتمت
الى منكبيها من المعقد
وقالت امهجة انثى تفي
بثارات صرعاكم الهمد
تفانوا فما خاس في وقعة
فتى من مسود ولا سيد
يرى العز في نصر سلطانه
والا ففي موت مستشهد
ومن خلق الترك ان يوردوا
سيوفهم مهج الخرد
فدونكم قتلة حللت
تدي من دمائكم ما تدي
فاصغى الامير الى قولها
ولم يستفز ولم يحقد
واعظم نفس الفتاة وباسا
بها في الصناديد لم يعهد
وحسنا بمشركة داعيا
الى الشرك من يره يعبد
ابى عزه قتل انثى تذود
ذياد المدافع لا المقتدي
فقال انقلوها الى مامن
واوصوا بها نطس العود
لتعلم انا باخلاقنا
ننزه عن تهم الحسد
فاذ اخرجت قال للماكثين
وهم في ذهولهم المجمد
انهلك شعبا غزت داره
ثقال الجيوش فلم يخلد
خليق بنا ان نرد القلى
ودادا ومن يصطنع يودد
فما بلد تفتديه النساء
كهذا الفداء بمستعبد

العنيــــدهـ
09-07-2011, 06:21 PM
ضحَّاكةً كالنور في الزهر
رقاصةً كالغصن في الوادي
كرارةً كنسيمة السحر
ثرثارةً كالطائر الشادي

العنيــــدهـ
09-07-2011, 06:22 PM
أَسْمَعْتِنَا مَا شَاقَ أَلْبَابَنَا
وَعَلَّمَ الأَحْيَاءَ مَعْنَى الوُجُودْ
يَا طَائِراً أَفْلَتَ مِنْ جَنَّةٍ
فَأَسْمَعَ الفَانِينَ شَدْوَ الخُلُودِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 06:22 PM
يَا مَنْ إِلَيْهِمْ أُهْدِي مِثَالِي
إِن مِثَالِي هُوَ الوِدَاُ
مَا ذَاكَ رَسْمٌ خُيِّلْتُمُوهُ
بَلْ ذَاكَ طَيْفٌ فِيهِ فؤَادُ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 06:23 PM
مَوْلاَي حباً وَإِجْلاَلا وَتكْرُمَةً
مَسْعَاكَ ضَمَّ قِوَى الشَّعْبَيْنِ آمَادا
طَلَعْتَ فِي مِصْرَ وَالأَعْيَادُ قَائِمَةٌ
فَزَادَهَا الطَّالِعُ الْمَيْمُونُ أَعْيَادا
مُلوكُ هَاشِمَ فَخْرُ الضَّاد مِنْ قِدَمٍ
فِي كُلِّ مَمْلَكَةٍ قَدْ شَرَّفوا الضَّادا
وُجُوهُهُمْ حَيْثُ تَجْلُوهَا مَفَاخِرُهُمْ
تَجْلُو بِحَاراً وَأَقْمَاراً وَآسَادا
أَعَزَّكَ اللهُ يَا مَوْلاَيَ مُعْتَضَداً
بِعَوْنه وَأَعَزَّ اللهُ بَغْدَادا

العنيــــدهـ
09-07-2011, 06:24 PM
لَبَّيْكُمُ يَا رفْقَةَ النَّادِي
مِنْ سَادَةٍ فِي الْفَضْلِ أَنْدَادِ
شَرَّفْتُمُ قَدْرِي بِدَعْوَتِكُمْ
وَحضُورِكُمْ لِسَمَاعِ إِنْشَادِي
وَبِلُطْفِكُمْ فِي سَتْرِ مَعجَزَتِي
أَسْعَدْتُمونِي أَيَّ إِسْعَادِ
تِلْكَ الشَّمَائِلُ مِنْ مُجَامَلَةٍ
فِيكُمْ وَإِينَاسٍ وَإِرْفَادِ
لَمْ يؤْتَها إِلاَّكُمُ أَحَدٌ
مِنْ حَاضِرٍ سَمْحٍ وَمِنْ بَادِ
زَادَتْ هَوىً بِي لَمْ أَخَلْهُ وَقَدْ
بَلَغَ المَدَى الأَقصْى بِمُزْدَادِ
هِي زَحْلَةُ الْبَلَدُ الْحَبِيبُ وَهَلْ
مِنْ نُجْعَةٍ أَشْهَى لِمرْتَادِ
مَنْ يَلْتَمِسْ رَوْحاً وَعَافِيَةً
فَهُنَاكَ تُنْقَعُ غُلَّةُ الصَّادِي
هلْ في الأَقاليمِ الَّتِي وُصِفَتْ
كَهَوَائِهَا برْءاً لأَجْسَادِ
أَوْ مَائِهَا الْعَذْبِ الْبَرودِ إِذَا
مَا الْقَيْظُ أُوقِدَ شَرَّ إِيقَادِ
أَوْ شَمْسِهَا تَجْرِي أَشِعَّتُهَا
بِالْبَلْسَمِ الشَّافِي لأَكْبَادِ
أَوْ سِكْرِهَا وَالأَجْرُ ضَاعَ بِهِ
زُهَّادُ زَحْلَةَ غَيْرُ زهَّادِ
أَوْ نَهرِهَا وَبِهِ مَوَارِدُ فِي
حِسٍّ وَفِي مَعْنىً لِوُرَّادِ
بَيْنَ التَّلَوُّنِ فِي مَسَاقِطِهِ
تَبَعاً لاِصَالٍ وَآرَادِ
وَنَشِيشُهُ فِي الأُذْنِ منْحَدِراً
حَتَّى يَحُطَّ بِصَوْتِ رَعَّادِ
وَهُيَامُ أَرْوَاحٍ تُحِسُّ بِهِ
مَا لاَ تُحِسُّ جُسُومُ أَشْهَادِ
أَيُّ الغِياضِ بِحسْنِ غَيْضَتِهَا
لوْ لَمْ يَنَلْهَا بِالأَذَى عَادِي
أَبْكَي عَلَى الأَدْوَاحِ غَابِرَةً
مِنْ بَاسِقَاتِ الْهَامِ مرَّادِ
ما الْفَأْس أَلْقَى كُلَّ باذِخَةٍ
مِنْهُنَّ إِلاَّ نَصْلُ جَلاَّدِ
تَاللهِ أَفْتَأُ ذاكِراً أَبَداً
وَقفاتِهَا بِنِظامِ أَجْنَادِ
وَذَهَابَهَا بِرؤُوسِهَا صُعُداً
مِنْ مَوْضِعِ التَّصْويبِ فِي الوَادِي
وتَحَوُّلاً فِي حَالِهَا نُظِمَت
فِيهِ المَحَاسِنُ نَظْمَ أَضْدَادِ
مَا إِنْ تُرَى أَوْراقُهَا أُصُلاً
شجْواً يرَفْرِفُ فَوْقَ أَعْوَادِ
حَتَّى تَعُودَ إِلَى مَناهِجِهَا
صُبْحاً وَأَظْمَأُ مَا بِهَا نادِي
عَبِث الدَّمَارُ بِهَا وَلوْ قَبِلَتْ
أَغْلَى فِدى لَمْ يَعْزِزِ الفادِي
لَكِنْ أَجَدَّتْهَا عَزِيمتُكُمْ
قَبْلَ الفوَاتِ أَبَرَّ إِجْدَادِ
فَوَجَدْتُ تَعْزِيَةً وَبَشَّرَنِي
أَمَلٌ بِعَصْرٍ فَجْرُهُ بَادِي
نَعْتَاضُ مِنْ نَزَوَاتِ سَابِقِهِ
بِنَعِيمِ عَهْدٍ رَاشِدٍ هَادِي
فلْتُسْكِتِ الذِّكْرَى منَاحتَهَا
وَلْيَعْلُ صَوْتُ الطَّائِرِ الشَّادِي
ولْتَجْهَرِ الأَصْوَارُ مُوقِعَةً
طَرَباً عَلَى رَنَّاتِ أَعْوَادِ
ولْنَمْضِ فِي أَفْرَاحِ نَهْضَتِنَا
وَلْنَقْضِ أَيَّاماً كَأَعْيَادِ
إِنِّي لأَذْكُرُ زَحلة وَأَنَا
وَلَدٌ لعوبُ بَيْنَ أَوْلاَدِ
متَعَلِّمٌ فِيهَا الهِجَاءَ وَبِي
نَزَقٌ فَلاَ أَصْغُو لإِرْشَادِ
كُلُّ يُعِدُّ الدَّرسَ مجْتَهِداً
وَأَنَا بِلاَ دَرْسٍ وَإِعْدادِ
أُمْسِي وَأُصْبِح وَالعَرِيفُ يَرَى
أَنَّ الجَهَالَةَ مِلْءُ أَبْرَادِي
وَيَلُوحُ وَالأَخْطَارُ تُحْدِقُ بِي
أَنَّ الرَّدَى لاَبُدَّ مصْطَادِي
لَكِنَّنِي أَنْجو بِمعْجِزَةٍ
وَالمُهْرُ يُزبِدُ أَيَّ إِزْبَادِ
وَيَجِيئُنِي إِرْهَافُ حَافِظَتِي
فِي منْتَهَى عَامِي بِأَمْدَادِ
يَا رفْقَتِي بَدْءَ الصِّبَا عَجَبٌ
هَذَا المَصِيرُ لِذلِكَ البَادِي
هَلْ كَانَ هَذا العَقْلُ بَعْدَئِذٍ
مِنْ جَهْلِنَا المَاضِي بِميعَادِ
مَنْ كَانَ يَوْمَئِذٍ يَظُنُّ لَنَا
هَذَا الرَّوَاحَ وَكُلُّنَا غَادِي
أَضْحى صِغَارُ الأَمْسِ قَدْ كَبَروا
وَدُعُوا بِابَاءٍ وَأَجْدَادِ
وَابْيضَّ فَاحِمُ شَعْرِهِمْ وَمَشَوْا
مِيْلاً بِقَامَاتٍ وَأَجْيَادِ
شَأْنُ الْحَيَاةِ وَلاَ دَوَامَ عَلَى
حَالٍ سَلُوا الآثارَ مِنْ عَادِ
لكِنْ إِذَا بِدنَا فَيَا وَطَناً
نَفْدِيهِ عِشْ وَاسْلَمْ لاِبَادِ
وَمقَامُ زَحْلَةَ بَالِغٌ أَبَداً
أَوْج الْفَخارِ بِرَغْمِ حسَّادِ
آسَادُ زحْلَةَ لاَ ينافِرُهمْ
بَلَدٌ مِنَ الدُّنْيَا بِاسَادِ
أَجْوَادُ زَحْلَةَ لاَ يُكاثِرُهمْ
بَلَدٌ مِنَ الدُّنْيَا بِأَجْوَادِ
أُدَباؤُها لَهُمُ مَكَانَتُهُمْ
فِي صَدْرِ أَهْلِ النُّطْقِ بِالضَّاد
صُنَّاعها متَفوقُونَ وَإِنْ
لَمْ يَظْفَروا يَوْماً بِإِمْدَادِ
فِي كُلِّ عِلْمٍ كل نَابِغَةٍ
وَلِكُلِّ فَنٍ كُلُّ مِجوادِ
قوْم المروءَةِ وَالإِبَاءِ هُمُ
لاَ قَوْمُ مَسْكَنَةٍ وَإِخْلاَدِ
فِي كُلُّ مَرْمَى هِمَّةٍ بَعُدَت
عَزَّ الحِمَى مِنْهمْ بِاحَادِ
فِي آخِرِ المَعْمورِ كَمْ لَهم
آثَارُ إِبْدَاءٍ وَإِيجادِ
مَا كَانَ أَعْظمَهُمْ لَوِ اتَّحَدوا
وَنبَوْا بِأَضْغَانٍ وَأَحْقَادِ
هَلْ أَنْظُرُ الإِصْلاَحَ بَيْنَهم
يَوْماً يَحُلُّ مَحَلَّ إِفْسَادِ
هَذا الَّذِي يَرْجُو الولاَةُ وَمَا
يَخْشَى العدَاةُ وَهمْ بِمِرْصَادِ
حَيِّ المعَلَّقةَ الجَمِيلةَ مِنْ
دَارٍ مرَحِّبَةٍ بِوُفَّادِ
دَارٌ تَعِزُّ بِكُلِّ محْتَشِمٍ
عَالِي الجَنَابِ وَكُلِّ جَوَّادِ
هُمْ فِي الصُّروفِ أَعَزُّ أَعْمِدَةٍ
لِبِلاَدِهِمْ وَأَشَدُّ أَعْضَادِ
يتَوَارَثُونَ الْحَمْدَ أَجْدَرَ مَا
كَانتْ مَسَاعِيهِم بِإِحْمادِ
يا مَجْلِسَ البَلَدَيْنِ منْتَظِماً
كَالعِقْدِ مِنْ نُبَلاَءَ أَمْجَادِ
ذَاكَ التَّفَضُّلَ مِنْكَ خَوَّلَنِي
شَرَفاً بِهِ أَمَّلْتُ إِخْلاَدِي
فَلَقدْ مَنَنْتَ فَجزْتَ كُلُّ مَدىً
بِجَمِيلِ صنْعٍ ليْسَ بِالعَادِي
لِلهِ آياتُ القُلُوبِ إِذَا
كَانَتْ مَعاً آيَاتِ إِخلادِ
يَا محْتَفِينَ تفَضُّلاً بِأَخٍ
يَهْفُو إِلَيْكُمْ منْذُ آمادِ
ما زَال هَذَا الفَضْلُ عَادَتَكُمْ
وَالشَّعْب مِثْل الفَرْدِ ذُو عَادِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 06:25 PM
عَظَّمَ اللهُ فِيكَ أَجْرَ الضَّادِ
وَبَنِيهَا مِنْ حَاضِرٍ أَوْ بَادِي
رَاعَ آفَاقَهَا نَعْيكَ حَتَّى
لَكَأَنَّ النَّعِيَّ بُوقُ التَّنَادِي
كُل قطْرٍ فِيهِ فَتىً عَرَبِيٌّ
فِيهِ عَيْنٌ شَكْرَى وَقَلْب صَادِي
حَدَثٌ أَلهَبَ الصدُورَ التِياعاً
حَيْث دَوى وَفَتَّ فِي الأَعْضادِ
مِنْ سَمَاءِ الأهْرَامِ جَلَّلَ قَيْسو
نَ وَأَلقَى السَّوَادَ فَوْقَ السَّوَادِ
وَعَلَى بَهْجَةِ المَرَابِعِ فِي لُبْ
نَانَ أَرْسَى سَحَابَةً مِنْ حِدَادِ
لَيْسَ بِدْعاً أَنْ يُمْسِيَ الشَّامُ وَالأَحْ
زَان فِيه تُقِض كل وِسَاد
مَا تُرَاهُ يَقْضِي الصَّديقَ الذي بَا
دَأَ بِالفَضْلِ مِنْ حُقوقِ الوِدَاد
كَيْفَ حَالُ الإخْوَانِ فِي مِصْرَ يَا حَا
فِظُ مِنْ وَحْشَةٍ لِهَذَا البِعَاد
أَيْنَ زَيْنُ النَّدِيِّ مِنْهُمْ وَهمْ فِي ال
ظَّرْفِ مَا همْ وَأَيْنَ أُنْسُ النَّادِي
كُلَّ حَفْلٍ شَهِدْتَهُ كُنْتَ فِيه
قِبْلَةَ السَّامِعِينَ وَالأَشْهَادِ
يَأْخُذُونَ الحَديثُ عَنْكَ كَمَا يَ
شْتَفُّ مَنْ يَرتَوِي مِنَ الورَّاد
فَإِذَا مَا تَنَادَروا وَتَنَادَرْ
تَ فَأَعْجِبْ بِوَرْيِ تِلْكَ الزِّنَاد
فطَنٌ تَشْرَحُ الصُّدورَ وَمَا تُؤْ
ذِي دعَابَاتُهَا سِوَى الأَنْكَاد
ربَّمَا كَانَتِ العِظَات الغَوَالِي
فِي شَظَايَا ابْتِسَامِهَا الوَقَّاد
كَيْفَ حَالِي وَأَنْتَ أَدْرَى بِمَا خَلَّ
فْتَ لِي مِنْ فَجِيعَةٍ وَسهَاد
أَسْعِدي يَا هَوَاتِفَ الأَيْكِ شَجوي
أَنا فِي حَاجَةٍ إِلَى الإِسْعَاد
أَبْتغِي البَثَّ وَالشَّجَا غضَّ مِنْ صَوْ
تِي وَحَرُّ الأَسَى أَجَفَّ مِدَادِي
وَيْحَ أُمِّ اللُّغاتِ مِمَّا دَهَاهَا
فِي طرِيفِ الفخارِ بَعْدَ التِّلاَد
ذاقتِ الثُّكْلَ فِي بنُوَّتِهَا الأمْ
جَادِ بَعْدَ الأُبوَّةِ الأمْجَادِ
فِي رِفاقٍ رَدُّوا عَلَى كل أَصْلٍ
مِن عُلاهَا نضارَة الأعْوَادِ
نضرَ الله عَهْدَهمْ وَسَقاهمْ
مَا سَقى الأوّلِينَ صَوْبُ العِهَادِ
نخبَةٌ قلَّمَا أَتِيحَ لِعَصْرٍ
مِثل مَجْمُوعِهِمْ مِنَ الأفْرَادِ
أَيْقَظُوهَا مِنَ الرُّقَاد وَقَدْ جَا
زَ مَدَاهُ أَقْصَى مَدى لِلرُّقَادِ
وَأَعَادُوا جَمَالَهَا فِي زُهَاهُ
يَتَرَاءَى قَديمُهُ فِي المُعَادِ
أَيْنَ سَامِي وَأَيْنَ صَبْرِي وَحِفْنِي
وَرِفَاقٌ جَاوَرْهُمُ فِي الهَوَادِي
لَحِقَ اليَوْمَ حَافِظٌ بِالمُجَلِّي
ينَ وَمَا كَانَ آخِراً فِي الطِّرَاد
شَاعِرٌ لَمْ يُبَارِهِ أَحَدٌ فِي ال
أَخْذِ بِالمُسْتَحَبِّ وَالمُسْتَجَادِ
يُحْكِمُ الصَّوْغَ فِي القِلاَدِ فَمَا يَأْ
تِي صَنَاعٌ بِمِثْلِهَا فِي القِلاَدِ
نَاثِرٌ تَنْفُثُ البَرَاعَةُ مِنْهُ
نَشْوَةَ الخَمْرِ فِي مُجَاجِ شِهَادِ
لَمْ يَكُنْ فِي مَصَايِدِ اللُّؤلُؤ الفَا
خِرِ يُبْقِي فَرِيدَةً لاَصْطِيَادِ
فِي تَرَاكِيبِهِ وَفِي مُفْرَدَاتِ اللَّ
فْظِ حَارَتْ نَفَاسَةُ الحُسَّادِ
كَانَ فِي سَمْعِهِ رَقِيبٌ عَلَيْهِ
يَقِظٌ مِنْ جَهَابِذِ النُّقَّادِ
يَقَعُ الزَّيْنُ مِنْهُ فِي مَوْقِعِ الزَّيْ
نِ وَيَنْبُو بِالشَّيْنِ نَبْوَ سَدَادِ
فَالمَعَانِي تَتِيهُ بَيْنَ المَعَانِي
بِسَنِيِّ الحُلِيِّ وَالابْرَادِ
وَالمَبَانِي تَعِزُّ بَيْنَ المَبَانِي
بِمَتِينِ الأسْبَابِ وَالأوْتَادِ
عَدِّ عَنْ وَصْفِكَ الأدِيبَ وَقُلْ مَا
شِئْتَ فِي الفَاضِلِ الوَفِيِّ الجَوَادِ
منْ يُعَزي عَنْهُ المُرُوءَةَ أَمْسَتْ
وَبَنُوهَا الأبْرَارُ غَيْرُ عِدَادِ
شِيمَةٌ لاَ يُطِيقُ كُلْفَتَهَا غَيْ
رُ أُولِي العَزْمِ وَالحُمَاةِ الجِعَادِ
مَنْ يُعَزِّي عَنْهُ الوَفَاءَ وَقَدْكَا
نَ يَرَى نَقْضَهُ مِنَ الإِلحَادِ
خُلُقٌ لَيْسَ فِي الضِّعَافِ وَمَا يَحْ
مِلُ أَعْبَاءَهُ سِوَى الاجْلاَدِ
لَمْ يُسَاوِمْ بِهِ فَيَنْعَمَ بَالاً
لاَ وَلَمْ يَرْعَ فِيهِ جَانِبَ آدِي
مَنْ يُعَزِّي عَنْهُ الصَّرَاحَةَ كَانَ ال
غُرْمُ فِيهَا وَالغُنْمُ فِي الإِهْمَادِ
لَمْ يَسَعْهُ وَفِي الضَّمِيرِ خِلاَف
أَنْ يَرَى الاِعْتِدَالَ فِي المُنَآدِ
مَا فُتُوحُ الآرَاءِ وَالجُبْنُ يَطْوِ
يهَا كَطَيِّ النِّصَالِ فِي الأغْمَادِ
مَنْ يُعَزِّي القُصَّادَ عِلْماً تَوَخَّوْا
أَوْ نَوَالاً عَنْ مُسْعِف القُصَّادِ
ذِي الأيَادِي مِنْ كُلِّ لَوْنٍ وَأَغْلاَ
هُنَّ فِي الْمَأْثُرَاتِ بِيضُ الأيَادِي
مَنْ يُعَزِّي كِنَانَةَ اللهِ عَنْ رَا
مِي عِدَاهَا بِسَهْمِهِ المِصْرَادِ
عَنْ فَتَاهَا الشَّاكِي السِّلاَحَيْنِ وَالمَا
ضِيهِمَا فِي شَوَاكِلِ الأضْدَادِ
إِنَّمَا حَافِظٌ فَتَاهَا وَمِنْهَا
وَبِهَا فَخْرُهُ عَلَى الأنْدَادِ
نَشَّأْتْهُ وَأَيَّدَتْهُ بِرُوحٍ
عَبْقَرِيٍّ مِنْ رُوْحِهَا مُسْتَفَادِ
بَعْدَ أَنْ كَانَ حَاكِياً وَهْوَ يَشْدُو
جَعَلَتْهُ المَحْكِي بَيْنَ الشَّوَادي
نَظمَ الشِّعْرَ فِي الصِّبَا نَظْمَ وَاعٍ
لَقِنٍ نَاشِيءٍ عَلَى اسْتِعْدَادِ
بَادِيءٍ صَوْغَهُ وَفِيهِ فنونٌ
بَارِعَاتٌ لاَ يَتَّسِقْنَ لِبَادِي
مَا تَعَاصَى عَلَيْه عَنْ عَفْوِ طَبْعٍ
رُدَّ طَوْعاً لهُ بِفَضْلِ اجْتِهَادِ
غَيْرَ أَنَّ القَرِيضَ لَمْ يَكُ فِي مُضْ
طَرَبِ العَيْشِ مُغْنِياً مِنْ زَادِ
أَوْجَبَ الرِّزْقُ فَانْتَأْى حَافِظٌ يَكْ
دَحُ فِي بِيْئَةٍ مِنَ الأجْنَادِ
مُوحَشاً فِي مَجَاهِلِ النُّوبِ وَالسُّو
دَانِ بَيْنَ الأغْوَارِ وَالانْجَادِ
تَتَقَضَّى أَيَّامُهُ فِي ارْتِيَاضٍ
وَعَلَى أُهْبَةٍ لِغَيْرِ جِلاَدِ
وَلَيَالِيهِ فِي الخِيَامِ لَيَالِي
وَسِنٍ رَازِحٍ مِنَ الإِجْهَادِ
فِي الصَّمِيمِ الصَّمِيمِ مِنْ نَفْسِهِ الحُرَّ
ةِ هَمٌّ مُرَاوِحٌ وَمُغَادِي
أَيُّ جَيشٍ يُدَرِّبُونَ لِمِصْرٍ
وَوَلِيُّ التَّدْرِيبِ فِيهِ العَادِي
وَلِمَنْ تَمْلأُ الفَضَاءَ وَعِيداً
عُدَدٌ مِنْ حَدِيدِهِ الرَّعَّاد
ذَاكَ مَا ظَلَّ فِيهِ حِيناً وَحَسْبُ ال
نَّفْسِ شُغْلاً بِهِ عَنِ الإِغْرَادِ
غَيْرَ بَثٍّ يَبُثُّهُ إِنْ أَتَاهُ
طَائِفٌ مِنْ خَيَالِهِ المُعْتَادِ
لِلمَقَادِيرِ فِي شُؤونِ الجَمَاعَا
تِ تَصَارِيفُ رَائِحَاتٌ غَوَادِي
فِتَنُ الجَيْشِ وَالبَوَاعثُ كُثْرٌ
فِتْنَةٌ لَمْ تَكُنْ بِذَاتِ امْتِدَادِ
فَاسْتَطَارَ السُّوَّاسُ وَاضْطَرَبَتْ أَحْ
لاَمُ زُرْقِ العُيُونِ فِي القُوَّادِ
رَابَهُمْ حَافِظٌ فَعُوقِبَ فِي جُمَ
لَة مَنْ عَاقَبُوهُ بالإِبْعَاد
آخَذُوهُ بِالظَّنِّ مِنْ غَيْرِ تَحْقِ
يقٍ وَمَا آخَذُوا عَلَى إِفْنَاد
فَتَوَلَّى وَمَا لِمُؤْتَنَفِ العَيْ
شِ بِعَيْنَيْه مِنْ ضِيَاءٍ هَادي
والجَديدَانِ يَضْرِبَانِ عَلَيْه
كُلَّ رَحْبٍ فِي مِصْرَ بِالاسْدَادِ
مُوغَراً صَدْرُهُ لِمَا سِيمَ فِي غَيْ
رِ جُنَاحٍ مِنْ جَفْوَةٍ وَاضْطِهَادِ
عَاطِلَ الثَّوْبِ مِنْ كَوَاكِبِه الزُّهْ
رِ وَمِنْ سَيْفِهِ الطَّوِيلِ النِّجَادِ
فَهْوَ فِي مِصْرَ وَالبِجَادُ مِنَ الرِّقَّ
ة فِي الحَالِ غَيْرُ ذَاكَ البِجَادِ
لَقِيَ البُؤْسَ وَالأدِيبُ مِنَ البُؤْ
سِ قَديماً فِيهَا عَلَى مِيعَادِ
حَائِراً فِي مَذَاهِبِ الكَسْبِ لاَ يَفْ
رُقُ بَيْنَ الإِصْدَارِ وَالإِيرادِ
عَائِفاً خُطَّةَ الجُدَاةِ وَفِيهِ
طَبْعُ حُرٍّ يَجُودُ لا طَبْعُ جَادي
وَلَقَدْ زَادَهُ شَجىً أَنَّ سُوقَ ال
عِلمِ كَانَتْ فِيْ مِصْرَ سُوقَ كَسَادِ
وَسَجَايَا الرِّجَالِ رَانَتْ عَلَيْهَا
لُوثَةٌ مِنْ قَديمِ الاِسْتِعْبَادِ
فَهُمُ وَادِعُونَ لاَهُونَ بِالزِّي
نَاتِ وَالتُّرَهَاتِ وَالأعْيَادِ
عِبَرٌ مَرَّ فِي جَوَانِحِه مَا
لاَحَ مِنْهَا مَرَّ النِّصَالِ الحِدَادِ
فَتَغَنَّى أَسْتَغْفِرُ اللهَ بَلْ نَا
حَ نُوَاحاً يُذيبُ قَلبَ الجَمَادِ
بَاكِياً شَجْوَهُ تَرِنُّ قَوَافِي
هِ رَنِينَ النِّبَالِ فِي الأكْبَادِ
ذَاكَ وَالقَوْلُ لَيْسَ يَعْدُو شَكاةً
لَوْ جَرَتْ أَدْمُعاً جَرَتْ بِجِسَادِ
وَعِتَاباً لَوْلاَ البَرَاءَةُ مِنْهُ
عَاجِلاً كَانَ سُبَّةَ الآبادِ
بَرِئَتْ مِصْرُ مِنْهُ بِالحَقِّ لَمَّا
نَشِطَتْ مِنْ جُمُودِهَا المُتَمَادِي
طَرَأَتْ حَالَةٌ تَيَقَّظَ فِيهَا
لِدُعَاةِ الهُدَى ضَمِيرُ السَّوَادِ
فَإِذَا حَافِظٌ وَقَدْ بَشَّ مَا فِي
نَفْسِهِ مِنْ تَجَهمٍ وَارْبِدَادِ
وَبَدَا لِلمُنَى الجَلاَئِلِ فِيهَا
أُفُقٌ وَاسِعُ المَدَى لاِرْتِيَادِ
مَا تَجَلَّى نُبُوغُهُ كَتَجَلِّي
هِ وَقَدْ هَبَّ مُصْطَفَى لِلجِهَادِ
يَوْمَ نَادَى الفَتَى العَظِيمُ فَلَبَّى
مَنْ نَبَا قَبْلَهُ بِصَوْتِ المُنَادِي
وَوَرَى ذَلِكَ الشُّعُورُ الَّذي كَا
نَ كَمِيناً كَالنَّارِ تَحْتَ الرَّمَادِ
فَتَأَتَّى بَعْدَ القُنُوطِ الدَّجُوجِ
يِّ رَجَاءٌ لِلشَّاعِرِ المِجْوَادِ
مَسَّ مِنْهُ السَّوَادَ فَانْبَجَسَتْ نَا
رٌ وَنُورٌ مِنْ طَيِّ ذَاكَ السَّوَادِ
أَكْبَرَ الدَّهْرُ وَثْبَةً وَثَبَتْهَا
مِصْرُ مُفْتَكَّةً مِنَ الأصْفَادِ
وَثُغَاءً غَدَا هَزِيماً فَأْلْقَى
رُعْبَهُ فِي مَرابِضِ الاسَادِ
مَا الَّذي أَخْرَجَ الشَّجَاعَةَ مِنْ حَيْ
ثُ طَوَتْهَا قُرُونُ الاِسْتِبْدَادِ
وَجَلاَ غُرَّةَ الصَّلاَحِ فَلاَحَتْ
تَزْدَهِي مِنْ غَيَاهِبِ الإِفسَادِ
فَإِذَا أُمَّةٌ أَبِيَّةُ ضَيْمٍ
مَا لَهَا غَيْرُ حَقِّهَا مِنْ عَتَادِ
نَهَضَتْ فَجأْةً تُنَافِحُ فِي آ
نٍ عَدُوَّيْنِ أَسْرَفَا فِي اللِّدَادِ
أَجْنَبِياً أَلْقَى المَرَاسِيَ حَتَّى
تُقْلِعَ الرَّاسِيَاتُ فِي الاطْوَادِ
وَهَوَاناً كَأنَّمَا طَبَعَ الشَّعْ
بَ عَلَيْه تَقَادُمُ الإِخْلاَدِ
حَلْبَةٌ يُعذَرُ المُقَصِّرُ فِيهَا
وَالخَوَاتِيمُ رَهْنُ تِلْكَ المَبَادِي
لَيْسَ تَغْيِيرُ مَا بِقَوْمٍ يَسِيراً
كَيْفَ مَا عُوِّدُوهُ مِنْ آمَاد
غَيْرَ أَنَّ الإِيمَانَ كَانَ حَلِيفاً
لِقُلُوبِ الطَّلِيعَة الانْجَاد
فَاسْتَعَانُوا بِه عَلَى مَا ابْتَغُوْهُ
غَيْرَ بَاغِينَ مِنْ بَعِيدِ المُرَاد
لَمْ يَطُلْ عَهْدُ مِصْرَ بِالوَثْبَة الأُو
لَى وَدُونَ الوُصُولِ خَرْطُ القَتَاد
فَتَرَاخَى فِيهَا وَثِيقُ الاوَاخِي
وَوَهَى الْجَزْلُ مِنْ عُرَى الاِتِّحَاد
آيَةٌ أَخْفَقَتْ فَقَيَّضَ أُخْرَى
أَثَرٌ مِنْ عِنَايَة الله بَاد
فَزِعَتْ دِنْشِوَايُ تَحْمِي حَمَاماً
مِنْ مُلِمِّيْنَ كَالذِّئَابِ الأَوَادِي
فَتَصَدَّى لِلذَّوْدِ عَنْهُ جُفَاةٌ
مِنْ شُيُوخٍ بِهَا وَمِنْ أَوْلاَدِ
حَادِثٌ رَوَّعَ العَمِيدَ أَيَخْشَا
هُ وَسُلْطَانُهُ وَطِيدُ العِمَادِ
لاَ وَلَكِنَّ عِزَّةً أَخَذَتْهُ
عَنْ غُرُورٍ بِبَأْسِهِ وَاعْتِدَادِ
سَفَهٌ جَرَّأَ العَبِيدَ المَنَاكِي
دَ عَلَى مُعْتَقِيهِمِ الأَجْوَادِ
فَخَلِيقٌ بِهِمْ أَشَد قِصَاصٍ
حَلَّ بِالآبِقِينَ وَالمُرَّادِ
سَاقَهَا مُثْلَةً تَوَهَّمَهَا خَيْر
اً وَكَانَتْ عَلَيْهِ شَرَّ نَآدِ
ذَاعَ فِي الشَّعْبِ وَصْفُهَا فَفَشَتْ آ
لاَمُهَا فِي القُلوبِ وَالأَجْسَادِ
وَكَأَنَّ السِّيَاطَ يَحْزُزْنَ فِي أَجْ
لاَدِهِ وَالحِبَالَ فِي الأَجْيَادِ
كَانَ تَرْجِيعُ حَافِظٍ نَوْحَ مَوْتو
رٍ فَدَوى كَاللَّيْثِ بالإِيعَادِ
فِي قَوَافٍ بِهِنَّ تَنْطِقُ لَوْ أُوْ
تِيَتِ النطْقَ أَلسُنُ الأَحْقَادِ
عَلَّمَتْ خَافِضِي الجَنَاحِ لِبَاغٍ
كيْفَ شَأْنُ الحَمَامِ وَالصَّيَّادِ
وُعِدَ الصَّابِرُونَ بِالفَوْزِ وَعْداً
حَقَّقَتْهُ أَنْبَاؤُهُمْ بِاطرَادِ
إِنَّمَا الصَّبْرُ فِي النفُوسِ جَنِين
يُرْهِقُ الحَامِلاَتِ قَبْلَ الوِلاَدِ
كَيْفَ يَأْتِي بِهِ ارْتِجَالٌ وَلَمْ يَأْ
تِ ارْتِجَالٌ يَوْماً بِقَوْلٍ مُجَادِ
خلق عَزَّ فِي الجَمَاعَاتِ مِنْ فَرْ
طِ تَكَالِيفِهِ وَفِي الآحَادِ
طَالَمَا خَانَ فِي النِّضَالِ الجَمَاهِ
ييرَ فَأَلقَتْ لِغَاصِبٍ بِالقِيَادِ
بَعْدَ وَثْبٍ فِي إِثْرِ وَثْبٍ عَنِيفٍ
وَارْتِدَادٍ فِي الشَّوْطِ غِب ارْتِدَادِ
سَاوَرَ الأُمَّةَ التَّرَددَ وَالْتَا
ثَ عَلَيْهَا فِي السَّيْرِ وَجْهُ الرَّشَادِ
وَتَبَدَّى الإِحْجَامُ فِي صُورَةٍ زَلاَّ
ءَ جَرَّتْ إِقْدَامَ أَهْلِ الفَسَادِ
بالدِّعَايَاتِ وَالسِّعَايَاتِ حَاموا
حَوْلَهَا لِلسِّوَامِ أَوْ لِلرِّوَادِ
لاَ تَسَلْ يَوْمَذَاك عَنْ جَلدِ القا
دَةِ فِي مُلْتقى الخطوبِ الشِّدَادِ
كلَّمَا ازْدَادَتِ الصِّعْابُ أَبَوْا إِلاَّ
كِفاحاً وَعَزْمُهُمْ فِي ازْدِيَادِ
يَبْذلونَ القُوى وَفَوْقَ القوَى غَيْ
رَ مُبَالينَ أَنَّهَا لِنَفَادِ
وَالزعِيمُ الأَبَر أَطْيَبُهُمْ نَفْس
اً عَنِ النَّفْسِ فِي صِرَاعِ العَوَادِي
هَلْ يُنَجِّي شعْباً مِنَ اليَاس إِلاَّ
حَدَث مِنْ خَوَارِقِ المُعْتادِ
مُصْطَفَى مُصْطفَى بِحَسْبِكَ إِنْ يُذْ
كَرْ فِدَاءٌ أَنْ كنْتَ أَول فَادِ
مُصْطَفَى مُصْطَفَى لِيَهْنِئْكَ أَنْ أَح
يَيْتَ قَوْماً بِذَاكَ الاِسْتِشْهَادِ
دَب فِيْهِمْ رُوح جَدِيدٌ لَهُ مَا
بَعْدَهُ فِي القلوبِ وَالإِخلادِ
تنقضِي الحَادِثَات بعْدَك وَالرو
حُ مُقِيم فِيهِمْ عَلَى الابَادِ
كَادَ يَوْم شيعْتَ فِيهِ يُرِيهِمْ
لَمحَةً مِنْ جَلاَلِ يَوْمِ المَعَادِ
صَدَرُوا عَنْهُ بِالتَّعَارُفِ فِيمَا
بَيْنَهُمْ وَهْوَ قوَّةُ الأَعْدَادِ
وَاسْتَشَفوا لِبَأْسِهِمْ فِيهِ سِرا
كَمْ تَحَامَى أَنْ يُدْرِكوهُ الأعَادِي
هَذِهِ مِصْرُ الفَتِيَّة هَبتْ
فِي صُفوفٍ فَتِيَّةٍ لِلذيَادِ
رَجَلٌ مَاتَ مُخْلِفاً مِنْهُ جِيلا
رَابَطَ الجَأْشِ غَيْرَ سَهْلِ المَقَادِ
إِنْ دَعَاهُ الحِفَاظُ أَقْبَلَ غِلْما
ن سِرَاعٌ مِنَ القُرَى وَالبَوَادِي
أَحْدَثُوا فِي البِلاَدِ عَهْدَ لَجَاجٍ
فِي تَقَاضِي حُقُوقِهَا وَعِنَادِ
عَهْدُ نُورٍ مِنَ الحِفَاظِ وَنَارٍ
بَعْدَ طُولِ الخُمُودِ وَالإِخْمَادِ
اتَخِذَتْ عَبْقَرِيَّةُ الشِّعْرِ فِيهِ
سُلَّماً لِلعُرُوجِ وَالإِصْعَادِ
أَبْلَغَتْ حَافِظاً مِنَ الحَظِّ أَوْجاً
زَادَ مِنْهُ العَلْيَاءَ كًلَّ مَزَادِ
مَنْ رَأَى الشَّاعِرَ المُفَوَّةَ يَوْماً
وَحَوَالَيْهِ أُمَّةٌ فِي احْتِشَادِ
مُوفِياً مِنْ مِنَصَّةِ القَوْلِ يَرْنُو
بِاتَّئَادٍ وَلَحْظُهُ فِي اتِّقَادِ
وَاسِعَ المَنْكِبَيْنِ مُنْفَرِجَ الحُ
قْوَيْنِ يَخْطُو خُطَاهُ كَالمُتَهَادِي
بَاسِماً أَوْ مُقَطِّباً عَنْ مُحَيَّا
بَارِزِ العَارِضَيْنِ فَوْقَ الهَادِي
عَزَّ مِنْهُ العِذَارُ إِلاَّ تَفَارِ
يقَ خِفافاً فِي الوَجْنَتَيْنِ بَدَادِ
يُنْشِدُ الحَفْلَ فَاتِناً كُلَّ لُبٍ
بِبَدِيعِ الإِيمَاءِ والإِنْشَادِ
وَبِشِعْرٍ لاَ يُطْرَفُ الجَفْنُ فِيهِ
صَادِرٍ عَنْ حَمِيَّةٍ وَاعْتقَادِ
مَنْ رَأَى حَافِظاً نَذِيراً بَشِيراً
جَائِلاً صَائِلاً بِغَيْرِ اتِّئَادِ
غَرِداً كَالهَزَارِ آنَاً وَآناً
حَرِداً كَالخِضِمِّ ذِي الإِزْبَادِ
يَنْبِرُ النَّبْرَةَ العَزُوفَ فَمَا تُ
سْمَعُ إِلاَّ أَصْدَاؤُهَا فِي الوَادِي
وَكَأَنَّ الأَثِيرَ يَحْمِلُ مِنْهَا
كَهْرَبَاءً تَهُزُّ كُلَّ فُؤَادِ
فَهْيَ عِزٌّ لِلأَرْيَحِيِّ المُفَادِي
وَهْيَ ذُلٌّ لِلخَائِسِ المُتَفَادِي
وَهْيَ خَفْقُ اللِّوَاءِ يَحْدُوهُ مِنْ إِي
قَاعِ أَبْطَالِهِ إِلى المَجْدِ حَادِي
ذَاكَ أَنَّ الرُّوحَ المُرَدَّدَ فِيهَا
رُوحُ شَعْبٍ وَالصَّوْتَ صَوْتُ بِلاَدِ
أَيُّهَا الرَّاحِلُ الَّذِي مَلأَ العَصْ
رَ بِآثَارِهِ الرَّغَابِ الجِيَادِ
أَعْجَزَتْنِي قَبْلَ التَّمَامِ القَوَافِي
وَالقَوَافِي تَضَنُّ بِالإِمْدَادِ
قَدْكَ مِنْهَا بَيَانُ مَفْخَرَةٍ وَاعْ
ذِرْ قُصُوراً بِهَا عَنِ التَّعْدَادِ
بِتْ قَرِيراً فإِنَّ ذِكْرَاكَ فِينَا
أَجْدَرُ الذِّكْرَيَاتِ بِالإِخْلاَدِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 06:26 PM
قَدْ جَدَّدَ الأَفْرَاحَ عِيدُ الْمَوْلِدِ
لاَ زَالَتِ الأَفْرَاحُ مِنْهُ بِمَوْعِدِ
عِيدٌ تَفَرَّدَ فِي الزَّمَانِ بِآيَةٍ
فِيهِ بَدَتْ لِلْصَّانِعِ الْمْتَفَرِّدِ
فِي صُورَةِ الْفَارُوق أَيَّةِ صُورَةٍ
لِلحُسْنِ صِيغَتْ فِي جَلاَلِ السُّؤْدَدِ
مَلِكٌ كَرِيمٌ قَدْ تَمَثَّلَ مِنْ حَلَى
مَلِكٍ كَرِيمٍ فِي مِثَالٍ أَوْحَدِ
نُورُ الصَّلاَحِ الْمُجْتَلَى فِي وَجْهِهِ
نُورُ الْهُدَى فِي عَيْنِ كُلِّ مُوَحَّدِ
وَبَشَاشَةُ الإِيمَانِ فِي قَسَمَاتِهِ
تُثْنِي إِلى الإيمَانِ قَلْبَ الْمُلْحِد
لِلْمَجْدِ فَارُوقَانِ مِنْ مُتَقَدَّمٍ
خَلُدَتْ مَآثِرُهُ وَمِنْ مُتَجَدِّدِ
عَلَمَانِ كُلٌّ فِي لُبوسِ زَمَانِهِ
يَحْيَا بِذِكْرٍ فِي النُّفُوسِ مُخَلَّدِ
فَارُوقُ مِصْرَ هُوَ الذَّخِيرَةُ أَبْرَزَتْ
مِنْ غَيْبِهَا الأَسْمَى لأَسْمَى مَقْصِدِ
فِي عَهْدِهِ بُعِثَتْ مَفَاخِرُ قَوْمِهِ
وَمَضَى الرَّجَاءُ إِلى مَدَاهُ الأَبْعَدِ
وَتَهَيَّأَتْ أَسْبَابُ كُلَّ رَفَاهَةٍ
لِبِلاَدِهِ بَعْدَ الجَهَادِ المُجْهَدِ
أَضْحَى مِثَالاً فِي اقْتِبَالِ شَبَابِهِ
لِمَصْرِفِ الأَمْرِ الْحَكِيمِ الأَيِّدِ
بَهَرَ الْعُقْولَ وَزَادَ فِي إِعْجَابِهَا
بِفَضَائِلَ فِي سِنِّهِ لَمْ تَعْهَدِ
مَا فِي مَسَاعِيهِ الجِسَامِ تَكَلُّفٌ
لَكِنْ بَدَاهَةُ وَارِثٍ مُتَعَوِّدِ
سَمُحُ الضَّمِيرِ بِحِلْمِهِ وَيَزيدُهُ
نُبْلاً وَفَضْلاً أَنَّهُ سَمُحُ الْيَد
إِن يَعْتَزِمْ يَقْدَمْ كَمَا تَهْوَى الْعُلاَ
إِقْدَامَ لاَ حَذِرٍ وَلاَ مُتَرَدِّد
تَجْلو الْغَوَامِضُ سِرَّهَا لِفُؤَادِهِ
حَتَّى كَأَنَّ الْغَيْبَ مِنْهُ بِمَشْهَدِ
مَنْ رَاحَ يَعْبَدُ رَبَّهُ فَلِبَعْضِ مَا
أَوْلاَهُ مِنْ نُعْمَائِهِ فَلْيَعْبُدِ
هُوَ مُفْتَدَى شَعْبٍ وَفِيٍّ صَادِقٍ
فَلْيَحْيَا ذَاكَ الْمُفْتَدَى وَالمُفْتَدِي

العنيــــدهـ
09-07-2011, 06:27 PM
يَا أَيُّها الْخَافِقُ فَوْقَ هَامِنَا
أَشْرِفْ وَدُمْ فَوْقَ الْبُنُودِ بَنْدَا
أَنْتَ الَّذِي صُنْتَ الْحِمَى وَأَهْلَهُ
قَبْلاً وَحَرَّرْتَ النُّفُوسَ بَعْدَا
أَنْتَ الَّذِي بَعَثْتَنَا مِنَ الرَّدَى
وَجِئْتَنَا بِالْفَخْرِ مُسْتَرَدَّا
أَنْتَ الَّذِي تُقْبِسُ كُلَّ خَامِدٍ
إِيمَانَهُ مِنَ اليَقِينِ وَقْدَا
أَنْتَ الَّذِي تَجْلُو الهِلاَلَ زَاهِراً
فِي كُلِّ حِينٍ وَالسَّمَاءَ وَرْدَا
أَنْتَ الَّذِي تَتْرُكُ أَنْوَارَ الضُّحَى
حَوَاسِداً مِنْكَ الظِّلاَلَ الرُّبْدَا
طَاوِلْ فَمَا فَيْئُكَ إِلاَّ أُمَّةٌ
مِلءُ البِلاَدِ قَادَةً وَجُنْدا
أَحْلاَسُ حَرْبٍ حُلَفَاءُ حِكْمَةٍ
فِي السِّلْمِ غُرٌّ هِمَّةٌ وَرَفْدَا
فِي مِثْل هَذَا العِيدِ عاهَدْنَاكَ لَمْ
نَكْذِبْكَ وَالْيَوْمَ نُعِيدُ الْعَهْدَا
ذِمَّتُنَا ذِمَّتُنَا عِنْدَ الْعُلَى
وَالفَوْزُ كَانَ للثَّبَاتِ وَعْدَا

العنيــــدهـ
09-07-2011, 06:28 PM
شِفَاؤُكَ عِيد بِهِ نَسْعَدُ
وَنحْمُدُ لِله مَا تَحْمَدُ
وَشَعْبُكَ بَعْدَ ضَرَاعَاتِه
لِخَالِقه شَاكِراً يَسْجُدُ
لِرَبِّكَ عِنْدَكَ فِي كُلِّ يَوْمٍ
يدٌ يَا مَلِيكِي تَلِيهَا يَدُ
عِنَايَة مَوْلىً خَلِيقٌ بِهَا
أَبَرُّ أُولِي الأمْرِ وَالاجْوَدُ
بِلاَدُ الْعُرُوبَةِ بِالتَّهْنِئَا
تِ يُجَاوِبُ أَقْرَبُهَا الأبْعَدُ
وَلَمْ تَكُ إِلاَّ عَلَى حُبِّهَا
لِفَارُوقَ يَجْمَعُهَا مَقْصِدُ
لقَدْ أَمَنَتْ دَهْرَهَا إِذْ نَهَضْ
تَ وَعَزْمُكَ وَالْحَزْمُ مَا تَعْهَدُ
تَصُون مُلوك كَرَامَاتِهَا
وَأَنْت لَهَا الصائِنُ الاَّيدُ
وَتَقَضِي شُعُوبٌ كِبَارَ الْمُنَى
وَأَنْتَ الْمؤَازِرُ وَالْمُسْعِدُ
فَرَأَيكَ مَوْئِلُهَا الْمُطْمَئِنُّ
وَبَأْسُكَ مَعْقِلهَا الاوْطَدُ
أَمَوْلاَيَ أَرْفَعُ آيَ الوَلاَ
ءِ وَقَلْبِ يُسَطِّرُهَا لاَ الْيَدُ
إَذَا أَنْضَبَتْ عِلَلٌ مَوْرِدي
فَمِنْ منْبَعِ الْفَخْرِ لِيَ مَوْرِدُ
أَلَيْسَتْ فِعَالُكَ فِي كُلِّ مَا
يُعَزُّ بِلاَدَك لاَ تَنْفَدُ
وَكَمْ لَكَ فَتْحٌ جَديدٌ بِه
تَبَارَى نُبُوغُكَ وَالسُّؤْدَدُ
فَدُمْ لِلْكَنَانة دُمْ لِلْعُرو
بَة وَلْيَرْعَكَ الأحَدُ السَّرْمَدُ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 06:32 PM
آلاَءُ فَارُوقَ المُفَدَّى
تَزْكُو وَتَأْبَى أَنْ تُعَدا
هَذِي السِّفَارَاتُ الجَلاَ
ئِلُ أَحْدَثَتْ فِي الشَّرْقِ عَهْدَا
صَدَقَتْ رَسَائِلُهَا وَكَا
نَتْ لاِنْتِصارِ الحَقِّ وَعْدَا
كَثُرَ المُلُوكُ وَمَا نَرَى
فِي الحُكْمِ لِلفارُوقِ نِدَّا
يَا وَفْدَ لُبْنَان إِلى
رَحَبَاتِهِ حُيِّيْتَ وَفْدَا
أَقْبَلْتَ تَحْمِلُ مِنْ وَفَا
ءِ القَوْمِ مِيثاقاً وَعَهْدَا
نَظَمَ الرَّئِيسُ مِنَ الصوَا
دِقِ فِي لُغَاتِ القَلْبِ رَدَّا
وَهْوَ الكَفِيُّ إِذَا دَعَا
دَاعِي الحِمَى وَالخَطْبُ شَدَّا
لُبْنَانُ دَافَعَ الاِعْتِدَا
ءَ فَمَا أَسَاءَ وَلاَ تَعَدَّى
وَلِشَيْخِهِ فَضْلُ انْبِعَا
ثِ حُمَاتِهِ شِيباً وَمُرْدَا
مَا أَبْدَعَ الغَرْسَ الَّذِي
أَهْدَى وَمَا أَحْلَى الفِرِنْدَا
أَلأَرْزُ يَرْمُزُ أَنْ يَكُو
نَ العَيْشُ لِلفَارُوقِ خُلْدَا
وَالسَّيْفُ يَجْلُو حَدَّهُ
مَا يُلْزِمُ الأَعْدَاءَ حَدَّا
أَرِيَاضُ إِنَّكَ مَا ادخرْ
تَ لِتَحْكُمَ التَّوْفِيقَ جُهْدَا
وَلَقَدْ بَلَغْتَ القَصْدَ بُو
رِكَ فِي سَبِيلِ اللهِ قَصْدَا
لَمْ تُبْقِ بَيْنَ أَخٍ وَبَيْ
نَ أَخٍ لَهُ فِي العُرْبِ صَدَّا
فَاليَوْمَ أَدْنَى شُقَّةِ ال
حَرَمَيْنِ قُرْبٌ كَانَ بَعْدَا
حَقّاً دُعِيتَ الصُّلْحَ إِنَّ
الصُّلْحَ لِلضِّدَّيْنِ أَجْدَى
كُنْتَ الْحَصَانَةَ يَوْمَ آ
بَ الرَّأْيُ بَعْدَ الغَيِّ رُشْدَا
أَسَلِيمُ عَارَكْتَ الخُطُو
بَ فَكُنْتَ مِقْدَاماً وَجَلْدا
وَبِمَا مَزَجْتَ مِنْ الكِيَا
سَةِ بِالسِّيَاسَةِ ظَلْتَ فَرْدَا
لِلهِ دَركَ مِنْ فَتىً
أَرْضَى العُلَى حَلاًّ وَعَقْدَا
لَمْ يعْتَزِمْ أَوْ يَقْتَحِمْ
إِلاَّ رَمَى المَرْمَى الأَسَدَّا
مُوسَى لَقدْ كَمُلَ النِّظَا
مُ وَأَنْتَ فِيهِ فَرَاعَ عِقْدَا
جَمَعَ الكِفَايَاتِ الَّتِي
تُغْنِي الشُّعُوبَ وَقَلَّ عَدَّا
عِقْدٌ إِذَا أَهْدَاهُ لُبْنَ
انٌ فَقَدْ أَغْلَى وَأَهْدَى
يَا مُوفَدِي لُبْنَانَ مَا
أَحْلَى زِيَارَتَكُمْ وَأَنْدَى
أَشَهِدْتُمُ آيَاتِ مَا ال
بَلَدُ الأَمِينُ لَكُمْ أَعَدَّا
أَشَهِدْتُمُ فِي المُلْتَقَى
بِجَلاَلِ ذَاَ الحَشْدِ حَشْدَا
أَشَهِدْتُمُ التَّرْحِيبَ وَالتَّ
رْحِيبَ فِي مَمْسَى وَمَغْدَى
مَنْ ذَا يُجَارِي مِصْرَ فِي
مِضْمَارِهَا كَرَماً وَرِفْدَا
هِي أُمَّةٌ بَاتَتْ رَفِي
عَ مَكَانِهَا جَدّاً وَجِدَّا
حَيُّوا سُعُوداً في أَعِزَّ
تِهَا الأُولى يَقْفُونَ سَعْدَا
وَفُّوا الزَّعِيمَ المُصْطَفى
فِي مِصْرَ عَنْ لُبْنَانَ حَمْدَا
وَصِفُوا لَهُ مَا فِي طَوَا
يَا القوِمِ إِكْبَاراً وَوُدَّا
مَجُدَتْ فَعَائِلُهُفَمَا
يَزْدَادُ بِالأَقْوَالِ مَجْدَا
أَدوا الْحُقُوقَ لِصَحْبِهِ ال
أَبْرَارِ أَحْسَنَ مَا تُؤدَّى
هُمْ فِي المَعَالِي مَنْ هُمُ
سَعْياً وَتَضْحِيَةً وَكَدَّا
أَهْلاً وَسَهْلاً بِالمُوا
لِينَ اهْنَأُوا صَدَراً وَوِرْدَا
وَاسْتَقْبِلُوا الأَيَّامَ غرّاً
وَانْسَوا الأَيَّامَ رُبْدَا
وَليُبْشِرِ العَرَبُ الكِرَا
مَ مَضَى الخِلاَفُ وَكَانَ إِدَا
وَتَوَطَّدَ المِيثَاقُ وَالْ
ميثَاقُ بِالأَرْوَاحِ يُفْدَى

العنيــــدهـ
09-07-2011, 06:33 PM
دَعَا قَلْبِي لِتَهْنِئَتْهِ بَيَانِي
فَقَصَّرَ دُونَهَا وَبِهِ تَمَادِي
لَوِ انْتَظَمَتْ مِنَ الشَّمْسِ القَوَافِي
أَشِعَّتُهَا لَضاَقَتْ عَنْ وَدَادِي
وَلَوْ وَسَعَت أَغَارِيدَ الشَّوَادِي
لَمَا وَسَعَتْ حَنِيناً مِنْ فُؤَادِي
وَلَوْ جَمَعَتْ عَبِيرَ الرَّوْضِ تَمْضِي
بِهِ النَّسَمَاتُ لَمْ تَجْمَعْ مرَادِي
إِذَا مَا الْحبُّ جَاوَزَ كُلَّ حَدٍّ
يُحَدُّ بِهِ أَيُحْبَسُ فِي مَدَادِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 06:34 PM
إِلَى خَليلٍ وَلِنْدَا
أَصْفَى الْتَّهَاني تُهْدَى
آلَ الْمُغَبْغَبِ كُفْؤٌ
لآِلِ سَرْكيسَ مَجْدَا
وَحَبَّذَا إِصْرُ قُرْبَى
يَزيدُهُ الصَّهْرُ وَدَّا
لِنْدَا أَتَمُّ العَذَارَى
حُسْناً وَعِلْماً وَرُشْدَا
كَزَاهِرِ الْوَرْدِ وَجْهاً
وَنَاضرِ الرَّنْدِ قَدَّا
بالْخَلْقِ تُشْرِقُ نُوراً
وَالخُلْقِ تَعْبَقُ نَدَّا
أَمَّا خَليلٌ فَتَأْبَى
لَهُ مَزَايَاهُ نَدّا
مَا مِنْ فَتىً بالمَسَاعي
إِلى الْمَحَامدِ أَهْدَى
يَسْمُو بمَا يَبْتَغيهِ
وَمَا يَقْصُرَ جُهْدَا
صِنْوَان ضُمّا بعَقْد
قَدْ قُدِّسَ الْيَوْمَ عَقْدَا
وَعَاهَدَ اللهَ عَهْداً
سَمَا فَبُوركَ عَهْدَا
في أَيِّ حَفْلٍ كَأَبْهَى
مَا نُظِّمَ الدُرُّ عقْدَا
وَأَيِّ مَجْلىً بَدِيع
للإِبْتِهَاجِ أُعِدَّا
يَوْمُ العَرُوسَيْنِ سَعْدٌ
فَلَيَتْلُهُ العُمْرُ سَعْدَا
وَلْيغْنَمَا العَيْشَ صَفْواً
ممَّا يَشُوبُ وَرَغْدَا

العنيــــدهـ
09-07-2011, 06:35 PM
يَا زَائِرَ الْحَسْنَاءِ فِي عِيدِهَا
إِنْ تُهْدِ فَانْظُرْ مَا الَّذِي تُهَدِي
أَخْطَأَكَ الْحَزْمُ وَأَخْطَأْتَهُ
أَيُحْمَلُ الوَرْدُ إِلى الوَرْدِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 06:36 PM
الْياسُ أَثثَ جَدّاً
قَدْ سَرَّنَا ذَاكَ جِدَّا
آلَ التُتَنْجِيِّ دُمْتُمْ
تَزْكَوْنَ جَاهاً وَوُلْدَا
فِي الأَصْلِ وَالفَرْعِ مِنْكُمْ
مَجْدٌ يُسَلْسِلُ مجْدَا

العنيــــدهـ
09-07-2011, 06:37 PM
حَبَّذا النَّيْروزُ عِيداً
كُلَّما عَادَ جَدِيدا
هُوَ رَأْسُ الْعَامِ قَدْ أَقَ
بَلَ مَيْمُوناً حَمِيدا
صَادِقُ الْمِيعادِ لا يَخ
لَقُ وَشْكاً أَوْ وَئِيدا
فَتَمَلَّوْهُ لِقَاءً
واغَنَمُوا الْعَيشَِ الرَّغِيدا
ذَاكَ يَوْمٌ يَجْمَعُ الدَّهْ
رَ قَدِيماً وَعَتِيدا
يَبْسُطُ الذِّكْرى وَإِنْ كَا
نَ بِهَا الْعَهْدُ عَهِيدا
جَالِياً مِنْ حِكْمَةِ الأَحْ
قابِ مَا يَهْدِي الرَّشِيدا
لَيْسَ مَا شَطَّ إِذَا قَ
رَّبَهُ الذَّهْنُ بَعِيدا
كَمْ شَهِيداً خَلَّدَ التَّا
رِيخُ فِيهِ وَشَهِيدا
ذَاقَ مِنْ تَعْذِيبِ دُقْلَتْ
يَانِ نَاراً وَحَدِيدا
سَاجِداً لِلهِ لاَ يَرْ
ضَى لِمَخْلُوقٍ سُجُودا
وَاهِباً دُنْياهُ لِدِيِ
نِ وَمَا كَانَ مُرِيدا
إِنْ تَمَلَّكْتَ فَلاَ تَتَّ
خِذِ النَّاسَ عَبِيدا
ضَلَّ مَنْ كَانَ لِمَا لَمْ
يَرِدِ الْقَوْمَ مُرِيدا
زَمَنٌ خَطَّ بِهِ آ
باؤُكُمْ سَفَراً مُجِيدا
ثُمَّ رَدَّ الصَّبْرُ عَنْهُمْ
ذلِكَ الْكَيْدَ الْمُبِيدا
وَانْقَضَتْ تِلْكَ النُحُوسُ ال
دُّكْنُ بَلْ عَادَتْ سُعُودَا
يَبْذُرُ الْبَغْيُ دِمَاءً
يَنْبَتُ العَدْلُ وُروُدا
عَاشَ فَارُوقُ الْمَلِيكُ الْمُ
فْتَدَى دَهْراً مَدِيدا
سَيِّدٌ هَيَّأَ بِالْعَدْلِ لِمِ
صْرَ أَنْ تَسُودَ
أَيَّدَ الشُّورَى وَأَجْرَى
الْحِكْمَ مَجْرَاهُ السَّدِيدا
وَابْتَنَى فِي كُلِّ قَلْ
بٍ وَامِقٍ عَرْشاً وَطِيدا
عَهْدُهُ بِالأَمْنِ وَاليُمْ
نِ مَحَا تِلْكَ العُهُودا
إِنَّ فِي مُجْتَمَعِ الْ
يَوْمِ لَتِذْكَاراً مُفِيدا
عِظَةٌ مُجْدِيَّةٌ وَال
دّرْسُ أَجْدَى مَا أُعِيدا
مَعْهَدُ التْوفِيقِ يَسْتَنْ
فِدُ لِلْخَيْرِ الجهُودا
صُرْحُ عُرْفَانٍ عَلَى أُس
سٍّ مِنَ الإِحْسَانِ شِيدا
نَشَّأَ النَّابِتَةَ المُ
ثْلَى وَأَنْمَاهَا عَدِيدا
يَا وَزِيرَ العِلْمِ لازُلْ
تَ لأَهْلِيهِ عَمِيدا
أَنْتَ مَنْ يَسْبَقُ مِنْهُ
نَاجِزُ الْفَضْلِ الوُعُودا
أَوْلَى هَذَا الْبَيْتَ عَوْ
ناً تَوْلَهُ نُجْحاً أَكِيدا
كُلَّما زِيدَ نَدىً أَعْط
تْ مَجَانِيَةُ مَزِيدا
حَبَّذَا النيْرُوزُ عِيداً
كلَّما عَادَ جَدِيدا
هُوَ رَأْسُ العِلْمِ قَدْ أَقْ
بَلَ مَيْمُوناً حَمِيدا
صَادِقُ الْمِيعَادِ لاَ يَخْ
لَقُ وَشْكاً أَوْ وَئِيدا
فَتَمَلَّوْهُ لِقَاءً
وَاغْنَمُوا العَيْشَ الرَّغِيدا

العنيــــدهـ
09-07-2011, 06:38 PM
مجد الشآم أعدته فأعيدا
ورددت رونقه القديم جديدا
كيف الأصيل من الجلال وفوقه
صر أثيل للمفاخر شيدا
يتتابع العمران في جنباته
وقريبه لولاك كان بعيدا
ماذا أتيت به على قصر المدى
من كل إصلاح يعد فريدا
لم يذكر التاريخ نصراً كالذي
أحرزته فوق الظنون مجيدا
هَلْ كَانَ أَمْهَرُ قَائِدٍ أَوْ سَائِسِ
فِي الْحَالَتَيْنِ كَمَا أَجَدْتَ مُجِيدَا
إِعْجَبْ بِشَعْبٍ فِي الخَفَا عَبَّأْتَهُ
لَمْ يَأْلَفِ التَّتْظِيمَ وَالتَّجْنِيدا
وَالدَّوُّ يَرْمِيه بِزُرْقِ عُيونه
وَالجَوُّ فِي كُلِّ اتِّجَاه رَيِّدَا
فَيَهُبُّ مَكْشُوفَ المُقَاتِلَ فَاتِكاً
بِمُكَاثِرَيه عِدَّةً وَعَديدَا
وَيُذِيْقُ مَنْ أَشْقَى الْبِلاَدَ بِبَغْ
يه عُقْبَى نِكَالٍ كَابَدَتْهُ مَديدَا
حَتَّى إِذَا أَجْلاَهُ كَانَ جَلاَؤُهُ
لِلْعُرْبِ فِي كُلِّ المَرَابِعِ عِيدا
عِيدٌ لَهُ مَا بَعْدَهُ فِي مَعْشَرٍ
يَأْبَى الْحَيَاةَ مُكَبَّلاً وَمَسُودا
حُلْوُ الشَّمَائِلِ وَالزَّمَانُ مُلاَينٌ
وَيَمُرُّ إِنْ كَانَ الزَّمَانُ شَديدَا
أَهْلُ الشَّآمِ كَعَهْدهِمْ لَمْ يَبرَحوا
أَنْ يُسْتَثَارُوا فِي الْخُطُوبِ أُسُودا
وَكَعَهْدهِمْ بِذَكَائِهِمْ وَمَضَائِهِمْ
رَفَعُوا لَهُمْ فِي الخَافِقَيْنِ بُنُودا
إن لم تسع نبغاءهم أوطانهم
جعلوا حدود العالمين حدودا
يا خير من ولته أمته فما
ضلت وكان موفقاً ورشيدا
أعجزتني عن شكر ما أوليتني
أتزيدني بقبول عذري جودا
هيهات يخلدك القريض وأنت من
يهب القريض الوحي والتخليدا
قامت فعائلك الكبار شواهداً
ولو أنها كلمٌ لكن قصيدا
بات توج العهد المبارك رأسه
وبصحبك الأبرار زان الجيدا
غرٌّ ميامين شهدت بلاءهم
في كل نازلةٍ فكان حيمدا
هذا جميل من وفى كوفائه
أن يذكر القوم الفداة الصيدا
هيهات أن ينسوا زعيماً سامه
إخلاصه التغريب والتشريدا
ورفاقه الصيابة النجب الأولى
لم يذخروا غرماً ولا مجهودا
الباذلين نفوسهم دون الحمى
ليعيش مرفوع المقام سعيدا
فلتحيى سرويا ولا برحت كما
تهوى علاها طارفاً وتليدا

شبيه اللول
09-07-2011, 07:16 PM
.
.

سلمت يمنأك على مآْحملتيه لنأ اشكرك جزيل الشكر على هذا الطرح
وانتظر جديدك القادم بشغف
لروحك الجوري
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/b/b3/Red_Rosa_damascena_%D9%88%D8%B1%D8%AF_%D8%AC%D9%88 %D8%B1%D9%8A.JPG/300px-Red_Rosa_damascena_%D9%88%D8%B1%D8%AF_%D8%AC%D9%88 %D8%B1%D9%8A.JPG

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:26 PM
شوقي نزيلٌ بكل قلبٍ
في صورة ما بها جمود
ما بقي الشعر فهو باقٍ
كأن فقدانه وجود

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:27 PM
مَهْمَا تَقِلَّ ثُمَالَةُ المَوْجُودِ
لاَ تَحْرِمِ المِسْكيِنَ قَطْرَةَ جُودِ
فَإِذَا حَبَاكَ اللهُ فَضْلاً وَاسِعاً
فَالْبُخْلُ خُسْرَانٌ وَشِبْهُ جُحُودِ
بِيضُ الأَيَادِي خَيْرُ مَا أَسْلَفْتَهُ
دَفْعاً لاِفَاتِ اللَّيَالِي السُّودِ
وَالمَالُ أَعوَدُهُ وَأَجزَلُهُ رِباً
مَا كانَ فَرضَ العَبدِ لِلمَعبُودِ
يَا مُحْسِنونَ جَزَاكُمُ المَوْلى بَمَا
يَرْبُو عَلى مَسْعَاكُمُ المَحْمُودِ
كمْ رَدَّ فضْلُكُمُ الْحَيَاةَ لِمَائِتٍ
جُوعاً وَكَمْ أَبْقى عَلَى مَوْلودِ
كَمْ يَسَّرَ النوْمَ الْهَنِيءَ لِسَاهِدٍ
شَاكٍ وَلَطَّفَ مِنْ أَسَى مَكْمُوُدِ
كَمْ صَانَ عِرْضاً طَاهِراً مِنْ رِيبَةٍ
وَنَفَى أَذى عَنْ عَاثِرٍ مَنكودِ
دَامَتْ لَكُمْ نَعْمَاؤُكُمْ مَحْفُوظَةً
مِنْ كَيدِ ذِي حِقْدٍ وَعَيْنِ حَسُودِ
وَتحَقَّقتْ عِنْدَ المُثِيبِ المرْتجَى
آمَالكُمْ بِثَوَابِهِ المَوْعُودِ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:28 PM
أَزْمَعْت إِهْدَاءً أُوَفي بِهِ
مَا يَقْتَضِي الوَاجِبُ مِنْ حَمْدِ
لِغَادَةٍ حَلَّتْ مَحَلاًّ سَمَا
مِنْ صِدْقِ إِعْجَابِي وَمِنْ وُدِّي
فَحَارَ فِكْرِي فِي اخْتِيَارِي لَهَا
أَلْطَفَ مَا يفْصِحُ عَنْ قَصْدِي
إِنْ صُفِّيَ النَّد أَيُهْدَى إِلى
شَمَائِلَ أَذْكَى مِنَ النَّدِّ
مَا الطِّيبُ إِلاَّ نَفْحَةٌ تَنْقَضِي
وَطِيبُهَا بَاقٍ عَلَى العَهْدِ
أَوْ آتَتِ الرَّوْضَ بَوَاكِيرُهَا
أَيُحْمَلُ الوَرْدُ إِلى الوَرْدِ
وَالزَّنْبَقُ الغَضُّ إِلى زَنْبَقٍ
يَنْفِسُهُ بِاللَّونِ وَالقَدِّ
وَالنَّرْجِسُ النَّضْرُ إِلى نَرْجِسٍ
يُظْلَمُ إِنْ قِيسَ إِلى نِدِّ
دَعْ زَهَراً يَذْوِي وَيَفْنَى فَمَا
مَكَانُهُ مِنْ زَهَرِ الخُلْدِ
وَعُدْ إِلى فنِّكَ فَانْظِمْ لَهَا
أَنْفَسَ مَا يَمْلِكُهُ المهْدِي
يَا ذَاتَ حُسْنٍ أَكْمَلَتْ حُسْنَهَا
بِالأَدَبِ الوَافِرِ وَالرُّشْدِ
تَقَبَّلِي شُكْرِي وَإِنْ لَمْ يُثِبْ
فَإِنَّهُ أَفْخَرُ مَا عِنْدِي

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:28 PM
مَضَتْ نَأْبَى لَهَا ذَمَّاً
كَمَا نَأْبَى لَهَا حَمْدَا
أَسَاءَتْ فِي أوَائِلِهَا
وَسَاءَ خِتَامُهَا جِدَّا
فَيَا سَنَةً عَدَدْنَا مِنْ
أسَى سَعَاتِهَا عَدَّا
شَفِيعُكِ يَوْمُ مَسْعَدَةٍ
زَهَا شَمْساً عَلاَ جَدَّا
حَبَانَا مِلْءَ دُنْيَانَا
وَمِلْءَ زَمَانِهَا سَعْدَا
إِذَا مَا أَرَّخُوكِ غَداً
لِبَدْءِ حَيَاتِنَا عَهْدَا
أَقَالَ عِثَارَ أُمَّتِنَا
وأَبْدَلَ ذُلَّنَا مَجْدَا
فَلاَ رِقٌّ وَلاَ ظُلمٌ
وَلاَ مَوْلَى وَلاَ عَبْدا
تَسَاوَيْنَا تَآخَيْنَا
وَعَادَ عَدَاؤُنَا وُدَّا
وَأَصْبَحْنَا بَنِي عُثْمَانَ
شِيبَ الْقَوْمِ وَالْمُرْدَا
لَنَا وَطَنٌ بِأَنْفُسِنَا
وَأَنْفَسِ مَالِنَا يُفْدَى
نَدِينُ عَلَى تَشْعُّبِنَا
بِهِ دِيناً لَنَا فَرْدَا
إِذَا نَادَى بِنَا سِرْنَا
إِلَيْهِ جَمِيعُنَا جُنْدَا
وَجئْنَا مِنْ مَعَابِدِنَا
نَرَى فِي الْمُلْتَقَى بَنْدَا
لَنِعْمَ العَامُ مُسْدِينا
مِنَ الإسْعَافِ مَا أَسْدَا
هِيَ الشُّورَى أَعَزَّ اللهُ
مُهْدِيهَا وَمضا أَهْدَى
فَمَا مِنْ رَاحَةٍ أَشْفَى
وَمَا مِنْ رَاحَةٍ أَنْدَى
وَما مِنْ مَطْلَعٍ أَصْفَى
وَما مِنْ طَالعٍ أَهْدَى
غَفَرْنَا ذَنْبَ ذَاكَ الْعَا
مِ مَا آذى وَمَا أرَدَى
وَبَيْنَ السُّوءِ وَالْحُسْنَى
غَفَرْنَا الأَلْفَ بِالإحْدَى

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:29 PM
عَبْدَ الْعَزِيزِ لَكَ الْخَيرُ
دُمْ عَزِيزاً حَمِيدَا
إِلَى اسْمِ طَلْعَتِ حَرْبٍ
أَضَفْتَ فَخْراً جَدِيدَا
سُبْحَانَ مَنْ يُكَمِلُ
مُبْدِئاً وَمُعِيدَا

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:30 PM
صَدَقَ المُهَنِّيءُ مَا أَتَاكَ مُهَنِّئاً
وَالْعَيْشُ مَوْفُورُ الصَّفَاءِ رَغِيدُ
مَا الْعِيدُ يَوْمٌ فِي الزَّمَانِ بِعَيْنِهِ
إِنَّ السَّلاَمَةَ كُلَّ يَومٍ عِيدُ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:30 PM
رَبِّ صنْ فَاروقَنْا الْمفْتَدَى
رَبِّ زِدْ مِصْر بِهِ سُؤْدَدَا
وَارْعَ مَنْ آثَرَهَا بِالْهدَى
لِتَكُونَ السَّكَنَ الْمُسْعَدَا
وَلْيَعِيشَا سَرْمداً سَرْمَدَا

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:31 PM
كَرِيمَةُ حَاتم زُفَّتْ فَلاَقَتْ
وَفَاءً وَلاَقَى ابْنُ أَيُّوبِ سَعْدَا
إِذَا النَّيِّرَانِ مَعاً أَرَّخَا
فَهَذَا إِقْتَرَانُ فَريد بِلِنْدَا

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:32 PM
يا لها اللَه غادة ذات دل
حبها صير الشقي سعيدا
قد دعاها العشاق عيداً ولكن
حرفت اسمها وقالت إيدا

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:34 PM
إقرار غير جاحد
واللَه خير شاهد
علي من مال اللعب
دين على الحر يجب
أربعة غرآء
رنانة صماء
منقشة الوجهين
جميلة الرسمين
من القروش النيكل ملء
عيون المجتلي
ادفعها في الموعد
مع الربى المعدد
ل الحسناء
فريدة النساء
بحسنها الفتان
والعقل والبيان
وذا اعترافي ولها
صك علي ولها
اكتبه وأملي
قبل حلول الأجل
أن يعلنوا إفلاسي
بين جميع الناس
لكن إذا الجيب خلا
يوماً فإن القلب لا

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:39 PM
أَكَامِلُ فيكَ اجْتَلَيْنَا الكَمَالَ
وَكُلُّ عَلَى صدْق قَوْلي شَهيد
فَضَائلُ دينٍ وَدُنْيَا جَمَعْنَ
وَأَنْتَ لَهُنَّ الْنِّظَامُ الْفَريد
وَشَتَّى علومٍ وَشَتَّى فُنُونٍ
تَأَلَّفَ منْهُنَّ عَقْدٌ نَضيدُ
حِجىً ملْهَمٌ يَتَلَقَّى الهدَى
فَتَبْدئُهُ مُفْصحاً أَوْ تُعيدُ
وَرَأْيٌ يُزَكِّيهِ كَرُّ السِّنينَ
إِلى خبْرَة كلَّ آن تَزيدُ
وَقُوَّةُ نَفْسٍ إِذَا صُرفَتْ
فَمَا من بَعيدٍ عَلَيْهَا بَعيدُ
وَصدْقُ يَقينٍ سَواءٌ عَلَيه
أَوَعْدٌ أَلَمَّ به أَمْ وَعيد
وَجَوْدٌ نَصَرْتَ به الْبَائسينَ
عَلَى دَهْرهمْ كَائداً مَا يَكيد
وَطَبْعٌ وَديعٌ سوَى أَنَّهُ
عَلَى كُلِّ مُغْرٍ بسُوءٍ مُريد
لكُلِّ نَديد وَفيمَا بَذَلْتَ
منَ الْيَد وَالنَّفْس عزٌّ نَديد
أَلاَ أَيُّهَا السَّيِّدُ المْمُجْتَبى
أَلاَ أَيُّهَا اللَّوْذَعيُّ الْمَجيدُ
لقَوْمكَ ممَّنْ دَنَا أَوْ نَأَى
سيَامَتُكَ الْيَوْمَ عيدٌ سَعيدُ
وَفَتْحٌ لَهُمْ منْهُ مَا بَعْدَهُ
وَبَعْثٌ لَهُمْ فيه عَهْدٌ جَديدُ
إِذَا فَاخَروا بكَ فَاخِرْ بهمْ
فَهُمْ في بَني الشَّرْق غُرٌّ وَصيد
وَلَيْسَ بضَائرٍ أَنْسَابُهُمْ
وَأَحْسَابُهُمْ أَنْ يُقِلَّ الْعَديدُ
فَعِشْ وَتَوَلَّ الأُمُورَ الجسَا
مَ كَمَا يَتَوَلَّى الأَمينُ الرْشيدُ
يَشدُّ قوَاكَ الشَّديدُ الْقوى
وَيَرْعَى خُطَاكَ الْعَزيزُ الحَميد
وَكيرلُلَّسْ لَكَ نِعْمَ الظَّهيرُ
كَمَا هُوَ للدِّين نعْمَ العَميدُ
هُوَ البَطْريَركُ الَّذي نَالَ مِنْ
وَلاَءِ رَعيَّته مَا يُريد
لَهُ في الجِّهَاد مَدىً طَائلٌ
سَيَتْلُوهُ في الْخَيْر عُمْرٌ مَديد

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:42 PM
زُفَّتْ إِلَيْكَ وَالزَّمَانُ وَرْدُ
وَالنُّوْرَ تَاجٌ وَالْفَرِيدُ عِقْدُ
وَالْجَوُّ صَفْوٌ وَالنَّسِيمُ نَدُّ
مَا أَبْهَجَ الْعَيْشَ إِذَا تَلاَقَى
مُلْتَهِبَانِ ظَمَأً فَذَاقَا
كَأْساً مِزَاجُهَا أَلْهَوَى وَالسَّعْدُ
مَا الحُبُّ إِلاَّ نِعْمَةٌ وَأَمْنٌ
لأَهْلِهِ وَرَحْمَةٌ وَيُمْنُ
دَعْ عَاذِلاً أَوْ سَائِلاً مَا بَعْدُ
أَلْيَوْمَ ظُلْمَةٌ تَسِيلُ خَمْرا
مُوْقِدَةٌ فِي كُلِّ قَلْبٍ فَجْرا
وَفِي غَدٍ شَمْسٌ سَنَاهَا شَهْدُ
أَلْيَوْمَ تُعْرَفُ أَلْغَرَامَ البِكْرُ
وَمَا عَلَيْهَا فِي الْغَرَامِ نُكْرُ
يَا حُسْنَ غِيِّ صارَ وَهْوَ رُشْدُ
مَضَى زَمَانُ الغِرَّةِ اللّطِيفَهْ
وَجَاءَ وَقْتُ الصَّبْوَةِ العَفِيفَهْ
يُعِدّ لِلعُمْرانِ مَنْ يُعِدُّ
وَفِي غَدِ تَرْفُدُ الْبَنِينَا
ثُمَّ عَلَى تَقَادُمِ السَّنِينَا
حُلْوٌ وَعَيْشٌ رَغْدُ
جُرْجِيتَ يَا مَنْ خَصَّهَا بِالْحُبِّ
أَسْرَى الشَّبَابِ فِي أَعَزِّ شَعْبِ
إِنَّ الْوَدُودَ شِبْهُ مَنْ يَوَدُّ
جُرْجِيتَ قَدْ أَجِيزَ لِلْقَوَافِي
وَصْفُ الْعَرُوسِ سَاعَةَ الزَّفَافِ
فَلاَ يَكُنْ عَنْهُنَّ مِنْكِ صَدُّ
وَعَلَّ زَوْجَكِ الأَدِيبَ آذِنُ
إِنِّي إِذَنْ بِعِيْنِهِ مُعَايِنُ
وَبِفُؤَادِهِ لِسَانِي يَشْدُو
أُحِسُّ فِي رَأْسِي مِنْهُ وَحْيَا
يَنْزِلُ فِي نَفْسِي شِعْراً حَيّا
فَهْوَ يَقُولُ وَأَنَا أَرُدُّ
وَأُنْظِمُ الْبَيْتَ الَّذِي يُؤْوِيكِ
فَلَيْسَ يَبْدُو رَسْمُ مُعْنىً فِيكِ
إِلاَّ وَمَعْنىً مِنْهُ فِيهِ يَبْدُو
للهِ أَنٌتِ فِي الْغَوَانِي الحُورِ
مِنْ رُوحِ ظَرْفٍ فِي مِثَالِ نُورِ
لِكُلِّ عَيْنٍ مِنْ نَدَاهُ وِرْدُ
لِلّهِ فِي مُقْلَتِكِ النَّجْلاَءِ
تِبْرُ الأَصِيلِ فِي مَدَى السَّمَاءِ
بِبَهْجَةٍ تَكَادُ لاَ تُحَدُّ
لِلّهِ ذَاكَ الْخْدُّ مَا أَرْوَعَهُ
لِلّهِ ذَاكَ الْقَدُّ مَا أَبْدَعَهُ
إِذَا اسْتَظَلَّ بِجَنَاهُ الْقَدُّ
مَحَاسِنُ الأَوْصَافِ وَالأَخْلاَقِ
فِيكِ الْتَقَتْ وَالْحَمْدُ لِلْخَلاَّقِ
وَبَعْدَه لأَبَوَيْكِ الْحَمْدُ
وَأَنْتَ يَا نَجْلَ أَخِي نِقُولاَ
قَدْ سَاغَ يَوْمَ الْعرْسِ أَنْ نَقُولاَ
فِيكَ الَّذِي فِيكَ وَلَسْنَا نَعْدو
إِنْ تَكنِ النَّابِغَةَ الْحَبِيبَا
فَعُنْصرَاكَ مَنْ عَرَفْنَا طِيبَا
كَيْفَ الْعَفَافُ منْجِباً وَالمَجْدُ
فَعِشْ وَعَاشَتْ عِرْسُكَ المنِيرَهْ
فِي نِعْمَةٍ سَابِغَةٍ مَوْفُورَهْ
إِنَّ الصَّفَاءَ لِلرِّفَاءِ وعْد
وَلْتَكُنِ الدَّارُ الَّتِي ابْتَنَيْتُمَا
دَارَ السَّعَادَةِ الَّتِي ابْتَغَيْتُمَا
زَينَتُهَا مَالٌ زَكَا وَوُلْدُ

العنيــــدهـ
09-07-2011, 07:46 PM
يَا ميُّ أَبْطَأ حَمْدي
وَلمْ يَكنْ عَنْ عَمْدِ
إِبْطَاؤُهُ وَأَبِيكِ
أَظْفَرْتِنِي بِهَدِيهْ
مِنْ كَفِّكِ الوَردِيهْ
تُزْرِي هدايا المُلُوكِ
ذَاكَ الكِتَابُ الثَّمِينُ
فِيهِ البَلاَغُ المُبِينُ
نصْحاً لِمُسْتَنْصِحِيكِ
تَرْجَمْتِهِ وَقَلِيلُ
فِي التَّرْجَماتِ الجَمِيلْ
قَضِيَّةٌ تَعْدوكِ
أَلنَّقْلُ غَيرُ الحَقِيقَهْ
وَمَا أَتَى بِالسَّلِيقَهْ
يَجِيءُ غَيْرَ ركِيكِ
وَإِنَّ أَقْوَى بَيَانِ
عِنْدَ اخْتِلاَفِ اللِّسَانِ
ينَالُ بِالتَّفْكِيكِ
ذاكَ اخْتِبَارِي وَلكِن
أَكَادُ وَالبَالُ آمِنْ
يا مَيُّ أَسْتَثْنِيكِ
فَقَدْ أَجَدْتِ لَعَمْرِي
تقْرِيبَ أَبْعدِ فِكْرِ
إِجَادَةً تُرْضِيكِ
وَزِدْتِ يَا مَيُّ فضْلاً
فَأَصْبَحَ السِّفْرُ أَعْلى
قَدراً لَدَى منْصِفِيكِ
قَدَّمْتِهِ بِمَقَالِ
أَعَزَّهُ فِي الَّلآلِي
أَنْ صِيغَ فِي أَيْدِيكِ
حُلْوٌ كَخَمْرِ القُسوسِ
صَفْوٌ كَدَمْعِ العَروسِ
سَمْحٌ كَوَجْهِ الضَّحوكِ
أَخالنَا النَّثْرَ شِعْرا
لِلهِ دَرُّكِ دَرَّاً
لاَ عَاش مَنْ يَشْنُوكِ
أَبْلِي الزَّمَانَ وَأَحْيِي
وَاسْتَنْزِلي نُورَ وَحْيِي
هدًى لِمسْتَطْلِعِيكِ
وليَغْدُ عَصْرُكِ عصْرَاً
لِلنَّابِهَاتِ وَفَجْرَا
لِلنَّابِغاتِ َتلِيكِ
بِفَضْلِ عقلٍ مُنِيرِ
وَعَوْنِ قَلْبٍ كَبِيرِ
لِلبرِّ يَنْبِضُ فِيكِ
وَالقَلْبُ إِنْ هوَ جَلاًّ
مَا زَالَ فِي كلِّ جُلَّى
لِلْعقْلِ خَيْرَ شَرِيكِ
سِرَّاهُمَا التَقَيَا فِي
نَظْمٍ بِغَيْرِ قَوَافِي
مِنَ الدُّمُوعِ مَحُوكِ
لِلهِ تَنْزِيلُ حُسْنِ
مِزَاجُ ظَرْفٍ وَحُزْنِ
فِي آيَةٍ مِنْ فِيكِ
بِهِ افْتَتَحْتِ الكِتَابَا
وَصُغْتِ دُرّأً عُجَابَا
فِي عَسْجَدٍ مَسْبُوكِ
ذِكْرَى وَأَيَّةُ ذِكْرَى
لِمَنْ تَولَّى فَقَرّاً
وَلَمْ يَزَلْ يُبْكِيكِ
ذِكْرَى شَقِيقٍ رَثيْتِ
فعَاشَ مَا كُلُّ مَيْتِ
بِالرَّاحِلِ المتْرُوكِ
كَمِ اسْتَعدْتِ سَنَاهُ
فَرَاعَنَا أَنْ نَرَاهُ
فِي دَمْعِكِ المسْفُوكِ
وَكَمْ تَحِيَّةُ نُورِ
إليْهِ فِي الدَّيْجُورِ
بَعَثْتِهَا فِي أَلُوكِ
عَلاَمَ نوْحٌ وَشَجْوُ
هَلْ لِلْفَرِيدَةِ صِنْوُ
أَغْلَى فتىً يَفْدِيكِ
لَهْفِي عَلَيْهِ هِلاَلاَ
كَمْ قَبْلَهُ الدَّهْرُ غَالا
أَهِلَّةً فِي الشُّكُوكِ
لَوْ لَمْ يُعَاجِلْ لَتَمَّا
فِي مطْلَعِ النُّبْلِ نَجْمَا
أَلَمْ يَكُنْ بِأَخِيكِ