المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الشاعر ابن برد العُقيلي،


نــجــم
22-06-2011, 11:13 AM
بَشّارِ بنِ بُرد
95 - 167 هـ / 713 - 783 م
بشار بن برد العُقيلي، أبو معاذ.
أشعر المولدين على الإطلاق. أصله من طخارستان غربي نهر جيحون ونسبته إلى امرأة عقيلية قيل أنها أعتقته من الرق. كان ضريراً.
نشأ في البصرة وقدم بغداد، وأدرك الدولتين الأموية والعباسية، وشعره كثير متفرق من الطبقة الأولى، جمع بعضه في ديوان. اتهم بالزندقة فمات ضرباً بالسياط، ودفن بالبصرة

نــجــم
22-06-2011, 11:13 AM
تجهَّزْ طال في النَّصَبِ الثَّواءُ



تجهَّزْ طال في النَّصَبِ الثَّواءُ ومُنْتظَرُ الثَّقِيلِ عَلَيَّ داءُ
تركْتُ رِياضة النَّوكَى قديماً فإنَّ رياضة النَّوكى عياءُ
إذا ماسامنِي الخُلطاء خَسْفاً أبيتُ وربَّما نفع الإباءُ
وإغضائِي علَى البزْلاء وهْنٌ ووجه سبيلها رحب فضاءُ
قضيتُ لبانة ً ونسأت أخرى ولِلْحاجات وَرْدٌ وانْقِضاءُ
على عيني "أبي أيُّوب" منِّي غِطاءٌ سوْف ينْكشِفُ الغِطاءُ
جفاني إذ نزلْت عليهِ ضيفاً وللضَّيفِ الكرامة ُ والحباءُ
غداً يتعلَّمُ الفجفاج أنِّي أسودُ إذا غضبتُ ولا أساءُ
فسرْ في النَّاسِ من جارٍ لئيم إذا .........رضاءُ
نأتْ سلْمى وشطَّ بها التَّنائي وقامتْ دُونَها حَكَمٌ وحَاءُ
واقعدني عن الغرِّ الغواني وقد ناديتُ لو سمعَ النِّداءُ
وَصِيَّة ُ مَنْ أرَاهُ عَلَيَّ رَبًّا وعهدٌ لا ينامُ بهِ الوفاءُ
هجرتُ الآنساتِ وهنَّ عندي كَمَاء العَيْنِ فَقْدُهُمَا سَوَاءُ
وقد عرَّضنَ لي والله دوني أعوذُ بهِ إذا عرضَ البلاءُ
ولولا القائمُ المهدي فينا حَلَبْتُ لَهُنَّ ما وَسعَ الإِنَاءُ
ويوماً بالجُديدِ وفيتُ عهداً وليسَ لعهدِ جارية ٍ بقاءُ
فَقُلْ للغَانِيَاتِ يَقِرْنَ إِنِّي وَقَرْتُ وَحَانَ من غَزَلي انْتِهَاءُ
نهاني مالكُ الأملاكِ عنها فَثَابَ الحِلْمُ وانْقَطَعَ العَنَاءُ
وكمْ مِنْ هاجِرٍ لِفتاة ِ قوْم وبينهما إذا التقيا صفاءُ
وغَضاتُ الشَّبابِ من العذارَى عليْهِنَّ السُّمُوطُ لها إِباءُ
إذا نبح العِدى فَلهُنَّ وُدِّي وتربيتي وللكلبِ العواءُ
لهوتُ بهنَّ إذ ملقي أنيقٌ يصِرْن لَهُ وإِذْ نسمِي شفاءُ
وأطْبقَ حُبُّهُنَّ علَى فُؤادِي كما انْطبقتْ على الأَرضِ السَّماءُ
فلمَّا أن دعيتُ أصبتُ رشدي واسفر عنِّي الدَّاءُ العياءُ
علَى الغَزَلَى سلاَمُ اللَّهِ منِّي وإِنْ صنع الخلِيفة ُ ما يشاءُ
فهذا حين تبتُ من الجواري ومِنْ رَاحٍ بِه مِسْكٌ ومَاءُ
وإنْ أكُ قدْ صحوتُ فربَّ يوم يَهُزُّ الكَأسُ رَأسِي والغِنَاءُ
أروحُ على المعازفِ أربخيّاً وتسقيني بريقتِها النِّساءُ
وما فارقتُ من سرفٍ ولكنْ طغى طربي ومالَ بي الفتاءُ
أوانَ يقول مسلمة ُ بنُ قيسٍ وليس لسيِّدِ النَّوكى دواءُ
رويدكَ عن قصافَ عليك عينٌ وللمتكلِّفِ الصَّلفِ العفاءُ
فلا لاقى مناعمهُ ابنُ قيسٍ يُعزِّينِي وقدْ غُلِبَ العزاءُ

نــجــم
22-06-2011, 11:13 AM
حيِّيَا صاحِبيَّ أُمَّ الْعلاَء


حيِّيَا صاحِبيَّ أُمَّ الْعلاَء واحذرا طرف عينها الحوراء
إنَّ في عينها دواءً وداءً لِمُلِمٍّ والدَّاءُ قبْل الدَّواء
ربَّ ممسى ً منها إلينا رغـ م إزاءٍ لا طاب عيشُ إزاء!
أسْقمتْ ليْلة َ الثُّلاَثاء قلْبِي وتصدَّت في السَّبتِ لي لشقائي
وغداة الخمِيسِ قدْ موَّتتْنِي ثُمَّ راحتْ في الحُلَّة ِ الخضْراء
يوْم قالتْ: إِذا رأيْتُك فِي النَّوْ م خيالاً أصبتَ عيني بداء
واسْتخفَّ الفُؤادُ شوْقاً إِلى قُرْ بك حتَّى كأنَّني في الهواء
ثُمَّ صدَّتْ لِقْوِ حمَّاءَ فِينا يا لقوْمِي دَمِي علَى حمَّاء!
لا تلوما فإنها من نساء مشرفات يطرفن طرف الظباء
وأعينا امرأً جفا ودَّهُ الحيُّ وأمسى من الهوى في عناء
اعرضا حاجتي عليها وقولاَ: أنسيت السَّرَّار تحت الرِّداء
ومقامِي بيْن المصلَّى إِلى المِنْبرِ برِ أبكي عليك جهد البُكاء
ومقال الفتاة ِ : عودي بحلمٍ ما التَّجنِّي من شيمة الحلماء
فاتَّقي الله في فتى شفَّهُ الحب وقولُ العدى وطولُ الجفاء
أنْت باعدْتِهِ فأمْسى مِن الشَّوْ قِ صريعاً كأنَّهُ في الفضاء
فاذكري وأيهُ عليك وجودي حسْبُك الوأيُ قادحاً في السَّخاء
قد يسيءُ الفتى ولا يُخلفُ الو عد فأوفي ما قلت بالرَّوحاء
إِنَّ وعْد الكرِيم ديْنٌ عليْهِ فاقْضِ واظْفرْ بِهِ علَى الغُرماء
فاسْتهلَّتْ بِعَبْرة ٍ ثُمَّ قالتْ كان ما بيْننا كظِلِّ السَّراءِ
يا سليمى قومي فروحي إليهِ أنْتِ سُرْسُورتِي من الخُلطاء
بلِّغيهِ السَّلام منِّي وقولي: كُل شيْء مصِيرُهُ لِفناء
فتسلَّيتُ بالمعازفِ عنها وتعزَّى قلْبِي وما منْ عزاء
وفلاة ٍ زوراءَ تلقى بها العيـ العينَ رِفاضاً يمْشِين مشْيَ النِّساء

نــجــم
22-06-2011, 11:13 AM
بِالرَّكْبِ، فضاء ً موْصُولة ً بِفضاء
قدْ تجشَّمتُها وللجندبِ الجوْ نِ نِداءٌ فِي الصُّبْح أوْ كالنِّداء
حين قال اليعفورُ وارتكض الآ لُ بريعانهِ ارتكاض النِّهاء
بِسبُوحِ اليَدَيْنِ عامِلة الرِّجْلِ مَرُوحٍ تغْلُو مِن الغُلْوَاءِ
همُّها أنْ تزُورَ عُقْبة َ في المُلْكِ كِ فتروى من بحره بدِلاءِ
مالِكِيٌّ تنْشقُّ عَنْ وجْهِهِ الحرْ بُ كما انشقَّت الدُّجى عن ضياءِ
أيّها السَّائِلِي عنِ الحزْم والنَّجْدة ِ والبأسِ والنَّدى والوَفَاءِ
إنَّ تلك الخلال عند ابنِ سلم ومزِيداً مِنْ مِثْلِها فِي الغَنَاء
كخراج السَّماءِ سيبُ يديهِ لقريبٍ ونازحِ الدَّارِ ناءِ
حرَّم اللَّه أنْ ترى كابْنِ سلْم عُقْبة ِ الخيْرِ مُطْعِمُ الفُقَراء
يسقطُ الطَّيرُ حيثُ ينتثر الحبُّ وتُغشى منازلُ الكرماءِ
ليس يعطيك للرِّجاءِ ولا الخو فِ ولَكِنْ يَلَذُّ طَعْمَ العَطَاء
لاَ وَلاَ أَنْ يُقَالَ شيمتُه الجو دُ ولَكِنْ طَبَائِعُ الآبَاءِ
إِنَّمَا لَذّة ُ الجَوَادِ ابْنِ سَلْم في عطاء ومركبٍ للقاء
لا يهابُ الوغى ولا يعبدُ المـ ـالَ ولكنْ يُهينهُ للثَّناءِ
أرْيَحِيٌّ لَهُ يَدٌ تُمْطِرُ لَ وأخرى سمٌّ على الأعداءِ
قَدْ كَسَانِي خَرًّا وأخدَمَنِي الحُو رَ وخلاَّ بنيَّتي في الحُلاء
وحَبَانِي بِهِ أغَرَّ طَوِيلَ البا عِ صلتَ الخدَّينِ غضَّ الفتاء
فَقَضَى اللَّه أْن يَمُوتَ كما مَا تَ بنونا وسالفُ الآباء
رَاحَ فِي نَعْشِهِ وَرُحْتُ إِلى ”عُقْبَة َ” بة َ" أشكو فقالَ غيرَ نجاء
إِنْ يَكُنْ مِنْصَفٌ أصَبْتُ فَعِنْدِي عَاجِلٌ مِثْلُهُ مِنَ الوُصَفَاء
فَتَنَجَّزْتُهُ أشَمّ كَجَرْوِ اللَّيْثِ يثِ غاداكَ خارجاً من ضراء
فجزى الله عنْ أخيكَ ابنَ سلم حينَ قلَّ المعروفُ خيرَ الجزاء
صنعتني يداهُ حتِّى كأنِّي ذُو ثَرَاءٍ مِنْ سِرِّ أهْلِ الثَّرَاء
لا أبالي صفحَ اللَّئيمِ ولا تجـ ري دموعي على الخؤونِ الصَّفاء
َفَانِي أمْراً أبَرَّ عَلَى البُخْلِ بِكَفٍّ مَحَمْودَة ٍ بَيْضَاء
يشتري الحمدَ بالثَّنا ويرى الذَّ مَّ فَظيِعاً كَالحَيَّة ِ الرَّقْشَاء
ملكٌ يفرعُ المنابرَ بالفـ وَيَسْقِي الدَّمَاءَ يوْمَ الدِّمَاء
كم له منْ يدٍ علينا وفينا وأيادٍ بيضٍ على الأكفَاء
أسَدٌ يَقْضَمُ الرِّجَالَ وَإْن شِئْتَ فَغَيْثٌ أجَش ثَر السَّمَاء
قائِمٌ باللَّوَاء يَدْفَعُ بالمَوْ تِ رِجَالاً عَنْ حُرْمَة ِ الخُلَفَاء
فعلى عقبة َ السَّلامُ مقيماً وإذا سارَ تحتَ ظلِّ اللِّواء

نــجــم
22-06-2011, 11:15 AM
طالَ انتظاري عهدَ أبَّاءِ




طالَ انتظاري عهدَ أبَّاءِ وجاورتْ في الشَّوسِ منْ حاءِ
وبِتُّ كالنَّشْوَانِ مِنْ حاجَة ٍ ضاقتْ بها نفسي وأحشائي
أقُولُ لَمَّا ابْتَزَّهَا خاطِبٌ منْ بينِ أعمامٍ وآباءِ
أرحتِ في الرَّائح يومَ اللِّوى ؟ لا تَبْعَدِي يا بِنْتَ وَرْقَاء
إِنْ كُنْتِ حَرْباً لَهُمُ فانْظُرِي شطري بعينٍ غيرِ حولاء
يا حُسْنَهَا يَوْمَ تَرَاءتْ لَنَا مكسورة َ الطَّرفِ بإغضاء
كأنَّما ألبستها روضة ً منْ بينِ صفراءَ وخضراء

نــجــم
22-06-2011, 11:15 AM
أفَرخ الزِّنجِ طَالَ بِك البَلاء




أفَرخ الزِّنجِ طَالَ بِك البَلاء وساءَ بك المقدّمُ والوراء
تنبيكُ وتستنيكُ وما لهذا وهذا إذ جمعتهما دواء
بكيتَ خلاف كنديرٍ عليهِ وَهَلْ يُغْنِي من الحَرَبِ البُكاء
فحَدِّثْنِي فقدْ نُقِّصْتَ عُمْراً وكنديراً أقلَّ فتى ً تشاء
كفى شغلاً تتبُّعُ كلِّ أيرٍ أصَابك في استِك الدَّاءُ الْعياء
أما في كربحٍ ونوى لقاطٍ وأبعارٍ تُجمِّعُهَا عزاء
تشاغلُ آكلَ التَّمرِ انتجاعاً وتُكْدي حين يَسْمَعُك الرِّعَاء
وعندي من أبيك الوغدِ علمٌ ومن أمٍّ بها جمحَ الفتاءُ
أبُوك إِذا غدَا خِنْزيرُ وَحْشٍ وأمُّكَ كلْبَة ٌ فِيهَا بَذاءُ
فما يأتيك من هذا وهذا إِذا اجْتَمَعَا وضمَّهُمَا الفضاءُ
ألا إنَّ اللئيمَ أباً قديماً وَأمّاتٍ إِذا ذُكرَ النِّسَاء
نتيجٌ بَيْن خِنْزيرٍ وكلْبٍ يرى أنَّ الكمارَ لهُ شفاءُ
أفرْخَ الزِّنْج كيْف نطقْتَ باسْمِي وأنْت مُخنَّثٌ فِيك الْتِواءُ
رَضِيتَ بانْ تُناك أبَا بَناتٍ وَليسَ لمنْ يُناكُ أباً حياء
وقدْ قامتْ على أمٍّ وأختٍ شُهُود حين لقَّاهَا الزِّناءُ
إِذا نِيكت حُشيْشة ُ صَاحَ ديكٌ وصوّت في استِ أمِّك ببّغاءُ
فدَعْ شَتْمَ الأَكارِم، فيهِ لَهْوٌ ولَكِنْ غِبُّهُ أَيهٌ ودَاء
لأمِّكَ مصرعٌ في كلِّ حي وخشَّة ُ همُّها فيك الكراء
وَقَد تَجِرَتْ بِأخْتِكُمُ «غَنِيٌّ» فَمَا خَسِرَ التِّجَارُ وَلاَ أسَاءوا
أصَابُوا صِهْرَ زنْجيٍّ دَعيٍّ ببرصاء العجان لها ضناء
فما اغتبطتْ فتاة ُ بني "غنيِّ" ولاَ الزِّنْجيُّ، إِنَّهُمَا سَوَاء

نــجــم
22-06-2011, 11:15 AM
منَّيْتَنِي بِشْراً وبشرٌ فتًى



منَّيْتَنِي بِشْراً وبشرٌ فتًى لايَشْتَرِي الحمْدَ بإِعْطاءِ
عِلْج بعْلج مِنْ بَنِي «دابِق» صاحب تقديرٍ وإبقاءِ
في نفسه شغلٌ وفي بيته فُضَوحُ إِخْوانٍ وآباء
يا بشرُ ما بالُ التي وقفتْ بالفتح تبكي بين أعداء
يا بشرُحمَّامُ بني يشكرٍ حدَّثني عنْهما بأشْياء

نــجــم
22-06-2011, 11:15 AM
أجارتنا ما بالْهوان خفاءُ



أجارتنا ما بالْهوان خفاءُ ولا دُون شخْصي يوْم رُحْتُ عطاءُ
أَحِنُّ لِمَا أَلْقَى وإِنْ جئْتُ زائراً دُفعتُ كأنِّي والعدوّ سواءُ
ومَنَّيْتِنَا جُودا وفيكِ تثاقل وشَتَّانَ أَهلُ الجُودِ والْبُخَلاءَ
على وجهِ معروفِ الكريمِ بشاشة ٌ ولَيْسَ لِمَعْرُوفِ الْبَخِيلِ بَهَاء
كأنَّ الذي يأتيكَ منْ راحتيهما عروسٌ عليها الدُّرُّ والنُّفساء
وقد لمتُ نفسي في الرباب فسامحتْ مرَارا ولكن في الفؤاد عِصاء
تحمَّلَ والي «أمِّ بكر» من اللوى وفارق من يهوى وبُتَّ رجاء
فأصبحت مخلوعاً وأصبح ... بأيدي الأعادي، والبلاء بلاء
خفيت لعينٍ من " ضنينة َ" ساعفتْ وما كان منِّي للحبيب خَفَاء
وآخر عهد لي بها يوم أقبلت تهادى عليها قرقر ورداء
عشية قامت بالوصيد تعرضا وقام نساء دونها وإماء
من البِيضِ مِعْلاقُ القُلوبِ كأنَّما جرى بالرُّقى في عينها لَكَ ماء
إِذا أسفرت طاب النعيم بوجهها وشبه لي أن المضيق فضاء
مريضة ُ مابيْن الجوانح بالصِّبا وفيها دواءٌ للْقُلُوبِ وداء
فقلتُ لقبٍ جاثمٍ في ضميره ودائعُ حبٍّ ما لهنَّ دواءُ:
تعزَّ عن الحوراء إنَّ عداتها وقدْ نزلتْ «بالزَّابِيَيْنِ» لفاءُ
يمُوتُ الهوى حَتَّى كأنْ لَمْ يَكُنْ هوًى وليس لما استبقيتُ منكَ بقاء
وكيْف تُرجِّي أُمَّ بكْرٍ بعيدة ً وقدْ كنت تُجفى والبيوتُ رئاء
أبي شادنٌ " بالزَّابيينِ" لقاءنا وأكْثرُ حاجات المُحبِّ لقاء
فأصْبحْتُ أرْضَى أنْ أعلَّلَ بالمُنى وما كان لي لوْلاَ النَّوالُ حَزاء
فيا كبداً فيها من الشوق قرحة ٌ وليْس لها ممَّا تُحبُّ شِفاء
خَلا هَمُّ منْ لا يَتْبعُ اللَّهْوَ والصِّبَا وما لهُموم العاشقين خلاء
تَمَنَّيْت أنْ تَلْقَى الرَّباب ورُبَّما تَمَنَّى الفَتَى أمراً وفيه شَقَاء
لَعَمْرُ أَبِيها ما جَزَتْنَا بِنائلٍ وما كان منْها بالوفاءِ وَفاءُ
وخيرُ خليليك الَّذي في لقائه رواحٌ وفيه حين شطَّ غناءُ
وما القُرْبُ إِلاَّ لْلمقرِّب نفْسَهُ ولو ولدتهُ جرهمٌ وصلاءُ
ولا خيرَ في ودِّ امرئ متصنِّعٍ بما ليْس فيه، والْوِدادُ صفاء
سَأعْتِبُ خُلاَّني وأعْذِرُ صاحبي بما غلبتهُ النَّفسُ والغلواءُ
وما ليَ لا أعفُو وإِنْ كان ساءَني ونفْسي بمَا تَجْنِي يَدَايَ تُسَاء
عتابُ الفتى في كلِّ يومٍ بليَّة ٌ وتقويمُ أضغانِ النِّساء عناء
صبرتُ على الجلَّى ولستُ بصابرٍ علَى مجْلسٍ فيه عليَّ زِرَاء
وإِنِّي لأَستَبْقِي بِحِلْمي مودَّتِي وعندي لذي الدَّاء الملحِّ دواءُ
قطعْتُ مِراءَ الْقوْمِ يوْم مهايلٍ بقوْلي وما بعْد الْبَيَان مِرَاءُ
وقدْ عَلِمَتْ عَلْيَا رَبيعَة َ أنَّني إذا السَّيفُ أكدى كانَ فيَّ مضاءُ
تركتُ ابنَ نهيا بعدَ طولِ هديرهِ مصيخاً كأنَّ الأرضَ منهُ خلاءُ
وما راحَ مثلي في العقاب ولا غدا لمستكبرٍ في ناظريه عداءُ
تزلُّ القوافي عنْ لساني كأنَّها حُماتُ الأَفَاعي ريقُهُنَّ قَضَاء

نــجــم
22-06-2011, 11:16 AM
قَدْ لَعب الدَّهْرُ علَى هامَتِي



قَدْ لَعب الدَّهْرُ علَى هامَتِي وذُقْتُ مُرًّا بعْد حَلْوَاءِ
إِنْ كُنْتِ حَرْباً لهُمُ فانْظُرِي شطري بعينٍ غيرِ حولاء
يا حسنهاحين تراءتْ لنا مكسورة َ العينِ بإغفاء
كأنَّما ألبستها روضة ً مابين صفْراءَ وخضراء
يلومني " عمروٌ" على إصبع نمَّتْ عليَّ السِّرَّ خرْساء
للنَّاس حاجاتٌ ومنِّي الهوى ......شيءٌ بعد أشياء
بل أيها المهجورُ منْ رأيه أعتبْ أخاً واخرجْ عن الدَّاء
منْ يأخذ النّار بأطرافه يَنْضَحْ علَى النَّار من المْاء
أنْت امْرُؤُ فِي سُخْطنا ناصبٌ ومنْ هَوَانَا نَازحٌ نَاء
كأنَّما أقسمتَ لا تبتغي برِّي وَلا تَحْفلْ بإيتَائي
وَإِنْ تَعَلَّلْتُ إِلَى زَلَّة ٍ أكلتُ في سبعة أمعاء
حَسَدْتَني حينَ أصَبْتُ الغنَى ما كنتَ إلاَّ كابن حوَّاء
لاقَى أخَاهُ مُسْلماً مُحْرماً بطعنة ٍ في الصُّبح نجلاء
وَأنْتَ تَلْحَاني ولا ذَنْبَ لي لكم يرى حمَّالَ أعبائي
كأنَّما عاينتَ بي عائفاً أزرقَ منْ أهلِ حروراء
فارْحلْ ذميماً أوْ أقمْ عائذاً ملَّيتَ منْ غلٍّ وأدواء
ولا رقأتْ عيْنُ امْرىء ٍ شامتٍ يبكي أخاً ليس ببكَّاء
لو كنتَ سيفاً لي ألاقي به طِبْتُ به نفْساً لأَعدائي
أوْ كُنْت نفْسي جُمعتْ في يدي ألْفيْتني سمْحاً بإِبْقاء

نــجــم
22-06-2011, 11:16 AM
ذهبَ الدَّهرُ بسمطٍ وبرا


ذهبَ الدَّهرُ بسمطٍ وبرا وجَرَى دَمْعِيَ سحًّا في الرِّدَا
وتأيَّيتُ ليومٍ لاحقٍ ومضى في الموتِ إخوانُ الصَّفا
ففؤادي كجناحي طائرٍ منْ غدٍ لا بدَّ منْ مُرِّ القضا
ومن القومِ إذا ناسمتهمْ ملكٌ في الأخذِ عبدٌ في العطا
يَسْألُ النَّاسَ ولا يُعْطيهمُ هَمُّهُ «هات» ولَمْ يشْعُرْ بـ «ـها»
وأخٍ ذي نيقة ٍ يسألني عنْ خَليطيَّ، وليْسا بسوا
قلتُ :خنزيرٌ وكلبٌ حارسٌ ذاك كالنَّاسِ وهذا ذُو نِدا
فَخُذِ الْكلْبَ علَى ما عنْدَهُ يُرْعِبُ اللِّصِّ ويُقْعِي بِالْفِنَا
قلَّ من طاب لهُ آباؤهُ وعلَى أُمَّاتِهِ حُسْنُ الثنا
ادْنُ مِنِّي تلْقَني ذا مِرَّة ٍ ناصِح الحُبِّ كرِيماً في الإِخا
ما أراك الدَّهرَ إلاَّ شاخصاً دائِب الرِّحْلَة ِ في غيْرِ عَنَا
فدع الدُّنيا وعش في ظلِّها طلَبُ الدُّنْيا مِن الدَّاء الْعَيَا
رُبَّما جاءَ مُقِيماً رِزْقُهُ وسعى ساعٍ وأخطا في الرَّجا
وفناءُ المرء منْ آفاته قلَّ من يسلمُ منْ عيِّ الفنا
وأرى النَّاس يروني أسداً فيقولون بقصدٍ وهدى
فارضَ بالقسمة ِ من قسَّامها يعدمُ المرءُ ويغدو ذا ثرا
أيها العاني ليكفى رزقهُ هان ما يكفيك من طولِ العنا
تَرْجِعُ النَّفْسُ إِذا وقرْتها ودواءُ الهمِّ منْ خمرٍ وما
والدَّعيُّ ابنُ خليقْ عجبٌ حُرِمَ المِسَواكَ إِلاَّ مِنْ وَرَا

نــجــم
22-06-2011, 11:16 AM
عوجا خليليَّ لقينا حسبا


عوجا خليليَّ لقينا حسبا مِنْ زمن أَلْقى عَليْنا شَغْبَا
ما إِنْ يرى النَّاسُ لِقلْبِي قلْبا كلَّفني سلمى غداة َ أتبا
وقد أجازت عيرها الأجبَّا أصْبحْتُ بصْرِيًّا وحلَّتْ غَرْبَا
فالعينُ لا تغفي وفاضت سكبا أمَّلْتُ ما منُّيْتُمانِي عُجْبا
بالخصيبِ لو وافقتُ منهُ خصبا فلا تغرَّاني وغُرَّا الوطبا
إِنِّي وحمْلِي حُبَّ سلْمَى تبَّا كحاملِ العبء يُرجَّى كسبا
فخاب منْ ذاك ولاقى تعبا وقدْ أرانِي أرْيحِيًّا ندْبا
أروي النَّدامى وأجرُّ العصبا أزْمان أغْدُو غزٍلاً أقبَّا
لا أتَّقي دون سليمى خُطبا وما أبالي الدَّهيانَ الصَّقبا
يا سلمَ يا سلمَ دعي لي لبَّا أو ساعفينا قد لقينا حسبا
ما هكذا يجْزِي الْمُحِبُّ الْحِبّا وصاحِبٍ أغْلَقَ دُونِي درْبا
قلتُ لهُ ولم أحمحم رعبا: إنَّ لنا عنك مساحاً رحبا
فأحْمِ جنْباً سوْف نَرْعى جنْبا وفتية ٍ مثلِ السَّعالي شبَّا
مِن الْحُمَاة ِ الْمانِعِينَ السَّرْبا تلْقى شَبَا الكأسِ بِهِمْ والحرْبا
كلَّفتهم ذا حاجة ٍ وإربا عِنديَ يُسْرٌ فَعَبَبنا عَبَّا
منْ مقَدِيٍّ يُرْهِق الأَطِبّاَ أصْفرَ مثْلِ الزّعْفَرانِ ضَرْبَا
كأسِ امرئ يسمو ويأبى جدبا مالَ علينا بالغريض ضهبا
والرَّاح والرِّيحان غضًّا ورطبا وألْقَيْنة ِ الْبكْرِ تُغَنِّي الشَّرْبا
والْعِرْقُ لاندْرِي إِذا ما جبَّى أضاحِكاً يحْكِي لنا أمْ كلْبا
يسْجُدُ لِلْكأْسِ إِذا ما صُبَّا كقارِىء السَّجْدة ِ حِين انْكبَّا
حتَّى إِذا الدِّرْياقُ فِينا دبَّا وجنَّ ليلٌ وقضينا نحبا
رحنا مع اللَّيلِ ملوكاً غلبا مِنْ ذَا ومِنْ ذاك أَصبْنا نهْبَا
وحلبت كفِّي لقومٍ حلبا فلم أرشِّح لعشيرٍ ضبَّا
ورُبَّما قُلْتُ لعمْرِي نَسْبَا الْعضْبُ أشْهَى فأذِقْنِي الْقَضْبا
فالآن ودَّعْتُ الْفُتُوَّ الحُزْبا أعتبتُ من عاتبني أو سبَّا
ورَاجَعَتْ نفْسِي حَجاها عُقْبا فالْحمْدُ للَّه الَّذِي أهبَّا
مِنْ فُرْقة ٍ كانتْ عليْنا قضْباً أتى بِها الْغيُّ فأغْضى الرَّبَّا
وَمَلِكٍ يَجْبي الْقُرى لا يُجْبى نزورهُ غبًّا ونؤتي رهبا
ضخْمِ الرِّواقيْنِ إِذا اجْلعبَّا يخافه النَّاسُ عدى ً وصحبا
كما يخافُ الصَّيدنُ الأزبَّا صبَّ لنا من ودِّهِ واصطبَّا
ودًّا فما خنتُ ولا أسبَّا ثبَّت عهْداً بيْنَنَا وثبَّا
حتَّى افترقنا لم نُفرِّقْ شعْبَا كذاك من ربَّ كريماً ربَّا
والناسُ أخيافٌ ندى ً وزبَّا فصافِ ذا وُدٍّ وجانِبْ خَبَّا
يا صاح قد كنتَ زلالاً عذبا ثمَّ انقلبتَ بعد لينْ صعبا
مالي وقد كنتُ لكم محبَّا أُقْصى وما جاوزْتُ نُصْحاً قصْبا
يا صاحِ قد بلِّغت عنِّي ذنبا وهلْ علمتَ خلقي منكبَّا
وهلْ رأيْتَ فِي خِلاطِي عَتْبَا ألم أزيِّن تاجك الذَّهبَّا
بالبْاقِياتِ الصَّالِحاتِ تُحْبى أضأنَ في الحبِّ وجزن الحبَّا
مِثْل نُجوم اللَّيْلِ شُبَّتْ شبَّا أحِين شاع الشِّعْر واتْلأَبَّا
ونظر النَّاس إِليَّ ألْبَا أبْدلْتِني مِنْ بَعْدِ إِذْن حجْبَا
بئس جزاءُ المرء يأتي رغبا لمَّا رأيتَ زائراً مربَّا
باعدْتهُ وكان يرْجُو الْقُربا فزار غِبًّا كيْ يُزاد حُبَّا

نــجــم
22-06-2011, 11:17 AM
يا دارُ بين الفرع والجنابِ


يا دارُ بين الفرع والجنابِ عفا عليْها عُقَبُ الأَعْقاب
قدْ ذهبتْ والْعيْشُ لِلذَّهابِ لمَّا عرفْناها علَى الْخرابِ
ناديتُ هل أسمعُ من جوابِ وما بدار الحيِّ من كرَّابِ
إلا مطايا المرجلِ الصَّخَّابِ وملعب الأحبابِ والأحبابِ
فِي سامِرٍ صابٍ إِلى التَّصابي كانت بها سلمى مع الرَّبابِ
فانْقلبتْ والدَّهْرُ ذُو انْقِلابِ ما أقربَ العامرَ من خراب
وقدْ أراهُنَّ علَى الْمثابِ يلهون في مستأسدٍ عجابِ
سهلِ المجاري طيِّبِ الترابِ نورٌ يغنِّيهِ رغا الذُّبابِ
في ناضرٍ جعدِ الثّرى كبابِ يلْقى الْتِهاب الشّمْسِ بِالْتِهابِ
مِثْلِ الْمصلِّي السَّاجِدِ التَّوَّاب أيام يبرقن من القبابِ
حورَ العيونِ نزَّه الأحبابِ مثل الدمى أو كمَها العذابِ
فهنَّ أترابٌ إلى أترابِ يمشينَ زوراً عن مدى الحرابِ
فِي ظِلِّ عَيْشٍ مُتْرَع الْحِلاَبِ فابكِ الصِّبا في طللٍ يبابِ
بل عدّهِ للمشهدِ الجوَّابِ وصاحبٍ يدعى " أبا اللَّبلابِ"
قلتُ لهُ والنصحُ للصِّحابِ: لا تَخْذُلِ الْهَاتِفَ تَحْتَ الْهَاب
وانْبِضْ إِذَا حَارَبْتَ غَيْرَ نَابِ يا عقبَ يا ذا القحم الرِّغابِ
والنَّائِلِ الْمَبْسُوطِ لَلْمُنْتَابِ فِي الشَّرَفِ الْمُوفِي عَلَى السَّحَابِ
بَينَ رِوَاقِ الْمُلْكِ والْحِجَابِ مِثْلَ الْهُمَام فِي ظِلاَلِ الْغَابِ
أصبحتَ من قحطانَ في النِّصابِ وفي النِّصَابِ السِّرِّ واللُّبَابِ
من نفرٍ موطَّإ الأعقابِ يُرْبَى عَلَى الْقَوْمِ بِفَضْلِ الرَّابِي
وأنت شغَّابٌ على الشَّغَّابِ للخطَّة ِ الفقماء آبٍ آبِ
من ذي حروبٍ ثاقبِ الشِّهابِ إذا غدتْ مفترَّة ً عن نابِ
وعسْكرٍ مِثْلِ الدجى دبَّاب يعْصِفُ بِالشِّيبِ وبِالشَّبابِ
جُنْدٍ كأسْدِ الْغابة ِ الصِّعاب صبَّحْتَهُ والشَّمْسُ فِي الْجِلْبابِ
بغارة ٍ تحتَ الشَّفا أسرابِ بالموتِ والحرسيَّة ِ الغضابِ
كالْجَنِّ ضرَّابِين لِلرِّقابِ دأبَ امرئٍ للوجلى ركَّابِ
لا رَعِشِ الْقلْبِ ولا هيَّابِ جوَّابِ أهْوالٍ علَى جوّابِ
يُزْجِي لِواءً كجناح الطَّابِ في جحفلٍ جمٍ كعرضِ اللاَّبِ
حتَّى استباحوا عسكر الكذَّابِ بالطَّعنِ بعد الطَّعنِ والضِّرابِ
ثُمَّت آبُوا أكْرم الْمآبِ نِعْم لِزازُ الْمُتْرَفِ الْمُرْتابِ
ونعم جارُ العيَّلِ السِّغابِ يهوون في المحمرَّة ِ الغلابِ
رحبُ الفناء ممرعُ الجنابِ يلقاك ذو الغصَّة ِ للشَّرابِ
بلجَ المحيَّا محصَدَ الأسباب يجري على العلاَّتِ غير كابِ
مستفزعاً جريَ ذوي الأحسابِ ما أحْسنَ الْجُودَ علَى الأَرْبابِ
وَأقبح الْمطْلَ علَى الْوهَّاب أبطأتُ عن أصهاريَ الحبابِ
والشُّهْدُ مِنَّا ولْقَة ُ الْغُرَابِ وأنا منْ عبدة َ في عذابِ
قدْ وعدتْ والْوعْدُ كالْكِتابِ فأنْتَ لِلأَدْنَيْن والْجِنابِ
كالأُّم لا تجْفُو علَى الْعِتابِ فأمضها من بحرك العبابِ
بالنَّجنجيَّاتِ مع الثِّيابِ فَدَاكَ كُلُّ مَلِقٍ خيَّابِ
داني المنى ناءٍ عنِ الطُّلاَّبِ إنِّي من الحبسِ على اكتئاب
فاحْسِمْ تَبَيَّا أوْ تنيلُ مابِي ولا يكُنْ حظِّي انْتِظارَ الْبابِ

نــجــم
22-06-2011, 11:17 AM
سَلِّمْ على الدَّارِ بِذِي تَنْضُبِ


سَلِّمْ على الدَّارِ بِذِي تَنْضُبِ فشطِّ حوضى فلوى قعنبِ
واسْتَوْقِفِ الرَّكْبَ عَلَى رَسْمِهَا بل حلَّ بالرَّسمِ ولا تركبِ
لَمَّا عَرَفْنَاهَا جَرَى دَمْعُهُ مَا بَعْدَ دَمْعِ الْعَانِسِ الأَشْيَبِ
طالب بسعدى شجناً فائتاً وهل لما قد فاتَ من مطلبِ
وصاحبٍ قد جنَّ في صحَّة ٍ لاَيَشْرَبُ التِّرْيَاقَ مِنْ عَقْرَبِ
جافٍ عنِ البيضِ إذا ما غدا لم يبكِ في دارٍ ولم يطربِ
صَادَيْتُه عَنْ مُرِّ أخْلاَقِهِ بحلوِ أخلاقي ولم أشغبِ
حتَّى إذا ألقى علينا الهوى أظفارهُ وارتاحَ في الملعبِ
أصفيتهُ ودِّي وحدَّثتهُ بالْحَقِّ عَنْ سُعْدَى وعَنْ زَيْنَبِ
أقول والعينُ بها غصَّة ٌ مِنْ عَبْرَة ٍ هَاجَتْ ولَمْ تَسْكُبِ:
إِنْ تَذْهَبِ الدَّارُ وسُكَّانُهَا فَإِنَّ ما فِي الْقَلْبِ لَمْ يَذْهَبِ
لا غَرْوَ إِلاَّ دَار سُكَّانِنَا تمسي بها الرُّبدُ معَ الرَّبربِ
تنتابها سعدى وأترابها فِي ظِلِّ عَيْشٍ حَافِلٍ مُعْجِبِ
مرَّ علينا زمنٌ مصعبٌ بَعْدَ زَمَانٍ لَيْسَ بالْمُصْعَبِ
فَاجْتَذَّ سُعْدَى بِحَذَافيرِهَا غيرَ بقايا حبِّها المصحبِ
قد قلتُ للسَّائلِ في حبِّها لمَّا دنا في حرمة ِ الأقربِ:
يا صاحِ لا تسأل بحبِّي لها وانْظُرْ إِلَى جِسْمِي ثم اعْجَبِ
من ناحلِ الألواحِ لو كلتهُ في قلبها مرَّ ولم ينشبِ
شتَّانَ مجدودٌ ومن جدُّهُ كالكعبِ إن ترحل بهِ يرتبِ
أغرى بسعدى عندنا في الكرى مَنْ لَيْسَ بِالدَّانِي ولا الْمُصْقَبِ
مكِّيَّة ٌ تبدو إذا ما بدت بالميثِ من نعمانَ أو مغربِ
علِّقتُ منها حلماً كاذباً يا ليتَ ذاكَ الحلمَ لم يكذبِ
وملعبِ النُّونِ يرى بطنهُ من ظهرهِ أخضرَ مستصعبِ
عَطْشَانَ إِنْ تأَخُذُ عَلَيْهِ الصَّبَا يَفْحُشْ عَلَى الْبوصِيِّ أو يَصْخَبِ
كأنَّ أصْوَاتاً بِأرْجَائِه من جندبٍ فاضَ إلى جندبِ
ركبتُ في أهوالهِ ثيِّباً إِلَيْكَ أوْ عَذْرَاءَ لَمْ تُرْكَبِ
لمَّا تَيَمَّمْتُ عَلَى ظَهْرِهَا لمجلسٍ في بطنها الحوشبِ
هيَّأتُ فيها حينَ خيَّستها مِنْ حَالِكِ اللَّونِ ومِنْ أصْهَبِ
فأصبحت جارية ً بطنها مَلآنُ مِنْ شَتَّى فَلَمْ تُضْرَبِ
لا تشتكي الأينَ إذا ما انتحت تهدى بهادٍ بعدها قلَّبِ
رَاعي الذِّرَاعَيْنِ لِتَحْرِيزهَا من مشربٍ غارَ إلى مشربِ
إِذَا انْجَلَتْ عَنْهَا بِتَيَّارِهِ وارْفَضَّ آلُ الشَّرَفِ الأَحْدَبِ
ذكَرْتُ مِنْ هِقْلٍ غَدَا خَاضباً أو هقلة ٍ ربداءَ لم تخضبِ
تصرُّ أحياناً بسكَّانها صَرِيرَ بَاب الدَّار فِي الْمِذْنَبِ
بمِثْلِهَا يُجْتَازُ فِي مِثْلِهِ إِنْ جَدَّ جَدَّتْ ثُمَّ لَمْ تَلْعَبِ
دُعْمُوصُ نَهْرٍ أنْشَبَتْ وَسْطَهُ إن تنعبِ الرِّيحُ لها تنعبِ
إِلى إِمَام النَّاسِ وَجَّهْتُهَا تَجْرِي عَلَى غَارٍ مِنَ الطُّحْلُبِ
إِلى فتًى تَسْقِي يَدَاهُ النَّدَى حيناً وأحياناً دمَ المذنبِ
إذا دنا العيشُ فمعروفهُ دَانٍ بِعَيْشِ الْقَانِعِ الْمُتْرِبِ
زينُ سريرِ الملكِ في المغتدى وغرَّة ُ الموكبِ في الموكبِ
كأنَّ مبعوثاً على بابهِ يدني ويقصي ناقداً يجتبي
إذا رماهُ النَّقرى بامرئٍ لاَنَ لَهَ الْبَابُ وَلَمْ يُحْجَبِ
دأبتُ حتَّى جئتهُ زائراً ثمَّ تعنَّيتُ ولم أدأبِ
ما انشقَّتِ الفتنة ُ عن مثلهِ في مشرقِ الأرضِ ولا مغربِ
أطبَّ للدِّينِ إذا رنَّقت عيناهُ من طاغية ٍ مجربِ
ألقى إليهِ "عمرٌ" شيمة ً كَانَتْ مَوَارِيثَ أبٍ عَنْ أبِ
قوْدَ الْمَطَايَا بِعَمَى مَارِقٍ عوتبَ في الله فلم يُعتبِ
إنَّ يزيداً فادنُ من بابهِ في الضيقِ إن كانَ أو المرحبِ
أجْدَى عَلَى النَّاسِ إِذَا أمْحَلُوا يوماً وأكفى للثأى المنصبِ
دعامة ُ الأرضِ إذا ما وهت سماؤهُ عن لاقحٍ مقربِ
الْجَالِبُ الأُسْدَ وأشْبَالَهَا يزرنَ من دورينِ في المجلبِ
بِعَسْكَرٍ ظَلَّتْ عَنَاجِيجُهُ في الْقودِ مِنْ طِرْفٍ ومِنْ سَلْهَبِ
مجنوبة َ العصرينِ أو عصرها بسيرِ لا وانٍ ولا متعبِ
يتبعنَ مخذولاً وأشياعهُ بالْعَيْنِ فالرَّوْحَاء فالْمَرْقَبِ
حَتَّى إِذَا اسْتَيْقَنَ مِن كَبْوَة ٍ وكُنَّ مِنْهُ لَيْلَة الْمِذَّبِ
خَرَجْنَ من سَوْدَاءَ في غِرِّة ٍ يردينَ أمثالَ القنا الشُّرَّبِ
لَمَّا رَأوْا أعْناقَهَا شُرَّعاً بالموتِ دونَ العلقِ الأغلبِ
كانوا فريقينِ فمن هاربٍ ومقعسٍ بالطّعنِ لم يهربِ
مثل الفزاريِّ الَّذي لم يزل جَدَاهُ يَكْفِي غَيْبَة َ الْغُيَّبِ
أنزلنَ عبدَ الله من حصنهِ إذ جئنهُ من حيثُ لم يرهبِ
وانْصَعْنَ لِلْمَخْدُوع عَنْ نَفْسِهِ يَذُقْنَ ما ذَاقَ فَلَمْ يُصْلَبِ
وَلَوْ تَرَى الأَزْدِيَّ فِي جَمْعِهِ كانَ كضلِّيلِ بني تغلبِ
أيَّامَ يهززنَ إليه الرَّدى بكُلِّ مَاضِي النَّصلِ والثَّعْلَبِ
حتَّى إذا قرَّبهُ حينهُ منها ولولاَ الحينُ لم يقربِ
خاضَ ابنُ جمهورٍ ولو رامها مطاعن الأسدِ على المشربِ
وزرنَ شيبانَ فنامت بهِ عَيْنٌ ولَمْ تَأرَقْ عَلَى مُذْنِبِ
أجْلَى عَنِ الْمَوْصِلِ مِنْ وَقْعِهَا أو خرَّ من حُثحُوثها المطنبِ
هُنَاكَ عَادَ الدِّينُ مُسْتَقْبَلاً وانتصبَ الدّينُ على المنصبِ
وَعَاقِدُ التَّاجِ عَلَى رَأسِهِ يبرقُ والبيضة ُ كالكوكبِ
لا يضعُ الَّلأمة َ عن جلدهِ وَمِحْمَلَ السَّيْفِ عَنِ الْمَنْكِبِ
جلاَّبُ أتلادٍ بأشياعهِ قلتُ لهُ قولاً ولم أخطبِ
لَوْ حَلَبَ الأَرْضَ بأخْلاَفِهَا دَرَّتْ لَكَ الْحَرْبُ دَماً فَاحْلُبِ
يا أيها النَّازي بسلطانهِ أدللتَ بالحربِ على محربِ
الْغِيُّ يُعْدِي فاجْتَنِبْ قُرْبَهُ واحْذَرْ بُغَى مُعْتَزَلِ الأَجْرَبِ
أنهاكَ عن عاصٍ عدا طورهُ وألهبَ القصدَ على الملهبِ
لاَ تَعْجَلِ الْحَرْبَ لَهَا رَحْبَة ٌ تغضبُ أقواماً ولم تغضبِ
إن سرَّكَ الموتُ لها عاجلاً فاستعجلِ الموتَ ولا ترقبِ
مَا أُحْرِمَتْ عَنْكَ خَطَاطِيفُهُ فَارْقَ عَلَى ظَلْعِكَ أوْ قَبْقِبِ
إِنَّ الأُلَى كَانُوا عَلَى سُخْطِهِ من بينِ مندوبٍ ومستندبِ
لمَّا دنا منزلهُ أطرقوا إِطْراقَة َ الطَّيْرِ لذِي الْمِخْلَبِ

نــجــم
22-06-2011, 11:17 AM
يا مالكَ النَّاسِ في مسيرهمُ


يا مالكَ النَّاسِ في مسيرهمُ وَفِي الْمُقَام الْمُطِير مِنْ رَهَبِهْ
لاَ تَخْشَ غَدْرِي وَلاَ مُخَالَفَتِي كلُّ امرئ راجعٌ إلى حسبهِ
كشفتَ عن مرتعٍ دجنَّتهُ عوداً وكنتَ الطَّبيبَ من وصبه
وَلَسْتَ بِالْحَازِم الْجَلِيلِ إِذَا اغْتَـ رَّ ولاَ بالمغترِّ في نسبه
وَرُبَّمَا رَابَنِي الَّنذِيرُ فَعَمَّيْتُ رَجَاءَ الأَصَمِّ عَنْ رِيَبِهْ
عِنْدِي مِنْ الشُّبْهَة ِ الْبَيَانُ وَمَا تَطْلُبُ إِلاَّ الْبَيَانَ مِنْ حَلَبِهْ
إن كنتَ تنوي بهِ الهلاكَ فما تَعْرِفُ رَأسَ الْهَلاَكِ مِنْ ذَنَبِهْ
وإن يدافع بكَ الخطوبَ فما دافعتَ خطباً بمثلهِ ملبهْ
سيفكَ لا تنثني مضاربهُ يهتزُّ من مائهِ وفي شطبهْ
تَرْنُو إِلَيْهِ الْعَرُوسُ عَائِذَة ً فَلاَ يَمَلُّ الْحَدَّابُ مِنْ عَجَبِهْ
يصدق في دينهِ وموعدهِ نعم ويُعطى النَّدى على كذبه
لله ما راحَ في جوانحهِ مِنْ لُؤْلؤٍ لاَ يُنَامُ عَنْ طَلَبِهْ
يخرجنَ من فيهِ للنَّديِّ كما يخرجُ ضوءُ السِّراجِ من لهبه
زورُ ملوكٍ عليهِ أبَّهة ٌ تَعْرِفُ مِنْ شِعْرِهِ ومِنْ خُطَبِهْ
يقومُ بالقومِ يومَ جئتهمُ وَلاَ يخِيبُ الرُّوَّادُ فِي سَبَبِهْ
مُؤَبَّدُ الْبَيْتِ وَالْقَرَارَة ِ والتَّلْعَة ِ في عُجْمِهِ وفي عَرَبِهْ
لو قام بالحادثِ العظيمِ لما عَيَّ بِعُمْرَانِهِ وَلاَ خَرِبِهْ
لاَ يَعْبُدُ المالَ حِينَ يَجْمَعُهُ ولاَ يُصلِّي للْبَيْتِ من صُلُبِهْ
تلعابة ٌ تعكف النِّساءُ بهِ يَاخُذْنَ مِنْ جِدِّهِ ومِنْ لَعِبِهْ
يَزْدَحِمُ الناس كل شَارقة ٍ بِبابه مُشْرعين في أدَبِهْ
شابَ وقد كانَ في شبيبته شهماً يبول الرِّئبالُ من غضبهْ
حَتَّى إِذَا دَرَّت الدَّرُورُ لهُ وَرَغَّثَتْهُ الرُّوَاة ُ فِي نَسَبِهْ
قضى الإمامُ المهديُّ طعنتهُ عن رأسِ أخرى كانت على أربهٍ
فَالحَمْدُ للَّه لا أُسَاعِفُ بِاللْهْوِ وَلا أنْتَهِي بِمُكْتَئِبِهْ

نــجــم
22-06-2011, 11:18 AM
طال المقامُ على تنجَّزِ حاجة ٍ


طال المقامُ على تنجَّزِ حاجة ٍ عِنْدَ الإِمَامِ وَقَدْ ذَكرْتُ إِيابِي
فَجرت دُمُوعِي من تَذكُّرِ مَا مَضَى وَكأنَّ قَلْبِي في جَنَاح عُقَابِ
وأحولُ من شرفِ العشيرة ِ مُبسقٌ قَوْماً وَأُمسكُ عَنْ هُمَام الْغَابِ
«يعقُوبُ» قَدْ وَرَدَ الْعُفَاة ُ عَشِيَّة ً متعرِّضينَ لسيبكَ المنتابِ
فسقيتهمْ وحسبتني كمُّونة ً نَبَتَتْ لِزَارِعِهَا بَغَير شَرَابِ
مَهْ لا أبَا لَكَ إِنَّني رَيْحَانَة ٌ فاشمُمْ بِأَنْفِكَ وَاسْقِهَا بِذِنَابِ
تعطي الغزيرة ُ درَّها فإذا أبتْ كانَتْ مَلامَتُهَا على الْحَلاَّبِ
طال الثَّواءُ بحاجة ٍ محبوسة ٍ شَمِطتْ لدَيْك، فَمُرْ لهَا بِخِضَابِ

نــجــم
22-06-2011, 11:18 AM
طال ليْلِي مِنْ حُبِّ


طال ليْلِي مِنْ حُبِّ مَنْ لا أَرَاهُ مُقَارِبِي
أبداً ما بدا لعيـ نكَ ضوءُ الكواكبِ
أو تغنَّت قصيدة ً قَيْنَة ٌ عِنْدَ شَارِبِ
فتعزَّيتُ عن "عبيـ دة " والحبُّ غالبي
تِلْكَ لوْ بِيعَ حُبُّهَا ابْـ ـتَعْتُهُ بِالْحَرَائبِ
وَلَو اسْطَعْتُ طائعاً فِي الأُمورِ النَّوَائب
لفَدَاهَا مِنَ الرَّدَى هاربي بعد قاربي
عتبت خلَّتي وذو الحـ ـحُبِّ جَمُّ الْمَعَاتِبِ
من حديثٍ نمى إليـ ها بهِ قولُ كاذب
فتقلَّبتُ ساهراً مقشعرَّ الذًّوائبِ
عجباً من صدودها وَالْهَوَى ذُو عَجَائبِ
ولقد قلتُ والدُّمـ عُ لباسُ التَّرائبِ
لو بدا اليأسُ من "عبيـ دة َ " قد قامَ نادبي
«عَبْدَ» باللَّه أطْلِقِي من عذابٍ مواصبِ
رَجُلاً كانَ قَبْلكُمْ رَاهِباً أوْ كرَاهِبِ
يَسْهَرُ اللَّيْلَ كُلَّهُ نظراً في العواقبِ
فثناهُ عنِ العبـ ـادَة ِ وَجْدٌ بِكاعِبِ
شغلتهُ بحبِّها عن حسابِ المحاسبِ
عَاشِقٌ لَيْسَ قَلْبُهُ مِنْ هَوَاهَا بِتَائبِ
يشتكي من فؤادهِ مِثْل لسْع الْعَقَاربِ
وكذاك الْمُحِبُّ يَلْقَى قى بذكرِ الحبائبِ
ولقد خفتُ أن يرو حَ بنعشي أقاربي
عَاجِلاً قَبْل أنْ أرَى فِيكمُ لينَ جَانِبِ
فإذا ما سمعتِ با كِيَة ً مِنْ قَرَائِبِي
ندبت في المسلِّبا تِ قَتِيل الْكوَاعِبِ
فاعلمي أنّ حبَّكم قادني للمعاطبِ!

نــجــم
22-06-2011, 11:18 AM
عَدِمْتُكَ عَاجِلاً يَا قَلْبُ قَلْبَا


عَدِمْتُكَ عَاجِلاً يَا قَلْبُ قَلْبَا أتجعلُ من هويتَ عليك ربَّا
بأيِّ مشورة ٍ وبأيِّ رأيٍ تُمَلِّكُهَا وَلا تَسْقِيك عَذْبَا
تحنُّ صبابة ً في كلِّ يومٍ إلى "حبِّى " وقد كربتك كربا
وتهتجرُ النِّساء إلى هواها كأنكَ ضامنٌ منهنَّ نحبا
أمِنْ رَيْحَانَة ٍ حَسُنَتْ وَطابَتْ تَبِيتُ مُرَوَّعاً وَتَظَلُّ صَبَّا
تروعَ من الصِّحابِ وتبتغيها معَ الوسواسِ منفرداً مكبَّا
كأنَّكَ لاَ تَرَى حَسَناً سِوَاها وَلا تَلْقَى لهَا فِي النَّاسِ ضَرْبَا
وَكمْ مِنْ غَمْرَة ٍ وَجَوازِ فَيْن خلوتَ بهِ فهل تزدادُ قربا
بَكيْتَ مِنَ الْهَوَى وَهَوَاكَ طِفْلٌ فويلك ثمَّ ويلك حينَ شبَّا
إذا أصبحتَ صبَّحك التَّصابي وَأطْرَابٌ تُصَبُّ عَليْك صَبَّا
وَتُمْسِي وَالْمَسَاءُ عَليْك مُرٌّ يقلِّبك الهوى جنباً فجنبا
أظنَّك من حذارِ البينِ يوماً بِدَاء الْحُبِّ سَوْفَ تَمُوتُ رُعْبا
أتظهرُ رهبة ً وتُسرُّ رغباً لقد عدَّبتني رغبا ورهبا
فَمَا لك في مَوَدَّتِهَا نَصِيبٌ سِوَى عِدَة ٍ فخُذْ بِيَدَيْكَ تُرْبَا
إذا ودٌّ جفا وأربّ وُدٌّ فجانب من جفاك لمن أربَّا
ودع شغبَ البخيلِ إذا تمادى فإنّ لهُ معَ المعروفِ شغبا
وقالت: لا تزالُ عليَّ عينٌ أراقبُ قيِّماً وأخافُ كلبا
لقَدْ خَبَّتْ عَليْك وَأنْتَ سَاهٍ فَكْنُ خبّا إِذَا لاقَيْتَ خبَّا
ولا تغررك موعدة ٌ "لحبَّى " فإنّ عداتها أنزلنَ جدبا
ألا يا قلبُ هل لك في التَّعزِّي فقد عذَّبتني ولقيتُ حسبا
وما أصبحتَ تأملُ من صديقٍ يعدُّ عليك طول الحبِّ ذنبا
كأنَّكَ قَدْ قَتَلْتَ لَه قَتِيلاً بحُبِّك أوْ جَنَيْتَ عَلَيْهِ حَرْبَا
رَأيْتُ الْقَلْبَ لا يأتِي بَغِيضاً ويؤثرُ بالزِّيارة ِ مَن أحبِّا

نــجــم
22-06-2011, 11:18 AM
خفِّض على عقبِ الزَّمانِ العاقبِ


خفِّض على عقبِ الزَّمانِ العاقبِ ليسَ النَّجاحُ معَ الحريصِ الناصبِ
تأتي المقيمَ -وما سعى - حاجاتهُ عَدَدَ الْحَصَى وَيَخِيبُ سَعْيُ الْخَائِبِ
فاترك مشاغبة َ الحبيبِ إذا أبى ليس المحبُّ على الحبيبِ بشاغبِ
غَلَبَتْكَ «أمُّ مُحَمَّدٍ» بِدَلاَلِهَا وَالْمُلْكُ يُمْهَدُ لِلأَعَزِّ الْغَالِبِ
واهاً "بأمِّ محمَّدٍ" ورسولها ورقادِ قيِّمها وسُكْر الحاجبِ
لم أنسَ قولتها: أراكَ مشيَّعاً عبثَ اليدينِ مولَّعاً كالشَّاربِ
أحْسِنْ صَحَابَتَنَا فَإِنَّكَ مُدْرِكٌ بَعْضَ اللُّبَانَة ِ باصْطِنَاعِ الصّاحب
وَإِذَا جَفَوْتَ قَطعْتُ عَنْكَ مَنَافِعِي والدَّرُّ يقطعهُ جفاءُ الحالبِ
لله درُّ مجالسٍ نُغِّصتها بَيْنَ الْجُنَيْنَة ِ والْخَلِيجِ النَّاكِب
أيْنَ الذينَ تَزُورُ كُلَّ عَشِيَّة ٍ يَأتِيك آدبهم وَإِنْ لَم تَأدبِ
ذهبوا وأمسى ما تذكَّرُ منهمُ هَيْهَاتَ مَنْ قَدْ مَاتَ لَيْسَ بِذَاهِبِ
منعتكَ "أمُّ محمَّدٍ" معروفها إِلا الْخَيالَ، وَبِئْسَ حَظُّ الْغَائبِ
نَزَلتْ على بَرَدى وَأنْتَ مَجَاوِرٌ حَفْرَ الْبُصَيْرَة ِ كالْغَريبِ الْعاتِبِ
لا تشتهي طرفَ النَّعيم وتشتهي طَيَّ الْبِلاَدِ بِأَرْحَبيٍّ شَاحِب
وَإِذَا أرَدْتَ طِلاعَ ”أمِّ محَمَّدٍ” غَلَبَ الْقَضَاء وَشُؤْمُ ”عَبْدِ الْواهِبِ”
عِلَلُ النِّساء إِذَا اعْتَللْنَ كثِيرَة ٌ وسماحهنَّ منَ العجيب العاجبِ
فاصبِرْ على زَمَنٍ نَبَا بِك رَيْبُهُ ليْسَ السُّرورُ لنا بحتمٍ وَاجب
وَلقَدْ أزُورُ على الْهَوى وَيَزُورُنِي قَمَرُ الْمَجَرَّة ِ في مَجَاسِدِ كاعِبِ
أيَّامَ أتَّبِعُ الصِّبَا وَيَقُودُنِي صَوْتُ الْمَزاهِرِ وَالْيَرَاع القاصِبِ
سقياً "لأُمِّ محمد" سقياً لها إِذْ نَحْنُ في لَعِبِ الشَّبَابِ اللاَّعب
بَيْضَاء صَافِيَة الأَدِيم تَرَعْرَعَتْ في جلدِ لؤلؤة ٍ وعفَّة ِ راهبِ
فَإِذَا امْتَرَيْتَ لبُونَ «أمِّ محمَّد» رجعت يمينك بالحلابِ الخائب
فَارْجِع كمَا رَجَعَ الْكرِيمُ وَلا تَكُنْ كمُقَارِفٍ ذَنْباً وَلَيْسَ بِتَائِب
ورضيتَ من طولِ الرَّجاء بيأسه وَالْيَأسُ أمثلُ مِن عِدَات الْكاذِب

نــجــم
22-06-2011, 11:18 AM
بَلَغَ الْمُرَعَّثَ في الرَّحِيلِ


بَلَغَ الْمُرَعَّثَ في الرَّحِيلِ لِ خرائدُ منهنَّ نحبُهْ
فَجَفَتْ يَدَاهُ عَنِ النُّسو عِ وَشَدَّ بالأَنْسَاعِ صَحْبُهْ
وَثَنَاهُمَا عَنْ رَحْلِهِ دمعٌ يبلُّ الجيبَ سكبهْ
وَنَحِيبُ مَطْرُوفِ الْفُؤا دِ ثوى معَ الأحبابِ لبُّهْ
فَالدَّمْعُ مُنْحَدِرُ النِّظا مِ إذا ترقرقَ فاضَ غربهْ
وَعَقَاربُ الْحبِّ الذي يخفي من الوسواسِ قلبهْ
فَإِذَا أَرَادَ النَّوْمَ أرَّ قَهُ وَسَاوِسُ تَسْتَهِبُّهْ
من ذكر مَن تَبَلَ الفؤا دَ فَحَسبه مِن ذَاك حَسْبهْ
سقَط النِّقَابُ فَرَاقَنِي إِذْ رَاح قُرْطاه وقُلْبُهْ
وَمُؤشَّرٌ ألْمَى اللثَا تِ شَهِيُّ طعْم الرِّيقِ عَذْبُهْ
أحبب إليَّ بهِ وإنْ كَان الوِصالُ لِمَنْ يرُبُّهْ
من نازحٍ حسنِ الدّلا لِ أبى لك التغميضَ حبُّهْ
شَحَطَ الْمَزَارُ بِهِ وَلوْ يدنو إليك شفاك قربهْ
انْكرْتَ عَيْشكَ بَعْدَهُ وَالدَّهرُ ضَاقَ عَليْك رَحْبُهْ
وكَذاك دهرُك للمُحبِّ يَرُوحُ إِذْ لمْ يَغْدُ شَغْبُهْ
أحببتَه ونأى به ودٌّ لآخر لا يحبُّه
ومن الْعجائب أنَّهُ في غير شعبكَ كان شعبهْ
وَغَوِيِّ قوم هَرّني دونَ الذي أحببتُ كلبهْ
فصفحتُ عنهُ لعلَّهُ فيما أريدُ يذلُّ صعبهْ
وَأخُو النِّساء مُوَارِبٌ يوماً إذا لم يصفُ شربهْ
فَدَعِ الْغَوِيَّ وَذَنْبَهُ فَعَليْهِ ليْس عَليْك ذَنْبُهْ
وسلِ التي أحببتها إِنْ كانَ ذَاك عَرَاك حَرْبُهْ
ما تأمرينَ بعاشقٍ عيَّ الطَّبيب به وطبُّهْ
قدْ ماتَ أوْ هوَ ميِّتٌ إِنْ لمْ يُعَاف اللَّه رَبُّهْ
غصبتْ "عبيدة ُ " قلبهُ أيحلُّ في الإسلام غصبهْ
صبٌّ إليها لو تني منها الرِّسالة ُ أو تغبُّهْ
لغدت عليهِ منيَّة ٌ وَلمَات أوْ لازدَادَ كَربُه

نــجــم
22-06-2011, 11:18 AM
ألا قلْ لتلك المالكيَّة ِ أصحبي


ألا قلْ لتلك المالكيَّة ِ أصحبي وإِلاَّ فمنِّينا لقاءَكِ واكْذبِي
عِدِينَا فإِنَّ النَّفْسَ تُخْدَعُ بالمنى وقلبُ الفتى كالطَّائر المتقلِّب
وقدْ تأمَنِي منْ لا يزالُ مُباعِداً على قربِ من يدنو بسهلٍ ومرحبِ
فإِنَّك لوْ تجْفُوك أمٌّ قريبة ٌ تجافيتَ عنها للبعيدِ المقرِّب
إِذَا يَئِسَتْ نفْسُ امْرىء ٍ من قَرينة ٍ تبدَّل أخرى مركباً بعد مركبِ
فلا تُمْسِكيني بالهوان فإِنَّني عن الهونِ ظعَّانٌ لقصدِ الملحَّبِ
حَبَسْتُ عليك النَّفس حولينِ لا أرى نوالاً ولا وعداً بنيلٍ معقَّبِ
وماكُنْتُ ـ لوْ شمَّرْتُ ـ أوَّلَ ظَاعنٍ بِرَحْلِيَ عَنْ جَدْبٍ إِلى غيْرِ مُجْدِبِ
ولكِنَّني أُغْضِي جُفُوناً على القَذَا وأحفظُ ما حمَّلتني في المغيَّبِ
وأنتِ بما قرَّبتني واصطفيتني خلاءٌ وقدْ باعدتني بُعدَ مذنبِ
كقائلة ٍ: إِنَّ الحِمار ـ فنحِّهِ عن القتِّ - أهلُ السِّمسم المتهذِّبِ
وما الحبُّ إلاَّ صبوة ً ثمَّ دنوة ٌ إذا لم يكنْ كان الهوى روغَ ثعلبِ

نــجــم
22-06-2011, 11:19 AM
ومريضة ٍ مرضَ الهوى


ومريضة ٍ مرضَ الهوى بكرتْ بعبرتها تعيبُ
ورفعتُ عندَ جوابها صوْتِي، وقدْ سَكَتَ المرِيبْ
ويْلي على رَوَعانِهَا ولسانها الملقِ الخلوبْ
فلقدْ شُعِفْتُ بِحُبِّها شعف النَّصارى بالصَّليبْ
عهدتْ إليَّ وأدبرتْ عهداً تذكُّرهُ يشيبْ
وكأنَّها لمَّا مَشَتْ أيْمٌ تَأوَّد في كَثِيبْ
وكأنَّني مِنْ حُبِّها ظَأر أهاب بِهِ مُهيبْ
خُلِقَ النِّساءُ خِلافَهَا ضُرُباً وليس لها ضَريبْ
زينُ المجاسدِ مثلها يشفى به ضغنُ القلوبْ
لمَّا شَعبتُ على الوشا ة ِ وغُصْنُ ناظرِك الشَّعُوبْ
رَجَعَ الوُشاة ُ كأنَّهُمْ عُرفاءُ لَيْسَ لَهُمْ نَقِيبْ

نــجــم
22-06-2011, 11:19 AM
طَرِبَ الحمامُ فَهَاجَ لي طَرَبَا


طَرِبَ الحمامُ فَهَاجَ لي طَرَبَا وبما يكونُ تذكُّري نصبا
إذ لامني "عمروٌ" فقلتُ لهُ: غُلِبَ العزاءُ ورُبَّما غَلَبَا
إنَّ الحبيبَ - فلا أكافئهُ- بَعَثَ الخَيَالُ علي واحْتَجَبَا
فاعْذِرْ أخاكَ ودَعْ مَلاَمَتَهُ إنَّ الملامَ يزيدهُ تعبا
لا تنهبنْ عرضي لتقسمهُ ما كان عرْضُ أخيك مُنْتَهَبَا
وانْحُ الغَدَاة َ على مُقابِلِهِمْ لخليلكَ المشغوفِ إنْ طلبا
الطرقُ مقبلة ٌ ومدبرة ٌ هَوِّنْ عَلَيْكَ لأَيِّهَا رَكَبَا
لولا الحمامُ وطيفُ جارية ٍ ما شفَّنيِ حُبٌّ ولا كَرَبَا
إِنَّ التي راحتْ مودَّتُها رغماً عليَّ فبتُّ مكتئبا
حوْراءُ لوْ وَهَبَ الإِلهُ لنا منها الصَّفاءَ لحلَّ ما وهبا
خُلقتْ مباعدة ً مقاربة ً حَرْباً وتمَّتْ صورة ً عَجَبَا
في السَّابريِّ وفي قلائدها منقادها عسرٌ وإنْ قربا
كالشَّمس إنْ برقتْ مجاسدها تحكي لنا الياقوت والذًّهبا
أطْوي الشَّكاة َ ولا تُصدِّقُني وإِذا اشْتكيْتُ تَقُولُ لي: كَذَبَا
عسُرتْ خلائقها على رجل لعبَ الهوى بفؤادهِ لعبا
ولقدْ لطفْتُ لها بجارية ٍ روتِ القريضَ وخالطتْ أدبا
قالتْ لها : أصبحتِ لاهية عمَّن يراكِ لحتفهِ سببا
لوْ مُتِّ مات ولوْ لطُفْتِ لهُ لرأى هواكِ لقلبه طربا
تأتيكِ نازحة ً مناسبهُ ويحوطُ غيبكمْ وإنْ غضِبا
وإذا رُفعتِ إلى مخيلتهِ مطَرتْ علَيْكِ سماؤُهُ ذهبا
ذهب الهوى بفؤادهِ عبثاً وأفادهُ منْ قلبهِ جربا
فارْثِي لهُ ممَّا تضمَّنهُ من حرِّ حبِّكمُ فقدْ نشبا
قالت «عبيدة »: قد وفيت له بالود حتى مل فانقلبا
وصغا إلى أخرى يراقبها فِينا وكُنْتُ أحقَّ منْ رقبا
قولي له: ذرْ منْ زيارتها للقائنا إِنْ جِئْت مُرْتقبا
واجْهدْ يمينك لا تُخالفني فيما هويتُ وكان لي أربا
وإِذا بكيْتَ فلا عدِمْت شِفاً وأكلت لحمك جنَّة ً كلبا
سألتْ لأَعْتُبَها وأطْلُبها ممَّا تخافُ فقُلْتُ: قدْ وجبا
ولقيتُها كالخمر صافية ً حلتْ لشارِبها وما شَرِبَا

نــجــم
22-06-2011, 11:19 AM
لقدْ زادني ما تعلمين صبابة ً


لقدْ زادني ما تعلمين صبابة ً إِليْكِ فللقلْبِ الحزين وجِيب
وما تُذْكرين الدَّهْر إِلا تهلَّلتْ لعينيَّ منْ شوق إليكِ غروب
أبيتُ وعيني بالدُّموع رهينة ٌ وأصبحُ صبًّا والفؤادُ كئيبُ
إِذا نطق القَوْمُ الجُلُوسُ فإِنَّنِي أكِبُّ كأنِّي مِنْ هواك غريبُ
يقُولُون: داءُ القَلْبِ جِنٌّ أصابهُ ودائي غزالٌ في الحجالِ ربيبُ
إِذَا شِئْتُ هاج الشَّوقُ واقتادهُ الهوى إليك من الرِّيح الجنوب هبوبُ
هوى صاحبي ريحُ الشمال إذا جرت وأهوى لقلبي أنْ تهبَّ جنوبُ
وما ذاك إلاَّ أنَّها حين تنتهي تَنَاهَى وفيها مِنْ «عُبْيدة » طيبُ
وإِنِّي لمُسْتشْفي «عبيدة » إِنَّها بدائي وإِن كاتمته لطبيب
كقارُورة ِ العطَّار أوْ زاد نعْتُها تلينُ إذا عاتبتها وتطيبُ
لقد شغلتْ قلبي" عبيدة " في الهوى فليْس لأُخْرى في الفُؤادِ نصيبُ
ألا تتَّقِين اللَّه في قتْلِ عاشِقٍ لهُ حين يُمْسِي زفْرة ٌ ونحِيبُ
يُقَطِّعُ منْ أهْلِ القرابة وُدَّهُ فليس لهُ إلاَّ هواكِ نسيبُ
تمنِّينني حسن القضاء بعيدة ً وتلُويننِي ديْني وأنْتِ قريبُ
فوالله ما أدري: أتجحدُ حبَّنا «عُبيْدة ُ» أمْ تجْزي بِهِ فتثيبُ
وإِنِّي لأَشقى النَّاس إِن كان حُبُّها خصيباً ومرتادُ الجنابِ جديبُ
وقائلة ٍ: إِنْ مِنْتَ في طَلَبِ الصِّبى فلا بدَّ أنْ تُحصى عليك ذنوبُ
فرمْ توبة ً قبل المماتِ فإنَّني أخافُ عليْكَ اللَّه حِين تؤوبُ
تكلَّفُ إِرْشادِي وقدْ شاب مَفْرِقي وحمَّلني أهلي فليس أريبُ
فقُلْتُ لها: لمْ أجْن في الحُبِّ بيننا أثامًا على نفْسٍ، فَمِمَّ أتُوبُ
أرانا قريباً في الجوار ونلتقي مِرَاراً ولا نخْلُو، وذَاك عجيبُ
ألا ليت شعري: هل أزوركِ مرَّة ً وليس علينا يا "عبيدُ" رقيبُ
فنشفي فؤادينا من الشَّوق والهوى فإنَّ الذي يشفي المحبَّ حبيبُ
وما أنس ممَّا أحدث الدَّهرُ للفتى وأيَّامُهُ اللاتي عليْهِ تنُوبُ
فلستُ بناسٍ منْ رُضابكِ مشرباً وقَدْ حان مِنْ شمْسِ النَّهارِ غُرُوبُ
فبِتُّ لما زوَّدْتنِي، وكأنَّني مِن الأهْلِ والمالِ التِّلادِ حريبُ
إِذَا قُلْتُ يُنْسِينيك تغْمِيضُ ساعة ٍ تعرَّض أهْوالٌ لكْمْ وكُرُوبُ

نــجــم
22-06-2011, 11:19 AM
طربتَ إلى "حوضى " وأنت طروبُ


طربتَ إلى "حوضى " وأنت طروبُ وشاقك بين "الأبرقينِ" كثيبُ
ونؤيٌ كخلخالِ الفتاة ِ وصائمٌ أشجُّ على ريبِ الزَّمانِ رقوبُ
ومَسْجدُ شَيْخٍ كنتَ في سنن الصِّبى تحيِّيه أحياناً وفيه نكوبُ
غدا بثلاثٍ ما ينامُ رقيبها وأبقى ثلاثاً ما لهنَّ رقيبُ
أواجيَّ حُزْنٍ للمُحِبِّ يهِجْنهُ إذا اجتاز فيما يغتدي ويؤوبُ
فلا بدَّ أنْ تغشاك - حين غشيتها - هَوَاجِدُ أبْكارٍ عَلَيكَ وثِيبُ
ظَللْتَ تُعنِّي العَينَ عَيْنَكَ بعْدما جرتْ عبرة ٌ منها وعزَّ نحيبُ
ويوْم التقى شرْقيَّ جِزْعِ مُتَالِعٍ تقنَّعتَ من أخْرى وأنْت مُريبُ
تُسارقُ «عمْراً» في الرِّداء صبابة ً بِعيْنيْك مِنْها حاشِكٌ وحلِيبُ
إِذَا زُرْتَ أطْلاَلاً بَقِينَ عَلَى اللِّوَى مَلأَنَكَ مِنْ شَوْقٍ وَهُنَّ عَذُوبُ
ونمَّتْ عليكَ العينُ في عرصاتها سَرَائِرَ لم يَنْطِقْ بهِنَّ عَرِيبُ
مَتَى تَعْرِفِ الدَّارَ التِي بَانَ أهْلُهَا «بِسُعْدَى » فَإنَّ الدَّمْعَ مِنْكَ قَرِيبُ
تذكَّرُ من أحببتَ إذْ أنتَ يافعٌ غلامٌ فمغناهُ إليكَ حبيبُ
لَيَالِي تَشْتَاقُ الجِوَارَ غَرِيبَة ً إلى قودِ أسرارٍ وهنَّ غيوبُ
وإذْ يصبحُ الغيرانُ تغلي قدورهُ علينا وإذْ غصنُ الشَّبابِ رطيبُ
وإذْ نحنُ بالأدعاص أمَّا نهارنا فصعبٌ وأمَّا ليلنا فركوبُ
وإذْ نلتقي خلف العيون كأنَّنا سلافُ عقارٍ بالنُّقاحِ مشوبُ
وإنْ شهدتْ عينٌ صفحت وأعرضتْ إلى عينه العينُ التي ستغيبُ
يرى النَّاس أنَّا في الصدُود وتحْته مداخلُ تحْلوْلي لنا وتطيبُ
فكدَّار ذاك الْعيْشَ بعْد صفائه أحاديث قتَّاتٍ لهُنَّ دبيبُ
وسعيُ وشاة النَّاس بيني وبينها بما ليس فيه للوُشاة نصيبُ
ونظْرة عيْنٍ لمْ تَخالطْ عباءَة ً رأت مجْلسي فرْداً وفيَّ عُزُوبُ
فقالتْ: خلا بالنَّفْس إِذْ عيل صبْرُهُ يُشاورها أَيَّ الأُمُور تجُوبُ
أصابتْ بظنٍّ سرَّ ما في جوانحي وما كُلُّ ظنِّ الْقائلين يُصيبُ
فأصبحتُ من "سُعدى " قصيًّا بحاجة ٍ أرى كبدي من حرِّها ستذُوبُ
ونُبِّئْتُ نسْواناً عرضْن بحاجتي عليها فقالت: دون ذاك شعوب
تعذَّر مأتاهُ فما نستطيعهُ علَى قَوْلِ منْ يغْتابُنَا ويَعِيبُ
سقى الله "سُعدى " من خليط مباعد على أنّني فيما تُحِبُّ وهوب
عذيري من الْعُذَّال لا يتْرُكُونني بغمِّي، أما في الْعاذلين لبيبُ
يقولون: لوْ عَزَّيْت قلْبك لارْعَوَى فقُلْتُ: وهلْ للْعاشقين قُلُوب
يعدُّون لي قلباً ولستُ بمنكر هواناً ولا يرضى الهوان أريبُ
وما الْقلْب إِلاَّ للَّذي إِنْ أهنْتهُ بغى مشْرباً يَصْفُو لهُ ويطيبُ
أقول لقلْبٍ ليْس لي غيْر أنَّهُ لما شئتُ من شوقٍ إليّ جلوبُ
ألا أيها الْقَلْبُ الذي أدْبرتْ به سُعادُ بني بكْرٍ ألسْتَ تُنيبُ
تُؤمِّل «سُعْدى » بعْد ما شَعَبَتْ بِها نوى ً بين أقران الخليط شعوب
تُمَنّيك «سعْدى » كلَّ يوْم بكذْبة ٍ جديدٍ ولا تُجْدي عليْك كذوب
إذا الناصح الأَدنى دعاك بصوْته: «دع الْجهْل» لمْ تسْمعْ وأنْت كئيب
تمنَّى هوى «سُعْدى » مُشيداً لحُبِّها كأنْ لا ترى أنَّ المفارق شيبُ

نــجــم
22-06-2011, 11:20 AM
ألا حيِّ ذَا الْبَيْتَ الذِي لستُ ناظِراً


ألا حيِّ ذَا الْبَيْتَ الذِي لستُ ناظِراً إِلَى أهْلِهِ إِلاَّ بكَيْتُ إِلى صَحْبي
أزورُ سواهُ والهوى عندَ أهلهِ إذَا ما اسْتخفَّتْنِي تَباريحُ مِنْ حُبِّي
وإن نال منِّي الشَّوقُ واجهتُ بابها بإنْسانِ عيْنٍ ما يُفيقُ من السَّكْبِ
كما ينْظُرُ الصَّادي أطال بمنْهلٍ فحلأَّهُ الورَّادُ عنْ باردٍ عذب
تَصُدُّ إِذَا ما النَّاسُ كانتْ عُيُونهُم علينا وكنَّا للمشيرينَ كالنَّصبِ
على مضمرٍ بين الحشا من حديثنا مَخَافَة َ أنْ تَسْعَى بنا جارة ُ الْجَنْبِ
يُفَنِّدُني «عبْدُ الْعزيز» بأنَّني صبوتُ إلى "الذَّلفاء" حين صبا تربي
وما ذنبُ مقدورٍ عليهِ شقاؤهُ من الْحُبِّ عند اللَّه فِي سَابقِ الْكُتْبِ
لقد أعجبتْ نفسي بها فتبدَّلتْ فَيَا جهْدَ نفْسي قَادَها للشَّقا عُجْبي
وإنِّي لأخشى أنْ تقودَ منيَّتي مَوَدَّتُها، والْخَطْبُ يَنْمي إِلَى الْخَطْبَ
إِذَا قُلْتُ يَصْفُو مِنْ «عُبَيْدَة َ» مَشْرَبٌ لحرَّانَ صادٍ كدَّرتْ في غدٍ شربي
وقدْ كنتُ ذا لبٍّ صحيحٍ فأصبحتْ «عُبَيْدَة ُ» بالْهِجْرَان قَدْ أمْرَضَتْ لُبِّي
وَلَسْت بأحْيَا منْ «جَميلِ بن مَعْمَرٍ» وَ"عروة َ" إنْ لمْ يشفِ منْ حبِّها حسبي
إِذَا عَلِمَتْ شَوْقِي إِلَيْهَا تَثَاقَلَتْ تثاقلَ أخرى بانَ من شِعبها شِعبي
فلو كانَ لي ذنبٌ إليها عذرتها بهجري ولكنْ قلَّ في حبِّها ذنبي
وقدْ منعتْ منِّي زيارتَها الَّتي إِذَا كَرُبَتْ نَفْسِي شَفَيْتُ بِهَا كَرْبِي
فأصبحتُ مشتاقاً أكفكفُ عبرة ً كَذِي الْعَتْبِ مَهْجُوراً ولَيْسَ بَذي عَتْبِ
كَأنَّ فؤَادِي حينَ يَذْكُر بَيْنَهَا مَريضٌ ومَا بي من سَقَام ولا طَبِّ
أحَاذِرُ بُعْدَ الدَّار والْقُرْبُ شَاعفٌ فَلاَ أنَا مَغْبُوطٌ ببُعْدٍ ولاَ قُرْبِ

نــجــم
22-06-2011, 11:20 AM
يا صاحِ دعني فإنَّني نصبُ


يا صاحِ دعني فإنَّني نصبُ حبِّي "سليمى " وتركها عجبُ
جَانَبْتُ شَيْئاً أحِبُّ رُؤْيَتَهُ لله درِّي أهوى وأجتنبُ
هجرتُ بيتَ الحبيبِ من حذر الـ عَيْن ونَفْسِي إِلَيْهِ تَضْطَربُ
أراقبُ النفسَ في الحياة وقدْ أيقنتُ أنِّي بتركها عطبُ
واللَّه مَا لي منْهَا إِذَا ذُكرَتْ إلاَّ استنانُ الدُّموعِ والطَّربُ
زادتْ على النَّاس في الجفاءِ وقدْ تَعْلمُ أَنِّي بحُبِّها نَشِبُ
تنأى فتسلى وإنْ دنتْ بخلتْ سِيَّان بُعْدُ الْبَخيلِ والْقُرُبُ
يا كاهن المصر هلْ تحدِّثني: ما بالُ قلبي بذكرها نخبُ
إِنْ كان سحراً دعوْت راقية ً أوْ كان سُقْماً فحسْبِيَ الْوَصَبُ
إنِّي ومنْ لبَّت الرِّفاقُ لهُ شُعْثاً أَساريبَ خلْفها سُرَبُ
ما جئتُ "سلمى " طوعاً لتجعلني ذبحاً ولكنْ أطاعني النُّحبُ
فرَّغْتُ قلْبي لها لتسْكُنَهُ حيناً فأمسى فيه لها شُعب
وقائلٍ : "خلِّها"وقدْ عقدتْ نَفْسِي إِلى نَفْسِها فلاَ هَرَبُ
الآنَ إذْ قامت الرُّواة ُ بنا وإِذْ تغنَّتْ بحُبِّنا الْعربُ
أصْرفُ نفْسي عنْها وقدْ غلقتْ هَيْهَاتَ ........ دَوِّيَّة ٌ أشِبُ
يا "سلمَ" هلْ تذكرين مجلسنا أيَّام رأسي كأنَّهُ عنبُ
إِذْ نحْنُ بِالْمِيثِ لاترى أحداً يزري وإذْ شأننا به اللَّعبُ
يا "سلمَ" جودي بما رأيت لنا ما عنْد أخْرى سواك لي أربُ
وصاحبٍ ضامني وضمتُ لهُ نفسي ليرضى فراحَ يلتهبُ
وافقَ ظلمي حلواً فأعجبهُ والظلمُ حلوٌ كأنَّهُ جربُ
أعْرَضْتُ عنْهُ وَالْحِلْمُ منْ خُلُقِي وليْس مِنِّي التَّثْريبُ والصَّخبُ
يا "سلمَ" أنتِ الهوى إذا شهدَ النَّـ ـاسُ وَأنْتِ الْهَوَى إِذَا ذَهبُوا
عُودي علَى سقْطة ٍ جَهِلْتُ بها ما كلُّ ذنبٍ فيه الفتى يثبُ
ظلمتني والهوى مقارضة ٌ كيلاً بكيلٍ فكيف نصطحبُ
لا تأمني أن تَجُورَ مَظْلَمَة ٌ بربِّها والزَّمانُ ينقلبُ
فارضي بأشباه ما عملتِ بنا لِكُلِّ نفْس منْ كفِّها حلبُ

نــجــم
22-06-2011, 11:20 AM
منَعَ النَّوْمَ طارقٌ منْ «حُبابهْ»



منَعَ النَّوْمَ طارقٌ منْ «حُبابهْ» وهُمُومٌ تجُول تحْت الرَّهابهْ
جلستْ في الحشا إلى ثُغرة النَّحر بشوقٍ كأنَّهُ نشَّابهْ
ولقدْ قلتُ إذ تلوَّى بيَ الحبُّ وفو قي من الْهوى كالضَّبابهْ
إِنَّ قلْبي يشُك فيما تُمنِّيـ ي ونفسي حزينة ٌ مرتابهْ
فأذني لي أزركِ أوْ سكِّنيني بانْتيَابٍ لاَ شَيْءَ بَعْدَ انْتيابهْ
لاَتَكُوني كَمْنْ يقُولُ ولا يُو في، كذاك الْملاَّقة ُ الخلاَّبهْ
كيْف صبْري عُوفيتِ ممَّا أُلاقي بَيْن نار الْهوى وغمِّ الصَّبابهْ
ليت شعري تبكين إنْ متُّ من حبِّـ ـك أو تضْحكين يا خشَّابهْ
إِنني والْمقامِ والْحَجَرِ الأَسْوَدِ والْـ البيتِ مشرفاً كالسَّحابهْ
أشتهي أن أدسَّ قبلكِ في التُّرْ بِ لِكيْ تُصْبحِي بِنَا كالْمُصَابَهْ
وَعَسَى ذَاكَ أنْ يَحينَ فتبْكي لا تقولي بعداً لمنْ في الغيابهْ

نــجــم
22-06-2011, 11:20 AM
يا «طَيْبَ» سِيَّان عنْدي أنت والطِّيبُ


يا «طَيْبَ» سِيَّان عنْدي أنت والطِّيبُ كلاكما طيِّبُ الأنفاس محبوبُ
لوْ قدْ لقيتك خلفَ العينْ خالية ً أصلحت منِّي الذي لا يصلحُ الطِّيبُ
لو كنتِ غيرَ فتاة ٍ كنتِ لؤلؤة ً غالى بها ملكٌ بالتَّاج معصوبُ
يا «طَيْبَ» جُودِي بِنَيْلٍ مِنْكِ نأمُلُهُ وأطْمِعِينَا فما في مَطْمَع حُوب
لله "طيبة ُ" لا تبقي على رجلٍ بقلبهِ هاجسٌ كالنّار مشبوبُ
أساورُ الهمَّ تحت اللَّيل مجتنحاً قد شفَّني قمرٌ في السِّتر محجوبُ
يغْشانيَ الْمَوْتُ منْ وجْدٍ بها ديَما والشَّوْقُ تأخذُني منْهُ أهاضيبُ
للقلب راعٍ إليها لا يفارقهُ وفي الضَّمير من الْحُبِّ الأَعاجيبُ
لَهْفَانَ قدْ يَشْتَهِي رَوْحاً يعيشُ به بادي الصَّبابة ، والهِجْرانُ تعْذيبُ

نــجــم
22-06-2011, 11:20 AM
يا طِيبَ «عَبْدَة َ» ويْلي مِنْكَ يا طِيبِي


يا طِيبَ «عَبْدَة َ» ويْلي مِنْكَ يا طِيبِي قَطَّعْتَ قلْبِي بشَوْقٍ غَيْرَ تَعْتيبِ
قُلْ للَّتي نفْسُها نَفْسي وما شعَرتْ منِّي عليِّ بنومٍ منك موهوب
إنَّ الرَّسول الَّذي أرسلت غادرني بغُلَّة ٍ مثْل حرِّ النَّار مشْبُوب
أساورُ الليل تحت الهمِّ مجتنحاً منْ طُول صفْحك عنِّي في أعاجيب
كأنَّ بي منْك طَبًّا لا يُفارقُني وإنْ غدوتُ صحيحاً غيرَ مطبوب
لقدْ ذَكرْتُكِ والْفَوْقَانُ يأخُذُني وما نسيتكِ بين الكأس والكوبِ
وقائلٍ إِذْ رأى شوْقي وصفْحكُمُ: دعها فما لكَ منها غيرُ تنصيب
لا شيْءَ أبْعد ممَّا لَسْتَ نَائلَهُ إنّ البخيل بعيدٌ غيرُ مقروب
فَقُلْتُ: كلاَّ سيجْزي منْ لهُ كرمٌ شوْقاً بشوْقٍ وتقْريباً بتقْريب
يهزُّني النَّاسُ منْ واشٍ ومنتصحٍ واللَّيثُ يفرسُ بين الكلب والذِّيب
لا خيْرَ في الْعيْش إِنْ لمْ تُقْض حاجتُنا ممَّا نحبُّ على رغم الأقاريب
يزيدُ في الدَّاء منْ تقلى زيارتهُ إذا التقينا وشافٍ كلُّ محبوب
يا «عبْد» حتَّام لا ألْقاكِ خالية ً ولا أنامُ لقدْ طوَّلْت تعْذيبي
أهْديْتِ لي الطِّيبَ في ريْحانِ ساحرة ٍ يا «عبْدَ» ريقُكِ أشْهى لي من الطِّيب
أهْدي لنا شرْبة ً منْهُ نعيشُ بها إنْ كنتِ مهدية ً روحاً لمكروبِ
إنَّ البغيض إلينا لا نطالبهُ ذاك الهوى وحبيبٌ كلُّ مطلوب
أمَّا النساءُ فإنِّي لا أعيجُ بها قد صمتُ عنها بنحبٍ منكِ منحوب
أنْتِ التي تشْتفي عيْني برُؤْيتها وهُنَّ عنْدي كماءٍ غيْر مشرُوب
وفي المحبِّين صبٌّ لا شفاءَ لهُ دون الرِّضى بين مرشوفٍ ومصبوب
إني وإِنْ كُنْتُ حمَّالاً أُجاورُهُ صرَّامَ حبلِ التَّمنِّي بالأكاذيب
لا يخْرُجُ الْحَمْدُ مِنِّي قَبْلَ تجْربة ٍ ولا أكونُ أجاجاً بعد تجريبِ

نــجــم
22-06-2011, 11:20 AM
يَا خَلِيلاً نبا بِنَا في الْمشيب


يَا خَلِيلاً نبا بِنَا في الْمشيب لم يعرِّج على مشار الطَّبيب
ليس من قابلَ الأمورَ وحيداً بحليمٍ فيها ولا بمصيب
إنَّ البغيضَ إلينا لا نطالبهُ يتجلَّى عنْ باطلٍ مكْذُوب
فَاسْتشرْ ناصحاً أريباً فَإِنَّ الْـ حظَّ في طاعة ِ النصيح الأريبِ
قد يصيبُ الفتى أطاع أخاهُ ومطيعُ النِّساء غير مصيبِ
وكعابٍ من "آل سعد بن بكرٍ" رعمتني جفونُها في المغيب
وتقولُ :اتَّقيتَ فينا أناساً لمْ أكُنْ أتَّقيهمُ فِي الْعُرُوب
لا ومنْ سَبَّحَ الْحجيجُ لهُ مَا كان ظَنِّي اتِّقاءَ عَيْنِ الرَّقِيبِ
غير أنَّ الإمام أمسكني عنكِ ـكِ فَقَولي فِي ذنْبه لا ذُنُوبي
إِنَّ قلْبي مثْلُ الْجناح إِلى مَنْ بَاتَ يدْعُو وأنْتَ غيْرُ مُجيب
لو يطيرُ الفتى لطرتُ من الشَّو قِ مُنيباً إِلَى الْحَبيب الْمُنيبِ
لوْ أُلاقي منْ يَحْمِلُ الشَّوْق عَنِّي رُحْتُ بيْن الصَّبا وبيْن الْجُنوبِ
فبكتْ بكية َ الحزين وقالت: كلُّ عيشٍ مودّعٌ عنْ قريب
كنت ـ نَفْسي الْفدَا ـ فبِنْتَ فَقيداً ارعَ ودِّي - نعمتَ - غير مريب
لو سألتَ العلاَّم عنِّي لقالوا: تُبْ إِلَى اللَّه منْ جَفاء الْحبيب
غلبتْني نفْسي عليْك وإِنْ كُنْـ مساكاً في ظلِّ ملكٍ قشيب
كيف أرجو يوماً كيومي على الرَّ سِّ وأيَّامِنا بحقْفِ الْكَثِيبِ
إذْ نسوقُ المنى ونغتبقُ الرَّا ح ويأتي الهوى على تغييب
قدْ رانا مثلَ اليدين تلقى هذه هذه بوُدٍّ وطيب
تتعاطى جيداً وتلمسُ حقًّا حينَ نخلو نراهما غيرَ حوب
فَانْقَضَى ذَلِكَ الزَّمانُ وأبْقَى زَمَناً رَاعَنَا بأمْرٍ عَجيبِ
فعليك السَّلامُ خيَّمتَ في الملكِ وغُودِرْتُ كالْمُصاب الْغريب

نــجــم
22-06-2011, 11:20 AM
أعَاذِلَ إِن لوْمَكِ في تبَابِ


أعَاذِلَ إِن لوْمَكِ في تبَابِ وإِنَّ الْمرْءَ يلْعبُ في الشَّباب
أعاذلَ لا أسرّكِ في "سليمى " ولا أعفيكِ منْ عجبِ التَّصابي
أبى لي أنْ أفيق مشوِّقاتٌ يُقَدْنَ إِلَيَّ كالْخيْل الْعِراب
وشوْقي في الصَّباح إِلى «سُليْمى » أتاني حبُّها من كلِّ باب
وقالت: في الِّنساء ملفَّفاتٌ يَضَعْنَ الْمَشْيَ في وَرَق الشَّبابِ
فقل في حسرٍ ذمًّا وحمداً ولا تغررك عينٌ في النِّقاب
فملءُ العين قصرٌ قدْ تراهُ جديدَ الْباب داخلُهُ خرابُ
فقُلْتُ لها: دعي قلْبي «لسَلْمَى » وقُولي في النِّساء ولا تُحابي
لقدْ قَرَفَ الْوُشاة ُ علَى «سُلَيمى » وقالوا في البُعاد وفي الصِّقاب
فما صدروا بقرفهمُ "سليمى " ولا أعْتبْتُهُمْ عمْد الْعِتاب
إِذَا نَصَبُوا لَهَا ذبَّبْتُ عَنْهَا ورُبَّتما أعنْتُ علَى الصَّواب
فيا عجباً من الحبِّ المؤتِّي وَحَسْبُك بالْغيُور من الْقِحَاب
يُضيعُ نساءَهُ ويَظَلُّ يَحْمي نساءَ الْعَالَمين من اللِّعاب
وكمْ منْ مثْله نَصِبٍ مُعَنًّى بلا ترة ٍ يطالبها مصاب
ملأتُ فؤادهُ غيظاً وغمّاً فَيَا ويْح الْمُحبِّ من الطِّلاب
إذا ما شئتُ نغَّصني نعيمي وأجْرى عَبْرَتي جرْيَ الْحَبَابِ
غضابٌ يكْذُبون علَى «سُليْمى » وهلْ تجدُ الصَّدوقَ من الغضابِ
فقلتُ "لواقدٍ" و"ابني يزيدٍ" وقد صدَعَا لقوْل «بني الْحُباب»
وربِّ منى ً لقدْ كذبوا عليها كما كذبَ الوشاة ُ على الغراب
دعوا عوراً بمقلته ويغدو صحيح الْمُقْلتيْن من الْمَعَاب
فلاَ كان الْوُشاة ُ ولا الْغَيَارى لَعَلَّ الْعيشَ يَصْفُوا للحِبَاب

نــجــم
22-06-2011, 11:21 AM
ألاَ "يا صنمَ" الأز


ألاَ "يا صنمَ" الأز د الذي يدعونهُ ربَّا
سُّقيتَ الْعَذْبَ منْ وِدِّي وإِنْ لمْ تسْقني عَذْبَا
أراني بكَ مكروباً ولا تكشفُ لي كربا
ألا ترْزُقُني منْكَ سلوَّ القلب أوْ قربا
فإنَّ الشَّوْق يدْعُوني وإِنِّي ميِّتٌ حُبَّا
إذا ما ذكرتكَ العينُ لمْ تَمْلِكْ لها غَرْباَ
كأنِّي بكَ مطبوبٌ وما أحْدثْتَ لي طَبَّا
ولكنْ حبُّكَ الدَّا خلُ في الأحشاء قدْ دبَّا
أفي شَوْقٍ تُرَى جِسْمِي صببتَ الهمَّ لي صبَّا
وهبني كنتُ أذنبتُ أمَا تغفرُ لي ذنبا
تركتَ القلبَ قدْ ماتَ وما أبقيتَ لي لبَّا
أبِيتُ اللَّيْلَ مَحْزُوناً وأغدو هائماً صبَّا
كَذي الْوَسْوَاس لاَ يُعْـ تِبُ مَنْ عَاتَبَ أوْ سَبَّا
وَطِفْلُ الْحُبِّ أَضْنَاني فويلٌ لي إذا شبَّا
فإنِّي ليسَ لي قلبٌ وَإِنْ كُنْتَ تَرَى قَلْبا
كذا نمسي وما يمسي لَنَا سلْماً وَلاَ حَرْبا
فَحَدِّثْني بِمَا أدْعُو كَ طولَ اللَّيل منكبَّا
أتشفيني منَ الأسقا مِ أمْ توردني نحبا
فإن الموتَ قدْ طابَ لمَنْ أوْرَدْتَهُ جَدْبَا
يلبِّي قِبلة َ "الأزد" وَلَوْلاَ أَنْتَ مَا لَبَّى

نــجــم
22-06-2011, 11:21 AM
ذَهَبْتَ وَلَمْ تُلْمِمْ بِبَيْت الْحَبَائِب


ذَهَبْتَ وَلَمْ تُلْمِمْ بِبَيْت الْحَبَائِب وَلَمْ تَشْفِ قَلْباً منْ طِلاَب الْكَوَاعِبِ
نعمْ إنَّ في الإبعادِ للقلبِ راحة ً إِذَا غُلِبَ الْمَجْهُودُ مِنْ كل طَالِبِ
وإِني لَصَرَّافٌ لِقَلْبِي عَنِ الْهَوَى وَإنْ حَنَّ تَحْنَانَ الْمَخَاضِ الضَّوَارِبِ
تكَلَّفَني مِنْ حُبِّ «عَبْدَة َ» زَفْرَة ٌ وفي زفراتِ الحبِّ كربٌ لكارب
وَللْحُبِّ حُمَّى تَعْتَرِينِي بِزَفْرَة ٍ لها في عظامي نافضٌ بعدَ صالبِ
فويلي منَ الحمّى وويلي منَ الهوى لأيِّهما أبغي دواءَ الطَّبائبِ
لقدْ شرقتْ عيني "بعبدة َ" غادياً ودَبَّتْ لِقَتْلِي مِنْ هَوَاهَا عقاربي
فوالله ما أدري أبي منْ طلابها جنونٌ أم استحدثتُ إحدى العجائبِ
إِذَا ذُكِرَتْ دَارَ الْهَوَى بمَسَامِعِي كما دارت الصَّهباءُ في رأسِ شاربِ
هِيَ الرَّوحُ من نَفْسِي ولِلْعَيْنِ قُرَّة ٌ فداءٌ لها نفسي وعيني وحاجبي
فَإِنْ يَكُ عَنِّي وَجْهُهَا الْيَوْمَ غَالباً فَلَيْسَ فُؤَادِي مِن هَوَاهَا بِغَائبِ

نــجــم
22-06-2011, 11:21 AM
ألاَ يا "طيبَ" قدْ طبتِ


ألاَ يا "طيبَ" قدْ طبتِ وما طيَّبكِ الطِّيبُ
وَلَكِنْ نَفَسٌ مِنْكِ إِذَا ضَمَّكِ تَقْرِيبُ
وثَغْرٌ بَارِدٌ عَذْبٌ جرى فيهِ الأعاجيبُ
وَوَجْهٌ يشْبِهُ الْبَدْرَ عليهِ التَّاجُ مصوبُ
وعينٌ تسحرُ العينَ وَمَا فِي سِحْرِهَا حُوب
وَوَحْفٌ زَانَ مَتْنَيْكِ وزانتهُ التَّقاصيبُ
وجيدٌ يشبهُ الدُّرَّ كجيدِ الرِّيمِ سلهوبُ
وَنَحْرٌ بَيْنَ حُقَّيْنِ يَشِفُّ الْعَيْنَ مَشْبُوبُ
عليهِ الجوهرُ الأخضـ رُ والْيَاقُوتُ مَنْصُوبُ
وَشَيْءٌ بَيْنَ فَخْذَيْنِ كقعبِ الشَّربِ مكبوب
وحبٌّ لكِ قدْ شاعَ وَبَيْتٌ لَكِ مَنْسُوبُ
فلوْ ساعفنا وجهكِ والدِّرياقُ والطِّيبُ
أعَشْنَاكِ وَعِشْنَا بِكِ إِنَّ الْعَيْشَ مَحْبُوبُ
قَضَى لي طَاعَة ُ الحُبِّ وقرنُ الحبِّ مغلوبُ
تهزِّينَ بهِ القلبَ كما اهتزَّ الْعَسَابِيبُ
وَوَعْدٌ كَجَنَى النَّحْلِ ولَكِنْ ذَاكَ مَثْلُوب
فَعَيْنِي تَسْكُبُ الدَّمْعَ وقلبي بكِ مكروبُ
وَلَوْ شِئْتِ تَمَتَّعْنَا وإنْ سبَّحَ "يعقوبُ"

نــجــم
22-06-2011, 11:21 AM
منَ المشهورِ بالحبِّ


منَ المشهورِ بالحبِّ إِلَى قَاسِيَة ِ الْقَلْبِ
سَلاَمُ اللّه ذِي الْعَرَشِ على وجهكِ ياحبِّي
فأمَّا بعدُ يا قرَّ ة َ عيني ومنى قلبي
ويا نفسي التي تسـ ـكُنُ بَيْنَ الْجَنْبِ والْجَنْبِ
لقدْ أنكرتُ يا "عبدَ" جفاءً منكِ في الكتبِ
أعَنْ ذَنْبٍ وَلاَ واللَّهِ مَا أحْدَثْتُ مِنْ ذَنْبِ
ولاَ والله ما في الشَّرْ قِ منْ أنثى ولاَ الغربِ
سِوَاكِ اليوم أهواها على جدِ ولا لعبِ

نــجــم
22-06-2011, 11:22 AM
يا صاح قمْ فاسقني بالكأس إعرابا


يا صاح قمْ فاسقني بالكأس إعرابا ولا تُطعْ عاقباً فينا وعقَّابا
إنّ الهوى حسنٌ حتَّى تدنِّسهُ فاطْلُبْ هَوَاكَ سَتيراً وارْعَ أحْبابا
واحفظ لسانك في الواشين إنَّ لهمْ عيْناً ترُودُ وتنْفيراً وإِلْهابا
لا تغش سرَّ فتاة ٍ كُنْتَ تألفُها إنَّ الكريم لها راعٍ وإن تابا
واسعدْ بما قال في الحلم ابنُ "ذي يزنٍ" يلهو الكرامُ ولا ينسون أحسابا
جَدُّ امْرىء ٍ جَارَهُ من كلِّ فاضحة ٍ فانهض بجدٍّ تنلْ جاهاً وإكسابا
قدْ شفَّني حزنٌ ضاق الفواد ُبه وسرَّني زائرٌ في النَّوم منتابا
باتت عروساً وبتنا معرسينَ بها حتَّى رأينا بياضَ الصُّبح منجابا
وقائلٍ :نامَ عنْ "أسماءَ" شاكية ً لا نَوَّمتْ عيْنه إِنْ كان كذَّابَا
ما زلْتُ في الْغَمِّ من وِرْدٍ يُقلِّبُها كأنَّني فيه لا ألقى له بابَا
بلْ كيْف أُسقى علَى الرَّيْحان مُتَّكئاً وقدْ تعلَّقتُ من "أسماءَ" أسبابا
عاد الهوى بلقاء الغرِّ منْ "جشمٍ" يمشين تحت الغمام الغرِّ أترابا
علِّقتُ منهنَّ شمسَ الدَّجن أو قمراً غدا لنا لابساً درعاً وجلبابا
لا أشْتهي بهواهُ جِنَّة ً أُنُفاً ولوْ تَدَلَّتْ لنا تِيناً وأعْنَابَا
للَّه دَرُّ فتاة ٍ منْ بني «جُشم» ما أحْسنَ الْعيْنَ والْخدَّيْن والنَّابَا
تريكَ في القول جشَّاباً وإنْ ضحكتْ أرتك من ثغرها المثلوج جشّابا
بدا لنا منظرٌ منها اعتبرتُ به وشاهدُ المسك يلقى الأنف ما غابا
قدْ زُيِّنتْ بالْمُحيَّا صُورة ً عجباً وزانها كفلٌ رابٍ وما عابا
إذا رآها نساءُ الحيِّ قلن لها: سُبْحان منْ صاغها! يُغْرقْن إِطْنابا
كأنَّما خُلقتْ منْ جِلْد لُؤْلُوة ٍ نفساً من العطرِ إنْ حرَّكتها ثابا
يطيبُ مسوكها منْ طيب ريقتها وإنْ ألمَّ بجلدٍ جلدها طابا
تلْك التي أرْجَلَتْني بالْهوى سنة ً وكُنْتُ للْمُهْرة الْحسْناء رَكَّابا
لم أنسها طالعتْ منْ تحت كلَّتها فأعْلقتْ عامرِيًّا بعْد ما شَابَا
يا «أسْم» جُودي بِمْعرُوفٍ نعِيشُ بِهِ ولا تكُونِي لنا حرْباً وأوْصابا
واللهِ أنْساكِ يا «أسْماءُ» ما طَرفَتْ عيني وما قرقرَ القمريُّ إطرابا

نــجــم
22-06-2011, 11:23 AM
أ"حارثَ" علِّلني وإنْ كنتُ مسهَبا


أ"حارثَ" علِّلني وإنْ كنتُ مسهَبا ولا ترجُ نومي قدْ أجدَّ ليذهبا
دنا بيتُ منْ أهوى وشطَّ ببينهِ حبِيبٌ فأصْبحْتُ الشَّقِيَّ الْمُعذَّبا
إِذَا شئْتُ غَادَانِي وخِيمٌ مُلَعَّنٌ وجنَّبتُ منْ ودِّي لهُ فتجنَّبا
أ"حارثَ" ما طعمُ الحياة ِ إذا دنا بغِيضٌ وفَارقْتُ الحبِيبَ الْمُقرَّبا
وقائلة ٍ: مالي رأيتكَ خاشعاً وقدْ كنتَ ممَّا أنْ تلذَّ وتطربا
فَقُلْتُ لها: مشَّى الْهوى في مفَاصِلي ورامي فتاة ٍ ليتهُ كان أصوبا
ترقَّبُ فينا العاذلينَ على الهوى وما نال عيشاً قبلنا منْ ترقَّبا
إذا نحنُ لمْ ننعمْ شباباً فإنَّما شَقِينا ولم يحْزَنْ لنا منْ تشبَّبا
وما استفرغَ اللَّذَّات إلاَّ مُقابلُ إذا همَّ لمْ يذكرْ رضى منْ تغضَّبا
فلاَ ترْقُبِي في عاشِقٍ أنْتِ همُّهُ قرِيباً ولا تسْتأذِنِي فِيهِ أجْنَبا
لعلَّكما تسْتعْهِدانِ مِنْ الْهَوَى بِنظْرة ِ عيْنٍ أوْ تُرِيدانِ ملْعبا
يلومكِ في الحبِّ الخليُّ ولوْ غدا بِدَاء الْهَوَى لَمْ يَرْعَ أمًّا وَلاَ أبَا
أ"خشَّابَ" قدْ طالَ انتظاري فأنعمي على رجلٍ يدعو الأطبَّاءَ مُتعبا
أصيبَ بشوقٍ فاستُخفَّتْ حصاتهُ ولاَ يعرفُ التَّغميضَ إلاَّ تقلُّبا
يَرَى الْهَجْرَ أحْيَاناً من الْهَمِّ عَارِضاً وإنْ همَّ بالهجرانِ هابَ وكذبا
بهِ جنَّة ٌ منْ صبوة ٍ لعبتْ بهِ وَقَدْ كَانَ لاَ يَصْبُو غُلاَماً مُشَبَّبَا
تمنَّاكِ حتَّى صرتِ وسواسَ قلبهِ وَعَاصَى إِلَيْكِ الصَّالِحينَ تَجَنُّبَا
وبيضاءَ معطارٍ يروقُ بعينها على جسدٍ .........
رأتْ بي كبيراً منْ هواكِ فسبَّحتْ وأكْبَرُ مِمَّا قَدْ رَأتْ مَا تَغَيَّبَا
أ"خُشَّابَ" قد ْكانت على القلبِ قرحة ٌ من الشَّوقِ لاَ يسطيعها مَنْ تطبَّبا
إذا قُدحتْ منها الصَّبابة ُ نتَّجتْ عقاربُ فيها عقرباً ثمَّ عقربا
وَحَتَّى مَتَى لاَ نَلْتَقِي لِحَدِيثِنَا وَمَكْنُونِ حُبٍّ في الْحَشَا قَدْ تَشَعَّبَا
تَقطَّعُ نفْسِي كُلَّ يوم وليْلة ٍ إليكِ منوطاً بالأمانيِّ خلَّبا

نــجــم
22-06-2011, 11:23 AM
أَفِدَ الرَّحِيلُ وحثَّنِي صَحْبِي


أَفِدَ الرَّحِيلُ وحثَّنِي صَحْبِي والنفسُ مشرفة ٌ على النَّحبِ
لمَّا رأيتُ الهم مجتنحاً في القلب والعينان في سكب
والْبيْنُ قدْ أَفِدَتْ ركائِبُهُ والْقوْمُ مِنْ طَرِبٍ ومِنْ صَبِّ
ونادْيتُ: إِنَّ الْحُبَّ أشْعرنِي قَتْلاً وما أَحْدَثْتُ مِنْ ذَنْبِ
أَهْدَى لِعَيْنِي ذِكْرُكُمْ سَهَدَاً مِنْ غيْرِ ما سَقَمٍ ولا طَبِّ
إِلاَّ التَّمَنِّي أنْ أفُورَ بِكُمْ فتحرَّجي يا "عبدَ" من غضبي
لَوَجَدْتِ حُبَّكِ قاتِلِي عَجَلاً إنْ لمْ يُفرِّجْ كَاشِفُ الْكرْبِ
وعلاَمة ٌ مِنْكُمْ مُبيَّنة ٌ حسبي بها من حبِّكمْ حسبي
أنِّي أُكِبُّ إِذا ذكرْتكُمُ مِنْ مجْلِسِ القُرَّاءِ والشَّرْبِ
حتِّى يقول الناس بينهم: شَغَفُ «الْمُرَعَّثِ» دَاخِلُ الْحُبِّ
ما زلت أذكركم وليلكمُ حَتَّى جَفَا عَنْ مَضْجَعِي جَنْبِي
وعلمتُ أنَّ الصَّرمَ شيمتكم في النأي والهجران في القربِ
فَظَلِلْتُ لا أدْرِي: أُقِيمُ علَى الْـ ـهِجْرانِ أوْ أغْدُو مع الرَّكْبِ
فلئِنْ غدوْتُ لقدْ أُصِبْتُ بِكُمْ ولئِنْ أقمْتُ لَمُسْهَبُ اللُّبِّ
قامت تراءى لي لتقتلني في القرطِ والخلخالِ والإتبِ
فدعوتُ ربِّي دعوة ً جمعتْ رغبَ المحبِّ وشدة َ الرهبِ
ألاَ تَرَاكِ بِنَا مُتَيَّمَة ً فأجابَ دعوة عاشقٍ ربِّي
أهذي بكم ما عشتُ إنكمُ يَا حِبُّ وَافَقَ شِعْبُكُمْ شِعْبِي
ورأت عجاباً شيبتي عجباً إنَّ العجائبَ في "أبي حربِ"
ولقد أتانا أنَّ غانية ً أخرى وكنتُ بهنَّ كالنَّصبِ
يأملنني ويرينَ منقصتي عندَ الرِّضا عنها وفي العتبِ
لمَّا مررْتُ بها مُسَتَّرة ً في الحيِّ بين خرائدٍ عربِ
قالت لنسوتها على عجلٍ: أنى لنا بمصدع القلبِ
لسمَاعُهُ ـ إنْ كان يُسْمِعُنا ـ أشْهى إِلَى قلْبِي مِن الْعَذْبِ
فَأجبْنهَا: إِنَّ الْفَتَى غَزِلٌ وأحب من يمشي على التربِ
لاَ تُعْجِلِينا أنْ نُوَاعِدَهُ فيكونَ مجلسنا على خصبِ
وننالَ منهُ غيرَ واحدة ٍ إِنَّ السَّمَاعَ لأَهْوَنُ الْخَطْبِ

نــجــم
22-06-2011, 11:23 AM
أأرقتَ بعدَ رقادكَ الأوَّابِ


أأرقتَ بعدَ رقادكَ الأوَّابِ بَهَوَاكَ أمْ بِخَيَالِهِ الْمُنْتَابِ
نَعَقَ الْغُرَابُ فَخَنَّقَتْنِي عَبْرَة ٌ وبكيتُ من جزعٍ على الأحبابِ
يَا رُبَّ قَائِلَة ٍ ـ وغُيِّبَ عِلْمُهَا ـ: ماذا يهيجكَ من نعيقِ غرابِ
كاتمتها أمري وما شعرتْ بهِ وَكَذَاكَ قَدْ كَاتَمْتُهُ أصْحَابِي
ودواءُ عيني - قد علمتُ - وداؤها رَيَّا الْبَنَانِ كَدُمْيَة ِ الْمِحْرَابِ
في نأيها وصبٌ عليَّ مبرِّحٌ ودُنُوُّها شافٍ مِن الأَوصابِ
تمْشِي إِذَا خَرَجَتْ إِلَى جاراتها مشيَ الحبابِ معرضاً لحبابِ
خَوْدٌ إِذَا انْتَقَبَتْ سَبَتْك بِنَظْرة ٍ وأغرَّ أبلجَ غيرَ ذاتِ نقابِ
تعْتلُّ إِنْ شَهِدَ الأَمِيرُ بِقُرْبِهِ وإذا نأى وجلتْ من الحجَّابِ
وعتابِ يومٍ لو أجبتك طائعاً قَصُرَ الْوِصالُ بِهِ وطالَ عِتَابِي
لكنْ رأيتُ من السُّكوتِ يديهة ً فشَددْتُ وصْلَكُمُ بِترْكِ جَوَابِي
إِنِّي علَى خُلْفِ الْمَواعِدِ مِنْكُمُ صابٍ إِليْك ولسْتُ بالْمُتَصَابِي

نــجــم
22-06-2011, 11:23 AM
بِأبِي وأمِّي منْ يُقَارِبُنِي


بِأبِي وأمِّي منْ يُقَارِبُنِي فيما أقولُ ومن أقاربهُ
عجلُ العلامة ِ حين أغضبهُ فإذا غضبتُ يلينُ جانبهُ
دلاًّ عَلَيَّ وعادة ً سَبَقَتْ أنْ سَوْف إِنْ أَغْضى أُعَاتِبُهُ
فَيبِيتُ يَشْعبُ صدْعَ أُلْفَتِنَا وأبيتُ بالعتبى أشاعبهُ
إِنَّ الْمُحِبَّ تلِينُ شوْكتُهُ يوْماً إِذَا ما عزَّ صاحِبُهُ
فلهُ عليَّ وإن تجنَّبني ما عشتُ أنِّي لا أجانبهُ
رِيمٌ أغَنُّ مُطوَّقاً ذهباً صِفْرُ الْحشا بِيضٌ تَرَائِبُهُ
آليْتُ لا أَسْلَى مودَّتهُ لو ما تسلَّى الْماءُ شارِبُهُ
أخفي لهُ -الرَّحمنُ يعلمهُ- حبّاً يؤرِّقني غواربهُ
مِنْ كُلِّ شاعِفة ٍ إِذَا طَرَقَتْ طَرَقَ الْمُحِبُّ لها طبائِبُهُ
نَقْضِي سواد اللَّيْلِ مُرْتفقاً ماتنْقضِي مِنْها عجائِبُهُ
يا أيها الآسي كلومَ هوى ً بالنَّأي إذ دلفتْ كتائبهُ
أنَّى نَوَالُك مِنْ تذكُّرها والحب قد نشبت مخالبهُ
ألمم " بعبدة " قبل حادثة ٍ فهِيَ الشَّفاءُ وأنْتَ طالِبُهُ
تَمْشِي الْهُويْنى بيْن نِسْوتِها مشي النزيف صفت مشاربه
حاربت صبراً إنَّ رؤيتها عَلَقٌ بِقَلْبِكَ لا تُحارِبُهُ
جَلَبَتْ عليْك وأنْتَ مُعْترَكٌ والْحيْنُ تجْلُبُهُ جوالِبُهُ
فَكأنَّ لَيْلَكَ مِنْ تذكُّرِها ليلُ السليم سرتْ عقاربهُ
فتركنهُ يغشى أخا جدثٍ تبكي لفرقتهِ قرائبهُ
رجُلٌ تُصاحِبُهُ صبابتُهُ وأرى الْجَلاَدَة َ لاتُصاحبُهُ
أ "عبيد" قد أثبتهِ بهوى في مضمرِ الأحشاءِ لاهبهُ
والْبُخْلُ فِي اللُّقْيانِ قاتِلُهُ والشَّوْقُ فِي الْهِجْرانِ كارِبُهُ
ميلي إليهِ فقدْ صغا لكمُ يا «عبْد» شاهِدُهُ وغائِبُهُ

نــجــم
22-06-2011, 11:23 AM
عَلِّلِينِي ياعَبْدَ أنْتِ الشِّفَاءِ


عَلِّلِينِي ياعَبْدَ أنْتِ الشِّفَاءِ واتْرُكِي مايقُولُ لي الأَعْدَاءٌ
كلُّ حيٍّ يقالُ فيه وذو الحلم مُرِيحٌ، وللسَّفِيهِ الشَّقَاء
ليسَ منَّا منْ لا يعاتبُ فأغضي رُبَّ زَادٍ بَادٍ عَلَيْهِ الزَّرَاءُ
أنا منْ قدْ علمتِ لا أنقضُ العهـ ولاَ تَسْتَخِفُّنِي الأَهْوَاءُ
وعَجِيبٌ نَكْثُ الكَرِيم، وللنفْس سِ معادٌ وللحياة ِ انقضاءُ
فاذكري حلفتي أقارفُ أخرى يومَ زكَّى تلكَ اليمينَ البكاءُ
يَوْمَ لا تَحْسَبِي يَميني خِلاَباً بِيَمِينِي تُوَقَّرُ الأَحْشاء
فَتَصَدَّتْ بَعْدَ الصُّدُودِ وقَالَتْ: قَتَلَتْنِي أنْفَاسُكَ الصُّعَدَاءُ
قُلْتُ: نَفْسِي الفِدَا عَلَى عَادَة ٍ مِنِّي ي جرى ما جرى وقلبي براءُ
فاعْذرِينِي ياشِقَّة َ النَّفْسِ إِنِّي تبتُ ممَّا مضى وعندي وفاءُ
وجَوَارٍ إِذَا تَحَلَّيْنَ لَمْ تَدْ رِ أشاءٌ في حليها أمْ نساءُ
يومَ سلوانَ إذْ ينا..... إلينا فعندنا ما تشاء
يتعرَّضنَ لي بفاترة ِ الطَّر فِ إِذَا أقبَلَتْ ثَنَاهَا الحَيَاء
مِنْ بَنَاتِ المُلُوكِ لاَ.... نماها إلى العلاء العلاءُ
كمهاة ِ الكناسِ تطوي لنا النَّفـ سَ على ودَّة ٍ وفينا جفاءُ
رحنَ يدعونني إليها فأمسـ فَأَمْسَكْتُ بِسَمْعِي فَضَاعَ ذَاكَ الدُّعَاء
ضَامَهُنَّ الذِي تَمَنَّيْنَ شُغْلِي بفَتَاة ٍ مِنْهَا التُّقَى والحَيَاء
نعمتْ في الصِّبا فلمَّا اسبكرَّتْ خَفَّ قُدَّامُهَا وَجَلَّ الوَرَاء
ورآها النِّساءُ تغلو فسبَّـ حنَ غلاء لمَّا استبانَ الغلاءُ!
هي كالشَّمْسِ في الجَلاَءِ وكالبَدْ رِ إذا قنِّعتْ عليها الرِّداءُ
أنسيتُ قرقرَ العفافِ وفي العينِ دواءٌ للنَّاظرينَ وداءُ
فَخْمَة ٌ فَعْمَة ٌ بَرُودُ الثَّنَايَا صعلة ُ الجيدِ غادة ٌ غيداءُ
أزِّرتْ دعصة ً وتمَّتْ عسيباً مِثْلَ أيْم الغَضَا دَعَاهُ الأَباءُ
وثقالُ الأوصالِ سربلها الحسـ الحُسْنُ بياضاً، والرَّوْقة ُ البيْضاءُ
زانها مُسْفِرٌ وثغْرٌ نقِي مثلُ درِّ النِّظامِ فيهِ استواءُ
وقوامٌ يعْلُو القوام ونحْرٌ طَاب رُمَّانُهُ عليْهِ الأَياء
وبنانٌ يا ويْحهُ مِنْ بنانٍ كنباتٍ سقاهُ جمّ رواء
ولها وارِدُ الغدائِرِ كالكرْ م سواداً قدْ حان مِنْهُ انتهاءُ
وحدِيثٌ كأنَّهُ قِطعُ الرَّوْ ضِ زهتهُ الصَّفراء والحمراء
لمْ يُعلَّلْ بِها سِواي ولم تبدُ لنارٍ......الصّلاءُ
وإذا أقبلتْ تهادى الهوينى اشرأبَّتْ ثمَّ اسنتار الفضاءُ
لم تنلها يدي بحولي ولكنْ قضيتْ لي وهلْ يردُّ القضاءُ
كان وُدِّي لها خبيّاً فأسر عتُ إليها والأمرُ فيهِ التواء
وسألتُ النِّساءَ: أبصرن ما أبـ صرتُ منْ حسنها فقال النِّساءُ
دون وجهِ البغيضِ وحشة ُ هولٍ وعلَى وجْهِ منْ تُحِبُّ البهاء

نــجــم
22-06-2011, 11:24 AM
أنت يا نفس أنيبي


أنت يا نفس أنيبي آبتِ الشَّمْسُ فأُوبِي
ما لِمُؤْسَى عِنْد صبٍّ حاجة ً فاغلي وذوبي
واقْبَلِي ماطاب مِنْها وإِذَا تَابَتْ فتُوبِي
بَعَثَتْ «سلْمى » عليْنا فتنة ً عند المشيبِ
وبرانِي الْحُبُّ حتَّى كثرت فيها نحوبي
أنا مَشْغُوفٌ بسَلْمَى كالنَّصارى بالصَّليبِ
ليس ما قرَّب منِّي صاحبي لي بالقريبِ
مِنْ هوى «سلْمى » سبتْنِي واحدٌ مثلَ الغريبِ
لا أُرَجِّي الرَّوْحَ إِلاَّ عِنْدَ غَيْبَاتِ الرَّقِيبِ
لقيَ القلبُ "بسلمى " عَجَباً فَوْقَ الْعجِيبِ
أخْصَبَتْ عِنْدِي وإِنِّي عِنْدها غيْرُ خصِيبِ
من هوانٍ غير فانٍ أنزلتني في الجدوبِ
قلبت لي الرِّيحَ "سلمى " شمألاً بعدَ الجنوبِ
وكذاك الدَّهْرُ صَعْبٌ بيْن خَفْضٍ ورُكُوب
لو بها ما بي إليها مِنْ حنِينٍ ونحِيب
أقْبلتْ إِقْبال صادٍ راعهُ صوْتُ الْمُهيبِ
اسْلَمِي يا «سَلْمَ» يوْماً واكْشِفِي بَعْضَ كُرُوبِي
لا تَعُدِّي الْحُبَّ ذَنْباً ليس حبِّي من ذنوبي
إِنَّما الْحُبُّ بَلاَءٌ وشكاة ٌ في القلوبِ
فإذا غمَّ تنفَّسـ ـتُ فَأوْهَيْنَ جُنُوبِي
إِنَّ مَنْ لاَمَ مُحِبًّا في الهوى غيرُ مصيبِ
ولقد قلتُ "لسلمى " إذ تعيَّاني طبيبي
لَيْسَ وَادٍ مِنْ «سُلَيْمَى » لمُحِبّ بعَشِيبِ
ليتَ لي قلباً بقلبي وحبيباً بحبيبي
فلعلَّ القلبَ ..... وَيُوَاتِينِي لَعِيبِي
فلقد هيَّجَ شوقي ريحُ ريحان وطيبِ
بِتُّ منْ نَفْحَة عُودٍ شبِّبت لي بثقوبِ
لاهياً عن كلِّ ساقٍ وأكيلٍ وشريبِ
أبْتَغِي «سَلْمَى » وأخْشَى نظر الرائي المريب
أشتهي لو أنها كا نَتْ منَ الدُّنْيَا نَصيبي

نــجــم
22-06-2011, 11:25 AM
عفَا بَعْدَ «سَلْمَى » حَاجرٌ فَذُنَابُ


عفَا بَعْدَ «سَلْمَى » حَاجرٌ فَذُنَابُ فَأحْمَادُ حَوْضَى نُؤْيُهُنَّ يَبَابُ
ديَارٌ خَلَتْ من آبدَاتٍ وَلَمْ يَكُنْ بِهَا الْوَحْشِ إِلاَّ جَاملٌ وقِبَاب
كأنَّ بقايا عهدهنَّ بحاجرٍ فَبُرْقَة ِ حَوْضَى قَدْ دَرَسْنَ كتَاب
ويوم صفحتُ الركبَ بعد لجاجه وقفت بها قصراً وهنَّ خرابُ
ذهَبْتُ وَخَلّيْتُ الْمَنَازلَ باللِّوَى وما بي يوماً إن ذهبنَ ذهابُ
وقائلة ٍ: طالبتَ "سلمى " حزوَّراً إِلَى أنْ خَلَتْ سِنٌّ وزَالَ طِلاَبُ
تصبُّ إذا شطت وتصبو إذا دنت كأنَّك لمْ تَعْلَمِ لِدَاتِكَ شابوا
فهل أنت سالٍ عن "سليمى " ولم يزل حجاكَ يغالُ تارة ً وسقابُ
فقُلْتُ لها: لا تجْعليني كَمَنْ به إذا ما دنا عرضيَّة ٌ وخلابُ
وإنَّ «سُلَيْمَى » في اللِّقاء لَحُرَّة ٌ وإنِّي بَغيٌّ عنْدها لمُصابُ
أطالت عناني يوم قالت لأختها ....................
وَمَا حُبُّ مَشْغُوفَيْن بُثَّ هَوَاهُما إذا لم يكن فيه نثاً وعتابُ
ولم تر عيني مثل "سعدى " مباعداً ولا مثلَ ما يلقى أخوكَ يعابُ
بدا طمعٌ منها لنا فتبعتهُ وللطَّمع البادي تذلُّ رقابُ

نــجــم
22-06-2011, 11:25 AM
لله "سلمى " حبُّها ناصبُ


لله "سلمى " حبُّها ناصبُ وأنا لا زوْجٌ ولا خاطبُ
لو كنتُ ذا أو ذاك يوم اللِّوى أدَّى إليَّ الحلبَ الحالبُ
أقولُ والعينُ بها عبرة ٌ وباللِّسَانِ الْعَجَبُ الْعَاجِبُ
يا ويلتي أحرزها " واهبٌ" لا نالَ خيراً بعدها واهبُ
سيقتْ إلى "الشَّام" وما ساقها إلاَّ الشَّقا والقدرُ الجالبُ
أصبحتُ قد راحَ العدى دونها ورحتُ فرداً ليس لي صاحبُ
لا أرْفَعُ الطرْف إِلَى زائرٍ كأنَّني غضْبان أوْ عاتِبُ
يا كاهن المصر لنا حاجة ٌ فانظر لنا: هل سكني آيبُ
قد شفَّني الشوقُ إلى وجهها وشاقني المزهرُ والقاصبُ
بَلْ ذَكَّرَتْني ريحُ رَيْحَانَة ٍ ومدهنٌ جاء به عاقبُ
مجلسُ لهو غاب حسادهُ تَرْنُو إِلَيهِ الْغَادَة ُ الْكَاعبُ
إِذْ نَحْنُ بالرَّوْحَاء نُسْقَى الْهَوَى صِرْفاً وإِذْ يَغْبِطُنَا اللاَّعبُ
وَقَدْ أرَى «سَلْمَى » لَنَا غَايَة ً أيام يجري بيننا الآدبُ
يأيُّها اللاَّئمُ في حبِّها أمَا تَرَى أنِّي بهَا نَاصبُ
«سَلْمَى » ثَقَالُ الرِّدْف مَهْضُومَة ٌ يأبى سواها قلبي الخالبُ
غنَّى بها الراكبُ في حسنها ومثلها غنَّى به الرَّاكبُ
ليست من الإنس وإن قلتها جنِّيَّة ً قيلَ: الْفَتَى كَاذِبُ
لاَ بلْ هيِ الشَّمْسُ أُتيحَتْ لَنَا، وسواسُ همٍّ زعمَ الناسبُ
لو خرجت للناس في عيدهم صلى لها الأمرد والشائبُ
تلكَ المنى لو ساعفت دارها كانت "لعمرو" همَّهُ عازبُ
أرَاجعٌ لي بَعْضَ مَا قَدْ مَضَى بالميث أم هجرانها واجبُ
قَدْ كُنْتُ لاَ ألْوي عَلَى خُلَّة ٍ ضَنَّتْ وَلاَ يُحْزِنُنِي الذَّاهِبُ
ثُمَّ تَبَدَّلْتُ عَلَى حُبِّهَا يا عجبا ينقلبُ الذَّاهبُ
وصاحبٍ ليسَ يصافي النَّدى يَسُوسُ مُلْكاً وَلَهُ حَاجِبُ
كالْمَأجَنِ الْمَسْتُورِ إِذْ زُرْتُهُ فِي دَارِ مُلكٍ لَبْطُهَا رَاعِبُ
ظَلَّ ينَاصِي بُخْلُهُ جُودَهُ فِي حَاجَتِي أيُّهُمَا الْغَالِبُ
أصْبَحَ عَبَّاساً لِزُوَّارِهِ يبكي بوجه حزنهُ دائبُ
لما رأيتُ البخل ريحانهُ والْجُودُ مِنْ مَجْلِسِهِ غَائِبُ
وَدَّعْتُهُ إِنّي امْرؤٌ حَازِمٌ عَنْهُ وعَنْ أمْثَالِهِ نَاكِبُ
أصفي خليلي ما دحا ظلهُ ودَامَ لي مِنْ وُدِّهِ جَانِبُ
لاَ أعْبُدُ الْمَالَ إِذَا جَاءنِي حق أخٍ أو جاءني راغبُ
وَلَسْتُ بالْحَاسِبِ بَذْلَ النَّدَى إن البخيل الكاتبُ الحاسبُ
كذاك يلقاني وربَّ امرئٍ لَيْسَ لَهُ فَضْلٌ ولاَ طَالِبُ

نــجــم
22-06-2011, 11:26 AM
تَأبَّدَتْ بُرْقَة ُ الرَّوْحَاء فَاللَّبَبُ


تَأبَّدَتْ بُرْقَة ُ الرَّوْحَاء فَاللَّبَبُ فالمحدثات بحوضى أهلها ذهبوا
فأصبحت روضة ُ المكاء خالية ً فَماخِرُ الْفَرْعِ فالْغَرَّافُ فالْكُثُبُ
فَأجْرَعُ الضَّوع لاَ تُرْعَى مَسَارِحُهُ كُل الْمَنَازِلِ مَبْثُوثٌ بِهَا الْكَأبُ
كَأنَّهَا بَعْدَ مَا جَرَّ الْعَفَاءُ بِهَا ذَيْلاً من الصَّيفِ لَمْ يُمْدَدْ لَهُ طُنُبُ
كَانَتْ مَعَايَا مِن الأَحْنَابِ فانْقَلَبَتْ عن عهدها بهمُ الأيام فانقلبوا
أقُولُ إِذْ وَدَّعُوا نَجْداً وسَاكِنَهُ وَحَالَفُوا غُرْبَة ً بالدَّارِ فاغْتَرَبُوا
لاَ غَرْوَ إِلاَّ حَمَامٌ في مَسَاكِنِهمْ تدعو هديلاً فيستغري به الطربُ
سَقْياً لِمنْ ضمَّ بطْنُ الْخيْفِ إِنَّهُمُ بانوا "بأسماء" تلك الهم والأربُ
أئِنُّ مِنْهَا إِلَى الأَدْنى إِذَا ذُكِرَتْ كما يئِنُّ إِلَى عُوَّادِهِ الْوصِبُ
بجارة ِ البيت همُّ النفس محتضرٌ إِذَا خلوْتُ وماءُ الْعيْنِ ينْسكِبُ
أنسى عزائي ولا أنسى تذكُّرها كأنني من فؤادي بعدها حربُ
لا تَسْقِنِي الْكأسِ إِنْ لمْ أبْغ رُؤْيتها بالذَّاعِريَّة ِ أثْنِيها وتنْسلِبُ
تطوي الفلاة بتبغيلٍ إذا جعلت رؤوسُ أعلامها بالآلِ تعتصبُ
كم دون "أسماءَ" من تيهٍ ملمعة ٍ ومنْ صفاصف منها القهبُ والخربُ
يَمْشِي النَّعامُ بِها مثْنى ومُجْتمِعاً كأنُّها عصبٌ تحدو بها عصبُ
لا يغفل القلبُ عن "ليلى " وقد غفلت عمَّا يُلاقِي شَجٍ بالْحُبِّ مُغْترِبُ
في كُلِّ يوْم لهُ همّ يُطالِبُهُ عِنْد الْمُلُوكِ فلاَ يُزْرِي بِهِ الطَّلبُ
يا«سُعْد» إِنِّي عداني عنْ زِيارتِكُمْ تَقَاذُفُ الْهَمِّ والْمهْرِيَّة ُ النُّجُبُ
في كُلِّ هنَّاقة ِ الأَضْواء مُوحِشَة ٍ يسْترْكِضُ الآلَ في مجْهُولِها الْحَدَبُ
كأنَّ في جانبيها من تغولها بَيْضَاءُ تَحْسِرُ أحياناً وَتَنْتَقِبُ
جرْداءُ حوَّاءُ مخْشِيّ متالِفُها جشَّمْتُها الْعِيسَ والْحِرِباءُ مُنْتصِبُ
عشراً وعشراً إلى عشرين يرقبها ظهرُ ويخفضها في بطنه صببُ
لم يبق منها على التأويبِ ضائعة ً ورحلة الليل إلاَّ الآلُ والعصبُ
ورَّادة ٌ كُلَّ طامِي الْجمِّ عَرْمَضُهُ في ظِلِّ عِقْبانِهِ مُسْتأسِدٌ نشِبُ
وسبْعة مِنْ «بنِي الْبطَّالِ» قَيِّمُهُمْ رداؤهُ اليوم فوق الرَّجلِ يضطربُ
جليتُ عن عينه بالشعر أنشدهُ حتى استجاب بها والصبحُ مقتربُ
قال «النُّعيْمِيُّ» لمَّا زَاحَ باطِلُهُ وافْتَضَّ خَاتَمَ ما يَجْنِي بِهِ التَّعبُ
ما أنْت إِنْ لمْ تكُنْ أيْماً فقدْ عجِبتْ منك الرفاقُ ولي في فعلك العجبُ
تهفو إلى الصيدِ إن مرَّت سونحهُ بِساقِطِ الرِّيشِ لمْ يُخْلِفْ له الزَّغَبُ
إن كنتَ أصبحتَ صقراً لا جناح لهُ فقد تهانُ بك الكروانُ والخربُ
لله درك لم تسمو بقادمة ٍ أوْ يُنْصِفُ الدَّهْرُ منْ يلْوِي فَيَعْتَقِبُ
إلى "سليمان" راحت تغتدي حزقاً والخيرُ متَّبعٌ والشرُّ مجتنبُ
تزُورُهُ مِنْ ذَوِي الأَحْسَابِ آوِنَة ً وخير من زرت سلطانٌ لهُ حسبُ
أغَرُّ أبْلَجُ تَكْفِينَا مَشَاهِدُهُ في القاعدين وفي الهيجا إذا ركبوا
أَمْسَى «سُلَيْمَانُ» مرْؤُوماً نُطِيفُ بِهِ كما تُطِيفُ ببَيْتِ الْقِبْلَة ِ الْعَرَبُ
ترى عليه جلالاً من أبوتهِ وَنُصْرَة ً مِنْ يِدٍ تَنْدَى وتُنْتَهَبُ
يَبْدُو لَكَ الْخَيرُ فيهِ حِينَ تُبْصُرُهُ كما بَدَا في ثَنَايا الْكَاعِبِ الشَّنَبُ
في هامة ٍ من "قريشٍ" يحدقونَ بها تجبى ويجبى إليها المسكُ والذهبُ
عَالَى «سلَيْمَانُ» فِي عَلْيَاءَ مُشْرِفَة ٍ سيفٌ ورمحٌ وآباء له نجبُ
يَا نِعْمَ مَنْ كانَ مِنْهُمْ في مَحَلَّتِهِ وكان يشربُ بالماء الذي شربوا
كانوا - ولا دين إلاَّ السيفُ - ملكهمُ راسٍ وأيامهم عادية غلبُ
تطولُ أعمار قومٍ في أكفهمُ حيناً وتقصرُ أحياناً إذا غصبوا
الْعَاقِدِينَ الْمَنَايَا في مُسَوَّمَة ٍ تُزْجَى أوَائِلُهَا الإِيجَافُ والْخَبَبُ
بِيضٌ حِدَادٌ وأشْرَافٌ زَبَانِيَة ٌ يغدو على من يعادي الويلُ والحربُ
أقُولُ لَلْمُشْتَكِي دَهْراً أضَرَّ بِه فِيهِ ابْتِذَالٌ وفِي أنْيَابِهِ شُعَبُ:
لاَ جَارَ إِلاَّ «سُلَيْمَانٌ» وأسْرَتُهُ من العدوِّ ومن دهرٍ به نكبُ
إِذَا لقِيتَ «أبَا أيُّوبَ» فِي قَعَدٍ أوْ غَازِياً فَوْقَهُ الرَّايَاتُ تَضْطَرِبُ
لاَقَيْتَ دُفَّاعَ بَحْرٍ لا يُضَعْضِعُه للْمُشرِعِينَ عَلَى أرْجَائِهِ شُرُبُ
فاشرب هنيئاً وذيل في صنائعه وانعم فإنَّ قعود الناعم اللعبُ
الْهَاشِمِيُّ «ابْنُ دَاوُدٍ» تَدَارَكَنَا وَمَا لَنَا عِنْدَهُ نُعْمَى وَلاَ نَسَبُ
أحيا لنا العيشَ حتى اهتزَّ ناضرهُ وجارنا فانجلت عنا به الكربُ
لَيْثٌ لدَى الْحَرْبِ يُذْكِيهَا وَيُخْمِدُهَا وَلاَ تَرَى مِثْلَ مَا يُعْطِي وَمَا يَهَبُ
صعباً مراراً وتاراتٍ نوافقهُ سَهْلاً عَلَيْهِ رِوَاقُ الْمُلْكِ وَاللَّجِبُ
رَكَّابُ هَوْلٍ وَأعْوَادٍ لِمَمْلَكَة ٍ ضرابُ أسبابِ هم حين يلتهبُ
ساقي الحجيج أبوه الخيرُ قد علمت عُلْيَا «قُرَيْشٍ» لَهَ الْغَايَاتُ والْقَصَبُ
وافى "حنيناً" بأسيافٍ ومقربة شُعْثِ النَّوَاصِي بَرَاهَا الْقَوْدُ والْخَبَبُ
يعطي العدى عن رسولِ الله مهجتهُ حتى ارتدى زينها والسيفُ مختضبُ
وكَانَ «دَاوُدُ» طَوْداً يُسْتَظَلُّ بِهِ وفي " عليٍّ" لأعداء الهدى هربُ
وَالْفَضْلُ عِنْدَ «ابْنِ عَبَّاسٍ» تُعَدُّ لَهُ فِي دَعْوَة ِ الدِّينَ آثَارٌ ومُحْتَسَبُ
قل للمباهي "سليمانا" وأسرتهُ هَيْهَاتَ لَيْسَ كَعُودِ النَّبْعَة ِ الْغَرَبُ
رَشِّحْ أباكَ لأُخْرَى مِنْ صَنَائِعِهِ واعْرفْ لِقَوْم برَأسٍ دُونَهُ أشَبُ
أبْنَاءُ أمْلاَكِ مَنْ صَلَّى لِقِبْلَتِنَا فَكُلُّهُمْ مَلِكٌ بِالتَّاجِ مُعْتَصِبُ
دم النبيِّ مشوبٌ في دمائهمُ كما يخالطُ ماء المزنة ِ الضربُ
لو ملك الشمس قوم قبلهم ملكوا شمس النهار وبدر الليل لا كذبُ
أعطاهم الله ما لم يعط غيرهمُ فهم ملوكٌ لأعداء النهى وركبُ
لا يحدبون على مالٍ بمبخلة ٍ إِذَا اللِّئَامُ عَلَى أمْوَالِهِمْ حَدِبُوا
لَوْلاَ فَضُولُ «سُلَيْمَانٍ» وَنَائِلُهُ لَمْ يَدْرِ طَالِبُ عُرْفٍ أيْنَ يَنْشَعِبُ
ينتابه الأقربث الساعي بذمته إذا الزمان كبا والخابطُ الجنب
كم من يتيم ضعيف الطرف ليس لهُ إلاَّ تناولَ كفَّي ذي الغنى أشبُ
آخَى لَهُ عَرْوُهُ الأَثْرَى فَنَالَ به رواحَ آخرَ معقود له سببُ
بِنَائِلٍ سَبطٍ لا منَّ يُرْدِفُهُ إذا معاشر منوا الفضل واحتسبوا
يا ابْن الأَكارِم آباءً ومأثرة ً منك الوفاءُ ومنك النائل الرغبُ
في الحيِّ لي دردق شعث شقيت بهم لا يكسبون وما عندي لهم نشبُ
عزّ المضاعُ عليهم بعد وجبتهم فَمَا تَرَى فِي أنَاسٍ عيْشُهُمْ وجبُ

نــجــم
22-06-2011, 11:26 AM
عامت "سليمى " ومسّها سغبُ


عامت "سليمى " ومسّها سغبُ بل مالها لا تزال تكتئبُ
تذكَّرتْ عِيشة ً «بِذِي سَلَم» عِشْنا بِها نجْتنِي ونحْتلِبُ
وأكْبرتْ بدْرة ً شرَيْتُ بِها عِرْضِي مِن الذَّمِّ، والشّرَا حَسَبُ
يا "سلم" عرضي حمى ً سأمنعه والْعِرْضُ يُحْمَى ، ويُوهبُ الذَّهبُ
لا تذكري ما مضى وشأنك بي الـ ـيَوْمَ فإِنَّ الزَّمان ينْقلِبُ
حُلْواً ومُرًّا وَطَعْمَ ثالِثة ٍ فِي كُلِّ وجْهٍ منْ صَرْفِهِ عَجَبُ
دِيني لِدهرٍ أصمَّ مُنْدِلثٍ يُهْرَبُ مِنْ ريْبِهِ ولا هَرَبُ
أودى بأهلي الغدير فانقرضوا لم يبقَ منهمُ رأسٌ ولا ذنبُ
وارْضيْ بِما رَاعَك الزَّمانُ بِهِ ما كُلّ يوْم يصْفُوا لَكِ الْحلبُ
جرَّبْتِ ما جرَّب الْحلِيمُ فهلْ لاَقيْتِ عَيْشاً لَمْ يعْرُهُ نَصَبُ
لا ينْفعُ الْمرْءَ مالُ والِدِهِ غدا عيِيًّا، وينْفعُ الأَدبُ
وغادة ٍ كالحباب مشرقة ٍ رَودٍ عليْها السُّمُوطُ والْقُضُب
كأنَّ يَاقُوتها وعُصفُرَها فِي الشَّمْسِ إِذْ لهَّبتهُما لَهَبُ
قالت: تركتَ الصبا فقلت لها لاَ بَلْ تَجَالَلْتُ والصِّبا لعِبُ
وقد نهاني الإمامُ فانصرفت نفسي له والإمام يُرتقبُ
آليتُ يأبَى الصِّبَا وَأَتْبَعهُ هَيْهَات بَيْنِي وبَيْنَهُ نَجَبُ
فَاسْتَبْدِلِي أَوْ قِرِي، شَرَعْتُ إِلَى الْـ حقِّ وبئس المطيَّة ُ النُّغبُ
يا "سلمَ" إني امرؤٌ يوقَّرني حلمي إذا القومُ في الخنا وثبوا
وقد أتاني وعيد شرذمة ٍ فيهم طماحٌ وما بهم صلبُ
مَهْلاً بِغَيْري اعرُكُوا شَذَاتَكُمُ لِلْحَرْبِ مِمَّنْ يَحُشُّهَا حَطَبُ
قَدْ أذْعَرُ الْجِنَّ فِي مَسَارِحِهَا قلبي مضيءٌ ومقولي ذربُ
خصيبُ عدوانَ بعد شيلتهِ والليثُ يخصى ويخدعُ الشببُ
لاَ غَرْوَ إِلاَّ فَتَى الْعَشِيرَة ِ عَا فَتْهُ الْمَنَايَا وَدُونَه أشَبُ
بَاتَ يُغَنِّي والْموْتُ يطْلُبُهُ والْمرْءُ يلْهُو وحَيْنُهُ كَثَبُ
فالآن أسمحتُ للخطوبِ فلا تَلْقَى فُؤادِي مِنْ حادِثٍ يجِبُ
قلَّبنِي الدَّهْرُ فِي قَوالِبِهِ وكلُّ شيء لكونهِ سببُ

نــجــم
22-06-2011, 11:26 AM
فَيَا حَزَنَا هَلاَّ بِنَا كَانَ مَا بِهِ


فَيَا حَزَنَا هَلاَّ بِنَا كَانَ مَا بِهِ مِنَ الْوُدِّ إِذْ تَبْكِي عَلَيْهِ قَرَائِبُهْ
وَمَمْسُوكَة ٍ عَذْرَاءَ يَحْمِلُهَا فَتًى ولم تعي كفاهُ ولم يدم غاربه
أتَتنِي بِهَا رَوَّاقَة ٌ في نَفَاقِهَا لِتُخْبِرَنِي عَنْ شَاهِدٍ لاَ أُقَارِبُهْ
خلوتُ بها يوماً فلما افتضضتها تبيَّن ما فيها وصرح عائبهُ
وَقَالَ بِمَا قَالَ الْمُحِبُّ نَصَاحَة ً وهل يكذبُ الصبَّ المحبَّ حبائبهْ
أعِيذُكَ بالرَّحْمَنِ مِنْ دَحْسِ حَاسِدٍ تَنَامُ وَمَا نَامَتْ بِلَيْلٍ عَقَارِبُهْ
عَلَيْكَ سَمَاءٌ دُونَنَا تُمْطِرُ الرَّدَى وَسَوْرَة ُ طَبٍّ لم تُقَلَّمْ مَخَالِبُهْ
فلا يأتنا منك الحديث لذاذة ً لأَصْوِلَة ٍ، لاَ يَأمَنْ الْهَوْلَ رَاكِبُهْ
فلله محزونٌ يروضُ همومهُ عَلَى فَتْكَة ٍ، والْفَتْك صَعْبٌ مَرَاكِبُهْ
إذا همَّ لم يرضَ الهوينى ولم يكن كَلِيلاً كَسَيْفِ السَّوْء تَنْبُو مَضَارِبُهْ

نــجــم
22-06-2011, 11:26 AM
خَلِيلَيَّ قُومَا فَاعْذِرَا أوْ تَعَتَّبَا


خَلِيلَيَّ قُومَا فَاعْذِرَا أوْ تَعَتَّبَا ولا تعذلاني أن ألذ وأطربا
إِذَا ذُكِرَتْ صَفْرَاءُ أذْرَيْتُ عَبْرَة ً وَأمْسَكْتُ نَفْسِي رَهْبَة ً أنْ تَصَبَّبَا
ومما استفرغ اللذاتِ إلا مشيَّعٌ إذا همَّ لم يذكر رضى من تغضبا
تغنَّى رفِيقِي باسْمِهَا فكأنَّما أصاب بقلبي طائراً فتضربا
ومن عجب الأيام أن اجتنابنا رَشَادٌ ولكِنْ لا نُطِيقُ التَّجَنُّبَا
إِذَا حنَّ مُشْتاقٌ حَنَنْتُ عِراضة ً كما عارض الْعُودُ الْيَرَاعَ الْمُثقَّبا
وحاجات نفسٍ كن من درك الهوى لقيتُ بها ضيفاً ولم ألق مرحبا
أُقلِّبُ في صفْراءَ كُلَّ عَشِيَّة ٍ هواي ويأبى القلبُ إلاَّ تقلُّبا
أمَرَّ عَلَيَّ الْعَيْشَ يَوْمٌ عَدِمْتُهُ وَلاَ أشْتَهِي لَيلي إِذَا مَا تَأوَّبَا
فقل في فتى ً سدت عليه سبيلهُ فضاع وقد كان الطَّلوبَ المطلّبا
خطبْتُ عَلَى حَبْلِ الزَّمَانِ لَعَلَّهُ يساعفني يوماً وقد كان أنكبا
خُلِقْتُ عَلَى مَا فِيَّ غَيْرَ مُخَيَّرٍ هواي ولو خيرت كنت المهذبا
أُرِيدُ فَلاَ أُعْطَى ، وَأُعْطَى فَلَمْ أُرِدْ وقَصَّرَ عِلْمِي أنْ أنَالَ الْمُغَيَّبَا
وأصرفُ عن قصدي وحلمي مبلغي وأضحي وما أعقبت إلا التعجُّبا
وما الْبرُّ إِلاَّ حُرْمَة ٌ إِنْ رعيْتَها رَشَدْتَ وإِنْ لم تَرْعَها كُنْتَ أخْيَبَا
أ "يحيى بن زيدٍ" فيم تقطع خلتي لقدْ خُنْتَ وُدًّا بلْ تجشَّمْتَ مُعْجَبا
أحِين أشارتْ بي الأَكُفُّ مُعيدة ً وحفَّتْ بيَ الْحمْراءُ خرْقاً مُعصَّبا
وقامتْ «عُقْيلٌ» منْ ورائِيَ بالْقَنَا حِفَاظاً وعاقَدْتُ الْهُمَامَ الْمُحجَّبا
تَنحَّ أبا فِعْلٍ لأُمِّكَ حاجة ٌ إلينا ولا تشتغب فما كنت مشغبا
أبُوك يهُودِيٌّ وأُمُّك عِلْجة ٌ وأشبهت خنزير السواد المسيبا
وكُنْتَ ترَى حَرْبِي كحرْب خرائدٍ فُوَاقاً فلمَّا رُحْنَ رَاجعْن مَلْعَبا
وهيهات ظنُّ الجاهلين من امرئٍ بَعيدِ الرِّضى سُقْمٍ علَى منْ تحزَّبا
أبى الله ودِّي للخليلِ وقربهُ إِذَا كَانَ خَوَّانَ الأَمَانَة ِ نَيْرَبَا

نــجــم
22-06-2011, 11:27 AM
غدا سلفٌ فأصْعَدَ «بالرَّبَابِ»


غدا سلفٌ فأصْعَدَ «بالرَّبَابِ» وحنَّ وما يحنُّ إلى صحابِ
دعا عبراته شجنٌ تولَّى وشامات على طلل يبابِ
وأطهر صفحة ً سترت وأخرى من العبرات تشهدُ بالتباب
كأن الدار حين خلت رسومٌ كهذا الْعصْبِ أوْ بعْض الْكتاب
إذا ذكر الحبابُ بها أضرَّتْ بها عيْنٌ تَضَرُّ علَى الْحِباب
ديارُ الْحيِّ بالرُّكْحِ الْيماني خرابٌ والديارُ إلى خراب
رجعن صبابة ُ وبعثن شوقاً على متحلبِ الشأنين صاب
وما يَبْقَى علَى زَمَنٍ مُغِيرٍ عدا حدثانُهُ عدْوَ الذِّئاب
ودهر المرء منقلبٌ عليه فُنُوناً، والنَّعيمُ إِلى انْقلاب
وكُل أخٍ سَيَذْهبُ عنْ أخيه وباقي ما تُحبُّ إِلَى ذَهَاب
ولما فارقتنا "أم بكر" وشطّت غربة ً بعد اكتئاب
وبِتُّ بحاجة ٍ في الصَّدْر منْها تَحَرَّقُ نارُها بيْن الْحجاب
خططتُ مثالها وجلستُ أشكو إِليْها ما لَقِيتُ علَى انْتِحَابِ
أكلِّمُ لَمْحَة ً في التُّرْب مِنْها كلام المستجير من العذاب
كأَنِّي عِنْدَها أشْكُو إِليْها همومي والشَّكاة ُ إلى التراب
سقى الله القباب بتلِّ "عبدى " وبالشرقين أيام القباب
وأياماً لنا قصرت وطابتْ علَى «فُرْعَانَ» نَائِمَة َ الْكِلاَبِ
لقد شط المزار فبتُّ صبا يطالعني الهوى من كل باب
وعهدي بالفراع وأم بكر ثقال الردف طيبة الرضاب
من الْمُتصيِّدات بكُلِّ نَبْلٍ تسيلُ إِذَا مشتْ سَيْلَ الْحُباب
مصورة يحار الطرف فيها كأنَّ حديثها سُكْرُ الشَّراب
لياليَ لا أعُوجُ عَلَى الْمنَادي ولا العذال من صعم الشباب
وقائلة ٍ رأتني لا أبالي جنوح العاذلات إلى عتاب:
مللت عتاب أغيد كلَّ يومٍ وشَرٌّ ما دَعَاكَ إِلَى الْعِتَابِ
إذا بعث الجواب عليك حرباً فَمَا لَكَ لاَ تَكُفُّ عَن الْجَوَاب
أصونُ عن اللئام لباب ودي وَأخْتَصّ الأَكَارِمَ باللُّبَاب
وَأيُّ فَتًى منَ الْبَوغَاءِ يُغْني مقامي في المخاطب والخطاب
وتجمعُ دعوتي آثارَ قومي همُ الأسد الخوادر تحت غاب
وُلاَة ُ الْعزِّ والشَّرَف الْمُعَلَّى يردون الفضول على المصاب
نَقُودُ كَتَائباً ونَسُوقُ أخْرَى وفعنا فوقهم غر السحابِ
وأبراراً نعود إذا غضبنا بأحلام رواجح كالهضاب
وإِنْ نُسْرعْ بمَرْحَمَة ٍ لقَوْمٍ فلسنا بالسراع إلى العقاب
نُرَشِّحُ ظَالماً وَنَلُمُّ شُعْثاً ونَرْضَى بالثَّنَاءِ منَ الثَّوَابِ
ترانا حين تختلفُ العوالي وقَدْ لاَذَ الأَذلَّة بالصِّعَاب
نقودُ كتائبنا ونسوقُ أخرى كأنَّ زُهَاءَهُنَّ سَوَادُ لاَب
إذا فزعت بلادُ بني معدٍّ حَمَيْنَاهَا بأغْلمَة غِضَاب
وكلِّ متوَّجٍ بالشيب يغدو طويل الباع منتجعَ الجنابِ
مِنَ الْمُتَضَمِّنِينَ شَبَا الْمَنَايَا يَكُونُ مَقِيلُهُ ظِلَّ الْعُقَابِ

نــجــم
22-06-2011, 11:27 AM
كل امرئٍ نصبٌ لحاجته


كل امرئٍ نصبٌ لحاجته وعَلَيْهِ يُحْمَلُ أوْ لَهُ نَصَبُهْ
فاربع على خلقٍ لهُ خطرٌ فِي الصَّالِحِينَ يَفُوزُ مُحْتَسِبُهْ
عيُّ الشريف يشينُ منصبهُ وتَرَى الْوَضِيعَ يَزِينُهُ أدَبُهْ
وحراثة التقوى لمحترثٍ كَرَمُ الْمَعَادِ وَمَا لَهُ حَسَبُهْ
وتَنَقُّصُ الْمَوْلَى مَوَالِيَهُ عَارٌ يَكُونُ بِوَجْهِهِ نَدَبُهْ
وإذا نسيبكَ غلَّ ساعدهُ ونأى فليس بنافعٍ نسبه
ومِنَ الْبَلاَء أخٌ جِنَايَتُهُ عَلَقٌ بِنَا وَلِغَيْرِنَا نَشَبُهْ
خُذْ مِنْ صَدِيقِكَ غَيْرَ مُتْعِبِه إن الجواد يؤودهُ تعبه
وَاسْتَغْنِ بِالْوَجَبَاتِ عَنْ ذَهَبٍ لَمْ يَبْقَ قَبْلَكَ لاِمْرِىء ٍ ذَهَبُهْ
يَرِدُ الْحَرِيصُ عَلَى مَتَالِفِهِ واللَّيث يبعثُ حتفهُ كلبهْ

نــجــم
22-06-2011, 11:27 AM
ألا مَا لِقَلْبي لا يَزُول عنِ الهَوَى


ألا مَا لِقَلْبي لا يَزُول عنِ الهَوَى وقد زعموا أنَّ القلوب تقلَّبُ
أَ«صَفْرَاءُ» ما لي فِي المَدَامَة ِ سُلْوة ٌ فأسْلو ولاَ فِي الغانِيات مُعَقَّبُ
إذا لم ترَ الذهلي أنوكَ فالتمس له نَسَباً غيرَ الذي يَتَنَسَّبُ
وأمَّا بَنُو قَيْسٍ فَإِنَّ نَبِيذَهُمْ كَثِيرٌ وَلَكِنْ دِرْهَمُ الْقَوْمِ كَوْكَبُ
وسيد تيمِ اللاتِ تحت غذائهِ هزبرٌ وأما في اللقاء فثعلبُ
وقَدْ كَانَ فِي «شَيْبَانَ» عِزٌّ فَحَلَّقَتْ به في قديم الدَّهر عنقاءُ مغربُ
وحيَّا "لجيم" قسوران تنزعت شباتهما لم يبق نابٌ ومخلبُ
وأنذلُ من يمشي " ضبيعة ُ" إنهم زَعَانِفُ لَمْ يَخْطُبْ إِلَيْهِمْ مُحَجَّبُ
و"يشكرُ" خصيانٌ عليهم غضارة ٌ وهل يدرك المجد الخصي المجبب
لقد زاد أشراف العراق "ابن حاتم" كما سَادَ أهْلَ الْمشَرِقَيْنِ «الْمُهَلَّبُ»
صفت لي يدُ الفيَّاضِ "روح بن حاتم" بِمُلْكِ يَدٍ كالْمَاء يَصْفُو وَيَعْذُبُ
طلوبٌ ومطلابٌ إليه إذا غدا وخيرُ خليليكَ الطَّلوبُ المطلَّبُ

نــجــم
22-06-2011, 11:27 AM
أجَارَتَنَا لاَ تَجْرَعِي وَأنِيبِي


أجَارَتَنَا لاَ تَجْرَعِي وَأنِيبِي أتَانِي مَنَ الْمَوْتِ الْمُطِلِّ نَصِيبِي
بنيي على قلبي وعيني كأنَّهُ ثَوَى رَهْنَ أحْجَارٍ وجَارَ قَلِيبِ
كَأني غَرِيبٌ بَعْدَ مَوْتِ «مُحْمَّدٍ» ومَا الْمَوْتُ فِينَا بَعْدَهُ بغَرِيبِ
صبرت على خير الفتوِّ رزئتهُ ولولا اتقاء الله طال نحيبي
لعمري لقد دافعت موت "محمَّد" لَوَ انَّ الْمَنَايَا تَرْعَوِي لِطَبِيبِ
وما جزعي من زائلٍ : عمَّ فجعهُ ومن ورد آباري وقصد شعيبي
فَأصْبَحْتُ أبْدِي لِلْعُيُونِ تَجَلُّداً ويا لك من قلبٍ عليه كئيبِ
يُذَكِّرُنِي نَوْحُ الْحَمَام فِرَاقَهُ وإرنان أبكار النساء وثيبِ
ولي كل يوم عبرة ٌ لا أفيضها لأحظى بصبرٍ أو بحطِّ ذنوبِ
إلى الله أشكو حاجة ً قد تقادمت على حدثٍ في القلب غير مريبِ
دعتهُ المنايا فاستجاب لصوتها فللهِ من داعٍ دعا ومجيبِ
أظَلُّ لأَحْدَاثِ الْمَنُونِ مُرَوَّعاً كأنَّ فُؤَادِي فِي جَنَاحِ طَلُوب
عَجِبْتُ لإِسْرَاعِ الْمَنِيَّة ِ نَحَوَهُ ومَا كانَ لَوْ مُلِّيتُهُ بِعَجِيبِ
رزئتُ بنيي حين أروق عودهُ وألْقَى عَلَيَّ الْهَمَّ كلُّ قَرِيبِ
وَقَدْ كُنْتُ أرْجُو أنْ يَكُونَ «مُحَمَّدٌ» لنا كافياً من فارسٍ وخطيبِ
وكَانَ كَرَيْحَانِ الْعَروُسِ بَقَاؤُهُ ذَوَى بَعْدَ إِشْرَاقِ الْغُصُونِ وَطِيبِ
أغرُّ طويل الساعدين سميذعٌ كَسَيْفِ الْمُحَامِي هُزَّ غَيْرَ كَذُوبِ
غَدَا سَلَفٌ مِنَّا وَهَجَّرَ رَائِحٌ على أثرِ الغادينَ قودَ جنيبِ
وما نحنُ إلا كالخليط الذي مضى فرائس دهرٍ مخطئٍ ومصيب
نؤمِّلُ عيشاً في حياة ٍ ذميمة ٍ أضَرَّتْ بأبْدَانٍ لَنَا وَقُلُوبِ
ومَا خَيْرُ عَيْشٍ لاَ يَزَالُ مُفجَّعاً بموت نعيمٍ أو فراق حبيب
إِذَا شِئْتُ رَاعَتْنِي مُقِيماً وظَاعِناً مصارعُ شبَّانٍ لدي وشيبِ

نــجــم
22-06-2011, 11:27 AM
دَعَاكَ الحُبُّ بالشَّعْبِ


دَعَاكَ الحُبُّ بالشَّعْبِ من الذَّلْفَاءِ بالقلب
نَأتْهُ وَنأى عَنْهَا وَأبْدَتْ قَالة َ الْعُجْبِ
فقدْ وَقَّفنِي الهَجْرُ مِن الْمَوْتِ عَلى جَنْبِ
وَقِدْماً ذاك مَا زال محلَّ اللهو في القربِ
رَهِيناً بالَّذِي لاقَيْـ تُ بين الرغب والرهبِ
فرَهْبِي مِنْك في شَعْفِي وَمِنْ مَوْتِ الْهَوَى رَغْبِي
لقد حاربني صبري وما سالمني حبِّي
فلا يَقْرَبُنِي هَذا وَلا هَاذاك مِنْ حِزْبِي
وَمَا أذْنبْتُ منْ ذنْبٍ سوى حبِّي فما ذنبي
ونومُ العين ممنوعٌ وَمَاءُ العَيْنِ في سَكْبِ
ألاَ لاَ لاَ أرَى مِثْلِي ومثل الشوق في قلبي
أدنِّيها من الجدوى وتدنيني من الكرب
وقدْ قُلْتُ لها سِرًّا وإِعْلاَناً لدى صَحْبِي:
أما حسبكِ يا أسما ء أني منكِ في حسبِ
كَفَتْكِ الْغاية ُ الدُّنْيا مع الْقُصوى التِي تُكْبِي
وفِي أسْهلِ ما يأتِي به كافٍ من الصَّعبِ
فلمَّا لمْ أنَلْ حَظًّا بِمَا كَدَّرْتِ مِنْ شرْبِي
شَكَوْتُ الْقَلْبَ والذَّلْفَا ء مع وجدي إلى ربي
فأصبحتُ بما حليتُ من مشربي العذبِ
كَذِي الطِّبِّ تَعَنَّاهُ وَمَا بِالْقَلْبِ مِنْ طِبِّ
وَسَاهِي النَّفْسِ مَحْزُوناً يُزَجِّي النَّفْسَ بالْغَلْبِ
ولو يسطيعُ إذ شطَّت على ما كان من عتبِ
حذاها وجههُ نعلاً فلم تمشِ على التربِ
«أعَبَّادَة ُ» مِنْ حُبِّـ كِ في الأحشاء كاللهبِ
إِذَا اسْتَغْفَيْتُ أضْنَانِي ضَنَا الْمَحْمُولِ فِي الْخُشْبِ
فَإنْ حُدِّثْتِ يَوْماً عَنْ فتى ماتَ من الحبِّ
فَقُولي تَصْدُقِي: ذَاكُمْ صَفِيٌّ مِن بَنِي كَعْبِ
ليالٍ منكِ أهواها هوى ً في الجدِّ واللعبِ
فَمْنْهَا لَيْلَة ٌ بِالتَّا جِ أسْهَتْ لِلْهَوَى لُبِّي

نــجــم
22-06-2011, 11:27 AM
يا صاح لا تجر في لومي وتأنيبي


يا صاح لا تجر في لومي وتأنيبي مَا كُلُّ مَنْ لَمْ يُجِبْ قَوْماً بِمَغْلُوب
هَبْ لي انْتِقَاصَكَ عِرْضاً غَيْرَ مُنْتَقَصٍ فما متاعكَ في الدنيا بمرهوب
إِنِّي وَإِنْ كَانَ حِلْمِي وَاسِعاً لَهُمُ لاَ أسْتَهلُّ عَلَى جَارٍ بِشُؤْبُوب
طَلاَّبُ أمْرٍ لِهَوْلِ النَّاسِ حُظْوَتُهُ على القلوب ركوبٌ غير مسلوبِ
كَمْ مِنْ بَدِيعَة ِ شَرٍّ قَدْ فَتَكْتُ بِهَا في لَيْلَة ٍ مِثْلِ لُجِّ الْبَحْرِ يَعْبُوبِ
منهنَّ ليلة َ باتت غير نائمة ٍ حَرَّى وحَرْبِ أخي الْحَنَّانِ عُرْقُوبِ
باتَ القليفعُ فيما يبتغي أجلي وليس ما ضافَ من هجري بتعييب
جَاءَتْ وَجَاءَ السَّجُوجِي من بَنِي وَأَلٍ وَالزِّقُّ يَحْدُو وِكَاهَا سَاكِنُ اللُّوبِ
يهفونَ دون أكيراحٍ ومثلهمُ طفلُ الحسام بباب الملكِ معصوبِ
لَمَّا الْتَقَيْنَا عَلَى مَلكٍ نُسَاوِرُهُ صَعْبِ الْمَرَام كَحَرِّ النَّارِ مَشْبُوبِ
قالت هلكتَ ولم أهلك فقلتُ لها في مثلها كنتُ صفاحَ الأعاجيبِ
حاولتم العرشَ عندي في سلاسلهِ هَيْهَاتَ رُمْتُمْ قَرِيباً غَيْرَ مَقْرُوبِ
ضمَّت قناني على الميراثِ فيئكمُ والسَّيْلاَنُ ذو الْوَجْهَيْنِ يَعْسُوبِ
فأصبحت بعد ما عضَّ الثقافُ بها رَيَّا الْمَفَاصِلِ مَلْسَاءَ الأَنابِيبِ
كأنَّمَا دُهِنَتْ دُهنْاً وَقَد عُرِكَتْ ليلَ التمامِ بتعضيضٍ وتقليبِ
كأنني من رقاهم ليلة َ احتضروا مُذَبْذَبٌ بَيْنَ إِصْعَادٍ وَتَصْوِيبِ
يرمونَ قلبي بأسحارٍ وأمحقها عنِّي بحرفٍ من القرآن مكتوبِ
حتى إذا أشرفت نفسي على طمعٍ فاستعجل الصبح أمثال الأهابيب
سحرتُ ريفاً لبفزول فدامجه إذ ألفت فيه بين الشاة والذيبِ
وقد عطفت مكيحاً بعد حيصته عَلَى الْوَديق فَمَا وِتْرُ بِمَطْلُوبِ
وَقَدْ خَنَقْتُ مَلِيحاً فِي مَنَازِلِهِ حتى استمرَّ طريداً غير مصحوبِ
وَقَدْ قَرَعْتُ القرينا إِذ قَرَعْتُ لَهُ بالعَنْكَبُوتِ وَكَانَ الحُوبُ بالحُوبِ
وقَد تَرَكْتُ أبَا اللِّصَّيْنِ مُعْتَرِضاً وما اعتراض ذباب طن مذبوبِ
يُرَوِّحُ الغَيَّ يَعْبُوباً لَهُ شَرَفٌ وفي الرشاد بليداً غير يعبوب
وقد عرفت عريفاً ناك خالتهُ وقد تلفع شيبا غير مخضوبِ
يصبُّ في فلسها من ماء فيشته صب الوليدة في المصحاة بالكوبِ
والعبد زوج الزواني قد نفخت له مني بسجلٍ ذنوباً غير مشروبِ
يَمْشِي بأيْر مَهيبٍ في عَشِيرَتِهِ وما الفتى بمهيبٍ في المقانيب
ممن يروعك مطلوباً برؤيتهِ وقدْ تَرَاهُ مصيخاً غير مَطْلُوبِ

نــجــم
22-06-2011, 11:28 AM
يا صَاحِبَيَّ أعِينَانِي عَلَى طَرَبِ


يا صَاحِبَيَّ أعِينَانِي عَلَى طَرَبِ قَد آبَ لَيْلِي ولَيْتَ اللَّيْلَ لَمْ يَؤُبِ
نصبتُ والشوقُ عناني ونصبني إلى "سليمى "وراعيهنَّ في نصبِ
في القصر ذي الشرفات البيض جارية ٌ رَيَّا التَّرَائِبِ والأَرْدَافِ والْقَضَبِ
الله أصفى لها ودي وصوَّرها فضْلاً عَلَى الشَّمْسِ إِذْ لاَحَتْ مِنَ الْحُجُبِ
أحِبُّ فَاهَا وَعَيْنَيْهَا وَمَا عَهِدَتْ إليَّ من عجبٍ ويلي من العجبِ
داء المحبِّ ولو يشفى بريقتها كانت لأدوائه كالنار للحطب
وناكثٍ بعد عهد كان قدَّمهُ وكَيْفَ يَنْكُثُ بَيْنَ الدِّينِ وَالْحَسَبِ
وَاللَّه أنْفَكُّ أدْعُوهَا وَأطْلُبُهَا حتَّى أموت وقد أعذرتُ في الطلبِ
قَدْ قُلْتُ لَمَّا ثَنَتْ عَنِّي بِبَهْجَتِها وَاعْتَادَنِي الشَّوْقُ بِالْوَسْوَاسِ وَالْوَصَبِ
يَا أطْيَبَ النَّاسِ أرْدَاناً وَمُلْتَزَماً مني عليَّ بيوم منك واحتسبي
إِنَّ الْمُحِبَّين لاَ يَشْفِي سَقَامَهُمَا إِلاَّ التَّلاَقِي فَدَاوِي الْقَلْبَ وَاقْتَرِبِي
كم قلت لي عجباً ثم التويت به وَلاَ لِمَا قُلْتِ مِنْ رَاس وَلاَذَنَبِ
لا تتعبيني فإني من حديثكم بعد الصدود الذي حدثتُ في تعب
يدعو إلى الموت طيف لا يؤرقني وعارض منك في جدي وفي لعبي
فالقي محباً حماه النوم ذكركم كأنه يوم لا يلقاك في لهب
قَالَتْ: أَكُل فَتَاة ٍ أنْتَ خَادِعُهَا بِشِعْرِكَ السَّاحِرِ الْخَلاَّبِ لِلْعُرُبِ
كم قد نشبت بغيري ثم زغت بها فَاسْتَحْيِ مِنْ كَذِبٍ لاَ خَيْرَ فِي الْكَذِبِ
هَبْنِي لَقِيتُ كما تَلْقَى وَخَامَرَنِي دَاءٌ كَدَائِكَ مِنْ جِنٍّ ومِنْ كَلَبِ
أنى لنا بك أو أنى بنا لكم ونحن في قيم غيران في نشب
لاَ نَسْتَطِيعُ وَلاَ نُسْطَاعُ مِنْ سَرَفٍ فالصفح أمثل من وصل على رقب
أنْتَ الْمُشَهَّرُ فِي أهْلِي وَفِي نَفَرِي وَدُونَكَ الْعَيْنُ مِنْ جَارٍ وَمُغْتَرِبِ
ولو أطيعك في نفسي معالجة ً أنْهَبْتُ عِرْضِي وَمَا عِرْضِي بِمُنْتَهَبِ
فَاحْلُبْ لَبُونَكَ إبْسَاساً وَتَمْرِيَة ً لاَ يَقْطَعُ الدَّرَّ إِلاَّ عِيُّ مُحْتَلِبِ
إِنَّا وَإِنْ لَمْ تَكُنْ مِنَّا مُسَاعَفَة ٌ بما هويت وكنا عنك في أشبِ
نَهْوَى الْحدِيثَ ونسْتبْقِي مَناصِبَنا إنّ الصحيحة لا تبقى مع الجربِ
خَافَتْ عُيُوناً فخفَّتْ قبْل حَاجَتِنا وروعتنا بإعراضٍ ولم تصب
فليْس لي عِنْدها حبْلٌ أمُتُّ بِهِ إِلاَّ الْمودَّة مِنْ نُعْمَى ولاَ نَشَبِ
فقد نسيتُ وقلبي في صبابته كأنَّه عندها حيرانُ في سببِ
قد غبتُ عنها فما رقَّت لغيبتنا وقد شهدتُ فلم تشهدْ ولم تغبِ
أُمسِي حزِيناً وتُمْسِي في مَجاسِدِها لا تشتكي الحبَّ في عظم ولا عصبِ
كأنَّهَا حَجَرٌ مِنْ بُعْدِ نائِلِها شطَّت عليَّ وإن ناديتُ لم تُجبِ

نــجــم
22-06-2011, 11:28 AM
آبَ ليْلِي بعْد السُّلُوِّ بِعتْبِ


آبَ ليْلِي بعْد السُّلُوِّ بِعتْبِ مِنْ حبِيبٍ أصاب عيْني بِسكْبِ
لَقِيَتْنِي يوْم الثّلاَثاء تَمْشِي بالتصابي وبالعناء لقلبي
كان لي «بابُ مِقْسَمٍ» باب غيٍّ وافقتْ صحْبهُ وما ثاب صحْبِي
ساقطت منطقاً إليَّ رخيماً فسبتني به وقد كنت أسبي
لم يوهن من المقال لساني لجوابٍ مجيبه غير حرب
قُلْت: هلْ بَعْدَ ذا تلاَقٍ فَقالتْ كَيف تُلْفَى صَحيحة ٌ بيْن جُرْبِ
ما تولَّتْ حتَّى اسْتدار بِيَ الْحُـ كما دارت الرحا فوق قطب
عَادَ حُبِّي بتلْك غَضًّا جديداً ربَّ ما قدْ لَقيتُ منْهُنَّ حسْبي
صُورة ُ الشَّمْسِ في قِناع فتاة ٍ عرضت لي فليس لبي بلبِّ
لاَ تكُنْ لي الْحياة ُ إِنْ لمْ تَكُنْ لي شَرْبَة ٌ منْ رُضَابِهَا غيْرَ غَصْب
خلقت وحدها فلست براءٍ مثْلَهَا صَاحِ لا تَصَابَى وتُصْبِي
أيها الناصح الرسولُ إليها قُلْ لها عَنْ مُتَيَّمِ الْقَلْب صَبِّ
حَدثيني فأنت قُرَّة ُ عَيْني هل تحبِّينني فهل نلت حبِّي
أبْهمتْ دُونَك الْفجَاجُ فَلاَ ألْـ قى سبيلاً إليك في غير تربِ
مَا عَلَى النَّوْم لَوْ تَعَرَّضْت فيه فَبَلَوْنَاكِ في سِخَابٍ وإِتْب
أنا منْ حُبِّك الضَّعيفُ الذي لاَ أسْتَطيعُ السُّلُوَّ عَنْكِ بِطِبِّ
ولو أن الهوى تزحزح عني شيعتني فيا فدا كل حنبِ
فاذكريني - ذكرت في ظلة ِ العر ش بخيرٍ - تفرجي بعض كربي
مَا دَعَاني هَوَاكِ مُنْذُ افْتَرَقْنَا باشْتيَاقٍ إِلاَّ نَهَضْتُ أُلَبِّي
أشتهي قربك المؤمَّلَ واللـ ـه قريباً فهل تشهيت فربي
سَوْفَ أُصْفي لَكِ الْمَوَدَّة َ منِّي ثم أعفيكِ أن تراعي بذنبِ
فَصِلِينِي وصَالَ مثْلي وَدُومي لاَ تَكُوني ذُوَّاقَة ً كلَّ ضَرْب
ليت شعري جددتِ يومَ التقينا أمْ تَصُدِّينَ مَنْ لَقِيتِ بِلِعْب
قدْ شَكَكَنَا فيمَا عَهِدْتِ إِلَيْنَا وظمئنا فوجهينا لشربِ
ليتني قد حييتُ حتى أراهُ فِي مُحِبٍّ لكُمْ وفَوْقَ الْمُحِبِّ
يتغنى إذا خلا باسمكِ الحقِّ ويكنيك في العدى "أمَّ وهبِ"
وَيُفَدِّي سِوَاكِ في مَجْلِسِ الْقَوْ م ويعنيكِ بالتَّفدي وربِّي

نــجــم
22-06-2011, 11:28 AM
حنَّ قلبي إلى غزالٍ ربيبِ


حنَّ قلبي إلى غزالٍ ربيبِ فاعتراني لذاكَ كالتَّصويبِ
كَيْفَ صَبْرِي عَنْ الْغَزَالِ وَلَمْ ألْـ ـقَ شِفَاءً مِنَ الْغَزَالِ الرَّبِيبِ
مَنَعَ النَّوْمَ ذِكْرُهُ فَتَأرَّقْـ تُ لذكرى من شادنٍ مخضوبِ
لا تعزى الفؤادُ عنه ولا يقـ صر خطوي إلى مناخ المشيبِ
وَلَقَدْ أَسْألُ «الْمُغِيرَة َ» لمَّا دويَ القلبُ عن دواء القلوبِ
فأشارت بها قريباً وما الممـ نوعُ عندي نوالهُ بقريب
فصبرتُ الفؤاد حتى إذا طا لَ بِي الْمُشْتَكَى وأعْيَا طَبِيبِي
وَجَفَانِي الصَّدِيقُ مِنْ يَأسِ أنْ أبْـ رأ واعتلَّ عائدي من نسيبي
جئتُ مستشفياً إليها لما بي وَشِفَاءُ الْمُحِبِّ عِنْدَ الْحَبِيبِ
فاتقي الله يا حبيب وجودي بشفَاءٍ لعَاشقٍ مَكْرُوب
نام أصحابه وبات مكباً في أعَاجيبَ مِنْ هَوَاكِ الْعَجيب
ليس بالمبتغي سواك ولا البا ئعٍ منكمُ نصيبهُ بنصيبِ
يَقْطَعُ الدَّهْرُ ما يُغَيَّبُ عَنْهُ من هواكم بعبرة ٍ ونحيب
لم تنم عيني ولم يزل الدَّمـ عُ نظَاماً يَسْتَنُّ فَوْقَ التَّريب
مُسْتَهَاماً إِذَا الْجُلُوسُ أفَاضُوا فِي حَديثٍ أكَبَّ مثْلَ الْغَريب
ليس بالناظر الجواب فيرعى قَوْلَ حُدَّاثِهِ وَلاَ بالْمُجيب
تنتحي النفسَ في هواها فيرضى من حديث لاجلوس بالمحبوب
نَوِّليه واتْقَيْ إِلهكِ فيه ليس ما قد فعلتِ بالتعتيب
قدْ أبتْ نفْسُه سواكِ وتأبَيْـ نَ سواهُ بالصَّرم والتعذيب
لو قدرنا على رقى سحر "هارو تَ» طَلبْنا الْوِصال بِالتَّحْبِيبِ

نــجــم
22-06-2011, 11:28 AM
طال في هنْدٍ عِتَابي


طال في هنْدٍ عِتَابي واشتياقي وطلابي
واخْتلاَفي كُلَّ يوْمٍ بمواعيد كذاب
كلما جئت لوعدٍ كان ممسى في تباب
أخْلَفتْ حين أُريدتْ مثْل إِخْلاَف السَّراب
لاَمَنِي فيها يزيدٌ وجَفَا دُون صحابي
قُلْتُ للاَّئمِ فيها: غصَّ منها بالشراب!
لاَ تُطَاعُ الدَّهْرَ فيما قد عناني بقراب
ليتَ من لامَ محبَّا ورماه باعتياب
أرهقت هندٌ حياتي ما لهنْدٍ منْ مَتَاب
ناله الله بسقمٍ شاغلٍ أو بعذاب
حبلتني بمناها ورقاها فالخلاب

نــجــم
22-06-2011, 11:29 AM
كيف لا تأوي لشخصٍ هائم القلب مصاب
دنفٍ في حبِّ هنْدٍ ذي شكاة ٍ وانتحاب
دخل الْحُبُّ لهنْدٍ قَلْبَهُ منْ كُلِّ باب
ليت لي قوساً ونبلاً حين ترْبا حُبَابي
فأُصيبُ الْقلْبَ منْها بمحدَّاتٍ صياب
من سهام الحب إني أشتهيها للحباب
ولقد تامت فؤادي بصدودٍ واجتناب
يَوْمَ قَامَتْ تَتَهَادَى بَيْنَ إِتْبٍ وَسِخَاب
أمْلَحُ النَّاس جَميعاً سافراً أو في نقاب
كَمُلَتْ في الْعَيْنِ حُسْناً وجمالاً في الثياب
اذكري ليلة َ نلهو في رعودٍ وسحاب
وَحَدِيثاً نَصْطَفِيه في عفافٍ وتصابي
وَرَسُولاً بَاتَ يَسْرِي في هواكم بالكتابِ
يُنْذِرُ الْعَاشِقَ حَتَّى نصبوا حدَّ الحرابِ
من عدوٍّ نتقيه وبني عمٍّ غضابِ
طَرَقَتْ حُبِّي بهَمٍّ كَادَ يُنْسِيني مَآبِي
وَاسْتَرَادَتْني عَلَى الْهَوْ لِ بطَاعُون الشَّبَاب
يوْمَ قَالَتْ تَحْذَرُ الْعَيْـ ن على ذات الحجاب
كن غراباً حين تأتي بَيْنَنَا أوْ كَغُرَاب
حَذَرَ الْعَيْنِ فَإنَّا لم نكن أهل معاب
فَتَحَضَّرْتُ بنَفْسِي نَحْوَهَا دُونَ الْقِرَاب
فَالْتَقَيْنَا بِحَديثٍ مِنْ شَكَاة ٍ وَعتَاب
منطقٌ منها ومني غير تحقيق سباب
قلتُ لما برحت بي لم يكن هذا احتسابي
حَيْثُ أرْجُوكُمْ فَسُمْتُمْ زوركم سوط عذاب
ليتني قبل هواكم كُنْتُ في بطْن التُّراب
فبكت "هندٌ"وقالت حبِّ لا تنكر خطابي
غلظة ٌ بعد التلاقي بعْدها لِينُ جواب

نــجــم
22-06-2011, 11:30 AM
نور عيني أصبت عيني بسكب


نور عيني أصبت عيني بسكب يوْمَ فارقْتِنِي علَى غيْرِ ذَنْبِ
كيف لم تذكري المواثيق والعهـ دَ وما قُلْتِ لي وقُلْتِ لصحْبِي
ما تصبرت عن لقائك إلا قل صبري وباشر الموت قلبي
ليتني متُّ قبل حبكِ يا قرَّ ة عيني أو عشتُ في غير حبِّ
ليْس شيءٌ أجلَّ مِنْ فُرْقة ِ النَّفْـ س فحسبي فجعتُ بالنفس حسبي
كف عيشي وما نعود كما كنـ ـنَا إِلَى اللَّه أشْتَكِي جَهْد كرْبِي
فَرَغَ النَّاسُ مِنْ مُعالجة ِ النَّا سِ جمِيعاً وأنْتِ همِّي وَرَبِّي

نــجــم
22-06-2011, 11:30 AM
أفنيت عمري وتقضى الشباب


أفنيت عمري وتقضى الشباب بيْن الْحُميَّا والْجوارِي الأَوَابْ
فالآنَ شفَّعْتُ إِمام الْهُدَى ورُبَّما طِبْتُ لِحُبٍّ وطابْ
صحوْتُ إِلاَّ أنَّ ذِكْرَ الْهَوى يدعو إلى الشوق فأنسى مآب
لله دري لا أرى عاشقاً إلا جرى دمعي وطال انتحاب
كَأنَّ قلْبي بِبَقَايا الْهَوَى معلقٌ بين خوافي عقاب
يا حبَّذا الكأس وحور الدمى أزْمانَ ألْهُو والْهوى لاَيُعابْ
يا صَاح بَلاَّنِي طِلاَبُ الْهَوَى وصرفُ إبريقٍ عليه النقاب
يوما نعيمٍ أخلقا جدتي ولمة ً مثل جناح الغراب
واللَّه ما لاَقَيْتُ مِثْليْهِما في عامر الأرض ولا في الخراب
لهفي على يومي بذي باسمٍ ومجْلِسٍ بيْن خلِيج وغابْ
يا مجلساً أكْرِمْ به مَجْلِساً حُفَّ بِرَيْحَان وعيشٍ عَجَابْ
بِتُّ بِهِ أُسْقى رُهاوِيَّة ً لعِيبَ سِتٍّ خُلِقتْ لِلِّعابْ
ثم غدونا وغدا ذاهباً وكُلُّ عيْشٍ مُؤْذِنٌ بِالذَهَابْ
لهوت حتى راعني غاديا صَوْتُ أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمُجَابْ
لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ هَجَرْتُ الصِّبَا وَنَامَ عُذَّالي وَمَاتَ الْعِتَاب
لا ناكثاً عهداً ولا طالباً سُخْطَكَ مَا غَنَّى الْحَمَامُ الطِّرَابْ
أبْصَرْتُ رُشْدِي وَهَجَرْتُ الْمُنَى وَرُبَّمَا ذَلَّتْ لَهُنَّ الرِّقَابْ
يَا حَامِدَ الْقَوْلِ وَلَمْ يَبْلُهُ سَبَقْتَ بِالسَّيْلِ انْهِلاَلَ السَّحَابْ
الفعل أولى بثناء الفتى ما جاءه من خطلٍ أو صواب
دَعْ قَوْلَ وَاءٍ وَانْتَظِرْ فِعْلَهُ يثني على اللقحة ِ ما في العلاب
إذا غدا المهدي في جنده أو راح في آلٍ الرسولِ الغضاب
بدا لك المعروف في وجهه كالظلم يجري في ثنايا الكعاب
لا كالفتى المهدي في رهطه ذو شيبة ٍ كهلٍ ولا ذو شباب
لا يحسنُ الفحشَ وينكي العدى وَيَعْتَرِيهِ الْجُودُ مِنْ كُلِّ بَاب
ضرَّاب أعناق وفكاكها في مجلس الملك وظلِّ العقاب
في صدره حلمٌ وفي درعه مُظَفَّرُ الْحَزْم كَرِيمُ الْمَآبْ
تَرَى حجَاباً دُونَهَ هَائِلاً والروح والأمنُ وراء الحجاب
جَرَى اللَّهَامِيمُ عَلَى إِثْرِهِ جري البراذين خلافَ العرابْ

نــجــم
22-06-2011, 11:30 AM
نأتْك على طُولِ التَّجاوَرِ «زَيْنبُ»


نأتْك على طُولِ التَّجاوَرِ «زَيْنبُ» وما شعرت أن النوى سوف تصقب
كأن الذي غال الرحيل رقادها بما عضبت من قربنا النفس تعضب
تداعى إلى ما فاتنا من وداعنا علَى بُعْدها بِالْوَأْيِ إِذْ تتقرَّبُ
فإن تنصبي يوماً إلى لمة الهوى فإنِّي بما أَلْقى إِلَى تلْكِ أنْصَب
سَلِي تُخبَري أنَّ الْمَعنَّى بذكْركُمْ على سنة ٍ فيمن يحيب ويدأب
إذا ذادَ عنه عقرباً من هواكم بِرُقْيَتِهِ دَبَّتْ لهُ منْكِ عَقْرَبُ
فبات يدني قلبه من جلادة ليقْلبهُ عنْكُمْ فلاَ يتقلَّبُ
أبى منك ما يلقى ويأبى فؤادهُ سِوَاكِ، فيُلْمي هجْرُهُ ثُمَّ يُغْلَبُ
لذي نُصْحِه عنْكُنْ به أجْنبيَّة ٌ وعنْ نُصْح دُنْياهُ به الْقلْبُ أجْنبُ
فؤادٌ على نهي النصيح كأنما يُحَثُّ بما يُنْهى إِليْه ويُتْعبُ
فمات بما يرخى له من خناقه ويحيا علوقاً في الحبال فينشب
كشاكية ٍ منْ عيْنِها غَرْبَ قُرْحة ٍ تَدَاوَى بما تَدَوَى عليْه وتَذْرَبُ
يغص إذا نال الطعام لذكركم ويشرق من وجدٍ بكم حين يشرب
فلا مذهبٌ عنكم له شطَّ أو دنا سواك وف الأرض العريضة مذهبُ
على النأي محزونٌ وفي القرب مغرمٌ فيا كبدا أن الطريقين أركبُ
إذا خدرت رجلي شفيت بذكرها أَذَاها فأهْفُوا باسْمِها حِينَ تُنْكَبُ
لقدْ عُنِّيتْ عمَّا أقاسي بذِكْرها وعمَّا يقُولُ الشَّاهِدِي حين أطْرَبُ
يرى النَّاسُ ما نُبْدي بزيْنب إِذْ نأتْ عجيباً، وما يَخْفَى من الْحُبِّ أعْجبُ
يرُوحُ ويغْدُو واجداً ينْتحي الْهَوَى على رجل مصبورٍ على الورد أجربُ
إذا عرض القوم الحديث بذكرها أَئنُّ كما أنَّ الْمريضُ الْمُوَصَّبُ
إذا ما نأت فالعيش ناء لنأيها وإِنْ قرُبتْ فالْموْتُ بالْقُرْب يقرُبُ
كفاك من الذَّلْفاء لوْ كُنْت تكْتفي مواعد لم تذهب بها حيث تذهب
وقائلة ٍ حين استحقَّ رحيلنا وأجفان عينيها تجودُ وتكسبُ:
أغادٍ إلى "حران" في غير شيعة ٍ وذلك شأوٌ عن هَوَانَا مُغرِّب
فقُلْتُ لها: كلَّفْتِني طلب النَّدى وليْس وراءَ ابْن الْخليفة مطْلَبُ
سيكْفي فتًى منْ شِيعَة ٍ حدُّ سيْفه وكور علافي ووجناء ذعلب
إِذا اسْتَوْعرتْ دارٌ عليْه رَمَى بها بناتِ الصُّوى مِنْها ركُوبٌ ومُصْعِبُ
فعدى إلى يوم ارتحلت وسائلي نوافلك الفعال من جاء يضرب
لعلك أن تستيقني أن زورتي «سُليْمان» منْ سَيْر الْهواجر يُعْقِبُ
ومَاء عَفَاءٍ لاَ أنيسَ بجَوِّه حَليفاهُ منْ شتَّى عِفاءٌ وطُحْلُبُ
وردتُ إذا التاث الهجانُ وقد خوى عليه من الظلماء بيتٌ مطنبُ
نعوج على التأويب صعر من البرى نواشطُ في لُجٍّ من اللَّيْل تنْعَبُ
إذا ما أنخناها لغير تئية ٍ على غرض الحاجات والقوم لغب
وقَعْنَ فَريصَاتِ السَّديس كما دَعَا على فنن من ضالة الأيك أخطب
قلائص إن حركت كفا تكمشت كأن على أكسائها الجن تجلب
سقين بحذاء النجاء شملة ٍ إِذا قال يعْفُورُ الْفلاَة تأوَّبُوا
مفرجة الضبعين ممهورة القرى تَحُذُّ عليْها راكبٌ مُتنقِّبُ
سَرَى الليْلَ والتَّهْجيرَ في كلِّ سبْسبٍ يُعارضُهُ منْ عَارضِ النَّصِّ سَبْسَبُ
دياميم ترمي بالمطي إليكم تظل بنات الأزل فيهن تلعبُ
وكمْ جاوزتْ منْ ظَهْر أرْعَنَ شَاخصٍ ومن بطن واد جوفه متصوبُ
لها هاتفٌ يحْكي غِناءً عَشَنَّقاً سميعاً بما أدَّى لهُ الصَّوْتُ مُعْربُ
فغنَّتْ غِناءً عيْنُهُ ولسانُهُ قريبُ مَصَارِ الصَّوْت ليْس يُثقَّبُ
هُو الْخَنْف لاَ إِنْسٌ ولاَ نَجْلُ جِنَّة ٍ يعيشُ ولا يغُذُوهُ أمٌّ ولا أبُ
إِليْك أبا أيُّوبَ أسْمعْتُ صاحبي أَغانيَهُ والنَّاعجاتُ تَسَرَّبُ
إذا خرجت من عينه قلتُ ليتني يجُوبُ الدُّجى منْها حرارٌ وتنْعبُ
شربْتُ برنْقٍ مِنْ مُدامٍ ولوْ دنَتْ حياض " سليمان" صفا لي مشربُ
إذا جئت "حراناً" وزرت أميرها فَرَبُّكِ مضْمُونٌ ووَاديكِ مُعشِبُ
هُناك امْرُؤٌ إِنَّ النَّوالَ لمنْ دنا له عطنٌ سهلٌ وكف تحلبُ
درورٌ لقوم بالحياة على الرضى على أن فيها موتهم حين يغضبُ
ألاَ أيُّها الْمُسْتعْتِبُ الدَّهْرَ مَسَّهُ من الضِّيق والتَّأنيب نابٌ ومِخْلبُ
إذا قذيت عينُ الزمان فداوها بقرب "سليمان" فإنك معتبُ
عداك العدى ما سار تحت لوائه بَطَاريقُ في الْمَاذيِّ كَهْلٌ وَأشْيبُ
هو المرء يستعلي " قريشاً" بنفعه ودفع عدو فاحشٍ حين يكلب
رزين حصاة العلم لا يستخفه أحَاديثُ يَسْتَوْعي عَلَيْهَا الْمُعَيِّبُ
شَبيهُ أمير الْمُؤْمنِينَ وَسَيْفُهُ به يتقى في النائبات ويصعبُ
يهش لميقات الجهاد فؤادهُ فَلاَ يَتَطَرَّقْهُ الْبَنَانُ الْمُخَضَّبُ
إذا الحرب قامت قام حتى يفيدها قُعُوداً وَحُثْحُوثُ الْكَتيبَة مُطْنَبُ
له كلَّ عام غزوة ٌ بمسوم يقود المنايا رايهُ حين يذهبُ
لَهَامٌ كَأنَّ الْبِيضَ في حَجَرَاته نُجُومُ سَمَاء «نُورُهَا» مُتَجَوّبُ
كراديس خيل لا تزالُ مغيرة ً بهَا الْمَلِكُ الرُّوميُّ عَانٍ مُعَذَبُ
كأن بنات اليونَ بعد إيابه مُوَزَّعَة ً بَيْنَ الصَّحَائب رَبْرَبُ
مواهب مغبوط بها من ينالها صفايا سبايا الروم بكرٌ وثيبُ
وما قصدت قوماً محلين خيلهُ فَتَصْرفَ إِلاَّ عَنْ دِماءٍ تَصَبَّبُ
جَديرٌ بتَرْك النَّائحَات إِذا غَدَا لَهُنَّ عَلَى الْقَتْلَى عَويلٌ وَمَنْدَبُ
أغر هشامي القنا إذا انتمى نَمَتْهُ بُدُورٌ لَيْسَ فيهنَّ كَوْكَبُ
جميل المحيا حين راح كأنما تخير في ديباجة الوصف مذهبُ
يزينُ سرير الملك زيناً وينتهي به المنبر المنصوبُ في يوم يخطبُ

نــجــم
22-06-2011, 11:31 AM
وأخٍ ذي ثقة آخيتهُ


وأخٍ ذي ثقة آخيتهُ ماجد الأعراق مأمون الأدبْ
أمحض الله له أخلاقهُ فهي كالإبريز من سرِّ الذهبْ
عزني المعروف حتى علقتْ كل كفٍّ لي منهُ بسبب
فهو يعطيني وأعطي فضلهُ سبل الغيث تدلى فسكبْ
فَإِذَا أبْصَرَ وَجْهِي مقْبِلاً ضحكت عيناه من غير عجب
وإذا كلمتهُ واحدة ً هَيَّجَتْ منْهُ عُلاَلاَت الطَّرَبْ
وإذا ما غبت عنه ساعة ً أنَّ للْغَيْبَة مِنْ غَيْر وَصَبْ
فَهْوَ لي ـ وَالْحَمْدُ لله ـ غِنًى وعفافٌ من دنيِّ المكتسبْ
منْ تجَارَاتٍ أشَابَتْ مَفْرَقي وَكَسَتْني ثَوْبَ ذُلٍّ وَنَصَبْ
وَمُلُوكٍ إِنْ تَعَرَّضْتُ لَهُمْ عَرَّضوا ديني وَشيكاً لِلْعَطَبْ

نــجــم
22-06-2011, 11:31 AM
نَغَّصَ طِيبَ الْعَيْشِ تَنْصَيبُ


نَغَّصَ طِيبَ الْعَيْشِ تَنْصَيبُ وَفِي الُملمَّاتِ الأَعَاجِيبُ
والدَّهْرُ طلاَّعٌ بأحْكامه والْمرْءُ مخْدُوعٌ ومكْذُوبُ
والنَّاسُ منْ غادٍ ومنْ رائح يحصى عليه البرُّ والحوبُ
لاَ يشْتهي الْمَوْتَ وَيُمْنَى به كرهاً وطيبُ العيش تعذيبُ
قُلْ لابْن داوُد إِذَا جَئْتَهُ سيبك موجود ومطلوبُ
أنجز حرٌّ وأيهُ طائعاً والْعبْدُ مكْدُودٌ ومضْرُوبُ
للْمرْء منْ أفْعاله مُشْبِهٌ فافْعلْ شبيهاً بك يَعْقُوبُ
حلبْتَ للْقوْم فلا تنْسني وأنت عرفُ الجود محلوبُ
يُبْقي لِذِي الْمعْرُوف معْرُوفُهُ حمْداً وتنْزاحُ الأَكاذيبُ

نــجــم
22-06-2011, 11:31 AM
جفا ودهُ فازور أو مل صاحبهُ


جفا ودهُ فازور أو مل صاحبهُ وأزرى به أن لا يزال يعاتبه
خَلِيليَّ لاَ تسْتنْكِرا لَوْعَة َ الْهوى ولا سلوة المحزون شطت حبائبهُ
شفى النفس ما يلقى بعبدة عينهُ وما كان يلقى قلبهُ وطبائبه
فأقْصرَ عِرْزَامُ الْفُؤاد وإِنَّما يميل به مسُّ الهوى فيطالبهُ
إِذَا كان ذَوَّاقاً أخُوكَ منَ الْهَوَى مُوَجَّهَة ً في كلِّ أوْب رَكَائبُهْ
فَخَلّ لَهُ وَجْهَ الْفِرَاق وَلاَ تَكُنْ مَطِيَّة َ رَحَّالٍ كَثيرٍ مَذاهبُهْ
أخوك الذي إن ربتهُ قال إنما أربت وإن عاتبته لان جانبه
إذا كنت في كل الذنوب معاتباً صَديقَكَ لَمْ تَلْقَ الذي لاَ تُعَاتبُهْ
فعش واحدا أو صل أخاك فإنه مُفَارف ذَنْبٍ مَرَّة ً وَمُجَانِبُهْ
إِذَا أنْتَ لَمْ تشْربْ مِراراً علَى الْقذى ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه
وليْلٍ دَجُوجِيٍّ تنامُ بناتُهُ وأبْناؤُه منْ هوْله وربائبُهْ
حميتُ به عيني وعين مطيتي لذيذ الكرى حتى تجلت عصائبه
ومَاءٍ تَرَى ريشَ الْغَطَاط بجَوِّه خَفِيِّ الْحَيَا ما إِنْ تَلينُ نَضَائُبهْ
قَريبٍ منْ التَّغْرير نَاءٍ عَن الْقُرَى سَقَاني به مُسْتَعِملُ اللَّيْل دَائبُهْ
حليف السرى لا يلتوي بمفازة نَسَاهُ وَ لاَ تَعْتَلُّ منْهَا حَوَالبُهْ
أمَقُّ غُرَيْريٌّ كأنَّ قُتُودَهُ على مثلث يدمى من الحقب حاجبه
غيور على أصحابه لا يرومهُ خَليطٌ وَلا يَرْجُو سوَاهُ صَوَاحبُهْ
إِذَا مَا رَعَى سَنَّيْن حَاوَلَ مسْحَلاً يجد به تعذامه ويلاعبه
أقب نفى أبناءه عن بناته بذي الرَّضْم حَتَّى مَا تُحَسُّ ثَوَالبُهْ
رَعَى وَرَعيْنَ الرَّطْبَ تسْعينَ لَيْلَة ً على أبقٍ والروض تجري مذانبه
فلما تولى الحر واعتصر الثرى لَظَى الصَّيْف مِنْ نَجْمٍ تَوَقَّدَ لاَهِبُهْ
وَطَارَتْ عَصَافيرُ الشَّقائق وَاكْتَسَى منَ الآل أمْثَالَ الْمُلاَءِ مَسَاربُهْ
وصد عن الشول القريع وأقفرت ذُرَى الصَّمْد ممَّا اسْتَوْدَعَتْهُ مَوَاهبُهْ
وَلاَذَ الْمَهَا بالظِلِّ وَاسْتَوْفَضَ السَّفَا منَ الصَّيْف نَئَاجٌ تَخُبُّ مَوَاكبُهْ
غَدَتْ عَانَة ٌ تَشْكُو بأبْصَارهَا الصَّدَى إلى الجأب إلا أنها لا تخاطبه
وظلَّ علَى علياءَ يَقْسِمُ أمْرهُ أيَمْضِي لِوِرْد بَاكِراً أمْ يُواتـبُهُ
فلمَّا بدا وجْهُ الزِّمَاعِ وَرَاعَهُ من الليل وجه يمم الماء قاربه
فَبَاتَ وقدْ أخْفى الظَّلاَمُ شُخُوصَها يُنَاهبُها أُمَّ الْهُدى وتُناهبُهْ
إذا رقصت في مهمه الليل ضمها إِلَى نَهجٍ مِثْلَ الْمَجَرَّة لاَحِبُهْ
إلى أن أصابت في الغطاط شريعة ً من الماء بالأهوال حفت جوانبه
بها صَخَبُ الْمُسْتوْفِضات علَى الْولَى كما صخبت في يوم قيظ جنادبه
فأقبلها عرض السري وعينهُ ترود وفي الناموس من هو راقبه
أخُو صيغة ٍ زُرْقٍ وصفْراءَ سمْحة ٍ يَجاذبُها مُسْتحْصِدٌ وتُجاذبُهْ
إذا رزمت أنَّت وأنَّ لها الصدى أَنين الْمريض للْمريض يُجاوبُهْ
كأن الغنى آلى يميناً غليظة ً عليه خلا ما قربت لا يقاربه
يؤول إلى أم ابنتين يؤودهُ إِذا ما أتاها مُخْفِقاً أوْ تُصاخبُهْ
فلما تدلى في السري وغره غليلُ الْحشا منْ قانصٍ لاَ يُواثبُهْ
رمى فأمر السهم يمسح بطنه ولبَّاته فانْصاع والْموْتُ كاربُهْ
ووافق أحجاراً ردعن نضيهُ فأصبح منها عامراهُ وشاخبه
يخاف المنايا إن ترحلت صاحبي كأنَّ الْمَنَايَا في الْمُقَامِ تُناسبُهْ
فقُلْتُ لهُ: إِنَّ العِراق مُقامُهُ وَخِيمٌ إِذا هبَّتْ عليْك جنائبُهْ
لعلَّك تسْدْني بسيْرك في الدُّجى أخا ثقة ٍ تجدي عليك مناقبهْ
من الْحيِّ قيْسٍ قيْسِ عيْلاَن إِنَّهُمْ عيون الندى منهم تروى سحائبه
إذا المجحد المحروم ضمت حبالهُ حبائلهم سيقت إليه رغائبه
ويومٍ عبوريٍّ طغا أو طغا به لظاهُ فما يَرْوَى منَ الْمَاء شَاربُهْ
رفعت به رحلي على متخطرفٍ يزفُّ وقد أوفى على الجذل راكبهْ
وأغبر رقَّاص الشخوص مضلة ً مَوَاردُهُ مَجْهُولَة ٌ وَسَباسبُهْ
لألقى بني عيلان إن فعالهم تزيدُ علَى كُلِّ الْفعَال مَرَاكبُهْ
ألاك الألى شقوا العمى بسيوفهم عن الغي حتى أبصر الحق طالبه
إذا ركبوا بالمشرفية والقنا وأصبح مروان تعدُّ مواكبه
فأيُّ امْرىء ٍ عاصٍ وأيُّ قبيلة ٍ وأرْعَنَ لاَ تبْكي عليْه قرائبُهْ
رويداً تصاهلُ بالعراقِ جيادنا كأنكَ بالضحاك قَدْ قَامَ نادِبُهْ
وَسَامٍ لمرْوانٍ ومِنْ دُونِهِ الشَّجَا وهوْلٌ كلُجِّ الْبحْر جَاشتْ غواربُهْ
أحلَّتْ به أمُّ الْمنايا بناتِها بأسيافنا إنا ردى من نحاربه
وما زال منَّا مُمْسكٌ بمدينة يراقب أو ثغر تخاف مرازبه
إِذَا الْملِكُ الْجبَّارُ صَعَّر خدَّهُ مَشَيْنا إِليْه بالسُّيوف نُعاتبُهْ
وكُنَّا إِذا دَبَّ الْعدُوَّ لسُخْطِنَا ورَاقَبَنا في ظاهرٍ لا نُراقُبْه
ركِبْنا لهْ جهْراً بكُلِّ مُثقَّفٍ وأبْيضَ تَسْتَسْقِي الدِّماءَ مضاربُهْ
وجيش كجنح الليل يرجف بالحصى وبالشول والخطي حمر ثعالبهْ
غَدَوْنا لهُ والشَّمْسُ فِي خِدْرِ أُمِّها تُطالِعُنا والطَّلُّ لمْ يجْرِ ذائِبُهْ
بِضرب يذُوقُ الْموْت منْ ذاق طَعَمَهُ وتُدْرِكُ منْ نَجَّى الْفِرارُ مثالِبُهْ
كأن مُثار النقع فوق رؤوسهم وأسيافنا ليلٌ تهاوت كواكبه
بعثنا لهم موت الفجاءة إننا بنُو الْمُلْكِ خفَّاقٌ عليْنا سَبَائبُهْ
فراحُوا: فرِيقاً فِي الإِسارِ ومِثْلُهُ قتِيلٌ ومِثْلُ لاذَ بالْبحْرِ هارِبُهْ
وأرْعنَ يغْشَى الشَّمْسَ لوْنُ حدِيدِهِ وتخلس أبصار الكماة كتائبه
تغص به الأرض الفضاء إذا غدا تزاحم أركان الجبال مناكبه
كأن جناباويه من خمس الوغى شَمامٌ وَسلْمَى اوْ أَجأ وكواكِبُهْ
تركنا به كلباً وقحطان تبتغي مَجِيراً من القتْلِ المُطِلِّ مَقانِبُهْ
أباحَتْ دِمَشْقاً خيْلُنا حين أُلْجِمَتْ وآبت بها مغرور حمصٍ نوائبه
ونالت فلسطيناً فعرد جمعها عَنِ الْعارض المُسْتنِّ بِالْمَوتِ
وقدْ نزلتْ مِنَّا بِتدْمُرَ نوْبَة ٌ كذاك عُرُوضُ الشَّرّ تعْرُو نوائبه
تعود بنفس لا تزل عن الهدى كمَا زَاغَ عَنْهُ ثابِتٌ وأقارُبه
دعا ابن سماكٍ للغواية ثابتٌ جِهَاراً ولمْ يُرْشدْ بَنيهِ تَجَاربُه
ونادى سعيداً فاستصب من الشقا ذنُوباً كمَا صُبَّتْ عَليْهِ ذنائبُه
ومن عَجَبٍ سَعْيُ ابْن أغْنمَ فيهمُ وعثمان إن الدهر جم عجائبه
ومَا منْهُمّا إِلاَّ وطار بشخْصِهِ نجيبٌ وطارت للكلاب رواجبه
أمَرْنا بهمْ صَدْرَ النَّهَارِ فصُلِّبُوا وأمسى حميدٌ ينحتُ الجذع صالبه
وباط ابن روح للجماعة إنهُ زأرنا إليه فاقشعرت ذوائبه
وبِالْكُوفة ِ الحُبْلَى جَلَبْنا بِخَيْلِنا عليهم رعيل الموت إنا جوالبه
أقمنا على هذا وذاك نساءهُ مَآتِمَ تَدْعُو للبُكا فتُجاوِبه
أيامى وزوجاتٍ كأن نهاءها على الحزن أرءامُ الملا ورباربه
بَكيْن عَلى مِثل السِّنانِ أصَابَهُ حِمَامٌ بأيْدِينا فهُنَّ نوادِبُه
فلمّا اشْتَفيْنا بِالْخِليفة ِ منْهُمُو وصال بنا حتى تقضت مآربه
دَلْفَنا إِلَى الضَّحَّاك نَصْرفُ بالرَّدَى ومروان تدمى من جذام مخالبه
معِدِّينَ ضِرْغاماً وَأسْودَ سَالِخاً حُتُوفاً لمَنْ دَبِّتْ إِلَيْنَا عَقَاربُهْ
وما أصبح الضحاكُ إلا كثابتٍ عَصَانَا فَأرْسلْنَا المنيَّة تَادبُهْ

نــجــم
22-06-2011, 11:31 AM
طَرَقَتَنَا بالزَّابيَيْنِ الرَّبَابُ


طَرَقَتَنَا بالزَّابيَيْنِ الرَّبَابُ رُبَّ زَوْرٍ عَلَيْكَ منْهُ اكْتِئَابُ
ولقد قلت لابن جهمة إذ بتـ ـتُ مَشوقاً وَنَام عنِّي الصِّحابُ:
غَنِّني بالرَّباب إِنْ كُنْتَ تَشْدُو غَارَ نوْمي وجَنَّ فيَّ الشَّرابُ
أمسكت عني الرقاد فتاة ٌ دارُها الْخبْتُ والرُّبى والْقِبَابُ
مقبل مدبرٌ قريب بعيد يتصدى لنا وفيه احتجابُ
كسَرَابِ المْوْمَاة ِ تُبْصِرُهُ العَيْـ ـنُ وَإنْ جِئتهُ اضْمَحَلَّ السَّرَابُ
أو كبدر السماء غير قريبٍ حين أوفى والضوء فيه اقترابُ
وَطِلابُ الرَّبَابِ مِنْ دُونِهَا السَّيْـ ف سفاهٌ والطيفُ منها عذاب
لَوْ أَقامَتْ نعِمْتُ بَالاً وَلكِنْ ذهَبَتْ وَالشَّقا عَليَّ الذَّهَاب
ساقها الأزرق الغيور إلى الشا م فذاتُ الأشياء منها خرابُ
طابَ حُزْنٌ بَيْنَ الجَوَانِح مِنْها وانتظاري هل للحبيب إيابُ
وَوُلُوعُ الخيَال بِي منْ صدِيقٍ لا أَرَاهُ حَتَّى يَشِيب الغُرَاب
يا بن موسى اسقني ودع عنك بكراً إن بكراً خلو وإني مصاب
لا أرى آنسي مقام الجواري ومسير الرباب فيه ارتقاب
يوم حنت إلي مرفضة الدمـ ع وحنت إلى سواي الرباب
لا تلمني فيها يزيد بن زيدٍ وارْع وُدِّي إِليْك يُهْدَى الْجواب
في لقاء الرباب شافٍ من الشو ق إِلى وجْهها، وأيْن الرَّباب
رُحْتُ في حُبِّها وراحتْ دُوَاراً بيْن أتْرابها عليْها الْحجاب
في جِنانٍ خُضْرٍ وقصْرٍ مشيدٍ قيصري حفت به الأعناب
فوقها ملعبُ الحمام ويستنُّ خليجٌ من دونها صخاب
وبعيد ما لا ينالُ وفي الحـ ب عناء وللنوى أحقابُ
ليت شعري عن الرباب وقد شط ت بها الدار هل لها إصقاب
أصْبحتْ في بني الشُّمُوس فأصْبحْتُ غريباً تعْتادُني الأَطْرابُ
وسَقِيٍّ كالْعَبْقَرِيِّ إِذَا غَرَّ د مكاؤهُ تغنى الذباب
عَازبٌ حُفَّ بالْبَرَاعيم تَغْدُو هُ نُجُومُ السَّمَا وهُنَّ اعْتقَابُ
مُتَنَاهي الرَّيْحَان يَسْجُدُ للشَّمْسِ مس مبيناً وما عليه اتئابُ
بتُّ ضيفاً معي الريم والأعـ وَالرَّائِعُ الأَنَاة ُ الْكَعاب
ذاك شأني به ووافى بي الرو ع كميتٌ مشذبٌ نعاب
أعْوَجَيُّ الآبَاء شَارَك فيه لاحقٌ والوجيه ثم الغراب
.....صانه الجدُّ والمـ فَفيه ذلٌّ وَفيه الْتهاب
وَمُنيفُ الْقَذَال وَقَّرَهُ الْقَوْ دُ وّذَكَّى فُؤَادَهُ الإِجلاَبُ
فهو صافي الأديم كالدملجُ الأَحْمَر طِرفٌ تَزِينُهُ الأَقْرَاب
وخروجٌ من الأضاميم في المنسـ مِنْهُ وَفي الْقَطَاة انْتصَاب
شمريٌّ أجشُّ كالشبب الغا أقَرَّتْ جَنَانَهُ الْكُلاَّب
شاخصُ القلب والمسامع والطر ف إلى ما يهاب أو لا يهاب
وَإِذَا مَا جَرَى لِيُدْرِكَ شَيْئاً فَاتَهُ وَانْتَحَى بِهِ الإِدآبُ
قلت : ريح تحن بين أواسٍ أو براعٌ غنى به القصاب
فبه أطلبُ المعالي أو رو ح مَديحاً كما تُقَادُ الْعِرَابُ
ولقد قلتُ إذ تولتني الهم وَسُدَّتْ مِنْ دُونيَ الأَبْوَابُ
لَيْسَ عنْدَ اللِّئَام فَضْلٌ وَلَكنْ عند روح على الثناء ثوابُ
أيْن رَوْحٌ عَنِّي فَإنَّ لرَوْحٍ نَفَحَاتٍ يَغْنَى بهَا الْمنْتَابُ
ملكٌ منْ مُلُوك قَحْطَانَ تَجْرِي من يديه لنا العطايا الرغابُ
عنْدَهُ الْحلْمُ وَالشَّجَاعَة ُ وَالْجُو دُ مِسَاكاً وَلَيْسَ فيه خِلاَبُ
وَعَلَى وَجْهه الأَغَرِّ قَبُولُ وَكَأنَّ الْمَعْرُوفَ فيه كتَابُ
رمتاه روحاً ومن مثل روحٍ حينَ جَفَّ الثَّرَى وَقَلَّ السَّحَابُ
أنزلتهُ ذرى المكارم نفسٌ حُرَّة ٌ، في بَيَانِهَا إطْنَابُ
وإذا عدت المساعي كفاهُ حاتمٌ والمهلبُ الوهابُ
وله من ندى قبيصة َ بحرٌ حَضْرَميٌّ لجَانبَيْه عُبَابُ
حَمِدَتْهُ القُرَى ، وسُرَّ به الجا رُ وعاشت في فضله الأحبابُ
قل لروح بن حاتم بن قبيص الْمَجْد فينَا وَفيكُمُ إِعْجَابُ
كيف لم تأتني الكرامة ُ منكم بَعْدَ وُدٍّ وأنْتُمُ الأَرْبَابُ
عش حميداً وأنعم أبا خلفٍ أنـ تَ فتى الناس ليس فيك معابُ
قَدْ كَفَيْتَ الْمَهْديَّ هَمًّا وَشَا غَبْتَ عَدُوًّا فَالْمِحْرَبُ الشَّغَّابُ
وَعَلَى وَرزَنٍ هَجَمْتَ الْمَنَايَا وَالْمَنَايَا في دُورهمْ أسْرَابُ
ومن القوم ذو غناءٍ ووعدٍ كَمُخَاطِ الشَّيْطَان فيه اضْطرَابُ
زَعَمَ الأَقْرَبُ الْمُقَابل فِي الْحَـ ـيِّ مُعيداً وَتَزْعُمُ النُسَّابُ
أن روح بن حاتم ورد البـ حر فأضحى ينتابهُ الطلابُ
ذاك داودُ ما عصبت به الحـ ـاجة َ إِلاَّ انْقَضَتْ وَهَابَ الْغَنَابُ
وَلُبَابٌ منَ الْمَهَالبَة الشُّو سِ تَسَامَى الْعُلَى ، كَذَاكَ اللُّبَابُ
يُحْسِدُ السَّيِّدَ الْجَوَادَ عَلَيْه شِيَمٌ دُونَهَا يَهيمُ الشَّبَّاب
وإذا ما داود حلَّ بأرضٍ طَابَ رَيْحَانُهَا وطاب التُّرابُ
شم أبا مسمعٍ سيكفيك داوُ دُ بْنُ روْحِ بنِ حاتمٍ ما تَهَابُ
يا بن روحٍٍ أشبهت روحاً ومن يشبه أباه تتمم لهُ الأنسابُ

نــجــم
22-06-2011, 11:31 AM
أصفْراءُ ما في الْعيْش بعْدكِ مَرْغَبُ


أصفْراءُ ما في الْعيْش بعْدكِ مَرْغَبُ ولا للصبى ملهى ً فألهو وألعبُ
أصفراءُ إِنْ أهْلِكْ فأنْتِ قتلْتِنِي وإِنْ طال بي سُقْمٌ فذنْبُك أذْنبُ
أصفْراءُ أيَّامُ النَّعيمِ لذيذة ٌ وأنْتِ مع الْبُؤْسى ألذُّ وَأطْيبُ
أصفْراءُ في قلْبي علَيْك حَرَارة ٌ وَفي كَبدي الْهَيْمَاءِ نَارٌ تَلَهَّبُ
أصَفْراءُ مَالي في الْمَعَازف سَلْوَة ٌ فَأسْلُو وَلاَ في الْغَانيَات مُعَقَّبُ
أصَفْرَاءُ لي نَفْسُ إِلَيْكِ مَشُوقَة ٌ وَعَيْنٌ عَلَى مَا فَاتَ منْكِ تَصَبَّبُ
أصَفْرَاءُ لَمْ أعْرفْك يَوْماً وَإِنَّنِي إليكِ لمشتاقٌ أحنُّ وأنصبُ
لقد كنت عن عض الصبابة والهوى غنياً ولكن المقادير تغلبُ
بعَيْنيَ منْ صَفْرَاءَ بَادٍ عُجَابُهُ وَمَا بالْحَشَا من حُبٍّ صَفْراءَ أعْجبُ
وقد زادني شوقاً هديلُ حمامة ٍ على إلفها تبكي له وتطربُ
فقُلْتُ لنْدماني طربْتُ فغنِّني بصفراء لا يصفو مع الشوق مشربُ
وما كان اغرامي بها عن مراسلٍ جرت بيننا بك كاعبٌ لا تحوبُ
فَيَا حَزَناً لاَ أنا غِرُّ مُشَبَّبٌ نعمتُ ولا في الشوق إذ أنا أشيبُ
وما ذاك إلا حبُّ صفراء مسني فيوْمي به مُرٌّ وليْلي مُوصّبُ
وما بالُ قلْبي لاَ يزُولُ عن الصِّبى وقد زعموا أن القلوب تقلبُ
سأرمي بصولانَ المفاوز إنهُ خرُوجٌ مِنَ أبْواب الْمفاوز مُنْغِب
معوجٌ إذا أمسى طروبٌ إذا غدا مجداً كما غنى على الأيك أخطبُ
لعلَّ ارْتحالي بالْعشيِّ وبالضُّحى يقربني والنازح الدار يقربُ
عتبت على خنزير كلبٍ وإنني بذاك على الكلب التميمي أعتبُ
هما أنَّباني أنْ نعِمْتُ ببدْرة ٍ وما منْهُما إِلاَّ لئيمٌ مُؤنَّبُ
إذا شبعا احتالا على صاحبيهما كما احْتَال بِرْذَوْنُ الأَمير الْمُرطَّبُ
يهُرَّان آباءً لئِاماً وفيهما حقوقٌ لزوار الندى وتحلُّبُ
وطالبِ عُرْفٍ يسْتعينُ عليْهما فقُلْتُ لهُ: أخْطأتَ ما كنْتَ تطْلُبُ
على الكلب أهوال إذا ما رأيتهُ وخنزير كلب بالمخازي مدربُ
تَعَرَّ فلاَ تخْلِطْهما بمودَّة ٍ ولا قرباً ما في السماوات أقربُ
إذا لم تر الذهلي أنوك فالتمس لَهُ نَسَباً غَيْرَ الذي يَتَنَسَّبُ
وَأمَّا بَنُو قَيْس فَإِنَّ نَبيذَهُمْ كَثيرٌ وَأمَّا خَيْرُهُمْ فَمُغَيَّبُ
وَفي جَحْدَرٍ لُؤْمٍ، وَفِي آل مسْمَعٍ صلاح ولكن درهم القوم كوكبُ
وسيد تيم اللات عند غدائه هزبر وأما في اللقاء فثعلبُ
وَقَدْ كَانَ في «شَيْبَانَ» عزٌّ فَحَلَّقَتْ به في قديم الدهر عنقاء مغربُ
وحيا " لجيمٍ" قسوران تنزعت شباتهما لم يبق نابٌ ومخلبُ
وأنذل من يمشي "ضبيعة ُ" إنهم زَعَانِفُ لَمْ يَخْطُبْ إِلَيْهِمْ مُحَجَّبُ
و"يشكرُ" خصيانٌ عليهم غضارة ٌ وهل يدركُ المجد الخصيُّ المجببُ
وأبلج مسهاء كأن لسانه إِذَا رَاحَ ذُو النُّونَيْن بَلْ هُوَ أقْرَبُ
يجلى العمى عنا بفصلٍ إذا قضى ضريبته صافي الحديدة مقضبُ
إِذَا شئْتَ نَادَى في الأَنَام بصَوْته لأَرْفَعِ مَا أدَّى عَريبٌ وَمُعْرِبُ
لقد ساد أشراف العراق ابن "حاتمٍ" كما سَادَ أهْلَ الْمَشْرِقَيْنِ «الْمُهَلَّبُ»
لَهُ فَضَلاتٌ منْ «قَبيصَة َ» في النَّدَى وَأكْرُومَة ٌ منْ «حَاتمٍ» لاَ تَعَطَّبُ
وَمنْ إِرْث «سَرَّاقٍ» عَلَيْه مَهَابَة ٌ تظل قلوب القوم منها توجبُ
وَيَغْدُو بأخْلاَق «الْمُهَلَّب» مُولَعاً كما شمرت عن ساقها الحربُ تطربُ
وَيَعْطِفُ «كِنْديٌّ» عَلَيْه وَ«ظَالمٌ» مَآثرَ أيَّام تَطيبُ وَتَرْحُبُ
وَتَعْرفُ منْهُ منْ شَمِائلِ «ظَالمٍ» مَنَاقِبَ مَفْضَالٍ تَعُودُ وَتَشْعَبُ
وكم من أبٍ غمرٍ لـ"روح بن حاتمٍ" يزين آباءً وزينهُ أبُ
إذا ذكروا في مأقطٍ أطرق العدى ورَنَّحَ فَحْلُ الْقَرْيَتَيْنِ الْمُقَبْقِبُ
هم ذببوا عن عظم دين "محمدٍ" بـأسيافهم إذ ليس فينا مذببُ
حدا بأبي أم الريال فأجفلت نعامتهُ عن عارضٍ يتلهبُ
وَلاَحَتْ وَمَاءُ الأَزْرَقَيْن عَشِيَّة ً أنَاقيعُ تَعْفُوهَا نُسُورٌ وَأذْؤُبُ
صفت لي يد الفياض "روح بن حاتمٍ" فَتلْكَ يَدٌ كَالْمَاءِ تَصْفُو وَتَعْذُبُ
وما ولدوا إلا أغر متوجاً له راحة ٌ تبكي وأخرى تحلبُ
وأيام أبطال عليها بسالة ٌ وجودٌ كما جاد الفراتي أغلبُ
مُلُوكٌ إِذَا هَابَ الْعَطَاءَ مَعَاشرٌ وضربَ الطلى سنوهما وتعجبوا
سيخبر عن "روح" ثنائي وفعله وَمَا منْهُمَا إِلاَّ رِضى ً لاَ يُكَذِّبُ
تَعَصَّبَ «رَوْحٌ» وَالْمَكَارمُ تَابعاً لأشياخه والسَّابقُ المتعصِّبُ
لَهُ حُكْمُ لُقْمَانٍ وَجزْمُ مُوفَّقٍ وللْموْت منْهُ مَخْرَجٌ حين يَغْضبُ
من الواردين الرَّوع كلَّ عشيَّة ٍ إِذا هي قامتْ حاسراً لاَ تَنقَّبُ
وأَصْيدَ نرْجُوهُ لكُلِّ مُلِمَّة ٍ علينا ويرجوه الهمامُ المحجَّبُ
من الْغُرِّ مِنْعامٌ كأنَّ جبينه هلالٌ بدا في ظلمة ٍ متنصَّبُ
يطِّيبُ ذفراءَ الدُّروعِ بجلدهِ ويثنى بمسكٍ كأسهُ حين يشربُ
طلوبٌ ومطلوبٌ إليه إذا غدا وخيرُ خليليكَ الطُّلوبُ المطلَّبُ
وما زال في آلِ الْمُهلَّب قائلٌ وخيْلٌ تُسرَّى للطِّعانِ وتُجْلَبُ
ولما رأى الْحُسَّادُ روْح بْن حاتِمٍ أمِيراً عليْهِ بيْتُ مُلْكٍ مُطنَّبُ
أصاخُوا كأنَّ الطَّيْرَ فَوْقَ رُؤُوسِهِمْ يشِيمُون مَوتاً فَوْقَهُمْ يَتَقَلَّبُ
فَدَامَ لَهُمْ غَمٌّ بِرَوْحِ بْنِ حَاتِمٍ ودامَ لروح مُلكهُ المترقَّبُ

نــجــم
22-06-2011, 11:31 AM
آبَ لَيْلِي لَيْتَ لَيْلِي لَمْ يَؤُبْ


آبَ لَيْلِي لَيْتَ لَيْلِي لَمْ يَؤُبْ إنما الليل عناء للوصب
أرقب الليل كأني واجدٌ راحة ً في الصبح من جهد التعب
وَلَقَدْ أعْلَمُ أنِّي مُصْبحٌ مثلما أمسيتُ إن لم تحتسب
فأرتني ثم شطت شطة ً تَرَكَتْ قَلْبي إِلَيْهَا يَضْطَربْ
ما أقل الصبر عنها بعدما كثرت فينا أحاديث العرب
قَرَّ عيْناً بحَبيبٍ نَظْرَة ً لاَ يُقرُّ الْعَيْنَ إِلاَّ مَا تُحِبْ
وَكَلَتْ بِي جَارَتِي أسْهُودَة ً شر ما وكل بالجار الجنب
ونصيحين ألما باكرً بطبيبٍ وطبيبي المجتنب
سألاني وصف ما ألقى ولا أسْتَطِيعُ الْوَصْفَ، إِنِّي مُكْتَئِبْ
غَيْرَ أَنِّي قُلْتُ فِي قَوْلِهِمَا قَوْلَة ً أخْفَيْتُهَا كَالْمُنْتَيِبْ
بينا من قربه لي حاجة ً ثم لا يقربُ والدار صقب
يَا خَلِيلَيَّ ألِمَّا بِي بِهَا نظرة ً ثم سلاني عن وصب
شغلت نفسي عن وصف الهوى بِاشْتِيَاقِي أنْ أرَاهَا وَطَرَبْ
فَاتْرُكَا لَوْمِي فَإِنِّي عَاشِقٌ كَتَبَ اللَّه عَلَيْهِ مَا كَتَبْ
ولقد قلت لقلبي خالياً حين لم يلق هواها ودأب
أيها الناصبُ في تطلابها بَعْدَ هَذَا مَا تُبَالِي مَا نَصَبْ
لاَ يُرِيدُ الرُّشْدَ إِلاَّ نَاصِحٌ وَيَلي قَتْلَكَ إِلاَّ مَنْ تَعِبْ
كِلْ لِمَنْ يُقْصِيكَ مِثْلاً صَاعَهُ وَإِذَا قَارَبَ وُدًّا فَاقْتَرِبْ
والق من قد ذاقَ فيما لم يذق لاَ يُدَاوِي السٌّقْمَ إِلاَّ مَنْ يَطِبْ
قَتَلَتْنِي فَأبَى قَلْبِي وَقَدْ آنَ مَا كَلَّفَنِي حَتَّى أحَبْ
فهي عجزاء إذا ما أدبرت وَإِذَا مَا أقْبَلَتْ فِيهَا قَبَبْ
لَمْ تَرَ الْعَيْنُ لعينٍ فِتْنَة ً مِثْلَهَا بَيْنَ جُمَادَى وَرَجبْ
تيمتني بقوام خرعبٍ وبدل عجبٍ يا للعجب!
صُورَة ُ الشَّمْسِ جَلَتْ عَنْ وَجْهِهَا بَعْدَ عَيْنَي جؤْذَرٍ فِي الْمُنْتَقَبْ
حُلْوَة ُ الْمَنْظَرِ رَيَّا رَخْصَة ٌ بَعَثَ الْحُسْنَ عَلَيْهَا أنْ تُسَبْ
تَأمَنُ الدَّهْرَ وَلاَ تَرْجُو لَنَا فرجاً مما بنا ذاك الكذب
كَمْ رَأيْنَا مِثْلَهَا فِي مَأمَنٍ قلب الدهر عليه فانقلب
لا يغرنك يومٌ من غدٍ صَاحِ إِنَّ الدَّهْر يُغْفِي وَيَهُبْ
صَادِ ذَا ضِغْنٍ إِلَى غِرَّتِهِ وإذا درت لبون فاحتلب
ليس بالصافي وإن صفيته عيش من يصبحُ نهباً للرتب
ما أبو العباس في أثباتهِ لعب الدهر به تلك اللعب
أقْبَلَتْ أيَّامُهُ حَتَّى إِذَا جاءهُ الموت تولى فذهب

نــجــم
22-06-2011, 11:32 AM
أصبح القلب بالنحيلة صبا


أصبح القلب بالنحيلة صبا بعد ما قد صحا وراجع لبا
زَادَهُ مَدْخَلُ الْوَلِيدِ عَلَيْهِ وَخَيَالٌ سَرَى بِعَبْدَة َ عُجْبَا
ومقال الفتاة إذ هتك الستـ ـرُ لَهَا عَنْ مَقَالِ مَا كَانَ عَبَّا:
أيُّهَا الْمُسْتَجِيرُ مِنْ حُبِّ عَبَّا دة إذ راعه خيال فهبا
ليس من حبها مجير سواها بعد ما سار في الفؤاد ودبا
يا خَليلَيَّ اخْرِجَانِي مِنَ الْحُبِّ بِّ سويا ولا تلوما محبا
فاتركا لومه ولوما خليلاً يَتَجَنَّى ذَنْباً وَلَمْ يَدْرِ ذَنْباً
كل يوم تعتبَ الود منهُ ليت شعري: أيحسبُ الود عتبا
تِلْكَ عَبَّادَة ُ التِي لم تَنَلْهُ غير ما أصبحت لعينيه نصبا
شَرِبَتْ سَلْوَة ً عُبَيْدَة ُ عَنِّي وَكَأنِّي شَرِبْتُ بِالْحُبِّ طَبَّا
فتقضى الرجاء منها لقد صدَّ طبيبي عني وقضيت نحبا
أنّا إِنْ لَمْ أمُتْ بِذَاكَ فَإنِّي مَيِّتٌ مِنْ مَخَافَتِي ذَاكَ رُعْبَا
ليتها تاق قلبها فاستوينا أوْ رُزِقْنَا كَقَلْبِ عَبْدَة َ قَلْبَا
فصبرنا عنها كما صبرت عنا ولم نتخذ عبيدة َ ربَّا
فاكشفي ما بنا وعودي علينا قد لقينا إليك في الحبِّ حسبا

نــجــم
22-06-2011, 11:32 AM
لا تَبْغ شَرَّ امْرىء شَرًّا من الدَّاء


لا تَبْغ شَرَّ امْرىء شَرًّا من الدَّاء وَاقْدَحْ بِحِلْمٍ وَلاَ تَقْدَحْ بِشَحْنَاء
مالي وأنتَ ضعيفٌ غيرَ مرتقبٍ أبقي عليكَ وتفري غيرَ إبقاء
مَهْلاً فَإِنَّ حِيَاضَ الحَرْبِ مُتْرَعَة ٌ مِن الذُّعَافِ مُرَارٌ تَحْتَ حَلْوَاء
أحِينَ طُلْتَ عَلَى مَنْ قَالَ قَافِية ً وطَالَ شِعْري بِحَيٍّ بَعْدَ أحْيَاء
ألزمتِ عينكَ من بغضائنا حولاً لو قد وسمتكَ عادتْ غيرَ حولاء
اطْلُبْ رِضَايَ ولا تَطْلُبْ مُشَاغَبَتِي لا يَحْمِلُ الضَّرِعُ المُقْوَرُّ أعْبَائي
أنا المرعَّثُ لا أخفى على أحدٍ ذرَّت بي الشَّمسُ للدَّاني وللنَّائي
يغدو الخليفة ُ مثلي في محاسنهِ ولستَ مثلي فنم يا ماضغَ الماء
إِنِّي إِذَا شَغَلَتْ قَوْماً فِقَاحُهُمُ رحبُ المسالكِ نهَّاضٌ ببزلاء
يثوي الوفودُ وأدعى قبلَ يومهمُ إِلَى الحِبَاء ولَمْ أحْضُرْ بِرَقَّاء
لَوْ كَانَ« يَحْيَى » تَمِيمِيًّا أسَأتُ بِهِ لكنهُ قرشيٌّ فرخُ بطحاء
«يَحْيَى » فَتًى هَاشِمِيٌّ عَزَّ جَانِبُهُ فَلاَ يُلاَمُ وَإِنْ أجْرَى مَعَ الشَّاء
نِعْمَ الفَتَى مِنْ قُرَيْشٍ لا نُدَافعُهُ عَنِ النَّبِيِّ وإِنْ كَانَ ابْنَ كَلاَّء
ما زالَ في سرَّة ِ البطحاء منبتهُ مقابلاً بينَ برديٍّ وحلفاء
يَا آسَدَ الحَيِّ إِنْ رَاحُوا لِمَأدُبَة ٍ وَثَعْلَبَ الحَيِّ إِنْ ذَافُوا لأَعْدَاء
لاَ تَحْسَبَنِّي كَأيَرٍ بِتَّ تَمْسَحُهُ كيما يقومُ ويأبى غيرَ إغفاء
قَدْ سَبَّحَ النَّاسُ مِنْ وَسْمِي«أبَا عُمَرٍ» فَهَلْ رَبَعْتَ عَلَى تَسْبِيح قَرَّاء
كَوَيْتُ قَوْماً بِمِكْوَاتِي فَمَا صَبَرُوا على العقابِ وقد دبُّوا بدهياء
وُرُبَّمَا أغْرَقَ الأَدْنَى فقُلْتُ لَهُ إن كانَ من نفري أو نجلَ آبائي
قلْ ما بدا لك من زورٍ ومن كذب حلمي أصمُّ وأذني غيرُ صمَّاء
يَنْزو اللَّئِيمُ وَلَوْ ألْقَيْتَ مِئزَرَهُ لاحتْ بوجعائهِ آثارُ كوَّاء
مَا زِلْتَ تُطْعَنُ بِالْمَلْعُونِ في دُبُرٍ حَتَّى اشْتَرَيْتَ حُلاقاً في اسْتِ خَرَّاء
هلاَّ مَنَعْتُمْ «بَنِي وَادَانَ» أمَّكُمُ مِنَ الْمُوَسَّم إِذْ يَسْرِي بِقَنْفَاء
بتَّم نياماً وباتَ العلجُ ينفضُها فِي لَيْلَة ٍ مِثْلِ ضَوْء الصُّبْحِ قَمْرَاء
وَيْلُ کمِّهِ نَبَطِيًّا فَضَّ خَاتَمَهَا بفيشة ٍ مثل رأسِ الكلبِ جوفاء

نــجــم
22-06-2011, 11:32 AM
حيِّيَا صاحِبيَّ أُمَّ الْعلاَء


حيِّيَا صاحِبيَّ أُمَّ الْعلاَء واحذرا طرف عينها الحوراء
إنَّ في عينها دواءً وداءً لِمُلِمٍّ والدَّاءُ قبْل الدَّواء
ربَّ ممسى ً منها إلينا رغـ م إزاءٍ لا طاب عيشُ إزاء!
أسْقمتْ ليْلة َ الثُّلاَثاء قلْبِي وتصدَّت في السَّبتِ لي لشقائي
وغداة الخمِيسِ قدْ موَّتتْنِي ثُمَّ راحتْ في الحُلَّة ِ الخضْراء
يوْم قالتْ: إِذا رأيْتُك فِي النَّوْ م خيالاً أصبتَ عيني بداء
واسْتخفَّ الفُؤادُ شوْقاً إِلى قُرْ بك حتَّى كأنَّني في الهواء
ثُمَّ صدَّتْ لِقْوِ حمَّاءَ فِينا يا لقوْمِي دَمِي علَى حمَّاء!
لا تلوما فإنها من نساء مشرفات يطرفن طرف الظباء
وأعينا امرأً جفا ودَّهُ الحيُّ وأمسى من الهوى في عناء
اعرضا حاجتي عليها وقولاَ: أنسيت السَّرَّار تحت الرِّداء
ومقامِي بيْن المصلَّى إِلى المِنْبرِ برِ أبكي عليك جهد البُكاء
ومقال الفتاة ِ : عودي بحلمٍ ما التَّجنِّي من شيمة الحلماء
فاتَّقي الله في فتى شفَّهُ الحب وقولُ العدى وطولُ الجفاء
أنْت باعدْتِهِ فأمْسى مِن الشَّوْ قِ صريعاً كأنَّهُ في الفضاء
فاذكري وأيهُ عليك وجودي حسْبُك الوأيُ قادحاً في السَّخاء
قد يسيءُ الفتى ولا يُخلفُ الو عد فأوفي ما قلت بالرَّوحاء
إِنَّ وعْد الكرِيم ديْنٌ عليْهِ فاقْضِ واظْفرْ بِهِ علَى الغُرماء
فاسْتهلَّتْ بِعَبْرة ٍ ثُمَّ قالتْ كان ما بيْننا كظِلِّ السَّراءِ
يا سليمى قومي فروحي إليهِ أنْتِ سُرْسُورتِي من الخُلطاء
بلِّغيهِ السَّلام منِّي وقولي: كُل شيْء مصِيرُهُ لِفناء
فتسلَّيتُ بالمعازفِ عنها وتعزَّى قلْبِي وما منْ عزاء
وفلاة ٍ زوراءَ تلقى بها العيـ العينَ رِفاضاً يمْشِين مشْيَ النِّساء
بِالرَّكْبِ، فضاء ً موْصُولة ً بِفضاء
قدْ تجشَّمتُها وللجندبِ الجوْ نِ نِداءٌ فِي الصُّبْح أوْ كالنِّداء
حين قال اليعفورُ وارتكض الآ لُ بريعانهِ ارتكاض النِّهاء
بِسبُوحِ اليَدَيْنِ عامِلة الرِّجْلِ مَرُوحٍ تغْلُو مِن الغُلْوَاءِ
همُّها أنْ تزُورَ عُقْبة َ في المُلْكِ كِ فتروى من بحره بدِلاءِ
مالِكِيٌّ تنْشقُّ عَنْ وجْهِهِ الحرْ بُ كما انشقَّت الدُّجى عن ضياءِ
أيّها السَّائِلِي عنِ الحزْم والنَّجْدة ِ والبأسِ والنَّدى والوَفَاءِ
إنَّ تلك الخلال عند ابنِ سلم ومزِيداً مِنْ مِثْلِها فِي الغَنَاء
كخراج السَّماءِ سيبُ يديهِ لقريبٍ ونازحِ الدَّارِ ناءِ
حرَّم اللَّه أنْ ترى كابْنِ سلْم عُقْبة ِ الخيْرِ مُطْعِمُ الفُقَراء
يسقطُ الطَّيرُ حيثُ ينتثر الحبُّ وتُغشى منازلُ الكرماءِ
ليس يعطيك للرِّجاءِ ولا الخو فِ ولَكِنْ يَلَذُّ طَعْمَ العَطَاء
لاَ وَلاَ أَنْ يُقَالَ شيمتُه الجو دُ ولَكِنْ طَبَائِعُ الآبَاءِ
إِنَّمَا لَذّة ُ الجَوَادِ ابْنِ سَلْم في عطاء ومركبٍ للقاء
لا يهابُ الوغى ولا يعبدُ المـ ـالَ ولكنْ يُهينهُ للثَّناءِ
أرْيَحِيٌّ لَهُ يَدٌ تُمْطِرُ لَ وأخرى سمٌّ على الأعداءِ
قَدْ كَسَانِي خَرًّا وأخدَمَنِي الحُو رَ وخلاَّ بنيَّتي في الحُلاء
وحَبَانِي بِهِ أغَرَّ طَوِيلَ البا عِ صلتَ الخدَّينِ غضَّ الفتاء
فَقَضَى اللَّه أْن يَمُوتَ كما مَا تَ بنونا وسالفُ الآباء
رَاحَ فِي نَعْشِهِ وَرُحْتُ إِلى ”عُقْبَة َ” بة َ" أشكو فقالَ غيرَ نجاء
إِنْ يَكُنْ مِنْصَفٌ أصَبْتُ فَعِنْدِي عَاجِلٌ مِثْلُهُ مِنَ الوُصَفَاء
فَتَنَجَّزْتُهُ أشَمّ كَجَرْوِ اللَّيْثِ يثِ غاداكَ خارجاً من ضراء
فجزى الله عنْ أخيكَ ابنَ سلم حينَ قلَّ المعروفُ خيرَ الجزاء
صنعتني يداهُ حتِّى كأنِّي ذُو ثَرَاءٍ مِنْ سِرِّ أهْلِ الثَّرَاء
لا أبالي صفحَ اللَّئيمِ ولا تجـ ري دموعي على الخؤونِ الصَّفاء
َفَانِي أمْراً أبَرَّ عَلَى البُخْلِ بِكَفٍّ مَحَمْودَة ٍ بَيْضَاء
يشتري الحمدَ بالثَّنا ويرى الذَّ مَّ فَظيِعاً كَالحَيَّة ِ الرَّقْشَاء
ملكٌ يفرعُ المنابرَ بالفـ وَيَسْقِي الدَّمَاءَ يوْمَ الدِّمَاء
كم له منْ يدٍ علينا وفينا وأيادٍ بيضٍ على الأكفَاء
أسَدٌ يَقْضَمُ الرِّجَالَ وَإْن شِئْتَ فَغَيْثٌ أجَش ثَر السَّمَاء
قائِمٌ باللَّوَاء يَدْفَعُ بالمَوْ تِ رِجَالاً عَنْ حُرْمَة ِ الخُلَفَاء
فعلى عقبة َ السَّلامُ مقيماً وإذا سارَ تحتَ ظلِّ اللِّواء

نــجــم
22-06-2011, 11:32 AM
يا لَقَوْمِ لِلزَّائِرِ الْمُنْتابِ


يا لَقَوْمِ لِلزَّائِرِ الْمُنْتابِ ولما قد لقيت حين المتاب
أزهقت مهجتي ولم تدن إلا وقعة عندنا وقوع القراب
يوْمَ قَامَت مُختالة ً في حِقابٍ ليتني كنت بعض تلك الحقاب
ولقد قلت للنطاسي لما جئته واشتكيتُ داء الحبابِ
كيْف لي بالسُّلُوِّ عمَّنْ جَفَاني وفؤادِي كالطَّائر الْمُسْتجاب
أنا منه ومن جوى الحب أمسي في عذابٍ قدْ ناءَ فوْق الْعذاب!
قال: هجْرُ الْحبيب يُسْلِيك عنْها لن تنال السلو قبل اجتناب
قُلْت: يَأبَى الْهوى عليَّ ونفْسي لا تطيع العدو في الأحباب
كيْف يسْلُو عن الرَّباب فُؤادي وهواها ينُوبُ عنْ كُلِّ نَابِ
ويكن النساء بيضاً وأدما صيغة بعد صيغة الأترابِ
ككعوب القناة مشتبهاتٍ وكأن الرباب أم الكتابِ
خلقت... وحدها... خلقاً ضاع بيْني وبيْنَها في الْحساب
هي برْدُ الشَّراب لاَ أطيقُ اجتنابَ برْدِ الشَّرَاب
غَبَطَتْ نفْسها فكأني أمد في كلاب

نــجــم
22-06-2011, 11:32 AM
يا شوْقَ منْ بَاتَ مشْغُوفاً ومُجْتَنَبا


يا شوْقَ منْ بَاتَ مشْغُوفاً ومُجْتَنَبا ويا صبابتهُ إن صدَّ أو قربا
نام اللواتي عدمن الحب من مرحٍ وبِتُّ أقْرِضُ في الظَّلْماءِ مُكْتئِبا
وقائلٍ صح من دائي تجنبهُ لم يلق عجباً وإن حدثتهُ عجبا
مَا لي رَأيْتُكَ لاَ تَصْبُو إِلَى لَعبٍ فقلت : من قرَّ عيناً بالهوى لعبا
لاَ تَعْجَلِ الْقَدَرَ الْمكْتُوب مَوْقِتَهُ فاسْتأنِ لاَ يسْبقُ الْعجْلاَنُ ما طَلَبَا
قد ضارع الحب قلبي ثم أدركه وهْنُ الْمُحبِّ فأمْسَى الْقَلْبُ قَدْ غُلبا
كيْف السَّبيلُ إِلَى لهْوٍ وقدْ تَرَكَتْ سعْدى علَى كَبِدِي منْ حُبِّها نُدَبا
غزالة ٌ غصبت ليثاً بمقلتها لم أر كاليوم مغصوباً ومغتصبا
يا نظْرة ً عَقَلَتْ سلْمى بمُقْلتِهِ فما يزال قذى ً في عينه نشبا
تدنو مع الذكر تشبيهاً إذا نزحت حتَّى أرى شخْصَها في الْعيْنِ مٌقْتِربَا
إن الغواني لا يغنين مسألة ً ولاَ ترى مثْل ما يسْلُبْنَنَا سَلَبَا
دعهنَّ للمسهب الضليل موردهُ يا قلب كل امرئ رهنٌ بما اكتسبا
قدْ حَصْحَصَ الْحقُّ وانْجابتْ دُجُنَّتُهُ وعرَّض الدَّهْرُ شطْريْه لمنْ حَلَبَا
وجاثِمُ الْهمِّ قدْ سُدَّتْ مَطالِعُهُ جليت عن وجهه التشبيه والريبا
حتى غدا عب عباس ولا سبقٍ يتلو يداً قدحت عن وجهه الحجبا
أولى لعاصٍ وزلت عن أبي كربٍ كأنَّما لمْ يكُنْ ما كان إِذْ ذَهَبا
وقد هممتُ بيحيى ثم أدركني حلمي فأمسكتها محمرة ً لهبا
وخالدٌ عنْد ذنْبٍ سوْف يُدْركُهُ إذا خطبتُ له يوماً كما خطبا
قد أنضج العير كياً تحت فائلهِ وربما نالهُ حلمي وقد شعبا

نــجــم
22-06-2011, 11:33 AM
يا بَانَ ضَاق الْمذْهبُ


يا بَانَ ضَاق الْمذْهبُ وطريد أهلكِ أجنبُ
وذهبْتُ في غيْر السَّبيـ ل لكلِّ غاو مذهبُ
لاَ تَخْشَ قتْلي حين شِبْتُ وهلْ يُخافُ الأَشْيبُ
هَيْهَات أفْرَخَ روْعُ بَا نة َ لا يحول المغربُ
ما زُلْتُ عنْكِ وقدْ أرى أنَّ الْقُلُوبَ تَقَلَّبُ
أيَّامَ أطْعَمُ كُلَّ مَا ئلة ِ الحمانِ وأشربُ
ثم انقضى ذاك الزما نُ وغاب دهر أنكبُ
يَا بَانَ طَبُّكِ لاَ ينا مُ وقدْ ينامُ الْقُطْرُبُ
عُودي عليَّ فإنَّها نفسٌ تسيءُ وتعتبُ
ما كل زلة صاحبٍ أغْدُو لها أتوثَّبُ
حلمي أصم وراحتي للطَّالبين تَحلَّبُ
ضعضعتُ جنة خالدٍ بِعَزِيمَة ٍ لا تُقْرَبُ
وأطرت جنة عجردٍ وأنا المغنُّ المشغبُ
يخْشى الأُسُودُ عرامتي ويبُولُ منِّي التَّوْلبُ
ولقد وضعتُ على سهيـ ـلٍ مِيسَماً لاَ يذْهَبُ
وإذا هربتُ من الصِّبا بة ِ لمْ يكُنْ لِيَ مَهْرَبُ
يَا بَانَ كدَّرْبِ النَّعِيـ ـمَ فلاَ ألذُّ وألْعبُ
يَا بَان لي نَفْسٌ عَليْـ ـكِ إِذَا ذُكِرْتِ تصبَّبُ
والله رب محمدٍ إني ببانة معجبُ
ولقد أتاني أنها باتتْ علَيَّ تلهَّبُ
قالتْ: أتَرْكبُ تاركاً أَمْري وما لك تَرْكبُ
قولُ النساء علا بها ولكُلِّ فَجٍّ عقْربُ
يَا بَانَ بعْضُ اللاَّطِفَـ اتِ من الحواسد أكذبُ
يَغررُن منْ أصْغى لهُـ نَّ كما يغرُّ المذهبُ
في النَّاس عائلة ٌ عليْـ ـكِ وبعْضُ أهْلكِ يُثْرِبُ
إِنْ كان حقًّا ما زعمْـ ن فلا صفا لي مشربُ
أبرأتِ صدرك إنني قلِقٌ بسُخِطِكِ مُتْعَبُ
يَا بَانَ إِنِّي بالرِّضى أبْلَى إِليْكِ وأنْصَبُ
وأتُوبُ ممَّا تَعْلمين كما يتوبُ المذنبُ
أنْتِ الأَميرة ُ في الْهوى وأنا المسيءُ المذنبُ
يكفيك أني لا أعو دُ، وهلْ وراءَكِ مطْلَبُ

نــجــم
22-06-2011, 11:33 AM
يا ليت لي قلباً بقلب يثيبُ


يا ليت لي قلباً بقلب يثيبُ أوْ لَيْتَ لي حُبًّا بحُبِّي يُنِيبْ
ملكُ قلبي لا يملُّ الهوى يَاطُولَ إِغْرامي بمنْ لاَ يُجيبْ
قلْبي وهمِّي أذْهَبَا رَاحَتي فالنفس حرى ولعيني غروبْ
لمْ تَرَ مثْلي بَيْنَ مِثْلَيْهمَا هذا به داءٌ وهذا كذوبْ
قَدْ كَلَّفَاني عَمَلاً خَائباً وعاملُ الله الذي لا يخيبْ
لله دري ليس لي منزعٌ عن حبِّ سلمى وهواها مريبْ
لقَد أرى سلمى لنا جارة ً يا بن سهيلٍ بين حابٍ ولوبْ
كالبدر في العين إذا عطلتْ وفي المحلَّى كالمحلِّ القشيبْ
أراجِعٌ أنت لنا مجلِسا بين مُدامٍ وسماع مُنيب
يا حبذا ذاك على نأيه وحبذا ليلتُنا بالكثيب

نــجــم
22-06-2011, 11:33 AM
يا ويح حمادٍ أمن نظرة ٍ


يا ويح حمادٍ أمن نظرة ٍ راح أسيراً غير مجنوب
لله ما ران على قلبه من ساحر المقلة مشبوب
كأنهُ هاروتُ يوم اغتدا يُديرُ عيْنيْه بتقْليب
أغنَّ أحْوى لاَن في رقَّة يخْتالُ في الْخَزِّ وفي الطِّيب
بدا لحمادٍ فأبدى لهُ شُغْلاً عن الدِّرْياق والْكُوب
قاد النباطيَّ إلى حتفه نَظْرَة ُ عيْنٍ شَطْرَ محْبُوب
لما رأى ما عندهُ معجباً حَنَّ إِليْه غَيْرَ تعْييب
يَهْذى بخشْفٍ مُؤْنقٍ مُشْرقٍ مقابل الجدين منسوب
يختلسُ القلب بإبرامه منه وإطماع وتجنيب
مبتَّلُ الخلق هضيم الحشا ذو شعر كالكرم غربيب
أمرد كالمأثور حين استوى لمْ تَرَهُ عيْنٌ علَى حُوب
يمْشي إِذَا رَاحَ برَمَّاغة ٍ لجَّتْ بإصْعادٍ وتصْويب
وخصية ٍ في حسن ياقوتة ٍ سيقت إلى أصيد محجوب
يقُولُ حمَّادٌ إِذا ما نأى : يا ربِّ فَرِّجْ كرْب مكْرُوب
حمَّلتني الشوق وباعدتني ما هكذا الرَّبُّ لمرْبُوب
رضيتُ ميعادك يا سيدي إِنْ لمْ يكُنْ ميعادَ عُرْقُوب

نــجــم
22-06-2011, 11:33 AM
ما بالُ عَيْنِكَ دمْعُها مَسْكُوبُ


ما بالُ عَيْنِكَ دمْعُها مَسْكُوبُ حُرِبَتْ وأنْت بدمْعها محْرُوبُ
وكذاك مَن صحب الحوادث لم تزل تأتي عليه سلامة ٌ ونكوب
إن الرزية لا رزية مثلها يومَ ابنُ حفص في الدِّماء خَضِيب
لا يستجيب ولا يحيرُ لسانهُ ولقد يَحيرُ لسانهُ ويُجيب
غُلب العزاءُ على ابن حفص والأَسَى إِنَّ العَزَاء بمثله مَغْلوب
يا أرضُ وَيْحَكِ أكْرميه فإنه لم يَبْقَ للعَتكِيِّ فيكِ ضريبُ
أبهى على خَشَبِ المنابِر قائماً يوماً وأحربَ إذ تشبُّ حروب
إِذ قيل أَصبح في المقابر ثاوياً عمرٌ وشُقَّ لِواؤه المنصوب
وبَكَيتُ إِذ بَكَت العَتِيكُ لِبَدْرِها أودى فبدرُ سمائها مسلوب
يا ويح فاطمة َ التي فجعت به وتشققت منها عليه جيوبُ
إني لأعلمُ إذ تضمنهُ الثرى أنْ سوْف تكْمدُ بعْدهُ وتذُوبُ
وَظلِلْتُ أنْدُبُ سيْف آل مُحمَّدٍ عمراً وجلَّ هنالك المندوبُ
فعليْك يا عُمر السَّلاَمُ فإنَّنا باكُوك ما هبَّتْ صباً وجنُوبُ

نــجــم
22-06-2011, 11:33 AM
ذكرت شبابي اللذَّ غير قريبِ


ذكرت شبابي اللذَّ غير قريبِ ومجْلسَ لهوٍ طَابَ بَين شُرُوب
وبالحرة البضاء أذكرني الصبا خيال وتغريد الحمام نكوبِ
فأرسلْتُ دمْعي واسْتترْتُ من الْفتى مخافة نمامٍ علي كذوبِ
وقد يذكر المشتاقُ بعض زمانه فيبكي ولا يبكي لموت حبيب
وكنتُ إذا راحت علي صبابة ٌ بكيتُ بها عيني برد نحيبِ
فللَّهِ درُّ الرَّائحات عشيَّة ً يزفن لقد فجعنني بطليب
أخي مَرْيُحَنَّا هلْ فُجِعْتَ بغادة ٍ كعابٍ وهل ناهزت مثل نصيبي
ليالي أسرابُ النساء يزدنني جنى ً بين ريحانٍ أغر وكوب
إِذا شئْتُ غنَّتْني فتاة ٌ بمِزْهر علَى الرَّاح أوْ غنَّيْتُها بقضيب
فما دعاني الهاشمي أجبتهُ ولا خير في المملوك غير مجيب
فأصبحت خدناً للجواري من الجوى فأصبح واديهن غير عشيبِ
حَسَرْتُ الْهَوَى عنِّي زماناً ورُبَّما لهوت وما لهو الفتى بغريب
فَيَا لكِ أيَّاماً سُلبْتُ نَعيمَها ويا لك دهراً فاتني بلغيبِ
علَى زيْنبٍ منِّي السَّلاَمُ ومثْلُهُ على شجنٍ بين الصبا وجنوب
فهذا أوان لا أعوجُ على الصبى سمعْتُ لعُذَّالي ونَامَ رَقيبِي
وقدْ جاءَني منْ بَاهِليٍّ يسُبُّني فأعرضتُ إن الباهليَّ جنيبي
وقُلْتُ بدعْوى عامرٍ: يَالَ عَامرٍ أيشتمني الزنجي غير دبيب
دعوني وإني من ورائي معضدٌ كفيْتُكُمُ رَايَ اسْتِهِ بذَنُوب
إذا شبع الزنجي سبَّ إلههُ وألَّبَ منْ زِنْجٍ علَيَّ وَنُوب
أوائلُ قدْ قرَّبْتِ غَيْرَ مُقَرَّبٍ وَناسَبْت كَلْباً كَانَ غَيْرَ نَسيب
بني وائلٍ إن الصغير بمثله كَبيرٌ فَلاَ تَسْتَعْجلُوا بمُهيب
عَلَى أهْلهَا تَجْني بَرَاقِشُ فَاتَّقٌوا جناية َ عبدٍ واسعدوا بقلوبِ
صَغيرُ الأَذى يَدْعُو كبيراً لأَهْله وتَفْتضحُ الْقُرْبَى بذنْبِ غريبِ
أرَى خَلَقاً قدْ شاب قبْل جنايَة فهَلاَّ وَهبْتُمْ قَلْبَهُ لمَشِيب
لحا الله قوماً وسطوا الكلب فيهمُ شتِيمَ المُحَيَّا عاشَ غيْرَ أديب
سَرُوقاً لِمَا لاقى طَرُوباً إِلى الزُّبَى وهل تجد الزنجي غير طروب
إذا حزّ فيه النصلُ حز عجانهُ فراح بأيرٍ للفضوح مثيبش
فيَا عجبَا لاَ يَتَّقِي الزنْجُ شرَّهُ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّه عنْد هُبُوب
أقولُ وقد ناك الخليق بناته وأحفى بنوهُ أمهم بركوب
بَنِي خلَقٍ مَا أَحْلَم اللَّهُ عَنْكُمُ على خبثاتٍ فيكم وذنوبُ
أراكم أناساً سمنكم في أديمكم مجنتم فلا تستغفرون لحوب
كَأنَّكُمُ لَمْ تَسْمَعُوا بقيَامَة ٍ ولَمْ تَشْعُرُوا في دينكُمْ بحَسيب
أفيقُوا بَنِي الزَّنْجيِّ إِنَّ سَبيلَكُمْ سَبيلُ أبيكُمْ لَحْمُهُ لكُلُوب
ومولى أبيكم فاطرحوه لأكلبٍ وَلاَ يُدْفَنُ الزَّنْجيُّ بَيْنَ رُبُوب
ونُبِّئْتُ فزراً قَلْطَبَانَ نِسَائِه ضَرُوباً علَى أسْتَاهِهِنَّ بِطِيبِ
وقد ناك فزر كلثماً غير مرة ً ولكنهُ قد قاءها بشبيب
لحا الله فزراً ما أظلَّ مكانهُ وأعْجَبَهُ قَدْ فَاقَ كُلَّ عَجيب
إِذَا قُلْت: مَنْ فِزْرٌ؟ أجَابَك قَائلٌ: شريكُ أبيه في اسْت أمِّ حِبيب
أَلاَ أيُّهَا الفَادي ولَمْ أقْض نُسْخَتِي يُعاتبُني في الجُود غَيْرَ مُصيب
قَعيدَكَ أنْ تَنْهَى امْرَأً عَنْ طِبَاعه يجود ويغدو ناصباً بعتيب
بدَأْتَ بِنُوكٍ وَانْثنَيْتَ بجهْلَة ٍ وما طاعتي إلا لكلِّ لبيب
سأرعى الذي يرعى من الذنب غادياً وأكْرِمُ نَفْسي عَنْ دَسيس مُريب
لِفِزْرٍ صنيعُ الْقلْطبَانِ بأخْته فليس بمأمون بظهر مغيب
كسوبٌ بأختيه وقينة ِ تاجرٍ وما كان في كُتَّابه بِكَسُوب
إذا هو لاقى أمَّهُ دبر استها تولى بأيرٍ للواطِ خضيبِ

نــجــم
22-06-2011, 11:33 AM
لقدْ ودَّعَتْ حُبّى وهام رقيبي


لقدْ ودَّعَتْ حُبّى وهام رقيبي وأصْبَحَ وادي اللَّهْو غَيْرَ عَشِيب
تركْتُ لوجْه اللَّه فِزْراً فقُلْ لهُ: عَتَقْتَ ولكنْ كيْف أمُّ حبيب؟
وجنَّ فريخُ الزنج بل جنت استهُ فأصبحتُ دلاقاً له بطبيب
شتمتُ فريخ الزنج عرضي خسارة ً فإن كنت كعبياً وكنتَ حبيبي
لقدْ وقع الْكعْبيُّ ناراً بمِيْسَمٍ على است أبيك العبدِ بعد شبيب
رأى ابْنُ خُليْقٍ طعْنتي في اسْت أمِّه فراح يُغطِّيها وذمَّ قَضِيبِي
فقُلْتُ لهُ: قدْ فارقتْ وحَمدْتُها فلا تشتمني باستِ أمك حوبي
رويد ابن زنجي العشيرة إنما دعاك إلى شتمي خيانة ُ حيب
فخرْتَ برأسٍ منْ أبيك مُفَلْفَلٍ علينا وبرصاءِ العجان لعوب
فَيَا عَجَباً منْ باهليٍّ يسُبُّني مطيَّة ِ كِنْديرٍ قَرًى وأرِيبِ
لقدْ مَاتَ كنْديرٌ فأبْكاك موْتُهُ فجعت بأيرٍ كالشواظ صليب
تسرقت شعري فاكتسبت به الغنى وما كان لقَّاطُ النَّوى بكسُوبِ
ألا قل لعزاب البصيرة : أقبلوا بحاجتكم من نازحٍ وقريب
بنات خليق ملجماتٌ معدة ٌ إِذا الْقوْمُ راحُوا سُرِّجتْ لرُكُوب
لعمري لقد أعطيتَ عرساً مريبة ً وقدْ يقْطعُ الْهمَّ الْفتى بمُريب
فأما فريخ الزنج حين عرفتها صديقاً لزنْح الْقرْيتيْن ونُوب
أخذت لإخوان الصفاء من استها نصيباً فخذ لي في استها بنصيب
سأعْطيك ما يُعْطى الْفتى منْ تِلاَده بعضدٍ وإن كانت فضوح ذنوبي
بني خَلَقٍ يُخْزيكُمُ الْيوْم والدٌ دعيٌّ أحمُّ اللون غيرُ نجيب
مواريثهُ معروفة ٌ في وجوهكم مناخرُهُ والرَّأسُ غيْرُ كذُوب
تعزَّ لها يا بن الخيلق فإنها مواريثُ زنجيٍّ جرت بعيوب
لحا الله أبناءَ الخليق فإنهم خنازيرُ حشٍّ سُخِّرت لسروب

نــجــم
22-06-2011, 11:34 AM
لا تحمدنَّ أبا حربٍ بأسرته


لا تحمدنَّ أبا حربٍ بأسرته قدْ يثْبُتُ اللَّيْثُ والْخنْزيرُ في الْغاب
مُحمَّدٌ تائهٌ منْ فرْط جِنَّتِهِ مفتاحُ غيٍّ لقومٍ أهلِ أحساب
قد كان سبني من جنبهِ أسداً على المهلَّب صفاياً بأنياب
أفٍّ لهُ والياً ما كان أحْمقهُ يوم استخف بإخواني وأصحابي
لا نبوتي رشدهُ إلا تخونه غِمْداً لأَيْر غَويٍّ باسْت مُنْجاب
يحب أزواج منجابٍ ويكرمهم ولا يجازوهم باباً إلى باب
كأنه ضمنٌ من داء صاحبه ومُشْتَهٍ بعْضَ ما يأتي من الْعاب
قل للضغيط أبي حربٍ مجاهرة ً قول امرئٍ مغربٍ بالذمِّ أغرابِ:
إِنْ كُنْتَ جانَبْت مهْدِيًّا فإنَّ لَنَا .....فما بالنا نخفى على النابِ
يسعى بنا زوجُ منجابٍ فنعتبهُ ولا يهمُّ لنا يوماً بإعتابِ
قال الخبيرُ بمنجابس وسوءتهِ لما رأى دَأَبِي سرًّا وإِدْآبي:
إذا طلبت إلى المنجاب نافلة ً فاطْلُبْ بأيْرِك لاَ تطْلُبْ بِكَرَّاب
وقائلٍ في الغواني جلُّ حاجته يلقى .... من شوقٍ وأتعاب:
يا ليت جردان منجابٍ وخصيتهُ كَانَا حِراً فاشْتَفَيْنا منْ حِرٍ راب
فخْمٌ غليظٌ يُطيفُ الْمُنْعِظُونِ به إذا تجمَّر من حادٍ ومنتاب
نِعْمَ الشَّفِيعُ اسْتُ مُنْجابٍ إِذا غُسِلَتْ لمنعظٍ غيرَ معتلٍّ ولا آب

نــجــم
22-06-2011, 11:34 AM
كثُر الْحميرُ وقدْ أرى في صُحْبتي


كثُر الْحميرُ وقدْ أرى في صُحْبتي منهنَّ أقمر منعجاً بالراكب
يعدو فيضرطُ من نشاطٍ عارم سبعين أو مائة ً حسابَ الحاسب
وإِذا تمرَّغ عدَّ ألْفاً كاملاً يدعُ الْمراغة مثْلَ أمْسِ الذَّاهبِ
أشرٌ بِبِطْنَتِه يُرامحُ مَنْ دَنَا ضخْمُ الْمَقَدِّ شديدُ شغْب الشَّاغبِ
يلقاك إن لقيَ اللجام بسحرة يكفيك من حزم الأجير الحاطب
إن قام يسرجهُ الغلامُ زجرته لزيادة ٍ منْهُ وحقٍّ واجب
خليتُ مركبهُ ورحتُ لحاجتي مشياً يكلفني لغوبَ اللاغب
وأرى الصَّحابة شيعتَيْن: فَمِنْهُمَا أنْسٌ وبعْضُهُمُ غُبُورة ُ حالِب
ولقد مشيتُ عن الحمار تكرماً والْمشْيُ أكْرمُ منْ رُكُوب الصَّاحب

نــجــم
22-06-2011, 11:34 AM
أخي أنت النصيح فلا تلمني


أخي أنت النصيح فلا تلمني فما دوني من النصحاء نابُ
ولكِنْ غِبْتُ فِي بلدٍ بَعِيد وبعْدَ الْجهْدِ ما كان الإِيابُ
فلما جئت روعني غريمٌ يحاول ما كرهتُ ولا يهابُ
أخافُ غُدُوَّهُ يَمْشِي بِصك كحرِّ النَّارِ ليْس لهُ انْقِلاَب
فرُغْتُ وأنْت مِنْ همِّي وبالي وما كل الرواغ له عقاب
فلاَ تعْجِلْ بِلوْمِ أخٍ تمطَّى عليه الخوف والزمن العجاب
وكُنْتَ تزُورُنِي دهْراً طويلاً ولا ستر عليَّ ولا حجابُ
فهذِي خِبْئتِي ودخِيلٌ أمْرِي كما أحْببْتَ لَيْسَ له مَعَاب
سِوى شوْقٍ أظلَّ أظلُّ مِنْهُ على طربٍ وأضعفه الكتاب

نــجــم
22-06-2011, 11:34 AM
هل من رسولٍ مخبرٍ


هل من رسولٍ مخبرٍ عنِّي جمِيعَ الْعَرَبِ
منْ كان حيًّا مِنْهُمُ ومن ثوى في التربِ
جدِّي الَّذِي أسْمُوا بِهِ كِسْرَى ، وساسانُ أبِي
وقيصر خالي إذا عَددْتُ يوْماً نَسَبِي
كم لي وكم لي من أبٍ بِتاجِهِ مُعْتَصِبِ
أشْوَسَ فِي مجْلِسِهِ يجثى له بالركب
يغدو إلى مجلسه يجثى له بالركب
يغدو إلى مجلسه فِي الْجوْهرِ الْمُلْتهِبِ
مستفضلٌ في فنك وقائمٌ في الحجبِ
يَسْعَى الْهبانِيقُ لهُ بِآنياتِ الذَّهبِ
لَمْ يُسْقَ أقْطابَ سِقًى يَشْرَبُها فِي الْعُلَبِ
ولاَ حدا قطُّ أبِي خَلْفَ بعِيرٍ جَرِب
ولاَ أتى حنْظلة ً يثقبها من سغب
ولاَ أتى عُرْفُطَة ً يخْبِطُهابِالْخشبِ
ولا شوينا ورلاً مُنضْنِضاً بِالذَّنَبِ
ولاَ تقصَّعْتُ ولاَ أكلتُ ضبَّ الحزب
ولا اصطلى قطُّ أبي مفحجاً للهبِ
ولم بايد نسيا ولا هوى للنصب
كلاَّ ولا كان أبي يرْكبُ شرْجيْ قَتَبِ
إِنَّا مُلُوكٌ لمْ نزلْ في سالفات الحقب
نحن جلبنا الخيل من بلْخٍ بِغيْرِ الْكذِب
حتَّى سَقَيْناها وما نبْدهُ نَهْرَيْ حَلَبِ
حتَّى إِذا ما دوَّختْ بالشام أرض الصلب
سرنا إلى مصر بها في جحفلٍ ذي لجب
حتى استلبنا ملكها بِمُلْكِنا الْمُسْتَلَبِ
وجادت الْخَيْلُ بِنا طَنْجَة َ ذَاتَ الْعَجَبِ
حتى رددنا الملك في أهل النبيِّ العربي
يَهْزَ أبا الفَضْل بِهَا أولى قريشٍ بالنبي
من ذا الذي عادى الهدى والدين لم يستلب
ومن ومن عانده أو جار لم ينتهبِ
نغْضَبُ للَّه ولِلْـ ـإسلام أسرى الغضبِ
أنا ابنُ فرعي فارسٍ عنها المحامي العصبِ
نحْنُ ذوُو التِّيجانِ والْـ ـمُلْكِ الأَشمِّ الأَغْلبِ

نــجــم
22-06-2011, 11:34 AM
أرسلت خلتي من الدمع غربا


أرسلت خلتي من الدمع غربا ثم قالت: صبوت بل كنت صبا
قُلْتُ: كلاَّ لاَ بلْ صفا لكِ حتَّى زادكِ اللَّه يا عُبيْدة ُ حُبَّا
ما تعرضتُ للكوانس في الستر ولا العارضات سرباً فسربا
أنْتِ كَدَّرْتِ شِرْبَهُنَّ فأصْبَحْـ ـنَ غِضاباً علَيَّ يذْمُمْن شِرْبا
وتلافيتني بذلك عنهن وأنْسٍ يُصَب لِلْحُبِّ صبَّا
فلهُنَّ الطَّلاَقُ مِنِّي، ومنِّي لك طُولَ الصَّفَاء والْوُدِّ عذْبا
فاطْمئِنِّي ملكْتِ نَفْسِي وقلْبِي وهُمُومِي فما يُجاوِزْن وصْبا
لاَ تخافِي علَى مكانِكِ عِنْدِي عوْضُ ما هلَّل الْحجِيجُ ولبَّى
إِنَّ قلْبِي ملآنُ مِنْ حُبِّكِ الْمحْـ ـضِ فحسْبِي مِنْ حُبِّي ثِنْتيْنِ حسْبا
ضِقْتُ عنْ كُرْبة ِ الْعِتابِ فحسْبِي لا تزيدي حبيب نفسك كربا
ويْحَ نفْسِي، أكُلَّما دَبَّ واشٍ بحديثٍ وثبت للهجر وثبا
ما كذا يصنع المحبُّ فقري أين منا من لا يقارف ذنبا
لم يكن لي رب سوى الله يا عبد فما لي اتَّخذْتُ وجْهَكِ ربَّا
إِنَّنِي واهِبٌ لِوجْهِكِ نفْسِي فاقبلي ما وهبت نفساً وقلبا
ولقد قلتُ للذي لامني فيـ ك جهاراً وما تقنعتُ خبَّا
رُحْتَ صُلْباً ولوْ شَرِبْتَ مِن الْحُبِّ بِكأسِي لما تَرَوَّحْتَ صُلْبا
فاترك اللوم في عبيدة إني تاركٌ منْ يلُومُ فِي تِلْك جَنْبا
حدَّثتْنِي الْعُيُونَ عنْها فحالفْـ ت المصلى أدعو إلهي مكبا
كدُعاء الْمْكرُوبِ فِي لُجَّة ِ الْبحْـ ـرِ يُنادي الرَّحْمنَ رغْباً ورَهْبَا
فاسْتجاب الدَّعاءَ واسْتوْجب الشُّكْـ ر إلهٌ قريب ازداد قربا
كَانَ مَا كَان بِي مِنَ الوَصْفِ عَنْهَا ثم عاينتُ ذاك فازددت عجبا
هي رود الشباب فاترة ُ الطر ف تدرَّى مثل العريش اسلحبا
عقِبُ الُمنْكِبَيْنِ عنْ مسْبَحِ الْقُرْ ب برود اللثات يبرقن شنبا
يشْبعُ الْحِجْلُ والدَّمالِيجُ والسُّو ر بجم يلبسن بالعين طبا
وثقال الأرداف مهضومة ُ الكشـ ـحِ كغُصْنِ الرَّيْحانِ يهْتزُّ رَطبا
إن أمتَّع بها فيا نعمة اللـ ـهِ! وإِنْ يَنْحرِمْ فويْلِي مُحِبَّا!

نــجــم
22-06-2011, 11:34 AM
ولَلموتُ خيرٌ من حياة ٍ على أذى


ولَلموتُ خيرٌ من حياة ٍ على أذى يضيمك فيه صاحبٌ وتراقبه
كأنَّ حياة َ الناس حينَ ضَمنْتَها قذًى في حقوقِ العين مِنّي أُوارِبُهُ
يخُونُكَ ذو القربى مِراراً وربّما وفى لك عند الجهل من لا تقاربه
وقد رابني قلبٌ يكلفني الصبا وما كل حين يتبع القلب صاحبه
وما قادني في الدهر إلا غلبته وكيف يلام المرءُ والحب غالبه
وأحور محسودٍ على حسنِ وجهه يزين السموط نحرهُ وترائبهُ

نــجــم
22-06-2011, 11:35 AM
يزهدني في حب عبدة معشرٌ


يزهدني في حب عبدة معشرٌ قلوبُهم فيها مخالفَة ُ قَلبي
فقلتُ دعوا قلبي بما اختارَ وارتَضى فبالقلبِ لا بالعينِ يبصرُ ذو اللبِّ
وما تبصر العينان في موضعِ الهوى ولا تسمع الأذنان إلا من القلب
وما الحسنُ إلاّ كل حسنٍ دعا الصبا وألف بين العشق والعاشق الصبِّ

نــجــم
22-06-2011, 11:35 AM
يا عبد حيِّ عن قريبْ


يا عبد حيِّ عن قريبْ وتأملي عين الرقيب
وارْعَي وِدَادِي غائباً فلقد رَعَيْتكِ في المغيب
أشكو إِليكِ وإنما يشكو المحب إلى الحبيب
غَرِضاً إليكِ من الْهوى غرَض المريض إلى الطبيب

نــجــم
22-06-2011, 11:35 AM
تود عدوي ثم تزعم أنني


تود عدوي ثم تزعم أنني صديقك ليس النوكُ عنك بعازِب
عدوي الذي آخى عدوي ومن يكن صديق صديقي فهو لي الدهرَ صاحبي
وليس أخي من ودَّني رأي عينه ولكنْ أخي من ودَّني في المصائب
ومن ماله مالي إذا كنت معدماً وما لِي له إِنْ عضَّ دهر بِغَارب
فلا تحمدن عند الرخاء مؤاخياً فقد يُذكر الأخوانُ عند النوائب
فما أنت إلا كيف أنت ومرحباً وبالبذل رواغ كروغ الثعالب

نــجــم
22-06-2011, 11:35 AM
عبدَ إني اعترفت بذنبي


عبدَ إني اعترفت بذنبي فَاغْفري واعدِلي خَطَائِي بحُبِّي
عبدَ لا صبر لي ولستُ فَمَهْلاً قَائِلاً قد عَتَبْتِ في غير عَتْبِ
ولقد قلت حين أنصبني الحبـ ـبُ فأبْلَى جسمي وعذب قلبي
ربِّ لا صبر لي على الهجر حسبي قأقِلْنِي حَسْبِي لك الحَمْدُ حسبي

نــجــم
22-06-2011, 11:35 AM
لا تجعلن أحداً عليك إذا


لا تجعلن أحداً عليك إذا أحببته وهويته ربا
وَصِلِ الْخَليلَ إِذَا شُغفْت به واطْو الزيارة دونه غِبَّا
فلذاك خير من مواصلة ليست تزيدُك عنده قُرْبا
لكن يَمَلُّ ثمَّ تدعو باسمه فيقول هاه وطالما لبى

نــجــم
22-06-2011, 11:36 AM
قل "لحباء": إن تعيشي فموتي


قل "لحباء": إن تعيشي فموتي سَوْف نَرْضَى لَكِ الَّذِي قدْ رضِيتِ
قدْ قَبِلْنا مَا كَان مِنْكِ إِلَيْنَا وَبَرِينَا مِنْ عَيْبِهِ إِنْ بَرِيتِ
حَدِّثِينِي ـ فَقَدْ وَقَعْتُ بِشَكٍّ ـ: أتعمَّدْتِ سُخْطنا أمْ غبِيتِ
يوم تعصين عزمتي في أمورٍ لو تمنيتِ مثلها ما عصيتِ
هلْ تَنقَّمْتِ غَيْر قَوْلِي إِذَا كَان عِثَارٌ وَرَوْعَة ٌ لا شَقِيتِ
إنْ تَكُونِي غَنِيتِ عنَّا فَإنَّا عَنْكِ أَغْنَى ، فيَمِّمِي حَيْثُ شِيتِ
من يرجيك بعد بيع محب كَانَ يَهْوَى بِجُهْدِهِ مَا هَوِيتِ
لم تكوني لتصلحي لودادٍ لِكَرِيم كَحُلَّة ِ الْعَنْكَبُوتِ
قد شبعنا من ودك المر طعماً وَرَوِينَا إِنْ كُنْتِ منَّا رَوِيتِ
لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَ منْ كَانَ وَخْماً لا يَفِي لِلْخَلِيلِ غَيْرُ السُّكُوتِ
ما عتابي أصم لا يسمع الصو تَ وَشَوْقِي إِلَى الْبَغِيضِ الْمَقِيتِ
يَابْنَة َ الْعَامِرِيِّ قَدْ كَانَ عَهْدٌ بَيْنَنَا فِي الْهَوَى ، وَلَكِنْ نَسِيتِ
فاذكري ودنا وذوقي سوانا تذكرينا وتندمي ما بقيت
أو أفيقي من داء ما يصنع الحبُّ بص فطالما قد دويت
لن تنالي بود هذا وهذا سهمة ً في ودادنا ما حييت
كَيْفَ صَبْرِي ـ وأَنْتِ عِنْدِي كنَفْسِي ـ بمكانٍ المباعد الممقوتِ
فَصِليني بِالصَّبْرِ عَمَّنْ لَقِيتِ
أنت ياقوتة ٌ قدرت عليها لا أحِبُّ الشَّرِيكَ فِي اليَاقُوتِ

نــجــم
22-06-2011, 11:36 AM
أعاذل قد نهيت فما انتهيتُ


أعاذل قد نهيت فما انتهيتُ وقد طال العتاب فما انثنيتُ
أعاذل ما ملكت فأقسريني وَمَا اللَّذَّاتُ إِلاَّ مَا اشْتَهَيْتُ
أطيعك ما عطفت علي براً وإن حاولت معصيتي عصيتُ
أعاذل قد كبرتُ وفي ملهى ً وَلَوْ أجْرَيَتُ غَايَتَكِ ارْعَوَيْتُ
لقد نظر الوشاة إلي شزراً وَمِنْ نَظَرِي إِلَيْهَا ما اشتَفَيْتُ
وقالوا : قد تعرض كي يراها وماذا ضرهم مما رأيت
وَمَا كَلَّفْتُهَا إِلاَّ جَمِيلاً ولا عاهدتها إلا وفيتُ
ويوم ذكرتها في الشرب إني إذا عرض الحديث بها اعتديت
شَرِبْتُ زُجَاجَة ً وَبَكَيْتُ أخْرَى فَرَاحُوا مُنْتَشِينَ وَمَا انْتَشَيْتُ
وَمَا يَخْفَى عَلَى النُّدَمَاءِ أنِّي أجيد بها الغناء وإن كنيتُ
وأتبعت المنى بنجاد "ليتٍ" وما يغني عن الطربات "ليتُ"
وَجَارِيَة ٍ يَسُورُ بِنَا هَوَاهَا كَمَا سَارَتْ مُشَعْشَعَة ٌ كُمَيْتُ
يُزَيِّنُ وَجْهُهَا خَلْقاً عَمِيماً وزين وجهها حسب وبيتُ
إذا قربت شفيت بها سقاما على كبدي وإن شحطت بكيتُ
نسجت لها القريض بماء ودي لتلبسه وتشرب ما سقيت
وَدَسَّتْ فِي الْكِتَابِ إِلَيَّ: إِنِّي -وقيتك- لو أرى خللاً مضيتُ
على ما قد علمت جنون أمي وأعين إخوتي منذ ارتديتُ
يَقُولُونَ: انْعَمِي، وَيَرَوْنَ عَاراً خُرُوجِي إِنْ رَكِبْتُ وَإِنْ مَشَيْتُ
وَمِنْ طَرَبِي إِليْك خَشَعْتُ فِيهِمْ كَمَا يَتَخَشَّعُ الْفَرَسُ السُّكَيْتُ
وقد قامت وليدتها تغني عَشِيَّة َ جَاءَهَا أنِّي اشْتَكَيْتُ
تَقُولُ وَدُفُّهَا زَجَلُ النَّوَاحِي إذا أمي أبت صلتي أبيتُ
دَعَانِي مَنْ هَوِيتُ فَلَمْ أجِبْهُ وَلَوْ أسْطِيعُ حِينَ دَعَا سَعَيْتُ
أَلاَ يَا أمَّتَا لا كُنْتِ أمّاً أأمنع ما أحب وقد غليتُ
أمِنْ حَجَرٍ فُؤَادُكِ أَمْ حَدِيدٍ وَمَا يَدْرِي الْعَشِيرُ بِمَا دَرَيتُ
وِمَا تَرْثِينَ لِي مِمَّا ألاَقِي وَإِنَّكِ لَوْ عَشِقْتِ إذاً رَثَيْتُ

نــجــم
22-06-2011, 11:36 AM
تَخَلَّيْتُ مِنْ صَفْرَاءَ، لا بَلْ تَخلَّتِ


تَخَلَّيْتُ مِنْ صَفْرَاءَ، لا بَلْ تَخلَّتِ وَكُنَّا حَلِيفَيْ خُلَّة ٍ فاضْمَحَلَّتِ
تغيبُ أعداء الهوى عن حبيبها وَكَانَ لَهَا رَأيُ النّسَاءِ فَضَلَّت
رَأَتْنِي تَرَفَّعْتُ الشَّبَابَ فَأعْرَضَتْ بِشِقٍّ فَمَا أَدْرِي: طَغْتْ أمْ أدَلَّتْ
وَمَا سُمْتُهَا هُوناً فَتَأبَى قَبُولَهُ وَلَكِنَّمَا طَالَ الصَّفَاءُ فَمَلَّتِ
فَيَا عَجَبَا زَيَّنْتُ نَفْسِي بِحُبِّها وزانت بهجري نفسها وتحلتِ
لَوَتْ حَاجَتِي عِنْدَ اللِّقَاءِ وَأَنْكَرَتْ مواعيد قد صامت بهن وصلت
وَلَوْلا أَميرُ الْمُؤْمِنِينَ سَقَيْتُهَا أوَاماً يُنَاجِينَا لهَا حَيْثُ حَلَّتِ
وما واهن البزلاء مثل مشيعٍ إِذَا قَامَ بالْجُلَّى عَلَتْ وَتَجَلَّت
قعيدك أخْرَى لا تَبيعُ مَوَدَّتِي بودٍّ ولا تخشى إذا ما تولت
فبيني كما بان الشباب إذا مضى وكانت يد منه على فولت
فَقَدْ كُنْتُ في ظلِّ الْعَذَارَى مُرَفَّلاً أحب وأعطي حاجتي حيث حلت
فَغَيَّرَ ذَاكَ الْعَيْشَ تَاجٌ لَبسْتُهُ وطاعة والٍ أحرمت وأحلت
وَنُبِّئْتُ نسْوَاناً كَرِهْنَ تَحلُّمي ولله أوبي أكثرت أم أقلت
إذا أنا لم أعط الخليفة طائعاً يَمينِي فَلاَ قَامَتْ لكَأسٍ وَشَلَّت
لَقَدْ أرْسَلَتْ صَفْرَاءُ نَحْوي رَسُولَهَا لتجعلني صفراء ممن أظلت
فمن مبلغٌ عني قريشاً رسالة ً وأفناء قيس حيث سارت وحلت
بأنَّا تَدَارَكْنَا ضُبَيْعَة َ بَعْدَمَا أغارت على أهل الحمى ثم ولت
وَقَدْ نَزَلُوا يَوْماً بأوضَاحِ كَامِلِ ولأياً بلاي من اضاخ استقلت
فَسَارَ إِلَيْهمْ من نُمَيْر بْن عَامِرٍ فوارس قتل المقرفين استحلت
فما لحقت أهل اليمامة عامرٌ على الخيل حتى أسأرت وأكلت
فَلَمَّا الْتَقَيْنَا زَلَّت النَّعْلُ زَلَّة ً بأقْدَامهمْ، تَعْساً لَهُمْ حَيْثُ زَلَّت
فشك نمير بالقنا صفحاتهم وكم ثم من نذرٍ لها قد أحلت
وَتَرْمِي عُقَيْلٌ كُلَّ عَيْنٍ وَجَبْهَة ٍ وَتَنْتَظمُ الأَبْدَان حَيْثُ احْزَألَّت
وَلَمَّا لَحقْنَاهُمْ كَأنَّا سَحابَة ٌ منَ الْمُلمِعَات الْبرْقَ حينَ اسْتَهَلَّت
صففنا وصفوا مقبلين كأنهم أسود الأشاري استتبلت وأدلت
تركنا على النشناش بكر بن وائل وقد نهلت منها السيوف وعلت
غداة أرى ابن الوازع السيف حتفهُ وقد ضربت يمنى يديه فشلت
وأفلت يمري ذات عقبٍ كأنها حذارية ٌ من رأس نيقٍ تدلتِ
وبالفلج العادي قتلى إذا التقت عليها ضباع الجر بانت وضلتِ

نــجــم
22-06-2011, 11:36 AM
ألا يا خاتم الملك الـ




ألا يا خاتم الملك الـ ذي أملك لو نلته
فؤادي بك مجنونٌ وَلَوْ أسْطيعُ سَلْسَلْتُهُ
وقد أمسكت معرو فك عندي حين أملته
لقد نحيتني عنك بِدَاءٍ منْك حُمِّلْتُهْ
وَمَا بَاتَ شَجيَّ الْقَلْـ مشتاق كما بته
أقَاسي بك تَسْهيداً وَلَوْ أسْطِيعُ حَوَّلْتُهْ
ولا والله لو حملتـ ـني سرَّك مَا خُنْتُهْ
رأيت الصبر عن وجهك لا يلفى وقد رمته
وإني لرقيق القلب للْمَشْعُوف إِذْ كُنْتهْ
أحيّيه وَأدْنيه وَإِنْ لام وإن لمْتهْ
براني حبك المكنو ن فِي الأَحْشاء إِذْ صُنُتهْ
وما ذكرك إلا السحـ ـر أوْ كَالسِّحْر علِّقْتهْ
وأنت الحجر الأسو دُ لَوْ يَخلو لَقبَّلْتهْ
أما ينفعني عند ك قول معجبٌ قلته
وَصَوْمي لَكِ عنْهنَّ وَلَوْلا أنْت ما صُمْتهْ
فَإِنِّي كلَّمَا اشْتقْت إِلى وَجْهك صَوَّرْتهْ
أنَاجي شَبَهاً منْكِ علَى التُّرْب إِذا اشْتَقْتُه
فيا واها له والله وجهاً حين شبَّهته
حبيبٌ خطَّ في التُّرب وما زار وما زرته
لقد فديته ألفاً ولو كلمني زدته

نــجــم
22-06-2011, 11:36 AM
ألا يا كاهن المصر


ألا يا كاهن المصر الذي ينظر في الزيت
تراني عائشاً حتى أرى "عبدة " في البيت
فقال : ادن أرى موتاً ودوراً سابقَ الموت
وقد قالت لنا جا رِيّة ٌ تَعْرِفُ فِي الصَّوتِ
أمِنْ فَوْتِ الْهَوَى تَبْكي فلا تبك من الفوت
سأرقيها فتأتيك وَلَوْ كَانَتْ عَلَى حُوتِ
فقلت: امشي لنا قصداً بِمَا صُمْتِ وَصَلَّيْتِ
فَيَا حُسْناً لِمَا قُلْتِ وَبَشَّرْتِ وَمَنَّيْتِ
إذا هممت بنا كنت مع الهم فأمليت
وإن مال بها النسيا ن ذكرت وسميتِ
وَطَابَ الْعَيْشُ لِي مِنْهَا كَمَا أبْدَتْ وَأبْدَيْتِ
خذي ودي بما أبليتـ ني فيه وأبديت
فقالت :في الذي سقنا إليك الروح من "ليتِ

نــجــم
22-06-2011, 11:36 AM
أ"حبى " فيم خليتُ


أ"حبى " فيم خليتُ وَفِيمَ الْحَبْلُ مَبْتُوتُ
أأدللت بما عندي من الشوق فأقصيت
أتاني بقض ما ألقيت نِ هَارُوتٌ وَمَارُوتُ
فَمَا أمْسَيْتُ حَتَّى صَرَّخَ الْحَيُّ وَسُجِّيتُ
لقد كنت على العينيـ ن والرأس فنحيت
أحبى لو دنت من قلـ بك الرحمة أدنيتُ
إِذَا بَاعَدْتِ أُضْنِيتُ وَإِنْ قَرَّبْتِ عُوفِيتُ
وَعَزَّانِي أَبْو عَمْرو وقدماً عنك عزيت
فَلَمْ أسْمَعْ مِنَ الشَّوْقِ على سمعي فنوديتُ
أمات الشوق أوصالي وَبَعَضُ الشَّوْقِ تَمْويتُ
وأن الدمع منهلٌ وأن القلب مرفوت

نــجــم
22-06-2011, 11:36 AM
وَلاَ أصْبِرُ إِنْ شِيتُ
ألاَ يَا لَيْتَنِي مِنْكِ الذي أعطيت أعطيتُ
وَأعْتَبْتُكِ مِنْ سَوْمِي كما أعتب من سوت
كَأنِّي يَوْمَ لاَقَيْتُـ ك خلف العين مبهوت
كأني ذاك من حبك أوْ أخْرَسُ سِكّيتُ
إِذَا أَزْمَعتُ أنْ أَنْظُرَ الحاجة أنسيت
لقد رحت وما أدري: أسْحْرٌ ذَاكِ أمْ لِيتُ؟
أحبى ليس لي صبرٌ وَإِنْ رَخَّصْتِ لِي جِيتُ
ولا والله ما يصبر في البرية الحوتُ
دعاني لك جنيٌّ مِنَ الْجِنَّانِ عِفْرِيتُ
بِوَجْهٍ زَاهِرِ الْحُسْنِ زهاه الجيد والليث

نــجــم
22-06-2011, 11:37 AM
كأن الروح والريحا

جرى في ماء خديك وفي الأنياب تنبيتُ
كأن القول من فيك لنا در وياقوتُ
إذا أدبرت مات النا س إن قيل لهم: موتوا
أعَادي فِيكِ يَا حُبَّى وَقَبْلَ الْيَوْمِ عُودِيتُ
فَلَمْ أَجْزَعْ وَإنْ كُنْتُ جَزْوعاً حِينَ خُوفِيتُ

نــجــم
22-06-2011, 11:37 AM
مَهْلاً أخِي لَمْ تَلْقَ مَا قَدْ لَقِيتُ


مَهْلاً أخِي لَمْ تَلْقَ مَا قَدْ لَقِيتُ تَكَادُ أنْفَاسِي بِرُوحِي تَفُوتُ
فِي الْقَوْلِ يَأتِيكَ بَيَانُ الْفَتَى وَالْعِيُّ مَا أغْنَاكَ عَنْهُ السُّكُوتُ
مِنْ حِكَمٍ صَمْتٌ فَدَع مَنْطِقاً إِنْ كَانَ خَيْراً لَكَ مِنْهُ الصُّمُوتُ
إِنْ تَجْفُنِي فَإِنِّي امرُؤٌ أصبو وأصبي ربما قد جفيتُ
قل أيها اللائمُ في حبها لم تدر ما ودي ولا ما هويت
سَلمَى هِيَ النَّفْسُ وَهَمُّ الْفَتَى رضيت منها بمقالٍ رضيتُ
مِنْ حُبِّ سَلْمَى عَبْرَتي ثَرَّة ٌ تمنعني النوم ورأيي شتيتُ
قَدْ مُتُّ مِنْ شَوْقَ إِلَى وَجْهِهَا وَلَوْ أرَاهَا فِي مَنَامِي حَيِيتُ
يا حبذا سلمى على بخلها صدت وقلبي هالكٌ مستميتُ
وبالمنهى يوم راح العدى ذَكَّرْتُهَا وَأياً فَقَالَتْ: نَسِيتُ
وَرُبَّمَا رَاحَتْ عَلَى رِقْبَة ٍ تنوي لقائي معها العنكبوت
أيَّامَ مَعْرُوفٌ عَلَيَّ الضَّنَا منها ولولا حبها ما ضنيتُ
لَمَّا رَأتْنِي غَرِقاً فِي الْهَوَى أجرضُ بالموت وحولي كتيتُ
قالت:ثقيل قد دنا موته فقلت: ما كال مريض يموت
تحت يد الله فلا تحزني إن مت من داء الهوى أو بريت
وروقة ٍ بكر يصلى بها حِينَ تُجَلَّى وَيُطَالُ الْقُنُوتُ
جهزتها ليلاً إلى مالكٍ يفوت أجناداً ومن لا يفوت
لَمَّا أَتَتْ قَالَ لَهَا مَرْحَباً فَدَاكِ مَنْ ضُمَّتْ عَلَيْهِ الْبُيُوتُ
بِمِثْلِهَا أَعْطَى الْفَتَى مَالَهُ وَمَالُ ذِي الْوَفْرِ مَعَاشٌ وَصِيتُ
عندي لمن زفك طول الغنى من نائل يبقى له ما بقيت
من طعم الله المحيا به بلج المحيا أيريحي زميتُ

نــجــم
22-06-2011, 11:57 AM
يَا مَنْظَراً حَسَناً رَأيْتُهْ


يَا مَنْظَراً حَسَناً رَأيْتُهْ من وجه جارية فديته
لَمَعَتْ إِلَيَّ تَسُومُنِي لعب الشباب وقد طويته
وتقول : إنك قد جفو تَ وَكُنْتَ لِي شَجَناً حَوَيْتُهْ
فأريد صرمك تارة ً وَإِذَا ارْعَوَى قَلْبِي نَهَيْتُهْ
وَأرَى عَلَيْكَ مَهَابَة ً وَيَحِلُّ ذَنْبُكَ لَوْ بَغَيْتُهْ
ثم اعتذرت من الصدود فمَا سخطْت وما ارتَضَيْتُهْ
يا سلم طاب لك الفؤا د وعزَّ سخْطكِ فَاحْتَمَيْتُهْ
والله رب محمدٍ ما إن غدرتُ ولا نويته
أمسكت عنك وربما عرَض البلاء ومَا بغيْتُهْ
إِنَّ الْخَلِيفة قَدْ بغى وَإِذَا أبى شيْئاً أبَيْتُهُ
ومخضبٍ رخص البنا ن بكى علي وما بكيته
ودَعانِيَ الرَّشأُ الْغرِ يرُ إِلى اللِّعابِ فما أتيتُهْ
ولقد أخذتُ من الصفا مَا فِي الضَّمِيرِ وقدْ لويْتُهْ
ويشوقني بيْت الْحَبِيب إِذا غدوْت، وأيْن بيتهْ
قام الخليفة دونه فصبرت عنه وما لقيته
ونَهَانِيَ الْملك الْهما م عنِ النِّسَاءِ وما عصيْتُهْ
لا بلْ وفيْتُ وَلمْ أضِعْ عهداً ولا وأيا ً وأيته
وأنا المطل على العدى وإِذا غَلا عِلْقٌ شريْتهْ
أصفي الخليل إذا دنا وإذا نأى عني رأيته
وأميل في أنس النديم مِنَ الْحَيَاء وما اشْتَهَيْتهْ
حال الصَّفاء عَلى الصَّفا ءِ وَلَمْ يَكنْ عوداً بَرَيْتُهْ
فالأمر غير مقصرٍ لو خفت صاحبي اتقيته

نــجــم
22-06-2011, 11:57 AM
أراني قد تصابيت


أراني قد تصابيت وقد كنت تناهيت
تولى سقمي حتى إِذَا قُلتُ تعلّيْتُ
دَهَانِي نُكُسُ الْحُبِّ بما قد كنت سديت
فَلَمْ أبْقِ عَلَى النَّفْسِ وَلَوْ أسْطِيعُ أبْقَيْتُ
أنَاجِي كُلَّمَا أصْبَحْتُ جدواها وأمسيت
وفيمَ أنَا مِنْ عَبْدَ ة َ لَوْلاَ مَا تَرَجَّيْتُ
تَأَنَّى نَظَرِي فِيهَا مليا وتأنيتُ
فَلَمَّا لَمْ أنَلْ حَظّاً بِمَا رُحْتُ وَغَادَيْتُ
تَفَرَّدْتُ بِمَا أبْدَيْتُ مِنْ حَقِّي وَأخْفَيْتُ
كَذِي الْوَحْدَة ِ نَحَّانِي هواها فتنحيت
عَدَتْ عَبْدَة ُ فِي الْهَجْرِ وَفِي الْحُبِّ تَعَدّيْتُ
وعزم لا يواتيني عَزاءً لَوْ تَعَزَّيْتُ
وَلَكِنْ غَلَبَ الْحُبُّ عَزَائِي فَتَمَادَيْتُ
تعاطيت هوى عبد ة َ يَأبَى مَا تَعَاطَيْتُ
هوى بالمنظر الأبعد إلا ما تمنيتُ
ومن أغرب من حاولـ فِي الأَمْرِ وَقَاسَيْتُ
خليل رأيه النأي ورأيي لو تدنيت
ألا يَا لَيْتَنِي أدْرِي وَمِنْ شَرِّ الْمُنَى «لَيْتُ»
أتوفي بالذي قالت كَمَا قُلْتُ فَأوْفَيْتُ
فَقَدْ أشْفَى بِي الْحُبُّ عَلَى الحَتْفِ فَـأشْفَيْتُ
ولو قد يئست نفسي من البذل لأوديت
وَقَوْمٌ زَعَمُوا أنِّي مِنَ الشَّكِّ تَخَلَيْتُ
فأقسمت لهم ألا ولكني تجافيت
ولو يتركني الحب لقد صمت وصليت
كِلاَ الْمَيْتِ وَإِيَّانَا كما لاقى ولاقيت
فما صاحبي الحي ولكن صاحبي الميت
كَأنْ قَدْ فِقْتُ مِنْ وَجْدٍ بِهَا يَوْماً فَقَضَّيْتُ
ولو يشهدني ذو ثـ قتي بعد لأوصيتُ
وحي من بني عمرو رآني قد تصديتُ
فَقَالُوا لِي ألاَ تَجْلِسُ إِذْ زُرْتَ فَحَيَّيْتُ
وَمِنْ عُجْبٍ بِعَبَّادَ ة قد أعجبني البيت
يَكُنْ مَا لاَ يُرَائِينِي إِذَا الْوسْوَاس نَاجَيْتُ
وإني كلما شئتُ بِمَنْ أهْوَى تَعَلَّيْتُ
فَحَدَّثْتُهُمْ أَنِّي عَلَى الرَّجْعَة ِ آلَيْتُ
وَلاَ أَجْلِسُ فِي الْمَجْلِسِ س إلا ما تمسيتُ
أعَبَّادَة ُ لَوْ تَنْسَا ك نفسي لتناسيت
وَلَوْ كَانَ التَّرَاخِي عَنْكِ ك يلهيني تراخيت
تحليت بهجراني وبالحب تحليتُ
وما زلت بنا حتى بَكَتْ عَيْنِي وَأبْكَيْتُ
أثيبيني بما أتعـ بت نفسي وتعنيت
فقد آثرك القلب عَلَى مَنْ كُنْتُ آخَيْتُ
فمن حاربت حاربتُ ومن صافيت صافيتُ

نــجــم
22-06-2011, 11:57 AM
يا سلم إن الرزق جم وقوت


يا سلم إن الرزق جم وقوت وَلَيْسَ بَعْدَ الْقَوْلِ إِلاَّ السكُوتْ
يا سلم نفسي بك مشغولة ٌ شغل وداد دام لي ماحييت
لا أشْتَهِي السَّلْوَة َ إِنِّي امْرُؤٌ زينت نفسي بهوى من هويت
لاَقَيْتُ مِنْ حُبِّكِ جَهْدَ الْهَوَى لله دري في الهوى ما لقيت!
دفنتني حيا ولا ذنب لي والحي لا يدفن حتى يموت
فاقْضِي بِمَا شِئْتِ عَلَى عَاشِقٍ قلبي مقر ولساني صموت
بل أيها العاذل في حبها يَجْرِي وَلاَ يَدْرِي، كَذَاكَ الْمُقِيتْ
لم تدر ما حبي وعذبتني وَالشَّوْقُ قَدْ كَادَ بِرُوحِي يَفُوتْ
في مجسديها ظبي برية ٍ قلبي عليها هالك مستميت
أصْبَحْتُ ظَمآنَ إِلَى وَجْهِهَا شَوْقاً وَلَوْ أُسْقَى بِفِيَها رَوِيتْ

نــجــم
22-06-2011, 11:57 AM
مِنْ أَبِي هِشَامٍ يَا رِجَالُ قَصِيدَة ٌ


مِنْ أَبِي هِشَامٍ يَا رِجَالُ قَصِيدَة ٌ تبكي لها الفتيان والفتيات
كُتِبَتْ بِمَا جَرَتِ الدمُوعُ فَصُلّيَتْ أبَداً عَلَى مَنْ قَالَهَا الصَّلَوَاتُ
من داخل الشوق الدخليل إلى التي فِيهَا تَرُوحُ لِعَيْنِهِ الْعبَرَاتُ
ففؤاده طراً يعيش بذكرها ويموت حين تطله الزفرات
شوقاً إلى صنم العراق فعينه قَدْ وُكِّلَتْ بِمَنَامِهَا الْيَقَظَاتُ
ما من جميلة معشر إلا لها أخت تعد وما لها أخوات
لا الشمس تقشرها ولا قمر الدجى وَهَمَا اللَّذَانِ إِلَيْهِمَا المَثُلاَتُ
قل للغواني إن قتلت من الهوى فلكن من عدوى دمي برآت
سَقْمِي عُبَيْدَة ُ إِنْ سَقُمْتُ وَصِحَّتِي ولها تطيب لنفسي الخلوات
يَا عَبْدَ أقْسِمُ بِالَّذِي أنَا عَبْدُهُ وله المقام وما حوت عرفات
لاَ أصْطَفِي أبَداً سِوَاكِ خَلِيلَة ً فثقي بذلك والكرام ثقات
ولو أنني في الترب ثم دعوتني لَبَّيْتُ صَوْتَكِ وَالْعَظَامُ رُفَاتُ
فإذا ذكرتك يا عبيد تقطعت نفسي عليك وعادني حسرات
طُوبَى لِمَنْ يُمْسِي وَأنت ضَجيعُهُ قد عجلت لضجيعك الحسنات

نــجــم
22-06-2011, 11:58 AM
قل "لحبى " قربيني


قل "لحبى " قربيني انت نفسي وحياتي
وَهُمُومِي حِينَ أغْدُو وحديثي في صلاتي
«حُبَّ» إِنَّ الْبُخْلَ شَرٌّ ليس من فعل السراة
فَصِلينِي أوْ دَعِينِي نصبا للزائرات
"حب" لو شئت التقينا مجلسا قبل الممات
فَأعَشْنَاكِ وَعِشْنَا بهنات وهنات
قَدْ تَصَبَّرْتُ وَلَكِنْ لَيْسَ صَبْرِي بِمُوَاتِي
وتذكرتك في الحي ففاضت عبراتي
وَتَنَاسَيْتُ لأَنْسَى فاعتراني كالسبات
وَبَدَا لِي مَلَكُ الْمَوْ ت يغشيني وفاتي
إِنَّ «حُبَّى » سَحَرَتْنِي بالأمامني والعدات
بدلالاٍ وحديث مثل تنوير النبات
ولها عين وثغر مِنْ كِبَارِ الْفَتَنَاتِ
وجمال ودلال مثل دل القاصرات
أنَا مِمَّنْ عَذَّبَ اللَّهُ ه بحبى والوشاة
فعلى "حبى " عويلي وإلى الله شكاتي

نــجــم
22-06-2011, 11:58 AM
ألاَ يَا اسْقِيَانِي بِالرَّحِيقِ، فَنِيتُ


ألاَ يَا اسْقِيَانِي بِالرَّحِيقِ، فَنِيتُ ولو بقيت "حبى " لنا لبقيتُ
أرى سقمي يزداد من أم مالكٍ وَلَوْ ذُقْتُ يَوْماً رِيقَهَا لَبَرِيتُ
أَظَلُّ كأنِّي شارِبٌ سُمَّ حيَّة ٍ ويْعَتادُنِي الْوسْواسُ حِين أَبِيتُ
فسبحان ربي لا جلادة بعدما جريْتُ وأَبْلانِي الْهَوَى فَبلِيتُ
ظمئت فلم أظمأ إلى برد مشربٍ ولكن إلى وجه الحبيب ظميت
وقَدْ وعدتْنا نائِلاً ثُمَ أَخْلَفتْ وقالت لنا يوم الفراق : نسيتُ
فَما إِنْ سَقَتْنَا شرْبة ً مِنْ رُضَابِها ولو فعلت مات الهوى ورضيت

نــجــم
22-06-2011, 11:58 AM
فَتَاتَيْ نَدِيمِي غنيا بِحَيَاتِي


فَتَاتَيْ نَدِيمِي غنيا بِحَيَاتِي وَلا تَقْطَعَا شَوْقِي وَلا طَرباتِي
يُكلّفُنِي مَوْلاكُمَا الْكَأسَ غَادِياً وَكَيْفَ أطِيقُ الْكأسَ وَالْعَبَرَاتِ
فقلت له :يكفيك ما قد أصابني مِن الْحُبِّ في نَوْمِي وِفَي يَقَظَاتِي
وَمَا كُلُّ مَا حَمَّلْته النَّفْس بَالِغاً رضاك ولا كل الخطوب تواتي
فلا تسقني أصبحت من سكرة الهوى أَمِيدُ، ألاَ حسْبِي مِن السَّكَرَاتِ
ذكرت حبيبي فاستهلت مدامعي وفي الدمع أشغال عن النشوات
لقْد قُلْتُ لِلْعَيْنِ المرِيضَة ِ بِالْهَوى : أَفِيقِي وَإِنْ لَمْ تَفْعَلِي فَأساتِ
وعزَّيْتُ نفْسِي عنْ عُبيْدة بِالرُّقى لتسلى وما تسلى عن الرقيات
فما أَعْتَبتِني الْعَيْنُ مِنْ فَيْضِ عبْرَة ٍ ولا يرعوي قلبي إلى دعوات
وإني لأهواها وإن كنت كاذباً فَلاَ رُفِعتْ فِي الصَّالِحِينَ صَلاَتِي
تَقطَّع قلْبِي زَفْرَة ً بعْد زفْرة ٍ عليها وما صبري على الزفرات؟
وأحجب زواري اغتباطاً بخلوة ٍ وما كنت أهوى قبلها خلواتي
وأضْمرُهَا فِي النَّفْسِ حتَّى كَأنَّمَا أكلّمُهَا بيْنِ الْحَشَا وَلَهَاتِي
وجارِيَة ٍ فِي مُقْلتيْهَا لِنَاظِرٍ دواء وداء غير أم عدات
دسسْتُ إِلَيْهَا مَنْطِقِي، وَكَسَوْتُهَا مَنَاسِبَ مِثْلَ الْوَشي فالْحِبَرَاتِ
فجاءت ثقال الردف مهضومة الحشا وَكَالشَّمْسِ لاتُلْفَى إِلَى أخَوَاتِ
رأت خللاً بين الهيون فأقبلت على خوف أعداءٍ وخوف ولاة
وقالت لتربيها: فقا دون حاجة ٍ لَنَا عِنْدَ أمْثَالِ الْمَهَا خَفِرَاتِ
فَإِنكُمَا إِنْ تُعْرَفَا تُزْرِيَا بِنَا وَبَعْضُ الْهَوَى يُرْتَادُ بِالْخَلَوَاتِ
فَلَمَّا الْتَقَيْنَا ضِقْتُ ذَرْعاً بِمَا أرَى وَألْقَى عَلَيْهَا مَعْشَقِي شُبهَاتِي
فَقلْتُ لِنَفْسِي: الشّمْسُ جَلَّتْ لِنَاظِر أم الْبَدْرُ يُجْلَى فِي قِنَاعِ فَتَاة ِ
فَلَمْ تَرَ عَيْنِي مِثْلَ عَيْشٍ سَرَقْتُهُ ولا مثل حسادي على السرقات
وَمَا كَانَ إِلاَّ مَأخَذِي بِيَمِينِهَا وَعَضُّ بَنَانٍ كُنَّ مِنْ فَتَنَاتِ
وَمَوْضِعُ كَفٍّ خُضِّبَتْ لِلِقَائِنَا على كبد مجنونة الهفوات
فَلَوْلاَ التُّقَى رَاحَتْ وَرُحْتُ عَشِيَّة ً نَعُدُّ هَنَاتٍ بَيْنَنَا وَهَنَاتِ
فَيَا مَجْلِساً أبْقَى لِقَلْبِكَ ذُكْرَة ً على عدواء الشوق راديات
إذا شئت أبكاني الحمام بصوته وَهَاجَ عَلَيَّ الشَّوْق طُولَ سُبَاتِي
وَعِنْدَ وَلِيَّ الْعَهْدِ شَافٍ مِنَ الْجَوَى فَرُوحَا عَلَيْهِ ذُكْرَة ً بِشَكَاتِي
لَعَلَّ أمِينَ اللّه مُوسَى بْنَ أَحْمَدٍ يذوق لنا كأساً من السلوات
هُوَ الْمَلِكُ الْمَأمُولُ وَالْقَائِمُ الذي يُؤَلِّفُ بَيْنَ الذِّئْبِ وَالنَّقَدَاتِ
من المطعمين المنعمين نعدهُ لِيَوْم لِقَاء أوْ لِفَكِّ عُنَاة ِ
يقوم بأفعال النبي وقوله كَوَحْي ابْنِ بَيْضٍ فِي صَفَاءِ صِفَاتِ
إذا فزعت يوماً لؤي بن غالبٍ رمى دونهم بالخيل معترضاتٍ
وإن دهموا في مأزق قام دونهم كَمَا قَامَ جَارِي النَّبْلِ دُونَ نُبَاتِ
على ملكه ضمت قريش وأفرطت قبائل من ود له وعداة
مصيخين من وقع السيوف كأنهم خراب تلوذ من صقور فلاة
فَقُلْ لِلَّذِي يَرْجُو الْخِلاَفَة َ بِالْمُنى : تَنَحَّ لمِوسَى صَانِع الْحَسَنَاتِ

نــجــم
22-06-2011, 11:58 AM
قل لفرخ الزنجي : لا تشك ليثاً


قل لفرخ الزنجي : لا تشك ليثاً وَتَعَوَّذْ مِنْ شَرِّهِ مَا اسْتَطَعْتَا
إن ليث القصباء لاقيك فارجع فِي حِرٍ جِئْتَ مِنهُ وَاسْتَأنِ سَكْتَا
لوعرفت الرئبال يابن خليقٍ لَتَنَصَّفْتَ وَجْهَهُ وَاسْتَخَرْتَا
كان قد نام عن أذاك فآديت على رأسه فذق ما صنعتا
كان لقط النوى ألذ وأشهى من قريض يفت رأسك فتا
لَمْ أشَفِّعٍ فِيكَ الرِّجَالَ، وَلَوْ عَا شَ أخُوكَ الْقَوَّاسُ شَفَّعْتُ رَتَّا
لِنَسَاءِ الزِّنْجِيِّ فِيمَنْ يُصَلِّي صدقات فضحن بنتاً وأختا
وَعَلَى وجْهِكَ الْمُحَتَّتِ سِمَا خبرتنا عن استه خبث استا

نــجــم
22-06-2011, 12:11 PM
ذر خلتا ذر خلتا


ذر خلتا ذر خلتا يابن خليق قد أتا
ذر خلتا ذر خلتا هَلْ لَكَ فِي أنِّي فَتَى
ذر خلتا ذر خلتا عَرْدٌ إِذَا قَاَم عَتَا
ذر خلتا ذر خلتا سُخْنٌ إِذَا جَاءَ الشِّتَا
ذر خلتا ذر خلتا فعلت فيك القلتى
ذر خلتا ذر خلتا قال :متى قال : متى
ذر خلتا ذر خلتا فَتَّتَ قَلْبِي فَتتَا

نــجــم
22-06-2011, 12:11 PM
يا صاح قل في حاجتي:


يا صاح قل في حاجتي: أذكرتها فيما ذكرتا
أو لا ترى أن العدا تِ إِذَا الْتَوَيْتَ بِها ذُمِمْتَا
وشح لبانة صاحبٍ واذكر بها ما كنت قلتا
إن السراح مع السما حِ إِذا شَقَيْتَ بِمَا طَلَبْتَا
والوعد من دين الكرام فَمَا تَرَى فيما وَعَدْتَا
أسهل مطالع حاجة ٍ قصد اللسان بها وجرتا
المال أهون هالكٍ والحمد أنفع ما استطعتا
وَمِنَ الْعَجَائِبِ أنَّ مَا مَنَّيْتَنِي ثُمَّ انْقَلَبْتَا
وَبَعَثْتَ وَأيَة َ كَاذِبٍ وَإِذَا وَأيْت لنا كذبْتَا
فأراك تتبع ما يذم ولا تعيج بما حمدتا
إن كان في الخطل الصوا بُ فقدْ أصَبْتَ وَمَا عجزْتَا

نــجــم
22-06-2011, 12:27 PM
هام قلبي باللواتي


هام قلبي باللواتي هنَّ دَائِي وَشَقَاتِي
ذَهَبَتْ نَفْسِي إِلَيْهِنَّ بِقَلْبِي حَسَرَاتِ
ولقد قلت لراجٍ رَاحَتِي بِالرُّقَيَات
إنما تيم قلبي بقرٌ في الحجلاتِ
مثْلُ «عَبَّادَة َ» فِيهِنَّ فَتَاة ُ الْفَتَيَاتِ
بِهَوَاهَا طَالَ لَيْلِي وبها طالت شكاتي
أَكْثَرتْ فِي الْقُرْبِ خُلْفِي وَعَلَى النَّأْي عِدَاتِي
ما الذي منتك إلا نَظْرَة ٌ فِي الْخَطَرَاتِ
أمسكت نفسي عليها بعد ما ملت لهاتي
وَلَقَدْ أغْرَى «بِعَبَّا دة " قول القائلات:
اسْلُ عَنْ «عَبْدَة َ» قَدْ انْزَفْتَ فِيهَا الْعَبَرَاتِ
ولقد أيقن أني لاَ أطِيعُ الْعَاذِلاَتِ
تيمتني إذ تهادت فِي ثَلاَثٍ تَائِبَاتِ
بتهادي مرجحنٍّ مِثْلَ مُهْتَزِّ الْقَنَاة ِ
وَاعْتِدَالٍ فِي قَوَام فوق نعت الناعتات
وبخد خد شمس طَالَعَتْ مِنْ مُزُنَاتِ
وبعيني بقر في بقر أو جؤذرات
وبجيد جيد ريم يَرْتَعِي حُرَّ النَّبَاتِ
وَبِذِي طعْمٍ شَتِيتِ بَارِدٍ عذْبِ اللِّثاتِ
طَعْمُهُ مِنْ ذَوْبِ شُهْـ ـد شِيب بِالْمَاء الْفُرَاتِ
يصف الجارات منه نَفْحَة َ الْمِسْكِ الْفُتَاتِ
عِظَتِي فِيهَا رُوَيْداً قد مللت الواعظات
لاَ أطِيعُ النَّاسَ فِيهَا أبَداً حَتَّى الْمَمَاتِ
تلك أسقامي وبرئي مِنْ سَقَامِي لَوْ تُوَاتِي
ومنى نفسي وهمي فِي مَقِيلِي وَبَيَاتِي
وَنَعيمِي حِينَ أغْفِي وَشِفَاءُ الْيَقَظَاتِ
والتي أمسي وأغدو فِي عَشِيٍّ وَغَدَاة ِ
ذاهب اللب إليها معلناً بالزفرات
فَإِذَا قُمْتُ أصَلِّي عرضت لي في صلاتي
ليتني أعطيتُ منه لَيْلَة ً فِي حَسَنَاتِي
وَكَأنِّي مِنْ هَوَاهَا بِبُكَاءٍ وَصُمَاتٍ
فَاشْفِنِي بِالصَّبْرِ مِنْهَا يَا مُجيبَ الدَّعَوَاتِ
اوْ أَذِقْهَا يَوْمَ عَنِّي كُرْبَة ً مِنْ كُرُبَاتِي
بَلَغَتْ بِي مِنْ هَوَاهَا فوق ما سر عداتي
صَاحِ أوصيكَ إِلَيْهَا ثِقَة ً فَاحْفَظْ وَصَاتِي
قل "لعبادة " ردي بعض خزني وأذاتي
"عبد " أصبحت حياتي فَصِلِيني يَا حَيَاتِي
أغْلِقِي عَنِّي بِوَصْلِ بَابَ سُقْمِي وَأذَاتِي
وَإِذَا مَا مِتُّ فَابْكِي لطفا في الباكيات
لاَ تَكُونِي مِثْلَ أخْرَى تَتَجَنَّى جَفَوَاتِي
فلقد أصفيتك الشـ عر برغم الحاسدات

نــجــم
22-06-2011, 12:28 PM
خَلِيلَيَّ عُوجَا بِي عَلَى طَرَبَاتِي


خَلِيلَيَّ عُوجَا بِي عَلَى طَرَبَاتِي فوالله لا أنسى الحبيب حياتي
وَمَا ذُقْتُ طَعْمَ النَّوْم مُذْ مَسَّنِي الْهَوَى ولا الكأس إلا ماؤها عبراتي
ودَارَتْ صَبَابَاتُ الْهَوَى بِمَسَامِعِي كما درا مخمور من النشوات
لقد تركتني من هواها كأنني «هَبَنَّقَة » الْقَيْسِيُّ ذُو الْوَدَعَاتِ
دَعَاهَا الْهَوَى وَالْحُبُّ نَحْوِي فأرْسَلَتْ: عَليْكَ سَلاَمُ اللّه فِي الْبَرَكَاتِ
تلاعب أتراباً كأن عيونها غَدَاة َ الْتَقَيْنَا أعْيُنُ الْبَقَرَاتِ
حَلَفْتُ بِمَنْ حَدَّ الْمُلَبُّونَ بَيْتَهُ وَبالْخَيْفِ وَالرَّامِينَ لِلْجَمَراتِ
لتقبيل خديها ومص لسانها ألذ من الباكين في عرفات

نــجــم
22-06-2011, 12:29 PM
أتوب إليك من السيآ


أتوب إليك من السيآ ت وأستغفر الله من فعلتي
تَنَاوَلْتُ ما لم أُرد نيله على جهل أمري وفي سكرتي
وواللّه واللّه ما جئتُه لعمْدٍ وما كان من همتي
وإِلا فمُتُّ إِذنْ ضائعاً وعذبني الله في ميتتي
فمن نال خيرا على قبلة فلا بارك الله في قبلتي

نــجــم
22-06-2011, 12:29 PM
أخداش أنت ابن الثلا


أخداش أنت ابن الثلا ثَة لَيْسَ فَوْقَهُمُو ثَلاَثَهْ
ليزيد بن مخلدٍ ثُمَّ الْمُهَلَّبِ ذِي النَّبَاثَهْ
بِهُمُو تَفَرَّعْتَ الْعُلَى ونزلت من بلد دماثه
النَّازِلينَ عَلَى الْمنِيَّة ِ سيوف لهم حثاثه
قوم أحلوك الذرى وبنوا بناءك في الدماثه
فالضامنين لجارهم وَلِكُلِّ مُنْتَجِعٍ غِيَاثهْ
ركب لعيدان الملو كِ، عنِ الْمَكَارِمِ غَيْرُ رَاثَهْ
ذهبوا وحزت تراثهم وَالْمَرْءُ مُصْطَنِعٌ تُرَاثَهْ
فاحْرُثْ حِرَاثة وَالِد كان السماح له حراثه
ودع الملاَثَة َ إِنَّهُ داء على النجح الملاثه
تمِّمْ بِفضْلِ يدٍ يداً

نــجــم
22-06-2011, 12:29 PM
يا "سلم" هل قيمكم ماكث


يا "سلم" هل قيمكم ماكث وهل لغادي من غد رائث
قد بلغت نفسي مدى حبها وَزادَنِي وجْداً بِكِ الْحَادث
يا "سلم" إني ملال الهوى في نصبٍ يفري ويستأنث
كَيْدٌ مِنَ الْخُرْطُومِ يُضْحِي بِهِ كأنما يبعثه باعث
يا " سلم" رجعاك بميت الهوى كما تميت الحية النافث
أَقُولُ لِلنَّاي وقَدْ مَثَّهُ: أَصْغِنْ بِمَا ضَنَّ بِهِ الْمَائِثُ
يا حُسْنَ سَلْمَى حِينَ يَحْدُو بِهَا لاَ عَجِلُ السَّوْقِ وَلاَ رَائِثُ
بَيْضَاءُ صَفْرَاءُ قَضَافِيَّة ٌ وَإِنما يَشْفَى بِهَا الْبَاحِثُ
تُمِيلُ شِقَّيْهَا إِذَا مَا مَشَتْ كأنما يخنثها خانث
تِلْكَ الَّتِي لَوْ نِلْتُهَا وَالْهَوَى وَالسُّقْمُ بَينَ الأَضْلُعِ الآرِثُ
كأنما في كبدي قرحة ٌ مِنْ حُبِّهَا يَفْرِثُهَا فَارِثُ
لو ذقتها يقظان أو نائماً عشت ولم يكرثني الكارثُ
وصاحب كالسيف جردتهُ لا ماذق وداً ولا ناكثُ
مِنَ الْمُمِيتِينَ هُمُومَ الْفَتَى يعبث في معروفه عابث
لاَ يَعْبُدُ الْمَالَ وَيُبْكِي الْعِدَى بالخيل لا وانٍ ولا لائثُ
صحبته في الملك أو سوقة ٍ «فِي مُذْهَبٍ حَدَّادُهُ بَاحِثُ»
لَمَّا رَآنِي جِئْتُهُ زَائِراً بالمحض لا يغلثه غالث
كسا وأعطى من ذرى ماله بَعْثاً وَلاَ يُبْقِي لَكَ الْبَاعِث
وَعَجْرَدٌ يَنْزُو عَلَى أمِّهِ خِنْزيرَة ٌ يَرْغَثُهَا رَاغِثُ
كَأنَّهُ حِينَ تَصَدَّى لَهُ طالب عرفٍ أسد شارث
وكيف يؤديك على طائلٍ من لا يصلي إنه طامث!
يا بن شبيرى أنت علج القا طير ومنك الخبث الخابث
لما تعبثت بعبثت بي والليث لا يلهو به العابث
وَكُنْتَ كَالْبَاحِثِ عَنْ مُدْيَة ٍ

نــجــم
22-06-2011, 12:29 PM
أصبحت من كأس تغبقتها بَعْدَ كِئَاسٍ مَرُّهَا دَالِثُ
كأن في رأسك ذا آمة أو دب فيه شبث شابث
هَلاَّ عَلَى أمِّكَ يَوْمَ الرَّجَا حَامَيْتَ وَالْجَوْنُ بِهَا لاَهِثُ
سامى برجليها وطابت لهُ عَجْزَاءَ مِنْهَا الأَنَثُ الآنِثُ
كأن أيراً في استها في استهِ يخفى ويبدو أجردٌ نابث
ووالثٍ عهداً لنا عنده ثم انثنى عن عهده الوالث
كَأنَّمَا لَمْ يَكُ وُدِّي لَهُ وَالنُّصْحُ لاَ عَرُّ وَلاَ وَاعثُ
ضَيَّعَ حَرْثِي رَجُلٌ هَالِكٌ مُوقاً، وَنِعْمَ الْحَرْثُ وَالْحَارِثُ
يَا حَارِثُ الْمَهْرِيُّ أنْتَ امْرُؤٌ شبعان لا يحمدك الغارث
كَأنَّ مَنْ يُعْنَى بِتَضْبِيعِهِ رأس يتيم قملٌ شاعث
أنْكَرْتَنِي حِينَ عَرَفْتَ الْغِنَى أفٍّ وتفٍّ لك يا حارث
فاشرب بكأسيك ولا تسقني عما قليل يورث الوارث
آلَيْتُ أرْضَى بِالَّذِي سُمْتَنِي أو يبعث الموتى لنا باعث

نــجــم
22-06-2011, 12:30 PM
تحمل الظاعنون فادلجوا


تحمل الظاعنون فادلجوا وَالْقَلْبُ مِنّي الْغَدَاة َ مُخْتَلجُ
بانوا بخودٍ كأن رؤيتها بَدْرٌ بَدَا وَالظَّلاَمُ مُرْتَهِجُ
غَرَّاءُ رَيَّا الْعِظَام آنِسَة ٌ مكسورة العين زانها دعج
يا ويح نفسي أما لنا أبداً مِنْ حُبِّهَا سَلْوَة ٌ وَلاَ فَرَجُ
إن يك أمسى الغيور حصنها وَغَيَّرَتْها الشَّهُورُ وَالْحِجَجُ
فَقَدْ لَهَوْنَا فِي ظِلِّ .. والدهر فيه القوام والعوج
وَلَوْ تَرَانَا مَعَ الْجِلاَءِ إِذاً بدا لعينيك منظرٌ بهج
يا حسنها إذ تقول مازحة ً وَنَحْنُ فَوْقَ السَّرِيرِ نَعْتَفِجُ
لقد حرجنا وهي معانقتي تلثمني والصباح منبلج
فقلتُ : يا منيتي ويا سكني ما في عنا وقبلة ٍ حرج!

نــجــم
22-06-2011, 12:30 PM
قل لسعدى : تحرجي


قل لسعدى : تحرجي وجِّهِينِي لِمخْرجِي
لا تكُونِي عَلَيَّ كالنَّفْسِ نـفس إن تنه تلجج
مِنْكِ طَيْفٌ يزُورُنِي ويرى كل منهج
فَإِلَى اللّه مُشْتَكَا ي من الهائم الشجي
غرني منك وافد بِالْحَدِيثِ الْمُلَهْوَجِ
فعديني ثم انجزي أنَا خَاشٍ وَمُرْتَجِي
وَكَأنِّي سُلِبْتُ نَوْ مِي بِسِحْرِ الْمُهْيَجِ
وَمَتَى تَذْكُرِي الصُّدُو د أعول وأنشج
أنْت هَمِّي فِي مَجْلِسي ومقيلي ومدرجي
فاذكري ليلة الخميـس لساني الملجلج
وَوُقُوفِي خَلْفَ الرِّيَا ح بليل مدجج
ومسيري إليك من بَحْرِ لَيْلٍ مُلَجَّجِ
أرقب البدر كي أرى وَجْهَ بَدْرٍ مُتَوَّجِ
فَالْتقَينَا عَلَى الْعِتا ب ننادي وننتجي
وَابْنُ سَلْمَانَ سَاقِطٌ كَالْحِمَارِ الْمُوَدَّجِ
لا يراني وقد أرى وجهه غير أبلجِ

نــجــم
22-06-2011, 12:30 PM
"خشاب" هل لمحبٍّ عندكم فرجُ


"خشاب" هل لمحبٍّ عندكم فرجُ أو لا فإني بحبل الموت معتلج
لَوْ كَان مَا بِي بِخَلْقِ اللَّه كُلِّهِمُ لاَ يَخْلُصُونَ إِلَى أَحْبَابِهِمْ دَرَجُوا
لِلْهَجْرِ نَارٌ عَلَى قَلْبِي وَفِي كَبِدي إِذَا نَأيْتِ، وَرُؤْيَا وَجْهِكِ الثَّلَجُ
كأن حبك فوقي حين أكتمه وَتَحْتَ رِجْلَيَّ لُجٌّ فَوْقَهُ لُجُجُ
قَدْ بُحْتُ بِالْحبِّ ضَيْقاً عَنْ جَلاَلَتِهِ وَأنْتِ كالصَّاعِ تُطْوَى تَحْتَهُ السُّرُجُ
خشاب جودي جهاراً أو مسارقة ً فَقَدْ بُليتُ وَمَرَّتْ بِالْمُنَى حِجَجُ
حَتَّى مَتَى أَنْتِ يَا خُشَّابَ جَالِسَة ً لا تُخْرُجِينَ لَنَا يَوْماً وَلاَ تَلِجُ
لَوْ كُنْتِ تَلْقِينَ مَا نَلْقَى قَسَمْتِ لَنَا يوماً نعيش به منكم ونبتهج
لاَ خَيْرَ فِي الْعَيْشِ إِنْ كُنَّا كَذَا أبَداً لاَ نَلْتَقِي وَسَبِيلُ الْمُلْتَقَى نَهَجُ
مَنْ رَاقَبَ النَّاسَ لَمْ يَظْفَرْ بِحَاجَتِهِ وَفَازَ بِالطَّيِّبَاتِ الْفَاتِكُ اللَّهِجُ
وقد نهاك أناس لا صفا لهم عيش ولا عدموا خصماً ولا فلجوا
قالوا: حرام تلاقينا فقد كذبوا مَا فِي الْتِزَامٍ وَلاَ فِي قُبْلَة ٍ حَرَجُ
أمَا شَعَرْتِ، فَدَتْكِ النَّفْسُ جَارِيَة ً أنْ لَيْسَ لِي دُونَ مَا مَنَّيْتِنِي فَرَجُ
إِنِّي أبَشِّرُ نَفْسِي كُلَّمَا اخْتَلَجَتْ عَيْنِي، أقُولُ: بِنَيْلٍ مِنْكَ تَخْتَلِجُ
وَقَدْ تَمَنَّيْتُ أنْ ألْقَاكِ خَالِيَة ً يوماً وأني وفيما قلت لي عوج
أشْكُو إلَى اللّه شَوْقاً لا يُفَرِّطُنِي وَشُرَّعاً فِي سَوَادِ الْقَلْبِ تَخْتَلِجُ
يَا رَبِّ لا صَبْرَ لِي عَنْ قُرْبِ جَارِيَة تنأى دلالاً وفيها إن دنت غنج
غَرَّاءَ حَوْرَاءَ مِنْ طِيبٍ إِذَا نَكَهَتْ للبيت والدار من أنفاسها أرج
كَأنَّهَا قَمَرٌ رَابٍ رَوَادِفُهُ عذبُ الثنايا بدا في عينه دعجُ

نــجــم
22-06-2011, 12:30 PM
أجَارَتَنَا أخْطَأتِ حَظَّك فاخْرُجِي


أجَارَتَنَا أخْطَأتِ حَظَّك فاخْرُجِي وَلاَ تَدْخُلِي بَيْنِي وَبَيْنَ المشَمْرَجِ
أخي لاَمَنِي أوْ لُمْتُهُ ثُمَّ نَرْعَوِي إِلَى ثَابِتٍ مِنْ حِلْمِنَا غَيْرِ مُخْدَجِ
نعود إذا اعوج سبيل بأهلها حِفَاظاً وَلَيْسَ الْحَقُّ فِينَا بِأَعْوَجِ
فَأبْقِي عَلَى وُدٍّ كَرَهْطِكِ عِنْدَنا وَلاَ تَذْهَبِي فِي التِّيه يَابْنَة َ مَغْنَجِ
أنَا الشَّاعِرُ الْمُشْهُورُ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ أحُلُّ بِمِثْلِ السَّيْفِ غَيْرَ مُلَجْلَج
تركت ابن نهيا ضحكة ً لابن سالم وأضحكت حماداً من است المعفجِ
وإني لنهاض اليدين إلى العلى قروعٌ لأبواب الهمام المتوج
أهُونُ إِذَا عَزَّ الْخَلِيطُ، وَرُبَّمَا أمَتُّ بِرَأسِ الْحَيَّة ِ الْمُتَمَعِّجِ
وَمَا زَالَ لِي جَدٌّ يَقِينِي مِنَ الرَّدَى ويسمو على رغم العدو المزلج
وَمَا ذَاكَ مِنْ حَوْلٍ وَلَكِنْ كَرَامَة ٌ مِنَ اللّه يَرْعَانِي بِهَا كُلَّ مَنْهَجِ
يرى لي ذوو الأحساب فيهم جلالة ً وَلَيْسَ خَلِيلِي بِالدَّنِيِّ الْمُلَهْوِجِ
وَعَيْرِ أنَاس قَدْ كَوَيْتُ عِجَانَهُ إِذا ما كَوَيْتُ الْعَيْرَ يَوْماً فأنْضِج
وَإِنِّي وَمَدْحِي هَيْثَماً أبْتَغِي النَّدَى لكالمبتغي المعروف في است ابن دعلجِ
وَلَيْلَة ِ خُرْطُوم وَصَلْتُ نَعيمَهَا بِحَوْرَاءَ تَسْتَحْيِي إِذَا لَمْ تَحَرَّج
لُبَاخِيَّة ِ الأَرْدَافِ لَمْ تَرْعَ ثِلَّة ً بفيءٍ ولم تركب بعيراً بهودج
وبيضاء يندى خدها وجبينها من المسك فوق المجمر المتأجج
فَبَاتَتْ مِزَاجَ الْكَأسِ حَتَّى تَبَيَّنَتْ تباشير منشق عن الصبح أبلج
فَلَمَّا دَنَا وَجْهُ الْوَدَاعِ تَفَجَّعَتْ عَلَى لَيْلَة ٍ طَابَتْ وسَرٍّ مُوَلَّج
وقالت لتربيها ابكيا وترقرقت مدامع عينيها تخاف وترتجي
فَيا حُسْنَهَا إِذْ نَلْتَقِي بِمَهَايِلٍ مُحِبَّيْنِ فِي بَحْرٍ مِنَ الْحْبِّ نَلْتَجِي
لَيَالِيَ قَالَتْ: أنْتَ غَاد ضُحَى غَدٍ ونبقى على شوقٍ إليك وننشج
هُنَاكَ الْتَقَيْنَا تَحْتَ عَيْن مَطيرَة ٍ وَرَيَّانُ مُلْقًى كَالْحِمَارِ الْمُوَدَّجِ
فبت ببدر يملأ العين نوره هضيم الحشا في الزعفران مضرج
إذا أحرقتني الكأس داويت حرها بِمَثلُوجَة ٍ فِي نَظْمِ دُرِّ مُفَلَّجِ
وكيف بسلمى أحرم النأي وجهها عَلَيَّ وَإِنْ طَافَتْ بِنَا لَمْ تُعَرِّجِ
وقد زوجت عثمان دراً غريرة ً فيا ليتني عثمان إذ لم تزوجِ

نــجــم
22-06-2011, 12:30 PM
أ«عَاتِكَ» بَعْضُ الْوُدِّ مُرٌّ مُمَزَّج


أ«عَاتِكَ» بَعْضُ الْوُدِّ مُرٌّ مُمَزَّج وَلَيْسَ مِنَ أقْوَالِ الْخَلِيفَة ِ أعْوَجُ
لَهُ حِينَ يَنْأى مُذْكرٌ مِنْ سَمَاحَة ٍ يَعُودُ بِهِ طَلْقاً وَلاَ يَتَلَجْلَجُ
أ«عَاتِكَ» ظُنِّي بِالْخَلِيفَة ِ هِمَّة ً وَقُولِي: كَرِيمٌ مَاجِدٌ يَتَحَرَّجُ
يفيء إلى حلمٍ ويصدق نجدة ً وتنساب منه الحية المتمعج
وفي القوم ميلاعٌ وليس بنافعٍ يضج كما ضج القعود المحدج
لَبِسْتُ الْغِنَى طَوْراً وأحْوَجْت تَارَة ً ومن ذا من الأحرار لا يتحوج
وَلَمَّا رَأيْتُ النَّاسَ تَهْوِي قُلُوبُهُمْ إِلَى مَلِكٍ يُجْبَى إِلَيْهِ الشَّمَرَّجُ
عرضت إلى وجه الحبيب وراعني غزال عليه زعفران مضرج
وَنَازَعَنِي شَوْقِي إِلَى مِلِك قَدْى وداع إلى "المهدي" لا يتلجلج
فوالله ما أدري :أأجلس قانعاً إلى المصر أم ألقى الإمام فأفلج
وإني لميلاعٌ مراراً وربما تَصَدَّعَ عَنِّي الْمَجْلِسُ الْمُتَوَشِّجُ
أقول وقد دفت إلي عصابة ٌ مِنَ الْقَوْم مِنْهَا حَاسِرٌ وَمُدَجَّجُ
أ"واقدُ" ذب القوم عني بزجرة ٍ وهات نصيحاً لا يطيب الملهوج
ولا تبك من خيس بباب خليفة ٍ يذل عليه القسوري الخمرنج
يطيعك في التقوى ويعطيك في الندى وَلاَ تَلْقَهُ إِلاَّ وَلِلْجُودِ أمْعَجُ
أرقت إلى بطن الخرين ورغبتي إِلَى مَلِكٍ يَجْلُو الدَّجَى حِينَ يَخْرُجُ
مِنَ الصِّيدِ مَكْتُوبٌ عَلَى حُرِّ وَجْهِهِ: جواد قريشٍ هاشمي متوج
يصب دماء الراغبين عن الهدى كما صب ماء الظبية المترجرج
ولا بد أني راحلٌ للقائه فَقَدْ بشَّرَتْ بِالنُّجْحِ عَيْنٌ تَخَلَّجُ
لَقَدْ سَرَّنِي فَأل جَرَى مِنْ مُوَفَّقٍ وتأويل ما قال الغراب المشحج
فَهَيَّجْتُ مِرْقَالَ الْعَشِيِّ شِمِلَّة ً تزفُّ كما زف الهجف السفنج
تلوح لغامات النجاء بوجهها كما لاح بيت العنكبوت المنسج
تعز عن الحوراء إن مقامنا عَلَيْهَا وَتَرْكَ الْمُلْكِ رَأيٌ مُزَلَّجُ
سَألْقَى أمِيرَ الْمؤْمِنِينَ لِحَاجَتِي وَإِنْ عُطَّ فِي حَجْرِ الْفَتَاة ِ الْخَدَلَّجُ
فَتَى الدِّينِ قَوَّاماً بِهِ وَفَتَى النَّدَى وَنِعْمَ لِزَازُ الْحَرْبِ حِينَ تَبَرَّجُ
لقد زين الإسلام ملك محمدٍ وَفِي الْحَرْبِ لِلأعْدَاء نَارٌ تَأجُّجُ
إِمَامَ الْهُدَى أمْسَكْتَ بَعْدَ كَرَامَتِي وقد كنت تعطيني ووجهك أبلج
إمَامَ الْهُدَى صَغْوِي إِلَيْكَ وَحَاجَتِي ولي حشمٌ أصغى إليك وأحوج
فلو كان حرماني يزيدك نعمة ً ثلجْتُ بِهِ، إِنِّي بِمَا نِلْتَ أثْلَجُ
لَعَمْري لَقَدْ أشْمَتَّ بِي غَيْرَ نَائِم فَنَامَ وَهَمِّي سَاهِرٌ يَتَوَهَّجُ
أخاف انقطاع الدر بعد ابتزازه وتبليغ من يسدي الحديث وينسج
وقدْ تُبْتُ فاقْبلْ توْبتي يابْن هاشِم فإن الذي بيني وبينك مدمج
وما لك لا ترجى وأنت خليفة ٌ تحج كما حج الدوار المدلج
وإن سر حسادي فسيبك واسعُ على الناس لا يسطيعه المتفجفج
فدونك فامسكها أو اعط فإنها زواريق من كفيك للناس تخرج
فُضُولُ فَتًى أسْخَى يَداً فِي سَبِيلِهَا ففاضت عباباً أو حواريَّ ينسج
ستحمد ما يأتي إذا بلغ المدى وضمَّكَ فِي الْفِرْدوْسِ ظِلٌّ وسجْسجُ
صنيع امرئٍ أعطاه رب محبة ً وللخير صناع وللبر منهج
تجيء مواعيد الكرام سوية ً وتنضى مواعيد اللئام فتخدج
ولي حاجة ٌ لا تدريها بحجة ٍ إِلَى ملِكٍ يجْلُو الدُّجى حِين يخْرُجُ

نــجــم
22-06-2011, 12:30 PM
أ"خشاب" حقا أن دارك تزعج


أ"خشاب" حقا أن دارك تزعج وأن الذي بيني وبينك ينهج
إلى الله أشكو أن بالقلب كربة ً من الشوق لا تبلى ولا تتفرجُ
أقول لأصحابي: دعوني وهينة ً لبحر الهوى لا شك أني ملجج
لخشابة َ السلوان والعطر والجنا ولي حرقٌ تحت الهوى تتوهج
تقطَّعُ نفْسِي حسْرة ً بعْد حسرْة ٍ إذا قيل: تغدو من غدٍ لا تعرجُ
ومن نكد الأيام سيقت لعانسٍ من اللؤم لا يندى ولا يتبلجُ
وَلَمْ أعْطَ فِيهَا حِيلَة ً غَيْرَ أنَّنِي أحِنُّ إِلّى مَا فَاتَ مِنْهَا وَأنْشِجُ
دَعَوْتُ بِوَيْلٍ يَوْمَ رَاحَ عَتَادُهَا وأودعني الزفزاف ليلة أدلجوا
وقد زادني وجداً عليها وما درت مَجَامِرُ فِي أيْدِي الْجَوَارِي تَأجَّجُ
بعمن منصور المغيري جمالهُ وقلبي له هذا من الحلم أعوج
وما خرجت فيهن حتى عذلنها قِيَاماً وَحَتَّى كَادَتِ الشَّمْسُ تَخْرُجُ
فقامت عليها نظرة ٌ واستكانة ٌ تَسَاقَطُ كالنشوى حَيَاءً وَتَنْهَجُ
وَمَا كَانَ مِنِّي الدَّمْعُ حَتَّى تَوَجَّهَتْ مَع الصُّبْحِ يَقْفُوهَا الْفَنِيدُ الْمُسَرَّجُ
فيا عبراً من بينها قبل نيلها وَمِنْ سَفَطٍ فِيهِ الْقَوَارِيرُ تَحْرَجُ
خَرَجْنَ بِهِ فِي حَجْرِ أخْرَى كَأنَّهُ بنيُّ ليالٍ في المعاوز يدرج
وَقَرَّبْنَ مَمْهُودَ السَّراة ِ كَأنَّمَا غدا في ديايورد الكسا يترجرجُ
كَنَجْمِ الدُّجَى إِذْ لاَحَ، لا، بَلْ كَأنَّهُ سنا نار نشوانٍ تشبُّ وتبلجُ
فَلَمَّا دَنَا مِنْهَا بَكَتْ مِنْ دُنُوِّهِ وقلنا لها: قومي اركبي الصبح أبلج
وَفَدَّيْنَهَا كَيْمَا تَخِفَّ فَاعْرَضَتْ تَجَشَّمُ مِمَّا سُمْنَهَا وَتَغَنَّجُ
وَمَا زِلْنَ حَتَّى أَشْرَفَتْ لِعُيُونِهِمْ وغنى المغني واليراع المفلج
ولما جلاها الشمع سبح ناظرٌ وكبر رفافٌ وساروا فأرهجوا
وَمَا صَدَقَتْ رُؤْيَايَ يَحْفُفْنَ مَرْكَباً وفي المركب المحفوف بدرُ متوجُ
ويا كبدا قد أنضج الشوق نصفها ونصفٌ على نار الصبابة ينضج
إذا ركبت منا بليلٍ فقل لها: علَيْكِ سَلاَمٌ مَاتَ مَنْ يَتَزَوَّجُ
بَكَيْتُ وَمَا فِي الْعَيْنِ مِنِّي خَلِيفَة ٌ وَلَكِنَّ أحْزَاناً عَلَيَّ تَوَلَّجُ
ولو مت كان الموت خيراً من الشقا وما للفتى مما قضى الله مخرجُ

نــجــم
22-06-2011, 12:31 PM
قَاسِ الْهُمومَ تَنَلْ بِهَا نُجُحَا


قَاسِ الْهُمومَ تَنَلْ بِهَا نُجُحَا والليل إن وراءه صبحا
لا يؤيسنك من مخدرة ٍ قَوْلٌ تُغَلِّظُهُ وَإِنْ جَرَحَا
عسر النساء إلى مياسرة ٍ والصعبُ يمكن بعد ما رمحا
بَلْ كَيْفَ يَحْمِلُ طُولَ لَيْلَتِهِ قَلِقُ الْوِسَادِ يَبِيتُ مُجْتَنِحَا
قال ابن حاجته التي كتمت وطبيبه للقلب إن قرحا
ما بالُ يومك لا تسر بهِ لتروح ذاك اليوم أو تلحا
فأجَبْتُهُ بِمَقَالَة ٍ صَدَقَتْ وَأخُوكَ تَصْدُقُهُ وَإِنْ كَلَحَا
إن الحبيب طوى زيارته وشجيتُ بالمكتوم إن صرحا
أرَقِي لِشَخْصٍ مَا يُفَارِقُنِي ويحبه قلبي وإن نزحا
لَمَّا تَبَيَّنَ أنَّنِي كَلِفٌ بحديثه وبقربه صفحا
شهد اللسان بما أجن لهُ وَالدَّمْعُ يَشْهَدُ كُلَّمَا سَفَحَا
أشْقى بِما لاَقَيْتُ مِنْ سَكَنِي أحببته وأثابني نزحا
نَدَماً عَلَيْهِ غَدَاة َ فَارَقَنِي هلاَّ أباعدهُ فإن ملحا
يا بعد قلبي من مودته أمْسَى بِصَالِحَة ٍ وَمَا صَلَحَا
قد كان يمنحني صبابته وَأَثَبْتُهُ وُدِّي بِمَا مَنَحَا
فتبدلت سعدى بشيمتها شيماً لتكدح غير ما كدحا
صبرت سعيدة ُ لا تساعفني وَجَزِعْتُ مِنْ مَسِّ الْهَوَى مَرَحَا
تعس الفؤاد ! ألا يصابرها حَتَّى تَكُونَ كَمَازِحٍ مَزَحَا
ومسهرٍ في العين تحسبهُ يُبْدِي نَصِيحَتَهُ وَمَا نَصَحَا
خَتَمَتْ عَلَى قَلْبِي بِخَاتَمِهَا وَيَلُومُنِي فِي حُبِّهَا، قَبُحَا
وَظَلِلْتُ أصْدُقُهُ وَأكْذِبُهُ حتى يبايعني وما ربحا
لاَ تَلْحَنِي حبّاً وأنَتْ فَتى فمشايعي قلبي وإن طمحا
«وهَوَ» الْمُعَلَّقُ عِنْدَ غَانِيَة ٍ بَعْدَ النَّوَالِ بِبَارِقٍ لَمَحَا
لو زاده ربي لخلته حُبّاً كَعَينِ الذَّرَّة ِ افْتَضَحَا
أخشى الردى حزناً إذا شحطت وَأخَافَهُ بِدُنُوِّهَا فَرَحَا
جَدَّ الْهَوَى فَجَدَدْتُ أطْلُبُهَا لتريح من عيش الذي سرحا
لم يلق مثلي في مواظبة ٍ لشفائها ممن صبا وصحا
نهَى فْؤادِي عَنْ تَذَكُّرِهَا وَيَزِيدُنِي عيّاً إِذا جَمَحَا
ليتَ المنى ردت لنا زمناً كَزَمَانِنَا ذَاكَ الّذِي نَزَحَا
إِذْ مَدْخَلِي سَرَقٌ أسَارِقُهُ لِلِقَاء أحْوَرَ زَيَّنَ الْوُشُحَا
حسن الدلالِ على ثنيتهِ مسكٌ يحييني إذا نفحا
بَرِحَتْ بِأتْلَعَ فِي قَلاَئِدِهِ وغدت تهزّ روادفاً رجحا
لم أنس مجلسنا وقينتها ونباح مزهرها إذا نبحا
بيدي مسورة ٍ تزينهُ بسماعها وسماعها سرحا
حتى إذا أخذت برمتهِ وَحَنَتْ عَلَيْهِ مـ لجيناً مَرِحَا
ارْتَجَّ وَانْدَفَعَتْ تَعَارضُهُ غناء خالط صوتها بححا
في مجلسٍ رقدت غوائلهُ وَصَلَتْ بِهِ الإِبْرِيقَ وَالْقَدَحَا
تَرِدُ السَّرائِرَ ثُمَّ تُصْدِرُهَا تحت الظلام ولا تري كشحا
حَتَى إذَا انْكَشَفَتْ دُجُنَّتُهُ وتَنَبَّهَ الْعُصْفُورُ أوْ صَدَحَا
طَرَدَ الصَّبَاحُ لِعَاشِقٍ غَزِلٍ يهوى جنوح الليل إن جنحا
سَقْياً لِتِلْكَ عَلَى تَثَاقُلِهَا وَلِطِيبِ عَارِضِهَا إِذَا رَشَحَا
بِتُّ النَّجِيَّ عَلَى نَمَارِقِهَا وسلبتها في الصبح إذ وضحا

شبيه اللول
23-06-2011, 12:11 PM
"

لاهنتِ غلاتيِ ع الانتقاءً
عافاكِ اللهً http://www.lamst-a.com/vb/images/icons/user780_pic1964_1258714213_thumb.gif

نــجــم
23-06-2011, 11:18 PM
يسعدني ويشرفني مرورك العطر

تقديري لكـ

يارا العامرية
24-06-2011, 06:44 PM
صح لسان شاعرها وصح اختيارك الرائع ..
عافاك المولى وأسسسعدك ..
تقديري ,,

نــجــم
25-06-2011, 12:24 AM
يسعدني ويشرفني مرورك العطر

تقديري لكـ

فادي الشلاحي
25-06-2011, 04:21 PM
صح لسان شاعرها وتسلم يمينك على هالنقل,,

نــجــم
25-06-2011, 07:17 PM
يسعدني ويشرفني مرورك العطر

تقديري لكـ

نجمة الصباح
29-06-2011, 06:36 PM
http://smiles.al-wed.com/smiles/13/flowers_221.gif



شكرا لك
والله يعطيك العافية
http://smiles.al-wed.com/smiles/13/flowers_221.gif

نــجــم
29-06-2011, 11:49 PM
يسعدني ويشرفني مرورك العطر

تقديري لكـ

أمـــيرة الـــورد
03-07-2011, 05:08 PM
http://www.osrah.net/forum/uploaded/1763/51266881541.gif

صح لسان شاعرها ولاهان ناقلها
وبيض الله وجهك على هالقصيدة
تسلم يمينك
مودتي وأمتناني ،،،
http://www.osrah.net/forum/uploaded/1763/41266881541.gif



http://forum.mu4arab.com/images/smilies/smilie14.gif

ليتني همك
03-07-2011, 06:55 PM
نجم

تسلم يمينك ع المجهود الرائع



والف شكر لك لي طرحك شخصيه رائعه في الشعر العربي

كل الشكر لك ولي هذا الطرح الرئع

نــجــم
03-07-2011, 08:28 PM
نجم

تسلم يمينك ع المجهود الرائع



والف شكر لك لي طرحك شخصيه رائعه في الشعر العربي

كل الشكر لك ولي هذا الطرح الرئع


يسعدني ويشرفني مرورك العطر

تقديري لكـ

نــجــم
03-07-2011, 08:28 PM
http://www.osrah.net/forum/uploaded/1763/51266881541.gif


صح لسان شاعرها ولاهان ناقلها
وبيض الله وجهك على هالقصيدة
تسلم يمينك
مودتي وأمتناني ،،،
http://www.osrah.net/forum/uploaded/1763/41266881541.gif




http://forum.mu4arab.com/images/smilies/smilie14.gif

يسعدني ويشرفني مرورك العطر

تقديري لكـ

منادي
07-07-2011, 09:28 AM
صح لسان الشاعر وتسلم يمينك على الديوان الرائع
اشكرك نجم .. الله يعطيك 1000 عافيه
و
تحية اعجاب لمن يستحق الاعجاب
منادي

نــجــم
07-07-2011, 03:38 PM
يسعدني ويشرفني مرورك العطر

تقديري لكـ

سلطانة
07-07-2011, 08:56 PM
http://www.halauae.com/uploads/images/alsaher-9350248a5a.gif

هوى روحي
07-07-2011, 09:02 PM
الك احترامي وعبير وردي
دمت لنا متميز ورائع
ديوان جميل فـ لله درك
هوى روحي

نــجــم
08-07-2011, 01:57 AM
الك احترامي وعبير وردي
دمت لنا متميز ورائع
ديوان جميل فـ لله درك
هوى روحي
يسعدني ويشرفني مرورك العطر

تقديري لكـ

نــجــم
08-07-2011, 01:57 AM
http://www.halauae.com/uploads/images/alsaher-9350248a5a.gif
يسعدني ويشرفني مرورك العطر

تقديري لكـ

العنيــــدهـ
08-07-2011, 08:40 PM
صح لسسسان الشاعر
وسسسلمت يميناك على رووعة الإنتقاء
يعطيك العافيه
!..❥

نــجــم
08-07-2011, 08:44 PM
يسعدني ويشرفني مرورك العطر

تقديري لكـ

نــجــم
08-07-2011, 09:29 PM
يسعدني ويشرفني مرورك العطر

تقديري لكـ