المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العهد العباسي (132هـ ــ 1213هـ).


نــجــم
26-04-2011, 12:50 AM
اولا :-الفنون الشعرية التي تجددت...

1—شعر المدح::

ظلت المثل الخلقيه في هذا العصر هي الموضوع الذي يطرقه الشعراء في المدح ,ويمدحون بها الخلفا ءوالوزراء والقادة وكل من يلعب دورا في تصريف شؤون الدولة .فخلق الشعراء من هذه الصفات صورا حيه في نفوس الممدوحين.بما استنبطوه من معان دقيقه في الكرم والمروءة والشجاعة وشرف النفس وعلو الهمة..يسعفهم في ذلك عقول خصبة واخيلة بارعة ,واضاف الشعراء مثالية جديدة هي تقوى الله والحكم بالشريعة كما في قول مروان بن ابي حفصة في مدح المهدي.

( أحيا أمير المؤمنين محمد
سنن النبي حرامها وحلالهاا )

كذلك نجد أن قصائد المدح أحيانا تسجل الوقائع والاحداث والفتن والصراع داخل الدولة ,وصراعها مع الروم خارجها كما في قصيدة فتح عمورية لابي تمام ..
لقد تركت أمير المؤمنين بهاا
للنار يوما ذليل الصخر والخشب.

2—شعر الهجاء..
لم تعد العصبيات أساس الهجاء في شعر هذا العصر ,وانما اهتم الشاعر بسلب المهجو الايجابية والمثالية الخلقية .وأالصاق المثالبذ به .فكان الهجاء يأتي طعنا وتحقيرا ورميا بالقذارة والدنس والبخل والظلم.

3—شعر الفخر والحماسة..

لم يستطع بعض الشعراء أن يتخلصوا من الفخر القبلي كتعصب أبي نواس مثلا لمواليه بني سعد,وتعصب بشار للقيسيين .والجديد في شعر الفخر أن بعض الشعراء أخذوا يصدرون في فخرهم عن احاسهم بالمروءة والاخلاق والقيم المثلى .وللحث على الجهاد وملاقاة الاعداء وفخر بالبطولات في المعارك للاثارة والحماسة.

4—شعر الرثااء...
شهد شعر الرثاء نشاطا خاصا حيث وجه اغلبه لرثاء من يموت من كبار رجال الدولة كالخلفاء والوزاراء والقادة وركزوا على تمجيد البطولة والقوة في المرثي كرثااء أبي تمام لمحمد بن حميد الطوسي,وذلك لاضرام الحمية في النفوس واتجه الشعراء في رثائهم الى الاصدقاء والابناء والوزجات كرثاء ابن الرومي لابنه .وفي رثاء ابن الرومي ايضا للبصرة فقد نهج نهجا اتبعه الشعراء خاصة شعراء الاندلس.
5-شعر الوصف..
كان الشعر في السابق غالبا ما ياتي في ثنايا القصائد ,واصبح الوصف في هذا العصر فنا مستقلا بفعل الطبيعة الغنية بالجمال ,وأضافة الى المظاهر الحضارية التي عنى بوصفها الشعراء كالمطر والسحب والحدائق والقصور والبرك والطبيعة في فصل الربيع ووصفوا المعارك الحربية خاصة مع الروم

6- شعر الغزل...
الغزل في هذا العصر كان ينبع من عاطفة صادقة ,لذلك تميز بالرقة والتلطف وسار في اجاهين _اتجاه الغزل العفيف مثل الذي نجده في غزل العباس بن الاحنف باحتشامه.وأما الاتجاه الثاني فكان من اسبابه انتشار الجواري والقيان ,,فجااء غزلا صريحا حتى وصل اللا درجة المجون علىيد بشار بن برد وذلك لانغماس الشعراء في انواع الترف والنعيم..

7- شعر العتاب والاعتذار ..
يكون بين الاصدقا ءوبين الحكام والولاة يعبر عن عواطفهم ويدل على رهافة الحس وخصب الذهن ..واظهر الشعراء فيه قدراتهم العقلية وقوة حججهم ومنطقهم كقول ابن الرومي يعاتب صديقه..
(يا أخي أين عهد ذاك الاخااء××××× أين ما كان بيننا من صفاء؟؟

8- الشعر السياسي..

هو شعر الصراع بين القوى المتنافسة سياسيا كالشيعة والدعاة الى العلويين والمدافعين عن حق العباسين في الخلافة .وشعراء البرامكه وشعراء الوزراء والاوة والقواد..

http://www.al-wed.com/pic-vb/509.gif

ثـــااانياا:- الفنون الشعرية الجديدة..

1- شعر الزهد والحكمة..
الذي اصبح موضوعا اساسيا نظم فيه الشعرا ءممن زهدوا في الحياة ودعوا الى التقشف ,وذلك مقابل التيار الذي جذبه الترف وانساق ورا ءالمجون .ومن اشهر شعراء هذا الاتجاه ابو العتاهية,,,وصالح بن عبدالقدوس.
http://www.al-wed.com/pic-vb/22.gif

2- الشعر التعليمي..
وهو القصص او المعارف او بعض السير والاخبار التي ينظمها جماعة من الشعراء لتعليم النا س ..وكان أبان بن عبدالحميد اللاحقي هو الذي عمل على اشاعة مثل هذا الشعر حيث نظم بابي الصوم والزكاة شعرا ونظم كليلة ودمنة في اربعة عشر الف بيت يستهلها بقوله..
( هذا كتاب أدب ومحنه
وهو الذي يدعى كليلة ودمنه)

وكل ذلك من اجل التهذيب والتعليم لانهم نظموا مسائل علمية ودينية وفقهية وفلسفية وتاريخية..

معاااني الشعر وأخيلته.
من الطبيعي ان ينعكس هذا التغير الجذري الذي حدث في الحياة العربية ثقافيا وفكريا وحضاريا واجتماعيا .على الادب شعره ونثره فيعمق نظرة الشعراء الىالحياة .لان الحياة العقلية ارتقت واصبح الشعراء يلتمسون المعرفة ويتزودون بها ويحيلون هذه المعرفة ,بعد ان يتمثلوها الى شعر يتميز بالمعاني العميقة والتصوير الحسن .وترصيعه بلآلىء البديع وتقريبه وتجميله بصور التشبيه والاستعارة وترتيبه وتنسيق افكاره لميلهم الى المنطق واستفادتهم من الفلسفة وعلم الكلام.

الفاظ الشعر
ان لغة الشاعر اصبحت سهلة واضحة مألوفة ابتعدت عن الغرابة والغموض ..ولكن مظاهر الحضارة المادية واوجه الثقافة الاجنبية فتحت الباب على مصراعيه لدخول الالفاظ غير العربية في الشعر كالنيروز والبستان والاسطرلاب والمهند س..
وظهرت الزخرفه اللفظية في هذا العصر بشكل واضح بل من الشعراء من اخذ يكثر منها مثل ابي تمام وقد سبقه اليها مسلم بن الوليد واهتم الشعراء كما قلنا بالصور الشعرية خاصة ابا تمام والبحتري وغيرهما ممن عنوا بالتعبير عن المعان يبالفاظ تأنقوا في اختيارهاا..

http://www.al-wed.com/pic-vb/507.gif

بناا ءالقصيدة..

من حيث الوزن والقافية..

اصبح المجتمع الجديد مترفا ميالا الى اللهو وشاع فيه الغنا ء والغناء يلزمه المقطوعه الشعرية ذات الاوزان الخفيفة لاالقصائد ذات الاوزان الطويلة فطوروا الاوزان القديمه بل استنبطوا اخرى جديدة اكمل نغما وايقاعاا..
http://www.al-wed.com/pic-vb/333.gif

** من حيث المنهج ..

لقد تغيرت الحياة في المجتمع العباسي وطغت عليه المظاهر المدنية فترك أثره في الشعر حيث هجر بعض الشعرا ءالمقدمة الطللية ولم يكتف بل دعا الى ذلك في شعره كما فعل ابو نواس في مطلع خمرياته وذلك بقوله..
(( دع الرسم الذي دثرااا
يقاسي الريح والمطراا ))

وقوله..
(( صفة الطلول بلاغة القدم
فاجعل صفاتك لابن الكرم ))

ومن الشعراء من ظل ينهج في بناء القصيدة النهج القديم محافظا على تماسكها وترابط اجزائهاا..

نــجــم
26-04-2011, 12:51 AM
نبذة تاريخية

حفل العصر العباسي بالأحداث الجسام من تقلبات سياسية وتغيرات اجتماعية انعكس تأثيرها علي الحياة الأدبية عبر قرون خمسة مثلت حقبة زمنية طويلة لحكم الدولة العباسية ويذهب بعض الباحثين إلي تقسيم العصر العباسي إلي عصور أربعة:
أولهما: يبدأ من ظهور الدولة العباسية إلي أول عهد خلافة المتوكل (132هـ ــ 232هـ).

ثانيهما: يبدأ من عهد المتوكل إلي تولي البويهيين الفرس الحكم الفعلي (232هـ ــ 334هـ).

ثالثهما: يبدأ من حكم البويهيين حتي استيلاء السلاجقة الأتراك علي بغداد(334هـ ــ 447هـ).

رابعهما: يبدأ من قيام دولة السلاجقة إلي سقوط بغداد في أيدي التتار (447هـ ــ 656هـ).
وهناك تقسيمات أخري للباحثين عدة قسموا فيها العصر العباسي إلي عصرين اثنين هما العصر الموحد للدولة العباسية القوية ــ ويعد العصر الذهبي الذي بلغت فيه اللغة شأوها شعراً ونثراً من (132هـ ــ 334هـ) والعصر الثاني هو عصر الدويلات الكثيرة بعد انقراظ عقد الخلاقة العباسية من (334هـ ــ 656هـ).
والمتطلع للتاريخ العباسي يجد أن الضعف بدأ يدب في أوصالهما (323هـ ــ 358هـ) فأصبحت فارس في يد ابن بويه والموصل وديار بكر في أيدي بني حمدان وسوريا وقسم من جزيرة العرب في يد القرامطة، والأندلس في يد عبد الرحمن الأموي، وأفريقيا الشمالية في يد الفاطميين، ولم يبق في يد الخليفة العباسية (الراضي بالله) سوي بغداد وما والاها .
وبعد سقوط الدولة العباسية سنة 656هـ علي يد التتار بدأ (العصر الإسلامي الوسيط) في الظهور بقيام عصر المماليك، فالعصر العثماني، إلي بداية عصر النهضة الحديثة الذي يؤرخونه بالحملة الفرنسية علي مصر سنة 1213هـ (4).

((نظرة عامة على الادب في العصر العباسي))..

ازدهر الأدب العربي في العصر العباسي في بغداد في نصف القرن الثامن.
بلغ العصر الذهبي للثقافة والتجارة الإسلامية أبهى عصوره في عهد هارون الرشيد وابنه الخليفة المأمون. بدأ النثر يأخذ وضعه الصحيح بجانب الشعر، ولم يخرج الأدب الماجن آنذاك عن حدود التعاليم الدينية. لم يسهم الكتاب العباسيين فقط في ازدهار عهدهم ولكن أيضا تركوا أثرهم علي النهضة الأوروبية.
كان أبو عثمان عمر بن بحر الجاحظ (776 -869) هو علامة النثر في ذلك الوقت، كان الجاحظ ابنا لعبد من العبيد في بغداد، تلقى الجاحظ دراسته العريقة في البصرة، والعراق وأصبح واحدا من أبرز المفكرين، ومن أهم مؤلفاته كتاب الحيوان الذي يتضمن مقتطفات من نوادر الحيوانات موضحا مزيجا فضولي من الحقيقة والخيال،
ويعد كتابه أيضا "البخلاء" هو بمثابة دراسة فطنة في النفسية الإنسانية، وكان تلك الكتاب من أحسن الكتب التي استكشفت وأوضحت طباع الشخصية العربية، في ذلك الوقت.
استحوذت أبحاث الجاحظ وكتاباته علي جزءا هائلا من الأدب العربي.
ومع النصف الثاني من القرن العاشر، ظهر شكل جديد من الأدب يسمى بالمقامات، تسرد تلك المقامات نوادر عابر سبيل يتكسب عيشه بذكائه
وفطنته.
قدم تلك المقامات البادي آل زمان الحمدانية ولكن وجد اثنين وخمسون فقط من أربعة آلاف من مقامته، فالباقي لم يصمدوا عبر الأجيال.
ثم جاء الحريري (1122 d.) ليطور في هذا الشكل الأدبي، حيث استخدم الحريري نفس شكل المقامة ولكن استبدل الراوي والبطل الذي يتصف بأنه شخص متحايل. قلت شعبية المقامات فقط
عند ظهور اللغة العربية الحديثة.

الحياة الفكرية والعلمية وتأثيرها على الشعر

في العصر العباسي انتقل مركز الحكم من دمشق الى بغداد في العراق، وفي هذا العصر نشطت الحياة الفكرية العلمية والأدبية، وتوافرت أسباب وعوامل التقدم الحضاري، وسمي ذلك العصر بالعصر الذهبي.
استمر العباسيون ينظمون في الأغراض الشعرية القديمة – أي الجاهلية والاسلامية-، ولكن بما يتلاءم مع حياتهم وأذواقهم، وبيئتهم وحياتهم الجديدة، وهناك من اعترض على بعض الأغراض القديمة، كالوقوف على الأطلال، ورأى فيها تقوقعا وشيء لا يتلاءم مع العصر. وفي هذا العصر ظهرت أغراض جديدة لم تكن من قبل، مثل: الغزل الفاضح، والشعر الخمري – شعر وصف الخمرة والتغني بها – وشعر الزهد، والشعر الفلسفي وغير ذلك وفي العصر العباسي نشطت حركة النثر بما يتلاءم والنهضة الحضارية واستخدم النثر في مجالات كثيرة كالموسوعات الأدبية، والسياسية والاجتماعية والتاريخية والعلمية، وفي هذا العصر وضعت قواعد البلاغة. وفي الأندلس نشأ الأدب العربي وكان باتصال مستمر مع تطور الأدب العربي العباسي.

الشعر العباسي

تحول الشعر في هذا العهد إلى زينة اجتماعية ، أو وسيلة كسب ، أو تعبير عن واقع الحياة وآمال الشعب وآلامه .

1-منزلة الشعر والشاعر :

# الشاعر بلبل القصور ونديم الملوك وروح الغناء .

# وهو لسان الحياة في شتى مظاهرها .

2-أقسام الشعر العباسي وأغراضه :

أ) الشعر الرسمي :

*هو مدح للأمراء واستدرار لأكفهم .

*هدفه الكسب وأسلوبه دغدغة الأثرة الملكية .

*مغالاة في المعاني ، وتزييف في العواطف .

*جلال القدم وتأن وتنميق .

ب) الشعر الشعبي :
هو الذي يردد أصداء الحياة ويميل إلى إرضاء الناس عامة ومنهوا مايلي :

1- اللهو والغزل :

# تعدى الغزل حدود التقليد العربي وأغرق في الفحش إلى حدود الشذوذ المقيت .

# سهولة وابتعاد عن الصعب .

# خضوع للغناء .

2-الخمر :
- إكثار من وصف الخمر والغناء ووصف مجالسهما .
- مجاهرة بالدعوة إلى ممارسة الخمرة والغناء .
- مبالغة جرت الكثيرين إلى الإلحاد والزندقة والاستهتار بالدين .

3-الزهد والتصوف :
- شيوع التزهد والتوجد في من قسم من الشعر .

- تطور شعر الزهد عن شعر الدين .
- تطور الشعر الزهدي إلى شعر صوفي .

4-الحكمة :

- نحا الشعر الحكمي نحوا جديدا في العمق .
- عالج مذاهب حياتية مستقاة من الفلسفة والتجربة .
- أصبح فلسفة مع أبي العلاء المعري .

احصائيات حول الشعر في العصر العباسي

بلغ متوسط عدد القصائد للشاعر الواحد 146 قصيدة ومتوسط عدد الأبيات في القصيدة الواحدة هو 11 بيتا ومتوسط عدد الأبيات للشاعر الواحد هو 1636 بيتا .وأكبر عدد للقصائد سجل في هذا العصر هو 2039 قصيدة لابن الرومي وثاني عدد هو 1000 قصيدة لأبي نؤاس . وأكثر الأبيات لابن الرومي وهي 30530 بيتا يليه منصور النمري بـ 22515 بيتا . ومن أشهر شعراء هذه الحقبة هم الخليفة هارون الرشيد والخليفة المأمون والخليل الفراهيدي والمتنبي وغيرهم .

اشهر شعراء العصر العباسي

هم شعراء عاشوا في العصر العباسي واشتهروا بنظم الشعر ومنهم من شعراء المعلقات ذاع صيتهم في ارجاء البلاد الاسلامية آنذاك وقد عرفوا كأشهر من نار على علم ومنهم : ابو فراس الحمداني وابو نواس وابو العلاء المعري والمتنبي وابو تمام وبشار بن برد.

(( أمير الشعراء في العصر العباسي ))

أبو الطيب المتنبي

# تاريخه : هو أبو الطيب أحمد بن الحسين الجعفي الكندي الكوفي المتنبي الشاعر الحكيم ، وخاتم ثلاثة شعراء ،وآخر من بلغ شعره غاية الارتقاء . وهو من سلالة عربية جعفي بن سعد العشيرة إحدى قبائل اليمانية ولد بالكوفة سنة 303هـ في محلة كندة ، ونشأ بها وأولع بتعلم العربية من صباه ، وكان أبوه سقاء فخرج به إلى الشام .
ورأى أبو الطيب أن استتمام علمه باللغة والشعر لا يكون إلا بالمعيشة في البادية ، فخرج إلى بادية بني كلب فأقام بينهم مدة ينشدهم من شعره ويأخذ عنهم اللغة فعظم شأنه بينهم . وكانت الأعراب
الضاربون بمشارف الشام شديدي الشغب على ولاتها فوشى بعضهم إلى لؤلؤة أمير حمص من قبل الإخشيدية بأن أبا الطيب ادعى النبوة في بني كلب ، وتبعه منهم خلق كثير ، ويخشى على ملك الشام منه . فخرج لؤلؤة إلى بني كلب وحاربهم وقبض على المتنبي وسجنه طويلا ، ثم استتابه وأطلقه .
فخرج من السجن وقد لصق به اسم المتنبي مع كراهته له . ثم تكسب بالشعر مدة انتهت بلحاقه بسيف الدولة بن حمدان فمدحه بما خلد اسمه أبد الدهر .
وتعلم منه الفروسية وحضر معه وقائعه العظيمة مع الروم حتى عد من أبطال القتال رجاء أن يكون صاحب دولة . ثم قصد كافور الإخشيدي أمير مصر
ومدحه ووعده كافور أن يقلده إمارة أو ولاية ، ولكنه لما رأى تغاليه في شعره وفخره بنفسه عدل أن يوليه . وعاتبهم بعضهم في ذلك ، فقال : يا قوم ، من ادعى النبوة بعد محمد ( صلى الله عليه وسلم ) أما يدعي المملكة بعد كافور ، فحسبكم فعاتبه أبو الطيب واستأذن في الخروج من مصر فأبى . فتغفله في ليلة عيد النحر ،وخرج منها يريد الكوفة ومنها قصد عضد الدولة بني بويه بفارس مارا ببغداد ، فمدحه ومدح وزيره ابن العميد
فأجزل صلته وعاد إلى بغداد . وخرج إلى الكوفة فخرج عليه أعراب بني ضبة وفيهم فاتك بن أبي جهل ، وكان المتنبي قد هجاه هجاء مقذعا فقاتله قتالا شديدا حتى قتل المتنبي وابنه وغلامه سنة 354هـ .

شعره : لا خلاف عند أهل الأدب في أنه لم ينبغ بعد المتنبي في الشعر من بلغ شأوه أو داناه . والمعري على بعد غوره وفرط ذكائه وتوقد خاطره وشدة تعمقه في المعاني والتصورات الفلسفية يعترف بأبي الطيب ويقدمه على نفسه وغيره . ومن قوله :

إذا رأيت نيوب الليث بارزة
فلا تظنّن أن الليث يبتسم

ومن قوله أيضا :

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم

نــجــم
26-04-2011, 12:51 AM
دراسة أدبية ... من صور التغرب في الشعر العباسي

اللاذقية
الوحدة
ثقافة
الثلاثاء 17 / 1 / 2006
خالد عارف عثمان

... لعلّه صحيحٌ ذلك الحكم النقدي والقيمي الذي يصرّح قائلاً: « لم يكن الشاعر في العصر العباسي منسجماً مع مجتمعه بسبب وعيه الفكري, وصراع القيم الذي فجرّته الحياةُ الجديدة.. »

بل لا نجانب الحقيقة إذا قلنا إنّه يقدم صورةً لحالة الوعي التي يعيشها هذا الشاعر, ويبرز عمق الفلسفة الفكرية والادراكية والثقافية والنقدية له, ويتساوق هذا كله مع ملامح الحياة التي يعيشها ويحياها بتجلياتها السياسية, والاجتماعية, والسلوكية في صورتها الإنسانية الأعم والأشمل دون أن يتخلى عن فرديته وشخصيانيته التي تأبى إلا أن تظهر في أحواله .. وتصرفاته, وقصائده, ومواقفه, وارائه, فتزيده إمّا إقداماً نحو الآخر.. وانفتاحاً شاملاً عليه وإما نكوصاً باتجاه العزلة والوحدة والتغرب... ملقياً بنفسه وآمالها وطموحاتها وأوزارها في ركن قصي عند هامش الحياة. ليس ضعفاً أو هروباً وإنما من باب الترفع وازدراء كلّ ما هو تافه ولا يرٍقى الى مستوى هذا الشاعر.. الكائن «الكبير».. «العظيم».. فالشاعر ابن بيئته.. مكدودٌ إليها.. مطبوعٌ بها.. يعيش زمانها.. محاط بأطياف مكانها.. مستغرق فضاءاتها وقضاياها ومشاكلها وظروفها السياسية والاجتماعية والمعيشية والدينية والثقافية الفكرية والاخلاقية.. منسجم مع أفرادها ما دام مثلهم لا يختلف وعيه عن وعيهم, متصالح مع من حوله ما دام لا يشعر بتفوقه عليهم ولكن متى يغدو هذا الشاعر متغرّباً عن بيئته وساكنيها, وأحوالهم وطبيعة حياتهم وقيمهم?!‏
إنه يغدو كذلك عندما يشعر بذاته فوق ذات الآخرين, حيث تتضخم أناه, ويزداد وعيه, ويشع بمركزيته وبدوران الآخرين في مداره وفلكه.. بل ويشعر بالتعالي الى حد كبير.. وبالأهمية والمكانة التي لا يطالها أحد على الأقل في مجال القول.. والشعر.. والقوافي ألم يقل المتنبي مفتخراً ?!:‏
ما مقامي بأرض نخلة إلا كمقام المسيح بين اليهود‏ إن أكن معجباً فعجب عجيب لم يجد فوق نفسه من مزيد‏ إنّ التضخم الفكري لدى المتنبي -كأحد أهم شعراء العصر العباسي..¯ لا يحدّ وتبدو البيئة قاصرة عن استيعاب هذا الفضاء النفسي له فلا الأحوال ترضيه.. ولا القيم السائدة تسعفه:‏
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم‏ إنه يعيش أزمة.. لقد باتت المعايير غير مقبولة.. فالعاقل في العصر أصبح شقياً... والجاهل رافلاً بأثواب التنعم.. فهل يرضى الشاعر العباسي بذلك?! والجواب: لا .. ولهذا غدا الشاعر متجهاً شيئاً فشيئاً الى الرفض.. والتمرد.. وعدم القبول لهذا متخذاً الانكفاء.. والتقوقع حول ذاته اسلوباً حياتياً.. وسلوكاً يومياً مقيماً بينه وبين الناس حاجزاً.. ممعناً في تغربه عن الآخرين.. والسؤال الذي يطرح نفسه.. ما دواعي هذا التغرب في هذا العصر.. وما أسبابه?!‏
لاشك بأنّ أسباباً عديدة تقف وراء هذا الشعور.. وهذا السلوك من قبل الشاعر في العصر العباسي المتلاطم الأمواج.. دينية .. وثقافية.. وسياسية.. واجتماعية.. واقتصادية.. وغيرها..‏ إن ضياع القيم في المجتمع.. الجديد.. والمادي كان من أهم هذه الأسباب.. فالترف.. والبذخ واللهو والمجون والعبث والانغماس في الحياة المادية الاستهلاكية «للناس كان تربة خصبة.. وميداناً فسيحاً لضياع وزوال القيم الفاضلة وبروز نقيضها وفي ذلك يقول الناقد عمر فروخ مصوراً تحول الناس باتجاه التحضر والتمدن في العصر العباسي: «.. فدعاهم النزول في الحضر الى اللهو والترف والى ضياع كثير من محامدهم ثم انتشر بينهم كثير من مساوئ المدينة».‏
إنّ ضياع القيم في المجتمع العباسي الجديد أدى الى نشوء حركة الشعوبية والذي يُعدّ أبو نواس أحد أهم أقطابها.. لنقرأ له هجومه على الحياة البدوية رافضاً الوقوف على الأطلال كواحد من مداميك العمود الشعري للقصيدة العربية:‏
دعي الاطلال تسفيها الجنوب
وتبكي عهد جدّتها الخطوب‏
وخلّ لراكب الوجناء أرضاً
تحثّ بها النجيبة والنجيب‏
ولا تأخذ من الأعراب لهواً
ولا عيشاً فعيشهم جديب‏
وإذا كان ضياع القيم واضطراب الأمور.. وتغير النظرة للمجتمع العباسي أهم أسباب تغرّب الأدباء في هذا العصر فالسؤال الآن: كيف تجلى هذا التغرّب.. وهذا الضياع في ثنائية المكان والزمان.. فيه?‏
وللإجابة على هذا السؤال... نقول..:‏
مظاهر عديدة.. وتجليات مختلفة يمكن أن نسوقها في هذا المجال منها ذمّ الناس.. والدّهر.. والصديق!‏ فالشاعر الذي يعيش في مجتمعه.. وينكر كلّ ما حوله.. ويقف رافضاً كل ما فيه.. لابد أن ينعكس هذا في شعره غضباً .. وحنقاً وذمّاً وكراهية.. بل وتنديداً.. لنستمع الى بشار بن برد يفصح عن موقفه هذا:‏
أنتَ في معشر إذا غبتَ عنهم
بدّلوا كلّ ما يزينك شيْناً‏
لا أرى للأنام ودّاً صحيحاً
عاد كلُّ الأنام زوراً ومينا‏
وإذا كان الشعراء هم الفئة المتنورة في المجتمع فإن الركون للقول بأنّ المال لا يعنيهم.. والرزق وحظوظه لا يستهويهم هو خاطئ وتفكير غير صحيح ودليلنا على ذلك كثرة ما برز في شعرهم من شكوى وتذمر وغمز من تفاوت الحظوظ وقلة الارزاق:‏
والمال طيف ولكن
حول اللئام يحوم‏
فالمال والجاه لا يعرف طوافاً إلا حول اللئام من الناس... وليس بعيداً عن الحريري ابن فارس الذي يبين لنا دور المال وأهمية الدّرهم في حل المشاكل المستعصية:‏
إذا كنتَ في حاجة مرسِلاً
وأنت بها كلفٌ مغرمُ‏
فأرسل حكيماً ولا توصه
وذاك الحكيمُ هو الدّرهمُ‏
فالمال هو- برأي الشاعر- حكيم هذا العصر, يقضي جميع الحاجات, ويحلّ كلّ المشاكل العالقة ومعه لا نحتاج الى وسيط... أليس هذا استشراقاً للمستقبل وقد دعاه الشاعر العباسي. وكان دائم الشكوى مما يحدث في عصره ومما آلت إليه حاله.. وحال الطبقات البائسة الفقيرة والمعدمة.. ولعل أبا العتاهية في رسالته الى الخليفة شاكياً ظروف وأحوال الفئات الاجتماعية... وغلاء الأسعار وضيق الكسب, وندرة الموارد وتفاوتها:‏
إني أرى الأسعار أسعارَ الرعية غالية‏
وأرى المكاسب نزرةً وأرى الضرورة فاشية‏
فالشاعر متعض من سوء حال المعيشة, بل غاضب وعاتب وصريح في رسالته غير خائف من بطش الخليفة ما دام صادقاً في توجهه وهدفه ونقصد مصلحة الجائعين:‏
مَنْ للبطون الجائعات
وللجسوم العارية‏
ألقيتُ أخباراً إليك
من الرعية شافيه‏
إنّ من أبرز مظاهر الغربة الإنسانية عامة وفترة العصر العباسي خاصة هو ما كان يشعر به الأديب من يأس وتشاؤم والذي -كثيراً- ما قاده هذا الى الهرب من الحياة ذهنياً أو جسدياً أو توجهه الى الحانات ومجالس اللهو والقيان أو الزهد والتنسك وانعزال الحياة العامة أو المشاركة الايجابية مجتمعياً.. فها هو ذا ابن زريق البغدادي يشعر بالخيبة والفشل في المصالحة مع الذات أو الأنا الجمعية من خلال قصيدته/أمل وخيبة/ فيقول:‏
يكفيه من روعة التنفيد أنّ له
من الغوى كلّ يوم ما يروّعه‏
ما آب من سفرٍ إلا وأزعجه عزمٌ
الى سفر بالرغم يزمعه‏
فالشاعر في سفر دائم.. وحركة دائبة.. وتخبط مستمر لا يهدأ ولا يركن ولعمري هذا من نواتج الكآبة والخيبة وعدم الشعور بالاستقرار إنّ علم النفس الحديث يجمع على أنّ من مظاهر الكآبة وحالاتها الهروب المستمر.. وعدم الاستقرار.. والشعور بالقلق وادمان السفر والدنو من القبر:‏
ما صح عندي من جميع الذي
يُذكر إلا الموتُ والقبرُ‏
فأبو فراس في هذا البيت قد أدرك الحقيقة: الموت والقبر ومثله فعل أبو العتاهية حين أنشد:‏
أيا هذا تجهّز لفراق الأهلِ والمالِ‏
فلا بد من الموت على حالٍ من الحال‏
ومع ذلك فالإنسان دائم الاستزادة من الحياة.. وطلب طول العمر فالحياة حلوة وجديرة بأن تعاش وهذا ما ينكر علينا المعري عندما يقرر:‏
تعب كلها الحياة فما أعجب
إلا من راغب في ازدياد‏
فهل يحتاج هذا القول الى تعليق?.. لا أعتقد..! هذا ما كان من تغرب بعض الشعراء العباسيين.. وقد عبروا عنه بصور عديدة أتينا على ذكر البارز منها.. وهي مجرد محاولة.. !‏

نــجــم
26-04-2011, 12:51 AM
مقتطفات من الحياة الأدبية والأجتماعية في العصر العباسي
بقلم د . رضا العطار
ان حديثي هذا عبارة عن عصارة دراسات مستفيضة لمعلومات تاريخية جرت احداثها في العصر العباسي الأول والثاني جمعها الأستاذ الباحث شوقي ضيف في مؤلفات عديدة , فهي بحق ثروة ثقافية غنية , تركها الأديب للأجيال لكي تنهل منها علما وادبا . وقد جاهدت مخلصا ان الخصها في صفحات معدودات واصيغها بشكل يهيئ للقارئ الكريم الأستفادة منها بيسر .
اهتم الأدباء باللغة العربية في كل من البصرة والكوفة في بداية العصر العباسي اهتماما بالغا في تجميع الفاظ اللغة واشعار العرب في العصر الجاهلي , و كان سبب هذا الأهتمام هو حاجة الأمم التي دخلت في الأسلام حديثا الى تعلم لغة القرأن الكريم خاصة بعد ما شاع اللحن على السنة الموالي و بعض العرب انفسهم بسبب اختلاطهم بالأقوام الأخرى او نشأتهم في حجور امهاتهم من الأماء والجواري اللآئ جلبن من البلدان الأجنبية , اذ كان منهم من يبدل الظاء زايا والزاى والتاء سينا والعين والقاف كافا . لقد انكب علماء اللغة على جمع الألفاظ الصحيحة لكيلا تتبدد وتضيع بين طيات لغات الشعوب المستعربة , وبغية الحفاظ على مقوماتها الأساسية فقد حرصوا ان لا يأخذوا اللغة من عربي سكن المدن وانما يذهبوا بعيدا في طلبهم ويتوغلوا الى باطن الجزيرة العربية ليكتسبوها من ينابيعها الصافية حيث اللغة الفصيحة ذات السليقة السليمة فوصلوا الى مناطق نجد عند قبائل العرب , امثال قيس وتميم وبني اسد فأن هؤلاء هم الذين عنهم اكثر ما اخذ .
لم تؤخذ اللغة العربية من المناطق المتاخمة لدول الجوار كالشام مثلا لأنتشار الكتب العبرية فيها ولا من اليمن لقربها من لغة الأحباش ولامن عرب عمان لأختلاطهم بأقوام السند ولا من الجزيرة لتأثرها بلغة البيزنطيين ولا من مصر لمحاكاتها لغة الأقباط ولا من المدن القريبة لبلاد فارس .
لم تمر فترة طويلة حتى اقبل طائفة كبيرة من الأعراب الفصحاء على مدينتي الكوفة والبصرة عائدين من نجد بعدما ساهموا في ترسيخ ثوابت اللغة العربية الفصحى , كان من بينهم ثور ابن يزيد الذي اصبح فيما بعد معلم ابن المقفع في علم الفصاحة .

نــجــم
26-04-2011, 12:51 AM
كانت البادية خلال العصر العباسي تمد المدن بفيض من الشعراء ذوي السليقة العربية الأصيلة , وقد تحول بعض هؤلاء الى معلمين يربون الناشئة على العربية الفصحى واداب الشعر القديم , في الوقت الذي كان يقابلهم في المدن شعراء لم ينشأوا في البادية لكنهم استوعبوا ملكة اللغة العربية التي تمثلت في دخائلهم فيما بعد حتى اصبحوا لا يقلون عن شعراء البادية نصاعة وبيانا .لقد حافظ معظم الخلفاء العباسيين على لغة القرأن وحثوا اهل العلم على دراستها والتعمق في معانيها ومعرفة مكنوناتها , فكانوا لا يستوزرون الا من حذق في اللغة العربية وبرع في ادائها وادابها , وكانت مجالس الخلفاء عموما تكتظ باللغويين وعلماء الكلام من امثال الكسائي والأصمعي . وكان الشعراء يعرضون قصائدهم على الخليفة , فأن استحسنها مضوا ينشدونها , وان لم ذهبوا يصنعون غيرها .
وعلى هذا النحو سيطر اللغويون على سوق الأدب العباسي ومضوا متمسكين بقواعد الشعر القديم تمسكا شديدا , وكان اعتقادهم انه لا يجوز تفضيل شعر عصر على غيره من عصر اخر انما كان المراد هو جودة الشعر نفسه بصرف النظر عن عصره , فالجودة الفنية لا تقاس بالقدم والحداثة , ان الشعر الجيد جيد في كل زمان ومكان
وعلى هذا النحو دفع التحضر بشعراء العصر الى استحداث اسلوب جديد يعتمد على الألفاظ الواسطة بين لغة البدو الزاخرة بالكلمات الجزلة ولغة الحضر المليئة بالكلمات المبتذلة وجعلوا منه اسلوبا جديدا اشبه بعنقود من الجواهر اذ تحول الشعراء الى ما يشبه الصاغة , كل يحاول ان يثبت مهارته في صياغة وسبك الشعر من الكلمات التي يكون وقعها في السمع حسنا و تأثيرها في القلب كفعل المطر في التربة الكريمة .
وبشار ابن برد هو في طليعة من ارسى هذا الأسلوب الجديد فكان شعره انقى من الراح واصفى من الزجاج واسلس من الماء العذب , كما امتاز اسلوبه بالنصاعة والرصانة والصفاء والرونق , هذا ما يصرح به ابن المعتز .
لو استعرضنا الأحداث الأدبية خلال القرنين الثاني والثالث للهجرة لاحظنا وفرة المعلومات التي وردت الى اللغة العربية , فقد جمعت مادتها جمعا مستفيضا صنفت في مباحث متعددة , وكان اللغويون لا يذكرون صيغة لغوية فيها اشتباه . لقد استطاعوا ان يضعوا قواعد النحو العربي وضعا نهائيا ويضبطوا قواعد القوافي والأوزان الشعرية وبذلك اصبحوا قادرين ان يضعوا الأسس اللازمة لصنع المعجم العربي مثلما هو معروف عن معجم العين المنسوب الى الخليل بن احمد معلم سيبويه , لقد كتب الجاحظ البيان والتبين الذي اتاح به للشباب ان يقفوا في غير مشقة على خصائص اللغة العربية وادابها الجمالية والموسيقية , اذ اصبح من المتيسر ان يقرؤا اشعارها من دون عناء ويتذوقوها في غير تكلف . و يحسن بنا القول ان مدينة البصرة بدأت تزدهر بسوق باديتها المعروف بالمربد الذي تحول اسمه بمرور الزمن الى مهرجان المربد . كان يجتذب اليه الشباب الطموح للقاء الفصحاء من الأعراب القادمين من البادية تمرينا لألسنتهم وصقلا لمواهبهم واغناء لمادة اللغة الزاخرة بالجودة والصفاء .

نــجــم
26-04-2011, 12:52 AM
كان الخليفة العباسي المأمون منهلا للثقافة, فقد حول دار الخلافة الى منتدى لأساطين العلم والمعرفة وكبار البلغاء و المترجمين الذين نقلوا الى العربية العلوم اليونانية واللاتينية والهندية والفارسية والسريانية وبها غدت بغداد منارا للأشعاع الفكري المنير المتوج بعصرها الذهبي المنشود , كما انشأ المأمون مرصدا كبيرا جعله تحت اشراف محمد الخوارزمي كبير العلماء الرياضيين والفلكيين الذي اكتشف علم الجبر وقواعده مثلما قادته مباحثه الى تثبيت محيط الأرض على اساس كرويتها قبل ان يعلنها الفلكي الأيطالي غاليلو غاليلي بأكثر من خمسمائة عام .
كان لدخول صناعة الورق من الصين الى بغداد من قبل فضل البرمكي اثرها البالغ في نشر الثقافة في المجتمع , وعلى اثر ذلك ظهرت مكتبات عامة كمكتبة الحكمة في بغداد ومكتبات خاصة في كل مكان . وحينها وصف الجاحظ شغف العراقيين بالقراءة كأنقضاض الأسد على فريسته .
لقد اذكى الأسلام جذوة المعرفة في النفوس ودفعها الى التعلم دفعا قويا , واسست الكتاتيب لتعليم مبادئ القراءة والكتابة , واهتموا في تعليم البنات و تحفيظهن القرأن وخاصة سورة النور, وكان للناشئة الواح من الخشب يكتبون فيها دروسهم , و اجور المعلمين في الغالب كانت لا تتجاوز رغفان من الخبز , و من كان يريد اكمال تحصيله , انتقل الى حلقات الدرس داخل المساجد , التي لم تكن بيوتا للعبادة فحسب بل كانت ايضا معاهد لتعليم الشباب حيث يتلقون المحاضرات من اساتذة متخصصين , كان تأثيرهم الثقافي على النهضة الحضارية كبيرا , فقد ازهرت هذه الحركة واعطت ثمارها في ظهور بوادر ادبية رائعة واثار علمية باهرة وقصائد شعرية خالدة , تمثلت في نخبة من الأعلام كمثل ابن سينا في الطب والرازي في العلوم والطبري في التاريخ وابن حيان في الكيمياء والكندي في الطبيعيات وابن ماسوية في علم التشريح وابن النفيس في الدورة الدموية والأدريسي في الجغرافيا وابن الهيثم البصري المولد يصفه الكاتب الأمريكي المعاصر ميشيل هاملتون مورغان بأنشتاين زمانه , فبفضل نظرياته تمكن كل من كوبرنيكوس وغالبلو ونيوتن من تحقيق اهدافهم العلمية بعد 600 سنه من رحيله - كتابه lost history مكتبة الكونغرس واشنطن 2007 .
ونتيجة لأمتزاج الثقافات في الأمبراطورية العباسية دخلت الى العربية الفاظ اجنبية كالفارسية خاصة ما يتعلق بأسماء الطعام والشراب والملبس , و هندية مثل ابنوس والفلفل والببغاء , وكذلك مفردات يونانية من قبيل القيراط والأوقية والقولنج .

نــجــم
26-04-2011, 12:52 AM
هذه لمحات مقتضبة عن الحياة الأدبية في العهد العباسي , اما اذا اردنا ان نلقي نظرة سريعة على الحياة الأجتماعية , فأقول ان انتقال الخلافة الأسلامية من دمشق الى بغداد عام 132 للهجرة بعد معركة الزاب كان ايذانا بغلبة الطوابع الفارسية على المرافق العامة في المجتمع العراقي , فقد قلد العباسيون الساسانيين في عاداتهم وثقافاتهم وازيائهم وطرائق معيشتهم وحتى في محاكات عمائرهم , فقد بنى الخليفة ابو جعفرالمنصور مدينة بغداد على شاكلة طيسيفون – المدائن – دائرية , مثلما بنى قصره المعروف بقصر الذهب على طراز قصورهم , المتميزة بالدواوين الفخمة , وان اثار سامراء وغيرها لا زالت شاهدة للعيان . فقد اقتبس العباسيون عن الفرس مقومات الحضارة المعاصرة وعلى رأسها نظام ادارة الدولة والتشكيلات العسكرية بحذافيرها , وصاغوا القوانين صياغة ساسانية جعلت من الخليفة العباسي ملكا كسرويا يحكم الدولة الأسلامبة حكما استبداديا دينيا وراثيا مطلقا , يحيط نفسه بهالة من التقديس و بحفنة من عاظ سلاطين , ينصاعون لأهوائه ويعلنون للملآ ان الخليفة هو ظل الله في ارضه وبذلك ظهر ابشع حكم فردي ظالم لايقيم للشعب وزنا وليس له من الأمر شيئا . كان معظم الوزراء من الفرس , يستأثرون بشؤون الخلافة وينالون اعلى المراتب , يتسم حكمهم بطابع القهر والتعسف لا يعرف رفقا ولا لينا .
لقد اعتبر الخلفاء العباسيين انفسهم ورثة الخلافة الشرعية وزعموا ان النبي قال لعمه العباس بأن الخلافة ستكون في ولده من بعده , وبهذا الأدعاء الذي ليس له سند , بدوأ يلاحقون ابناء عمومتهم العلويين , العلويون الذين كانوا لهم العون الأكبر في اسقاط سلطة بني امية , حتى تجرؤا بالفتك بأئمتهم , كان زعيمهم الروحي موسى بن جعفر اول الضحايا . كما تجاهل العباسيون كسلفهم الأمويين دستور النبي الكريم الذي وضعه في المدينة المنورة في السنة الخامسة للهجرة الذي ضمن حقوق وواجبات الرعية في الأمة الأسلامية , ورغم ذلك كان يحلو للخلفاء ان يكثروا من ترديد الأية الكريمة
– قل اللهم ملك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شئ قدير
- كان الخلفاء العباسيين شغوفين بالجواري , فكان لكل منهم جيشا منهن , يرفلن في ابهى الكساء والحلل , يبالغن في اناقتهن و زينتهن و يتبارين في ثياب السندس والأستبرق ويختلن في الجواهر النفيسة متخذات منها تيجانا واقراطا وخلاخيل وقلائد . فكان شغف الرشيد بالعربيات و شغف المأمون بالمسيحيات اما شغف المعتصم فكان بالغلمان والجواري التركيات الذي اضطر اخيرا الى نقل مركز الخلافة الى مدينة سامراء ليجنب اهالي بغداد شرهم واذاهم .

نــجــم
26-04-2011, 12:52 AM
لقد انحدر معظم الجواري من دول وثقافات مختلفة , كان تأثيرهن على المحيط العربي بالغا حتى ان قسما منهن دخلن قصر الخلافه وصار بعض الخلفاء من ابنائهن , فالمنصور امه جارية حبشية والرشيد امه جارية رومية والمأمون امه جارية فارسية .
كان الرشيد يستكثر منهن في قصوره حتى تجاوز عددهن عن اربعة الاف جارية , كانت ضياء وخنث وسحر افضلهن عنده ولسان حاله
ملك الثلاث الأنسات عناني
وحللن من قلبي بكل مكاني
مالي تطاوعني البرية كلها
واطيعهن وهن في عصياني
ما ذاك الا ان سلطان الهوى
وبه عززن اعز من سلطاني
كان بعض الجواري يحسن نظم الغزل المثير , يكتبنه على عصائبهن وثيابهن ومناديلهن
منها هذا البيت :
اتهون الحياة بلا جنون ؟
فكفوا عن ملاحقة العيون
وفي اخبار الخليفة المهدي ان جاريته اهدت اليه تفاحة بعد ان نقشت عليها
هدية مني الى المهدي
تفاحة تقطف من خدي
محمرة مصفرة طيبة
كأنها من جنة الخلد
كما روي عن الخليفة المتوكل انه رأى جارية وقد نقشت اسمه على خدها فأعجبه ذلك وطلب ان ينشد الحدث نظما ملحنا فأنطلقت شاعرة القصر عريب تغني بصحبة الأوتار
لئن اودعت خطا من المسك خدها
فقد اودعت قلبي من الوجد اسطرا
كن بعض الجواري يتقن نظم الشعر وفن الغناء او الرقص معا مما كان يرفع من مستواهن الفني و يزيد من انوثتهن سحرا واغراء , فيغدون فتنة من فتن العصر كالجارية عريب مطربة المتوكل والجارية دنانير مطربة البرامكة .
كان العرب يستعذبون سماع قصائد ابن الجهم , ينشدونها في مجالس افراحهم منها
الورد يضحك والأوتار تصطخب
والناى يندب اشجانا وينتحب
والراح تعرض في نور الربيع كما
تجلى العروس عليها الدر والذهب
كانت اعياد المسلمين العرب تشمل عيد الفطر وعيد الأضحى المبارك فكانوا يستهلون الصباح الأول منه بصلاة العيد ثم يتبادلون التهاني و الزيارات العائلية او يلتقون في الساحات العامة يمرحون او يجتمعون حول ابي الشمقمق في بغداد الذي كان يضحكهم بنوادره او يخرجون الى احضان الطبيعة لشم النسيم , فمنهم من يتهادى على صفحة مياه دجلة في زوارق جميلة يضجون بالغناء مسرورين ومنهم من يختلي بين الخمائل تحت ظلال الشجرعلى طريقتهم الخاصة وفي هذا السياق ينشد الشاعر البحتري مزهوا
اشرب على زهر الرياض يشوبه
زهر الخدود وزهرة الصهباء
من قدح ينسي الهموم ويبعث
الشوق الذي قد ضل في الأحشاء
اما اعياد المسلمين الفرس فكانت المهرجان و الربيع , لكن الأخير – نوروز – كان اكبر اعيادهم , يخرجون فيه مع بزوغ الشمس الى المروج الخضراء بملابسهم الزاهية محتفلين مغتبطين , يتبادلون التهاني والهدايا والتهادي بالورد , يقضون النهار بطوله في احضان الطبيعة يمرحون ويستمتعون بأريج زهبرات الفصل البهيج .
اما الفرس المجوس فكان من عادتهم ان يحتفلوا بعيدهم بعد غروب الشمس , حيث كانوا يقضون ساعات الليل يرقصون حول لهيب النيران المشتعلة وهم فرحين يعلون اصواتهم بالغناء منشدين
- قد قابلتنا الكوؤس ودابرتنا النحوس
واليوم هرمزد روز قد عظمته المجوس
وهرمزد هذا هو اسم اله النور على حد زعمهم - .

نــجــم
26-04-2011, 12:52 AM
اما اعياد النصارى فكانت كثيرة لكن اهمها كانت عيد الميلاد و الفصح و الشجرة وكانوا يزينون روؤسهم بأكاليل الورد وفي ايدهم الخوص والزيتون كما كانوا يحيطون مجالسهم بالزهور والرياحين ودفئ الشموع . وكان احتفالهم بعيد الفصح متميزا , وعندهم ان النبي الله عيسى عرج الى السماء في مثل هذا اليوم بعد صلبه بثلاثة ايام . كان اكثر مناطق العراق احتفالية هي الدير الأعلى في الموصل ودير سمالو في شرق بغداد وكان عشاق الطرب يسافرون اليها اما عن طريق الدواب او عن طريق نهر دجلة وكان المحتفلون يتبارون في زيهم و زينتهم , يشربون الأنخاب و يضجون في اغاني راقصة صاخبة حتى الصباح , و يصف الشاعر عبد الملك هذه المشاهد قوله ,
ورب يوم في سمالو تم لي
فيه السرور وغيبت احزانه
فتلاعبت بعقولنا نشواته
وتوقدت بخدودنا نيرانه
حتى حسبت ان البساط سفينة
والدير ترقص حولنا حيطانه
كانت البساتين في ضواحي المدن تحتضن الحانات التي كانت تعج بالجواري والغلمان صباح مساء , تخفق لأغانيها المعازف والطنابير والدفوف وتهيئ لروادها اللهو المباح و غير المباح , ومن حولهم الشياطين , يكثر فيها حديث الفسق والصبوة و ثرثرة المجوس و الزنادقة الذين كانوا يفتحون الباب على مصراعيه للتهجم على العرب والنيل من تاريخهم و ثقافتهم بل والدس على الأسلام نفسه متشامخين بحضارتهم القديمة , وكان البرامكة دوما يذكون هذه التحرشات .
وفي هذا الجو المتوتر كان الدور التاريخي للثقافة العربية المرتبط بالمضمون الحضاري الأسلامي الديني والوطني والعرقي يتعرض لخطر فقدان الهوية من الجذور .
فقد شكلت هذه التصورات الخاطئة ارضية خصبة في اشتداد نزعة الشعوبية التي تتعارض مع الأسلام الذي اعلن منذ اليوم الأول انه لا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى , اذ ليست العروبة ولا العجمة ميزة في ذاتها تعلي من شأن صاحبها - ...... كان الفرس قبل الأسلام مجوسا , والمجوسيه منحدرة من الدين الزرادشتي الذي ظهر 700 سنه قبل الميلاد , يعتقد بوجود الهين هما – اهورامزدا – منبع النور واصل الخير في العالم و – اهرمن – وهو رمز الظلمة ومبدأ الشر في الوجود , وعندهم النار شعار الطهر , فهم يقدسونها لكنهم لا يعبدونها , ثم تليها المانوئية وهي الفكر المجوسي الثاني الذي ظهر 300 سنة بعد الميلاد . تحرم ذبح الحيوان لكنها تبيح الزواج من المحارم وعقيدتهم هي مزيج من الزرادشتية والنصرانية والبوذية ولها طقوس عبادية خاصة بها. واما الفكر المجوسي الثالث فهي المزدكية , اخطر من سابقاتها لأنها تضيف الى العقيدة المجوسية نزعة الأباحية . وقد عمل الداعية الخليع شلمخان من هذه المحرمات سننا وشرائع........ هكذا كانت هذه المعتقدات الشاذة وبالا على الأسلام , والغريب في الأمر ان المسلمين لم ينتبهوا الى حقيقة المجوسية في بادئ الأمر و اعتبروها ضربا من التعاليم السماوية . و نظروا اليها بأحترام , لذلك ظلت حية قوية حتى ادرك الخليفة المهدي العباسي ابعاد كفرها فأنقلب يفتك بهم , وعلى اثر ذلك اقبل الكثير من المجوس واعلنوا اسلامهم , لكن هذا الأسلام كان في لسانهم لا في قلوبهم .

نــجــم
26-04-2011, 12:53 AM
كتر الرقيق في العصر العباسي كثرة مفرطة . فقد انتشرت تجارته الى حد كان سوق النخاسة في بغداد يحمل اسمه . فيه مواصفات الجنسين , من كل دين ولغة ولون وعنصر تعرض تحت اعين الرجال .
كان الناس في المجتمع العباسي يعشقون الغناء , فقد اقترنت موسيقى الطرب لديهم برقة عواطفهم وخلجات نفوسهم , حتى غدت نعيمهم المفضل , تثير فيهم البهجة والسرور الى حد كانوا يستقبلون عذوبة الألحان بالدموع . ولهذا كثرت مجالس الأنس والسمر لكن تفشى فيها الغزل الماجن , كان سببا لأفساد الشباب , هذا الغزل الذي لا تصان فيه كرامة المرأة و الرجل معا , وكان شعراء الخمرة يغذون حفلاتهم بأشعار مثيرة من امثال مسلم بن وليد الذي يقول
ان كنت تسقيني غير الراح فأسقيني
كأسا الذ بها من فيك تشفيني
عيناك راحي وريحاني حديثك لي
ولون خدك لون الورد يكفيني
وابن بردي يقول :
يا ساقيا خصني بما تهواه
لا تمزج اقداحي رعاك الله
دعها صرفا فأنني امزجها
اذ اشربها بذكر من اهواه
ويقول مطيع بن الياس:
اخلع عذارك في الهوى
واشرب معتقة الدنان
لا يلهينك غير ما تهوى
فأن العمر فان
والشاعر البصير بشار يقول :
حوراء ان نظرت اليك
سقتك بالعينين خمرا
وابو تمام في وصف الخمرة :
جهنمية الأوصاف الا انهم
وصفوها بجوهر الأشياء
اما ابو نؤاس فيقول :
الا فاسقني خمرا وقل لي هي الخمر
ولا تسقني سرا ان امكن الجهر
وبح بأسم من تهوى ودعني عن الكنى
فلا خير في اللذات من دونها ستر
واخيرا يمضي ويدعوا في خمرياته الى العدول عن وصف الأطلال ويقول
لا تبك ليلى ولا تطرب الى هند
واشرب على الورد من حمراء كالورد
كأسا اذا انحدرت في حلق شاربها
اجدته حمرتها في العين والخد
فالخمر ياقوته والكأس لؤ لؤة
في كف جارية ممشوقة القد
تسقيك من يدها خمرا ومن فمها
خمرا فما لك من سكرين من بد
ورث المجتمع العباسي من الفرس كل ما كان عندهم من ادوات لهو ومجون , فكان عشاق الخمرة يعبون منها ما يشاؤون , حتى اصبح الأدمان عليها ظاهرة عامة , ومما ساعد على انتشارها اجتهاد زمرة من الفقهاء على تجويز بعض انواعها , رغم وجود نص النهي عنها في القرأن الكريم .
كانت المغنيات في العصر العباسي يجلبن من كل حدب وصوب وكانت اموال المسلمين تنثر عليهن بأفراط شديد . يكفي ان تقوم مطربة بأحياء حفلة غنائية ترضي مزاج الخليفة حتى يأمر لها بمئة الف درهم . وقد بلغ اهتمام الخلفاء بالطرب حدا جعل هارون الرشيد يأمر مغني القصر ابراهيم الموصلي ان يختار له مئة من الأصوات الملائمة والموجودة حاليا في كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني .

نــجــم
26-04-2011, 12:53 AM
لقد اتصفت حياة الخلفاء ومن لف لفهم بالبذخ والترف الصارخ , فكان على الشعب الكادح ان يتصبب عرقا ويتجرع من غصص الحياة ما يطاق وما لا يطاق ليتهئ لهؤلاء الحكام اسباب النعيم . يروي المؤرخ ابن طيفون انه دعي الى قصر الخلافة لحضور حفلة زفاف الخليفة المأمون على عروسته بوران , فبعد الأنتهاء من العشاء الذي كان يتكون من ثلاثمئة لونا من الطعام , قدم الى الضيوف في اواني من الذهب والفضة , وبعدما قام الخليفة واجلس عروسته على حصير منسوج من الذهب ومكلل بأبهى صنوف الجواهر , قدم اليها الف ياقوتة بعد ان اوقد لها شموع العنبر , بعد ذلك بدأ المأمون ينثر مسقول البندق على رؤوس المحتفلين . كانت كل بندقة تحوي على رقاق كتب عليه اسم قرية او جارية او فرس , فالضيف الذي يحظى بواحدة منها يذهب الى الوكيل ليتسلم حصته , فأن كان من نصيبه قرية , غدا حاملها تلك الليلة صاحب ضيعة بما فيها من الكائنات الحية وممتلكات عقار وبساتين ثمر .
انني اتسائل , الم يكن تحقيق العدالة الأجتماعية في مقدمة الأهداف لظهور الأسلام ؟ ... فأذا كان الأمر كذلك , فبأي تبرير يتغافل حكام المسلمين من تطبيق هذا الهدف ؟؟
ولعل هذه الممارسات وما رافقها من اعتصار الشعب هو السبب في كثرة الثورات على العباسيين , وايضا لعله السبب على اقبال بعض الناس للأيمان بالمهدي المنتظر يدعون الله ان يظهره ليخلصهم من بلواهم وينشر العدل بينهم .
لقد انتشر في المجتمع العباسي مظاهر التألق والتأنق في الأزياء والزيارات ومراسيم القبول واداب المائدة خاصة في الطبقات الأرستقراطية الناشئة . كما سرى بين النساء الحرائر شغف التهادي بالعطور النادرة كعطر النرجس والياسمين والمسك والكافور , يعجن بطيب الأريج و يتبخترن بعبقها الزكي و يتمسحن بدهن الزعفران من المفرق الىالقدم , بينما اقتصر شغف العوائل في تزيين بيوتهن بالورد والرياحين التي كانت تملئ اجوائها بشذا عطرها الفواح ,فكانت احلى دلالة لمعاني الود والوداد مثلما كانت باعثا لألهام الشعراء بمشاعر الخصب و الخيال . وعلى اثر ذلك كثرت حقول الورد في ضواحي بغداد و في كل مكان , وفي هذا السياق يقول ابن الجهم
لم يضحك الورد الا حين اعجبه
حسن الرياض وصوت الطائر الغرد
بدا فأبدت لنا الدنيا محاسنها
وراحت الراح في اثوابها الجدد
قامت بجنته ريح معطرة
تشفي القلوب من الهم والكمد .
اما مقاييس الجمال في عين المرأة العباسية فكانت كلأتي : الأنف كالسيف والعين كعين الغزال والعنق كابريق فضة والساق كالجمار والشعر كالعنقود

نــجــم
26-04-2011, 12:54 AM
لقد شاعت في بغداد قولة السوء في الخليفة الأمين بعد ان اكتظ قصره بالغلمان , ودرءا للسمعة ارسلت اليه امه زبيده بعشرة من الجواري بعد ان البستهن ثياب الغلمان لتصرف ابنها عن سلوكه المنحرف , وبذلك ظهر مصطلح الغلاميات , لعل ذلك هو السر في ان ابا نؤاس كان كثيرا ما يستعمل ضمير المذكر في شعر غزل البنات . كذلك كان الأمين مغرما بالخمرة , حيث كان لاسبيل له الى احتسائها الا متتابعا , حتى اذا نام واستيقظ في السحر طلب الى نديمه ابي نؤاس ان ينشطه ببعض الأبيات فيقول :
نبه نديمك قد نعس
يسقيك كأسا في الغلس
صرفا كأن شعاعها
في كف شاربها قبس
تذوا الفتى وكأنما
بلسانه منها خرس
يدعى فيرفع رأسه
فأذا استقل به نكس
فيهش ( امير المؤمنين ) ويدعوا بالشراب ليصطحب به لليوم التالي وينعم بنشوته , غير مبالي لحرمة دين ولا لوقار خلافة .
لقد حطم سلوك بعض خلفاء بني العباس الحاجز النفسي للأمة الأسلامية عن طريق نشر المفاسد التي زخرت بها قصورهم الى درجة كان اهالي بغداد يصفونها بالحانات الليلية .
اني اتسائل مستاء , اي اسلام هذا الذي لا يطيب لخلفائه السهر الا مع السكارى والمنحرفين ولا يغمض لهم جفن الا على طبول الغلمان ورقص الجاريات واوتار المغنين ؟ اي اسلام هذا ؟

وقبل ان اختتم حديثي عن شعر الغزل الماجن لابد لي ان امضي الى ابي نوأس , الذي طغت ثورته على كل دين وعرف وقانون و تحولت في بعض جوانبها الى صياح وعجيج وضجيج , ومن شعره
انما العيش سماع ومدام وندام
فأذا فاتك هذا , فعلى الدنيا السلام
وله ثنايا غزلية رائعة من قبيل
يا من له في عينه عقرب
فكل من مر بها تضرب
ومن له شمس على خده
طالعة بالسعد ما تغرب
و عندما شاهد حبيبته تندب جارتها خاطبها قائلا
ياقمرا ابصرت في مأتم
يندب شجوا بين اتراب
يبكي فيذرف الدر من نرجس
ويلطم الخد بعناب
لا تبكي ميتا حل في قبره
ابكي قتيلا لك بالباب
تفتحت المواهب الشعرية عند ابي نوأس وهو لم يزل في السادسة من عمره , كان مليحا صبيحا . يروى ان صبية وضيئة الوجه مرت به فمازحته ساعة ثم رمت اليه بتفاحة معضعضة مداعبة اياه فقال لها على البديهة
ليس ذاك العض من عيب لها
انما ذاك سؤال للقبل
وقد قيم الجاحظ ادب ابي نؤاس قوله , ما رأيت احدا كان اعلم منه باللغة ولا افصح منه لهجة ولا اكثرمنه حلاوة كما قيم شعره ووصفه بالمسك والعنبر كلما حركته ازداد طيبا

نــجــم
26-04-2011, 12:54 AM
وقد اعتبره النقاد سلطان شعر الغزل , تربع على عرشه عبر العصور دون منازع .
وعندما بدا الرشيد يفتك بالبرامكة , لم يرق له ذلك , فالبرامكة كانوا اصدقائه وبني جنسه ولذا ترك ابو نؤاس بغداد مغتاظا قاصدا الفسطاس في مصر , وحينما حياه واليها الخصيب رد له التحية بهذين البيتين مرتجلا
انت الخصيب وهذه مصر
فتدفقا فكلاكما بحر
النيل ينعش ماءه مصرا
ونداك ينعش اهله الغر
ورغم الحفاوة البالغة التي تلقاها ابو نؤاس الا انه لم يطق الحياة هناك طويلا فقد اشتد به الحنين الى الوطن , وعجز من كبت اشتياقه , بعد ان ذاب في طيب العراق وهام في خلائق اهله , فكر راجعا الى بغداد , حتى اذا ما وصل حول قصر الخلافة العباسية فيها الى مقصف كبير للطرب .
لقد كثرت في زمانه ظاهرة التخنث عند الرجال , فعندما كانت تسقط عنهم رجولتهم , يلبسون لبس النساء ويتشبهون بهن في الحركات والكلام والتزين كصبغ الشعر ووضع الحناء على الأضافر , وكان بالمقابل من يتشبه من الجواري بالغلمان لفتا للشباب .
وعندما شاخ ابو نؤاس تحول الى ناسك زاهد وتاب الى ربه وعلته مظاهر الورع والتقوى وظهرت علامات السجود في جبهته واطال لحيته وحمل التسابيح في يمناه والمصحف في يسراه , مبتهلا الى الله ان يغفر له ذنوبه , وبدأ ينظم الشعر العفيف

نــجــم
26-04-2011, 12:54 AM
كأن ثيابه اطلع
ن من ازراره قمرا
يزدك وجهه حسنا
اذ ما زدته نظرا
لم يقتصر نظم الشعر في العصر العباسي على الغزل المكشوف انما كان هناك الشعر العفيف الذي بقى طاهرا تمده منابع الأدب الرصين عند شعراء نجد وكانوا يسمونه بالحب العذري المتسم بالحشمة والأدب , هذه بعض الأبيات للشاعرة عريب .
ادور في القصر لا ارى احدا
اشكو اليه ولا يكلمني ,
حتى كأني اتيت بمعصية
ليس لها توبة تخلصني ,
فمن شفيع لي الى حبيب
زارني في الرؤيا وصالحني
حتى اذا الصباح عاد لي
عاد الى هجره وقاطعني .-
يتضح للقارى الكريم ان صفحة الحياة التي كانت مثقلة بالفضائح الأخلاقية في المجتمع العباسي كانت تقابلها صفحة اخرى مضيئة بشعر الورع والتقوى ففي الوقت الذي كانت الحانات الليلية تعج بالماجنين والفجار تفوح منها رائحة المعاصي كانت مساجد بغداد عامرة بالعباد يعلوها صراخ الوعاظ في وجه الخلعاء و المنحرفين ان يخافوا الله ويزدجروا , كان الشاعر ابو العتاهية ضمن هؤلاء التقاة الذي يقول
الهي لا تعذبني فأني
مقر بالذي قد كان مني
وما لي حيلة الا رجائي
لعفوك ان عفوت وحسن ظني
....ويقول ناصحا
احذرالأحمق ان تصحبه
انما الأحمق كالثوب العلق
كلما رقعته من جانب
زعزعته الريح يوما فأنخرق
واذا عاتبته كي يرعوي
زاد شرا وتمادى في الحمق
و في مكارم الأخلاق يقول صالح عبد القدوس
المرء يجمع والزمان يفرق
ويظل يرفع والخطوب تمزق
ولأن يعادي عاقلا خير له
من ان يكون له صديق احمق
فأربأ بنفسك ان تصادق احمقا
ان الصديق على الصديق مصدق
وزن الكلام اذا نطقت فأنما
يبدي عقول ذوي العقول المنطق
..... كما يقول
احذرمصاحبة اللئيم فأنه
يعدي كما يعدي الصحيح الأجرب
يلقاك يحلف انه بك واثق
واذا توارى عنك فهو العقرب
يعطيك من طرف اللسان حلاوة
ويروغ عنك كما يروغ الثعلب
واحفظ لسلنك واحترس من لفظه
فالمرء يسلم بلسانه ويعطب
والسر فأكتمه ولا تنطق به
ان الزجاجة كسرها لا يشعب
و في رفعة الصداقة والصديق يقول بشار بن برد
اذا كنت في كل الأمور معاتبا
صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
فعش واحدا او صل اخاك فأنه
مفارق ذنب تارة ومجانبه
اذا انت لم تشرب مرارا على القذى
ظمئت واي الناس تصفوا مشاربه
وفي فضائل الأخلاق يقول ابن الجهم
وعاقبة الصبر الجميل جميلة
وافضل اخلاق الرجال التفضل
وللخير اهل يسعدون بفعله
وللناس احوال بهم تتنقل
ولله فينا علم غيب وانه
يوفق منا من يشاء ويخذل
اما في الشعر الصوفي فقد برز الحلاج لكنه تطرف حتى وصل به الأمر الى ان يدعي ان روح الله حلت في كيانه لذا كان يقول – انا الله - وقد افتى مجلس القضاة للمذاهب الأسلامية في بغداد على قتله . و من نظمه وهو يخاطب جل شأنه
مزجت روحك في روحي كما
تمزج الخمرة في الماء الزلال
فأذا مسك شي مسني
فأذا انت انا في كل حال
وقال
انا من اهوى ومن اهوى انا
نحن روحان حلت بدنا ,
فأذا ابصرتني ابصرته
واذا ابصرته ابصرتنا -
ومن جانب اخر استعر شعر المجوسية لدى بشار الذي رفع رايتها قوله
الأرض مظلمة والنار مشرقة
والنار معبودة مذ كانت النار-
ابليس افضل من ابيكم ادم
فتنبهو يا معشر الفجار
النار عنصره وادم طينه
والطين لا يسموسمو النار –
وبتهمة الألحاد امر الخليفة العباسي المنصور ان يقتل رجما
و في شعر التشكي يقول بشار بن برد متوجعا لفقدانه حاسة البصر
خليلي ما بال الدجى ليس يبرح
وما بال ضوء الصبح لا يتوضح
اضل الصباح المستنير طريقه ؟
ام الدهر ليل كله ليس يبرح
وفي الحنين للوطن يقول ابن الجهم
عيون المها بين الرصافة والجسر
جلبن الهوى من حيث ادري ولا ادري
اعدن لي الشوق القديم ولم اكن
سلوت ولكن زدن جمرا الى جمر
وفي محبة الوطن والذود عنه يقولالعرفاني ابن الرومي قصيدته الجليلة مطلعها
ولي وطن اليت الا ابيعه
وان لا يرى غيري له الدهر مالكا
وهذا نموذج من الشعر الشعبي للشاعر الأمي خبز ارزي الذي كان ينشد قصائده عاليا من مخبزه في البصرة فيتقاطر حوله الشباب لسماع شعره العذب قوله
خليلي هل ابصرتما او سمعتما
بأكرم من مولى تمشى الى عبد ؟
اتى زائرا من غير وعد وقال لي
اصونك عن تعليق قلبك بالوعد
فما زال كأس الوصل بيني وبينه
يدور بأفلاك السعادة والسعد
فطورا على تقبيل نرجس ناظر
وطورا على تعضيض تفاحة الخد

ويقول بعدما قاده خياله الخصب الى طرفة نفسية تعذر عليه التمييز بين هلال الدجى من هلال البشر

رأيت الهلال ووجه الحبيب
فكان هلالين عند النظر
فلم ادري من حيرتي فيهما
هلال الدجى من هلال البشر
ولولا التورد في الوجنتين
وما راعني من سواد الشعر
لكنت اظن الهلال الحبيب
وكنت اظن الحبيب القمر


المصادر
كتاب العصر العباسي الأول – شوقي ضيف الجزء الأول الطبعة الثامنة القاهرة 1982
كتاب العصر العباسي الثاني – شوقي ضيف الجزء الثاني الطبعة الثانية القاهرة 1975

نــجــم
26-04-2011, 12:54 AM
أبو الشيص الخزاعي
130 - 196 هـ / 747 - 811 م
محمد بن علي بن عبد الله بن رزين بن سليمان بن تميم الخزاعي.
شاعر مطبوع، سريع الخاطر رقيق الألفاظ.
من أهل الكوفة غلبه على الشهرة معاصراه صريع الغواني وأبو النواس. وانقطع إلى أمير الرقة عقبة بن جعفر الخزاعي فأغناه عقبة عن سواه.
ولقبه أبو الشيص ويقال للنخلة إذا لم يكن لها نوى وذلك رديء مذموم.
وهو ابن عم دعبل الخزاعي، عمي في آخر عمره قتله خادم لعقبة في الرقة.

نــجــم
26-04-2011, 12:54 AM
من قصائده

بغداد بعداً لا سَقَى
ساحاتها صوبُ السحابْ
عمر الإله ديارها
بالعاويات من الكلابْ

نــجــم
26-04-2011, 12:55 AM
أبو العَتاهِيَة
130 - 211 هـ / 747 - 826 م
إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق.
شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. ولد ونشأ قرب الكوفة، وسكن بغداد.
كان في بدء أمره يبيع الجرار ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم. وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي المهدي، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه، فأطلقه. توفي في بغداد

نــجــم
26-04-2011, 12:55 AM
من قصائده

للهِ أنتَ علَى جفائِكَ
ماذا أُوِملُ مِنْ وَفائِكْ
إنِّي عَلَى مَا كانَ مِنْكَ
لَوَاثِقٌ بجبيلِ رأْيكْ
فَكّرْتُ فيما جَفَوْتَني،
فوَجدتُ ذاكَ لطولِ نايِك
فرَأيتُ أنْ أسعَى إلَيْـ
ـكَ وأنْ أُبادِرَ في لِقائِك
حتَّى أُجدَّ بِمَا تَغَيَّرَ
ـرَ لي وأخْلَقَ مِنْ إخائِك

نــجــم
26-04-2011, 12:56 AM
أبو الفضل الميكالي
? - 436 هـ / ? - 1045 م
عبيد الله بن أحمد بن علي الميكالي أبو الفضل.
أمير من الكتاب الشعراء، من أهل خراسان، صنف الثعالبي (ثمار القلوب) لخزانته وأورد في يتيمة الدهر محاسن ما نثره ونظمه.
وكذلك مختارات من كتابه المخزون المستخرج من رسائله.
وسماه صاحب فوات الوفيات "عبد الرحمن بن أحمد" وأورد من شعره ما يوافق بعض ما في اليتيمة، مما يؤكد أنهما شخص واحد.
وذكر له من المؤلفات مخزون البلاغة، (المنتحل -ط) و(ديوان شعره) وغيره.
وفي كشف الظنون أسماء بعضها منسوبة إلى مؤلفها عبيد الله بن أحمد.

نــجــم
26-04-2011, 12:56 AM
من قصائده

إني تغدّيتُ صدرَ يومي
ثم تأذيتُ بالغداءِ
فقلت إذ مَسّني أذاه
أرى غدائي أراغَ دائي

نــجــم
26-04-2011, 12:56 AM
أبو الفضل العَبّاسِ بنِ الأَحنَف
? - 192 هـ / ? - 807 م
العبّاس بن الأحنف بن الأسود، الحنفي (نسبة إلى بني حنيفة)، اليمامي، أبو الفضل.
شاعر غَزِل رقيق، قال فيه البحتري: أغزل الناس، أصله من اليمامة بنجد، وكان أهله في البصرة وبها مات أبوه ونشأ ببغداد وتوفي بها، وقيل بالبصرة.
خالف الشعراء في طرقهم فلم يمدح ولم يَهجُ بل كان شعره كله غزلاً وتشبيباً، وهو خال إبراهيم بن العباس الصولي، قال في البداية والنهاية: أصله من عرب خراسان ومنشأه ببغداد.

نــجــم
26-04-2011, 12:56 AM
من قصائده

كُنتُ أغنَى النّاسِ كُلّهِمُ
عنكِ لَولا الشؤمُ والنّكدُ
إنما أبكي على جسدٍ
قَد بَراهُ الشّوقُ والكَمَدُ
ليتَهم إن عُوقبُوا بدمي
وجَدُوا مِثلَ الذي أجِدُ
منعوا عَيْني الرّقَادَ وَهُمْ
لا يُبالوني إذا رقدوا

نــجــم
26-04-2011, 12:56 AM
غالب بن عبد القدوس بن شبث ابن ربعي الرياحي اليربوعي، أبو الهندي
شاعر مطبوع، أدرك الدولتين الأموية والعباسية. وكان جزل الشعر سهل الألفاظ لطيف المعاني. إقامته في سجستان وخراسان. وكان يتهم بفساد الدين. واستفرغ شعره في وصف الخمر، وهو أول من تفنن في وصفها من شعراء الإسلام. وكان سكيراً خبيث السكر، رؤي في خراسان يشرب على قارعة الطريق. ومات في إحدى قرى (مرو) قيل: كان مع بعض أصحابه، فنهض ليلاً ليقضي حاجة فسقط من السطح، فلما أصبحوا وجدوه متدلياً من السطح وقد مات. أخمل ذكره ابتعاده عن بلاد العرب. وجمع معاصرنا عبد الله الجبوري ما يقارب 180 بيتاً من شعره، أضاف إليها بعص أخباره، في كتاب (ديوان أبي الهندي وأخباره - ط).

نــجــم
26-04-2011, 12:56 AM
من قصائده

لَمَّا سَمِعتُ الديكَ صاحَ بسحرةٍ
وَتَوَسَّطَ النَسران بَطنَ العَقرَبِ
وَتَتابعت عُصَب النُجومِ كَأَنَّها
عُفرُ الظِّباءِ عَلى فُروعِ المرقَبِ
وَبَدا سهيلٌ في السَماءِ كَأَنَّهُ
ثورٌ وَعارضَه هِجانُ الرَبرَبِ
نَبَّهتُ نَدماني فَقُلتُ لَهُ اِصطَبِح
يا ابنَ الكرامِ مِنَ الشَرابِ الاصهَبِ
صَفراَء تَنزو في الإِناءِ كَأَنَّها
عَين الجَرادَةِ أَو لُعابُ الجُندَبِ
نَزوَ الدَبا مِن حَرِّ كلِّ ظَهيرةٍ
وَقّادَةٍ حرباؤُها يَتَقَلَّب

نــجــم
26-04-2011, 12:57 AM
أَبو تَمّام
188 - 231 هـ / 803 - 845 م
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.
أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها.
كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.
في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.
وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.
وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.

نــجــم
26-04-2011, 12:57 AM
من قصائده

ألاَ تَرَى ما أصدَقَ الأنواءَ
قَدْ أفنَتِ الحَجْرَة واللَّلأوَاءَ؟
فلَوْ عصَرْتَ الصَّخْرَ صارَ ماءَ
مِنْ لَيْلة ٍ بِتْنا بِها لَيْلاءَ
ان هي عادت ليلة ً عداءَ
أصبحَتِ الأرْضُ إِذَنْ سَماءَ

نــجــم
26-04-2011, 12:58 AM
أبو فِراس الحَمَداني
320 - 357 هـ / 932 - 967 م
الحارث بن سعيد بن حمدان التغلبي الربعي، أبو فراس.
شاعر أمير، فارس، ابن عم سيف الدولة. له وقائع كثيرة، قاتل بها بين يدي سيف الدولة، وكان سيف الدولة يحبه ويجله ويستصحبه في غزواته ويقدمه على سائر قومه، وقلده منبج وحران وأعمالها، فكان يسكن بمنبج ويتنقل في بلاد الشام.
جرح في معركة مع الروم، فأسروه وبقي في القسطنطينية أعواماً، ثم فداه سيف الدولة بأموال عظيمة.
قال الذهبي: كانت له منبج، وتملك حمص وسار ليتملك حلب فقتل في تدمر، وقال ابن خلّكان: مات قتيلاً في صدد (على مقربة من حمص)، قتله رجال خاله سعد الدولة.

نــجــم
26-04-2011, 12:58 AM
من قصائده

صاحبٌ لمَّـا أساءَ
أتبعَ الـدَّلوَ الرشاءَ
ربَّ داءٍ لا أرى منــ
ــهُ سوى الصبرِ شفاءَ
أحمدُ اللهَ على ما
سرَّ منْ أمري وساءَ

نــجــم
26-04-2011, 12:58 AM
أبو منصور الثعالبي
350 - 429 هـ / 961 - 1038 م
عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي.
من أئمة اللغة والأدب، من أهل نيسابور، كان فراءاً يخيط جلود الثعالب، فنسب إلى صناعته.
واشتغل بالعلم والأدب فنبغ فيهما.
وصنف الكتب الكثيرة الممتعة، منها: (يتيمة الدهر ـ ط) أربعة أجزاء في تراجم شعراء عصره، و(فقه اللغة ـ ط)، و(سحر البلاغة ـ طـ)، و(من غاب عنه المطرب ـ ط)، (وغرر أخبار ملوك الفرس ـ ط)، و( مكارم الأخلاق ـ ط).

نــجــم
26-04-2011, 12:58 AM
من قصائده

طلعَ الربيعُ بطلعة ِ السرَّاءِ
إذ جاءَنا بالنِّعمة ِ البيضاءِ
فابرُزْ إلى الصحراءِ في أيامِهِ
حتى ترى الغَبْراءَ كالخضراءِ
واشربْ على الحمراءِ والصفراء من
صهباءَ تُذهِبُ غُمَّة َ السوداءِ
والنَّقْلُ من ذكرِ ابن مشكان الذي
هو غُرّة ُ الكرماءِ والفُضَلاءِ

نــجــم
26-04-2011, 12:59 AM
أبو نُوّاس
146 - 198 هـ / 763 - 813 م
الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن صباح الحكمي بالولاء.
شاعر العراق في عصره. ولد في الأهواز من بلاد خوزستان ونشأ بالبصرة، ورحل إلى بغداد فاتصل فيها بالخلفاء من بني العباس، ومدح بعضهم، وخرج إلى دمشق، ومنها إلى مصر، فمدح أميرها ، وعاد إلى بغداد فأقام بها إلى أن توفي فيها.
كان جده مولى للجراح بن عبد الله الحكمي، أمير خراسان، فنسب إليه، وفي تاريخ ابن عساكر أن أباه من أهل دمشق، وفي تاريخ بغداد أنه من طيء من بني سعد العشيرة.
هو أول من نهج للشعر طريقته الحضرية وأخرجه من اللهجة البدوية، وقد نظم في جميع أنواع الشعر، وأجود شعره خمرياته.

نــجــم
26-04-2011, 12:59 AM
من قصائده

يارُبَّ مَجْلِسِ فِتْيانٍ سمَوْتُ له،
وَاللّيلُ مُحتَبِسٌ في ثوْب ظلماءِ
لِشُرْبِ صافية ٍ من صَدْرِ خابيَة ٍ
تَغْشى عيونَ نَداماها بلألاءِ
كأنّ مَنْظَرَها، والماءُ يقرَعُها،
ديباجُ غانيَة ٍ ، أو رقْمُ وَشّـاءِ
تَستنّ من مَرحٍ، في كفّ مُصْطبحٍ
من خمر عانة َ، أوْ من خمر سُوراءِ
كأنّ قَرْقَرَة َ الإبريق بَيْنَهُمُ
رجْعُ المَزَامير، أو تَرْجيعُ فأفاءِ
حتى إذا درَجتْ في القوْم، وَانتشرَتْ
همّتْ عيونُهُمُ منها بإغفاءِ
سألتُ تاجرها: كم ذا لعاصرها ؟
فقال: قصّر عَن هذاكَ إحصائي

نــجــم
26-04-2011, 12:59 AM
أَبو العَلاء المَعَرِي
363 - 449 هـ / 973 - 1057 م
أحمد بن عبد الله بن سليمان، التنوخي المعري.
شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.
وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،
من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و(رسالة الغفران-ط)، و(الفصول والغايات -ط)، و(رسالة الصاهل والشاحج).

نــجــم
26-04-2011, 01:00 AM
من قصائده
إيّاكَ والخمرَ، فهي خالبةٌ،
غالبةٌ، خابَ ذلك الغَلَبُ
خابيةُ الرّاح ناقةٌ حفَلَت،
ليس لها، غيرَ باطلٍ، حلَبُ
أشأمُ من ناقةِ البَسوس على النا
سِ، وإن يُنَلْ عندها الطلب
يا صالِ، خَفْ إن حلَبت دِرّتها،
أن يترامى بدائِها حَلَبُ
أفضلُ مما تضمُّ أكؤسُها،
ما ضُمّنتَه العِساسُ والعُلَبُ

نــجــم
26-04-2011, 01:00 AM
أسامة بن منقذ

أسامة الشيزري
488 - 584 هـ / 1095 - 1188 م
أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الكتاني الكلبي الشيزري أبو المظفر مؤيد الدولة.
أمير، من الجابر بني منقذ، أصحاب قلعة شيزر (بقرب حماة) ومن العلماء الشجعان، ولد في شيزر، وسكن دمشق، وانتقل إلى مصر سنة (540 هـ)، وقاد عدة حملات على الصليبيين في فلسطين، وعاد إلى دمشق.
ثم برحها إلى حصن كيفي فأقام إلى أن ملك السلطان صلاح الدين دمشق، فدعاه السلطان إليه، فأجابه وقد تجاوز الثمانين، فمات في دمشق،
وكان مقرباً من الملوك والسلاطين.
له تصانيف في الأدب والتاريخ منها: (لباب الآداب-ط)، و(البديع في نقد الشعر-ط)،
و(المنازل والديار-ط)، و(النوم والأحلام-خ)، و(القلاع والحصون )، و(أخبار النساء)، و(العصا-ط) منتخبات منه .
وله (ديوان شعر-ط )، وكتب سيرته في جزء سماه (الاعتبار-ط) ترجم إلى الفرنسية والألمانية.

نــجــم
26-04-2011, 01:00 AM
من قصائده

حتى مَتى أنا شأتِمٌ
إيماضَ بارِقة ٍ خَلُوبِ؟!
وإلامَ ألقَى الَّلائمِيـ
ـن عليكَ بالوجه القَطوب؟!
وأعللُ النفسَ العليلـ
ـلة َ فيك بالأملِ الكذوبِ
وأقول: تصلحك الخطو
بُ، وأنت من بعض الخطوبِ

نــجــم
26-04-2011, 01:00 AM
ابن الخياط
450 - 517 هـ / 1058 - 1123 م
أحمد بن محمد بن علي بن يحيى التغلبي أبو عبد الله.
شاعر، من الكتاب، من أهل دمشق مولده ووفاته فيها.
طاف البلاد يمدح الناس، ودخل بلاد العجم وأقام في حلب مدة له (ديوان شعر - ط) اشتهر في عصره حتى قال ابن خلكان في ترجمته: "ولا حاجة إلى ذكر شيء من شعره لشهرة ديوانه".

نــجــم
26-04-2011, 01:01 AM
من قصائده

عَتادُكَ أنْ تشنَّ بها مغارا
فقُدْها شُزَّباً قبَّاً تَبَارى
كأنَّ أهِلَّة ً قَذفَتْ نُجُوماً
إذا قدحت سنابكُها شَرارا
وَهَلْ مَنْ ضَمَّرَ الجُردَ المَذاكي

كَمَنْ جَعلَ الطِّرادَ لها ضِمارا
كأنَّ الليلَ موتورٌ حريبٌ
يحاوِلُ عندَ ضوءِ الصُّبحِ ثارا
فليسَ يحيدُ عنها مستجيشاً
على الإصباح عثيرها المُثارا
أخَذْنَ بِثأْرِهِ عَنَقاً وَرَكْضاً
مددنَ على الصباحِ بهِ إزارا
وقد هبتْ سيوفُكَ لامعاتٍ
تُفرِّقُ في دجنتهِ نَهارا

نــجــم
26-04-2011, 01:01 AM
ابن الرومي
221 - 283 هـ / 836 - 896 م
علي بن العباس بن جريج أو جورجيس، الرومي.
شاعر كبير، من طبقة بشار والمتنبي، رومي الأصل، كان جده من موالي بني العباس.
ولد ونشأ ببغداد، ومات فيها مسموماً قيل: دس له السمَّ القاسم بن عبيد الله -وزير المعتضد- وكان ابن الرومي قد هجاه.
قال المرزباني: لا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس أو مرؤوس إلا وعاد إليه فهجاه، ولذلك قلّت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء وكان سبباً لوفاته.
وقال أيضاً: وأخطأ محمد بن داود فيما رواه لمثقال (الوسطي) من أشعار ابن الرومي التي ليس في طاقة مثقال ولا أحد من شعراء زمانه أن يقول مثلها إلا ابن الرومي.

نــجــم
26-04-2011, 01:01 AM
من قصائده

ضحك الربيعُ إلى بكى الديم
وغدا يسوى النبتَ بالقممِ
من بين أخضرَ لابسٍ كمماً
خُضْراً، وأزهرَ غير ذي كُمَم
متلاحق الأطراف متسقٌ
فكأنَّه قد طُمَّ بالجَلم
مُتَبلِّجِ الضَّحواتِ مُشرِقها
متأرّجُ الأسحار والعتم
تجد الوحوشُ به كفايتَها
والطيرُ فيه عتيدة ُ الطِّعَم
فظباؤه تضحى بمنتطَح
وحمامُه تَضْحِي بمختصم
والروضُ في قِطَع الزبرجد والـ
ياقوتُ تحت لآلىء ٍ تُؤم

نــجــم
26-04-2011, 01:01 AM
ابن الزيات
173 - 233 هـ / 786 - 847 م
محمد بن عبد الملك بن أبان بن حمزة، أبو جعفر المعروف بابن الزيات.
وزير المعتصم والواثق العباسيين، وعالم باللغة والأدب، من بلغاء الكتاب والشعراء.
نشأ في بيت تجارة في الدسكرة (قرب بغداد) ونبغ فتقدم حتى بلغ رتبة الوزارة. وعول عليه المعتصم في مهام دولته. وكذلك ابنه الواثق ولما مرض الواثق عمل ابن الزيات على توليه ابنه وحرمان المتوكل فلم يفلح، وولي المتوكل فنكبه وعذبه إلى أن مات ببغداد. وكان من العقلاء الدهاة وفي سيرته قوه وحزم.

نــجــم
26-04-2011, 01:02 AM
من قصائده



خَيرُ ما نالَت الرَّعِيَّةُ هذا ال
أَمنُ أَمنُ النُّفوسِ وَالأَموالِ
وَلَنا حاكِمٌ يُجاوِزُ هاذا
كَ وَهذا بِنا إِلى الإِفضالِ

نــجــم
26-04-2011, 01:02 AM
ابن الفارض
576 - 632 هـ / 1181 - 1235 م
عُمر بن علي بن مرشد بن علي الحموي الأصل، المصري المولد والدار والوفاة، الملقب شرف الدين بن الفارض.
شاعر متصوف، يلقب بسلطان العاشقين، في شعره فلسفة تتصل بما يسمى (وحدة الوجود).
اشتغل بفقه الشافعية وأخذ الحديث عن ابن عساكر، وأخذ عنه الحافظ المنذري وغيره، إلا أنه ما لبث أن زهد بكل ذلك وتجرد، وسلك طريق التصوف وجعل يأوي إلى المساجد المهجورة وأطراف جبل المقطم، وذهب إلى مكة في غير أشهر الحج ‌‍‍‍‍‍‍‍‍! ‍
وأكثر العزلة في وادٍ بعيد عن مكة.
ثم عاد إلى مصر وقصده الناس بالزيارة حتى أن الملك الكامل كان ينزل لزيارته.
وكان حسن الصحبة والعشرة رقيق الطبع فصيح العبارة، يعشق مطلق الجمال وقد نقل المناوي عن القوصي أنه كانت له جوارٍ بالبهنا يذهب اليهن فيغنين له بالدف والشبابة وهو يرقص ويتواجد.

نــجــم
26-04-2011, 01:02 AM
من قصائده

صدُّ حمى ظمئي لماكَ لماذا
وهَوَاكَ، قَلبي صارَ مِنهُ جُذاذا
إن كان في تَلَفي رِضَاكَ، صبَابَة ً،
ولكَ البقاءُ وجدتُ فيهِ لذاذا
كبدي سلبت صحيحة ً فامننْ على
رمقي بها ممنونة ً أفلاذا
يارامياً يرمى بسهمِ لحاظهِ
عَنْ قَوْسِ حاجِبِهِ، الحشَا إِنْفاذا
أنّى هجَرتَ لِهُجْرِ واشٍ بي، كَمَن
في لَومِهِ لُؤمٌ حَكَاهُ، فَهاذَى
وعلى َّ فيكَ منِ اعتدى في حجرهِ
فقد اغتدى في حجرهِ ملاذا

نــجــم
26-04-2011, 01:02 AM
ابن القيسراني
478 - 548 هـ / 1085 - 1153 م
محمد بن نصر بن صغير بن داغر المخزومي الخالدي، أبو عبد الله، شرف الدين بن القيسراني.
شاعر مجيد، له (ديوان شعر -خ) صغير. أصله من حلب، وولده بعكة، ووفاته في دمشق. تولى في دمشق إدارة الساعات التي على باب الجامع الأموي، ثم تولى في حلب خزانة الكتب. والقيسراني نسبة إلى (قيسارية) في ساحل سورية، نزل بها فنسب إليها، وانتقل عنها بعد استيلاء الإفرنج على بلاد الساحل. ورفع ابن خلكان نسبه إلى خالد بن الوليد، ثم شك في صحة ذلك لأن أكثر علماء الأنساب والمؤرخين يرون أن خالداً انقطع نسله.

نــجــم
26-04-2011, 01:02 AM
من قصائده

لا يغرنك في السيف المضاء
فالظبى ما نظرت منها الظباء
مرهفات الحد امهاها المها
وقضاها للمحبين القضاء
حدق علتها صحتها
ربما كان من الداء الدواء
خليا بين هواها ودمى
فعلى تلك الدمى تجري الدماء
في لقاء البيض السمى منى
دونها للبيض والسمر لقاء
داو أنفاسي بأنفاس الصبا
فلتعليل الهوى اعتل الهواء
كيف تشفى كبد ما برحت
أبدا تأوي إليها البرحاء
وجفون دمعها الساعي بها
فعليها من بكاها رقباء
هل محل الحب إلا أعين
خائنات وقلوب أمناء

نــجــم
26-04-2011, 01:03 AM
ابن المُعتَز
247 - 296 هـ / 861 - 908 م
عبد الله بن محمد المعتز بالله ابن المتوكل ابن المعتصم ابن الرشيد العباسي، أبو العباس.
الشاعر المبدع، خليفة يوم وليلة. ولد في بغداد، وأولع بالأدب، فكان يقصد فصحاء الأعراب ويأخذ عنهم.
آلت الخلافة في أيامه إلى المقتدر العباسي، واستصغره القواد فخلعوه، وأقبلو على ابن المعتز، فلقبوه (المرتضى بالله)، وبايعوه للخلافة، فأقام يوماً وليلة، ووثب عليه غلمان المقتدر فخلعوه، وعاد المقتدر، فقبض عليه وسلمه إلى خادم له اسمه مؤنس، فخنقه.
وللشعراء مراث كثيرة فيه.

نــجــم
26-04-2011, 01:03 AM
من قصائده

ألا انتظروني ساعة ً عندَ أسماءِ
وأترابِها، منهنّ بُرئي وأدوائي
ثنينَ الذيولَ وارتدين بسابغٍ
كحبّاتِ رَمل، وانتَقَبن بحنّاءِ
و ولينَ ما بالين من قد قتلنه ،
بلا تِرَة ٍ تُخشَى ولا قَتلِ أعدائي
رَددتُ سهامي عنك بيضاً وخُضّبت
سِهامُك في قلبٍ عميدٍ وأحشاءِ
فلم أرَ مثلَ المنعِ أغرى لحاجة ٍ ،
ولا مثلَ داءِ الحبَّ أبرح من داءِ

نــجــم
26-04-2011, 01:03 AM
ابن النبيه

كمال الدين ابن النبيه
560 - 619 هـ / 1164 - 1222 م
علي بن محمد بن الحسن بن يوسف أبو الحسن كمال الدين.
شاعر منشئ من أهل مصر، مدح الأيوبيين وتولى ديوان الإنشاء للملك الأشرف موسى ورحل إلى نصيبين فسكنها وتوفي بها.
له (ديوان شعر -ط) صغير انتقاه من مجموع شعره.

نــجــم
26-04-2011, 01:04 AM
من قصائده

بغداد مكتنا وأحمد أحمد
حجوا إلى تلك المناسك واسجدوا
يا مذنبين بها ضعوا أوزاركم
وتطهروا بترابها وتهجدوا
فهناك من جسد النبوة بضعة
بالوحي جبريل لها يتردد
باب النجاة مدينة العلم التي
ما زال كوكب هديها يتوقد
ما بين سدرته وسدة دسته
نبأ يقر له الكفور الملحد
هذا هو السر الذي بهر الورى
في ظهر آدم فالملائك سجد
هذا الصراط المستقيم حقيقة
من زل عنه ففي الجحيم يخلد

نــجــم
26-04-2011, 01:04 AM
ابن حجاج
? - 391 هـ / ? - 1001 م
حسين بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن الحجاج، النيلي البغدادى، أبو عبد الله.

شاعر فحل، من كتاب العصر البويهيّ. غلب عليه الهزل. فى شعره عذوبة وسلامة من التكلف. قال الذهبي: (شاعر العصر وسفيه الأدب وأمير الفحش! كان أمة وحده فى نظم القبائح وخفة الروح). وقال صاحب النجوم الزاهرة: (يضرب به المثل في السخف والمداعبة والأهاجي) وقال ابن خلكان: (كان فرد زمانه، لم يسبق إلى تلك الطريقة)،
وقال أبو حيان: (بعيد من الجدّ، قريع فى الهزل، ليس للعقل من شعره منال، على أنه قويم اللفظ سهل الكلام) وقال الخطيب البغدادي: (سرد أبو الحسن الموسوي، المعروف بالرضي، من شعره فى المديح والغزل وغيرهما، ما جانب السخف فكان شعراً حسناً متخيراً جيداً)، وقال ابن كثير: (جمع الشريف الرضي أشعاره الجيدة على حدة فى ديوان مفرد، ورثاه حين توفي) له معرفة بالتاريخ واللغات. اتصل بالوزير المهلبي وعضد الدولة وابن عباد وابن العميد.
وله (ديوان شعر-خ) يشتمل على بعض شعره. أرسل نسخة منه إلى صاحب مصر فأجازه بألف دينار. وخدم بالكتابة فى جهات متعددة. وولي حسبة بغداد مدة، وعزل عنها.
نسبته إلى قرية النيل (على الفرات بين بغداد والكوفة) ووفاته فيها. ودفن في بغداد.

نــجــم
26-04-2011, 01:04 AM
من قصائده

والكأسُ تسلبني عقلي وأهون ما
لهوتُ عن ذكره عقلي إذا سلبا
حمراء يمسي يناني وهو فوق يدي
منها بمثل شعاع الشمس مختضبا
ابتعتها غير مغبونٍ ولو طالبت الخ
مار روحي أعطيت ما طلبا
وأربح الناس عندي في تجارته
محصلٌ يشتري بالفضة الذهبا

نــجــم
26-04-2011, 01:04 AM
اِبنِ حَيّوس
394 - 473 هـ / 1003 - 1080 م
محمد بن سلطان بن محمد بن حيوس، الغنوي، من قبيلة غني بن أعصر، من قيس عيلان، الأمير أبو الفتيان مصطفى الدولة.
شاعر الشام في عصره، يلقب بالإمارة وكان أبوه من أمراء العرب.
ولد ونشأ بدمشق وتقرب من بعض الولاة والوزراء بمدائحه لهم وأكثر من مدح أنوشتكين، وزير الفاطميين وله فيه أربعون قصيدة.
ولما اختلّ أمر الفاطميين وعمّت الفتن بلاد الشام ضاعت أمواله ورقت حاله فرحل إلى حلب وانقطع إلى أصحابها بني مرداس فمدحهم وعاش في ظلالهم إلى أن توفي بحلب.

نــجــم
26-04-2011, 01:04 AM
من قصائده

عاذَ بِالصَّفْحِ مَنْ أَحَبَّ الْبقاءَ
وَ احتمى جاعلُ الخضوعِ وقاءَ
فَلْتَنَمْ أُمَّة ُ اُلْمَسِيِحِ طَوِيلاً
كَفَّ مَنْ يَمْنَعُ اُلْعِدى اُلإِغْفاءَ
ملكٌ يطلبُ الملوكُ رضاهُ
مِثْلَما يَطْلُبُ العَليلُ الشِّفاءَ
قسمتْ راحتاهُ جوداً وفتكاً
في اُلأَنامِ السَّرَّاءَ وَالضَّرَّاءَ
ما بهرتَ العقولَ يا معجزَ الآيا
تِ إِلاَّ لِتَجْمَعَ اُلأَهْواءَ
هُدْنَة ٌ بَقَّتِ النُّفُوسَ عَلَى الرُّو
فكانوا بشكرها أملياءَ

نــجــم
26-04-2011, 01:05 AM
ابن دريد الأزدي
223 - 321 هـ / 838 - 932 م
محمد بن الحسن بن دريد الأزدي القحطاني، أبو بكر.
من أئمة اللغة والأدب، كانوا يقولون: ابن دريد أشعر العلماء وأعلم الشعراء، وهو صاحب المقصورة الدريدية، ولد في البصرة وانتقل إلى عُمان فأقام اثني عشر عاما وعاد إلى البصرة ثم رحل إلى نواحي فارس فقلده آل ميكال ديوان فارس، ومدحهم بقصيدته المقصورة، ثم رجع إلى بغداد واتصل بالمقتدر العباسي فأجرى عليه في كل شهر خمسين دينارا فأقام إلى أن توفي.
من كتبه (الاشتقاق -ط) في الأنساب، و(المقصور والممدود -ط)، و(الجمهرة-ط) في اللغة، ثلاثة مجلدات، و(أدب الكاتب)، و(الأمالي).

نــجــم
26-04-2011, 01:05 AM
من قصائده

أهلاً وسهلاً بالذينً أودُّهمْ
وأحبُّهمْ في اللهِ ذي الآلاءِ
أهلاً بقومٍ صالحينَ ذوي تقى ً
غرِّ الوجوهِ وزينِ كلِّ ملاءِ
يَسْعُونَ في طَلَبِ الحَدِيثِ بِعِفَّة ٍ
وتَوَقُّرٍو سَكِينَة ٍ وحَيَاءِ
لَهُم المَهَابَة ُ والجَلاَلة ُ والنُّهَى
وفَضَائِلُ جَلَّتْ عَنِ الإِحْصَاءِ
ومِدَادُ مَا تَجْرِي بِهِ أَقْلاَمُهُمْ
أَزْكَى وأَفْضَلُ مِنْ دمِ الشُّهَدَاءِ
يا طالبي علمَ النَّبيِّ محمَّدٍ
ما أنتمُ وسواكمُ بسواءِ

نــجــم
26-04-2011, 01:06 AM
ابن رشيق القيرواني
390 - 463 هـ / 1000 - 1071 م
الحسن بن رشيق القيرواني أبو علي.
أديب، نقاد، باحث، كان أبوه من موالي الأزد، ولد في المسيلة (بالمغرب) وتعلم الصياغة، ثم مال إلى الأدب وقال الشعر.
رحل إلى القيروان سنة 406هـ "مدح ملكها" واشتهر فيها.
وحدثت فتنة فانتقل إلى جزيرة صقلية، وأقام بمازر إحدى مدنها، إلى أن توفي،
وجمع الدكتور عبد الرحمن ياغي ما ظفر به من شعره في (ديوان - ط) بيروت.
كتبه (العمدة في صناعة الشعر ونقده - ط)، (وقراضة الذهب - ط) في النقد، و(الشذوذ في العلة)، و(أنموذج الزمان في شعراء القيروان).
(وديوان شعره - ط)، (شرح موطأ مالك)، وغيرها الكثير.

نــجــم
26-04-2011, 01:06 AM
من قصائده

قَدْرُ المُدامَة ِ فوقَ قَدْرِ الماءِ
فَارْغَبْ بِكاسِكَ عَنْ سِوَى الأَكْفاءِ
مَا لي وَمَزْجُ کلرَّاحِ إلاَّ في فَمي
بِالرِّيقِ مِنْ فَمِ غَادَة ٍ حَسْناءِ
ذَاكَ المِزَاجُ وَإِنْ تَعَدَّاني الَّذي
في المُزْنِ مِنْ ذِي رِقَّة ٍ وَصَفاءِ
أَشْهَى وَأَبْلَغُ في کلْفُؤَادِ مَسرَّة ً
مِنْ غَيْرِهِ وَأَدَبُّ في کلأَعْضاءِ
لي الصِّرْفُ إِنْ فَرِحَ النَّديمُ وَلَمْ أَكُنْ
مُسْتَأْثِراً فِيها عَنِ النُّدَماءِ

نــجــم
26-04-2011, 01:06 AM
ابن زريق البغدادي
420 هـ / 1029 م
أبو الحسن علي (أبو عبد الله) بن زريق الكاتب البغدادي.
انتقل إلى الأندلس وقيل إنه توفي فيها.
وقد عرف ابن زريق بقصيدته المشهورة ( لا تعذليه فإن العذل يولعه )

نــجــم
26-04-2011, 01:06 AM
من قصائده

لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ
قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ
جاوَزتِ فِي نصحه حَداً أَضَرَّبِهِ
مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ النصح يَنفَعُهُ
فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً
مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ
قَد كانَ مُضطَلَعاً بِالخَطبِ يَحمِلُهُ
فَضُيَّقَت بِخُطُوبِ الدهرِ أَضلُعُهُ
يَكفِيهِ مِن لَوعَةِ التَشتِيتِ أَنَّ لَهُ
مِنَ النَوى كُلَّ يَومٍ ما يُروعُهُ
ما آبَ مِن سَفَرٍ إِلّا وَأَزعَجَهُ
رَأيُ إِلى سَفَرٍ بِالعَزمِ يَزمَعُهُ
كَأَنَّما هُوَ فِي حِلِّ وَمُرتحلٍ
مُوَكَّلٍ بِفَضاءِ اللَهِ يَذرَعُهُ
إِذا الزَمانَ أَراهُ في الرَحِيلِ غِنىً
وَلَو إِلى السَندّ أَضحى وَهُوَ يُزمَعُهُ
تأبى المطامعُ إلا أن تُجَشّمه
للرزق كداً وكم ممن يودعُهُ
وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ تَوصِلُهُ
رزقَاً وَلادَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ
قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُ
لَم يَخلُق اللَهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ
لَكِنَّهُم كُلِّفُوا حِرصاً فلَستَ تَرى
مُستَرزِقاً وَسِوى الغاياتِ تُقنُعُهُ
وَالحِرصُ في الرِزقِ وَالأَرزاقِ قَد قُسِمَت
بَغِيُ أَلّا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ
وَالدهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُه
إِرثاً وَيَمنَعُهُ مِن حَيثِ يُطمِعُهُ
اِستَودِعُ اللَهَ فِي بَغدادَ لِي قَمَراً
بِالكَرخِ مِن فَلَكِ الأَزرارَ مَطلَعُهُ
وَدَّعتُهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُنِي
صَفوَ الحَياةِ وَأَنّي لا أَودعُهُ
وَكَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحَىً
وَأَدمُعِي مُستَهِلّاتٍ وَأَدمُعُهُ
لا أَكُذبُ اللَهَ ثوبُ الصَبرِ مُنخَرقٌ
عَنّي بِفُرقَتِهِ لَكِن أَرَقِّعُهُ
إِنّي أَوَسِّعُ عُذري فِي جَنايَتِهِ
بِالبينِ عِنهُ وَجُرمي لا يُوَسِّعُهُ
رُزِقتُ مُلكاً فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُ
وَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ
وَمَن غَدا لابِساً ثَوبَ النَعِيم بِلا
شَكرٍ عَلَيهِ فَإِنَّ اللَهَ يَنزَعُهُ
اِعتَضتُ مِن وَجهِ خِلّي بَعدَ فُرقَتِهِ
كَأساً أَجَرَّعُ مِنها ما أَجَرَّعُهُ
كَم قائِلٍ لِي ذُقتُ البَينَ قُلتُ لَهُ
الذَنبُ وَاللَهِ ذَنبي لَستُ أَدفَعُهُ
أَلا أَقمتَ فَكانَ الرُشدُ أَجمَعُهُ
لَو أَنَّنِي يَومَ بانَ الرُشدُ اتبَعُهُ
إِنّي لَأَقطَعُ أيّامِي وَأنفقُها
بِحَسرَةٍ مِنهُ فِي قَلبِي تُقَطِّعُهُ
بِمَن إِذا هَجَعَ النُوّامُ بِتُّ لَهُ
بِلَوعَةٍ مِنهُ لَيلى لَستُ أَهجَعُهُ
لا يَطمِئنُّ لِجَنبي مَضجَعُ وَكَذا
لا يَطمَئِنُّ لَهُ مُذ بِنتُ مَضجَعُهُ
ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ الدهرَ يَفجَعُنِي
بِهِ وَلا أَنَّ بِي الأَيّامَ تَفجعُهُ
حَتّى جَرى البَينُ فِيما بَينَنا بِيَدٍ
عَسراءَ تَمنَعُنِي حَظّي وَتَمنَعُهُ
قَد كُنتُ مِن رَيبِ دهرِي جازِعاً فَرِقاً
فَلَم أَوقَّ الَّذي قَد كُنتُ أَجزَعُهُ
بِاللَهِ يا مَنزِلَ العَيشِ الَّذي دَرَست
آثارُهُ وَعَفَت مُذ بِنتُ أَربُعُهُ
هَل الزَمانُ مَعِيدُ فِيكَ لَذَّتُنا
أَم اللَيالِي الَّتي أَمضَتهُ تُرجِعُهُ
فِي ذِمَّةِ اللَهِ مِن أَصبَحَت مَنزلَهُ
وَجادَ غَيثٌ عَلى مَغناكَ يُمرِعُهُ
مَن عِندَهُ لِي عَهدُ لا يُضيّعُهُ
كَما لَهُ عَهدُ صِدقٍ لا أُضَيِّعُهُ
وَمَن يُصَدِّعُ قَلبي ذِكرَهُ وَإِذا
جَرى عَلى قَلبِهِ ذِكري يُصَدِّعُهُ
لَأَصبِرَنَّ على دهر لا يُمَتِّعُنِي
بِهِ وَلا بِيَ فِي حالٍ يُمَتِّعُهُ
عِلماً بِأَنَّ اِصطِباري مُعقِبُ فَرَجاً
فَأَضيَقُ الأَمرِ إِن فَكَّرتَ أَوسَعُهُ
عَسى اللَيالي الَّتي أَضنَت بِفُرقَتَنا
جِسمي سَتَجمَعُنِي يَوماً وَتَجمَعُهُ
وَإِن تُغِلُّ أَحَدَاً مِنّا مَنيَّتَهُ
فَما الَّذي بِقَضاءِ اللَهِ يَصنَعُهُ

نــجــم
26-04-2011, 01:07 AM
ابن عنين
549 - 630 هـ / 1154 - 1232 م
محمد بن نصر الله بن مكارم بن الحسن بن عنين أبو المحاسن شرف الدين الزرعي الحوراني الدمشقي الأنصاري.
أعظم شعراء عصره، مولده ووفاته بدمشق، كان يقول أن أصله من الكوفة، من الأنصار.
كان هجاءً، قل من سلم من شره في دمشق، حتى السلطان صلاح الدين، ذهب إلى العراق والجزيرة وأذربيجان وخراسان، واليمن ومصر.
وعاد إلى دمشق بعد وفاة صلاح الدين فمدح الملك العادل وتقرب منه، وكان وافر الحرية عند الملوك.
وتولى الكتابة والوزارة للملك المعظم، بدمشق في آخر دولته، ومدة الملك الناصر، وانفصل عنها في أيام الملك الأشرف فلزم بيته إلى أن مات.

نــجــم
26-04-2011, 01:07 AM
من قصائده

ماذا على طيفِ الأحبة ِ لو سرى
وعليهم لو سامحوني بالكرى
جنحوا إلى قول الوُشاة ِ فأعرضوا
واللهُ يعلم أَنَّ ذلك مُفترى
يامُعرضاً عني بغير جناية ٍ
إلاَّ لما رقشَ الحسودُ وزوَّرا
هبني أَسأتُ كما تقوَّلَ وافترى
وأتيتُ في حبّيك أمراً منكرا
ما بعد بُعدك والصدودِ عقوبة ٌ
يا هاجري قد آن لي أنْ تغفرا
لاتجمعنَّ عليَّ عَتْبكَ والنوى
حسبُ المحب عقوبة ً أن يهجرا
عبءُ الصدود أخفُّ من عبء النوى
لو كان لي في الحب أن أَتخيَّرا
لو عاقبوني في الهوى بسوى النوى
لرجوتُهم وطمعتُ أن أَتصبَّرا

نــجــم
26-04-2011, 01:07 AM
الأبيوردي
457 - 507 هـ / 1064 - 1113 م
أبو المظفر محمد بن العباس أحمد بن محمد بن أبي العباس أحمد بن آسحاق بن أبي العباس الإمام.
شاعر ولد في كوفن، وكان إماماً في اللغة والنحو والنسب والأخبار، ويده باسطة في البلاغة والإنشاء.
وله كتب كثيرة منها تاريخ أبيورنسا, المختلف والمؤتلف، قبسة العجلان في نسب آل أبي سفيان وغيرها الكثير.
وقد كانَ حسن السيرة جميل الأمر، حسن الاعتقار جميل الطريقة.
وقد عاش حياة حافلة بالأحداث، الفتن، التقلبات، وقد دخل بغداد، وترحل في بلاد خراسان ومدح الملوك، الخلفاء ومنهم المقتدي بأمر الله وولده المستظهر بالله العباسيين.
وقد ماتَ الأبيوردي مسموماً بأَصفهان.
له (ديوان - ط).

نــجــم
26-04-2011, 01:07 AM
من قصائده

خليليّ مسَّ المطايا لغبْ
وألوى بأشباحهنَّ الدَّأبْ
وَقَدْ نَصَلَتْ مِنْ حَواشِي الدُّجَى
تَمايَلُ أَعْناقُها مِنْ نَصَبْ
وألوية ُ الصُّبحِ مذْ فصمتْ
عُرا اللَّيْلِ ، مُنْتَشِراتُ العَذبْ
كَأَنَّ تَأَلُّقَهُ جَذْوَة ٌ
تناجي الصَّبا بلسانِ اللَّهبْ
فلا يسلمنَّ لها غاربٌ
ولا منسمٌ بالنَّجيعِ اختضبْ

نــجــم
26-04-2011, 01:07 AM
الشافعي
150 - 204 هـ / 767 - 819 م
محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي المطلبي أبو عبد الله.
أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة وإليه نسبة الشافعية كافة. ولد في غزة بفلسطين وحمل منها إلى مكة وهو ابن سنتين، وزار بغداد مرتين وقصد مصر سنة 199 فتوفي بها وقبره معروف في القاهرة.
قال المبرد: كان الشافعي أشعر الناس وآدبهم وأعرفهم بالفقه والقراآت، وقال الإمام ابن حنبل: ما أحد ممن بيده محبرة أو ورق إلا وللشافعي في رقبته منّة.
كان من أحذق قريش بالرمي، يصيب من العشرة عشرة، برع في ذلك أولاً كما برع في الشعر واللغة وأيام العرب ثم أقبل على الفقه والحديث وأفتى وهو ابن عشرين سنة.

نــجــم
26-04-2011, 01:07 AM
من قصائده

أَتَهْزَأُ بِالدُّعَاءِ وَتَزْدَرِيهِ
وَمَا تَدْرِي بِما صَنَعَ الدُّعَاءُ
سِهَامُ اللَّيلِ لا تُخْطِي وَلَكِنْ
لها أمدٌ وللأمدِ انقضاءُ

نــجــم
26-04-2011, 01:08 AM
الباخرزي
? - 467 هـ / ? - 1075 م
علي بن الحسن بن علي بن أبي الطيب الباخرزي أبو الحسن.
أديب من الشعراء الكتاب ، من أهل باخرز من نواحي نيسابور.
تعلم بها وبنيسابور، وقام برحلة واسعة في بلاد فارس والعراق.
وقتل في مجلس أنس بباخرز.
كان من كتاب الرسائل، وله علم بالفقه الحديث.
اشتهر بكتابه ( دمية القصر وعصرة أهل العصر - ط ) وهو ذيل ليتيمة الدهر للثعالبي.
وله ( ديوان شعر - ط ) في مجلد كبير - خ ) في المستنصرية ببغداد ( الرقم 1304).

نــجــم
26-04-2011, 01:08 AM
من قصائده

أفِّ مـن دهرٍ رآني
في غمارِ الفضلاءِ
فرماني ببلاءٍ
وغَـلاء وجـلاءِ
هل رأيتم نسق الحا
لِ على هذا الولاءِ؟

نــجــم
26-04-2011, 01:08 AM
البُحتُرِيّ
206 - 284 هـ / 821 - 897 م
الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة البحتري.
شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري.
وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي و أوفر شاعرية من أبي تمام.
ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج.
له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.

نــجــم
26-04-2011, 01:08 AM
من قصائده

يا بَدِيع الحُسنِ والقَدِّ
،بهِ وَجدِي بَديعُ
يا رَبيعَ العَيْنِ إلاَّ
أَنَّهُ مَرعىً مَنِيعُ
أَنا منْ حُبِّيكَ حُمِّلتُ
الَّذي لا أَستَطِيعُ
فَإِذا باسْمِكَ نادَيتُ
أَجابَتْني الدُّموعُ

نــجــم
26-04-2011, 01:08 AM
البرعي
? - 803 هـ / ? - 1400 م
عبد الرحيم بن أحمد بن علي البرعي اليماني.
شاعر، متصوف من سكان (النيابتين) في اليمن.
أفتى ودرس وله ديوان شعر أكثره في المدائح النبوية.
والبرعي نسبة إلى بُرع وهو جبل بتهامة (كما ورد في التاج).

نــجــم
26-04-2011, 01:09 AM
من قصائده

مقيلَ العاثرينَ أقلْ عثاري
وخذْ لي منْ بني زمني بثاري
وجملني بعافية ٍ وعفوٍ
منَ الأمراضِ والعللِ الطواري
فغمُّ البلغمِ استوفى نعيمي
ومقدمُ أمِّ ملدمَ لفحُ ناري
أذابَ حموها لحمى وعظمي
ولستُ منَ الحديدِ ولا الحجارِ
فيا فرداَ بلا ثان ٍ أجرني
بعزِّ علاكَ منْ شأنٍ وزارِ
ولاَ تشمتْ بيَ الأعداءَ وانظرْ
إلى َّ برحمة ٍ نظرَ اختيار

نــجــم
26-04-2011, 01:09 AM
البوصيري

شرف الدين البوصيري
608 - 696 هـ / 1212 - 1296 م
محمد بن سعيد بن حماد بن عبد الله الصنهاجي البوصيري المصري شرف الدين أبو عبد الله.
شاعر حسن الديباجة، مليح المعاني، نسبته إلى بوصير من أعمال بني سويف بمصر، أمّه منها.
وأصله من المغرب من قلعة حماد من قبيل يعرفون ببني حبنون.
ومولده في بهشيم من أعمال البهنساوية
ووفاته بالإسكندرية له (ديوان شعر -ط)، وأشهر شعره البردة مطلعها:
أمن تذكّر جيران بذي سلم
شرحها وعارضها الكثيرون، والهمزية ومطلعها:
كيف ترقى رقيك الأنبياء
وعارض (بانت سعاد) بقصيدة مطلعها
إلى متى أنت باللذات مشغول

نــجــم
26-04-2011, 01:09 AM
من قصائده

أزمعوا البين وشدوا الركابا
فاطلبِ الصبرَ وخَلِّ العِتابا
ودنا التَّودِيع مِمَّنْ وَدِدْنا
أنَّهم داموا لدينا غِضابا
فاقْرِ ضَيْفَ البَيْنِ دمعاً مُذالاً
ياأخا الوجدة قلباً مذابا
فمَنِ اللائِمُ صبّاً مَشُوقاً
أَنْ بَكى أحْبابَهُ والشَّبابا
إنما أغرى بنا الوجد أنا
ما حسبنا لفراق حسابا

نــجــم
26-04-2011, 01:09 AM
الحلاج
244 - 309 هـ / 858 - 922 م
الحسين بن منصور الحلاج.
فيلسوف، عدّه البعض في كبار المتعبدين والزهاد وأعده آخرون في زمرة الزنادقة والملحدين.
أصله من بيضاء فارس، ونشأ بواسط العراق، وظهر أمره سنة 299 فاتبع بعض الناس طريقته في التوحيد والإيمان.
وقيل: كان يظهر مذهب الشيعة للملوك (العباسيين) ومذهب الصوفية للعامة.
وكثرت الوشايات به إلى المقتدر العباسي فأمر بالقبض عليه فسجن وعذب وضرب وقطعت أطرافه الأربعة ثم قتل وحزّ رأسه وأحرقت جثته وألقي رمادها في نهر دجلة ونصب رأسه على جسر بغداد.
أورد ابن النديم له أسماء ستة وأربعين كتاباً غريبة الأسماء والأوضاع منها: (الكبريت الأحمر)، (قرآن القرآن والفرقان)، (هو هو)، (اليقين).

نــجــم
26-04-2011, 01:10 AM
من قصائده

لبّيكَ لبّيكَ يا سرّي و نجوائـــي
لبّيك لبّيك يا قصدي و معنائـي
أدعوك بلْ أنت تدعوني إليك فهـلْ
ناديتُ إيّاك أم ناجيتَ إيّائـــي
يا عين عين وجودي يا مدى هممي
يا منطقي و عباراتي و إيمائـي
يا كلّ كلّي يا سمعي و يا بصري
يا جملتي و تباعيضي و أجزائي
يا كلّ كـلّي و كلّ الكـلّ ملتبس
و كل كـلّك ملبوس بمعنائــي

نــجــم
26-04-2011, 01:10 AM
الخالديان

أبو بكر الخالدي
? - 380 هـ / ? - 990 م
محمد بن هشام بن وعلة أبو بكر الخالدي.
شاعر أديب، من أهل البصرة، اشتهر هو وأخوه سعيد بالخالديين وكانا من خواص سيف الدولة بن حمدان،
وولاهما خزانة كتبه، لهما تآليف في الأدب، وكانا يشتركان في نظم الأبيات أو القصيدة، فتنتسب إليهما معاً، ذكر ابن النديم في (الفهرست): أن أبا بكر قال له: وقد تعجب ابن النديم من كثرة حفظه: إني أحفظ ألف سفر، كل سفر في نحو مائة ورقة.

نــجــم
26-04-2011, 01:10 AM
من قصائده

...رقَّ ثَوْبُ الدُّجى وطاب الهواءُ
وَتَدلَّتْ للمَغْرِبِ الجَوْزاءُ
والصَّباح المنيرُ قد نُشِرَتْ مِنْـ
ـه على الأرضِ رَيْطة ٌ بيضاءْ
فَاسْقِنيها حتَّى ترى الشمسَ في الْـ
غَرْب عليها غِلالَة ٌ صَفْراءُ
قهوة بابلية كدَمِ الشَّا
دِنِ بِكْراً لكِنَّها شَمْطاءُ
قد كسَتْها الدُّهورُ أردِية َ الرِّقَّـ
ـة ِ حتَّى جَفَا لَدَيْها الهَواءُ

نــجــم
26-04-2011, 01:10 AM
الخُبز أَرزي
? - 317 هـ / ? - 939 م
نصر بن أحمد بن نصر بن مأمون البصري أبو القاسم.
شاعر غزل، علت له شهرة.
يعرف بالخبز أرزي ( أو الخبزرزي )، وكان أمياً، يخبز خبز الأرز بمربد
البصرة في دكان، وينشد أشعاره في الغزل ، والناس يزدحمون عليه ويتعجبون من حاله. وكان (ابن لنكك) الشاعر ينتاب دكانه ليسمع شعره، واعتنى به وجمع له (ديواناً). ثم انتقل إلى بغداد، فسكنها مدة، وقرأ عليه ديوانه، وأخباره كثيرة طريفة.

نــجــم
26-04-2011, 01:10 AM
من قصائده

جَرَّده الحَمّامُ عن فِضَّه
بُيِّضَ منها عُكَنٌ بَضَّهْ
كأنما الماء بأعطافِهِ
طَلٌّ على سوسنةٍ غَضَّهْ
قد جمع الأنوارَ في خدِّه
كأنه من حُسنه روضَهْ
يا ليت لي من فمه قُبلةً
وليت لي من خدِّه عَضَّهْ

نــجــم
26-04-2011, 01:11 AM
السري الرفّاء
? - 366 هـ / ? - 976 م
السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن.
شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له ، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد.
ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء.
فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة ( النسخ والتجليد )، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة.
وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال.
وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر.
من كتبه (ديوان شعره ط)، و(المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ).

نــجــم
26-04-2011, 01:11 AM
من قصائده

أَمِنَ العيونِ ترومُ فَقْدَ عَنائِه
هَيهاتِ ضَنَّ سَقامُها بشِفائِه
ما كان هذا البينُ أوَّلَ جَمرة ٍ
أذكَتْ لهيبَ الشَّوقِ في أحشائِه
لولا مساعدة ُ الدموعِ ودَفْعُها
خوفُ الفِراقِ أتى على حَوبائِه
مفقودَة ٌ شِيَة ُ الجوادِ لنَقْعِهِ
وحُجولُ أربعة ٍ لخَوْضِ دِمائِه
أوجحفلٌ لعبَتْ صدورُ رِماحِه
فكأنما انقضَّتْ نجومُ سَمائِه

نــجــم
26-04-2011, 01:11 AM
السهرودي المقتول
549-587 هـ / 1154 - 1191 م

أبو الفتوح يحيى بن حبش الحكيم. شهاب الدين السهروردي.
فلسفي ينسب إليه أشعار من ذلك ما قاله في النفس على مثال عينية ابن سينا:
خلعت هياكلها بجرعاع الحمى
وصبت لمغناها القديم تشوقا

وكان يتهم بانحلال العقيدة فأفتى علماء حلب بإباحة قتله فقتله الملك الظاهر بن السلطان صلاح الدين سنة 587 وعمره ستة وثلاثون سنة.

والسهروردي نسبة لسهرورد بلده قريبة من زنجان.
(صاحب حكمة الإشراق) الذي شرح قطب الدين الشيرازي و (هياكل النور) و(التنقيحات والتلويحات) وغير ذلك.

نــجــم
26-04-2011, 01:11 AM
من قصائده

وَلمّا وَرَدنا ماءَ مَدينَ يَستقي
عَلى ظَمأ بِتنا إِلى موقف النَجوى
نَزَلنا عَلى حيٍّ كرامٍ بيوتهم
مُقَدّسة لا هِندَ فيها وَلا عَلوى
وَلاحَت لَنا نارٌ عَلى البُعد أضرمَت
وَجَدنا عَلَيها مِن تحبُّ وَمَن تَهوى
سَقانا وَحيّانا فَأَحيا نُفوسَنا
وَأَسكَرَنا مَن راح إِجلاله التَقوى

نــجــم
26-04-2011, 01:11 AM
السيد الحميري
105 - 173 هـ / 723 - 789 م
إسماعيل بن محمد بن يزيد بن ربيعة بن مفرغ الحميري أبو هاشم أو أبوعامر.
شاعر إمامي متقدم قال الأصفهاني يقال إن أكثر الناس شعراً في الجاهلية والإسلام ثلاثة:
بشار وأبو العتاهية والسيد فإنه لا يعلم أن أحداً قدر على تحصيل شعر أحد منهم أجمع.
وكان أبو عبيدة يقول: أشعر المحدثين السيد الحميري وبشار.
وقد أخمل ذكر الحميري وصرف الناس عن رواية شعره إفراطه في النيل من بعض الصحابة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يتعصب لبني هاشم تعصباً شديداً.
وأكثر شعره في مدحهم وذم غيرهم ممن هو عنده ضدهم وطرازه في الشعر قل ما يلحق به.
ولد في نعمان قال ياقوت: واد قريب من الفرات على أرض الشام قريب من الرحبة، ومات في بغداد (وقيل واسط)، ونشأ بالبصرة.
وكان يشار إليه بالتصوف مقدماً عند المنصور والمهدي العباسيين.
وأخباره كثيرة جمع طائفة كبيرة منها المستشرق الفرنسي بارين إي ميثار في مائة صفحة طبعت في باريس ولأبي بكر الصولي كتاب أخبار السيد الحميري وغيرها مما كتب عنه وديوان (السيد الحميري -ط) جمعه وحققه شاكر هادي شكر.

نــجــم
26-04-2011, 01:12 AM
من قصائده

سمي نبينا لم يبق منهم
سواه فعنده حصل الرجاء
تغيب غيبة من غير موت
ولا قتل وسار به القضاء
وبين الوحش يرعى في رياض
من الأفاق مرتعها خلاء
فحل فما بها بشر سواه
بعقوته له عسل وماء
إلى وقت ومدة كل وقت
وإن طالت عليه لها انقضاء

نــجــم
26-04-2011, 01:12 AM
الشاب الظريف
661 - 688 هـ / 1263 - 1289 م
محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله التلمساني، شمس الدين، الشاب الظريف.
شاعر مترقق، مقبول الشعر ويقال له أيضاً ابن العفيف نسبة إلى أبيه الذي عرف (بعفيف الدين التلمساني)
وكان شاعراً أيضاً.
ولد بالقاهرة، وكان أبوه صوفياً فيها بخانقاه سعيد السعداء.

نــجــم
26-04-2011, 01:12 AM
من قصائده

يَا رَاقِدَ الطَرْفِ ما لِلطَّرْفِ إغفاءُ
حَدّثْ بِذاكَ فما في الحُبِّ إخْفاءُ
إنّ اللّيالي والأيامَ مِنْ غَزَلي
في الحسنِ والحُبّ أبناءٌ وأنباءُ
إذْ كلّ نافرة ٍ في الحُبّ آنِسة ٌ
وَكُلّ مَائِسَة ٍ في الحَيِّ خَضْرَاءُ
وصفوة الدَّهر بحرٌ والصّبا سفنٌ
وللخلاعة ِ إرساءٌ وإسراءُ
يا ساكِني مِصْر شَمْلُ الشّوْقِ مُجْتَمِعٌ
بعدَ الفراقِ وشولُ الوصلِ أجزاءُ

نــجــم
26-04-2011, 01:12 AM
الشريف الرضي
359 - 406 هـ / 969 - 1015 م
محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن، الرضي العلوي الحسيني الموسوي.
أشعر الطالبيين على كثرة المجيدين فيهم.
مولده ووفاته في بغداد، انتهت إليه نقابة الأشراف في حياة والده وخلع عليه بالسواد وجدد له التقليد سنة 403 هـ.
له ديوان شعر في مجلدين، وكتب منها: الحَسَن من شعر الحسين، وهو مختارات من شعر ابن الحجاج في ثمانية أجزاء، والمجازات النبوية، ومجاز القرآن، ومختار شعر الصابئ، ومجموعة ما دار بينه وبين أبي إسحاق الصابئ من الرسائل.
توفي ببغداد ودفن بداره أولاً ثمّ نقل رفاته ليدفن في جوار الحسين رضي الله عنه، بكربلاء

نــجــم
26-04-2011, 01:13 AM
من قصائده

جَزاءُ أمِيرِ المُؤمِنِينَ ثَنَائي
على نعم ما تنقضي وعطاء
اقام الليالي عن بقايا فريستي
وَلَمْ يَبقَ مِنها اليَوْمَ غَيرُ ذَماءِ
وأدْنَى أقاصِي جَاهِهِ لوَسَائِلي
وشد اواخي جوده برجائي
وعلمني كيف الطلوع الى العلى
وَكَيفَ نَعيمُ المَرْءِ بَعدَ شَقاءِ
وكيف ارد الدهر عن حدثانه
وألقى صُدُورَ الخَيلِ أيَّ لِقَاءِ

نــجــم
26-04-2011, 01:13 AM
الشريف المرتضى
355 - 436 هـ / 966 - 1044 م
علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم أبو القاسم.
من أحفاد علي بن أبي طالب، نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر يقول بالاعتزال مولده ووفاته ببغداد.
وكثير من مترجميه يرون أنه هو جامع نهج البلاغة، لا أخوه الشريف الرضي قال الذهبي هو أي المرتضى المتهم بوضع كتاب نهج البلاغة، ومن طالعه جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين.
له تصانيف كثيرة منها (الغرر والدرر -ط) يعرف بأمالي المرتضى، و(الشهاب بالشيب والشباب -ط)، و(تنزيه الأنبياء -ط) و(الانتصار -ط) فقه، و(تفسير العقيدة المذهبة -ط) شرح قصيدة للسيد الحميري، و(ديوان شعر -ط) وغير ذلك الكثير.

نــجــم
26-04-2011, 01:13 AM
من قصائده

أراعكَ ما راعني من ردى ؟
وجُدتُ له مثلَ حزِّ المُدى
وهل في حسابِك أنِّي كَرَعْتُ
برُزءِ الإمامِ كؤوسَ الشَّجا؟
كأنّي وقدْ قيلَ لي إنّهُ
أتاهُ الرَّدى في يَمينِ الرَّدى
فقلْ للأكارم من هاشمٍ
ومن حلّ من غالبٍ في الثّرى
رِدوها المريرة َ طولَ الحياة ِ
وكمْ واردٍ كَدِراً ما انروى

يارا العامرية
26-04-2011, 03:10 AM
صحت السسسنتهم .. ولآهنت يالنجم ..

نــجــم
26-04-2011, 07:48 PM
يسعدني ويشرفني مرورك العطر

تقديري لكـ

صعبة المنال
27-04-2011, 08:35 PM
نــجـــمــ
أج ــمل وأرق باقات ورودى
لموضوعك الجميل وطرحك العطر
دمت برضى من الرح ــمن
لك خالص احترامي وتقديري
صعبة المنال

نــجــم
28-04-2011, 12:05 AM
يسعدني ويشرفني مرورك العطر

تقديري لكـ

العنيــــدهـ
01-05-2011, 09:37 AM
لاهنت ع الاختيار الرائع
يعطيك العافيه
!..?

نــجــم
01-05-2011, 10:25 PM
يسعدني ويشرفني مرورك العطر

تقديري لكـ

سلطانة
04-05-2011, 11:27 PM
معلومات راااائعه

نــجــم
05-05-2011, 01:30 AM
يسعدني ويشرفني مرورك العطر

تقديري لكـ