المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الشاعر خميس لطفي


نــجــم
19-04-2011, 11:22 AM
خميس لطفي
ولد الشاعر خميس في النصيرات وسط قطاع غزة من أسرة مهاجرة من فلسطين المحتلة عام 1948 .
قضى سنيّ طفولته الأولى في دير البلح ثم نزح منها عام 1968 إلى الأردن .
أكمل تعليمه الجامعي في أوروبا وحصل على بكالوريوس الهندسة الإلكترونية .
يعمل مهندسا للاتصالات في المملكة العربية السعودية .
بدأ كتابة الشعر في مراحله الدراسية الأولى وله قصائد كثيرة لم تنشر بعد .

نــجــم
19-04-2011, 11:23 AM
المهاجر


هكذا الحبُّ .. حين لا تفهمينهْ .
ينتهي ، يا حبيبتي ، لضغينةْ .
هكذا أحمل الحقيبةَ ملأى
بدموعي ، وذكرياتي الحزينةْ.
هارباً منكِ نحوَ أيّ مكانٍ
فيه أفشي ، أسرار قلبي الدفينةْ .
وأغني اللحنَ الذي ما استطعنا
حين كنا سويةً تلحينهْ .
ربما تفهم الطبيعةُ حبي
وتداوي جراح قلبي الثخينةْ .
ربما الطيرُ من سماع أنيني
حس بالحزن ، أو سمعتُ أنينهْ .
ربما تمسح الورودُ دموعي
وبحبي ، تفكِّر الياسمينةْ .
ربما تحمل الرياحُ نشيدي
ثم تلقيهِ فوق ظهر سفينةْ .
تعبر البحرَ نحو أي بلادٍ
غيرِ " هذي "
حيث الحياةُ ثمينةْ .
حينها .. حينها سأشعر أني
صرتُ حراً
وبين أيدٍ أمينةْ .!
****
هكذا هاجرَ المهاجِر لمَّا
لفظ الرحمُ ، ذاتَ يومٍ ، جَنينه .
ركب البحرَ والمحيطاتِ كرهاً
ودعا الله ، ربه ، أن يعينه .
ومضى يذرع البلادَ ويُلقِي
نظراتٍ ، شِمالَه ويمينَه .
ما الذي جاء بي ؟
يقولُ ، لأرضٍ
وبلادٍ ، قد تُفقِدُ المرءَ دينَه ؟
غيرهُ " المُرُّ والأمَرُّ "، كما في
بعض أمثال جدتي المسكينةْ .
أَينَها الآن ؟ آهِ كم " وحَشَتْني "
معها " الدردشاتُ " تحت التينةْ .
من يُريني أهلي ويأخذُ عمري ؟
آه كم صارت الحياة لعينة .!؟
****
هكذا أصبح المهاجر قلباً
وعذابُ الأيامِ كالسكِّينةْ .
قطَّعتهُ ، من المرور عليهِ
وأثارت أشواقه وحنينه .
ومضى العمرُ من يُعيد إليه ؟
ما مضى منهُ ،
من يعيد سِنينهْ ؟
كلما قيلَ : " ما بلادكَ ؟ " ولَّى
مُطرقاً رأسهُ ،
وحكَّ جبينه ..!
****
يا بلادي .. أنا الذي كم تمنَّى
عندما فرَّ منكِ لو تُمْسكينهْ .
عَرَكَ الموتَ والحياةَ وفيها
غمَّس الخبزَ بالدموع السخينةْ .
ذكِّريني ..!
كيف الحياةُ ؟ أظلتْ
مثل عهدي بها لديكِ ، مُهينةْ ؟
هل تُرى صرتِ حرةً يا بلادي
أم تزالينَ عبدةً وسجينةْ .؟
هل لديكِ الأسيادُ مثلَ زمانٍ ،
أنتِ من طينةٍ ، وهم من طينةْ ؟!
كلما جاء سيدٌ دقَّ بين الشعب والأرضِ ،
غائراً ، إسفينه .
فإذا الناس هائمونَ حيارى
وإذا الحال مثلما تعرفينه
****
آه يا زينةَ الحياةِ ، ومالي
وبنوني ، ليسوا بدونك زينةْ .
لم أذقْ منذ أن هجرتك طعماً
لهدوءٍ ، أو راحةٍ ، أو سكينةْ .
مذنباً كنتُ ؟
أم ترى من ضحايا
مذنبٍ ، ظنَّ أننا لن ندينه ؟
وله الشعبُ ، بعد ما ضاق ذرعاً
بالذي حولهُ ، أعدَّ كمينه .!

نــجــم
19-04-2011, 11:23 AM
النسر يأكل قلبي




في صبحها ومساها
تشكو إلى مولاها
والشوقُ قد نال منها
والشكُّ قد أشقاها
تقولُ : هل خانني أمْ
ضلَّ الطريقَ وتاها ؟!
يا ربِّ سلِّمْ حبيبي
بحق عبدك " طهَ "
فمَنْ يُعيرُ سواهُ
لدمعتي الانتباها ؟
ومَن لقدسي إذا ما
نادت يلبي نداها ؟
كم قال لي : يا حياتي
أنتِ التي أهواها
وأفتديها بروحي
وأفتدي أقصاها
وبانتمائي إليها
وباسمها ، أتباهى
أنتِ التي سَحَرَتْني
بأرضها وسماها
سبحان من قال : كوني
لها ، ومَن سوَّاها
***
مرت عليهِ عقودٌ
لكنَّهُ ما سلاها
مازال منذ صباهُ
يحيا على ذكراها
يقوُل للموت مهلاً
لا تأتِ حتى أراها
النسر يأكل قلبي
والشمس تفغر فاها
والنار تنبع مني
وما سرقتُ لظاها
أموتُ ، أحيا مراراً
والطير تضحكُ : ها ها
وصخرةٌ رُبطت بي
تمشي فأمشي وراها .
وقمةَ الجبل انظُرْ
هناكَ ، ما أعلاها
متى يكون وصولي
ترى ، إلى منتهاها ؟!
وإخوتي تركوني
وحدي وأحنوا الجباها
وأمتي في سباتٍ
لم أدر ماذا دهاها
لم تبق من أمةٍ إلاَّ استيقظت
ما عداها
فدعْ مياهيَ تجري
يا موتُ ، في مجراها
ماذا ستقبضُ ؟! روحي ؟!
أعطيتُها إياها !
سنونُ عمريَ كالبرق
مرَّ عني سناها
المُرُّ منها تولَّى
وظلَّ لي أحلاها
دعني ودعني ودعني
يا موتُ ، كي أحياها
لي زهرةٌ ، أين مني ؟
رحيقُها وشذاها
ولي غدٌ سوف يأتي
بكل ما لا يُضاهى
وموعدٌ مع من لم
ولن أحب سواها
دعني أعيش قليلاً
لعلني ألقاها
دعني أموت شهيداً
هناك فوق ثراها

نــجــم
19-04-2011, 11:23 AM
الآخرون


الآخرونَ كلامُهم هَزْلٌ
وأنا كلامي ، كُلُّهُ جِدِّي
يتحدثون عن الهوى ، وأنا
عن قسوة السجَّان والقيدِ
كلٌ له وطنٌ ، ولي منفىً
والسيِّدُ المنفيُّ كالعبدِ
أحلامُهم محدودةٌ ، وأنا
قلِقٌ ، وأحلامي بلا حدِّ
الحزنُ لي ، ولهم همُ فَرَحٌ
والشوكُ لي ، ولهم شذا الوردِ
لهم القصورُ ، ولي أنا خِيَمٌ
والحَرُّ لي ، وقساوةُ البرْدِ
ولهم لذيذُ نعاسِهم ، وأنا
سَهَرُ الليالي لي ، ولي سُهدي
الجوعُ لي ، ويكاد يقتلني
ولهم همُ "المظبيُّ" و"المَندي"*
وليَ الدخانُ ، وريحُ قنبلةٍ
ولهم بخورُ الهند والسندِ
يتسامرون وليلهم طربٌ
والدمعُ منسابٌ على خدي
الآخرونَ ، ولستُ أحسدهم
يتفرَّجون علىَّ ، عن بُعد
ما عاد أمري ، قطُّ ، يعنيهم
أصبحتُ مثل الأحمر الهندي !
هم بالكلام معي ، وإن فعلوا
شيئاً ،
تكنْ أفعالهم ضدي
وأنا أدافع عن كرامتهم
وبكل ما أوتيتُ من جُهد
وأذود منفرداً عن الأقصى
وكأنَّهُ مُلْكي ، أنا وحدي
بيدِ أصفِّق ، بينما شَلَّت
حولي ، ملايينٌ من الأيدي
فإذا سقطتُ على ثرى وطني
مَن يحمل الراياتِ من بعدي ؟!
..
الآخرونَ ،
حياتُهم هدفٌ
وأنا الحياةُ وسيلةٌ عندي
ومجاهداً أحيا ، ليدخلني
إن شاء ربي ، جنَّة الخلدِ..
__________
(1) المظبيُّ والمنديّ : نوعان من اللحم المطبوخ على الجمر أو الغاز في فرن مغلق .

نــجــم
19-04-2011, 11:24 AM
ماذا تبقَّى من أمور مستجدّةْ؟


ما كانَ كانَ ،
وعِلْمُ ما سيكونُ عند الله وحده .
والعمر يأخذ بعضَهُ منا ،
ويذهب دون عودةْ .
ماذا تبقَّى من أمور مستجدةْ ؟!
يا عُمْرُ فيكَ ،
لمن بلغتَ به ، ومن زمنٍ ، أشُدَّه .؟
ولمن تُبلِّلُ دمعةُ الذكرى ،
قبيل النوم ، خدَّه .؟
ولمن تسير الريحُ والتيارُ والأمواجُ ضدَّه .؟
ماذا تبقى يا ترى ،
في جعبة الأيام للقلب الذي ،
لا فرقَ بين اليوم ذا ،
وبقيةِ الأيام عنده ؟
ولمن يحاول دون جدوى ،
أن يعيد إليه مجده .؟
ولمن تخيَّل موتَه ،
واختار قبل الموت لحده .؟
ضاعت حياتُك يا خميسُ ،
وأنت تحلمُ بالذي ضيَّعْتَهُ ،
وتقولُ للموتِ :
انتظرْ يا موتُ حتى أسترده .!
ضاعت ، وظل صدى صراخِكَ ،
في المحيط وفي الخليجِ ،
وأنت بينهما تنادي :" نجدةٌ يا أمتي "،!
من دون أن تحظى بنجدة .
هل تُنجد الملهوفَ أُمَّةُ نائمينَ ،
لصحوةٍ من نومها العبثيِّ ،
ليست مستعدة .؟!
هل فاقد الأشياء يعطيها ،
وهل ستحرر الأوطانَ أيدٍ مستبدة .؟!
هل شعبُ غزةَ سوف يُذبح أولاً ،
وشعوبُ هذا العالم العربيِّ بعده .؟!
أم فوق قبرك يا عراقُ تكون أولُ وردةٍ ،
سيصير يوماً حولَها ،
عشرون وردة .؟!
ماذا تبقَّى من أمور مستجدةْ ؟!
..
الشمس تشرقُ من جديدٍ ،
والحياة تسير كالمعتادِ ،
والأطفال يبتسمونَ ،
والدنيا هي الدنيا التي ،
مازلتَ ترفضها وتقبلها ،
وتكرهها وتعشقها بشدة .
يومٌ جديدٌ فاغتنمْه ،
ولا تحدق في الأجِنْدَة .
أقِم الصلاةَ وسَبِّح اسمَ اللهِ واستغفرْهُ ،
واسجدْ شاكراً لله سجدة .
أطفال شعبك يولدون ويكبرونَ ،
ويحملون القدس بين ضلوعهم ،
ولها يُكِنُّون المودة .
والله ينصر جندهُ ،
لا يخلف الرحمن وعده .

نــجــم
19-04-2011, 11:24 AM
بانتظار البرابرة




على مهلكم
أيها القادمون لنا من بعيدْ .
أعِدُّوا لنا كل شيءٍ ،
على لهبٍ خافتٍ ، وببطءٍ شديدْ .
فآبارنا لن تجفَّ بغمضة عينٍ ،
ولن تتحول في ليلةٍ وضحاها
جبالُ الجليدْ .
لماءٍ ،
وأنتم لكم سرعةُ الضوءِ حين تجيئونَ ،
كي تُخرجوا الناس غصباً
من النور للظلماتِ ، وكي تستبيحوا
خلال دقائقَ ، عشرينَ عاصمةً " للرشيدْ " .
على مهلكم
أيها القادمون لنا من بعيدْ .
فمن حقكم أن نموت كما تشتهونَ ،
وليس كما نشتهي أو نريدْ .
ومن حقكم أن تكونوا كنار جهنمَّ ،
تحرق ما بين هذا المحيطِ ،
وذاك الخليجِ وتسألُ : هل من مزيدْ .؟!
على مهلكم
أيها القادمون لنا من بعيدْ .
فهذا المكان يرحِّب في أي وقت بكم
وبما تحملون له من وعيدْ .
ويبعث في كل يومٍ إليكم
تحياتِ سادته في البريدْ .
ونحن ،
كما يفعل الوارثون لماضٍ مجيدْ .
نُطِلُّ على أمسنا واثقينَ ،
ونقرأ تاريخنا صفحةً صفحةً ،
ونعد السنينَ ،
فكم من زمانٍ حزينٍ ،
تمخَّض عنه زمانٌ سعيدْ .
ونبقى هنا
بانتظار برابرة العصرِ ،
ماذا سيحدثُ ؟
هل يملكُ القادمونَ الجوابَ الأكيدْ ؟!
أيعرفنا هؤلاءِ ؟ أيعرفنا من يقولُ :
" .. فإما معي أو عليَّ ، اعبدوني ..
أنا ربكم أيها الناسُ ،
والكل عندي عبيدْ ".؟
أيعرف هذا " الإلهُ الجديدُ " ،
إلى أين يأتي ؟
وكم من " صلاحٍ " سيولد فينا ؟
و كم " خالدُ ابنُ الوليدْ " .؟!
أيعرفُ هذا " الإلهُ الجديدْ " ،
إله الحديدْ ؟!
على مهلكم ،
أيها القادمون لنا من بعيدْ .!

نــجــم
19-04-2011, 11:24 AM
طلع البدر




(1)
طلع البدرُ والغسقْ
زال ، فانتابني القلَقْ .
وأنا العاشق الذي
في لظى حبكِ احترقْ .
حائرٌ ، تائهُ الخطى
واقفٌ عند مفترقْ .
خائفٌ ،
أستعيذ بالله من شر ما خلقْ .
أرقبُ الشمسَ والأصيلَ
وأستنطقُ الشفقْ .
ربما إنْ سألتُهُ
ورأى دمعتي ، نطقْ .
ـ تبدأ الحربُ ؟
ـ لا نعمْ ، ونعم لا
وبقَّ بقْ .
نفقٌ مظلمٌ ولا
ضوءَ في آخر النفقْ .
***
طلع البدرُ بعدما
حنَّ قلبي لها ورقْ .
آهِ كم خنتُ حبَّها
هكذا دون وجه حقْ .
عشتُ من غير منهجٍ
في حياتي ، ومنطلقْ .
مسلماً كنتُ ، إنما
في الشهادات والورقْ .
وحياتي قضيتُها
هكذا ، كيفما اتفقْ .
كل شيءٍ أردتُه
دون جهد ولا عرقْ .
جاهزاً لي ، مقدماً
كطعامٍ على طبقْ .
آهِ كم كنتُ جاهلاً
أحسب التحتَ مثل فوقْ .
كنتُ ميْتاً ولم تكنْ
بيَ روحٌ ولا رمقْ .
فاغفري لي حبيبتي
كلَّ ما فات أو سبقْ . !
(2)
طلع البدرُ ، فاخترقْ .
كلَّ بحر لنا و شقْ .
قال : إني إلهكم
لستُ يا ناسُ ، من عَلَقْ .!
واسْألوا البحرَ ،
ذات يومٍ على قوميَ انطبقْ .
غير أني نجوتُ ـ لا
تحسدوني ـ من الغرقْ .
أشتهي المُلكَ إنما
بي لآباركم ، شبقْ .
ومضى في غرورهِ
وعلى طبله طرقْ .
عَرَباتٌ كثيرةٌ
في القطار الذي انطلقْ .
نحو بغدادَ أولاً
ثم بيروتَ أو دِمَشقْ .
نفقٌ مظلمٌ فمن ؟
يشعل الضوءَ في النفقْ .؟
(3)
طلع البدرُ ، فامتشقْ .
سيفَهُ ، قال من أحقْ
بكِ يا بئرُ؟ ، هل أنا
أم غريبٌ ومرتزِقْ .؟
ـ أين فرعونُ ؟ أينَهُ ؟
هل بأجداده التحقْ .؟
كُلُّ مَن مرَّ قرب جثتهِ
فوقها بصقْ .!!
هكذا عاش فاسقاً ..
هكذا مات من فَسقْ .
ـ تنتهي الحربُ ؟
ـ لا نعم ، ونعم لا
وبقَّ بقْ .
لا تنامي .. حبيبتي
كذب النجم أو صدقْ .
فمعاً نقهر الدجى
ومعاً نصنع الفلقْ .!

نــجــم
19-04-2011, 11:24 AM
صورٌ وبعضٌ من كلام




اليومَ عاودني الحنينُ إلى الكلامْ .
صورٌ تزاحمُ بعضَها ،
وتقولُ لي : زِنِّي كما أحببتَ ،
واكتبني بقلبٍ مُستهامْ .
دعني أكونُ خفيفةً مثل الندى
ورقيقةً مثل السلامْ .
لا تنتظرْ ..
فلقد أتيتُ لكي أريحكَ ،
غير أن الوقتَ يقتلني
لذا أنتَ المُلامْ .
إنْ جئتُ باهتةً إليكَ ،
وبعضُ ألواني ، على ما لا يُرامْ .
عِرني اهتمامَكَ ،
لا تدَعْني هكذا دون اهتمامْ .
لا أستطيعُ الصبر أكثرَ ،
لا تؤجّلْني ،
وخذني الآن للذكرى
لتعرف بعد عامٍ كيف كنا قبل عامْ .
وبأن بغدادَ التي كانت هنا
ظلت هنا ،
ولسوف تبقى ها هنا
وعلى الدوامْ .
خذني لتعرف كيف صار النفطُ ،
أغلى من حياة الناسِ ،
خذني ،
قبل أن تغدو الشوارعُ دون أسماءٍ ،
وخذني ،
قبل أن أغدو حطاماً
بين أكوام الحطامْ .
خذ هذه الدمعاتِ من عينَيْ غلامْ .
خذ صورة العشرين من أهلي اللئامْ .
خذ هذهِ ،
أو هذهِ ،
أو هذهِ ،
واكتب لنا بعض الكلامْ .
***
صورٌ تُزاحِمُ بعضَها ،
وأنا أفِرُّ من الزحامْ .
" نَمْ يا حبيبي .. "
أينها أمِّي ؟
لتذبحَ لي غداً زوجَ الحمامْ .
ومتى ستتركني القصيدةُ ،
كي أنامْ .؟
***
الصورةُ الأولى : السماءُ غدت دخاناً ،
مثلما كانت قببل النشأة الأولى ،
وهذا العم سامْ .
يُلقي أوامرهُ : المَعِي ،
كالبرق ، يا بغدادُ ، في وسط الظلامْ .
عودي ، فقد أتت النهايةُ ،
للبدايةِ ،
واقرئي الألواحَ ،
وانتظري غداً سوء الختامْ .
والصورة الأخرى : لأولاد الحرامْ .
يستبشرون بكل صاروخٍ وقنبلةٍ ،
كأن الأجنبيَّ أتى
لتغيير " النظامْ ".
وهناك ثالثةٌ لأصحاب العباءاتِ الطويلةِ ،
صار أهلي يكرهون اليومَ أهلي
والعروبة أصبحت جسداً ،
تمزقه السهامْ .
لكنَّ صورتَك الجميلةَ يا هُمَامْ .
غطت معالمُها على كل الصورْ .
ولغيرها لم يبقَ في نفسي أثرْ .
ولها انحنيتُ مغمغماً : الله أكبرُ ،
" يا سلامْ " !
فإلى الأمام إلى الأمامْ .
يا رافعاً فوق السماء رؤوسَنا
ومسافراً فينا على ظهر الغمامْ .
يا واقفاً مثل النخيلِ ،
على ضفاف الرافدينِ ، وممسكاً
بحديد قبضتك الزمامْ .
أنت الإمام ونحن أحوج ما نكون إلى إمامْ .
فاقرأ علينا ما تيسرَ ،
سوف نبقى صامتينَ وأنت وحدكَ ،
أنت وحدكَ ،
من يحق له الكلامْ .

نــجــم
19-04-2011, 11:25 AM
اعتراف




هاأنت منهكُ القوى ، مكسَّرُ الأطرافْ .
ما زلتَ حيث كنتَ والأيام في انصرافْ .
أبحرتَ دون قاربٍ ودونما مجدافْ .
وعدتَ لا مَرجانَ في يديكَ أو أصدافْ .
يا أيها النهر الذي
غدا بلا ضفافْ
ويا فلاةً أقحلتْ
وعمَّها الجفافْ .
هيَّا اعترفْ ..!
فاليوم حان وقت الاعترافْ .
ماذا فعلتَ في سنين عمركَ العجافْ .؟!
وأي ذكرى في القرى
تركتَ ، والأريافْ .؟
ديوانَ شعرٍ ؟ ،
صورةً تزيِّن الغلاف ؟
بعض كلام ٍ ؟
فيه حرفُ الباء مثلُ الكافْ .؟
ولا يساوي مرهماً
في غرفة الإسعافْ .
أو درهماً ، وما له
في السوق من صرَّافْ ..
ـ من قال عنك يا خميسُ ،
" كاملَ الأوصافْ " ؟!
ها أنت تبدو خائفاً ..
ـ وكيف لا أخافْ ؟!
ـ ما كنتَ يوماً هكذا !
ـ أُحِسُّ باختلافْ .
ـ ماذا جرى ؟
ـ أهدافُنا .!
ـ ما بالُها الأهدافْ .؟
ـ من أجلها استشهد من أحبابنا الآلافْ .
وكم حملنا جثثاً
لهم على الأكتافْ .
والدمُّ روَّى أرضنا
فأينه القِطافْ ؟!
لا عدلَ في هذي الحياةِ لا ،
ولا إنصافْ .
والأقوياءُ استعبدوا
والتهموا الضِّعافْ .
ـ لكنها محطةٌ ونقطة انعطافْ .
ولن تكون هذه
نهايةَ المطاف .!

نــجــم
19-04-2011, 11:25 AM
فنَّان




أنا الذي قالت له الأشجارُ :
" حلِّقْ فوقنا ".
والغصن مال نحوَهُ لمَّا رآه وانحنى .
ورحَّبت به الطيور قالتِ :
" اسكُن عندنا ".
وفتَّح الورد له ،
خدودَه وازَّينا .
وقالت الأرض له : " دنْدِنْ لنا "
فدندنا .
والبحر جاء موجه
مستقبِلاً وحاضنا .
والكائنات سَرَّها
أن تستضيف كائنا .
***
أنا الذي أرى السواد في البياض كامنا .
كما أرى البياض في السواد أيضاً ممكنا .
وما اختفى تحت السطوح قد أراه بيَّنا .
وفي السكون قد أرى
ما ليس فيه ساكنا .
الفن روحٌ ترتقي
دوماً ، وتسمو بالدنى .
به يصير كل شيءٍ في الوجود أحسنا .
لكنه رسالةٌ ..
بها أعيش مؤمنا .
***
البعض قد يَرَوْنَني
مشاكساً مُشاحِنا .
لأن ما بداخلي
يصير دوماً معلنا .
أقوله مفَسَّراً مُفصَّلاً مُعنونا .
أصوغه شعراً جميلاً مستحباً ليِّنا .
أو قصةً أو لوحةً
أو مشهداً ملونَّا .
أقول : " ذاك فاتنٌ "
إن كان ذاك فاتنا .
أقول : " أنت خائنٌ "
لمن أراه خائنا .
لكنَّ قولي قد يجيء مبهماً مبطَّنا .
أنا كمن على الغموض والرموز أدمنا .
فقد أقول " ويحهم "
لكنَّ قصدي " ويحنا " !
أخاف أن أُدانَ ، إن صرَّحتُ ،
أو أن أُسجنا .
ففي بلاد الحزن أستطيع ألاَّ أحزنا .
وأستطيع في بلاد الفقر أن أسعى
إلى الغنى .
أمَّا هناك في بلاد الكبت أو حيث أنا .
ولست أعني موطناً محدّداً معيَّنا .
إذا وقفتُ قيل لي :
" هيَّا تحركْ من هنا .."
وإن مشيتُ قيل لي :
" قِفْ لا تحرك ساكنا .."
حتى نسيت من أنا
" يا ميجنا يا ميجنا " !
صار الشعورُ بالأسى
والحزنِ عندي مُزمِنا .
وأصبحت حريةُ الكلام أطيبَ المنى .
ثم اكتشفتُ في الطبيعة السرورَ والهنا .
فقلتُ كوني موطني ،
فأصبحت لي موطنا .!

نــجــم
19-04-2011, 11:25 AM
وقعتُ في الـ .. ؟!


وقَعْتُ في الحبِّ يا صديقي !
وغرَّني ، أولُ الطريقِِ
وكنتُ بالأمسِ مثلَ طيرٍ
محلِّقٍ في السما طليقِِ
أحيا على صورةٍ بذهني
لمجدها الغابرِ العريقِِ
رسمتُها ، والخيالُ يُضفي
بعضاً من السحرِ والبريقِِ
أحببتُها ، منذ كنتُ طفلاً
وخِلْتُها حُبِّيَ الحقيقي
وكان مَن ينتمي إليها
يقول لي إنَّه شقيقي
مليارُ قلبٍ لها ولكنْ
من حبِّها لا أبلُّ ريقي
كأنها زهرةٌ وماتت
وأصبحت دون ما رحيقِ
باللامبالاة حيَّرتني
وحار ، في بَردِها ، حريقي
راحت ، على الشطِ ، في سباتٍ
وكنتُ في البحر كالغريقِ
ناديتُها : الموجُ صار أعلى
أموتُ ، يا أمتي ،استفيقي.!
فلم تُجبْني ، بل استمرَّت
تغطُّ في نومها العميقِِ
وفي المحيطِ استقرَّ صوتي
وضاع في البحر والمضيقِِ
***
وقعتُ في الحبِّ ؟ أم تُراني
قد عشتُ في الوهمِ ،
يا صديقي .؟!

نــجــم
19-04-2011, 11:25 AM
عندما حدَّثتُ البحر




رَجَعْتَ لي ، بعد أحزانٍ وآلامِ
فأشرقَتْ ، من جديدٍ ،
شمسُ أيامي .
وعاد لي مَلَكُ الأشعارِ يُلهمُني
فانسابَ شعريَ ، من وحيٍ وإلهامِ
وصرتُ أنظرُ للدنيا فتُعجِبُني
ماذا أريدُ ؟
وأنتَ الآن قُدَّامي ..!
يكفي وجودُكَ فيها كي يدلَّ على
بديعِ صُنْعٍ ، لخَلاَّقٍ ورسَّامٍ .
يكفي وجودكَ فيها ، كي أحسَّ أنا
بأنني مَلِكٌ ، والكلُّ خُدَّامي ..!
إنْ قلتُ للطيرِ :
يا طيرُ اصدَحي ، صَدَحَتْ
وأتْحَفَتْني ، بألحانٍ وأنغامِ .
وإنْ همستُ إلى الأنسامِ : إسرِ ، سَرَتْ
حولي ، كأعذب هبَّاتٍ لأنسامِ .
يا بحرُ ، كنتَ معي في كل ثانيةٍ
وكم رأيتكُ في نومي وأحلامي .
وكم توقعَّتُ أن ألقاكَ قبلُ وقد
صدَّقتُ ما قالهُ ، بالأمسِ ، حُكَّامي .
قالوا : " سنرجعُ " ،
طفلاً كنتُ حينئذٍ
واليومَ قارَبَتِ الخمسينَ أعوامي .
ما كنتُ أحسَب يوماً أنهم كذبوا
وأنهم ملؤوا رأسي بأوهامِ .
وأنهم مَعَ أعدائي عليَّ ، ولا
يستهدفونَ سوى قتلي وإعدامي .
كيف التقينا ؟
ولم أسمعْ هنا أبداً
صهيلَ خيلٍ ،
ولا وقْعاً لأقدامِ . !
ولا رأيتُ جيوشاً حولنا رفعت
أعلامَها ،
أينها ، يا بحرُ ، أعلامي .؟!
لا . لا تقلْ إنَّ لقيانا مصادفةٌ
أو إنَّها رميةٌ ،
كانت بلا رامِ .!
..
تَعَجَّبَ البحرُ ، ممَّا قلتُهُ وبكى
وقالَ لي :
هذهِ أضغاثُ أحلامِ .!
فقلتُ :
يا عينُ لا تستيقظي أبداً
حتى وإنْ لمْ تُحسي بالكرى ،
نامي .!!

نــجــم
19-04-2011, 11:25 AM
كوكب




صادفْتُهُ ودموعي
على خدوديَ تُسكَبْ .
فقالَ : حبٌ جديدٌ ؟!
فقلتُ : لا . فتعجَّبْ .!
وراح يسخرُ مني
وقالَ لي : تتهرَّبْ ..
فقلتُ ويحكَ يا صاحبي وعفوكَ يا ربْ .!
وهل فَرَغتُ أنا مِن
حبي القديمِ لأنْصَبْ ؟!
***
حبيبتي .. لا تَسَلْ مَن
فقالَ : أجملُ كوكبْ .
ونبعُ حب طهورٍ
هيهاتَ .. هيهاتَ ينضبْ .
لكنَّها منك تبدو
إلى السماوات أقربْ .
وحولها ألفُ حامٍ
مُسلَّحٍ ومُدرَّبْ .
ودربُها بدماءِ العُشَّاق دوماً مُخَضَّبْ .
وفيه مليون نابٍ
وفيه مليونُ مخلبْ .
ونحو قلبك سهمٌ
مِن كل صوبٍ مُصوَّبْ .
وأنت أعزلُ مهما
قاومتَ ، حتماً ستُغْلَبْ .
كُنْ واقعياً ، ودعْها
كفاكَ بالنَّار تلعبْ .
مستقبلُ الحبِّ هذا
صِفْرٌ ،
وصِفْرٌ مُكعَّبْ .
فارحلْ لأي مكانٍ
هاجِرْ ،
تجنَّسْ ،
تغرَّبْ .
حتَّامَ تبقى على جمْر الحبِّ ذا تتقلَّبْ . ؟!
كأنَّما هو شَرْطٌ
عليكَ ، أن تتعذَّبْ .
إذا شدا الطيرُ تبكي
وحولك الناسُ تَطرَبْ .
إني لحالك أرثي
ومن أمورك أعجبْ .
فاسمعْ كلامي وجَرِّبْ
فما أقولُ مُجرَّبْ . !
***
فقلتُ : ما ليَ بُدٌ
منها ، وما ليَ مهربْ .
بدونها أيُّ طعمٍ
لمأكلٍ أو لمشرَبْ .؟
وكيف أحيا بعيداً
عنها ، وآتي ؟ وأذهبْ ؟
والموتُ فوق ثراها
من كل ذلك أطيبْ .
لي مذهبٌ في حياتي
كما لغيريَ مذهبْ .
وللذي هو مثلي
نيلُ الشهادةِ ، مطلبْ .

نــجــم
19-04-2011, 11:25 AM
لِمَ أبكي؟!




عندما .. لا يمرُّ وقتي بسرعةْ .
وبقلبي المشتاقِ تعصفُ لوعةْ .
وإذا العيشُ صار صعباً ، ونفسي
أصبحت لا تحسُّ فيه بمُتعة .
وإذا ما الأيامُ صارت سواءً
حيث لا فرقَ ،
بين سبتٍ وجُمْعةْ .
وإذا طاف بي الخيالُ وسالت
من عيوني ،
لمَّا ذَكَرتُكِ ، دمعةْ .
وغدا الصبرُ والدعاءُ دوائي
كلَّما احتجتهُ ، تناولتُ جُرعةْ .
فلأني ،
ما زلتُ ، في الأمس ، أحيا
واثقاً ،
أنَّ لي ، إلى الأمس ، رجعةْ .
ولأني لم أنسَ أنكِ مني
وأنا منكِ ،
يا بلاديَ ، قِطعة .
ولأنِّي أنا الطريدُ الوحيدُ
رغم أنِّي ،
كالآخرين ابنُ تسعةْ .
ولأنِّي أراكِ بين يديْ مَنْ
فيه للشرِّ والجريمة نزعةْ .
ولأني أراكِ في كل سوقٍ
ومزادٍ ، وقد غدوتِ كسلعةْ .
باع ( علاَّنُ ) من ترابك نصفاً
و( فلانٌ ) ،
من بعده ، باع رُبْعَه .
وأنا أُمَّةٌ ، وقلبي شظايا
ليتني أستطيعُ ، حولكِ ، جَمْعه .
ليتني كنتُ غيمةً في سماكِ
ليتني كنتُ ، في لياليكِ ، شمعة .
ليتني أستطيعُ ، قبل مماتي
أن أُصلِّي ،
على ترابكِ ، ركعة .
***
يا فلسطينُ ، فيكِ أروعُ شعبٍ
وعلى الأرضِ ، أنتِ أطهرُ بُقعةْ .
لِمَ أبكي ؟!
وفي وجوه الأعادي
كنتِ دوماً ، وسوف تبقَيْنَ قلعة .

نــجــم
19-04-2011, 11:26 AM
لو كنتِ مثلَ الأخرياتِ




لو كنتِ مثلَ الأخرياتِ ، أكنتُ في
بحر العيونِ السودِ ، أغرقُ ، والكحيلةْ .؟
هل كنتُ أكتبُ يا ترى غزلاً ،
لغيركِ ، مثل غيري ،
في الرشيقة والنحيلةْ .؟
هل كنتُ أختصرُ ( المحيطَ ) وأنتقي
من مفرداتِ ( الضادِ ) ألفاظاً قليلةْ :
" قَدَّاً ، عيوناً ، نظرةً ، خداً أسيلاً ،
لمسةً سحريةً ، شَعراً ، جديلةْ " ؟
وبها أغني هائماً ،
مثلَ الطيور الهائماتِ الراقصاتِ على خميلةْ .؟!
أم كنتُ أنسج من خيوط الفجر أشعاري ،
وأهديها لنسمته العليلةْ .؟
عن أي شيءٍ كنتُ أكتب يا ترى ؟
شِعري أنا ؟
عن دِمنةٍ ؟ أم عن كليلةْ ؟
ولمن سواكِ ، ولا أرى في هذه الدنيا سواكِ ،
أقول أشعاري الجميلةْ .؟
يا مَن .. إذا فتَّشْتُ في الدنيا فلن
ألقى لها شبَهاً ،
ولن ألقى مثيلةْ .
يا مَن .. حملتُ لأجلها سيفي وقد
ألقى السيوفَ ،
جميعُ فرسان القبيلةْ .
يا من تُشد لها الرِحالُ ولا يحبِّذ بُعدهُ ،
عنها المقيمُ ، ولا رحيلَهْ .
لو كنتِ مثل الأخرياتِ وكنتِ لي
هل كنتُ أرحلُ عنكِ أعواماً طويلةْ .؟
هل كنتُ آتي
كي يقالَ ـ هنا ـ : " احذروا !
جاءَ الفلسطينيُّ ،
لا تُخلوا سبيلَهْ ".؟ !
أم كنتُ أذهبُ كي يقالَ ـ هناك ـ لي :
" عُدْ .. !
فالإقامةُ بيننا لك مستحيلةْ ".؟!
هل كنتُ أقبلُ أن أذلَّ ؟ ،
وما الحياةُ إذا النفوسُ غدت
ـ لتحياها ـ ذليلةْ .؟
وأنا الذي لو خيَّروني كنتُ لم
أخترْ سواكِ ،
فعنكِ لا أرضَى بديلةْ .
***
لو كنتِ مثل الأخرياتِ لما شعرتُ بأنني
مستضعف وبدونِ حيلةْ .؟؟
ولَمَا استعرتُ اسماً ولا ،
أنكرتُ في يوم من الأيام أنك لي خليلةْ .
ولما انتظرتُ على الحدود وليس لي
ذنْبٌ سوى ،
أني الأصيلُ ابنُ الأصيلةْ .
أهَواكِ صار جريمةً ؟
يا ويحهم .!
كيف الفضيلةُ أصبحت تعني رذيلة ؟!
كوني .. !
كما شاء الإله وما قضى
فسترجعينَ ،
وقد عرفت أنا الوسيلةْ .!

نــجــم
19-04-2011, 11:26 AM
أيها العيد كن سعيداً !




آسِفٌ ! ، إنْ طرقتَ يا عيدُ بابي
آيباً ، بعد فترةٍ من غيابِ .
فتعجَّبتَ من سلوكي كثيراً
وتساءلتَ :
ما جرى لي ؟ وما بي .؟
ولماذا أبدو حزيناً كئيباً
غير مستبشرٍ بهذا الإيابِ .
لم أقابلْكَ مثلما كنتَ ترجو
بكمانٍ ، وطبلةٍ ، وربابِ .
ما تبسَّمتُ ، أو دعوتُ لحفلٍ
أو عَشاءٍ ،
أو سهرةٍ ، أصحابي .
كلما رنَّ هاتفي ،
قلتُ للطالبِ :
" عيدٌ مباركٌ " باقتضابِ .
ليس من زينةٍ على باب بيتي
أو عطورٍ ، تفوح من أعتابي .
ليس عندي ، يا عيدُ ، مَنٌّ وسلوى
وطعامي ، لم يختلفْ ، وشرابي .
قهوتي " سادةٌ " ،
ككل صباحٍ
ومساءٍ ،
والماءُ في أكوابي .
ومن السوق ما اشتريتُ جديداً
ولبستُ القديمَ من أثوابي .
وكأنِّي لم أحسِب اليوم هذا
يومَ عيدٍ ، لمَّا حسَبتُ حسابي .
فلْتعاتِبني .. ولْتلُمني فإني
مستعدٌ ، للوْمِ أو للعتابِ .
وإذا ما وجدتني لا مبالٍ
ولمستَ البرودَ في أعصابي .
لا تسلني ..
ما السرُّ في لامبالاتيَ أو في
تعاستي واكتئابي.
وتأكَّدْ .. بأنَّ لي ألفَ عذرٍ
وتأكَّدْ .. بأنَّ لي أسبابي .
وبأني واعٍ ، بكامل وعيي
جئتَني أنت كي تُطِير صوابي .!
فلتحاولْ ..
يا عيدُ ، فهمي وحاولْ
مرةً ، في حياتكَ ، استيعابي .
***
أيَّ دربٍ ، سلكتَه أيها العيدُ ،
وهل زرتَ ، يا ترى ، أحبابي ..
في فلسطينَ ، ؟
هل نزلتَ إلى الوديان فيها ،
وهل صعدتَ الروابي .؟
هل رأيتَ الخيامَ تقذفها الريحُ بعيداً ،
في جيئةٍ وذهابِ ؟
هل رأيتَ البيوتَ تُهدمُ ؟ قلْ لي :
هل توقعتَ حجم ذاك الخرابِ .؟
هل رأيتَ الدموعَ في أعين الناسِ ،
وأدركتَ ما بهم من عذابِ .؟
هل رأيتَ الأطفالَ ، يقضون أيامكَ ،
يا عيدُ ، دون ما ألعابِ .؟
أو مراجيحَ او ملاهٍ ، ولمَّا
جئتَهم ، قابلوكَ باستغرابِ . ؟
هل سمعتَ الأقصى ينادي : " هلمُّوا .!
أنقِذوني ..
من اليهود الكلابِ " . ؟!
هل رأيتَ الجوابَ ؟! وهو دماءٌ ..
حول أسواره ، لخير الشبابِ .
نحنُ بين الشعوب معجزةَ العصر، غدونا
ومبعثَ الإعجابِ .
في الأعالي نحيا ، إذا ما أردنا
وطناً ،
كي نعيشَ فوق الترابِ .!
***
أي عيدٍ ؟ ولم نزل في لجوءٍ
ونزوحٍ ، وغربةٍ ، واغترابِ .؟
أي عيدٍ ؟ بدون أهلي وصحبي
وجبالي ، وأبحُري ، وهضابي .؟
وانسحابِ المحتلِّ من كل أرضي
أي عيدٍ هذا ؟ بدون انسحابِ .؟!
***
أيها العيدُ ، كنْ سعيداً ، وعُدْ لي
حينها ، ألتقيك بالترحابِ .!

نــجــم
19-04-2011, 11:26 AM
بدر التَّمام


أنت المسافرُ في الغمامِ ،
وأنتَ للنفس المرامْ .
فِرْدَوسُنا المفقودُ أنتَ ،
وحُلمُنا من ألف عامْ .
أرجوحةٌ للطفلِ أنتَ
يهزُّها حتى ينامْ .
والنورُ أنتَ ،
بطيفهِ السحريِّ يفتك بالظلامْ .
يا ملهم الشعراءِ ما كتبوه من عذب الكلامْ .
لولاك ما وُجِدَ الهوى
في الأرضِ ، أو عُرِفَ الغرامْ .
فأقِمْ هنا !
حتى يطيبَ العيشُ في هذا المقامْ .
فبدون ظلك كيف نحيا
في وفاقٍ وانسجامْ ؟
من سوف يطرُق بابَنا
إلاَّ يد الموت الزؤامْ .؟
مَن سوف يمنحنا السعادةَ ،
والسرورَ والابتسامْ .؟
مَن للنفوس إذا هي اضطربتْ ،
يعيد لها الوئامْ ؟
ستسودنا الأحقادُ دونك ،
والتناحرُ والخصامْ .
ستعمُّنا الفوضى ،
ويُفلِت من أيادينا الزمامْ .
لا أمنَ دونك سوف يبقى
لا أمانَ ، ولا نظامْ .!
اقْبِلْ ! فمنَّا لن ترى
إلاَّ الدلالَ والاحترامْ .
اقْبِلْ وكن معنا لطيفاً
كُنْ سخياً كالغمامْ .
خذنا بحضنك مرةً ،
واشفِ الصدورَ من السَقامْ .
ثم انتشرْ فينا وذُبْ
كالملح في صحن الطعامْ .
سترى بأنَّا رائعونَ ،
وطيِّبونَ ، على الدوامْ .
وبأننا بشرٌ ، بداخلنا ،
ملائكةٌ كرامْ .!
هيا تقدَّمْ !
خطوةً ، أو خطوتينِ .. إلى الأمامْ .!
هيا تقدم يا " سلامْ " !
هيا تقدم يا " سلامْ " !
خمسون عاماً قد بحثنا عنك يا بدرَ التِّمامْ .
كنا نراكَ خلالها ،
فتفِرُّ منَّا في الزحامْ .
لم تلتفتْ يوماً لنا ،
لم تُعطِنا أدنى اهتمامْ .
جئناك حبواً .. لم تقلْ : هيَّا
" جلوسَ " ولا : " قِيامْ " .!
أهملتنا !
وتركتنا هدفاً لإرهابِ " النظامْ " .!
ماذا تريدُ اليوم مناَّ نحن سكانَ الخيامْ ؟
أتريد أن نأتي عراةً ،
بعد أن نُلقي " الحِزامْ " ؟
أتريدنا من دون سيفٍ
أو رماحٍ أو سهامْ ؟
أتريدنا مستسلمينَ
كما يريد " العمُّ سامْ " ؟
كم صرتَ يا هذا لئيماً
منذ عاشرتَ اللئامْ !
هل يا ترى غسلوا دماغكَ ؟
هل أُصِبْتَ بالانفصامْ ؟
هل غيَّروكَ هناكَ في " النرويجِ " ،
" أولادُ الحرامْ " !؟
فأتوا إلى الزيتون ، باسمكَ ،
حوَّلوه إلى حطامْ .؟!
أصبحت متَّهماً ،
يُشار له بإصبع الاتِّهامْ .!
لستَ السلامَ بلحمهِ وبدمِّهِ ،
أنتَ العِظامْ .!
أنت انكسارُ الروحِ في
جسدٍ يحس بالانهزامْ .
أنت الوباءُ القاتل المُعدي
" لمصرَ " و" للشآمْ " .
والصقرُ أنت يخُر منقضَّاً على سرب الحمامْ .
يا قلبَ " قابيلَ " المليءَ برغبةٍ في الانتقامْ .
لولاك لانتصر الهوى ،
والحبُّ عشَّشَ في الأنامْ .
اذهبْ ، فلست لما جرى
لكَ أو لنا ، أنت الملامْ . !
اذهبْ سننتظرُ " السلامَ " اذهبْ !
سننتظر " السلامْ " .!
ذاك الذي بالدمِّ تصنعهُ ،
يد الشعب الهُمامْ .
فيجيء ، بعد التضحياتِ ، كأنَّهُ ،
مسكُ الختامْ .

نــجــم
19-04-2011, 11:26 AM
مَن ينقذ الأميرة؟




(1)
أراكِ في الصباح والمساء والظهيرةْ .
في كل وقتٍ من خلال شاشتي الصغيرةْ .
في حالةٍ يرثى لها خطيرةٍ .. خطيرةْ .
من هولها تدبُّ في جسمي قُشَعْريرةْ .
أقضي نهاري سائلاً بدهشةٍ وحيرةْ : ـ
ما بالُها حبيبتي الجميلةُ الغريرةْ ؟
منزوعةَ السوارِ والخمارِ والضفيرةْ .
جناحها مُكسَّرٌ، عيونُها ضريرةْ .
كأنها بالأرض والسماء مستجيرةْ .
تقول : يا بلادُ يا عبادُ يا عشيرةْ .
ألا ترون أنني أمامكم أسيرةْ . ؟
ألم أعد بحبكم وعطفكم جديرةْ .؟
أم ليست الأبصار ما تعمى بل البصيرةْ ؟!
فصمتُكم تفسيرُه ـ ولم أُطِقْ تفسيرَه ـ :
كمن يجيء قائلاً بنظرة كسيرةْ : ـ
" عيني أنا بصيرةٌ لكنْ يدي قصيرةْ ". !
لكنَّ تلك كِذبةٌ وخدعةٌ كبيرةْ .
لا تنطلي على التي
صارت بكم خبيرةْ .!
***
مَنْ فيه بعضُ نخوةٍ ؟
ولم يبعْ ضميره ؟!
حتى يهبَّ مسرعاً مُخلِّفاً سريره .
ذا الفرشة الطويلة العريضة الوثيرةْ .
ويحمل السلاحَ والعتادَ والذخيرة .
مكبَّراً يهز كل الأرض بالتكبيرة .
يكسِّر الأبواب ثم يدخل الحظيرة .!
يقول : يا عصابة اليهود يا حقيرة .
أنا الذي من بطشكم ،
سأنقذ الأميرة . !
(2)
ماذا تبقَّى لم نقُلْهُ عنكِ يا أميرةْ .؟
وما أسال دائماً دموعنا الغزيرةْ .
قلناه في قصيدةٍ أو قصةٍ قصيرةْ .
فهذه قصائدي القديمةُ الكثيرةْ .
قد أصبحت أفكارها ،
بعد الغنى ، فقيرةْ .
كالزهر حينما يصير فاقداً عبيره .
من أين تأتي الفكرةُ الجديدةُ المثيرةْ .؟
لكي تضيفَ نقطةً لدربنا منيرةْ .؟
وتستحثَّ عزمنا لنكملَ المسيرةْ . ؟
هل زال الاخضرارُ من أوراقنا النضيرةْ ؟
هل أقفرت بلادنا وماؤها وفيرةْ .؟
هل نحن في جزيرةٍ ،
والصدق في جزيرةْ . ؟!
أم أننا نخفي الذي نخفيه في السريرةْ . ؟!
إذْ ربما قصيدةٍ بصدقها شهيرة .
قد أعجَبتْ بشدة جموعَنا الغفيرة .
لكنها قد قررت لشاعرٍ مصيره .
فمات في سبيلها
" سميرُ " أو " سميرة " .!
***
متى نقول كلَّ شيء عنكِ يا أميرة .!؟
متى تكون يا ترى
قصيدتي الأخيرة ؟!

نــجــم
19-04-2011, 11:27 AM
" شَتْ ابْ " !




أنا السببْ .
في كل ما جرى لكم
يا أيها العربْ .
سلبتُكم أنهارَكم
والتينَ والزيتونَ والعنبْ .
أنا الذي اغتصبتُ أرضَكم
وعِرضَكمْ ، وكلَّ غالٍ عندكمْ
أنا الذي طردتُكم
من هضْبة الجولانِ والجليلِ والنقبْ .
والقدسُ ، في ضياعها ،
كنتُ أنا السببْ .
نعم أنا .. أنا السببْ .
أنا الذي لمَّا أتيتُ ،
المسجدُ الأقصى ذهبْ .
أنا الذي أمرتُ جيشي
في الحروب كلها
بالانسحاب فانسحبْ .
أنا الذي هزمتُكم
أنا الذي شردتُكم
وبعتكم في السوق مثل عيدان القصبْ .
أنا الذي كنتُ أقول للذي
يفتح منكم فمَهُ :
" شَتْ أَبْ " !
***
نعم أنا .. أنا السببْ .
وكلُّ من قال لكم
غير الذي أقولهُ ،
فقد كَذَبْ .
فمن لأرضكم سلبْ .؟!
ومن لمالكم نَهبْ .؟!
ومن سوايَ مثلما اغتصبتُكُم
قد اغتَصبْ .؟!
أقولها صريحةً ،
بكل ما أوتيتُ من وقاحةٍ وجرأةٍ ،
وقلةٍ في الذوق والأدبْ .
أنا الذي أخذتُ منكم
كل ما هبَّ ودبْ .
ولا أخافكم
ألستُ رغم أنفكم
أنا الزعيمُ المنتخَبْ .!؟
لم ينتخبني أحدٌ لكنني
إذا طلبتُ ذات يوم ، طلباً
هل يستطيعٌ واحدٌ
أن يرفض الطلبْ .؟!
أقتلُهُ ،
أجعلُهُ يغوص في دمائه حتى الرُّكبْ .
فَلْتَقْبَلوني هكذا كما أنا
أو فاشربوا " بحر العربْ " .
ما دام لم يعجبْكمُ العجبْ .
مني ، ولا الصيامُ في رجبْ .
ولْتغضبوا ، إذا استطعتم ، بعدما
قتلتُ في نفوسكم
روحَ التحدي والغضبْ .
وبعدما شجَّعتكم
على الفسوق والمجون والطربْ .
وبعدما حوَّلتُكم
إلى جليدٍ وحديدٍ وخشبْ .
وبعدما أرهقتُكم
وبعدما أتعبتُكم
حتى قضى عليكمُ الإرهاقُ والتعبْ .
وبعدما أوهمتُكم أنّ المظاهراتِ فوضى
ليس إلا ، وشَغَبْ .
وبعدما أقنعتكم
أن السكوتَ من ذهبْ .
***
يا من غدوتم في يديَّ كالدُّمى
وكاللعبْ .
نعم أنا .. أنا السببْ .
في كل ما جرى لكم
فلتشتموني إن أردتم ،
في الفضائياتِ والخطبْ .
وادعوا عليَّ في صلاتكم وردِّدوا :
" تبت يداهُ مثلما تبت يدا أبي لهبْ ".
ماذا يَضيرُني أنا ؟!
ما دام كل واحدٍ في بيتهِ ،
يريدُ أن يسقِطَني بصوتهِ ،
وبالضجيج والصَخبْ .؟!
أنا هنا !
ما زلتُ أحمل الألقابَ كلها
وأحملُ الرتبْ .
فَلْتُشْعِلوا النيرانَ حولي
واملؤوها بالحطبْ .
إذا أردتم أن أولِّيَ الفرارَ والهربْ .
وحينها ستعرفون ، ربما
مَن الذي
في كل ما جرى لكم
كان السببْ .!؟

نــجــم
19-04-2011, 11:27 AM
لو أنكم معنا !




لغيَّرنا اتجاه الريحِ ،
واخضرَّت صحارٍ قاحلةْ .
وغدا المِزاجُ العامُّ شرق البحر معتدلاً
وقرت أعينٌ متسائلةْ .
وتفتحت من حولنا
كل الزهور الذابلةْ .
لو أنكم معنا ..
لصرنا وحدة متكاملةْ .
ولما مشينا وحدنا ،
في الليل ، ننظر خلفنا
كي نطمئن على مسير القافلةْ .
كنا حملناكم على الأكتاف حباً في
سياستكم وليس مجاملةْ .
وتحولت تلك الكراهية الشديدة بيننا
لمحبةٍ متبادلةْ .
ولأصبحت كل النفوس من المحيط إلى الخليج
سعيدة متفائلةْ
واستيقظ البحر المطلُّ على طفولتنا
وقد عدنا له ،
ثم استعدنا ساحله.
وتوقف الزمنُ اليهوديُّ الرديءُ ،
ودقت الساعات معلنةً نهاية مرحلة .
ولأصبح الحلمُ الفلسطيني شيئاً واقعاً ،
بالفعل ، نَلْمَسهُ ،
ولا نحتاجُ أن نتخيَّلَه .
كنا فعلنا ما نريدُ ،
وما تمنينا طوال حياتنا
أن نفعلهْ .
وعلى الجميع ، وكلنا ثقة ،
قلبنا الطاولةْ .
لكنكم مَعَهم علينا .!
تنصِبون لكل حرٍّ مِقْصَلةْ .
وكأنما هي أرضنا محتلةٌ منكُمْ
وتلك المشكلة .
واللهِ ... أكبرُ مشكلـةْ .!

نــجــم
19-04-2011, 11:27 AM
كليك ( click )




- اُدخلْ هنا .
وانقر على هذي الخريطةِ مرتينْ .
ثم انتظر .. لهنيهةٍ ، أو لاثنتينْ .
والآن قل لي ما ترى ؟
- مصراً وهذا نيلها ،
وأرى بلاد الرافدينْ .
- هذا هو اليمن السعيدُ ،
وهذه دولُ الخليجِ ، وتلك سوريَّا ،
وهذا المغربُ العربيُّ ،
والسودانُ ، والأردنُّ ، وانظر ها هنا
لبنانُ ، ثم أشرْ بسهمك واتَّجهْ ،
نحو الجنوب على مسافة بوصتينْ .
وانقُرْ على هذا المثلث نقرتينْ .
- هذي فلسطين الحبيبة زانَها ،
مسرى رسول الله أولى القبلتينْ .
وأرى هنا بقعاً بلون الزهر تفصلُ ،
بين كل مدينتينْ .
هل هذه المستوطناتْ ؟!
- وكما ترى هي بالمئاتْ .
- لكن هنا ستقوم دولتنا !
فكيف إذن وأينْ ؟
ولقد رأيت بأم عيني
لا مكانَ لدولتينْ .!
..
يا أيها الوطن الذي ،
مازال حبُّك فرضَ عينْ .
نهجو بلادَك تارةً ،
ونفر منها ، تارةً أخرى ،
ونغسل من بقاياها اليدينْ .
..
لكننا في الحالتينْ .
نهواك من أعماقنا ،
وعلى بلادك كلها نبكي
ونذرف دمعتينْ .
نهواك يا ابن الـ ..
لن أقول وأكتفي بالنقطتينْ !
" لحظات صمتٍ لا تطاقْ . "
- اُنقرْ هنا فوق العراقْ . !
- أرجوكَ يكفي اليومَ ،
لا تفتح جروحي كلها ،
في ساعتينْ .
كي لا أُصاب بذبحةٍ ،
فيقالَ ماتَ ، بضغطةِ " كليكٍ " ،
على أيقونتينْ .!

نــجــم
19-04-2011, 11:28 AM
ثلاثُ سنين




أعودُ لأقرأَ ما قلتُهُ عنكِ ،
قبل ثلاثِ سنينَ هنا .
وأسألُ نفسي إذا كنتُ قد قلتُ
ذاكَ الكلامَ الجميلَ ، أنا .!
وكنتُ مجرَّدَ هاوٍ ،
فكيفَ ،
فرضتِ عليَّ احترافَ الغِنا .؟!
وكيف دخلتِ لقلبي وفيهِ ،
تربَّعتِ ،
من دون أن آذنا .؟
وفجَّرتِ كلَّ العواطفِ فيَّ ،
وما كان في داخلي كامنا .؟
وكيفَ اقتحمتِ عليَّ حياتي ؟
فصرتِ حياتي ،
وصرتِ المُنى .!
***
ثلاثُ سنينَ ، ونحنُ نحبكِ ،
أكثرَ من كلِّ أحبابِنا .
نخافُ عليكِ من النَسَماتِ
ونخفيكِ ما بين أهدابِنا .
و " بالروحِ ، بالدمِّ نفديكِ " ،
تهتفُ ،
كلُّ الملايينِ من شعبِنا .
فأنتِ التي لدروبِ الشهادةِ
والعزِّ ، سِرْتِ ، وطِرتِ بِنا .
وأنتِ التي صرتِ مبعث فخرٍ
لنا ، ومثاراً لإعجابنا .
وأصبحْتِ نبضاً نعيشُ بهِ
وحساً يعيشُ بأعصابنا .
فكيف سنقبلُ أن يقتلوكِ
وأن يصلبوكِ على بابنا ؟!
مُقابلَ إعطاءِ " كَذَّابهم "
مجرَّد وعدٍ ،
لِـ " كذَّابنا " .؟!
وكيف سنخلعُ أجملَ ثوبٍ
لبسناهُ من بين أثوابِنا . ؟!
مجانينُ !!
كلُّ اتفاقٍ لهم سندوسُ عليه بقبقابنا .!
وإن قيلَ جئنا لنرهبهم ، بكِ أنتِ ،
فمرحى ، بإرهابنا .!
***
ثلاثُ سنينَ ، ونحنُ نخافُ عليكِ ،
ونعقدُ آمالَنا .
صنعنا ، بكِ ، المعجزاتِ وصرنا
نهدِّد ، في العمقِ ، محتلَّنا .
وأصبحَت الأرضُ تروي الأساطيرَ عنَّا
وتذكر أفعالنا .
فمَن دلَّنا ، يا انتفاضةُ ، غيرُكِ
أنتِ على الدربِ ، من دلَّنا ؟!
ومَن جاءنا كالشرارة لمَّا
رآنا رماداً ، فأشعلنا .؟
ومَن قال ، غيرُك ، للموتِ : صِرْ
حياةً ، فصار حياةً لنا ؟!
فكيف فعلتِ بنا كلَّ هذا ؟!
وغيَّرْتِها ،
كيفَ ، أحوالَنا ؟! .
***
ثلاثُ سنينَ ، ونحن نموتُ ،
ونرسلُ للموتِ أولادَنا .
ونحميكِ من كل سوءٍ ونعطيكِ ،
أغلى وأفضلَ ما عندنا .
ثلاثُ سنينَ ، ونحن نفجِّرُ ،
في أرذل الناس ، أجسادَنا .
ونصرخُ :
أين الملايينُ أينَ ؟!
وهل تركونا هنا وحدنا .؟!
ندافع عن أمةٍ ما عرفنا :
ترى معنا ، هيَ ،
أم ضدنا ؟!
***
ثلاثُ سنينَ ونحن نَعدُّ الليالي
ونحسب أيامَنا .
ونهتف باسمكِ أن تستمري !
إلى أن نحقق أحلامَنا .
ونصنعَ دولتنا ، رغم أنف الجميعِ ،
وننصرَ إسلامَنا .
وفوق مآذن مسرى النبيِّ محمَّدَ ،
نرفعَ أعلامنا .
فسيري !
لعامٍ جديدٍ ، ومنَّا
خذيها : دمانا وأعوامَنا .

نــجــم
19-04-2011, 11:28 AM
رسالة للعم جمال




في كل أسبوعٍ
كعادتها الجميلةِ منذ أعوامٍ ،
تراسلني " دلالْ ".
وتقول لي .. بعض التفاصيل التي
عبرَ الأثير وفي الصحافة لا تُقالْ .
وأنا أحبُّ سماعَ أخبارِ الذين أحبُّهم
وألحُّ دوماً في السؤالْ ..
عن حالهم ،
وأقول سبحان الإلهِ ،
مُغيِّر الأحوال من حالٍ لحالْ .
وصلت رسالتُها الأخيرةُ منذ أيامٍ ،
وفيها ما يلي :
عمِّي " جمالْ " : ـ
إن كنتَ يوماً في الجنوب وفجأةً
اشتدَّ شوقُك للأحبة في الشَّمالْ .
وأتاك من طرف الحبيب الأمرُ أنْ :
هيَّا تعالَ ، بسرعةٍ ، هيَّا تعالْ .
وتحركت فيك المشاعر والحنين لما مضى
والدمع من عينيك سالْ .
وعبرتَ شط الذكرياتِ بحلوها
وبمرِّها ،
وسبحتَ في بحر الخيالْ .
وحزمتَ أمرك أنْ ستُقفِل راجعاً
مهما يكنْ ،
وتشد للأهل الرحالْ .
ثم اكتشفتَ بأنَّ ما قد خِلتُهُ
سهلاً ،
غدا متعذراً ، صعب المنالْ .
وبأن رؤية من تحب كأنها
حلم من الأحلام أو شيء محالْ .
ثم انفعلت بشدةٍ ، وبدت على
قسماتِك السمراءِ ، شدةُ الانفعالْ .
وصرختَ : هل نحيا بعصر سابقٍ ؟
حيث الدوابُ غدت
وسيلةَ الانتقالْ . ؟
وهناك آلاف الحواجز لم تزل
وهناك حظرٌ للتجول لا يزالْ . ؟
وهناك شيءٌ لا شبيهَ له ولا
في هذه الدنيا له أبداً مثالْ .
يُدعى احتلالاً ـ يا لَخيبةِ عالَمٍ
مازال معترفاً
بدولة الاحتلالْ . ؟! ـ
ورفعتَ كلتا قبضتيك وقلت : " لا
باقون نحن ..
والاحتلال إلى زوالْ ".
ثم اندفعتَ وفي عيونك نظرةٌ
وكأنها جمرٌ ،
على وشك اشتعالْ .
فإذا المدارس غُلِّقت أبوابُها
إلا " الشهادةُ "
بابُها يَسَعُ الجِمالْ .!
وإذا الشوارع شبه خاليةٍ وما
من " حَطَّةٍ " ،
فوق الرؤوس ولا " عِقالْ " .
أين الرجالُ ؟ سألتَ ،
قيل : استشهدوا
وغدوا مناراتٍ على درب النضالْ .
وهناك مفقودونَ .. أو جرحى ومن
في السجن ، والباقون فروا للجبالْ .
***
ـ هذا غدا .. يا عمُّ حال رجالنا
قلْ لي ..
أيوجد عندكم أنتم رجالْ ؟! ـ

نــجــم
19-04-2011, 11:28 AM
ما أروعك




ما أروعكْ . !
رفع الجميع الرايةَ البيضاءَ من زمنٍ ،
وأنت بقوةٍ ،
ما زلتَ ترفع إصبعيك ومِدفَعَكْ .
ذهب الجميع إلى مخادعهم وناموا بينما ،
لم تغفُ أنت للحظةٍ ،
وبقيت تهجر في الليالي مَخْدَعَكْ .!
عزفوا مقاطعهم عن " الإرهابِ "
ثم " الإنتحاريينَ " لكن ،
ما اكترثت ورحت تعزفُ ،
للشهادة والخلود مقاطعكْ .
يتساءلون لِمَ " انتحرتَ " ؟!
وأنت تسخر من تساؤلهم ،
وقدرتِهم على استيعاب شرحكَ ،
إنْ شرحتَ دوافعَك .
هل يفهم السفهاء ما
معنى الشهادةِ في سبيل اللهِ ،
أو لِمَ نيلُها ،
أضحى مُنَاك ومطمعك . ؟!
دعهم .!
فقد ضلوا كما الأنعام بل
صاروا أضلَّ ومثلُهم لن ينفعكْ .
ما أروعكْ . !
كم حاصروك وطاردوكَ ،
وأوقفوك وقهقهوا ..!
متوهمين بأن ذلك كلَّه قد أخضعكْ .
كم عذبوك وما اعترفت سوى
بحبك للتراب وكم ،
بكيت وكنت في صمتٍ ،
تكفكف أدمعكْ .
أذهلتهم .!
بتوازن الرعب الذي أوجدتهُ ،
لمَّا وضعتَ على حزامك إصبعك .!
لم تستطع كل الحواجز ،
إنْ أردت النيل من قطعانهم ، أن تمنعكْ .
علمتهم كيف الحياة تصير موتاً ،
كيف تغدو أنت حياً في الأعالي
حين تلقى مصرعكْ .
لم يفهموك ..
وكلهم يسعى بجدٍ ،
كي يُضيِّع تضحياتِك هكذا ..
ويضيِّعك .
والآن قل ..
قل ما تريدُ ،
فمن سيجرؤ أن يحدق في عيونك لحظةً
ويقاطعَكْ !؟
قل ما تريد فأنت سيدهم ،
وكلُّ حلولهم هي كالسراب بِقِيعةٍ ،
ومتى استطاع سرابهم يا سيدي
أن يخدعك ؟ّ!
ما أروعكْ . !
حسبوك وحدك عندما ،
وجدوك في الميدانِ ، لم يدروا ،
بأن الله يا شعبي معك.!

نــجــم
19-04-2011, 11:28 AM
اجعل البرَّ أماناً




وردةٌ نحنُ ، فخُذْ منا شذانا !
نجمةٌ نحنُ ،
فخذ منا ضيانا .
شعلةٌ نحن فخذ نيرانها
وخذ الجمرة واتركنا دخانا .
نحن برقٌ يخطَف الأبصار فلتأخذْ سَنانا
نحن أفق لا نهائيٌ فخذ منا مدانا
وخذ الأرواح من أرواحنا
والنهرَ والأعناب من جناتنا
والأقحوانا
والشباب الغض من أعمارنا والعنفوانا
يا أخانا ..
يا أبانا ..
يا …
خذ الألقابَ أيضاً كلها والصولجانا
كلَّ شيء خذه لكن
اجعل البر أمانا .!
لا تعرقلنا ..
ولا تتبع خطانا
لا تلاحقنا إلى الشط ودَعْنا
نُلقِ في البحر عصانا
وافتح الباب إلى الريح التي
هبت لتجتاح المكانا .!
فكفانا .
وكفانا .
وكفانا .
فلكم راهنتَ بالأمس على ناسٍ سوانا
وخسرتَ السفحَ والقمحَ ،
ولم تكسب رهانا
لم تشاورنا
ولم تطلب رضا الله ولا حتى رضانا
فتأمَّلْ حالنا اليوم وقلْ لي
كيف بالله ترانا ؟
كم من الذل قد ازددنا
وكم ذقنا هوانا .؟!
واسأل التاريخ واستفتِ الزمانا
هل عهدتَ القائدَ المسلم عبداً وجبانا .؟
ما الذي يجعل للمرء لسانينِ ،
ووجهينِ ،
وقلبين وقد ،
خلق الله له قلباً ووجهاً ولسانا ؟
ولماذا أنت في " حانا ومانا " ؟!
فلتجرِّبنا متى شئت وأينْ .
فبكلتا الحالتينْ .
أنت لن تخسر شيئاً ،
طالما أن التي تجري
على الأرض دمانا .
واقطع الإبهامَ والخنصرَ والبنصرَ والوسطى
ولا تبقِ لنا سبَّابةً في الكفِ ،
إن نحن خذلناكَ ، ولا تبقِ بنانا .
وتذكر قدرة الله الذي
كتب الموت علينا
وبدنيانا ابتلانا .
سوف تمضي .. وإلى حيث مضى
كل من عاش على الأرض وكانا .
فاستغل الفرصة الآنَ ،
ولا تخسر دُعانا .
ربما نأتي على قبرك يوماً
ثم نتلو الفاتحةْ .
ويقول البعض منا
رحم الله فلانـا .!

نــجــم
19-04-2011, 11:28 AM
عنزة ولو طارت .!




إلى من يقولُ بأن هناك يداً ،
شِبْهَ ممدودةٍ .. وتُرى .
ويزعمُ أنَّ الذي لا يراها قصيرُ النظرْ .
ويطلب منا ، إذا لزم الأمرُ ،
أن نحمل المِجهرا.
لِنُبصِر منها ولو إظفرا .
ألا تبصرونَ ؟ يقولُ ،
إذن فاتركوني أصافحها
وارجعوا أنتم القهقرى .
سآتي لكم بالذي تشتهونَ ،
وأجعل أيامكم سُكَّرا .
ومن دون أن تطلقوا طلقةً ،
ومن دون أن تقذفوا حجرا .
فهاتوا بنادقكم
لا نريد جنوداً ولا عسكرا .
فعالمُنا اليومَ ، عالمُ ما بعد سبتمبرٍ ،
ولم ينسَ للآن سبتمبرا .!
(( يمد يديه ، وللمرة الألفِ ،
لكنه لا يراها يداً ، مثلما ظنَّ ،
بل خنجرا .! ))
فهل سيُكذِّبُ عينيهِ ؟ ،
لا ،
فلماذا يقول إذن ،
" عنزةٌ تلكَ حتى ولو طارتِ الآنَ ،
أو ظنها بعضُكم طائرا " .!؟
ألا يستطيع " الشريفُ " حياةً ،
إذا أكل الخبزَ والزيتَ والزعترا .؟!
وما شهرةُ المرءِ ؟
حتى ولو أصبح الأَشْهرا .؟!
إذا ما أحال إلى يابسٍ ،
كلَّ ما كان من حوله أخضرا .؟!
وإنْ قيل يوماً " فلانٌ فقيرٌ " ،
فذلك أهونُ من أن
يقالَ " غَدَا سلعةً ،
بين أيدي اليهودِ ،
وصار يُباع كما يُشترى .
وأصبحَ ،
في قومهِ ،
مُنْكرا .!
***
تطير الحماماتُ ،
تعبر كل المحيطات والأبحرا
ولكننا ..
لن نموت من الجوع مهما جرى .
ولسنا نقول سلاماً
لمن لا يريد السلامَ ولسنا
نصدق ما لا نَرى .!

نــجــم
19-04-2011, 11:28 AM
تأبط شـراً




أنحتاج كي نستمر إليكَ ،
وإن غبتَ عنا فلن نستمرّا ؟!
أنبصر نحن بعينيكَ أنتَ ،
ولن نستطيع بدونك سيرا ؟
أنبطش بالمعتدي بيديكَ ،
ومن دونها لن نحقّق نصرا . ؟
لماذا تظن بأنْ لا مفرَّ لنا منكَ ،
إنْ نحن يوماً أردنا المفرا .؟!
وأنَّا بدونك سوفَ نجوعُ
ونشقى ونعرى .؟!
وأنك تعرف ماذا نريدُ ،
وأنك دوماً بنا أنت أدرى .؟!
لماذا تظن بأنَّا على يساركِ صفرٌ ؟!
ولسنا كظنك صفرا .؟!
وأنَّا سنقبل عذركَ ،
حتى ولو كانَ أقبح من كل ذنبٍ ،
ولكنْ مجازاً نسميه عذرا .
وأنَّا سنصفح عنكَ مراراً ،
ولو كنتَ حتى " تأبَّط شرا " !؟
لماذا نراك مُصِرَّاً مُصِرَّاً مُصِرَّا .
على أن تظل مكانك مهما حييتَ ،
وأنت الذي مذ أتيت لنا ،
والهزائم تترى .!
لماذا تظن بأنك شيء مهمٌ لدينا
وأنك أنت هِرَقْلُ العظيمُ ،
وأنك كسرى .!؟
لعلك تملك ما لا نراه من المعجزاتِ ،
فتجلبَ نفعاً وتكشف ضُرا ؟!
لعلك أوتيتَ من كل شيءٍ ،
بياناً وسحرا ؟!
أعُلِّمْتَ من منطق الطيرِ بعض الكلامِ ،
ولم تكُ طيرا .؟!
أتجري الرياحُ بأمرك أنتَ ،
وتبقى بدونكَ ، من غير مجرى ؟
وإن شئتَ ما بين نهرٍ ونهرٍ ،
بغمضة عينٍ ، تفجر نهرا ؟!
وهل يتحول بين يديك الرمادُ ،
فيصبح ناراً وجمرا ؟!
وإن لم يكنْ ..!
فلماذا قتلتَ الغلامَ ،
لماذا أقمتَ الجدارَ ، ونحن يتامى ،
ولم تنتظره لينقضَّ ، حتى نجيءَ ،
ونستخرج الكنز من تحتهِ ذات يومٍ ؟
لقد جئت شيئاً قبيحاً ونُكرا .!
لماذا خرقت السفينة عمداً فأغرقتها ،
وهي تمخر في البحر مخرا .!؟
لقد جئتَ شيئاً مقيتاً وإمرا .!
لماذا حفرت لنا بيديك القبورَ ،
وماذا فعلنا ؟
لتصبح أكثر ظلماً وجورا . ؟
هنالك سرٌ إذنْ ..!
وإذا كانت الفأس في الرأس غارت ،
وزادت مع الوقت غورا .
فماذا يفيدُ ،
إذا جئت تفشى لنا اليوم سرا ؟!
فمُتْ عن قريبٍ وخذه لقبركَ ،
حتى يموتَ بصدرك أيضاً ويُقبَر قبرا .!
وقله لربك يوم الحسابِ ،
ليجزيَك الله عنهُ ،
وإن شاءَ يُعْطِك أجرا ..!
ولكننا لا نريدكَ ..
لن نستطيعَ على ،
ما فعلت بنا أمس واليومَ صبرا .!
كفانا عذاباً .. وظلماً .. وقهرا .
سنعبر هذا الطريق الطويل بدونكَ ،
مهما بذلنا من التضحياتِ ،
وننتزع الأرض شبراً فشبرا .
سنمضي بكل قوانا وحتى النهايةِ ،
بحراً .. وجواً .. وبرا .
سنجعل هذا الظلامَ الذي صنعته يداكَ ،
يصير نهاراً ويصبح فجرا .
وأنت ستغدو مجرد ذكرى .!
وسوف يظلُ
كما كانَ شعبُ فلسطين دوماً ،
عزيزاً وحُرَّاً وحُرَّا ..!

نــجــم
19-04-2011, 11:29 AM
أفضلُ للجميعْ




مُذ جئتموا ،
ما عاد في زماننا ربيعْ .
لن نستطيعَ هضمَكم
ولا قَبولَ رأيِكم
لن نستطيعْ .
أوراقُكُم مكشوفةٌ
وأمركم فظيعْ .
وثوبكم ممزقٌ مُرقَّعٌ
ومخجلٌ ،
من كثرة الترقيعْ .
وذيْلُكم
هيهات أن تُقوِّمَ اعوجاجَهُ ،
إعادةُ التصنيعْ .!
يا ثغرةً مفتوحةً
في حصننا المنيعْ .
ويا دعاة " السلمِ "
و" السلامِ " و"التطبيعْ ".
أفضلُ للجميعْ .
أن توقفوا جهودكم
وتَلزَموا حدودكم
وحاذروا
أن تقربوا حدودنا
ماذا لديكم عندنا ؟
تطاردون جندنا
وتوقفون مدَّنا
لا تعملون ضدهم بل ضدنا !
حتى غدوتم عندهم
كأنكم قطيعْ .؟!
..
أفضلُ للجميعْ .
أن تذهبوا
وتتركونا وحدنا
فقد أضعتم جهدنا
وتضحياتِنا سدىً
وكلُّ ما نملكهُ ،
يوشك أن يضيعْ .
..
أفضلُ للجميعْ .
أن تبحثوا عن مهنة شريفةٍ ،
ولقمةٍ نظيفةٍ
كي تطعموا أولادكم
وحينها ،
تلقون منَّا الدعم والتشجيعْ .!
من قال إنكم تمثِّلوننا ؟
أو أنكم موكَّلون كي تبيعوا حقنا ؟
والشعب لا ولن يبيعْ .
أفضلُ للجميعْ .
ألاَّ توقِّعوا على
وثيقةٍ ،
أو هدنةٍ ،
أو أي صلحٍ بِاسمِنا
فنحنُ ( إنْ وقَّعتموا )
سنرفض التوقيعْ .

نــجــم
19-04-2011, 11:29 AM
أهذا سيعطيك دولة ؟!


أَعِدْ ليَ آخرَ جُملةْ .
وقل ما تحاول قولهْ .
بصوتٍ قويٍ ،
فقد قامَتِ الطائراتُ بجولةْ .
ودوَّى انفجارٌ عنيفٌ
فهز المخيم كلَّهْ .
وسمْعي خفيفٌ وقد زادَ ،
ذلك في الطين بِلَّة .
كأني سمعتُك قد قُلتَ شيئاً ،
فهل قلتَ : " دولة " ؟
أمَ انِّي تخيلتُ هذا
فقط ولأول وهلة . ؟
ومن سوف يعطيك دولةْ ؟
***
أتُعطَى البلادُ ، أتُهدى
كباقة وردٍ .. كفُلَّةْ . ؟
أتُطبع فوق جبينٍ ،
كما يطبع المرء قُبْله ؟
أتُشحَذُ مثل رغيفٍ ،
وحبةِ تمرٍ ، وفِجلةْ .؟
وإن كان هذا صحيحاً ،
أيستغرق الأمر ليلة ؟!
لماذا إذن قد أضعنا
على أخذها العمر كله ؟!
بذلنا الذي قد بذلنا ،
وعشنا حياةً مُذِلَّة .
ونحن نفتش عنها ،
هباءً .. ولم نك قِلة .
ألم نَدر أن الوسيلَةَ
كانت لذلك سهلة ؟!
إذنْ فهنالكَ " إنَّ " ،
و " كيفَ " و " هلْ " و " لعلَّهْ " .
فدولتهم دون قدسٍ ،
كما أنها دون قِبلة
وليست كما صَوَّروها
لنا .. دولةً مستقلِّة . !
***
بل اسمٌ له ألف شكلٍ ،
نحار لنعرف شكله ؟
كحفل زفاف ولكن ،
بدون عريسٍ وطبلةْْ.
كزهر بدون رحيقٍ ،
يفتش عن طيف نحلة .
كعين بلا بؤبؤ أو
رموشٍ ومن غير مُقلة .
تُرى هل عدوُّك أضحى
بحبك أنت مُولَّهْ ؟
أصرتَ له مثل الابن الصغير
الحبيب المُدله ؟
فجاء لأجل سواد عيونك
يعطيك دولة ؟
لماذا تُصدِّق ما لا
يُصَدَّقُ ، هل أنت أبله ؟
***
أيرحل من قال إنَّ
محلَّك صار محله ؟
ومَن أهلَك الحرثَ والنسل ، ظُلماً
ولم يُبق نخلة ؟
وذبَّح بالأمس واليومَ
عشرين طفلاً وطفلة ؟
ودكَّ المخيّمَ بالطائراتِ
وشرد أهله ؟
أهذا سيعطيك دولة ؟
لماذا تجرّب كلَّ المُجرَّبِ ؟
من دون علة ؟
ألم تكفِ عشرُ سنين ،
لتعطيك أقوى الأدلة ؟
بأن اليهوديَّ ليست
له في الحقيقة مِلَّة .
يماطلُ في كل شيءٍ ،
ليكسب وقتاً ومهلةْ .
لينقض يوماً علينا
وإذْ نحن عنه بغفلة .
أما آن أن نستفيقَ
إليه ونكسر رجله .؟
ألم تر أن سلاح الشهادة
" طيَّر عقله " ؟!
سنأتيه من كل وادٍ ،
ومن كل سهل وتلة .
وننتزع الأرض منه
وفيها نشتت شمله .
ونجعله وهو يمشي ،
يظَل يخاطب ظِلَّه .
ونَتبَعه حيث يمضي
ونقتله شر قتلة .
ومن دمنا وهو نورٌ ،
ونار تضيء وشعلة .
لأروعِ شعبٍ على الأرضِ ،
نصنع أروع دولة .!

نــجــم
19-04-2011, 11:30 AM
العرَّاب




هواكِ في القلب جمرةْ
وحرقةٌ مستمرةْ
وأنتِ ، في الجسم ، روحٌ
حلَّتْ ، وفي العقل فكرةْ
ولا نحبكِ سراً
بل نعلنُ الحبَّ جهرةْ
من أجل عينيكِ نهوى
وفي سبيلك نكره
نموت حتى تعيشي
أيا فلسطينُ ، حرةْ
متى نراكِ ونحظى
من ناظِرَيك ، بنظرةْ ؟!
والعمر جد قصيرٌ
يذوي سريعاً كزهرةْ
وقد يُضيِّع غِرٌ
عمراً لشعبٍ ، وعمرَه
فبَعْدَ عَشرةِ " أوسلو "
من أين نأتي بعَشرةْ .؟!
***
وللذي عاش وهماً
تبدو الحقيقة مُرَّة
والمرء يُولد حراً
ومؤمناً بالفطرةْ
وقد يصير كعبدٍ
من أجل مالٍ وشهرةْ
وكم رأينا رموزاً
لنا ، وقادةَ ثورةْ
باعوا بلاداً ، وباعوا
مسرىً ، وقبةَ صخرةْ
قالوا : السياسةُ علمٌ
يحتاج فنَّاً وخبرة
وفي الحياة دروسٌ
لمن يشاءُ ، وعبرة
وبينما من جحرٍ
قد يُلدغُ المرءُ مَرةْ
يعود عرَّابُ " أوسلو "
حتى يعيدَ الكَرَّة .!
***
وهكذا بيديهِ ،
قد يحفِرُ المرءُ قبره
بين الجنونِ ، صحيحٌ
والعبقريةِ ، شعرةْ .!

نــجــم
19-04-2011, 11:30 AM
رسمة ..




جَلَسَتْ على الأنقاض تنظر حائرةْ .
يا للبراءةِ .. في العيون الناظرةْ .
هم هكذا الأطفالُ ، نُؤسَرُ عادةً
لمَّا نراهم ،
فالطفولةُ آسرةْ .
جلست وفي يدها الصغيرة رسمةٌ
وأمامها الأدواتُ شبه مبعثرةْ .
قلمٌ وممحاةٌ ومبراةٌ وفرجارٌ وألوانٌ ،
هناك ومسطرةْ .
كم عمرُها ؟ سبعٌ ؟ ثمانٍ ؟
قلتُ : لم تبلغْ ، لنفسي ، بعدُ سنَّ العاشرةْ .
ـ " عمُّو " .! التفتُّ
وقد سمعتُ نداءها
وسألتُ :
هل ناديتِني يا " شاطرةْ " ؟
قالت : نعمْ ، وإذا سمحتَ دقيقةً
سأكون من أعماق قلبي شاكرةْ .
وأتت إلىَّ بسرعةٍ ،
فلمحتُ في العين الصغيرةِ دمعةً متحجرةْ .
مدت برسمتها إليَّ وأردفت :
" قلْ لي ، ولا تكذبْ !
ألستُ بماهرةْ " ؟
شاهدتُ ما صنعتْ ، فقلتُ : بلى ، وكم
هي رسمةٌ ممتازةٌ ومعبِّرةْ !.
ثم التفتُ لها ، وقلتُ وقد بدت
من فرط إعجابي بها ، متأثرةْ :
هل هذه دبَّابةٌ يا حلوتي ؟
قالت : نعم وهنا رسمتُ الطائرةْ .
حمراءَ ..
لوَّنْتُ السماءَ وتلكم الشمسُ اختفت
خلف الغيوم العابرةْ .
ورسمْتُ عمِّي ،
وهو حيٌ في جِنانِ الخلد في
تلك الحياة الآخرةْ .
وعمارةً من طابقين لجارنا
مهدودةً ، مجروفةً ، ومدمرةْ .
لم أنس شيئاً ،
كلُّ ما في رسمتي
هو صورةٌ عمَّا جرى ومصغَّرة .
جاء اليهود هنا ،
وكنتُ أنا على الشبَّاكِ ،
وقت وقوع تلك المجزرةْ .
لِمَ يقصفونَ بيوتَنا وخيامنا ؟
وكأنهم حُمُرٌ غدت مُستنفِرةْ .
لِمَ يزرعون الكره فينا عنوةً
نحن الصغارَ ،
ذوي القلوبِ الطاهرةْ .؟
هل يرغبون العيش مع أشباحنا ؟
تباً لهم !
متوحشون برابرةْ .
أمخيمٌ ؟،
هذا الذي نحيا به ؟
أُنظُرْ له !
فلقد غدا كالمقبرةْ .
لكننا باقونَ ، رغم أنوفهم
ماذا لدينا نحن حتى نخسرَه .؟
غير الحياةِ ، وهذه صارت بلا
طعمٍ ولا لونٍ ،
وصارت مسخرةْ !
حاولتُ جهدي أن أقاطعها فلم
أسطِعْ ،
وأعصابي غدت متوترة .
هل غبتُ عن وعيي قليلاً ربما ؟
هل بُحَّ صوتي ؟
هل فقدتُ السيطرةْ ؟
أم أنها الكلماتُ من عجزٍ بها
ترتدُّ للقصباتِ أو للحنجرة ؟.
مرت ثوانٍ ..
ثم دوَّى صوتُها المتهدِّج المجروحُ ،
مثل الصافرةْ .
ـ " عمُّو " .. أتسمعني ؟!
فقلت لها : نَعَمْ
ما مات شعبٌ ، فيه تحيا الذاكرة .!
كلُّ الطيور تعودُ إنْ هيَ هاجرت
وطيور شعبي ،
لن تظلَّ مهاجرةْ .!

نــجــم
19-04-2011, 11:30 AM
لَبُّوا النِّدا




(1)
مسرى النبيِّ قد غدا
يا مسلمونَ ، مَعْبَدا .
والقدسُ هُوِّدت وما
من حولها قد هُوِّدا .
وصمتُكم جريمةٌ ،
آثارهُ وخيمةٌ ،
وفي الهوا ، كلامُكم
يضيعُ كلهُ سدى .
***
لَبُّوا النِّدا ،
وسدِّدوا سهامَكم
جميعَها نحو العِدا .
فكلكم قد بات في
وجوده مُهدَّدا .
وتهمةُ الإرهاب لم
تستثنِ منكم أحدا .
***
لَبُّوا النِّدا..
فقد طغى عدوُّكم وعربدا .
على عيونكم بنى
جدارَه ، وشيَّدا .
واليومَ ظلت خطوةٌ ، وبعدها
قد تفقدونَ " المسجدا ".!!
لبُّوا الندا .
لبُّوا الندا .
لبُّوا الندا .
(2)
" ما في حدا " !.
يمد يا حبيبتي لك اليدا .
لا صوتَ يأتي ،
من هناكَ أو هنا ،
ولا صدى .
كأنَّما قد أدمنَ
الجميعُ مِنَّا المشهدا .
نحفظهُ عن ظهر قلبٍ ،
ونعيهِ جيِّدا .
وإنْ غَضِبْنا مرةً
نبتدعِ القصائدا ..!
فليشهد الزمانُ أنَّ حِسَّنا تبلَّدا .
ولتلعنِ الأيامُ يومَنا
إذا انتهى أوِ ابْتَدا .
وكلما الشمسُ بدت
وكلما طيرٌ شدا .
وليكتب التاريخ أننا
قد اشترينا ما بنا
من الضلال ، بالهدى .
وأننا خُنَّاكِ يا حبيبتي
ثم غدونا خبراً
بدون أي مبتدا .
" ما في حدا " !.
فالكل من ضميرهِ ،
فرَّ إلى سريرهِ ،
وظل غيرَ آبهٍ ،
مستلقياً ممددا .
والليلُ طالَ ،
الليلُ طالَ ،
الليلُ صار سرمدا .
ولم نعد نرى " صلاحَ "
بيننا أو " خالدا " .
فمن يَردُّ المعتدي
وقد تمادى واعتدى .؟!
ومَن يحرر الأقصى الجريح والمقيَّدا .؟!
" ما في حدا " !.
" ما في حدا " !.
" ما في حدا " !.
***
إلاَّكَ يا شعبَ الجهاد والفدا .
يا من بقيتَ صامداً ،
وصامداً ، وصامدا .
تقدمُ الشهيدَ والشهيدَ والشهيدْ .
لا تنتظرهم أبداً فكلهم عبيدْ .
وأنت وحدكَ الذي
بقيتَ حقاً سيِّدا .
بقيتَ حقاً سيِّدا .
بقيتَ حقاً سيِّدا .

نــجــم
19-04-2011, 11:31 AM
أمسكي الدفة .!




ما كان حبي
ـ أنا الملهوفُ ـ من لهفةْ .
ولا من النظرة الأولى ،
ولا صدفةْ .
ولا رأيتكِ عند البئر واقفةً
فهِمْتُ من شدة الإعجاب بالوقفة .
ولا فتحتُ لنور الشمس نافذتي
فجاءني نورك الوضَّاءُ من شُرفة .
ولا رأيتكِ في الأحلام باحثةً
عن فارسٍ شَبَهي ،
تخشى العِدا سيفه .
لكنَّ حبكِ بالتدريج شبَّ معي
وكان لي توأماً ،
مُذ كنتُ في " اللَّفة ".!
وسار بي في دروبٍ ، سِرتُ يا بلدي
من أجل عينيكِ ،
مشدودَ الخطى ، خلفه .
ما قلتُ للحب يوماً : أين تأخذني ؟
ولا متى ؟
أو لماذا الآنَ ؟ أو كيفَهْ ؟
بل قلتُ طِرْ بي !
وحلِّقْ عالياً واصعد
أعلى فأعلى ،
وكُنْ في غاية الخفة .
خذني إلى موجةٍ في البحر تعرفني
كنَّا هناكَ ، وكانت بيننا أُلفة .
خذني لحبة رملٍ كنتُ أوزنها
في كفةٍ ،
وكنوز الأرض في كفة .
إلى " القطاعِ " ، أحيي أهله فرداً
فرداً ، وأهدي تحياتي إلى الضفة .
..
عامان مرَّا ، وظل الجرح يا بلدي
كما عهدناهُ ، لم يبرأْ ولم يشفَهْ .
كان العدو عدواً واحداً صرنا
نرى صفوفاً من الأعداء مصطفة .
شنوا على أمة الإسلام حملتهم
وحولهم أمم الكفار ملتفة .
ما أتفَه المدَّعي أن الذي يجري
حربٌ على بؤر الإرهابِ ما أتفه .!
..
عامان مرَّا ، ومازال الحصار على
أشُدِّهِ ، ودمُ الأطفال ما جفَّهْ .
في كل يومٍ ، وعين الكون ترقبنا
كنا نموت ويلقى شعبنا حتفه .
كنا وحيدينَ لا ندري، أإخوتنا
في الدينِ والعرقِ ،
قد حلت بهم رجفة .؟!
أين السلاحُ اختفى ؟
أم هل غدا أثراً
للباحثين عن الآثار ، أم تحفة .؟!
أين الذين أتوا كالفاتحين لنا
واستقبلتهم ألوف الناس بالزفة .؟!
أين المجانينُ ، و" المجنون " يقصفنا
ولا نرى عاقلاً مستنكراً قصفه ؟!
صرنا نموتُ ،
وما من قائلٍ : " يكفى " !
يا عالَماً لم تعد في قلبه رأفة .!!
..
لن ينزعوا الحب من أعماقنا حتى
لو حاصرونا ، طوال العمر في غرفة .
وإن غدا القتلُ ، يا شعبي ، هوايتَهم
فطردُكَ المعتدي من أرضنا حرفة .!
هذي سفينتنا في البحر ماخرةٌ ،
فيا " حماسُ " تعالي !
أمسكي الدفة .!
لكِ الحزامُ ،
وإن ظل الكلامُ لهم
فلتنسفيه بهم ،
واستعجلي نسفه .؟!

نــجــم
19-04-2011, 11:31 AM
أبطال بلادي




هكذا من كل وادِ .
ومن التلِّ ، من السهلِ ،
ومن جوفِ الوهَادِ .
من هشيمٍ قد ذرتهُ الريحُ ،
من كومةِ أنقاضٍ ،
ومن تحت الرمادِ .
من أنينِ الروحِ في كل نباتٍ ،
ومن الآهاتِ في قلب الجمادِ .
من شقوق الأرض ، من مزرعةٍ
قطَّعت زيتونَها شرُّ الأيادي .
من عيونٍ ، بالدموع اغرورقت ،
يومَ الحصادِ .
من بقايا منزلٍ محترقٍ
لشهيدٍ لم يزل حياً
وفي الناس ينادي :
أنْ هلمُّوا وهلمُّوا للجهادِ .
من صدى صرخةِ أمٍ ،
فقدت أطفالها الخمسةَ ،
في قصفٍ مُعادِ .
من نهايات الخيوط السودِ ،
في ثوب حدادِ .
من على ظهر جوادٍ ،
قام من كبوتهِ ،
ومضى ، يصهَلُ ، كرَّاً ،
خلف آلاف الجيادِ .
من بقايا إصبعٍ فوق الزنادِ .
وبرغم الطوق والحاجز والسورِ ،
من العتمة والنورِ ،
ومن كل مكانٍ ،
وبشكل مذهلٍ ، غير اعتيادي .
يخرج الأبطالُ : أبطالَ بلادي .
يزرعون الرعب في قلب الأعادي .
فاحفظوا أسماءهم عن ظهر قلبٍ ،
وأضيفوا اسماً جديداً
ل " وفاءٍ " و " هبةْ " .
ول " دارينَ " و" آياتٍ " ،
أضيفوا شارعاً
في قلب " جينينَ "
وسمُّوهُ : " هنادي " .!

نــجــم
19-04-2011, 11:31 AM
وطني معي .!


شتان ما بيني وبينك يا رفيقْ ..
ضدان نحن على المدى
في واحدٍ يتصارعانِ ،
وهذه رغباتك الدنيا تفرق بيننا
وتظل نفسُك دائماً
أمَّارةً بالسوء تتبعها إلى ما لا نهايةَ ،
أيها العبد الرقيقْ .
ما زلتَ تحلم ،
أن تكونَ " الدونجوفاني " في زمانكِ ،
أن تمثِّل دور نجم الفيلم أو ،
شخصيةَ البطلِ العشيقْ .
ما زلت تهوى عالم الأزياءِ ،
تلبس آخر الموضات في الدنيا
كأنك في مسابقةٍ ،
يفوز بكأسها الرجلُ الأنيقْ .
ما زال وقتك ضائعاً وموزعاً
بين المسلسل والمباراة التي سيخوضها
أو خاضها ذاك الفريقْ .
ما زلتَ تزعجني
برغبتك الشديدة والملحَّةِ ،
في القيام بكل شيء ليس من طبعي
ولا هو بالذي مثلي يليقْ .
ما زلتَ أنت كما عهدتكَ ،
منذ أن ولدتك أمُّك لا ترى
من هذه الدنيا سوى لمعانِها
وبريقها الفتّان والمغري
ويفتنك البريقْ .
شتان ما بيني وبينك يا رفيقْ .
في كل شيءٍ ، نحن مختلفان تقريباً
أرى ما لا تراه وقد ترى
ما لا أراه أنا
وفيما بيننا وادٍ سحيقْ .
هل يستوي من يطفئ النيرانَ عن بُعدٍ ،
ومن هو مكتوٍ بلهيبها ،
ومحاصرٌ وسط الحريقْ .!؟
هل يستوي من يلعب الشطرنجَ ،
فوق شواطئ البحر الجميلة والغريقْ .؟!
هل تلتقي المتوازياتُ ، ولو مددناها
بمنتصف الطريقْ .؟
كلاَّ .. !
ولا يتشابه الصقرانِ هذا بيته قفصٌ
وذلك في السما حرٌ طليقْ .
شتان ما بيني وبينك يا رفيقْ .
فأنا هنا ..
ما زلتُ مسكوناً بروح الأمسِ ،
أبحث عن مكاني فوق سطح الأرضِ ،
فوق الشمسِ ،
ما زالت يدُ الماضي تسيِّرني
وتحكم كل أفعالي وأقوالي
وأعرف ما أطيق ولا أطيقْ .
ما زلت أذكر يوم مات أبي ،
على أيدي اليهودِ ،
وكيف عشت طفولتي
أيامَ كان الناس في فقرٍ ،
وفي عوزٍ وضيقْ .
ما زلت أذكر أنني
في ذات يومٍ جُبتُ قريتَنا
لأبحث عن رغيفٍ زائدٍ
أو ما تيسَّر من دقيقْ .
ما زلت أذكر كم مشيتُ ،
على شواطئ بحرِ غزةَ ،
حافيَ القدمينِ ،
أنظر علَّ صياداً مضى مستعجلاً
ومخلَّفاً بعضاً من الأسماكِ ،
آخذها لوالدتي
فتحضنني
مربِّتةً على كتفيَّ تعبيراً
عن الشكر العميقْ .
ما زلت أذكر كل شيء جيداً
وأرى بعين الطفلِ مأساتي التي
قد لا يراها المجهر العصريُّ
بالشكل الدقيقْ .
ما زلتُ مسكونا بروح الأمس ،
أكتب قصتي مع الاحتلال
وما كتبت قصيدةً
متغزلاً بعيون إمرأةٍ ،
ولا بقوامها الغض الرشيقْ .
لو كانت الأشعارُ ،
تفعل فعلها في الناس
كنت نثرتها
في الشارع العربي حتى يستفيقْ .
وجعلتها ناراً على المحتلِّ ،
تحرق جلدهُ ، وبه تحيقْ .
شتان ما بيني وبينك يا رفيقْ .
في كل ثانية وكل دقيقةٍ ،
وطني معي ..!
ومع الزفير إذا زفرتُ ،
وإنْ شهقتُ مع الشهيقْ .
وطني .. هواياتي وأحلامي
ونافذتي على الأشياء والدنيا
وسرُّ علاقتي بالكونِ ،
والزهرُ الذي منه الشذا الفواحُ ،
يعبق مالئاً قصبات صدري ،
والرحيقْ .
وطني .. هواىَ وأغنياتي الرائعاتُ ،
وما قرأت وما سأقرأُ ،
ما كتبت وما سأكتبه غداً
من أعذب الكلمات والشعر الرقيقْ .
وطني هو البيت الذي ،
أهفو إلى أركانه ،
وكأنه " البيت العتيقْ " .!
وطني أمامي ..
حيثما ولّيتُ وجهي دائماً ،
فانظرْ أمامكَ ..
لن ترى إلا سراباً يا رفيقْ .!

نــجــم
19-04-2011, 11:31 AM
وكبرتِ، يا عمري، سنةْ




شاركتني في كتابة هذه القصيدة الشاعرة مريم العموري ووضعتُ أبياتها بين قوسين .
***
وكبرتِ ، يا عمري ، سنةْ .
وبدأت تنتبهين لي ،
ولدمعتي ، لمَّا تسيلُ ،
وتسألين بحرقة ، مُستَبِينة .
ـ ماذا جرى لك يا أبي ؟!
ـ " لا شيءَ " ،
كنتُ أقول في الماضي ،
وكنتِ صغيرةً ،
لا تفهمينَ معانيَ الكلماتِ ،
مثلَ : مَن اليهود ُ ؟! ،
وما هي المستوطنة ؟!
واليوم تبدو لي الإجابة ممكنة ..
هم ، يا ابنتي ، من شرَّدونا ،
من فلسطينَ الحبيبةِ ،
كنتُ حينئذِ أنا في الثامنةْ
ما كان ينقصنا الطعامُ ولا الشرابُ ،
وكان للأيام نكهتُها ،
وموجُ البحرِ كان لنا ،
وأقمارُ السماءِ ،
وضفَّتانِ على امتداد النهرِ ،
كنَّا طيبينَ وحالمينَ ،
ولا نخاف من الغد الآتي
وننعم بالسكينة والحياة الآمنة ..
..
((كنا نرتـّل مع هديل الطيرِ ..
فوقَ الغيمِ أحلامَ الربيعْ
ونوزِّعُ الضحكاتِ للدنيا
فترقُصُ سنبلات الحقلِ ،
يرتَبِكُ القطيعْ .
ونظل نركُضُ ،
والنسيمَ على بساطِ الوردِ ،
ما أحلاهُ ما أحلاهُ من ماضٍ بديعْ .
ماض يمرجحني كطفلٍ ،
ليس يعبأ بالمشيبِ ،
وبالهموم الراهنة .))
...
كنا صغاراً .. والطبيعةُ فاتنةْ .
وكعهدها دوَّارة كانت
وما زالت هي الدنيا ،
تدورُعلى مدار الأزمنةْ .
وكأنَّ ما قد كانَ ،
أروعَ كانَ ، من أن يستمرَّ ،
كأنَّهُ حُلمٌ جميلٌ وانقضى ،
وعلى الحياةِ هناكَ كانت ،
دون باقي الناسِ ،
تحسدنا الحياةُ ، وعُزَّلاً ،
كُنَّا نواجهُ ، ذات يومٍ ،
قوةً متصهينةْ .
وتقاسمتنا الأرضُ والحيتانُ ،
صرنا لاجئينَ ونازحينَ ،
وطاردتنا الذكرياتُ إلى المنافي ،
يا ابنتي ،
وتقاذفتنا الأمكنةْ ..
خمسون عاماً في الشتات وشعبنا
لم ينس يوماً موطنه .
..
((خمسون عاما يا ابنتي
والدار أطلالٌ هناك بلا أنيسٍ
غير ولولةِِ الرياحْ .
من بعد أن رحلت
طيوف المبعدينَ بلا رواح ْ
لا همهماتُ أبي ولا
تسبيحهُ عند الصباحْ
لا كُحل أمي،
لا صبايا يجتمعنَ على الغدير ِ
ولا رجالٌ يبذرون الأرض ،
من رُوحٍ وراح ْ
أرض تتوق لمنجل الأحباب ،
في يوم الحصاد ِ
ولا حصادَ سوى الجراحْ
خمسون عاما يا ابنتي ،
منذ استباحتنا الضباعُ الماجنة
مذ هبت الريحُ الغريبةُ بالجراد ،ِ
وأيُّ ريحٍ منتِنة
خمسون عاما يا ابنتي..
نبقى
وإن لم تبق من آمالنا
إلا المفاتيحُ القديمةُ
والقلوبُ المؤمنة))
...
واليومَ ، تُقتلُ طفلةٌ ،
يُغتالُ شيخٌ مُقعدٌ ،
تُمحى قرىً ،
تُجتثُّ مزرعةٌ ،
وتُقصفُ مئذنةْ .
والعالم المجنونُ غافٍ ،
لا يحرك ساكناً
وكأنَّما ضُربت عليه المسكنةْ .
مَن جنَّنهْ .؟!.
فغدا يرى الجلاَّد مثل ضحيةٍ
والصمتُ أصبح ديدنه ..
..
وكبرتِ ، يا عمري ، سنةْ .
وغدت وصايا الراحلين لربهم
أحلى كلامٍ تَنْشُدين سماعهُ ،
وغدوتِ مثلي مدمنةْ .
تترقبين سماع أخبار الذين نحبهم
تأتي لنا
بدم الشهادةِ والفداءِ معنونةْ ..
وعرفتِ ما معنى " الإرادة ِ"
و " التحدي "
و " الغضبْ"
وعرفتِ مَن هو ذلك الشعبُ الذي
صنعتْ يداه المعجزاتِ و معدنَه .
وعرفتِ ما معنى " الجهادِ "،
عرفتِ ما معنى " البلادِ " ،
عرفت ما معنى " الحكومةِ " ،
في قواميس العربْ .
وعرفتِ معنى : " خائنةْ " ..
..
((وعرفت معنى الغدر مهما
زوّقوه بجرحنا
وعرفتِ كل المُترَفين بحقنا..
وشقائنا..
الغارسين بلحمنا أنيابَهم وبلا خجل
من قبّلوا الأقدامَ حتى
ملّت الأقدامُ هاتيكَ القُبلْ
هم يا ابنتي ألِـفوا الوضاعةَ
والقماءةَ ، والدَّجل .
فبرغمهم
وبرغم كل الخاذلين لعمرنا..
وبرغم أعوامِ التشرد والتمزق والضنَى
وبرغم من قالوا سننسى
كيف ننسى روحَنا؟؟
..
ستفرُّ من أضلاعنا للنور أحلى سوسنة
ويميسُ فوق البحر مركبُنا
تقبـِّلنا النوارسُ
نرتمي في حضنها
ونغيضُ في دفء الهنا
يا وعدَنا
وسنمتطي فرسَ الهوا..
فوق المدى والمنحنى
فوق المدائن مذ تحرَّر فجرها
بدم الشهيد وبالقنا..
سنعود ..
إنا ما نسينا يا حبيبة ما لنا..
فإذا قضيتُ ولم أطأ أرضي هناك
فلا تـَنِي ،
ولتكملي مشوارنا))
سنعودُ
إنَّا نسجنا من دمانا فجرنا
سنعود مهما شيَّدوا
مستوطناتٍ حولنا
((سنعود رغم حصارهم ))
سنعود رغم جدارهم
((ستفرُّ من أضلاعنا للنور أحلى سوسنةْ ))
وستنتهي عمَّا قريبٍ ،
رحلةُ الطيرِ الذي
لفَّ الفضاءَ وعاد يَنشُدُ مسكنه .
طوبى لنا ..
((طوبى لنا .. ))
طوبى لمن عشق الترابَ ولوَّنهْ .

نــجــم
19-04-2011, 11:32 AM
بقاؤكم مستحيل




على أرضنا لم يعمِّر دخيلُ .
وتاريخُنا شاهدٌ ودليلُ .
وأنتم أطَلْتُم هنا ، وفسقتم
وخيرٌ لكم كانَ ، ألاَّ تطيلوا .
وكل سلامٍ لنا معكم
كِذبةٌ ،
وبقاؤكمُ مستحيلُ .
ستنقرضونَ ،
ونحن سنبقى
ويبقى الكثيرُ ، لنا ، والقليلُ .
ستبقى السماءُ لنا والهواءُ
ويبقى الندى والنسيمُ العليلُ .
ستبقى الغيومُ وتبقى الرياحُ
وشمسُ النهار لنا ، والأصيلُ .
لنا كل سهلٍ ، لنا كل حقلٍ
لنا البرتقالُ هنا ، والنخيلُ .
لنا اليومُ ، والغدُ ، والذكرياتُ
التي ما لها ، عند شعبٍ ، مثيلُ .
لنا القدسُ عاصمةٌ ،
والخليلُ ويافا وحيفا
لنا ، والجليلُ .
وكلُّ فلسطينَ من بحرها
إلى نهرها ، والفضاءُ الجميلُ .
فهيا ارحلوا ،
يا برابرةَ العصرِ
جئتم غزاةً ، وحانَ الرحيلُ .
ولا تكذبوا .. !
لا تقولوا بأنَّ لديكم هنا وطناً
لا تقولوا .!
ولا تحلموا .!
بحدودٍ يمرُّ بها ، ذات يومٍ ،
فراتٌ ونيلُ .
فنحن هنا..
منذ فجر الزمان
إذا غاب جيلٌ لنا ، جاء جيلُ .
وأنتم هنا طارئونَ ، وليسَ
وما ، للمفرِّ لديكم سبيلُ .
سنقضي عليكم
وسوف نظلُّ
وراءَكمُ
والزمانُ طويلُ .

نــجــم
19-04-2011, 11:32 AM
لا بد أن تغيب ..




اليوم هذا يومُكم
عمَّا قريبٍ شمسُهُ ،
لا بدَّ أن تغيبْ .
فلتشربوا من دمِنا
إن كان لم يزل لكم
في دمِنا نصيبْ .
ولتحرقوا قلوبَنا
لعلَّ ذا يزيدُ ما
بها من اللهيبْ .
وهيّئوا أنفسَكم
لساعة انتقامنا القويِّ والرهيبْ .
عمَّا قريبٍ شمسُكم
لا بدَّ أن تغيبْ .
..
كانت لكم بلادُكم
من قبلِ أن تأتوا لنا
جئتم هنا ،
نقتلُكم حيناً وتقتلوننا
كم ، يا يهودُ ، أمرُكم
مُحيِّرٌ عجيبْ .
تؤجِّلون موتَكم
لساعةٍ ، بقتلنا
وتسرقونَ ، يا لصوصُ ،
ليلَكم من ليلنا
وتزعمون أنكم
كنتم هنا من قبلِنا
وكلُّ ما من حولِنا
يُنكرُكم بشدةٍ ،
ويُثبت انتماءنا
للوطن الحبيبْ .
عمَّا قريبٍ شمسُكم
لا بد أن تغيبْ .
..
اليوم هذا يومُكم
لم يبق غير خُمْسِهِ ،
لم يبق غير سُدْسِهِ ،
وشعبنا مصممٌ
على انتزاع قدسهِ ،
وكلِّ شبرٍ من ثرى
موطنِه السليبْ .
اليوم هذا يومُكم
وفيه ظلت ساعةٌ ،
تكفي لكي تقترحوا
طريقةً لموتكم
نشفي بها صدورنا
لعلَّ بعضَ ما بها
من وجعٍ يطيبْ .
..
اليوم هذا يومنا
وشمسهُ باقيةٌ
هيهاتَ أن تغيبْ ..

نــجــم
19-04-2011, 11:32 AM
عاش الوطن




طيورُنا ،
لا بدَّ أن تعودَ للأعشاشْ .
وشعبُنا مصممٌ ، أن يطردَ الأوباشْ .
ألفُ " صلاحٍ " عندنا
ألفُ " عمادٍ " عندنا
وكلُّنا " عيَّاشْ " ..
..
نموتُ كلَّ ساعةٍ ، ودمُّنا ،
يعبق في السهول والأحراشْ .
لكننا ، لا نلفتُ انتباهكم
ولا نثيرُ ، في نفوسكم ، حميّةً ،
أو نخوةً ،
أو رغبة في البحث والنقاشْ .
وكلَّما مر بنا منكم أحدْ .
يمرُّ كالخُفَّاشْ .
هل أصبحت دماؤنا رخيصةً ؟!
تباع ب " بلاشْ " ؟!
أم أنها تشعركم
بنشوة وبانتعاش ؟!
..
نعرفكم ، نعرفكم
لا تنهضوا من نومكم
لا تتركوا الفِراشْ ..
..
من أجل مَن يا سادتي ؟!
ستذرفون دمعةً ،
أو تُشعلونَ شمعةً ،
ونحن في حسابكم ،
بدون أي قيمةٍ ،
نموتُ ،
كالذبابِ ،
والبعوضِ ،
والفراشْ . ؟!
يا من أضعتم عمرَكم
تكوون في حطَّاتكم ،
وتضبطون هيئةَ العقالِ ،
و " الدشداشْ " .!
نعرفكم ، نعرفكم
لا تنهضوا من نومكم
لا تتركوا الفِراشْ ..
عمَّا قريبٍ ، تدخلون غرفة الإنعاشْ
ثم يُقالُ ماتَ : واحدٌ منافقٌ ،
وآخرٌ مقامرٌ ،
وثالثٌ حشاشْ
وهكذا ..
عاش الوطنْ .
..
والشعب عاشْ .

نــجــم
19-04-2011, 11:32 AM
انتظرناك طويلا ..




ورمينا نصفَ هذا العمرِ في البحرِ ،
وأجَّلنا مواعيدَ الهوى ،
من أجل عينيكَ ،
ولم نَلْهُ ،
ولم نشبعْ من الدنيا ،
ولم نَشفِ الغليلا .
انتظرناكَ طويلا ..
وتجاهلنا عتابَ الوردِ ،
والليلِ لنا ،
واستغربَتْ منا المناديلُ :
متى نبكي ؟
ودمعُ العينِ يأبى أن يسيلا .
انتظرناكَ طويلا ..
ودعونا الله أن يُبعِد عنَّا
شبحَ الموتِ ،
وأن يُمهِلَنا ،
في هذه الدنيا ، قليلا .
ريثما نرفعُ راياتِكَ يوماً ،
فالعزيز الحرُّ ،
لا يقبلُ أن يُكتبَ عنهُ ،
أنه مات ذليلاً ، لا ..!
ولا عاش ذليلا .
انتظرناكَ طويلا ..
وشككنا ، حينما لم تأتِ ،
في أمركَ ،
هل أنت بطيءٌ ،؟
ولِمَ الخطوةُ صارتْ ،
هكذا عندكَ ، مِيلا .؟
أم جبانٌ ؟
بعضُ قُطَّاع سبيلٍ ،
أفقدوهُ الوعيَ حتى
تاهَ أو ضلَّ السبيلا .
أم لئيمٌ ؟
أخذ الأرواح مِنِّا ،
واختفى
في ظلمة الليلِ ، ولم يتركْ
على أفعالهِ تلك دليلا .
أم بخيلٌ ؟
إنْ طلبنا يومَهُ ،
أعرض عنا وتولَّى
وكأنَّا قد طلبنا المستحيلا .
انتظرناكَ طويلاً ..
يا بطيئاً ، يا جباناً ،
يا لئيماً ، يا بخيلا .
وسألنا عنكَ ،
أهْلَ الإنسِ والجنِّ ، فقالوا :
" ما رأيناهُ ولم نبصرْ
له قَطُّ مثيلا ".
***
أين راياتُكَ ؟ مَن مزَّقها ؟
نحنُ أم نحنُ ؟!
ومن أخفاكَ عنَّا
كلَّ هذا الوقت ، عمداً ،
فظننَّاك قتيلا . ؟!
أين صُنَّاعُكَ ؟ مَن قاتَلَهم ؟
نحنُ أم نحنُ ؟
ومن علّمنا
أن نبيعَ " القدسَ " للغيرِ ،
وأن نُهدي " الخليلا " .؟!
***
انتظرناكَ ؟!
مَن الغائبُ فينا ؟
نحنُ أم نحنُ ؟
وقد نِمنا على آذاننا
نوماً ثقيلا .
فانتظِرْنا ..!
سوف ندعو الله أن يُلهمَك السلوانَ ،
والصبرَ الجميلا .!
هذه أجيالنا تترى وتترى
فانتخبْ ..
يا نصرُ ،
منها ، لك جيلا .!

نــجــم
19-04-2011, 11:32 AM
ننتظر البطلْ ..!




والآنَ .. حيث لم يعُدْ في زادنا عسلْ .
واسَّاقطت أوراقُنا وزهرنا ذبَـلْ .
وأدمنت شفاهُنا مرارةَ القُبَـلْ .
واغرورقت عيوننا ودمعنا هطلْ .
على شهيدٍ لجنان الخلد قد رحلْ .
أو الذي أصابه من جرحه شللْ .
أو الذي هناك في السجون معتقلْ .
ما ظل مَن لم يُؤذَ مِن أحبابنا ما ظلْ .
مَن لم يُصبْهُ وابلٌ ،
مِن الأذى وطلْ .
وعمَّنا الإحباط والمَلال والكللْ .
وبعضنا قد أوشكوا ..
أن يفقدوا الأملْ .
قالوا : " الحياةُ زهرةٌ تذوي على عجلْ .
ونحن فوق السفح واقفون لم نزلْ .
متى إذن وصولنا
لقِمَّة الجبلْ " .؟
***
الآن .. بعد أن عرفنا موطن الخللْ .
" والبئرَ والغطا " كما يُقال في المثلْ .
وبعد كل ما جرى
لنا وما حصلْ .
والأمر صار بيِّناً وشأننا جللْ .
وعندنا إجابةٌ لكل من سألْ .
لا تقبل التأويل والتحويل والجدلْ .
عن حالنا المزري الذي
ما عاد يُحتَملْ .
عمَّن بنا لتحت خط الصفر قد وصلْ .
وكلنا في نفسه يسألُ : " ما العملْ " ؟.
هل نكتفي بقول مَنْ ؟
وإن ؟ وما ؟ وهلْ ؟
أو ذمِ أو تخجيلِ مَن لا يعرف الخجلْ ؟
ونترك الجَمَلْ .
لهم بما حملْ .؟
ما الحلّ ؟
ضاع عمرنا ونحن دون حلْ .
***
خير الكلام كله ما قل ثم دلْ .
يا أمةً عزيزةً وكم عزيزٍ ذلْ !
إلى متى كمن به
مسٌ من الخبلْ .
نبقى جلوساً كلُّنا
ننتظرُ البطلْ .؟!

يارا العامرية
19-04-2011, 05:09 PM
صح لسسسآنه .. ولآهنت نجم ع ايرادك ..
تقديري ,,

نــجــم
19-04-2011, 07:10 PM
يسعدني ويشرفني مرورك العطر

تقديري لكـ

دانــه
22-04-2011, 08:39 AM
صح لسان الشاعر ولاهنت يانجم ع أيراد الديوان الرااائع
يعطيك العافيه .. .

نــجــم
22-04-2011, 11:37 AM
صح لسان الشاعر ولاهنت يانجم ع أيراد الديوان الرااائع
يعطيك العافيه .. .
يسعدني ويشرفني مرورك العطر

تقديري لكـ

صعبة المنال
25-04-2011, 03:34 PM
نجم
أج ــمل وأرق باقات ورودى
لموضوعك الجميل وطرحك الرائع
صح لسان الشاعر وتسلم يمينك
كل الود والتقدير
دمت برضى من الرح ــمن
لك خالص احترامي وتقديري

فادي الشلاحي
25-04-2011, 03:34 PM
تسلمً يمينكً على هذا الطرحً الراقيً والمميز

نــجــم
25-04-2011, 09:00 PM
تسلمً يمينكً على هذا الطرحً الراقيً والمميز
يسعدني ويشرفني مرورك العطر

تقديري لكـ

نــجــم
25-04-2011, 09:01 PM
نجم
أج ــمل وأرق باقات ورودى
لموضوعك الجميل وطرحك الرائع
صح لسان الشاعر وتسلم يمينك
كل الود والتقدير
دمت برضى من الرح ــمن
لك خالص احترامي وتقديري
يسعدني ويشرفني مرورك العطر

تقديري لكـ

العنيــــدهـ
01-05-2011, 10:17 AM
لاهنت ع الاختيار الرائع
يعطيك العافيه
!..❥

نــجــم
01-05-2011, 10:20 PM
لاهنت ع الاختيار الرائع
يعطيك العافيه
!..❥
يسعدني ويشرفني مرورك العطر

تقديري لكـ

سلطانة
04-05-2011, 09:41 PM
http://www.halauae.com/uploads/images/alsaher-3814931317.gif

نــجــم
05-05-2011, 01:40 AM
يسعدني ويشرفني مرورك العطر

تقديري لكـ