المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الشاعر أبن الخياط


نــجــم
16-04-2011, 09:16 PM
أبو عبد الله أحمد بن محمد بن علي بن يحيى بن صدقة التغلبي، المعروف بابن الخياط، الشاعر الدمشقي الكاتب. يتصل نسبه بتغلب وهي قبيلة من ربيعة من العرب العدنانية.

ولد ابن الخياط بدمشق سنة خمسين وأربعمائة، كما ذكر ذلك هو نفسه، وكان أبوه خياطاً فاشتهر بالنسبة إليه، وكان له أخ اسمه يحيى سيأتي ذكره. وكانت دار ابن الخياط في درب القصاعين المعروف اليوم بحي الخيضرية داخل باب الجابية، وكان عند داره مسجد معلق وقناة، ولم تكن داره بعيدة عن دار الأمير أبي الفتيان ابن حيوس شاعر الشام في ذلك الزمان.

نشأ ابن الخياط في جوار ابن حيوس الشاعر، ورأى الدنيا مقبلة عليه، وهو يتقلب في أعطاف النعيم، فود الفتى الناشئ أن يكون مثله، وآنس في نفسه ميلاً للشعر، ونفوراً من صنعة أبيه الخيَّاط، فأخذ يؤدِّب نفسه بحفظ أشعار المتقدمين وأخبارهم.

وكانت أحوال دمشق في حداثة ابن الخياط مضطربة غير مستقرة، وأهل دمشق أحزاب يثورون بالولاة والقواد وينتقضون عليهم كرها لحكم الدولة الفاطمية. وتأججت الفتنة سنة 460 و عمر ابن الخياط وقتئذ عشر سنوات، فثار أهل دمشق بأمير الجيوش بدر الجمالي الأرمني والي الشام، واضطروه إلى الخروج من قصر الإمارة، وأحرقوا القصر ونقضوا بقاياه، وكان ذلك إيذاناً بزوال حكم الفاطميين عن الشام.

واشتد الخلاف بين الجنود وبين أهل دمشق، وطرحت النار في جانب منها فاحترقت، واتصلت منه بجامع بني أمية من غربيه فاحترق في شعبان سنة 461 ولم يبق منه إلا حيطانه الأربعة، ونهبت دور أهل البلد وأموالهم، فعظم الخطب واشتد الأمر.

وفي سنة 463 فتح أتسز بن أوق الخوارزمي من أمراء السلطان ملكشاه السلجوقي القدس، وقصد دمشق فحصرها وتابع النهب لأعمالها حتى خربها وقطع الميرة عنها، فضاق الناس وصبروا ولم يمكنوه من ملك البلد. وبقي يحاصرها من حين إلى آخر حتى دخلها في ذي القعدة سنة 468 فأنزل جنده في دور الدمشقيين، واعتقل من وجوههم جماعة وشمسهم بمرج راهط حتى فافتدوا نفوسهم بمال أدوه له، ورحل جماعة منهم عن البلد إلى طرابلس.

وفي سنة 469 لم يبق من أهل دمشق عشر العشر من الجوع والفاقة، بل لم يبق من أهلها سوى ثلاثة آلاف إنسان بعد خمسمائة ألف أفناهم الفقر والغلاء والجلاء. وكان بها مائتان وأربعون خبازاً فصار بها خبازين والأسواق خالية، والدار التي كانت تساوي ثلاثة آلاف دينار ينادى عليها بعشرة دنانير فلا يشتريها أحد، والدكان الذي كان يساوي ألف دينار ما يشترى بدينار، وأكلت الكلاب والسنانير والفيران.

في هذه الفترة العصيبة، ما بين سنة 463 وسنة 469، ترك ابن الخياط دمشق، وهو في عنفوان الصبا، لم يشتهر بالشعر، فقصد حماة واتصل هناك بأمير أسمه أبو الفوارس محمد بن مانك وكتب له وخدمه مدة فعرف بابن الخياط الكاتب، ثم اشتهر بالشعر، وفي ديوانه ص 7 قصيدة يمدح بها هذا الأمير أولها:

سقوهُ كأسَ فرقتهم دهاقاً *** وأسكرهُ الوداعُ فما أفاقَا

وكان قد هاجر من دمشق إلى حلب أوب الفتيان ابن حيوس جاره القديم سنة 464، وأحسن وفادته بنو مرداس أمراء حلب وأغدقوا عليه عطاياهم، فبدا لابن الخياط أن يزروه في حلب، ولما اجتمع به وعرض عليه شعره قال: قد نعاني هذا الشاب إلى نفسي، فقلما نشأ ذو صناعة ومهر فيها إلا كان دليلاً على موت الشيخ من أبناء جنسه.

وقال ابن الخياط: دخلت في الصبي على الأمير ابن حيوس بحلب وهو مسن فأنشدته:

لمْ يبقَ عندي ما يباعُ بدرهمٍ *** وكفاك مني منظرٌ عن مخبرِ

إلاَّ صبابةُ ماءِ وجهٍ صنتُها *** عنْ أنْ تباعَ وأينَ أينَ المشتَرِي

فقال له ابن حيوس: لو قلتَ: "وأنت نعم المشتري" لكان أحسن، ثم قال: كرمت عندي ونعيت إليَّ نفسي، فإن الشام لا يخلو من شاعر مجيد، فأنت وارثي، فاقصد بني عمار بطرابلس فإنهم يحبون هذا الفن، ثم وصله بثياب ودنانير.

وقبل أن يذهب إلى طرابلس مدح الأمير وثاب بن محمود بن نصر بقصيدة أنشده إياها بحماة سنة 474 أولها:

عتادكَ أنْ تشنَّ بِها مغارا *** فقدْهَا شزّباً قُبّاً تَبارى

ومدح بعد ذلك بشيزر الأمير سديد الملك أبا الحسن علي بن مقلّد بن نصر بن منقذ صاحب شيزر سنة 476 بقصيدة أولها:

يقيني يقيني حادثاتِ النوائبِ *** وحزمِيَ حزمِي في ظهورِ النجائبِ

وتصح عزيمته على العمل بوصية شيخه ابن حيوس، فيترك الكتابة عند محمد بن مانك في حماة، ويقصد بني عمار بطرابلس في حدود سنة 476 وهو ابن ست وعشرين سنة، وصحت نبوءة ابن حيوس ، فقد توفي بعد سنة من اجتماعه بابن الخياط في حلب، سنة 473 وأصبح ابن الخياط بعد ذلك على حداثة سنة شاعر الشام، وظل كذلك إلى آخر حياته.

دخل ابن الخياط طرابلس وكان صاحبها يومئذ القاضي جلال الملك أبا الحسن علي بن محمد بن عمار، وبنو عمار من خير الحكام، ولهم أيادٍ بيض على العلم والأدب. وإلى ذلك يشير بقوله من أبيات مدحه بها:

آليتُ لا أبغي نداكَ بشافعٍ *** ما لي إليكَ وسيلة إلاَّكا

وذكر في قصيدة مدحه بها رحلته إليه فقال:

وخرقٍ كأنَّ أليمَّ موجُ ***ترامتْ بِنا أجوازُهُ وخروقُها

كأنَّا على سفنٍ من العيس فوقه *** مجادِيفُها أيدْي المطيِّ وسوقُها

نُرّجي الحْيا منْ راحةِ ابنِ محمدٍ *** وأيُّ سماءٍ لا تشامُ بروقُها

ومدح أخاهُ فخر الملك بعدة قصائد هي من أحسن شعره، منها قصيدة فريدة هي في رأينا أحسن شعره، سلمت جميع أبياتها وشرفت ألفاظها، ومعانيها، أولها:

أعْطى الشبابَ منَ الآرابِ ما طلبا *** وراحَ يختالُ في ثوبي هوىً وصبا

كما مدح غيرهما من آل عمار ومن رجال دولتهم وأسبابهم.

دخل ابن الخياط طرابلس وهو شاب لا يعتمد إلا على كفاءته في الشعر وطبعه الفياض وما حفظه من شعر المتقدمين، إذ أن بضاعته في آلات العربية من نحو وصرف ومعان وبيان وبديع وعروض بضاعة مزجاة. وكان في طرابلس شيخ أندلسي اسمه أحمد بن محمد الطليطلي له حلقة عامرة بالطلبة يلقي عليهم فيها دروساً في العربية والأدب، فجعل ابن الخياط يغشى هذه الحلقة ولزم شيخا وأفاد من الأدب وفنونه. ولم يقتصر على حضور هذه الحلقة، بل جعل يختلف أيضاً إلى دار العلم التي أنشأها بنو عمار في طرابلس وجهزوها بأنواع الكتب، ويعتبر نفسه من تلامذتها.

وصحب في طرابلس جماعة من الوجوه والرؤساء والأدباء فضلاً عن أمرائها بني عمار، وكان في أوقات فراغه يجلس في دكان بسوق من أسواق طرابلس مع بعض أصحابه من الأدباء، وقد يخرج معهم إلى البساتين والأماكن النزعة، يروّحون عن أنفسهم ويتطارحون الشعر والأدب. قال ابن عساكر: "حدث السابق وهو أبو اليمن محمد بن الخضر المعري قال: اجتمعت بأبي عبد الله بن الخياط بطرابلس، وكنت أنا وهو نجلس في دكان إنسان عطار نصراني يعرف بأبي الفضل، ذكي محب للأدب، فخرجنا يوماً إلى ظاهر البلد فاخترنا موضعا جلسنا فيه على غدير هناك، فقال أبو عبد الله للسابق: اعمل في هذا المعنى أبياتاً عاجلاً، فقال نعم، فعمل ابن الخياط بديها:

أوَ ما ترى قلقَ الغديرِ كأنهُ *** يبدُو لعينكَ منهُ حليُ مناطقِ

مترقرق لعب الشعاع بمائه *** فارتجَّ بخفقُ مثلَ قلبِ العاشقِ

فإذا نظرتَ إليهِ راعَكَ لمعُهُ *** وعللتَ طرفَكَ مِن سرابٍ صادقِ

ولم يفتح الله على السابق ببيت ولا بلفظه، فقال العطار: قد عملت بيتاً واحداً وهو:

قَدْ كنتُ آملُ أن أجيءَ مصلياً *** حتى رأَيتكَ سابِقاً للسابقِ

فاستحسنا ما أتى به وجعلناه من مأثور الأخبار، وكان السابق لا يحفظ من شعره بيتاً واحداً وأبو عبد الله بن الخياط بخلافه يحفظ شعره منذ عمله إلى أن مات.

والمدة التي عاشها ابن الخياط في طرابلس تقدر بعشر سنوات من سنة 476 إلى سنة 486 تزيد أو تنقص قليلاً، نجا فيها من الفقر، ولكنه لم يبلغ ما تصبو إليه نفسه من الثراء، على أن ما حاز من مال وعقار هناك لم يسلم من محن الدهر، فقد احترقت داره في طرابلس وأتت النار عليها وعلى ما فيها من أثاث ومتاع، وقد قال في ذلك قطعة منها قوله:

قدْ نحتْ عظمي خطوبٌ لمْ تزلْ *** تأكلُ الأَحرارَ أكلاً ممعِنا

وأَتتنِي بعدَها نازلةٌ *** أنزلتْ في ساحتيَّ المحَنا

وشعره الذي قاله في طرابلس فيه مقدار غير يسير من الشكوى من معاكسة الدهر له ومن تعذر المطالب.

وفي هذه المدة وفد من طرابلس على منير الدولة والي صور سنة 484 ومدحه بقصيدة أنشده إياها بصور أولها:

إذا عزَّ نفسي عَنْ هواكَ قصورُها *** فمثلُ النوى يقضي عليَّ يسيرُها

وعاد إلى طرابلس ولم يمكث بها طويلاً وتركها وعاد إلى دمشق في حدود سنة 486 ولسانه رطب بالثناء على بني عمار، فقد كتب من دمشق بعد خروجه من طرابلس قصيدة إلى جلال الملك أولها:

لئنْ عداني زمانٌ عنْ لقائكم *** لما عداني عنْ تذكارِ ما سلفا

ولما عاد ابن الخياط إلى دمشق كان ملكها يومئذ تاج الدولة تتش بن ألب أرسلان السلجوقي، وكان وزيره هبة الله بن بديع الأصفهاني فصحبه وكان أثيراً عنده، قال ابن القيسراني: وقع هبة الله بن بديع أبو النجم لابن الخياط بألف دينار وهو آخر شاعر في زماننا وقع له بألف دينار.

وسافر معه سنة 487 إلى الري وأنشده هناك قصيدة مدحه بها، أولها:

أَيا بينُ ما سلطتَ إلاّ على ظلمِي *** ويا حبُّ ما أبقيتَ منّي سوى الوهمِ

ويقول وهو بالري مخاطباً هبة الله من أبيات:

ومَا كان لي لولاك بالريّ منزل *** وإن شعفت غيري وتيم حبُّها

ولم تطب له الإقامة فيها فتركها بعد أن هجا مستوفي أعمالها واسمه فخراور بأبيات تطرف فيها باستعمال كلمة فارسية وأول الأبيات:

قولا لفخراور قولَ امرئ *** في عرضه عاثَ وفي الرِّيشِ راثْ

وذهب من الري إلى خراسان، وفيها يقول متشوقاً، إلى دمشق وغوطتها:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلةً *** يروحنِي بالغوطتين نسيمُ

ولم تطل مدة إقامته في بلاد العجم بل عاد إلى دمشق سنة 487 واتصل فيها بالأمير حسان بن مسمار بن سنان أمير الكلبيين ومدحه بقصيدتين:

مطلع الأولى:

هي الديار فعجْ في رسمها العاري *** إنْ كان يغنيكَ تعريجٌ على دار

ومطلع الثانية:

متى أنا طاعنٌ قلبَ الفجاج *** ورامي الخرقِ بالقلصِ النواجي

كما اتصل في السنة نفسها بعضب الدولة أبق أحد مقدمي أمراء دمشق ومدحه بالقصيدة المشهورة التي أولها:

خذا من صبا نجدٍ أماناً لقلبهِ *** فقدْ كادَ ريّاها يطيرُ بلبهِ

وصحب عضب الدولة وخص به مدحه بعدة قصائد ونادمه على الشراب في مجالس اللهو والأنس والطرب، وكان يرتجل الشعر في وصف تلك المجالس وما يجري فيها من اللهو.

وطالت صحبته لعضب الدولة حتى فرق بينهما الدهر بوفاة عضب الدولة سنة 502 فرثاه بقصيدة ليست من جيد شعره أولها:

أبعدكَ أتقي نوبَ الزمان *** أبعدكَ أرتجي دركَ الأماني

وبعد وفاة عضب الدولة اتصل بتاج الملوك أبي سعيد بوري بن طغتكين صاحب دمشق، وكان حينئذ ولياً لعهد أبيه، وصحبه كما صحب عضب الدولة ومدحه وكان يحضر مجالس لهوه وشرابه ويصفها.

وصحب أيضاً الرئيس أبا الذواد المفرج بن الحسن الصوفي رئيس دمشق، والوزير طاهر بن سعد المزدقاني، وأبا اليمن سعيد بن علي التنوخي المعري متولي الشرطة بدمشق، وأبا يعلى حمزة بن أسد المعروف بابن القلانسي رئيس دمشق وصاحب التاريخ المعروف بذيل تاريخ دمشق. ومدحهم وأخذ جوائزهم كما مدح غيرهم من القواد والوجوه والرؤساء.

وكان له عدد من الأولاد لا نعرف أسماءهم، ولكن ورد في شعره ما يدل على ذلك، فقد كتب إلى ابن الصوفي رئيس دمشق قصيدة ذكر فيها أنه ازداد عدد أولاده بمولود جديد قال:

غير إني أدعو نداكَ إلى يو *** م به زاد في عبيدك عبدُ

ولعمري ما كانَ يخرجُ نجلُ *** عن قبيلٍ أبوهُ فيهمْ يعدُّ

ولأنتَ الأولى بعبدكَ مني *** كلُّ مولىً بعبدهِ مستبِدُّ

ومرض قبل وفاته مدة، وكتب في مرضه سنة 517 إلى الرئيس ابن القلانسي قصيدة هي آخر ما ورد في الديوان من شعره أولها:

عسى باخلٌ بلقاءِ يجودُ *** عَسى ما مضى منْ تدانٍ يعودُ

يقول فيها:

مرضتُ فهلْ منْ شفاءٍ يصابُ *** وهيهاتَ والداءُ طرفٌ وجيدُ

ويا حبّذا مرضي لوْ يكو *** ن ممرضي اليومَ فيمنْ يعودُ

وتوفي بدمشق في حادي عشر شهر رمضان سنة 517 سبع عشرة وخمسمائة. ولم تعين المقبرة التي دفن فيها ولعلها مقبرة الباب الصغير لقربها من داره.

نــجــم
16-04-2011, 09:16 PM
ألا مَنْ مُبْلِغٌ عَنِّي عَلِيًّا

ألا مَنْ مُبْلِغٌ عَنِّي عَلِيًّا
وقاهُ اللهُ صرفَ النائباتِ
مَقالاً لَمْ يَكُنْ وَأبِيكَ مَيْناً
ولمْ أسلُكْ بهِ طُرقَ السُّعاة ِ
أصِخْ ليَبُثَّكَ الإسلامُ شكوى
تُلِينُ لَهُ القُلُوبَ القاسياتِ
فليسَ لنصرهِ مَلِكٌ يُرجى
سِواكَ اليَوْمَ يا مَجْدَ القُضَاة ِ
لأَعيا المسلمينَ يهودُ سوءٍ
فما تحمِي الحصُونُ المُحْصَناتِ
ولا للمُورِدِ الملعُونِ وِردٌ
سوى أبنائهمْ بعدَ البناتِ
يبيتُ مُجاهداً بالفِسقِ فيهمْ
فَتَحْسِبُهُ يُطالِبُ بالتِّراتِ
بأيَّة ِ حُجَّة ٍ أمْ أيِّ حُكْمٍ
أُحِلَّ لَهُ سِفاحُ المُسْلِماتِ
أما أحَدٌ يَغارُ عَلى حَرِيمٍ
أماتَتْ غِيرَة ُ العربِ النُّخاة ِ
أنَامَتْ فِي الغُمُودِ سُيُوفُ طَيٍّ
أمِ انقطعتْ مُتونُ المرهفاتِ
أما لَوْ كانَ للإسلامِ عينٌ
لجادتْ بالدموعِ الجارياتِ
دَعاكَ الدِّينُ دَعْوَة َ مُسْتَجِيرٍ
بِعَدْلِكَ مِنْ أُمُورٍ فاضِحاتِ
لَعَلَّكَ غاسِلٌ لِلْعارِ عَنْهُ
بسيفكَ يا حليفَ المكرُماتِ
تنلْ أجراً وذكراً سوفَ يبقى
عليكَ معَ الليالِي الباقياتِ
أمثلُكَ من يجوزُ عليهِ هذا
بخبثِ محالهِ والترَّهاتِ
وَما قَلَّ الوَرَى حتّى تَراهُ
مكاناً للصَّنيعة ِ في السُّراة ِ
فَقَدْ مَلأَ البِلادَ لَهُ حَدِيثٌ
يُردَّدُ بينَ أفواهِ الرُّواة ِ
يشقُّ على الوَلِيِّ إذا أتاهُ
ويُشمتُ معشَرَ القومِ العُداة ِ
فخُذْ للهِ منهُ بكلِّ حقٍّ
ولا تضعِ الحدودَ عنِ الزُّناة ِ
بقتلٍ أو بحرقٍ أوْ برجْمٍ
يُكَفِّرُ منْ عظيمِ السَّيئاتِ
ولا تغفِرْ لهُ ذنباً فيضْرى
فبعْضُ العفْوِ أغرى للجُناة ِ
ليعلَمَ منْ بأرضِ النيلِ أضحى
ومن حَلَّ الفراتَ إلى الصَّراة ِ
بأنكَ منهُمُ للعدْلِ أشْهى
وَأرْغَبُ فِي التُّقى والصَّالِحاتِ
وأغْضَبُهُمْ لِدِينِ اللَّهِ سَيْفاً
وَأقْتَلُ لِلْجَبابِرَة ِ العُتاة ِ
إذَا أمْرٌ أُضِيعَ مِنَ الرَّعايا
فإنَّ اللَّوْمَ فِيهِ عَلى الرُّعاة ِ

نــجــم
16-04-2011, 09:16 PM
ألا يا مُحْرِقي بالنّارِ مَهْلاً

ألا يا مُحْرِقي بالنّارِ مَهْلاً
كفانِي نارُ حبِّكَ واشتياقِي
فَما تَرَكَتْ وحقِّكَ فِي فؤادِي
ولا جسدِي مكاناً لاحتِراقِ
فها أنا ماثِلٌ كَرمادِ عودٍ
مَضى مَحْصولُهُ والشَّخصُ باقِ
فَلَوْ واصلْتَنِي يَوْماً لأوْدى
بِجِسْمِي مَسُّ جِسْمِكَ بِالعِناقِ
تُحرِّقُنِي بنارِكَ مُؤذِناً لِي
بما أنا فِيكَ يومَ البيْنِ لاقِ
ونِيرانُ الصَّبابة ِ بالغاتٌ
مُرادَكَ فيَّ مِنْ قبْلِ الفِراقِ

نــجــم
16-04-2011, 09:16 PM
ألا فتًى مِنْ صُروفِ الدَّهرِ يَحْمِيني

ألا فتًى مِنْ صُروفِ الدَّهرِ يَحْمِيني
ألا كَريمٌ على الأيامِ يُعْدِيني
مضى الكِرامُ وقَدْ خُلِّفْتُ بعدَهُمُ
اشكو الزّمانَ إلى مَنْ ليسَ يُشكينِي
كمْ أستفيدُ أخاً برّاً فيعجِزُنِي
وأبْتَغِي ماجِداً مَحْضاً فيُعْييني
أرجُو السَّماحَة َ مِمَّنْ ليسَ يُسعِفُني
وأبْتغِي الرِّفدَ مِمَّنْ لا يُواسيِني
لوْ كنتُ أقدِرُ والأقدارُ غالبَة ٌ
لبِعْتُ فَضْلِي بِحَظِّي غيرَ مغْبونِ
لوْ كانَ في الفضْلِ منْ خيرٍ لصاحِبهِ
لكانَ فَضْلِيَ عَنْ ذِي النَّقْصِ يُغْنِيني
يا هذهِ قدْ أصابَ الدهرُ حاجَتُهُ
مِنِّي فحتّامَ لا ينفكُّ يرمِيني
إنْ كانَ يَجْهَدُ أن أصْلى نوائبَهُ
جمعاً فواحِدَة ٌ منهُنَّ تكْفِيني
كأنَّهُ ليسَ يغْدُو مُرْسِلاً يَدَهُ
بكلِّ نافذة ٍ إلا ليصْميني
سلوْتُ لا مللاً عمَّنْ كلِفْتُ بهِ
وَمِثلُ ما نالَ مِنِّي الدَّهْرُ يُسْلِيني
ما كنتُ أرضى الهوى والوَجْدُ يُنْحِلُنِي
حتّى بُلِيتُ فصارَ الهمُّ يُنْضِيني
مَنْ كانَ ذا أُسْوَة ٍ فِيمَنْ بهِ حَزَنٌ
فاليومَ بي يتأسّى كلُّ محزُونِ

نــجــم
16-04-2011, 09:17 PM
أما وَالهَوى يَوْمَ اسْتَقَلَّ فَرِيقُها

أما وَالهَوى يَوْمَ اسْتَقَلَّ فَرِيقُها
لقدْ حمَّلتْنِي لوعة ً لا أُطِيقُها
تَعَجَّبُ مِنْ شَوْقِي وَما طالَ نأْيُها
وَغَيْرُ حَبيبِ النَّفْسِ مَنْ لا يَشُوقُها
فلا شفَّها ما شفَّنِي يومَ أعرَضَتْ
صدُوداً وزُمَّتْ للترحُّلِ نُوقُها
أهَجْراً وبيناً شدَّ ما ضمنَ الجَوى
لقلبيَ دانِي صبوة ٍ سحيقُها
وَكُنْتُ إذا ما اشْتَقْتُ عَوَّلْتُ فِي البُكا
علَى لُجَّة ٍ إنسانُ عينِي غريقُها
فلمْ يَبْقَ مِنْ ذا الدَّمعِ إلاَّ نشيجُهُ
وَمِنْ كَبِدِ المُشْتاقِ إلاَّ خُفُوقُها
فيا ليتنِي أبْقى ليَ الهجْرُ عبْرَة ً
فأقْضِي بِها حَقَّ النَّوَى وَأُرِيقُها
وإنِّي لآبى البِرَّ مِنْ وصْلِ خُلَّة ٍ
ويعجِبُنِي مِنْ حُبِّ أخْرى عُقُوقُها
وأعْرِضُ عنْ محضَ المودَّة ِ باذِلٍ
وقدْ عزَّنِي ممنْ أودُّ مذِيقُها
كَذلِكَ هَمِّي والنُّفُوسُ يَقُودُها
هواها إلى أوطارِها ويَسُوقُها
فلَوْ سألَتْ ذاتُ الوِشاحَينِ شيمَتِي
لخبَّرَها عنِّي اليقينَ صدُوقها
وَمَا نَكِرَتْ مِنْ حَادِثَاتٍ بَرَيْنَنِي
وقَدْ عَلقَتْ قَبْلِي الرِّجالَ عُلوقُها
فإمَّا تَريْنِي يا ابنة َ القومِ ناحِلاً
فَأعْلى أنايِيبِ الرِّماحِ دَقِيقُها
وكُلُّ سُيُوفِ الهندِ للقطْعِ آلة ٌ
وأقطعها يوم الجلاد رقيقها
وما خانَنِي مِنْ همَّة ٍ تأْمُلُ العُلى
سوى أنَّ أسْبابَ القضاءِ تعُوقُها
سأجْعَلُ هَمِّي فِي الشَّدائِدِ هِمَّتِي
فكمْ كربَة ٍ بالهمِّ فرَّجَ ضِيقُها
وَخَرْقٍ كَأنَّ اليَمَّ مَوْجُ سَرابِهِ
تَرَامَتْ بِنا أجْوازُهُ وخُرُوقُها
كأنَّا علَى سُفْنٍ مِنَ العِيسِ فوقَهُ
مجادِيفُها أيدِي المطيِّ وَسُوقُها
نُرَجِّي الحَيا مِنْ رَاحَة ِ ابنِ مُحَمَّدٍ
وأيُّ سَماءٍ لا تُشامُ بُرُوقُها
فمَا نُوِّخَتْ حتى أسَوْنا بجودِهِ
جِراحَ الخُطُوبِ المِنُهَراتِ فُتُوقُها
وإنَّ بُلُوغَ الوَفْدِ ساحَة َ مِثْلِه
يَدٌ لِلْمَطَايا لا تُؤدَّى حُقُوقُها
علوْنَ بآفاقِ البلادِ يحدْنَ عنْ
مُلوكِ بَنِي الدُّنْيَا إلى مَنْ يَفُوقُها
إلى مَلِكٍ لَوْ أنَّ نُورَ جَبِينهِ
لَدَى الشَّمْسِ لَمْ يُعْدَمْ بِلَيْلٍ شُرُوقُها
هُمامٌ إذا ما همَّ سَلَّ اعتزامَهُ
كما سُلَّ ماضِي الشَّفْرَتينِ ذليقُها
يَطُولُ إذا غالَ الذَّوابِلَ قَصْرُها
ويَمْضِي إذا أعْيا السِّهامَ مُرُوقُها
نَهى سَيْفُهُ الأعْداءَ حَتَّى تَناذَرَتْ
ووُقِّرَ مِنْ بعدِ الجماحِ نُزُوقُها
وَما يُتَحامَى اللَّيثُ لَوْلا صِيالُهُ
وَلا تُتَوَقَّى النَّارُ لَوْلا حَرِيقُها
وقى الله فيكَ الدين والبأْسَ والندى
عيونَ العدى ما جاوَرَ العينَ مُوقُها
عَزَفْتَ عَنِ الدُّنْيا فَلَوْ أنَّ مُلْكَها
لِمُلْكِكَ بَعْضٌ ما اطَّباكَ أنِيقُها
خُشُوعٌ وإيمانٌ وعدْلٌ ورَأْفَة ٌ
فَقَدْ حُقَّ بالنَّعْمَاءِ مِنْكَ حَقِيقُها
عَلَوْتَ فلَمْ تبْعُدْ عَلى طَالِبٍ نَدى ً
كمثمرة ٍ يحمِي جناها بُسُوقُها
فَلا تَعْدَمِ الآمالُ رَبْعَكَ موْئِلاً
بِهِ فُكَّ عانِيها وعَزَّ طَلِيقُها
سَبَقْتَ إلى غاياتِ كُلِّ خَفِيَّة ٍ
وَما يُدْرِكُ الغاياتِ إلاَّ سَبُوقُها
ولَمَّا أغَرْتَ الباتِراتِ مُخَنْدِقاً
تَوَجَّعَ ماضِيها وَسِيءً ذَلُوقُها
ويُغْنِيكِ عنْ حفْرِ الخنادِقِ مثلُها
مِن الضَّرْبِ إمَّا قامَ لِلْحَرْبِ سُوقُها
ولَكِنَّها فِي مَذْهَبِ الحَزْمِ سِنَّة ٌ
يَفُلُّ بِها كَيْدَ العَدُوِّ صَدِيقُها
لنا كلُّ يومٍ منكَ عيدٌ مُجدَّدٌ
صبوحُ التَّهانِي عندَهُ وغَبُوقُها
فنحنُ بهِ مِنْ فَيضِ سيبِكَ في غِنى ً
وفي نشواتٍ لمْ يُحرَّمْ رحيقُها
وَقَفْتُ القَوافِي فِي ذَراكَ فَلَمْ يَكُنْ
سِواكَ مِنَ الأمْلاكِ مَلْكٌ يَرُوقُها
مُعَطَّلَة ً إلاَّ لَدَيْكَ حِياضُها
وَمَهْجُورَة ً إلاَّ إلَيْكَ طَرِيقُها
وَمَالِي لا أُهْدِي الثَّناءَ لأهْلِهِ
وَلِي مَنْطِقٌ حُلْوُ المَعاني رَشِيقُها
وإنْ تَكُ أصْنافُ القَلائدِ جَمَّة ً
فما يتساوى دُرُّها وعقِيقُها

نــجــم
16-04-2011, 09:17 PM
أمُعذِبي بالنارِ سَلْ بجوانِحِي

أمُعذِبي بالنارِ سَلْ بجوانِحِي
عِندِي مِنَ الزَّفَراتِ ما يَكْفِيني
لا تَبْغِ إحْراقِيَ فإنَّ مدامِعي
تُغْرِي بِنارِكَ ماءها فَيَقِيني
لوْلا بوادِرُها الغِزارُ لأوشَكَتْ
وهَواكَ نارُ هواكَ أنْ تُرْدِيني
كمْ وقْعَة ٍ للشَّوقِ شُبَّ ضِرامُها
فلقيتُ فيها أضلُعِي بجفُوني

نــجــم
16-04-2011, 09:18 PM
أبا أحمدٍ كيفَ استجَزْتَ جَفائِي

أبا أحمدٍ كيفَ استجَزْتَ جَفائِي
وَكَيفَ أُضيعتْ خُلَّتِي وإخائِي
وهَبْنِي حُرِمْتُ الجُودَ عندَ طِلابِهِ
فكيفَ حُرِمْتُ البِشْرَ عِنْدَ لِقائِي
نأَيْتَ على قُرْبٍ من الدارِ بينَنا
وكُلُّ قريبٍ لا يودُّكَ نائِي
كأنَّكَ لم تُصْمِ الحسودَ بِمَنطِقي
ولَمْ تُلبِسِ الأيَّامَ ثَوْبَ ثنائِي
لَئِنْ كانَ عُزِّي قَبلَها عنْ مَودَّة ٍ
صَدِيقٌ لَقدْ حُقَّ الغَداة َ عزائي
وَفي أيِّ مأمولٍ يَصِحُّ لآمِلٍ
رَجاءٌ إذا ما اعتلَّ فِيكَ رَجائِي
أُعِيذُكَ بالنَّفسِ الكَرِيمَة ِ أنْ تُرى
مُخِلاً بفرْضِ الجُودِ في الكُرَماءِ
وبِالخُلُقِ السَّهلِ الذي لوْ سَقيْتَهُ
غَليلَ الثَّرى لمْ يَرضَ بَعدُ بِماءِ
فَلا تَزهدْنَ في صالِحِ الذِّكرِ إنَّما
يليقُ رداءُ الفضْلِ بالفُضَلاءِ
فليسَ بمحظوظٍ منَ الحمْدِ مَنْ غَدا
ولَيْس لهُ حظ مِنَ الشُّعَراءِ

نــجــم
16-04-2011, 09:18 PM
أبا المجدِ كمْ لكَ منْ طالبٍ

أبا المجدِ كمْ لكَ منْ طالبٍ
يرى بكَ أفضلَ مطلُوبهِ
سألتُكَ مِسكاً ووجدي بهِ
كوجدِ المُحبِّ بمحبوبهِ
ولوْ قدْ ذكرَتُكَ في محفلٍ
غنِيتُ بذكرِكَ عنْ طِيبِهِ
وذِكري لمِثلِكَ نِعمَ البديلُ
إذا ضَنَّ غيرُكَ عنِّي بهِ

نــجــم
16-04-2011, 09:18 PM
أبا الفضْلِ كيفَ تناسيتنِي

أبا الفضْلِ كيفَ تناسيتنِي
وما كنتَ تعدِلُ نهجَ الرَّشادِ
فأوردْتَ قوماً رِواءَ الصُّدورِ
وحلأْتَ مِثلِي وإنِّي لصادِ
لقدْ أيأَسْتنِيَ مِنْ وُدِّكَ الـ
ـحقيقة ُ إنْ كانَ ذا باعتمادِ
منحتُكَ قلبي وعاندْتُ فيـ
ـكَ مَنْ لا يَهُونَ عليهِ عِنادِي
أظلُّ نهارِيَ والحاسِدُوكَ
كأَنِّي وإيّاهُمُ في جهادِ
ويُجْدِبُ ظَنِّيَ فيمَنْ أَودُّ
وظَنِّي فِيكَ خَصِيبْ المَرادِ
إلى أنْ رأَيْتُ جَفاءً يدُ
لُّ أنَّ اعتِقادَكَ غيرُ اعتِقادِي
فيا ليتَنِي لمْ أكُنْ قبلها
شَغَفْتُ بحُبِّكَ يوماً فُؤادِي
فإنَّ القَطيعَة َ أشهى
إذا أنا لمْ أنتفِعْ بالوِدادِ
بلوْتُ الأنامَ فَما إنْ رأيتُ
خَليلاً يَصِحُّ معَ الانتِقادِ
ولوْلا شماتَة ُ مَنْ لامَنِي
على بَثِّ شُكرِكَ في كلِّ نادِ
وقولُهُمُ وَدَّ غيْرَ الودودِ
فَجُوزِي عَلى قُرْبهِ بالبِعادِ
لما كُنتُ مِنْ بَعدِ نَيلِ الصَّفاءِ
لأرْغَبَ في النّائِلِ المُسْتفادِ
وَما بِيَ أنْ يردعَ الشَّامِتينَ
وِصالُكَ بِرِّي وحُسنَ افتِقادي
ولكنُ لِكيْ يَعلَمُوا أنَّنِي
شكرْتُ حقيقاً بشُكْرِ الأيادِي
ولمْ أمْنَحِ الحمْدَ إلاّ امرأً
أحقَّ بهِ مِنْ جميع العِبادِ
وما كُنتُ لوْ لم أعْمُ في نَداكَ
لأُثْنِي علَى الرَّوْضِ قبْلَ ارْتِيادِي
وأنَّكَ أهلٌ لأنَّ تَقْتَني
ثنائيَ قبلَ اقتناءِ العتادِ
فَلا يُحفِظَنَّكَ أنِّي عتبتُ
فَتمْنَعَنِي مِنْ بُلوغِ المُرادِ
فإنَّ البلادَ إذا أجدَبَتْ
فَما تَستَغِيثُ بغيرِ العِهادِ
إذَا ما تجافى الكِرامُ الشِّدا
دُ عَنّا فَمَنْ لِلْخُطوبِ الشِّدادِ

نــجــم
16-04-2011, 09:18 PM
أتُرى الهِلالَ أنارَ ضَوْءَ جَبِينهِ

أتُرى الهِلالَ أنارَ ضَوْءَ جَبِينهِ
حتّى أبانَ اللَّيلُ عَنْ مَكْنُونهِ
شَفَّ الحِجابُ بِنُورهِ حتّى رَأى
مُتأَمِّلٌ ما خَلْفَهُ مِنْ دُونِهِ
أوَ ما رَأَيْتَ المُلْكَ تمَّ بَهاؤُهُ
بِضِياءِ كَوْكَبِ شَمْسِهِ ابْنِ أمِينهِ
نُضِيَ الحُسامُ فدَلَّ رونَقُ صفْحِهِ
وظُباهُ أنَّ المجدَ بعضُ قيُونِهِ
يا حبَّذا الثَّمَرُ الجَنِيُّ بدوْحَة ِ الـ
ـحَسَبِ الزَّكِيِّ وناعِماتِ غُصُونِهِ
ما عُذْرُهُ أَلاّ يطيبَ مذاقُهُ
طِيبَ السُّلافِ وَأنْتَ مِنْ زَرَجُونِهِ
اليَوْمَ مَدَّ إلى المَطالِبِ باعَهُ
مَنْ لمْ تَكُنْ خطرَتْ بليلِ ظُنُونِهِ
حلَّ الرَّجاءُ وثاقَ كُلّ مسرّة ٍ
كانَتْ أسِيرَة َ هَمِّهِ وشُجُونِهِ
قدْ كانَ رجَّمَ ظنَّهُ فيكَ النَّدى
فَجَلا ظَلامَ الشَّكِّ صُبْحُ يَقِينهِ
أطلَعْتَ بدْراً في سَماءِ ممالِكٍ
سَهِرَ الجَمالُ وَنامَ فِي تَلْوِينهِ
علِقَتْ يَدُ الآمالِ يومَ ولادِهِ
بمَريرِ حبْلِ المَكْرُماتِ متينِهِ
بأجَلِّ موْلُودٍ لأكْرَمِ والدٍ
سمْحٍ مُبارَكِ موْلِدٍ مَيْمُونِهِ
صَلْتِ الجَبينِ كأنَّ دُرَّة َ تاجِهِ
جَعَلَتْ تَرَقْرَقُ فِي مكانِ غُضونهِ
رَبِّ الجِيادَ لربِّها يومَ الوَغى
وَصُنِ الحُسامَ لِخِلِّهِ وَخَدِينهِ
قَدْ باتَ يَشْتاقُ العِنانُ شِمالَهُ
شَوْقَ اليَراعِ إلى بَنانِ يَمينهِ
واعْقِدْ لهُ التّاجُ المُنِيف فإنَّما
فَخْرُ المفاخِرِ عَقْدُها لِجَبِينهِ
لغَدَوْتَ تقتادُ المُنى بزِمامِها
وتَرُوضُ سهلَ النَّيْلِ غيرَ حَرُونِهِ
بالعَزْمِ إذْ يُنْطِيكَ عفْوَ نجاحِهِ
والحَزْمِ إذْ يُمْطِيكَ ظَهْرَ أمُونِهِ
فاليَوْمَ هزَّ المَجْدُ مِنْ أعطافِهِ
تِيهاً وَباحَ مِنَ الهَوى بِمُصونِهِ
والآنَ ذُدْتَ عنِ العُلى وذبَبْتَ عنْ
مَجْدٍ يَعُدُّكَ مِنْ أعَزِّ حُصُونِهِ
واللَّيْثُ ذُو الأشبالِ أصْدَقُ مَنْعَة ً
لِفَرِيسَة ٍ وحِمايَة ً لِعَرِينهِ
والآنَ إذْ نشَأَ الغمامُ وصرَّحَتْ
نَفَحاتُ جَوْنِيِّ الرِّبابِ هَتُونِهِ
فَلْيَعْلَمِ الغَيْثُ المُجَلْجِلُ رَعْدُهُ
أنَّ السَّماحَ مُعِينُهُ بِمَعَينِهِ
وَلْيَأْخُذِ الجَدُّ العَلِيُّ مَكانَهُ
مِنْ أُفُقِ مَحْرُوسِ العَلاءِ مَكِينهِ
وليَضْرِبِ العزُّ المنيعُ رُواقَهُ
بجنابِ ممنوعِ الجَنابِ حصِينهِ
ولتبتَنِ العلْياءُ شُمَّ قِبابها
بِذُرى رُباهُ أوْ سُفُوحِ مُتُونِهِ
وليَحْظَ رَبْعُ المَكْرُماتِ بأنْ غدا
شَرِقَ المنازِلِ آهِلاً بقطينِهِ
ولتخْلَعِ الأفكارُ عُذْرَ جماحِها
بِنِظامِ أبْكارِ القَرِيضِ وَعُونِهِ
سِرْبٌ مِنَ الحَمْدِ الجَزِيلِ غَدَوْتُمُ
مَرْعى عقائِلِهِ ومورِدَ عينِهِ
كَمْ مِنْبَرٍ شَوْقاً إلَيْهِ قَدِ انْحَنَتْ
أعْوادُهُ مِنْ وَجْدِهِ وحَنِينِه
ومُطَهَّمٍ قدْ ودَّ أنَّ سَراتَهُ
مَهْدٌ لَهُ في سيرهِ وقُطُونِهِ
ومُخزَّمٍ ناجَتْ ضمائِرُهُ المُنى
طَمَعاً بِقَطْعِ سُهُولِهِ وَخرُونِهِ
ومُهَنَّدٍ قدْ وامَرَتْهُ شِفارُهُ
بِطُلَى العَدُوِّ أمامَهُ وَشُؤُونِهِ
ومُثَقَّفٍ قدْ كانَ قبلَ طِعانِهِ
تَنْدَقُّ أكْعُبُهُ بِصَدْرِ طَعِينهِ
وكأنَّ عَبْدَ اللَّهِ عَبْدِ اللَّهِ في
حَرَكاتِ هِمَّتِهِ وَفَضْلِ سُكُونِهِ
لَمْ تَرْضَ أنْ كُنْتَ الكَفِيلَ بِشَخْصِهِ
حَتّى شَفَعْتَ كَفِيلَهُ بِضَمِينهِ
نَشَر الأمِينَ وِلادُهُ فَجَنَيْتَهُ
منْ غَرْسِهِ وجَبَلْتَهُ مِنْ طِينِهِ
ذَاكَ الَّذِي لَوْ خَلَّدَ اللَّهُ النَّدى
والبَأْسَ ما منِيا بيوْمِ مَنُونِهِ
وَإذا أرَدْتُ لِقَبْرِهِ أزْكَى حَيّاً
يُرْويهِ قُلْتُ سَقاهُ فَضْلُ دَفينِهِ
أمّا الهناءُ فللزمانِ وأهْلِهِ
كُلٌّ يَدِينُ مِنَ الزَّمانِ بِدِينهِ
كالغَيْثِ جادَ فَعَمَّ أرْضَ شَرِيفِهِ
وَدَنِيِّهِ وصَرِيحِهِ وَهَجِينهِ
لكنَّ أهْلَ الفضْلِ أوْلاهُمْ بهِ
مَنْ ذا أحقُّ مِنَ الصَّفا بحجُونِهِ
عِيدٌ وَمَوْلُودٌ كأنَّ بَهاءَهُ
زَهْرُ الرَّبيعِ ومُعْجِباتُ فُنُونِهِ
فَتَمَلَّهُ عُمْرَ الزَّمانِ مُمَتَّعاً
بفتى العُلى وأخِي النَّدى وَقَرينِهِ

نــجــم
16-04-2011, 09:18 PM
أحتى إلى العلياءِ يا خطبُ تطمحُ

أحتى إلى العلياءِ يا خطبُ تطمحُ
وحَتَّى فُؤادَ المَجْدِ يا حُزْنُ تَجْرَحُ
أَكُلُّ بقاءٍ للفَناءِ مُؤَهَّلٌ
وكُلُّ حياة ٍ للحِمامِ تُرَشَّحُ
سَلَبْتَ فَلَمْ تَتْرُكْ لِباقٍ بَقِيَّة ً
فيا دَهْرُ هلاَّ بالأفاضِلِ تسمحُ
تجافَ عنِ المعروفِ ويحكَ إنَّهُ
لِما يُجْتَوى مِنْ فَاسِدٍ فِيكَ مُصْلِحُ
إذا كنتَ عنْ ذِي الفضلِ لستَ بصافحٍ
فَواحسْرَتا عَمَّنْ تَكُفُّ وَتصْفَحُ
خَلِيليَّ قَدْ كانَ الَّذِي كانَ يُتَّقى
فما عُذْرُ عينٍ لا تَجُودُ وتَسْفَحُ
قِفا فاقضِيا حقَّ المعالِي وقَلَّما
يَقُومُ بِه دَمْعٌ يَجُمُّ وَيطْفَحُ
فمنْ كانَ قبلَ اليومِ يستقبحُ البُكا
فَقَدْ حَسُنَ اليَوْمَ الَّذِي كانَ يَقْبُحُ
فلا رُزْءَ مِن هذا أعمُّ مُصِيبة ً
وَلا خَطْبَ مِنْ هذا أمَرُّ وأفْدَحُ
مُصابٌ لَوَ کنَّ اللَّيْلَ يُمْنَى بِبَعْضِ مَا
تَحَمَّلَ مِنْهُ المَجْدُ مَا كانَ يُصْبِحُ
وحُزنٌ تساوى الناسُ فيهِ وإنَّما
يَعُمُّ مِنَ الأحْزانِ ما هُوَ أبْرَحُ
تَرى السَّيْفَ لا يَهْتزُّ فِيه كآبَة ً
وَلا زاعِبِيَّاتِ القَنَا تَتَرَنَّحُ
فيا للمعالِي والعَوالِي لهالِكٍ
لهُ المجْدُ باكٍ والمَكارِمُ نُوَّحُ
مَضى مُذْ قَضى تِلْكَ العَشِيَّة َ نَحْبَهُ
وَما كُلُّ مغْبُوقٍ مِنَ العَيْشِ يُصْبَحُ
لغاضَ لَهُ ماءُ النَّدى وهوَ سائحٌ
وضَاق بهِ صَدْرُ العُلى وَهْوَ أفْيَحُ
ظَلِلْنا نُجِيلُ الفِكْرَ هَلْ تَمْنَعُ الرَّدَى
كتائِبُهُ واليومَ أرْبَدُ أكلحُ
فَما مَنَعتْ بُتْرٌ مِنَ البِيضِ قُطَّعٌ
ولا كَفَّ معروفٌ منَ الخيرِ أسجَحُ
وهيهاتَ ما يَثْنِي الحمامَ إِذا أَتى
جِدَارٌ مُعَلّى ً أوْ رِتاجٌ مُصَفَّحُ
وَلا مُشْرعاتٌ بالأسِنَّة ُ تَلْتَظِي
ولا عادِياتٌ في الأَعنَّة ِ تضْبَحُ
وَلا سُؤْدَدٌ جَمٌّ بهِ الخَطْبُ يُزْدَهى
وَلا نَائِلٌ غَمْرٌ بهِ القَطْرُ يُفْضَحُ
فَياللَّيالِي كَيْفَ أنْجُو مِنَ الرَّدَى
وَخَلْفِي وقُدَّامِي لَهُ أيْنَ أسْرَحُ
أأرجُو انتصاراً بعدَ ما خُذِلَ النَّدى
وآمُلُ عِزّاً والْكُرامُ تُطَحْطَحُ
أرى الإلفَ ما بَيْنَ النُّفُوسِ جَنى لَها
جَوانِحَ تُذْكى أوْ مَدامِعَ تَقْرَحُ
فَيا وَيْحَ إخْوانِ الصَّفَاءِ مِنَ الأسى
إذا ما اسْتَردَّ الدَّهْرُ مَا كانَ يَمْنَحُ
ومَنْ عاشَ يوماً ساءَهُ ما يسُرُّهُ
وَأحْزَنَهُ الشَّيْءُ الَّذِي كانَ يُفْرِحُ
عَزاءً جَلالَ المُلْكِ إنَّكَ لَمْ تَزَلْ
بفضلِ النُّهى في مقفلِ الخطب تفتَحُ
فذا الدَّهرُ مطوِيٌ علَى البُخْلِ بَذْلُهُ
يَعُودُ بِمُرِّ المَذْقِ حِينَ يُصَرِّحُ
يُساوِي لدَيهِ الفضْلَ بالنَّقْصِ جهلُهُ
وسيَّانِ للمكفوفُ مُمْسى ً ومُصْبَحُ
وَمِثْلُكَ لا يُعْطِي الدُّمُوعَ قِيادَهُ
ولوْ أنَّ إدْمانَ البُكا لكَ أرْوحُ
ولوْ كانَ يُبْكى كلُّ ميتٍ بقدرِهِ
إذاً عَلِمَتْ جَمَّاتُها كَيْفَ تُنْزَحُ
لَسالَتْ نُفُوسٌ لا دُمُوعٌ مُرِشَّة ٌ
وَعَمَّ حِمامٌ لا سقَامٌ مُبَرِّحُ
وما كنتَ إذْ تلْقى الخُطُوبَ بضارِعِ
لها أبداً أنّى وحلْمُكَ أرجَحُ
وَكَمْ عَصَفَتْ فِي جانِبَيْكَ فَلَمْ تَبِتْ
لهَا قلِقاً والطَّوْدُ لا يتزحزَحُ
وأيُّ مُلِمٍّ فِي علائِكَ يَرْتَقِي
وأيُّ الرَّزايا في صفاتِكَ يقدَحُ

نــجــم
16-04-2011, 09:19 PM
أرى العلياءَ واضحة َ السبيلِ

أرى العلياءَ واضحة َ السبيلِ
فما للغُرِّ سالِمَة َ الحُجُولِ
إلى كَمْ يَقْتَضِيكَ المَجْدُ دَيْناً
تحيلُ بهِ على القدِر المَطُولِ
وأيُّ فتًى تَمرَّسَ بِالمَعالِي
فلم يهجمْ على خطرٍ مهولِ
وإنَّ عِناقَ حَرِّ المَوْتِ أوْلَى
بِذِي الإمْلاقِ مِنْ برْدِ الْمَقِيلِ
وما كانتْ مُنى ً بعدتْ لتغلُو
بطولِ مشقَّة ِ السيرِ الطَّويلِ
فكيفَ تخيمُ والآمالُ أدْنى
إليكَ منَ القداحِ إلى المجيلِ
وقدْ نادى النَّدى هلْ مِنْ رجاءٍ
وقالَ النَّيْلُ هَلْ مِنْ مُسْتَنِيلِ
وَلَمْ أرَ قَبْلَهُ أمَلاً جَواداً
يُشارُ بِهِ إلى عَزْمٍ بَخِيلِ
علامَ تروِّضُ الحصباءُ خِصْباً
وَتَجْزَعُ أنْ تُعَدَّ مِنَ المُحُولِ
وَكَيْفَ تَرى مِياهَ الفَضْلِ إلاَّ
وقَدْ رُشِفَتْ بِأفْواهِ العُقُولِ
لقدْ أعطتكَ صحتَها الأمانِي
فَلا تَعْتَلَّ بالحَظِّ العَلِيلِ
وَما لَك أنْ تَسُومَ الدَّهْرِ حَظًّا
إذا ما فُزتَ بالذِكْرِ الجميلِ
إذا أهْلُ الثَّناءِ عَلَيْكَ أثنوَا
فسِرْ فِي المَكْرُماتِ بلا دليلِ
أرَى حُلَلَ النَّباهَة ِ قَدْ أظَلَّتْ
تُنَازِعُ فِيَّ أطْمَارَ الخُمُولِ
فَيا جَدِّي نَهَضْتَ وَيا زَمانِي
جَنَيْتَ فَكُنْتَ أحْسَنَ مُسْتَقِيلِ
وَيا فَخْرِي ـ وَفَخْرُ المُلْكِ مُثْنٍ
عليَّ - لقدْ جَرَيْتُ بلا رَسِيلِ
تَفَنَّنَ فِي الْعَطاءِ الجَزْلِ حَتَّى
حبانِي فيهِ بالحمْدِ الجزِيلِ
فَها أنا بينَ تَفْضِيلٍ وَفَضْلٍ
تبَرُّعُ خيرِ قوّالٍ فَعُولِ
غريبُ الجُودِ يحمدُ سائليهِ
وفَرْضُ الحمْدِ ألْزَمُ للسَّؤُولِ
سقانِي الرِّيَّ مِنْ بشرٍ وجودٍ
كَما رَقَصَ الْحَبابُ عَلى الشَّمُولِ
وَأعْلَمُ أنَّ نَشْوانَ العَطايا
سيخمَرُ بالغِنا عمّا قليلِ
أما ونَداكَ إنَّ لَهُ لَحَقًّا
يُبِرُّ بِهِ ألِيَّة َ كُلِّ مُولِ
لئنْ أغربْتَ في كرمِ السَّجايا
لقدْ أعربْتَ عنْ كرمِ الأُصولِ
ألا أبلِغْ مُلوكَ الأرضِ أنِّي
لَبِسْتُ العَيْشَ مَجْرُورَ الذُّيُولِ
لدى ملكٍ متى نكَّبْتَ عنهُ
فَلَسْتَ عَلَى الزَّمانِ بمُسْتَطِيلِ
ولمّا عزَّ نائلُهُمْ قياداً
وَهَبْتُ الصَّعْبَ مِنْهُمْ للِذَّلُولِ
وطلَّقْتُ المنى لا العزمُ يوماً
لهُنَّ وَلا الرَّكائِبُ لِلذَّمِيلِ
وَلَوْلا آلُ عَمّارٍ لَباتَتْ
تَرى عرْضَ السماوة ِ قيدَ ميلِ
أعَزُّونِي وأغْنُونِي وَمِثْلِي
أعِينَ بكُلِّ منّاعٍ بَذُولِ
وَحَسْبُكَ أنَّنِي جارٌ لِقَوْمٍ
يُجِيرونَ القَرَارَ مِنَ السُّيُولِ
أَلا للهِ درُّ نَوى ً رمَتْ بِي
إلى أكنافِ ظلِّهمِ الظَّليلِ
وَدَرُّ نَوائِبٍ صَرَفَتْ عِنانِي
إلَى تِلْقائِهِمْ عِنْدَ الرَّحِيلِ
أُسَرُّ بِأنَّ لِي جَدًّا عَثُوراً
وَعمّارُ بْنُ عمّارٍ مُقِيلِي
وَلَوْلاَ قُرْبُهُ ما كُنْتُ يَوْماً
لأشْكُرَ حادِثَ الخطْبِ الجليلِ
وقدْ يهوى المحبُّ العذْلَ شوْقاً
إلَى ذِكْرِ الأحِبَّة ِ لا العَذُولِ
لَهُ كَرَمُ الغَمامِ يَجُودُ عَفْواً
فيُغْنِي عنْ ذَرِيعٍ أو وَسِيلِ
وَما إنْ زِلْتُ أرْغَبُ عَنْ نَوالٍ
يُقَلِّدُنِي يداً لِسوَى المُنِيلِ
تَجُودُ بِطيبِ رَيّاها الخُزَامى
وَيَغْدُو الشُّكْرُ لِلرِّيحِ الْقَبُولِ
وغيرِي منْ يُصاحِبُهُ خُضُوعٌ
أنَمُّ مِنَ الدُّمِوعِ عَلى الغَلِيلِ
يعُبُّ إذا أصابَ الضَّيْمُ شَرْباً
وَبَعْضُ الذُّلِّ أوْلَى بِالذَّلِيلِ
ترفَّعَ مطلَبي عنْ كُلِّ جُودٍ
فَما أبْغِي بِجُودِكَ مِنْ بَدِيلِ
وَمَالِي لا أَعافُ الطَّرْقَ وِرْداً
وقدْ عرضَتْ حِياضُ السَّلْسَبيلِ
وَقَدْ عَلَّمْتَنِي خُلُقَ المَعالي
فما أرْتاحُ إلاّ للنَّبيلِ
ولِي عندَ الزَّمانِ مُطالَباتٌ
فما عُذْرِي وأنْتَ بها كَفِيلي
وإنَّ فتى ً رآكَ لهُ رجاءً
لهْلٌ أنْ يُبَلَّغَ كلَّ سُولِ
ورُبَّ صَنِيعَة ٍ خُطِبْت فزفَّتْ
إلى غَيرَ الكَفِيءِ مِنَ البُعُولُ
أبِنْ قدرَ اصطناعِكَ لي بنعُمى
تبُوحُ بسرٍّ ما تُسْدِي وتوُلِي
إذا ما رَوَّضَ البَطْحاءِ غَيْثٌ
تَبَيَّنَ فضْلُ عارِضِهِ الهَطُولِ
وأعلِنْ حُسْنَ رأْيكَ فيَّ يرجَحْ
عَدُوِي فِي المودَّة ِ مِنْ خليلِي
فَلَيْسَ بِعائِبِي نُوَبٌ أكلَّتْ
شَبا عزْمِي ولَمْ يَكُ بالكَليلِ
فإنَّ السَّيفَ يُعْرَفُ ما بَلاهُ
بما في مضرِبيهِ منَ الفُلُولِ
وكَائِنْ بالعَواصِمِ مِنْ مُعَنّى ً
بِشَعْرِي لا يَرِيعُ إلى ذُهُولِ
أقَمْتُ بأرْضِهِمْ فحللْتُ مِنْها
محَلَّ الخال في الخدِّ الأسيلِ
وَلَكِنْ قَادَنِي شَوْقِي إلَيْكُمْ
وحُبِّي كُلَّ معدومِ الشُّكُولِ
فَأطْلَعَ فِي سَمائِكَ مِنْ ثَنائِي
نُجُومَ عُلًى تَجِلُّ عَنِ الأُفُولِ
سوائِرُ تَمْلأُ الآفاقَ فضْلاً
تُعِيدُ الغُمْرَ ذَا رَأيٍ أصِيلِ
قَصائِدُ كالكَنائِنِ فِي حَشاها
سِهامٌ كالنُّصُولِ بَلا نُصُولِ
نزائِعُ عَنْ قِسِيِّ الفكرِ يُرمى
بِها غَرَضُ المَوَدَّة ِ والذُّحُولِ
وَكُنَّ إذا مَرَقْنَ بِسَمْعِ صَبٍّ
أصَبْنَ مَقاتِلَ الهَمِّ الدَّخِيلِ
إذا ما أُنْشدتْ في القومِ رقَّتْ
شمائِلُ يَوْمِهِمْ قَبْلَ الأَصِيلِ
تَزُورُ أبا عَلِيٍّ حَيْثُ أرْسَتْ
هضابُ العزِّ والمجدِ الأَثِيلِ
وَمَنْ يَجْزِيكَ عَنْ فِعْلٍ بِقَوْلٍ
لقد حاوَلْتَ عيْنَ المستحيلِ
وَكَيْفَ لِي السَّبِيلُ إلى مَقالٍ
يُخفِّفُ محملَ المنِّ الثَّقيلِ
فَلا تَلِمُ القَوافِيَ إنْ أطالَتْ
قطيعَة َ برِّكَ البَرِّ الوَصولِ
هَرَبْتُ مِنَ ارْتِياحِكَ حِينَ أنْحى
عَلَى حَمْدِي بِعَضْبِ نَدى ً صَقِيلِ
ولمّا عُذْتُ بالعلْياءِ قالَتْ
لَعَلَّكَ صاحِبُ الشُّكْرِ القَتِيلِ
فيا لَكَ مِنَّة ً فضحَتْ مَقالِي
ومِثْلِي في القَريضِ بلا مَثِيلِ
فعُذْراً إنْ عجزْتُ لِطُولِ هَمِّي
عَنِ الإسْهَابِ والنَّفْسِ الطَّوِيلِ
فإنْ وجى الجيادِ إذا تمادى
بها شفل الجياد عن الصّهيل

نــجــم
16-04-2011, 09:19 PM
أَلا هكذا تستهلُّ البُدُورُ

أَلا هكذا تستهلُّ البُدُورُ
مَحَلٌّ علِيٌّ ووجهُ مُنيرُ
وجَدٌّ سعيدٌ ومجدٌ مَشيدٌ
وعِزٌّ جَديدٌ وعَيْشٌ نَضِيرُ
ويَوْمٌ يَصِحُّ الرَّجاءُ العَلِيلُ
بهِ ويطُولُ الثناءُ القصيرُ
دعا شرفَ الدولة ِ المجدُ فيهِ
فَلَبّاهُ مِنْبَرُهُ والسّرِيرُ
مرامٌ بكلِّ فلاحِ حقيقٌ
وسَعْيٌ بكلِّ نجاحٍ جديرُ
عَلى الطَّالِعِ السَّعْدِ يابْنَ المُلُو
كِ هذا الرُّكُوبُ وهذا الظُّهوُرُ
طلعْتَ تُجلِّي الدُّجى والخُطُوبَ
بِوَجْهٍ عَلَيْهُ بَهاءٌ ونُورُ
تكفَّلَ ريَّ اللحاظِ العِطا
شِ ماءٌ مِنَ الحُسْنِ فيهِ نَمِيرُ
يَتِيهُ بِكَ المُلْكُ وَهْوَ الوَقُورُ
وَيَشْجَى بِكَ الدَّهْرُ وَهْوَ الصَّبُورُ
ظُهورٌ ظهيرٌ على المطلَباتِ
فَكُلُّ عَسِيرٍ لَدَيْها يَسِيرُ
صَباحٌ صَبِيحٌ بأمثالهِ
تقرُّ العيُونُ وتَشْفى الصدورُ
شَرِبنا بهِ العزَّ صِرْفاً فمالَ
بِنا طَرَباً واتَّقَتْنا الخُمُورُ
ومَا لَذَّة ُ السُّكْرِ إلاّ بِحَيْثُ
تُغَنّى المُنَى ويَدُور السُّرُورُ
فيا شرفَ الدولة ِ المُسْتجارُ
لكَ اللهُ مِنْ كُلِّ عينٍ مُجِيرُ
لمثلكَ حقا وإنْ قلَّ عنكَ
يُرَشَّحُ هذا المَحَلُّ الخَطيرُ
فإنَّ النجومَ حرى ً بالسماءِ
وأحرى بها القمرُ المستنيرُ
لَقَدْ هُزَّ لِلطَّعْنِ رُمْحٌ سَدِيدٌ
وجُرِّدَ للضَّرْبِ نصْلٌ طريرُ
وسُوِّمَ للسبقِ يومَ الرِّهانِ
جوادٌ بطُولِ المدى لا يخُورُ
فتى ً سادَ في مهدِهِ العالمينَ
وشادَ العُلى وهوَ طفلٌ صغِيرُ
غَنِيٌّ مِنَ المَجْدِ وَالْمَكْرُماتِ
وَلَكِنَّهُ مِنْ نَظِيرٍ فَقِيرُ
فَلا زَالَ ذَا السَعْدُ مُسْتَوْطِناً
مَحَلَّكَ ما حَلَّ قَلْباً ضَمِيرُ
ولا برحَ المُلْكُ يا فَخْرَهُ
وَمَجْدُكَ قُطْبٌ عَلَيْهِ يَدُورُ
وأعطِيتَ في شَرَفِ الدولة ِ الـ
ـبَقاءَ الذي تتمنّى الدُّهورُ
ولا زالَ حمدِيَ وقْفاً عليكَ
إليكَ رواحِي بهِ والبُكُورُ
ثناءٌ كما هبَ غِبَّ الحَيا
بِنَشْرِ الرِّياضِ نَسِيمٌ عَطِيرُ
مُقيمٌ لديكَ ولكنَّهُ
بِمَدْحِكَ فِي كُلِّ فَجٍّ يَسِيرُ

نــجــم
16-04-2011, 09:19 PM
أُمنِّي النفسَ وصلاً من سُعادِ

أُمنِّي النفسَ وصلاً من سُعادِ
وأين من المنى دَرَكُ المُراد
وكيف يَصحُّ وصلٌ من خليلٍ
إذا ما كان مُعتَلَّ الودادِ
تمادى في القطيعة لا لجُرْمٍ
وأجفى الهاجِرينَ ذوُو التمادي
يفرِّقُ بينَ قلبِي والتأسِّي
وَيَجْمَعُ بَينَ طَرْفِي والسُّهادِ
ولَوْ بذَلَ اليسيرَ لبلَّ شوْقي
وقدْ يرْوى الظِّماءُ منَ الثِّمادِ
أمَلُّ مَخَافَة َ الإمْلالِ قُرْبِي
وبَعْضُ القُرْبِ أجْلَبُ لِلبِعَادِ
وعندي للأحبة ِ كلُّ جفنٍ
طليقِ الدمعِ مأسورِ الرُّقادِ
فلا تغْرَ الحوادِثُ بِي فحَسْبي
جفاؤُكمْ منَ النّوَبِ الشدادِ
إذا ما النارُ كانَ لها اضطرامٌ
فما الدّاعي إلى قدحِ الزنادِ
أرى البِيضَ الحِدادَ سَتَقْتَضِينِي
نُزُوعاً عنْ هوى البيضِ الخرادِ
فما دَمعِي علَى الأطلال وقفٌ
ولا قلْبي معَ الظُّعُنِ الغَوادي
ولا أبْقى جلالُ المُلْكِ يَوْماً
لِغيرِ هَواهُ حُكْماً في فُؤادِي
أُحِبُّ مَكارِمَ الأخْلاقِ مِنْهُ
وأعْشَقُ دَوْلَة َ المَلِكَ الجَوادِ
رَجَوْتُ فَما تَجاوَزَهُ رَجائِي
وكانَ الماءُ غايَة َ كُلِّ صادِ
إذا ما رُوِّضَتْ أرْضِي وساحَتْ
فما معنى انتجاعِي وارتيادِي
كَفى بندى جلالِ المُلْكِ غَيثاً
إذا نزحَتْ قرارَة ُ كُلِّ وادِ
أمَلْنا أيْنُقَ الآمالِ مِنْهُ
إلى كَنَفٍ خَصِيبِ المُسْتَرادِ
وأغنانا نداهُ على افتقارٍ
غناءَ الغيثِ في السنَّة ِ الجمادِ
فَمَنْ ذَا مُبْلِغُ الأمْلاكِ عَنَّا
وسُوّاسِ الحواضِرِ والبوادِي
بأنَّا قدْ سكنَّا ظلَّ ملكٍ
مَخُوفِ البأسِ مرجوِّ الأيادِي
صحِبَنا عندهُ الأيامَ بيضاً
وقدْ عُمَّ الزَّمانُ من السَّوادِ
وأدرْكنَا بِعَدْلٍ مِنْ عَلِيٍّ
صلاحَ العيشِ في دهْرِ الفسادِ
فَما نَخْشَى مُحَارَبَة َ اللَّيالِي
وَلاَ نَرْجُو مُسَالَمَة َ الأعادِي
فَقُولا لِلْمُعانِدِ وهْوَ أشْقى
بِما تَحْبُوهُ عاقِبَة ُ العِنادِ
رُوَيْدَكَ مِنْ عَدَاوَتِنا سَتُرْدِي
نواجِذَ ماضِغِ الصُّمّ الصِّلادِ
ولا تحملْ على الأيام سَيْفاً
فإن الدَّهرَ يقطَعُ بالنجادِ
فأمنَعُ منكَ جاراً قدْ رميناَ
كريمتهُ بداهيَة ٍ نآدِ
وَمَنْ يَحْمِي الوِهادَ بِكُلِّ أرْضٍ
إذا ما السِّيلُ طمَّ علَى النجادِ
هُوَ الرَّامِيكَ عنْ أمَمٍ وعُرْضٍ
إذا ما الرأْيُ قرطَسَ في السَّدادِ
وَمَطَّلَعُهَا عَليكَ مُسَوَّماتٍ
تَضِيقُ بِهَمِّها سَعَة ُ البِلادِ
إذا ما الطَّعْنُ أنحلَها العوالِي
فَدى الأعْجازَ مِنْها بِالهَوادِي
فِداؤُكَ كلُّ مكبُوتٍ مغيظٍ
يخافيكَ العداوَة َ أوْ يُبَادِي
فَإنَّكَ ما بَقِيتَ لَنا سَلِيماً
فما ننفَكُّ في عيدٍ مُعادِ
أبُوكَ تَدارَكَ الإسلامَ لَمَّا
وَهَى أوْ كَادَ يُؤْذِنُ بانْهِدَادِ
سَخَا بِالنَّفْسِ شُحّاً بِالمَعالِي
وجاهَدَ بالطَّريفِ وبالتِّلادِ
كَيَوْمِكَ إذْ دَمُ الأعْلاجُ بَحْرٌ
يُريكَ البحرَ في حُللٍ وِرادِ
عَزائِمُكَ العَوائِدُ سِرْنَ فِيهمْ
بِما سَنَّتْ عَزائِمُهُ البَوادِي
وهذا المجدُ من تلكَ المساعِي
وهذا الغيث من تلكَ الغوادِي
وأنتُمْ أهلُ معدلة ٍ سبقتُمْ
إلى أمدِ العُلى سبقَ الجيادِ
رَعى مِنْكَ الرَّعِيَّة َ خَيْرُ رَاعٍ
كَرِيمِ الذَّبِّ عَنْهُمْ والذِّيَادِ
تقيتَ اللهَ حقَّ تُقاهُ فيهمْ
وتقْوى اللهِ مِن خيرِ العتادِ
كأنَّكَ لا تَرى فِعْلاً شَرِيفاً
سِوَى ما كانَ ذُخْراً لِلْمَعادِ
مَكارِمُ بَعْضُها فِيهِ دَليلٌ
على ما فيكَ من كَرمِ الولادِ
هَجرْتَ لَها الكَرَى شَغَفاً وَوَجْداً
وَكُلُّ أخِي هَوى قَلِقُ الوِسادِ
غنيتُ بسيبكَ المرجوِّ عنْهُ
كَما يَغْنَى الخَصِيبُ عَنِ العِهادِ
ورَوَّانِي سَمَاحُكَ مَا بَدَالي
فما أرْتاحُ للعذبِ البُرادِ
إذا نفقَ الثناءُ بأرضِ قومٍ
فلَسْتُ بخائفٍ فيهَا كسادِي
فَلاَ تَزَلِ اللَّيالِي ضَامِناتٍ
بقاءَكَ ما حَدا الأظعانَ حادِ
ثنائِي لا يُكَدِّرُهُ عِتابي
وَقَوْلِي لاَ يُخالِفهُ اعْتِقَادِي

نــجــم
16-04-2011, 09:20 PM
أعطى الشبابَ منَ الآرابِ ما طَلَبا

أعطى الشبابَ منَ الآرابِ ما طَلَبا
وراحَ يختالُ في ثوبيْ هوى ً وصِبا
لَمْ يُدْرِكِ الشَّيْبُ إلاّ فَضْلِ صَبْوَتِهِ
كَما يُغادِرُ فَضْلَ الكأسِ مَنْ شَرِبا
رأى الشَّبِيبَة َ خَطّاً مُونِقاً فَدَرى
أنَّ الزَّمانَ سيمْحُو مِنْهُ ما كَتَبا
إنَّ الثَّلاثِينَ لَمْ يُسْفِرْنَ عَنْ أحَدٍ
إلا ارتَدى بِرِداءِ الشَّيْبِ وانتَقَبا
وَالْمَرْءُ مَنْ شَنَّ فِي الأيَّامِ غارَتَهُ
فبادَرَ العيشَ باللَّذاتِ وانتهبَا
ما شاءَ فليتَّخِذْ أيّامَهُ فُرَصاً
فَلَيْسَ يَومٌ بِمَرْدُودٍ إذا ذَهَبا
هلِ الصِّبى غيرُ محبوبٍ ظَرِفْتُ بهِ
لَمْ أقْضِ مِنْ حُبِّهِ قَبْلَ النَّوَى أرَبا
إنِّي لأحْسَدُ مَنْ طاحَ الغَرامُ بهِ
وجاذَبَتْهُ حِبالُ الشوْقِ فانْجَذَبا
والعَجْزُ أنْ أتْرُكَ الأوْطار مُقْبِلَة ً
حتّى إذا أدْبَرَتْ حاوَلْتُها طَلَبا
مالِي وللْحَظِّ لا ينفكُّ يقذِفُ بي
صُمَّ المطالِبِ لا وِرْداً ولا قَرَبا
أصبَحْتُ فِي قَبْضَة ِ الأيّامِ مُرْتَهَناً
نائِي المَحَلِّ طَرِيداً عَنْهُ مُغتَرِبا
ألَحَّ دَهْرٌ لَجُوجٌ فِي مُعانَدَتِي
فكُلَّما رُضْتُهُ في مطلَبٍ صَعُبا
كخائِضِ الوحْلِ إذْ طالَ الْعناءُ بهِ
فكُلَّما قلْقَلَتْهُ نهْضة ٌ رَسَبا
لأسلُكَنَّ صروفَ الدهرِ مُقتحِماً
هوْلاً يُزَهِّدُ في الأَيامِ مَنْ رَغِبا
غضْبانَ للمجدِ طلاّباً بثأْرِ عُلاً
واللَّيثُ أفْتَكُ مَا لاقى إذا غَضِبا
عِندِي عزائمُ رأْيٍ لوْ لَقِيتُ بِها
صَرْفَ الزَّمانِ لَوَلَّى مُمْعِناً هَرَبا
لاَ يَمْنَعَنَّكَ مِنْ أمْرٍ مَخافَتُهُ
لَيْسَ العُلى لِنَفِيسٍ يَكْرَهُ العَطَبا
كنْ كيفَ شئتَ إذا ما لمْ تَخِمْ فَرَقاً
لا عَيْبَ للسيفِ إلا أنْ يُقالَ نَبا
لاَ تَلْحَ فِي طَلَب العَلْياءِ ذَا كَلَفٍ
فقلَّما أعتَبَ المُشْتاقُ منْ عَتَبا
لَتَعْلَمَنَّ بَناتُ الدَّهْرِ ما صَنَعَتْ
إذا استشاطتْ بناتُ الفكرِ لي غَضَبا
هيَ القوافِي فإنْ خطْبٌ تمرَّسَ بِي
فَهُنَّ ما شاءَ عَزْمِي مِنْ قَناً وَظُبا
عقائِلٌ قلَّما زُفَّتْ إلى مَلِكٍ
إلا أباحَ لهنَّ الودَّ والنَّشَبا
غَرائِبٌ ما حَدا الرَّكْبُ الرِّكابَ بِها
إلاَّ تَرَنَّحْنَ مِنْ تَرْجِيعها طَرَبا
منْ كُلِّ حسْناءَ تَقْتادُ النُّفُوسَ هوى ً
إذا ألَمَّ بِسَمْعٍ رَجْعُها خَلَبا
شامَتْ بُرُوقَ حَياً باتَتْ تشِبُّ كَما
تُجاذِبُ الرِّيحُ عنْ أرماحِها العَذَبا
وکسْتَوْضَحَتْ سبُلَ الآمالِ حائِدَة ً
عَنِ المُلُوكِ إلى أعلاهُمُ حَسَبا
تَؤُمُّ أبهرهُمْ فضلاً وأغمَرَهُمْ
بذْلاً وأفخرهُمْ فعلاً ومُنتسَبا
تفيَّأَتْ ظلَّ فخرِ الملكِ واغتبطَتْ
بِحَيْثُ حُلَّ عِقالُ المُزْنِ فکنْسَكَبا
حَتَّى إذَا وَرَدَتْ تَهْفُو قَلائِدَها
ألفَتْ أغَرَّ بِتاجِ المَجْدِ مُعْتَصِبا
أشَمَّ أشوسَ مضروباً سُرادقُهُ
عَلَى المَالِكِ مُرْخٍ دُونَها الْحُجُبا
مُمَنَّعَ العِزِّ معْمُورَ الفِناءِ بهِ
مُظَفَّرَ العَزْمِ وَالآراءِ مُنْتَجَبا
مِنْ مَعْشَرٍ طَالَما شَبُّوا بِكُلِّ وَغَى ً
ناراً تَظَلُّ أعادِيهِمْ لَها حَطَبا
بِيضٌ تَوَقَّدُ فِي أيمانِهِمْ شُعَلٌ
هِيَ الصَّواعِقُ إذْ تستوطِنُ السُّحُبا
مِنْ كُلِّ أرْوَعَ مَضّاءٍ إذا قَصُرَتْ
خُطَى المُحامِينَ فِي مَكْرُوهة ٍ وَثَبا
ذَا لا كَمَنْ قَصَّرَتْ فِي المَجْدِ هِمَّتُهُ
فباتَ يستبعِدُ المَرْمى الذي قَرُبا
غَضْبِ العَزِيمَة ِ لَوْ لاقَتْ مَضارِبُها
طُوداً منَ المُشْرِفاتِ الصُّمِّ لانْقَضَبا
زاكِي العُرُوقِ لَهُ مِنْ طيِّءٍ حسبٌ
لوْ كانَ لفظاً لكانَ النظْمَ والخُطَبا
الهادِمِينَ مِنَ الأمْوالِ ما عَمَرُوا
والعامِرينَ منَ الآمالِ ما خَرِبا
رَهْطِ السَّماحِ وفِيهِمْ طَابَ مَوْلِدُهُ
إنَّ السَّماحَ يَمانٍ كُلَّما انْتسبَا
أمّا المُلوكُ فمالِي عندَهُمْ أرَبٌ
مَنْ جاَوَر العِدَّ لَمْ يَسْتَغْزِرِ القُلُبا
أيُّ المطالِبِ يَستَوْفِي مدَى هِمَمِي
والشُّهْبُ تَحْسَبُها مِنْ فَوْقِها الشُّهُبا
خَلا نَدى مَلِكٍ تُصْبِي خلائِقُهُ
قَلْبَ الثَّناءِ إذا قَلْبُ المُحِبِّ صَبَا
لقدْ رَمَتْ في مرامِيها النَّوى زمناً
فاليومَ لا أنتَحِي في الأرضِ مُضْطَرَبا
أأرْتَجِي غيرَ عمارٍ لنائِبة ٍ
إذنْ فلا آمنتنِي كفُّهُ النُّوَبا
المانِعُ الجارَ لوْ شاءَ الزَّمانُ لَهُ
إنَّ الزَّمانَ بَرَتْ عُودِي نَوائِبُهُ
الباذِلُ المالَ مَسْئولاً وَمُبْتَدِئاً
والصّائنُ المجْدَ مورُوثاً ومُكْتَسَبا
الواهِبُ النِّعْمَة َ الخَضْراءِ يُتْبِعُها
امثالَها غيْرَ مُعتدٍّ بما وَهَبا
إذا أرَدْتُ أفاءَتْنِي عَواطِفُهُ
ظِلاًّ يُرِيحُ لِيَ الحَظَّ الَّذِي عَزَبا
والجَدُّ والْفَهْمُ أسْنَى مِنْحَة ٍ قُسِمَتْ
لِلطالِبينَ ولَكِنْ قَلَّما اصْطَحبا
أرانِيَ العيْشَ مُخضَرّاً وأسْمَعَنِي
لَفْظاً إذا خاضَ سَمْعاً فَرَّجَ الكُرَبا
خَلائِقٌ حَسُنَتْ مَرْأى وَمُسْتَمَعاً
قَوْلاً وفِعْلاً يُفِيدُ المالَ وَالأدَبا
كالرَّوْضِ أهْدى إلى رُوّادهِ أرَجاً
يُذْكِي النَّسِيمَ وأبْدَى مَنْظَراً عَجَبا
عادتْ بسعدِكَ أعيادُ الزمانِ ولا
زالَ الهناءُ جديداً والمُنى كَثَبا
إنَّ الزَّمانَ بَرَتْ عُوِي نوائِبُهُ
فَما أُعَدُّ بِهِ نَبْعاً وَلا غَرَبا
وغَالَ بِالْخَفْضِ جَداً كانَ مُعْتَلِياً
وَبِالْمَرارَة ِ عَيْشاً طَالَما عَذُبا
فَما سَخا الْعَزْمُ بِي إلاّ إلَيْكَ وَلا
وَقَفْتُ إلاّ عَلَيْكَ الظَّنَّ مُحْتَسِبا
يا رُبَّ أجْرَدَ ورْسِيٍّ سرابِلُهُ
تَكادُ تَقبِسُ مِنْهُ فِي الدُّجَى لَهَبا
إذا نَضا الفَجْرُ عَنْهُ صِبْغَ فِضَّتِهِ
أجْرى الصَّباحُ علَى أعطافِهِ ذَهَبا
يَجْرِي فَتَحْسُرُ عَنْهُ العَيْنُ ناظِرَة ً
كَما اسْتَطارَ وَمِيضُ البَرْقِ والْتَهَبا
جَمِّ النَّشاطِ إذا ظُنَّ الكَلالُ بِهِ
رأَيْتَ مِنْ مرَحٍ في جدِّهِ لَعِبا
يَرْتاحُ لِلْجَرْيِ فِي إمْساكِهِ قَلِقاً
حتى كأنَّ لهُ في راحة ٍ تعبَا
يَطْغَى مِراحاً فَيَعْتَنُّ الصَّهِيلُ لَهُ
كَالْبَحْرِ جاشَ بهِ الآذِيُّ فاصْطَخَبا
جادَتْ يداكَ بهِ في عُرْضِ ما وَهَبَتْ
قَبْلَ السُّؤَالِ وأحْرِ اليَوْمِ أنْ تَهَبا
رفْقاً بِنا آلَ عمارٍ إذا طلَعَتْ
خَيْلُ السَّماحِ علَى سَرْحِ الثَّنا سُرَبا
لا تَبْعَثُوها جُيُوشاً يَوْمَ جُودِكُمُ
إنَّ الطلائعَ منْها تبْلُغُ الأَرَبا
قد أنْضَبَ الحمْدَ ما تَأْتِي مكارِمُكُمْ
ما خِلْتُ أنَّ مَعِيناً قَبْلَهُ نَضَبا
وَلَوْ نَظَمْتُ نُجُومَ اللَّيْلِ مُمْتَدِحاً
لَمْ أقْضِ مِنْ حَقِّكُمْ بعْضَ الَّذِي وَجَبا
لأشْكُرَنَّ زماناً كانَ حادِثُهُ
وَغَدْرُهُ بِي إلى مَعْرُوفِكُمْ سَبَبا
فكَمْ كَسا نِعْمَة ً أدْنى ملابِسِها
أسْنَى مِنَ النِّعْمَة ِ الأولى الَّتِي سَلَبا
وما ارتَشَفْتُ ثنايا العَيْشِ عندَكُمُ
إلا وجدْتُ بِها مِنْ جُودِكُمْ شَنَبا

نــجــم
16-04-2011, 09:20 PM
أنا والنَّدى سيْفانِ في

أنا والنَّدى سيْفانِ في
يدِ ماجدٍ نصَرَ المكارِمْ
هذا يَفُلُّ بهِ الخُطُو
بَ وذا يَقُدُّ بهِ الجَماجِمْ

نــجــم
16-04-2011, 09:20 PM
أوَ ما تَرى قلَقَ الغديرِ كأنّما

أوَ ما تَرى قلَقَ الغديرِ كأنّما
يبدُوَ لعينكَ منهُ حلْيُ مناطِقِ
مُتَرَقْرِقٌ لَعِبَ الشُّعاعُ بمائهِ
فَارْتَجَّ يَخْفُقُ مِثلَ قَلْبِ العاشقِ
فإذا نظرت إليه راعكَ لمعُهُ
وعَلَلْتَ طرفَكَ مِنْ سَرابٍ صادِقٍ

نــجــم
16-04-2011, 09:20 PM
إذا لمْ يكنْ مِنْ حادِثِ الدَّهْرِ موئِلُ

إذا لمْ يكنْ مِنْ حادِثِ الدَّهْرِ موئِلُ
ولمْ تُغنِ عنكَ الحزنُ فالصبرُ أجملُ
وأهونُ ما لاقيتَ ما عزَّ دفعهُ
وقدْ يصَعُبُ الأمرُ الأشَدُّ فيَسْهُلُ
وما هذه الدنيا بدارِ إقامة ٍ
فيَحْزَنَ فِيها القاطِنُ المُتَرَحِّلُ
هِيَ الدَّارُ إلاَّ أنَّها كَمَفَازَة ٍ
أناخَ بِها رَكْبٌ وَرَكْبٌ تَحَمَّلُوا
مُنينَا بِها خَرْقَاءَ لا العَذْلُ تَرْعَوِي
إليهِ ولا محضَ النصيحَة تقبلُ
لَنا وَلَها فِي كُلِّ يَومٍ عَجائِبٌ
يَحَارُ لَها لُبُّ اللَّبِيبِ ويذْهَلُ
يَطُولُ مَدَى الأفْكارِ فِي كُنْهِ أمْرِها
فَيَنْكُصُ عَنْ غَاياتهِ المُتَوغِّلُ
وإن لمنْ مرِّ الجديدينِ في وغى ً
إذا فرَّ منهَا جحفلٌ كرَّ جحفلُ
تجرِّدُ نصلاً والخلائقُ مفصِلٌ
وَتُنْبِضُ سَهْماً والبَرِيَّة ُ مَقْتَلُ
فَلا نَحْنُ يَوماً نَستَطِيعُ دِفَاعَها
وَلاَ خَطْبُها عَنَّا يَعِفُّ فيُجْمِلُ
وَلاَ خَلْفَنَا مِنْها مَفَرٌّ لِهارِبٍ
فكيفَ لمنْ رامَ النجاة َ التَّحيُّلُ
وَلا نَاصِرٌ إلاَّ التَّمَلْمُلُ والأسَى
وماذا الذي يُجدِي الأسى والتململُ
نبيتُ على وعدٍ منَ الموتِ صادقٍ
فمنْ حائنٍ يقضى وآخرَ يُمطلُ
وَكُلٌّ وإنْ طَالَ الثَّواءُ مَصِيرُهُ
إلى موردٍ ما عنْهُ للخلقِ معدِلُ
فَوا عَجَبا مِنْ حَازِمٍ مُتَيَقِّنٍ
بأنْ سَوْفَ يَرْدى كَيْفَ يَلْهُو ويَغْفُلُ
ألا لاَ يَثِقْ بالدَّهْرِ مَا عَاشَ ذُو حِجى ً
فَما وَاثِقٌ بالدَّهْرِ إلاَّ سَيَخْجَلُ
نَزَلْتُ علَى حُكْمِ الرَّدَى في مَعاشِرِي
ومن ذا على حُكمِ الردى ليس ينزلُ
تبدَّلتُ بالماضينَ منهُمْ تعلَّة
وأيْنَ مِنَ المَاضِينَ مَنْ أتَبَدَّلُ
إذَا ماءُ عَيْنِي بَانَ كَانَ مُعَوَّلِي
علَى الدَّمْعِ إنَّ الدَّمْعَ بِئْسَ المِعَوَّلُ
كفى حزَناً أن يُوقِنَ الحيُّ أنهُ
بسيفِ الردى لا بُدَّ أنْ سوفَ يُقتلُ
لِيَبْكِ جَمَالَ الدَّوْلَة ِ البَأسُ والنَّدَى
إذا قلَّ مَنَّاعٌ وأعوزَ مُفضِلُ
فَتى ً كَانَ لاَ يُعْطِي السَّواءَ قَسِيمَهُ
إباءً إذا مَا جاشَ لِلْحَرْبِ مِرْجَلُ
ولاَ يعرِفُ الإظماء في المحلِ جارُهُ
سَماحاً وَلَوْ أنَّ المَجَرَّة َ مَنْهَلُ
فمنْ مُبلِغُ العلْياءِ أنِّيَ بعدَهُ
ظمئْتُ وأخلافُ السحائِبِ حُقَّلُ
فَوا أسفَا مَنْ لِلطَّرِيدِ يُجْيرُهُ
إذا نَاشَهُ نابٌ مِنَ الخَوْفِ أعْصَلُ
وَوا أسَفاً مَنْ للفقيرِ يميرُهُ
إذا شفَّهُ داءٌ مِنَ الفقرِ مُعضِلُ
تهدَّمَ ذاكَ الباذِخُ الشامِخُ الذُّرى
وأقْلَعَ ذاك العارِضُ المُتَهَلِّلُ
فَيا مَانِعَ اللاَّجِينَ ها أنَا مُسْلَمٌ
وَيَا مُمْطِرَ الرَّاجِينَ ها أنا مُمْحِلُ
أحِينَ احْتَبى فِيكَ الكَمَالُ وَخُوِّلَتْ
يداكَ من العلْياءِ ما لا يُخوَّلُ
وشايعكَ العزمُ الفَتيُّ وناضَلَ النَّـ
ـوائبَ عنكَ السُّؤْدَدُ المُتكَهِّلُ
ولمْ تُبْقِ حظاً مِنْ عُلاً تستزيدُهُ
ولا حُلَّة ً مِنْ مفخرٍ تتسربَلُ
رَمَاكَ فأصْمَاكَ الزَّمانُ بِكَيْدِهِ
كذا تنقُصُ الأقمارُ أيَّانَ تكمُلُ
وما كنتُ أخشى أن يَفُوتَ بكَ الرَّدى
ولمَّا يكنْ يومٌ أغرُّ محجَّلُ
ولمَّا يَقُمْ مِنْ دُونِ ثأْرِكَ معشَرٌ
إذا عزمُوا في النَّائِباتِ توكَّلُوا
مَناجُيدُ وثَّابُونَ فِي كُلِّ صَهْوَة ٍ
مِنَ العِزِّ قَوَّالُونَ لِلْمَجْدِ فُعَّلُ
أتَذْهَبُ لَمْ يُشِرَعْ أمامَكَ ذَابِلٌ
لمنعِ ولَمْ يُشْهَرْ وراءَكَ مُنْصُلُ
فهَلاَّ بِحيثُ المَشْرَفِيَّة ُ رُكَّعٌ
تُكَبِّلُ في هامِ العِدى وتُهَلِّلُ
وألاَّ بحيثُ السمهرية ُ شُرَّعٌ
تُعَلُّ مِنَ الأكبادِ ريّا وتُنهَلُ
كدأْبكَ أيامَ الحوادِثُ نُوَّمٌ
وجدُّكَ يقظانٌ وحدُّكَ مقصَلُ
فَهَلْ عَالِمٌ جَيْهانُ أنَّكَ بَعدَهُ
رمى بِكَ مرماهُ الحِمامُ المُعجَّلُ
سلكْتَ وإيَّاهُ سبيلاً غدَا بهِ
زمانُكُما في قِسمة ِ الجورِ يعدِلُ
سقاكَ وإنْ لم يُرْضِنِي فيكَ وابِلٌ
ولوْ حلَّ لِي قُلتُ الرَّحيقُ المُسلسلُ
مِنَ المُزْنِ مَشْمُولٌ يَرِفُّ كأنَّهُ
بِجُودِ جَلالِ المُلْكِ يَهْمِي ويَهْطِلُ
ومهمَا هفَتْ يوماً من الجَوِّ نفحة ٌ
فَهَبَّ بِحِضْنَيْكَ النَّسِيمُ المُمَنْدَلُ
وَلاَ عَدِمَ المَوْلَى مِنَ الأجْرِ خَيْرَهُ
وبُلِّغَ فِي أعْدَائهِ مَا يُؤَمِّلُ
فِدَى ً لَكَ مِنْ تَحْتَ السَّماءِ وَلاَ تَزَلْ
وَمَجْدُكَ مَرْفِوعُ البِناءُ مُؤَثَّلُ
إذَا جَلَّ خَطْبٌ غالَ هَمَّكَ عِنْدَهُ
نُهى ً تَسَعُ الخَطْبَ الجَلِيلَ وتَفْضُلُ
وأرْغَمْتَ أنْفَ النَّائِبَاتِ بِوَطْأَة ٍ
تخِفُّ على ظهرِ الزمانِ وتثقُلُ
وأيُّ مُلِمٍّ يَزْدَهِيكَ وإنَّمَا
بحلمكَ في أمثالِهِ يُتمثَّلُ
غنِيتَ بما تقضي به عندَكَ النُّهى
وفضْلِكَ عنْ تعريفِ ما لَسْتَ تهجَلُ
ومَاذَا يَقُولُ القائِلُونَ لِمَاجِدٍ
أصِيلِ الحجى في لفظة ٍ منهُ فيصَلُ

نــجــم
16-04-2011, 09:21 PM
إذا ما ارتاح للرّاح النَّدامى

إذا ما ارتاح للرّاح النَّدامى
وهَيَّجتِ ابْنة ُ الكَرْمِ الكِراما
وقامَ يُدِيرُها صهباءَ صرفاً
تُميتُ الهمَّ أوْ تُحِيي الغَراما
تُريكَ فَمَ النَّدِيمِ إذا حَساها
كأنَّ عليهِ منْ ذهبٍ لِثاما
وطافَ بِها أغنُّ يبيتُ صباً
مُحاوِلُهُ وَيُصْبِحُ مُسْتَهاما
ترى في قُربِهِ منكَ ازوراراً
وَفِي إعْراضهِ عنْكَ ابتِساما
فلا تَكُ كالَّذي إنْ جِئْتُ أشكُو
إليهِ الوَجدَ أوسعَني مَلاما
يَمُرُّ معَ الغَواية ِ كيفَ شَاءَتْ
ويعذِلُ في تطَرُّفِها الأناما

نــجــم
16-04-2011, 09:21 PM
ببَهاءِ وجْهكَ تُشْرِقُ الأنْوارُ

ببَهاءِ وجْهكَ تُشْرِقُ الأنْوارُ
وبفضْلِ مجدكَ تفخَرُ الأَشعارُ
آنَسْتَ أُنْسَ الدَّوْلَة ِ المجدَ الذي
ما زالَ فيهِ عنِ الأنامِ نِفارُ
بمكارِمٍ نصَرَتْ يداكَ بِها العُلى
إنَّ المكارِمَ للعُلى أنْصارُ
وإذا الفَتى جعَلَ المَحامِدَ غايَة ً
لِلمَكْرُماتِ فَبَذْلُها المِضْمارُ
فاسْعَدْ ودامَ لكَ الهناءُ بماجدٍ
طالَتْ بهِ الآمالُ وهْيَ قِصارُ
لَوْلاهُ فِي كَرَمِ الخَلِيقَة ِ والنُّهَى
لمْ تَكْتحِلْ بشَبيهِكَ الأبْصارُ
كمْ ليلة ٍ لكَ مالَها مِنْ ضَرَّة ٍ
مِنْهُ ويَوْمٍ ما لَهُ أنظَارُ
جادَتْ أنامِلُكَ الغِزارُ بهِ الوَرَى
ومِنَ السَّحائِبِ تُغْدِقُ الأمطارُ
وتتابعَتْ قطراتُ غيثِكَ أنْعُما
إنَّ الكريمَ سماؤُهُ مِدْرارُ
وأضاءَ مَجْدُكَ بِالحُسَيْنِ وَمَجْدِهِ
وكَذا السَّماءُ تُنِيرُها الأقْمارُ
قَدْ نالَ أفْضَلَ ما يُنالُ وَقدْرُهُ
أعْلى ولَوْ أنَّ النُّجُومَ نِثارُ
وجَرَتْ بهِ خَيْلُ السُّرُورِ إلى مِدى
فَرَحٍ دُخانُ النَّدِّ فِيهِ غُبارُ
وَحَوى صَغِيرَ السِّنِّ غاياتِ العُلى
وصِغارُ ابْناءِ الكِرامِ كبارُ
يُنبْي الفَتى قَبْلَ الفِطامِ بِفَضْلهِ
وَيَبِينُ عِتْقُ الخَيْلِ وَهْيَ مِهارُ
لمْ تَلْحَظ الأبصارُ يَوْمَ طَهُورِهِ
إلاّ كُؤُوساً للسرورِ تُدارُ
فغدوتَ تَشْرَعُ في حلالٍ مُسْكِرٍ
ما كُلُّ ما طَرَدَ الهمومَ عُقارُ
قَمَرٌ يُضِيءُ جمالُهُ وَكمالُهُ
حتى يُعيدَ الليلَ وهوَ نهارُ
وَمِنَ العَجائِبِ أنْ تَرُومَ لِمِثْلهِ
طُهْراً وكَيفَ يُطهرُ الأطْهارُ
قَدْ طَهَّرَتْهُ أبُوَّة ٌ وَمُرُوءَة
ونَمى بِهِ فرْعٌ وطابَ نِجارُ
إنَّ العُروقَ الطَّيِّباتِ كَفِيلَة ٌ
لكَ حينَ تُثْمِرُ أنْ تَطِيبَ ثِمارُ
للَبِسْتَ مِنْ شَرَفِ المناسِبِ حُلَّة ً
بالفخرِ يُسدى نسجُها وَيُنارُ
فَطُلِ الأنامَ وهلْ ترَكْتَ لفاخِرٍ
فَخْراً وَجَدُّكَ جَعْفَرُ الطَّيَّارُ
يَنْمِيكَ صَفْوَة ُ مَعْشَرٍ لَوْلاَهُمُ
ما كانَ يُرْفَعُ لِلْعَلاءِ مَنارُ
وَلّى وَخَلَّفَ كُلَّ فَضْلٍ فِيكُمُ
والغَيْثُ تُحْمَدُ بَعْدَهُ الآثارُ
إنِّي اقتَصَرْتُ على الثَّناءِ ولَيْسَ بي
عَنْ أنْ تَطُولَ مَناسِبِي إقْصارُ
ولَرُبَّ قولٍ لا يُعابُ بأنَّهُ
خطَلٌ ولكنْ عَيْبُهُ الإكثارُ
وأراكَ وابْنَكَ لِلسَّماحِ خُلِقْتُما
قدْراً سَواءً والورى أطْوارُ
فبَقيتُما عُمُرَ الزّمانِ مُصاحِبَيْ
عَيْشٍ تجنَّبُ صَفْوَهُ الأكْدارُ

نــجــم
16-04-2011, 09:21 PM
بَكَيْتُكَ لِلْبِيْنِ قَبْلَ الحِمامِ

بَكَيْتُكَ لِلْبِيْنِ قَبْلَ الحِمامِ
وأيْنَ مِنَ الثُّكْلِ حَرُّ الغَرامِ
وما كانَ ذاكَ الفِراقُ المُشـ
ـتُّ إلا دُخاناً لِهذا الضِّرامِ
فَعُوِّضْتُ بَعْدَ الحَنِينِ الأنِينَ
وبُدِّلْتُ بعْدَ الجوى بالسَّقامِ
إذا قَتَلَ البُعْدُ أهْلَ الهَوى
فأقْتَلُ لِي مِنْهُ مَوْتُ الكِرامِ
فيا قمراً يمَنِيَّ المغيبِ
وإنّ كانَ مَطْلَعُهُ بِالشَّآمِ
أكادُ لذِكرِكَ ألْقى الحِمامَ
إذا هَتَفَتْ ساجِعاتُ الحَمامِ
فأنْشُدُ مَثْواكَ عِنْدَ الهُبُوبِ
وَأرقُبُ طَيْفَكَ عِنْدَ المَنامِ
وأهْفُو إلى كُلِّ بَرْقٍ يَمانٍ
واصْبُو إلى كُلِّ ركْبٍ تهامِ
وأسألُ عنكَ نسيمَ الرِّياحِ
وَمَنْ لِلنَّسِيمُ بِمَنْ فِي الرِّجامِ
وَإنِّي لَظامٍ إلى نَفْحَة ٍ
بريّاكَ ما وردَ الماءَ ظامِي
وكَمْ عَبْرة ٍ لِي وَما بَيْنَنا
سِوى أنْ تَكِلَّ بَناتُ الموامي
فكيفَ وقدْ أنزَلَتْكَ المنُونُ
بِأسْحَقِ دارٍ وأنْأى مَقامِ
غَرِيباً يُبَكِّي لَهُ الأبْعَدُونَ
صَرِيعاً يُوَسَّدُ صُمَّ السِّلامِ
سليباً يُجَلْبَبُ ثوبَ البِلى
ضعيفاً يُحمَّلُِ ثِقْلَ الرَّغامِ
ويا غائِباً كَمَدِي حاضِرٌ
بهِ ما شَجَتْ فاقِدٌ بالبُغامِ
تَشَكَّتْ رِكابُكَ عَضَّ القُتودِ
لَيالِي سُراكَ وَجَبَّ السَّنامِ
وَما كانَ غارِبُها فِي الرَّحِيلِ
بأوْجَعَ مِنْ كَبِدي في المُقامِ
زِمامٌ مَعَ الوَحْدِ لِي طَيِّعٌ
طِواعَ المُذَلَّلِ جَذْبَ الزِّمامِ
وَدَمْعٌ يُبارِي وَجِيفَ المَطِيِّ
فأخْفافُها وجُفُونِي دَوامِي
رُزِئْتُكَ حيّاً وخَطْبُ الفِرا
قِ أشْبَهُ شيءٍ بخطْب الحِمامِ
وَلَمْ يَبْقَ بَعْدَكَ لِي مُقْلَة ٌ
تَبِيتُ لِفَقْدِكَ ذاتَ انْسِجامِ
فَداَوَيْتُ شَوْقِي بِذِكْرِ اللِّقاءِ
وعَلَّلْتُ شَمْلِي بِعَوْدِ النِّظامِ
أُؤَمِّلُ قُرْبَكَ فِي كُلِّ يَوْمٍ
وأرجُو لِقاءَكَ في كلِّ عامِ
ولمْ أدْرِ أنَّ مَرامِي القَضا
ءِ قَدْ حُلْنَ بَيْنِي وبَيْنع المَرامِ
فَسُدَّتْ مَطالِعُ ذاكَ الجَوادِ
وفُلَّتْ مضارِبُ ذاكَ الحُسامِ
وَغُودِرَ مُحْيِي النَّدَى لِلْفَناءِ
وَعُوجِلَ بانِي العُلَى بِکنْهِدامِ
فَواحَسْرَتا مَنْ أذَلَّ العَزِيزَ
ووا أسَفا مَنْ أذَلَّ المُحامِي
عَجِبْتُ لِضَيْمِكَ تِلْكَ الغَداة َ
وما كانَ جارُكَ بالمُستضامِ
وأيُّ فتًى حاولَتْهُ المَنُونُ
فَلَمْ تَرْمِ عِزَّتَهُ بِکهْتِضامِ
وكمْ بُزَّ مِنْ مانعٍ للجوارِ
وضُيِّعَ مِنْ حافِظٍ للذِّمامِ
سقَتْكَ بألْطَفِ أندائِها
وأغْزَرِها سارِياتُ الغَمامِ
وإنْ قلَّ ماءٌ مِنَ القطْرِ جارٍ
فَجادَكَ قَطْرٌ مِنَ الدَّمعِ هامِ
وبكَّتكَ كلُّ عروضيَّة ٍ
تُرِنُّ بها كُلُّ ميمٍ ولامِ
إذا ضُنَّ عَنْكَ بِنَوْرِ الرِّياضِ
حبتكَ غرائبَ نورِ الكلامِ
لعمري لئنْ ساءَنا الدهْرُ فيكَ
لَقدْ سَرَّنا في أخِيكَ الهُمامِ
هوَ المرءُ يشجُعُ في كُلِّ خطْبٍ
مَهُولٍ ويجبُنُ عنْ كُلِّ ذامِ
ذَهَبْتَ وكَلَّفْتُهُ فِتْيَة ً
ذوِي غُررٍ ووجُوهٍ وسامِ
كما أوْدَعَ الأُفْقَ زُهْرَ النُّجُومِ
ووَلّى إلى الغَرْبِ بَدْرُ التَّمامِ
علَى أنَّ أدْمُعَنا بالجُفُو
نِ أغرى مِنَ الوَجْدِ بالمُسْتهَامِ
وَلِمْ لا وَذِكْرُكَ يَرْمِي القُلُوبَ
بِأنْفَدَ مِنْ صائِباتِ السِّهامِ
هُمُومٌ تبلِّدُ فهمَ البليغِ
وتُعْيِي نَوافِثَ سِحْرِ الكَلامِ
صدعنَ القُلوبَ فلولا أبُو
عليٍّ لما ظفِرَتْ بالتئامِ
أغرُّ تُمزَّق عنهُ الخُطوبُ
كما مزَّقَ البدرُ ثوبَ الظلامِ
رَعَتْ مَجْدَ آلِ الزَّرافِيِّ مِنْهُ
مَكارِمُ تَعْضُدُهُ بِکلدَّوامِ
فَإنْ حُطِمَ اللَّدْنُ فَکلْعَضْبِ باقٍ
وَإنْ أقْلَعَ الغَيْثُ فَکلْبَحْرُ طامِ
وفي واحدٍ منْ بني أحمدٍ
لنا خلفٌ مِنْ جميعِ الأنامِ
عَزاءَكَ يَکبْنَ العُلَى إنَّما
تَهُونُ العَظائِمُ عِنْدَ العِظامِ
كذا أخذَ الناسُ في دهْرِهِمْ
بِقِسْمَيْنِ مِنْ عِيشَة ٍ وکخْتِرامِ
فَكُلُّ اجْتِماعٍ بِهِ لِلشَّتاتِ
وكُلُّ رِضاعٍ بهِ لِلْفِطامِ
بَقِيتَ وأبْناؤُكَ الأكرَمُونَ
بقاءَ الهِضابِ بِرُكْنيْ شمامِ
فَمِثْلُكَ لَيْسَ عَلى حادِثٍ
ألمَّ فنكَّبَهُ منْ ملامِ

نــجــم
16-04-2011, 09:21 PM
بِنَفْسِي عَلى قُرْبهِ النَّازِحُ

بِنَفْسِي عَلى قُرْبهِ النَّازِحُ
وإن غالَنِي خطبُهُ الفادِحُ
تصافَحَ تربتُهُ والنَّسمُ
فنشْرُ الصَّبا عطِرٌ فائحُ
كأنَّ المُغَرِّدَ فِي مَسْمَعِي
لِفَرْطِ اكْتِئابِي لَهُ نائِحُ
أَيا نازِلاً حيثُ يَبْلى الجديدُ
ويذْوِي أخُو البهجة ِ الواضِحُ
ذكرتكَ ذكرى المُحبِّ الحبيبَ
هيَّجَها الطَّلَلُ الماصِحُ
فما عزَّني كَبِدٌ تلْتظِي
وَلا خانَنِي مَدْمَعٌ سَافِحُ
مُقيمٌ بحيثُ يصمُّ السميعُ
ويعْمى عنِ النَّظَرِ الطامِعُ
يَرِقُّ عَلَيكَ العَدُوُّ المُبِينُ
وَيَرْثِي لَكَ الْحاسِدُ الكاشِحُ
كأنْ لَمْ يَطُلْ بِكَ يَوْمَ الفَخارِ
سَرِيرٌ وَلا أجْرَدٌ سابِحُ
وَلَمْ تَقْتَحِمْ غَمَراتِ الخُطُوبِ
فَيُغْرِقَها قَطْرُكَ النّاضحُ
سقاكَ كجودِكَ غادٍ علَى
ثَراكَ بِوابِلهِ رائِحُ
يدبِّجُ في ساحتَيْكَ الرِّياضَ
كَما نمَّقَ الكَلِمَ المادِحُ
أرى كُلَّ يَوْمٍ لَنا رَوْعة ً
كما ذُعِرَ النَّعَمُ السارحُ
نُفاجا بجدٍّ منَ المُعضِلاتِ
كأنَّ الزَّمانَ بِهِ مازِحُ
نُعَلِّلُ أنْفُسَنا بالمُقَامِ
وَفِي طَيِّهِ السَّفَرُ النَّازِحُ
حَياة ٌ غَدَتْ لاقِحاً بالحِمامِ
ولا بُدَّ أنْ تُنتجَ اللاقِحُ
وكُلُّ تمادٍ إلى غاية ٍ
وإنْ جَرَّ أرْسانَهُ الجامِحُ
وما العُمْرُ إلاّ كمهوى الرِّشاءِ
إلى حيثُ أسلمَهُ الماتِحُ
لقدْ نصحَ الدهرُ منْ غرَّهُ
فحتامَ يتهمُ النّاصحُ
حمى اللهُ أروعُ يحمِي البلادَ
مِنَ الجدْبِ معروفُهُ السّائحُ
أغَرُّ يزينُ التُّقى مجدَهُ
وَيُنْجِدُهُ الحَسَبُ الوَاضِحُ
أيا ذا المَكارِمِ لا رُوِّعَتْ
بِفَقْدِكَ ما هَدْهَدَ الصّادِحُ
فَما سُدَّ بابٌ مِنَ المَكْرُماتِ
إلاّ وأنْتَ لَهُ فاتِحُ
أبى ثِقَة ُ المُلْكِ إلاّ حِماكَ
حمى ً والزَّمانُ بهِ طائحُ
وَما كُلُّ ظِلٍّ بِهِ يَسْتَظِلُّ
مَنْ شَفَّهُ الرَّمَضُ الّلافِحُ
طَوى البَحْرَ يَنْشَدُ بَحْرَ السَّمَاحِ
إلى العَذْبِ يُقْتَحَمُ المالِحُ
فبادرتَ تخسأُ عنهُ الخطوبَ
دِفاعاً كَما يَخْسأُ النَّابِحُ
تَرُوعُ الرَّدى والعِدى دُونَهُ
كما رَوَّعَ الأعْزَلَ الرَّامِحُ
عَطَفْتَ عَليهِ أبِيَّ الحُظُوظِ
قَسْراً كَما يُورَدُ القامِحُ
وباتَ كَفيلاً لَهُ بالثَّراءِ
والعزِّ طائِرُكَ السّانِحُ
صَنائِعُ لا وَابِلُ المُعْصِراتِ
نَداها ولا طَلُّها الرّاشحُ
وأقسمُ لوْ أنَّ عزّاً حمى
مِنَ المَوْتِ ما اجْتاحَهُ جائِحُ
ولكنَّ أنْفُسَ هذا الأنامِ
منائحُ يرتَدُّها المانحُ
وأيُّ فَتًى ساوَرَتْهُ المَنُونُ
فمي يردهِ روقُها الناطِحُ
سَبَقَتَ إلى المَجْدِ شُوسَ المُلُوكِ
كَما سَبَقَ الْجَذَعَ القارِحُ

نــجــم
16-04-2011, 09:22 PM
خليليَّ إنْ لم تُسعِدا فذرانِي

خليليَّ إنْ لم تُسعِدا فذرانِي
ولا تحسَبا وجدِي الذي تجِدانِ
خُذا مِنْ شُجُونِي ما يدُلُّ علَى الجَوى
فما النّارُ إلا تحتَ كُلِّ دُخانِ
أماتَ الهَوى صبرِي وأحْيا صبابِتي
فها أنا مغلُوبٌ كما تَرَيانِ
ولوْ أنَّ منْ أهواهُ عايَنَ لوعَتِي
لَعَنَّفِني في حُبِّهِ ولَحانِي
تحمَّلْتُ منْ جورِ الأحبة ِ ما كفى
فَلا يَبْهَظَنِّي اليَوْمَ جَوْرُ زَمانِي
وكيفَ احتفالي بالزَّمانِ عَدَّ كرامِهِ
بِأوَّلِ مَنْ يُثْنى عَليهِ بَناتِي
بأزْهَرَ وضّاحِ الجبينِ مهذبٍ
جميلِ الحَيا ماضٍ أغرَّ هِجانِ
إذَا آلُ عَمّارٍ أظَلَّكَ عِزُّهُمْ
فَغَيْرُكَ مَنْ يَخْشَى يَدَ الحَدَثانِ
هُمُ القَوْمُ إلاّ أنَّ بَيْنَ بُيُوتِهِمْ
يُهانُ القِرى والجارُ غَيرُ مُهانِ
هُمُ أطْلقُوا بِالجُودِ كُلَّ مُصَفَّدٍ
كَما أنْطقُوا بِالْحَمْدِ كُلَّ لِسانِ
لَهُمْ بِكَ فَخْرَ المُلْكِ فَخْرٌ عَلى الوَرى
لَهُ شائِدٌ مِنْ راحَتَيْكَ وَبانِ
نُجومُ عَلاءٍ فِي سماءِ مَناقِبٍ
عَلِيٌّ وعَمّارٌ بِها القَمَرانِ
هنيئاً لكَ الأيامُ فالدهرُ كُلهُ
إذا ما وَقاكَ اللَّهُ دَهْرُ تَهانِ
لِذا الخَلْقِ عِيدٌ في أوانٍ يَزوُرُهُمْ
وأنتَ لنا عيدٌ بكلِّ أوانِ
فحسبِي من النَّعماءِ أنَّكَ والنَّدى
خَلِيلا صَفاءٍ لَيْسَ يَفْتَرِقانِ
إذا رُمْتُ شِعْرِي فِي عُلاكَ أطاعَنِي
وإنْ رُضْتُ فِكْرِي فِي سِواكَ عَصانِي
وما ذاكَ إلاّ أنَّني لكَ ناطِقٌ
بِمِثْلِ الَّذِي يُطْوَى عَلَيْهِ جَنانِي
وكَيْفَ احْتِفالي بالزَّمانِ وصَرْفِهِ
وَخَطْبٌ إلى جَدْوى يَدَيكَ دَعانِي
لَقَدْ أثْمَرَتْ أيّامُهُ لِيَ أنْعُماً
ولَوْلاكَ لَمْ يُثْمِرْنَ غَيْرَ أمانِي
وإنِّي لتقْتادُ المطالِبَ همَّتِي
فأرْجِعُ مَثْنِيّاً إلَيْكَ عَنانِي
وإنِّي لأرْجُو مِنْ عَطائِكَ رُتْبَة ً
يُقَصِّرُ عَنْ إدْراكِها الثَّقَلانِ
فما تقْرُبُ الدَّنْيا وعطفُكَ نازِحٌ
ولا تَبْعُدُ النُّعمى وجودُكَ دانِ

نــجــم
16-04-2011, 09:22 PM
راَيتُكَ لمّا شمتُ برقَكَ خُلَّاً

راَيتُكَ لمّا شمتُ برقَكَ خُلَّاً
وما أرَبي في عارضٍ ليسَ يُمطِرُ
فأخطأَنِي منكَ الذي كنتُ أرتَجِي
وأدْرَكَنِي منكَ الَّذِي كنتُ أحْذَرُ
وما ذاكَ عَنْ عُذْرٍ فأسْلوهُ مَطْلباً
تعذَّرَ لكنْ خظِّيَ المُتعذرُ
وكَمْ مانِعٍ رِفْداً وما كانَ مانِعاً
ولكِنْ أبى ذاكَ القضاءُ المُقَدَّرُ
وقدْ كانَ فِيما بَيْنَنا مِنْ موَدَّة ٍ
ومعْرِفة ً معروفُها ليسَ يُنكَرُ
منَ الحقِّ ما يقضِي عليكَ بأنْ أرى
لَديكَ وحَظِّي مِنْ نَوالِكَ أوفَرُ
وما هِي إلاّ حُرْمَة ٌ لوْ رَعَيْتَها
رَعيْتَ فَتًى عَنْ شُكْرِها لا يُقَصِّرُ
كريماً متى عاطيتَهُ كأْسَ عشرَة ٍ
تعلمْتَ منْ أخلاقِهِ كيفَ يُشكَرُ

نــجــم
16-04-2011, 09:22 PM
سَقَوْهُ كأسَ فُرْقَتِهِمْ دِهاقا

سَقَوْهُ كأسَ فُرْقَتِهِمْ دِهاقا
وأسْكرهُ الوداعُ فما أفاقا
إذا ما الكأْسُ لمْ تَكُ كأسَ بينٍ
فليست بالحميمِ ولا الغَساقَا
أبى إلاّ افتراقاً شملُ صبري
وَدَمْعِي إذْ نأوْا إلاَّ افْتِرَاقا
رِفاقٌ ما ارْتَضَوْا في السَّيرِ إلاَّ
قُلُوبَ الْعاشِقينَ لَهُمْ رِفاقا
أرائِقَة َ الجَمَالِ وَلاَ جَمِيلٌ
أرَاقَكِ أنْ جَعَلْتِ دَمِي مُرَاقا
وَسِرْتِ فَلَمِ أسَرْتِ فُؤادَ حُرِّ
حَلَلْتِ وَمَا حَلَلْتِ لَهُ وَثَاقا
تُعَيِّرُنِي بِأحْداثِ اللَّيالِي
وَكَيْفَ يُدَافِعُ الْبَدْرُ الْمِحاقا
شَبابٌ كانَ مُعْتَلاًّ فَوَلَّى
وصدْرٌ كان مُتسعاً فضاقَا
يُكَلِّفُنِي الزَّمَانُ مَدِيحَ قَوْمٍ
يَرَوْنَ كَسادَ ذِكْرِهِمُ نَفَاقا
ومنْ يرجُو منَ النارِ ارتواءً
كمنْ يخشى من الماءِ احتراقَا
ولوْ أنَّ الزمانَ أرادَ حمْلَ الَّـ
ـذي حُمِّلْتُ منهُ ما أطَاقا
ولي عزمٌ أنالُ بهِ انفتاحاً
لِبابِ الْمَجْدِ إنْ خِفْتُ انْغِلاقا
بَعَثْتُ بهِ النِّياق وَقَدْ يُرَجِّي
أنيقَ العيشِ مَن بعثَ النِّياقا
سريتُ بها وحظِّي ذُو سُباتٍ
وجئْتُ أبا الفوارسِ فاستفاقا
سعى وسعى الملُوكُ فكانَ أقصى
مدى ً وأشدَّ في السَّعْيِ انطلاقا
وأطْوَلَهُمْ لدى العلْياءِ باعاً
وأثْبَتَهُمْ لَدى الْهَيْجَاءِ سَاقا
يطبِّقُ غيثُهُ أرضَ الأماني
ويسمُو سعدُهُ السَّبعَ الطِّباقا
ويسبقُ عزمهُ كلمَ الليالي
فَكَيْفَ يُحَاوُلُونَ لَهُ سِبَاقا
ومن يطلبْ للمْعِ البرقِ شأواً
يَجِدْهُ أعزَّ مَطْلُوبٍ لَحاقا
وَمَا بِالْجَدِّ فَاقَ النَّاسَ صِيتاً
وَلَكِنْ بِالنَّدَى والْبَأسِ فَاقا
ومن خطبَ المعاليَ بالعوالِي
وبالجدوى فقد أربى الصداقا
وَإنْ طَرقَ الْعِدى لَمْ يَرْضَ مِنْهُمْ
سوى هامِ الملوكِ لهُ طِراقا
وَقَدْ كَرِهَ التَّلاَقِي كُلُّ صَبٍّ
كأنَّ إلى الفراقِ بهِ اشْتياقا
وَشَدَّد بِالخِنَاقِ على الأعادِي
فتى ً راخى بنائلهِ الخِناقا
تلاقتْ عندك الآمالُ حتّى
أبى إسرافُ جودِكَ أنْ يُلاقا
وأقبلَ بالهناءِ عليكَ عيدٌ
حَداهُ إليك إقبالٌ وساقا
فسرَّكَ وهوَ منْكَ أسَرُّ قلباً
وَلاَ عَجَبٌ إنِ المُشْتاقُ شَاقا
وَمِثْلُكَ يَا مُحَمَّدُ سَاقَ جَيْشاً
يُكَلِّفُ نَفْسَ رَائيهِ السِّياقا
إذا الخَيْلُ الْعِتاقُ حَمَلْنَ هَمّاً
فهمُّكَ يحملُ الخيلَ العتاقا
وَمَنْ عَشِقَ الدِّقَاقَ السُّمْرَ يَوْماً
فإنكَ تعشقُ السّمْرَ الدِّقاقا
وَتَخْتَرِمُ الْمُلُوكَ بِها اخْتِرَاماً
وَتَخْتَرِقُ الْعَجاجَ بِها اخْتِرَاقا
يَسُركَ أنْ تُساقي الجيشَ كأْساً
منَ الحربِ اصطباحاً واغتباقَا
وأشجعُ مَن رأيناهُ شُجاعٌ
يُلاقيهِ السرورُ بأنْ يُلاقى
وما ماءٌ لذِي ظمإٍ زُلالٌ
بأعْذَب منْ خلائقهِ مذاقا
حباني جودُهُ عيشاً كأنِّي
ظفرتُ به منَ الدهرِ استراقا
فأيَّامِي بهِ بِيضٌ يِقَاقٌ
وَكَانَتْ قَبْلَهُ سُوداً صِفَاقا
وطَّوقني ابنُ مالِكَ طوقَ مَنٍّ
فصُغْتُ من الثناءِ لهُ نِطاقا
أرى الأيَّامَ لا تُعْطِي كَرِيماً
بلوغَ مُرادِهِ إلاَّ فَوَاقا
فَلا عَاقَتْكَ عَنْ طَلَبِ الْمَعالِي
إذا الأيَّامُ كادَتْ أنْ تُعاقا

نــجــم
16-04-2011, 09:23 PM
صُروفُ المنايا ليسَ يُودى قَتيلها
ودارُ الرَّزايا لا يَصِحُّ عَلِيلُها
مُنِيتُ بِها مُسْتَكْرهاً فکجْتَوَيْتُها
كما يجتَوِي دارَ الهوانِ نزيلُها
يُشهِّي إليَّ الموتَ عِلْمِي بأمْرِها
ورُبَّ حَياة ٍ لا يَسُرُّكَ طُولُها
وأكْدَرُ ما كانَتْ حياة ُ نُفُوسِها
إذا ما صَفَتْ أذهانُها وعُقُولُها
ومَنْ ذا الذي يحْلُو لهُ العَيشُ بعدَما
رَأتْ كُلُّ نَفْسٍ أنَّ هذا سَبِيلُها
أَقِمْ مأْتَماً قد أُثْكِلَ الفضْلُ أهْلَهُ
وبَكّ المعالِي قدْ أجدَّ رحِيلُها
إذا أنْتَ كَلَّفْتَ المَدامِعَ حَمْلَ ما
عَناكَ مِنَ الأحْزانِ خَفَّ ثَقِيلُها
ويَا باكِيَ العَلْياءِ دُونَكَ عَبْرَة ً
ملِيّاً بإسْعادِ الخليلِ هُمُولها
وَمُهْجَة َ مَخْزُونٍ تَخَوَّنَها الضَّنا
فلَمْ يَبْقَ إلاّ وجْدُها وغَليلُها
ألا بِکلتُّقى وَکلصَّالِحاتِ مُفَارِقٌ
طَوِيلٌ عَلَيْهِ بَثُّها وَعَوِيلُها
أصابَ الرَّدى نَفْساً عزِيزاً مُصابُها
كَرِيماً سَجاياها قَلِيلاً شُكُولُها
فأقْسَمْتُ ما رامَتْ منيعَ حجابِها الـ
ـمَنُونُ وَفِي غَيرِ الكِرامِ ذُحُولُها
وما زالَ ثَأْوُ الدَّهْرِ عندَ معاشِرٍ
يَشِيمُ النَّدى أيْمانَهُمْ وَيُخِيلُها
فمَنْ يَكُ مدفُوعاً عنِ المجْدِ قوْمُهُ
فإنَّ قَبيلَ المكْرُماتِ قَبيلُها
ومَنْ يَكُ مَنْسِيَّ الفِعالِ فإنَّهُ
مَدى الدَّهْرِ بالذِّكْرِ الجَمِيلِ كَفِيلُها
يطيبُ بقدْرِ الفائِحاتِ نَسيمُها
وتزْكُوا الفُرُوعُ الطَّيباتُ أُصُولُها
سَحابَة ُ برٍ آنَ مِنْها انْقِشاعُها
وأيْكَة ُ مجدٍ حانَ منها ذُبُولُها
أوَدُّ لَها سُقْيا الغَمامِ ولَوْ أشا
إذاً كَشَفَتْ صَوْبَ الغَمامِ سُيُولُها
وَكَيْفَ أُحَيِّي ساكِنَ الخُلْدِ بالحَيا
وَما ذُخِرَتْ إلاّ لَهُ سَلْسَبِيلُها
سيَشْرُفُ في دارِ الحِسابِ مقامُها
وَيَبْرُدُ فِي ظِلِّ الجِنانِ مَقِيلُها
نَلُوذُ بأَسْبابِ العزاءِ وإنَّهُ لَيَقْبُحُ
فِي حُكْمِ الوَفاءِ جَمِيلُها
وهَلْ يَنْفَعُ المَرْزِيَّ أنْ طالَ عتْبُهُ
عَلَى الدهَّرِ والأيَّامُ صَعْبٌ ذَلُولُها
فَلا يَثْلِمَنَّ الحُزْنُ قَلْبَكَ بَعْدَها
فَقِدْماً أبادَ المُرْهَفاتِ فُلُولُها
وماذا الذي يأْتِي بهِ لكَ قائِلٌ
وَأنْتَ قَؤُولُ المَكْرُماتِ فَعُولُها
إذا ابْنُ عليٍّ رامَ يوماً بحزْمِهِ
لِقاءَ خُطُوبِ الدَّهْرِ دَقَّ جَلِيلُها
وَما زِلْتَ مَمْلُوءًا مِنَ الهِمَمِ الَّتِي
تُقَصِّرُ أيّامَ الرَّدى وتُطِيلُها
يَنالُ مَدى المَجْدِ البَعِيدِ رَذِيُّها
ويَقْطَعُ في حَدِّ الزَِّمانِ كَليلُها
فقدْتَ فلمْ تَفْقَدْ عزاكَ وإنَّما
يُضَيِّعُ مَأثُورَ الأُمورِ جَهُولُها
عَلى أنَّ مَنْ فارَقْتَ بالأمْسِ لا تَفِي
بِحَقٍّ لَهُ أغْزارُ دَمْعٍ تُسِيلُها
وَمَا عُذْرُها أنْ لا يَشُقَّ مُصابُها
عَلى الدِّينِ وَکلدُّنْيا وَأنْتَ سَلِيلُها

نــجــم
16-04-2011, 09:23 PM
عَتادُكَ أنْ تشنَّ بها مغارا

عَتادُكَ أنْ تشنَّ بها مغارا
فقُدْها شُزَّباً قبَّاً تَبَارى
كأنَّ أهِلَّة ً قَذفَتْ نُجُوماً
إذا قدحت سنابكُها شَرارا
وَهَلْ مَنْ ضَمَّرَ الجُردَ المَذاكي
كَمَنْ جَعلَ الطِّرادَ لها ضِمارا
كأنَّ الليلَ موتورٌ حريبٌ
يحاوِلُ عندَ ضوءِ الصُّبحِ ثارا
فليسَ يحيدُ عنها مستجيشاً
على الإصباح عثيرها المُثارا
أخَذْنَ بِثأْرِهِ عَنَقاً وَرَكْضاً
مددنَ على الصباحِ بهِ إزارا
وقد هبتْ سيوفُكَ لامعاتٍ
تُفرِّقُ في دجنتهِ نَهارا
أمَا والسابقاتِ لقدْ أباحتْ
لَكَ الشَّرَفَ المُمَنَّعَ وَالْفَخَارا
فزُرْ حلباً بكلِّ أقبًَّ نهدٍ
فَقَدْ تُدْنِي لَكَ الْخَيْلُ الْمَزارا
وكلِّفْ ردَّها إن شئْتَ قسراً
عَزائمَ تَستَرِدُّ المُستعارا
فأجْدِرْ بِالمَمالِكِ أنْ تراها
لمنْ كانتْ ممالكَهُ مِرارا
وإنْ ولدَتْ لكَ الآمال حظّاً
فما زالَتْ مواعدُها عِشارا
إذا عايَنْتَ مِنْ عُودٍ دُخاناً
فأوشِكْ أنْ تُعايِنَ منهُ نارا
ويأبى اللَّهُ إنْ أبَتِ الأعادي
لِناصرِ دِينهِ إلاَّ انتصِارا
وما كبُرَتْ عليكَ اُمورُ مجدٍ
إذا أصْدَقْتَها الهممَ الكِبارا
وما هممُ الفَتى إلاَّ غُصُونٌ
تَكونُ لها مَطالِبُهُ ثِمارا
ألسْتَ ابنَ الذي هطلتْ يداهُ
ندى ً سرَفاً لمنْ نطقَ اختصارا
وأعطى الأفَ لمْ تُعْقَرْ بنَقْصٍ
وما غُنِّي ولا شَرِبَ العقارا
وأشْبَعَ جُودُهُ غَرْثى الأمانِي
وَرَوَّى بأسُهُ الأسَلَ الحِرارا
وقَادَ إلى الأعادِي كُلَّ جَيْشٍ
تَقُودُ إليْهِ رَهْبَتُهُ الدِّيارا
وَلَوْ قُلْتُ ابنُ مَحْمُودٍ كَفَتْنِي
صِفاتُ عُلاكَ فَضْلاً واشتِهارا
وهلْ يخفى علَى السَّارينَ نَهجٌ
إذا ما البَدْرُ في الأُفُقِ استنارا
مِنَ القَوْمِ الأولى جَادُوا سِرارا
وَعادَوْا كُلَّ مَنْ عادَوْا جِهارا
وما كتَمُوا الندى إلا ليَخْفى
ويأْبى الْغَيْثُ أنْ يَخْفى انْهِمارا
بُدُورُ الأرضِ ضاحية ً عليها
وأطيَبُ مَنْ ثوى فيها نُجارا
إذا ما زُلْزِلَتْ كانوا جِبالاً
وإنْ هِيَ أمْحَلَتْ كانوا بِحارا
وأنْتَ أشدُّهُمْ بَأساً وَأنْدا
هُمُ كفَّا وأكثرهمْ فخارا
وأوفاهمْ إذا عقدوا ذِماماً
وَأحْمَاهُمْ إذا حَامَوْا ذِمارا
وأمْرَعُهُمْ لِمُرْتَادٍ جَناباً
وأمنعهمْ لمطلُوبٍ جِوارا
لَقَدْ لَبِسَتْ بِكَ الدُّنْيَا جَمالاً
فلو كانتْ يداً كنتَ السِّوَارا
يُضِيءُ جَبِينُكَ الوَضَّاحُ فيها
إذا ما الرَّكْبُ في الظَّلْماءِ حارا
فما يدري أنارُ قِراكَ لاحَتْ
لهُ أمْ بَرقُ غيثكَ قد أنارا
تَمَلَّ أبا القِوامِ شَرِيفَ حَمْدٍ
رفعْتُ بهِ على الدُّنْيا مَنارا
ثناءٌ ما حَداهُ الفِكْرُ إلاّ
أقامَ بِكلِّ مَنْزِلَة ٍ وَسارا
إذا أُثْني بحمدَ قالَ قومٌ
بِحَقِّ الرَّوْضِ أنْ حَمِدَ القِطارا
غَفَرْتُ ذِنُوبَ هذا الدَّهْرِ لَمَّا
أصارَ إليَّ رُؤْيَتَكَ اعْتِذَارا
وردَّ ليَ الصِّبا بنداكَ حتّى
خلعتُ لديهِ في اللهوِ العِذارا

نــجــم
16-04-2011, 09:23 PM
لعمرُ أبي العَطاءِ لَئِنْ تولَّى

لعمرُ أبي العَطاءِ لَئِنْ تولَّى
لَنعْمَ مُعرَّجُ الرَّكبِ الطِّلاحِ
ونِعْمَ أبُو الضيوفِ إذا أطاحَتْ
بيوتَ الحيِّ عاصِفة ُ الرِّياحِ
ونعْمَ الموضِحُ العَمياءُ رأْياً
وقدْ كثُرَ التمادِي والتلاحِي
يعزُّ عليَّ أنْ أُهِدِي رِثائِي
إليكَ بغبِّ شكْرِي وامتداحِي
وكنتُ إذا أتيْتُكَ مُسْتَميحاً
لمكرُمة ٍ نزلْتَ على اقتراحِي
إذا ما خانَنِي دَمعٌ بَليدٌ
بكيتُ بأدْمُعِ الشِّعرِ الفِصاحِ
فَلا بَرِحتْ تَجودُكَ كُلَّ يَومٍ
مدامِعُ مزنة ً ذاتُ انسِفاحِ
تَرُوحُ بها فُرُوعُ الرَّوْضِ سكرى
تميدُ كأنَّما مُطرَتْ براحِ
إلى أن يغتدِي وكأنَّ فيهِ
مَخايِلَ مِنْ خلائِقكَ السِّجاح

نــجــم
16-04-2011, 09:23 PM
لنا كُلَّ يومٍ هناءٌ جديدُ

لنا كُلَّ يومٍ هناءٌ جديدُ
وَعِيدٌ مَحاسِنُهُ لا تَبِيدُ
وعيشٌ يرفُّ عليهِ النعيمُ
وجدٌّ تظافَرُ فيهِ السُّعودُ
وَدارٌ يُخَيِّمُ فِيها السَّماحُ
وبابٌ تلاقى عليهِ الوُفُودُ
ببرئِكَ يا شَرَفَ الدولة ِ اسـ
ـتَفادَ سَعادَتُه المُسْتَفِيدُ
لَقَدْ دَفعَ اللَّهُ لِلْمَجْدِ عَنْكَ
وأعطِيَ فيكَ النَّدى ما يُريدُ
فسُهِّلَ منْهُ الطِّلابُ العَسيرُ
وَقُرِّبَ مِنْهُ المَرامُ البَعيدُ
وَأشْرَقَ ذَاكَ الرَّجاءُ العَبُوسُ
ورُدَّ عَلْينا العَزاءُ الشَّرُودُ
فَأعْيادُنا مالَها مُشْبِهٌ
وأفْراحُنا ما عَلَيْها مَزِيدُ
وكيفَ يقوَّضُ عنّا السُّرورُ
وأنْتَ إذا ما انقضى العيدُ عيدُ
هنيئاً لأيامِ دهْرٍ نَمَتْكَ
ألا إنَّ ذا الدهرَ دهْرٌ سعيدُ
لَقَدْ طَرَّقَتْ بِكَ أمُّ العَلاءِ
بِيَوْمٍ لَهُ كُلُّ يَوْمٍ حَسُودُ
رجعت لياليه السُّودَ بيضاً
وأنْتَ على المجدِ تاجٌ عقيدُ
فعِشْ ما تشاءُ بهِ ضافياً
عَلَيْكَ مِنَ العِزِّ ظِلٌّ مَدِيدُ
فأنْزَرُ نَيْلِكَ فِيهِ العَلاءُ
وأيْسَرُ عُمْرِكَ فِيهِ الخُلُودُ
وقلْ لأبيكَ وُقي السُّوءَ فيكَ
كذا فلتُرَبِّ الشُّبُولَ الأُسُودُ
فلوْلاكَ أعجَزَ أهْلَ الزّمانِ
شبيهٌ لهُ في العُلى أوْ نديدُ
فبُقِّيتُما ما دَجا غيهَبٌ
وَما ابْيَضَّ صُبْحٌ وما اخضَرَّ عُودُ
وَلا أخْفَقَتْ فِيكَ هَذِي الظُّنونُ
ولا أخْلَفَتْ مِنْكَ هَذِي الوُعُودُ
ولي حرمة ٌ بكَ إنْ تَرْعَها
فَمِثْلُكِ تُرْعَى لَدَيْهِ العُهُودُ
بِأنِّيَ أوَّلُ مُثْنٍ عَلَيْكَ
وَأَوَّلُ مَنْ نَالَهُ مِنْكَ جُودُ

نــجــم
16-04-2011, 09:23 PM
لئنْ عدانِي زمانق عنْ لقائكُمُ

لئنْ عدانِي زمانق عنْ لقائكُمُ
لَما عَدانِيَ عَنْ تَذْكَارِ ما سَلَفا
وإنْ تَعَوَّضَ قَوْمٌ مِنْ أحِبَّتِهِمْ
فَما تَعَوَّضْتُ إلاَّ الوَجْدَ والأسَفَا
وَكيفَ يَصْرفُ قَلْباً عَنْ وِدادِكُمُ
من لا يرى منكُمْ بُدّاً إذا انصَرفَ
ما حَقُّ شوقِيَ أنْ يُثنى بلائمَة ٍ
ولا لدمعِيَ أنْ يُنهى إذا ذَرَفا
مَا وَجْدُ مَنْ فَارَقَ القَوْمَ الأْلَى ظَعَنُوا
كَوَجْدِ مَنْ فَارَقَ العَلْياءِ والشَّرَفا
لأُغْريَنَّ بذَمِّ البَيْنِ بعدَكمُ
وَكَيْفَ تَحْمَدُ نَفْسُ التَّالِفِ التَّلَفا
أمُرُّ بالرَّوْضِ فيهِ منكُمُ شبهٌ
فأغْتدِي بارئاً وأنْثَني دَنِفا
وَيَخْطِرُ الغَيْثُ مُنْهَلاًّ فيَشْغَفُنِي
أنِّي أرى فِيهِ مِنْ أخْلاقِكُمْ طَرَفا
أعْدَيْتُمُ يَا بَنِي عَمَّارَ كُلَّ يَدٍ
بالجودِ حتى كأنَّ البُخلَ ما عُرِفا
مَا كانَ يُعْرَفُ كَيْفَ العَدْلُ قَبْلَكُمُ
حتى ملكتُمْ فسِرْتُمْ سِيرَة َ الخُلَفا
ما أحْدَثَ الدَّهْرُ عِنْدِي بَعْدَ فُرْقَتِكُمْ
إلاّ وداداً كماءِ المُزْنِ إذْ رُشِفا
وَشُرَّداً مِنْ ثَناءٍ لا يُغِبُّكُمُ
مُضَمَّناً مُلَحَ الأَشعارِ والطُّرفَا
كالوردِ نشراً ولكنْ منْ سجيتهِ
أنْ لَيْسَ يَبْرَحُ غَضًّا كُلَّما قُطِفا
محامِدٌ ليسَ يُبْلي الدهرُ جدَّتَها
وكَيْفَ تَبْلَى وقَدْ أوْدَعْتُها الصُّحُفا
غُرٌّ إذا أنشِدتْ كادَتْ حلاوتُها
تُرْبِي القَصائدَ مِنْ أبكارِها نُتَفا
يَغْنى بِها المَجْدُ عَنْ عَدْلٍ عَلَيَّ وَمَنْ
يَبْغِي الشُّهُودَ عَلَى مَنْ جاءَ مُعْتَرِفا
ما أنْتُمُ بِالنَّدَى إذْ كانَ دِينَكُمُ
أشَدُّ مِنِّي ـ عَلى بُعْدِي ـ بِكُمْ شَغَفا
مَنْ راكِبٌ وَاصِفٌ شَوْقِي إلى مَلكٍ
لا يخَجلُ الرَّوضُ إلا كُلَّما وُصِفا
يُثنِي بحمدِ جلالِ المُلكِ عن نعمٍ
عندِي بما رَقَّ مِنْ شُكْرِي لَهُ وَصَفا
قلْ للهُمامِ رَعى الآمالَ بعدَكُمُ
قومٌ فرُحْتُ أسُوقُ العُرَّ والعُجُفا
إنْ كانَ يَخْشُنُ لِلأعْداءِ جانِبُهُ
فَقَدْ يَلِينُ لِراجِي سَيْبِهِ كَنَفا
حاشا لمنْ حكَّمَتْ نعماكَ همَّتَهُ
ألاَّ يَبِيتَ مِنَ الأيَّامِ مُنْتَصِفا
كمْ عزمَة ٍ لَكَ في العَلْياءِ سابِقَة ٍ
إذا جَرى الدهرُ في ميدانِها وقفا
وبلدة ٍ قد حماها منكَ ربُّ وَغى ً
لا تَسْتَقِيلُ الرَّدَى مِنهُ إذا دَلَفا
إنْ أقلَقَ الخطْبُ كانتْ معقلاً حرَماً
أوْ طَبَّقَ المَحلُ كانَتْ روضَة ً أُنُفا
إنَّ النعيمَ لباسٌ خوِّلَتْهُ بكُمْ
فَدامَ مِنْكُمْ علَى أيَّامِها وصَنفَا
إنْ كُنْتَ غادَرْتَ فِي دُنْياكَ مِنْ شَرَفٍ
فَزادَكَ اللَّهُ مِنْ إحْسانِهِ شَرَفا

نــجــم
16-04-2011, 09:24 PM
لقَدْ جاوزْتَ فِيكَ مِقدارَها

لقَدْ جاوزْتَ فِيكَ مِقدارَها
خُطُوبٌ قضتْ منكَ أوطارَها
وكيفَ ترَقَّتْ إلى مُهجَة ٍ
يودُّ الرَّدى لوْ غدا جارها
سمَتْ هِمَّة ُ الخَطْبِ حتَّى إليكَ
لقدْ عظَّمَ الدَّهْرُ أخطارَها
ومنْ ذا الذي يأمنُ النائباتِ
وقد أنشبتْ فيكَ أظْفارَها
سَماحُكَ أثكلَها صَرْفَها
فجاءَتْكَ طالبة ً ثارَها
ستبكيكَ ما عُمرَتْ دولة ٌ
دعتْكَ المكارِمُ مُختارَها
فمنْ لِحماها إذا ما العدُ
وُّ أمَّتْ كتائبُهُ دارَها
ومَنْ يشهدُ الحرْبَ غيرُ الجَبانِ
إذَا الخَوْفُ غَيَّبَ أنصارَها
وَمَنْ يجعَلُ السَّيفَ مِنْ دُونِها
حِجاباً يُميطُ بهِ عارَها
ومَنْ ذا يُكَثِّرُ حُسّادَها
ومَنْ ذا يُقَلِّلُ أنظارها
ومنْ للأمورِ إذا أورِدتْ
فلمْ يملِكِ القومُ إصدارَها
ومنْ ذا يطيلُ قِراعَ الخُطُو
بِ حتّى يقَصِّرَ أعمارَها
سقى اللهُ في كلِّ يومٍ ثراكَ
حياءَ السَّماءِ وأمْطارَها
تولّى كما أقْلَعَتْ ديمة ٌ
وأوْدَعَتِ الأرْضَ آثارَها
مَضتْ واقتضَتْ شُكرَ آلائِها
نَسيمَ الرِّياض ونُوّارَها
خلائقُ إن بانَ منها العِيانُ
رَوتْنا الصَّنائعُ أخبارَها
أرى كُلَّ يومٍ مِنَ الحادِثاتِ
لنا وَقْعة ً نَصطلي نارَها
فيا ليتَ شِعرِي ـ وما نفعُ لَيتَ ـ
متى تضعُ الحربُ أوزارَها
وحتّامَ ذِمَّة ُ هذِي الجُسُو
مِ لا يرهَبُ الموتُ إخفارَها
تُفِيتُ المقادِيرُ أرواحَها
وتُبْلِي على الدهْرِ أبشارها
هربْنَا بأنفُسِنا والقَضا
ءُ يسبِقُ بالمَشْيِ إحضارَها
وما اعترفتْ أنفسٌ بالحما
مِ لَوْ كانَ يَقْبلُ إنكارَها
إذا أقبلَتْ بِالفَتى عِيشة ٌ
توقعَ بالموتِ إدبارَها
وكيفَ يحاوِلُ صَفْوَ الحَيا
ة ِ مَنْ لَيسَ يُمنحَ أكدارَها
وما عُمرُ مَنْ أدرَكَتْهُ الوَفا
ة ُ إلاّ كمرحلَة ٍ سارَها

نــجــم
16-04-2011, 09:24 PM
لكَ الخيرُ قدْ أنْحى علَيَّ زماني

لكَ الخيرُ قدْ أنْحى علَيَّ زماني
ومالي بِما يأْتي الزمانُ يَدانِ
كأنَّ صروفَ الدهرِ ليسَ يَعُدُّهَا
صروفاً إذا مكروهنَّ عدانِي
ولَوْ أنَّ غيرَ الدَّهرِ بالجَوْرِ قادَنِي
جمحْتُ ولكنْ في يديهِ عنانِي
مُنِيتُ بِبيْعِ الشِّعْرِ مِنْ كُلِّ بَاخِلٍ
بخُلْفِ مَواعِيدٍ وَزُورِ أمانِي
وَمَنْ لِي بأنْ يُبْتاعَ مِنِّي وَإنَّما
أُقِيمُ لماءِ الوجهِ سُوقَ هوانِ
إذا رُمتُ أنْ ألقى بهِ القومَ لم يزلْ
حيائِي ومَسُّ العدْمِ يقتتلانِ
أخافُ سُؤَالَ الباخِلينَ كأنَّنِي
مُلاقي الوَغى كُرْهاً بقلبِ جبانِ
قعدتُ بمجرى الحادِثاتِ مُعرَّضاً
لأسْبِابِها ما شِئْنَ فِيَّ أتانِي
مُصاحِبَ أيَّامٍ تَجُرُّ ذُيُولَها
عليَّ بأنواعٍ من الحَدَثانِ
أرى الرِّزْقَ أمَّا العَزْمُ مني فَمُوشِكٌ
إلَيْهِ وأمَّا الحَظُّ عَنْهُ فَوانِ
وهلْ ينفَعَنِّي أنَّ عزميَ مُطلقٌ
وَحَظِّي مَتى رُمْتُ المَطَالِبَ عانِ
وَما زَالَ شُؤْمُ الجَدّ مِنْ كُلِّ طَالِبٍ
كَفِيلاً بِبُعْدِ المَطْلبِ المُتَدانِي
وقد يُحرَمُ الجلْدُ الحريصُ مرامَهُ
ويُعْطَى مُناهُ العاجِزُ المُتَوانِي
وَمَنْ أنكَدِ الأحْدَاثِ عِنْدِي أنَّنِي
عَلى نَكَدِ الأحْدَاثِ غَيْرُ مُعانِ
فها أنَا متروكٌ وكلَّ عظيمة ٍ
أُقارِعُها شأنَ الخُطوبِ وشانِي
فَعَثْراً لِدَهْرٍ لا تَرى فِيهِ قَائِلاً
لعَاً، لفَتى ً زلَّتْ بهِ القدمانِ
فهلْ أنتَ مُولٍ نِعْمة ً فمُبادِرٌ
إليَّ وقدْ ألقى الردى بجِرانِ
وحطَّ عليَّ الدهرُ أثقالَ لؤْمِهِ
وتلْكَ التي يعيَا بها الثقلانِ
ومستخلِصي من قبضَة ِ الفقرِ بعدمَا
تَمَلَّكَ رِقِّي ذُلُّهُ وَحَوانِي
وَجاعِلُ حَمْدِي مَا بَقِيتُ مُخلَّداً
عليكَ وما أرسَتْ هِضابُ أبانِ
إذاً تَقْتَنِي شُكْر کمْرِىء ٍ غيرِ هَادِمٍ
بكُفْرِ الأيادي ما ارتياحُكَ بانِ
فَمِثْلُكَ أُنسَ الدَّوْلَة ِ آنتاشَ هالِكاً
أخيذَ مُلماتٍ أسيرَ زمانِ
وغادرَ مَنْ يَخشى الزَّمانَ كأنَّما
يلاقيهِ مِنْ معروفهِ بأمَانِ

نــجــم
16-04-2011, 09:24 PM
ما طَلَعَتْ شَمْسٌ مِنَ المَغْرِبِ

ما طَلَعَتْ شَمْسٌ مِنَ المَغْرِبِ
قبلَكَ في أُفْقٍ ولا مَوْكِبِ
ولا سَمَتْ همَّة ُ ذي همَّة ٍ
حتى استوَتْ في ذُرْوَة ِ الكوكَبِ
هانَ الذي عزَّ ونِلْتَ الذي
حاولْتَهُ منْ دركِ المطلَبِ
فَکسْعَدْ وَبُشْراكَ بِها عِزَّة ً
مَتى تَرُمْ صَهْوَتَها تَرْكَبِ
مُمَلأً بالعزِّ سامشي العُلى
مُهنَّأً بالظَّفَرِ الأقْرَبِ
ما الفَخْرُ فَخْرَ المُلْكِ إلاّ الَّذِي
شِدْتَ بطِيبِ الفِعْلِ والمَنْصِبِ
فَاليَوْمَ أدْرَكْتَ المُنَى غالياً
ولَيْسَ غَيْرُ اللَّيْثِ بالأغْلَبِ
فالنَّصْرُ كُلُّ النَّصْرِ في سيفِكَ الـ
ـباتِكِ أوْ فِي عَزْمِكَ المقْضَبِ
فِي عِزِّكَ الأقْعَسِ أوْ هَمِّكَ کلْـ
ـأشْرَفِ أوْ فِي رَأْيِكَ الأنْجَبِ
يَا كاشِفاً لِلْخَطْبِ يا راشِفاً
لِلعذْبِ منْ ثغْرِ العُلى الأَشْنَبِ

نــجــم
16-04-2011, 09:24 PM
مَحا الدَّهْرُ آثارَ الْكِرامِ فَلَمْ يَدَعْ

مَحا الدَّهْرُ آثارَ الْكِرامِ فَلَمْ يَدَعْ
منَ البأْسِ والمعروفِ غيرَ رُسُومِ
وأصبحْتُ أستجدِي البخيلَ نوالَهُ
وأحْمَدُ فِي اللَّزْباتِ كُلَّ ذَمِيمِ
سِوى أنَّ مِنْ آلِ الزَّرافِيِّ مَعْشراً
وفَوْ ليَ لما خانَ كُلُّ حميمِ
هُمُ جَبَرُوا عظْمِي الكَسيرَ ولاءَمُوا
علَى طُولِ صَدْعِ النّائِباتِ أديمي
متى خِفْتُ حالاً حالَ بينِي وبينَها
تخاطُرُهُمْ منْ بُزَّلٍ وقُرُومِ
وَإنَّكَ مِنْهُمْ يا عَلِيٌّ لَناصِرِي
عَلى كُلِّ خَطْبٍ لِلزَّمانِ عَظِيمِ

نــجــم
16-04-2011, 09:24 PM
مَنْ كانَ مِثْلَ أبِي عَليٍّ فَلْيَنَلْ

مَنْ كانَ مِثْلَ أبِي عَليٍّ فَلْيَنَلْ
أفُقَ السَّماءِ بِهمَّة ٍ لَمْ تُخْفَضِ
أغْنى وقدْ أبْدى الندى وأعادَهُ
عَنْ أنْ أقُولَ لَهُ أطَلْتَ فأعْرِضِ
ما كانَ فِيما نِلْتُ مِنْهُ بِواعِدٍ
فأقُولَ إنَّ الوَعْدَ غَيْرُ مُمَرِّضِ
سبقَتْ مواهبُهُ الوُعُودَ ورُبَّما
جادَ السَّحابُ وبَرْقُهُ لَمْ يُومِضِ
وقَفَ الحُسَيْنُ علَى السَّماحِ غَرامَهُ
ليسَ المُحِبُّ عنِ الحَبيبِ بمُعْرِضِ
كَشّافُ كُلِّ عَظِيمَة ٍ إنْ تَدْعُهُ
لا تَدْعُهُ للخَطْبِ ما لمْ يُرْمِضِ
وإذَا أرَدْتَ إلى الحُسَيْنِ صَنِيعَة ً
فَکعْرِضْ لِفَضْلِ نَوالِهِ وتَعرَّضِ
إنَّ السُّؤالَ لواقِعٌ منْهُ بمَنْـ
ـزِلة ِ النَّوالِ منَ المُقِلِّ المُنْفِضِ
وَلَهُ إذا وعَدَ الجَمِيلَ مكارِمٌ
لا يَقْتَضِيهِ بِغَيرِهنَّ المُقْتَضِي
مَحْضُ العَلاءِ صَرِيحُهُ فِي أُسْرَة ٍ
جُمحيَّة ِ النَّسَبِ الصَّريحِ الأمْحَضِ
ضَرَبَ الحِمامُ عَلَيْهِمُ فَتَقَوَّضْوا
وبِناءُ ذَاكَ المَجْدِ لَمْ يَتَقَوَّضِ
قومٌ لهُمْ شرَفُ الحَطِيمِ ومُبْتَنى الـ
ـعِزِّ المُشَيَّدِ في البِطاحِ الأعْرَضِ
يُحْيي الثَّنا مَوْتى الكِرامِ ورُبَّما
ماتَ اللَّئِيمُ ورُوحُهُ لمْ تُقْبَضِ
ما ذا تَقُولُ لِمَنْ أتاكَ مُصَرِّحاً
نِعَمٌ تعرَّضُها لِكُلِّ مُعَرِّضِ
قدْ كانَ خَيَّمَ صَرْفُ كُلِّ مُلِمَّة ٍ
عندِي فقالَ لُه سَماحُكَ قوِّضِ
ولحَظْتَنِي فعرَفْتَ موضِعَ خلَّتِي
نظَرَ الطَّبيبِ إلى العَليلِ المُمْرَضِ
ونَظَرْتَ مِنْ تَحْتِ الخُمُولِ تَطَلُّعِي
كَالماءِ بُرْقِعَ وَجْهُهُ بِالعَرْمَضِ
لمّا رأَيْتَ الدَّهْرَ يَقْصُرُ هِمَّتِي
عنْ غاية ِ الأمَلِ البَعِيدِ المَرْكَضِ
أنْهَضُتَنِي والسَّهْمُ لَيْسَ بِصائِبٍ
غَرَضاً إذا الرَّامِي بهِ لَمْ يُنْبِضِ
والعَضْبُ ليْسَ ببَيِّنٍ تأْثِيرهُ
والأثرُ حتّى ينتَضِيهِ المُنتَضِي
وعَلَيْكَ حَقٌّ رَفْعُ ما أسَّسْتَهُ
فِي مَذْهَبِ الكَرَمِ الَّذِي لَمْ يُرْفَضِ
لا يَمْنَعَنَّكَ مِنْ يَدٍ والَيْتَها
أنِّي بشكْرِ صنيعِها لمْ أنهضِ
إنَّ الغمامَ إذا ترادَفَ وابلُهُ
أبْقى أنيقَ الروضِ غير مروَّضِ
وَلَئِنْ بَقِيتُ لَتَسْمعَنَّ غَرائِباً
يَقْضِي الزَّمانَ وفَضْلُها لمْ يَنْقَضِ
يظْمَا إليْها المُنْعِمُونَ فمنْ يرِدْ
يَرِدِ الثَّناءَ العَذْبَ غْيَر مُبَرَّضِ
هذا ولست ببالغ بعضَ الذي
أوليت مالُبِسَ الظلامُ وما نُضي
أقْرَضْتَنِي حُسْنَ الصَّنِيعِ تَبَرُّعاً
والقَرْضِ أفْضَلُ مِنْ جَزاءِ المُقْرِضِ
فَاعْذُرْ إذا ما الدَّهْرُ أخْمَدَ فِكْرَتِي
أيُّ لكِرَامِ بِدَهْرِهِ لَمْ يَغْرَضِ
جاءَتْكَ تُنْذِرُ بِالتَّوالِي بَعْدَها
كالفجْرِ في صدْرِ الصباحِ الأبْيَضِ
أبِنِي أبي العيشِ الأكارِمَ إنَّنِي
لولاكمُ لرَضِيتُ ما لمْ أرْتَضِ
ما زِلْتُ أعْتَرِضُ المَوارِدَ قامِحاً
حتّى وَصَلْتُ إلى البُحُوره الفُيَّضِ

نــجــم
16-04-2011, 09:24 PM
نفضْتُ يدِي مِن الآمالِ لمّا

نفضْتُ يدِي مِن الآمالِ لمّا
رأَيْتُ زمامَها بيَدِ القَضاءُ
وما تنفَكُّ معرِفَتِي بحظي
تُرِيني اليأسَ في نفْسِ الرَّجاءُ

نــجــم
16-04-2011, 09:25 PM
هَبُوا طيفَكُمْ أعْدى علَى النِّأْي مَسراهُ

هَبُوا طيفَكُمْ أعْدى علَى النِّأْي مَسراهُ
فَمنُ لِمَشُوقٍ أنْ يُهَوِّمَ جَفْناهُ
وهلْ يهتدِي طيفُ الخيالِ لناحِلٍ
إذا السُّقْمُ عنْ لحظِ العوائِدِ أخْفاهُ
غِنى ً في يَدِ الأحلامِ لا أستفيدهُ
ودَيْنٌ عَلى الأيَّامِ لا أتقاضاهُ
وَما كُلُّ مَسْلُوبِ الرُّقادِ مُعادُهُ
وَلا كُلُّ مَأْسُورِ الفُؤَادِ مُفاداهُ
يَرى الصَّبْرَ مَحْمودَ العَواقِبِ مَعْشَرٌ
وَما كُلُّ صَبْرٍ يَحْمَدُ المَرْءِ عُقْباهُ
ليَ اللهُ مِنْ قَلْبٍ يُجَنُّ جُنُونُهُ
مَتى لاحَ بَرْقٌ بِالقَرِينَيْنِ مَهْواهُ
أحِنُّ إذا هَبَّتْ صَباً مُطْمَئِنَّة ٌ
حَنِينَ رذايا الرَّكْبِ أوْشَك مَغْدَاهُ
خَوامِسَ حَلاّها عَنِ الوَرْدِ مَطْلَبٌ
بعيدٌ على البُزْلِ المصاعِيبِ مرْماهُ
هوى ً كلَّما عادَتْ مِنَ الشَّرْقِ نَفْحَة ٌ
أعادَ لِيَ الشَّوْقَ الَّذِي كانَ أبْداهُ
وما شَغَفِي بالرِّيحِ إلاّ لأنَّها
تَمُرُّ بِحَيٍّ دُونَ رامَة َ مَثْواهُ
أُحِبُّ ثَرى الوادِي الَّذِي بانَ أهْلُهُ
وأصْبوا إلى الرَّبْعِ الَّذِي مَحَّ مَغْناهُ
فَما وَجَد النِّضْوُ الطَّلِيحُ بِمَنْزِلٍ
رَأى وِرْدَهُ فِي ساحَتَيْهِ وَمَرْعاهُ
كَوَجْدِي بِأطْلالِ الدِّيارِ وَإنْ مَضى
علَى رسْمِها كَرُّ العُصُورِ فأبْلاهُ
دوارِسَ عفّاها النَّحُولُ كأَنَّما
وَجَدْنَ بِكُمْ بَعْدَ النَّوَى ما وَجَدْناهُ
ألا حبَّا عْدُ الكَثِيبِ وناعِمٌ
مِنَ العَيْشِ مجرورُ الذُّيولِ لبِسْناهُ
لَيَالِيَ عاطَتْنا الصَّبابَة ُ دَرَّها
فلمْ يبقَ منْها منهَلٌ ما وَردْناهُ
وللَّهِ وادٍ دُونَ مَيْثاءٍ حاجِرٍ
تَصِحُّ إذا اعْتَلَّ النَّسِيمُ خُزاماهُ
أُناشِدُ أرْواحَ العَشِيّاتِ كُلَّما
نَسَبْنَ إلى رَيّا الأحبَّة ِ ريّاهُ
أناشَتْ عَرارَ الرَّمْلِ أمْ صافَحَتْ ثَرى
أغَذَّ بهِ ذَاكَ الفَرِيقُ مَطاياهُ
خَلِيلَيَّ قَدْ هَبَّ اشْتِياقِي هُبُوبُها
حُسُوماً فهلْ مِنْ زَوْرَة ٍ تتلافاهُ
أعِينا عَلَى وَجْدي فليسَ بنافِعِ
إخاؤُكما خِلاًّ إذا لَمْ تُعِيناهُ
أما سُبَّة ٌ أنْ تَخْذُلا ذَا صَبَابة ٍ
دَعا وَجْدَهُ الشَّوْقُ القَدِيمْ فَلَبَّاهُ
وأكَمَدُ محزُونٍ وأوْجَعُ مُمْرَضٍ
مِنَ الوجدِ شاكٍ ليسَ تُسْمَعُ شَكْواهُ
شَرى لُبُّهُ خَيْلُ السَّقامِ وبَاعَهُ
وَأرْخَصَهُ سَوْمُ الغَرامِ وأغْلاهُ
وبالجِزْعِ حيٌّ كلَّما عنَّ ذِكْرُهُمْ
أماتَ الهوى منِّي فُؤاداً وأحْياهُ
تَمَنَّيْتُهُمْ بِالرَّقْمَتَيْنِ وَدارُهُمْ
بِوادِي الغَضَا يا بُعْدَ ما أتمَنَّاهُ
سَقَى الوابِلُ الرّبْعِيُّ ماحِلَ رَبْعِكُمْ
وَرَوَاحَهُ ما شاءَ رَوْحٌ وَغاداهُ
وجَرَّ عليهِ ذيلَهُ كُلُّ ماطِرٍ
إذا ما مَشَى فِي عَاطِلِ التُّرْبِ حَلاّهُ
وَما كنْتُ لَوْلا أنَّ دَمْعِي مِنْ دَمٍ
لأحمِلَ منّا للسحابِ بسُقياهُ
على أنَّ فخرَ المُلْكِ للأرضِ كافِلٌ
بِفَيْض نَدى ً لا يَبْلُغُ القَطْرُ شَرْوَاهُ
بصُرْتُ بأمّاتِ الحَيا فظننتُها
أنامِلَهُ إنَّ السَّحائِبَ أشْباهُ
أخُو الحزْمِ ما فاجاهُ خطبٌ فكادَهُ
وذُو العزمِ ما عانهُ أمرٌ فعنّاهُ
وَساعٍ إلى غاياتِ كُلِّ خَفِيَّة ٍ
مِنَ المَجْدِ ما جاراهُ خَلْقٌ فَباراهُ
بهِ رُدَّ نحوِي فائتُ الحَظِّ راغِماً
وأسْخَطَ فِيَّ الدَّهْرُ مَنْ كَانَ أرْضاهُ
تَحامَتْنِي الأيَّامُ عِنْدَ لِقائهِ
كأنِّي فِيها بأسُهُ وَهْيَ أعْداهُ
إليكَ رحلْتُ العِيسَ تَنْقُلُ وقرَها
ثناءً وللأعلى يجهَّزُ أعلاهُ
وَلا عُذْرَ لِي إنْ رابَنِي الدَّهْرُ بَعْدَما
تَوخَّتْكَ بِي يا خَيْرَ مَنْ تَتَوَخّاهُ
وَرَكْبٍ أماطُوا الهَمَّ عَنْهُمْ بهِمَّة ٍ
سَواءٌ بها أقْصى المَرامِ وأدْناهُ
قطعتُ بهمْ عرْضَ الفلاة ِ وطالَما
رمى مقتَلَ البيداء عزمِي فأصْماهُ
وَسَيْرٍ كإيماضِ البُرُوقِ ومَطْلَبٍ
لبِسْنا الدُّجى منْ دُونِهِ وخلَعْناهُ
إلى المَلِكِ الجَعْدِ الجزِيلِ عطاؤُهُ
إلى القَمَرِ السَّعْدِ الجَمِيلِ مُحَيّاهُ
إلى رَبْعِ عمّارِ بنِ عمارٍ الذي
تكفَّلَ أرْزاقَ العُفاة ِ بجدواهُ
ولَمّا بَلَغْناهُ بَلَغْنا بهِ المُنى
وشِيكاً وأعطَيْنا الغِنى منْ عطاياهُ
فتى ً لمْ نَمِلْ يوماً برُكْنِ سماحِهِ
على حَدَثانِ الدَّهرِ إلا هدمْناهُ
مِنَ القَوْمِ ياما أمْنَع الجارَ بَيْنَهُمْ
وَأحْلى مَذاقَ العَيْشِ فِيهِمْ وَأمْراهُ
وأصْفى حياة ً عندهُمْ وأرقَّها
وأبرَدَ ظِلاً في ذَراهُمْ وأنداهُ
أغَرُّ صبيحٌ عرضُهُ وجبينُهُ
كأنَّهُما أفْعالُهُ وَسَجاياهُ
لكَ اللهُ ما أغراكَ بالجودِ همَّة ً
سرُوراً بما تحبُو كأنَّكَ تُحباهُ
دعوْنا رَقُدَ الحظَّ باسمِكَ دعْوة ً
فَهَبَّ كأنَّا منْ عِقالٍ نَشَطْناهُ
وجُدْتَ فأثْنَيْنا بحمدِكَ إنَّهُ
ذمامٌ بحُكْمِ المَكْرُماتِ قضَيْناهُ
مَكارِمُ أدَّبْنَ الزَّمانَ فَقَدْ غَدا
بِها مُقْلِعاً عَمّا جَنَى وَتَجَنّاهُ
أيامَنْ أذالَ الدَّهْرُ حَمْدِي فَصانَهُ
وقلَّصَ ظِلَّ العَيْشِ غنِّي فأضفاهُِ
وعلَّمنِي كَيْفَ المطالِبُ جُودُهُ
وما كنْتُ أدرِي المطالِبُ لَولاهُ
لأنْتَ الَّذِي أغْنَيْتَنِي وَحَمَيْتَنِي
لَيالِيَ لا مالٌ لَدَيَّ وَلا جاهُ
أنلتَنِيَ القدرَ الذي كنتُ أرتجِي
وأمَّنَتنِي الخَطْبَ الَّذِي كُنْتُ أخْشاهُ
وأمضَيْتَ عضْباً منْ لسانِيَ بَعدما
عمرْتُ وحداهُ سواءُ وصَفحاهُ
وسرْبَلَتْنِي بالبِرِّ حتّى تركتْتنِي
بِحَيْثُ يَرانِي الدَّهْرُ كُفْؤاً وَإيّاهُ
فدُونَكَ ذا الحمدَ الذي جلَّ لفظُهُ
ودقَّ على الإفهامِ في الفضلِ معناهُ
فَلا طُلَّ إلاّ مِنْ حَبائِكَ رَوْضُهُ
ولا باتَ إلاّ في فِنائِكَ مَأْواهُ

نــجــم
16-04-2011, 09:25 PM
ويَعْتادُنِي ذِكْراكَ في كُلِّ حالَة

ويَعْتادُنِي ذِكْراكَ في كُلِّ حالَة ٍ
فتشتفُّنِي حتى تُهيّجَ وسواسِي
وأشْتاقُكُمْ واليأْسُ بينَ جوانِحِي
وأبرَحُ شوقٍ ما أقامَ معَ الياسِ
ولولا الردى ما كانَ بالعيشِ وصمة ٌ
ولولا النَّوى ما كانَ بالحبِّ منْ باسِ

نــجــم
16-04-2011, 09:25 PM
وَتَعْذِلُني القَوافِي فِيكَ طَوْراً

وَتَعْذِلُني القَوافِي فِيكَ طَوْراً
لأهْلِ المَنِّ فلْيكُنِ الشّكُورُ
وأحْمَدُ حُسْنَ رَأيِكَ فِيَّ حَمْداً
يَدُومُ إذا تطَاوَحَتِ الدُّهُورُ
وَإنْ تَكُ مُسْتَقِلاً ما أتاني
فمثلُكَ يُسْتقلُّ لَهُ الكَثيرُ
وأذْكى ما يكونُ الرَّوضُ نشراً
إذا ما صابَهُ القطْرُ اليَسيرُ
ولا وأَبي العُلى ما قلَّ نَيلٌ
بنيلِ أقلِّهِ غنيَ الفقيرُ
وَلا فَوْقَ الغِنَى جُودٌ فَحَسْبِي
كَفى بالمَحْلِ عارِضُك المَطِيرُ
وَلا عِنْدِي مَكانٌ لِلْعطايا
فَقُلْ لِلسَّيْلِ قَدْ طَفَحَ الغَدِيرُ
فِداؤُكَ مَعشرٌ سُئِلُوا فأجدوا
فإنكَ غيرَ مسئولٍ تمِيرُ
فكيفَ بأمة ٍ لؤُوموا وذَلُّوا
فلا خلْقٌ يجودُ ولا يُجيرُ
رَأيْتُكَ حاضِراً في حالِ غَيْبٍ
وَبعْضُ القَوْمِ كالغَيَبِ الحُضُورُ
لَقَدْ سُدَّتْ مَوارِدُ كُلِّ خَيْرٍ
وَساحَ بِكَفِّكَ الكَرَمُ الغَزِيرُ
على رُغْمِ الزَّمانِ أجَرْتَ منْهُ
وَقَدْ قَلَّ المُمَانِعُ والمُجِيرُ
تخطَّى النّائباتِ إليَّ جُودٌ
كَما فاجاكَ في الظَّلْماءِ نُورُ
تخِذْتَ بهِ يداً عندَ القوافِي
يَقُوم بشكْرِها الفِكرُ المُنيرُ
وأيْنَ الشُّكْرُ مِمّا خوَّلَتْهُ
جَهِلْتُ ورُبَّما جَهِلَ الخَبِيرُ
سَماحٌ رَدَّ رُوحاً في الأمانِي
ومعْرُوفٌ بهِ جُبِرَ الكَسيرُ
وشعرٌ لوْ يكونُ الشِّعْرُ غيثاً
لَباتَ وَنَوْؤُهُ الشِّعْرى العَبُورُ
معانٍ تحتَ ألفاظٍ حسانٍ
كما اجْتَمعَ القلائِدُ والنُّحُورُ
يُخيَّلُ لي لعجزِي عنهُ أنِّي
بما أولَيْتَ منْ حسَنٍ كَفُورُ
وتعذِلُنِي القوافِي فيكَ طَوراً
وطَوْراً فِيكَ لي مِنْها عَذِيرُ
وأعْلَمُ أنَّ طَوْلَكَ لا يُجازى
وهل تُجزى على الدُّرِّ البُحورُ
وَتَسْمُو هِمَّتِي فإخالُ أنِّي
على ما لَسْتُ واجِدَهُ قدِيرُ
أُعَلِّلُها بِمَدْحِكَ كُلَّ يَوْمٍ
وما تعْلِيلُها إلاّ غُرُورُ
أمثلُكَ مُنعِماً يُجْزى بشكرٍ
لقدْ ألقتْ مقالِدها الأُمورُ
وما العنقاءُ بالمكذُوبِ عنْها
حديثٌ بعدَ ما زعَمَ الضَّمِيرُ
ولا الحَسَنُ بنُ أحمدَ بعدَ ذا فِي
أمانٍ أن يكونَ لَهُ نَظيرُ
أغرُّ مهذَّبٌ حَسباً وفِعْلاً
يخفُّ لذكِرِهِ الأملُ الوَقُورُ
بنى لبَنِي أبي العيْشِ المَعالِي
فتًى يحلُو بهِ العيشُ المَرِيرُ
أناسٌ لا يزالُ لمُجْتَدِيهمْ
عليهمْ مِنْ مكارِمِهمْ ظَهيرُ
هُمُ انتُحبُوا مِن الحسبِ المُزكّى
كما قُدَّتْ مِن الأدَمِ السُّيُورُ
وَهُمْ فكُّوا مِن الإخفاقِ ظَنِّي
بطولِهمُ كما فُكَّ الأسيرُ
وقامَ بِنصرِ آمالي نداهُمْ
ألا إنَّ النَّدى نِعْمَ النَّصِيرُ
فإنْ لم أحْبُهُمْ وُدِّي وَحَمْدِي
فَلا طَرَدَ الهُمُومَ بِيَ السُّرُورُ
وَقُلْتُ شَبِيهُ جُودِهُم الغَوادِي
إذا هطلَتْ ومثلهُمُ البُدُورُ

نــجــم
16-04-2011, 09:25 PM
يا ليتَ أنَّ يَدي شلَّتْ ولم يَرنِي

يا ليتَ أنَّ يَدي شلَّتْ ولم يَرنِي
خلقٌ أمدُّ إليهِ بالسؤالِ يدا
ولَيْتَ سُقْمِي الَّذِي في الحالِ مِنْ عَدَمِي
أحَلَّهُ الدَّهرُ مِنِّي الرُّوحَ والجسَدا
بلْ ليتَنِي لمْ أكنْ خلْقاً وإذْ قسَمَ الـ
ـحياة َ قاسِمُها لي قصَّرَ الأمدا
فالموتُ أروَحٌ مِنْ عَيشٍ مُنِيتُ بهِ
وَلَمْ يعِشْ مَن تقَضَّى عَيشُهُ نَكَدا

نــجــم
16-04-2011, 09:25 PM
يا مُفْلِتَ الظَّبْيَة ِ الغَنّاءِ مِنْ يَدِهِ
هَلاّ عَلِقْتَ بِها حُيِّيتَ مْقْتَنِصا
ذُقِ الملامَة َ محقوقاً فما ظَلَمْت
كأْسُ الندامَة ِ إنْ جُرِّعتها غُصَصا
قدْ أمْكنَتْكَ فَما بادرْتَ فُرْصَتَها
مَنْ شاوَر الْعَجْزَ لَمْ يَسْتَنْهِضِ الفُرَصا
وَقَدْ تَحاماكَ فيها حاذِقٌ دَرِبٌ
بِالصَّيْدِ لَوْلاكَ لَمْ يُحْجِمْ وَلا نَكَصا
إنَّ اللبيبَ إذا ما عنَّ مطلَبُهُ
أهْوى إليهِ ولم ينظُرْ بهِ الرُّخَصا

نــجــم
16-04-2011, 09:26 PM
يا مؤْذياً بالنار جسم محبهِ

يا مؤْذياً بالنار جسم محبهِ
نارُ الجوى أحْرى بأنْ تُؤْذِيهِ
ولحرِّها بردٌ على كبدِي إذا
أيقَنْتُ أنَّ تحَرُّقِي يرضِيهِ
عذِّبْ بها جَسَدِي فداكَ مُعذَّباً
واحْدَرْ على قَلْبِي فإنَّكَ فيهِ

نــجــم
16-04-2011, 09:26 PM
يا موقِدَ النارِ الذي لمْ يأْلُ في اسْـتخراج

يا موقِدَ النارِ الذي لمْ يأْلُ في اسْـ
ـتِخراجِ ماءِ الوردِ غايَة َ جهْدِهِ
أوَ ما تَرى القمَرَ المُحَرِّقَ ظالِماً
قلْبِي بنارٍ مِنْ جفاهُ وبُعدِهِ
انظُرْ إليهِ تضرَّجتْ وجناتُهُ
خجلاً وقَدْ عاتبْتُهُ في صَدِّهِ
إنْ تَخبُ نارُكَ فاقْتَبِسْ مِنْ مُهجتِي
أوْ يَفْنَ وَرْدُكَ فاقتَطِفْ مِنْ خَدِّهِ

نــجــم
16-04-2011, 09:26 PM
يا سَيِّدَ الحُكَّامِ هَلْ مِنْ وقْفَة ٍ

يا سَيِّدَ الحُكَّامِ هَلْ مِنْ وقْفَة ٍ
يَهْمِي عليَّ بِها سَحَابُ نَداكا
أمْ هَلْ يَعُودُ لِيَ الزَّمانُ بِعَطْفَة ٍ
يَثْنِي إليَّ بهَا عنانَ رِضاكا
هبْ ذا الرميَّ منَ الحوادثِ جُنَّة ً
ولذا الأسيرِ منَ الخُطوبِ فكاكا
قَدْ نالَ مِنِّي صَرْفُها مَا لَمْ تَنَلْ
يَوْم التُّلَيلِ مِنَ الَعُداة ِ ظُباكا
آلَيْتُ لا أبْغِي نَداكَ بِشافِعٍ
ما لي إليكَ وسيلة ٌ إلاّكا
غضباً لمجدِكَ أنْ تُخَوِّلَ نِعمة ً
فَتَكونَ فِيها مِنَّة ٌ لِسِواكا

نــجــم
16-04-2011, 09:26 PM
يا فَرْحَة َ البَيتِ العَتِيقِ إذا

يا فَرْحَة َ البَيتِ العَتِيقِ إذا
ما قِيلَ هذا أحْمَدُ بْنُ عَلِي
وافاهُ خيْرُ مُعرِّسٍ وثَنى
عَنْهُ الأزِمَّة َ خَيْرُ مُحْتَمِلِ
فكأنَّنشي بالعِيسِ قافِلة ً
بِأبَرِّ نَزّالٍ ومُرْتَحِلِ
سِرْ فِي ضَمانِ اللَّهِ مُكتَنَفاً
حتّى تَعودَ مُبَلَّغَ الأمَلِ
فَلَكَمْ حَجَجْتَ بِما تُنَوِّلُهُ
وأرحْتَ أيْدِي الخيلأِ والإبلِ
لوْ كانَ يَغْنى عنْ تَيَمُّمِهِ
أحَدٌ غَنِيتَ بِصالِحِ العَمَلِ

نــجــم
16-04-2011, 09:27 PM
يا نَسِيمَ الصَّبا الوَلُوعَ بوجْدِي

يا نَسِيمَ الصَّبا الوَلُوعَ بوجْدِي
حبّذا أنتَ لو مررْتَ بنجدِ
أجرِ ذكرِي نعمْتَ وأنعَتْ غرامِي
بالحِمى ولتَكُنْ يداً لكَ عندِي
وَلَقَدْ رابَني شَذاكَ فَبِکللّـ
ـهِ متى عهْدُهُ بأطْلالِ هنْدِ
إنْ يكُنْ عَرْفُها امتَطاكَ إليناَ
فَلَقَدْ زُرْتَنا بِأَسْعَدِ سَعْدِ
أَهْدِ ليِ نَفْحَة ً تَضَمَّنُ رَيّاً
ها بما شئتَ من عرارِ ورندِ
وربمَّا نهلة ٍ سُقِيتُ بفيها
فَكَفَتْنِي مَعَ الصَّدى كُلَّ وِرْدِ
وَغَرِيمٍ مِن کلْهُمُومِ کقْتَضانيِ
دَلَجَ العيسِ بينَ وجدٍ ووخْدِ
مُطْلِقاتٍ أعنَّة َ الشُّكْرِ مِنْ كُـ
ـلِّ لسانٍ حتّى يعيدَ ويُبْدِي

نــجــم
16-04-2011, 09:27 PM
يا قَبْرُ ما لِلْمَجْدِ عِنْدَكَ فَاحْتَفِظْ

يا قَبْرُ ما لِلْمَجْدِ عِنْدَكَ فَاحْتَفِظْ
بمهنَّدٍ ما كُنْتَ منْ أغمادِهِ
تَشْتاقُ مِنْهُ العَيْنُ مِثْلَ سَوادِها
ويَضُمُّ مِنْهُ الصَّدْرُ مِثْلَ فُؤادِهِ

نــجــم
16-04-2011, 09:27 PM
يابْنَ مَنْ شادَ المَعالِي جُودُهُ

يابْنَ مَنْ شادَ المَعالِي جُودُهُ
وَبَنى المَجْدَ فأعْلى ما بَنا
آمَنَ الأمة َ في أيّامِهِ
كُلّض خوْفٍ وأخافَ الزَّمَنا
كُلَّما يَمَّمَ عافٍ رَبْعَهُ
عَذُبَ المَنْهَلُ أوْ ساغَ الجَنا
قَدْ نَحَتْ عَظْمِي خُطُوبٌ
لمْ تَزَلْ تأكُلُ الأحْرارَ أكلاً مُمعِنا
وأتَتْنِي بَعْدَها نازِلَة ٌ
أنزَلَتْ في ساحتَيَّ المِحَنا
ولأنْتَ اليومَ أولى أنْ تَلِي
كشفَها يابْنَ أمِين الأُمَنا
فکنْتَهِزْها فُرْصَة ً مُمْكِنَة ً
قَلَّ ما يُوجَدُ مَجْدٌ مُمْكِنا

نــجــم
16-04-2011, 09:27 PM
يَدٌ لكَ عِنْدِي لا تُؤَدّى حُقوقُها

يَدٌ لكَ عِنْدِي لا تُؤَدّى حُقوقُها
بِشُكْرٍ وأيُّ الشُّكْرِ منِّي يُطيقُها
سَماحٌ وَبِشْرٌ كالسَّحائِبِ ثَرَّة ً
توالى حياها واستطارَتْ بروقُها
وَكَمْ كُرْبَة ٍ نادَيْتُ جُودَكَ عِنْدَها
فَما رامِني حَتَّى تَفَرَّجَ ضِيقُها
وَمَكْرُمَة ٍ وَالَيْتَها وصَنِيعَة ٍ
زَكَتْ لَكَ عِنْدِي حِدْثُها وعَتِيقُها
مناقِبُ إنْ تُنسبْ فأنتَ لهَا أبٌ
وعَلْياءُ إنْ عُدَّتْ فأنْتَ شَقِيقُها
ووليتَها نفساً لديكَ كريمة ً
تَبِيتُ أغارِيدُ السَّماحِ تَشُوقُها

نــجــم
16-04-2011, 09:28 PM
يَقيني يَقيني حادِثاتِ النوائبِ

يَقيني يَقيني حادِثاتِ النوائبِ
وحزمِيَ حزمِي في ظهورِ النجائبِ
سَيُنْجِدُنِي جَيْشٌ مِنَ العَزْمِ طَالمَا
غَلَبْتُ بهِ الخَطْبَ الَّذِي هُوَ غَالِبي
وَمَنْ كَانَ حَرْبَ الدَّهْرِ عَوَّدَ نَفْسَهُ
قِرَاعَ اللَّيالِي لاَ قِراعَ الكَتائِبِ
عَلَى أنَّ لي في مَذْهَبِ الصَّبْرِ مَذْهَباً
يَزِيدُ اتِّساعاً عِنْدَ ضِيقِ المَذاهِبِ
وما وضعتْ منِّي الخطوبُ بقدْرِ مَا
رَفَعْنَ وَقَدْ هَذَّبَنَنِي بِالتَّجارِبِ
أخَذْنَ ثَرکءً غَيْرَ بَاقٍ علَى النَّدى
وأعطيْنَ فضلاً في النُّهى غير ذاهِبِ
فماليَ لا روضُ المساعِي بممرعٍ
لديَّ ولا ماءُ الأمانِي بساكِبِ
كأن لم يكن وعدي لديها بحائن
زماناً ولا ديني عليها بواجب
وَحَاجَة ِ نَفْسٍ تَقْتَضِيها مَخَايِلِي
وَتَقْضِي بِها لِي عادِلاتٍ مَناصِبي
عَدَدْتُ لهَا بَرْقَ الْغَمامِ هُنَيْدَة ً
وأُخْرَى وَمَا مِنْ قَطْرَة ٍ في المَذَانِبِ
وَهَلْ نَافِعِي شَيْمٌ مِنَ الْعَزْمِ صَادِقٌ
إذا كنْت ذا برْقٍ منَ الحظِّ كاذِبِ
وَإنِّي لأغْنى بالحَدِيثِ عَنِ القِرى
وبالبرقِ عنْ صوبِ الغُيُوثِ السَّواكبِ
قَناعة ُ عزٍّ لا طماعة ُ ذلة ٍ
تُزهِّدُ في نَيْلِ الغِنى كُل راغِبِ
إذا ما امْتَطَى الأقْوامُ مَرْكَبَ ثَرْوَة ٍ
خُضُوعاً رَأَيتُ العُدمَ خيرَ مَراكِبي
ولو ركب الناسُ الغِنى ببراعَة ٍ
وفضْلٍ مُبينٍ كُنتُ أولَ راكبِ
وقد أبلُغُ الغايَاتِ لسْتُ بسائرٍ
وأظفرُ بالحاجاتِ لسْتُ بطالِبِ
وما كُلُّ دانٍ منْ مرامٍ بظافرٍ
وَلا كُلُّ نَاءٍ عَن رَجاءٍ بِخائِبِ
وإنَّ الغنى مِنِّي لأدْنى مسافَة ً
وأقْربُ مِمَّا بَينَ عَينِي وحَاجِبي
سأصْحَبُ آمالِي إلى ابنِ مُقَلَّدٍ
فَتُنْجِحُ مَا ألْوَى الزَّمانُ بِصاحِبِ
فما اشتطَّتِ الآمالُ إلاَّ أباحَهَا
سَماحُ عَلِيٍّ حُكْمَها فِي المَواهِبِ
إذا كُنْتَ يَوْماً آملاً آمِلاً لَهُ
فكنْ واهباً كلَّ المُنى كلَّ واهبِ
وإنَّ امرأً أفْضى إليْهِ رَجاؤهُ
فَلَمْ ترْجُهُ الأمْلاكُ إحدَى العَجائِبِ
مِنَ القَوْمِ لَوْ أنَّ اللَّيالي تَقَلَّدَتْ
بأحْسابِهِمْ لَمْ تَحْتَفِلْ بالكواكِبِ
إذا أظلمتْ سبلُ السُّراة ِ إلى العُلى
سَروْا فاستضاءُوا بينَها بالمَناسِبِ
هُمُ غادَرُوا بالعِزِّ حصْباءَ أرضِهمْ
أعزَّ مَنالاً مِنْ نُجومِ الْغَياهِبِ
تَرى الدَّهرْ ما أفْضى إلى مُنْتَواهُمُ
يُنكِّبُ عَنْهُمْ بالخُطوبِ النَّواكِبِ
إذا المُنْقِذيُّونَ اعْتَصَمتْ بِحَبْلِهِم
خضبْتَ الحُسامَ العضْبَ منْ كلِّ خاضِبِ
أولئكَ لم يرضَوْا من العزِّ والغِنى
سِوى ما اسْتَبَاحُوا بالقِنا والْقَواضِبِ
كأنْ لم يُحَلِّلْ رِزْقَهُمْ دينُ مجدِهِمْ
بغيرِ العوالي والعِتاقِ الشَّوازِبِ
إذا قربُوهَا للقَاءٍ تباعَدَتْ
مسافة ُ ما بينَ الطُّلى والذوائِبِ
إذا نَزَلُوا أرْضاً بِها المَحْلُ رُوِّضَتْ
وما سُحِبَتْ فيها ذيُولُ السَّحائبِ
بأنْدِيَة ٍ خضْرٍ فِسَاحٌ رِباعُهَا
وأودية ٍ غزرٍ عِذابِ المشاربِ
أرى الدَّهْرَ حَرْباً للمُسالِمِ بَعْدَما
صحبناهُ دهْراً وهو سِلمُ المُحاربِ
فَعُذْ بنهاريِّ العداوة ِ أوحدٍ
مِنَ القَوْمِ لَيْليِّ النَّدَى والرَّغائِبِ
تنلْ بسديد الملكِ ثروة َ مُعدِمٍ
وَفَرجَة َ مَلهُوفٍ وعِصْمَة َ هارِبِ
سعى وارثُ المجدِ التليدِ فلمْ يدَعْ
بِأفْعالِه مَجْداً طَرِيفاً لِكاسِبِ
يُغطِّي عليهِالحزمُ بالفِكَرِ التي
كشفْنَ لهُ عمَّا وراءَ العواقِبِ
ورأْيٍ يُرِي خلْفَ الرَّدى منْ أمامِهِ
فَما غَيْبُهُ المَكْنُونِ عَنْهُ بِغائِبِ
بقيتَ بَقاءَ النَّيِّرَاتِ ومِثْلَها
عُلوًّا وَصوْناً عَنْ صُرُوفِ النَّوائِبِ
ودامَ بَنُوكَ السّتة ُ الزُّهرُ إنَّهُمْ
نُجومُ المَعَالِي فِي سمَاءِ المَنَاقِبِ
سللْتَ سِهاماً منْ كِنانة َ لمْ تزلْ
يقرطِسُ مِنها في المُنى كلُّ صائِبِ
فأدْرَكْتَ مَا فَاتَ المُلوكَ بِعَزْمَة ٍ
تَقُومُ مَقَامَ الحَظِّ عِنْدَ المُطَالِبِ
ومَا فُقْتُهُمْ حَتَّى تَفَرَّدَتْ دُونَهُمْ
برأْيِكَ في صَرْفِ الخطوبِ اللوازِبِ
وما شرفتْ عنْ قِيمة َ الزُّبَرِ الظُّبى
إذَا لَمْ يُشَرِّفْهَا مَضاءُ المَضَارِبِ
تَجَانَفْتُ عَنْ قَصْدِ المُلُوكِ وعِنْدَهُمْ
رغائبُ لمْ تجنحْ إليها غرائبِي
تناقَلُ بِي أيدِي المَهَارى حثيثة ً
كَمَا اخْتَلَفَتْ فِي الْعَقْدِ أنْمُلُ حَاسِبِ
إذا الشوقُ أغراني بذكركَ مادحاً
تَرَنَّمْتُ مُرْتاحاً فَحَنَّتْ رَكائِبِي
بَمَنْظُومَة ٍ مِنْ خَالِصِ الدُّرِّ، سِلْكُها
عَرُوضٌ، ولكنْ دُرُّهَا منْ مناقِبِ
تُعَمَّرُ عُمْرَ الدَّهرِ حَتَّى إذا مَضَى
أقَامَتْ وَما أرْمَتْ علَى سِنِّ كَاعِبِ
شعرْتُ وحظُّ الشعرِ عند ذوِي الغِنى
شبيهٌ بحظِّ الشيبِ عند الكواعبِ
وَما بِيَ تقصِيرٌ عَنِ المَجْدِ والْعَلى
سِوَى أنَّنِي صَيَّرْتُهُ مِنْ مَكاسِبِي
يُعدُّ من الأَكفاءِ مَنْ كانَ عنهُمُ
غنياً وإنْ لمْ يشأهمْ في المراتِبِ
ولوْ خطرتْ بي في ضميركَ خطْرَة ٌ
لَعادَتْ بِتَصديقِ الظُّنُونِ الكَواذِبِ
وأصبحَ مخضرّاً بسيبكَ مُمرعاً
جَنَابِي وَمَمْنوعاً بِسَيْفِكَ جَانِبي

نــجــم
16-04-2011, 09:28 PM
يکبنَ الحُسَيْنِ وأنْتَ مَنْ غُرِسَ النَّدَى

يکبنَ الحُسَيْنِ وأنْتَ مَنْ غُرِسَ النَّدَى
فِي راحَتَيْهِ فأثْمَرَ المَعْرُوفا
كرَماً شُعِفْتَ به فَشاعَ حديُهُ
حَتّى کغْتَدَى بِكَ ذِكْرُهُ مَشْعُوفا
ولأنْتَ أعرقُ في المكارِمِ مَنصِباً
مِنْ أنْ تَبيتَ بغَيْرِها مَوصُوفا
وإذَا الفتى كانَ السَّماحُ حَلِيفَهُ
أمْسى وأصبحَ للثَّناءِ حَليفا
كمْ هزَّة ٍ لكَ وارْتِياحٍ للندى
لولاهُ ما كان الشَّريفُ شَريفا
أفنيتَ مالَكَ في اكتِسابِكَ للعُلى
وَصَحِبْتَ أيّامَ الزَّمانِ عَزوفا
ما ضَرَّ دهراً غدْرُهُ بكرامِهِ
تَرَكَ القَوِيَّ مِنَ الرَّجاءِ ضَعِيفا
ألا يَكونَ عَلى الأفَاضلِ أنعُماً
وَعَلى اللِّئامِ حوادِثاً وصُرُوفا

يارا العامرية
17-04-2011, 07:03 PM
صح لســآنه ..
واشكرك نجم ع جهودك ..
تقديري ~

نــجــم
17-04-2011, 08:37 PM
يسعدني ويشرفني مرورك العطر

تقديري لكـ

صعبة المنال
25-04-2011, 03:03 PM
نجم
أج ــمل وأرق باقات ورودى
لموضوعك الجميل وطرحك الرائع
صح لسان الشاعر وتسلم يمينك
كل الود والتقدير
دمت برضى من الرح ــمن
لك خالص احترامي وتقديري

نــجــم
25-04-2011, 09:07 PM
يسعدني ويشرفني مرورك العطر

تقديري لكـ

العنيــــدهـ
27-04-2011, 05:06 AM
صح لسان شاعرها
ولاهنت ع الإيراد الرائع
يعطيك العافيه

نــجــم
27-04-2011, 03:25 PM
يسعدني ويشرفني مرورك العطر

تقديري لكـ

سلطانة
04-05-2011, 09:40 PM
http://www.halauae.com/uploads/images/alsaher-3814931317.gif

نــجــم
05-05-2011, 01:42 AM
يسعدني ويشرفني مرورك العطر

تقديري لكـ