المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الشاعر الفلسطيني محمود درويش


نــجــم
15-04-2011, 03:45 PM
من هو محمود درويش ؟؟

شاعرنا الان هو الشاعر الفلسطينى محمود درويش

الشاعر الفلسطيني محمود درويش في إحدى قرى عكا و هي قرية البروة و ذلك عام 1941 م . و في عام 1948 قامت العصابات الصهيونية بتدمير القرية الأمر الذي دفع أهل القرية الى مغادرتها

وجد محمود درويش نفسه و هو في عمر السابعة لاجئاً في لبنان ، و لا يعلم شيئاً عن أهله، و بعد عام من ذلك عاد محمود درويش الى فلسطين ليجد قريته قد دمرت و حل محلها مستعمرة صهيونية

كتب محمود درويش قصيدته الأولى حين كان طالباً في مدرسة قرية" دير الأسد" الإبتدائية،

أجبر محمود درويش على البقاء تحت المراقبة الإجبارية في منزله لم يسمح للشاعر محمود درويش ان يكمكل دراسته العليا ، على أي حال غادر محمود درويش الى موسكو في عام 1970 م و منها توجه الى القاهرة عام 1971 م
كان درويش مسؤلاً عن المركز الفلسطيني للأبحاث و محرراً في مجلة "شؤون فلسطينية" و مسؤولا في "الجمعية العامة للصحافيين و الكتاب الفلسطينيين" و يشغل الان رئيساً لتحرير " الكرمل"


بعتبر محمود درويش من أكثر شعراء فلسطين شهرة نطراً لتلك القصائد التي يتنولها و التي قد تثير في أكثر الأحيان ضجة في الشارع الصهيوني و لعل أبرز هذة القصائد هي هذة و التي أثارت زوبعة في الكنيست الصهيوني قبل سنوات

نــجــم
15-04-2011, 03:45 PM
عابرون في كلام عابر

ايها المارون في الكلمات العابرة
احملوا أسمائكم وانصرفوا
وأسحبوا ساعاتكم من وقتنا ،و أنصرفوا
وخذوا ما شئتم من زرقة البحر و رمل الذاكرة
و خذوا ما شئتم من صور،كي تعرفوا
انكم لن تعرفوا
كيف يبني حجر من ارضنا سقف السماء

ايها المارون بين الكلمات العابرة
منكم السيف - ومنا دمنا
منكم الفولاذ والنار- ومنا لحمنا
منكم دبابة اخرى- ومنا حجر
منكم قنبلة الغاز - ومنا المطر
وعلينا ما عليكم من سماء وهواء
فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا
وادخلوا حفل عشاء راقص..و انصرفوا
وعلينا ،نحن، ان نحرس ورد الشهداء
و علينا ،نحن، ان نحيا كما نحن نشاء
ا

نــجــم
15-04-2011, 03:47 PM
خطب الديكتاتور الموزونة



خطـاب الجلوس :

سأختار شعبي

سأختاركم واحدا واحدا

سأختاركم من سلالة أمي ومن مذهبي

سأختاركم لكي تكونوا جديرين بي

سأختار شعبى سياجا لمملكتي ورصيفُا

لكل فتى امرأة

فأحبوا النساء ، ولا تضربوهن إن مسهن الحرام

ومن يستحق المرور أمام حدائق قصري . .

سأختار أصلحكم للبقاء . .

لما فات من دول مزقتها الزوابع !

يا شعب .. شا شعبى " الحر فاحرس هوائي

وسرب الذباب وغيم الغبار.

فتبا لهذا الفساد وتبا لبؤس العباد الثكالى

وتبًا لوحل الشوارع ..

فمن كان منكم بلا علة .. فهو حارس كلبى،

ومن كان منكم طبيبا ..أعينه

سائسا لحصاني الجديد.

ومن كان منكم أديبا .. أعينه حاملا لاتجاه

النشيد و من كان منكم حكيمًا ..أعينه مستشارا

لصك النقود .

ومن كان منكم وسيمًا ..أعينه حاجبا

ومن كان منكم قويًا ..أعينه نائبا للمدائح

ومن كان منكم بلا ذهب أو مواهب

ومن كان منكم بلا ضجرٍ ولآلىء

فلا وقت عندى للقمح والكدح

ولأعترف

أمامك يا أيها الشعب .. يا شعبى

المنتقى بيدى

كرهت جميع الطغـاة ..

لأن الطغـاة يسوسون شعبا من الجهلة

ومن أجل أن ينهض العدل فوق الذكاء

المعاصر

لابد من برلمان جديد ومن أسئلة

مواطن ؟

ترى هل يليق بمن هو مثلى قيادة لص

وأعمى وجاهل ؟.

وهل تقبلون لسيدكم أن يساوى ما بينكم

أيها النبلاء

وهل يتساوى هنا الفيلسوف مع المتسول ؟

هل يذهبان إلى الاقتراع معا ،.

كى يقود العوام سياسة هذا الوطن ؟

وهل أغلبيتكم أيها الشعب ،هم عدد لا لزوم

إن أردتم نظاما جديدا لمنع المفتن !!

إذن

سأختار أفراد شعبي، سأختاركم واحدا

واحدا .

كى تكونوا جديرين بى.. وأكون جديرًا بكم ..

وأن ترفعوا صورى فوق جدرانكم

وأن تشكروني لأنى رضيت بكم أمة لى..

سمأمنحكم حق أن تتملوا ملامح وجهي في

كل عام جديد ..

سأمنحكم كل حق تريدون حق البكاء على

موت قط شريد

تريدون ..

على أى جنب تريدون .. ناموا ،

لكم حق أن تحلموا برضاى وعطفى .. فلا

سأمنحكم حقكم فى الهواء.. وحقكم فى

الضياء

سأبنى لكم جنة فوق أرضى

ولا تسمعوا ما يقول ملوك الطوائف عنى،

وانى أحذركم من عذاب الحسد!

ولا تدخلوا فى السياسـة .إلا إذا صدر الأمر

عني . .

لأن السياسة سجني..

هنا الحكم شورى ..هنا الحكم شورى

أنا حاكم منتخب ،

وأنتم جماهير منتخبة

ومن واجب الشعب أن يلحس العتبة

وأن يتحرى الحقيقة ممن دعاه إليه . .

اصطفاه .حماه من الأغلبية .والأغلبية

نهب

ومن واجب الشعب أن يرفع الأمر

للحاكم المنتخب ،

أن أعارض

فالأمر أمرى والعدل عدلي و الحق ملك يدى،

واما إحالته للسراى

وحق الرضا ، لى أنا الحاكم المنتخب !

وحق الهوى والطرب

لكم كلكم .فأنتم جماهير منتخبة !

أنا .الحاكم الحر والعادل .

سننشئ منذ انتخابى دولتنا الفاضلة

ولا سجن بعد انتخابى ولاشعر عن تعب

القافلة

سألغي نظام العقوبات من دولتي

من أراد التأفف خارج شعبى فليتأفف

من شاء أن يتمرد خارج شعبى فليتمرد ..

..فالشعب حر..

ومن ليس منى ومن دولتى فهو حر..

سأختاركو واحدا واحدا مرة كل خمس

سنين .. .

وأنتم تزكوننى مرة كل عشرين

عامًا إذا لزم الأمر

أو مرة للابد

وان لم تريدوا بقائى ، لاسمح الله

إن شئتم أن يزول البلد

أعدت إلى الشعب ماهب أو دب من سابق

الشعب

كى أملك الأكثرية .والأكثرية فوضى..

أترضى أخى الشعب !

ترضى بهذا المصير الحقير أترضى؟.

معاذك !!

فد اخترت شعبى واختارنى الآن شعبى..

فطوبى لكم .. ثم طوبى لنا أجمعين .

فمن سنة لم أجد خبرا واحدًا عن بلادى

أما من خبر؟

نغير تقويمنا السنوى . . وننقش أقوالنا فى

وندفنها فى الصحاري ليطلع منها المطر

على ما أشاء من الكائنات

وأحمل عاصمتى فوق سيارة الجيب ،

وأكتب فى العام عشرين سطرا بلا خطأ

نحوى،

ألغى الخبر .وما من خبر؟. .

وامنع عنكم عصير الشعير

وأختصر الناس .. أسجن ثلثًا ..

وأطرد كثا ..

وأبقى من الثلث حاشية للسمر..

وما بقى من خبر؟!

وأطبع وجهى .. من أجلكم .فوق وجه القمر

لكي تحلموا كما أتمنى لكم .. تصبحون على

وما من خبر؟!

لأن الشعير طعام حميرٍ .. وأنتم أرانب

قلبى..

كلوا ما تشاؤون من بصل أخضر أو جزر..

وما من خبر؟

وأدعو إلى وحدة المسلمين على سيف قيصر

بتاريخ فكر البشر

وأغلق كل المسارح .. لا مسرح فى البلد

وما بن تبرأ

ضجر!

ضجر!

ولكن قلبي عليك وقلبك من فلز أو حجر

أضحى لأجلك ، يا شعب ، إني سجينك منذ

الصغر

ومنذ صباي المبكر أخطب فيكم

وأحكمكم واحدا واحدا

وفى كل يوم أعد لكم مؤتمر

دو أن يتخشب ؟ من منكم يستطيع

السهر..

ثلاثين عاما

ليمنع شعبا من المذكريات وحب السفر..؟

وحيد أنا أيها الشعب ..لا أستطيع الذهاب

إلى البحر

والمشي فوق الرصيف

ولا النوم تحت الشجر

ثقيل هو الحكم ..لا تحسدوا حاكما ..

أي صدر تحمل ما يتحمل صدري من

الأوسمة ؟.

ثلاثين عاما على حافة الجمجمة

وأي يد دفعت طما دفعت يدنا من خطر؟.

ضجـر !

قليلا ، فمن يعيد إلى ساحة الموت

أمجادها؟.

اخطئوا .. اخطئوا .. واسرقوا وافسقوا ..

لأقطع كفا وأجدع أنفا وأدخل سيفا بنهد

وأجعل هذا الهوا ،إبر

وأنسى همومي في الحكم ، أنسى التشابه

أما من أحد؟ ..

تقاعس عن خدمتي أو بكى أو جحد:

أما من أحد .. شكا أو كفر !

ضجر!

ووحدي أسن القوانين

وحدي أحول مجرى النـهر . .

أفكر وحدي أقرر وحدي.. فما من وزارة

تساعدني في إدارة أسراركم

ليسر لي نائب لشئون الكناية والاستعارة

تحلمون ..

ولا نائب لاختيار ثيابى وتصفيف شعرى

ورفع الصور

ولا مستشار لرصد الديون

. فوالله .. والله .. والله لا علم لى

بمالى عليكم ومالى عليكم حلال حلال ..

كلوا ما أعد لكم من ثمر

وناموا كما أتمنى لكم أن تناموا ومودين

بعد صلاة العشاء..

وقوموا من النوم حين ينادى المنادى

بأنى رأيت السحر..

وسيروا إلى يومكم آمنين .. ووفق نظام

كتابي

ولا تسألوا عن خطابي

سأمنحكم عطلة للنظر

ضجر!

ضجر!

سلام علي ، سلام عليكم

**

خطيئتهم عند ربهم

حرام حلال

حلال حرام

وتأميم أفكار شعب يحب الحياة - ورقص أقل

فهل نستطيع المضي أماما ؟ وهذا الأمام

حطام ..

أليس السلام هو الحل ؟.

عاش السلام

وبعد التأمل فى وضعنا الداخلى

وبعد الصلاة على خاتم الأنبياء وبعد السلام

على،

وجدت المدافع أكبر من عدد.الجند فى مولتى.

لهذا ، سأطلب من شعبى الحر أن يتكيف

فورا ،

وأن يتصرف خير التصرف مع خطتى.

سأجنح للسلم إن جنحوا للحروب

ومهما أقاموا على أرضنا ..

وتوقف إنتاج مستقبل غامض من جثث ؟

أرضنا عن وسادة ؟.

هل دمكم أيها الناس أرخص من حفنة

الرمل ؟.

عم تفتش في الحرب يا شعبى الحر،

فليتوسع قليلا.. لماذا نخاف .. لماذا نخاف ؟.

فهل تستطيع الجرادة أن تأكل الفيل أو

تشرب النيل ؟.

في الأرض متسع للجميع .. وفى الأرض

متسع للسعادة .

ونحن هنا ثابتون ..

هنا فوق خمسة ألاف عام من المجد والحب .

مهما يمر الظلام

وعاش السلام ..

ورثتك يا شعب .. يا شعبى الحر عن حاكم

ضللك

وحطم فيك البراءة والورد .ما أنبلك !

وجرك للحرب من أجل بدو أباحوا نسائك

مذ دخلوا منزلك .

ولم يدفعوا الأجر .. لاشئ فى السوق ،

لا شيء من حللك

لبدو الصحارى، وحرم لحم الخراف عليك ،

ومن بدلك

وقادك نحو سراب العروبة حتى توحد من

وآن أوان الحقيقة ، فليرجع الوعى للوعى ..

وإما السلام .

إما عودة الوعي ، لا وعي حولي ولا وعي

قبلي ولا وعي بعدي

عرفت التصدي

عرفت التحدي

وجربت أن أستقل عن الشرق والغرب ..

لكنني لم أجد

غير هذا التردي

يكون الحياد شطط

فمن نحن ؟ هل نحن شرق .. ولا رزق فى

الشرق ؟.

في الشرق حزب النظام الحديدى ، فى

الشرق تنمية للنمط

ولاشيء في السوق غير الخطط

وهل نحن غرب ؟ وفى الغرب أعداؤنا

ينشرون اللغط ؟

عن الحاكم العربي وفى الغرب رامبو

فمن نحن ؟ هل نحن حقا غلط

لنقضى.ثلاثين عاما من الحرب والحل في

هل نحن حقا غلط ؟

. . ليهرب منا الطعام

أما كنت تدرك يا شعب

أن الطعام سلام ؟.

ويا أيها الشعب ، آن لنا أن نصحح تاريخنا

كي لا يفروا من السلم .. ماذا يريدون ؟.

يريدون أطراف سيناء؟.. أهلا وسهلا..

الوقت ؟ .. أهلا وسهلا..

يريدون تعديل قرآن عثمان ؟ أهلا وسهلا..

يريدون بابل كي يأخذوا رأس "نابو" إلى

السبي؟.

أحمى السلم

والسلم أقوى من الأرض ..اأقوى وأغلى..

فهم بخلاء ..لئام

ونحن كرام ..كرام

وعاش السلام

.. من أجل هذا السلام أعيد الجنود

من الثكنات إلى العاصمة .

وأجعلهم شرطة للدفاع عن الأمن ضد

الرعاع .

وضد الجياع

وفى السجن متسع للجميع

من الشيخ حتى الرضيع

ومن رجل الدين حتى النقابى والخادمة

فليس السلام مع الآخرين هـناك

سلاما` مع الرافضين هنا ..

هنا طاعة وانسجام

وأما الذين قضوا فى سبيل الدفاع

عن الذكريات وعن وهمنا ..فلهم أجرهم أو

خطيئتهم عند ريهمو..

وما فات فات

ومن مات مات

سأحرث مقبرة الشهداء الحزينة

وأرفع منها العظام لتدفن فى غير هذا

فرادى فرادى

لئلا يثير الفسادا

ولا حق للموت أن يتمادى

ويقضم نسياننا الحر منا

سأكسر كل المدافع حتى يفرخ فيها الحمام

سأكسر ذاكرة الحرب ..

ناموا كما لم تناموا

غدا تصبحون على الخبز والخير ناموا

غدا تصبحون على جنتى

فاستريحوا وناموا ..

يعيش السلام

يعيش النظام

شالوم .. سلام ..!

**

خـطاب الأمير :

إذا كانت الحرب كرأ وفرأ

فإن السلام مكر مفر

أحبوا الأمير ، وخافوا الأمير

ولا تقنطوا من دهاء الأمير

فليست لنا غاية فى المسير

على ما استقرت عليه : أمير على عرشه

وشعب على نعشه ..

أحب الرعية إن أخلصت

وان أرخصت دمها في سبيل الأمير

فعمر الرعية في الحب عمر طويل

أنا صانع الجيش من كل جيش بلا أسلحة

جمعت الجنود كما تجمع المسبحة

ومجتمعا يدمن المذبحة

أنا السيف والورد والمصلحة

وليس على ما أقول شهود

وليس على ما أريد قيود.. ،

الحدود

وليس العدو عدوًا إلى أخر الحرب ..

سياستنا أو كياستنا حين نحرق أطفالهم

بالصواريخ

كي لا يمروا ،

فإن كانت الحرب كرًا وفرًا

فإن السلام مكر مفر

حقوق الأمير على الناس أكبر من واجبي

ألم أجد الناس جوعى .. فأطعمت

وعارية فكسوت

وتائهة فهديت !

وساويت بين المثقف والمرتزق

(وأما بنعمة ما أنعم الحكم - حكمى-

ألم أبن خمسين سجنا جديدا لأحمى اللغة

من الحشرات ومن كل فكر قلق أ.

ألم أخلط الطبقات لألغى نظام التقاليد

والمرجعية والزمن المحترق ؟!

فمن يذكر الآن أجداده ؟

ومن يعرف الآن أولاده ؟

ومن يستطيع الحنين إلى زهر ذابلة

ومن يستطيع التذكر دون الرجوع إلى

حارس القافلة ؟

(وأما بنعمة ما أنعم الحكم - حكمى - عليك

فحـدث )

ملك ،

دعوا الأرض بورا ، لأن الفلاحة عار

القدامى

قطعت الشجر

وألغيت بؤس الزراعة

لأستورد الثمر الأجنبي بنصف التكاليف

ولا تعملوا في المصانع ، فهى ديون على دولة

تتنامى

رويدا رويدا على فائض الحرب من شهداء

ومن جثث في العراء ، وبترولنا دمكم

والصناعة إنتاج ما أنتجت حربنا من يتامى

نوظفكم في معارك لا تنتهى كى يعيشوا

يتامى

لنحيا الحزينة عاما وعاما

وإلا ...فمن أين أطعمكم .والإمارة قفر

وأن الحروب اقتصاد معافى .. وحر

وان الهزيمة ربح ونصر

وان كانت الحرب كرًا وفرًا

فإن السلام مكر مفر

* * * * * * * *

ماذا يريد الأمير المحارب ؟

أقول : أريد حروبا صغيرة

سأختار شعبا صفيرا حقيرا أحاربه كى

أحارب

وأحمى النظام من الباحثين عن الخبز بين

الزرائب

فحين نخوض الحروب

يحل السلام على الجبهة الداخلية ننسى

الحليب .

فيا قوم قوموا .. فهذا أوان الأمل

وهذا أوان النهوض من المأزق المحتمل

إذا حاصرتنا جيوش الشمال

وإن حاصرتنا جيوش الجنوب

ندمر إخوتنا في الشمال

فلا تقنطوا من دهاء الأمير ولا تقعوا فى

الغلط

فخير الأمور الوسط

ولا تسألوني أفي الأمر سر؟

فإن السلام مكر مفر!.

تقولون ماذا عن السلم ، ماذا يريد الأمير ؟

أقول : أريد من السلم ما لا فضيحة فيه .

أغازله دون أن أشتهيه

وأبنيه سرًا ، وأحرسه بالحروب الصفيرة

كي يتقيني العدو وكي أتقيه ..

ومن طيش هذا الشباب

وأحصي مدافعهم ثم أحصي مدافعنا

وأحصى مصانعنا ثم أحصى مصانعهم

-الفوارق سلم

وأحصى مواقعنا ثم أحصى مواقعهم

- الفوارق سلم .

-

- لأن السلام المقام على الفرق بين العدوين

- ظلم

ولابد من نصف حرب

وأحفظ حكمي

أحارب من أستطيع محاربته

بلا رحمة أو حرام

أسالم من لا أريد ولا أستطيع محاربته

بغير معاهدة للسلام

فإن السلام مغامرة كالحروب .. وشر

وان كانت الحرب كرا وفرأ

فإن السلام مكر مفر

ويا قوم .. يا قوم ،من أخر الليل يطلع فجر

سلام عئيكم إلى مطلع الفجر أيها الصابرون

على الليل حولي

عليكم ، لكي يتساوى الجميع بظلمى وعدلى..

أعرف يا أيها الناس ، ما تحمل النفس

والنفس أمارة بالتخلي

عن الصعب ، والمجد صعب كما تعلمون ،

قليل التجلي ،

فلا تقطنوا من دهائى ومن رحمة النصر

- درجات .

فمنه الطويل ومنه القصير .ومنه الذى

يستمر

سأحكمكم لا مفر

إذا كانت الحرب كرًا وفرًا

فإن السلام مكر .. مـفـر .

**

خطاب القبر ! :

أعدوا لى القبر قصرا يطل على القصر

من وجهة البحر، قصرا يدل الخلود عليَّ .

يدفع أحلامكم صلوات ..إلى

فمن كان يعبر هذا البلد

وحى هو العرش حتى الأبد

بلغت الثمانين ، لكننى ما عرفت السـأم

وقد أتزوج في كل يوم فتاة

وأبكي عليكم ، أرثيكم يوم تهوى البيوت

على ساكنيها ، ويسكنها العنكبوت

فمن واجبي أن أعيش

ومن حقكم أن تموتوا

لأنجب جيلا جديدا يواصل أحلامكم

فما من أحد

رأى ما رأيت .. وما من بلد

فمن كان يعبد هذا البلد

فقد مات ، أما الذى كان يعبدنى

دعني وشعبي الولد ،

وبعد الثمانين تأتي ثمانون أخرى

لأرتاح مما خلقت وممن خلقت

فمن يعبدون ؟

وكيف تعيشون بعدى؟

ومن سوف يحرس أبوابكم من جراد المطر

ويحميكم من ذئاب الشجر؟

أبا لخبز وحده ؟ بالخبز وحده

وفى البدء ..كنت .. وكونت هذا الوطن

بعبادة خالقه ،

فاعلموا واعلموا

بأن الذي قد خَلق

وإن كان لابد من موتنا فاسبقوني

خذوا زوجتي معكم وخذوا أسرتي ..

وجهاز القلق ..

ولا تنشئوا أي حزب هناك

ولا تأذنوا لقدامى الضحايا بأن يسكنوا

ولا تسمحوا للتلاميذ أن يسرقوا دمعكم

الحياة

على الأرض أو تحتها

عما رفضت التساؤل فيه

أنا الموت .. والموت لا ريب فيه

فلا تهربوا من مشيئة قصري

فقد أختنق

وحيدا بغير جماهير تعبدني

ولقد ألتحق

بكم كي أراقبكم ..كي أحاسبكم

فقد هلكت

وأما الذي كان يعبدني

فمن حقه أن يعيش معي فوق هذا التراب

وتحت التراب ..معي للأبد

أعدوا لي القبر قصرا يطل على البحر

قصرا مليئا بأجهزة الاتصال الحديثة

سآمر فورًا ، بنقل الوزارات والذكريات

ومجموعة الصور النادرة

سأنقل كل الحصون وكل السجون وكل

لأحكمكم في المقر الجديد

بصيغة دستورنا الحاضرة

ولكنني سأعدل بند الوراثة

أثبت الميت أن الذى كان حيا هو الميت فيه

لئلا يطالبنا الدود بالآخرة

أعدوا لي القبر أوسع من هذه الأرض

أقوى من الأرض

قصرًا يلخص بحرًا بنافذة من سحاب

على فرس الغيم والغيم أبيض يهتز حولي

ويرسم لاسمي تاجًا وقوس قباب

أعدوا لي العرش من ريش مليون نسر

ونادوا ملائكة الشعر: صلى عليه وصلى له

لينسى الهواء وينسى التراب ،

سأختار هذا الممر الصغير

لأقضى على الموت فيها .. وفى

وأفتح أخر باب ..

فمن كان يعبد منكم هنا الآخرة

ومن كان يعبدني .. فإني حى.. .وحى .. وحى ..

خطاب الفكرة .

إذا قدر الحزب للشعب أن يحمل الدرب

فكرة ..

وأن يرفع الأرض أعلى من الأرض فكره

وأن يفصل الوعي عن واقع الوعي من أجل

فكرة

أقول لكم ما يقول لى الحزب والحزب فوق

الجماعة

سنقفز فوق المراحل عصرا وعصرين ..فى

كل ساعة .

لنبني جنة أحلامنا اليوم فى نمط من مجاعة

ونمنع بيع الدجاج وبيض الدجاج

وملكية الظل ملكية خاصة

فلنؤمم إذن كل أشجارنا الجائعة

وكل نباتاتنا الضائعة

ثمانين نخله

وعشرين زيتونة

وألفا وسبعين فجله

سنلغي الزراعة

بحزب وشعب و فكره

أقول لكم ما يقرره الحزب ، والحزب سلطتنا

طبقه

هي القوة الصاعدة

ونعلن من أرضنا ثورة الفقراء على الفقراء

فليس على أرضنا أغنياء

على فقرنا ، فى إذاعتنا والجريدة

سنقطع دابر أعدائنا الطبقيين .. أهل العقيدة

السماء

إذا الشعب يوما أراد

فلابد أن يستجيب الجراد ..

فهيا بنا أيها الكادحون وصناع تاريخنا

الحر، هيا بنا

والعبرات

وكل الروايات والأغنيات القديمة والوجع

العاطفي

وما ترك الغرب والشرق فينا من الذكريات

لنصنع من كل حبة رمل خليه

وننجز خطتنا المرحلية

فإن كانت الأرض عاقر

فإن القيادة حبلى بما يجعل الأرض خضراء

وهزوا الشعار، ليساقط الوعي فكره

فنحن الذين

ونحن الذين

سنحرق كل المراحل ..كى نصنع الطبقة

إلى سدة الحكم حتى نعبر عنها بحزب

ويا شعب .. يا شعب حزبك ، شد الحزام

عن القيمة الزاندة

ولكننا ندرك الآن أن الطبيعة أفقر منا

وندرك أن السلع

لننتج وعيًا جديدًا

وربوا الشعارات .. وادخروها

وإن صدئت طوروها

أولادكم فاطبخوها

وصلوا لها و أعبدوها

وان مسكم مرض .. علقوها

على موضع الداء فهى الدواء

وثروتنا في بلاد بغير معادن

وواقعنا ما نريد له أن يكون

وليس كما هو كائن ..

وهى رسالتنا الرائدة .

وإذا استثمرت جيدا

أثمرت بلدا سيدا

حالمًا سالمًا

بحزب وفكره

وصفوا التماثيل أعلى من النخل والأبنية

وصف التماثيل أفضل للوعى من أمهات

النخيل

تماثيل أفضل للوعي من أمهات النخيل

تذكركم بنشيد الطلائع : نحن أتينا لكي

ننتصر

ولابد للقيد أن ينكسر

ولابد مما يدل على الفرق بين النظام الجديد

وبين النظام العميل

ولابد من صورة الفرد كي يظهر الكل في

واحد

تماثيل تعلو على الواقع المندحر

وتخلق مجتمع الغد من فكرة تزدهر

فلا تجدعوا أنفها عندما تسغبون

ولا تملأوا يدها بالرسائل ضدي وضد

السجون

ولا تأذنوا للحمام المهاجر أن يستريح

عليها ..

ولا تبصقوا حولها ضجرا

ولا تنظروا شذرا

سأزرع التماثيل جيش الدفاع عن الأمنية

سنصمد مهما تحرش هذا الجفاف بنا

سنصمد مهما تنكر هذا الزمن

سنصمد حتى نهاية هذا الوطن

سنصمد حتى تجف المياه ..لآخر قطره

وحتى يموت الرغيف الأخير ..لآخر كسره

وحتى نهاية أخر متز كان يحلم مكى .بأخر

فإن مات هذا الوطن

فقد عشت من أجل فكره

ولا تسألوا الحزب من أجل أية فكره

نموت ؟

ستولد ثورة

ستولد فكره

سلام عليكم

سلام على فكرةٍ

سوف تولد من موت شعبٍ وفكره !

**

وفى كل امرأة أفعوان .

اجلوهن في الصبح جلده ،

لئلا يوسوس فيهن شيطانهن ،

وفى الليل جلده

لئلا يعدن إلى لذة الإثم

واستغفروا الله ، وارموا

ولا تهجروهن فوق المخدة

وإن النساء حبيباتنا من قديم الزمان

إذا كان ابني هو ابني

وفى كل مرة ،

أرى رجلا واقفا بن قلبى وامرأتى

ولكنني .لا أراه

لأقتله أو لأقتلها ، بيد أنى أراه

ويقتلني كل يوم وفى كل سهره

يهاجمني عاشق سابق عند باب القرنفل

فكيف أحرر أحساد زوجاتنا من أصابع

غيري؟.

وكيف أغير جلدا بجلد .ونهدا بنهد.. ونهرا

بنهر؟.

وكيف أكون امرأة من بياض البداية ؟

وعندي من الليل ألحر من ألف ليلة

أكثر من ألف امرأة لا تغير فخ الحكاية

ولكن قلبي موله

وعرشي مؤله

وان النساء على كل معصيـة قادرات

وأن النساء حبيباتنا

فشب الدبيب بأجسادهن ، وضاجعن

وأول قط ، وأول ساعي بريد ، وأول كتاب

هذا الخطاب

وبرأن عائشة من ظنون عليٍ

ولكن تأوهن بعد العتاب

أصحراء حول الحميراء، مطلع ليل، وشاب

وكيف تحرش ملح بثوب الحرير الأخير ..

ضربن على سحرهن الحجاب

ولكن هذا الذي لا يرى قد رأى واستجاب

فهل تتغطى العواصف يوما بشال

السحاب ؟.

وماذا وراء الحجاب ؟. -

رغم الحزام ، ورغم الحرام ، ورغم العقاب

قوارير تكسر ..

وذاكرة للغياب

ففي أي بئر نخبئ زوجاتنا

وفى أي غاب ؟

وفى وسعهن ملاقاة أى هلالٍ ..

ينام على غيمة أو سراب ..

وفى وسعهن خيانتنا بين أحضاننا

والبكاء من الحب .. والاغتراب

وفى وسعهن إزالة أثارنا عن مواضع

أسرارهن .

كما يطرد المرء عن راحتيه الذباب

ويلبسن في كل يومين قلبا جديدا

كما يرتدين الثياب

فما نفع هذا الحجاب

وما نفع هذا العقاب ؟

وإن النساء على كل معصية قادزات

وان النساء حبيباتنا ..

تعبت .. ولو أستطيع جمعت النساء ..

بواحدة واسترحت

وأنجبت منها وليا على العهد حين أشاء

وليا على العهد مثلي وجدي

ويحفظ خير سلاله

لخير رسالة

ويجمعكم حول قصري ومجدي هاله

ولكنني قلق ، فالنساء هواء وماء

وفاكهة للشتاء

وذاكرة من هواء

وان النساء إماء

وكيدي عظيم .. ولكن فيه موهبة للبكاء

وفيهن ما أحزن الأنبياء

وما أشعل الحرب بين الشعوب

وما أبعد الناس عن ملكوت السماء

فكيف أحل سؤال النساء؟.

وكيف أحرركم من دهاء النساء؟

على كل امرأة أن تخون معي زوجها

لأعرف أنى أبوكم

وأخذ منكم ومنهن كل الولاء..

وقد تسألون : وكيف تنفذ مذا القرار ؟

أقول : سأعلن حربا على دولة خاسرة

يشارك فيها الكبار

سأعلن حربا لمدة عام

تكون النساء عليكم حرام

وأبعث غلمان قصري- وهم عاجزون - إلى

كل بيت

ليأتوا إليَّ بكل فتاة وبنت

لأحرث من شئت منهن :

بعد الظهيرة - بنت

وفى الليل - بنت

وفى الفجر - بنت

لتحمل منى جميع البنات

وينجبن مني وليا على العهد .. مئى ..

سأختاره كيف شئت

صحيحا فصيحا مليح القوام

.. وبعدئذ أوقف الحرب ، من بعد عام

لأول مرة

وأنيَّ أبني

بلادا بلا دنس أو حرام

فألف سلام عليكم

وإن النساء حلال عليكم

فلا تهجروهن ، لا تضربوهن ، هن الحمام

وهن حبيباتنا ، والسلام عليكم .. .. عليهن

ألف سلام ..

وألف سلام !!

**

خـطاب الخطاب :

إذا زادت المفردات عن الألف ، جفت عروق

الكلام

وشاع فساد البلاغة .. وانتشر الشعر بين

العوام ،

ما حولها من غمام

فأن تمدح الورد معناه ، أنك تهجو الظلام

وأن تتذكر برق السيوف القديمة معناه : أنك

تهجو السلام

أنك تهجو النظام

الأسى عن هديل الحمام .. .

بيننا من حطام

وتنشئ عالمها المستقل وتهرب من شرطتي

في الزحام

وتخلق واقعها فوق واقعنا ، أو تجردنا من

سياج المنام

التدخل بين النيام

أنا سيد الحلم ! لاتجلسوا حول قصرى

بغير الطعام

و لاتأذنوا للفراشات بالطيران الإباحى فى

لغة من رخام ..

كل عام .

.. ومن لغتي تعرفون الحقيقة فى لفظتين :

فلا تبحثوا فى القواميس عن لغةٍ لا تليق

فان زادت المفردات عن الألف عم الفساد ..

وساد الخراب ،

لأن الكلام الكثير غبار الذباب

خطاب النظام ..

وفى لغتي قوتي . واقعي لغتي واقعي

وليس على النهر أن يتراجع عما فتحنا له

سنجرى معا فوق موج الدفاع عن الاندفاع

الكبير لفكر الصواب

وماذا لو اكتشف القوم أن الدروب إلى

الدرب معجزة من سراب !

وماذا لو ارتطم البر بالبحر والبحر بالبحر ،

إلى أين يا بحر تأخذنا ؟ والخطاب يواصل

قطعنا كثيرا من القول ، فليتبع الفعل

خطوتنا في طريق العذاب

صلبة للسحاب

هذا الخراب

ليسر الخطاب على موت أبنائنا الفائبين ..

ويعلو الضباب

إلى شرفة القصر .. والمنبر الحجرى المغطى

بعشب الغياب

لا تسألوا : من يذيع الخطاب الأخير : أنا أم

فقد يصدق القول . قد يكذب القائلون ،

ويحيا الغبار ويفنى التراب .

وقد تجهض الأم حين تشك بأن الجنين ابنها

ليعيش الخطاب

خطابي حريتي ، باب زنزانة من ثلاثين

بصدمة واقعها . لاتفير إيقاعها ، ولا تقدم

إلا الجواب ،

كلامي غاية هذا الكلام

خطابي واقع هذا الخطاب

نظام الخطاب ..

الكلام

إذا جف ماء البحيرات ، فلتعصروا لفظة

من خطاب السحاب

وإن مات عشب الحقول ، كلوا مقطعا من

وإن قصت الحرب أرضى ، فلتشهروا

مقطعا من خطاب الحسام

ففي البدء كان الكلام ، وكان الجلوس على

العرش

في البدء كان الخطاب .

وخمسين عاما .. ونام !

أما قلت يوم جلست على العرش إن العدو

يريد سقوط النظام

وان البلاد تروح وتأتى ؟ وان المبادئ ترسو

رسو الهضاب !

وان قوى الروح فينا خطاب سيبقى ، ولم

يبق غير الخطاب !

فلا تسرفوا في الكلام لئلا تبدد سلطة هذا

الكلام ..

ولا تدخلوا في الكناية كي لا نضل الطريق

الثوابت في وطن من وئام

وللشعر تأويله ، فاحذروه كما تحذرون الزنى

والربا والحرام .

.. وان زادت المفردات عن الألف باخ الكلام

وشاخ الخطاب

وفاضت ضفاف المعاني ليتضح الفرق بين

الحَمام وبين الحمام

.. وفى لغتي ما يدير شئون البلاد ، ويكفى

يكفى لنرفع سيف البطولة فوق السحاب .

وفى لغتي ما يعبر عن حاجة الشعب لححتفال

بهذا الخطاب

فلا تسرفوا في ابتكار الكثير من .المفردات

وشدوا الحزام

فان ثلاثين مفردة تستطيع قيادة شعب يحب

السلام .

وإن خطاب النظام

نظام الخطاب ..

بواحدة واسترحت

وأنجبت منها وليا على العهد حين أشاء

وليا على العهد مثلي وجدي

ويحفظ خير سلاله

لخير رسالة

ويجمعكم حول قصري ومجدي هاله

ولكنني قلق ، فالنساء هواء وماء

وفاكهة للشتاء

وذاكرة من هواء

وان النساء إماء

يغيرن عشاقهن كما يشتهى كيدهن العظيم

وكيدي عظيم .. ولكن فيه موهبة للبكاء

وفيهن ما أحزن الأنبياء

وما أشعل الحرب بين الشعوب

وما أبعد الناس عن ملكوت السماء

فكيف أحل سؤال النساء؟.

وكيف أحرركم من دهاء النساء؟

على كل امرأة أن تخون معي زوجها

لأعرف أنى أبوكم

وأخذ منكم ومنهن كل الولاء..

وقد تسألون : وكيف تنفذ مذا القرار ؟

أقول : سأعلن حربا على دولة خاسرة

يشارك فيها الكبار

سأعلن حربا لمدة عام

تكون النساء عليكم حرام

وأبعث غلمان قصري- وهم عاجزون - إلى

كل بيت

ليأتوا إليَّ بكل فتاة وبنت

لأحرث من شئت منهن :

بعد الظهيرة - بنت

وفى الليل - بنت

وفى الفجر - بنت

لتحمل منى جميع البنات

وينجبن مني وليا على العهد .. مئى ..

سأختاره كيف شئت

صحيحا فصيحا مليح القوام

.. وبعدئذ أوقف الحرب ، من بعد عام

وأعلن عيد السلام

وأعرف مرة

لأول مرة

وأنيَّ أبني

بلادا بلا دنس أو حرام

فألف سلام عليكم

وإن النساء حلال عليكم

فلا تهجروهن ، لا تضربوهن ، هن الحمام

وهن حبيباتنا ، والسلام عليكم .. .. عليهن

ألف سلام ..

وألف سلام !!

**

خـطاب الخطاب :

إذا زادت المفردات عن الألف ، جفت عروق

الكلام

وشاع فساد البلاغة .. وانتشر الشعر بين

العوام ،

وصار على كل مفردة أن تقول وتخفى

ما حولها من غمام

فأن تمدح الورد معناه ، أنك تهجو الظلام

وأن تتذكر برق السيوف القديمة معناه : أنك

تهجو السلام

أنك تهجو النظام

الأسى عن هديل الحمام .. .

بيننا من حطام

وتنشئ عالمها المستقل وتهرب من شرطتي

في الزحام

وتخلق واقعها فوق واقعنا ، أو تجردنا من

سياج المنام

التدخل بين النيام

أنا سيد الحلم ! لاتجلسوا حول قصرى

بغير الطعام

و لاتأذنوا للفراشات بالطيران الإباحى فى

لغة من رخام ..

.. فمن لغتي تأخذون ملامح أحلامكم مرة

كل عام .

.. ومن لغتي تعرفون الحقيقة فى لفظتين :

حلال ، حرام

فلا تبحثوا فى القواميس عن لغةٍ لا تليق

فان زادت المفردات عن الألف عم الفساد ..

وساد الخراب ،

لأن الكلام الكثير غبار الذباب

خطاب النظام ..

وفى لغتي قوتي . واقعي لغتي واقعي

فقد تربح النظرية مايخسر الشعب ،

وليس على النهر أن يتراجع عما فتحنا له

من سياق وغاب

سنجرى معا فوق موج الدفاع عن الاندفاع

الكبير لفكر الصواب

وماذا لو اكتشف القوم أن الدروب إلى

الدرب معجزة من سراب !

وماذا لو ارتطم البر بالبحر والبحر بالبحر ،

وامتد فينا العباب !

إلى أين يا بحر تأخذنا ؟ والخطاب يواصل

أنرجع من حيث ضعنا ؟ إلى أين يرجع هذا

قطعنا كثيرا من القول ، فليتبع الفعل

خطوتنا في طريق العذاب

ولكن إلى أين نرجع يابحر ؟ والبر ذاكرة

صلبة للسحاب

قطعنا قليلا من الفعل : فليملأ القرل ساحة

هذا الخراب

ليسر الخطاب على موت أبنائنا الفائبين ..

ويعلو الضباب

إلى شرفة القصر .. والمنبر الحجرى المغطى

بعشب الغياب

لا تسألوا : من يذيع الخطاب الأخير : أنا أم

خطاب الخطاب ؟

فقد يصدق القول . قد يكذب القائلون ،

ويحيا الغبار ويفنى التراب .

وقد تجهض الأم حين تشك بأن الجنين ابنها

ليعيش الخطاب

خطابي حريتي ، باب زنزانة من ثلاثين

مفردة لا تصاب ،

بصدمة واقعها . لاتفير إيقاعها ، ولا تقدم

إلا الجواب ،

كلامي غاية هذا الكلام

خطابي واقع هذا الخطاب

نظام الخطاب ..

خطابي شد المسافات بين الكلام وبين معانى

الكلام

إذا جف ماء البحيرات ، فلتعصروا لفظة

من خطاب السحاب

وإن مات عشب الحقول ، كلوا مقطعا من

خطاب الطعام

وإن قصت الحرب أرضى ، فلتشهروا

مقطعا من خطاب الحسام

ففي البدء كان الكلام ، وكان الجلوس على

العرش

في البدء كان الخطاب .

سنمضى معا ، جثة . جثة ، فى الطريق

وماذا لو ابتعد الفجر عنا ، ثلاين عاما

وخمسين عاما .. ونام !

أما قلت يوم جلست على العرش إن العدو

يريد سقوط النظام

وان البلاد تروح وتأتى ؟ وان المبادئ ترسو

رسو الهضاب !

وان قوى الروح فينا خطاب سيبقى ، ولم

يبق غير الخطاب !

فلا تسرفوا في الكلام لئلا تبدد سلطة هذا

الكلام ..

ولا تدخلوا في الكناية كي لا نضل الطريق

ونفقد كنز السراب

الثوابت في وطن من وئام

وللشعر تأويله ، فاحذروه كما تحذرون الزنى

والربا والحرام .

.. وان زادت المفردات عن الألف باخ الكلام

وشاخ الخطاب

وفاضت ضفاف المعاني ليتضح الفرق بين

الحَمام وبين الحمام

.. وفى لغتي ما يدير شئون البلاد ، ويكفى

يكفى لنرفع سيف البطولة فوق السحاب .

وفى لغتي ما يعبر عن حاجة الشعب لححتفال

بهذا الخطاب

فلا تسرفوا في ابتكار الكثير من .المفردات

وشدوا الحزام

فان ثلاثين مفردة تستطيع قيادة شعب يحب

السلام .

وإن خطاب النظام

نظام الخطاب ..

بواحدة واسترحت

وأنجبت منها وليا على العهد حين أشاء

وليا على العهد مثلي وجدي

صحيحا فصيحا يواصل عهدي

ويحفظ خير سلاله

لخير رسالة

ويجمعكم حول قصري ومجدي هاله

ولكنني قلق ، فالنساء هواء وماء

وفاكهة للشتاء

وذاكرة من هواء

وان النساء إماء

يغيرن عشاقهن كما يشتهى كيدهن العظيم

وكيدي عظيم .. ولكن فيه موهبة للبكاء

وفيهن ما أحزن الأنبياء

وما أشعل الحرب بين الشعوب

وما أبعد الناس عن ملكوت السماء

فكيف أحل سؤال النساء؟.

وكيف أحرركم من دهاء النساء؟

على كل امرأة أن تخون معي زوجها

لأعرف أنى أبوكم

وأخذ منكم ومنهن كل الولاء..

وقد تسألون : وكيف تنفذ مذا القرار ؟

أقول : سأعلن حربا على دولة خاسرة

يشارك فيها الكبار

ومن بلغ العاشرة ..

سأعلن حربا لمدة عام

تكون النساء عليكم حرام

وأبعث غلمان قصري- وهم عاجزون - إلى

كل بيت

ليأتوا إليَّ بكل فتاة وبنت

لأحرث من شئت منهن :

بعد الظهيرة - بنت

وفى الليل - بنت

وفى الفجر - بنت

لتحمل منى جميع البنات

وينجبن مني وليا على العهد .. مئى ..

سأختاره كيف شئت

صحيحا فصيحا مليح القوام

.. وبعدئذ أوقف الحرب ، من بعد عام

وأعلن عيد السلام

وأعرف مرة

لأول مرة

بأن الولي على العهد .. إبنى

وأنيَّ أبني

بلادا بلا دنس أو حرام

فألف سلام عليكم

وإن النساء حلال عليكم

فلا تهجروهن ، لا تضربوهن ، هن الحمام

وهن حبيباتنا ، والسلام عليكم .. .. عليهن

ألف سلام ..

وألف سلام !!

**

خـطاب الخطاب :

إذا زادت المفردات عن الألف ، جفت عروق

الكلام

وشاع فساد البلاغة .. وانتشر الشعر بين

العوام ،

وصار على كل مفردة أن تقول وتخفى

ما حولها من غمام

فأن تمدح الورد معناه ، أنك تهجو الظلام

وأن تتذكر برق السيوف القديمة معناه : أنك

تهجو السلام

وأن تذكر الياسمين وحيدًا ،وتضحك ، معناه :

أنك تهجو النظام

ولا تستطيع الحكومة شنق المجاز ونفى

الأسى عن هديل الحمام .. .

وبين الطباق وبين الجناس تقول القصيدة ما

بيننا من حطام

وتنشئ عالمها المستقل وتهرب من شرطتي

في الزحام

وتخلق واقعها فوق واقعنا ، أو تجردنا من

سياج المنام

فيصبح حلم الجماهير فوضى ، ولا نستطيع

التدخل بين النيام

أنا سيد الحلم ! لاتجلسوا حول قصرى

بغير الطعام

و لاتأذنوا للفراشات بالطيران الإباحى فى

لغة من رخام ..

.. فمن لغتي تأخذون ملامح أحلامكم مرة

كل عام .

.. ومن لغتي تعرفون الحقيقة فى لفظتين :

حلال ، حرام

فلا تبحثوا فى القواميس عن لغةٍ لا تليق

بهذا المقام ،

فان زادت المفردات عن الألف عم الفساد ..

وساد الخراب ،

لأن الكلام الكثير غبار الذباب

وأن نظام الخطاب

خطاب النظام ..

وفى لغتي قوتي . واقعي لغتي واقعي

ما يقول الخطاب

فقد تربح النظرية مايخسر الشعب ،

والشعب عبد الكتاب

وليس على النهر أن يتراجع عما فتحنا له

من سياق وغاب

سنجرى معا فوق موج الدفاع عن الاندفاع

الكبير لفكر الصواب

وماذا لو اكتشف القوم أن الدروب إلى

الدرب معجزة من سراب !

وماذا لو ارتطم البر بالبحر والبحر بالبحر ،

وامتد فينا العباب !

إلى أين يا بحر تأخذنا ؟ والخطاب يواصل

خطبته في اليباب

أنرجع من حيث ضعنا ؟ إلى أين يرجع هذا

الكلام .. إلى أى باب ؟!

قطعنا كثيرا من القول ، فليتبع الفعل

خطوتنا في طريق العذاب

ولكن إلى أين نرجع يابحر ؟ والبر ذاكرة

صلبة للسحاب

قطعنا قليلا من الفعل : فليملأ القرل ساحة

هذا الخراب

ليسر الخطاب على موت أبنائنا الفائبين ..

ويعلو الضباب

إلى شرفة القصر .. والمنبر الحجرى المغطى

بعشب الغياب

لا تسألوا : من يذيع الخطاب الأخير : أنا أم

خطاب الخطاب ؟

فقد يصدق القول . قد يكذب القائلون ،

ويحيا الغبار ويفنى التراب .

وقد تجهض الأم حين تشك بأن الجنين ابنها

ليعيش الخطاب

خطابي حريتي ، باب زنزانة من ثلاثين

مفردة لا تصاب ،

بصدمة واقعها . لاتفير إيقاعها ، ولا تقدم

إلا الجواب ،

كلامي غاية هذا الكلام

خطابي واقع هذا الخطاب

لأن خطاب النظام

نظام الخطاب ..

خطابي شد المسافات بين الكلام وبين معانى

الكلام

إذا جف ماء البحيرات ، فلتعصروا لفظة

من خطاب السحاب

وإن مات عشب الحقول ، كلوا مقطعا من

خطاب الطعام

وإن قصت الحرب أرضى ، فلتشهروا

مقطعا من خطاب الحسام

ففي البدء كان الكلام ، وكان الجلوس على

العرش

في البدء كان الخطاب .

سنمضى معا ، جثة . جثة ، فى الطريق

الطويل على لغة من صواب

وماذا لو ابتعد الفجر عنا ، ثلاين عاما

وخمسين عاما .. ونام !

أما قلت يوم جلست على العرش إن العدو

يريد سقوط النظام

وان البلاد تروح وتأتى ؟ وان المبادئ ترسو

رسو الهضاب !

وان قوى الروح فينا خطاب سيبقى ، ولم

يبق غير الخطاب !

فلا تسرفوا في الكلام لئلا تبدد سلطة هذا

الكلام ..

ولا تدخلوا في الكناية كي لا نضل الطريق

ونفقد كنز السراب

ولا تقربوا الشعر ، فالشعر يهدم صرح

الثوابت في وطن من وئام

وللشعر تأويله ، فاحذروه كما تحذرون الزنى

والربا والحرام .

.. وان زادت المفردات عن الألف باخ الكلام

وشاخ الخطاب

وفاضت ضفاف المعاني ليتضح الفرق بين

الحَمام وبين الحمام

.. وفى لغتي ما يدير شئون البلاد ، ويكفى

ويكفى لنستورد الخبز ،

يكفى لنرفع سيف البطولة فوق السحاب .

وفى لغتي ما يعبر عن حاجة الشعب لححتفال

بهذا الخطاب

فلا تسرفوا في ابتكار الكثير من .المفردات

وشدوا الحزام

فان ثلاثين مفردة تستطيع قيادة شعب يحب

السلام .

وإن خطاب النظام

نظام الخطاب ..

نــجــم
15-04-2011, 03:48 PM
طباق (عن إدوارد سعيد)



نيويورك/ نوفمبر/ الشارعُ الخامسُ/

الشمسُ صَحنٌ من المعدن المُتَطَايرِ/

قُلت لنفسي الغريبةِ في الظلِّ:

هل هذه بابلٌ أَم سَدُومْ؟

هناك, على باب هاويةٍ كهربائيَّةٍ

بعُلُوِّ السماء, التقيتُ بإدوارد

قبل ثلاثين عاماً,

وكان الزمان أقلَّ جموحاً من الآن...

قال كلانا:

إذا كان ماضيكَ تجربةً

فاجعل الغَدَ معنى ورؤيا!

لنذهبْ,

لنذهبْ الى غدنا واثقين

بِصدْق الخيال, ومُعْجزةِ العُشْبِ/

لا أتذكَّرُ أنّا ذهبنا الى السينما

في المساء. ولكنْ سمعتُ هنوداً

قدامى ينادونني: لا تثِقْ

بالحصان, ولا بالحداثةِ/

لا. لا ضحيَّةَ تسأل جلاّدَها:

هل أنا أنتَ؟ لو كان سيفيَ

أكبرَ من وردتي... هل ستسألُ

إنْ كنتُ أفعل مثلَكْ؟

سؤالٌ كهذا يثير فضول الرُوَائيِّ

في مكتبٍ من زجاج يُطلَّ على

زَنْبَقٍ في الحديقة... حيث تكون

يَدُ الفرضيَّة بيضاءَ مثل ضمير

الروائيِّ حين يُصَفِّي الحساب مَعَ

النَزْعة البشريّةِ... لا غَدَ في

الأمس, فلنتقدَّم إذاً!/

قد يكون التقدُّمُ جسرَ الرجوع

الى البربرية.../

نيويورك. إدوارد يصحو على

كسَل الفجر. يعزف لحناً لموتسارت.

يركض في ملعب التِنِس الجامعيِّ.

يفكِّر في رحلة الفكر عبر الحدود

وفوق الحواجز. يقرأ نيويورك تايمز.

يكتب تعليقَهُ المتوتِّر. يلعن مستشرقاً

يُرْشِدُ الجنرالَ الى نقطة الضعف

في قلب شرقيّةٍ. يستحمُّ. ويختارُ

بَدْلَتَهُ بأناقةِ دِيكٍ. ويشربُ

قهوتَهُ بالحليب. ويصرخ بالفجر:

لا تتلكَّأ!

على الريح يمشي. وفي الريح

يعرف مَنْ هُوَ. لا سقف للريح.

لا بيت للريح. والريحُ بوصلةٌ

لشمال الغريب.

يقول: أنا من هناك. أنا من هنا

ولستُ هناك, ولستُ هنا.

لِيَ اسمان يلتقيان ويفترقان...

ولي لُغَتان, نسيتُ بأيِّهما

كنتَ أحلَمُ,

لي لُغةٌ انكليزيّةٌ للكتابةِ

طيِّعةُ المفردات,

ولي لُغَةٌ من حوار السماء

مع القدس, فضيَّةُ النَبْرِ

لكنها لا تُطيع مُخَيّلتي

والهويَّةُ؟ قُلْتُ

فقال: دفاعٌ عن الذات...

إنَّ الهوية بنتُ الولادة لكنها

في النهاية إبداعُ صاحبها, لا

وراثة ماضٍ. أنا المتعدِّدَ... في

داخلي خارجي المتجدِّدُ. لكنني

أنتمي لسؤال الضحية. لو لم أكن

من هناك لدرَّبْتُ قلبي على أن

يُرَبي هناك غزال الكِنَايةِ...

فاحمل بلادك أنّى ذهبتَ وكُنْ

نرجسيّاً إذا لزم الأمرُ/

- منفىً هوَ العالَمُ الخارجيُّ

ومنفىً هوَ العالَمُ الباطنيّ

فمن أنت بينهما؟

< لا أعرِّفُ نفسي

لئلاّ أضيِّعها. وأنا ما أنا.

وأنا آخَري في ثنائيّةٍ

تتناغم بين الكلام وبين الإشارة

ولو كنتُ أكتب شعراً لقُلْتُ:

أنا اثنان في واحدٍ

كجناحَيْ سُنُونُوَّةٍ

إن تأخّر فصلُ الربيع

اكتفيتُ بنقل البشارة!

يحبُّ بلاداً, ويرحل عنها.

]هل المستحيل بعيدٌ؟[

يحبُّ الرحيل الى أيِّ شيء

ففي السَفَر الحُرِّ بين الثقافات

قد يجد الباحثون عن الجوهر البشريّ

مقاعد كافيةً للجميع...

هنا هامِشٌ يتقدّمُ. أو مركزٌ

يتراجَعُ. لا الشرقُ شرقٌ تماماً

ولا الغربُ غربٌ تماماً,

فإن الهوية مفتوحَةٌ للتعدّدِ

لا قلعة أو خنادق/

كان المجازُ ينام على ضفَّة النهرِ,

لولا التلوُّثُ,

لاحْتَضَنَ الضفة الثانية

- هل كتبتَ الروايةَ؟

< حاولتُ... حاولت أن أستعيد

بها صورتي في مرايا النساء البعيدات.

لكنهن توغَّلْنَ في ليلهنّ الحصين.

وقلن: لنا عاَلَمٌ مستقلٌ عن النصّ.

لن يكتب الرجلُ المرأةَ اللغزَ والحُلْمَ.

لن تكتب المرأةُ الرجلَ الرمْزَ والنجمَ.

لا حُبّ يشبهُ حباً. ولا ليل

يشبه ليلاً. فدعنا نُعدِّدْ صفاتِ

الرجال ونضحكْ!

- وماذا فعلتَ؟

< ضحكت على عَبثي

ورميت الروايةَ

في سلة المهملات/

المفكِّر يكبحُ سَرْدَ الروائيِّ

والفيلسوفُ يَشرحُ وردَ المغنِّي/

يحبَّ بلاداً ويرحل عنها:

أنا ما أكونُ وما سأكونُ

سأضع نفسي بنفسي

وأختارٌ منفايَ. منفايَ خلفيَّةُ

المشهد الملحمي, أدافعُ عن

حاجة الشعراء الى الغد والذكريات معاً

وأدافع عن شَجَرٍ ترتديه الطيورُ

بلاداً ومنفى,

وعن قمر لم يزل صالحاً

لقصيدة حبٍ,

أدافع عن فكرة كَسَرَتْها هشاشةُ أصحابها

وأدافع عن بلد خَطَفتْهُ الأساطيرُ/

- هل تستطيع الرجوع الى أيِّ شيء؟

< أمامي يجرُّ ورائي ويسرعُ...

لا وقت في ساعتي لأخُطَّ سطوراً

على الرمل. لكنني أستطيع زيارة أمس,

كما يفعل الغرباءُ إذا استمعوا

في المساء الحزين الى الشاعر الرعويّ:

"فتاةٌ على النبع تملأ جرَّتها

بدموع السحابْ

وتبكي وتضحك من نحْلَةٍ

لَسَعَتْ قَلْبَها في مهبِّ الغيابْ

هل الحبُّ ما يُوجِعُ الماءَ

أم مَرَضٌ في الضباب..."

]الى آخر الأغنية[

- إذن, قد يصيبكَ داءُ الحنين؟

< حنينٌ الى الغد, أبعد أعلى

وأبعد. حُلْمي يقودُ خُطَايَ.

ورؤيايَ تُجْلِسُ حُلْمي على ركبتيَّ

كقطٍّ أليفٍ, هو الواقعيّ الخيالي

وابن الإرادةِ: في وسعنا

أن نُغَيِّر حتميّةَ الهاوية!

- والحنين الى أمس؟

< عاطفةً لا تخصُّ المفكّر إلاّ

ليفهم تَوْقَ الغريب الى أدوات الغياب.

وأمَّا أنا, فحنيني صراعٌ على

حاضرٍ يُمْسِكُ الغَدَ من خِصْيَتَيْه

- ألم تتسلَّلْ الى أمس, حين

ذهبتَ الى البيت, بيتك في

القدس في حارة الطالبيّة؟

< هَيَّأْتُ نفسي لأن أتمدَّد

في تَخْت أمي, كما يفعل الطفل

حين يخاف أباهُ. وحاولت أن

أستعيد ولادةَ نفسي, وأن

أتتبَّعُ درب الحليب على سطح بيتي

القديم, وحاولت أن أتحسَّسَ جِلْدَ

الغياب, ورائحةَ الصيف من

ياسمين الحديقة. لكن ضَبْعَ الحقيقة

أبعدني عن حنينٍ تلفَّتَ كاللص

خلفي.

- وهل خِفْتَ؟ ماذا أخافك؟

< لا أستطيع لقاءُ الخسارة وجهاً

لوجهٍ. وقفتُ على الباب كالمتسوِّل.

هل أطلب الإذن من غرباء ينامون

فوق سريري أنا... بزيارة نفسي

لخمس دقائق؟ هل أنحني باحترامٍ

لسُكَّان حُلْمي الطفوليّ؟ هل يسألون:

مَن الزائرُ الأجنبيُّ الفضوليُّ؟ هل

أستطيع الكلام عن السلم والحرب

بين الضحايا وبين ضحايا الضحايا, بلا

كلماتٍ اضافيةٍ, وبلا جملةٍ اعتراضيِّةٍ؟

هل يقولون لي: لا مكان لحلمين

في مَخْدَعٍ واحدٍ؟

لا أنا, أو هُوَ

ولكنه قارئ يتساءل عمَّا

يقول لنا الشعرُ في زمن الكارثة؟

دمٌ,

ودمٌ,

ودَمٌ

في بلادكَ,

في اسمي وفي اسمك, في

زهرة اللوز, في قشرة الموز,

في لَبَن الطفل, في الضوء والظلّ,

في حبَّة القمح, في عُلْبة الملح/

قَنَّاصةٌ بارعون يصيبون أهدافهم

بامتيازٍ

دماً,

ودماً,

ودماً,

هذه الأرض أصغر من دم أبنائها

الواقفين على عتبات القيامة مثل

القرابين. هل هذه الأرض حقاً

مباركةٌ أم مُعَمَّدةٌ

بدمٍ,

ودمٍ,

ودمٍ,

لا تجفِّفُهُ الصلواتُ ولا الرملُ.

لا عَدْلُ في صفحات الكتاب المقدَّس

يكفي لكي يفرح الشهداءُ بحريَّة

المشي فوق الغمام. دَمٌ في النهار.

دَمٌ في الظلام. دَمٌ في الكلام!

يقول: القصيدةُ قد تستضيفُ

الخسارةَ خيطاً من الضوء يلمع

في قلب جيتارةٍ, أو مسيحاً على

فَرَسٍ مثخناً بالمجاز الجميل, فليس

الجماليُ إلاَّ حضور الحقيقيّ في

الشكلِ/

في عالمٍ لا سماء له, تصبحُ

الأرضُ هاويةً. والقصيدةُ إحدى

هِباتِ العَزَاء, وإحدى صفات

الرياح, جنوبيّةً أو شماليةً.

لا تَصِفْ ما ترى الكاميرا من

جروحك. واصرخْ لتسمع نفسك,

وأصرخ لتعلم أنَّكَ ما زلتَ حيّاً,

وحيّاً, وأنَّ الحياةَ على هذه الأرض

ممكنةٌ. فاخترعْ أملاً للكلام,

أبتكرْ جهةً أو سراباً يُطيل الرجاءَ.

وغنِّ, فإن الجماليَّ حريَّة/

أقولُ: الحياةُ التي لا تُعَرَّفُ إلاّ

بضدٍّ هو الموت... ليست حياة!

يقول: سنحيا, ولو تركتنا الحياةُ

الى شأننا. فلنكُنْ سادَةَ الكلمات التي

سوف تجعل قُرّاءها خالدين - على حدّ

تعبير صاحبك الفذِّ ريتسوس...

وقال: إذا متّ قبلَكَ,

أوصيكَ بالمستحيْل!

سألتُ: هل المستحيل بعيد؟

فقال: على بُعْد جيلْ

سألت: وإن متُّ قبلك؟

قال: أُعزِّي جبال الجليلْ

وأكتبُ: "ليس الجماليُّ إلاّ

بلوغ الملائم". والآن, لا تَنْسَ:

إن متُّ قبلك أوصيكَ بالمستحيلْ!

عندما زُرْتُهُ في سَدُومَ الجديدةِ,

في عام ألفين واثنين, كان يُقاوم

حربَ سدومَ على أهل بابلَ...

والسرطانَ معاً. كان كالبطل الملحميِّ

الأخير يدافع عن حقِّ طروادةٍ

في اقتسام الروايةِ/

نَسْرٌ يودِّعُ قمَّتَهُ عالياً

عالياً,

فالإقامةُ فوق الأولمب

وفوق القِمَمْ

تثير السأمْ

وداعاً,

وداعاً لشعر الألَمْ!

نــجــم
15-04-2011, 03:48 PM
هكذا قالت الشجرة المهملة




خارج الطقس ،

أو داخل الغابة الواسعة

وطني.

هل تحسّ العصافير أنّي

لها

وطن ... أو سفر ؟

إنّني أنتظر ...

في خريف الغصون القصير

أو ربيع الجذور الطويل

زمني.

هل تحسّ الغزالة أنّي

لها

جسد ... أو ثمر ؟

إنّني أنتظر ...

في المساء الذي يتنزّه بين العيون

أزرقا ، أخضرا ، أو ذهب

بدني

هل يحسّ المحبّون أنّي

لهم

شرفة ... أو قمر ؟

إنّني أنتظر ...

في الجفاف الذي يكسر الريح

هل يعرف الفقراء

أنّني

منبع الريح ؟ هل يشعرون بأنّي

لهم

خنجر ... أو مطر ؟

أنّني أنتظر ...

خارج الطقس ،

أو داخل الغابة الواسعة

كان يهملني من أحب

و لكنّني

لن أودّع أغصاني الضائعة

في رخام الشجر

إنّني أنتظر ...

نــجــم
15-04-2011, 03:49 PM
قطار الساعة الواحدة




رجل و امرأة يفترقان

ينفضان الورد عن قلبيهما ،

ينكسران .

يخرج الظلّ من الظلّ

يصيران ثلاثة :

رجلا

و امرأة

و الوقت ...

لا يأتي القطار

فيعودان إلى المقهى

يقولان كلاما آخرا ،

ينسجمان

و يحبّان بزوغ الفجر من أوتار جيتار

و لا يفترقان ...

.. و تلفت أجيل الطرف في ساحات هذا القلب .

ناداني زقاق ورفاق يدخلون القبو و النسيان في مدريد .

لا أنسى من المرأة إلّا وجهها أو فرحي ...

أنساك أنساك و أنساك كثيرا

لو تأخّرنا قليلا

عن قطار الواحدة .

لو جلسنا ساعة في المطعم الصيني ،

لو مرّت طيور عائدة .

لو قرأنا صحف الليل

لكنّا

رجلا و امرأة يلتقيان ...

نــجــم
15-04-2011, 03:49 PM
قطار الساعة الواحدة



رجل و امرأة يفترقان

ينفضان الورد عن قلبيهما ،

ينكسران .

يخرج الظلّ من الظلّ

يصيران ثلاثة :

رجلا

و امرأة

و الوقت ...

لا يأتي القطار

فيعودان إلى المقهى

يقولان كلاما آخرا ،

ينسجمان

و يحبّان بزوغ الفجر من أوتار جيتار

و لا يفترقان ...

.. و تلفت أجيل الطرف في ساحات هذا القلب .

ناداني زقاق ورفاق يدخلون القبو و النسيان في مدريد .

لا أنسى من المرأة إلّا وجهها أو فرحي ...

أنساك أنساك و أنساك كثيرا

لو تأخّرنا قليلا

عن قطار الواحدة .

لو جلسنا ساعة في المطعم الصيني ،

لو مرّت طيور عائدة .

لو قرأنا صحف الليل

لكنّا

رجلا و امرأة يلتقيان ...

نــجــم
15-04-2011, 03:50 PM
يوم أحد أزرق




تجلس المرأة في أغنيتي

تغزل الصوف ،

تصبّ الشاي ،

و الشبّاك مفتوح على الأيّام

و البحر بعيد ...

ترتدي الأزرق في يوم الأحد ،

تتسلّى بالمجلات و عادات الشعوب ،

تقرأ الشعر الرومنتيكي ،

تستلقي على الكرسي ،

و الشبّاك مفتوح على الأيّام ،

و البحر بعيد .

تسمع الصوت الذي لا تنتظر .

تفتح الباب ،

ترى خطوة إنسان يسافر .

تغلق الباب ،

ترى صورته . تسألها : هل أنتحر ؟

تنتقي موزات ،

ترتاح مع الأرض السماويّة ،

و الشبّاك مفتوح على الأيّام

و البحر بعيد .

...و التقينا ،

ووضعت البحر في صحن خزف ،

و اختفت أغنيتي

أنت ، لا أغنيتي

و القلب مفتوح على الأيّام ،

و البحر سعيد ....

نــجــم
15-04-2011, 03:50 PM
الصهيل الأخير



و أصبّ الأغنية

مثلما ينتحر النهر على ركبتها .

هذه كل خلاياي

و هذا عسلي ،

و تنام الأمنية .

في دروبي الضيقة

ساحة خالية ،

نسر مريض ،

وردة محترفة

حلمي كان بسيطا

واضحا كالمشنقه :

أن أقول الأغنية .

أين أنت الآن ؟

من أي جبل

تأخذين القمر الفضي ّ

من أيّ انتظار ؟

سيّدي الحبّ ! خطانا ابتعدت

عن بدايات الجبل

و جمال الانتحار

و عرفنا الأوديه

أسبق الموت إلى قلبي

قليلا

فتكونين السفر

و تكونين الهواء

أين أنت الآن

من أيّ مطر

تستردين السماء ؟

و أنا أذهب نحو الساحة المنزويه

هذه كل خلاياي ،

حروبي ،

سبلي .

هذه شهوتي الكبرى

و هذا عسلي ،

هذه أغنيتي الأولى

أغنّي دائما

أغنية أولى ،

و لكن

لن أقول الأغنية .

نــجــم
15-04-2011, 03:50 PM
إلى القاريء



الزنبقات السود في قلبي

و في شفتي ... اللهب

من أي غاب جئتي

يا كل صلبان الغضب ؟

بايعت أحزاني ..

و صافحت التشرد و السغب

غضب يدي ..

غضب فمي ..

و دماء أوردتي عصير من غضب !

يا قارئي !

لا ترج مني الهمس !

لا ترج الطرب

هذا عذابي ..

ضربة في الرمل طائشة

و أخرى في السحب !

حسبي بأني غاضب

و النار أولها غضب !

نــجــم
15-04-2011, 03:51 PM
و لاء




حملت صوتك في قلبي
و أوردتي فما عليك إذا فارقت معركتي
أطعمت للريح أبياتي وزخرفها
إن لم تكن كسيوف النار قافيتي
آمنت بالحرف .. إما ميتا عدما
أو ناصبا لعدوي حبل مشنقة
آمنت بالحرف .. نارا لا يضير
إذا كنت الرماد أنا أو كان طاغيتي !
فإن سقطت .. و كفى رافع
علمي سيكتب الناس فوق القبر :
" لم يمت "

نــجــم
15-04-2011, 03:51 PM
نشيد ما




عسل شفاهك ، واليدان

كأسا خمور ..

للآخرين ..

***

الدوح مروحة و حرش السنديان

مشط صغير

للآخرين ..

و حرير صدرك و الندى و الأقحوان

فرش وثير

للآخرين

***

و أنا على أسوارك السوداء ساهد

عطش الرمال أنا .. وأعصاب المواقد !

من يوصد الأبواب دوني ؟

أي طاغية و مارد !!

سأحب شهدك

رغم أن الشهد يسكب في كؤوس الآخرين

يا نحلة

ما قبلت إلا شفاه الياسمين !

نــجــم
15-04-2011, 03:51 PM
عن إنسان



وضعوا على فمه السلاسل

ربطوا يديه بصخرة الموتى ،

و قالوا : أنت قاتل !

***

أخذوا طعامه و الملابس و البيارق

ورموه في زنزانة الموتى ،

وقالوا : أنت سارق !

طردوه من كل المرافيء

أخذوا حبيبته الصغيرة ،

ثم قالوا : أنت لاجيء !

***

يا دامي العينين و الكفين !

إن الليل زائل

لا غرفة التوقيف باقية

و لا زرد السلاسل !

نيرون مات ، ولم تمت روما ...

بعينيها تقاتل !

وحبوب سنبلة تجف

ستملأ الوادي سنابل ..!

نــجــم
15-04-2011, 03:51 PM
أمل



ما زال في صحونكم بقية من العسل

ردوا الذباب عن صحونكم

لتحفظوا العسل !

***

ما زال في كرومكم عناقد من العنب

ردوا بنات آوى

يا حارسي الكروم

لينضج العنب ..

***

ما زال في بيوتكم حصيرة .. وباب

سدوا طريق الريح عن صغاركم

ليرقد الأطفال

الريح برد قارس .. فلتغلقوا الأبواب ..

***

ما زال في قلوبكم دماء

لا تسفحوها أيّها الآباء ..

فإن في أحشائكم جنين ..

***

مازال في موقدكم حطب

و قهوة .. وحزمة من اللهب ..

نــجــم
15-04-2011, 03:52 PM
مرثية



لملمت جرحك يا أبي

برموش أشعاري

فبكت عيون الناس

من حزني ... و من ناري

و غمست خبزي في التراب ...

وما التمست شهامة الجار!

وزرعت أزهاري

في تربة صماء عارية

بلا غيم... و أمطار

فترقرقت لما نذرت لها

جرحا بكى برموش أشعاري!

عفوا أبي!

قلبي موائدهم

و تمزقي... و تيتمي العاري!

ما حيلة الشعراء يا أبتي

غير الذي أورثت أقداري

إن يشرب البؤساء من قدحي

لن يسألوا

من أي كرم خمري الجاري !

نــجــم
15-04-2011, 03:52 PM
و عاد في كفن



يحكون في بلادنا

يحكون في شجن

عن صاحبي الذي مضى

و عاد في كفن

*

كان اسمه.. .

لا تذكروا اسمه!

خلوه في قلوبنا...

لا تدعوا الكلمة

تضيع في الهواء، كالرماد...

خلوه جرحا راعفا... لا يعرف الضماد

طريقه إليه. ..

أخاف يا أحبتي... أخاف يا أيتام ...

أخاف أن ننساه بين زحمة الأسماء

أخاف أن يذوب في زوابع الشتاء!

أخاف أن تنام في قلوبنا

جراح نا ...

أخاف أن تنام !!

-2-

العمر... عمر برعم لا يذكر المطر...

لم يبك تحت شرفة القمر

لم يوقف الساعات بالسهر...

و ما تداعت عند حائط يداه ...

و لم تسافر خلف خيط شهوة ...عيناه!

و لم يقبل حلوة...

لم يعرف الغزل

غير أغاني مطرب ضيعه الأمل

و لم يقل : لحلوة الله !

إلا مرت ين

لت تلتفت إليه ... ما أعطته إلا طرف عين

كان الفتى صغيرا ...

فغاب عن طريقها

و لم يفكر بالهوى كثيرا ...!

-3-

يحكون في بلادنا

يحكون في شجن

عن صاحبي الذي مضى

و عاد في كفن

ما قال حين زغردت خطاه خلف الباب

لأمه : الوداع !

ما قال للأحباب... للأصحاب :

موعدنا غدا !

و لم يضع رسالة ...كعادة المسافرين

تقول إني عائد... و تسكت الظنون

و لم يخط كلمة...

تضيء ليل أمه التي...

تخاطب السماء و الأشياء ،

تقول : يا وسادة السرير!

يا حقيبة الثياب!

يا ليل ! يا نجوم ! يا إله! يا سحاب ! :

أما رأيتم شاردا... عيناه نجمتان ؟

يداه سلتان من ريحان

و صدره و سادة النجوم و القمر

و شعره أرجوحة للريح و الزهر !

أما رأيتم شاردا

مسافرا لا يحسن السفر!

راح بلا زوادة ، من يطعم الفتى

إن جاع في طريقه ؟

من يرحم الغريب ؟

قلبي عليه من غوائل الدروب !

قلبي عليك يا فتى... يا ولداه!

قولوا لها ، يا ليل ! يا نجوم !

يا دروب ! يا سحاب !

قولوا لها : لن تحملي الجواب

فالجرح فوق الدمع ...فوق الحزن و العذاب !لن تحملي... لن تصبري كثيرا

لأن ه ...

لأنه مات ، و لم يزل صغيرا !

-4-

يا أم ه!

لا تقلعي الدموع من جذورها !

للدمع يا والدتي جذور ،

تخاطب المساء كل يوم...

تقول : يا قافلة المساء !

من أين تعبرين ؟

غضت دروب الموت... حين سدها المسافرون

سدت دروب الحزن... لو وقفت لحظتين

لحظ تين !

لتمسحي الجبين و العينين

و تحملي من دمعنا تذكار

لمن قضوا من قبلنا ... أحبابنا المهاجرين

يا أمه !

لا تقلعي الدموع من جذورها

خلي ببئر القلب دمعتين !

فقد يموت في غد أبوه... أو أخوه

أو صديقه أنا

خلي لنا ...

للميتين في غد لو دمعتين... دمعتين !

-5-

يحكون في بلادنا عن صاحبي الكثيرا

حرائق الرصاص في وجناته

وصدره... ووجهه...

لا تشرحوا الأمور!

أنا رأيتا جرحه

حدقّت في أبعاده كثيرا...

" قلبي على أطفالنا "

و كل أم تحضن السريرا !

يا أصدقاء الراحل البعيد

لا تسألوا : متى يعود

لا تسألوا كثيرا

بل اسألوا : متى

يستيقظ الرجال !

نــجــم
15-04-2011, 03:52 PM
و عاد في كفن



يحكون في بلادنا

يحكون في شجن

عن صاحبي الذي مضى

و عاد في كفن

*

كان اسمه.. .

لا تذكروا اسمه!

خلوه في قلوبنا...

لا تدعوا الكلمة

تضيع في الهواء، كالرماد...

خلوه جرحا راعفا... لا يعرف الضماد

طريقه إليه. ..

أخاف يا أحبتي... أخاف يا أيتام ...

أخاف أن ننساه بين زحمة الأسماء

أخاف أن يذوب في زوابع الشتاء!

أخاف أن تنام في قلوبنا

جراح نا ...

أخاف أن تنام !!

-2-

العمر... عمر برعم لا يذكر المطر...

لم يبك تحت شرفة القمر

لم يوقف الساعات بالسهر...

و ما تداعت عند حائط يداه ...

و لم تسافر خلف خيط شهوة ...عيناه!

و لم يقبل حلوة...

لم يعرف الغزل

غير أغاني مطرب ضيعه الأمل

و لم يقل : لحلوة الله !

إلا مرت ين

لت تلتفت إليه ... ما أعطته إلا طرف عين

كان الفتى صغيرا ...

فغاب عن طريقها

و لم يفكر بالهوى كثيرا ...!

-3-

يحكون في بلادنا

يحكون في شجن

عن صاحبي الذي مضى

و عاد في كفن

ما قال حين زغردت خطاه خلف الباب

لأمه : الوداع !

ما قال للأحباب... للأصحاب :

موعدنا غدا !

و لم يضع رسالة ...كعادة المسافرين

تقول إني عائد... و تسكت الظنون

و لم يخط كلمة...

تضيء ليل أمه التي...

تخاطب السماء و الأشياء ،

تقول : يا وسادة السرير!

يا حقيبة الثياب!

يا ليل ! يا نجوم ! يا إله! يا سحاب ! :

أما رأيتم شاردا... عيناه نجمتان ؟

يداه سلتان من ريحان

و صدره و سادة النجوم و القمر

و شعره أرجوحة للريح و الزهر !

أما رأيتم شاردا

مسافرا لا يحسن السفر!

راح بلا زوادة ، من يطعم الفتى

إن جاع في طريقه ؟

من يرحم الغريب ؟

قلبي عليه من غوائل الدروب !

قلبي عليك يا فتى... يا ولداه!

قولوا لها ، يا ليل ! يا نجوم !

يا دروب ! يا سحاب !

قولوا لها : لن تحملي الجواب

فالجرح فوق الدمع ...فوق الحزن و العذاب !لن تحملي... لن تصبري كثيرا

لأن ه ...

لأنه مات ، و لم يزل صغيرا !

-4-

يا أم ه!

لا تقلعي الدموع من جذورها !

للدمع يا والدتي جذور ،

تخاطب المساء كل يوم...

تقول : يا قافلة المساء !

من أين تعبرين ؟

غضت دروب الموت... حين سدها المسافرون

سدت دروب الحزن... لو وقفت لحظتين

لحظ تين !

لتمسحي الجبين و العينين

و تحملي من دمعنا تذكار

لمن قضوا من قبلنا ... أحبابنا المهاجرين

يا أمه !

لا تقلعي الدموع من جذورها

خلي ببئر القلب دمعتين !

فقد يموت في غد أبوه... أو أخوه

أو صديقه أنا

خلي لنا ...

للميتين في غد لو دمعتين... دمعتين !

-5-

يحكون في بلادنا عن صاحبي الكثيرا

حرائق الرصاص في وجناته

وصدره... ووجهه...

لا تشرحوا الأمور!

أنا رأيتا جرحه

حدقّت في أبعاده كثيرا...

" قلبي على أطفالنا "

و كل أم تحضن السريرا !

يا أصدقاء الراحل البعيد

لا تسألوا : متى يعود

لا تسألوا كثيرا

بل اسألوا : متى

يستيقظ الرجال !

نــجــم
15-04-2011, 03:53 PM
الموت في الغابه



نامي!

فعين الله نائمة

عنا ...و أسراب الشحارير

و السنديانة... و الطريق هنا

فتوسدي أجفان مصدور

و ثلاث عشرة نجمة خمدت

في درب أوهام المقادير

لا شيء ! قصة طفلة همدت

لا شيء يوحي صمت تفكير

جرح صغير... مات صاحبه

فطواه ليل كالأساطير

تاريخه .. أنفاس مزرعة

تسطو عليها كف شرير

كانت ، فلا نقرات قبرة

بقيت ، و لا صيحات ناطور

و غصون زيتون مقدسة

ذبلت عليها قطرة النور!

لا شيء يستدعي غناء أسى

فالموت أكبر من مزاميري ...

نامي... عيون الله نائمة

عنا ، و أسراب الشحارير

وضماد جرحك زهرة ذبلت!

في مسرب في الفسح مهجور

لكن عين أخيك ساهرة

خلف الضباب ، ووحشة السور

و فؤاده ملقى على جسد

ينهد كالأطلال ..مصدور

و يداه ممسكتان في لهف

بترابه .. رغم الأعاصير !...

***

نــجــم
15-04-2011, 03:53 PM
ثلاث صور


-1-

كان القمر

كعهده - منذ ولدنا - باردا

الحزن في جبينه مرقرق ...

روافدا ...روافدا

قرب سياج قرية

خر حزينا

شاردا ...

-2-

كان حبيبي

كعهده- منذ التقينا- ساهما

الغيم في عيونه

يزرع أفقا غائما...

و النار في شفاهه

تقول لي ملاحما...

و لم يزل في ليله يقرأ شعرا حالما

يسألني هديه ...

و بيت شعر . ناعما !

-3-

كان أبي

كعهده ، محملا متاعبا

يطارد الرغيف أينما مضى...

لأجله ... يصارع الثعالبا

و يصنع الأطفال ...

و التراب...

و الكواكبا ...

أخي الصغير اهترأت

ثيابه ... فعاتبا

و أختي الكبرى اشترت جواربا !

و كل من في بيتنا يقدم المطالبا

ووالدي - كعهده -

يسترجع المناقبا

و يفتل الشواربا !

و يصنع الأطفال ...

و التراب ...

و الكواكبا !

***

نــجــم
15-04-2011, 03:53 PM
الموعد الأول



شدّت على يدي

ووشوشتني كلمتين

أعزّ ما ملكته طوال يوم :

" سنلتقي غدا "

و لفّها الطريق

حلقت ذقني مرتين !

مسحت نعلي مرتين

أخذت ثوب صاحبي ... و ليرتين ...

لأشتري حلوى لها و قهوة مع حليب ! ....

*

وحدي على المقعد

و العاشقون يبسمون...

و خافقي يقول:

و نحن سوف نبتسم !

*

لعلّها قادمة على الطريق...

لعلّها سهت .

لعلّها ... لعلّها

و لم تزل دقيقتان !

*

النصف بعد الرابعة

النصف مر

و ساعة ... و ساعتان

و امتدت الظلال

و لم تجيء من وعدت

في النصف بعد الرابعة

نــجــم
15-04-2011, 03:53 PM
أغنية



و حين أعود للبيت

و حيدا فارغا ، إلّا من الوحدة

يداي بغير أمتعة ، و قلبي دونما ورده

فقد وزعت ورداتي

على البؤساء منذ الصبح ... ورداتي

و صارعت الذئاب ، وعدت للبيت

بلا رنّات ضحكة حلوة البيت

بغير حفيف قلبها

بغير رفيف لمستها

بغير سؤالها عني ، و عن أخباري مأساتي

وحيدا أصنع القهوة

و حيدا أشرب القهوة

فأخسر من حياتي ...

أخسر النشوة

رفاقي ها هنا المصباح و الأشعار ، و الوحده

و بعض سجائر .. و جرائد كالليل مسودّة

و حين أعود للبيت

أحسن بوحشة البيت

و أخسر من حياتي كل ورداتي

وسرّ النبع.. نبع الضوء في أعماق مأساتي

و أختزن العذاب لأنني وحدي

بدون حنان كفيك

بدون ربيع عينيك ! ...

***

نــجــم
15-04-2011, 03:54 PM
رسالة من المنفى


-1-

تحيّة ... و قبلة

و ليس عندي ما أقول بعد

من أين أبتدي ؟ .. و أين أنتهي ؟

و دورة الزمان دون حد

و كل ما في غربتي

زوادة ، فيها رغيف يابس ، ووجد

ودفتر يحمل عني بعض ما حملت

بصقت في صفحاته ما ضاق بي من حقد

من أين أبتدي ؟

و كل ما قيل و ما يقال بعد غد

لا ينتهي بضمة.. أو لمسة من يد

لا يرجع الغريب للديار

لا ينزل الأمطار

لا ينبت الريش على

جناح طير ضائع .. منهد

من أين أبتدي

تحيّة .. و قبلة.. و بعد ..

أقول للمذياع ... قل لها أنا بخير

أقول للعصفور

إن صادفتها يا طير

لا تنسني ، و قل : بخير

أنا بخير

أنا بخير

ما زال في عيني بصر !

ما زال في السما قمر !

و ثوبي العتيق ، حتى الآن ، ما اندثر

تمزقت أطرافه

لكنني رتقته... و لم يزل بخير

و صرت شابا جاور العشرين

تصوّريني ... صرت في العشرين

و صرت كالشباب يا أماه

أواجه الحياه

و أحمل العبء كما الرجال يحملون

و أشتغل

في مطعم ... و أغسل الصحون

و أصنع القهوة للزبون

و ألصق البسمات فوق وجهي الحزين

ليفرح الزبون

-3-

قد صرت في العشرين

وصرت كالشباب يا أماه

أدخن التبغ ، و أتكي على الجدار

أقول للحلوة : آه

كما يقول الآخرون

" يا أخوتي ؛ ما أطيب البنات ،

تصوروا كم مرة هي الحياة

بدونهن ... مرة هي الحياة " .

و قال صاحبي : "هل عندكم رغيف ؟

يا إخوتي ؛ ما قيمة الإنسان

إن نام كل ليلة ... جوعان ؟ "

أنا بخير

أنا بخير

عندي رغيف أسمر

و سلة صغيرة من الخضار

-4-

سمعت في المذياع

قال الجميع : كلنا بخير

لا أحد حزين ؛

فكيف حال والدي

ألم يزل كعهده ، يحب ذكر الله

و الأبناء .. و التراب .. و الزيتون ؟

و كيف حال إخوتي

هل أصبحوا موظفين ؟

سمعت يوما والدي يقول :

سيصبحون كلهم معلمين ...

سمعته يقول

( أجوع حتى أشتري لهم كتاب )

لا أحد في قريتي يفك حرفا في خطاب

و كيف حال أختنا

هل كبرت .. و جاءها خطّاب ؟

و كيف حال جدّتي

ألم تزل كعهدها تقعد عند الباب ؟

تدعو لنا

بالخير ... و الشباب ... و الثواب !

و كيف حال بيتنا

و العتبة الملساء ... و الوجاق ... و الأبواب !

سمعت في المذياع

رسائل المشردين ... للمشردين

جميعهم بخير !

لكنني حزين ...

تكاد أن تأكلني الظنون

لم يحمل المذياع عنكم خبرا ...

و لو حزين

و لو حزين

-5-

الليل - يا أمّاه - ذئب جائع سفاح

يطارد الغريب أينما مضى ..

ماذا جنينا نحن يا أماه ؟

حتى نموت مرتين

فمرة نموت في الحياة

و مرة نموت عند الموت!

هل تعلمين ما الذي يملأني بكاء ؟

هبي مرضت ليلة ... وهد جسمي الداء !

هل يذكر المساء

مهاجرا أتى هنا... و لم يعد إلى الوطن ؟

هل يذكر المساء

مهاجرا مات بلا كفن ؟

يا غابة الصفصاف ! هل ستذكرين

أن الذي رموه تحت ظلك الحزين

- كأي شيء ميت - إنسان ؟

هل تذكرين أنني إنسان

و تحفظين جثتني من سطوه الغربان ؟

أماه يا أماه

لمن كتبت هذه الأوراق

أي بريد ذاهب يحملها ؟

سدّت طريق البر و البحار و الآفاق ...

و أنت يا أماه

ووالدي ، و إخوتي ، و الأهل ، و الرفاق ...

لعلّكم أحياء

لعلّكم أموات

لعلّكم مثلي بلا عنوان

ما قيمة الإنسان

بلا وطن

بلا علم

ودونما عنوان

ما قيمة الإنسان

ما قيمة الإنسان

بلا وطن

بلا علم

ودونما عنوان

ما قيمة الإنسان

نــجــم
15-04-2011, 03:54 PM
عن الصمود



-1-

لو يذكر الزيتون غارسه

لصار الزيت دمعا !

يا حكمة الأجداد

لو من لحمنا نعطيك درعا !

لكنّ سهل الريح ،

لا يعطي عبيد الريح زرعا !

إنّا سنقلع بالرموش

الشوك و الأحزان ... قلعا !

و إلام نحمل عارنا و صليبنا !

و الكون يسعى ...

سنظل في الزيتون خضرته ،

و حول الأرض درعا !!

-2-

إنّا نحبّ الورد ،

لكنّا نحبّ القمح أكثر

و نحبّ عطر الورد ،

لكن السنابل منه أطهر

فاحموا سنابلكم من الأعصار

بالصدر المسمّر

هاتوا السياج من الصدور ...

من الصدور ؛ فكيف يكسر ؟؟

إقبض على عنق السنابل

مثلما عانقت خنجر!

الأرض ، و الفلاح ، و الإصرار ،

قل لي : كيف تقهر...

هذي الأقانيم الثلاثة ،

كيف تقهر ؟

***

-3-

عيناك يا صديقتي العجوز، يا صديقتي المراهقة

عيناك شحّاذان في ليل الزوايا الخانقة

لا يضحك الرجاء فيهما ، و لا تنام الصاعقة

لم يبق شيء عندنا ... إلّا الدموع الغارقة

قولي : متى ستضحكين مرة ، و إن تكن منافقة ؟ !

*

كفاك يا صديقتي ذئبان جائعان

مصّي بقايا دمنا ، و بعدنا الطوفان

و إن سغبت مرة ، لا تتركي الجثمان

و إن سئمت بعدها ، فعندك الديدان

إنّا خلقنا غلطة ... في غفلة من الزمان

و أنت يا صديقي العجوز... يا صديقتي المراهقة

كوني على أشلائنا ، كالزنبقات العابقة !

*

الغاب يا صديقتي يكفّن الأسرار

و حولنا الأشجار لا تهرّب الأخبار

و الشمس عند بابنا معمية الأنوار

واشية ، لكنها لا تعبر الأسوار

إن الحياة خلفنا غريبة منافقة

فابني على عظامنا دار علاك الشاهقة

*

أسمع يا صديقتي ما يهتف الأعداء

أسمعهم من فجوة في خيمة السماء :

" يا ويل من تنفست رئاته الهواء

من رئة مسروقة !...

ياويل من شرابه دماء !

و من بنى حديقة ... ترابها أشلاء

يا ويله من وردها المسموم " !!

نــجــم
15-04-2011, 03:55 PM
عن الأمنيات



لا تقل لي:

ليتني بائع خبر في الجزائر

لأغني مع ثائر!

لا تقل لي:

ليتني راعي مواشٍ في اليمن

لأغني لانتفاضات الزمن

لا تقل لي:

ليتني عامل مقهى في هافانا

لأغني لانتصارات الحزانى!

لا تقل لي:

ليتني أعمل في أسوان حمّالاً صغير

لأغني للصخور

يا صديقي! لن يصب النيل في الفولغا

ولا الكونغو، ولا الأردن، في نهر الفرات!

كل نهر، وله نبع... ومجرى... وحياة!

يا صديقي!... أرضنا ليست بعاقر

كل أرض، ولها ميلادها

كل فجر، وله موعد ثائر!

نــجــم
15-04-2011, 03:55 PM
سونا



أزهارها الصفراء ... و الشفة المشاع

و سريرها العشرون مهتريء الغطاء

نامت على الإسفلت ، لا أحد يبيع ... و لا يباع

و تقيأت سأم المدينة ، فالطريق

عار من الأضواء ..

و المتسولين على النساء

نامت على الإسفلت ، لا أحد يبيع ... و لا يباع !

يا بائع الأزهار ! إغمد في فؤادي

زهرة صفراء تنبت في الوحول !

هذا أوان الخوف ، لا أحد سيفهم ما أقول

أحكي لكم عن مومس ... كانت تتاجر في بلادي

بالفتية المتسولين على النساء

أزهارها صفراء ، نهداها مشاع

و سريرها العشرون مهتريء الغطاء

هذي بلاد الخوف ، لا أحد سيفهم ما أقول

إلّا الذين رأوا سحاب الوحل ... يمطر في بلادي !

يا بائع الأزهار ! إغمد في فؤادي

زهر الوحول ... عساي أبصق

ما يضيق به فؤادي

نــجــم
15-04-2011, 03:55 PM
الكلمة




الشاعر العربيّ محروم

دم الصحراء يغلي في نشيده

و قوافل النوق العطاش

أبدا تسافر في حدوده

و الحلوة السمراء في صدف البحار !

الشاعر العربيّ محروم

تعوّد أن يموت بسيف صمته

ألقى على عينيه كل السر

قال : غدا ستفهمها عيوني

و أنا تركت لك الكلام على عيوني

لكن ، أظنك ما فهمت !

نــجــم
15-04-2011, 03:55 PM
البكاء




ليس من شوق إلى حضن فقدته

ليس من ذكرى لتمثال كسرته

ليس من حزن على طفل دفنته

أنا أبكي !

أنا أدري أن دمع العين خذلان ... و ملح

أنا أدري ،

و بكاء اللحن ما زال يلح

لا ترشّي من مناديلك عطرا

لست أصحو... لست أصحو

ودعي قلبي... يبكي !

*

شوكة في القلب مازالت تغزّ

قطرات... قطرات... لم يزل جرحي ينزّ

أين زرّ الورد ؟

هل في الدم ورد ؟

يا عزاء الميتين !

هل لنا مجد و عزّ !

أتركي قلبي يبكي !

خبّئي عن أذني هذي الخرافات الرتيبة

أنا أدري منك بالإنسان ...بالأرض الغريبة

لم أبع مهري ...و لا رايات مأساتي الخضيبة

و لأنّي أحمل الصخر وداء الحبّ ...

و الشمس الغريبة

أنا أبكي !

أنا أمضي قبل ميعادي ... مبكر

عمرنا أضيق منا ،

عمرنا أصغر... أصغر

هل صحيح ، يثمر الموت حياة

هل سأثمر

في يد الجائع خبزا ، في فم الأطفال سكّر ؟

أنا أبكي !

نــجــم
15-04-2011, 03:55 PM
الرباط




لن نفترق

أمامنا البحار و الغابات

و راءنا فكيف نفترق

يا صاحبي يا أسود العينين

خذني كيف نفترق

و ليس لي سواك

لعلني سئمت مقلتيك

يا ظامئا إلى الأبد

لعلني أخاف من يديك

يا قاسيا إلى الأبد

لكنني بلا أحد

بلا أحد

فكيف نفترق

يا أجمل الوحوش يا صديقي

ما بيننا سوى النفاق

و الخوف متاعب الطريق

البحر من أمامنا

و اغاب من ورائنا

فكيف نفترق

نــجــم
15-04-2011, 03:55 PM
عن الشعر



-1-

أمس غنينا لنجم فوق غيمة

و انغمسنا في البكاء

أمس عاتبنا الدوالي و القمر

و الليالي و القدر

و توددنا النساء

دقّت الساعة و الخيام يسكر

و على وقع أغانيه المخدر

قد ظللنا بؤساء

يا رفاقي الشعراء

نحن في دنيا جديدة

مات ما فات فمن يكتب قصيدة

في زمان الريح و الذرة

يخلق أنبياء

-2-

قصائدنا بلا لون

بلا طعم بلا صوت

إذا لم تحمل المصباح من بيت إلى بيت

و إن لم يفهم البسطا معانيها

فأولى أن نذريها

و نخلد نحن للصمت

-3-

لو كانت هذي الأشعار

إزميلا في قبضة كادح

قنبلة في كف مكافح

لو كانت هذي الأشعار

لو كانت هذي الكلمات

محراثا بين يدي فلاح

و قميصا أو بابا أو مفتاح

لو كانت هذي الكلمات

أحد الشعراء يقول

لو سرت أشعاري خلاني

و أغاظت أعدائي

فأنا شاعر

و أنا سأقول

نــجــم
15-04-2011, 03:56 PM
الحزن و الغضب



الصوت في شفتيك لا يطرب

و النار في رئتيك لا تغلب

و أبو أبيك على حذاء مهاجر يصلب وشفاهها تعطي سواك و نهدها يحلب

فعلام لا تغضب

-1-

أمس التقينا في طريق الليل من حان لحان

شفتاك حاملتان

كل أنين غاب السنديان

ورويت لي للمرة الخمسين

حب فلانه و هوى فلان

وزجاجة الكونياك

و الخيام و السيف اليماني

عبثا تخدر جرحك المفتوح

عربدة القناني

عبثا تطوع يا كنار الليل جامحة الأماني

الريح في شفتيك تهدم ما بنيت من الأغاني

فعلام لا تغضب

-2-

قالوا إبتسم لتعيش

فابتسمت عيونك للطريق

و تبرأت عيناك من قلب يرمده الحريق

و حلفت لي إني سعيد يا رفيق

و قرأت فلسفة ابتسامات الرقيق

الخمر و الخضراء و الجسد الرشيق

فإذا رأيت دمي بخمرك

كيف تشرب يا رفيق

-3-

القرية الأطلال

و الناطور و الأرض و اليباب

و جذوع زيتوناتكم

أعشاش بوم أو غراب

من هيأ المحراث هذا العام

من ربي التراب

يا أنت أين أخوك أين أبوك

إنهما سراب

من أين جئت أمن جدار

أم هبطت من السحاب

أترى تصون كرامة الموتى

و تطرق في ختام الليل باب

و علام لا تغضب

-4-

أتحبها

أحببت قبلك

و ارتجفت على جدائلها الظليلة

كانت جميله

لكنها رقصت على قبري و أيامي القليلة

و تحاصرت و الآخرين بحلبة الرقص الطويلة

و أنا و أنت نعاتب التاريخ

و العلم الذي فقد الرجوله

من نحن

دع نزق الشوارع

يرتوي من ذل رايتنا القتيلة

فعلام لا تغضب

-5-

إنا حملنا الحزن أعواما و ما طلع الصباح

و الحزن نار تخمد الأيام شهوتنا

و توقظها الرياح

و الريح عندك كيف تلجمها

و ما لك من سلاح

إلا لقاء الريح و النيران

في وطن مباح

نــجــم
15-04-2011, 03:56 PM
أجمل حب


كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة

وجدنا غريبين يوما

و كانت سماء الربيع تؤلف نجما ... و نجما

و كنت أؤلف فقرة حب..

لعينيك.. غنيتها!

أتعلم عيناك أني انتظرت طويلا

كما انتظر الصيف طائر

و نمت.. كنوم المهاجر

فعين تنام لتصحو عين.. طويلا

و تبكي على أختها ،

حبيبان نحن، إلى أن ينام القمر

و نعلم أن العناق، و أن القبل

طعام ليالي الغزل

و أن الصباح ينادي خطاي لكي تستمرّ

على الدرب يوما جديداً !

صديقان نحن، فسيري بقربي كفا بكف

معا نصنع الخبر و الأغنيات

لماذا نسائل هذا الطريق .. لأي مصير

يسير بنا ؟

و من أين لملم أقدامنا ؟

فحسبي، و حسبك أنا نسير...

معا، للأبد

لماذا نفتش عن أغنيات البكاء

بديوان شعر قديم ؟

و نسأل يا حبنا ! هل تدوم ؟

أحبك حب القوافل واحة عشب و ماء

و حب الفقير الرغيف !

كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة

وجدنا غريبين يوما

و نبقى رفيقين دوما

نــجــم
15-04-2011, 03:56 PM
رباعيات



وطني لم يعطني حبي لك

غير أخشاب صليبي

وطني يا وطني ما أجملك

خذ عيوني خذ فؤادي خذ حبيبي

في توابيت أحبائي أغني

لأراجيح أحبائي الصغار

دم جدي عائد لي فانتظرني

آخر الليل نهار

شهوة السكين لن يفهمها عطر الزنابق

و حبيبي لا ينام

سأغني و ليكن منبر أشعاري مشانق

و على الناس سلام

أجمل الأشعار ما يحفظه عن ظهر قلب

كل قاريء

فإذا لم يشرب الناس أناشيدك شرب

قل أنا وحدي خاطيء

ربما أذكر فرسانا و ليلى بدوية

و رعاة يحلبون النوق في مغرب شمس

يا بلادي ما تمنيت العصور الجاهلية

فغدي أفضل من يومي و أمسي

الممر الشائك المنسي ما زال ممرا

و ستأتيه الخطى في ذات عام

عندما يكبر أحفاد الذي عمر دهرا

يقلع الصخر و أنياب الظلام

من ثقوب السجن لاقيت عيون البرتقال

و عناق البحر و الأفق الرحيب

فإذا اشتد سواد الحزن في إحدى الليالي

أتعزى بجمال الليل في شعر حبيبي

حبنا أن يضغط الكف على الكف و نمشي

و إذا جعنا تقاسمنا الرغيف

في ليالي البرد أحميك برمشي

و بأشعار على الشمس تطوف

أجمل الأشياء أن نشرب شايا في المساء

و عن الأطفال نحكي

و غد لا نلتقي فيه خفاء

و من الأفراح نبكي

لا أريد الموت ما دامت على الأرض قصائد

و عيون لا تنام

فإذا جاء و لن يأتي بإذن لن أعاند

بل سأرجوه لكي أرثي الختام

لم أجد أين أنام

لا سرير أرتمي في ضفتيه

مومس مرت و قالت دون أن تلقي السلام

سيدي إن شئت عشرين جنيه

نــجــم
15-04-2011, 03:56 PM
لوركا




عفو زهر الدم يا لوركا و شمس في يديك

و صليب يرتدي نار قصيدة

أجمل الفرسان في الليل يحجون إليك

بشهيد و شهيدة

هكذا الشاعر زلزال و إعصار مياه

و رياح إن زأر

يهمس الشارع للشارع قد مرت خطاه

فتطاير يا حجر

هكذا الشاعر موسيقى و ترتيل صلاه

و نسيم إن همس

يأخذ الحسناء في لين إليه

و له الأقمار عش إن جلس

لم تزل إسبانيا أتعس أم

أرخت الشعر على أكتافها

و على أغصان زيتون المساء المدلهم

علقت أسيافها

عازف الجيتار في الليل يجوب الطرقات

و يغني في الخفاء

و بأشعارك يا لوركا يلم الصدقات

من عيون البؤساء

العيون السود في إسبانيا تنظر شزرا

و حديث الحب أبكم

يحفر الشاعر في كفيه قبرا

إن تكلم

نسي النسيان أن يمشي على ضوء دمك

فاكتست بالدم أزهار القمر

أنبل الأسياف حرف من فمك

عن أناشيد الغجر

آخر الأخبار من مدريد أن الجرح قال

شبع الصابر صبرا

أعدموا غوليان في الليل و زهر البرتقال

لم يزل ينشر عطرا

أجمل الأخبار من مدريد

ما يأتي غدا

نــجــم
15-04-2011, 03:56 PM
حنين إلى الضوء



ماذا يثير الناس لو سرنا على ضوء النهار

و حملت عنك حقيبة اليد و المظلة

و أخذت ثغرك عند زاوية الجدار

و قطفت قبلة

عيناك

أحلم أن أرى عينيك يوما تنعسان

فأرى هدوء البحر عند شروق شمس

شفتاك

أحلم أن أرى شفتيك حين تقبلان

فأرى اشتعال الشمس في ميلاد عرس

ماذا يغيظ الليل لو أوقدت عندي شمعتين

و رأيت وجهك حين يغسله الشعاع

و رأيت نهر العاج يحرسه رخام الزورقين

فأعود طفلا للرضاع

من بئر مأساتي أنادي مقلتيك

كي تحملا خمر الضياء إلى عروقي

ماذا يثير الناس لو ألقيت رأسي في يديك

و طويت خصرك في الطريق

نــجــم
15-04-2011, 03:56 PM
بطاقة هوية



سجل

أنا عربي

و رقم بطاقتي خمسون ألف

و أطفالي ثمانية

و تاسعهم سيأتي بعد صيف

فهل تغضب

سجل

أنا عربي

و أعمل مع رفاق الكدح في محجر

و أطفالي ثمانية

أسل لهم رغيف الخبز

و الأثواب و الدفتر

من الصخر

و لا أتوسل الصدقات من بابك

و لا أصغر

أمام بلاط أعتابك

فهل تغضب

سجل

أنا عربي

أنا إسم بلا لقب

صبور في بلاد كل ما فيها

يعيش بفورة الغضب

جذوري

قبل ميلاد الزمان رست

و قبل تفتح الحقب

و قبل السرو و الزيتون

و قبل ترعرع العشب

أبي من أسرة المحراث

لا من سادة نجب

وجدي كان فلاحا

بلا حسب و لا نسب

يعلمني شموخ الشمس قبل قراءة الكتب

و بيتي كوخ ناطور

من الأعواد و القصب

فهل ترضيك منزلتي

أنا إسم بلا لقب

سجل

أنا عربي

و لون الشعر فحمي

و لون العين بني

و ميزاتي

على رأسي عقال فوق كوفية

و كفى صلبة كالصخر

تخمش من يلامسها

و عنواني

أنا من قرية عزلاء منسية

شوارعها بلا أسماء

و كل رجالها في الحقل و المحجر

فهل تغضب

سجل

أنا عربي

سلبت كروم أجدادي

و أرضا كنت أفلحها

أنا و جميع أولادي

و لم تترك لنا و لكل أحفادي

سوى هذي الصخور

فهل ستأخذها

حكومتكم كما قيلا

إذن

سجل برأس الصفحة الأولى

أنا لا أكره الناس

و لا أسطو على أحد

و لكني إذا ما جعت

آكل لحم مغتصبي

حذار حذار من جوعي

و من غضبي

نــجــم
15-04-2011, 03:57 PM
عاشق من فلسطين



عيونك شوكة في القلب

توجعني ..و أعبدها

و أحميها من الريح

و أغمدها وراء الليل و الأوجاع.. أغمدها

فيشعل جرحها ضوء المصابيح

و يجعل حاضري غدها

أعزّ عليّ من روحي

و أنسى، بعد حين، في لقاء العين بالعين

بأنّا مرة كنّا وراء، الباب ،إثنين!

كلامك كان أغنية

و كنت أحاول الإنشاد

و لكن الشقاء أحاط بالشفقة الربيعيّة

كلامك ..كالسنونو طار من بيتي

فهاجر باب منزلنا ،و عتبتنا الخريفيّة

وراءك، حيث شاء الشوق..

و انكسرت مرايانا

فصار الحزن ألفين

و لملمنا شظايا الصوت!

لم نتقن سوى مرثية الوطن

سننزعها معا في صدر جيتار

وفق سطوح نكبتنا، سنعزفها

لأقمار مشوهّة ..و أحجار

و لكنيّ نسيت.. نسيت يا مجهولة الصوت:

رحيلك أصداء الجيتار.. أم صمتي؟!

رأيتك أمس في الميناء

مسافرة بلا أهل .. بلا زاد

ركضت إليك كالأيتام،

أسأل حكمة الأجداد :

لماذا تسحب البيّارة الخضراء

إلى سجن، إلى منفى، إلى ميناء

و تبقى رغم رحلتها

و رغم روائح الأملاح و الأشواق ،

تبقى دائما خضراء؟

و أكتب في مفكرتي:

أحبّ البرتقال. و أكره الميناء

و أردف في مفكرتي :

على الميناء

وقفت .و كانت الدنيا عيون الشتاء

و قشرةالبرتقال لنا. و خلفي كانت الصحراء !

رأيتك في جبال الشوك

راعية بلا أغنام

مطاردة، و في الأطلال..

و كنت حديقتي، و أنا غريب الدّار

أدقّ الباب يا قلبي

على قلبي..

يقوم الباب و الشبّاك و الإسمنت و الأحجار !

رأيتك في خوابي الماء و القمح

محطّمة .رأيتك في مقاهي الليل خادمة

رأيتك في شعاع الدمع و الجرح.

و أنت الرئة الأخرى بصدري ..

أنت أنت الصوت في شفتي ..

و أنت الماء، أنت النار!

رأيتك عند باب الكهف.. عند الدار

معلّقة على حبل الغسيل ثياب أيتامك

رأيتك في المواقد.. في الشوارع..

في الزرائب.. في دم الشمس

رأيتك في أغاني اليتم و البؤس !

رأيتك ملء ملح البحر و الرمل

و كنت جميلة كالأرض.. كالأطفال.. كالفلّ

و أقسم:

من رموش العين سوف أخيط منديلا

و أنقش فوقه لعينيك

و إسما حين أسقيه فؤادا ذاب ترتيلا ..

يمدّ عرائش الأيك ..

سأكتب جملة أغلى من الشهداء و القبّل:

"فلسطينية كانت.. و لم تزل!"

فتحت الباب و الشباك في ليل الأعاصير

على قمر تصلّب في ليالينا

وقلت لليلتي: دوري!

وراء الليل و السور..

فلي وعد مع الكلمات و النور..

و أنت حديقتي العذراء..

ما دامت أغانينا

سيوفا حين نشرعها

و أنت وفية كالقمح ..

ما دامت أغانينا

سمادا حين نزرعها

و أنت كنخلة في البال،

ما انكسرت لعاصفة و حطّاب

وما جزّت ضفائرها

وحوش البيد و الغاب..

و لكني أنا المنفيّ خلف السور و الباب

خذني تحت عينيك

خذيني، أينما كنت

خذيني ،كيفما كنت

أردّ إلي لون الوجه و البدن

وضوء القلب و العين

و ملح الخبز و اللحن

و طعم الأرض و الوطن!

خذيني تحت عينيك

خذيني لوحة زيتّية في كوخ حسرات

خذيني آية من سفر مأساتي

خذيني لعبة.. حجرا من البيت

ليذكر جيلنا الآتي

مساربه إلى البيت!

فلسطينية العينين و الوشم

فلسطينية الإسم

فلسطينية الأحلام و الهم

فلسطينية المنديل و القدمين و الجسم

فلسطينية الكلمات و الصمت

فلسطينية الصوت

فلسطينية الميلاد و الموت

حملتك في دفاتري القديمة

نار أشعاري

حملتك زاد أسفاري

و باسمك صحت في الوديان:

خيول الروم! أعرفها

و إن يتبدل الميدان!

خذوا حذّرا..

من البرق الذي صكّته أغنيتي على الصوّان

أنا زين الشباب ،و فارس الفرسان

أنا. و محطّم الأوثان.

حدود الشام أزرعها

قصائد تطلق العقبان!

و باسمك، صحت بالأعداء:

كلى لحمي إذا ما نمت يا ديدان

فبيض النمل لا يلد النسور..

و بيضة الأفعى ..

يخبىء قشرها ثعبان!

خيول الروم.. أعرفها

و أعرف قبلها أني

أنا زين الشباب، و فارس الفرسان

نــجــم
15-04-2011, 03:57 PM
قال المغني


هكذا يكبر الشجر

و يذوب الحصى..

رويدا رويدا

من خرير النهر!

المغني ،على طريق المدينة

ساهر اللحن.. كالسهر

قال للريح في ضجر:

_دمّريني ما دمت أنت حياتي

مثلما يدّعي القدر_

..و اشربيني نخب انتصار الرفات

هكذا ينزل المطر

يا شفاه المدينة الملعونة!

أبعدوا عنه سامعيه

و السكارى..

و قيّدوه

و رموه في غرفة التوقيف

شتموا أمه، و أمّ أبيه

و المغني..

يتغنى بشعر شمس الخريف

يضمد الجرح.. بالوتر!

المغني على صليب الألم

جرحه ساطع كنجم

قال للناس حوله

كلّ شيء.. سوى الندم:

هكذا متّ واقفا

واقفا متّ كالشجر!

هكذا يصبح الصليب

منبرا.. أو عصا نغم

و مساميره.. وتر!

هكذا ينزل المطر

هكذا يكبر الشجر ..

نــجــم
15-04-2011, 03:57 PM
صوت وسوط



لو كان لي برج،

حبست البرق في جيبي

و أطفأت السحاب ..

لو كان لي في البحر أشرعة،

أخذت الموج و الإعصار في كفّي

و نوّمت العباب..

لو كان عندي سلّم،

لغرست فوق الشمس رايتي التي

اهترأت على الأرض الخراب ..

لو كان لي فرس،

تركت عنانها

و لجمت حوذيّ الرياح على الهضاب ..

لو كان لي حقل و محراث ،

زرعت القلب و الأشعار

في بطن التراب..

لو كان لي عود،

ملأت المت أسئلة ملحّنة ،

و سلّيت الصحاب ..

لو كان لي قدم،

مشيت.. مشيت حتى الموت

من غاب لغاب ..

لو كان لي ،

حتى صليبي ليس لي

إنّي له ،

حتى العذاب !

_ماذا تبقّى أيّها المحكوم؟

إنّ الليل خيّم مرّة أخرى..

و تهتف: لا أهاب ؟!

_يا سيداتي.. سادتي!

يا شامخين على الحراب!

الساق تقطع.. و الرقاب

و القلب يطفأ_ لو أردتم_

و السحاب..

يمشي على أقدامكم ..

و العين تسمل ،و الهضاب

تنهار لو صحتم بها

و دمي المملّح بالتراب!

إن جفّ كرمكم ،

يصير إلى شراب !

و النيل يسكب في الفرات،

إذا أردتم ،و الغراب ..

لو شئتم.. في الليل شاب!

لكنّ صوتي صاح يوما:

لا أهاب

فلتجلدوه إذا استطعتم..

و اركضوا خلف الصدى

ما دام يهتف: لا أهاب!

نــجــم
15-04-2011, 03:57 PM
أغاني الأسير



ملوّحة، يا مناديل حبّي

عليك السلام!

تقولين أكثر مما يقول

هديل الحمام

و أكثر من دمعة

خلف جفن.. ينام

على حلم هارب!

مفتّحة، يا شبابيك حبيّ

تمرّ المدينة

أمامك ،عرس طغاة

ومرثاة أمّ حزينة

و خلف الستائر، أقمارنا

بقايا عفونه.

و زنزانتي.. موصدة !

ملوّثة، يا كؤوس الطفولة

بطعم الكهولة

شربنا ،شربنا

على غفلة من شفاه الظمإ

و قلنا:

نخاف على شفتينا

نخاف الندى.. و الصدأ!

و جلستنا، كالزمان، بخيله

و بيني و بينك نهر الدم

معلّقه، يا عيون الحبيبة

على حبل نور

تكسّر من مقلتين

ألا تعلمين بأني

أسير اثنين؟

جناحاي: أنت و حريتّي

تنامان خلف الضفاف الغريبة

أحبّكما، هكذا، توأمين!

نــجــم
15-04-2011, 03:58 PM
ولادة



_كانت أشجار التين

و أبوك..

و كوخ الطين

و عيون الفلاحين

تبكي في تشرين!

_المولود صبي

ثالثهم..

و الثدي شحيح

و الريح

ذرت أوراق التين !

حزنت قارئة الرمل

وروت لي،

همسا،

هذا الغضن حزين !

_يا أمي

جاوزت العشرين

فدعي الهمّ، و نامي!

إن قصفت عاصفة

في تشرين..

ثالثهم..

فجذور التين

راسخة في الصخر.. و في الطين

تعطيك غصونا أخرى..

و غصون!

نــجــم
15-04-2011, 03:58 PM
إلى أمي



أحنّ إلى خبز أمي

و قهوة أمي

و لمسة أمي

و تكبر في الطفولة

يوما على صدر يوم

و أعشق عمري لأني

إذا متّ،

أخجل من دمع أمي!

خذيني ،إذا عدت يوما

وشاحا لهدبك

و غطّي عظامي بعشب

تعمّد من طهر كعبك

و شدّي وثاقي..

بخصلة شعر

بخيط يلوّح في ذيل ثوبك..

عساي أصير إلها

إلها أصير..

إذا ما لمست قرارة قلبك!

ضعيني، إذا ما رجعت

وقودا بتنور نارك..

وحبل غسيل على سطح دارك

لأني فقدت الوقوف

بدون صلاة نهارك

هرمت ،فردّي نجوم الطفولة

حتى أشارك

صغار العصافير

درب الرجوع..

لعشّ انتظارك!

نــجــم
15-04-2011, 03:58 PM
أهديها غزالا



وشاح المغرب الوردي فوق ضفائر الحلوه

و حبة برتقال كانت الشمس.

تحاول كفها البيضاء أن تصطادها عنوة

و تصرخ بي، و كل صراخها همس:

أخي !يا سلمي العالي!

أريد الشمس بالقوة!

..و في الليل رماديّ، رأينا الكوكب الفضي

ينقط ضوءه العسلي فوق نوافذ البيت.

وقالت، و هي حين تقول، تدفعني إلى الصمت:

تعال غدا لنزرعه.. مكان الشوك في الأرض!

أبي من أجلها صلّى و صام..

و جاب أرض الهند و الإغريق

إلها راكعا لغبار رجليها

وجاع لأجلها في البيد.. أجيالا يشدّ النوق

و أقسم تحت عينيها

يمين قناعة الخالق بالمخلوق!

تنام، فتحلم اليقظة في عيني مع السّهر

فدائيّ الربيع أنا، و عبد نعاس عينيها

وصوفي الحصى، و الرمل، و الحجر

سأعبدهم، لتلعب كالملاك، و ظل رجليها

على الدنيا، صلاة الأرض للمطر

حرير شوك أيّامي ،على دربي إلى غدها

حرير شوك أيّامي!

و أشهى من عصير المجد ما ألقى.. لأسعدها

و أنسى في طفولتها عذاب طفولتي الدامي

و أشرب، كالعصافير، الرضا و الحبّ من يدها

سأهديها غزالا ناعما كجناح أغنية

له أنف ككرملنا..

و أقدام كأنفاس الرياح، كخطو حريّة

و عنق طالع كطلوع سنبلنا

من الوادي ..إلى القمم السماويّة!

سلاما يا وشاح الشمس، يا منديل جنتنا

و يا قسم المحبة في أغانينا!

سلاما يا ربيعا راحلا في الجفن! يا عسلا بغصّتنا

و يا سهر التفاؤل في أمانينا

لخضرة أعين الأطفال.. ننسج ضوء رايتنا!

نــجــم
15-04-2011, 03:58 PM
شهيد الأغنية




نصبوا الصليب على الجدار

فكّوا السلاسل عن يدي.

و السوط مروحة.و دقات النعال

لحن يصفر: سيدي!

و يقول للموتى: حذار !

_يا أنت !

قال نباح وحش:

أعطيك دربك لو سجدنت

أمامعرشي سجدتين !

و لثمت كفي، في حياء، مرتين

أو ..

تعتلي خشب الصليب

شهيدأغنية.. و شمس!

ما كنت أول حامل إكليل شوك

لأقول للسمراء: إبكي!

يا من أحبك، مثل إيماني ،

ولاسمك في فمي المغموس

بالعطش المعفر بالغبار

طعم النبيذ إذا تعتق في الجرار!

ما كنت أول حامل إكليل شوك

لأقول: إبكي!

فعسى صليبي صهوة،

و الشوك فوق جبيني المنقوش

بالدم و الندى

إكليل غار!

و عساي آخر من يقول:

أنا تشهيت الردى !

نــجــم
15-04-2011, 03:58 PM
تموز و الأفعى



تموز مرّ على خرائبنا

و أيقظ شهوة الأفعى.

القمح يحصد مرة أخرى

و يعطش للندى..المرعى

تموز عاد، ليرجم الذكرى

عطشا ..و أحجارا من النار

فتساءل المنفيّ:

كيف يطيع زرع يدي

كفا تسمم ماء أباري؟

و تساءل الأطفال في المنفى:

أباؤنا ملأوا ليالينا هنا.. وصفا

عن مجدنا الذهبي

قالوا كثيرا عن كروم التين و العنب

تموز عاد، و ما رأينا

و تنهّد المسجون: كنت لنا

يا محرقي تموز... معطاء

رخيصا مثل نور الشمس و الرمل

و اليوم، تجلدنا بسوط الشوق و الذل

تموز.. يرحل عن بيادرنا

تموز، يأخذ معطف اللهب

لكنه يبقى بخربتنا

أفعى

ويترك في حناجرنا

ظمأ

و في دمنا..

خلود الشوق و الغضب

نــجــم
15-04-2011, 03:58 PM
برقية من السجن


من آخر السجن، طارت كفّ أشعاري

تشد أيديكم ريحا ..على نار

أنا هنا، ووراء السور، أشجاري

تطوّع الجبل المغرور.. أشجاري

مذ جئت أدفع مهر الحرف، ما ارتفعت

غير النجوم على أسلاك أسواري

أقول للمحكم الأصفاد حول يدي:

هذي أساور أشعاري و إصراري

في حجم مجدكم نعلي، و قيد يدي

في طول عمركم المجدول بالعار:

أقول للناس ،للأحباب: نحن هنا

أسرى محبتكم في الموكب الساري

في اليوم، أكبر عاما في هوى وطني

فعانقوني عناق الريح للنار

نــجــم
15-04-2011, 03:58 PM
السجن



تغيرّ عنوان بيتي

و موعد أكلي

و مقدار تبغي تغيرّ

و لون ثيابي، ووجهي، و شكلي

و حتى القمر

عزيز عليّ هنا ..

صار أحلى و أكبر

و رائحة الأرض: عطر

و طعم الطبيعة: سكر

كأني على سطح بيتي القديم

و نجم جديد..

بعيني تسمّر

نــجــم
15-04-2011, 03:59 PM
وشم العبيد


روما على جلودنا

أرقام أسرى .و السياط

تفكها إذا هوت، أو ترتخي..

كان العبيد عزّلا

ففتتوا البلاط!

بابل حول جيدنا

وشم سبايا عائدة

تغيرت ملابس الطاغوت

من عاش بعد الموت

لو آمنت.. لا يموت

متنا و عشنا، و الطريق واحدة !

إفريقيا في رقصنا

طبل.. و نار حافية

وشهوة على دخان غانية.

في ذات يوم.. أحسن العزف على

ناي الجذوع الهاوية .

أنوّم الأفعى

و أرمي نابها في ناحية

فتلقي في رقصة جديدة.. جديدة

إفريقيا..وآسيه!

نــجــم
15-04-2011, 03:59 PM
صوت من الغابة



من غابة الزيتون

جاء الصدى..

و كنت مصلوبا على النار!

أقول للغربان: لا تنهشي

فربما أرجع للدار

و ربما تشتي السما

ربما ..

تطفيء هذا الخشب الضاري !

أنزل يوما عن صليبي

ترى..

كيف أعود حافيا.. عاري!؟

نــجــم
15-04-2011, 03:59 PM
في انتظار العائدين



أكواخ أحبابي على صدر الرمال

و أنا مع الأمطار ساهر..

و أنا ابن عوليس الذي انتظر البريد من الشمال

ناداه بحّار، و لكن لم يسافر.

لجم المراكب، و انتحى أعلى الجبال

_يا صخرة صلّى عليها والدي لتصون ثائر

أنا لن أبيعك باللآلي.

أنا لن أسافر..

لن أسافر..

لن أسافر!

أصوات أحبابي تشق الريح، تقتحم الحصون

_يا أمنا انتظري أمام الباب.. إنّا عائدون

هذا زمان لا كما يتخيلون..

بمشيئة الملاّح تجري الريح ..

و التيار يغلبه السفين !

ماذا طبخت لنا؟ فإنّا عائدون.

نهبوا خوابي الزيت، يا أمي، و أكياس الطحين

هاتي بقول الحقل! هاتي العشب!

إنّا عائدون!

خطوات أحبابي أنين الصخر تحت يد الحديد

و أنا مع الأمطار ساهد

عبثا أحدّق في البعيد

سأظل فوق الصخر.. تحت الصخر.. صامد

نــجــم
15-04-2011, 03:59 PM
مطر

-1-

ناري،

و خمس زنابق شمعية في المزهرية

و عزاؤنا الموروث:

في الغيمات ماء

و الأرض تعطش. و السماء

تروى. و خمس زنابق شمعية في المزهرية.

-2-

عفوية صلوات جدتنا، و كان

جدي يحب الكستنا

و طعام أمي

قد كنت كالحمل الوديع

و كان همي

أن يفاجئنا الربيع !

يا جدي المرحوم! أهلا بالمطر

يروي ثراك. فلا يزال السنديان

من يومها يدمي الحجر!

-3-

لنقل مع الأجداد :خير!

هذا مخاض الأرض: خير !

تضع الوليد غدا.. ربيعا أخضرا!

كعيون سائحة أطلّت ذات فجر!

لا الأم أمي ..

لا الوليد أخي ،و لا

ذات العيون الخضر لي

و أقول :خير!

-4-

يا نوح!

هبني غصن زيتون

ووالدتي.. حمامة!

إنّا صنعنا جنة

كانت نهايتها صناديق القمامة!

يا نوح!

لا ترحل بنا

إن الممات هنا سلامة

إنّا جذور لا تعيش بغير أرض..

و لتكن أرضي قيامه!

نــجــم
15-04-2011, 04:00 PM
قمر الشتاء



سألّم جثتك الشهيدة

و أذيبها بالملح و الكبريت ..

ثم أعبّها ..

كالشاي

كالخمر الرديئة..

كالقصيدة

في سوق شعر خائب

و أقول للشعراء:

يا شعراء أمتنا المجيدة!

أنا قاتل القمر الذي

كنتم عبيدة!!

سيقال: كالمتسول المنفي.. كان

ردّوه عن كل النوافذ

و هو يبحث عن حنان.

لا عاشقان

يتذكّران...

_قلبي على قمر

تحجّر في مكان

و يقال.. كان!

و أنا على الإسفلت

تحت الريح و الأمطار

مطعون الجنان

لا تفتح الأبواب في وجهي

و لا تمتد نحو يدي يدان

عيني على قمر الشتاء..

وقد ترمّد في دمي..

قلبي على قرص الدخان!

لا تظلموني أيّها الجبناء

لم أقتل سوى نذل جبان

بالأمس عاهدني

و حين أتيته في الصبح.. خان..

نــجــم
15-04-2011, 04:00 PM
خواطر في شارع


يا شارع الأضواء! ما لون السماء

و علام يرقص هؤلاء؟

من أين أعبر، و صدور على الصدور

و الساق فوق الساق. ما جدوى بكائي

أي عاصفة يفتتها البكاء؟

فتيممي يا مقلتي حتى يصير الماء ماء

و تحجّري يا خطوتي!

هذا المساء..

قدر أسلمه سعير الكبرياء

من أي عام

أمشي بلا لون، فلا أصحو و لا أغفو

و أبحث عن كلام؟

أتسلق الأشجار أحيانا

و أحيانا أجدّف في الرغام

و الشمس تشرق ثم تغرب.. و الظلام

يعلو و يهبط. و الحمام

ما زال يرمز للسلام!

يا شارع الأضواء، ما لون الظلام

و علام يرقص هؤلاء؟

و متى تكفّ صديقتي بالأمس، قاتلتي

تكفّ عن الخيانة و الغناء؟

الجاز يدعوها؟

و لكني أناديها.. أناديها.. أناديها.

و صوت الجاز مصنوع

و صوتي ذوب قلب تحت طاحون المساء

لو مرة في العمر أبكي

يا هدوء الأنبياء

لكن زهر النار يأبى أن يعرّض للشتاء

يا وجه جدي

يا نبيا ما ابتسم

من أي قبر جئتني.

و لبست قمبازا بلون دم عتيق

فوق صخرة

و عباءة في لون حفرة

يا وجه جدي

يا نبيا ما ابتسم

من أي قبر جئتني

لتحيلني تمثال سم.

الدين أكبر

لم أبع شبرا، و لم أخضع لضيم

لكنهم رقصوا و غنوا فوق قبرك..

فلتنم

صاح أنا.. صاح أنا.. صاح أنا

حتى العدم

نــجــم
15-04-2011, 04:00 PM
تحد




شدّوا وثاقي

و امنعوا عني الدفاتر

و السجائر

و ضعوا التراب على فمي

فالشعر دم القلب..

ملح الخبز..

ماء العين

يكتب بالأظافر

و المحاجر

و الخناجر

سأقولها

في غرفة التوقيف

في الحمام

في الإسطبل..

تحت السوط ..

تحت القيد

في عنف السلاسل

مليون عصفور

على أغصان قلبي

يخلق اللحن المقاتل

نــجــم
15-04-2011, 04:00 PM
ناي



لا تقتلوني أيّها الرعاة

لا تعزفوا

خافوا عليّ الله

أستحلف الفحيح أن ينام

في ألحانكم ..

حتى أمرّ في سلام

زنجار! يا قاتلي زنجار

لا تنتظري

إني سمعت الناي

لا تنتظري

إني هجرت الدار!

نــجــم
15-04-2011, 04:00 PM
المناديل



كمقابر الشهداء صمتك

و الطريق إلى امتداد

ويداك... أذكر طائرين

يحوّمان على فؤادي

فدعي مخاص البرق

للأفق المعبّأ بالسواد

و توقّعي قبلا مدماة

و يوما دون زاد

و تعودي ما دمت لي

موتي ...و أحزان البعاد!

كفنّ مناديل الوداع

و خفق ريح في الرماد

ما لوّحت، إلاّ ودم سال

في أغوار واد

وبكى، لصوت ما، حنين

في شراع السندباد

ردّي، سألتك، شهقة المنديل

مزمارا ينادي..

فرحي بأن ألقاك وعدا

كان يكبر في بعادي

ما لي سوى عينيك، لا تبكي

على موت معاد

لا تستعيري من مناديلي

أناشيد الوداد

أرجوك! لفيها ضمادا

حول جرح في بلادي

نــجــم
15-04-2011, 04:00 PM
خائف من القمر



خبّئيني. أتى القمر

ليت مرآتنا حجر!

ألف سرّ سري

وصدرك عار

و عيون على الشجر

لا تغطّي كواكبا

ترشح الملح و الخدر

خبّئيني.. من القمر!

وجه أمسي مسافر

ويدانا على سفر

منزلي كان خندقا

لا أراجيح للقمر..

خبّئيني.. بوحدتي

و خذي المجد.. و السهر

و دعي لي مخدتي

أنت عندي

أم القمر؟!

نــجــم
15-04-2011, 04:01 PM
أبيات غزل



سألتك: هزّي بأجمل كف على الارض

غصن الزمان!

لتسقط أوراق ماض وحاضر

ويولد في لمحة توأمان:

ملاك..وشاعر!

ونعرف كيف يعود الرماد لهيبا

إذا اعترف العاشقان!

أتفاحتي! يا أحبّ حرام يباح

إذا فهمت مقلتاك شرودي وصمتي

أنا، عجبا، كيف تشكو الرياح

بقائي لديك؟ و أنت

خلود النبيذ بصوتي

و طعم الأساطير و الأرض.. أنت !

لماذا يسافر نجم على برتقاله

و يشرب يشرب يشرب حتى الثماله

إذا كنت بين يديّ

تفتّت لحن، وصوت ابتهاله

لماذا أحبك؟

كيف تخر بروقي لديك ؟

و تتعب ريحي على شفتيك

فأعرف في لحظة

بأن الليلي مخدة

و أن القمر

جميل كطلعة وردة

و أني وسيم.. لأني لديك!

أتبقين فوق ذراعي حمامة

تغمّس منقارها في فمي؟

و كفّك فوق جبيني شامه

تخلّد وعد الهوى في دمي ؟

أتبقين فوق ذراعي حمامه

تجنّحي.. كي أطير

تهدهدني..كي أنام

و تجعل لا سمي نبض العبير

و تجعل بيتي برج حمام؟

أريدك عندي

خيالا يسير على قدمين

و صخر حقيقة

يطير بغمرة عين !

نــجــم
15-04-2011, 04:01 PM
لوحة على الأفق




رأيت جبينك الصيفيّ

مرفوعا على الشفق

(و شعرك ماعز) يرعى

حشيش الغيم في الأفق

تودّ العين.. لو طارت إليك

كما يطير النوم من سجني

يود القلب لو يحبو إليك

على حصى الحزن

يود الثغر لو يمتص

عن شفتيك ..

ملح البحر، و الزمن

يود.. يود. لكني

وراء حديد شباكي

أودع وجهك الباكي

غريقا فوق دمّ الشمس ..

مهدورا على الأفق

فأحمل فوق جرح القلب جرحين

و لكني.. أحاول أن أضمدها.. أوسدها

ذراع تمرّد الحزن!

نــجــم
15-04-2011, 04:01 PM
دعوه للتذكار



مرّي بذاكرتي!

فأسواق المدينة

مرّت

و باب المطعم الشتوي

مرّ.

و قهوة الأمس السخينه

مرّت.

و ذاكرتي تنقرها..

العصافير المهاجرة الحزينة

لم تنس شيئا غير وجهك

كيف ضاع؟

و أنت مفتاحي إلى قلب المدينة ؟

نــجــم
15-04-2011, 04:01 PM
قصائد عن حب قديم



-1-

على الأقاض وردتنا

ووجهانا على الرمل

إذا مرّت رياح الصيف

أشرعنا المناديلا

على مهل.. على مهل

و غبنا طيّ أغنيتين، كالأسرى

نراوغ قطرة الطل

تعالي مرة في البال

يا أختاه!

إن أواخر الليل

تعرّيني من الألوان و الظلّ

و تحميني من الذل!

و في عينيك، يا قمري القديم

يشدني أصلي

إلى إغفاءه زرقاء

تحت الشمس.. و النخل

بعيدا عن دجى المنفى..

قريبا من حمى أهلي

-2-

تشهّيت الطفوله فيك.

مذ طارت عصافير الربيع

تجرّد الشجر

وصوتك كان، يا ماكان،

يأتي

من الآبار أحيانا

و أحيانا ينقطه لي المطر

نقيا هكذا كالنار

كالأشجار.. كالأشعار ينهمر

تعالي

كان في عينيك شيء أشتهيه

و كنت أنتظر

و شدّيني إلى زنديك

شديني أسيرا

منك يغتفر

تشهّيت الطفولة فيك

مذ طارت

عصافير الربيع

تجرّد الشجرّ!

-3-

..و نعبر في الطريق

مكبلين..ز

كأننا أسرى

يدي، لم أدر، أم يدك

احتست وجعا

من الأخرى؟

و لم تطلق، كعادتها،

بصدري أو بصدرك..

سروة الذكرى

كأنّا عابرا درب،

ككلّ الناس ،

إن نظرا

فلا شوقا

و لا ندما

و لا شزرا

و نغطس في الزحام

لنشتري أشياءنا الصغرى

و لم نترك لليلتنا

رمادا.. يذكر الجمرا

وشيء في شراييني

يناديني

لأشرب من يدك ترمد الذكرى

-4-

ترجّل، مرة، كوكب

و سار على أناملنا

و لم يتعب

و حين رشفت عن شفتيك

ماء التوت

أقبل، عندها، يشرب

و حين كتبت عن عينيك

نقّط كل ما أكتب

و شاركنا و سادتنا..

و قهوتنا

و حين ذهبت ..

لم يذهب

لعلي صرت منسيا

لديك

كغيمة في الريح

نازلة إلى المغرب..

و لكني إذا حاولت

أن أنساك..

حطّ على يدي كوكب

-5-

لك المجد

تجنّح في خيالي

من صداك..

السجن، و القيد

أراك ،استند

إلى وساد

مهرة.. تعدو

أحسك في ليالي البرد

شمسا

في دمي تشدو

أسميك الطفوله

يشرئب أمامي النهد

أسميك الربيع

فتشمخ الأعشاب و الورد

أسميك السماء

فتشمت الأمطار و الرعد

لك المجد

فليس لفرحتي بتحيري

حدّ

و ليس لموعدي وعد

لك.. المجد

-6-

و أدركنا المساء..

و كانت الشمس

تسرّح شعرها في البحر

و آخر قبلة ترسو

على عينيّ مثل الجمر

_خذي مني الرياح

و قّبليني

لآخر مرة في العمر

..و أدركها الصباح

و كانت الشمس

تمشط شعرها في الشرق

لها الحناء و العرس

و تذكرة لقصر الرق

_خذي مني الأغاني

و اذكريني..

كلمح البرق

و أدركني المساء

و كانت الأجراس

تدق لموكب المسبية الحسناء

و قلبي بارد كالماس

و أحلامي صناديق على الميناء

_خذي مني الربيع

وودّعيني ..

نــجــم
15-04-2011, 04:01 PM
أبي



غضّ طرفا عن القمر

وانحنى يحضن التراب

وصلّي..

لسماء بلا مطر،

و نهاني عن السفر!

أشعل البرق أوديه

كان فيها أبي

يربيي الحجارا

من قديم.. و يخلق الأشجار

جلده يندف الندى

يده تورق الشجر

فبكى الأفق أغنية:

_كان أوديس فارسا..

كان في البيت أرغفه

و نبيذ، و أغطية

و خيول، و أحذيه

و أبي قال مرة

حين صلّى على حجر:

غض طرقا عن القمر

واحذر البحر.. و السفر !

يوم كان الإله يجلد عبده

قلت: يا ناس! نكفر؟

فروى لي أبي.. و طأطأ زنده:

في حوار مع العذاب

كان أيوب يشكر

خالق الدود ..و السحاب 1

خلق الجرح لي أنا

لا لميت.. و لا صنم

فدح الجرح و الألم

و أعني على الندم!

مرّ في الأفق كوكب

نازلا.. نازلا

و كان قميصي

بين نار، و بين ريح

و عيوني تفكر

برسوم على التراب

و أبي قال مرة:

الذي ما له وطن

ما له في الثرى ضريح

..و نهاني عن السفر

نــجــم
15-04-2011, 04:02 PM
نشيد



-1-

لأجمل ضفة أمشي

فلا تحزن على قدمي

من الأشواك

إن خطاي مثل الشمس

لا تقوى بدون دمي!

لأجمل ضفة أمشي

فلا تحزن على قلبي

من القرصان..

إن فؤادي المعجون كالأرض

نسيم في يد الحبّ

و بارود على البغض!

لأجمل ضفة أمشي

فإمّا يهتريء نعلي

أضع رمشي

نعم.. رمشي!

و لا أقف

و لا أهفو إلى نوم و أرتجف

لأن سرير من ناموا

بمنتصف الطريق..

كخشبة النعش!

تعالوا يا رفاق القيد و الأحزان

كي نمشي

لأجمل ضفة نمشي

فلن نقهر

و لن نخسر

سوى النعش!

-2-

إلى الأعلى

حناجرنا

إلى الأعلى

محاجرنا

إلى الأعلى

أمانينا

إلى الأعلى

أغانينا

سنصنع من مشانقنا

و من صلبان حاصرنا و ماضينا

سلالم للغد الموعود

ثم نصيح يا رضوان!

إفتح بابك الموصود!

سنطلق من حناجرنا

و من شكوى مراثينا

قصائد. كالنبيذ الحلو

تكرع في ملاهينا

و تنشد في الشوارع

في المصانع

في المحاجر

في المزارع

في نوادينا !

سننصب من محاجرنا

مراصد، تكشف الأبعد و الأعمق و الأروع

فلا نقشع

سوى الفجر

و لا نسمع

سوى النصر

فكل تمرّدّ في الأرض

يزلزلنا

و كل جميلة في الأرض

تقبّلنا

و كل حديقة في الأرض

نأكل حبه منها

و كل قصيدة في الأرض

إذا رقصت نخاصرها

و كل يتيمة في الأرض

إذا نادت نناصرها

سنخرج من معسكرنا

و منفانا

سنخرج من مخابينا

و يشتمنا أعادينا :

"هلا.. همج هم.. عرب "

نعم !عرب

و لا نخجل

و نعرف كيف نمسك قبضة المنجل

و كيف يقاوم الأعزل

و نعرف كيف نبني المصنع العصري

و المنزل..

و مستشفى

و مدرسة

و قنبلة

و صاروخا

و موسيقى

و نكتب أجمل الأشعار..

و ماذا بعد؟

سمعنا صوتك المدهون بالفسفور

سمعناه.. سمعناه

فكيف ستجعل الكلمات

أكواخ الدجى.. بلّور!

و دربك كله ديجور

و شعبك..

دمعة تبكي زمان النور

و أرضك..

نقش سجادة

على الطرقات مرمية

و أنت.. بدون زواده

و ماذا بعد؟ و ماذا بعد؟

جميل صوتك المحمول بالريح الشماليّة

و لكنا سئمناه !

صوت :

ذليل أنت كالإسفلت

ذليل أنت

يا من يحتمي بستارة الضجر

غبيّ أنت.. كالقمر

و مصلوب على حجر

فدعني أكمل الإنشاد

دعني أحمل الريح الشماليّة

و دعني أحبس الأعصار في كمي

و دعني أخزن الديناميت في دمي

ذليل أنت كالإسفلت

و كالقمر..

غبيّ أنت !

نشيد بنات طروادة

وداعا يا ليالي الطهر

يا أسوار طروادة

خرجنا من مخابينا

إلى أعراس غازينا

لنرقص فوق موت رجال طروادة

سبايا نحن، نعطيهم بكارتنا

و ما شاؤوا

لأنهم أشداء

و نرقد في مضاجع قاتلي أبطال طروادة

وداعا يا ليالي الطهر و الأحلام

يا ذكرى أحبتنا

سبايا نحن منذ اليوم

من آثار طرواده

تعليق النشيد

بلى، أصغيت للنغم

فلا تخضع لجناز الردى

قيثارك المشدود..

من قاع المحيط لجبهة القمم!

لئلا تجهض الأزهار و الكبريت

فوق فم

سيزهر مرة طلعا و قنديلا

و شعرا يصهر الفولاذ..

يرصف شارع النغم

لئلا تحقن الأجساد

أفيونا من الألم

نعم، أصغيت للنغم

و لكني، تحريت السنا في الدمع

لا ديمونة الظلم

لنحرق ريشة الماضي

و نعرف لحننا الرائد!

فمن عزمي

و من عزمك

و من لحمي

و من لحمك

نعبد شارع المستقبل الصاعد

صوت :

و ماذا بعد؟ ماذا بعد!

و شعبك..

دمعة ترثي زمان المجد

و لحن القيد

يجنزنا

و يحفر للذين يقامون اللحد!

مع المسيح

_ لو..

_أريد يسوع

_نعم! من أنت !

_أنا أحكي من" إسرائيل"

و في قدمي مسامير.. و إكليل

من الأشواك أحمله

فأي سبيل

أختار يا بن الله.. أي سبيل

أأكفر بالخلاص الحلو

أم أمشي؟

أم أمشيو أحتضر ؟

_أقول لكم أماما أيّها البشر!

مع محمّد !

_ألو..

_أريد محمّد !العرب

_نعم! من أنت ؟

_سجين في بلادي

بلا أرض

بلا علم

بلا بيت

رموا أهلي إلى المنفى

و جاؤوا يشترون رالنار من صوتى

لأخرج من ظلام السجن..

ما أفعل ؟

_تحدّ السجن و السجان

فإن حلاوة الإيمان

تذيب مرارة الحنظل!

مع حبقوق

_ألو ..هالوا

أموجود هنا حبقوق؟

_نعم من أنت؟

_أنا يا سيدي عربي

و كانت لي يد تزرع

ترابا سمدته يدا وعين أبي

و كانت لي خطى و عباءة..

و عمامة ودفوف

وكانت لي..

_كفي يا ابني1

على قلبي حكايتكم

على قلبي سكاكين

بقية النشيد

دعوني أكمل الإنشاد

فإن هدية الأجداد للأحفاد

"زرعنا.. فاحصدوا!"

و الصوت يأتينا سمادا

يغرق الصحراء بالمطر

و يخصب عاقر الشحر!

دعوني أكمل الإنشاد

نــجــم
15-04-2011, 04:02 PM
صلاة أخيرة



يخيّل لي أن عمري قصير

و أني على الأرض سائح

و أن صديقة قلبي الكسير

تخون إذا غبت عنها

و تشرب خمرا

لغيري،

لأني على الأرض سائح!

يخيل لي أن خنجر غدر

سيحفر ظهري

فتكتب إحدى الجرائد:

"كان يجاهد"

و يحزن أهلي و جيراننا

و يفرح أعداؤنا

و بعد شهور قليلة

يقولون: كان!

يخيل لي أن شعري الحزين

و هذي المراثي، ستصبح ذكرى

و أن أغاني الفرح

وقوس قزح

سينشدها آخرون

و أن فمي سوف يبقى مدمّى

على الرمل و العوسج

فشكرا لمن يحملون

توابيت أمواتهم!

و عفوا من المبصرين

أمامي لافتة النجم

في ليلة المدلج!

يخيل لي يا صليب بلادي

ستحرق يوما

و تصبح ذكرى ووشما

وحين سينزل عنك رمادي

ستضحك عين القدر

و تغمز: ماتا معا

لو أني، لو أني

أقبّل حتى الحجر

و أهتّف لم تبق إلاّ بلادي!

بلادي يا طفلة أمه

تموت القيود على قدميها

لتأتي قيود جديدة

متى نشرب الكأس نخبك

حتى و لو في قصيدة؟

ففرعون مات

و نيرون مات

و كل السنابل في أرض بابل

عادت إليها الحياة!

متى نشرب الكأس نخبك

حتى و لو في الأغاني

أيا مهرة يمتطيها طغاة الزمان

و تفلت منا

من الزمن الأول

_لجامك هذا.. دمي !

_و سرجك هذا.. دمي

إلى أين أنت إذن رائحة

أنا قد وصلت إلى حفرة

و أنت أماما.. أماما

إلى أين؟

يا مهرتي الجامحة؟!

يخيل لي أن بحر الرماد

سينبت بعدي

نبيذا و قمحا

و أني لن أطعمه

لأني بظلمة لحدي

و حيدّ مع الجمجمة

لأني صنعت مع الآخرين

خميرة أيامنا القادمة

و أخشاب مركبنا في بحار الرماد

يخيل لي أن عمري قصير

و أني على الأرض سائح

و لو بقيت في دمي

نبضة واحدة

تعيد الحياة إليّ

لو أني

أفارق شوك مسالكنا الصاعدة

لقلت ادفنوني حالا

أنا توأم القمة المارده!!

نــجــم
15-04-2011, 04:02 PM
الجرح القديم



واقف تحت الشبابيك،

على الشارع واقف

درجات السلّم المهجور لا تعرف خطوي

لا و لا الشبّاك عارف

من يد النخلة أصطاد سحابه

عندما تسقط في حلقي ذبابه

و على أنقاض أنسانيتي

تعبر الشمس و أقدام العواصف

واقف تحت الشبابيك العتيقه

من يدي يهرب دوريّ وأزهار حديقه

اسأليني: كم من العمر مضى حتى تلاقى

كلّ هذا اللون والموت، تلاقى بدقيقه؟

وأنا أجتاز سردابا من النسيان،

والفلفل، والصوت النحاسي

من يدي يهرب دوريّ..

وفي عيني ينوب الصمت عن قول الحقيقه!

عندما تنفجر الريح بجادي

وتكفّ الشمس عن طهو النعاس

وأسمّي كل شئ باسمه،

عندها أبتاع مفتاحا وشباكا جديدا

بأناشيد الحماس!

_أيّها القلب الذي يحرم من شمس النهار

ومن الأزهار والعيد، كفانا!

علمونا أن نصون الحب بالكره!

وأن نكسو ندى الورد.. غبار!

_أيّها الصوت الذي رفرف في لحمي

عصافبر لهب،

علّمونا أن نغني ،ونحب

كلّ ما يطلعه الحقل من العشب،

من النمل، وما يتركه الصيف على أطلال دار.

.علّمونا أن نغني، ونداري

حبّنا الوحشيّ، كي لا

يصبح الترنيم بالحب مملا!

عندما تنفجر الريح بجلدي

سأسمي كل شئ باسمه

وأدق الحزن والليل بقيدي

يا شبابيكي القديمه..!

نــجــم
15-04-2011, 04:02 PM
أغنية حب على الطيب



مدينة كل الجروح الصغيره

ألاتخمدين يدي؟

ألاتبعثين غزالاأليّ؟

وعن جبهتي تنفضين الدخان.. وعن رئتيّ

؟!

حنيني أليك ..اغتراب

ولقياك.. منفى1

أدقّ على كل باب..

أنادي، وأسأل، كيف

تصير النجوم تراب؟

أحبك، كوني صليبي

وكوني، كما شئت، برج حمام

أذا ذوبتني يدلك

ملأت الصحارى غمام

لحبك يا كلّ حبي، مذاق الزبيب

وطعم الدم

على جبهتي قمر لا يغيب

ونار وقيثارة في فمي!

إذا متّ حبا فلا تدفنيني

و خلي ضريحي رموش الرياح

لأزرع صوتك في كل طين

و أشهر سيفك كل ساح

أحبك، كوني صليبي

و ما شئت كوني

و كالشمس ذوبي

بقلبي ..و لا ترحميني

نــجــم
15-04-2011, 04:02 PM
خارج من الأسطورة



إنني أنهض من قاع الأساطير

و أصطاد على كل السطوح النائمة

خطوات الأهل و الأحباب.. أصطاد نجومي القاتمة

إنني أمشي على مهلي، و قلبي مثل نصف البرتقاله

و أنا أعجب للقلب الذي يحمل حاره

و جبالا، كيف لا يسأم حاله!

و أنا أمشي على مهلي.. و عيني تقرأ الأسماء

و الغيم على كل الحجارة

و على جيدك يا ذات العيون السود

يا سيفي المذهب

ها أنا أنهض من قاع الأساطير.. و ألعب

مثل دوريّ على الأرض.. و أشرب

من سحاب عالق في ذيل زيتون و نخل

ها أنا أشتمّ أحبابي و أهلي

فيك، يا ذات العيون السود.. يا ثوبي المقصّب

لم تزل كفّاك تلّين من الخضرة، و القمح المذهّب

و على عينيك ما زال بساط الصحو

بالوشم الحريري.. مكوكب!

إنني أقرأ في عينيك ميلاد النهار

إنني أقرأ أسرار العواصف

لم تشيخي.. لم تخوني.. لم تموتي

إنما غيّرت ألوان المعاطف

عندما انهار الأحبّاء الكبار

و امتشقنا، لملاقاة البنادق

باقة من أغنيات و زنابق!

آه.. يا ذات العيون السود ،و الوجه المعفر

يشرب الشارع و الملح دمي

كلما مرت على بالي أقمار الطفولة

خلف أسوارك يا سجن المواويل الطويلة

خلف أسوارك ،ربّيت عصافيري

و نحلي، و نبيذي،و خميله

نــجــم
15-04-2011, 04:03 PM
اعتذار




حلمت بعرس الطفولة

بعينين واسعتين حلمت

حلمت بذات الجديلة

حلمت بزيتونة لا تباع

ببعض قروش قليلة

حلمت بأسوار تاريخك المستحيلة

حلمت برائحة اللوز

تشعل حزن الليالي الطويلة

بأهلي حلمت..

بساعد أختي

سيلتفّ حولي وشاح بطولة

حلمت بليلة صيف

بسلّة تين

حلمت كثيرا

كثيرا حلمت ..

إذن سامحيني!!

نــجــم
15-04-2011, 04:05 PM
المستحيل



أموت اشتياقا

أموت احتراقا

وشنقا أموت

وذبحا أموت

و لكنني لا أقول

مضى حبنا، و انقضى

حبنا لا يموت

نــجــم
15-04-2011, 04:06 PM
الورد و القاموس



و ليكن .

لا بد لي ..

لا بد للشاعر من نخب جديد

و أناشيد جديدة

إنني أحمل مفتاح الأساطير و آثار العبيد

و أنا أجتاز سردابا من النسيان

و الفلفل، و الصيف القديم

و أرى التاريخ في هيئة شيخ،

يلعب النرد و يمتصّ النجوم

و ليكن

لا بدّ لي أن أرفض الموت،

و إن كانت أساطيري تموت

إنني أبحث في الأنقاض عن ضوء،و عن شعر جديد

آه.. هل أدركت قبل اليوم

أن الحرف في القاموس، يا حبي، بليد

كيف تحيا كلّ هذي الكلمات!

كيف تنمو؟.. كيف تكبر؟

نحن ما زلنا نغذيها دموع الذكريات

وإستعارات ..و سكّر!

وليكن..

لا بد لي أن أرفض الورد الذي

يأتي من القاموس، أو ديوان شعر

ينبت الورد على ساعد فلاّح، و في قبضة عامل

ينبت الورد على جرح مقاتل

و على جبهة صخر..

نــجــم
15-04-2011, 04:06 PM
وعود من العاصفة



و ليكن ..

لا بدّ لي أن أرفض الموت

و أن أحرق دمع الأغنيات الراعفه

و أعرّي شجر الزيتون من كل الغصون الزائفة

فإذا كنت أغني للفرح

خلف أجفان العيون الخائفة

فلأنّ العاصفة

وعدتني بنبيذ.. و بأنخاب جديده

و بأقواس قزح

و لأن العاصفة

كنست صوت العصافير البليده

و الغصون المستعارة

عن جذوع الشجرات الواقفه.

و ليكن..

لا بدّ لي أن أتباهى، بك، يا جرح المدينة

أنت يا لوحة برق في ليالينا الحزينة

يعبس الشارع في وجهي

فتحميني من الظل و نظرات الضغينة

سأغني للفرح

خلف أجفان العيون الخائفة

منذ هبت، في بلادي، العاصفة

وعدتني بنبيذ،وبأقواس قزح

نــجــم
15-04-2011, 04:07 PM
موال



خسرت حلما جميلا،

خسرت لسع الزنابق

و كان ليلي طويلا،

على سياج الحدائق

وما خسرت السبيلا

لقد تعوّد كفّى،

على جراح الأماني

هزي يدي بعنف.. ينساب نهر الأغاني

يا أم مهري و سيفي!

_يمّا.. مويل الهوى

_يمّا ..مويليا

"ضرب الخناجر.. و لا

"حكم النذل فيّا

*

يداك فوق جبيني،تاجان من كبرياء

إذا انحنيت ،انحنى ، تل وضاعت سماء

ولا أعود جديرا بقبلة أو دعاء

و الباب يوصد دوني

كوني على شفتيا اسما لكل الفصول

لم يأخذوا من يديّا ، إلا مناخ الحقول

و أنت عندي دنيا!

"يمّا.. مويل الهوى

"يمّا.. مويليا

"ضرب الخناجر.. و لا

"حكم النذل فيّا

*

الريح تنعس عندي .. على جبين ابتسامة

و القيد خاتم مجد ، و شامة للكرامة

و ساعدي.. للتحدي

على يديك تصلي طفولة المستقبل

وخلف خفنيك، طفلي يقول: يومي أجمل

و أنت شمسي و ظلي

*

"يمّا.. مويل الهوى

"يمّا.. مويليا

"ضرب الخناجر.. و لا

"حكم النذل فيّا

الأرض ،أم أنت عندي أم أنتما توأمان

مد مدّ للشمس زندي؟ الأرض، أم مقلتان

سيان سيان.. عندي

*

إذا خسرت الصديقة فقدت طعم السنابل

و إن فقدت الحديقة ضيّعت عطر الجدائل

و ضاع حلم الحقيقة

*

عن الورد أدافع شوقا إلى شفتيك

وعن تراب الشوارع خوفا على قدميك

و عن دفاعي أدافع

*

"يمّا..مويل الهوى

"يما.. مويليا

"ضرب الخناجر.. و لا

"حكم النذل فيّا

نــجــم
15-04-2011, 04:07 PM
جندي يحلم بالزنابق البيضاء



يحلم بالزنابق البيضاء

بغصن زيتون..

بصدرها المورق في المساء

يحلم_ قال لي _بطائر

بزهر ليمون

و لم يفلسف حلمه ل،م يفهم الأشياء

إلا كما يحسّها.. يشمّها

يفهم_ قال لي_ إنّ الوطن

أن أحتسي قهوة أمي

أن أعود في المساء..

سألته: و الأرض؟

قال: لا أعرفها

و لا أحس أنها جلدي و نبضي

مثلما يقال في القصائد

و فجأة، رأيتها

كما أرى الحانوت..و الشارع.. و الجرائد

سألته: تحبها

أجاب: حبي نزهة قصيرة

أو كأس خمر.. أو مغامرة

_من أجلها تموت ؟

_كلا!

و كل ما يربطني بالأرض من أواصر

مقالة نارية.. محاضرة!

قد علّموني أن أحب حبّها

و لم أحس أن قلبها قلبي،

و لم أشم العشب، و الجذور، و الغصون..

_و كيف كان حبّها

يلسع كالشموس ..كالحنين؟

أجابني مواجها:

_و سيلتي للحب بندقية

وعودة الأعياد من خرائب قديمة

و صمت تمثال قديم

ضائع الزمان و الهوية!

حدّثني عن لحظة الوداع

و كيف أمّة

تبكي بصمت عندما ساقوه

إلى مكان ما من الجبهة..

و كان صوت أمه الملتاع

يحفر تحت جلده أمنية جديدة :

لو يكبر الحمام في وزارة الدفاع

لو يكبر الحمام!..

..دخّن، ثم قال لي

كأنه يهرب من مستنقع الدماء:

حلمت بالزنابق البيضاء

بغصن زيتون..

بطائر يعانق الصباح

فوق غصن ليمون..

_وما رأيت؟

_رأيت ما صنعت

عوسجة حمراء

فجرتها في الرمل.. في الصدور.. في البطون..

_و كم قتلت ؟

_يصعب أن أعدهم..

لكنني نلت وساما واحدا

سألته، معذبا نفسي، إذن

صف لي قتيلا واحدا.

أصلح من جلسته ،وداعب الجريدة المطويّة

و قال لي كأنه يسمعني أغنية:

كخيمة هوى على الحصى

و عانق الكوكب المحطمة

كان على جبينه الواسع تاج من دم

وصدره بدون أوسمة

لأنه لم يحسن القتال

يبدو أنه مزارع أو عامل أو بائع جوال

كخيمة هوى على الحصى ..و مات..

كانت ذراعاه

ممدودتين مثل جدولين يابسين

و عندما فتّشت في جيوبه

عن اسمه، وجدت صورتين

واحد ..لزوجته

واحد.. لطفله ..

سألته: حزنت؟

أجابني مقاطعا يا صاحبي محمود

الحزن طيّر أبيض

لا يقرب الميدان. و الجنود

يرتكبون الإثم حين يحزنزن

كنت هناك آلة تنفث نارا وردى

و تجعل الفضاء طيرا أسودا

حدثّني عن حبه الأول،

فيما بعد

عن شوارع بعيدة،

و عن ردود الفعل بعد الحرب

عن بطولة المذياع و الجريدة

و عندما خبأ في منديله سعلته

سألته: أنلتقي

أجاب: في مدينة بعيدة

حين ملأت كأسه الرابع

قلت مازحا.. ترحل و.. الوطن ؟

أجاب: دعني..

إنني أحلم بالزنابق البيضاء

بشارع مغرّد و منزل مضاء

أريد قلبا طيبا، لا حشو بندقية

أريد يوما مشمسا، لا لحظة انتصار

مجنونة.. فاشيّة

أريد طفلا باسما يضحك للنهار،

لا قطعة في الآله الحربية

جئت لأحيا مطلع الشموس

لا مغربها

ودعني، لأنه.. يبحث عن زنابق بيضاء

عن طائر يستقبل الصباح

فوق غصن زيتون

لأنه لا يفهم الأشياء

إلاّ كما يحسّها.. يشمّها

يفهم_ قال لي_ إن الوطن

أن أحتسي قهوة أمي..

أن أعود، آمنا مع، المساء

أغنية ساذجة عن الطيب الأحمر

هل لكل الناس، في كل مكان

أذرع تطلع خبزا و أماني

و نشيدا وطنيا؟

فلماذا يا أبي نأكل غصّن السنديان

و نغني، خلسة، شعرا شجيا؟

يا أبي! نحن بخير و أمان

بين أحضان الصليب الأحمر!

عندما تفرغ أكياس الطحين

يصبح البدر رغيفا في عيوني

فلماذا يا أبي، بعت زغاريدي وديني

بفتات و بجبن أصفر

في حوانيت الصليب الأحمر؟

با أبي! هل غاية الزيتون تحمينا إذا جاء المطر؟

و هل الأشجار تغنينا عن النار، و هل ضوء القمر

سيذيب الثلج، أو يحرق أشباح الليالي

إنني أسأل مليون سؤال

و بعينيك أرى صمت الحجر

فأجبني، يا أبي أنت أبي

أم تراني صرت إبنا للصليب لبأحمر؟!

يا أبي هل تنبت الأزهار في ظل الصليب ؟

هل يغني عندليب

فلماذا نسفوا بيتي الصغيرا

و لماذا، يا أبي، تحلم بالشمس إذا جاء المغيب؟

و تناديني، تناديني كثيرا

و أنا أحلم بالحلووى و حبات الزبيب

في دكاكين الصليب الأحمر

حرموني من أراجيح النهار

عجنوا بالوحل خبزي ورموشي بالغبار

أخذوا مني حصاني الخشبي

جعلوني أحمل الأثقال عن ظهر أبي

جعلوني أحمل الليلة عام

آه من فجرني في لحظة جدول نار ؟

آه، من يسلبني طبع الحمام

تحت أعلام الصليب الأحمر

ملاحظة على الأغنية

أخذوا منك الحصان الخشبي

أخذوا، لا بأس ظل الكوكب

يا صبي!

يا زهرة البركان، يا نبض يدي

إنني أبصر في عينيك ميلاد الغد

وجوادا غاص في لحم أبي

نحن أدرى بالشياطين التي تجعل من طفل نبيّا

قل مع القائل:.. لم أسألك عبئا هينا

يا إلهي! أعطني ظهرا قويا..!

أخذوا بابا.. ليعطوك رياح

فتحوا جرحا ليعطوك صباح

هدموا بيتا لكي تبني وطن

حسن هذا.. حسن

نحن أدري بالشياطين التي تجعل من طفل نبيّا

قل مع القائل ل:..م أسألك عبئا هينا

يا إلهي! أعطني ظهرا قويا..!

نــجــم
15-04-2011, 04:08 PM
مغني الدم


لمغنّيك، على الزيتون، خمسون وتر

و مغنيك أسير كان للريح، و عبدا للمطر

و مغنيك الذي تاب عن نوم تسلّى بالسهر

سيسمي طلعة الورد، كما شئت، شرر

سيسمّي غابة الزيتون في ، ميلاد سحر

و سيبكي، هكذا اعتاد

إذا مرّ نسيم فوق خمسين وتر

آه يا خمسين لحنا دمويا

كيف صارت لركة الدمّ نجوما و شجر؟

الذي مات هو القاتل يا قيثارتي

و مغنيك انتصر!

إفتحي الأبواب يا قريتنا

إفتحيها للرياح الأربع

ودعي خمسين جرحا يتوهّج

كفر قاسم..

قرية تحلم بالقمح ،و أزهار البنفسج

و بأعراس الحمائم

............

_أحصدوهم دفعة واحدة

أحصدوهم

............

.......حصدوهم ...

............

آه يا سنبلة القمح على صدر الحقول

و مغنيك يقول:

ليتني أعرف سر الشجره

ليتني أدفن كل الكلمات الميته

ليت لي قوة صمت المقبرة

يا يدا تعزف، يا للعار! خمسين وتر

ليتني أكتب بالمنجل تاريخي

و بالفأس حياتي،

وجناح القبره

............

كفر قاسم

إنني عدت من الموت لأحيا، لأغني

فدعيني أستعر صوتي من جرح توهّج

و أعينيني على الحقد الذي يزرع في قلبي عوسج

إنني مندوب جرح لا يساوم

علمتني ضربة الجلاد أن أمشي على جرحي

و أمشي..

ثم أمشي ..

و أقاوم!

نــجــم
15-04-2011, 04:08 PM
حوار في تشرين



أحاور ورقة توت:

_و من سوء حظ العواصف أنّ المطر

يعيدك حيّه ،

و أن ضحيتها لا تموت

و أن الأيادي القويّة

تكبلها بالوتر!

سأدفع مهر العواصف

مزيدا من الحب للوردة الثاكله

و أبقى على قمة التل واقف

لأفضح سر الزوابع.. للقافلة

أحاور هبّة ريح :

إذا هاجر الزراع الأول

وعاث بحنطة القاتل

و إن قتلوه كما قتلوني

فلن تحملي الأرض يوما

و لن تنزعي جلدها عن جفوني

سأدفع مهر العواصف

مزيدا من الحب للوردة الثاكله

و أبقى على قمة التل واقف

لأفضح سر العواصف.. للقافلة !

أحاور روح الضحيّة :

و من سوء حظ العواصف أن المطر

يعيدك حيّة ..

و من حسن حظك أنك أنت الضحيّة

هلا.. يا هلا.. بالمطر!

نــجــم
15-04-2011, 04:08 PM
الموت مجانا



كان الخريف يمرّ في لحمي جنازة برتقال..

قمرا نحاسيا تفتته الحجارة و الرمال

و تساقط الأطفال في قلبي على مهج الرجال

كل الوجوم نصيب عيني ..كل شيء لا يقال..

و من الدم المسفوك أذرعة تناديني: تعال!

فلترفعي جيدا إلى شمس تحنّت بالدماء

لا تدفني موتاك!.. خليهم كأعمدة الضياء

خلي دمي المسفوك.. لافته الطغاة إلى المساء

خليه ندا للجبال الخضر في صدر الفضاء!

لا تسألي الشعراء أن يرثوا زغاليل الخميله

شرف الطفولة أنها

خطر على أمن القبيلة

إني أباركهم بمجد يرضع الدم و الرذيلة

و أهنيء الجلاد منتصرا على عين كحيلة

كي يستعير كساءه الشتوي من شعر الجديلة

مرحى لفاتح قرية!.. مرحى لسفاح الطفوله !..

يا كفر قاسم!.. إن أنصاب القبور يد تشدّ

و تشد للأعماق أغراسي و أغراس اليتامى إذ تمد

باقون.. يا يدك النبيلة، علمينا كيف نشدو

باقون مثل الضوء، و الكلمات، لا يلويهما ألم و قيد

يا كفر قاس!

إن أنصاب القبور يد تشد..!

نــجــم
15-04-2011, 04:08 PM
القتيل رقم 18


غابة الزيتون كانت مرة خضراء

كانت ..و السماء

غابة زرقاء.. كانت حبيبي

ما الذي غيرّها هذا المساء؟

............

أوقفوا سيارة العمال في منعطف الدرب

و كانوا هادئين

و أدارونا إلى الشرق.. و كانوا هادئين

............

كان قلبي مرة عصفور زرقاء.. يا عش حبيبي

و مناديلك عندي، كلها بيضاء، كانت حبيبي

ما الذي لطّخها هذا المساء؟

أنا لا أفهم شيئا يا حبيبي!

............

أوقفوا سيارة العمال في منتصف الدرب

و كانوا هادئين

و أدارونا إلى الشرق.. و كانوا هادئين

............

لك مني كلّ شيء

لك ظل لك ضوء

خاتم العرس، و ما شئت

و حاكورة زيتون و تين

و سآتيك كما في كل ليلة

أدخل الشبّاك، في الحلم، و أرمي لك فله

لا تلمني إن تأخرت قليلا

إنهم قد أوقفوني

غابة الزيتون كانت دائما خضراء

كانت يا حبيبي

إن خمسين ضحيّة

جعلتها في الغروب ..

بركة حمراء.. خمسين ضحيّة

يا حبيبي.. لا تلمني..

قتلوني.. قتلوني..

قتلوني..

نــجــم
15-04-2011, 04:08 PM
القتيل رقم 48



وجدوا في صدره قنديل ورد.. و قمر

وهو ملقى، ميتا، فوق حجّر

وجدوا في جيبه بعض قروش

وجدوا علبة كبريت،و تصريح سفرّ..

و على ساعده الغض نقوش.

قبلته أمّه..

و بكت عاما عليه

بعد عام، نبت العوسج ىفي عينيه

و اشتدّ الظلام

عندما شبّ أخوه

و مضى يبحث عن شغل بأسواق المدينة

حبسوه..

لم يكن تصريح سفر

إنه يحمل في الشارع صندوق عفونه

و صناديق أخر

آه: أطفال بلادي

هكذا مات القمر!

نــجــم
15-04-2011, 04:09 PM
عيون الموتى على الأبواب


مروا على صحراء قلبي ،نحاملين ذراع نخلة

مرّوا على زهر القرنفل، تاركين أزير نحلة

و على شبابيك القرى رسموا، بأعينهم أهله

و تبادلوا بعض الكلام

عن المحبة و المذّلة

ماذا حملت لعشر شمعات أضاءت كفر قاسم

غير المزيد، من النشيد ،عن الحمائم..

و الجماجم..؟

هي لا تريد.. و لا تعيد

رثاءنا.. هي لا تساوم

فوصية الدم تستغيث بأن تقاوم

في الليل دقوا كا باب..

كل باب.. كل باب

وتوسلوا ألا نهيل على الدم الغالي التراب

قالت عيونهم التي انطفأت لتشعلنا عتاب:

لا تدفنونا بالنشيد، و خلدونا بالصمود

إنّا نسمّد لبراعم الضوء الجديد

يا كفر قاسم!

من توابيت الضحايا سوف يعلو

علم يقول: قفوا! قفوا!

و استوقفوا!

لا :لا تذلوا !

دين العواصف أنت قد سدّدته ،

و انهار ظلّ

يا كفر قاسم! لن ننام.. و فيك مقبرة و ليل

ووصية الدم لا تساوم

ووصية الدم تستغيث بأن نقاوم

أن نقاوم..

نــجــم
15-04-2011, 04:09 PM
السجين و القمر



في آخر الليل التقينا تحت قنطرة الجبال

منذ اعتقلت، و أنت أدرى بالسبب

الآنّ أغنية تدافع عن عبير البرتقال

و عن التحدي و الغضب

دفنوا قرنفلة المغني في الرمال؟

علمان نحن، على تماثيل الغيوم الفستقية

بالحب محكومان، باللون المغني؟

كلّ الليالي السود تسقط في أغانينا ضحية

و الضوء يشرب ليل أحزاني و سجني

فتعال، ما زالت لقصتنا بقية!

سأحدث السّجان، حين يراك

عن حب قديم

قلربما وصل الحديث بنا إلى ثمن الأغاني

هذا أنا في القيد أمتشق النجوم

و هو الذي يقتات، حرا من دخاني

و من السلاسل و الوجوم!

كانت هويتنا ملايينا من الأزهار،

كنا في الشوارع مهرجان

الريح منزلنا،

وصوت حبيبتي قبل.

و كنت الموعدا

لكنهم جاؤوا من المدن القديمة

من أقاليم الدخان

كي يسحبوها من شراييني،

فعانقت المدى.

و الموت و الميلاد في وطني المؤله توأمان!

ستموت يوما حين تغنينا الرسوم عن الشجر

و تباع في الأسواق أجنحة البلابل

و أنا سأغرق في الزحام غدا، و أحلم بالمطر

و أحدث السمراء عن طعم السلاسل

و أقول موعدنا القمر!

نــجــم
15-04-2011, 04:09 PM
يوم



منذ الظهيرة، كان وجه الأفق

مثل جبينك الوهميّ ،يغطس في الضباب

و الظلّ يجمد في الشوارع

مثل وقفتك الأخيرة عند بابي

و خطاك تعبر، في مكان ما، كهمس في اغترابي!

يا أيّها اليوم المسافر في الرمال

أتكن لي بعض المودة؟!

الظل يسند جبهتي

و الأفق يشرب من نبيذ الشمس

ما شربت يدي،

في ذات يوم،

من ضفائر شعرك المشدود في جرح الغد

و الظل يشربني كما شربت عيونك

ضوء آخر موعد

يا أول الليل الذي اشتعلت يداه برتقال

أتكنّ لي بعض المودّة؟؟

الباب يغلق مرة أخرى، ووجهك ليس يأتي

و أنا و أنت مسافران.. و لا جئان، أنا و أنت

ماذا تسر لك الكوكب؟.. إنها من دون بيت؟

لا تسمعيها!

كان فحم الليل يرسمها على تمثال صمت

و أنا و أنت ،أنا و أنت

شفتا حنين كان ملح الانتظار طعامنا

و صداك صوتي

و الباب يغلق مرة أخرى، ووجهك ليس يأتي

يا ليل، يا فرس الظلال..

أتكن لي بعض المودّة؟؟

نــجــم
15-04-2011, 04:09 PM
لا تتركيني



وطني جبينك، فاسمعيني

لا تتركيني

خلف السياج

كعشبة برية ،

كيمامة مهجورة

لا تتركيني

قمرا تعيسا

كوكبا متسولا بين الغصون

لا تتركيني

حرا بحزني

و احبسيني

بيد تصبّ الشمس

فوق كوى سجوني ،

وتعوّدي أن تحرقيني،

إن كنت لي

شغفا بأحجاري بزيتوني

بشبّاكي.. بطيني

وطني جبينك، فاسمعيني

لا تتركيني!

نــجــم
15-04-2011, 04:09 PM
إلى ضائعة



إذا مرت على وجهي

أنامل شعرك المبتل بالرمل

سأنهي لعبتي.. أنهي

و أمضي نحو منزلنا االقديم

على خطى أهلي

و أهتف يا حجارة بيتنا1 صلّى !

إذا سقطت على عيني

سحابة دمعة كانت تلف عيونك السوداء

سأحمل كل ما في الأرض من حزن

صليبا يكبر الشهداء

عليه و تصغر الدنيا

و يسقي دمع عينيك

رمال قصائد الأطفال و الشعراء!

إذا دقّت على بابي

يد الذكرى

سأحلم ليلة أخرى

بشاعرنا القديم و عودة الأسرى

و أشرب مرة أخرى

بقايا ظلك الممتد في بدني

و أومن أن شباكا

ضغيرا كان في وطني

يناديني و يعرفني

و يحميني من الأمطار و الزمن

نــجــم
15-04-2011, 04:10 PM
جبين و غضب



وطني يا أيّها النسر الذي يغمد منقاره اللهب

في عيوني،

أين تاريخ العرب؟

كل ما أملكه في حضرة الموت:

جبين و غضب.

و أنا أوصيت أن يزرع قلبي شجرة

و جبيني منزلا للقبّرة.

وطني، إنّا ولدنا و كبرنا بجراحك

و أكلنا شجر البلّوط..

كي نشهد ميلاد صباحك

أيّها النسر الذي يرسف في الأغلال من دون سبب

أيّها الموت الخرافي الذي كان يحب

لم يزل منقارك الأحمر في عينّي

سيفا من لهب..

و أنا لست جديرا بجناحك

كل ما أملكه في حضرة الموت:

جبين.. و غضب !

نــجــم
15-04-2011, 04:10 PM
لا مفر



مطر على أشجاره و يدي على

أحجاره، و الملح فوق شفاهي

من لي بشبّاك يقي جمر الهوى

من نسمة فوق الرصيف اللاهي؟

وطني !عيونك أم غيوم ذوّبت

أوتار قلبي في جراح إله!

هل تأخذن يدي؟ فسبحان الذي

يحمي غريبا من مذلة آه

ظلّ الغريب على الغريب عباءة

تحمل من لسع الأسى التيّاه

هل تلقينّ على عراء تسولي

أستار قبر صار بعض ملاهي

لأشمّ رائحة الذين تنفّسوا

مهدي.. و عطر البرتقال الساهي

وطني! أفتّش عنك فلا أرى

إلاّ شقوق يديك فوق جباه

وطني أتفتح في الخرائب كوه ؟

فالملح ذاب على يدي و شفاهي

مطر على الإسفلت، يجرفني إلى

ميناء موتانا.. و جرحك ناه

نــجــم
15-04-2011, 04:10 PM
وطن



علّقوني على جدائل نخلة

واشنقوني.. فلن أخون النخله!

هذه الأرض لي.. و كنت قديما

أحلب النوق راضيا و موله

وطني ليس حزمة من حكايا

ليس ذكرى، و ليس حقل أهلّه

ليس ضوءا على سوالف فلّة

وطني غضبة الغريب على الحزن

وطفل يريد عيدا و قبلة

ورياح ضاقت بحجرة سجن

و عجوز يبكي بنيه.. و حقله

هذه الأرض جلد عظمي

و قلبي..

فوق أعشابها يطير كنخلة

علقوني على جدائل نخلة

و اشنقوني فلن أخون النخلة !

نــجــم
15-04-2011, 04:10 PM
وطن



علّقوني على جدائل نخلة

واشنقوني.. فلن أخون النخله!

هذه الأرض لي.. و كنت قديما

أحلب النوق راضيا و موله

وطني ليس حزمة من حكايا

ليس ذكرى، و ليس حقل أهلّه

ليس ضوءا على سوالف فلّة

وطني غضبة الغريب على الحزن

وطفل يريد عيدا و قبلة

ورياح ضاقت بحجرة سجن

و عجوز يبكي بنيه.. و حقله

هذه الأرض جلد عظمي

و قلبي..

فوق أعشابها يطير كنخلة

علقوني على جدائل نخلة

و اشنقوني فلن أخون النخلة !

نــجــم
15-04-2011, 04:10 PM
رد فعل



و طني! يعلمني حديد سلاسلي

عنف النسور، ورقة المتفائل

ما كنت أعرف أن تحت جلودنا

ميلاد عاصفة.. و عرس جداول

سدّوا عليّ النور في زنزانة

فتوهّجت في القلب..شمس مشاعل

كتبوا على الجدران رقم بطافتي

فنما على الجدران.. مرج سنابل

رسموا على الجدران صورة قاتلي

فمحت ملامحها ظلال جدائل

و حفرت بالأسنان رسمك داميا

و كتبت أغنية العذاب الراحل

أغمدت في لحم الظلام هزيمتي

و غرزت في شعر الشموس أناملي

و الفاتحون على سطوح منازلي

لم يفتحوا إلا وعود زلازلي!

لن يبصروا إلاّ توهّج جبهتي

لن يسمعوا إلاّ صرير سلاسلي

فإذا احترقت على صليب عبادتي

أصبحت قديسا.. بزيّ مقاتل

نــجــم
15-04-2011, 04:10 PM
الموعد



لم تزل شرفة.. هناك

في بلادي، ملوحة

ويد تمنح الملاك

أغنيات، و أجنحة

العصافير أم صداك

أم مواعيد مفرحة

قتلتني.. لكي أراك؟!

وطني! حبنا هلاك

و الأغاني مجرحة

كلما جاءني نداك

هجر القلب مطرحه

و تلاقى على رباك

بالجروح المفتحه

لا تلمني ففي ثراك

أصبح الحب.. مذبحة!

نــجــم
15-04-2011, 04:11 PM
أحبك أكثر ..




تكبّر.. تكبرّ!

فمهما يكن من جفاك

ستبقى، بعيني و لحمي، ملاك

و تبقى، كما شاء لي حبنا أن أراك

نسيمك عنبر

و أرضك سكر

و إني أحبك.. أكثر

يداك خمائل

و لكنني لا أغني

ككل البلابل

فإن السلاسل

تعلمني أن أقاتل

أقاتل.. أقاتل

لأني أحبك أكثر!

غنائي خناجر ورد

و صمتي طفولة رعد

و زنيقة من دماء

فؤادي،

و أنت الثرى و السماء

و قلبك أخضر..!

و جزر الهوى، فيك، مدّ

فكيف، إذن، لا أحبك أكثر

و أنت، كما شاء لي حبنا أن أراك:

نسيمك عنبر

و أرضك سكر

و قلبك أخضر..!

وإنّي طفل هواك

على حضنك الحلو

أنمو و أكبر !

نــجــم
15-04-2011, 04:11 PM
الأغنية و السلطان


لم تكن أكثر من وصف.. لميلاد المطر

و مناديل من البزق الذي يشعل أسرار الشجر

فلماذا قاموها؟

حين قالت إن شيئا غير هذا الماء

يجري في النّهر؟

و حصى الوادي تماثيل، و أشياء أخر

و لماذا عذبوها

حين قالت إن في الغابة أسرارا.

و سكينا على صدر القمر

ودم البلبل مهدور على ذاك الحجر؟

و لماذا حبسوها

حين قالت: و طني حبل عرق

و على قنطرة الميدان إنسان يموت

و ظلام يحترق ؟

غضب السلطان

و السلطان مخلوق خيالي

قال: إن العيب في المرآة ،

فليخلد إلى الصمت مغنيكم، و عرشي

سوف يمتد

من النيل إلى نهر الفرات !

أسجنوا هذي القصيدة

غرفة التوقيف

خير من نشيد.. و جريدة

أخبروا السلطان،

أن الريح لا تجرحها ضربة سيف

و غيوم الصيف لا تسقي

على جدرانه أعشاب صيف

و ملايين من الأشجار

تخضر على راحة حرف !

غضب السلطان، و السلطان في كل الصور

و على ظهر بطاقات البريد

كالمزامير نقيّ و على جبهته وشم العبيد ،

ثم نادى.. و أمر :

أقتلوا هذي القصيدة

ساحة الإعدام ديوان الأناشيد العنيده!

أخبروا السلطان،

أن البرق لا يحبس في عود ذره

للأغاني منطق الشمس ،و تاريخ الجداول

و لها طبع الزلازل

و الأغاني كجذور الشجرة

فإذا ماتت بأرض،

أزهرت في كل أرض

كانت الأغنية الزرقاء فكره

حاول السلطان أن يطمسها

فغدت ميلاد جمره!

كانت الأغنية الحمراء جمره

حاول السلطان أن يحبسها

فإذا بالنار ثوره!

كان صوت الدم مغموسا بلون العاصفة

و حصى الميدان أفواه جروح راعفه

و أنا أضحك مفتونا بميلاد الرياح

عندما قاومني السلطان

أمسكت بمفتاح الصباح

و تلمست طريقي بقناديل الجراح

آه كم كنت مصيبا

عندما كرست قلبي

لنداء العاصفة

فلتهبّ العاصفة!

و لتهبّ العاصفة!

نــجــم
15-04-2011, 04:11 PM
تموت في الجليل


لوحة على الجدار ..و نقول الأن أشياء كثيرة

عن غروب الشمس في الأرض الصغيرة

و على الحائط تبكي هيروشيما

ليلة تمضي، و لا نأخذ من عالمنا

غير شكل الموت

في عز الظهيرة .

..و لعينيك زمان آخر

و لجسمي قصة أخرى

و في الحلم نريد الياسمين،

عندما وزّعنا العالم من قبل سنين

كانت الجدران تستعصي على الفهم

و كان الأسبرين

يرجع الشبّاك و الزيتون و الحلم إلى أصحابه

كان الحنين

لعبة تلهيك عن فهم السنين

..و نقول الآن أشياء كثيرة

عن ذبول القمح في الأرض الضغيرة

و على الحائط تبكي هيروشيما

خنجرا يلمح كالحق، و لا نأخذ عن عالمنا

غير لون الموت

في عز الظهيرة..

في اشتعال القبلة الأولى

يذوب الحزن

و الموت يغني

و أنا لا أحزن الأن

و لكني أغني

أي جسم لا يكون الآن صوتا

أي حزن

لا يضم الكرة الأرضية الآن

إلى صدر المغني ؟!

..و نقول الآن أشياء كثيره

عن عذاب العشب في الأرض الصغيرة

و على الحائط تبكي هيروشيما

قبلة تنسى،ن و لا نأخذ من عالمنا

غير طعم الموت

في عزّ الظهيرة..

ألف نهر يركض الآن

و كل الأقوياء

يلعبون النرد في المقهى،

و لحم الشهداء

يختفي في الطين أحيانا

و أحيانا يسلي الشعراء!

و أنا يا امرأتي أمتصّ من صمتك

في الليل.. حليب الكبرياء!

..و نقول الآن أشياء كثيره

عن ضياع اللون في الأرض الصغيرة

و على الحائط تبكي هيروشيما

طفلة ماتت. و لا نأخذ من عالمنا

غير صوت الموت

في عز الظهيرة..

نــجــم
15-04-2011, 04:11 PM
مطر ناعم في خريف بعيد


مطر ناعم في خريف بعيد

و العصافير زرقاء.. زرقاء

و الأرض عيد.

لا تقولي أنا غيمة في المطار

فأنا لا أريد

من بلادي التي سقطت من زجاج القطار

غير منديل أمي

و أسباب موت جديد .

مطر ناعم في خريف غريب

و الشبابيك بيضاء.. بيضاء

و الشمس بيّارة في المغيب

و أنا برتقال سلّيب،

فلماذا تفرين من جسدي

و أنا لا أريد

من بلاد السكاكين و العندليب

غير منديل أمي

و أسباب موت جديد.

مطر ناعم في خريف حزين

و المواعيد خضراء.. خضراء

و الشمس طين

لا تقولي رأيناك في مصرع الياسمين

كان وجهي مساء

و موتى جنين.

و أنا لا أريد

من بلادي التي نسيت لهجة الغائبين

غير منديل أمي

و أسباب موت جديد

مطر ناعم في خريف بعيد

و العصافير زرقاء.. زرقاء

و الأرض عيد .

و العصافير طارت إلى زمن لا يعود

و تريدين أن تعرفي وطني

و الذي بيننا

_وطني لذة في القيود

_قبلتي أرسلت في البريد

و أنا لا أريد

من بلادي التي ذبحتني

غير منديل أمي

و أسباب موت جديد ..

نــجــم
15-04-2011, 04:11 PM
قاع المدينة


عشرون أغنية عن الموت المفاجيء

كل أغنية قبيلة

و نحب أسباب السقوط

على الشوارع..

كل نافذة خميلة.

و الموت مكتمل ،

قفي ملء الهزيمة يا مدينتنا النبيلة

في كلّ موت كان موتي

حالة أخرى..

بديلا كان للغة الهزيلة

(و العائدون من الجنازة عانقوني

كسّروا ضلعين

و انصرفوا

ومن عاداتهم أن يكذبوا

لكنّني صدقّتهم

و خرجت من جلدي

لأغرق في شوارعك القتيلة )

تتفجرين الآن برقوقا

و أنفجر اعترافا جارحا بالحبّ:

لولا الموت

كنت حجارة سوداء

كنت يدا محنّطة نحيلة

لا لون للجدران،

لولا قطرة الدم

لا ملامح للدروب المستطيلة

(و العائدون من الجنازة عانقوني

كسّروا ضلعين ..

و انصرفوا..

و من عاداتهم أن يسأموا

لكنهم كانوا يريدون البقاء ..

خرجت من جلدي

و قابلت الطفولة).

قد صار للإسمنت نبض فيك

صار لكل قنطرة جديلة

شكرا_ صليب مدينتي

شكرا..

لقد علّمتنا لون القرنفل و البطولة

يا جسرنا الممتدّ من فرح الطفولة_

يا صليب_ إلى الكهولة

الآن،

نكتشف المدينة فيك

آه.. يا مدينتنا الجميلة !..

نــجــم
15-04-2011, 04:12 PM
العصافير تموت في الجليل



_نلتقي بعد قليل

بعد عام

بعد عامين

وجيل..

ورمت في آلة التصوير

عشرون حديقة

و عصافير الجليل

و مضت تبحث، خلف البحر،

عن معنى جديد للحقيقة

_وطني حبل غسيل

لمناديل الدم المسفوك

في كل دقيقة و تمددت على الشاطيء

رملا.. و نخيل.

هيّ لا تعرف_

يا ريتا! و هبناك أنا و الموت

سرّ الفرح الذابل في باب الجمارك

و تجدّدنا، أنا و الموت ،

في جبهتك الأولى

و في شبّاك دارك

و أنا و الموت وجهان_

لماذا تهربين الآن من وجهي

لماذا تهربين؟

و لماذا تهربين الآن تماما

يجعل القمح رموش الأرض، مما

يجعل البركان وجها آخرا للياسمين ؟..

و لماذا تهربين ؟..

كان لا يتعبني في الليل إلاّ صمتها

حين يمتدّ أمام الباب

كالشارع.. كالحيّ القديم

ليكن ما شئت_ يا ريتا_

يكون الصمت فأسا

أو براويز نجوم

أو مناخا لمخاض الشجرة .

إنني أرتشف القبلة

من حدّ السكاكين،

تعالي ننتمي للمجزره!..

سقطت كالورق الزائد

أسراب العصافير

بآبار الزمن..

و أنا أنتشل الأجنحة الزرقاء

يا ريتا،

أنا شاهدة القبر الذي يكبر

يا ريتا

أنا من تحفر الأغلال

في جلدي

شكلا للوطن..

نــجــم
15-04-2011, 04:12 PM
آه.. عبد اللّه



قال عبد الله للجّلاد :

جسمي كلمات ودويّ

ضاع فيه الرعد

و البرق على السكّين،

و الوالي قوي

هكذا الدنيا..

و أنت الآن يا جلاد أقوى

ولد الله ..

و كان الشرطيّ!..

عادة، لا يخرج الموتى إلى النزهة

لكن صديقي

كان مفتونا بها.

كلّ مساء

يتدلّى جسمه، كالغصن، من كل الشقوق

و أنا أفتح شباكي

لكي يدخل عبد الله

كي يجمعني بالأنبياء!..

كان عبد الله حقلا و ظهيرة

يحسن العزف على الموّال،

و الموال يمتد إلى بغداد شرقا

و إلى الشام شمالا

و ينادي في الجزيرة.

فاجأوه مرة يلثم في الموال

سيفا خشبيا.. و ضفيرة..

حين قالوا: إنّ هذا اللحن لغمّ

في الأساطير التي نعبدها_

قال عبد الله:

جسمي كلمات.. ودويّ

هكذا الدنيا،

و أنت الآن يا جلاد أقوى

ولد الله

و كان شرطي

عادة، لا يعمل الموتى،

و لكن صديقي

كان من عادته أن يضع الأقمار

في الطين ،

و أن يبذر في الأرض سماء.

و أنا أفتح شباكي

لكي يدخل عبد الله حرّا و طليقا

كالردى و الكبرياء ..

كان عبد الله حقلا

لم يرث عن جدّه إلاّ الظهيرة

و انكماش الظّل و السمرة

عبد الله لا يعرف إلاّ

لغة الموّال، و الموّال مفتون بليلى

أين ليلى؟

لم يجدها في الظهيرة

يركض الموّال في أعقاب ليلى

يقفز الموال من دائرة الظل الصغيرة

ثم يمتدّ إلى صنعاء شرقا

و إلى حمص شمالا

و ينادي في الجزيرة:

أين ليلى؟

كان عبد الله يمتدّ مع الموّال

و الموّال ممنوع

يقول السيّد الجلاّد :

إن البعد في الموّال لغم

في الأساطير التي نعبدها

..و تدلّىرأس عبد الله

في عزّ الظهيرة .

آه، عبد الله

و الأمسية الآن بلا موتى

و أنت الآن حل للحلول

آه.. عبد الله ،

رموز

و فصول

آه.. عبد الله،

لا لون و لا شكل لأزهار الأفول

آه ..عبد الله،

لا أذكر بعد الآن ما كنت تقول

آه ..عبد الله،

لا تسمعك الأرض

و لا ليلى ..

و لا ظلّ النخيل.

و لد الله

و كانت شرطة الوالي

و مليون قتيل!..

نــجــم
15-04-2011, 04:12 PM
كتابة بالفحم المحترق


مدينتنا.. حوصرت في الظهيرة

مدينتنا اكتشفت وجهها في الحصار.

لقد كذب اللون،

لا شأن لي يا أسيره

بشمس تلمّع أوسمة الفاتحين

و أحذية الراقصين .

و لا شأن لي يا شوارع إلا

بأرقام موتاك .

فاحترقي كالظهيرة ..

كأنك طالعة من كتاب المراثي .

ثقوب من الضوء في وجهك الساحليّ

تعيد جبيني إليّ

و تملأني بالحماس القديم إلى أبويّ.

..و ما كنت أؤمن إلاّ

بما يجعل القلب مقهى و سوق.

و لكنني خارج من مسامير هذا الصليب

لأبحث عن مصدر آخر للبروق

وشكل جديد لوجه الحبيب.

رأيت الشوارع تقتل أسماءها

و ترتيبها.

و أنت تظلين في الشرفة النازلة

إلى القاع.

عينين من دون وجه

و لكن صوتك يخترق اللوحة الذابلة.

مدينتنا حوصرت في الظهيرة

مدينتنا اكتشفت وجهها في الحصار.

نــجــم
15-04-2011, 04:12 PM
ضباب على المرآه



نعرف الآن جميع الأمكنه

نقتفي آثار موتانا

و لا نسمعهم.

و نزيح الأزمنه

عن سرير الليلة الأولى، و آه..

في حصار الدم و الشمس

يصير الانتظار

لغة مهزومة..

أمي تناديني، و لا أبصرها تحت الغبار

و يموت الماء في الغيم و آه ..

كنت في المستقبل الضاحك

جنديين،

صرت الآن في الماضي ويد.

كل موت فيه وجهي

معطف فوق شهيد

و غطاء للتوابيت، و آه..

لست جنديّا

كما يطلب منّي ،

فسلاحي كلمة

و التي تطلبها نفسي

أعارت نفسها للملحمة

و الحروب انتشرت كالرمل و الشمس، و آه..

بيتك اليوم له عشر نوافذ

و أنا أبحث عن باب

و لا باب لبيتك

و الرياح ازدحمت مثل الصداقات التي

تكثر في موسم موتك

و أنا أبحث عن باب، و آه ..

لم أجد جسمك في القاموس

يا من تأخذين

صيغة الأحزان من طرواده الأولى

و لا تعترفين

بأغاني إرميا الثاني، و آه..

عندما ألقوا عليّ القبض

كان الشهداء

يقرأون الوطن الضائع في أجسامهم

شمسا و ماء

و يغنّون لجنديّ، و آه..

نعرف الآن جميع الكلمات.

و الشعارات التي نحملها:

شمسا أقوى من الليل

و كل الشهداء

ينبتون اليوم تفاحا، و أعلاما، و ماء

و يجيئون..

يجيئون..

يجيئون

و آه ..

نــجــم
15-04-2011, 04:13 PM
ريتا أحبيني




في كلّ أمسية، نخّبيء في أثينا

قمرا و أغنية. و نؤوي ياسينا

قالت لنا الشرفات:

لا منديله يأتي

و لا أشواقه تأتي

و لا الطرقات تحترف الحنينا.

نامي! هنا البوليس منتشر

هنا البوليس، كالزيتون، منتشر

طليقا في أثينا

في الحلم، ينضم الخيال إليم

تبتعدين عني.

و تخاصمين الأرض

تشتعلين كالشفق المغنّي

ويداي في الأغلال.

"سنتوري" بعيد مثل جسمك

في مواويل المغنّ..

ريتا.. أحبّيني و موتي في أثينا

مثل عطر الياسمين

لتموت أشواق السجين ..

الحبّ ممنوع..

هنا الشرطيّ و القدر العتيق

تتكسر الأصنام إن أعلنت حبك

للعيون السود

قطاع الطريق

يتربصون بكل عاشقة

أثينا.. يا أثينا.. أين مولاتي؟

_على السكّين ترقص

جسمها أرض قديمة

و لحزنها وجهان:

وجه يابس يرتدّ للماضي

ووجه غاص في ليل الجريمة

و الحب ممنوع ،

هنا الشرطيّ، و اليونان عاشقة يتيمة

في الحلم، ينضمّ الخيال إليك ،

يرتدّ المغني

عن كل نافذة، و يرتفع الأصيل

عن جسمك المحروق بالأغلال

و الشهوات و الزمن البخيل.

نامي على حلمي. مذاقك لاذع

عيناك ضائعتان في صمتي

و جسمك حافل بالصيف و الموت الجميل .

في آخر الدنيا أضمّك

حين تبتعدين ملء المستحيل .

ريتا.. أحبّيني! و موتي في أثينا

مثل عطر الياسمين

لتموت أشواق السجين ..

منفاي: فلاّحون معتقلون في لغة الكآبة

منفاي: سجّانون منفيون في صوتي..

و في نغم الربابة

منفاي: أعياد محنّطة.. و شمس في الكتابة

منفاي: عاشقة تعلق ثوب عاشقها

على ذيل السحابة

منفاي: كل خرائط الدنيا

و خاتمة الكآبه

في الحلم، شفّاف ذراعك

تحته شمس عتيقة

لا لون للموتى، و لكني أراهم

مثل أشجار الحديقة

يتنازعون عليك،

ضميهم بأذرعة الأساطير التي وضعت حقيقة

لأبرّر المنفى، و أسند جبهتي

و أتابع البحث الطويل

عن سرّ أجدادي، و أول جثة

كسرت حدود المستحيل.

في الحلم شفّاف ذراعك

تحته شمس عتيقة

و نسيت نفسي في خطى الإيقاع

ثلثي قابع في السجن

و الثلثان في عشب الحديقة

ريتا.. أحبّيني! و موتي في أثينا

مثل عطر الياسمين

لتموت أشواق السجين ..

الحزن صار هوية اليونان،

و اليونان تبحث عن طفولتها

و لا تجد الطفولة

تنهار أعمدة الهياكل

أجمل الفرسان ينتحرون.

و العشّاق يفترقون

في أوج الأنوثة و الرجوله .

دعني و حزني أيّها الشرطيّ،

منتصف الطريق محطّتي ،

و حبيبتي أحلى قتيلة.

ماذا تقول؟

تريد جثذتها؟

لماذا؟

كي تقدمها لمائدة الخليفة؟

من قال إنك سيدي ؟

من قال إن الحبّ ممنوع ؟

و إن الآلهه

في البرلمان ؟

و إن رقصتنا العنيفة

خطر على ساعات راحتك القلية؟!

الحزن صار هوية اليونان،

و اليونان تبحث عن طفولتها

و لا تجد الطفولة.

حتى الكآبه صادرتها شرطة اليونان

حتى دمعة العين الكحيلة.

في الحلم، تتّسع العيون السود

ترتجف السلاسل ..

يستقبل الليل..

تنطلق القصيدة

بخيالها الأرضيّ ،

يدفعها الخيال إلى الأمام.. إلى الأمام

بعنف أجنحة العقيدة

و أراك تبتعدين عني

آه.. تقتربين مني

نحو آلهة جديدة.

ويداي في الأغلال، لكني

أداعب دائما أوتار سنتوري البعيدة

و أثير جسمك..

تولد اليونان..

تنتشر الأغاني ..

يسترجع الزيتون خضرته ..

يمر البرق في وطني علانية

و يكتشف الطفوله عاشقان..

ريتا.. أحبّيني !و موتي في أثينا

مثل عطر الياسمين

لتموت أحزان السجين..

نــجــم
15-04-2011, 04:13 PM
غريب في مدينة بعيدة



عندما كنت صغيرا

وجميلا

كانت الوردة داري

و الينابيع بحاري

صارت الوردة جرحا

و الينابيع ظمأ

_هل تغيّرت كثيرا؟

_ما تغيّرت كثيرا

عندما نرجع كالريح

إلى منزلنا

حدّقي في جبهتي

تجدي الورد نخيلا

و الينابيع عرق

تجديني مثلما كنت

صغيرا

وجميلا..

نــجــم
15-04-2011, 04:13 PM
على غلاف أسطورة


ينام المغنّي على أسطوانة

يخبيء أقماره في الخزانة

و ينسى زمانه

و ينسى مكانه

و يحلم خارج أرض اللغات

و كان مغنّيك يحترف الابتسام

و يؤمن بالسيف

إن كان غمد السيوف عقيدة

و يحتقر الحبّ ،

إن كام مسألة في قصيدة

و كان ربابة كل الخيام.

أراد مرايا جديدة

فلم يجد الصورة المقنعة

أراد ميادين واسعة

فتاهت بها الزوبعه.

وحن إلى قيده

كي يفّر من الظلّ و القبّعة

دعيه يقل ما لديه

من الصمت و التجربة

لقد صدئت شمسه المتعبة

و نام على أسطوانة

و خبأ أقماره في خزانه.

نــجــم
15-04-2011, 04:13 PM
سقوط القمر



في البال أغنية

يا أخت ،

عن بلدي ،

نامي

لأكتبها..

رأيت جسمك

محمولا على الزرد

و كان يرشح ألوانا

فقلت لهم:

جسمي هناك

فسدّوا ساحة البلد

كنا صغيرين،

و الأشجار عالية

و كنت أجمل من أمّي

و من بلدي..

من أين جاؤوا؟

و كرم اللوز سيّجه

أهلي و أهلك

بالأشواك و الكبد!..

إنا نفكّر بالدنيا،

على عجل،

فلا نرى أحدا،

يبكي على أحد،

و كان جسمك مسبيا

و كان فمي

يلهو بقطرة شهد

فوق وحل يدي!..

في البال أغنية

يا أخت

عن بلدي،

نامي.. لأحفرها

و شما على جسدي..

نــجــم
15-04-2011, 04:14 PM
الصوت الضائع في الأصوات



نعرف القصة من أولها

و صلاح الدين في سوق الشعارات ،

و خالد

بيع في النادي المسائّي

بخلخال امرأة!

و الذي يعرف.. يشقى.

_نحن أحجار التماثيل

و أخشاب المقاعد

و الشفاه المطفأه _

أوقفي نبضك يا سيّدتي!

.يصغر الميدان من طلعته..

.أسكتوا ..

.باسمنا يستوقف الشمس على حدّ الرماح

.صفّقوا..

.صفّقوا

إن تطفئوا تصفيقكم

يرتطم المرّيخ بالأرض

و لا يبقى أحد..

_نحن لا نسمع شيئا

قد سمعنا ألف عام

و تنازلنا عن الأرصفة السمراء

كي نغرق في هذا الزحام.

و نريد الآن أن نرتاح

من مهنتنا الأولى،

نريد الآن أن تصغوا لنا

فدعونا نتكلّم .

نضع الليلة حدا للوصاية.

دمنا يرسم في خارطة الأرض الصريعة

كا أسماء الذين اكتشفوا

درب البداية

كي يفرّوا من توابيت الفجيعة.

فدعونا نتكلم

ودعوا حنجرة الأموات فينا

تتكلّم ..

نــجــم
15-04-2011, 04:14 PM
المزمور الحادي و الخمسون بعد المئة



أوشليم! التي ابتعدت عن شفاهي..

المسافات أقرب.

بيننا شارعان، و ظهر إله

و أنا فيك كوكب

كائن فيك، طوبى لجسمي المعذّب !

يسقط البعد في ليل بابل

و انتمائي إلى خضرة الموت_ حق

و بكاء الشبابيك_ حق

صوت حرّيتي قادم من صليل السلاسل

و صليبي يقاتل!

أورشليم! التي عصرت كل أسمائها

في دمي..

خدعتني اللغات التي خدعتني

لن أسميك

إني أذوب، و إنّ المسافات أقرب

و إمام المغنّين صكّ سلاحا ليقتلني

في زمان الحنين المعلّب ،

و المزامير صارت حجارة

رجموني بها

و أعادوا اغتيالي

قرب بيارة البرتقال..

أورشليم! التي أخذت شكل زيتونة

دامية..

صار جلدي حذاء

للأساطير و الأنبياء

بابلي أنت، طوبى لمن جاور الليلة الآتية

و أنا فيك أقرب

من بكاء الشبابيك. طوبى

لإمام المغنّين في الليلة الماضية

و إمام المغنّين كان، و جسمي كائن

و أنا فيك كوكب

يسقط البعد في ليل بابل

و صليبي يقاتل..

هلّلويا

هلّلويا ..

هلّلويا ..

نــجــم
15-04-2011, 04:15 PM
قراءة في وجه حبيبتي


..وحين أحدّق فيك

أرى مدنا ضائعة

أرى زمنا قرمزيا

أرى سبب الموت و الكبرياء

أرى لغة لم تسجل

و آلهة تترجل

أمام المفاجأة الرائعة.

..و تنتشرين أمامي

صفوفا من الكائنات التي لا تسمى

و ما وطني غير هذي العيون التي

تجهل الأرض جسما..

و أسهر فيك على خنجر

واقف في جبين الطفولة

هو الموت مفتتح الليلة الحلوة القادمة

و أنت جميلة

كعصفورة نادمة..

..و حين أحدق فيك

أرى كربلاء

و يوتوبيا

و الطفولة

و أقرأ لائحة الأنبياء

وسفر الرضا و الرذيلة..

أرى الأرض تلعب

فوق رمال السماء

أرى سببا لاختطاف المساء

من البحر

و الشرفات البخيلة !..

نــجــم
15-04-2011, 04:15 PM
المطر الأول



في رذاذ المطر الناعم

كانت شفتاها

وردة تنمو على جلدي،

و كانت مقلتاها

أفقا يمتدّ من أمسي

إلى مستقبلي..

كانت الحلوة لي

كانت الحلوة تعويضا عن القبر

الذي ضم إلها

و أنا جئت إليها

من وميض المنجل

و الأهازيج التي تطلع من لحم أبي

نارا.. و آها..

(كان لي في المطر الأول

يا ذات العيون السود

بستان ودار

كان لي معطف صوف

وبذار

كان لي في بابك الضائع

ليل و نهار.. )

سألتني عن مواعيد كتبناها

على دفتر طين

عن مناخ البلد النائي

و جسر النازحين

و عن الأرض التي تحملها

في حبّة تين ،

سألتني عن مرايا انكسرت

قبل سنين ..

عندما ودّعتها

في مدخل الميناء

كانت شفتاها

قبلة

تحفر في جلدي صليب الياسمين...

نــجــم
15-04-2011, 04:15 PM
لا جدران للزنزانه


كعادتها،

أنقذتني من الموت زنزانتي

و من صدأ الفكر، و الاحتيال

على فكرة منهكة

وجدت على سقفها وجه حرّيتي

و بيّارة البرتقال

و أسماء من فقدوا أمس أسماءهم

على تربة المعركة

سأعترف الآن،

ما أجمل الاعتراف

فلا تحزني أنت يوم الأحد

و قولي لأهل البلد:

سنرجيء حفل الزفاف

إلى مطلع السنة القادمة

تفرّ العصافير من قبضتي

و يبتعد النجم عنّي.. و الياسمين

و تنقص أعداد من يرقصون

و يذبل صوتك قبل الأوان

و لكنّ زنزانتي

كعادتها،

أنقذتني من الموت

زنزانتي..

وجدت على سقفها وجه حريتي

فشع جبينك فوق الجدار ..

نــجــم
15-04-2011, 04:16 PM
الدانوب ليس أزرق



هي لا تعرفه.

كان الزمان

واقفا كالنهر في جثّته

قالت له:

عندي مكان.

كان ذاك اليوم صيفيّا

و كان العاشقان

يستردان من الرّزنامه الأولى

حساب الشمس ،

كان الأمس

و الحاضر كان ..

هي لا تعرفه

قالوا لها: يأتي مع النهر

الذي يأتي مع الفجر

و كان التوأمان

ضفتي نهر.. يسيران معا

أو يقفان

و هما..لا يعرفان !..

كان ذاك اليوم حقلا

من ذبول وحنان

و عما يقتربان

و يموتان من الموت

و لا يلتقيان..

هي لا تعرفه

لكنها تشربه كالماء في رمل الزمان .

بعد عامين من الهجرة

في الهجرة

ماتا

في انفجار القبلة الأولى

و في جثّته، كان الزمان

واقفا كالنهر في جثّته

قالت له:

عندي مكان..

نــجــم
15-04-2011, 04:18 PM
و يسدل الستار


عندما ينطفيء التصفيق في القاعة

و الظلّ يميل

نحو صدري..

يسقط المكياج عم وجه الجليل

و لهذا.. أستقيل!..

أجد الليلة نفسي

عاريا

كالمذبحة

كان تمثيلي بعيدا عن مواويل أبي

كان تمثيلي غريبا عن عصافير الجليل

و ذراعي مروحة

و لهذا أستقيل

لقنوني كل ما يطلبه المخرج

من رقص على إيقاع أكذوبه

و تعبت الآن ،

علقت أساطيري على حبل غسيل

و لهذا.. أستقيل.

باسمكم،أعترف الآن بأن المسرحية

كتبت للتسلية

رضي النقاد لكنّ عيون المجدلّية

حفرت في جسدي

شكل الجليل

و لهذا.. أستقيل

يا دمي ..

فرشاتهم ترسم لوحات عن اللد

و أنت الحبر ،

ما يافا سوى جلد طبول

و عظامي كالعصا في قبضة المخرج

لكني أقول:

أتقن الدور غدا يا سيدي

و لهذا.. أستقيل

سيداتي..

آنساتي..

سادتي!

سلّيتكم عشرين عام

آن لي أن أرحل اليوم

و أن أهرب من هذا الزحام

و أغنّي في الجليل

للعصافير التي تسكن عشّ المستحيل

و لهذا.. أستقيل

أستقيل

أستقيل ..

نــجــم
15-04-2011, 04:18 PM
حبيبتي تنهض من نومها



حبيبتي تنهض من نومها

طفولتي تأخذ، في كفّها،

زينتها من كل شيء..

و لا _

تنمو مع الريح سوى الذاكرة

لو أحصت الغيم الذي كدسوا

على إطار الصورة الفاترة

لكان أسبوعا من الكبرياء

و كلّ عام قبله ساقط

و مستعار من إناء المساء..

يوم تدحرجت على كل باب

مستسلما للعالم المشغول

أصابعي تزفر: لا تقذفوا

فتات يومي للطريق الطويل

بطاقة التشريد في قبضتي

زيتونة سوداء،

و هذا الوطن

مقصلة أعبد سكّينها

إن تذبحوني، لا يقول الزمن

رأيتكم!

و كالة الغوث لا

تسأل عن تاريخ موتي، و لا

تغيّر الغابة زيتونها،

لا تسقط الأشهر تشرينها !

طفولتي تأخذ في كفها،

زينتها من أي يوم

و لا _

تنمو مع الريح سوى الذاكرة

و إنني أذكر مرآتها

في أول الأيام،حين اكتسى

جبينها البرق، لكنني

أضطهد الذكرى، لأن المسا

يضطهد القلب على بابه..

أصابعي أهديتها كلها

إلى شعاع ضاع في نومها

و عندما تخرج من حلمها

حبيبتي أعرف درب النهار

أشق درب النهار.

كلّ نساء اللغة الصافية

حبيبتي..

حين يجيء الربيع

الورد منفيّ على صدرها

من كل حوض، حالما بالرجوع

و لم أزل في جسمها ضائعا

كنكهة الأرض التي لا تضيع

كل نساء اللغة دامية

حبيبتي..

أقمارها في السماء

و الورد محروق على صدرها

بشهوة الموت، لأن المساء

عصفورة في معطف الفاتحين

و لم أزل في ذهنها غائبا

يحضرها في كل موت وحين ..

كل نساء اللغة النائمة

حبيبتي

تحلم أنّ النهار

على رصيف الليلة الآتية

يشرب ظل الليل و الانكسار

من شرف الجندي و الزانية

تحلم أن المارد المستعار

من نومنا، أكذوبة فانية

و أن زنزانتنا، لا جدار

لها، و أن الحلم طين و نار

كل نساء اللغة الضائعة

حبيبتي..

فتشت عتها العيون

فلم أجدها.

لم أجد في الشجر

خضرتها..

فتشت عنها السجون

فلم أجد إلاّ فتات القمر

فتّشت جلدي..

لم أجد نبضها

و لم أجدها في هدير السكون

و لم أجدها في لغات البشر

حبيبة كل الزنابق و المفردات

لماذا تموتين قبلي

بعيدا عن الموت و الذكريات

و عن دار أهلي ؟..

لماذا تموتين قبل طلاق النهار

من الليل ..

قبل سقوط الجدار

لماذا؟

لكل مناسبة لفظة..

و لكن موتك كان مفاجأة للكلام

و كان مكافأة للمنافي

و جائزة للظلام

فمن أين اكتشف اللفظة اللائقة

بزنبقة الصاعقة؟

سأستحلف الشمس أن تترجل

لتشربني عن كثب ..

و تفتح أسرارها ..

سأستحلف الليل أن يتنصل

من الخنجر الملتهب

و يكشف أوراقه للمغني

تفاصيل تلك الدقائق

كانت..

عناوين موت معاد

و أسماء تلك الشوارع

كانت..

و صايا نبي يباد

و لكنني جئت من طرف السنة الماضية

على قنطرة

ألا تفتحين شبابيك يوم جديد

بعيد عن المقبرة؟!..

لأبطالنا، أنشد المنشدون

و كانوا حجارة

و كانوا يريدون أن يرصفوا

بلاطا لساحاتنا

وصمتا، لأن السكوت طهارة

إذا ازدحم المنشدون

و يبدو لنا حين نطرق باب الحبيب

بأن الجدار وتر

و يبدو لنا أنه لن يغيب

سوى ليلة الموت، عنّا

و لكننا ننتظر

ألا تقفزين من الأبجديه

إلينا، ألا تقفزين؟

فبعد ليالي المطر

ستشرع أمتنا في البكاء

على بطل القادسية !

أسحل دقات قلبك فوق الجفون

و أعصب بالريح حلقي

إذا كثر النائمون..

و من ليل كل السجون

أصيح:

أعيدوا لنا بيتها

أعيدوا لنا صمتها

أعيدوا لنا موتها..

عيناك، يا معبودتي، هجرة

بين ليالي المجد و الانكسار.

شرّدني رمشك في لحظة

ثم عادني لاكتشاف النهار.

عشرون سكّينا على رقبتي

و لم تزل حقيقتي تائهة

و جئت يا معبودتي

كلّ حلم

يسألني عن عودة الآلهه

_ترى !رأيت الشمس

في ذات يوم ؟

_رأيتها ذابلة.. تافهة

في عربات السبي كنا، و لم

تمطر علينا الشمس إلاّ النعاس

كان حبيبي طيبا، عندما

ودعني ..

كانت أغانينا حواس .

عيناك، يا معبودتي،منفى

نفيت أحلامي و أعيادي

حين التقينا فيهما!

من يشتري تاريخ أجدادي ؟

من يشتري نار الجروح التي

تصهر أصفادي؟

من يشتري الحب الذي بيننا؟

من يشتري موعدنا الآتي؟

من يشتري صوتي و مرآتي ؟

من يشتري تاريخ أجدادي

بيوم حريّة؟..

_معبودتي! ماذا يقول الصدى

ماذا تقول الريح للوادي؟

_كن طيّبا،

كن مشرقا طالردى

و كن جديرا بالجناح الذي

يحمل أولادي..

ما لون عينيها؟

يقول المساء:

أخضر مرتاح

على خريف غامض.. كالغناء

و الرمش مفتاح

لما يريد القلب أن يسمعه.

كانت أغانينا سجالا هناك

على جدار النار و الزوبعة

_هل التقينا في جميع الفصول؟

_كنا صغيرين. و كان الذبول

سيّدنا

_هل نحن عشب الحقول

أم نحن وجهان على الأمس؟

_الشمس كانت تحتسي ظلنا

و لم نغادر قبضة الشمس

_كيف اعترفنا بالصليب الذي

يحملنا في ساحة النور؟

_لم نتكلم

نحن لم نعترف

إلا بألفاظ المسامير!..

عيناك، يا معبودتي ،عودة

من موتنا الضائع تحت الحصار

كأنني ألقاك هذا المساء

للمرة الأولى..

و ما بيننا

إلا بدايات، و نهر الدماء

كأنه لم يغسل الجيلا.

أسطورتي تسقط من قبضتي

حجارة تخدش وجه الموت

و الزنبق اليابس في جبهتي

يعرف جو البيت..

_من يرقص الليلة في المهرجان

_أطفالنا الآتون

_من يذكر النسيان؟

_أطفالنا آتون

_من يضفر الأحزان

إكليل ورد في جبين الزمان ؟

_أطفالنا الآتون

_من يضع السكر في الألوان؟

_أطفالنا الآتون

_و نحن يا معبودتي ،

أي دور

نأخذه في فرحة المهرجان ؟

_نموت مسرورين

في ضوء موسيقي

أطفالنا الآتين !..

نــجــم
15-04-2011, 04:18 PM
أنا آت إلى ظل عينيك


أنا آت إلى ظل عينيك ..آت

من خيام الزمان البعيد، و من لمعان السلاسل

أنت كل النساء اللواتي

مات أزواجهن، و كل الثواكل

أنت

أنت العيون التي فرّ منها الصباح

حين صارت أغاني البلابل

ورقا يابسا في مهب الرياح!

أنا آت إلى ظلّ عينيك.. آت

من جلود تحاك السجاجيد منها.. و من حدقات

علقت فوق جيد الأميرة عقدا.

أنت بيتي و منفاي.. أنت

أنت أرضي التي دمّرتني

أنت أرضي التي حوّلتني سماء..

و أنت

كل ما قيل عنك ارتجال و كذبه1

لست سمراء،

لست غزالا،

و لست الندى و النبيذ،

و لست

كوكبا طالعا من كتاب الأغاني القديمة

عندما ارتجّ صوت المغنين.. كنت

لغة الدم حين تصير الشوارع غابه

و تصير العيون زجاجا

و يصير الحنين جريمة

لا تموتي على شرفات الكآبه

كلّ لون على شفتيك احتفال

بالليالي التي انصرمت.. بالنهار الذي سوف يأتي

إجعلي رقبتي عتبات التحول،

أول سطر بسفر الجبال

الجبال التي أصبحت سلما نحو موتي !

و السيط التي احترقت فوق ظهري و ظهرك

سوف تبقى سؤال

أين سمسار كل المنابر؟

أين الذي كان.. كان يلوك حجارة قبري و قبرك

ما الذي يجعل الكلمات عرايا؟

ما الذي يجعل الريح شوكا، و فحم الليالي مرايا؟

ما الذي ينزع الجلد عني، و يثقب عظمي؟

ما الذي يجعل القلب مثل القذيفه؟

وضلوع المغنين سارية للبيارق؟

ما الذي يفرش النار تحت سرير الخليفة؟

ما الذي يجعل يجعل الشفتين صواعق؟

غير حزن المصفد حين يرى

أخته.. أمه.. حبه

لعبة بين أيدي الجنود

و بين سماسرة الخطب الحامية

فيعض القيود. و يأتي

إلى الموت.. يأتي

إلى ظل عينيك.. يأتي!

أنا آت إلى ظل عينيك آت

من كتاب الكلام المحنط فوق الشفاه المعاده

أكلت فرسي، في الطريق، جراده

مزّقت جبهتي، في الطريق، سحابه

صلبتني على الطريق ذبابة!

فاغفري لي..

كل هذا الهوان ،اغفري لي

انتمائي إلى هامش يحترق !

و اغفري لي قرابه

ربطتني بزوبعة في كؤوس الورق

و اجعليني شهيد الدفاع

عن العشب

و الحب

و السخرية

عن غبار الشوارع أو غبار الشجر

عن عيون النساء جميع النساء

و عن حركات الحجر.

و اجعليني أحب الصليب الذي لا يحب

واجعليني بريقا ضغيرا بعينيك

حين ينام اللهب 1

أنا آت إلى ظل عينيك.. آت

مثل نسر يبيعون ريش جناحه

و يبيعون نار جراحه

بقناع. و باعوا الوطن

بعصا يكسرون بها كلمات المغني

و قالوا: اذبحوا و اذبحوا..

ثم قالوا هي الحرب كر وفر

ثم فروا..

وفروا

وفروا..

و تباهوا.. تباهوا..

أوسعوهم هجاء وشتما، و أودوا بكل الوطن !

حين كانت يداي السياج، و كنت حديقه

لعبوا الترد تحت ظلال النعاس

حين كانت سياط جهنم تشرب جلدي

شربوا الخمر نخب انتصار الكراسي !..

حين مرت طوابير فرسانهم في المرايا

ساومونا على بيت شعر، و قالوا:

ألهبوا الخيل.كل السبايا

أقبلت أقبلت من خيام المنافي

كذبوا لم يكن جرحنا غير منبر

للذي باعة.. باع حطين.. باع السيوف ليبني منبر

نحو مجد الكراسي!

أنا آت إلى ظل عينيك.. آت

من غبار الأكاذيب.. آت

من قشور الأساطير آت

أنت لي.. أنت حزني و أنت الفرح

أنت جرحي و قوس قزح

أنت قيدي و حريتي

أنت طيني و أسطورتي

أنت لي.. أنت ل..ي بجراحك

كل جرح حديقة !

أنت لي.. أنت لي.. بنواحك

كل صوت حقيقه

أنت شمسي التي تنطفيء

أنت ليلي الذي يشتعل

أنت موتي ،و أنت حياتي

و سآتي إلى ظل عينيك.. آت

وردة أزهرت في شفاه الصواعق

قبلة أينعت في دخان الحرائق

فاذكريني ..إذا ما رسمت القمر

فوق وجهي ،و فوق جذوع الشجر

مثلما تذكرين المطر

و كما تذكرين الحصى و الحديقه

و اذكريني ،

كما تذكرين العناوين في فهرس الشهداء

أنا صادقّت أحذية الصبية الضعفاء

أنا قاومت كل عروش القياصرة الأقوياء

لم أبع مهرتي في مزاد الشعار المساوم

لم أذق خبز نائم

لم أساوم

لم أدق الطبول لعرس الجماجم

و أنا ضائع فيك بين المراثي و بين الملاحم

بين شمسي و بين الدم المستباح

جئت عينيك حين تجمد ظلي

و الأغاني اشتهت قائليها!..

نــجــم
15-04-2011, 04:19 PM
كتابة على ضوء بندقية


شولميت انتظرت صاحبها في مدخل البار ،

من الناحية الأخرى يمر العاشقون،

و نجوم السينما يبتسمون.

ألف إعلان يقول:

نحن لن نخرج من خارطة الأجداد ،

لن نترك شبرا واحدا للاجئين

شولميت انكسرت في ساعة الحائط ،

عشرون دقيقة

وقفت، و انتظرت صاحبها

في مدخل البار، و ما جاء إليها.

قال في مكتوبه أمس:

"لقد أحرزت، يا شولا و ساما و إجازة

إحجزي مقعدنا السابق في البار

أنا عطشان يا شولا، لكأس وشفه

قد تنازلت عن الموت الذي يورثني المجد

لكي أحبو كطفل فوق رمل الأرصفة

و لكي أرقص في البار".

من الناحية الأخرى ،

يمر الأصدقاء

عرفوا شولا على شاطيء عكا

قبل عامين ،و كانوا

يأكلون الذرة الصفراء..

كانوا مسرعين

كعصافير المساء..

شولميت انكسرت في ساعة الحائط، خمسين دقيقة

وقفت ،و انتظرت صاحبها

شولميت استنشقت رائحة الخروب من بدلته

كان يأتي، آخر الأسبوع كالطفل إليها

يتباهى بمدى الشوق الذي يحمله

قال لها: صحراء سيناء أضافت سببا

يجعله يسقط كالعصفور في بلور نهديها

و قال:

ليتني أمتد كالشمس و كالرمل على جسمك ،

نصفي قاتل و النصف مقتول،

وزهر البرتقال

جيد في البيت و النزهة، و العيد الذي أطلبه

من فخدك الشائع في لحمي.. مميت

في ميادين القتال!..

و أحسست كفه تفترس الخصر

فصاحت: لست في الجبهة..

قال:

مهنتي!

قالت له: لكنني صاحبتك

قال: من يحترف القتل هناك

يقتل الحب هنا.

وارتمي في حضنها اللاهث موسيقي،

و غىّ لغيوم فوق أشجار أريحا..

يا أريحا! أنت في الحلم وفي اليقظة ضدّان،

و في الحلم و في اليقظة حاربت هناك

و أنا بينهما مزّقت توراتي

و عذبت المسيحا..

يا أريحا! أوقفي شمسك.إنّا قادمون

نوقف الريح على حد السكاكين،

إذا شئنا، و ندعوك إلى مائدة القائد،

إنا قادمون..

و أحسّت يده تشرب كفّيها. و قال

عندما كان الندى يغسل وجهين بعيدين

عن الضوء: أنا المقتول و القاتل

لكنّ الجريدة

و طقوس الاحتفال

تقتضي أن أسجن الكذبة في الصدر،

و في عينيك، يا شول،ا و أن أمسح رشّاشي

بمسحوق عقيدة!

أغمضي عينيك لن أقوى على رؤية

عشرين ضحية

فيهما، تستيقظ الآن، و قد كنت بعيدة

لم أفكّربك.. لم أخجل من الصمت الذي

يولد في ظل العيون العسلّية .

و أصول الحرب لن تسمح أن أعشق

إلا البندقيّة!..

سألته شولميت:

و متى نخرج من هذا الحصار ؟

قال، و الغيمة في حنجرته:

أي أنواع الحصار؟

فأجاب: في صباح الغد تمضي .

و أنا أشرح للجيران أن الوهلة الأولى

خداع للبصر..

نحن لا ندفع هذا العرق الأحمر..

هذا الدم لا ندفعه.

من أجل أن يزداد هذا الوطن الضاري حجر

قال: إن الوقت مجنون.

و لم يلتئم الليلة جسمانا

دعيني .

أذب الآن بجسم الكستنا و الياسمين

أنت_يا سيدي_ فاكهتي الأولى.

و ناما..

و بكى في فرح الجسمي.ن في عيدعما لون القمر

شولميت استسلمت للذكريات

كل روّاد المقاهي و الملاهي شبعوا رقصا

و في الناحية الأخرى، تدوخ الفتيات

بين أحضان الشباب المتعبي.ن

و على لائحة الإعلان يحتد وزير الأمن:

لن نرجع شبرا واحدا للاجئين ..

و الفدائيون مجتثون، منذ الآن

لن يخمش جنديّ و من مات

على تربة هذا الوطن الغالي

له الرحمة و المجد.. ورايات الوطن!

شولميت اكتشفت أنّ أغاني الحرب

لا توصل القلب و النجوى إلى صاحبها

نحن في المذياع أبطال

و في التابوت أطفال

و في البيت صور ..

_ليتهم لم يكتبوا أسماءنا

في الصفحة الأولى،

فلن يولد حي من خبر..

_وعدوا موتك بالخلد بتمثال رخام

وعدوا موتك بالمجد و لكن رجال الجنرال

سوف ينسونك في كل رخام

و سينسونك في كل احتفال..

شولميت اكتشفت أن أغاني الحرب

لا توصل صمت القلب و النجوى إلى صاحبها

فجأة عادت بها الذكرى

إلى لذّتها الأولى، إلى دنيا غريبة

صدقّت ما قال محمود لها قبل سنين

_كان محمود صديقا طيب القلب

خجولا كان، لا يطلب منها

غير أن تفهم أنّ اللاجئين

أمة تشعر بالبرد ،

و بالشوق إلى أرض سليبة

و حبيبا صار فيما بعد،

لكنّ الشبابيك التي يفتحها

في آخر الليل.. رهيبة

كان لا يغضبها، لكنه كان يقول

كلمات توقع المنطق في الفخّ،

إذا سرّت إلى آخرها

ضقت ذرعا بالأساطير التي تعبدها

و تمزّقت، حياء، من نواطير الحقول..

صدقّت ما قال محمود لها قبل سنين

عندما عانقها، في المرة الأولى، بكت

من لذة الحب.. و من جيرانها

كل قومياتنا قشرة موز،

فكرت يوما على ساعده،

و أتى سيمون يحميها من الحب القديم

و من الكفر بقوميتها.

كان محمود سجينا يومها

كانت" الرملة" فردوسا له.. كانت جحيم..

كانت الرقصة تغريها بأن تهلك في الإيقاع.

أن تنعس فيما بعد في صدر رحيم

سكر الإيقاع. كانت وحدها في البار

لا يعرفها إلا الندم .

و أتى سيمون يدعوها إلى الرقص

فلّبت

كان جنديا وسيم

كان يحميها من الوحدة في البار،

و يحميها من الحب القديم

و من الكفر بقوميتها..

شولميت انتظرت صاحبها في مدخل البار القديم

شولميت انكسرت في ساعة الحائط ساعات..

و ضاعت في شريط الأزمنة

شولميت انتظرت سيمون_ لا بأس إذن

فليأت محمود.. أنا أنتظر الليلة عشرين سنة

كل أزهارك كانت دعوة للانتظار

ويداك الآن تلتفان حولي

مثل نهرين من الحنطة و الشوك.

و عيناك حصار

و أنا أمتد من مدخل هذا البار

حتى علم الدولة، حقلا من شفاه دموية

أين سيمون و محمود؟

من الناحية الأخرى

زهور حجريّة.

و يمر الحارس الليلي .

و الإسفلت ليل آخر

يشرب أضواء المصابيح،

و لا تلمع إلا بندقيّة..

نــجــم
15-04-2011, 04:20 PM
يوميات جرح فلسطيني ( إلى فدوى طوقان )


-1-

نحن في حلّ من التذكار

فالكرمل فينا

و على أهدابنا عشب الجليل

لا تقولي: ليتنا نركض كالنهر إليها،

لا تقولي!

نحن في لحم بلادي.. و هي فينا!

-2-

لم نكن قبل حزيران كأفراح الحمام

ولذا، لم يتفتّت حبنا بين السلاسل

نحن يا أختاه، من عشرين عام

نحن لا نكتب أشعارا،

و لكن نقاتل

-3-

ذلك الظل الذي يسقط في عينيك

شيطان إله

جاء من شهر حزيران

لكي يصبغ بالشمس الجباه

إنه لون شهيد

إنه طعم صلاة

إنه يقتل أو يحيي

و في الحالين!آه!

-4-

أوّل الليل على عينيك ،كان

في فؤادي، قطرة قطرة من آخر الليل الطويل

و الذي يجمعنا، الساعة، في هذا المكان

شارع العودة

من عصر الذبول.

-5-

صوتك الليلة،

سكين وجرح و ضماد

و نعاس جاء من صمت الضحايا

أين أهلي؟

خرجوا من خيمة المنفى، و عادوا

مرة أخرى سبايا!

-6-

كلمات الحب لم تصدأ،و لكن الحبيب

واقع في الأسر_ يا حبي الذي حملني

شرفات خلعتها الريخ

أعتاب بيوت

وذنوب.

لم يسع قلبي سوى عينيك

في يوم من الأيام

و الآن اغتنى بالوطن!

-7-

و عرفنا ما الذي يجعل صوت القبّرة

خنجرا يلمع في وجه الغزاة

و عرفنا ما الذي يجعل صمت المقبرة

مهرجانا.. و بساتين حياة!

-8-

عندما كنت تغنين رأيت الشرفات

تهجر الجدران

و الساحة تمتد إلى خصر الجبل

لم نكن نسمع موسيقى

و لا نبصر لون الكلمات

كان في الغرفة مليون بطل

-9-

في دمي من وجهه صيف

و نبض مستعار

عدت خجلان إلى البيت

فقد خر على جرحي شهيدا

كان مأوى ليلة الميلاد

كان الانتظار

و أنا أقطف من ذكراه عيدا

-10-

الندى و النار عيناه

إذا ارددت اقترابا منه غنى

و تبخرت على ساعده لحظة صمت و صلاة

آه سميه كما شئت شهيدا

غادر الكوخ فتى

ثم أتى لما أتى

وجه إله

-11-

هذه الأرض التي تمتص جلد الشهداء

تعد الصيف بقمح و كواكب

فاعبديها

نحن في أحشائها ملح و ماء

و على أحضانها جرح يحارب

-12-

دمعتي في الحلق يا أخت

و في عيّني نار

و تحررت من الشكوى على باب الخليفة

كل من ماتوا

و من سوف يموتون على باب النهار

عانقوني، صنعوا مني.. قذيفة !

-13-

منزل الأحباب مهجور.

و يافا ترجمت حتى النخاخ

و التي تبحث عني

لم تجد مني سوى جبهتها

أتركي لي كل هذا الموت، يا أخت

أتركي هذا الضياع

فأنا أصفره نجما على نكبها

-14-

آه يا جرحي المكابر

وطني ليس حقيبه

و أنا لست مسافر

إنني العاشق ،و الأرض حبيبه

-15-

و إذا استرسلت في الذكرى!

نما في جبهتي عشب الندم

و تحسرت على شيء بعيد

و إذا استسلمت للشوق،

تبنيت أساطير العبيد

و أنا آثرت أن أجعل من صوتي حصاه

و من الصخر نغم !

-16-

جبهتي لا تحمل الظل.

و ظلي لا أراه

و أنا أبصق في الجرح الذي

لا يشعل الليل جباه !

خبئي الدمعه للعيد

فلن نبكي سوى من فرح

و لنسم الموت في الساحة

عرسا.. و حياه!

-17-

و ترعرعت على الجرح، و ما قلت لأمي

ما الذي يجعلها في الليل خيمه

أنا ما ضيّعت ينبوعي و عنواني و اسمي

و لذا أبصرت في أسمالها

مليون نجمه!

-18-

رايتي سوداء،

و الميناء تابوت

و ظهري قنطرة

يا خريف العالم المنهار فينا

يا ربيع العالم المولود فينا

زهرتي حمراء

و الميناء مفتوح،

و قلبي شجرة!

-19-

لغتي صوت خرير الماء

في نهر الزوابع

و مرايا الشمس و الحنطة

في ساحة حرب

ربما أخطأت في التعبير أحيانا

و لكن كنت_ لا أخجل_ رائع

عندما استبدلت بالقاموس قلبي!

-20-

كان لا بد من الأعداء

كي نعرف أنا توأمان !

كان لا بد من الريخ

لكي نسكن جذع السنديان !

و لو أن السيد المصلوب لم يكبر على عرش الصليب

ظل طفلا ضائع الجرح.. جبان.

-21-

لك عندي كلمه

لم أقلها بعد،

فالظل على الشرفة يحتل القمر

و بلادي ملحمة

كنت فيها عازفا.. صرت وتر!

-22-

عالم الآثار مشغول بتحليل الحجارة

إنه يبحث عن عينية في ردم الأساطير

لكي يثبت أني :

عابر في الدرب لا عينين لي1

لا حرف في سفر الحضارة!

و أنا أزرع أشجاري. على مهلي

و عن حبي أغني!

-23-

غيمة الصيف التي.. يحملها ظهر الهزيمة

علّقت نسل السلاطين

على حبل السراب

و أنا المقتول و المولود في ليل الجريمة

ها أنا ازددت التصاقا.. بالتراب!

-24-

آن لي أن أبدل اللفظة بالفعل و آن

لي أن أثبت حبي للثرى و القبرة

فالعصا تفترس القيثار في هذا الزمان

و أنا أصفر في المرآه

مذ لاحت ورائي شجره

نــجــم
15-04-2011, 04:20 PM
الجسر


مشيا على الأقدام،

أو زحفا على الأيدي نعود

قالوا..

و كان الضخر يضمر

و المساء يدا تقود ..

لم يعرفوا أن الطريق إلى الطريق

دم و، مصيدة ،و بيد

كل القوافل قبلهم غاصت،

و كان النهر يبصق ضفّتيه

قطعا من اللحم المفتت،

في وجوه العائدين

كانوا ثلاثة عائدون:

شيخ، و ابنته، وجندي قديم

يقفون عند الجسر..

كان الجسر نعاسا، و كان الليل قبّعة

و بعد دقائق يصلون ،هل في البيت ماء؟

و تحسس المفتاح ثم تلا من القرآن آيه ...)

قال الشيخ منتعشا: و كم من منزل في الأرض

يألفه الفتي

قالت: و لكن المنازل يا أبي أطلال!

فأجاب: تبنيها يدان ..

و لم يتم حديثه، إذ صاح صوت في الطريق: تعالوا!

و تلته طقطقة البنادق ..

لن يمرّ العائدون

حرس الحدود مرابط

يحمي الحدود من الحنين

(أمر بإطلاق الرصاص على الذي يجتاز

هذا الجسر. هذا الجسر مقصلة الذي رفض

التسول تحت ظل وكالة الغوث الجديدة

و الموت بالمجان تحت الذل و الأمطار، من

يرفضه يقتل عند هذا الجس، هذا الجسر

مقصلة الذي ما زال يحلم بالوطن )

الطلقة الأولى أزاحت عن جبين اللليل

قبعة الظلام

و الطلقة الأخرى..

أصابت قلب جندي قديم

و الشيخ يأخذ كف ابنته و يتلو

همسا من القرآن سورة

و بلهجة كالحلم قال:

_عينا حبيبتي الصغيرة،

لي، يا جود، ووجهها القمحي لي

لا تقتلوها، و اقتلوني

(كانت مياه النهر أغزر.. فالذين

رفضوا هناك الموت بالمجان أعطوا النهر لونا آخرا.

و الجسر، حين يصير تمثالا، سيصبغ_ دون

ريب_ بالظهيرة و الدماء و خضرة الموت

المفاجيء)

..و برغم أن القتل كالتدخين ..

لكنّ الجنود "الطيبين".

الطالعين على فهارس دفتر ..

قذفته أمعاء السنين .

لم يقتلوا الاثنين..

كان الشيخ يسقط في مياه النهر

و البنت التي صارت يتيمه

كانت ممزقة الثياب ،

وطار عطرك الياسمين

عن صدرها العاري الذي

ملأته رائحة الجريمة

و الصمت خيم مرة أخرى ،

و عاد النهر يبصق ضفتيّه

قطعا من اللحم المفتت

..في وجوه العائدين

لم يعرفوا أن الطريق إلى الطريق

دم و مصيدة. و لم يعرف أحد

شيئا عن النهر الذي

يمتص لحم النازحين

(و الجسر يكبر كل يوم كالطريق،

و هجرة الدم في مياه النهر تنحت من حصى

الوادي تماثيلا لها لون النجوم، و لسعة الذكرى،

و طعم الحب حين يصبر أكبر من عبادة)

نــجــم
15-04-2011, 04:20 PM
جواز سفر



لم يعرفوني في الظلال التي

تمتصّ لوني في جواز السفر

و كان جرحي عندهم معرضا

لسائح يعشق جمع الصور

لم يعرفوني، آه.. لا تتركي

كفي بلا شمس

لأن الشجر

يعرفني ..

تعرفني كل أغاني المطر

لا تتركيني شاحبا كالقمر !

كلّ العصافير التي لاحقت

كفي على باب المطار البعيد

كل حقول القمح ،

كل السجون،

كل القبور البيض

كل الحدود ،

كل المناديل التي لوّحت ،

كل العيون

كانت معي، لكنهم

قد أسقطوها من جواز السفر

عار من الاسم من الانتماء؟

في تربة ربيتها باليدين ؟

أيوب صاح اليوم ملء السماء:

لا تجعلوني عبرة مرتين !

يا سادتي! يا سادتي الأنبياء

لا تسألّوا الأشجار عن عن اسمها

لا تسألوا الوديان عن أمها

من جبهتي ينشق سيف الضياء

و من يدي ينبع ماء النهر

كل قلوب الناس ..جنسيتي

فلتسقطوا عني جوار السفر !

نــجــم
15-04-2011, 04:20 PM
الرجل ذو الظل الأخضر

في ذكرى جمال عبد الناصر

-----

نعيش معك

نسير معك

نجوع معك

و حين تموت

نحاول ألا نموت معك !

و لكن،

لماذا تموت بعيدا عن الماء

و النيل ملء يديم ؟

لماذا تموت بعيدا عن البرق

و البرق في شفتيك

و أنت وعدت القبائل

برحلة صيف من الجاهلية

و أنت وعدت السلاسل

بنار الزنود القوية

و أنت وعدت المقاتل

بمعركة.. ترجع القادسية

نرى صوتك الآن ملء الحناجر

زوابع..

تلو

زوابع

نرى صدرك الآن متراس ثائر

ولافتة للشوارع

نراك

نراك

نراك ..

طويلا

..كسنبلة في الصعيد

جميلا

..كمصنع صهر الحديد

وحرا

..كنافذة في قطار بعيد

و لست نبيا،

و لكن ظلك أخضر

أتذكر ؟

كيف جعلت ملامح وجهي

و كيف جعلت جبيني

و كيف جعلت اغترابي و موتي

أخضر

أخضر

أخضر..

أتذكر وجهي القديم ؟

لقد كان وجهي يحنّط في متحف انجليزي

و يسقط في الجامع الأمويّ

متى يا رفيقي ؟

متى يا عزيزي ؟

متى نشتري صيدلية

بجرح الحسين.. و مجد أميّة

و نبعث في سدّ أسوان خبزا و ماء

و مليون كيلواط من الكهرباء؟

أتذكر ؟

كانت حضارتنا بدويا جميل

يحاول أن يدرس الكيماء

و يحلم تحت ظلال النخيل

بطائرة.. و بعشر نساء

و لست نبيا

و لكن ظلك أخضر..

نعيش معك

نسير معك

نجوع معك

و حين تموت

نحاول ألا نموت معك

ففوق ضريحك ينبت قمح جديد

و ينزل ماء جديد

و أنت ترانا

نسير

نسير

نسير .

نــجــم
15-04-2011, 04:21 PM
مزامير



-1-

أحبك، أو لا أحبك_

أذهب، أترك خلفي عناوين قابلة للضياع.

و أنتظر العائدين، و هم يعرفون مواعيد موتي و يأتون.

أنت التي لا أحبّك حين أحبّك، أسوار بابل

ضيّقة في النهار، وعيناك واسعتان، ووجهك

منتشر في الشعاع

كأنك لم تولدي بعد. لم نفترق بعد. لم تصرعيني

وفوق سطوح الزوابع كلّ كلام جميل ،و كل

لقاء وداع

و ما بيننا غير هذا اللقاء، و ما بيننا غير هذا الوداع.

أحبّك، أو لا أحبذك_

يهرب مني حبيبي ،و أشعر أنك لا شيء أو كل شيء.

و أنك قابلة للضياع

أريدك، أو لا أريدك_

إن خرير الجداول محترق بدمي، ذات يوم أراك،

و أذهب

و حاولت أن أستعيد صداقة أشياء غابت_ نجحت

و حاولت أن أتباهى بعينين تتسعان لكل خريف_

نجحت_ و حاولت أن أرسم اسما يلائم زيتونة

حول خاصرة_ فتناسل كوكب .

أريدك حين أقول أنا لا أريدك..

و جهي تساقط، نهر بعيد يذوب جسمي و في السوق

باعوا دمي كالحساء المعلب

أريدك حين أقول أريدك_

يا امرأة وضعت ساحل البحر الأبيض المتوسط في

حضنها.. و بساتين آسيا على كتفيها.. و كلّ

السلاسل في قلبها.

أريدك، أو لا أريدك_

إنّ خرير الجداول. إن حفبف الصنوبر. إنّ هدير

البحار، وريش البلابل محترق في دمي_ ذات

يوم أراك، و أذهب

أغنّيك، أو لا أغنّيك_

أسكت، أصرخ. لا موعد للصراخ و لا موعد

للسكوت. و أنت الصراخ الوحيد و أنت السكوت

الوحيدّ.

تداخل جلدي بحنجرتي، تحت نافذتي تعبر الريح

لابسة حرسا. و الظلام بلا موعد. حين ينزل

عن راحتّي الجنود

سأكتب شيئا.

و حين سينزل عن قدميّ الجنود

سأمشي قليلا..

و حين سيسقط عن ناظريّ الجنود

أراك.. أرى قامتي من جديد.

أغنّيك،أو لا أغنّيك

أنت الغناء الوحيد، و أنت تغنّيني لو سكتّ. و أنت

السكوت الوحيد .

-2-

في الأيام الحاضرة

أجد نفسي يابسا

كالشجر الطالع من الكتب

و الريح مسألة عابرة .

أحارب.. أو لا أحارب؟

ليس هذا هو السؤال

المهمّ أن تكون حنجرتي قوية

أعمل.. أو لا أعمل؟..

ليس هذا هو السؤال

المهمّ أن أرتاح ثمانية أيام في الأسبوع

حسب توقيت فلسطين

أيّها الوطن المتكرر في الأغاني و المذابح،

دلّني على مصدر الموت

أهو الخنجر.. أم الأكذوبة؟

لكي أذكر أن لي سقفا مفقودا

ينبغي أن أجلس في العراء.

و لكيلا أنسى نسيم بلادي النقي

ينبغي أن أتنفس السل

و لكي أذكر الغزال السابح في البياض

ينبغي أن أكون معتقلا بالذكريات.

و لكيلا أنسى أن جبالي عالية

ينبغي أن أسرّح العاصفة من جبيني.

و لكي أحافظ على ملكية سمائي البعيدة

يجب ألاّ أملك حتى جلدي .

أيّها الوطن المتكرر في المذابح و الأغاني

لماذا أهرّبك من مطار إلى مطار

كالأفيون..

و الحبر الأبيض

و جهاز الإرسال؟!

أريد أن أرسم شكلك.

أيّها المبعثر في الملفات و المفاجآت

أريد أن أرسم شكلك

أيّها المتطاير على شظايا القذائف و أجنحة العصافير

أريد أن أرسم شكلك

فتخطف السماء يدي.

أريد أن أرسم شكلك

أيّها المحاضر بين الريح و الخنجر

أريد أن أرسم شكلك

كي أجد شكلي فيك

فأتهم بالتجريد و تزوير الوثائق و الصور الشمسية

أيّها المحاصر بين الخنجر و الريح

و يا أيّها الوطن المتكرر في الأغاني و المذابح

كيف تتحول إلى حلم و تسرق الدهشة

لتتركي حجرا

لعلّك أجمل في صيرورتك حلما

لعلك أجمل !..

لم يبق في تاريخ العرب

اسم أستعيره

لأتسلّل به إلى نوافذك السريّة.

كل الأسماء السرية محتجزة

في مكاتب التجنيد المكيفة الهواء

فهل تقبل اسمي_

اسمي السري الوحيد_

محمود درويش ؟

أما اسمي الأصلي

فقد انتزعته عن لحمي

سيط الشرطة و صنوبر الكرمل

أيّها الوطن المتكرر في المذابح و الأغاني

دلّني على مصدر الموت

أهو الخنجر

أم الأكذوبة؟!

-3-

يوم كانت كلماتي

تربة ..

كنت صديقا للسنابل

يوم كانت كلماتي

غضبا..

كنت صديقا للسلاسل

يوم كانت كلماتي

حجرا..

كنت صديقا للجداول .

يوم كانت كلماتي

ثورة ..

كنت صديقا للزلازل

يوم كانت كلماتي

حنظلا ..

كنت صديق المتفائل

حين صارت كلماتي

عسلا..

غطّى الذباب

شفتي!..

-4-

تركت وجهي على منديل أمّي

و حملت الجبال في ذاكرتي

ورحلت ..

كانت المدينة تكسر أبوابها

و تتكاثر فوق سطوح السفن

كما تتكاثر الخضرة في البساتين التي تبتعد

إنني أتكيء على الريح

يا أيتها القامة التي لا تنكسر

لماذا أترنح؟.. و أنت جداي

و تصقلني المسافة

كما يصقل الموت الطازج وجوه العشاق

و كلما ازددت اقترابا من المزامير

ازددت نحولا ..

يا أيتها الممرات المحتشدة بالفراغ

مت أصل؟..

طوبى لمن يلتف بجلده!

طوبى لمن يتذكر اسمه الأصلي بلا أخطاء !

طوبى لمن يأكل تفاحة و لا يصبح شجرة

طوبى لمن يشرب من مياه الأنهار البعيدة

و لا يصبح غيما!

طوبى للصخرة التي تعشق عبوديتها

و لا تختار حرية الريح !..

5

أكلما وقفت غيمة على حائط

تطايرت إليها جبهتي كالنافذة المكسورة

ونسيت أني مرصود بالنسيان

وفقدت هويتي؟

إنني قابل للانفجار

كالبكارة..

وكيف تتسع عيناي لمزيد من وجوه الأنبياء؟

إتبعيني أيتها البحار التى تسأم لونها

لأدلك على عصا أخرى

إنني قابل للأعجوبة

كالشرق..

أنا حالة تفقد حالتها

حين تكفّ عن الصراخ

هل تسمّون الرعد رعدا والبرق برقا

إذا تحجّر الصوت، وهاجر اللون؟!

أكلما خرجت من جلدي.

ومن شيخوخة المكان

تناسل الظلّ، وغطاني..ظ

أكلما أطلقت رياحي في الرماد

بحثا عن جمرة منسيّة

لا أجد غير وجهي القديم الذي تركته

على منديل أمي؟

إنني قابل للموت

كالصاعقة..

6

أشجار بلادي تحترف الخضرة

وأنا أحترف الذكرى

والصوت الضائع في البرية

ينعطف نحو السماء، ويركع:

أيّها الغيم! هل تعود؟

لست حزينا إلى هذا الحدّ

ولكن ،لا يحب العصافير

من لا يعرف الشجر،

ولا يعرف المفاجأة

من اعتاد الأكذوبة

لست حزينا إلى هذا الحد

ولكن، لا يعرف الكذب

من لم بعرف الخوف

أنا لست منكمشا إلى هذا الحد

ولكن الأشجار هي العالية.

سيداتي، آنساتي، سادتي

أنا أحبّ العصافير

وأعرف الشجر

أنا أعرف المفاجأة

لأني لم أعرف الأكذوبة.

أنا ساطع كالحقيقة والخنجر

ولهذا أسألكم:

أطلقوا النار على العصافير

لكي أصف الشجر.

أوقفوا النيل

لكي أصف القاهرة.

أوقفوا دجلة أو الفرات أو كليهما

لكي أصف بغداد.

أوقفوا بردى

لكي أصف دمشق !

واوقفوني عن الكلام

لكي أصف نفسي..

-7-

ظلّ النخيل، و آخر الشهداء، و المذياع يرسل صةرة

صوتية عن حالة الأحباب يوميّا، أحبّك في

الخريف و في الشتاء

_لم تبك حيفا، أنت تبكي، نحن لا ننسى تفاصيل

المدينة، كانت امرأة، و كانت أنبياء

البحر! لا، البحر لم يدخل منازلنا بهذا الشكل

خمس نوافذ غرقت و لكن السطوح تعج

بالعشب المجفف و السماء

و دعت سجاني سعيدا كان بالحرب الرخيصة

آه يا وطن الفرنفل و المسدس لم تكن أمي معي

وذهبت أبحث عنك خلف الوقت و المذياع شكلك

كان يكسرني و يتركني هباء

كان الكلام خطيئة و الصمت منفى و الفدائيون

أسرى توقهم للموت في واديك كان الموت تذكر

الدخول إلى يديك و كنت تحتقر البكاء

و الذكريات هوية الغرباء أحيانا و لكن الزمان

يضاجع الذكرى و ينجب لاجئين و يرحل

الماضي و يتركهم بلا ذكرى أتذكرنا و ماذا

لو تقول بلى أنذكر كل شيء عنك ماذا

لو تقول بلى و في الدنيا قضاة يعبدون الأقوياء

من كل نافذة رميت الذكريات كقشرة البطيخ

و استلقيت في الشفق المحاذي للصنوبر ( تلمع

الأمطار في بلد بعيد تقطف الفتيات خوخا غامضا

و الذكريات تمرّ مثل البرق في لحمي و ترجعني

إليك إليك إن الموت مثل الذكريات كلاهما

يمشي إليك إليك يا وطنا تأرجح بين كل

خناجر الدنيا و خاصرة السماء

ظل النخيل و آخر الشهداء و المذياع يرسل صورة

صوتية عن حالة الأحباب يوميا أحبك في

الخريف و في الشتاء

-8-

حالة الاحتضار الطويلة

أرجعتني إلى شارع في ضواحي الطفولة

أدخلتني بيوتا..قلوبا

..سنابل

منحتني هوية

جعلتني قضيّة

حالة الاحتضار الطويلة.

كان يبدو لهم

أنني ميّت ،و الجريمة مرهونة بالأغاني

فمرّوا، و لم يلفظوا اسمي .

دفنوا جثتي في الملفات و الانقلابات

و ابتعدوا

(و البلاد التي كنت أحلم فيها_ سوف

تبقى البلاد التي كنت أحلم فيها).

كان عمرا قصيرا

و موتا طويلا

و أفقت قليلا

و كتبت اسم أرضي على جثتي

و على بندقيّة

قلت: هذا سبيلي

و هذا دليلي

إلى المدن الساحليّة.

و تحركت ،

لكنهم قتلوني.

دفنوا جثتي في الملفات و الانقلابات،

و ابتعدو.ا

(و البلاد التي كنت أحلم فيها_

سوف تبقى البلاد التي كنت أحلم فيها).

أنا في حالة الاحتضار الطويلة

سيّد الحزن.

و الدمع مع كل عاشقة عربيّة

و تكاثر حولي المغنّون و الخطباء

و على جثتي ينبت الشعر و الزعماء

و كل سماسرة اللغة الوطنيّة

صفذقوا

صفّقوا

صفقوا

و لتعش

حالة الاحتضار الطويلة

حالة الاحتضار الطويلة

أرجعتني إلى شارع في ضواحي الطفولة

أدخلتني بيوتا.. قلوبا سنابل

جعلتني قضيّة

منحتني هويّة

و تراث السلاسل.

-9-

إني أتأهبّ للانفجار

على حافة الحلم

كما تتأهب الآبار اليابسة

للفيضان.

إني أتأهّب للانطلاق

على حافة الحلم

كما تتأهب الحجارة

في أعماق المناجم الميتة

إني أتحفّز للموت

على حافة الحلم

كما يتحفز الشهيد للموت

مرة أخرى.

إني أتأهّب للصراخ

على حافة الحقيقة

كما يتأهب البركان

للانفجار.

-10-

الرحيل انتهى

من يغطي حبيبي

كيف مر المساء المفاجيء

كيف اختفى

في عيون حبيبي ؟

الرحيل انتهى.

أصدقائي يمرون عني .

أصدقائي يموتون فجأة

في جناح السنونو.

الرحيل ابتدأ

حين فر السجين .

ما عرفت الضياع

في صرير السلاسل

كان لحمي مشاع

كسطوح المنازل

لعدوي و لكن

ما عرف الضياع

في صرير السلاسل

أصدقائي يمرون عني

أصدقائي يموتون فجأة.

-11-

أداعب الزمن

كأمير يلاطف حصانا.

و ألعب بالأيام

كما يلعب الأطفال بالخرز الملون

إني أحتفل اليوم

بمرور يوم على اليوم السابق

و أحتفل غدا

بمرور يومين على الأمس

و أشرب نخب الأمس

ذكرى اليوم القادم

و هكذا.. أواصل حياتي1

عندما سقطت عن ظهر حصاني الجامح

و انكسرت ذراعي

أوجعتني إصبعي التي جرحت

قبل ألف سنة!

و عندما أحييت ذكرى الأربعين لمدينة عكا

أجهشت في البكاء على غرناطة

و عندما التفّ حبل المشنقة حول عنقي

كرهت أعدائي كثيرا

لأنهم سرقوا ربطة عنقي !

-12-

نرسم القدس :

إله يتعرّى فوق خطّ داكن الخضرة.أشباه عصافير تهاجر

و صليب واقف في الشارع الخلفيّ. شيء يشبه البرقوق

و الدهشة من خلف القناطر

و فضاء واسع يمتدّ من عورة جندي إلى تاريخ شاعر.

نكتب القدس:

عاصمة الأمل الكاذب ..الثائر الهارب.. الكوكب

الغائب. اختلطت في أزقّتها الكلمات الغريبة،

و انفصلت عن شفاه المغّنين و الباعة القبل

السابقة.

قام فيها جدار جديد لشوق جديد، و طروادة

التحقت بالسبايا. و لم تقل الصخرة الناطقة

لفظة تثبت العكس .طونى لمن يجهض النار في

الصاعقة!.

و تغني القدس :

يا أطفال بابل

يا مواليد السلاسل

ستعودون إلى القدس قريبا

و قريبا تكبرون.

و قريبا تحصدون القمح من ذاكرة الماضي

قريبا يصبح المع سنابل

آه، يا أطفال بابل

ستعودون إلى القدس قريبا

و قريبا تكبرون.

و قريبا

و قريبا

وقريبا..

هلّلويا

هلّلويا!

نــجــم
15-04-2011, 04:21 PM
عائد إلى يافا



هو الآن يرحل عنا

ويسكن يافا

و يعرفها حجرا حجرا

و لا شيء يشبهه

و الأغاني

تقّلده..

تقلد موعده الأخضرا.

هو الآن يعلن صورته_

و الصنوبر ينمو على مشنقة

هو الآن يعلن قصّته_

و الحرائق تنمو على زنبقة

هو الآن يرحل عنا

ليسكن يافا

و نحن بعيدون عنه.

و يافا حقائب منسية في مطار

و نحن بعيدون عنه.

لنا صور في جيوب النساء.

و في صفحات الجرائد،

نعلن قصّتنا كل يوم

لنكسب خصلة ريح وقبلة نار.

و نحن بعيدون عنه،

نهيب به أن يسير إلى حتفه..

نحن نكتب عنه بلاغا فصيحا

و شعرا حديثا

و نمضي.. لنطرح أحزاننا في مقاهي الرصيف

و نحتجّ: ليس لنا في المدينة دار.

و نحن بعيدون عنه،

نعانق قاتله في الجنازة،

نسرق من جرحة القطن حتى نلمع

أوسمة الصبر و الانتظار

هو الآن يخرج منا

كما تخرج الأرض من ليلة ماطره

و ينهمر الدم منه

و ينهمر الحبر منّا.

و ماذا نقول له؟- تسقط الذاكرة

على خنجر؟

و المساء بعيد عن الناصرة !

هو الآن يمضي إليه

قنابل أو.. برتقاله

و لا يعرف الحدّ بين الجريمة حين تصير حقوقا

و بين العدالة

و ليس يصدّق شيئا

و ليس يكذب شيئا.

هو الآن يمضي.. و يتركنا

كي نعارض حينا

و نقبل حينا .

هو الآن يمضي شهيدا

و يتركنا لاجئينا!

و نام

و لم يلتجيء للخيام

و لم يلتجيء للموانيء

و لم يتكلّم

و لم يتعّلم

و ما كان لاجيء

هي الأرض لاجئة في جراحة

و عاد بها .

لا تقولوا: أبانا الذي في السموات

قولوا: أخانا الذي أخذ الأرض منا

و عاد..

هو الآن يعدم

و الآن يسكن يافا

و يعرفها حجرا.. حجرا

و لا شيء يشبهه

و الأغاني

تقلّده.

تقلد موعده الأخضرا

لترتفع الآن أذرعة اللاجئين

رياحا.. رياحا

لتنشر الآن أسماؤهم

جراحا.. جراحا.

لتنفجر الآن أجسادهم

صباحا.. صباحا.

لتكتشف الأرض عنوانها

و نكتشف الأرض فينا.

نــجــم
15-04-2011, 04:21 PM
عازف الجيتار المتجول


كان رسّاما،

ولكن الصّور

عادة،

لا تفتح الأبواب

لا تكسرها..

لا تردّ الحوت عن وجه القمر.

(0يا صديقي ،أيّها الجيتار

خذني..

للشبابيك البعيده)

شاعرا كان،

ولكن القصيده

يبست في الذاكره

عندما شاهد يافا

فوق سطح الباخره

(يا صديقي، أيّها الجيتار

خذني..

للعيون العسليّه)

كان جنديّا،

ولكن شظيّه

طحنت ركبته اليسرى

فأعطوه هديّه:

رتبة أخرى

ورجلا خشبّيه!..

(يا صديقي، أيّها الجيتار

خذني..

للبلاد النائمه)

عازف الجيتار يأتي

في الليالي القادمه

عندما ينصرف الناس ألى جمع تواقيع الجنود

عازف الجيتار يأتي

من مكان لا نراه

عندما يحتفل الناس بميلاد الشهود

عازف الجيتار يأتي

عاريا، أو بثياب داخليّه.

عازف الجيتار يأتي

وأنا كدت أراه

وأشمّ الدم في أوتاره

وأنا كدت أراه

سائرا في كل شارع

كدت أن أسمعه

صارخا ملءالزوابع

حدّقوا:

تلك رجل خشبّيه

واسمعوا:

تلك موسيقى اللحوم البشريّه

نــجــم
15-04-2011, 04:22 PM
تقاسيم على الماء



وراء الخريف البعيد

ثلاثون عاما

وصورة ريتا

وسنبلة أكملت عمرها

في البريد.

وراء الخريف البعيد

أحبك يوما.. وأرحل

تطير العصافير باسمي

وتقتل

أحبك يوما

وأبكي

لأنك أجمل من وجه أمي

وأجمل

من الكلمات التي شرّدتن..ي

على الماء وجهك.

ظل السماء

يخاصم ظلّي

وتمنعني من محاذاة هذا المساء

نوافذ أهلي.

متى يذبل الورد في الذاكره؟

متى يفرح الغرباء؟

لكي أصف اللحظة العائمه

على الماء_

أسطورة أو سماء..

..وتحت السماء البعيده

نسيتك،

تنمو الزنابق

هناك.. بلا سبب

والبنادق

هناك.. بلا غضب

والقصيده

هناك بلا شاعر

والسماء البعيده

تحاذي سطوح المنازل

وقبعة الشرطيّ

وتنسى جبين..ي

وتحت المساء الغريب

تعذّبنا الأرض،

جسمك يقتبس البرتقال

ويهرب منّي.

أحبّك،

والأفق يأخذ شكل سؤال

أحبّك،

والبحر أزرق

أحبّك،

والعشب أخضر

أحبّك_ زنبق

أحبّك_ خنجر

أحبّك يوما

وأعرف تاريخ موتي

أحبّك يوما

بدون انتحار

وراء الخريف البعيد

أمشط شعرك.

أرسم خصرك.

في الريح، نجما.. وعيد

أحبك يوما

أحبك قرب الخريف البعيد

تمرّ العصافير باسمي

طليقه

وباسمي_ يمر النهار

حديقه،

وباسمك أحيا

أحبك يوما

وأحيا..

وراء الخريف البعيد.

نــجــم
15-04-2011, 04:22 PM
قتلوك في الوادي


اهديك ذاكرتي على مرأى من الزمن

أهديك ذاكرتي

ماذا تقول النار في وطني

ماذا تقول النار؟

هل كنت عاشقتي

أم كنت عاصفة على أوتار؟

وأنا غريب الدار في وطني

غريب الدار..

أهديك ذاكرتي على مرأى من الزمن

أهديك ذاكرتي

ماذا يقول البرق للسكين

ماذا يقول البرق

هل كنت في حطين

رمزا لموت الشرق

وأنا صلاح الدين

أم عبد الصليبي؟ن

أهديك ذاكرتي على مرأى من الزمن

أهديك ذاكرتي

ماذا تقول الشمس في وطني

ماذا تقول الشمس؟

هل أنت ميتة بلا كفن

وأنا بدون القدس؟

طلعت من الوادي

يقل تضاءل الوادي وغاب

وجمالها السرّي لفّ سنابل القمح الصغيره

حل أسئلة التراب.

هل تذكرون الصيف يا أبناء جيلي

يا كل أزهار الجليل

وكل ايتام الجليل

هل تذكرون الصيف يصعد من أناملها

ويفتح كل باب.

قالت بنفسجة لجارتها

عطشت،

وكان عبد الله يسقيني

فمن أخذ الشباب من الشباب؟

طلعت من الوادي

وفي الوادي تموت..

ونحن نكبر في السلاسل

طلعت من الوادي مفاجأة

وفي الوادي تموت على مراحل.

ونمرّعنها الآن جيلا بعد جيل.

ونبيع زيتون الجليل بلا مقابل

ونبيع أحجار الجليل

ونبيع تاريخ الجليل

ونبيعها.

كي نشتري في صدرها شكلا

لمقتول يقاتل

لم أعترف بالحبّ عن كثب

فليعترف موتي

وطفولتي_ طروادة العرب

تمضي ..و لا تأتي

كلّ الخناجر فيك،

فارتفعي

يا خضرة الليمون

وتوهجي في الليل

واتسعي

لبكاء من يأتون

الريح واقفة على خنجر

ودماؤنا شفق

لا تحرقي منديلك الأخضر

الليل يحترق

طوبى لمن نامت على خشبه

ملء الردى.. حيّه

طوبى لسيف يجعل الرقبه

أنهار حريّه!

لم نعترف بالحبّ عن كثب

فليغضب الغضب

نمشي ألى طروادة العرب

والبعد يقترب

لا تذكرينا

حين نفلت من يديك

ألى المنافي الواسعه

أنا تعلّمنا اللغات الشائعه

ومتاعب السّفر الطويل

ألى خطوط الاستواء

والنوم في كل القطارات البطيئه والسريعه

والحبّ في الميناء..

والغزل المعدّ لكل أنواع النساء

أنا تعلّمنا صداقة كل جرح

ومصارع العشاق

والشوق المّلعب

والحساء بدون ملح

_يا أيّها البلد البعيد

هل ضاع حبّي في البريد؟

لا قبلة المطاط تأتينا

ولا صدا الحديد

كلّ البلاد بلادنا

ونصيبنامنه..ابريد!

لا تذكرينا

حين نفلت من يديك

ألى السجون

أنّا تعلمنا البكاء بلا دموع

وقراءة الأسوار والأسلاك والقمر الحزين

حريه..

وحمامه..

ورضا يسوع.

وكتابة الأسما:ء

عائشه تودّع زوجها

وتعيش عائشه..

تعيش روائح الدم والندى والياسمين

_يا أيّها الوجه البعيد

قتلوك في الوادي،

وما قتلوك في قلبي

أريدك أن تعيد

تكوين تلقائّيتي

يا أيّها الوجه البعيد!

ولتذكرينا..

حين نبحث عنك تحت المجزره

وليبق ساعدك المطلّ على هدير البحر

والدم في الحدائق

وعلى ولادتنا الجديدهز.

قنطره!

ولتبق كل زنابق الكف النديه

في حديقتها

فأنّا قادمون

من يشتري للموت تذكرة سوانا

اليوم.. من!

نحن اعتصرنا كل غيم خرائط الدنيا

وأشعار الحنين ألى الوطن

لا ماؤها يروي

ولا أشواقها تكوي

ولا تبني وطن.

ولتذكرينا

نحن نذكرك اخضرارا طالعا من كل دم

طين ..ودم

شمس ..ودم

زهر ..ودم

ليل ..و دم

وسنشتهيك_

وأنت طالعة من الوادي

وناراة ألى الوادي

غزالا سابحا في حقل دم

دم

دم

دم..

يا قبلة نامت على سكين

تفّاحة القبل

من يذكر الطعم الذي يبقى_

ولا تبقي_ن

كحديقة الأمل!

_أنّا كبرنا أيّها المسكين

.قالت الدنيا.

_ حبيبتي؟

"لا يكبر الموتى

_وأقماري؟

سقطت مع الدار"

يا قبلة نامت على سكّين

هل تذكرين فمي؟

أني أحبّك حين تحترقين

هل تحرقين دمي!

كالزنبق اللاذع

واحبّ موتك حين يأخذني

ألى وطني

كالطائر الجائع

يا قبلة نامت على سكّي..ن

البرتقال يضيء غربتنا

البرتقال يضيء

والياسمين يثير عزلتنا

والياسمين نريء

يا قبلة نامت على سكّي.ن

تستيقظين على حدود الغد

تستيقظين الآن

وتبعثرين الساحل الأسود

كالريح والنسيان

يا قبلة نامت على سكّين

كبر الرحيل

كبر اصفرار الورد يا حبي القتيل

كبر التسكّع في ضياء العالم المشغول عني

كبر المساء على شوارع كل منفى

كبر المساء على نوافذ كل سجن

وكبرت في كل الجهات

وكبرت في كل الفصول..

وأراك

تبتعدين.. تبتعدين في الوادي البعيد

وتغادرين شفاهنا

وتغادرين جلودنا

وتغادرين..

وأنت عيد

وأراك

أشجار النخيل

سقطت.

وماذا قال عبد اللّه؟

-في الزمن البخيل

يتكاثر الأطفال والذكرى وأسماء الإله

وأراك

كل يد تصيح هناك آه

كنّا صغارا

كانت الأشياء جاهزة

وكان الحبّ لعبه.

وأراك

وجهي فيك يعرفني

ويعرف كلّ حبّه

من شاطىء الرمل الكبير

وأنت تبتعدين عني

والموت لعبه..

وأراك..

أحنت غابة الزيتون هامتها

لريح عابره

كل الجذور هنا

هنا

كل الجذور

الصابره

فلتحترق كل الرياح السود

في عينين معجزتين

يا حبي الشجاع

لم يبق شيء للبكاء

إلى اللقاء

إلى اللقاء

كبرت مراسيم الوداع

والموت مرحلة بدأناها

وضاع الموت

ضاع

في ضجة الميلاد

فامتي

من الوادي إلى سبب الرحيل

جسدا على الأوتار يركض

كالغزال المستحيل..

نــجــم
15-04-2011, 04:22 PM
أغنية إلى الريح الشمالية



قبلّ مجففة على المنديل

من دار بعيد

ونوافذ في الريح،

تكتشف المدينة في القصيده.

كان الحديث سدى عن الماضي

وكسرني الرحيل

وتقاسمتني زرقة البحر البعيد

وخضرة الأرض البعيده

أماه!..وانتحرت بلا سبب

عصافير الجليل.

يا أيّها القمر القريب من الطفولة والحدود

لا تسرق الحلم الجميل

من غرفة الطفل الوحيد

ولا تسجل فوق أحذية الجنود

إسمي وتاريخي_-

سألتك أيّها القمر الجميل.

هربت حقول القمح من تاريخها

هرب النخيل.

كان الحديث سدى عن الماضي

وكان الأصدقاء

في مدخل البيت القديم يسجلون

أسماء موتاهم

وينتظرون بوليسا

وطوق الياسمين

قبلّ مجففة على المنديل

من دار بعيده.

ونوافذ في الريح تكسر جبهتي

قرب المساء

كان البريد يعيد ذاكرتي من المنفى

ويبعثني الشتاء

غصنا على أشجار موتانا

وكان الأصدقاء

في السجن.

كانوا يشترون الضوء

والأمل المهرّب

والسجائر

من كل سجّان وشاعر

كانوا يبيعون العذاب لأي عصفور مهاجر

ما دام خلف السور حقل من ذره

وسنابل تنمو..

بلادي خلف نافذة القطار

تفاحة مهجوره.

ويدان يا بستان كالدفلى..

كأسماء الشوارع..

كالحصار.

بالقيد أحلم،

كي أفسّر صرختي للعابرين

بالقيد أحلم،

كي أرى حريّتي، وأعدّ أعمار السنين

بالقيد أحلم،

كيف يدخل وجه يافا في حقيبه

بيني وبينك برهة في زي مشنقة

ولم أشنق.. فعدت بلا جبي.ن

بيني وبين البرهة امتدّت عصور

بالقيد أحلم،

كيف يدخل وجه يافا في حقيبه!..

قبلّ مجفّفة على المنديل

من دار بعيده .

ونوافذ في الريح، يا ريح الشمال

ردّي إلى الأحباب قبلتهم

ولا تأتي إلّى!

من يشتري صدر المسيح

ويشتري جلد الغزال

ومعسكرات الاعتقال

ديكور أغنية عن الوطن المفتت في يديّ!..

كان الحديث سدى عن الماضي،

وكان الأصدقاء

يضعون تاريخ الولادة بين ألياف الشجر

ودّعتهم..

فنسيت خاصرتي وحنجرتي وميعاد المطر

وتركت حول زنودهم قيدي

فصرت بدون زند، واختصمت مع الشجر

والأصدقاء هناك ينتظرون بوليسا

وطوق الياسمين

وأنا أحاول أن أكون

ولا أكون..

نــجــم
15-04-2011, 04:23 PM
أغنيات حب إلى أفريقيا


هل يأذن الحرّاس لي بالانحناء

فوق القبور البيض يا إفريقيا؟

ألقت بنا ريح الشمال إليك

واختصر المساء

أسماءنا الأول..ى

وكنّا عائدين من النهار

بكآبة التنقيب عن تاريخنا الآتي

وكنّا متعبي.ن

ضاع المغنّي والمحارب والطريق إلى النهار

_من أنت؟

"عصفور يجفّف ريشه الدامي"

_وكيف دخلت؟

"كان الأفق مفتوحا؟

وكان الأكسجين

ملء الفضاء

_وما تريد الآن؟

"ريشة كبرياء

وأريد أن أرث الحشائش والغناء

فوق القبور البيض.. يا إفريقيا!

هل يأذن الحراس لي بالاقتراب

من جثة الأبنوس.. يا إفريقيا؟

ألقت بنا ريح الشمال إليك،

واختبأ السحاب

في صدرك العاري،

ولم تعلن صواعقنا حدود الاغتراب

والشمس بالمجّان مثل الرمل والدم،

والطريق إلى النهار

يمحو ملامحنا، ويتركنا نعيد لانتظار

صفا من الأشجار والموتى

تحّبك..

نشتهي الموت المؤقت

نشتهيه ويشتهينا

نلتف بالمدن البعيدة والبحار

لنفسر الأمل المفاجىء

والرجوع إلى المرايا

_من أنت؟

"جندي يعود من التراب

بهمزيمة أخرى وصورة قائد

_ماذا تريد؟

"بيتا لأمعائي وطفلا من حديد

وأريد صك براءتي

"وأريد يا إفريقيا

ماذا تريد

أريد أن أرث السحاب

من جثة الأبنوس.. يا إفريقيا

ألقت بنا ريح الشمال إليك

يا إفريقيا..

ألقت بنا ريح الشمال

لنكون عشاقا وقتلى.

وبدون ذاكرة ذكرنا كل شيء عن ملامحنا

ووجهك فوق خارطة الظلال

مرّ المغني تحت نافذة

وخبّأصوته في راحتيه

سرا يحبّك،أو علانية يمرّ

وينحني كالقوس، يا إفريقيا

وحشيّتان

عيناك_ يا إفريقيا_ وحزينتان

عيناك كالحبّ المفاجىء

كالبراءة حين تفترع البراءة

مرّ المغني تحت نافذة

وأعلن يأسه

_من أنت؟

"عاشق

_من أنت جئت؟

أنا من سلالات الزنابق والمشانق

والريح تحبل.. ثم تنجبني

وترميني على كل الجهات

_ماذا تريد؟

"أريد ميلادا جديد

وأريد نافذة جديده

لأحبّها سرّا وتقتلني علانية

وأرحل عنك.. يا إفريقيا!

نــجــم
15-04-2011, 04:23 PM
المدينة المحتلة



الطفلة احترقت أمّهاا

أمامها..

احترقت كالمساء.

وعلّموها: يصير اسمها_

في السّنة القادمه_

سيدة الشهداء

وسوف تأتي إليها

إذا وافق الأنبياء!

الطفلة احترقت أمها

أمامها..

احترقت كالمساء

من يومها،

لا تحب القمر

ولا الدّمى

كلّما

جاء المسا، صرخت كلّها:

أنا قتلت القمر

لأنه قال لي.. قال.. قال:

أمّك لا تشبه البرتقال

ولا جذوع الشجر

أمك في القبر

لا في السماء.

الطفلة احترقت أمها

أمامها..

احترقت كالمساء..

نــجــم
15-04-2011, 04:23 PM
عابر السبيل



بلادي بعيده

تبخر مني ثراها

إلى داخلي.

لا أراها.

وأنت بعيده

أراك

كومضة ورد مفاجىء

وفي جسدي رغبة في الغناء

لكل الموانىء.

وإني أحبّك

لكنني

لا أحبّ الأغاني السريعه

ولا القبل الخاطفه

وأنت تحبّينها

كبّحارة يائسي..ن

أرى عبر زنبقة المائده

و عبر أناملك الشاردة

أرى البرق يخطف وجهي القديم

إلى شرفة ضائعة

و أنت تحبّينني _

قلت _

من أجل هذا المساء.

لنرقص إذن ،

أنا الماء و الظل

و الظل و الماء لا يعرفان الخيانة

و لا الانكسار

و لا يذكران

و لا ينسيان

و لكن.. لماذا ؟

لماذا توقفت الأسطوانه

و من خدش الأسطوانه

لماذا تدور على نفسها:

بلادي بعيده

بلادي

بلادي

بلادي

نــجــم
15-04-2011, 04:23 PM
خطوات في الليل


دائما ،

نسمع في الليل خطى مقتربة

و يفرّ الباب من غرفتنا

دائما،

كالسحب المغتربة !

ظلّك الأزرق من يسحبه

من سريري كلّ ليلة؟

الخطى تأتي، و عيناك بلاد

و ذراعاك حصار حول جسمي

و الخطى تأتي

لماذا يهرب الظّل الذي يرسمني

يا شهرزاد؟

و الخطى تأتي و لا تدخل

كوني شجرا

لأرى ظلك

كوني قمرا

لأرى ظلك

كوني خنجرا

لأرى ظلك في ظلي

وردا في رماد !..

دائما ،

أسمع في الليل خطى مقتربة

و تصيرين منافي

تصيرين سجوني ..

حاولي أن تقتليني

دفعة واحدة

لا تقتليني

بالخطى المقتربة!..

نــجــم
15-04-2011, 04:24 PM
سرحان يشرب القهوة في الكفاتيريا

يجيئون،

أبوابنا البحر، فاجأنا مطر. لا إله سوى الله. فاجأنا

مطر و رصاص. هنا الأرض سجادة، و الحقائب

غربة!

يجيئون،

فلتترجّل كواكب تأتي بلا موعد. و الظهور التي

استندت للخناجر مضطرة للسقوط

و ماذا حدث ؟

أنت لا تعرف اليوم. لا لون. لا صوت. لا طعم

لا شكل.. يولد سرحان، يكبر سرحان،

يشرب خمرا و يسكرّ. يرسم قاتله، و يمزق

صورته. ثم يقتله حين يأخذ شكلا أخيرا

و يرتاح سرحان:

سرحان! هل أنت قاتل ؟

و يكتب سرحان شيئا على كم معطفه، ثمّ تهرب

ذاكرة من ملف الجريمة.. تهرب.. تأخذ

منقار طائر.

و تأكل حبة قمح بمرج بن عامر

و سرحان متّهم بالسكوت، و سرحان قاتل

و ما كان حبّا

يدان تقولان شيئا، و تنطفئان

قيود تلد

سجون تلد

مناف تلد

و نلتف باسمك.

ما كان حبّا

يدان تقولان شيئا.. و تنطفئان

و نعرف، كنا شعوبا و صرنا حجارة

و نعرف كنت بلادا و صرت دخان

و نعرف أشياء أكثر

نعرف، لكنّ كل القيود القديمة

تصير أساور ورد

تصير بكارة

في المنافي الجديدة

و نلتف باسمك

ما كان حبّا

يدان تقولان شيئا و تنطفئان.

و سرحان يكذب حين يقول رضعت حليبك، سرحان

من نسل تذكرة، و تربى بمطبخ باخرة لم تلامس

مياهك. ما اسمك؟

_نسيت .

و ما اسم أبيك ؟

_نسيت

و أمك

_نسيت

و هل نمت ليلة أمس ؟

_لقد نمت دهرا

حلمت ؟

_كثيرا

بماذا

_بأشياء لم أرها في حياتي

و صاح بهم فجأة:

_لماذا أكلتم خضارا مهربة من حقول أريحا؟

_لماذا شربتم زيوتا مهربّة من جراح المسيح؟

و سرحان متّهم بالشذوذ عن القاعدة

رأينا أصابعه تستغيث. و كان يقيس السماء بأغلاله

زرقة البحر يزجرها الشرطيّ، يعاونه خادم آسيويّ،

بلاد تغّير سكانها، و النجوم حصى

و كان يغنّ:ي مضى جيلنا و انقضى.

مضى جيلنا و انقضى.

و تناسل فينا الغزاة تكاثر فينا الطغاة. دم كالمياه.

و ليس تجفّفه غير سورة عم و قبعة الشرطيّ

و خادمة الآسيوي. و كان يقيس الزمان بأغلاله

سألناه: سرحان عم تساءلت؟

قال: اذهبوا، فذهبنا

إلى الأمهات اللواتي تزوّجن أعداءنا.

و كنّ ينادين شيئا شبيها بأسمائنا.

فيأتي الصدى حرسا

ينادين قمحا

فيأتي الصدى حرسا

ينادين عدلا

فيأتي الصدى حرسا.

ينادين يافا

قيأتي الصدى حرسا

و من يومها، كفت الأمهات عن الصلوات و صرنا

نقيس السماء بأغلالنا

و سرحان يضحك في مطبخ الباخرة

يعانق سائحة، و الطريق بعيد عن القدس و الناصرة

و سرحان متّهم بالضياح و العدميّة

و كلّ البلاد بعيدة .

شوارع أخرى اختفت من مدينته ( أخبرته الأغاني

و عزلته ليلة العيد أن له غرفة في مكان)

ورائحة البن جغرافيا

و ما شرّدوك.. و ما قتلوك .

أبوك احتمى بالنصوص، و جاء اللصوص

و لست شريدا.. و لست شهيدا.. و أمك باعت

ضفائرها للسنابل و الأمنياتhttp://www.t1111t.com/vb/images/smilies/frown.gif و فوق سواعدنا

فارس لا يسلم (وشم عميق ). و فوق أصابعنا

كرمة لا تهاجر ( وشم عميق (

خطى الشهداء تبيد الغزاة

(نشيد قديم)

و نافذتان على البحر يا وطني تحذفان المنافي..وأرجع

(حلم قديم –جديد)

شوارع أخرى اختفت من مدينته ( أخبرته الأغاني

و عزلته ليلة العيد أن له غرفة في مكان ).

و رائحة البن جغرافيا

و رائحة البن يد

و رائحة البن صوت ينادي.. و يأخذ

رائحة البن صوت و مئذنه (ذات يوم تعود).

و رائحة البن ناي تزغرد فيه مياه المزاريب ينكمش

الماء يوما و يبقى الصدى .

و سرحان يحمل أرصفة و نوادي و مكتب حجز التذاكر

سرحان يعرف أكثر من لغة و فتاه. و يحمل تأشيرة

لدخول المحيط و تأشيرة للخروج و لكنّ سرحان

قطرة دم تفتش عن جبهة نزفتها.. و سرحان

قطرة دم تفتّش عن جثة نسيتها.. و أين ؟

و لست شريدا.. و لست شهيدا

و رائحة البن جغرافيا.

و سرحان يشرب قهوته ..

و يضيع

هنا القدس .

يا امرأة من حليب البلابل كيف أعانق ظلي

و أبقى ؟

خلقت هنا.. و تنام هناك

مدينة لا تنام و أسماؤها لا تدوم. بيةت تغيّر

سكانها. و النجوم حصى .

و خمس نوافذ أخرى، و عشر نوافذ أخرى تغادر

حائط

و تسكن ذاكرة.. و السفينة تمضي .

و سرحان يرسم شكلا و يحذفه: طائرات وربّ قديم

و نابالم يحرق وجها و نافذة.. و يؤلف دوله .

هنا القدس .

يا امرأة من حليب البلابل كيف أعانق ظلي..

و أبقى؟

و لا ظلّ للغرباء.

مساء يرافقهم، و المساء بعيد عن الأمهات قريب من

الذكريات. و سرحان لا يقرأ الصحف العربية.

لا يعرف المهرجانات و التوصيات.فكيف إذن

جاءه الحزن.. كيف تقيّأ ؟

و ما القدس و المدن الضائعة

سوى ناقة تمتطيها البداوة

إلى السلطة الجائعة

و ما القدس و المدن الضائعة

سوى منبر للخطابه

و مستودع للكآبه

و ما القدس إلا زجاجة خمر و صندوق تبغ

..و لكنها وطني .

من الصعب أن تعزلوا

عصير الفواكة عن كريات دمي ..

و لكنها وطني

من الصعب أن تجدوا فارقا واحدا

بين حقل الذرة

و بين تجاعيد كفيّ

و لكنها وطني..

لا فوارق بين المساء الذي يسكن الذاكرة

و بين المساء الذي يسكن الكرملا

و لكنها وطني

في الحقيقة و الدم متسع للجميع

و خط الطباشير لا يكسر المطر المقبلا

هنا القدس ..

كيف تعانق حريتي_ في الأغاني_ عبوديتي ؟

و سرحان يرسم صدرا و يسكنه

و سرحان يبكي بلا ثمن ووسام

و يشرب قهوته.. و يضيع

يمزق غيما، و يرسله في اتجاه الرياح. و ماذا؟ هنالك

غيم شديد الخصوبة. لا بدّ من تربة صالحة

أتذهب صيحاتنا عبثا؟

أكلت.. شربت.. و نمت.. حلمت كثيرا. أفقت

تعلمت تصريف فعل جديد. هل الفعل معنى بآنية

الصوت.. أم حركة؟

و تكتب ض. ظ. ق. ص. ع. و تهرب منها، لأن

هدير المحيطات فيها و لا شيء فيها ضجيج الفراغ

حروف تميزنا عن سوانا_ طلعنا عليهم طلوع

المنون- فكانوا هباء و كانوا سدى. سدى نحن

هم يحرثون طفولتنا و يصكون أسلحة من أساطير

أعلامهم لا تغني و أعلامنا تجهض الرعد نقصفهم بالحروف

السمينة ض.ظ.ص.ق.ع ثم نقول انتصرنا و ما

الأرض؟ ما قيمة الأرض؟ أتربة ووحول نقاتل أو لا نقاتل ؟

ليس مهما سؤالك ما دامت الثورة العربية محفوظة في الأناشيد

و العيد و البنك و البرلمان

و تعرف أن الغزاة عصي بأيدي المماليك تكتب

ض.ظ.ق.ص.ع

تمزق غيما و ترسله في اتجاه الرياح و ماذا؟ هنالك

غيم شديد الخصوبة. لا بد من تربة صالحة

و تمضي السفينة. تبقى غريبا. جراحك مطبعة للبلاغات

و التوصيات. و باسك تنتصر الأبجدية. باسمك

يجلس عيسى إلى مكتب ويوقع صفقة خمر و أقمشة

و يحيى العساكر باسمك. تحفظ في خيمة

و تعلب في خيمة. لا هوية إلا الخيام. إذا

احترقت.. ضاع نمك الوطن

و باسمك تأتي و تذهب.باسمك حطّين تصبح مزرعة

للحشيش، و ثوارك السابقون سعاة بريد. و باسمك

لا شيء. يأتي القضاة، يقولون للطين كن جبلا

شامخا فيكون. يقولون للترعة انتفخي أنهرا فتكون

و تكتب ض.ظ.ص.ع.ق

تمزّق غيما و ترسله في اتجاه الرياح، و ماذا ؟

هنالك غيم شديد الخصوبة. لا بدّ من تربة صالحة

أتذهب صيحاتنا عبثا؟

و ليست خيامك ورد الرياح. و ليست مظلات شاطيء.

تدجج بأعمدة الخيمة. احترقي يا هويتنا_ صاح لاجيء

و سرحان يشرب قهوته. للجليل مزايا كثيرة

و يحلم، يحلم، يحلم.. آه_ الجليل!

و من كفّ يوما عن الاحتراق

أعار أصابعه للضماد

و صرح للصحفي و للعدسات

جريح أنا يا رفاق

و نال وساما.. و عاد

و سرحان ،

ما قال جرحي قنديل زيت و ما قال ..

صدري شباك بيت و ما قال..

جلدي سجّادة للوطن

و ما قال شيئا..

أتذهب صيحاتنا عبثا ؟

كل يوم نموت ،و تحترق الخطوات و تولد عنقاء

ناقصة ثم نحيا لنقتل ثانية

يا بلادي، نجيئك أسرى و قتلى.

و سرحان كان أسير الحروب، و كان أسير السلام

على حائط السبيّ يقرأ أنباء ثورته خلف ساق مغنّية

و الحياة طبيعية، و الخضار مهربّة من جباه العبيد

إلى الخطباء، و ما الفرق بين الحجارة و الشهداء؟

و سرحان كان طعام الحروب، و كان طعام السلام .

على حائط السبي تعرض جثته للمزاد. و في المجهر

العربي يقولون: ما الفرق بين الغزاة و بين الطغاة؟

و سرحان كان قتيل الحروب، و كان قتيل السلام.

سرحان! لا شيء يبقى، و لا شيء يمضي. اغتربت ..

لجأت.. عرفت. و لست شريدا و لست شهيدا

خيامك طارت شراره.

و في الريح متسع

هل قتلت؟

و يسكت سرحان يشرب قهوته و يضيع و يرسم

خارطة لا حدود لها و يقيس الحقول بأغلاله

هل قتلت

و سرحان لا يتكلم .يرسم صورة قاتله من جديد،

يمزّقها، ثم يقتلها حين تأخذ شكلا أخيرا..

_قتلت ؟

و يكتب سرحان شيئا على كمّ معطفه، ثم تهرب

ذاكرة من ملفّ الجريمة.. تهرب.. تأخذ منقار

طائر

و تزرع قطرة دم بمرج بن عامر.

نــجــم
15-04-2011, 04:24 PM
كأني أحبك



لماذا نحاول هذا السفر

و قد جرّدتني من البحر عيناك

و اشتعل الرمل فينا ..

لماذا نحاول؟

و الكلمات التي لم نقلها

تشرّدنا..

و كل البلاد مرايا

و كل المرايا حجر

لماذا نحاول هذا السفر؟

هنا قتلوك

هنا قتلوني.

هنا كنت شاهدة النهر و الملحمه

و لا يسأم النهر

لا يتكلّم

لا يتألم

في كلّ يوم لنا جثّه

و في كلّ يوم أوسمه

هنا وقف النهر ما بيننا

حارسا

يجهل الضفتين

توأمين

بعيدين، كالقرب، عنّا

قريبين، كالبعد، منّا

و لا بد من حارس

آه لا بدّ من حارس بيننا،

كأنّ المياه التي تفصل الضفتين

دم الجسدين

و كنّا هنا ضفتين

و كنّا هنا جسدين

و كلّ البلاد مريا

و كلّ المريا حجر

لماذا نحاول هذا السفر؟

كأنّ الجبال اختفت كلها

و كأنّي أحبّك

كان المطار الفرنسيّ مزدحما

بالبضائع و الناس.

كل البضائع شرعية

ما عدا جسدي

آه.. يا خلف عينيك.. يا بلدي

كنت ملتحما

بالوراء الذي يتقدّم

ضيعت سيفي الدمشقي متهما

بالدفاع عن الطين

ليس لسيفي رأي بأصل الخلافة

فاتهموني..

علّقوني على البرج

و انصرفوا

لترميم قصر الضيافة

كأني أحبّك حقا

فأغمدت ريحا بخاصرتي

كنت أنت الرياح و كنت الجناح

و فتشت عنك السماء البعيدة

و قد كنت أستأجر الحلم

_للحلم شكل يقلدها_

و كنت أغنّي سدى

لحصان على شجر

و في آخر الأرض أرجعني البحر

كلّ البلاد مرايا

و كل المرايا حجر

لماذا نحاول هذا السفر ؟

تكونين أقرب من شفتيّ

و أبعد من قبلة لا تصل

كأنّي أحبّك

كان الرحيل يطاردني في شوارع جسمك

و كان الرحيل يحاصرني في أزقّة جسمك

فأترك صمتي على شفتيك

و أترك صوتي على درج المشنقه

كأنّي أحبّك

كان الرحيل يخبئني في جزائر جسمك

_واسع ضيق هذا المدى _

و الرحيل يخّبئني في فم الزنبقة

أعيدي صياغة وقتي

لأعرف أين أموت سدى

مر يوم بلا شهداء

أعيدي صياغة صوتي

فإن المغني الذي ترسم الفتيات له صورة

صادروا صوته

_مرّ يوم بلا شهداء_

و بين الفراغين أمشي إليك وفيك

و أولد من نطفة لا أراها

و ألعب في جثّتي و القمر

لماذا نحاول هذا السفر

و كل البلاد مرايا

و كل المرايا حجر

لماذا نحاول هذا السفر؟

نــجــم
15-04-2011, 04:24 PM
النزول من الكرمل


ليوم يجدّد لي موعدي، قلت للكرمل: الآن أمضي.

و ينشر البحر بين السماء و مدخل جرحي

و أذهب في أفّق ينحني فوقنا، و يصلّي

لنا ،أو يكسّرنا. هذه الأرض تشبهنا

حين نأتي إليها. و تشبهنا حين نذهب عنها.

تركت ورائي ملامحها، و اسمها كان يمشي أمامي

يسمي ملامحها و انفجاري. تركت سرير الولادة

تركت ضريحا معدا لأي كلام..

تركت التي أوجعتها ذراعي. تركت التي أوجعتني يداها.

تفتّش عن عاشق بعد خمس دقائق من هجرتي

ليوم يجدّد لي موعدي، قلت للكرمل: الآن أمضي.

تمرّ الرصاصة فوق جبيني، و تجمعني مثلما تجمع القبلة

الشفتين

و تولد رمّانة في الضخور التي دجّنتني، و تجعلني عاشقين

بعيدا.. بعيدا.

و ينتشر البحر بين السماء و مدخل جرحي

تخيّلت أنك متّكئي

و سئمت العلاقة بين المسامير و الخشبه

و حين ترجلت عن قمّة الرمح و الجرح أمسكت شيئا

فكان حذاء الحرس

يكلمني هابطا هابطا..

منذ ذاك النهار المبكر أبحث عن موطىء القدمين

و أتبع نهرا، و لا أتبع الموج

هل أسترد زفيري!.

يقاسمني عسكريّ جراحي

و يحرسها كي ينال وساما

و يمنعني من مواصلة الموت، يأخذ نصف جراحي

و يترك نصفا لأمن الأمم.

يهزّ أصابع كفيّ

فتسقط ذكرى.

رصاص قديم.

صنوبرة.

ثمر فاسد.

تهمة.

أسئلة

يفتّش كفّي ثانية، فيصادر حيفا التي هرّبت سنبلة

و يا أيّها الكرمل،

الآن تقرع أجراس كل الكنائس

و تعلن أنّ مماتي المؤقّت لا ينتهي دائما، أو ينتهي مرّة،

أيّها الكرمل، الآن تأتي إليك العصافير من ورق

كنت لا فرق بين الحصى و العصافير .

و الآن بعث المسيح يؤجّل ثانية

أيّها الكرمل، الآن تبدأ عطلة كل المدارس

و تنشدني الآن فيروز

و الآن نأخذ أنبوبة من حبوب تسيل الدموع ،

فنبكي على جبل طائر

أيّها الكرمل، الآن يجعلني ضابط آخر عرضة للخلود !

بعدنا عن الشجر. البحر فاصلة بيننا

و ها نحن بين الطهارة و الإثم شيئان يلتحمان و ينفصلان

كأن الأحبّة دائرة من طباشير

قابلة للفناء و قابلة للبقاء.

و ها نحن نحمل ميلادنا مثلما تحمل المرأة العاقر الحلما

و ها أنت مئذنة الله حينا

و قبّعة لجنود المظلاّت حينا

و ها أنت يا كرملي كلّما

جرّدتني الحروب من الأرض أعطيتني حلما.

و ها أنا أعلن أن الزمان تغيّر:

كانت صنوبرة تجعل الله أقرب

و كانت صنوبرة تجعل الجرح كوكب

و كانت صنوبرة تنجب الأنبياء

و تجعلني خادما فيهم

أيّها الكرمل المتشعب في كل جسمي

لماذا تحملني كل هذي المسافات

و البحر فاصلة بيننا؟

أوقفتني قتاة معبّأة بالدوالي

و كانت تغنّي على طرق الشام:

يا ليت دالية واحدة

لم تسافر معي.. فأعود إليها

قبّلتني فتاة لأني لفظت اسم كرملها في مكبرّ صوت،

فجاءت إلى فندقي لتقول"أحبّك"، و التجأت

لاسمه في ذراعي

_و ماذا يقول الجبل؟

بكى قصب في الغدير

و كان الغدير مرايا

فلم ينطبق الجبل

_و هل رحلوا؟

تصببت الريح من جبهتي

فمسحت الرياح كما تمسحين العرق ..

تذكرت أني نهضت صباحا

و كانت شهادة ميلاد أمي قابلة للنقاش

و كانت أناشيد أهلي العرب

ترتب أمتعة اللاجئين .

و تبني جسور العبور .

و صارت فلسطين أقرب .

فاختلف اللاجئون على موسم القمح و البرتقال

أوقفتني فتاة معبأة بالدوالي

و كانت تغّي على طرق الشام

ياليت دالية واحدة

لم تسافر معي.. فأعود إليها

و سافرت _

يا أيّها الكرمل .البحر. و العشب. و النار

يا ضخرة الفرح العائمة

و صمّمت جلدي قميصا لأخفي آثار طعنتك النادمة

فأنكرني العسكريّ

و كنت على باب أمي هناك أنادي دمشق

فتسمع نبض دمي حفيف صنوبرك المبتعد

و تغسلني دجلة الخير حين أموت من الوجد شوقا إلى

أرض بابل .

و ها أنذا الآن

حين دخلت إلى الجامع الأموي تساءل أهل دمشق:

من العاشق المغترب؟

و كانت مياه الفرات و نافورة النيل تحذف آثار زنزانتي

عن ضلوعي

و حين وقفت على النيل يوما و شاطيء دجلة يوما

تساءل كل الذين رأوا دهشتي

من السائح المغترب ؟!

تركت الحبيبة _لم أنسها_ في غروب الشجر

تطرّز من زبد البحر منديلها و ضمادي

توهمت أنّ السموات أبعد من يدها عن جبيني

و أوهمّتها أن قلبي يصل

و أن يدي تنتقل

إلى جثّة ضائعة

تركت الحبيبة _لم أنسها_ عند سفح الجبل

تعير العصافير ألوانها

و كانت يداها ينابيع من كل لون و ما اشتق منه

و لكنني كنت أشعر أن الينابيع كانت معرّضة للجفاف

و أنّ فمي ينتقل

إلى لغة ثانية

تركت الحبيبة لم أنسها

تركت الحبيبة

تركت ..

أحبّ البلاد التي سأحب

أحب النساء اللواتي أحب

و لكن غصنا من السرو في الكرمل الملتهب

يعادل كل خصور النساء

و كلّ العواصم

أحبّ البحار التي سأحبّ

أحبّ الحقول التي سأحبّ

و لكنّ قطرة ماء على ريش قبرّة في حجارة حيفا

تعادل كل البحار

و تغلسني من ذنوبي التي سوف أرتكب

أدخلوني إلى الجنه الضائعة

سأطلق صرخة ناظم حكمت

آه.. يا وطني !..

نــجــم
15-04-2011, 04:25 PM
الخروج من ساحل المتوسط


-1-

سيل من الأشجار في صدري

أتيت.. أتيت

سيروا في شوارع ساعدي تصلوا.

و غزة لا تصلي حين تشتعل الجراح على مآذنها.

و ينتقل الصباح إلى مونئها، و يكتمل الردى فيها

أتيت.. أتيت

قلبي صالح للشرب

سيروا في شوارع ساعدي تصلوا

و غزّة لا تبيع البرتقال لأنه دمها المعلّب

كنت أهرب من أزقّتها ،

و أكتب باسنها موتى على جميزة،

فتصير سيّدة و تحمل بي فتى حرا.

فسبحان التي أسرت بأوردتي إلى يدها!.

أتيت.. أتيت

غزّة لا تصلّي.

لم أجد أحدا على جرحي سوى فمها الصغير .

و ساحل المتوسط اخترق الأبد ..

-2-

لا توقفوني عن نزيفي !

ساعة الميلاد قلدت الزّمان، و حاولتني

كنت صعبا_ حاولتني

كنت شعبا حاولتني مرة أخرى..

أرى صفا من الشهداء يندفعون نحوي،ثم يختبئون في

صدري و يحترقون.

ما فتك الزمان بهم، فليس لجّثتي حدّ. و لكني

أحسّ كأن كلّ معارك العرب انتهت في جثتي،

و أودّ لو تتمزق الأيام في لحمي و يهجرني الزمان،

فيهدأ الشهداء في صدري و يتفقون .

ما ضاق المكان بهم، فليس لجثتي حدّ، و لكنّ

الخلافة حصّنت سور المدينة بالهزيمة، و الهزيمة

جدّدت عمر الخلافة .

لا توقفوني عن نزيفي

ساعة الميلاد قلدت الزمان و حاولتني

كنت صعبا_ حاولتني مرة أخرى

أرى صفا من الشهداء يندفعون نحوي

لا أحد!..

و تقاسمتني هذه الأمم القريبة و البعيدة.

كلّ قاض كان جزّارا

تدرج في النبوءة و الخطيئة

و اختلفنا حين صار الكل في جزء،

زصار الجرح وردتنا جميعا

و ابتعدنا ..

إذهب إلى الموت الجميل _

ذهبت

وحدي كنت

قلتم: نحن ننتظر الجنازة بالأكاليل الكبيرة و الطبول،

و نلتقي في القدس ..

ليت القدس أبعد من توابيتي لأتهم الشهود

و ما عليك! ذهبت للموت الجميل

و مدينة البترول تحجز مقعدا في جنة الرحمن_ قلتم لي

و طوبى للمموّل و المؤّذن.. و الشهيد!

-4-

تعب الرثاء من الضحايا

و الضحايا جمّدت أحزانها

أواه! من يرثي المراثي؟

لست أدري أيّ قافية تحنّطني، فأصبح صورة في معرض

الكتب القريب .

و لست أدري أيّ إحصائيّة ستضمّني..

يا أيّها الشعراء.. لا تتكاثروا !

ليست جراحي دفترا.

يا أيّها الزعماء.. لا تتكاثروا!

ليست عظامي منبرا

فدعوا دمي_ حبر التفاهم بين أشياء الطبيعة و الإله

و دعوا دمي_ لغة التخاطب بيا أسوار المدينة و الغزاة.

دمي بريد الأنبياء.

-5-

و أعود من تلقاء نفسي..

ليت شبّاكي بعيد كي أرى أمي

و ليت القيد أقرب كي أحس النبض في زندي

و ليت البحر أبعد كي أخاف من الصحاري

آه، ليت الشيء عكس الشيء كي تتآكل الأشياء في

نفسي، و تأخذ صيغة الفرح الحقيقي

ابتعدنا و اقتربنا و ابتعدنا

يا أهالي الكهف قوموا و اصلبوني من جديد

إنني آت من الموت الذي يأتي غدا

آت من الشجر البعيد

و ذاهب في حاضري_ غدكم

أنا قشرت موج البحر زنبقة لغزة..

-6-

الفناء

و جدول يمتد من صدري عموديّا_ و تنحدر السماء

رأيت رأي القلب_ ذوبني الضياء

فصرت صوتا، و الحصى صار الصدى

و تنفّس القبر القديم..

تحرّك الحجر.. استردّ دبيبه منكم

أنا الأحياء و المدن القديمة

حاولوا أن تخلعوا أسماءكم تجدوا يدي .

و حاولوا أن تنزعوا أثوابكم تجدوا دمي .

أو حاولوا أن تحرقوا هذي الخرائط تبصروا جسدي _

أنا الأحياء و الوطن الذي كتبوه في تاريخكم ..

من جثتي بدأ الغزاة ،الأنبياء ،اللاجئون _

و الآن يختتمون سيرتهم لأبدأ من جديد.

-7-

تتحرّك الأحجار.

ليس الرّب من سكان هذا القفر

هذا ساعدي .

تتحرّك الأحجار .

ما سرقوا عصا موسى

و إنّ البحر أبعد من يدي عنكم

إذن، تتحرّك الأحجار

إن طلعوا و إن ركعوا، و إن مرّوا و إن فرّوا_

أنا الحجر

أنا الحجر الذي مسّته زلزلة.

رأيت الأنبياء يؤجّرون صليبهم

و استأجرتني آية الكرسيّ دهرا، ثم صرت بطاقة للتهنئات

تغيّر الشهداء و الدنيا

و هذا ساعدي.

تتحرك الأحجار

فالتّفوا على أسطورة

لن تفهموني دون معجزة

لأن لغاتكم مفهومة

إن الوضوح جريمة.

و غموض موتاكم هو الحق- الحقيقة .

آه، لا تتحرك الأحجار إلأّ حين لا يتحرك الأحياء

فالتفوا على أسطورتي!

-8-

لن تفهموني

تخرج العذراء من ضلعي

لن تفهموني

ناهضا من قبركم

و الأرض للشهداء _

أنهيت المغامرة الأخيرة و ابتدأت :

هنا الخروج. هنا الدخول

هنا الذهاب. هنا الإياب

و لا مكان هنا

أنا الزمن الذي لن تفهموني خارج الزمن الذي ألقى

بكم في الكهف _

هذي ساعتي

ينشق قبر ثم أنهض صارخا :

لا توقفوني عن نزيفي

لحظة الميلاد تسكنني ما الأزل، استريحوا في جراحي_

ها هو الوطن الذي يتجدّد.

الوطن الذي يتمجّد.

اقتربوا من الأشجار و ابتدئوا معي!

-9-

في غزة اختلف الزمان مع المكان

وباعة الأسماك باعوا فرصة الأمل الوحيد ليغسلوا

قدميّ

أين المجدلية؟

وانهمرت كتابات كتابات

و كان الجند ينتصرون ينتصرون

كانوا يقرأون صلاتها

و يفتّشون أظلفر القدمين و الكفين عن فرح فدائيّ،

و كانوا يلحقون حياتها

بدموع هاجر. كانت الصحراء جالسة على جلدي.

و أول دمعة في الأرض كانت دمعة عربية.

هل تذكرون مدوع هاجر_ أوّل امرأة بكت في

هجرة لا تنتهي ؟

يا هاجر احتفلي بهجرتي الجديدة من ضلوع القبر

حتى الكون أنهض

يسكن الشهداء أضلاعي الطليقة

ثم أمتشق القبور و ساحل المتوسط

احتفلي بهجرتي الجديدة

هجرة لا تنتهي ؟

يا هاجر احتفلي بهجرتي الجديدة من ضلوع القبر

حتى الكون أنهض

يسكن الشهداء أضلاعي الطليقة

ثم أمتشق القبور و ساحل المتوسط

احتفلي بهجرتي الجديدة

نــجــم
15-04-2011, 04:25 PM
النهر غريب و أنت حبيبي


الغريب النهر_ قالت

و استعدّت للغناء

لم نحاول لغة الحبّ ،و لم نذهب إلى النهر سدى

و أتاني الليل من مناديلها

لم يأت ليل مثل هذا الليل من قبل فقدمت دمي للأنبياء

ليموتوا بدلا منا..

و نبقى ساعة فوق رصيف الغرباء

و استعدت للغناء .

وحدنا في لحظة العشّاق أزهار على الماء

و أقدام على الماء

إلى أين سنذهب

للغزال الريح و الرمح. أنا السكّين و الجرح.

إلى أين سنذهب ؟

ها هي الحريّة الحسناء في شرياني المقطوع.

عيناك و بلدان على النافذة الصغرى

و يا عصفورة النار ،إلى أين سنذهب؟

للغزال الريح و الرمح ،

و للشاعر يأتي زمن أعلى من الماء، و أدنى من حبال

الشّنق.

يا عصفورة المنفى !إلى أين سنذهب؟

لم أودعك، فقد ودعت سطح الكرة الأرضيّة الآن..

معي أنت لقاء دائم بين وداع ووداع .

ها أنا أشهد أن الحب مثل الموت

يأتي حين لا ننتظر الحبّ، ،

فلا تنتظريني ..

الغريب النهر_ قالت

و استعدت للسفر،

الجهات الست لا تعرف عن" جانا"

سوى أن المطر

لم يبللها.

و لا تعرف عنها

غير أني قد تغيّرت تغيرّت

تصببت بروقا و شجر

و أسرت السندباد

و الغريب النهر_ قالت

ها هو الشيء الذي نسكت

قد صار بلاد

هل هي الأرض التي نسكن

قد صارت سفر

و الغريب النهر_ قالت

و استعدّت للسفر

وحدنا لا ندخل الليل

لماذا يتمنّى جسمك الشّعر

وزهر اللوتس الأبعد من قبري

لماذا تحملين

بمزيد من عيون الشهداء؟

اقتربي مني يزيدوا واحدا

"خبزي كفاف البرهة الأولى "..

و أمضي نحو وقتي و صليب الآخرين.

وحدنا لا ندخل الليل سدى،

يا أيّها الجسم الذي يختصر الأرض،

و يا أيتها الأرض التي تأخذ شكل الجسد الروحي

كوني لأكون .

حاولي أن ترسميني قمرا

ينحدر الليل إلى الغابات خيلا

حاولي أن ترسميني حجرا

تمضي المسافات إلى بيتي خيلا

فلماذا تحملين

بمزيد من وجوه الشهداء،

ابتعدي عني يصيروا أمّة في واحد ..

هل تحرقين الريح في خاصرتي

أم تمتشقين الشمس؟

أم تنتحرين؟

علّمتني هذه الدنيا لغات و بلادا غير ما ترسمه عيناك .

لا أفهم شيئا منك ."لا أفهمني جانا"

فلا تنتظريني!..

الغريب النهر_ قالت

و استعدّت للبكاء.

لم تكن أجمل من خادمة المقهى

و لا أقرب من أمّي

و لكنّ المساء

كان قطا بين كفّيها

و كان الأفق الواسع يأتي من زجاج النافذة

لاجئا في ظلّ عينيها

و كان الغرباء

يملأون الظلّ

لن أمضي إلى النهر سدى.

إذهبي في الحلم يا جانا!

بكت جانا!

و كان الوقت يرميني على ساعة ماء

إذهبي في الوقت يا جانا !

بكت جانا

و كان الحلم ذرات هواء

إذهبي في الفرح الأول يا جانا

بكت جانا

و كان الجرح ورد الشهداء ..؟

آه، جانا

لم تكوني مدني

أو وطني

أو زمني

كي أوقف النهر الذي يجرفني

فلماذا تدخلين الآن جسمي

لتصيري النهر أو سيّدة النهر

لماذا تخرجين الآن من جسمي

و من أجلك جدّدت الإقامة

فوق هذي الأرض.. جدّدت الإقامة

إذهبي في الحلم يا جانا!

بكت جانا

و صار النهر زنّارا على خاصرتي

و اختفى شكل السماء..

نــجــم
15-04-2011, 04:26 PM
تأملات في لوحة غائبة


كأني على موعد دائم معها

ها هي الأرض تكمل دورتها

ها هو الوقت يثمر تفاحة

نلتقي؟

لم أجد غيرها امرأة ذاهبة

لم أجد غيرها خنجرا قادما.

كأنّ خطاها مفاجأة الموت

تأتي مفاجئة

و كأني على موعد دائم معها

تأخرت ..

أسرعت ..

إن فراغك ممتليء قمرا

أحبّك، أم أتنفّس؟

أنتظر الشفتين، أم الصاعقة؟

لجسمك صوت يذكرني بالولادة

حين أموت

( و من عادتي أن أموت كثيرا

تأخرت

أسرعت

كالصاعقة!

..و أكتب عنك بلادا

و يحتلها الآخرون

و أرسم فيك جوادا

و يسرقه الآخرون

و أكتب

أرسم..

كانت ذراعاك فاتحة الحزن و الزهر

كنت أعود إلى الأرض

كنت

أصاهر في كفّك الحجرا

و كان فراغك ممتلئا قمرا

كأني على موعد دائم معها

ها هي الأرض تكمل دورتها

ها هو الوقت يثمر تفاحة.

و للوقت كفّ تداعبني

مرة .

و تقتلني

مرة ،

أيّها الوقت كن يدها كي أراك

أيّها

الوقت

كن

يدها

كي أراها..

نــجــم
15-04-2011, 04:26 PM
كان موتي بطيئا



باسمها أتراجع عن حلمها. ووصلت أخيرا إلى

الحلم. كان الخريف قريبا من العشب. ضاع

اسمها بيننا.. فالتقينا

لم أسجل تفاصيل هذا اللقاء السريع. أحاول شرح

القصيدة كي أفهم الآن ذاك اللقاء السريع.

هي الشيء أو ضدّه، و انفجارات روحي

هي الماء و النار، كنا على البحر نمشي .

هي الفرق بيني.. و بيني .

و أنا حامل الإسم أو شاعر الحلم. كان اللقاء سريعا .

أنا الفرق بين الأصابع و الكفّ .كان الربيع

قصيرا. أنا الفرق بين الغصون و بين الشجر.

كنت أحلمها، و اسمها يتضاءل. كانت تسمى

خلايا دمي. كنت أحلمها

و التقينا أخيرا .

أحاول شرح القصيدة كي أفهم الآن ماذا حدث

-يحمل الحلم سيفا و يقتل شاعرة حين يبلغه _

هكذا أخبرتني المدينة حين غفوت على ركبتيها

لم أكن حاضرا

لم أكن غائبا

كنت بين الحضور و بين الغياب

حجرا.. أو سحابة

_تشبهين الكآبة

قلت لها باختصار شديد

تشبهين الكآبة

و لكنّ صدرك صار مظاهرة العائدين من الموت ..

ماكنت جنديّ هذا المكان

و ثوري هذا الزمان

لأحمل لافته، أو عصا، في الشوارع.

كان لقائي قصيرا

و كان وداعي سريعا.

و كانت تصير إلي امرأة عاطفية

فالتحمت بها

و حلمت بها

و صارت تفاصيلها ورقا في الخريف

فلملمها عسكري المرور.

ورتبها في ملف الحكومة

و في المتحف الوطني

_تشبهين المدينة حين أكون غريبا

قلت لها باختصار شديد

_تشبهين المدينة.

هل رآك الجنود على حافة الأرض

هل هربوا منك

أم رجموك بقنبلة يدوية؟

قالت المرأة العاطفيّة:

كلّ شيء يلامس جسمي

يتحوّل

أو يتشكل

حتى الحجارة تغدو عصافير.

قلت لها باكيا:

و لماذا أنا

أتشرد

أو أتبدّد

بين الرياح و بين الشعوب ؟

فأجابت:

في الخريف تعود العصافير من حالة البحر

_هذا هو الوقت

_لا وقت

و ابتدأت أغنية:

في الخريف تعود العصافير من حالة البحر

هذا هو الوقت، لا وقت للوقت

هذا هو الوقت

_ماذا تكون البقية؟

_شبه دائرة أنت تكملها

_أذهب الآن؟

_لا تذهب الآن. إن الرياح على خطأ دائما.

و المدينة أقرب.

_المدينة أقرب !! أنت المدينة

_لست مدينة

أنا امرأة عاطفية

هكذا قلت قبل قليل

و اكتشفت الدليل

و أنت البقية

_آه، كنت الضحيّة

فكيف أكون الدليل؟

و كنت أعانقها. كنت أسألها نازفا:

أأنت بعيدة؟

-على بعد حلم من الآن

و الحلم يحمل سيفا. و يقتل شاعره حين يبلغه

_كيف أكمل أغنيتي

و التفاصيل ضاعت. و ضاع الدليل؟

_انتهت صورتي

فابتدىء من ضياعك.

أموت_ أحبّك

إن ثلاثة أشياء لا تنتهي :

أنت، و الحبّ ،و الموت

قبّلت خنجرك الحلو

ثم احتميت بكفّيك

أن تقتليني

و أن توقفيني عن الموت

هذا هو الحب.

إنّي أحبك حين أموت

و حين أحبّك

أشعر أني أموت

فكوني امرأه

و كوني مدينة!

و لكن، لماذا سقطت، لماذا احترقت

بلا سبب؟

و لماذا ترهّلت في خيمة بدويّه؟

_لأنك كنت تمارس موتا بدون شهيّة

و أضافت. كأن القدر

يتكسّر في صوتها:

هل رأيت المدينة تذهب

أم كنت أنت الذي يتدحرج من شرفة الله

قافلة من سبايا؟

هل رأيت المدينة تهرب

أم كنت أنت الذي يحتمي بالزوايا!

المدينة لا تسقط ،الناس تسقط !

ورويدا ..رويدا تفتت وجه المدينة

لم نحوّل حصاها إلى لغة

لم نسيّج شوارعها

لم ندافع عن الباب

لم ينضج الموت فينا

كانت الذكريات مقرا لحكام ثورتها السابقة

و مرّ ثلاثون عاما

و ألف خريف

و خمس حروب

و جئت المدينة منهزما من جديد

كان سور المدينة يشبهني

و قلت لها :

سأحاول حبّك ..

لا أذكر الآن شكل المدينة

لا أذكر اسمي

ينادونني حسب الطقس و الأمزجه

لقد سقط اسمي بين تفاصيل تلك المدينة

لملمه عسكري المرور

و رتبه في ملف الحكومة

_تشبهين الهويّة حين أكون غريبا

تشبهين الهويّة .

_ليس قلبي قرنفلة

ليس جسمي حقلا

_ما تكونين ؟

هل أنت أحلى النساء و أحلى المدن _

للذي يتناسل فوق السفن

و أضافت :

بين شوك الجبال و بين أماسي الهزائم

كان مخاضي عسيرا

_و هل عذبوك لأجلي؟

_عذّبوك لأجلي

_هل عرفت الندم؟

_النساء_ المدن

قادرات على الحبّ، هل أنت قادر ؟

_أحاول حبّك

لكنّ كل السلاسل

تلتف حول ذراعيّ حين أحاول ..

هل تخونينني ؟

_حين تأتي إلّي

_هل تموتين قبلي؟

سألتك: موتي!

_أيجديك موتي؟

_أصير طليقا

لأن نوافذ حبّي عبودّية

و المقابر ليست تثير اهتمام أحد

و حين تموتين

أكمل موتي

بين حلمي و بين اسمه

كان موتي بطيئا بطيئا

أموت _أحبّك

إنّ ثلاثة أشياء لا تنتهي

أنت، و الحبّ، و الموت

أن تقتليني

و أن توقفيني عن الموت .

هذا هو الحبّ

..و انتهت رحلتي فابتدأت

و هذا هو الوقت: ألأّ يكون لشكلك وقت.

لم تكوني مدينه

الشوارع كانت قبل

و كان الحوار نزيفا

و كان الجبل

عسكريا. و كان الصنوبر خنجر.

و لا امرأة كنت

كانت ذراعاك نهرين من حثث و سنابل

و كان جبينك بيدر

و عيناك نار القبائل

و كنت أنا من مواليد عام الخروج

و نسل السلاسل.

يحلم الحلم سيفا، و يقتل شاعره حين يبلغه _

هكذا أخبرتني المدينة حين غفوت على ركبتيها

لم أكن غائبا

لم أكن حاضرا

كنت مختفيا بالقصيده،

إذا انفجرت من دمائي قصيده

تصير المدينة وردا،

كنت أمتشق الحلم من ضلعها

و أحارب نفسي

كنت أعلن يأسي

على صدرها، فتصير امرأة

كنت أعلن حبي

على صدرها، فتصير مدينة

كنت أعلن أن رحيلي قريب

و أنّ الرياح و أنّ الشعوب

تتعاطى جراحي حبوبا لمنع الحروب.

بين حلمي و بين اسمه

كان موتي بطيئا

باسمها أتراجع عن حلمها. ووصلت

و كان الخريف قريبا من العشب .

ضاع اسمها بيننا.. فالتقينا.

لم أسجّل تفاصيل هذا اللقاء السريع

أحاول شرح القصيدة

لأغلق دائرة الجرح و الزنبقه

و أفتح جسر العلاقة بين الولادة و المشنقه

أحاول شرح القصيدة

لأفهم ذاك اللقاء السريع

أحاول

أحاول .. أحاول!

نــجــم
15-04-2011, 04:26 PM
طوبى لشيء لم يصل


هذا هو العرس الذي لا ينتهي

في ساحة لا تنتهي

في ليلة لا تنتهي

هذا هو العرس الفلسطينيّ

لا يصل الحبيب إلى الحبيب

إلاّ شهيدا أو شريدا

دمهم أمامي ..

يسكن اليوم المجاور _

صار جسمي وردة في موتهم ..

و ذبلت في اليوم الذي سبق الرصاصة

و ازدهرت غداة أكملت الرصاصة جثّتي

و جمعت صوتي كلّه لأكون أهدأ من دم

غطّى دمي..

دمهم أمامي

يسكن المدن التي اقتربت

كأنّ جراحهم سفن الرجوع

ووحدهم لا يرجعون

دمهم أمامي ..

لا أراه

كأنه وطني

أمامي.. لا أراه

كأنه طرقات يافا _

لا أراه

كأنه قرميد حيفا _

لا أراه

كأنّ كل نوافذ الوطن اختفت في اللحم

وحدهم يرون

وحاسة يرون

و حاسّة الدم أينعت فيهم

و قادتهم إلى عشرين عاما ضائعا

و الآن ،تأخذ شكلها الآتي

حبيبتهم ..

و ترجعهم إلى شريانها

دمهم أمامي..

لا أراه

كأنّ كل شوارع الوطن اختفت في اللحم

وحدهم يرون

لأنهم يتحررون الآن من جلد الهزيمة

و المرايا

ها هم يتطايرون على سطوحهم القديمة

كالسنونو و الشظايا

ها هم يتحررون..

طوبى لشيء غامض

طوبى لشيء لم يصل

فكّوا طلاسمه و مزقهم

فأرّخت البداية من خطاهم

( ها هي الأشجار تزهر

في قيودي )

و انتميت إلى رؤاهم

( ها هي الميناء تظهر

في حدودي )

و الحلم أصدق دائما، لا فرق بين الحلم

و الوطن المرابط خلفه..

الحلم أصدق دائما. لا فرق بين الحلم

و الجسد المخبّأ في شظية

و الحلم أكثر واقعيّة

السفح أكبر من سواعدهم

و لكن..

حاولوا أن يصعدوا

و البحر أبعد من مراحلهم

و لكن..

حاولوا أن يعبروا

و النجم أقرب من منازلهم

و لكن

حاولوا أن يفرحوا

و الأرض أضيق من تصورهم

ولكن..

حاولوا أن يحملوا

طوبى لشيء غامض

طوبى لشيء لم يصل

فكوا طلاسمه و مزقهم

فأرخت البداية من خطاهم

و انتميت إلى رؤاهم

آه.. يا أشياء! كوني مبهمه

لنكون أوضح منك

أفلست الحواس و أصبحت قيدا على أحلامنا

و على حدود القدس ،

أفلست الحواسّ ،و حاسّة الدم أينعت فيهم

و قادتهم إلى الوجه البعيد

هربت حبيبتهم إلى أسوارها و غزاتها

فتمرّدوا

و توحدوا

في رمشها المسروق من أجفانهم

و تسلّقوا جدران هذا العصر

دقوا حائط المنفى

أقاموا من سلاسلهم سلالم

ليقبّلوا أقدامها

فاكتظ شعب في أصابعهم خواتم

هذا هو العرس الذي لا ينتهي

في ساحة لا تنتهي

هذا هو العرس الفلسطيني

لا يصل الحبيب إلى الحبيب

إلا شهيدا..أو شريدا

_من أي عام جاء هذا الحزن؟

_من سنة فلسطينية لا تنتهي

و تشابهت كل الشهور، تشابه الموتى

و ما حملوا خرائط أو رسوما أو أغاني للوطن

حملوا مقابرهم ..

و ساروا في مهمتهم

وسرنا في جنازتهم

و كان العالم العربي أضيف من توابيت الرجوع

أنراك يا وطني

لأن عيونهم رسمتك رؤيا.. لا قضيه!

أنراك يا وطني

لأن صدورهم مأوى عصافير الجليل و ماء وجه المجدليه!

أنراك يا وطني

لأن أصابع الشهداء تحملنا إلى صفد

صلاة ..أو هويّة

ماذا تريد الآن منّا

ماذا تريد ؟

خذهم بلا أجر

ووزّعهم على بيارة جاعت

لعل الخضرة انقرضت هناك ..

الشيء.. أم هم ؟

إن جثة حارس صمام هاوية التردي

(هكذا صار الشعار، و هكذا قالوا )

و مرحلة بأكملها أفاقت_ ذات حلم_

من تدحرجها على بطن الهزيمة ،( هكذا ماتوا )

و هذا الشيء.. هذا الشيء بين البحر

و المدن اللقيطة ساحل لم يتسع إلا لموتانا

و مروا فيه كالغرباء ( ننساهم على مهل

و هذا الشيء.. هذا الشيء بين البحر

و المدن اللقيطة حارس تعبت يداه من الإشاره

لم يصل أحد ومروا من يديه الآن

فاتسعت يداه

كلّ شيء ينتهي من أجل هذا العرس

مرحلى بأكملها أفاقت_ ذات موت_

من تدحرجها على بطن الهزيمة ..

الشيء.. أم هم؟

يدخلون الآن في ذرات بعضهم،

يصير الشيء أجسادا،

و هم يتناثرون الآن بين البحر و المدن

اللقيطة

ساحلا

أو برتقالا _

كلّ شيء ينتهي من أجل هذا العرس ..

مرحلة بأكملها.. زمان ينتهي

هذا هو العرس الفلسطينيّ

لا يصل الحبيب إلى الحبيب

إلأّ شهيدا أو شريدا .

نــجــم
15-04-2011, 04:27 PM
موت آخر و أحبك


-1-

أجدّد يوما مضى، لأحبّك يوما.. و أمضي

و ما كان حبا

لأن ذراعيّ أقصر من جبل لا أراه

و أكمل هذا العناق البدائيّ، أصعد هذا الإله

الصغير

و ما كان يوما

لأن فراش الحقول البعيدة ساعة حائط

و أكمل هذا الرحيل البدائيّ. أصعد هذا الإله

الصغير

و ما كنت سيدة الأرض يوما

لأن الحروب تلامس خصرك سرب حمام

و تنتشرين على موتنا أفقا من سلام

يسد طريقي إلى شفتيك، فأصعد هذا الإله

الصغير

و ما كنت ألعب في الرمل لهوا

لأن الرذاذ يكسرني حين تعلن عيناك

أن الدروب إلى شهداء المدينة مقفرة من يديك

فأصعد هذا الإله الصغير

و ما كان حبا

و ما كان يوما

و ما كنت

و ما كنت

إني أجدد يوما مضى

لأحبك يوما

و أمضي

-2-

سألتك أن تريديني خريفا و نهرا

سألتك أن تعبري النهر وحدي

و تنتشري في الحقول معا

سألتك ألا أكون و ألا تكوني

سألتك أن ترتديني

خريفا

لأذبل فيك، و ننمو معا

سألتك ألا أكون و ألا تكوني

سألتك أن تريديني

نهرا

لأفقد ذاكرتي في الخريف

و نمشي معا

و في كل شيء نكون

يوحدّنا ما يشتّتنا

ليس هذا هو الحبّ

في كل شيء نكون

يجددنا ما يفتّتنا

ليس هذا هو الحبّ_

هذا أنا..

أجيئك منك، فكيف أحبك؟

كيف تكونين دهشة عمري؟

و أعرف

أن النساء تخون جميع المحبين الأّالمرايا

و أعرف:

أن التراب يخون جميع المحبين إلاّ البقايا

أجيئك منك انتظارا

و أغرق فيك انتحارا

أجيئك منك انفجارا

و أسقظ فيك شظايا ..

و كيف أقول أحبك ؟

كيف تحاول خمس حواسّ مقابلة المعجزة

و عيناك معجزتان ؟

تكونين نائمة حين يخطفني الموج

عند نهاية صدرك يبتديء البحر

ينقسم الكون هذا المساء إلى إثنين:

أنت و مركبة الأرض.

من أين أجمع صوت الجهات لأصرخ:

إني أحبك

-3-

تكونين حريتي بعد موت جديد

أحبّ

أجدّد موتي

أودّع هذا الزمان و أصعد

عيناك نافذتان على حلم لا يجيء

و في كل حلم أرمّم حلما و أحلم

قالت مريّا: سأهديك غرفة نومي

فقلت: سأهديك زنزانتي يا ماريّا

_لماذا أحبك؟

من أجل طفل يؤجل هجرتنا يا ماريا

_سأهديك خاتم عرسي

سأهديك قيدي و أمسي

_لماذا تحارب؟

من أجل يوم بلا أنبياء

تكونين جندية، تغلقين طريقي، تقولين: ما اسمك؟

أعلن أني أمشط موج البحار بأغنيتي ودمي

كي تكوني مريّا

_إلى أين تذهب؟

أذهب في أول السطر، لا شيء يكتمل الآن

_هل يلعب الشهداء بأضلاعهم كي تعود مريّا؟

تعود. و هم لا يعودون

_هل كنت فيهم

وعدت لأني نصف شهيد

لأني رأيت مريا

_سأهديك غرفة نومي

سأهديك زنزانتي يا مريّا .

-4-

غربيان

إن القبائل تحت ثيابي تهاجر

و الطفل يملأ ثنية ركبتك

الآن أعلن أن ثيابك ليست كفن

غريبان

إن الجبال الجبال الجبال..

غريبان

ما بين يومين يولد يوم جديد لنا

قلنا: وطن

غريبان

إن الرمال الرمال الرمال...

غريبان

و الأرض تعلن زينتها

_أنت زينتها_

و السماء تهاجر تحت يدين

غريبان

إن الشمال الشمال الشمال

غريبان

شعرك سقفي، و كفاك صوتان

أقبّل صوتا

و أسمع صوتا

و حبك سيفي

و عيناك نهران

و الآن أشهد أن حضورك موت

و أن غيابك موتان

و الآن أمشي على خنجر و أغني

فقد عرف الموت أني

أحبك، أني

أجدد يوما مضى

لأحبك يوما

و أمضي..

-5-

سمعت دمي، فاستمعت إليك

و لم تصلي بعد

كان البنفسج لون الرحيل

و كنت أميل مع الشمس _

يا أيّها الممكن المستحيل

و كانت ظلال النخيل تغطي خطانا التي تتكون

منذ الصباح و أمس .

و كنا نميل مع الشمس .

كنت القتيل الذي لا يعود

نسيت الجنازة خلف حدود يديك

سمعت دمي فاستمعت إليك ..

إلى أين أذهب ؟

ليست مفاتيح بيتي معي

ليس بيتي أمامي

و ليس الوراء ورائي

و ليس الأمام أمامي

إلى أين أذهب ؟

إن دمائي تطاردني ،و الحروب تحاربني، و الجهات

تفتشني عن جهاتي

فأذهب في جهة لا تكون

كأنّ يديك على جبهتي لحظتان

أدور أدور

و لا تذهبان

أسير أسير

و لا تأتيان

كأن يديك أبد

آه، من زمن في جسد !

يعرف الموت أني أحبّك

يعرف وقتي

فيحمل صوتي

و يأتيك مثل سعاة البريد

و مثل جباه الضرائب

يفتح نافذة لا تطل على شجر

(قد ذهبت و لم أعرف ).

يعرف الموت أني أحبك..

يستجوب القبلة النصف..

تستقبلين اعترافي..

و تبكين زنبقة ذبلت في الرسالة

ثم تنامين وحدك وحدك وحدك

يشهق موت بعيد

و يبقى بعيد

إلى أين أذهب؟

إن الجداول باقية في عروقي

و إن السنابل تنضج تحت ثيابي

و إنّ المنازل مهجورة في تجاعيد كفي

و إن السلاسل تلتفّ حول دمي

و ليس الأمام أمامي

و ليس الوراء ورائي

كأن يديك المكان الوحيد

كأن يديك بلد

آه من وطن في جسد!

-6-

وصلت إلى الوقت مبتعدا

لم يكون بلدا

كي أقول وصلت

و ما كان_ حين وصلت_ سدى

كي أقول تعبت

و ما كان وقتا لأمضي إليه ..

وصلت إلى الوقت مبتعدا

لم أجد أحدا

غير صورتها في إطار من الماء

مثل جبيني الذي ضاع بيني

و بين رؤاي سدى!

سمعت دمي

فاستمعت إليك

مشيت

لأمشي إليك

و كانت عصافير ملء الهواء

تسير ورائي

و تأكلني _كنت سنبلة _

كنت أحمل ضلعا و أسأل أين بقية

آخر الشهداء

يحاول ثانية

كيف أحمل نهرا بقبضة كفي

و أحمل سيفي

و لا يسقطان

أنا آخر الشهداء

أسجل أنك قدسية في الزمان وضائعة

في المكان

أريد بقية ضلعي

أريد بقية ضلعي

أريد بقية ضلعي

نــجــم
15-04-2011, 04:27 PM
عودة الأسير

النيل ينسى

و العائدون إليك منذ الفجر لم يصلوا

هناك حمامتان بعيدتان

ورحلة أخرى

و موت يشتهي الأسرى

و ذاكرتي قويّة .

و الآن، ألفظ قبل روحي

كلّ أرقام النخيل

و كل أسماء الشوارع و الأزقّة سابقا أو لاحقا

و جميع من ماتوا بداء الحب و البلهارسيا و البندقيّة

ما دلني أحد عليك

و أنت مصر

قد عانقتني نخلة

فتزوّجتني

شكّلتني

أنجتني الحبّ و الوطن المعذب و الهويّة

ما دلني أحد عليك

وجدت

وجدت مقبرة.. فنمت

سمعت أصوات.. فقمت

ورأيت حربا.. فاندفعت

وما عرفت الابجديّة

قالوا:اعترف

قلت :اعترفت

يا مصر !الاكسرى سباك ولا الفراعنة

اصطفوك أميرة أو سيدة

قالوا: اعترف

قلت :اعترفت

و توازت الكلمات و العضلات

كاونوا يقلعون أظافري

و يقشّرون أناملي

و يبعثرون مفاصلي

و يفتّشون اللحم عن أسرار مصر ..

و تدفّقت مصر البعيدة من جراحي

فاقتربت

و رأيت مصر

و عرفت مصر

ما دلّني أحد، خناجرهم تفتّشني فيخرج شكل مصر

يا مصر! لست خريطة

قالوا: اعترف

قلت: اعترفت

واصلت يا مصر اعترافاتي

دمي غطّى وجوه الفاتحين

و لم يغطّ دمي جبينك، و اعترفت

و حائط الإعدام يحملني إليك إليك ..

أنت الآن تقتربين. أنت الآن تعترفين

فامتشقي دمي!.

و النيل ينسى

ليس من عادته أن يرجع الغرقى

و آلاف العرائس من تقاضي أجرها؟

النيل ينسى.

و القرى رفعت مآذنها و شكواها

و أخفت صدرها في الطين

و المدن_ الجنود الغائبون_ الاتحاد الاشتراكيّ_ المغني

راقصات البطن_ و السياح_ و الفقراء

سبحان الذي يعطي و يأخذ!

ليس من عادات هذا النيل أن يصغي إلى أحد

كأن النيل تمثال من الماء استراح إلى الأبد

ماذا يقول النيل

لو نطقت مياه النيل؟

يسكت مرّة أخرى

و ينساني

لتسكت جوقة الإنشاد حول جنازتي!

و خذي عن الجثمان أعلام الوطن

يا مصر! تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر

غطّى حفنة من رمل سيناء التي ابتعدت عن العينين

و التج|أت إلى الرئتين

و امتشقي دمي

و خذي عن الجثمان أعلام الوطن

سيناء ليس لها كفن !

و النيل ينسى

ماذا يقول النيل، لو نطقت مياه النيل ؟

يسكت مرّة أخرى

و لا يستقبل الأسرى .

ليسكت ههنا الشعراء و الخطباء

و الشرطي و الصحفيّ

إنّ جنازتي وصلت

و هذي فرصتي يا مصر.. أعطيني الأمان

يا مصر! أعطيني الأمان

لأموت ثانية ..شهيدا لا أسير

السدّ عال شامخ، و أنا قصير

و المنشآت كبيرة، و أنا صغير

و الأغنيات طليقة، و أنا أسير

يا مصر!أعطيني الأمان

إني حرستك. كانت الأشياء آمرة و آمنة و كان المطرب

الرسمي يصنع من نسيج جلودنا وتر الكمان

و يطرب المتفرّجين

قد زيفوا يا مصر حنجرتي

و قامة نخلتي

و النيل ينسى

و العائدون إليك منذ الفجر لم يصلوا

و لست أقول يا مصر الوداع

شبت خيول الفاتحين

زرعوا على فمك الكروم، فأينعت

قد طاردوك_ و أنت مصر

و عذبوك_ و أنت مصر

و حاصروك_ و أنت مصر

هل أنت يا مصر؟

هل أنت.. مصر!.

نــجــم
15-04-2011, 04:27 PM
الرمادي


الرماديّ اعتراف، و السماء الآن ترتدّ عن الشارع

و البحر، و لا تدخل في شيء، و لا تخرج من

شيء... و لا تعترفين

ساعتي تسقط في الماء الرماديّ .فلم أذهب إلى موعدك

الساطع. يأتي زمن آخر إذ تنتحرين .

و أسمي حادثا يحدث في أيّامنا :

قد ذهب العمر، و لم أذهب مع العمر إلى هذا المساء أبقى في انتظارك

و أسمي حادثا يحدث في أيامهم:

عندما أمشي إلى النهر البعيد

يقف النهر طويلا في اتنظاري.

و أتابع.

عنما أرجع في منتصف الموت، يجف النهر في ذاكرتي

يذيل ما بين الأصابع،

فلماذا تقفين ؟

و لماذا تقفين؟

و تكونين أمام الطعنه الأولى. أمام الخطوة الأولى

و لا تعترفين .

و الرمادي اعتراف. من رآني قد رأى وجهك وردا

في الرماد.

من رآني أخرج الخنجر من أضلاعه أو خبّأ الخنجر

في أضلاعه

حيث تكونين دمي يمطر ،أو يصعد في أيّ اتجاه

كالنباتات البدائية.

كوني حائطي

كي أبلغ الأفق الرماديّ

و كي أجرح لون المرحلة

من رآني ضاع مني

في ثبات القتله !

الرماديّاعتراف و شبابيك. نساء و صعاليك

و الرماديّ هو البحر الذي دخّن حلمي زبدا

و الرماديّ هو الشّعرالذي أجر جرحي بلدا

الرمادي هو البحر

هو الشعر

هو الزهر

هو الطير

هو الليل

هو الفجر

الرماديّ هو السائر و القادم

و حلم الذي قرره الشاعر و الحاكم

منذ اتحدا

لست أعمى لأرى

لست أعمى.. لأرى .

إنّني أعبر بين الجثتين القمّتين

كالنباتات البدائية

كونى حائطي كي أعبرا

لست أعمى ..لأرى .

تزحف الصحراء تلتف على خاصرتي

و تلتف على صدري، وتشتدّ و تشتدّ، و لا أغرق

لا أغرق.. لا أغرق

ل!..ا

ليس لي خلف جبال الرمل آبار من النفط، و لا صفصافة

مستشرقه

كان لي سورة"اقرأ" و قرأت..

كان لي بذرة قمح في يد محترقه

و احترقت .

و لي الآن شتاء من دم يمتصه الرمل، و يستخرج

مازوتا. و أستدعى إلى الحربق لكي يصبح سعر

النفط أعلى

قلت: كلا !

و الرماديّ اعتراف مثل جدران جدران الزنازين التي تكثر بعد

الحرب.لا .لم يبك جندي على تاج. و أستدعى

إلى الحرب لكي يصبح لون التاج أغلى .

لست أعمى ..لأرى .

هل تركت الباب مفتوحا ؟

تعودين بلا جدوى

ينام الحلم الكاذب في المخفر. يدلي باعترافات

يمرّ الحلم الهارب من قبّعة السجان يدلي

باعترافات على مائدة القرصان

يدلي باعترافات ينام الحلم الغائب تحت المشنقة

هل تركت الباب مفتوحا؟

لكي أقفز من جلدي إلى أوّل عصفور رماديّ. و أحتج

على الآفاق.

كلا!.

الرماديّ من البحر إلى البحر

و حراس المدى عادوا

و عيناك أمامي نقطتان

و السراب الضوء في هذا الزمان

الواقف الزاحف ما بين وداعين طويلين

و نحن الآن مابين الوداعين وداع دائم

أنت السراب الضوء و الضوء السراب

من رآنا أخرج الخنجر من أضلاعه أو خبأ الخنجر

في أضلاعه

حيث تكونين دمي يمطر أو يصعد في أي اتجاه

كالنباتات البدائية

كوني حائطي أو زمني

كي أطأ الأفق الرمادي

و كي أجرح لون المرحلة

من رآنا ضاع منا

في ثياب القتلة

فاذهبي في المرحلة

إذهبي

وانفجري بالمرحلة

يارا العامرية
15-04-2011, 06:48 PM
سلمت يمنآك ع روعة طرحك ..
الله يعطيك العافية ..
تقديري ,,

نــجــم
15-04-2011, 08:21 PM
يسعدني ويشرفني مرورك العطر

تقديري لكـ

صعبة المنال
15-04-2011, 10:59 PM
نـــجـــم
أج ــمل وأرق باقات ورودى
لموضوعك الجميل
دمت برضى من الرح ــمن
لك خالص احترامي وتقديري

نــجــم
16-04-2011, 08:32 PM
يسعدني ويشرفني مرورك العطر

تقديري لكـ

سلطانة
05-05-2011, 01:20 AM
http://www.halauae.com/uploads/images/alsaher-3814931317.gif

نــجــم
05-05-2011, 01:28 AM
يسعدني ويشرفني مرورك العطر

تقديري لكـ