المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإبل: وسومها وأسماؤها وصفاتها في الشعر الشعبي


عطر الليل
02-01-2006, 04:39 AM
للابل عند أصحابها أوصاف وأسماء ينادونها حين المسرح أو الشرب أو المقيل والممسى "المفلى" ولها وسوم تعرف حين غيابها، أو فقدانها.
فمن اسماء الابل عند العرب الاواراك والأصائل، ولها صفات وأنواع تسمى بالذود المجاهيم والصهباء والعربية أو الحرة وقد يُجعل لها وسوم وعلامات تعرف عند هواة الابل وملاكها.
يقول الشاعر ابن خليوي عن ذود الابل
يا الله إن تدبرنا على هداك ورضاك
وانك تبدّل ضيقها بانفراج
يابو مبارك جعل الانذال تفداك
ريح العدس والفول غير مزاجي
ومن عقب ذود كأنها (...) (...)
هل عزوة الشجعان يوم العجاج
قالوا ابشر بضانك ومعزاك
يرتاح بالك لا يجيه ارتجاج
نبغي لنا ام حوير لا عدمناك
من ذودنا مالي بذود الحراج
والذود مجموعة الابل وأم حوير اسم للناقة.
تذهب للرعي أو المرواح لها مناداة من اصحابها، وخاصة الناقة المتقدمة لأومل الذود يرتاح الراعي أو المالك فيناديها بالحداء ومن ذلك ما جاء في الشعر الشعبي:
يا مرحباً باللي تجر الفطاير جر
لا شاقت الركاب والصوت تلوي به
يا جعلها تلقح وتلحق ليالي الجر
تأتي بغيد مع البل تلهو به
يا زينها بشماله ما تعرف الصر
كأنها طموح بين صفين لعابه
فحجا من العرقوب إلى حده المدور
في سيرها ما تعطي الحق طلابه
نرعي بها عشب الزبابير لمنه اخضر
ومن دونها الراوي تمشي به ركابه
والناقة الجر التي تقود الذود من الابل..
وللجمال البيضاء مكانة خاصة والتي تسمى "المغاتير" و"الوضحة" وتختلف أسماء الابل بحسب استعمالها وصفاتها فمنها جيش، لمن يمتطيها الجنود، ورحلة أو مسابلة لمن تستخدم في الأثقال فهي ملحة، ناقة سوداء، وكذا "مجهم" أو "الشرف" بمعنى واحد، "الشعلا" ناقة بنية، والصفرا، أما أعمارها فهي الحوار، والمفرود، لقى، وثني وسديس وهرش وفاطر الخ.. يقول الشاعر الشعبي فراح القرقاح المشهور بابن ريفه من شعراء القرن الحادي عشر والثاني عشر في وصف الابل الآرك:
يا هيف واركب فوق وجنا من القود
بنت آرك ماربعت بالحظايف
حايل ثلاث سنين والرائعة زود
والخامسة عملية بالسفايف
تجفل براعيها لشافت الردود
لهي كما هيق بالعين شايف
ويضيف الشاعر الجضعي الساليم النوق فيقول:
يا راكب حر بتوع ذراعه
اشعل يتوه موضعه لا يحوفه
كن الدراهم في مواطي كراعه
ما واق رقاع الحفافي خفوفه
منصاه فراج صبي الوقاعه
هرجه اليا مني سمعته طروفه
وفراح هو ابن ريفة الشاعر المعروف.. وللابل مكانة خاصة عند الشعراء فهذا ابن ريفة يشدو فيها فيقول:
يا راكب ثنتين عوص تبارا
ترمح سفايفها وفيها خنانيق
مثل النعايم يوم زرفل وذارا
متغانم المرهاق في ساقه الهيق
ومن نشيد جروان بن مرهان في الابل ما جاء:
ويا دلة زينتها تالي الليل
فنجانها يرى كثيرا الهواجيس
ماها حليب الذود وقنادهل هيل
برية تندي بزين المحاميس
في مريح سعد الجل المشاميل
فيه الزهر متناشع ما بعد يس
ولاشك ان الابل في الجزيرة العربية لها وسوم مشهورة عند كثير من البدو وفي جنوب المملكة العربية السعودية بالذات وهي موثقة عند كبار القوم بحيث تعرف كل قبيلة وسماً خاصاً وخاصة اهل نجران كما افاد بذلك الباحث الأستاذ عبداللطيف طاهر علاقي في كتابه نجران الواحة والانسان والمجاهيم تحتاج إلى علفة وهي العاضة التي ترعى بالرمال والرسوم الخاصة بالمجاهيم وهي عبارة عن:
رقمتين في الوجه واحدة في الرقبة.
رسم الحباري في الفخذ الأيسر.
هلال في الفخذ وجهه إلى الأسفل مع شاهد بعضهم فوق الهلال وبعضهم يضعه تحت الهلال.
حلقة ومطرق في الرقبة من اليمين.
كلوب ومطرق في الرقبة من اليمين
كلوب وثلاث رقم في الفخذ الأيمن
وسوم الأوراك لها انواع كلوب ورقمتان تحت الاذن من الجهة اليمنى.
مشغار نكس "رقم 8".
مطرق ورقمه في الوجه.
مطرق ورقمتان في الوجه.
قلادة ورقمه في الحلق.
رقمه في التريبة اليمنى.
مطرق ورقمه في التريبة اليمنى.
مطرق ورقمتان في الفخذ اليسرى مستوية مع الفخذ.
مطرف واربع رقم في الوجه وهي خاصة بالأوراك التي يعتنى في المزارع لسهولة علفها وقد ينادي عليها اصحابها وخاصة عند العد أو البئر فيقال لها:
الدلو بدول
في ايد المهبول
راعي البيت الطارف
يا اللي تعرف العارف
العارف تراه
على قلبي كاويني
جر الدلوي جر الدلوي
جر الدلوي لين يغلوي
جره في عالي الطي
اما ان كانت الابل فيها بعض الجرب أو الحشرات مثل القراد وعند يقردها صاحبها ينشد وهي عند حوض الماء:
شرب وفيه عوافي
يا أم الشعور الضافي
سيل الحيا منقاد
يكسي ظهور العاري
يا مرحبين وقربة
باللي لفت من غربة
يا مرحباً حييتي
بالطارش اللي جيتي
يا زين طلبة ربي
عاد الردي منكب
و"الحيا": المطر، فالقربة معروفة، وكذا "الغرب"، تستعملان لحفظ المياه واخراجها من الآبار، و"الطارش" الزائر القادم و"منكب": أي مملوء وينكب في الحوض.
ولكثرة الأمطار في الجنوب يقال عند صب المياه في الأحواض يقال:
يا راعي البل
صب وعجل
تراك مخل
في رعي البل
والبل: أي الإبل.
ومما يمتدح به سوق الابل على الآبار ما جاء على لسان أحد شعراء آل الجرو من قحطان بقوله:
ترى بيرنا الثليغا على مكرع الصفى
وتقابلها من مطلع الشمس راكه
تسوق بثلاث في ثلاث ومثلها
وتودي لآجات السنين اللهايب
حيث عبر عن كثرة ماء بئره "الثليغا" بأن "12" ناقة تسوق على البئر ولا ينضب ماؤها.. وقد شبه الرجال بالجمال التي تحمل الأثقال ما جاء على لسان ذيب بن عائض آل سليمان:
وترى لناس ما تأتي موازينهم سوى
ولاشك ترضي النفس مقسوم واليها
وترى في الرجال جمال للحمل شياله
حرار تجيك معربات مجانيها
وقريت الكتاب وكل حلم بتعبيره
وعرفت الصديق بساعة كنت ناسيها
ومن الأناشيد الخاصة بالابل عند المسير للآبار ما يقال:
يا ليتني واياها
في قافر وأرعاها
وأخيل بنت ذراها
راعي ولا يرعاها
جعله طريح وراها
طريح فعلاها
ابل بليا والي
تصبر على الجهجال
لا تعدون الزرقا
عن حوضها المعرقا
نصبح شديد وفرقا
يالله يا والينا
يا أبا الجمايل فينا
تعطي ولا تقصينا
عطنا الحيا يحيينا
ولا تطاوع فينا
يالله يا معبود
يا ابا الكرم والجود
تعطي ولا بحسود
تعطي البكار السود
"قافر" هي الأرض الصحراء الخالية.. و"مغلاها" المغلى مكان الضعن للابل.. و"الزرقا": اسم للابل.
البكار السود: هي الابل السوداء الجلهومة ومن خلال ما مضى ان للابل مكانة خاصة في الأدب الشعبي نثره وشعره، لغته ولهجته، وهذا يضفي إلى الديوان الشعبي مترادفات شعبية وقصائد واضحة المعالم تحمل رائحة المكان وعبقه وهوية الإنسان


ملطوش

عــ الهوى ــز
04-01-2006, 02:06 AM
يعطيك العافية والله يا عطر


على الموضوع الرائع



تحياتى لك

ساروونه
04-01-2006, 11:17 PM
يعطيك ألف عافيه و.....
دمت بود......

سهــم
12-05-2007, 12:23 PM
يعطيك العافيه عطر على الطرح الرائع



لك كل الشكر




سهم

صبي هاجر
06-07-2007, 07:10 PM
مشكوووووووووووووووووور على الموضوع الرائع
والله لا يهينك وابيض وجه ياعطر الليل