شيهانة نجد
04-01-2007, 07:32 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
.
.
نبذة مختصرة عن الفن التشكيلي المعاصر في المملكة العربية السعودية
من كتاب بالعنوان ذاته للفنان التشكيلي عبد الرحمن السليمــــــان
..
.
بدا الفن التشكيلي في المملكة العربية السعودية بجهود شخصية كان الفنانون قد رسموا لأنفسهم هذا التوجه الذي لم يكن يخلو من مغامرة, فالظروف التي توافرت للبعض-لدراسة الفن- لم تتوافر للبعض الآخر, وقدر مواجهة هذه الظروف قد تختلف من شخص لآخر, فعبد الحليم رضوي اتجه بداية الستينات الى ايطاليا بجهود فردية ضُمّ بعدها للبعثة الحكومية, اما محمد السليم فقد ابتعث عن طريق وزارة الإعلام عام1970 , وكان حينها موظفا في التلفزيون كمنفذ ديكور ورسام خلفيات, أما عبدالجبار اليحيا فإن دراسته الخارجية كانت في تخصص آخر, والتحقت صفية بن زقر بدراسات حرّة في مصر على نفقتها الخاصة, وكان وضعها المادي الأسري ميسورا كما هو الحال عند منيرة موصلي التي واصلت دراستها الجامعية في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة وتخرجت فيها عام1972، وعند نبيلة البسام التي درست على نفقة أسرتها الخاصة في الجامعة الأمريكية بلبنان وبعض المعاهد والكليات في الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت وزارة المعارف قد ابتعثت منذ بداية الستينات عددا من خريجي الثانوية العامة لدراسة التربية الفنية في مصر مثل جميل مرزا واحمد صالح شرف واحمد الدشاش ومحمد عبدالحميد محبت وعاد البعض ليقيم معارض فردية مثل الراحل عبدالرشيد سلطان الذي درس في ايطاليا و اقام معرضه الفردي اواسط الستينات.
يعتبر العام 1377هـ - 1957م هاما في مسيرة التربية الفنية في المملكة ففيه تمّ الاعتراف بهذه المادة داخل الخطة الدراسية وبالتالي اقيمت المعارض الجماعية لطلبة المدارس ومن خلالها ظهرت عدة اسماء بينها عبدالحليم رضوي كطالب متفوق في معرض مدرسي أقيم عام 1959 و رضوي 1939-2006 صاحب أول معرض فردي -موثق- أقيم عام 1384 فور عودته من إيطاليا بعد أن أكمل دراسته الفنية فيها واقام فيها بعض المعارض منذ1382. بدأ من جدة وانطلق بأعماله يعرضها في بيروت و الرياض والظهران وغيرها, وكان آخرون بينهم عبدالعزيز الحمّاد وعبدالرشيد سلطان ومحمد موسى السليم وضياء عزيز ومشعل السديري واصلو إقامة معارض شخصية في بعض المدن السعودية كالرياض وجدة والدمام والظهران خلال عقد الستينات. يعتبر عام 1385هـ - 1965 بداية مهمة في مسيرة التربية الفنية, والفن التشكيلي في المملكة حيث افتتاح معهد التربية الفنية بالرياض, وإليه انضم عدد من الموهوبين في مجال التربية الفنية واستقطب هذا المعهد معلمين سعوديين وعربا كان بعضهم يمارس الفن التشكيلي، تخرج في المعهد العديد من الأسماء التشكيلية السعودية مثل : علي الرزيزاء ومحمد الرصيص وبكر شيخون وعلي الصفار وخليل حسن خليل ومحمد عبدالرحمن سيام وعبدالله العبداللطيف وعبدالله حمّاس ويوسف جاها وفؤاد مغربل وعبدالحميد البقشي وفهد الحجيلان وعبدالله الشلتي ومحمد المنيف وزمان محمد جاسم وغيرهم, وأُقفل عام 1410هـ بعد ان قام قسم التربية الفنية في جامعة الملك سعود بالرياض منذ انشائه عام 1974 بمثل هذا الدور في تخريج معلمين لمادة التربية الفنية يمنحهم شهادة البكالوريوس، واستقطب القسم -للتدريس فيه- فنانين من العرب بجانب السعوديين.
مثلت المعارض المبكرة شكلا مدرسيا إلا أنها أيضاً كانت مجالاً للتعريف بقدرات المواهب الشابة, وسنجد في بدايات صفية بن زقر 1940م ما يؤكد ذلك, وكذا بالنسبة لغيرها, خاصة قبيل ابتعاث بعضهم للدراسة خارج المملكة. وأظهرت لوحات رضوي بعد عودته من دراسته في الخارج تغيراً واضحاً في نهجه وتلوينه ذلك بمقدار إطلاعه أو تأثره بأعمال بعض الفنانين الأوربيين. قد يختلف الأمرعند محمد السليم (1939 - 1997) الذي رسم بداية المشاهد المحلية القريبة, وكذلك بالنسبة لصفية بن زقر, أو حتى في المعارض الجماعية التي أقيمت نهاية الستينيات وشارك فيها آنذاك بعض الموهوبين والفنانين وكان من بين المشاركين في معرض جمع فنانين سعوديين وإيطاليين اقيم في جدة (رضوي وأحمد فلمبان وضياء عزيز, وطه صبان وحسن مليح وعبدالكريم بوخضير). و خلال النصف الثاني من الستينيات الميلادية أقام عبدالعزيز الحمّاد معارضه الشخصية في الدمام و الظهران والرياض. والحمّاد من الدارسين في معهد التربية الفنية وخريجيه الأوائل وأقامت صفية بن زقر, ومنيرة موصلي معرضاً مشتركاً في جدة عام 1968 وفي العام التالي أقام مشعل السديري معرضاً لأعماله, وكان السديري درس في إيطاليا والتقى بعبدالحليم رضوي, كما التقى به الفنان محمد الصقعبي الذي بدأ مشاركاته عام 1978 بعد إنهائه دراسته الفنية بأعوام, ويعتبر معرض أقيم في مدينة الرياض عام 1969م ونظمته المديرية العامة لرعاية الشباب, قبل أن تستقل وتصبح (الرئاسة العامة لرعاية الشباب) من أوائل المعارض الكبرى التي التقى فيها عدد من الفنانين والهواة من المنتسبين للأندية الرياضية بالمملكة وافتتحه الأمير خالد الفيصل المدير العام لرعاية الشباب حينها . يعتبر الفنان عبدالجبار اليحيا المولود عام1931 أكبر مجايليه ، كان نشاطه الفني محدوداً في بداياته، عمل في مدينة جدة و حرر خلال فترة قصيرة لا تتعدى ستة أشهر مادة صحفية ومترجمة لصحيفة (المدينة المنورة) عام 1968م, وأقام بعد عام, وبعد انتقاله إلى الرياض معرضاً لأعماله في مقر البعثة الأمريكية, ثم معرضا آخر بمقر سكن الموظفين لشركة لوكيد بالرياض ويعتبر معرضه بفندق اليمامة عام1972م الأهم حيث عبّر فيه عن موقف أكثر وضوحاً بعد أن كان يرسم المشاهد والمناظر الطبيعية والمحلية التي كانت تجد استحسان الأجانب .
منذ بداية الستينيات كانت صفية بن زقر1940 تمارس الرسم, وعبّرت أعمالها المبكرة عن ارتباط شديد وواضح بالحياة الاجتماعية في محيطها، رسمت الأدوات والأواني الشعبية, و مظاهر الحياة الاجتماعية على نحو فطري وبما يحقق إيصال فكرتها, واتصلت أعمالها على هذا النحو حتى الآن، وإن تطورت أو نمت قدراتها الفنية فيما بعد, بالمقابل انطلقت الفنانة منيرة موصلي في بدايتها بمعرض مشترك مع صفية بن زقر عام 1968م في جدة، نجدها ضمن اتجاه فني مختلف من حيث الرؤية والصياغة والتأثر. ولدت موصلي في مكة المكرمة عام 1951 كما جاء في بعض بروشورات معارضها, أو مشاركاتها الجماعية, إلا أن تاريخاً جديداً ظهر عام 2002 في مسابقة السفير التشكيلية بالرياض و التي اختيرت لها ضمن لجنة التحكيم, لكني أعتقد أن الفنانة منيرة موصلي أكثر قرباً عن هذين التاريخين لتاريخ ميلاد زميلتها صفية بن زقر. أقامت معرضا في مدينة الرياض يعتبر أول معرض لفنانة تشكيلية سعودية في هذه المدينة. عملت لفترة قصيرة في تدريس التربية الفنية والتحقت للعمل في شركة أرامكو السعودية بالظهران في المنطقة الشرقية منذ 1979م ونشطت مشاركاتها منذ منتصف الثمانينات عندما انظمت لجماعة اصدقاء الفن التشكيلي الخليجي واقامت بعد ذلك معارض فردية في اكثر من مدينة سعودية وعربية .
والفن التشكيلي الراهن في المملكة يعيش فترة نشاط وحيوية متواصلة على المستوى المحلي والعربي والدولي، ومنذ قيام الرئاسة العامة لرعاية الشباب اواسط السبعينات والانشطة التشكيلية تتواصل بالعروض المختلفة حيث انتظمت عدة معارض على شكل مسابقات تمنح الجوائز الاولى وتقتني الاعمال بكافة اشكالها مثل معرض الفن السعودي المعاصر والمعرض العام للمقتنيات والمعرض العام للمناطق وغيرها بجانب المعارض الفرعية في مدن المملكة، وشاركت الرئاسة باعمال الفنان التشكيلي السعودي في الخارج واصدرت في العام 2000 اول كتاب عن الفن التشكيلي السعودي(تاليف كاتب السطور)، وقامت الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بدور في اتجاه المعارض الفردية والجماعية التي بدأتها عام 1977 في الرياض. و شهدت الساحة قيام العديد من الجهات التي اخذت ترعى وتنظم نشاطات مختلفة داخليا وخارجيا مثل المنصورية للثقافة والابداع التي طبعت الكتب للفنانين السعوديين والعرب والحقت بعضهم و اعمالهم بورش فنية خارجية واقامت لهم المعارض الفردية ، واسهمت بعض الجهات بتبني مسابقات متواصلة في دعم الحركة وتنشيطها واشير الى مسابقة ملون السعودية التي نظمتها الخطوط الجوية العربية السعودية ومسابقة باحة الفنون وكان لعدد من المؤسسات الفنية الاثر في دعم الحركة وفنانيها مثل مؤسسة الفن النقي التي طبعت كتابا عن الفنان د.محمد الرصيص وآخر بعنوان(التصوير التشكيلي) في المملكة العربية السعودية بجانب بعض معارض للهواة ، و اتيليه جدة والمركز السعودي للفنون التشكيلية وبيت الفنانين التشكيليين والقاعة العالمية للفنون بجدة و روشان للفنون الجميلة التي تعد من اقدم المؤسسات الفنية التي كان لها دور فاعل في الساحة المحلية وايجاد حلقة وصل بالفن العربي من خلال استضافة معارض فردية لفنانين عرب، ثم مجلتها(فنون) التي توقفت بعد اعداد قليلة من صدورها. وحقق الفنان التشكيلي السعودي حضورا بارزا في بعض المناسبات العربية والدولية مثل فيصل السمرة وعبدالعزيز عاشور وخليل حسن خليل والراحل هاشم سلطان1954-2006 ومحمد عبدالله الغامدي و نايل ملا وطه صبان بجانب المستوى الفني الذي برزت معه أسماء عديدة بينها عبدالله الشيخ وكمال المعلم وسمير الدهام وسامي الحسين واحمد الأعرج وعبدالله حماس وناصر الموسى وصديق واصل وعبدالله المرزوق وفيصل المشاري وعلي الطخيس وشادية عالم ورائدة عاشور وغيرهم، والاسماء التشكيلية في المملكة عديدة برزت في تجاربها اتجاهات شخصية ومتميزة في انفتاح الفنان السعودي على الفن العالمي وخوضه غمار التجارب الحديثة والجديدة بجانب التجارب الأخرى التي استلهمت المعطى التراثي المحلي او العربي او الاسلامي والتي أهّلت لبروزه عربيا على الأقل.
::. عبدالرحمن السليمان
مع حبـــــــــي
t11t17
.
.
.
نبذة مختصرة عن الفن التشكيلي المعاصر في المملكة العربية السعودية
من كتاب بالعنوان ذاته للفنان التشكيلي عبد الرحمن السليمــــــان
..
.
بدا الفن التشكيلي في المملكة العربية السعودية بجهود شخصية كان الفنانون قد رسموا لأنفسهم هذا التوجه الذي لم يكن يخلو من مغامرة, فالظروف التي توافرت للبعض-لدراسة الفن- لم تتوافر للبعض الآخر, وقدر مواجهة هذه الظروف قد تختلف من شخص لآخر, فعبد الحليم رضوي اتجه بداية الستينات الى ايطاليا بجهود فردية ضُمّ بعدها للبعثة الحكومية, اما محمد السليم فقد ابتعث عن طريق وزارة الإعلام عام1970 , وكان حينها موظفا في التلفزيون كمنفذ ديكور ورسام خلفيات, أما عبدالجبار اليحيا فإن دراسته الخارجية كانت في تخصص آخر, والتحقت صفية بن زقر بدراسات حرّة في مصر على نفقتها الخاصة, وكان وضعها المادي الأسري ميسورا كما هو الحال عند منيرة موصلي التي واصلت دراستها الجامعية في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة وتخرجت فيها عام1972، وعند نبيلة البسام التي درست على نفقة أسرتها الخاصة في الجامعة الأمريكية بلبنان وبعض المعاهد والكليات في الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت وزارة المعارف قد ابتعثت منذ بداية الستينات عددا من خريجي الثانوية العامة لدراسة التربية الفنية في مصر مثل جميل مرزا واحمد صالح شرف واحمد الدشاش ومحمد عبدالحميد محبت وعاد البعض ليقيم معارض فردية مثل الراحل عبدالرشيد سلطان الذي درس في ايطاليا و اقام معرضه الفردي اواسط الستينات.
يعتبر العام 1377هـ - 1957م هاما في مسيرة التربية الفنية في المملكة ففيه تمّ الاعتراف بهذه المادة داخل الخطة الدراسية وبالتالي اقيمت المعارض الجماعية لطلبة المدارس ومن خلالها ظهرت عدة اسماء بينها عبدالحليم رضوي كطالب متفوق في معرض مدرسي أقيم عام 1959 و رضوي 1939-2006 صاحب أول معرض فردي -موثق- أقيم عام 1384 فور عودته من إيطاليا بعد أن أكمل دراسته الفنية فيها واقام فيها بعض المعارض منذ1382. بدأ من جدة وانطلق بأعماله يعرضها في بيروت و الرياض والظهران وغيرها, وكان آخرون بينهم عبدالعزيز الحمّاد وعبدالرشيد سلطان ومحمد موسى السليم وضياء عزيز ومشعل السديري واصلو إقامة معارض شخصية في بعض المدن السعودية كالرياض وجدة والدمام والظهران خلال عقد الستينات. يعتبر عام 1385هـ - 1965 بداية مهمة في مسيرة التربية الفنية, والفن التشكيلي في المملكة حيث افتتاح معهد التربية الفنية بالرياض, وإليه انضم عدد من الموهوبين في مجال التربية الفنية واستقطب هذا المعهد معلمين سعوديين وعربا كان بعضهم يمارس الفن التشكيلي، تخرج في المعهد العديد من الأسماء التشكيلية السعودية مثل : علي الرزيزاء ومحمد الرصيص وبكر شيخون وعلي الصفار وخليل حسن خليل ومحمد عبدالرحمن سيام وعبدالله العبداللطيف وعبدالله حمّاس ويوسف جاها وفؤاد مغربل وعبدالحميد البقشي وفهد الحجيلان وعبدالله الشلتي ومحمد المنيف وزمان محمد جاسم وغيرهم, وأُقفل عام 1410هـ بعد ان قام قسم التربية الفنية في جامعة الملك سعود بالرياض منذ انشائه عام 1974 بمثل هذا الدور في تخريج معلمين لمادة التربية الفنية يمنحهم شهادة البكالوريوس، واستقطب القسم -للتدريس فيه- فنانين من العرب بجانب السعوديين.
مثلت المعارض المبكرة شكلا مدرسيا إلا أنها أيضاً كانت مجالاً للتعريف بقدرات المواهب الشابة, وسنجد في بدايات صفية بن زقر 1940م ما يؤكد ذلك, وكذا بالنسبة لغيرها, خاصة قبيل ابتعاث بعضهم للدراسة خارج المملكة. وأظهرت لوحات رضوي بعد عودته من دراسته في الخارج تغيراً واضحاً في نهجه وتلوينه ذلك بمقدار إطلاعه أو تأثره بأعمال بعض الفنانين الأوربيين. قد يختلف الأمرعند محمد السليم (1939 - 1997) الذي رسم بداية المشاهد المحلية القريبة, وكذلك بالنسبة لصفية بن زقر, أو حتى في المعارض الجماعية التي أقيمت نهاية الستينيات وشارك فيها آنذاك بعض الموهوبين والفنانين وكان من بين المشاركين في معرض جمع فنانين سعوديين وإيطاليين اقيم في جدة (رضوي وأحمد فلمبان وضياء عزيز, وطه صبان وحسن مليح وعبدالكريم بوخضير). و خلال النصف الثاني من الستينيات الميلادية أقام عبدالعزيز الحمّاد معارضه الشخصية في الدمام و الظهران والرياض. والحمّاد من الدارسين في معهد التربية الفنية وخريجيه الأوائل وأقامت صفية بن زقر, ومنيرة موصلي معرضاً مشتركاً في جدة عام 1968 وفي العام التالي أقام مشعل السديري معرضاً لأعماله, وكان السديري درس في إيطاليا والتقى بعبدالحليم رضوي, كما التقى به الفنان محمد الصقعبي الذي بدأ مشاركاته عام 1978 بعد إنهائه دراسته الفنية بأعوام, ويعتبر معرض أقيم في مدينة الرياض عام 1969م ونظمته المديرية العامة لرعاية الشباب, قبل أن تستقل وتصبح (الرئاسة العامة لرعاية الشباب) من أوائل المعارض الكبرى التي التقى فيها عدد من الفنانين والهواة من المنتسبين للأندية الرياضية بالمملكة وافتتحه الأمير خالد الفيصل المدير العام لرعاية الشباب حينها . يعتبر الفنان عبدالجبار اليحيا المولود عام1931 أكبر مجايليه ، كان نشاطه الفني محدوداً في بداياته، عمل في مدينة جدة و حرر خلال فترة قصيرة لا تتعدى ستة أشهر مادة صحفية ومترجمة لصحيفة (المدينة المنورة) عام 1968م, وأقام بعد عام, وبعد انتقاله إلى الرياض معرضاً لأعماله في مقر البعثة الأمريكية, ثم معرضا آخر بمقر سكن الموظفين لشركة لوكيد بالرياض ويعتبر معرضه بفندق اليمامة عام1972م الأهم حيث عبّر فيه عن موقف أكثر وضوحاً بعد أن كان يرسم المشاهد والمناظر الطبيعية والمحلية التي كانت تجد استحسان الأجانب .
منذ بداية الستينيات كانت صفية بن زقر1940 تمارس الرسم, وعبّرت أعمالها المبكرة عن ارتباط شديد وواضح بالحياة الاجتماعية في محيطها، رسمت الأدوات والأواني الشعبية, و مظاهر الحياة الاجتماعية على نحو فطري وبما يحقق إيصال فكرتها, واتصلت أعمالها على هذا النحو حتى الآن، وإن تطورت أو نمت قدراتها الفنية فيما بعد, بالمقابل انطلقت الفنانة منيرة موصلي في بدايتها بمعرض مشترك مع صفية بن زقر عام 1968م في جدة، نجدها ضمن اتجاه فني مختلف من حيث الرؤية والصياغة والتأثر. ولدت موصلي في مكة المكرمة عام 1951 كما جاء في بعض بروشورات معارضها, أو مشاركاتها الجماعية, إلا أن تاريخاً جديداً ظهر عام 2002 في مسابقة السفير التشكيلية بالرياض و التي اختيرت لها ضمن لجنة التحكيم, لكني أعتقد أن الفنانة منيرة موصلي أكثر قرباً عن هذين التاريخين لتاريخ ميلاد زميلتها صفية بن زقر. أقامت معرضا في مدينة الرياض يعتبر أول معرض لفنانة تشكيلية سعودية في هذه المدينة. عملت لفترة قصيرة في تدريس التربية الفنية والتحقت للعمل في شركة أرامكو السعودية بالظهران في المنطقة الشرقية منذ 1979م ونشطت مشاركاتها منذ منتصف الثمانينات عندما انظمت لجماعة اصدقاء الفن التشكيلي الخليجي واقامت بعد ذلك معارض فردية في اكثر من مدينة سعودية وعربية .
والفن التشكيلي الراهن في المملكة يعيش فترة نشاط وحيوية متواصلة على المستوى المحلي والعربي والدولي، ومنذ قيام الرئاسة العامة لرعاية الشباب اواسط السبعينات والانشطة التشكيلية تتواصل بالعروض المختلفة حيث انتظمت عدة معارض على شكل مسابقات تمنح الجوائز الاولى وتقتني الاعمال بكافة اشكالها مثل معرض الفن السعودي المعاصر والمعرض العام للمقتنيات والمعرض العام للمناطق وغيرها بجانب المعارض الفرعية في مدن المملكة، وشاركت الرئاسة باعمال الفنان التشكيلي السعودي في الخارج واصدرت في العام 2000 اول كتاب عن الفن التشكيلي السعودي(تاليف كاتب السطور)، وقامت الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بدور في اتجاه المعارض الفردية والجماعية التي بدأتها عام 1977 في الرياض. و شهدت الساحة قيام العديد من الجهات التي اخذت ترعى وتنظم نشاطات مختلفة داخليا وخارجيا مثل المنصورية للثقافة والابداع التي طبعت الكتب للفنانين السعوديين والعرب والحقت بعضهم و اعمالهم بورش فنية خارجية واقامت لهم المعارض الفردية ، واسهمت بعض الجهات بتبني مسابقات متواصلة في دعم الحركة وتنشيطها واشير الى مسابقة ملون السعودية التي نظمتها الخطوط الجوية العربية السعودية ومسابقة باحة الفنون وكان لعدد من المؤسسات الفنية الاثر في دعم الحركة وفنانيها مثل مؤسسة الفن النقي التي طبعت كتابا عن الفنان د.محمد الرصيص وآخر بعنوان(التصوير التشكيلي) في المملكة العربية السعودية بجانب بعض معارض للهواة ، و اتيليه جدة والمركز السعودي للفنون التشكيلية وبيت الفنانين التشكيليين والقاعة العالمية للفنون بجدة و روشان للفنون الجميلة التي تعد من اقدم المؤسسات الفنية التي كان لها دور فاعل في الساحة المحلية وايجاد حلقة وصل بالفن العربي من خلال استضافة معارض فردية لفنانين عرب، ثم مجلتها(فنون) التي توقفت بعد اعداد قليلة من صدورها. وحقق الفنان التشكيلي السعودي حضورا بارزا في بعض المناسبات العربية والدولية مثل فيصل السمرة وعبدالعزيز عاشور وخليل حسن خليل والراحل هاشم سلطان1954-2006 ومحمد عبدالله الغامدي و نايل ملا وطه صبان بجانب المستوى الفني الذي برزت معه أسماء عديدة بينها عبدالله الشيخ وكمال المعلم وسمير الدهام وسامي الحسين واحمد الأعرج وعبدالله حماس وناصر الموسى وصديق واصل وعبدالله المرزوق وفيصل المشاري وعلي الطخيس وشادية عالم ورائدة عاشور وغيرهم، والاسماء التشكيلية في المملكة عديدة برزت في تجاربها اتجاهات شخصية ومتميزة في انفتاح الفنان السعودي على الفن العالمي وخوضه غمار التجارب الحديثة والجديدة بجانب التجارب الأخرى التي استلهمت المعطى التراثي المحلي او العربي او الاسلامي والتي أهّلت لبروزه عربيا على الأقل.
::. عبدالرحمن السليمان
مع حبـــــــــي
t11t17